صفحات الحوار

صالح مسلم: مناطق «خفض التصعید» ستزید الاقتتال… والفیدرالیة ضمانة لوحدة سوریا

 

 

لندن: إبراھیم حمیدي

حذر رئیس «حزب الاتحاد الدیمقراطي» الكردي صالح مسلم من أن تؤدي مناطق «خفض التصعید» بصیغتھا الحالیة إلى مزید من الاقتتال، لافتاً إلى أن الفیدرالیة الدیمقراطیة القائمة على أساس الجغرافیا ضمانة لوحدة سوریا. وأضاف أن المجتمع السوري یرفض تقسیم البلاد. وقال مسلم في حدیث إلى «الشرق الأوسط» إن «قوات سوریا الدیمقراطیة» التي تضم «وحدات حمایة الشعب» الكردیة وفصائل عربیة لیست مرتزقة، مشیراً إلى أن ھذه القوات مستعدة لمحاربة الإرھاب في أي مكان وأي زمان وأن التفاھم مع الأمیركیین كان یتضمن محاربة «داعش» والإرھاب وأن التعاون مع روسیا یتطلب التوصل إلى تفاھمات وشروط مناسبة.

وھنا نص الحدیث الذي أجرتھ «الشرق الأوسط» ھاتفیاً یوم أمس:

* أین وصلت معركة الرقة؟ سیطرت «قوات سوریا الدیمقراطیة» على ربعھا أمس؟

– بالنسبة إلى الرقة، كما ھو معروف، فإن تحریرھا أمر مھم لأن المدینة كانت مصدراً لكل العملیات الإرھابیة التي حصلت في مناطقنا وشمال سوریا. إضافة إلى أن «داعش»

زعم أنھا عاصمتھ. الرقة مھمة جداً. من ناحیة أخرى، المدنیون في الرقة، جماعتنا لھم باع طویل في حمایة المدنیین بدءاً من كوباني (عین العرب) والمناطق الأخرى، وھم یحمون المدنیین قدر الإمكان بأقل خسائر ممكنة. ھذا یحول دون تحریر الرقة في شكل سریع.

الحفاظ على المدنیین أھم شيء والتقدم حاصل في تحریر الرقة و«قوات سوریا الدیمقراطیة» لھا باع طویل. الخسائر المدنیة التي تسجل في الموصل غیر خسائر الرقة. في

الرقة ھناك إنقاذ للمدنیین یتم على حساب الشباب الذین یفدون بأرواحھم لاختراق الخطوط الأمامیة. وإن طالت معركة تحریر الرقة لأیام عدة، فإننا نتابع التقدم وھو جید جدا. تم

تحریر حي القادسیة وإن شاء الله قریبا تتحرر كل الرقة.

* من یحكم الرقة بعد التحریر؟

– نحن أثبتنا عملیاً أن مكونات الرقة الموجودة وشعب الرقة ھو الذي یحكم الرقة. القبائل العربیة والأكراد موجودون في الرقة ومحافظة الرقة ولھم مجلس مدني یھتم بشؤونھم

وشؤون المناطق المحررة كلھا بما فیھا الطبقة. كل مركز سكاني لھ مجلس مدني لإدارتھ. و«قوات سوریا الدیمقراطیة» تبقى خارج المناطق ولا یحاولون التأثیر على المجلس المدني والمؤسسات التي تؤسس. مجلس الرقة المدني قائم ویمارس أعمالھ ویشرف على اللاجئین ومناطق وجود المدنیین في المخیمات.

* ھناك مخاوف من اقتتال كردي- عربي ومن تطھیر ضد العرب، ھل تعتقد أن ھذا المجلس وآلیة العمل كافیة لعدم حصول اقتتال؟

– دعنا أقول أمراً واضحاً. القوى الخارجیة البعیدة عن المجتمع تحاول تنفیذ سیاستھا من خلال التأثیر في شتى الأشكال وخلق إشكالات عربیة- كردیة، لكن على أرض الواقع لا

نرى ھذا الأمر. الدعایة الخارجیة أكبر مما نعیشھ على أرض الواقع. لا شك أن النظام «البعثي» حكم أكثر من 60 سنة. البعض تأثر ببعض الأفكار الشوفینیة من أن الأكراد یجب أن یكونوا خدماً وأن الدولة القومیة یجب أن تسود، لكن الواقع السیاسي لم یكن یتوافق مع الواقع الاجتماعي القائم. نحن ضد ھذا، یجب أن یتمتع المجتمع بالحریة وھذا نطبقھ على أرض الواقع. القوى المجتمعیة التي یمكن أن یعتمد علیھا الخا رجیة، غیر مقتنعة. لذلك سیبقى (الحدیث عن الاقتتال) دعایات إعلامیة. العربي والكردي یعیشان في بیت واحد في قریة واحدة. ویریان ویعیشان شیئا غیر ما یسمعانھ في الإعلام.

* ھل یمكن العودة للتعاون مع الأسد؟ النظام؟

– لا. سواء النظام السوري أو بعض الناس في تركیا، یحاولون بث ھذا الشيء (الاقتتال الكردي- العربي). الذین یریدونھ أن یحاربوا (العرب والأكراد) بعضھم بعضاً مقتنعین أن التعایش ھو أفضل سبیل. لن یحملوا السلاح ضد بعضھم البعض، إلا إذا كانت ھناك (قوى خارجیة) تأتي من الخارج تقاتل العربي والكردي لإطلاق اقتتال. لكن ما یحصل لا یدل على ھذا الشيء.

«الحشد الشعبي»

* ماذا عن «الحشد الشعبي» العراقي؟ قیل إنھ قصف عبر الحدود وتوغل شرق سوریا، كیف تنظرون إلیھ؟

– «الحشد الشعبي» شأن عراقي داخل العراق. الشيء الذي یقررونھ ضمن العراق وضمن أراضیھم ھم أحرار فیھ، وأعتقد أن الحكومة العراقیة اعترفت فیھم جزءاً من المؤسسة الدفاعیة. ھذا شأنھم، لكن لیست لھم علاقة بسوریا. في سوریا، لدینا «قوات سوریا الدیمقراطیة». لدینا السنة والشیعة والأكراد. دعني أقول بصراحة: المناطق التي یتقدم فیھا «الحشد الشعبي» ھي سنیة سواء عربیة أو كردیة. «الحشد الشعبي» لا علاقة لھ بھا. إذا أرادوا البقاء ضمن أراضیھم أھلا وسھلا، لكن إذا حاولوا الاعتداء والتدخل في مجتمعنا ومناطق «سوریا الدیمقراطیة»، لكل حادث حدیث. المجتمع السوري لن یقبل.

* ما المقصود لكل حادث حدیث؟

– إذا حصل اعتداء سندافع عن أنفسنا. نحن موجودون. سنقول بصراحة: المجتمع الموجود على الحدود السوریة، ھم سنة سواء كانوا عرباً أو أكراداً موجودون ضمن «قوات سوریا الدیمقراطیة» سیعتبرون ھذا اعتداء وسیدافعون عن أنفسھم.

* ھل تقصد أنكم ستردون الصاع صاعین؟

– نحن سندافع عن مجتمعاتنا كما فعلنا سابقاً مھما كانت ھویة المعتدي.

* الأسبوع الماضي أسقط الجیش الأمیركي طائرة سوریة، ما رأیك؟

– كان دفاعاً عن النفس عندما اعتدوا (النظام) على «قوات سوریا الدیمقراطیة» وھي مشغولة بقتال «داعش». الطائرة السوریة جاءت وقصفت مناطق بینما كانت «قوات سوریا الدیمقراطیة» تحارب «داعش» یعني أنھم یساعدون «داعش». لذلك دافع التحالف عن القوات التي یدعمھا وكان على النظام ألا یقوم بذلك. بالعكس، كان مفروضاً یساعدوا في قتال «داعش» ولیس قصف «سوریا الدیمقراطیة» من دون إذن أو تنسیق. ھناك إشارة استفھام، لماذا؟ ھل أردتم فك الحصار عن «داعش»؟ ھل أردتم مساعدة

«داعش»؟ لا تفسیر آخر.

* أنقرة أعلنت أنھا تسلمت رسالة من واشنطن تضمنت تأكیدات بسحب سلاح «وحدات حمایة الشعب» الكردیة بعد تحریر الرقة، ھل أطلعكم الجانب الأمیركي على رسالة كھذه؟

– أنقرة لم تقل إنھا تسلمت الرسالة. قالت إن ھذا الموقف جاء من وزیر الدفاع التركي (فكري إیشیق). كلام نقلتھ وكالة أنباء تركیة معروفة بتحریف الكلام وتزویر الوقائع ولا نعرف درجة الصحة. قالوا إنھا تطمینات وسبق أن قالوا ذلك. بالنسبة إلینا، لم نتسلم شیئا كھذا ولم یقل لنا أحد أمراً كھذا، لكننا نتابع الأمر. نحن كطرف سیاسي، لا علم لنا بالأمر. وحتى «قوات سوریا الدیمقراطیة» التي تتعامل مباشرة مع التحالف الدولي، لم تح ِك لنا شیئا كھذا.

* السفیر الأمیركي السابق في دمشق روبرت فورد كان حذر أكراد سوریا من احتمال تعرضھم لخیانة كما حصل مع أكراد العراق في السبعینات، ما ھو تعلیقك؟

– وجدت كلام فورد متحاملاً أكثر مما ھو موضوعي. فورد نعرفھ عندما كان سفیراً في دمشق ومبعوثاً مختصاً بالملف السوري وتعامل مع المعارضة السوریة ونعرفھ جیدا. یبدو أنھ لم یستطع التأثیر في السیاسة الأمیركیة كما ھو كان یرید. ھو ینتمي إلى طرف معین وجماعة ضغط معینة، لم یستطع تمریر سیاستھ، لذلك ھو ناقم. وكلامھ یرمي تخریب العلاقة القائمة (بیننا وبین واشنطن) أو على الأقل إلحاق الضرر بالعلاقة وھذا كان انطباعي عن كلامھ.

فورد ذكر وقائع تاریخیة حصلت أم لم تحصل. لكن كلامھ لھ دافع لذلك لا یمكن اعتباره كلاماً بریئاً خصوصاً أنھ كان موجوداً وتعامل مع المعارضة. خلال عھده، كانت لھ سیاسة مختلفة وكان أكثر طرف لا یحب استقبال الأكراد. طلبنا لقاءات معھ وھو رفض ذلك.

* ھل أنتم مرتاحون من الدعم الأمیركي لكم؟ ھل ھناك أي قلق لاحتمال تفاھم بین دمشق وطھران وأنقرة للتوحد ضد أي كیان كردي في سوریا؟

– عندما بدأت العلاقة بین «قوات سوریا الدیمقراطیة» والتحالف الدولي، بدأت بعدما أثبتت «قوات سوریا الدیمقراطیة» التي تشكل «وحدات حمایة الشعب» الكردیة عمادھا وأثبتت في كوباني (عین العرب) جدارتھا وأنھا مستمیتة في سبیل الدفاع عن الحق. أثبتت جدارتھا على الأرض وبدأ التعامل معھا. وما حصل بین الطرف الأمیركي والطرف الكردي، قال الأمیركیون إنھم یریدون التنسیق المشترك ضد الإرھاب و«داعش» تحدیداً. مرت ثلاث سنوات وما حصل أنھ كانت ھناك صدقیة من الطرفین، وأعتقد أن الفترة التي مرت كافیة لبناء الثقة بین الطرفین. كل طرف لم یخالف الوعد ولم یخرج عن المسار. الطرف الأمیركي التزم فعلاً تجاه «قوات سوریا الدیمقراطیة». الطرف الكردي كان مستمیتاً

بالدفاع ومحاربة الإرھاب. النتیجة كانت أن منطقة الرقة إن شاء الله ستتحرر قریباً ولا نعرف الخطوة التي ستأتي بعدھا. لكن التفاھم كان على أساس محاربة الإرھاب من دون تحدید مدة أو وقت أو جدول زمني. الأمر یعتمد على وجود الإرھاب ومحاربتھ، أي «داعش» وذھنیة الإرھاب.

لا قلق كردیاً من حلف ثلاثي

* ھل انتم قلقون من تعاون ثلاثي ضدكم؟

– التحالف موجود منذ قرن. بعد تأسیس الدولة القومیة في منطقة الشرق الأوسط التي حاولت صھر الأكراد الموجودین فیھا. الاتفاق بین الدول الثلاث كان لقمع الأكراد. الدلیل الدور التي لعبتھ تركیا في اتفاق الجزائر وقمع الأكراد. تركیا تحاول استعادة التحالف مع إیران والنظام السوري. بغداد خرجت من المعادلة بعد تطورات بدایة التسعینات و2003 ولھا سیاستھا التي تعترف بالوجود الكردي. أما المحور الثلاثي، أنقرة ودمشق وطھران، لدیھم حلم رغم التناقضات فیما بینھم.

* قلقون من عودة الحلف الثلاثي رغم التناقضات؟

– نحن نرى أن التناقضات أكبر. ھذا أولاً، لكن من ناحیة الثانیة تطمئنا، أن الطرف المحوري تلعبھ تركیا وھي مستعدة للتنازل عن أي شيء لتوحید الحلف ضد الأكراد. لا نعرف إلى أي درجة تقبل دمشق وطھران بتنازلات تقدمھا تركیا. ستكون لعبة عثمانیة وإلى أي درجة ستوافق دمشق وطھران. لكن متأكد من سیاسة تركیا وما نراه على أرض الواقع، أنھا مستعدة للتنازل عن أي شيء مقابل محاربة الأكراد.

* كیف تنظر إلى موقف أنقرة من الأزمة بین مجلس التعاون الخلیجي والدوحة؟

– المجتمع الخلیجي نعرفھ عن قرب، مجتمع لھ خصوصیتھ ومعادلاتھ وعلاقاتھ وھو متكامل سواء من الناحیة العقائدیة والمجتمعیة. تركیا لھا أحلامھا العثمانیة ولم تتنازل عنھا. وأخیرا لعبت دوراً وفق أولویاتھا أي القضاء على كل شيء كردي واستفادت من بعض الأطراف لتمریر سیاستھا ومنھا صنع «داعش» وما لف لفھا من «ھیئة تحریر الشام» والتنظیمات المتطرفة التي صارت بعبعا على العالم كلھ. الآن، تركیا لا یحق لھا أن تؤسس قاعدة (في قطر) وشیئا غریبا عن الجسم الخلیجي. ثانیاً، التدخل في الشؤون الداخلیة لتحقیق أحلام عثمانیة یلحق الضرر بالمجتمع الخلیجي.

تركیا تحاول تحقیق أحلامھا وتمدد العثمانیة كما كانت لحكم مناطق. ھذا الحلم أكل الدھر علیھ وشرب. ھذه الأحلام التي یحلم بھا (الرئیس رجب طیب) إردوغان جلب مصائب لـ«الشرق الأوسط» والمنطقة ولیست سیاسة حكیمة.

* ما المقصود أن القاعدة امتداد لأحلام عثمانیة؟

– نعم، ھي تدخل (تركي) بالشؤون الخلیجیة، والمجتمع الخلیجي یجب ألا یقبل أي تدخل والدخول في نسیج المجتمع الخلیجي في محاولة لتحقیق أحلام عثمانیة.

* إذن، أنت ترى نفسك أقرب إلى موقف مجلس التعاون من الدوحة؟

– نحن والشعوب العربیة لنا تاریخ مشترك بحكم العقیدة والعلاقات وامتداد القبائل التي كانت موجودة في الجزیرة العربیة موجودة في الجزیرة السوریة وھناك ترابط اجتماعي. لسنا غریبین وممكن التفاھم على كل شيء. الأمر الذي حصل یجب أن یصلح ضمن المجتمع الخلیجي. الاعتماد على قوى غریبة وخصوصاً من جانب قطر یلحق الضرر بالمجتمع الخلیجي ونحن نتضرر بھ.

ھناك ناحیة أخرى لا أحد یحكي عنھا. ھذا على صعید الإعلام وقناة «الجزیرة». كما ھو معروف نحن قاطعنا قناة «الجزیرة». كان لھا وجھان. حاول الإظھار للغرب أن «الجزیرة» منبر حر. القناة الإنجلیزیة تختلف عن النسخة العربیة. الأخیرة منذ أن بدأت بالبث ھناك شكوك حولھا. ماذا ترید؟ ما ھي أھدافھا؟ لعبت دوراً كبیراً ومھماً. صحیح أنھ في عالمنا نحتاج إلى منبر إعلامي حر، لكن قناة «الجزیرة» باللغة العربیة ألحقت الضرر بمجتمعاتنا. دست السم بالدسم. بطریقة خبیثة لعبت دوراً ولم نظھر علیھا لأننا نعرف سیاستھا. سواء كانت من الناحیة الإعلامیة تعمل ضد المجتمع الخلیجي. ھذا كان خطأ صدر من قطر وترمیم الخطأ یساعد المجتمعات الخلیجیة أكثر.

مطار الطبقة

* قیل إن ھناك مذكرة تفاھم بین «قوات سوریا الدیمقراطیة» والجیش الأمیركي لتحویل مطار الطبقة العسكري إلى قاعدة جویة أمیركیة لعشر سنوات، ھل ھذا جزء من السعي الكردي للحصول على التزام أمیركي طویل الأمد؟

– القوات الأمیركیة موجودة على الأرض السوریة فھي موجودة في بعض المناطق ضمن اتفاق مرھون بمحاربة «داعش» والإرھاب. ضمن ھذه القواعد یمكن التعاون بما لا بمذكرة، لكن إذا كان ھناك استخدام لمطار الطبقة سیكون ضمن ھذا الإطار لإنھاء «داعش» والقضاء علیھ من یتجاوز محاربة الإرھاب. إنني غیر مطلع ولیس لدي علم مطلقاً دون تجاوز. بعد «داعش» لا اتفاق بیننا وبین الأمیركیین على أي شيء.

* ھل محاربة الإرھاب تقتضي تعاونا بین «قوات سوریا الدیمقراطیة» وروسیا انطلاقاً من عفرین في ریف حلب لمحاربة «النصرة» في إدلب؟

– اتفاق عفرین كان تكتیكیا. إذا كان (الروس) جادین یجب أن یكون ھناك اتفاق. نعرف أن حشود الإرھاب التي جمعت في إدلب، اعتداء على سوریا والقصف الیومي یدل على ھذا الشيء. وإذا كان الروس یریدون التصدي للإرھاب علیھم التعاون ونحن قوة أساسیة وأثبتنا قدرتنا لمحاربة «داعش» و«النصرة». وھم نفس الذھنیة والممارسات.

* ھل أنتم مستعدون للذھاب إلى إدلب بالتعاون مع الروس لمحاربة «النصرة»؟

– نحن قوة دفاعیة ونحارب الإرھاب قدر إمكاناتنا في جمیع المناطق السوریة أینما كان. ھذا یتطلب شروطاً واتفاقات معینة، أو على الأقل تفاھمات معینة. أما، إذا كان ھناك أحد یرید استخدام «قوات سوریا الدیمقراطیة» كمرتزقة، علیھ ألا یحلم بھذا الشيء. نحن قوة سیاسیة لنا استراتیجیتنا ومستعدون للحوار والقیام بما یتطلب منا بحسب الظروف وحسب قناعتنا أن ھذا یخدم مصلحة شعبنا مما كان.

* في كردستان العراق سیجري استفتاء على الاستقلال، ھل تأمل بإجراء استفتاء في المستقبل البعید أو المتوسط على استقلال أكراد سوریا؟

– ھذا شكل تقلیدي، استفتاء كي یتذرع المرء بأمور ما. بالنسبة إلى سوریا، نحن في سوریا نجري استفتاء كل یوم. شعبنا یقرر ویخوض معارك كل یوم. أھم شيء أن یكون المجتمع حراً سواء كان في منطقة أو قریة أو غیره. المھم أن یكون المجتمع حراً والمجتمع الحر ھو الذي یقرر أما إذا كانت ھناك سلطة علیھ ویمنع الشعب من التعبیر عن إرادتھ، بحیث لا یستطیع التعبیر عن أي شيء.

الاستفتاء لا یعني الكثیر. ممكن أن یحصل في أي منطقة في الجزیرة السوریة وكوباني. نحن نؤمن بالأمة الدیمقراطیة، لیست قضیة أغلبیة تستعبد الأقلیة. لكن المھم أن تكون الأغلبیة حرة والأقلیة حرة تعبر عن رأیھا. الذي یھمنا أن المجتمع الحر الذي ھو قادر على التعبیر عن رأیھ كل یوم وكل لحظة ولیس الاستفتاء بعد الإغواء ووضع شروط.

* بالتالي، إنك لا تزال تعتقد بنموذج الفیدرالیة لكل سوریا؟

– الفیدرالیة الدیمقراطیة ضمن فلسفة الأمة الدیمقراطیة، نعم.

* فیدرالیة الجغرافیا أم الدیموغرافیا؟

– فیدرالیة الجغرافیا بالضبط، نعم. وھي ضمانة لوحدة سوریا.

* كیف تنظرون إلى اتفاق «خفض التصعید» الروسي- التركي- الإیراني؟

– أعتقد أن الاتفاق لعبة تكتیكیة من بعض الأطراف لتوزیع القوى وتأجیل الصراع إلى فترة معینة. المشروع لا أنظر إلیھ في شكل جدي ولا أعتقد أنھ یخدم مستقبل سوریا في الوضع الراھن إلا إذا حصل تعدیل وقدروا على خلق مجتمع حر یعبر عن تطلعاتھ وأحلامھ. ھذا شيء ثا ٍن. لكن (اتفاق خفض التصعید) في شكلھ الحالي وصیغتھ الحالیة لا یخدم مستقبل سوریا ولا الفیدرالیة الدیمقراطیة التي نریدھا.

* ھل أنت قلق أن یؤدي اتفاق «خفض التصعید» إلى تقسیم سوریا؟

– بالنسبة إلى تقسیم سوریا یحصل إذا كان المجتمع یرید التقسیم. المجتمع السوري لا یرید التقسیم ولا یسعى إلى التقسیم. المخططات الخارجیة والألاعیب ستشكل مشاكل أكثر ونزاعات أكثر، لكن لن تؤدي إلى تقسیم بل ستزید من المشاكل. عندما تجلب كل القوى، «جبھة النصرة» وغیره من المھجرین، وتركزھم في إدلب فإنني أرى أن ھناك شیئا

یفرض على المجتمع السوري وھذا سیؤدي إلى مشاكل أكثر. عندما یكون المجتمع السوري حراً، ھذا أفضل. لكن المخطط الحالي لا یلبي ھذا الرغبة.

الشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى