صفحات الناس

هكذا يغرد الداعشي…

 

 

أصدر تنظيم “داعش” دليلاً للتدريب حول كيفية التغريد بأمان، من دون إعطاء معلومات مهمة حول عناصر التنظيم لوكالات الاستخبارات العالمية بما فيها “وكالة الأمن القومي” الأميركي. وانتشرت الوثيقة الارشادية على نطاق واسع بين أعضاء التنظيم وأتباعه، وتضمنت توجيهات لكيفية إزالة بيانات التعريف من التغريدات والتوقف عن نشر أسماء وصور ومواقع تعريفية لخداع “وكالة الأمن القومي” أو أي وكالة استخبارات أخرى.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة “فاينانشل تايمز” حول هذا الدليل، فإنه يتضمن أيضاً تعليمات مفصلة حول كيفية التخلص من البيانات “الخفية” من المحتويات التي تنشر عبر الانترنت، وينوه بأن الأمر لا يتعلق بالصور فحسب، بل يمتد إلى ملفات “بي دي أف” وملفات “وورد” وكذلك الملفات المصورة. ولفت تقرير الصحيفة إلى أنّ “وكالات الاستخبارات يمكنها تتبع مكان وجود المقاتلين عبر معلومات تتسرّب في شبكة الانترنت عن غير قصد”، مشيراً إلى أنّ “وكالات الاستخبارات الغربية، مثل وكالة الأمن القومي ومقر الاتصالات الحكومية في بريطانيا، تمكّنت من الحصول على معلومات معمّقة حول داعش من خلال الصور والرسائل الصادرة عن المقاتلين في تويتر”.

وقال مدير الأبحاث في مركز “فاير آي” الأميركي (متخصص في الأمن السيبيري)، دارين كايندلوند، لـ”فاينانشل تايمز” بأن “المعلومات الكامنة في الملفات الرقمية يمكن أن تكون قيّمة للغاية بالنسبة لوكالة الاستخبارات، إذ إنها تحتوي على معلومات عن هوية المؤلف. وحين يتم إنشاء المحتوى أو تعديله، ربما يكشف هذا الأمر عن الموقع حيث تمت كتابة المحتوى”.

بموازاة ذلك، أصدر تنظيم “داعش”، مؤخراً، تعليمات لعناصره لنبذ استخدام تطبيق “واتس آب” نظراً لأنه “يمكن خرقه من قبل وكالات الاستخبارات”. وكان “واتس آب” من التطبيقات الأكثر رواجاً بين مقاتلي التنظيم وعناصره ومؤيديه، إذ استخدم على نطاق واسع حتى خلال العمليات العسكرية. كما تم استغلاله كأدة للتجنيد في الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية.

يُشار إلى أنّ التظيم أصدر في أيلول/سبتمبر الماضي تعميماً تم تداوله في مواقع التواصل، يطالب من خلاله المناصرين والمؤيدين “بعدم نشر أي أخبار أو تحركات للمجاهدين من شأنها أن تخدم الاستخبارات، وعدم نشر أي صورة في التغريدات تبين مكان تواجد جنود الخلافة، كي لا تذهب طائرات العدو وتقصفهم بسرعة”. كما أصدرت “اللجنة العامة في الدولة الاسلامية” بياناً تحذّر فيه الجنود من “تصوير الغزوات وكل ما يتعلق بالمعارك”.

وتأتي هذه القرارات بموزاة الحملة التي أطلقها حساب “جيش معرفات الانصار”، الشهر الفائت، في “تويتر”، والتي أطلق عليها “حملة تكتيم إعلامي”، حيث راح عناصر “داعش” ومناصروه يتداولون هاشتاغ #حملة_تكتيم_إعلامي، للتذكير بقرارات التنظيم والتهديد بأنّ “كل من يخالف هذه التعليمات ويسرب أخبار المجاهدين قبل أن تنشرها الحسابات الرسمية، سيكون مصيره الحظر”. ففي نظرهم “بعض الأنصار أشد خطورة على الدولة الاسلامية من أعدائها”.

المدن

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى