صفحات سورية

تركيا …….وهواية جمع المعارضين!

عدنان فرزات
حتى الآن، لا يبدو أن تركيا تقوم بأي عمل إيجابي تجاه الأحداث في سوريا، سوى أنها تمارس هواية جمع المعارضين على أراضيها.
حين اشتعلت الثورة قبل حوالي عام تقريباً، توجهت الأنظار أول ما توجهت إلى تركيا، حتى قبل أن يفكر أحد في أي دولة عربية، وتلك لاعتبارات كثيرة، فهي أكثر دولة حدودية مع سوريا مرشحة لأن تؤدي دوراً محورياً في الأزمة، فقد كانت من جهة قريبة جداً من النظام قبل الثورة، وكان النظام بمنزلة «ليلة القدر»، التي انفتحت على تركيا، بدءاً من التجارة التي نشطت بين البلدين، وصولاً إلى «دبلجة» المسلسلات التركية..!
وربما ان النظام عقب قيام الثورة، كان يعوّل على تركيا في أن تقف معه، أكثر مما يعول عليها الثوار والمنشقون عن الجيش النظامي، وذلك بحكم «العشم» الذي تشكل في السنوات الأخيرة بين النظام وتركيا. ولكن الذي حصل ان تركيا خذلت الاثنين: النظام والمعارضة، وضيعت مشيتها، فلا هي أبقت على مصالحها مع النظام، ولا هي حققت شيئاً ملموساً للثورة، باستثناء «البوفيهات» التي تقدمها للمعارضة في ندواتها، وزجاجات الماء أمام المتحدثين في الخطابات.
ويبدو ان النظام السوري أكثر خبرة بالتعامل مع تركيا من خبرة المعارضة، لذلك فقد حافظ على توازنه معها، رغم المظهر العابس والحازم، الذي تريد أحياناً تركيا أن تظهر عليه من خلال تقطيب حاجبي أردوغان، إذ في الوقت الذي كانت المعارضة تتعامل بانفتاح على الآخر مع تركيا، ويرتمي رموزها كالأطفال – يوم أول روضة – في أحضان تركيا، جاءت الضربة الأكثر إيلاماً، وهي تلك التي تلقتها الثورة عندما فوجئ الناس باختفاء أول المنشقين من الجيش النظامي السوري، حسين هرموش، وظهوره المباغت في التلفزيون السوري. ولكن هذا لم يمنع – أيضاً – من استمرار الانشقاقات بعد ذلك، ولا هو – أيضاً – أعاد المياه إلى مجاريها بين البلدين!
الحكومة التركية، تريد تسويق نموذجها الإسلامي على طريقة «مهند ونور» اللذين في المسلسل التركي الشهير، أو تريد أن تقول إن إسلامها مسموح به كل شيء، حتى لو لم يُصلّ. الممثلون في المسلسل الفروض الخمسة، وحتى لو أصابت الممثل مصيبة فأخذ له «كأسا» من باب الترويح عن النفس وليس من باب اقتراف الكبائر! لذلك، فهي بنظامها السياسي، لها عقل علماني وقلب عثماني. وحين حاولت أن تروج لهذا المبدأ عقب الثورة المصرية عندما نصحت المصريين بذلك، لم يلق مشروعها رواجاً.
في بداية الثورة السورية، حمل المتظاهرون لافتات تشيد بأردوغان، وتعتبره طوق النجاة الرحيم، ولكن ما لبث الناس أن أُصيبوا بخيبة أمل، فأنزلوا اللافتات واستبدلوا بها أخرى مكتوب عليها: «ما لنا غيرك يا الله».
***
من لافتات الثورة السورية:
«فقط في سوريا.. الشهيد يشيعه شهيد ويبكيه شهيد».
«حمص تتبرع بالدم لكل اللي ما عنده دم»..!
القبس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى