صفحات الحوار

المعارض السوري هشام مروة: الرهان على اهتزاز العلاقة الروسية ـ الإيرانية ـ الأسدية خاطئ… والمستقبل للمقاومة وتحرير الأرض

 

 

حاورته: رلى موفّق

يدور الحوار مع المعارض السوري النائب السابق لرئيس الإئتلاف الوطني السوري الدكتور هشام مروة، في ما اجتماعات الرياض جارية من أجل تأليف وفد الهيئة العليا للمفاوضات والبحث في جدوى المشاركة إذا لم تكن أجندة «محادثات جنيف» المقررة في العشرين من شباط/فبراير الجاري مثمرة، ومن شأنها أن تدفع قدماً بمسار الحل السياسي عبر البدء، بحدٍ أدنى، بتطبيق خطوات إعادة بناء الثقة بين طرفي النظام والمعارضة.

مستجدات عدّة طرأت على المشهد السوري في الأشهر الماضية في الوقت الأمريكي الضائع. ذهبت موسكو وأنقرة على وقع «بيعة حلب» إلى محاولة إحداث خرق في الأزمة السورية: من وقف لإطلاق النار إلى محادثات أستانة ومنها إلى محادثات جنيف المرتقبة. مسار نرى بدايته لكنه من الصعب بمكان الجزم بنهايته، ولا سيما مع مجيء دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بسياسية أمريكية للمنطقة على نقيض سياسة سلفه الانكفائية.

هل فعلاً دخلنا مسار الحل للأزمة السياسية؟ وأي خيارات لا تزال لدى المعارضة، فيما النظام ماض في خطة التدمير والتهجير الممنهج على مرأى من أعين «الضامن الروسي»، في وقت تعيش إدلب هاجس «الحرب الأهلية»، بينما تسود الضبابية مستقبل الجبهة الجنوبية والجنوب السوري بعدما انضم الأردن إلى ركب محادثات أستانا. أسئلة وإشكاليات غاص فيها المعارض مروة، متوقعاً، بداية، أن ما سيصدر عن «محادثات جنيف» إذا ما جرت مجرّد أمنيات بعيدة الاحتمال.

وهنا نص الحوار:

■ هناك انطباع بأن الأزمة السورية سلكت مسار الحل السياسي، وإن بدا طويلاً وقد يتعرّض لاهتزازات من هنا وهناك، هل فعلاً دخلنا هذا المسار؟

■ إلى الآن، الحل السياسي ليس إلا مجموعة من النداءات والأوراق التي تحتاج للتطبيق. والمشكلة ليست عند المعارضة، فبيان جنيف الذي يطالب بهيئة حاكمة سياسية والقرار 2254 الذي يشكل خريطة طريق للحل السياسي هما الخطة المعتمدة لدى قوى الثورة والمعارضة بكل فصائلها. المشكلة فعلياً عند النظام الذي لا يؤمن بالحل السياسي إلا وفق تصوره هو. فكرة الحل ليست في قاموسه السياسي وهو أصلاً غير مقتنع بها، ولديه خطة أخرى موازية، يطبقها على الأرض، وتنسف عملياً كل أسس الحل السياسي المدعوم دولياً.

■ بالنسبة للنظام هي معركة وجود، ما دام مسار جنيف سيؤدي في آخر المطاف إلى خروجه نهائياً من السلطة؟

■ هناك فرق كبير بين توجهات المعارضة ومرامي النظام الذي لا يفكر إلا بكيفية استمراره في الحكم، مبرراً لنفسه ارتكاب الفظائع. وليس التقرير الذي صدر منذ أيام عن إعدام النظام لـ13 ألف شخص وقبلها أعدم 11 ألفاً، سوى دليل على أن هذا النظام مستعد لاستخدام كل الوسائل للبقاء. الحل السياسي تدخله الجهة الحريصة على البلد. وعندما جاء الانتقال السياسي عبر وثيقة سياسية معتمدة من المجتمع الدولي، اعتبرتها قوى الثورة والمعارضة نافذة للحل ووافقت عليها. ولكن هل فعلاً بدأت عجلة الحل السياسي بالدوران؟ أنا أقول: هناك عجلة للحل لكن تنقصها قوة الحركة التي هي إرادة النظام وحلفائه بالحل.

■ مشاركة النظام في محادثات أستانا وموافقته على الذهاب إلى جنيف تضعهما في سياق الضغوط التي تفرض عليه ليس أكثر؟

■ صحيح، هو غير مقتنع بالذهاب إلى جنيف، هدفه من المشاركة إعطاء انطباع زائف بأنه يريد الحل السياسي، النظام لديه خطة أعلنها بشارالأسد منذ 2013، تتمثل بحكومة وحدة وطنية موسّعة ليس أكثر. وتكون فيها للمعارضة 4 أو 5 وزارات، وهذا يختلف كل الاختلاف عن الانتقال السياسي الذي تحدث عنه بيان جنيف. الشعب السوري، الذي ضحى بأكثر من مليون شهيد ويعاني نصفه من التشرّد في أصقاع الأرض، لا يمكن أن يقبل أن تنتهي ثورته بهكذا تصوّر.

■ روسيا، التي تدخلت في سوريا عسكرياً لمنع سقوط النظام، تقدم نفسها اليوم على أنها وسيط بين هذا النظام والمعارضة، هل التعامل معها كراعٍ يتم من باب الواقعية السياسية؟ وهل فعلا ينظر الشعب السوري المؤيّد للثورة إليها كوسيط؟

■ منذ اللحظة الأولى كان من الواضح أن الجانب الروسي لا يدعم الثورة، رغم أن الزيارات السياسية الأولى للمعارضة كانت إلى موسكو. التواصل مع الروس لم يكن لأننا لا نعرف ماذا يفعل الروس في سوريا من دعم للنظام لإنقاذه من السقوط، بل لأننا كنا نسعى للاستفادة من أي «نافذة» تأتينا من أي جهة لتقول لنا أنها جادة وحريصة على دعم العملية السياسية. جاء الروس في اتفاق مع الفصائل العسكرية في 30 كانون الأول 2016 ليقولوا أننا نضمن النظام لوقف اطلاق النار وإطلاق العملية السياسية. المعارضة ليس عندها ما تخسره إذا أتى إليها أحد وقال لها أنه يضمن انسحاب الأسد والتزامه بـ «بيان جنيف». النظام لم يحترم وقف إطلاق، وهذا ساهم في تعريته وكشف عن أنه لا يحترم ضامنيه. الدور الروسي أصبح الآن على المحك، فهم أما راغبون وغير قادرين، وإما غير راغبين.

■ عادة الكلمة الفصل هي للميدان، بمعنى أن مَن يُسيطر على الأرض هو مَن يستطيع تحقيق المصالح الأمنية والسياسية والاقتصادية حتى للقوى العظمى؟

■ المعركة في سوريا ليست معركة قوى عسكرية أو جيوش، هناك شعب وإرادته، وهناك نظام متشبث بالسلطة ويُمعن بالحل العسكري. قد يحقق بعض التقدم وقد يسيطر، لكن لا يمكن أن يكون هو القوة المسيطرة. عندما يرفض الشعب حكماً أو نظاماً معيناً فإنه سيبقى يعمل على إسقاطه، مَن غيّر التاريخ ليس القادة العسكريون، مَن غيّره هم أصحاب الإرادات والأفكار. إذا كان الروس يراهنون على الأسد لأن لديه قوة ولا يراهنون على الشعب لأن لا قوة لديه في ميزان القوى راهناً، فهذا خطأ إستراتيجي. العلاقة المستدامة والمصلحة الإستراتيجية ضمانتها هي في أيدي الشعب. أيام عصور الظلام انتهت، اليوم هناك ثقافات وحضارات، وبالتالي القيم الاستبدادية إلى زوال وقيم الحرية إلى تقدّم.

■ نستشف من كلامك وكأن المستقبل في سوريا إذا لم يتحقق التغيير هو للمقاومة بمختلف مسالكها السياسية والاجتماعية والثقافية والعسكرية؟

■ أؤكد أن هذا الشعب لم يقم بمواجهة القوة بالقوة وإنما بالإرادة، وكان يستند إلى أن هذا الجيش أوهذه القوة التي تدعم الاستبداد قد تقف إلى جانب إرادته لأن هؤلاء أهله. ما نشهده هو حركة شعب لإنجاز التغيير الذي سيأتي لصالح الجميع، وليس حركة مجموعة ضد مجموعة أو طائفة ضد طائفة. وبالتالي أبناء الذين يقتلون الشعب السوري وأحفادهم سيستفيدون من مناخ الحرية، هذا المناخ لن يكون حصراً على مَن قام بالثورة.

على أرض الواقع عندما تتعرّض قوة شعبية إلى عملية ممارسة ضغط تدافع عن نفسها بشكل من أشكال ما يسمى بـ «المقاومة الشعبية». في سوريا اليوم قوى غريبة تفرض نفسها وتقوم بممارسة القتل ضد الشعب السوري من أجل حماية الأسد، هناك احتلال روسي وآخر إيراني. من يقرأ التاريخ يجد أن ما من قوة، كبيرة أو صغيرة، دخلت منطقة جديدة عليها إلا وخرجت منها إما منهارة أمام ضربات حركة الشعب، أو نتيجة توازات وتحركات في السياق الدولي، والجزائر خير مثال.

■ هناك من يراهن على إمكان الفصل بين روسيا وإيران والنظام، هي قراءة ممكنة التحقق أم رهانات خاطئة؟

■ دعينا نقرأ المشهد بدقة. الروس يقولون انهم يرفضون دخول النظام إلى وادي بردى وقصف قوى الثورة المعتدلة، لكن كيف يسمحون بذلك وهم موجودين في غرفة العمليات التي تنسق العمليات العسكرية؟ قد تكون هناك بعض الاختلافات، وهذا أمر طبيعي، لكنها خلافات على كيفية تحقيق الهدف وليس على الهدف بحد ذاته. هذا يوصلنا إلى أنه من الصعب أن تهتز هذه العلاقة بين هذه الأطراف، أقله على المستوى الآني.

■ التسابق من أجل السيطرة على مدينة «الباب» بين قوات «درع الفرات» المدعومة من تركيا، وقوات النظام وحلفائه من الميليشيات هل يدخل ضمن مفهوم المسموح والممنوع لكل طرف؟

■ العلاقة بين تركيا وروسيا هي التي سترسم خريطة التقدّم في معركة الباب أو التراجع أو التموضع العسكري للقوى المتقدمة، سواء أكانت للنظام أم لـ «درع الفرات»، يعني علاقة الأتراك مع الروس هي على المحك. أعتقد أن القوتين ستحرصان قدر الإمكان على عدم الاحتكاك نتيجة التنسيق الروسي ـ التركي.

■ نشعر اليوم وكأن كل طرف داخلي أو خارجي يرسم لنفسه دوراً للمشاركة مستقبلاً في ما يطلق عليه «المعركة الكبرى» ضد «داعش»هل توافق على هذه القراءة؟

■ هناك قوى سياسية منخرطة في إرهاب مواز وتقوم بمثل ما تقوم به «داعش» لكن عندها مشروع انفصالي تريد تحقيقه من خلال التحالفات الدولية. على سبيل المثال، إرهاب الـPYD (حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي) ليس أقل من إرهاب «داعش»، وإرهاب النظام وحلفائه ليس أقل من إرهاب «داعش». صحيح هناك تسابق على قتال «داعش»، وكل طرف يقاتل لتحقيق أهدافه التي يتطلع إليها وليقول أنا شريك في مكافحة الإرهاب وبالتالي أنا استحق دعماً سياسياً لتنفيذ مشروعي السياسي، سواء لإخضاع المعارضة أو تبرير جرائمه ضد الشعب السوري. ولكن أيضاً هناك دول تضررت فعلاً من الإرهاب، وهي حريصة على أن تقف في وجهه وأن تنهيه، لأنها رأت أن الأسد يدعم الإرهاب فتشكل «التحالف الدولي» لضرب الإرهاب. بالنسبة للتحالف والأتراك لديهم مشكلة حقيقية مع الإرهاب.

■ ولكن الأتراك اندفعوا أيضاً لحجز مكان لهم؟

■ بالنسبة للأتراك، لا يجب أن ننسى أن «داعش» ضربت في «خاصرتهم الرخوة» ونفذت عمليات شكلت خطراً حقيقياً على الأمن القومي، وعمليات الـPYD، التي تدّعي الدفاع عن نفسها، تندرج في هذا الإطار.

■ هل تتوقع اختلافاً في الرؤية الأمريكية تجاه الأكراد؟

■ لا شيء يلوح في الأفق، لكن بالتأكيد هناك مصالح استراتيجية للدول الكبرى تتقدم على غيرها. أعتقد أنه سيتم دعمهم في معركة الرقة، لكن بشكل لا يسمح لهم بإنشاء كيان خاص بهم.

■ المراقب يرى اليوم أن إدلب تتحوّل إلى «خزان» تُحشر فيه كل الجماعات، لا سيما المتشددة منها، والفصائل المسلحة التي خرجت من المناطق التي دخلها النظام، فهل هذا تمهيد لتكون معركة إدلب هي «أم المعارك»؟

■ ربما يخطط النظام وحلفاؤه لأن تكون إدلب وما يجري فيها هو النهاية لإعلان «الانتصار الكامل»، وللقول بشكل أو بآخر أنها أصبحت مكاناً لتجمع الإرهابيين. هذا غير صحيح، فمجموع المقاتلين في إدلب لا يتعدى العشرة في المئة من مجمل عدد السكان المدنيين، الذين تعايشوا مع التطرّف والإرهاب في مرحلة معينة، فهل هذا معناه أن دماءهم مستباحة وبالتالي يجوز أن نحرق هذه المنطقة عن بكرة أبيها؟ هذا الأمر يجب أن يدفع للتفكير بحل جدّي.

■ يبدو أن النظام يراهن على «حرب أهلية» داخل إدلب مع وجود جبهة النصرة (فتح الشام) وهي المصنفة إرهابية إلى جانب الفصائل المعارضة المطلوب منها ضرب القوى المتطرفة؟

■ للأسف الشديد، المعركة بين قوى الإرهاب وقوى الاعتدال بدأت منذ زمن بعيد، قبل جنيف-1، وهذا تحدٍ حقيقي يواجه الفصائل وستتم معالجته بالطرق المناسبة. كما أن الفصائل المسلحة ملتزمة بوقف إطلاق النار ولكن عندما تتعرض للخطر ستدافع عن نفسها، سواء أكان المهاجم من قوى التطرّف أم من قوات النظام وليس عندها خيار آخر.

■ هل هي قادرة على ذلك، وهل خطوط الإمداد مفتوحة؟

■ تكون قادرة إذا قام المجتمع الدولي بواجباته وقدّم الدعم المطلوب لهذه الفصائل. هذه نقطة على درجة عالية من الأهمية. كما أن خطوط الإمداد يجب أن يكون الحفاظ عليها جزءاً من عملية مدعومة دولياً من أجل ألا تسقط، ومن أجل تجنيب هذه المناطق مجازر حقيقية يمكن أن تحدث إذا انتصر الإرهاب أو النظام. أهل إدلب أمام مطرقة النظام وسندان الإرهاب، ويخرجهم من هذا كله موقف دولي حازم باتجاه الحل السياسي، فعندما تنتهي مشكلة الأسد تصبح مشكلة الإرهاب ثانوية.

■ ماذا عن الجنوب السوري، نشعر اليوم وكأن الأردن يلحق بركب التسوية، وهناك كلام عن إمكانية أن يتقدم النظام لتسلم المعبر الرئيسي بين البلدين، كيف تنظر إلى هذا الواقع؟

■ بالنسبة لدخول الأردن إلى اجتماعات الضامنين، هذا أمر مُتوقع ومُنتظر، لأن هناك دولة إقليمية حدودها متواصلة مع المشهد السوري، وبالتأكيد متأثرة بشكل أو بآخر، وقدمت الكثير في سبيل المعركة ضد الإرهاب. أنا أتحدث عن الجبهة الجنوبية في سوريا، هناك تجميد للوضع باستثناء بعض الخروقات من قبل قوات النظام، والفصائل تحترم وقف إطلاق النار.

■ هل تتخوّف من تغيّرات حقيقية في الجنوب السوري، أم تتوقع أن تتم المحافظة عليه كورقة تفاوض في المستقبل، وماذا عن الدعم الذي يتلقاه؟

■ الفصائل في الجنوب هي من ضمن فصائل الجيش الحرّ وتعمل بالتنسيق معه. بالتأكيد القضايا الميدانية للثورة لها قيادة مركزية تحركها لكن الأداء العام للفصائل هو بهذا الاتجاه. هناك دعم لهذه الفصائل بحيث تبقى موجودة ولكن بشكل لا يسمح لها بالانتصار، والتعامل معها هو كالتعامل مع باقي الفصائل المعارضة، لكن إلى أي حد هي قادرة على مواجهة النظام وقوى الإرهاب؟ هذا متوقف على حجم الدعم الذي يسمح لها بأن تتابع مسيرتها السابقة.

■ مع وصول ترامب عاد الحديث عن المناطق الآمنة… هل ترى إمكانية فعلية؟ وهل تتوقع تغيّراً حقيقياً في المشهد السوري مع الإدارة الجديدة؟

■ يمكن تحقيق هذه المناطق في ظل وجود إرادة سياسية، الأتراك حريصون على إقامتها، وترامب صرّح بقبولها، والروس يقبلونها بشروط، أي أن الفرصة الآن متاحة أكثر من أيام أوباما الذي كان يرفضها بالمطلق. الإدارة الجديدة لديها نيّة بالانخراط أكثر في الملف السوري من خلال المناطق الآمنة والحد من النفوذ الإيراني، وهذا سيؤثر حتماً على خريطة المشهدين السياسي والعسكري.

■ النفوذ الإيراني المتنامي في سوريا… كيف يمكن الحدّ منه؟

■ يجب أن يكون هناك تحرّك على محورين، الأول سياسي يجب أن يترافق مع قرارات من مجلس الأمن تعتبر المنظمات التي تأتمر بأوامر إيرانية منظمات إرهابية، وهذا سيدفعها للخروج من المشهد حفاظاً على مشاريعها الطائفية الضيّقة، كذلك الضغط على الأسد للقبول بالحل السياسي، وهذا ما طلبته المعارضة من الضامن الروسي. أما المحور الآخر فيتمثل بالضغط العسكري على هذه القوى من خلال دعم حقيقي لقوى الثورة المعتدلة الموجودة على الأرض، للوقوف بوجه المشاريع والأعمال الإرهابية التي تقوم بها هذه المجموعات المدعومة إيرانياً.

■ هل ما يزال ممكناً عودة عقارب الساعة إلى الوراء في حمص والقلمون بعد عمليات التهجير وشراء الأراضي والتغيير الديموغرافي الذي حصل؟

■ قبل أن نتكلم عن المستقبل دعينا نقرأ التاريخ. كثيرون حاولوا تغيير هوية سوريا العروبية المسلمة لكنهم فشلوا فشلاً ذريعا، كل الموجات التي جاءت إما إرتدت خائبة أو أنها انصهرت وأصبحت جزءاً من هذا المجتمع لتذوب فيه بمفاهيمه الحضارية والثقافية. أما محاولات التغيير الديموغرافي التي تتكلمين عنها فهي تندرج في خانة جرائم الحرب وستتم مواجهتها قانونياً، وأي حل سياسي مستقبلي يجب أن يلحظها. سوريا أكبر من أي تغيير ديموغرافي وسنتصدى له بكل الوسائل المتاحة.

أما بالنسبة إلى اللاجئين الموجودين في المخيمات التركية واللبنانية والأردنية فهم على أتمّ الاستعداد للعودة، والفئة التي تعاني من النزوح الداخلي طلباً للأمن ستعود إلى مناطقها وبيوتها، كما أن أوروبا لم تستقبل أكثر من مليون لاجئ، لذا المسألة ليست بهذا التعقيد، ناهيك عن أن الشعب السوري يرفض فكرة أن يبقى لاجئاً.

■ في ظل هذا المشهد السياسي، ثمة شعور أن الدور العربي تراجع إلى حد كبير في المسألة السورية لمصلحة تركيا؟

■ لا، الدور العربي موجود، الدول الداعمة للثورة ما زالت على مواقفها. وزير الخارجية السعودي كان في تركيا وبعد فترة سيقوم الرئيس التركي بزيارة للمملكة ما يعني أن التنسيق مستمر. الدول التي كانت على الحياد هي التي فيها بعض التحوّلات، لكن بالتأكيد هذا لن يؤثر على استمرار دعم الدول الفاعلة. أما الدور التركي المتنامي فيمكن إدراجه في خانة التقارب التركي ـ الروسي.

القدس العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى