صفحات المستقبل

ما أتمناه من الائتلاف


إبراهيم حسن

أعترف بأني امتنعت لفترةً طويلةً عن الكتابة، ربما لأنني دخلت في مرحلةٍ مطبقةٍ من اليأس في الفترة الماضية، ولقد عافت نفسي كل شيء وأصبحت مدمناً للأخبار وللأخبار فقط !

وقد كانت الحالة التي دخلت فيها نتيجة طبيعية لسماع الأخبار المتكررة المأساوية التي لا جديد فيها !

شخصياً .. كنت لا أعول على مؤتمر الدوحة كثيراً، ولم أكن أتوقع منه الكثير، “كغيره من المؤتمرات” هكذا أقنعت نفسي، ولكنني بدأت أشعر ببوادر تغيير “وأظن أن الكثيرين شعروا بها أيضاً”.

لم نشهد رفعاً لعلم الثورة في أي اجتماع قبل ذلك، ربما كانت هذه البشارة الأولى، تلتها بشارة استبشر بها أغلب السوريين خيراً وهي انتخاب الشيخ أحمد معاذ الدين الخطيب رئيساً للمجلس، وللشيخ مواقف وطنية لا يشكك فيها إلا أعمى أو مغرض ! تلتها بشارة أخرى لا تقل أهمية وهي الاعترافات التي تتالت على الائتلاف من عدة دول، وتتوجت بالموافقة على المعارض “منذر ماخوس” كسفير لسوريا في فرنسا ليصبح أول سفير في سوريا الجديدة ..

كل هذه البشائر وغيرها أكّدت لي وجود تغيير في الموقف الدولي، وعزم على إسقاط الأسد “لأن الموعد قد حان” ..

ما يهمني اليوم وما أردت كتابته هو ليس سرداً للأحداث التي مضت، فلا أريد أن أتعب القراء بمزيد من الكلام المتكرر غير ذي الفائدة، ما أريد أن أكتبه اليوم هو حلمٌ أتمنى أن يحققه الائتلاف لي كمواطن سوري !

أو لنقل أنها نصيحة صغيرة أهمس بها إلى أذن كبار المسؤولين في الائتلاف وعلى رأسهم شيخنا الخطيب ..

ما أريده من الائتلاف هو التنسيق مع عدة كتائب في منطقة الشمال في البداية لإكمال تحرير مدينة حلب بالكامل، ومساعدة الكتائب العاملة في المدينة على تطهيرها بالكامل من فلول الأسد وعصاباته المجرمة …

ثم أن يتم وضع جميع مقدرات الدفاع الجوي التي غنمها الجيش الحر أو التي ستمدنّا بها الدول الغربية “إن صدقت !” وضعها في تأمين سماء المدينة لتكون المدينة منطقة عازلة حقيقية ..

ثم إقامة مؤتمر للائتلاف في المدينة وإعلانها عاصمة مؤقتة وتشكيل حكومة انتقالية يكون مركزها مدينة حلب، وإقامة مؤتمر أهمّ من الأول يشمل ممثلين من جميع أو غالبية الكتائب العاملة في طول البلاد وعرضها “بعد التواصل معهم”  وتشكيل غرفة عمليات عسكرية مقرها المدينة وأفرادها كبار الضباط في الجيش الحر والكتائب الأخرى ..

ثم العمل بشكل منظم ودقيق ومدروس لإسقاط النظام .. لأن الفوضى لم يعد لها مكاناً في ثورتنا ..

أنا أريد من الائتلاف ومن قيادته استغلال الدعم الشعبي لهم والإسراع في فرض أنفسهم في الداخل السوري، ولا أريد منهم تكرار خطأ المجلس الوطني الذي استمرّ بحديثه من خارج الوطن ولم يسعى لفرض نفسه بالداخل ..

أريد أن يستغلّ الائتلاف “شهر العسل” بينه وبين الشعب ! والذي لن يطول كثيراً ! لأن شعبنا السوري سأم وضاقت سبل معيشته وتسيير أموره ..

أنا أعرف أن كلامي قد يكون خيالاً الآن .. ولكنه حقيقةٌ غداً .. ولن يكون هناك دعم شعبي إن لم يكن هناك تمثيل حقيقي على الأرض السورية ..

عاشت ثورتنا العظيمة .. عاش شعبنا العظيم .. عاش وطننا المعطاء .. والمجد للشهداء ..

وفق الله الائتلاف وقادته إلى ما فيه صلاح أمور ثورتنا وشعبنا ..

ودمتم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى