صفحات العالم

صمت دولي على التدخل الاسرائيلي

وتحذير من تمدّد النيران السورية

    خليل فليحان

لم تغيرّ اسرائيل سلوكها إزاء لبنان، فهي لم تنفك تكثف  استطلاعاتها الجوية يومياً وبصورة غير منقطعة، منتهكة الاجواء وخارقة القرار 1701 وما سبقه من قرارات تتضمن دعوة لاسرائيل بوقف اختراق السيادة الجوية اللبنانية. واللافت ان مدة الخرق امس استغرقت 95 دقيقة، شملت جميع المناطق حيث نفذت المقاتلات المعادية طيرانا دائريا. والمؤلم ان لا سلاح مضادا للطائرات للتصدي لها، فهي تستغل هذا الافتقار العسكري الى الصواريخ الجوية التي تحمي  أجواءنا ساعة تشاء وفي اي وقت تحدده. والجديد في الاستفزاز الاسرائيلي للبنان ايضا، اضافة الى الخرق الجوي،  هو مضايقة سكان القرى الحدودية بحيث تتزايد اعمال التدريب للقوات المسلحة الاسرائيلية من ناحية الطرف الشرقي لمزارع شبعا المحتل منذ حرب اسرائيل على لبنان عام 2006 .

 وُنقل عن دوائر ديبلوماسية في بيروت ردا على سؤال لـ”النهار” ان اسرائيل طورت اهدافها من عرض العضلات الجوي والبري اليومي من “حزب الله” في لبنان، الى حماية العتبات المقدسة في سوريا، ثم القتال في القصير. ولفتت مصادر قيادية سياسية لبنانية الى ان الولايات المتحدة الاميركية وحلفاءها لم يدينوا الغارتين على موقعين رئيسيين للحرس الجمهوري في دمشق، والكل لاحظ ان الرئيس الاميركي باراك اوباما سارع الى دعم الضربة العسكرية فيما طالب مع حلفائه الحزب الانسحاب فورا من الاماكن التي يقاتل فيها في سوريا وعلى الاخص القصير من دون ان ننسى ان لجنة مصغرة ستجتمع في بروكسيل الاثنين المقبل لدرس  ادراج الحزب في اللائحة الارهابية. واحالة توصية  على مجلس وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الذي سينعقد خلال حزيران المقبل،  وسيتطرق الى الاقتراح البريطاني ادراج الحزب على لائحة الاتحاد الاوروبي للمنظمات الارهابية، علما انه اصبح مدعوما المانيا وفرنسيا.

 وسألت مصادر سياسية  لماذا الصمت الدولي على التهديدات الصادرة عن مسؤولين اسرائيليين من سياسيين وعسكريين يجاهرون بان جيشهم سيتدخل عسكريا في سوريا اذا  انهار نظام الرئيس بشار الاسد؟ ويعلن المؤيدون للنظام ان الهدف من وضع اليد على الاسلحة ومنع  وصولها الى ايدي الحزب والى طهران.  واشارت الى مخاوف اسرائيلية اخرى من التعامل مع مقاتلي الحزب على الارض وحصول سوريا على نظام صاروخي “اس 300 “بحيث يعترف الاميركيون كما الروس بان هذا النظام متفوق على النظام الاميركي.

 ونصحت، في مثل هذا التوتر الاقليمي القابل للتحول عالميا،  بضرورة خروج لبنان من الفراغ السياسي للانصراف الى لملمة الاوضاع المشرذمة بهدف تمتين العلاقات بين الفريقين المتصارعين لمواجهة اي طارىء عسكري يمكن ان يفتعله اناس مندسون. ولعل الصدامات التي تجري في طرابلس قد تكبر وتمتد الى اماكن اخرى بحيث ان السلطات الامنية قد تعجز عن  السيطرة على الجماعات التي تتمترس في الطرقات.

 وختمت متمنية ولادة الحكومة في اقرب فرصة لمعالجة التحديات وما يمكن ان يواجهه لبنان بفعل مشاركة قوى سياسية. وحذرت من التسويف والتاجيل لان التطورات المرتقبة في الدول المجاورة لا يمكن تحملها.

النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى