صفحات الناسوليد بركسية

وبات لمتشددي الشمال السوري.. إذاعة لتجنيد المقاتلين/ وليد بركسية

 

 

إستغل متشددو الشمال السوري، أول ايام شهر رمضان لاطلاق إذاعة صدى الجهاد الدعوية الجهادية الجديدة التي انطلقت في الشمال، زاعمة انها تبث “باستقلالية تامة عن كافة الفصائل الإسلامية المنتشرة على الأرض”، و”كذراع إعلامية لمركز “دعاة الجهاد” الإسلامي المتشدد”.

الإذاعة الناشئة تمهد لمرحلة أكبر في عملية تجنيد المقاتلين وفق الشريعة الإسلامية لأغراض الجهاد والقتال دون مواربة أو إخفاء للنوايا، وتتوجه نحو الداخل السوري تحديداً، مع سيطرة الكتائب الإسلامية على الشمال السوري وحاجتها إلى مزيد من المقاتلين هناك المدى البعيد، كما أنها تبرز للعلن مسألة أسلمة الشمال السوري من الناحية السياسية، حيث يجري الحديث بشكل واسع اليوم عن تقسيم البلاد.

وفيما قال ناشطون ان الاذاعة مقربة من تنظيم “حبهة النصرة”، أعلن الداعية الإسلامي السعودي مصلح العلياني، عن إطلاق الإذاعة التي”تهتم بشؤون الجهاد في الشام” على حد تعبيره وفق سلسلة تغريدات عبر حسابه الشخصي في “تويتر”، أعاد نشرها الحساب الرسمي لمركز “دعاة الجهاد” ومؤسسه الشيخ السعودي عبد الله المحيسني، كما انتشرت الإعلانات الطرقية الخاصة بالإذاعة في شوارع الشمال السوري، بهدف الترويج لها على نطاق واسع.

وأشار العلياني، إلى أن الإذاعة ستبدأ بثها مع بداية شهر رمضان، وأنها لن تنحاز لأي فصيل إسلامي في سوريا على حساب آخر بل هي “لنصرة الجهاد والدين”، كما “ستنقل لأهل الشام فتاوى العلماء في النوازل التي تحل بهم حتى يكونوا على تواصل بأهل العلم، خاصة أن أهل الشام في جهادهم بحاجة لصوت يجمعهم ويواسيهم”!

تنشط الإذاعة الجديدة من الساعة الثامنة صباحاً حتى منتصف الليل، على موجات FM وعبر الإنترنت، دون الإفصاح عن مقرها الأساسي والذي يرجح أن يكون في حلب، ويغطي البث مساحة 250 كيلو متراً في الشمال السوري وفق المعلومات التقنية التي نشرها حساب الإذاعة الرسمي في “تويتر”.

“اعلم أن نشر التغريدات السابقة ل #راديو_صدى_الجهاد_بالشام هو مساهمة مع إخوانك في جهادهم.. فلا تحرم نفسك هذا الجهاد”، بهذه الطريقة الفوقية المكررة، يختم العلياني سلسلة تغريداته الإعلانية، معلناً افتتاح الراديو الذي سيجلب “النور والخير” لأهل الشام ويعينهم على النصر!.

تبث الإذاعة الأخبار اليومية، إلى جانب برامج وتسجيلات إسلامية تتنوع بين الدروس الفقهية والفتاوى الشرعية والأناشيد المصاحبة لأي عمل ذو طابع جهادي، إضافة لمحاضرات لعدد واسع من الدعاة الجهاديين مثل ابن صالح العتيمين وأبي إسحاق الحويني، دون أن ننسى بالطبع العلياني والمحيسني، بالإضافة إلى تسجيلات لزعماء بارزين في تنظيم القاعدة مثل أسامة بن لادن وأبو مصعب السوري وعبد الله عزام وغيرهم.

الهدف من الإذاعة الجديدة في هذا التوقيت، هو إعطاء انطباع بأن الشمال السوري يميل من تلقاء نفسه لمبادئ تطبيق الشريعة الإسلامية على الأرض بمعزل عن القوة التي تستخدمها الفصائل الإسلامية المسلحة هناك، وإن كان مركز دعاة الجهاد لا يخفي علاقاته مع كافة تلك الفصائل التي تشاركه نفس الأيديولوجيا الساعية لإقامة الخلافة الإسلامية في الشمال السوري كبداية.

ثقافة الموت في إطار الشهادة هي أساس عمل الراديو كما يظهر في برامجه التي تحض على بذل النفس في سبيل الله، برامج مثل “قرع لأبواب السماء” و”فضفضة إيمانية” و”سير النبلاء” تعمل كل منها بطريقته الخاصة على زرع الثقافة الجهادية العنيفة وتحديداً لدى الفئات الأصغر سناً التي تتوجه إليها الإذاعة بشكل واضح.

في السياق، يعتبر مركز دعاة الجهاد واحداً من أشهر مراكز تجنيد القاصرين وتدريبهم على القتال في الشمال السوري، حيث يستقبل الفتيان بعمر 14 سنة لتدريبهم على استخدام السلاح وركوب الخيل بغرض نصرة الدين في معسكر “أشبال الفاروق”، بشكل يشابه إلى حد كبير معسكرات “أشبال الخلافة” التابعة لتنظيم “داعش”، إلى جوار الدورات الشرعية التي يقيمها بانتظام منذ إنشائه مطلع العام 2013.

المدن

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى