صفحات سورية

المركز العربيّ يعلن نتائج استطلاعٍ لاتجاهات الرأي العامّ العربيّ نحو الأزمة السوريّة

 

أعلن المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة اليوم عن نتائج استطلاعٍ لاتجاهات الرأي العامّ في المنطقة العربيّة نحو الأزمة السوريّة. وتمثّل هذه النتائج جزءًا من استطلاع المؤشر العربيّ لعام 2012 / 2013 الذي نفّذه المركز العربيّ في 13 بلدًا عربيًا هي: موريتانيا، والمغرب، والجزائر، وتونس، ومصر، والسّودان، وفلسطين، ولبنان، والأردن، والعراق، والسعوديّة، واليمن، والكويت؛ خلال الفترة من تموز / يوليو 2012 إلى كانون الثاني / يناير 2013. أجري الاستطلاع بمقابلة 19565 مستجيبًا وجاهيًا ضمن عيّنات ممثّلة لتلك البلدان وبهامش خطأ يتراوح بين ± 2-3%. ويعادل مجموع سكان المجتمعات التي نُفّذ فيها الاستطلاع 87% من عدد السكّان الإجماليّ لمجتمعات المنطقة العربيّة.

والمؤشّرُ العربيُّ هو استطلاعٌ سنويّ ينفّذه المركزُ العربيُّ في البلدانِ العربيّة؛ بهدفِ الوقوفِ على اتّجاهاتِ الرّأيِّ العامِّ العربيِّ نحو مجموعةٍ من الموضوعاتِ: الاقتصاديّة؛ والاجتماعيّة؛ والسياسيّة، بما في ذلك اتّجاهاتُ الرّأيِّ العامِّ نحو قضايا: الدّيمقراطيّة؛ والمشاركة السياسيّة والمدنيّة. وتُنشر النتائجُ الشّاملةُ للمؤشِّر العربيِّ لعام 2012 في بداية شهر نيسان / أبريل 2013.

وأوضح الدكتور محمد المصري، مدير برنامج قياس الرأي العامّ في المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات، خلال مؤتمر صحفيّ عقد اليوم (الأربعاء 20/03/2013) في مقر المركز في الدوحة، أن نتائجُ الاستطلاع بشأن الأزمة السورية أظهرت أنّ هنالك شبه توافقٍ في اتجاهات مواطني المنطقة العربيّة، إذ إن أغلبية المستجيبين وبنسبة 77% يرون أنّه “من الأفضل لسورية اليوم أنْ يتنحّى الأسد عن السّلطة”، مقابل معارضة 13% لهذه العبارة، في حين لم يعبّر 10% من المستجيبين عن رأيٍ أو رفضوا الإجابة.

تشير النتائج إلى أنّ أكثريّة المستجيبين في كلّ بلدٍ من البلدان المُستطلَعة تؤيّد تنحّي الأسد عن السّلطة باستثناء الرّأيّ العامّ اللبنانيّ، إذ انقسم على نفسه ما بين 44% أيّدوا تنحّي الأسد و46% عارضوا تنحّيه. بل إن الرأي العامّ في بعض البلدان: مصر؛ والكويت؛ واليمن؛ والسّعودية؛ والمغرب؛ وفلسطين؛ والأردن؛ والسّودان؛ والجزائر، شبه مجمعٍ على تأيّيد تنحّي الأسد، فقد أيّد 91% من المصريّين تنحّي الأسد، وأيده90% من الكويتيّين، و88% في السّعودية، و87% في اليمّن.

                      تأيّيد ومعارضة الرّأي العامّ في المنطقة العربيّة لعبارة:

“من الأفضل لسورية اليوم أنْ يتنحّى بشّار الأسد عن السّلطة”

المؤيّدون والمعارضون لعبارة:

“من الأفضل لسورية اليوم أنْ يتنحّى الأسد عن السّلطة” بحسب بلدان المستجيبين (%)

لقد قدّم الرّأيّ العامّ في المنطقة العربيّة العديد من المقترحات حلولًا للأزمّة السّوريّة، من خلال الإجابة عن سؤال مفتوح دون خياراتٍ مسبقة. ويُمكن تصنيف المقترحات في ثلاثةِ اتّجاهات يلخّص كلّ منها مجموعةً من هذه المقترحات، وهي:

 الاتّجاه الأول، ويرى أصحابه أنّ حلّ الأزمّة السّورية يكمن في تغيير النظام السّياسيّ الحاكم، وتُعبّر عن ذلك أكثرية الرّأي العامّ في المنطقة العربية وبنسبة 66% من المستجيبين، وبذلك يعبر أصحاب هذا الاتجاه عن تأييدهم للثورة ومعارضتهم للنظام.

 الاتّجاه الثاني؛ ويقترح أصحابه القضاءَ على الثورة، وتشير إلى ذلك مقترحاتُ نسبةٍ تمثّل 3% من المستجيبين في كافة البلدان المستطلعة، ويمثّل أصحاب هذا الاتجاه المؤيّدين للنظام.

الاتّجاه الثالث؛ ويقترح المستجيبون المصنفون في هذا الاتجاه حلّ الأزمّة السوريّة من خلال عملية سياسيّة سلميّة تشارك فيها جميع القوى السياسيّة بعد أن يقوم النظام بإصلاحاتٍ جذريّة. وعبّر عن ذلك نحو 10% من المستجيبين.

واقترح ما نسبته 1% من الرأي العامّ العربيّ عدم التدخل الخارجيّ لمساندة أيٍّ من طرفي الأزمة. وكانت نسبة الذين لم يبدوا رأيًا أو لم يقدّموا اقتراحاتٍ لحلّ الأزمة في سورية 19% من المستجيبين.

                      مقترحات الرّأي العامّ في المنطقة العربيّة للحلّ الأمثّل للأزمّة السّوريّة

أيّ المقولتين أقرب إلى وجهة نظرك؟

وعلى صعيد توصيف الوضع في سورية، أبرزت نتائج الاستّطلاع أنّ 62% من الرّأي العامّ في المنطقة العربيّة يرى أنَّ عبارة: “إنّ ما يجري في سورية اليوم هو ثورة شعبٍ ضد النّظام” هي الأقرب لوجّهة نظرهم، فيما عبّر 27% من المستجيبين عن تأيّيدهم عبارة “إنّ ما يجري في سورية هو مؤامرةٌ خارجيّة على سورية” كونها الأقرب لتوصيفهم لما يجري في سورية؛ فيما أفاد أقل من 1% بأنَّ ما يجري في سورية هو ثورة شعبٍ ومؤامرةٌ خارجيّة على سورية في آنٍ واحد. وكانت نسبة الذين لم يُبدوا رأيًّا أو رفضوا الإجابة 11% من المستجيبين.

اتضح من خلال التحليل المتقاطع لإجابات المستجيبين أنّ اختيار فئة منهم لتوصيف الأزمّة السّورية على أنَّها مؤامرةٌ خارجيّة لا يعني بالضرورة أنهم من مؤيّدي النّظام السّوري أو أنَّهم معادون للثورة أو أنهم من الدّاعين إلى القضاء على الثورة أو المعارضة. فعند تحليل توصيف المستجيبين لما يجري في سورية بالتقاطع مع مقترحاتهم للحلّ الأمثل للأزمّة فيها، يتبيّن أنَّ أكثريّة الذين أفادوا بأنَّ ما يجري في سورية هو ثورة ضد النّظام (وبنسبة 80% منهم) ترى أنَّ الحلَّ الأمثلَ للأزمّة هو تغيير النّظام الحاكم. في المقابل، فإنّ من يصفون ما يجري بأنّه مؤامرةٌ خارجيّة تنوّعت مقترحاتهم للحلِّ الأمثلِ للأزمّة في سورية، إذ إنَّ نصفهم (49%) أفاد بأنَّ الحلَّ الأمثلَ للأزمّة هو تغيير نظام الحكم، فيما كانت نسبة الذين رأوا أنَّ الحلَّ الأمثلَ هو القضاء على الثورة 11% من جميع الذين أفادوا بأنَّ ما يجري هو مؤامرة على سورية، و21% منهم اقترحوا حلَّ الأزمّة من خلال عمليّةٍ سياسيّةٍ سلميّةٍ. وبناءً على ذلك، يبدو واضحًا عدم صّحة الافتراض القائل إنَّ مَنْ يُوصِّفُ الوضع على أنَّه مؤامرةٌ خارجيّة على سورية هو من المؤيّدين للنِّظام السوريّ؛ بل على النَّقيض من ذلك، وكما تظهره النتائج، فإنَّ أكثريتهم تؤيّد تغيير النِّظام أو إيجاد حلٍّ من خلال عمليّةٍ سلميّةٍ.

المستجيبون الذين أفادوا بأنَّ ما يجري في سورية هو ثورة شعبٍ ضدّ النّظام وأولئك الذين أفادوا بأنّ ما يجري هو مؤامرة خارجيّة على سورية بحسب آرائهم في الحلّ الأمثل للأزمّة في سورية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى