صفحات الثقافة

ثمة حبل حول عنقك/ ​يان آرندس

 

 

 

جان آرندس (1974-1925) ​شاعر هولندي استطاع أن يقول الكثير بكلمات قليلة.

ولد في مدينة لاهاي من أم مشردة كانت تبلغ من العمر حين ولادته عشرين عاما، تلقى التعليم في مدرسة ليلية بسبب تدهور صحة والدته. تتسم قصائده بنزعة عدمية مع اهتمام إنساني بالغ بحياة المهمشين.

انتحر في يوم صدور مجموعته الشعرية: “قصائد استراحة الغداء” إذ قام بقفزة مميتة من نافذة شقته في أمستردام في الطابق الخامس. هو الذي كتب في قصيدة “سرطان”: “الموت سقوطا / هو موت جيد”.

 

 

أنتَ

 

تستلقي على السرير

هناك

حبل

حول عنقك.

 

 

الحياة جيدة.

 

الخبز طازج.

تلقي

تحية ودية على

امرأة.

ترتشف

القهوة في المنزل.

تتناول السندويشات.

تقرأ الصحيفة.

الحياة

جيدة.

تذهب إلى السرير.

ثمة حبل حول عنقك.

 

 

السرطان

 

السرطان

موت جيد.

 

الموت حُباً

موت مناسب

 

الموت سقوطاً

هو موت جيد.

 

الموت غرقاً

موت مناسب.

 

الانتحار

موتٌ مناسب

كُلّ موت هو موت جيد

إلا هذا الموت الذي تنتظره

هو

أسوأ موت

دائماً.

 

 

لَدَيَّ منزل

 

لَدَيَّ منزلٌ.

المنزل الذي أملكه

هو عالمي.

هو خلاصة أفعالي

وكينونتي.

لا أدعو أحداً إلى منزلي

إذ أدرك جيداً أن من يرتشف القهوة في منزلي

سيشنق نفسه لاحقاً.

 

 

أنا – هو

 

إنه لم يعد يتقاسم السرير​ معي​

إذ إن وسا​ئده​ اهترأت

وكل

أغراضه صدأت

مؤسف أن ​جميع الأشياء الجيدة ​تتلا​شى​

أن شمساً جديدة تشرق ​على الدوام ​وتخطف ​الضوء من عيني

حين تتوهج ألسنة نيران الأسى ولم يعد بمقدوري الاختباء

لم ​ يعد تقتسم السرير معي

عليّ أن أهب جسدي للريح

أو أن أتلاشى في الطاعون والجرح

مؤلم جداً أن كل شيء جيد في مهب التلاشي

 

 

رشاقة

 

​أنا أكتب القصائد على شاكلة الأشجار النحيفة

من يستطيع أن يحادث اللغة

برشاقة مثلي أنا؟

ربما كان أبي بخيلا في نثر النطفة

الرجل الذي لم أتعرف إليه قط.

لم أستمع قط لمفردة حقيقية قادرة على إثارة الألم

​من أجل أن تدون الألم تحتاج إلى مفردات قليلة.

 

 

المفردة الأخيرة

 

​انتسب إلى غصن جاف

التهم الشجرة

التهم العشب

هكذا التهم الأرض

البخار

والظلام

هكذا أحرق كل شيء وأكون وأدرك

​اللغة شعاب

والمفردة الأخيرة سؤال يسطع في الضوء

 

 

رجل غير مُهَذَّب

 

بلغتُ الخمسين من العمر

وما زلتُ غير مُهَذَّب

لا زوجة لي

ولا ذرية

ادخرت الكثير من المال

ومني تفوح رائحة نتنة

قد أدخل بيتكَ يوم غد

بفأس في اليد

لا تخف

فأنا إله.

 

المترجم: محمد الأمين الكرخي

ضفة ثالثة

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى