صفحات المستقبل

المجلس الوطني ,, مسيّر ام مخيّر ؟


بعد القراءة  لـ  المقال السليم ,, المطلوب … ميثاق وطني ,, و ربما البداية ,  لـ عدة مقالات , اتمنى الا تنتهي كما اخشى , بـ مقال المجلس الوطني , لا يمثلني ,,,

يجن جنون  مؤيدي الثورة و الثوار عموماً , عندما يسمعوا من معارض ما , او جهة خارجية , او احد موالي النظام , ان اعطوا النظام مهلة لـ يطبق الاصلاحات المنشودة , و منطق الرفض هذا , لا جدال فيه , لأنه هو ايضا – اي النظام – لم يعطي الشعب مهلة , لكي يعبّر ولو مرة واحدة في تاريخه , عن ما يدور في خلده , و ما يلتهب في احشائه , من ذل و قمع , و يفرّغ شحناته الموروثة , و لو بادر بإعطائنا  الفرصة , لـ نتظاهر قليلاً – و هنا المقصود درعا , او ما لحق فيها في الايام الاولى – دون سفك الدماء , و فقدان صبره دفعة واحدة , لكان حريّاً به , ان يطالبنا بـ الصبر عليه , و لكن هو البادىء

فـ لذلك قد انتهى موضوع تبادل الثقة , مع نهاية الخطاب الاول , الذي تأملنا به اعترافاً بـ الخطأ , و عدم التكبر على الشعب , و دعوة للمصالحة , و لكن لم يحضر من ذلك شيء , فـ اتجهت البلاد الى ثورة , و مع استمرار السلطة بالنكران , اصبح اللا رجوع عنها , قراراً مصيرياً , لا رجوع عنه

تعرجت الثورة في خط بياني , تحكّم به , توزّع الجيش و الآلة العسكرية , و تنوّعت ردات الفعل , حتى وصلنا الى أمرين مفصليين , حقيقة الوجود الفاعل لـ الجيش الحر , و النصر الليبي , هذان الحدثان , تقاطعا مع مضي الثورة , و مع التغوّل بـ سفك الدماء , فـ انقسم جمهور الثورة , الى داعي للاستمرار السلمي , و الداعي للتسلّح

تجدر الاشارة هنا , الى داعي التسلّح , بـ سؤالي له : انت اين تعيش ؟ و هل تسمع اخبار الثورة التفصيلية ام لا ؟ و هل تعتمد في معلوماتك على مصدر واحد , ام اكثر ؟

سبب السؤال , هو جهله بما يحصل , يا أخي : إن الثوار , قد اخذوا القرار , و هو التظاهر السلمي , بالاضافة الى الدعم اللوجيستي لـ الجيش الحر , هم لم ينتظروا لا داعي هذا و لا داعي ذاك , و وجدوا أن هذا الطريق هو الافضل , لـ تبقى السمة السلمية , هي هوية الثورة , و بـ المقابل , إعطاء الخبّاز خبزه – اي كتائب الجيش المنشقة – , و مرجعية قرارهم هذا , هم كبار القوم , و اصحاب الفكر و رجال الدّين , الذين وجدوا بـ هذا الحل , الخيّار الاسلم , و الاكثر منطقية , و الاقرب الى الواقع , فـ تسليح الثورة عموماً – و بغض النظر عن استحالته – سيلقي بـ ظلال ثقيلة , كـ توزّع السلاح العشوائي , و احتمالية التخبّط التكتيكي  الخ , امّا هدفهم الاسمى في قرارهم هذا , هو عدم اعطاء النظام , حجّة , يحاجج بها الغرب , ان سلاحه ضد تمرّد عسكري , و ليس ضد ثورة , فـ أرجو منك , الا تتكبّر على شباب الثورة و عقولها , فـ أهل مكّة ادرى بـ شعابها , و ان الاستمرار بـ الدعوة للتسلّح , كـ الملئ بالجرة المثقوبة , لأنه – و لتكن على ثقة – انهم حريصون على روحهم و حريتهم و نجاح ثورتهم , اكثر مني و منك بآلاف المرّات , فـ هم , من يديهم في النار , عداك عن ان حصاد الجيش الحر , اصبح ملحوظاً و موجعاً ,,

المجلس الوطني ,, مسيّر ام مخيّر

نعم لقد ايّد جمهور الثورة , هذا المجلس , و تجسّدت ذروة التأييد , ليس مع جلسته الاولى في اسطنبول , و انما لاحقاً , مع انضمام اطياف عدة , على رأسها برهان غليون , و تبلور التأييد المطلق , مع تأييد اطراف معارضة , لم تنضم للمجلس لأسباب متنوعة , و لكن ايدته , فـ رأينا ان تأييده – اذاً – قراراً سليماً و ليس اعتباطياً , حتى جاء غضب النظام من ذلك المجلس , بـ اعتقال المقربين لـ غليون , و تهديد المعلّم , لمن يعترف به من الدول , فـ زاد ولعنا به , و تصميمنا على مؤازرته ,, و لكن ماذا بعد ؟

طلب الكثير , و شكلّوا صفحات لذلك , بأن يستلم المجلس , بـ مكتبه الاعلامي , موضوع تسمية الجمع , فـ رغم رمزيتها , الا انه اسم يتناوله الاعلام , على مدار يومين او ثلاثة , و لم يرى المجلس في ذلك شيئاً ذا جدوى

اضربت حوران , فقامت صفحات اعلام الثورة بـ تعميمه , و اعلان الاربعاء , اضراباً عاماً , مترافقاً , مع  زيارة اللجنة الوزارية العربية لـ دمشق , و دعا جمهور الثورة , المجلس للتفاعل مع هذا الحدث , فأصدر بياناً يدعم و يدعو فيه الى المشاركة في الاضراب

مرة اخرى , طالبت الثورة المجلس , بـ مؤتمرات صحفية , دورية , لـ معرفة ما يقوم به المجلس , و اين وصل عمله , و لا حياة لمن تنادي

طلبنا مراراً و تكراراً , اجراء لقاءات حوارية , مع عدة اشخاص منه , و كان الرد بالاعتذار مؤقتاً , و يطول ذلك المؤقت , و السؤال لماذا ترفض الحوار معنا , و ان كتبنا بك مديحاً , نشرته على صفحاتك ؟

طالبته الثورة , بالاعتراف و التأييد لـ الجيش الحر , و ايضاً لا ندري اين وصلت هذه الفكرة من حبل اسماعه

و أقل ما طالناه به , بيان اسبوعي عن عدد الشهداء , و اهم الاحداث , كونه الوجه السياسي لـ الثورة

اي بـ المجمل , هو  متأخر , و اذا اعتبرناه مع حسن الظن , انه مواكباً و مؤيداً , لـ كلّ مانطلب , اذاً اين هي مبادراته و افكاره الخلّاقة ؟

لا يسعني ذكر الأمور , التي طُلبت منه , فـ اغلبكم لديه اكثر مما ذكرت , و من يوم تشكّله , الى اليوم , و هو بعيدٌ عنا , و غير مبالي , و الانكى انه يخرج الى الاعلام , لـ يذكر الاحداث عن طريق مسمياتنا لها , و يستدل من كتاباتنا عنها و توثيقنا لـ بعض ما جرى فيها , و يتنغنى بـ تغنينا به , و تأيدنا له !!

نحن على يقين , بأنّ السياسة , لعبة ماكرة , و اغلب خيوطها , لا يمكن اظهاره لـ العلن , و يمكن ان يكون ذلك المجلس , يعمل على شيء , ربما يطول وقته , و لكن النتيجة ستكون ثمينة للثورة

و لا اعتقد , بـ شيء قد يحدث فارقاً , سوى تصعيد دولي , غير مسبوق , ينتقل الى التطبيق , و يبتعد عن القول و التنظير , فـ الى اليوم , اغلب دول العالم اسقطت الشرعية عن النظام  , بالقول , و تعود لـ تتكلم عنه و عن الحلول و الحوار

لا ننكر قوة النظام السياسية , التي اسسها على مدار عقود , و اعتمد بها على طريقة ليّ اليد , و لا محور حديثنا بازاراته السياسية , على الارض و السلام , و لافتة الممانعة ذات الالوان البرّاقة , التي تسرّ الناظرين , هذا انتهينا منه

اليوم لنا , بـ مجلس انتخبناه بالتزكية , كـ افضل الخيارات , التي تجسد ترافق المسار السياسي مع المسار الثوري , و لكن الى اليوم – و كما يبدو – هو مسيّراً , و لا اعني بالتسيير , المعنى المتواطئ من الكلمة , و انما المعنى الخاضع و المغلوب على امره , اي ان ذلك المجلس – و اعيد لأكرر الى اليوم فقط – لم يزد على اي حراك قام به الشعب المنتفض , لا بل إن ذلك الشعب , قد احدث نجاحات سياسية , اكثر منه , و هذا المجلس , هو نفسه احدى تلك النجاحات , فـ إلى متى ؟

لا نطلب حلاً سحرياً , فـ نحن واعون , لـ صعوبة المخرج , و وعولة الطريق التي توصلنا الى ما نصبو اليه , و لكن سؤالنا الى متى هذا الشرخ سيبقى موجوداً بينه و بيننا , بل هو يكبر من حيث لا ندري

و هل حلبات الاعلام , هي جلّ انتصاراته ؟ فـ  لا يكفي ابداً , حوارٌ هنا , و لقاءٌ هناك , لكي نعرف بالصدفة ما هو الجديد

من ضمن شروط هذا المجلس , عدم ترشّح اعضائه , الى الدورة الانتخابية الاولى , و هذا الشرط , هو ما ابعد بعض المعارضين , عن الانخراط به , و لكن نحن اليوم , بـ معزل عن تلك الاحلام الوردية , لـ هذا و ذاك , و إن لم نجد بك اليوم , ما ينفعنا , فلا حاجة لنا , بك غداً

نعود لـ نختلق له الاعذار , و ان تكوّنه في الخارج , قد يجبره لـ مراعاة بعض السياسات , التي ترى ان وقت اسقاط النظام , لم يحن بعد , و اُجبرنا على هذا  الخيار , فـ النظام قد اعدم من عارضه داخلياً

و لكن صبرنا قد ينفذ عليكم , كما نفذ على العرب و الغرب , و الى اليوم , الثورة لم تجد لها معيناً بعد الله , سوى بـ الجيش المنشق , فـ هو الوحيد , مع مشروع الشهيد المتظاهر , الجديرين بـ تحقيق النصر للثورة , اما انتم – الى الان – فلا !!

و الاخطر من ذلك كله , و مربط الخيل في هذا الكلام , هو الخوف من تحولكم , الى عبء على الثورة , بدل ان تكونوا يد العون لها , اصبحنا و بعد ضموركم هذا  , نشعر بالخجل من ضعف نشاطكم  , و اصبح الكثير , يعيّر الثورة السورية المتفانية , بـ هذا المجلس الهزيل , و انقلب الحال في يوم و ليلة , لـ نعمل نحن على تعزيز مكانكم و شرح دوركم , بدل ان يكون العكس

انتبهوا , ألا تدخلوا في نفس القالب , على أنّ من خلق النظام لـ يدير سوريا , لم يخلق غيره , و الان دوركم لـ تفهموا , ان من خلقكم لـ تعارضوا هذا النظام , و تسقطوه , و تحلّوا مكانه , قد خلق غيركم الآلاف

ثوّار الشارع فقط , هم الحكّام من اليوم , فـ اما ان يقتل الشعب السوري , دون نيل الحرية , و اما ان ينتصر , و وقتها –  و في حين نصره –  سيسهل عليه اسقاط كل من يأتي في وجهه , و في طريق بنائه لـ دولته العصرية

ان كنتم مخيرين , فـ هيا و اخرجوا علينا , و ذوبوا فينا , و لبّوا ما نطالبكم به , او برروا عدم تلبيته , علّنا نقتنع , و نعذركم , فـ لربما كنا مخطئين في بعض ما طالبناكم به

اما ان كنتم مسيّرين , بـ سياسات دولية , اقوى منكم , و من عودكم السياسيّ الغض , فلا لوم عليكم , و لا يكلف الله نفساً الا وسعها , و لكن اعلنوها لنا و للجميع , و صارحونا , و لنكن على بينة , قبل فوات الاوان – لا قدر الله –  و نجد انفسنا , في لحظة , انّ ما تأملناه فيكم ,  كان سراباً

كونوا على قدر  شجاعة الثوار و على قدر نشاط اعلام الثورة , و جاروهم  و لو بالاقوال , و لا تتكبروا على قراراتهم , و اولها ,  دعم الجيش المنشق علناً , و اللقاء بـ قيادته على مرأى الاعلام , هو قد اخذ الشرعية الثورية  قبلكم , و واجبٌ عليكم , اعلان هذه الرسالة الى العالم , و ثانيها , التماشي مع الثورة , و الاعلان غداً , عن طلب الحظر الجوي , كما طلبوه

اننا اليوم معكم , و منتظرون

الثـــــورة منتصـــــرة ,,

فري سيريا

http://the-syrian.com/archives/49917

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى