صفحات سورية

رسالة نصف مفتوحة

 


Mustafa Intabli‎

رسالة نصف مفتوحة (فهي تخص ذكريات ماقبل الثورة) الى الفنان ضياء حموي..

مداخلة تابعة لحوار جرى بينه وبين سامي الشامي كتعليق على: (حمزة الخطيب قتل بشكل ممنهج وكان مقيدا.. رأي اختصاصي ).. المنشورة في مكان آخر على الفيسبوك.. http://www.facebook.com/#!/permalink.php?story_fbid=186835324702274&id=719804101&notif_t=share_comment

—————————-

أخي ضياء..

عندما تعرفت عليك قرأت سيرتك الذاتية http://diaalhamwi.com/arabic_cv.html..

ووجدت أنك تميزت في بعض معارضك بالأعمال التالية:

في 1997 عرضت جدارية “السيرة الذاتية للطائر الضليل” في صالة عالم الفنون، بيروت؛ وهي بأبعاد 1 متر×40 متر وهي لوحة تنغلق على ذاتها بلا بداية ولا نهاية عندما تعرض بشكل دائري. وفي 1998 في معرض «العشاء السري» في صالة بلاد الشام بحلب، تم توزيع مقصّات على الجمهور في يوم الافتتاح ليختار كل واحد أي جزء من لوحة أبعادها 1 متر×10 متر ليقصه ويأخذه مجّاناً.

أحببت مافعلت.. وقمت بتحميل معظم أعمالك المنشورة في موقعك.. وياطالما وضعت بعضها خلفية على كومبيوتري..

لكن ماقمت به في 97-98 يعود 13 سنة الى الوراء ..يعني في نفس الوقت تقريبا.. الذي ولد فيه حمزة الخطيب..

الربط ليس عشوائيا..

يبدو ان السنوات الأخيرة هذه حملت كثيرا من التسويات..

فليس بالصدفة أن معظم نجوم الدراما السورية الذين حققوا شعبيتهم في نفس الفترة, أخطأوا في تقديم شهادتهم على مايجري..

أخطاء كبيرة قاتلة.

سأنسى مجموعة مداخلات أتت عن طريقك مؤخرا ولم أستطع تفسيرها, فقط لأني فهمت طيورك وزهورك (وخصوصا مجموعة شقائق النعمان).. بأنها تنتمي للتوق المكبوت للإنطلاق والتحرر رغم بساطة الأدوات.. وهشاشة أبطال الموضوع.

وكنت عند احتدام طلب الحرية في سوريا.. وتوحش النظام أثناء قمعها.. وكشفه عن أنياب قل نظيرها في عالم الديكتاتوريات..قلت لكل أصدقائي رهائن النظام الخائفين .. تمتعو بخرسكم..

المخابرات لم تتوصل لقراءة الأفكار ومايعتمل في الصدور بعد..

لكني لم أستطع أن أستمر في تقبل كل من فتح فمه ونطق بكلمة واحدة مناورة أو مداورة..

فكل كلام غير الإنتصار للحقيقة في زمن الحقيقة.. هو باطل يلبس ثوب الحق.

اين نحن الآن من كل ماسبق..

بعد أن أعدت أنا نشر ماكانت قد نشرته الصديقة Mona Madi على صفحتها, أتت بعض التعليقات في غيابي, من قليل.. أنت أكثرهم..

أبتديء بما أنتهيت اليه في آخر تعليق لك.. اذ تقول للأخ سامي: “الشيء الوحيد المؤكد أن الطفل حمزة قد أستشهد”..

هل حقا هذا هو الشيء الوحيد المؤكد؟..

الست متأكدا من القاتل بعد؟..

ماذا كانت تفعل جثة الصبي في برادات الحكومة المزدحمة ان كان القتل قد تم بواسطة آخرين.

ثم تقول “قامت الجزيرة وللأسف باستخدام جثة طفل وانتهاك من أبشع مايكون لحرمة الموتى من اجل التحريض على النظام”.. وانه “لو الجزيرة قامت ببث هذه الصور في دولة أوربية لأوقفت عن العمل”…

الحمد لله أن عمي لم يتزوج بحرا.. وينجب جزيرة.. فهي ليست ابنة عمي..

لكنها تساهم في صنع وعيي وقراري.. كما تفعل كل قنوات الكرة الأرضية.. التي استطيع الوصول اليها بكبسة زر.. من قنوات الدين الى الجنس الى العربي السوري وقناته التابعة الدنيا..

الوعي عادة يكتسب بالقبول والرفض.. بالنفي ونفي النفي..

لكن خذها مني.. الجزيرة بعجرها وبجرها.. وبالعنف (الموظف ان أردت) والمأخوذ كله عن اليوتيوب وهواتف الثريا.. وليس عن مصوريها الممنوعين في سوريا..

تبقى أشرف بمليون مرة من التلفزيون الذي كان يعيد ويعيد ويعيد.. نشر صور مؤثرة للمرحوم نضال جنود.. وهو ينزف راكضا في شوارع بانياس, لا يكاد يتنفس الهواء..

قطع.. ثم مشهد أرملته وعائلته على الشرفات ينوحون.. بمصورين وكاميرات محترفة.

قل لي وأنت الخبير أيهما أكثر تأثيرا.. صور مهزوزة شبه ثابتة.. أم صور عالية التحديد.. مع امكانية الزوم من الشارع للشرفة التي تقف عليها السيدات النائحات.. وهن يستندن الى مشربيات الحجر الأصفر.

أيهما أكثر مهنية..

وأيها الأكثر انحطاطا في الأخلاق المهنية.

ثم تبغي منا أن نصدق شهادة الطبيب؟

أي طبيب؟.. الذي يرعى قسم أبو قراط.. أم الذي يحسبها بالليرة والحظوة والقيراط..

انك تحرجني كثيرا ياضياء..

ستجبرني ان قبلت بشهادته وهو يطل على من نافذة التلفزيون العربي السوري (ت.ع.س.).. الصادقة الصدوقة.. ان أقبل بترهات البوطي والعبود وشعبان ومراد..

لا.. شكرا.. أفضل رأي الطبيب الذي لم يفحص الجثمان.. على الذي فحصه وكذب.

أما تمريراتك من مثل.. “الفيديو الذي شاهدناه هو للأسف لجثة أخترقها الرصاص وبقيت لمدة شهر قبل أن تسلم لذويه”

أو “لأسباب تخص المؤسسة الأمنية قد تم تأخير تسليم جثمانه لذويه”

أو التساؤل الفظيع..”هل يعقل أن يقوم الأمن بالتعذيب.. وقطع عضوه.. الخ..”..

وكأنهم لم يفعلونها بنفس السكين منذ فترة في حمص..

هذه الأسئلة ليست لي أو للناس الذين يكتبون في ذكريات ماقبل الثورة..

الجواب عندي محسوم..

وبدون زعل..

حاول اعادة طرح ذات الأسئلة على نفسك..

مع التحية.

———–

حمزة الخطيب قتل بشكل ممنهج وكان مقيدا.. رأي اختصاصي

الطفل قتل بشكل ممنهج وكان مقيدا..

رأي طبيب شرعي يحترم أخلاق المهنة

 

المشاهدة بناء على مقاطع الفيديو والصور التي انتشرت في وسائل الإعلام المختلفة:

بدراسة مسار الطلقات التي اخترقت جسد الطفل حمزة الخطيب يتضح لنا ما يلي:

أولا: هناك طلقة اخترقت الناحية الوحشية للأعلى الساعد الأيمن وخرجت من الناحية الأنسية ثم اخترقت البطن

ثانيا: طلقة اخترقت الناحية الوحشية لأسفل العضد الأيسر وخرجت من الناحية الأنسية واخترقت الصدر

ثالثا: طلقة بفوهة دخول في الجهة اليمنة لمنطقة منتصف الصدر

رابعا: كدمتين موجودتين على الساق اليمنى

الرأي الطبي:

أولا: تم إطلاق النار أثناء تقييد الطفل وهو ما يبرره هذا التناظر في إطلاق النار الممنهج في كلا الذراعين على الترتيب وفي نفس المنطقة تقريبا بالإضافة إلى أن فوهتي الخروج من الجهة الأنسية للذراعين تقعان على نفس المستوى الأفقي لفوهتي الدخول في البطن والصدر مما يعني أن الذراعين كانت مضمومتين إلى جانبي جذع الطفل لحظة الإطلاق وهذا يحصل في حالة التقييد.

ثانيا: تم إطلاق النار من مسافة قريبة وهو ما يفسر قدرة الرصاص على اختراق عظمي الساعدين وخروجه من الجهة الأخرى.

ثالثا: طلقة الصدر تم إطلاقها من مسافة قريبة جدا (أقل من نصف متر) ويفسر ذلك وجود الهباب (البارود أو الشحار) حول فوهة الدخول في الصدر بالإضافة إلى حجم الفوهة.

رابعا: لا يوجد مجال للشك بأن الكدمتين على الساق هما بفعل عامل رضّي وليس بسبب الزرقة الرميّة (التفسخ) كما ادعى الطبيب الذي ظهر على قناة الدنيا.. لأن الزُرقة الرمية تتواجد في الظهر والأماكن الخلفية للجثة ولا تكون بارزة ومرتفعة إلى الجهة الوحشية بهذه الشكل شبه الدائري المحدود الذي يوحي بإصابة رضية حقيقية.

الخلاصة:

الطفل قتل بعد تقييده وبشكل ممنهج ومنظم وتم اطلاق النار من مسافة قريبة وليس أثناء التظاهر, بالإضافة إلى وجود علامات رضية ناجمة عن التعذيب بشكل لا يمكن إنكارها.

أما بالنسبة لكسر العنق وقطع القضيب فلا يمكن لنا الحكم من خلال مشاهداتنا. ونطالب بتشكيل لجنة طبية مستقلة للكشف عن الجثة بشكل سريري.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى