أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة، 22 شباط 2013

مجزرة في دمشق… والمعارضة تدين عمليات «تبرر سقوط مدنيين»

القاهرة – محمد الشاذلي؛ الدوحة – محمد المكي أحمد

لندن، دمشق، بيروت – رويترز، ا ف ب – شهد وسط العاصمة السورية انفجار سيارة ملغومة صباح امس قرب احد مراكز حزب البعث، وفي مكان غير بعيد عن السفارة الروسية، في حي المزرعة. واسفر الانفجار عن مقتل 53 شخصاً على الاقل واصابة ما لا يقل عن مئتي شخص بجروح، بينهم الامين العام للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة الذي اصيب بجروح طفيفة خلال وجوده في مكتبه القريب من مكان الانفجار. وكان لافتاً ان البيان الذي اصدره «الائتلاف السوري» المعارض تجنب اتهام النظام مباشرة بالمسؤولية، ولكنه اعتبر ان «نظام الأسد الإرهابي فتح الباب على مصراعيه لأصحاب الأجندات المختلفة لدخول سورية والعبث باستقرارها، لكي يستتر خلفها ويتخذ منها حجة لتبرير جرائمه». ودان «بشدة ومن دون تحفظ العمليات الإجرامية البشعة، سواء تلك التي تبرر سقوط المدنيين والأبرياء بتفسيرات خاطئة ومنطق مرفوض، أو تلك التي تستهدفهم عن سبق إصرار وتخطيط إجرامي خبيث».

وفيما اتهمت بالتفجير الخارجية السورية «مجموعات إرهابية مسلحة ترتبط بالقاعدة وتتلقى دعماً مالياً ولوجستياً وتغطية سياسية وإعلامية من دول في المنطقة وخارجها»، قال بشر الصبان محافظ دمشق إن السيارة كانت تحمل ما بين طن و1.5 طن من المتفجرات. وتلى هذا الانفجار بعد اقل من ثلاث ساعات اطلاق قذيفتي هاون على مبنى الاركان في العاصمة. كما انفجرت سيارتان ملغومتان أمام مركزين أمنيين في حي برزة، شمال شرقي العاصمة، من دون ان ترد انباء او تفاصيل عن ضحايا هذين الانفجارين.

الى ذلك قتل 18 شخصا في غارة شنتها طائرات حربية في مدينة درعا اصابت مشفى ميدانيا. وقال ناشطون ان هذا القصف الجوي على الحي القديم في درعا هو الاول منذ بداية الانتفاضة التي انطلقت من هذه المدينة في 15 آذار (مارس) 2011. وقال ضابط من المعارضة في «لواء توحيد الجنوب» ان المدينة تعرضت امس لخمس غارات جوية على الاقل.

وجاءت هذه التطورات الميدانية في الوقت الذي بدأ «الائتلاف الوطني» السوري اجتماعاً في القاهرة لهيئته العامة برئاسة معاذ الخطيب لاقرار مبادرته السياسية لحل الازمة. وأكد مطالبته بـ «تنحي بشار الأسد وكل قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية المسؤولين عن شلال الدماء في سورية». واتفق أعضاء الهيئة العامة على أن يتضمن البيان الختامي للاجتماع، والمنتظر صدوره الجمعة، أن «الائتلاف» مستعد للتفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق سلام ينهي الصراع على ألا يكون الرئيس بشار الأسد طرفاً في أي تسوية. ورشح عن الاجتماع أن الهيئة العامة ستخفف من مطالبات سابقة برحيل الأسد قبل أي حوار، ولكنها ستشدد على ضرورة محاسبته مع النخبة الحاكمة على إراقة الدماء، وعلى ان اي اتفاق للسلام ينبغي أن يكون تحت رعاية الولايات المتحدة وروسيا. وناقش «الائتلاف» تشكيل حكومة موقتة، وقال هيثم المالح عضو الهيئة السياسية إنه ستتم تسمية رئيس الحكومة، وستترك تسمية الأعضاء لمرحلة لاحقة، كما ناقش المجتمعون ما اعتبروه «تدخلاً سافراً» لمقاتلي إيران و»حزب الله» في الشأن السوري.

وعلمت « الحياة» أن غالبية اعضاء الهيئة العامة انتقدت مبادرة الخطيب والشكل الذي تمت به وعدم استشارة أي جهة رسمية داخل «الائتلاف»، واعتبرتها «اجتهادات» تهدف إلى تفنيد مواقف النظام وبيان خداعه وتضليله للرأي العام والمجتمع الدولي، ولا تعكس بالضرورة موقف الائتلاف والتزامات القوى المؤسسة له، كما وجهت الهيئة انتقادات لمضمون المبادرة اكدت على أنها لم تتضمن مطالب سياسية حقيقية كما جاءت تحت سقف أفكار المبعوث العربي – الدولي الأخضر الابراهيمي».

واكدت مصادر مطلعة في الهيئة العامة للائتلاف ان البيان الختامي سيتضمن مذكرة داخلية، حصلت «الحياة» على نصها، توضح قواعد العمل لمسؤولي وممثلي «الائتلاف» وتسعى لتنظيم مساراته لسد الثغرات الناشئة عن عدم استكمال البنية المؤسسية، وتركز على:

1 – إنشاء مكتب للعلاقات الخارجية يتولى الإشراف عليه أحد نواب الرئيس ويكون من مهامه إدارة الاتصالات مع الأطراف الخارجية واقتراح أعضاء الوفود وتنظيم الزيارات وتوثيقها.

2 – اعتبار زيارات رئيس الائتلاف ونوابه والأمين العام ذات صفة رسمية وتتم بموافقة الهيئة السياسية وحضور وفد من الائتلاف يقترحه مكتب العلاقات الخارجية وتعتمده الهيئة.

3 – اعتبار الهيئة العامة الجهة الوحيدة المخولة بإطلاق مبادرات سياسية باسم الائتلاف، وللهيئة السياسية متابعة وتقويم الموقف العام ومراجعته في اجتماعات الهيئة الدورية والطارئة.

4 – تصدر المواقف السياسية تجاه القضايا الأساسية عبر بيانات وتصريحات رسمية باسم الهيئة السياسية للائتلاف.

5 – عرض مسودات اتفاقيات التعاون مع أي جهة خارجية على الهيئة العامة للاعتماد.

كما دعت المذكرة الى إعداد الرؤية السياسية للائتلاف بما فيها خطة المرحلة الانتقالية وطرحها على الهيئة العامة لاعتمادها. وإعداد خطة لإنشاء سلطة تنفيذية للائتلاف في الداخل تتولى إدارة المناطق المحررة وعرضها على الهيئة العامة. والتأكيد على العمل بلغة الفريق المتجانس وتفادي الظهور الأحادي لمسؤولي الائتلاف وتفعيل آليات التواصل.

سناتور أميركي: يجب تمكين معارضة سورية رشيدة لإدارة البلاد بعد الأسد

القدس – رويترز

قال السناتور الأميركي ماركو روبيو أنه يجب على الولايات المتحدة ان تحرص على أن تكون القيادة السورية الجديدة مسلحة تسليحا جيدا وقادرة على إدارة البلاد بعد سقوط الرئيس بشار الأسد.

وتحدث روبيو، السناتور الجمهوري عن فلوريدا الذي ينظر إليه على أنه نجم صاعد في الجناح الأيمن لحزبه، عن سوريا والعراق خلال زيارة لإسرائيل.

وقال روبيو في مؤتمر صحافي امس الخميس “أملنا هو الاستمرار في (تحديد) … الفاعلين الذين يتحلون بالرشد وسيكونون مسؤولين لا في هذا الصراع فحسب ولكن أيضا في اعقاب هذا الصراع وتمكينهم حتى يصبحوا الأكثر تنظيما وتمويلا وتسليحا وتجهيزا والقوة الأقدر في ما بعد الأسد على الأرض في سوريا”.

واضاف يجب ألا يتكرر ما حدث في ليبيا “حيث بثت الميليشيات المتناحرة الفوضى لأنه لم تحظ أي قوة واحدة بمساندة كافية لتولي زمام السيطرة” بعد سقوط معمر القذافي.

وقال روبيو “نأمل أن نتعلم من التجربة الليبية … فقد شهدنا كل هذه الميليشيات المتفرقة التي لم تخضع حتى هذا اليوم لسيطرة مركزية. وقد انحسرت احتمالات التوصل الى سلام من خلال التفاوض في سوريا مع اشتداد الصبغة الطائفية للحرب الأمر الذي يجعل القوى الغربية الكبرى أكثر حذرا في مساندة المسلمين السنّة في معظمهم والانتفاضة التي تتسم على نحو متزايد بطابع متشدد”.

يذكر ان روبيو كان داعية نشطا لمصلحة ميت رومني في المحاولة الفاشلة للإطاحة بالرئيس الأميركي باراك أوباما الذي فاز بولاية ثانية في تشرين الثاني/ نوفمبر.

وتحدث روبيو مع ذلك عن مساندة رحلة اوباما المقبلة إلى المنطقة قرب نهاية شهر آذار/ مارس وقال إنه يوجد توافق يتجاوز الخطوط الحزبية في مسائل السياسة الخارجية.

وقال روبيو “أعتقد أن الأهم في زيارة الرئيس هو أن يبعث برسالة واضحة جدا، أنه على رغم اختلافاتنا الكثيرة في مسائل عدة في الولايات المتحدة فإنه يوجد مساندة واضحة من الحزبين لعدد من المبادئ في مجال السياسة الخارجية”.

التفجيرات الأكثر دموية في دمشق تهزّ العاصمة من الداخل

اتهام مجموعات إرهابية والمعارضة تندّد بـ”استهداف المدنيين”

    نيويورك – علي بردى / العواصم – الوكالات

في أقوى تفجير يهزّ وسط دمشق منذ بدء الازمة السورية قبل 23 شهراً، سقط نحو 60 قتيلاً واكثر من 200 جريح نتيجة سيارة مفخخة يقودها انتحاري قرب مقر لحزب البعث ومبنى السفارة الروسية في شارع الثورة بحي المزرعة، ثم تبعه انفجاران في حي برزة بشمال العاصمة اوقعا استناداً الى ناشطين 13 قتيلا، كما سقطت قذيفتا هاون قرب مقر رئاسة الاركان المهجور والذي هو قيد الترميم.

واتهمت دمشق مجموعات “ارهابية” مسلحة مرتبطة بـ”القاعدة” ومدعومة من “دول في المنطقة وخارجها” بتنفيذ هذا التفجير.

بينما ندد “الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية” في بيان بـ”التفجيرات الارهابية التي استهدفت دمشق”، قائلا ان “أي أعمال تستهدف المدنيين بالقتل أو بالانتهاكات لحقوق الانسان هي افعال مدانة ومجرمة ايا كان مرتكبها وبغض النظر عن مبرراتها”. وهي المرة الاولى تتجنب المعارضة السورية توجيه الاتهام بتفجير بهذا الحجم الى النظام السوري.

ونقلت وكالة “ريا – نوفوستي” الروسية للانباء عن مسؤول في السفارة الروسية بدمشق ان اضرارا لحقت بمبنى السفارة، الا ان احدا من العاملين فيها لم يصب بأذى.

واصيب الامين العام لـ”الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين” نايف حواتمة الذي كان على مسافة 500 متر من مكان الانفجار، بجروح في يديه ووجهه عولج منها في المستشفى وخرج لاحقا.

وطالبت الحكومة السورية مجلس الامن باتخاذ “موقف حازم” من “العمل الارهابي” الذي استهدف دمشق، مضيفة الى ان التغاضي عن ذلك “سيعتبر نوعاً من التغطية السياسية على هذه الجرائم”.

وجاء في رسالة وجهها المندوب السوري الدائم لدى الامم المتحدة السفير بشار الجعفري بناء على تعليمات وزارة الخارجية، وفي نسختين متطابقتين الى رئيس مجلس الامن للشهر الجاري المندوب الكوري الجنوبي الدائم لدى المنظمة الدولية والامين العام للامم المتحدة بان كي – مون ان مدينة دمشق شهدت “سلسلة تفجيرات ارهابية اعنفها تفجير ارهابي وقع في شارع الثورة”. بحي المزرعة، مما ادى الى مقتل ما لا يقل عن “53 مدنيا واصابة المئات بينهم اطفال وطلاب مدارس بعضهم حاله خطرة” واضافت ان “تغاضي مجلس الامن عن هذا العمل الارهابي كما فعل في مرات سابقة سيكرس الشكوك في عدم جديته في مكافحة الارهاب والتزامه تنفيذ قراراته في هذا الشأن اضافة الى ان ذلك سيعتبر نوعا من التغطية السياسية على هذه الجرائم الارهابية”.

وقدمت روسيا مشروع بيان صحافي الى أعضاء مجلس الامن بغية “التنديد بأشد العبارات بالهجوم الارهابي” في دمشق، مشيرة الى أنه “وقع على مقربة من بعثات ديبلوماسية”. وهو يعبر عن “تعاطفه العميق وتعازيه الصادقة بضحايا هذه الافعال الشنعاء وذويهم والشعب السوري”. ويكرر ان “الارهاب بكل أشكاله ومظاهره يشكل واحدا من أخطر التهديدات للأمن والسلم الدوليين”.

المعارضة تستثني الاسد

وسجلت هذه التطورات الامنية وقت بدأ “الائتلاف الوطني” اجتماعاً في القاهرة لدرس مبادرة رئيسه احمد معاذ الخطيب للحوار مع النظام.  وأظهرت مسودة بيان سيصدر عن الاجتماع  أن الائتلاف مستعد للتفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق سلام في رعاية أميركية – وروسية ينهي الصراع الدائر في سوريا على ألا يكون الرئيس بشار الأسد طرفاً في أي تسوية.

وحذفت المسودة التي اطلعت عليها “رويترز” المطالبة المباشرة بعزل الأسد في ما يمثل تخفيفاً لحدة مواقف سابقة أصرت على رحيل الرئيس قبل إجراء أي محادثات. وجاء  فيها أنه يجب محاسبة الأسد والنخبة الحاكمة على إراقة الدماء وأن أي اتفاق للسلام ينبغي أن يكون في رعاية الولايات المتحدة وروسيا. واضافت أن الاسد وقادة الجيش والأمن مسؤولون عن القرارات التي دفعت البلاد إلى ما هي فيه الآن وهم خارج أي عملية سياسية وليسوا جزءا من أي تسوية سياسية في سوريا. وطالبت بمحاسبتهم عن الجرائم التي ارتكبوها.

كيري يلتقي لافروف

وفي واشنطن، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية  أن وزير الخارجية جون كيري اتفق ونظيره الروسي سيرغي لافروف على اللقاء في  برلين الثلثاء المقبل.

وصرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نيولاند  “إن الوزيرين سيناقشان مجموعة واسعة من القضايا الثنائية والدولية”.

واكدت وزارة الخارجية الروسية في بيان ان لافروف وكيري سيلتقيان في 26 شباط “لمناقشة مجموعة كبيرة من المسائل على جدول الاعمال عن العلاقات الثنائية والمشكلات الدولية”.

هولاند يزور موسكو

 الى ذلك،  نقلت وسائل إعلام روسية عن الدائرة الإعلامية في الكرملين، أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند سيصل في 27 شباط إلى موسكو ويجتمع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 28 منه.

وسيناقش رئيسا الدولتين التعاون المشترك في مجالات التجارة الثنائية والطاقة والاستثمار والصناعة والتكنولوجيا والابتكار وفي مجال التعاون الإنساني. وأضافت الدائرة أن الرئيسين سيتبادلان وجهات النظر في قضايا دولية.

 تمديد مهمة الابرهيمي

في غضون ذلك مدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون المهمة الديبلوماسية للممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي ونائبه ناصر القدوة ورئيس مكتبه في دمشق مختار لماني عشرة أشهر.

وصرح الناطق بإسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي بأن عقود الابرهيمي والقدوة ولماني مددت “حتى نهاية السنة الجارية”، مع العلم أن العقود الحالية تنتهي في نهاية الشهر الجاري.

وأبلغ مصدر دولي “النهار” أن “تمديد التفويض المعطى للابرهيمي وفريقه من شأن الأمانة العامة للأمم المتحدة وليس من اختصاص مجلس الأمن” الذي “يمكنه الاستماع الى احاطات من الابرهيمي عند الضرورة كما هي العادة”.

دمشق: الموت على جسر “الحياة

رند صباغ

 64 سورياً حتى اللحظة، في قلب العاصمة تتمدد أجسادهم تحت جسر الحياة المدمر، عابرةً نحو موتٍ يومي، لا يتوقف عند آليةٍ واحدةٍ من العنف.

تعبر السيارة المفخخة الحواجز، لتصل الطريق المكتظ بالمارة عند مواقف حافلات النقل، حيث لا طرق كثيرة بقيت لتؤدي إلى وسط المدينة في الأشهر المنصرمة، الساعة تقترب من  الثانية عشر ظهراً، هي ساعات الذروة في المدينة التي تحاول إنكار حالة الموت التي تعيشها عندما تجد منفذاً ولو ضيقاً جداً على ما تبقى من حياة، ليبدأ استعراض القوة.

يخلف الانفجار وراءه موتاً بكثافة الدخان المتصاعد من المشهد، وما يقارب الـ 235 جريحاً بحسب المصادر الرسمية، تهتز نوافذ العاصمة حتى الأطراف، مشفى الحياة يبعد 150 متراً ، يجاوره المقر الأساسي لحزب البعث وجامع الإيمان، ومن خلفه السفارة الروسية، والذين كان لهم نصيبهم من الضرر بدرجاتٍ متفاوتة.

يتحدث الشهود عن أضرار مادية كثيرة على أطراف التفجير، وانهيار كامل لبعض الواجهات السكنية، فيما تشير التقارير الطبية إلى إصابات بين أطفال مدرسة عبد الله بن زبير القريبة من الجسر، في الوقت الذي تتحدث فيه المصادر الرسمية عن توقيف قوات الأمن للانتحاري (الثاني) قبيل شروعه بالعملية، حيث اشار التلفزيون السوري الى سيارةٍ مفخخة بخمس عبواتٍ تزن الواحدة منها 300 كلغ من المتفجرات.

 في هذا السياق أصيب الأمين العام للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة أثناء وجوده في مقره، والذي لحقته بعض الأضرار الطفيفة بدوره.

 ليس بالبعيد كثيراً مسافةً وزمناً، انفجار آخر في منطقة برزة قرب قسم الشرطة. عدد الضحايا ليس معروفاً، لتتوجه المعارضة بأصابع الاتهام نحو النظام وينفي الجيش الحر في بيانه أية صلة له بما حصل، فيما يتهم الإعلام الرسمي والموالاة صفوف المعارضة المسلحة، لكن الأطراف جميعاً تتفق على متهم واحد اسمه “الإرهاب”.

 في هذا الوقت، اندلعت الاشتباكات بين قوات المعارضة وقوات النظام في برزة على إثر التفجير، بالتزامن مع تحليقٍ كثيفٍ للطيران الحربي، في الوقت الذي أشارت فيه الأنباء إلى سقوط ثلاث قذائف على مبنى الأركان في ساحة الأمويين، وواحدة في حديقة الجاحظ في منطقة أبو رمانة المحاذية للساحة حيث تم تفريغ مبنى مكتبة الأسد من الموظفين وإغلاقها، وذلك بعد يومٍ واحد على سقوط قذائف مشابهة في محيط قصر تشرين الرئاسي في المالكي وملعب تشرين في البرامكة، في حين يستمر قصف المناطق المحاذية للعاصمة بعنف.

 من جهته، أدان الائتلاف الوطني السوري تفجيرات الخميس في بيان نشره على “فيسبوك” واصفاً إياها “بالتفجيرات الإرهابية التي أدت إلى مقتل عدد من المدنيين” حيث أكد على أن “أية أعمال تستهدف المدنيين بالقتل أو الانتهاكات لحقوق الإنسان هي أفعال مدانة ومجرمة أياً كان مرتكبها”، في حين ما زال اجتماع الهيئة الاستشارية السياسية المغلق منعقدا في القاهرة لبحث تطورات الحل السياسي، حيث تناولت مسودة البيان المزمع صدوره الجمعة استعداد الائتلاف للتفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق سلام ينهي الصراع في سوريا، بالاحتفاظ بشرط ألا يكون الأسد طرفاً في أية تسوية. وتطلب المسودة ضرورة محاسبة كل من كانت له يد بالجرائم المرتكبة وضرورة محاسبة الأسد والنخب الحاكمة على إراقة الدماء، مشيرةً إلى أن أي اتفاق سلام يجب أن يكون تحت رعاية الولايات المتحدة وروسيا، دون ذكر تنحي الأسد والاكتفاء بإبعاده عن الحوار.

 وفي هذا الصعيد أعلن المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الابراهيمي موافقته على تمديد مهمته التي تنتهي يوم الجمعة،  لأنها حسب تعبيره” لم تنته بعد”.

دوما “الحرّة” تسير نحو الحياة

كمال شيخو

 كان رجلاً متوسط القامة يلبس زياً عسكرياُ يقف على ركام منزل لم يتبق منه سوى الأنقاض. كان ذلك منزله. ماتت زوجته وبناته الثلاث بقذيفة “ميغ”. يأتي يومياً ويقف فوق الغرفة التي كانت فيها عائلته أثناء قصفها. يلقي التحية على جثثهم متمنيّاً لو كان معهم.

هي قصة مدينة دوما، ثالث المناطق الثائرة ضد النظام الحاكم في سوريا. رغم الدمار والقصف اليومي المستمر؛ قرر سكانها العودة للحياة من جديد. أينما ينظر المرء يشاهد ورشات تعمل: ورشة تقوم بإصلاح شبكة الكهرباء التي دمّر منها أكثر من 70 في المئة. ورشة أخرى تقوم بتمديد خطوط المياه وإصلاحها.

أبو رمزي( 34 سنة- موظف) يشغل منصب رئيس اللجنة الفنية لإصلاح الكهرباء. كلفه “المجلس المحلي” تشكيل لجنة فنية لوضع دراسة عن الأعطال والشبكات المتضررة والبدء بإصلاحها. يقول: “حوالي 70 في المئة من شبكة الكهرباء متضررة. ليس لدينا غير سيارة واحدة للطوارئ. والتّحدي الأهم أن خط التوتر الرئيسي الذي يصل بالمؤسسة العامة، مضروب”.

أبو رمزي قدّم شكوى إلى وزارة الكهرباء. ردت عليه بأن يصحب مجموعة فنيين من المؤسسة لإصلاح الأعطال. إلا أن أحداً من الفنيين أو المهندسين لم يقبل الذهاب معه متحججين بالمخاطر والمعارك في المدينة.

يتابع أبو رمزي حديثه: “الحياة واقفة هون. الفرن والتدفئة والإنارة تحتاج إلى كهرباء. ونحن لا حول ولا قوة”.

سامر(14 سنة) ترك الدراسة بعد أن قُصفت مدرسته بقذيفة هاون. أغلقت هي وكل مدارس المدينة. حمل مكنسة ومجرف حديد، وراح ينظف بهما الشوارع التي فرز إليها. قال مبتسماً: “بحب شغلي كتير لأنو عم نظف مدينتي”.

أبو كرم رئيس كتيبة الدفاع المدني, اتخذ من أحد الأبنية مقراً بعد أن استأذن صاحبها. يقوم بتأمين الخبز والغاز والمحروقات للمدينة، يوزعها بالتساوي على الأهالي. يقول: “أتت فكرة الكتيبة كون أغلب الناس هنا قد أسسوا جماعات مسلحة التحقت بالجيش الحرّ. لذلك ما بقي أحد ليقدم خدمات للمدينة مما تسبب بنزوح من تبقى. الآن نحاول أن نؤمن بعض الخدمات لنشجع الأهالي على الرجوع”.

المجلس المحلي تشكّل في مدينة دوما بتاريخ 16-12-2012 يوم “البيعة”، كما أطلق عليه سكان المدينة حيث اجتمعت قرابة مائة شخصية ممثلين عن الأهالي ومعظم الكتائب العسكرية في مقر شعبة حزب البعث سابقاً- مقر المجلس المحلي حالياً- لانتخاب أعضاء المكتب التنفيذي ورئيس الإدارة المدنية. الجميع حضر عند الساعة 12 ونصف. افتتح الاجتماع محمد الفليطاني بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الثورة، من ثم بدأ الاجتماع بالاستماع إلى اللجان التي كُلفت تسيير شؤون المدينة.

لجنة المخابز عرضت أهم التحديات التي تواجها: نقص مادة الطحين والخميرة وعدم توفر المازوت كانت أهم المعوقات. لجنة المياه والصرف الصحي شرح المتحدث عنها بالقول” أن حوالي 60 في المئة من الشبكة صالحة للعمل، ما تبقى منها ستنتهي أعمال الصيانة فيه خلال فترة قريبة لا تتجاوز الشهر”. لجنة التنظيفات طلبت مهلة إضافية كي تنجز خطتها الأولى والتي تحدد لها ثلاثة أشهر، من ثم الانتقال إلى الخطة التالية لتنظيف الأحياء التي دمّرت بشكل كامل مثل حي العب والحجارية. بدورها لجنة التعليم أعلنت عن فتح ثلاث مدارس وحددت مواعيد التسجيل.

 الحاضرون أقروا استحداث الضابطة العدلية وطلبوا من الكتائب والألوية العسكرية فرز مجموعة عناصر لتكوين  الشرطة. كما تم إقرار إنشاء مجلس للقضاء الأعلى لإدارة الشؤون القانونية. وأحدثت لجنة مالية، وأخيراً تم انتخاب المهندس نزار الصمادي رئيساً للإدارة المحلية في دوما.

 المهندس نزار الصمادي رجل متوسط القامة، ابتسامته لا تفارق وجهه، منزله يعجّ بالناس فقد تحول إلى مكتب يدير من خلاله شؤون المدينة. شكاوي وتسيير أمور وتأمين متطلبات. قال: “أن أخدم أهلي بصدق وأمانة وأن أسهر على راحتهم هو كل همي وشغلي الآن”. ويضيف “النظام ما ترك لنا غير الدمار، نحن سنبني بلدنا من جديد”.

كان عدد سكان دوما حوالي 700 ألف نسمة ويتواجد فيها الآن حوالي 200 ألف. حوالي 40 ألف كلم مربع مدمّر، ما يقارب 60 في المئة من مساحتها. هي أول مدينة تحرّرت في دمشق إبان حكم الانتداب الفرنسي في خمسينيات القرن الماضي، ويحلم ثوارها بالحفاظ على مدينتهم “محرّرة” لتكون أول مدينة تخرج عن سيطرة النظام السوري.

حلب معاقبة: لا كهرباء ولا مياه ولا إنترنت

نائل حريري – حلب

حلب تتحول إلى مدينة شبه مهجورة تدريجاً، يلفّ الظلام الدامس المدينة والريف بالكامل بعد انقطاعات متتالية للكهرباء لم تعد تحسب بالساعات بل بالأيام وأحياناً بالأسابيع. كالعادة تتضاعف الأزمة بانقطاع المياه التي تعتمد مضخاتها على الكهرباء، وتكتمل أضلاع المثلث بأزمة محروقات خانقة سببها تأزم نقلها من المحافظات الأخرى.

وتتمدّد حلقات الأزمة، خصوصاً ذات الصلة بإنقطاع الكهرباء، إلى مؤسّسات الدولة التي تختنق واحدةً تلو الأخرى. بدءاً بمؤسسة الاتصالات التي أوقفت خدمات الإنترنت في محاولة لإطالة عمر الاتصالات الأرضية، ومروراً بالمؤسسات والمصارف الحكومية التي يتوقف سير عملها لاعتماده على طباعة الورق أو الاتصالات، وانتهاءً بإغلاق مشافي عدة في الريف والمدينة. ولعلّ أكبرها وأكثرها تأثيراً مشفى التوليد الجامعي ومركز جراحة القلب الجامعي اللذين أغلقا للمرة الأولى في تاريخ إنشائهما. وبرغم إعادة تفعيلهما مجدداً منذ فترة إلّا أنه لا يمكن توقع سوى الأسوأ مع استمرار الأزمة.

وبرغم تصريحات سابقة لـ”المدن” من مصادر تقنية مطلعة أكدت وقتها أنّ شبكة توزيع الكهرباء في سوريا مرنة بما يسمح بتوزيعها بين المحافظات كافة، بيد أن توزيع الكهرباء اليوم بين المناطق جائر ومجحف. ففي حين لا يوجد أي انقطاع للكهرباء في طرطوس على مدار الساعة، وتقنين للكهرباء في دمشق متوسطه 8 ساعات يومياً، تغرق حلب وريفها في ظلام دامس يستمر أياماً طويلة، بالتلازم مع انقطاع الخدمات كافة بلا رحمة.

بعيداً من التساؤل اليومي عن أسباب هذا التمييز، ثمة مسألتان تستحقان التوقف عندهما. أولاً، ثمة مؤشر كبير إلى عدم وجود سياسة إدارة أزماتٍ حقيقية في المدينة وفي مناطق أخرى مشابهة. توقف مشافي عديدة وخدمات أساسية للدولة خلال أيام قليلة هو إخفاق مريع في إدارة الأزمة في أحسن الأحوال، وتواطؤ مرعب في أسوأها. فقد بقي كثير من المؤسسات التجارية قيد العمل – ولو بالحد الأدنى – وخصوصاً شركات الاتصال الخليوي. والسؤال هنا: كيف استطاعت هذه الشركات إدارة أزمتها والاستعداد لها مسبقاً؟ وكيف استطاعت هذه الشركات الصغيرة الاستمرار في الوقت الذي عجزت فيه “الدولة” عن الاستمرار أياما ؟

مع تعدد التفسيرات والتكهنات والأخبار المتناقلة عن أسباب المشكلة الحالية والتي تتخبط بين المحطة الحرارية في حلب وبين سد تشرين وبين سد الفرات وبين أسبابٍ أخرى يتم تناقلها بلا دراية، قد تشهد الأيام المقبلة حلاً جزئياً لهذه الأزمة كما انقضت من قبلها أزمات متتابعة عديدة كانت تشهد حلولاً مؤقتة وجزئية وعابرة.

المسألة الثانية الأكثر إيلاماً تتعلق بالسؤال الصادم: هل تعاقب الدولة حلب أم أنها تتخلى عنها؟ هل هذا التأزيم الاقتصادي والاجتماعي مقصود؟ هل الهدف منه معاقبة المدينة بحرمانها من الطاقة ومن أساسيات الحياة بينما يتم التركيز على مناطق أخرى أكثر أولويةً للنظام بما في ذلك العاصمة والساحل السوري؟ أم هو انسحاب يقوم به النظام على مراحل معلناً نفض يديه من حلب وتوجهه لدعم مناطق نفوذه الأهم والأجدى في رأيه؟

هذه الأسئلة المقلقة لا تجد بالتأكيد إجابةً في الأوساط المرتبطة بالنظام السوري حتى الآن، وبشكلٍ مثيرٍ للسخرية لا تجد إجاباتٍ حتى على مستوى قيادات المدينة والمحافظة نفسها. يبدو أنّ الجميع في حلب محاطون بالعتمة فعلاً ليس من ناحية الطاقة فحسب، وإنما من الناحية الإعلامية أيضاً. تتحوّل أدق التفاصيل الإدارية والروتينية الحكومية إلى أسرار أمنية لا تصل حتى إلى القيادات المتوسطة، فيما القيادة المركزية صامتة مختفية لا يصدر عنها ما يوحي بالإكتراث بأحد.

اسرائيل تسرق نفط الجولان

مازن السيّد

 بعد أسابيع من تسريب معلومات عن نيتها إقامة “منطقة عازلة” بعمق 16 كيلومتراً داخل الأراضي السورية، منحت الدولة اسرائيل أوّل رخصة تنقيب عن النفط في الجولان المحتل للفرع الاسرائيلي من شركة “جيني”، وبين مساهميها امبراطور الإعلام روبرت مردوخ والملياردير اليهودي جاكوب روتشيلد، كما يعمل نائب الرئيس الأميركي السابق ديك تشيني مستشاراً لديها.

وفيما تعتبر هذه الخطوة خرقاً فادحاً للقوانين الدولية من جانب اسرائيل والشركة الأميركية، إذ يعتبر الجولان دولياً أرضاً محتلة لا يحق للاحتلال فيها استخدام الآبار النفطية المبنية اصلاً ولا يحق له حفر آبار جديدة، يأتي هذا التصعيد الذي يستفيد من انشغال النظام السوري في معركته الداخلية قبل حوالي شهر من زيارة الرئيس الأميركي باراك اوباما المقررة لاسرائيل، وفي مرحلة تشهد تحولات في العلاقة بين الطرفين على مستويي التمويل العسكري والاستقلالية في مجال الطاقة.

“جيني” في الجولان

وقد بدأت عملية منح الرخصة هذه في آب الماضي، بعد “اختبارات جيولوجية أشارت إلى احتمال وجود مخزون نفطي كبير في جنوب الجولان”. وأعلن وزير الطاقة عوزي لاندوا حينها الجولان منطقة مفتوحة لاستكشاف الغاز والنفط وانتاجهما، على أساس “تخفيف الاعتماد على النفط العربي”.

 بعد إعلان لانداو، قدمت شركتان عروضاً للمناقصة، “جيني” مقابل “اولترا ايكويتي”. وتقول نشرة “غلوبز” الاسرائيلية الاقتصادية إن حصول “جيني” على الرخصة “يعد انتصاراً رمزياً لمديرها ايفي عيتام “الذي يسكن (في مستوطنة) في الجولان، وحارب الجيش السوري خلال حرب العام 1973”.

ويترافق هذا الانتهاك لجوف الأراضي السورية، مع تصعيد للاجراءات الامنية من الجانب الاسرائيلي. ونقلت الإذاعة الاسرائيلية عن مصادر في الجيش الإسرائيلي لم تسمها أن “إسرائيل قلقة من تطور الأحداث بالأراضي السورية، خاصة بعد انفلات السيطرة الحكومية على مخازن للسلاح، واحتدام المعارك في المناطق القريبة من الحدود السورية”. وأوضحت المصادر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي “أعطى تعليمات لوحداته في الجولان بمنع السوريين الفارين من المعارك دخول المنطقة، خشية تحول المنطقة إلى ملاذ يدخله عشرات الآلاف”.

 وبحسب المصادر فإنه “وضع قواته في جاهزية كاملة للتعاطي مع الموقف بحزم، لأنه لن يسمح بتحول منطقة الجولان إلى حدود مشابهة للحدود التركية”، في إشارة لمخيمات اللاجئين السوريين على الحدود السورية التركية.

 الزيارة الأخرى

نقلت وسائل إعلام اسرائيلية عن مصادر في واشنطن قولها إن تخفيض النفقات العسكرية الاميركية ستؤدي إلى اقتطاع 700 مليون دولار من المساعدة العسكرية الأميركية الى اسرائيل في العام المالي 2013. وتشمل التخفيضات 250 مليون دولار من المساعدة الحالية التي من المتوقع ان تصل إلى 3.15 مليار دولار، واحتمال خسارة كل الدعم المالي لبرنامج الدفاع الصاروخي المشترك بما يصل إلى 479 مليون دولار من أصل 729 مليون.

 وفيما انشغلت وكالات الأنباء الدولية بتغطية السيناتور الجمهوري مارك روبير اسرائيل حيث التقى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وأكد ان “القدس عاصمة اسرائيل”، دارت زيارة أخرى لوفد أميركي من كبار رجال الاعمال في مجال الطاقة، تضم هاورد هام الذي يحتل المرتبة 76 من لائحة “فوربز” لاثرياء العالم في العام 2012.

 وقال هام لصحيفة “جيروزاليم بوست” الاسرائيلية إن “بامكان اسرائيل الوصول إلى الاكتفاء الذاتي من الطاقة، لتعيش نهضة طاقة كما الولايات المتحدة الاميركية”، مشيراً إلى أن الواردات الأميركية من النفط انخفضت بحوالي 50 في المئة بين العامين 2011 و2012 وأن ذلك سيمكن أميركا واسرائيل من تحرير سياساتهما من “سيطرة” البلاد المصدرة للنفط.

 الأولويات الاميركية لا شكّ تتغير، وتتغير معها الأساليب الاسرائيلية في قضم الحقوق والثروات العربية لتتقاضى ثمناً باهظاً مقابل كلّ خطوة أميركية نحو قضايا المنطقة.

«جائزة مصطفى الحسيني» لترحيني وأبو الغيط

فازت الزميلة في أسرة «السفير العربي» زينب ترحيني والصحافي محمد أبو الغيط في جريدة «الشروق» (مصر) مناصفة بـ«جائزة مصطفى الحسيني» في المقال الصحافي. تسلّمت ترحيني الجائزة عن مقالها «فتاة من ألاسكا»، المنشور في «شباب السفير»، في 17 تموز الماضي، أمس في احتفال نظمته «جمعية أصدقاء مصطفى الحسيني» في «محترف الزاوية» في بيروت. ونال أبوالغيط الجائزة عن مقاله «كأن شيئاً لم يكن» المنشور في صــحيفة «المصري اليوم» في 1 تشرين الأوّل الماضي.

كتبت ترحيني عن تجربتها خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز 2006 وغربتها الداخلية بعيدة عن أهلها وبلدتها في الجنوب: «لا أذكر شيئا من حرب تموز. لم أتمكّن من نظم التفاصيل على شكل ذكريات، تلك الحرب تسكنني منذ بدايتها… ما زلت خائفة. تلتصق أحداث الحرب في مقدّمة رأسي».

لم يلاحظ أبو الغيط تغيّراً في مصر بعد ثورة 25 كانون الثاني، فكتب عن الممارسات القمعيّة واستمرار أساليب التعذيب والانتهاكات. يقول مصعب الشاعر في المقال: «أنا لا أؤمن بسياسة ونظام… كل ده هجص… لا أؤمن إلا بتغيير حياة الناس الحقيقية».

وقالت الزميلة ترحيني ان الجائزة دعم معنوي ودافع للتطوّر والتقدّم في مهنة الصحافة. وأبدى أبو الغيط سروره واعتزازه بنيل الجائزة لما تمثّله من قيمة معنوية وتشجيعيّة.

نظّمت الجائزة «جمعيّة أصدقاء مصطفى الحسيني»، وأعلن عنها في شهر آذار الماضي في القاهرة. توجّهت الجائزة إلى صحافيين شباب لا تتجاوز أعمارهم الخامسة والثلاثين عاماً، يعالجون في مقالاتهم أوضاع البلدان العربيّة والتطوّرات السياسية والاجتماعيّة. وتبلغ قيمتها خمسة آلاف دولار. تألّفت لجنة التحكيم من مديرة «منشورات الاختلاف» في الجزائر آسيا موساي، والكاتب والصحافي جهاد الزين، والكاتب السياسي سعد هجرس والروائي علاء الديب. تقدّم 48 مشتركاً إلى الجائزة من بلدان عربيّة عدة: مصر، لبنان، تونس، المغرب، سوريا، السودان، فلسطين، الأردن. ورشّحت لجنة التحكيم، منذ أسبوعين، قائمة من ثماني مقالات لصحافيين من مصر ولبنان وتونس وسوريا.

تشكّل الجائزة، وفق رئيس الجمعية كريم مروّة، تكريماً لذكرى الكاتب والصحافي مصطفى الحسيني الذي رحل في 20 كانون الثاني 2012 مخلّفا وراءه كتباً ومقالات عدّة. وتشجّع الجائزة، التي ستُمنح سنويّا، الصحافيين الشباب على التألق والإبداع.

300 قتيل وجريح: هل تطيح الرسالة المفخخة بفرصة الحوار السوري بين السلطة والمعارضة؟

اليـوم الأسـود الدامـي فـي قلـب دمشـق

زياد حيدر

ثلاثمائة قتيل وجريح في قلب دمشق. في الحادية إلا عشر دقائق تقريبا صعق انفجار سيارة يقودها انتحاري قلب العاصمة السورية، وأطلق كتلة دخان سوداء كثيفة، ربما تحيط مستقبلا بكل الجهود المبذولة لتحريك عملية سياسية تنهي المأساة السورية التي اقتربت من اجتياز عامها الثاني.

الرسالة المميتة، في الخميس الاسود، وفق حصيلة وزارة الصحة السورية بلغت 53 قتيلا، مرشحة للارتفاع نتيجة حال عشرات الجرحى الميؤوس منهم، وبلغوا 235 شخصا، من المدنيين وطلاب مدرسة قريبة. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، إن 59 شخصا قتلوا في التفجير.

ويأتي التفجير بعد ساعات من تزايد التفاؤل بإمكانية إجراء حوار لحل الأزمة بين السلطة السورية والمعارضة، بضغط روسي – أميركي. «هذه العقول المجرمة يمكن أن تتسبب في مقتل أي جهد سياسي أو عملية حوار» يعلق أحد الديبلوماسيين ممن تصادف وجودهم في دمشق ساعة التفجير، وصعقوا بحجمه ومكانه. لكن موسكو التي تضررت سفارتها في شارع المزرعة، لا تبدو حتى الان بصدد التراجع عن جهودها في هذا الإطار، رغم مخاوفها من التأثيرات التي تحدثها هذه الهجمات على المواطنين، أيا كان توجههم.

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيعقد أول اجتماع له مع نظيره الأميركي جون كيري في برلين في 26 شباط الحالي «لمناقشة مجموعة كبيرة من المسائل على جدول الأعمال، حول العلاقات الثنائية والمشكلات الدولية»، من دون إعطاء المزيد من التفاصيل.

وقدمت روسيا مشروع بيان إلى مجلس الأمن الدولي لإدانة التفجير.ورفضته اميركا وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش، في بيان، «نجدد دعوتنا إلى كل الدول والأطراف التي بوسعها التأثير على المتطرفين والراديكاليين لتضغط عليهم وتطالبهم بالوقف الفوري لمثل هذه الهجمات الإرهابية والعنف المسلح، كي تتوفر ظروف ملائمة لإجراء الحوار السوري الواسع على أساس بيان جنيف الصادر عن فريق العمل في 30 حزيران».

وذكرت وزارة الخارجية السورية، في بيان، إن «التفجير الإرهابي نفذته مجموعات إرهابية مسلحة ترتبط بالقاعدة وتتلقى دعما ماليا ولوجستيا وتغطية سياسية وإعلامية من دول في المنطقة وخارجها». وأضافت إن ذلك يتم «خلافا لالتزامات هذه الدول التي يمليها القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب».

أما صندوق البريد الأسود فانفجر بواسطة سيارة محملة بكمية كبيرة من المتفجرات يقودها انتحاري في أحد أكثر تقاطعات الطرق ازدحاما في العاصمة السورية، والذي يشكل مدخلا لقلب المدينة وأسواقها المتفرعة، الحديث منها والعتيق.

وقال محافظ دمشق بشر الصبان إن السيارة كانت تحمل ما بين طن و1,5 طن من المتفجرات، وأحدث انفجارها فجوة عمقها 1,5 متر في الطريق. وقد أدى التفجير إلى مقتل كل من كان على الحاجزين العسكريين للتفتيش في المنطقتين، ولكن من دون أن يتمكن من الوصول إلى فرع حزب «البعث» الذي قطعت الطريق إليه منذ عدة أشهر بحواجز حديدية. وسمعت أصوات إطلاق نار كثيف من عدة جهات، بعد التفجير، كما ترافق المشهد التالي مع صيحات التكبير والتهويل وصراخ الاستغاثة مخلوطا بنحيب الألم والفقدان.

جثث متفحمة داخل وخارج سيارات وحافلات نقل عام منقلبة على ظهرها أو محروقة بالكامل، وأشلاء معلقة على الجدران وعلى أوراق الشجر. دم ممتزج بعشب الحدائق. شبان مبعثرون في زوايا المشهد، بعضهم يتنهد تنهيدات الاحتضار وآخرون يبحثون عن قريب كان بجوارهم منذ لحظات واختفى، ودم ودخان ورائحة شواء بشرية وفحم محترق.

لكن المشهد كان يمكن أن يكون أفظع، إذ وفقا لمصادر الإعلام الرسمي تم اكتشاف سيارة أخرى محملة بخمس خزانات مياه مخصصة للحمامات مليئة بالمواد المتفجرة يصل مجموع وزنها مجتمعة لـ1500 كيلوغرام، قال أمنيون إن هدفها كان الاستفادة من الفوضى للوصول إلى مقر «البعث» وتفجيره. وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) انه تم اعتقال الانتحاري.

غياب الهدف «الدسم» على حد تعبير معارضين، شجع الفئة الأخيرة على استسهال اتهام النظام بالوقوف خلف التفجير، رغم أن مبنى الحزب لا يبعد عن مكان الانفجار أكثر من 50 مترا، فيما يلامس جدار السفارة الروسية العالي الشارع المستهدف. وأكدت مصادر روسية لـ«السفير» أن «بناء السفارة تضرر بقوة وتكسرت جميع نوافذه كما تحطمت أبوابه، إلا أن أحدا لم يصب بأذى. كما أن العمل مستمر على وتيرته الاعتيادية». وقال مسؤول المكتب الإعلامي للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين رشيد قويدر إن الأمين العام للجبهة نايف حواتمة أصيب بجروح طفيفة فيما كان يعمل في مكتبه الواقع على بعد 500 متر من مكان الانفجار.

فرضية «لا هدف دسم» التي بنت عليها بعض شخصيات المعارضة الخارجية «نظرية المؤامرة الخاصة بها» لتدعيم «نظرية اتهام النظام»، يضعفها حصول تفجيرات متزامنة أخرى، أحدها في ركن الدين قرب نقطة عسكرية لم تؤدِ إلى ضحايا، وآخر في مقر للاستخبارات العسكرية في مساكن برزة، استخدم المهاجمون فيه سيارة يقودها انتحاري أيضا، وتلاها إطلاق نار كثيف واشتباك لم يتوقف إلا بعد عدة ساعات، ما تسبب في حبس طلاب مدرسة ابتدائية في جامع مجاور. الجامع، وهو مسجد القزاز، كان سبق له أن شهد عملية تفجير بعبوة استهدفت حاجزا عسكريا مجاورا في آب الماضي وأدت إلى مقتـل وجـرح عدة جنود.

وتزامن مع الهجمة الثلاثية بالسيارات أمس سقوط قذائف هاون على مبنى الأركان العامة في ساحة الأمويين، وهو المبنى الذي لا زالت أعمال الصيانة قائمة فيه منذ استهدافه بتفجيرات الخريف الماضي. كما قتل طيار برتبة عقيد اثر استهدافه من قبل مسلحين في قلب حي الصالحية الدمشقي.

وكانت تقارير ذكرت أن «جبهة النصرة» تبنت في بيان التفجير الانتحاري، قبل أن تعود وتسحبه. يشار إلى أن التفجير الانتحاري في شارع الثورة على أطراف حي المزرعة هو الأكثر دموية في دمشق بالنسبة إلى الخسائر بين المدنيين منذ الانفجارين الانتحاريين اللذين وقعا في 10 أيار الماضي وتسببا بمقتل 55 شخصا، وتبنتهما «جبهة النصرة» الإسلامية المتشددة.

«الائتلاف الوطني» المعارض ساق اتهاما متوقعا للنظام بارتكاب التفجير بغرض «إرهاب الشعب ودفعه لليأس» وفق ما أعلن بيان صادر عنه أمس، مدينا في الوقت ذاته التفجيرات التي حصلت والتي «تبرر سقوط المدنيين والأبرياء بتفسيرات خاطئة ومنطق مرفوض، أو تلك التي تستهدفهم عن سابق إصرار وتخطيط إجرامي خبيث». واعتبر أن النظام هو الذي فتح «الباب على مصراعيه لأصحاب الأجندات المختلفة لدخول سوريا والعبث باستقرارها» ولكن من دون الإشارة الى من هو المعني بذلك.

من جهتها، دانت المؤسسات الرسمية السورية والنقابات التابعة لحزب «البعث» كما مجلس الشعب التفجير بالطريقة المعتادة، فيما كانت اللهجة اشد لدى الشبكات الإخبارية والناشطين الموالين للنظام، والذين دعوا لـ«الانتقام»، علما أن وتيرة المعارك لم تخف في الأيام الأخيرة بل زادت حدة.

وكتبت إحدى الناشطات ساخرة «53 قتيلا. 200 جريح. تعالوا نتحاور مع (رئيس الائتلاف احمد) معاذ الخطيب»، فيما سخر آخرون من أن «الشارع موقع عسكري لحزب الله». وسارع ناشطون بعد نداءات في وسائل الإعلام للتبرع بالدم في مستشفيات دمشق المركزية. وأغلقت حتى بعد الظهر مداخل العاصمة الرئيسية، كما ازدادت وتيرة التفتيش ونقاطه، وخفت الحركة في مناطق مزدحمة عادة، فيما بدت بعض الأحياء وسط المدينة، رغم المأساة كأنما «اعتادت هذه الوقفات الدموية للحياة»، لتعاود نشاطها من جديد.

وكرر المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، في مقابلة مع قناة «العربية» بثت أمس، انه «لا حل عسكريا في سوريا»، مشيرا إلى أن السلطات السورية تعتقد انه يمكنها تحقيق نصر عسكري، وكانت المعارضة فكرت أيضا بهذا الأمر.

وأضاف الإبراهيمي، الذي مددت الأمم المتحدة مهمته حتى نهاية العام الحالي، «أتمنى أن يبدأ النظام والمعارضة مفاوضات لحل الأزمة وليس حوارا، لوقف شلال الدم وبناء سوريا الجديدة»، مكررا أن الحل هو بإجبار الطرفين على وقف العنف. وأعلن انه يريد نشر قوة دولية في سوريا، لكن موسكو تشكك بنوايا الدول الأخرى في مجلس الأمن وان يستخدم القرار بطريقة تشبه ما حصل في ليبيا.

ونفى أن يكون اجتماعه بالرئيس السوري بشار الأسد قبل حوالى الشهرين لم يكن وديا، مشيرا إلى أن الأسد ابلغه بنيته الترشح للانتخابات الرئاسية في العام 2014.

وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي اعتبر، في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم»، أن «الهدف الذي تسعى إليه جامعة الدول العربية هو إقرار السلام العادل الذي يتجاوب مع تطلعات الشعب السوري في التغيير والإصلاح، وإقامة نظام حكم رشيد، وكل ما يكون متفقا مع مصلحة سوريا لا شك أن جامعة الدول العربية معها». وشدد على أن «المهم هو البدء بمرحلة انتقالية، وتشكيل الحكومة، وأنا أتمسك بما قاله الإبراهيمي في مجلس الأمن، أنه في إطار البيان الختامي في جنيف، لا مكان للرئيس بشار الأسد».

إجراءات جديدة للأمن العام في شأن فلسطينيي سوريا

مليون يورو لـ «الأونروا»

أعلنت المديرية العامة للأمن العام عن إجراءات جديدة ستطبق في شأن وجود النازحين الفلسطينيين من سوريا «بعد توافد عشرات الآلاف منهم إلى لبنان، وبعد استفسار المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان – شاهد، عن الوضع القانوني لهم». وتمنح الإجراءات الجديدة «الفلسطيني اللاجئ من سوريا سمة مرور صالحة لمدة أسبوع، ويُستوفَى منه رسم 25 ألف ليرة لبنانية».

وأوضحت المديرية في بيان أمس، أنّه «عندما تتعدى إقامة اللاجئ الفلسطيني مهلة 15 يوما يجب تحويل سمة المرور إلى سمة إقامة لمدة ثلاثة أشهر مجاناً». ويُسمح لـ«الفلسطينيين اللاجئين في سوريا، بسبب الظروف الراهنة، وكذلك للذين دخلوا لبنان وخالفوا نظام الإقامة، بتسوية أوضاعهم عند المغادرة لدى المراكز دون تدريكهم رسوما إضافية شرط أن لا يتعدى ذلك السنة من تاريخ دخولهم». وطالبت المديرية «اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سوريا، بمراجعة مراكز الأمن العام في أماكن وجودهم في لبنان لتسوية أوضاعهم بهذا الخصوص».

إلى ذلك، قرر الاتحاد الأوروبي تعزيز عمل «الأونروا»، وفي إطار «برنامج الدعم الإقليمي للشعوب المتأثرة بالأزمة في سوريا»، في مساعدة اللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا من سوريا إلى لبنان، عبر توقيع اتفاقية مساهمة مع الوكالة بقيمة 2.5 مليون يورو، ستخصّص لتوفير مساعدة طارئة لتأمين مأوى للنازحين الفلسطينيين. وتشكل الرزمة الجديدة للبنان مساهمة ملموسة في الأولويات المحددة في خطة الاستجابة للحكومة اللبنانية المقدمة في 3 كانون الأول الماضي، وترفع إلى 43.5 مليون يورو قيمة التمويل الذي يخصصه الاتحاد الأوروبي للبنان لتلبية احتياجات النازحين السوريين ومستضيفيهم اللبنانيين. ويلبي التمويل، وفق بيان الاتحاد الأوروبي، الاحتياجات المحددة في خطة الحكومة اللبنانية وخطة الاستجابة الإقليمية للأمم المتحدة التي أُطلقت في جنيف في 19 كانون الأول الماضي.

وقالت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان أنجلينا أيخهورست «لا نرغب في مساعدة الأفراد المتأثرين بالأزمة السورية فحسب، بل أيضاً الجماعات التي تستضيفهم والسلطات اللبنانية. ويؤكد هذا التدبير الجديد الدعم الكامل الذي يوفره الاتحاد للأونروا». وتشكل المساهمة المخصصة للبنان جزءاً من مبلغ إجمالي قيمته 7.5 ملايين يورو لـ«الأونروا» لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين الأكثر ضعفاً في سوريا واللاجئين الذين فروا من سوريا إلى لبنان. وسيصل عدد المستفيدين في لبنان وسوريا إلى 80 ألف لاجئ.

وأشار بيان الأمم المتحدة، إلى أنّه «بعد 22 شهراً من العنف المتزايد في سوريا، فرّ أكثر من 790.000 سوري إلى البلدان المجاورة، وما زال هذا الرقم يسجل ارتفاعاً. وقد فرّ نحو 65.7 في المئة منهم إلى الأردن ولبنان، علماً أن أكثر من نصفهم هم ما دون 18 عاماً».

وتشير تقديرات «الأونروا» إلى أنه «منذ بدء النزاع، فإن أكثر من 300 ألف لاجئ فلسطيني في سوريا من أصل عدد إجمالي يبلغ 500 ألف، يحتاجون إلى مساعدة طارئة». وحتى تاريخه، بلغت القيمة الإجمالية للأموال التي خصصها الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء لمواجهة تداعيات الأزمة السورية في سوريا وبلدان الجوار نحو 400 مليون يورو.

وزارت المستشارة السياسية للمنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان نيكولا دفيس صيدا أمس، حيث اطّلعت على أوضاع النازحين الفلسطينيين والسوريين إلى المدينة ومخيماتها.

والتقت دفيس كلا من رئيس بلدية صيدا السابق عبد الرحمن البزري بحضور رئيس «تجمع المؤسسات الأهلية» في صيدا ماجد حمتو، والمسؤول السياسي لـ«الجماعة الإسلامية» في الجنوب بسام حمود.

وأكدت «الجماعة الإسلامية» في بيان عقب الزيارة أن «أوضاع النازحين من سوريا أخذت حيزاً كبيراً من النقاش مع دفيس، بسبب تقصير الأمم المتحدة والدولة اللبنانية بالقيام بواجبهما تجاه النازحين مع التركيز على القضايا التي تدخل في صلب عمل الأمم المتحدة والهيئات والوكالات التابعة لها، ولا سيما وكالة الأونروا، في ظل التلكؤ في تقديم الخدمات التي من أجلها أنشأت هذه الوكالات».

إلى ذلك، قام وفد من «الهيئة النسائية الشعبية» في صيدا برئاسة إيمان أسامة سعد، وبالتنسيق مع «التنظيم الشعبي الناصري»، بتوزيع عشرات البطانيات على النازحين السوريين والفلسطينيين من سوريا في «مركز زكاة وصدقات» التابع لمسجد النور في مخيم عين الحلوة.

وأكدت سعد أن هذه الخطوة جاءت في إطار مساندة إخوتنا النازحين من سوريا، وقــــالت: «إن النازحين هم إخوة لنا، وواجبنا الوقــــوف إلى جانبهم ودعمهم، خصوصاً بعد تهجيرهم من بيوتهم».

كذلك، افتتـــحت في صيدا أمس حملة «قديم بالنـــسبة إلـــك، لكنّه جديد إلن»، والتي تهدف إلى جــــمع المــلابس القديمة، لمصلحة النازحين في صيدا.

وأكد أمين «اتحاد المؤسسات الإغاثية» في صيدا والجوار كامل كزبر أنّ «الذي استدعى فتح هذه الحملة هو الحال التي وصلنا إليها بعد المساعدات الضئيلة التي حصلنا عليها، في وقت استمر تدفق النازحين، وقد بلغ عدد العائلات النازحة إلى صيدا نحـــو 3500 عائلة». وأشـــار إلى أن الملابس ستُجمَع في المراكز المحـــددة، ثـــم توزّع علــى العائلات النازحة في المناطق.

اصابة نايف حواتمة بجروح في انفجار دمشق

دمشق- (ا ف ب): اصيب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة الخميس بجروح طفيفة في الانفجار الذي هز وسط دمشق بالقرب من فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في منطقة المزرعة واسفر عن مقتل اكثر من ثلاثين شخصا.

وافاد مسؤول المكتب الاعلامي للجبهة رشيد قويدر وكالة فرانس برس ان حواتمة “اصيب بجروح طفيفة في وجهه ويديه نتيجة لتناثر شظايا الزجاج اثر ضغط الانفجار الذي وقع صباح اليوم فيما كان يعمل في مكتبه” الواقع على بعد 500 متر من مكان الانفجار.

أكثر من أربعين قتيلا في الانفجار قرب مقر حزب البعث بدمشق

دمشق- (ا ف ب): ارتفع عدد القتلى في الانفجار الذي وقع الخميس قرب مقر حزب البعث في وسط دمشق، إلى 42 شخصا بينهم تسعة عناصر من القوات النظامية، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، فيما افاد الاعلام الرسمي السوري عن مقتل 35 شخصا واصابة 237 اخرين بجروح.

وقال المرصد في بيان قبل قليل “ارتفع الى 42 عدد السوريين الذين قضوا اثر تفجير رجل سيارة مفخخة امام حاجز للقوات النظامية في منطقة المزرعة بالقرب من فرع حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم”.

واشار إلى أن بين القتلى “ما لا يقل عن تسعة عناصر من القوات النظامية”، موضحا ان معظم القتلى والمصابين من “المدنيين من سكان المنطقة أو مستقلي سيارات صودف وجودها في المنطقة”.

وقال التلفزيون السوري الرسمي في شريط اخباري عاجل من جهته “ارتفاع حصيلة التفجير الارهابي.. في دمشق الى 35 قتيلا و237 جريحا حالة عدد منهم خطرة”.

وأكد التلفزيون والمرصد ان “التفجير انتحاري”. ولم تتبن أي جهة بعد الانفجار.

واوضحت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) انه “وقع في منطقة مكتظة بالسكان وتقاطع شوارع رئيسية اوقع العديد من الشهداء والاصابات بين صفوف المدنيين وراكبي السيارات والمارة وطلاب المدارس وادى الى نشوب حريق في عدد كبير من السيارات بالمنطقة”.

وقال التلفزيون الرسمي ان بين الاصابات اطفالا من المدرسة، وان الانفجار أحدث “حفرة عميقة بقطر متر ونصف”.

وذكرت صحافية في وكالة فرانس برس ان سحابات من الدخان الاسود غطت اثر الانفجار سماء العاصمة، فيما اقفلت القوى الامنية كل الطرق المؤدية الى مكان الانفجار.

وكان في الامكان سماع اصوات صفارات سيارات الاسعاف. كما سمعت رشقات من اسلحة رشاشة.

وبثت قناة (الاخبارية السورية) صورا لمكان الانفجار ظهرت فيها سيارة محترقة بالكامل وعشرات السيارات الاخرى المتضررة. كما اظهرت الصور اشلاء بشرية ومصابين ممددين على العشب تجرى لهم الاسعافات الاولية.

وشوهد عدد من رجال الاطفاء وهم يقومون باطفاء الحريق في سيارات مشتعلة، بالاضافة الى اعمدة من الدخان الكثيف.

وادى التفجير الى دمار كبير في المباني السكنية، بالاضافة الى تحطم الواجهات والنوافذ الزجاجية، بحسب صور التلفزيون. كما بدت اثار دمار على واجهة جامع الايمان المطل على موقع التفجير.

ودان محافظ مدينة دمشق بشر الصبان الذي زار مكان التفجير العملية، معتبرا انها “دليل على افلاس الارهابيين”.

واكد “سنقول لهم سنضربكم بيد من حديد ولن يستطيع أي ارهابي زعزعة عزيمة الشعب السوري بقيادة الرئيس بشار الأسد ومن عزيمة الجيش السوري”.

وقال احد سكان المنطقة وقد بدت عليه معالم الغضب للتلفزيون السوري “هذا ليس اجراما. هذا ارهاب. اهلنا ونساؤنا واعراضنا هتكوها. هل تسمون هذا اسلاما؟”.

وقالت احدى المصابات وقد بدت اثار الدماء على وجنتيها بصوت مرتجف “هذه هي الحرية التي ينادون بها، هذا هو الجيش الحر”.

واورد التلفزيون من جهة اخرى ان قوات الامن قامت عقب التفجير بملاحقة سيارة بالقرب من موقع التفجير “وضبطت فيها خمسة اطنان تزن كل منها 300 كيلوغرام من المتفجرات والقت القبض على الارهابي الانتحاري الذي كان يقودها”.

وشهدت العاصمة السورية عددا من التفجيرات كان اخرها سيارة مفخخة استهدف فرعا للمخابرات اسفر عن مقتل 53 عنصرا من المخابرات العسكرية السورية بينهم ستة ضباط في 24 كانون الثاني/ يناير الفائت. ولم يكشف عنه الا بعد ايام.

وتنسب العمليات الانتحارية بالسيارات المفخخة اجمالا الى المجموعات الاسلامية المتشددة، لا سيما جبهة النصرة.

وبعد وقت قصير من تفجير الخميس، افاد المرصد السوري عن انفجار “سيارتين مفخختين بالقرب من مراكز أمنية في منطقة برزة” في شمال دمشق، من دون أن يحدد حجم الخسائر أو الاضرار. واشار الى اشتباكات تلت الانفجارين.

وبعد حوالى ثلاث ساعات، ذكرت قناة (الاخبارية) السورية ان “ارهابيين اطلقوا قذيفتي هاون” على مبنى الاركان في دمشق وهو قيد الصيانة بعد التفجيرين اللذين تعرض لهما في 26 ايلول/ سبتمبر وتلاهما اشتباكات، وقتل يومها اربعة من حراس المبنى.

الائتلاف السوري المعارض يدين التفجيرات الارهابية في دمشق أيا كان مرتكبها

بيروت- (ا ف ب): دان الائتلاف السوري المعارض في بيان صادر عنه “التفجيرات الارهابية” التي وقعت الخميس في دمشق “أيا كان مرتكبها”.

وجاء في البيان الذي نشر على صفحة الائتلاف على موقع فيسبوك ان “الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية يدين ويندد بالتفجيرات الارهابية التي استهدفت دمشق اليوم وأدت الى مقتل عدد من المدنيين”.

واكد ان “اي اعمال تستهدف المدنيين بالقتل او الانتهاكات لحقوق الانسان هي افعال مدانة ومجرمة ايا كان مرتكبها وبغض النظر عن مبرراتها”.

كما تقدم الائتلاف “بأحر التعازي لأسر كل ضحايا التفجيرات في سوريا وتمنى للجرحى الشفاء العاجل”.

وهي المرة الاولى التي تتجنب فيها المعارضة السورية توجيه الاتهامات في تفجير بهذا الحجم الى النظام السوري.

وتسبب الانفجار الذي وقع قرب مقر حزب البعث في حي المزرعة في وسط العاصمة، بمقتل 42 شخصا بينهم تسعة عناصر من القوات النظامية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، فيما افاد الاعلام الرسمي السوري عن مقتل 35 شخصا واصابة 237 اخرين بجروح.

القتلى اكثر من ستين.. والجرحى بالمئات.. والائتلاف يدين

ثلاثة تفجيرات تهز دمشق.. والنظام يتهم القاعدة

الجيش الحر يعلن قصف مواقع لحزب الله في لبنان

دمشق ـ بيروت ـ ‘القدس العربي’ ـ وكالات: في توقيت متزامن هزت العاصمة دمشق عدة انفجارات أبرزها التفجير الذي ضرب وسط العاصمة دمشق في حي المزرعة بالقرب من مبنى فرع دمشق لحزب البعث الحاكم، التفجير يبعد أيضاً عشرات الأمتار عن ساحة السبع بحرات حيث مبنى المصرف المركزي ومقر وزارة المالية.

واتهمت دمشق الخميس مجموعات ‘ارهابية’ مسلحة مرتبطة بالقاعدة ومدعومة من ‘دول في المنطقة وخارجها’ بتنفيذ التفجير في العاصمة السورية واسفر عن حوالى 60 قتيلا ومئات الجرحى.

وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان ان ‘التفجير الارهابي نفذته مجموعات ارهابية مسلحة ترتبط بالقاعدة وتتلقى دعما ماليا ولوجسيتا وتغطية سياسية واعلامية من دول في المنطقة وخارجها’.

واضاف البيان ان ذلك يتم ‘خلافا لالتزامات هذه الدول التي يمليها القانون الدولي وقرارات الامم المتحدة في مجال مكافحة الارهاب’.

واورد الاعلام الرسمي السوري خبر ‘التفجير الارهابي الانتحاري’، مشيرا الى انه ‘وقع في منطقة مكتظة بالسكان وتقاطع شوارع رئيسية’، ما ‘اوقع العديد من الشهداء والاصابات بين صفوف المدنيين وراكبي السيارات والمارة وطلاب المدارس وادى الى نشوب حريق في عدد كبير من السيارات بالمنطقة’.

واوردت وزارة الصحة في بيان نشرته وكالة الانباء السورية الرسمية ‘سانا’ بعد الظهر انه ‘وصل الى المشافي العامة والخاصة بدمشق امس جثث 53 شهيدا و235 جريحا جروح بعضهم خطرة’ نتيجة التفجير.

واضافت الوزارة ان ‘العدد قابل للزيادة جراء الاصابات الحرجة لبعض المصابين في المشافي’.

واشار المرصد الى ان بين القتلى ‘ما لا يقل عن تسعة عناصر من القوات النظامية’، موضحا ان معظم القتلى والمصابين من ‘المدنيين من سكان المنطقة او مستقلي سيارات صودف وجودها في المنطقة’.

واصيب في الانفجار الامين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة بجروح طفيفة، خلال وجوده في مكتبه القريب من مكان الانفجار. ولحقت اضرار بالسفارة الروسية.

وبعد وقت قصير من تفجير امس، افاد المرصد السوري عن انفجار ‘سيارتين مفخختين بالقرب من مراكز امنية في منطقة برزة’ في شمال دمشق، تلتهما اشتباكات.

وبعد حوالى ثلاث ساعات، ذكرت قناة ‘الاخبارية’ السورية ان ‘ارهابيين اطلقوا قذيفتي هاون’ على مبنى الاركان في دمشق. والمبنى قيد الصيانة بعد التفجيرين اللذين تعرض لهما في 26 ايلول (سبتمبر) وتلاهما اشتباكات، وقتل يومها اربعة من حراس المبنى.

ودان الائتلاف السوري المعارض في بيان صادر عنه ‘التفجيرات الارهابية التي استهدفت دمشق’، مؤكدا ان ‘اي اعمال تستهدف المدنيين بالقتل او الانتهاكات لحقوق الانسان هي افعال مدانة ومجرمة ايا كان مرتكبها وبغض النظر عن مبرراتها’.

وهي المرة الاولى التي تتجنب فيها المعارضة السورية توجيه الاتهامات في تفجير بهذا الحجم الى النظام السوري.

الى ذلك قالت ‘هيئة أركان الجيش السوري الحر’ إن الجيش قصف موقعين لحزب الله في سورية والهرمل بلبنان. ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر لبنانية أن حزب الله أعلن التعبئة في صفوف عناصره في 8 قرى حدودية متداخلة بين لبنان وسورية، وأنه نصب عدداً من المدافع والصواريخ ضمن هذه القرى.

وتبنى الجيش الحر قصف موقعين لحزب الله، وبحسب الناشط أبو الهدى الحمصي من حمص في حديث نقلته قناة ‘العربية’: فإن المعلومات عن قصف الموقعين ما زالت غير كافية، ولكنه أكد أنه بالفعل قام الجيش الحر بقصف موقعين يعودان لحزب الله.

وقال الحمصي إن المواجهات بين حزب الله والجيش الحر على القرى الحدودية لا تتوقف، خصوصاً أن عناصر حزب الله حاولت التسلل إلى ثلاث قرى جديدة.

جاء ذلك فيما لم يعلن اي مصدر امني او عسكري لبناني عن تعرض لبنان لقصف من الجانب السوري.

من جهة ثانية، اكد الائتلاف السوري الذي بدأ الخميس اجتماعه الشهري في القاهرة بحسب ما جاء في بيان له نشر على صفحته على موقع ‘فيسبوك’ على ‘مطالبته بتنحي بشار الأسد وكافة قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية المسؤولين عن شلال الدماء بسورية’.

ويتوقع ان تتناول اجتماعات المعارضة السورية مبادرة الحوار التي اطلقها رئيس الائتلاف احمد معاذ الخطيب في مطلع كانون الثاني (يناير) مبديا استعداده المشروط للجلوس مع ممثلين للنظام من اجل انهاء الازمة.

ودعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الذي قام بزيارة الى بيروت الخميس النظام السوري الى التجاوب مع دعوة معاذ الخطيب.

وفي سياق متصل، اعلن هيغ خلال تفقده مركزا للتوزيع تابعا لبرنامج الاغذية العالمي في محلة برج حمود شمال بيروت تخصيص مساعدة قدرها 17 مليون دولار للاجئين السوريين في لبنان، ما يرفع قيمة المساعدات البريطانية لهؤلاء الى 30 مليون دولار.

سورية تعلن إسقاط طائرة إسرائيلية وتل أبيب ترفض التعليق

غزة ـ ‘القدس العربي’ ـ من أشرف الهور: امتنعت إسرائيل يوم أمس عن التعقيب على الأنباء التي أوردتها سورية والتي أكدت تمكن الدفاعات الجوية لديها من إسقاط طائرة بدون طيار فوق منطقة البقاع اللبناني.

وبحسب الإذاعة الإسرائيلية فقد ذكرت أن مصادر إسرائيلية رفضت التعقيب على ما ذكرته تقارير ليل الأربعاء بأن طائرة استطلاع إسرائيلية بدون طيار تحطمت في منطقة ينطا في سهل البقاع اللبناني.

وكانت تقارير أكدها التلفزيون الرسمي السوري ذكرت أن المضادات الأرضية التابعة للجيش السوري أسقطت طائرة إسرائيلية بدون طيار في منطقة البقاع، وأن طائرات حربية إسرائيلية حلقت في أجواء المنطقة وعدة مناطق أخرى في لبنان.

وبحسب المعلومات فإن بقايا صاروخ أطلق من الجانب السوري، سقطت بين منطقتي دير العشاير وينطا في البقاع اللبناني.

وكانت طائرات إسرائيلية شنت قبل ثلاثة أسابيع غارات استهدفت مناطق داخل سورية، وبرر الهجوم وقتها على أنه استهدف شحنة صواريخ كانت تريد سورية إيصالها لحزب الله.

وبحسب ما أعلنت سورية التي توعدت وقتها إسرائيل بسبب الهجوم، فإن الغارة استهدفت مركزا للأبحاث العلمية في بلدة جمرايا قرب دمشق، ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة 5 آخرين.

وفي وقت لاحق قالت إسرائيل ان من بين من قتلوا في تلك الغارة مسؤول عسكري إيراني رفيع.

هذا واخترق الطيران الإسرائيلي أكثر من مرة الأجواء السورية، وأعلنت إسرائيل مرارا وبشكل رسمي قيام مقاتلاتها الحربية بالتحليق أيضا فوق الأجواء اللبنانية، لمراقبة أي عمليات نقل لأسلحة تتم من سورية لحزب الله.

لا تأكيدات أمنية عن استهداف الجيش الحر موقعا لحزب الله والحريري لا يقبل بتحويل لبنان ساحة لتنفيذ مهمة ايران بإنقاذ الأسد

سعد الياس

بيروت – ‘القدس العربيب تقدم الى واجهة المشهد الداخلي الوضع الامني من البوابة السورية مع بروز اكثر من اشارة في هذا الاتجاه تعزز الشكوك المتنامية في امكان تنفيذ الجيش السوري الحر تهديداته بالرد على نيران حزب الله.ومع ان اي مصدر امني او عسكري لبناني لم يعلن عن تعرض لبنان لقصف من الجانب السوري ، غير ان رئيس اركان كتيبة الفاروق في الجيش السوري الحر طالب الدايخ اكد استهداف موقع لحزب الله في منطقة حوش السيد داخل لبنان اصيبت فيه عناصر حزبية متحدثاً عن تجمع كبير للحزب في مناطق حدودية.

وتوجّه رئيس اركان الجيش الحر اللواء سليم ادريس بتهديدات مباشرة الى امين عام الحزب حسن نصر الله الذي وصفه بـ’سيد الشبيحة’ مؤكداً انه ليس بعيداً عن ضربات الجيش الحر.

وازاء هذه التطورات اتهم الرئيس سعد الحريري ‘الدولة بالغياب عن الوعي وتسليم زمام التفريط بالامن الوطني الى حزب الله الذي يقدم دليلاً جديداً على مخاطر استخدام السلاح غير الشرعي، واعتبار الدولة مجرد مشاع مباح يستخدمه الحزب ساعة يشاء ودائماً لخدمة مصالح لا تمت للمصلحة الوطنية بصلة’.

وسأل الحريري ‘أين هي سياسة النأي بالنفس من استخدام الأراضي اللبنانية في الصراع الداخلي السوري؟’، وجاء في بيان أصدره امس’ لم نكن نجافي الحقيقة عندما أعلنا ان المقاومة لم تعد الوظيفة الرئيسية لحزب الله، وان هناك وظائف أخرى لسلاح هذا الحزب، بدأت تتجلى بشكل مكشوف من خلال الأنباء المتواترة عن عمليات عسكرية تقوم بها مجموعات مسلحة تابعة للحزب لدعم نظام بشار الأسد.’والمثير في هذه الأنباء ان الحزب ينظم هجمات عسكرية ضد الجيش السوري الحر من الأراضي اللبنانية ومن داخل الأراضي السورية أيضاً. وهناك اتهامات مباشرة للحزب من المعارضة السورية باستخدام الأراضي اللبنانية في هجماته العسكرية على مرأى من السلطات اللبنانية’.وقال ‘ اننا ومن موقع الرفض التام لاستخدام الأراضي اللبنانية لأي نوع من انواع التدخل العسكري في الشؤون الداخلية السورية، سواء كان لدعم النظام او لدعم المعارضة، نتوجه بالأسئلة الآتية:

1 ـ أين هي الحكومة اللبنانية من كل ذلك؟ بل اين هي سياسة النأي بالنفس من استخدام الأراضي اللبنانية في الصراع الداخلي السوري، ام ان هذه السياسة تعفي حزب الله من توريط لبنان في هذا الصراع، وتعطيه حقاً حصرياً في استخدام السلاح على الجبهة اللبنانية ـ السورية.

2 ـ ماذا يفعل حزب الله على الجبهة مع سوريا ومن أعطاه وكالة الدفاع عن الحدود، حتى إذا أخذنا بفرضية وقف هجمات المسلحين السوريين.

3 ـ واستطراداً، إذا صح الادعاء بان الحزب يدافع عن مواطنين من الطائفة الشيعية، فهل هذا يعني ان الحزب بات يشكل جيش الدفاع عن فئة معينة من اللبنانيين. وما هي وظيفة الجيش اللبناني في هذه الحالة ولماذا لم تنطق الحكومة اللبنانية بكلمة واحدة حتى الآن حول الموضوع؟.

أم ان حكومة النأي بالنفس تعتبر نفسها غير معنية بمواطنين لبنانيين يقول حزب الله انهم يتعرضون للخطر؟’.

واضاف الحريري ‘ان ما يحصل على الحدود اللبنانية السورية أمر في منتهى الخطورة، واخطر ما فيه ان الدولة اللبنانية تمارس من خلاله فعل الغياب عن الوعي وتسلم زمام التفريط بالأمن الوطني لحزب الله.ان حزب الله يقدم دليلاً جديداً على مخاطر استخدام السلاح غير الشرعي واعتبار الدولة اللبنانية مجرد مشاع مباح يستخدمه الحزب ساعة يشاء ودائماً لخدمة مصالح لا تمت للمصلحة الوطنية بأية صلة، إذا كانت إيران تعمل ليل نهار لإنقاذ نظام بشار الأسد من السقوط، وهي تكلف حزب الله بتولي الجانب المتعلق بالجبهة مع محافظة حمص، فان لبنان لن يقبل بأن يتحول الى ساحة لتحقيق هذه المهمة القذرة. والحكومة اللبنانية تتحمل مسؤولية الصمت عن هذا الاستهتار المريع بالاستقرار الوطني’.

الائتلاف السوري المعارض يطالب الاسد بالتنحي مع قادة اجهزته الامنية

القاهرة ـ رويترز: أظهرت مسودة بيان يصدر عن اجتماع للمعارضة السورية أن الائتلاف الوطني السوري المعارض مستعد للتفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق سلام برعاية أمريكية وروسية ينهي الصراع الدائر في سورية على ألا يكون الرئيس بشار الأسد طرفا في أي تسوية.

ويأتي اجتماع الائتلاف السوري المعارض الذي يضم 70 عضوا ويحظى بدعم تركيا ودول عربية وغربية قبل محادثات يجريها وزير الخارجية السوري وليد المعلم في موسكو أحد آخر الحلفاء الأجانب للأسد في الوقت الذي يستأنف فيه المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي جهوده للتوصل إلى اتفاق.

ويأتي اجتماع المعارضة في القاهرة في نفس اليوم الذي انفجرت فيه سيارة ملغومة وسط دمشق مما أودى بحياة عدة أشخاص وأدى الى احتراق بعض السيارات في طريق رئيسي مزدحم قرب السفارة الروسية ومقر حزب البعث الحاكم.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له إن الانفجار أودى بحياة 31 شخصا على الأقل في العاصمة التي كانت بعيدة نسبيا عن الصراع المستمر منذ نحو عامين والذي أسفر عن مقتل 70 ألفا.

وحذفت المسودة التي اطلعت عليها رويترز المطالبة المباشرة بعزل الأسد فيما يمثل تخفيفا لحدة مواقف سابقة أصرت على ضرورة رحيل الرئيس قبل إجراء أي محادثات.

وقالت الوثيقة إنه يجب محاسبة الأسد والنخبة الحاكمة على إراقة الدماء وإن أي اتفاق للسلام ينبغي أن يكون تحت رعاية الولايات المتحدة وروسيا. وجاء في الوثيقة أن الاسد وقادة الجيش والأمن مسؤولون عن القرارات التي دفعت البلاد إلى ما هي فيه الآن وهم خارج أي عملية سياسية وليسوا جزءا من أي تسوية سياسية في سورية.

وطالبت الوثيقة بضرورة محاسبتهم عن الجرائم التي ارتكبوها.

وطرح هذه المبادرة معاذ الخطيب رئيس الائتلاف وهو رجل دين من دمشق لعب دورا في حركة الاحتجاجات السلمية المناوئة للأسد في بداية الانتفاضة عام 2011. ويقول أنصار الخطيب إن المبادرة تحظى بدعم شعبي داخل سورية من جانب الذين يريدون رحيلا سلميا للأسد ووقف الصراع الذي تزداد فيه المواجهة بين الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري والأغلبية السنية. غير أن مقاتلي المعارضة في الميدان بصورة عامة – والذين ليس للخطيب تأثير يذكر عليهم – يعارضون المبادرة.

وقالت جبهة تحرير سورية الإسلامية التي تمثل كتائب مسلحة في بيان إنها تعارض مبادرة الخطيب لأنها تتجاهل هدف الانتفاضة المتمثل في إسقاط النظام وجميع رموزه.

وقلل الناشط المعارض المخضرم وعضو الائتلاف الوطني وليد البني الذي يدعم الخطيب من أهمية حذف الإدراج المباشر لعزل الأسد.

وقال البني إن المعارضة تطالب بمحاسبة الأسد على إراقة الدماء والدمار الذي سببه وعبر عن اعتقاده بأن الرسالة واضحة بما يكفي.

وأطلق الخطيب مبادرته الشهر الماضي بعد محادثات مع وزيري خارجية روسيا وإيران في ميونيخ ولكن دون التشاور مع الائتلاف الذي فوجئ بالمبادرة.

وانتقدت كتلة قوية داخل الائتلاف تهيمن عليها جماعة الإخوان المسلمين المبادرة ووصفتها بأنها تضر بالانتفاضة. وجماعة الإخوان المسلمين هي الجماعة المنظمة الوحيدة في صفوف المعارضة السياسية. غير أن مصدرا من الإخوان المسلمين قال إن الجماعة لن تحبط المبادرة لأنها على يقين من ان الأسد لا يريد الرحيل عن طريق التفاوض مما قد يساعد في إقناع المجتمع الدولي بدعم الجهود المسلحة للإطاحة به. وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه ‘روسيا هي مفتاح الحل… نظهر للمجتمع الدولي أننا مستعدون لتقبل الانتقاد من الشارع ولكن المشكلة في الأسد ودائرته المقربة. فهم لا يريدون الرحيل.’ وتأمل روسيا في أن يزورها الخطيب قريبا بحثا عن انفراجة للأزمة. وقال البني إن الخطيب لن يذهب إلى موسكو بدون موافقة الائتلاف ولن يزورها أثناء زيارة المعلم.

وأضاف أنه يرى أن الخطيب يجب ألا يذهب إلى موسكو حتى تتوقف روسيا عن إرسال شحنات السلاح إلى نظام الأسد.

وأشارت مصادر من المعارضة إلى أن تأييد الائتلاف لمبادرة الخطيب رسميا سيعطيها ثقلا أكبر على الصعيد الدولي ويقوض حجة أنصار الأسد بأن المعارضة منقسمة بشكل كبير يتعذر معه اعتبارها طرفا جادا.

الاستخبارات التركية تقول إن القوات السورية استخدمت 40 صاروخ سكود بقصف شمال البلاد

أنقرة ـ يو بي آي: قال مسؤولون في الإستخبارات التركية، الخميس، إن القوات الحكومية السورية أطلقت أكثر من 40 صاروخاً باليستياً من نوع ‘سكود’ استهدفت مواقع للمعارضين في شمال البلاد خلال الشهرين الماضيين.

ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة (حرييت) عن مسؤول استخباراتي لم تسمه، قوله إن الجيش السوري استهدف بشكل خاص حلب وإدلب، مشيراً إلى أن اياً من تلك الصواريخ لم يسقط على مقربة من الحدود التركية.

وأضاف المسؤول ‘حلب وإدلب قريبتان من حدودنا، ولكن الصواريخ لم تصب مناطق تجعلنا نشعر بها’. وأشارت الصحيفة إلى أن المعلومات الإستخبارية التي جمعتها تركيا، تشير إلى استخدام 40 صاروخ ‘سكود’ حتى الآن.

يذكر أن مجموعات المعارضة المسلحة سبق واتهمت القوات الحكومية السورية باستخدام صواريخ ‘سكود’.

خبراء: العنف في سورية يهدد آثار البلاد

عمان ـ رويترز: قال مأمون عبد الكريم المدير العام للآثار والمتاحف في سوريا إنه تم افراغ المتحاف السورية من آلاف من الكنوز الاثرية لحمايتها من النهب والعنف لكن واحدا من أقدم أشكال التراث الثقافي في العالم ما زال معرضا للخطر.

والتهمت النيران بالفعل أسواق حلب المغطاة القديمة التي تعود للقرون الوسطى واندلعت حرائق أيضا في المسجد الأموي بالمدينة. كما أن عمليات التنقيب غير القانونية هددت قبورا في بلدة تدمر الصحراوية وموقع إبلا الأثري الذي يعود للعصر البرونزي وتبحث الشرطة الدولية (انتربول) عن تمثال عمره 2700 سنة سرق من مدينة حماة.

وفي بلد يفتخر أيضا بقلاع مذهلة تعود إلى عصور الحملات الصليبية وأطلال رومانية وتاريخ يعود إلى الإمبراطوريات العظمى في الشرق الأوسط وحتى فجر الحضارة الإنسانية تصبح مهمة حماية هذا التراث من الصراع الدائر البلاد منذ نحو عامين مسؤولية مضنية.

ويرى عبد الكريم أنها معركة تتعلق بوجود سوريا ذاته.

وقال لرويترز خلال زيارة للأردن ‘المتاحف فارغة. تم إفراغ أغلب المتاحف السورية التي أصبحت عبارة عن قاعات فارغة باستثناء بعض القطع الكبيرة صعبة الحركة.’

وتم نقل عشرات الآلاف من القطع الأثرية التي تغطي 10 آلاف سنة من عمر حضارة البلاد إلى مخازن خاصة لتجنب تكرار ما حدث في بغداد عندما نهب متحف العاصمة العراقية قبل عشر سنوات عقب الغزو الأمريكي والإطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

أسفر الصراع السوري المندلع منذ 23 شهرا عن تمزيق البلاد وأثار مخاوف دولية على مصير واحدة من أكثر المجموعات التاريخية ثراء وتنوعا في العالم. وتقول منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) إنها قلقة على مصير ستة من المواقع المدرجة في قوائم التراث العالمي منها المدينة القديمة في كل من دمشق وحلب وبصرى وقلعة الحصن الشهيرة.

وأصبح الكثير من تلك المواقع ساحة معارك بين مقاتلي المعارضة الذين يحتمون بالأطلال والقوات الحكومية التي تقصف بدون تمييز وجرى تسجيل هذه الخسائر في لقطات فيديو.

وقال عبد الكريم البالغ من العمر 46 عاما والذي تلقى تعليمه في فرنسا إنه في حالة تمكن اللصوص من الوصول إلى كنوز المتاحف فإن هذا سيكون إيذانا بفناء سوريا.

وقال عبد الكريم ‘إذا اخترقت تلك الأماكن أو دمرت فأنا أعتقد أن سوريا تكون قد انتهت عندما يصلون إلى هذه الأماكن… إن اقترب منها اللصوص أو المجرمون ستكون نهاية النهاية.’ وتولى عبد الكريم منصبه قبل ستة أشهر.

وتركت العديد من الحضارات التي تعود إلى العصر البرونزي بصمتها على سوريا بما في ذلك حضارة بابل وآشور وحضارة الحثيين. وحل محلها الاغريق والساسانيون والفرس والروم والعرب. كما ترك الغزاة الأوروبيون في الحملات الصليبية قلاعا مذهلة وخلفت الإمبراطورية العثمانية بصمتها على مدى خمسة قرون.

وقال عبد الكريم إن أهم القطع الأثرية التي فقدت منذ نشوب الصراع تمثال مذهب من البرونز يعود إلى نحو ألفي عام سرق من مدينة حماة وأدرج قبل عام في قائمة الشرطة الدولية كأكثر القطع الفنية المطلوب العثور عليها وقطعة من المرمر سرقت من حديقة متحف افاميا.

لكن قطعا أثرية لا تقدر بثمن في بلدة معرة النعمان بشمال البلاد انقذت عندما حمى السكان المحليون لوحات الفسيفساء الشهيرة في متحف البلدة خلال اشتباكات عنيفة.

وقال عبد الكريم ان في حماة حمى الشبان تماثيل رومانية وبيزنطية في المتحف من اللصوص إلى حين نقلها إلى مكان آمن مضيفا أنهم أغلقوا أبواب المتحف وتمكنوا من حمايته من كارثة.

ومضى يقول إن عمليات تنقيب غير قانونية واتجار استهدفت العشرات من المواقع الأثرية لكنها تمثل أقل من واحد في المئة من عشرة آلاف موقع أثري في أنحاء البلاد.

وتتركز عمليات التنقيب في الأساس في مواقع كانت منذ زمن طويل محل تركيز للاتجار غير المشروع مثل مدينة افاميا القديمة إلى الشمال من حماة والتي انتعشت خلال العهدين الروماني والبيزنطي وتشتهر بطريق للأعمدة طوله 1850 مترا. وقال عبد الكريم إن النهب في المدينة ظاهرة قديمة وليس مرتبطا بالأزمة الحالية لكن اللصوص أصبحوا يتحركون بحرية أكبر خلال الازمة.

ويظهر في لقطات فيديو تعود إلى مارس اذار العام الماضي -والتي تم توثيقها في تقرير من ايما كانليف عالمة الآثار في جامعة ديرهام البريطانية- أيضا دبابات فيما يبدو تتمركز قرب أعمدة أفاميا.

وناشد عبد الكريم الأطراف المتحاربة عدم المساس بالقلاع التي تعود للحملات الصليبية وبعضها وقع في خضم الصراع بل تحول إلى ثكنات عسكرية أو مخابيء تابعة لمقاتلي المعارضة.

وذكر أن خسائر محدودة لحقت بقلعة الحصن أبرز نماذج قلاع الصليبيين كما أن البوابة الرئيسية لقلعة حلب أصابتها تلفيات محدودة إلى جانب برجها الشمالي.

وأضاف عبد الكريم أن أكبر الخسائر لحقت بمجموعة من سبع أسواق قديمة في حلب لا نظير لها في الشرق الأوسط والتي التهمتها النيران التي ألحقت أيضا خسائر بالمسجد الأموي.

وقال ‘الأسواق السبعة خسرناها نهائيا’ لكن القتال المستمر حال دون قيام بعثة لتقييم الحجم الكامل للخسائر التي لحقت بالأساسات.

وتابع أنه في شمال شرق سوريا تمكنت جماعات كردية محلية سيطرت على المنطقة من حماية مواقع أثرية رئيسية في تل موزان قرب القامشلي.

وقال المؤرخ الأمريكي جيورجيو بوسيلاتي الذي عمل في تل موزان ويطلع يوميا على صور على الانترنت لرويترز إنه ‘لم يحدث أي نهب على الإطلاق’ هناك.

وقال عبد الكريم إنه في جنوب سوريا تسبب قصف القوات الحكومية في إلحاق أضرار ببعض المنازل القديمة لكن لم تلحق أضرار بآثار بصرى التي تحتوي على أحد أفضل المسارح الرومانية الذي ما زال يحتفظ بحالته. وأكد لاجيء تحدث إلى رويترز هذا الأسبوع بعد فراره من البلدة تصريحاته. وقال عبد الله زعبي بعد عبور الحدود إلى الأردن ‘قصف الجيش الحي القديم’ حيث كان يحتمي مقاتلو المعارضة ولحقت خسائر بكنيسة قديمة. لكنه قال إن المسرح الروماني في قطاع يسيطر عليه الجيش لم يتكبد أي خسائر لكن القوات الحكومية تحتمي بمكان مجاور.

وذكر عبد الكريم أن موقع تل براك الذي يمكن ان يكون أول مدينة في العالم بالبلدة التي تقع على الحدود السورية العراقية نجا حتى الآن كما توقفت عمليات التنقيب غير القانونية بالمقابر التي لم تستكشف بعد في مدينة تدمر الصحراوية القديمة.

وفي بعض الحالات كان السبب الوحيد لتوقف عمليات التنقيب غير القانونية هو عدم تمكن اللصوص من العثور على أي كنوز كما حدث في موقع إبلا الذي يعود إلى العصر البرونزي وتركوا حفرا كبيرة في بلاط قديم بالقصر الملكي.

وأعادت الجمارك السورية أكثر من أربعة آلاف قطعة منها عملات وتماثيل ولوحات فسيفساء إلى المديرية التي يرأسها عبد الكريم لكن نحو ثلث القطع التي تم تسليمها اتضح أنها مزيفة.

كما تتعاون المديرية مع اليونسكو والشرطة الدولية لمعرفة أماكن 18 لوحة فسيفساء تم تهريبها إلى لبنان.

وقال عبد الكريم إن إجمالي الخسائر حتى الآن ما زالت لا تمثل إلا النذر اليسير من آثار سوريا التي لا تقدر بمال لكنه أضاف أن العنف المتواصل والمتصاعد يمكن ان يؤدي لانتشار الفوضى وعمليات نهب أكثر جرأة.

وقال ‘عصابات ولصوص التنقيب السري هم لصوص صغار ووسطاء لمهربين وللآن لم تظهر عصابات دولية. لكن الخوف من أن العناصر المعمارية تسرق من المباني كالأعمدة وتيجان الأعمدة من مواقع مسيحية وبيزنطية.’

وأبدى أمله في ألا يحدث هذا لأنه لو حدث فستكون هذه بداية التدمير المأساوي للماضي والمستقبل.

سوريا | 53 شهيداً ومئات الجرحى… والحكومة تتهم المجموعات المرتبــطة بالقاعدة

تفجيرات إرهابيّة تضرب دمشق

يوم دامٍ آخر يطبع حياة دمشق. عاصمة الأمويين ضربها الارهاب مجدّداً. لا فرق بين أشلاء الأطفال والكبار. 53 شهيداً أضيفوا على مذبح الصراع السوري

أنس زرزر

دمشق | تجاوز واقع الحياة أمس في عاصمة الأمويين في دمشق سريالية وغرائبية أكثر مشاهد أفلام الرعب دموية. لا يمرّ يوم واحد دون أن يسمع سكان عاصمة الأمويين، أصوات الانفجارات والاشتباكات المسلحة، وصفارات سيارات الإسعاف المنطلقة نحو مختلف المناطق والضواحي المتاخمة لمركز العاصمة. حالة من الهدوء الحذر والترقب الدائم، ولعبة التحايل على الرعب والخوف اليومي، بات يعيشها ويلعبها سكان مدينة الياسمين، سرعان ما تحولت إلى حقيقة موجعة، وصدمة قاسية قبل ساعة واحدة من منتصف ظهيرة يوم أمس، عندما فجّر إرهابي نفسه بسيارته في شارع الثورة على أطراف حيّ المزرعة السكنيّ.

وأشارت المعاينة الأولى للحفرة العميقة التي خلفها الانفجار إلى أنّ الإرهابي لم يتمكن من الوصول إلى مدخل فرع حزب البعث الاشتراكي، الهدف المباشر الأكثر احتمالاً للتفجير، بسبب إغلاق الطريق الفرعي المؤدي للفرع بحاجز أمني، هذا ما جعل الإرهابي يفجر نفسه بأقرب نقطة ممكنة من الفرع، مما خلف أضراراً كبيرة جداً، طالت سكان الأبنية المجاورة، وعدداً كبيراً من سائقي وركاب محطة الانطلاق، ومسشفى الحياة، ومدرستي عبد الله ابن الزبير وابن كثير، المجاورتين لمكان الانفجار. كما أصيب عدد من النازحين المقيمين في مسجد الإيمان، وأبنية المؤسسة العامة للكتب المدرسية. الاحصائية الأولية لعدد القتلى والمصابين التي أعلنها الإعلام السوري الرسمي هي «53 شهيداً، وأكثر من 235 جريحاً، ومجمل الوفيات والإصابات من المدنيين والمارة والأطفال». كما أصيب الأمين العام للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، نايف حواتمة، جراء الانفجار أثناء وجوده في مقر الجبهة. لكن حجم الدمار الكبير، وحالة الهلع والخوف وصفارات سيارات الإسعاف التي هرعت إلى مكان الانفجار، تؤكد أنّ أرقام الضحايا قد تتعدى ما قدمه الإعلام السوري بكثير. «الأخبار» حاولت الوصول إلى مكان الانفجار، لكن عناصر الأمن الذين انتشروا بكثرة، منعوا المواطنين من الاقتراب ومساعدة الجرحى والمصابين حرصاً على سلامتهم. «جلّ ما نخشاه الآن، هو حدوث انفجار آخر كما عودتنا العصابات الإرهابية مؤخراً، لتحقيق أكبر عدد ممكن من الإصابات البشرية»، هذا ما قاله أحد عناصر الأمن للحشود التي وقفت مذهولة، على بعد مئات الأمتار من مركز الانفجار، تشاهد سحب الدخان الأسود ترتفع في سماء عاصمتهم، ويشتم رائحة الشواء الآدمي التي زكمت الأنوف. أشلاء القتلى التي انتشرت في مساحة كبيرة، كانت كافية لتقدم دليلاً واقعياً على حجم الإرهاب والدموية التي باتت دمشق تعيش وقائعه اليوم. على بعد حوالي 500 متر جنوب منطقة المزرعة، يمتد أحد أكثر أسواق دمشق شعبية. حالة من الهرج والمرج والصراخ انتابت أجواء السوق، عندما عثر بعض المارة على ساق مبتورة. «إنها ساق فقط، ماذا عن باقي الجسد، هل نبحث عنه في سوق الحميدية؟ وكيف سيتمكن الطبيب الشرعي أو أهل القتيل من تحديد هويته؟» يتساءل أحدهم، بينما يصب الباقون جام غضبهم بالشتائم وأقذر الألفاظ، على من مول وخطط ونفذ هذه العمل «الإرهابي المجرم، الذي لا يمت إلى الإنسانية بصلة». سرعان ما نقل التلفزيون السوري الرسمي، صوراً ومشاهدة مباشرة من موقع الانفجار، وعرض على شريط الأخبار خبراً مفاده «أنّ قوات الأمن قامت عقب التفجير بملاحقة سيارة بالقرب من موقع التفجير، وضبطت فيها خمس عبوات متفجرة تزن كل منها 300 كيلوغرام من المتفجرات، وألقت القبض على الارهابي الانتحاري الذي كان يقودها». جاء هذه الخبر ليكمل مشهد الرعب الذي أصاب جميع السوريين. وسرعان ما تحولت مشاهد الانفجار الدموية إلى حديث الساعة في الشارع السوري بأطيافه المختلفة. الموالون وجدوا مادة جديدة لتؤكد وجهة نظرهم وقناعاتهم، محملين مسؤولية الحرب الدموية الدائرة في بلادهم، بما فيها والإرهاب الدولي المنظم، لتنظيم «القاعدة» و«جبهة النصرة». «عشرات الأطفال سقطوا في مدارسهم، بين قتيل وجريح، ما ذنب هؤلاء الصغار الذين لا يدركون الفرق بين الموالاة والمعارضة»، يقول أحد المواطنين الغاضبين لـ«الأخبار»، وهو يحاول الاتصال بشكل هستيري عبر هاتفه الجوال بأقربائه للاطمئنان إليهم. في الوقت نفسه، تساءل مواطن آخر عن الآلية والطريقة التي تمكن بها الإرهابي من العبور بين عشرات الحواجز الأمنية ليصل إلى هدفه «من المستحيل أن يصل أحد بسيارته إلى مركز المدينة، دون المرور بعشرات الحواجز الأمنية، التي تفتش فيها جميع السيارات تفتيشاً دقيقاً. كيف يمكن اقناع المواطن السوري اليوم بضرورة وجود هذه الحواجز؟ ربما هبط الإرهابي مع سيارته المفخخة بمظلة من السماء».

ولم يقتصر مسلسل الإرهاب الذي طال العاصمة دمشق أمس، على تفجير المزرعة فقط، وإن كان الأخير قد حظي باهتمام كبير من قبل الإعلام السوري الرسمي والغربي، بعكس التفجيرات الباقية، التي طال أحدها مبنى أمني في غاية الأهمية يقع في منطقة برزة.

في السياق، وجّهت وزارة الخارجية السورية رسالتين متطابقتين إلى رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول سلسلة التفجيرات التي شهدتها العاصمة السورية. ولفتت إلى أنّ «مجموعات ارهابية مسلحة ترتبط بـ«القاعدة»، نفذت الهجمات، وهي تتلقى دعماً مادياً ولوجستياً وتغطية سياسية واعلامية من دول في المنطقة وخارجها، خلافاً لالتزامات هذه الدول التي يمليها القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة في مجال مكافحة الارهاب.

في السياق، دانت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، التفجيرات. كما دانت التفجير الذي وقع قرب السفارة الروسية في دمشق. وحثت «جميع الدول والجهات المؤثرة على المتطرفين والأصوليين في سوريا» على عمل شيء ما. بدوره، دان «الائتلاف» المعارض، في بيان، «التفجيرات الارهابية» التي وقعت «أيّا كان مرتكبها».

«الائتلاف» يطلب رعاية روسيّة ــ أميركيّة لمفاوضات بلا الأسد

يمضي «الائتلاف» بعيداً عن اتفاق «جنيف»، بإصراره على «رفض الأسد في أيّ مفاوضات» والعمل على تشكيل حكومة مؤقتة، في وقت يطلب فيه رعاية موسكو وواشنطن للمفاوضات

يعمل «الائتلاف» المعارض على ترسيخ شرط استبعاد الرئيس بشار الأسد عن أيّ مفاوضات. ويلاقيه بذلك الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، بأنّه لا مكان للأسد في أيّ مرحلة انتقالية بحسب اتفاق جنيف. الموفد الأممي الأخضر الإبراهيمي مقبل على تجديد مهمته، في وقت أصبحت فيه مفاصل حلّ الأزمة السورية بين موسكو وواشنطن.

وبدأت الهيئة السياسية للائتلاف السوري المعارض، أمس، اجتماعها الشهري في القاهرة، في اجتماع يستمر يومين. وأظهرت مسودة البيان، المتوقع أن يصدر عن الاجتماع، استعداد «الائتلاف» للتفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق سلام ينهي الصراع الدائر في سوريا. وشدّد «الائتلاف»، في مسودة بيانه، على أنّ الرئيس السوري بشار الأسد لا يمكن أن يكون طرفاً في أيّ تسوية للصراع عن طريق المفاوضات، موضحاً أنّ المعارضة السورية لا تدعو مباشرة إلى عزل الأسد، بل إلى محاسبته والنخبة الحاكمة على إراقة الدماء. كذلك أشارت المسودة إلى أنّ أي اتفاق للسلام ينبغي أن يكون تحت رعاية الولايات المتحدة وروسيا.

في السياق، قال عضو «الائتلاف» يحيى عقاب، إنّ هناك 3 اتجاهات داخل اجتماعات الهيئة العامة بخصوص تشكيل الحكومة الموقتة. وفي تصريحات إلى وكالة «الأناضول»، أوضح عقاب أنّ «هناك من يطالب بتسمية رئيس الحكومة فوراً، واتجاهاً آخر يميل إلى الموافقة على تشكيل الحكومة مع التأنّي في وضع محددات عملها واختيار المنضمين إليها، أما الاتجاه الثالث فيرفض التشكيل الآن». وتعدّ الحكومة الموقتة إحدى القضايا المهمة المطروحة على جدول أعمال اجتماعات الائتلاف، ومن المنتظر أن يصل فيها إلى قرار. وأضاف عقاب أنّ «الائتلاف» لم يحدد بعد موعداً لزيارة رئيسه لموسكو وواشنطن. وقال: «مشكلة الروس أنهم لا يتحدثون بصراحة، فنحن كثيراً ما طلبنا منهم البوح بالمصالح التي كان يؤمنها لهم (الرئيس السوري) بشار الأسد لندرس إمكانية المحافظة عليها أو لا». وأكد عقاب: «ليس لدينا مانع في الحفاظ على مصالحهم الاقتصادية والعسكرية، بما فيها قاعدة طرطوس العسكرية، ما دامت هذه المصالح لا تتعارض مع المصلحة الوطنية، مقابل أن يتخلوا عن دعمهم لبشار».

في موازاة ذلك، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، في حديث إلى قناة «روسيا اليوم»، أنّ «المهم هو البدء بمرحلة انتقالية، وتشكيل الحكومة. وأنا أتمسك بما قاله الأخضر الإبراهيمي في مجلس الأمن، بصفته الممثل الشخصي للجامعة والأمم المتحدة، أنه في إطار البيان الختامي في جنيف لا مكان للرئيس بشار الأسد». وأشار إلى أنّه «لا بد اليوم أن يكون هناك كلام بين روسيا وبين الحكومة في دمشق حول مبادرة الخطيب والتجاوب معها بإيجابية»، لافتاً إلى أنّ «هناك بعض النقاط التي يجب أن توضح، فأين سيتم هذا اللقاء؟ في دمشق؟ لا أحد من المعارضة مستعد للذهاب إلى دمشق. هذا أحد الموضوعات التي سيبحثونها عندما سيحضر وليد المعلم، وبعد ذلك عندما يأتي الخطيب».

وأكد العربي أنّ «جميع الدول العربية تتجاوب وتبدي رأيها بالموافقة على القرارات التي تطالب بحل سلمي يحمي وحدة سوريا ويحمي سلامتها الاقليمية، ويؤدي إلى تحقيق متطلبات الشعب السوري، ولو كان ما سيصدر عن اللقاءات بين المعارضة والحكومة، التي لا ندري حتى الآن متى سوف تتم، سيكون الجميع سعداء به». ورأى العربي أن «الأتراك جزء من الحل في سوريا، وليسوا جزءاً من الأزمة إطلاقاً».

في السياق، وافق الموفد العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي على تمديد مهمته ستة أشهر أخرى على الأقل. وأكد دبلوماسي في الأمم المتحدة، لوكالة «فرانس برس»، طالباً عدم الكشف عن هويته، تمديد الإبراهيمي لمهمته، فيما أضاف دبلوماسي آخر أنّ الإبراهيمي «لديه انطباع أن مهمته لم تنته». يذكر أنّ مهمة الإبراهيمي الأولى، ومدتها ستة أشهر، تنتهي اليوم الجمعة.

في موازاة ذلك، وفي إطار متابعة الاعلام الغربي لسياسة البيت الأبيض تجاه الأزمة السورية مع التغييرات التي تشهدها الإدارة الأميركية، حذرت صحيفة «لوس أنجلس تايمز» من عدم فعالية سياسة أوباما الراهنة حيال سوريا، والتي يبدو أنه «يسعى لاختلاق الأعذار للبقاء خارج مسرح النزاعات، وليس للانخراط فيها»، ما سيعيد إلى الاذهان إمكانية انقسام مستشاري الرئيس مجدّداً حول السياسة الأفضل التي ينبغي تبنيها، في حال تعذر مراهنة وزير الخارجية جون كيري على فعالية الحل الدبلوماسي. وتكهنت أنّ الخطوة المقبلة لكيري ستشهد «مناشدة الرئيس (بشار) الأسد للتفاوض مع المعارضة والتوسل لدى روسيا لإنهاء دعمها لسوريا. بيد أنّ تلك الجهود ستؤدي الى نتائج متواضعة»، الأمر الذي سينعش تبنّي خطة بيترايوس – كلينتون بتزويد قوى المعارضة بالسلاح.

في سياق آخر، قال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، إنّ لجنة الأمم المتحدة الخاصة بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا لا تنصح في تقريرها برفع العقوبات الأحادية الجانب، لكنها تدعو إلى إحالة الملف السوري على المحكمة الجنائية الدولية. وأشار غاتيلوف، في صفحته على موقع «توتير»، إلى أنّ ذلك يظهر انحيازاً واضحاً من قبل اللجنة. وأضاف أن اللجنة تبيح لنفسها تقديم النصح لدول في حالات ما وتمتنع عن ذلك في حالات أخرى.

من جهته، أعرب وزير الخارجية الإيطالي، جوليو تيرسي، عن اقتناعه بضرورة «منح مزيد من الدعم العسكري للثوار السوريين»، موضحاً أنّ «بلادنا تتمسك بموقف الطليعة في هذا المجال. وفي هذا الصدد سأتحدث مع نظيري الأميركي جون كيري في أثناء الاجتماع بشأن سوريا في روما الخميس المقبل».

وفي تصريحات صحافية، لفت تيرسي إلى أنّ «الأوروبيين يرون أن المساعدات العسكرية غير الفتاكة ينبغي لها أن تمتد لتشمل الدعم التقني والتدريب والإعداد، بشكل يتيح تعزيز أنشطة التحالف الملتزم بالقتال ضد النظام السوري، مشيراً إلى أن سبب الدعوة إلى عقد هذا الاجتماع يكمن في أن واشنطن شهدت الاستمرارية والاهتمام الذي التزمت به حكومتنا بالأزمة السورية لأكثر من عام». وأشار تيرسي إلى أنّ «رحيل الأسد مسألة تثير التمزق. نعتقد أن المفاوضات يمكن أن تبدأ حتى مع وجود نظامه وبشمل روسيا والصين فيها، مع توقع خروجه بشكل تدريجي، ليكون رحيل الدكتاتور نقطة وصول وليس انطلاق».

(الأخبار، أ ف ب، رويترز، أ ب)

دمشق على الشاشة: كل هذه الدماء

وسام كنعان

نهار عصيب ومشؤوم عاشته دمشق أمس، لم تغب شمسه إلا بعدما خطفت عشرات الشهداء ومئات الجرحى الذين سقطوا اثر تفجيرات إرهابية ضربت نقاطاً عدة من العاصمة ووُصفت بالأعنف منذ اندلاع الأزمة في سوريا. وبينما هرع السوريون إلى لملمة جراحهم وجمع ما تبقى من أشلاء بعثرتها همجية الإرهاب، سارعت المحطات الفضائية كعادتها إلى البحث عن الخبر الدقيق من دون أن تعثر عليه. ظلّت التغطية الإعلامية للفاجعة هامشيةً أمام هول الحدث. لكنّ لعبة السياسة كانت حاضرة رغم الكارثة الانسانية. لكلّ محطة تغطيتها الخاصة التي تخدم سياستها، ولو كانت الدماء دافئة لم تجف بعد على اسفلت الشارع. طبعاً، كان التلفزيون السوري أول مَن بثّ الصور من موقع الانفجار الهائل في «شارع الثورة». لم تمهل الكاميرا المصابين كي يمسحوا الدم عن وجوههم، بل ركّزت عليهم وهم يلعنون أمام الشاشة الارهاب والتطرّف. فيما تلقى تلفزيون «الجديد» النصيب الأكبر من انتقادات مؤيدي النظام الذين قال بعضهم إنّ المحطة لم تر من تفجير حي المزرعة سوى مقر فرع حزب «البعث» حيث وقع التفجير بالقرب منه.

وبعيداً عن الشاشة، انسحب السوريون إلى عالمهم الافتراضي وصفحات التواصل الاجتماعي التي اعتادوها منبراً حراً يعبّرون فيها عن يوميات جرحهم النازف والأزمات المتلاحقة التي تطال حياتهم. هكذا، خيمت الصدمة على صفحات الفايسبوك الذي تعمّد بعض رواده نشر صور موجعة لعدد من القتلى وأخرى لأشلاء ما زالت على الأرض، وصور لأطفال مصابين وهم يستغيثون. وذيِّلت الصور بجمل راحت تتخيّل آخر يوميات هؤلاء الشهداء قبل لحظة الوداع الأخير. تخيّل المعلّقون أنّ الرجل الذي نشروا صورته كان يهمّ لأخذ امرأته الحامل إلى الطبيب، محتفياً بقدوم مولوده ومتحمساً لمعرفة ما إذا كان ذكراً أم أنثى فيما ابتسم الطالب الجامعي أمام دعوات أمه قبل أن يتوجه لمعرفة نتيجة امتحاناته، وفرحة الموظفات لخبر انصرافهن باكراً قبل عطلة نهاية الأسبوع. لكنّ مصائر كل هؤلاء ستتقاطع ويُقفل المشهد على المأساة والعويل والصراخ. وفي موازاة كل ذلك الألم، التفت بعض رواد الموقع الأزرق لتعليق يؤكد إخلاء «مكتبة الأسد» من روادها، وسيطرة الهلع على طلاب «المعهد العالي للفنون المسرحية» بعد سقوط قذائف هاون على «مبنى الأركان» المجاور للمعهد في ساحة الأمويين. علماً أنّ الأخيرة تجمع ـــ بالإضافة إلى هذا المبنى ـــ كلاً من مبنى «التلفزيون السوري»، و«مكتبة الأسد»، و«دار الأوبرا»، و«المعهد العالي للفنون المسرحية»، و«المعهد العالي للموسيقى». هذا الأمر أجبر بعض طلاب المعهد على البقاء في مبناهم لوقت طويل وسط الفوضى والهلع والصراخ. شلال الدم الذي انهمر على عاصمة الأمويين واكبه السوريون في تعليقاتهم واختصروا جوهر الحكاية، فكتب أحدهم على صفحته الخاصة على فايسبوك: «سوريا اليوم هي أن تفرح بعودة أفراد عائلتك سالمين بعدما عبروا من منافذ الموت ليبكوا معك مَن رحلوا»، فيما ركزت تغريدات السوريين على المفارقة المؤلمة في الانفجار الكبير الذي وقع بالقرب من مستشفى «الحياة»، فكتبوا عبارات مثل «في شارع «الحياة»، تعرّف السوريون إلى قصة الموت»، و«في دمشق يصبح جسر الحياة معبراً إلى الموت». فيما حمّل مدير مكتب قناة «المنار» في دمشق أنس أزرق مشاهد فيديو عبر حسابه على الفايسبوك تظهر إصابة الانتحاري الذي ألقي القبض عليه قبل أن يفجر نفسه وهو يحاول نطق الشهادتين. مع ذلك، كانت الصورة الأقوى أمس تلك التي تناقلتها وكالات الأنباء وانتقلت سريعاً إلى مواقع التواصل الاجتماعي: رجل جريح انحنى على امرأة ملقاة على اسفلت الشارع مضرّجة بدمائها. كان يحاول إنقاذها بما تبقى له من نفس!

متاحف سوريا خالية من الآثار لحمايتها من النهب العنف

فاديا السيّد

تهدد المعارك في سوريا الآثار التاريخية في البلاد نتيجة لتصاعد وتيرة أعمال العنف المتسمرة منذ نحو عامين. وكانت النيران التهمت أحد أقدم الأسواق المسقوفة في العالم الموجود في حلب. واندلعت أيضا حرائق في المسجد الأموي بالمدينة.

بيروت: أثار الصراع في سوريا مخاوف دولية على مصير المعالم التاريخية في البلاد. وتقول منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) إنها قلقة على مصير ستة من المواقع المدرجة في قوائم التراث العالمي منها المدينة القديمة في كل من دمشق وحلب وبصرى وقلعة الحصن الشهيرة.

وهددت عمليات التنقيب غير القانونية قبورًا في بلدة تدمر الصحراوية وموقع إبلا الأثري الذي يعود للعصر البرونزي.

خسارة الأسواق السبعة

ويقول المدير العام للآثار والمتاحف في سوريا  مأمون عبد الكريم أن أكبر الخسائر لحقت بمجموعة من سبع أسواق قديمة في حلب لا نظير لها في الشرق الأوسط والتي التهمتها النيران التي ألحقت أيضا خسائر بالمسجد الأموي.

وقال “الأسواق السبعة خسرناها نهائيا” لكن القتال المستمر حال دون قيام بعثة لتقييم الحجم الكامل للخسائر التي لحقت بالأساسات. وأصبحت المواقع التاريخية ساحة معارك بين مقاتلي المعارضة الذين يحتمون بها والقوات الحكومية التي تقصف بدون تمييز.

إفراغ متاحف سوريا

وقال عبد الكريم إنه تم افراغ المتاحف السورية من آلاف من الكنوز الأثرية لحمايتها من النهب والعنف. لكن واحدًا من أقدم أشكال التراث الثقافي في العالم ما زال معرضًا للخطر. وأكد لـ”رويترز” خلال زيارة للأردن “المتاحف فارغة. تم إفراغ أغلب المتاحف التي أصبحت عبارة عن قاعات فارغة باستثناء بعض القطع الكبيرة صعبة الحركة”.

وتم نقل عشرات الآلاف من القطع الأثرية التي تغطي 10 آلاف سنة من عمر حضارة البلاد إلى مخازن خاصة لتجنب تكرار ما حدث في بغداد عندما نهب متحف العاصمة العراقية عقب الحرب الأميركية. وقال عبد الكريم ( 46 عامًا) الذي تولى منصبه قبل ستة أشهر إنه في حالة تمكن اللصوص من الوصول إلى كنوز المتاحف فإن هذا سيكون إيذانا بفناء سوريا.

فقدان تمثال يعود إلى نحو ألفي عام

وقال عبد الكريم إن أهم القطع الأثرية التي فقدت منذ نشوب الصراع تمثال مذهب من البرونز يعود إلى نحو ألفي عام سرق من مدينة حماة وأدرج قبل عام في قائمة الشرطة الدولية كأكثر القطع الفنية المطلوب العثور عليها وقطعة من المرمر سرقت من حديقة متحف افاميا.

سكان أنقذوا متحف معرة النعمان

لكن قطعا أثرية لا تقدر بثمن في بلدة معرة النعمان انقذت عندما حمى السكان المحليون لوحات الفسيفساء الشهيرة في متحف البلدة خلال اشتباكات عنيفة.

وقال عبد الكريم “في حماة حمى الشبان تماثيل رومانية وبيزنطية في المتحف من اللصوص إلى حين نقلها إلى مكان آمن مضيفا أنهم أغلقوا أبواب المتحف وتمكنوا من حمايته من كارثة”. ومضى يقول إن عمليات تنقيب غير قانونية واتجار استهدفت العشرات من المواقع الأثرية لكنها تمثل أقل من واحد في المئة من عشرة آلاف موقع أثري في أنحاء البلاد.

وفي مدنية افامية القديمة ظاهرة النهب لا ترتبط بالأزمة السورية لكنها سمحت للصوص بالتحرك بحرية أكبر. وتشتهر مدينة أفاميا بطريق للأعمدة طوله 1850 مترا.ويظهر في لقطات فيديو تعود إلى مارس (آذار) العام الماضي – والتي تم توثيقها في تقرير من ايما كانليف عالمة الآثار في جامعة ديرهام البريطانية – دبابات فيما يبدو تتمركز قرب أعمدة أفاميا.

مناشدة

وناشد عبد الكريم الأطراف المتحاربة عدم المساس بالقلاع التي تعود للحملات الصليبية وبعضها وقع في خضم الصراع بل تحول إلى ثكنات عسكرية أو مخابيء تابعة لمقاتلي المعارضة. وذكر أن خسائر محدودة لحقت بقلعة الحصن أبرز نماذج قلاع الصليبيين كما أن البوابة الرئيسية لقلعة حلب أصابتها تلفيات محدودة إلى جانب برجها الشمالي.

جماعات كردية حمت أثار في تل موزان

وتابع أنه في شمال شرق سوريا تمكنت جماعات كردية محلية سيطرت على المنطقة من حماية مواقع أثرية رئيسية في تل موزان قرب القامشلي.

وقال عبد الكريم إنه في جنوب سوريا تسبب قصف القوات الحكومية في إلحاق أضرار ببعض المنازل القديمة لكن لم تلحق أضرار بآثار بصرى التي تحتوي على أحد أفضل المسارح الرومانية الذي ما زال يحتفظ بحالته.

عملات وتماثيل مزيفة

هذا وأعادت الجمارك السورية أكثر من أربعة آلاف قطعة منها عملات وتماثيل ولوحات فسيفساء إلى المديرية التي يرأسها عبد الكريم لكن نحو ثلث القطع التي تم تسليمها اتضح أنها مزيفة.  كما تتعاون المديرية مع اليونسكو والشرطة الدولية لمعرفة أماكن 18 لوحة فسيفساء تم تهريبها إلى لبنان.

وقال عبد الكريم إن إجمالي الخسائر حتى الآن ما زالت لا تمثل إلا النذر اليسير من آثار سوريا التي لا تقدر بمال لكنه أضاف أن العنف المتواصل والمتصاعد يمكن ان يؤدي لانتشار الفوضى وعمليات نهب أكثر جرأة.

وقال “عصابات ولصوص التنقيب السري هم لصوص صغار ووسطاء لمهربين وللآن لم تظهر عصابات دولية. لكن الخوف من أن العناصر المعمارية تسرق من المباني كالأعمدة وتيجان الأعمدة من مواقع مسيحية وبيزنطية”.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/2/794794.html

بوغدانوف: موسكو تستقبل المعلم الاثنين والخطيب 6 مارس

قال لـ«الشرق الأوسط» إن هناك بوادر تقارب مع واشنطن تجاه سوريا مع وصول كيري

موسكو: سامي عمارة

قال ميخائيل بوغدانوف الممثل الشخصي للرئيس الروسي في الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية إن موسكو تنتظر استقبال وليد المعلم وزير الخارجية السوري في 25 فبراير (شباط) الحالي، أي يوم الاثنين المقبل، بينما من المقرر أن تستقبل الشيخ معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري بعد الخامس من مارس (آذار) المقبل وربما في السادس من الشهر نفسه، بما يعني عدم وجود الفرصة للقاء المباشر بينهما حسبما أشاعت بعض المصادر العربية.

وحول مبادرة الإبراهيمي حول إجراء الحوار المرتقب بين الحكومة السورية والمعارضة في نيويورك تحت رعاية الأمم المتحدة قال بوغدانوف، إن «موسكو تطرح استضافة الحوار هنا في العاصمة الروسية، لكن إذا قبل الجانبان اللقاء في مقر الأمم المتحدة في جنيف التي نعتبرها أفضل من نيويورك بسبب قربها الجغرافي فإن أحدا لن يعترض». واستشهد بوغدانوف بما قاله وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في بروكسل حول اهتمام روسيا الأكبر بأن يبدأ السوريون الحوار في ما بينهم حسبما نصت على ذلك «وثيقة جنيف»، وبما يمكن معه أن يناقشوا ويقرروا قضاياهم بأنفسهم بما فيها كل المسائل التي تهمهم وتتعلق بالمرحلة الانتقالية وتشكيل هيئات السلطة لإجراء الإصلاحات.

وقال بوغدانوف إن «هذا هو الأهم. أما عن قوام المشاركين في الحوار ومكان إجرائه.. فذلك شيء غير مهم. المهم هنا هو عنصر الزمن. فكلما كان ذلك أسرع كان أفضل.. ونحن نرحب بخيارهم سواء كان الاستقرار على جنيف أو موسكو أو دمشق»، متابعا أن «المهم الابتعاد عن القضايا الخلافية مثل تحديد أسماء المشاركين في الحوار.. على غرار أن علي حيدر غير مقبول، ويستحسن أن يكون فاروق الشرع على سبيل المثال». وأضاف بوغدانوف أنه إذا أصر كل من الجانبين على اختيار من يريد الحديث إليه من الجانب الآخر فإن ذلك يمكن أن يفضي إلى طريق مسدود، وهو ما ينسحب أيضا على المكان المقترح للحوار مثل اقتراح المعارضة إجراءه في أي من المناطق المحررة في شمال سوريا. وقال إن المهم الآن يتمثل في ضرورة تنحية المسائل الخلافية الثانوية والبدء في الحوار.

وأشار بوغدانوف إلى أن التمسك بشخصيات معينة للمشاركة في الحوار من الجانب الآخر لا يقتصر على المعارضة، فللحكومة السورية أسماء بعينها وتعترض على بعض الأسماء التي تطرحها المعارضة. وقال إن المهمة الرئيسية اليوم تقتصر على إقناع الأطراف المعنية بأن مثل هذه المسائل ثانوية وغير مهمة.. والمهم ينحصر في ضرورة التوصل إلى اتفاق حول سرعة وقف إطلاق النار وقتل البشر وتدمير البلاد، والتحول إلى طاولة المفاوضات.

وحول الاتصالات الروسية – الأميركية ومدى مرونة وزير الخارجية الأميركي الجديد جون كيري قال بوغدانوف إن «جون كيري ينحى توجها بناء جدا، وما جرى من اتصالات هاتفية مع لافروف، وقد تحادثا مرتين، واتفقا على اللقاء في أقرب وقت ممكن، يؤكد أحقية الأمل في عمل مثمر بناء مع الأميركيين، ولا سيما أن الجانبين يتفقان حول المبادئ الرئيسية وهي الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسيادة سوريا والحل السياسي للأزمة ونحن نعرب عن أملنا في أن يقوم الأصدقاء الأميركيون بما يلزم من جهود للتأثير على المعارضة السورية حتى تبدي المرونة تجاه أطر الحوار بما يسمح بجلوس الأطراف المعنية لإجراء الحوار».

وكان لافروف قد كشف عن أنه تناول الأوضاع السورية في حديثه التليفوني مع نظيره الأميركي جون كيري، مشيرا إلى ظهور بعض الأمل تجاه احتمالات الاتفاق بين الحكومة والمعارضة السورية حول ضرورة الحوار، رغم ما يطرحانه من شروط. وقال: «لقد ناقشنا كيف يمكننا المساعدة على ألا تقف الشروط المسبقة كحجر عثرة على طريق مثل هذا الحوار». وأضاف أن «موسكو وواشنطن على قناعة، كما بدا خلال الحديث، بضرورة استغلال هذه الفرصة بالكامل، وأن يفعل الجانبان كل شيء من أجل أن يتم الاتصال وتسوية القضايا الثانوية، من وجهة نظري، من قبيل من هو المفاوض المقبول وأين يجب أن يجري الحوار، لأن المهم في اعتقادي أن يجلس الطرفان إلى طاولة حوار واحدة وأن يحاولا استغلال هذه الفرصة». وأشار لافروف كذلك إلى أنه اتفق هو وكيري على اللقاء قريبا، قائلا «اتفقنا أثناء المكالمة الهاتفية قبل يوم على أننا سنحاول اللقاء قريبا في مكان ما».

وصول «أمير القوقاز» لسوريا يضاعف مخاوف المعارضة من «استغلاله» ضدها

الجهاديون ينفون «هجرته».. و«النصرة» «تبشر» بقتاله «عصابات الأسد وميليشيا حزب الله»

بيروت: نذير رضا

أثار الإعلان عن وصول «أمير منطقة القوقاز» الجهادي الإسلامي عمر القوقازي للقتال في سوريا، ريبة المعارضة السورية التي أعربت لـ«الشرق الأوسط» عن مخاوفها من «استغلال النظام السوري لهذا الإعلان للإيحاء بأن الثورة يحكمها الإسلاميون المتشددون»، فيما رحبت «جبهة النصرة» التي أدرجتها الولايات المتحدة على قائمة المنظمات الإرهابية، بقدوم القوقازي لقتال «عصابات الأسد وميليشيا حزب الله» ردا على «حشدها لميليشياتها حول القصير» في ريف حمص.

وأكد عدد من الناشطين السوريين على صفحاتهم الإلكترونية «وصول عدد من المقاتلين من الشيشان وأفغانستان والقوقاز يتقدمهم (أمير منطقة القوقاز)، إلى سوريا للمشاركة في القتال الدائر في سوريا». ونشر هؤلاء فيديو على موقع «يوتيوب» يظهر مجموعة من المقاتلين الإسلاميين المتشددين في سوريا، وفي مقدمهم «أمير القوقاز»، الذي ألقى خطابا باللغة القوقازية، ونقل عباراته إلى العربية مترجم يجلس إلى جانبه.

وعرف «الأمير» المجموعة بـ«كتيبة المجاهدين» التي أتت إلى بلاد الشام «لشرف هذه الأرض ولرفع الظلم عن أهلها»، وأضاف القوقازي: «فوتنا الكثير من الفرص لإقامة شرع الله على الأرض، ولكننا لن نفوت هذه الفرصة، وسنبذل قصارى جهدنا، وسنقاتل للنهاية، إما الشهادة أو النصر».

ودعا عمر القوقازي في هذا التسجيل المسلمين «للجهاد بأنفسهم وأموالهم»، وأضاف: «من لم يستطع فبماله على الأقل»، وتوجه إلى المسلمين بالقول: «لا تتقاعسوا عن الجهاد، فالجهاد فرض عين، وليس فرض كفاية في هذه الحالة، ورفع كلمة التوحيد، ورفع راية الإسلام هو هدفنا، وستكون نهاية الطاغية على أيدينا إن شاء الله».

وفي السياق نفسه، نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقاتلين إسلاميين في سوريا إعلانهم وصول «أمير القوقاز برفقته إخوة من الموحدين المجاهدين في أفغانستان والشيشان»، وانضمامهم إلى «كتيبة المهاجرين».

بدورها، رحبت «جبهة النصرة» بوصول القوقازي، قائلة في بيان نشرته قيادتها العسكرية: «بشراكم يا أهل بلاد الشام.. بشرى بدمع الفرح نزفها إلى أهلنا، ردا على غطرسة عصابات حزب الله وحشدها لميليشياتها حول القصير»، وأضاف: «نبشّركم بوصول رجال أولي بأس شديد، خرّ لهم الروس، وبكى منهم الأميركان، وصلوا إلى قُصير الجهاد»، متوعدة «عصابات الأسد وميليشيات حزب الله بالذل على أيدي أبطالنا وأشاوسنا».

في المقابل، نفت صفحات تابعة للجهاديين «شائعات» انتشرت عن وجود «أمير القوقاز أبو عثمان دوكو عمروف في أرض الشام»، وأوضحت أن «البعض لم يتبينوا من الأمر؛ إذ اعتقدوا أن الأمير أبو عمر الشيشاني أمير (كتيبة المهاجرين)، التي تتضمن متطوعين من إمارة القوقاز، هو أمير القوقاز».

من جهته، نفى الخبير في الحركات الإسلامية الشيخ عمري بكري فستق أن يكون خبر وصول أمير منطقة الشيشان إلى سوريا مؤكدا، موضحا لـ«الشرق الأوسط» أن «لا معلومات مؤكدة عن وصوله، لكن المؤكد أن هناك الكثير من الجهاديين غير السوريين في سوريا، وصلوا من الشيشان وألبانيا وغيرها للقتال»، وأضاف: «هذه المجموعات يُطلق عليها اسم (المهاجرون)، وهم الذي هاجروا من بلادهم للجهاد في سوريا، وتجمعهم العقيدة الإسلامية».

وعن تخوف المعارضة من «استغلال» النظام السوري لهذا الإعلان، بما «يضر بالثورة السورية»، قال فستق: «الثورة انطلقت ولن تتوقف، سواء رضي الغرب أم لم يرضَ، ولن يضيرها أي شيء بعد تقاعس الغرب وحلف شمال الأطلسي عن نصرة الشعب السوري، على غرار ما قدموه في ليبيا»، وأضاف: «الثورة السورية في أمسّ الحاجة للدعم العسكري من الإسلاميين، ويجب على الأمة أن تناصر الثوار».

وأعلنت مصادر في المعارضة السورية أمس عن تخوفها من «استغلال النظام لهذا الإعلان للإيحاء بأن الجهاديين يقودون الثورة».

وانضم الجيش الحر إلى قائمة المتخوفين، وقال المدير التنفيذي في «جبهة تحرير سوريا» محمد علوش لـ«الشرق الأوسط» إن هذا الإعلان «لا يمكن أن يمر من غير تسهيل الحكومة السورية، بغية تشويه صورة الثورة السورية»، متهما موسكو «بتسهيل عبورهم من الشيشان لتأكيد هواجس الغرب حول مشاركة الإسلاميين المتشددين في القتال»، وأضاف: «الكتائب المقاتلة في سوريا لا تحتاج لعديد المقاتلين. لدينا كفايتنا من الرجال ولا ينقصنا إلا السلاح والذخيرة»، وأشار إلى «أننا في (جبهة تحرير سوريا) على سبيل المثال، لدينا 60 ألف مقاتل، ولا نحتاج إلى مقاتلين آخرين، ومع ذلك نسأل: هل ما هو حلال على النظام حرام على المعارضة؟»، وأوضح علوش أن «النظام يستعين بخبراء ومقاتلين من إيران وحزب الله، بينما يسلط الضوء على المقاتلين الأجانب المؤيدين للثورة لتشويه صورتها»، وأضاف: «بعد النداءات التي وجهها الشعب السوري لمناصرته، استجاب مسلمون من العالم لتلك النداءات».

الائتلاف السوري يشترط رعاية روسية أميركية لأي اتفاق

جدد ضرورة استبعاد الأسد من أي تسوية

القاهرة: أدهم سيف الدين

بدأت الهيئة السياسية للائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية أمس اجتماعها الشهري في العاصمة المصرية القاهرة للبحث عن حلول للنزاع المستمر في سوريا منذ 23 شهرا، وبينها مبادرة الحوار مع ممثلين لنظام الرئيس بشار الأسد، التي تقدم بها رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب.

وأظهرت تسريبات لاجتماع الائتلاف، الذي سينتهي مساء اليوم، أن البيان الختامي سيشترط رعاية روسية – أميركية لأي حوار بين المعارضة السورية ونظام الأسد. وذكرت الوثيقة المبدئية التي تمت مناقشتها في الاجتماع أنه «يجب محاسبة الأسد والنخبة الحاكمة على إراقة الدماء، وأن أي اتفاق للسلام ينبغي أن يكون تحت رعاية الولايات المتحدة وروسيا».

وكان الخطيب قد أعلن أواخر شهر يناير (كانون الثاني) الماضي استعداده للتحاور مع ممثلين عن النظام خارج سوريا، شرط أن يكون الحوار مبنيا على أساس رحيل الرئيس السوري بشار الأسد.

وفي ما يمثل تخفيفا لحدة مواقف سابقة، تحاشت الوثيقة المطالبة المباشرة بعزل الأسد ومحاسبته، واكتفت بالإشارة إلى ضرورة رحيل الرئيس قبل إجراء أي محادثات. وبحسب الوثيقة، فإن الائتلاف السوري مستعد للتفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق سلام ينهي الصراع الدائر في سوريا على أن لا يكون الرئيس بشار الأسد طرفا في أي تسوية بهذا الخصوص.

ولم ترد السلطات السورية مباشرة على هذه الاقتراحات، إلا أنها كررت أن كل حوار «يجب أن يكون غير مشروط»، وعلى الأراضي السورية.

 “الائتلاف السوري” يطالب الأسد بالتنحّي ولا يراه في أي حلّ

تفجيرات تدمي دمشق والمعارضة تتّهم النظام

                                            قُتل العشرات وأُصيب المئات بتفجير في قلب دمشق أمس، دانه الائتلاف الوطني للمعارضة والثورة السورية واتهمت النظام بالتسبب به، وسارع نظام بشار الأسد إلى اتهام تنظيم “القاعدة” بالتفجير الذي تسبّب بإصابة الأمين العام للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة بجروح طفيفة وتحطّم زجاج نوافذ السفارة الروسية، فيما لم تتبن أي جهة التفجير.

وجاء في بيان نشر على صفحة الائتلاف على موقع “فايسبوك” أن “الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية يدين ويندد بالتفجيرات الإرهابية التي استهدفت دمشق اليوم وأدت إلى مقتل عدد من المدنيين”.

واكد أن “أي أعمال تستهدف المدنيين بالقتل أو الانتهاكات لحقوق الإنسان هي أفعال مدانة ومجرمة أياً كان مرتكبها وبغض النظر عن مبرراتها”.

وفي بيان صدر مساء أمس، حمل الائتلاف نظام الأسد المسؤولية عن جميع ما يحدث من جرائم على أرض سوريا، معتبراً أن “هذا النظام فتح الباب على مصراعيه لأصحاب الأجندات المختلفة لدخول سوريا والعبث باستقرارها لكي يستتر خلفها ويتخذ منها حجة لتبرير جرائمه التي لم ير التاريخ مثيلاً لها”.

وأوضح الائتلاف فى بيانه الذي خصصه للتفجير الذي وقع في محلة المزرعة وتفجيرين آخرين وقعا في برزة، أن “نظام الأسد الذي يقصف المناطق السكنية بصواريخ بالستية ويهدم الأحياء على رؤوس ساكنيها لا يتورع عن تخطيط وتنفيذ التفجيرات في المناطق السكنية لإرهاب الشعب ودفعه إلى حافة اليأس وتفتيت الكتلة الشعبية الرافضة لاستمرار حكم المجرمين”.

وقال البيان: “لا يزال هذا النظام يثبت يوماً بعد يوم أن بضاعته الوحيدة التي يتاجر بها هي الإرهاب والقتل والتدمير والتهديد بزعزعة استقرار المنطقة بأكملها إن لم يتوقف الشعب السوري عن سعيه نحو الانعتاق والعدل”.

الائتلاف الذي بدأ أمس اجتماعاً يستمر اليوم أيضاً للبحث في مسائل مرتبطة بالنزاع المستمر في سوريا منذ 23 شهراً وبينها مبادرة الحوار مع ممثلين للنظام التي تقدم بها رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب، أكد بحسب ما جاء في بيانه “مطالبته بتنحّي بشار الأسد وكافة قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية المسؤولين عن شلال الدماء بسوريا”. وأوضح عضو في الائتلاف أن “هناك جدول أعمال طويلاً من بنوده مبادرة الحوار”.

وأظهرت مسودة البيان الذي يصدر عن اجتماع المعارضة أن الائتلاف الوطني السوري المعارض مستعد للتفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق سلام ينهي الصراع الدائر في سوريا على ألا يكون الرئيس بشار الأسد طرفاً في أي تسوية.

وتعقيباً على التفجير، قالت وزارة الخارجية السورية في بيان إن “التفجير الإرهابي نفذته مجموعات إرهابية مسلحة ترتبط بالقاعدة وتتلقى دعماً مالياً ولوجستياً وتغطية سياسية وإعلامية من دول في المنطقة وخارجها”. وأضاف البيان أن ذلك يتم “خلافاً لالتزامات هذه الدول التي يمليها القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب”.

وتسبب الانفجار الذي وقع قرب مقر حزب البعث في حي المزرعة في وسط العاصمة، بمقتل نحو 60 شخصاً بينهم تسعة عناصر من قوات النظام، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، فيما أفاد الإعلام الرسمي السوري عن مقتل 35 شخصاً وإصابة 237 آخرين بجروح.

ونقلت وكالتا “إنترفاكس” و”ريا – نوفوستوي” للانباء عن ديبلوماسيين في السفارة الروسية في دمشق التي واصلت عملها بشكل طبيعي، إن نوافذ السفارة تهشمت ويجري الآن التأكد من وجود أضرار أخرى.

ودانت وزارة الخارجية الروسية التفجيرات وقالت في بيان إن موسكو “تدين بشدة هذا العمل الإرهابي. وتعرب عن تعازيها العميقة للحكومة وللشعب السوري وتتمنّى الشفاء للجرحى”.

وقدم مندوب روسيا مشروع بيان إلى مجلس الأمن الدولي بخصوص الانفجار. ويدين مشروع البيان بشدة التفجير ويُعرب عن التعاطف العميق لأعضاء مجلس الأمن مع عائلات الضحايا والمصابين، ويقدم التعازي الصادقة لهم ولبقية أبناء شعب سوريا.

ويؤكد البيان أن الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره يشكل واحداً من أخطر التهديدات للسلم والأمن الدوليين، وأن أي أعمال إرهابية هي أعمال إجرامية لا يمكن تبريرها بغض النظر عن دوافعها ومكانها وزمانها وأياً كان مرتكبوها.

كما يؤكد البيان تصميم مجلس الأمن على مكافحة جميع أشكال الإرهاب، وفقاً لمسؤولياته بموجب ميثاق الأمم المتحدة.

وقال مسؤول المكتب الإعلامي للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين رشيد قويدر لوكالة “فرانس برس” إن أمين عام الجبهة نايف حواتمة “أصيب بجروح طفيفة في وجهه ويديه نتيجة لتناثر شظايا الزجاج إثر ضغط الانفجار الذي وقع صباح أمس فيما كان يعمل في مكتبه” الواقع على بعد 500 متر من مكان الانفجار.

وأكد قويدر أن حواتمة “بصحة جيدة”، وأنه عاد إلى منزله لينال قسطاً من الراحة.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس اتصل بحواتمة، مطمئناً على صحته “إثر إصابة مقر الجبهة الواقع في حي الأزبكية في دمشق”.

ميدانياً أيضاً، قال ناشطون إن طائرات حربية لنظام الأسد قصفت الحي القديم في مدينة درعا وأصابت مستشفى ميدانياً، ما أسفر عن مقتل 18 شخصاً.

(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، أ ش أ)

من بدأ للتوّ بتسليح ثوار سوريا؟

مـايـكـل ويـس

هذا الأسبوع جدّد مجلس الاتحاد الأوروبي حظره إدخال الأسلحة إلى سوريا لثلاثة أشهر أخرى، مع تعديل طفيف من أجل “دعم أكبر للأسلحة غير القاتلة، ومساعدة تقنية لحماية المدنيين”. وأكّد المجلس كذلك أنّه سوف “يتابع بنشاط العمل الجاري لتقييم ومراجعة، إذا لزم الأمر، نظام العقوبات ضد سوريا بهدف دعم ومساعدة المعارضة”.

هذا القرار، الذي يُنظر إليه على أنّه تسوية بين أعضاء الاتحاد الأوروبي الذي يعارضون بشدّة أي تدخّل عسكري في سوريا وأولئك الذين يفضلّون على نحوٍ غامض حصول مثل هذا التدخّل – بشكلٍ خاص بريطانيا، كان مثله مثل كافة القرارات التي تُتّخذ على مستوى يتخطّى حدود الدول والحكومات، فيجيء متأخراً عدة أشهر، ويكون غير كافٍ بشكلٍ يدعو للضحك. غير أنّ عنصراً إضافياً لإثارة الشفقة في سياسة الجمود والأمر الواقع المتجدّدين، يمكن أن نجده في تطوّر جديد ملحوظ: هو أنّ ثوار سوريا يتلقّون اليوم أسلحة أفضل وبكميات أكبر من بعض اللاعبين في الخارج. فضلاً عن ذلك، فإنّ الطريقة التي يتم بها توزيع تلك الأسلحة، والأطراف التي تُوجّه إليها، تعطي فكرة كبيرة عن أنّ بعض اللاعبين الغربيين أخيراً أذعنوا للخيار العسكري في صراع لم يحظ يوماً بفرصة لخرقه وحلّه بأساليب سياسية أو ديبلوماسية.

في واحدة من القصص التي يُستغرب كيف أنّ الحديث عنها أُهمِل في الحرب الدائرة منذ سنتين في سوريا، بدأت منذ الأول من كانون الثاني أنواع جديدة من الأسلحة بالظهور بكميات كبيرة في محافظة درعا، ولم يسبق للجيش السوري أن استخدم أياً منها في أي وقتٍ سابق. فحتى رأس السنة، لم تظهر في أي أشرطة فيديو خاصة بالمعارضة أسلحة مثل سلاح M60 عديم الارتداد والمضاد للدبابات، وقاذف الصواريخ من طراز M79 Osa، وقاذف الصواريخ من طراز RPG-22، وقاذفة القنابلMilkor MGL/RBG-6. فهذه الأسلحة كلّها استُخدمت في عملية ضخمة جمعت الثوار في بُصر الحرير، وهي بلدة في شمال شرق درعا كانت في السابق في يد النظام. وجرى في هذه المعركة تدمير العديد من الدبابات والـBMP حاملات المقاتلين المدرّعة، وما يميّز هذه الغارة للثوّار عن غيرها، حسبما قال محلّل الأوضاع في سوريا جيمس ميللر من EA Worldview، هو أنّ “المقاتلين لم يبدوا مكترثين بالحفاظ على الذخيرة لهذه الأسلحة”. إذ يميل الثوار الى جمع رصاصات أسلحتهم الكلاشينكوف، ولذلك فإنّ حقيقة أنّهم ينفقون الذخيرة الحية دون تحفّظ لأسلحة أقوى وأحدث صنعاً هي حقيقة جديرة بالملاحظة. وثمة شيء آخر غريب يُلاحظ؛ هو أنّه على خلاف معظم الهجمات الحديثة ضد منشآت النظام، قامت وحدات علمانية أو معتدلة من الجيش السوري الحر بشكل أساسي بشنّ القتال في بُصر الحرير، مع غياب واضح لـ”جبهة النصرة” الموضوعة على لائحة الإرهاب وهي الفرع السوري من “القاعدة”، التي اعتدنا وجودها دوماً في المعارك.

لقد كانت معركة بُصر الحرير هذه فريدة من نوعها ولا تشبه أي معركة أخرى. فقد تابع الثوار خرقهم داخل المحافظة الجنوبية حيث انطلقت حركة التظاهرات ضد النظام بكل حزم وتصميم في آذار 2011. إذ اشتعلت النيران في العديد من حاملات المقاتلين والدبابات في زيزون في شمال غرب مدينة درعا، وقام الجيش السوري الحر بالاستيلاء على دبابات أخرى. ويقترب الثوار من المدينة من الشرق والشمال، ويكادوا يصلون الى حدودها من الجنوب. وفي يوم عيد العشاق، ضربوا حصاراً حول منطقة الصحوة، شرق المدينة، حيث أزالوا قافلة عسكرية كاملة وسلبوا قاعدة جوية، وسرقوا على الأقل واحدة من الـBMP. وبعد أربعة أيام، سيطروا على إحدى نقاط التفتيش على طريق السد، ما منحهم نقطة دخول جديدة الى مدينة درعا في الجنوب الشرقي. ويعتبر ميللر أنّه في حال تمت محاصرة عاصمة هذه المحافظة من قبل المعارضة أو الإستيلاء عليها، سوف تشكّل دليلاً على هزيمة كبيرة للنظام لأنها ستسمح للثوار بالحصول على خط إمداد مباشر من الأردن الى دمشق، حيث تجري عمليات يقوم بها الثوار في الضواحي النائية وفي العاصمة نفسها.

ومن درعا، بدأت هذه الذخائر بالظهور في محافظات أخرى. فوفقاً لإليوت هيغنز، الذي يملك مدوّنة تلاحق خطوة بخطوة أخبار الحرب في سوريا تحت اسم “Brown Moses” والذي كان أوّل من كشف الأسلحة الجديدة في سوريا، ما إن ظهرت الـ RPG-22 و الـ M60 في إدلب، والـRPG-22k ، والـ M79 والـ RBG-6 في الحمرا، والـ RPG-22 والـ M79 في حلب، حتى ظهرت هي نفسها في دمشق. وفي بريد إلكتروني أرسله إلى “NOW” قال هيغنز إنّ علامات من جيوب صاروخ M79، أظهرت أن تاريخ الصنع يعود الى 1990-1991، رغم أن مطلق الصاروخ نفسه أوّل ما صُنع كان عام 1979. غير أنّه يبدو أن هذا لا يزال يشكّل تقدّماً مقارنةً بالـ RPG-7 الشائع استخدامه.

في أحد الفيديوهات، يبيّن الثوار كيف يعمل الـ M79 لإحدى الشخصيات المختصّة بالموضوع: أي الكولونيل عبد الجبار محمد عُكيدي، ممثّل الجيش السوري الحر في الجبهة الشمالية من المجلس العسكري الأعلى. وهو كذلك يخدم بشكل سري في لجنة التسلّح على الجبهة. (كان عكيدي الرجل الأساسي للنائب في تيار المستقبل عقاب صقر، الذي قام في السابق بإرسال أسلحة خفيفة الى سوريا).

وقد وقع كذلك هيغنز على فيديو تدريب يُظهر “لواء الفاروق” يعطي درساً في كيفية التعامل مع بعض معدّات البلقان إلى فرقة “فجر الإسلام”. وجرى تنسيق هذا النشاط تحت رعاية حركة الدمشقيين الأحرار، وهو إئتلاف جديد للثوار يسعى الى توحيد الوحدات الإسلامية في الثورة تحت رئاسة واحدة، باستثناء “جبهة النصرة”. وكتب ميللر في مدونة EA Worldview أنّ “هذه العملية يبدو أنّها بدأت في أواخر شهر تشرين الثاني الماضي لتنضج في أواخر كانون الأوّل، أي تقريباً في الوقت نفسه الذي بدأنا نرى تدفّق الأسلحة الأجنبية. ويبدو أنّ هذا الجهد بدأ في الجنوب، في محافظة درعا، بهدف تحرير دمشق”. ويرجّح ميللر وهيغنز كلاهما بأنّ الأردن وتركيا هما نقطتا الدخول للأسلحة الجديدة، نظراً لزيادة أعدادها في الشمال وفي جنوب سوريا.

هذه الذخائر المضادة للدبابات والمضادة لفرق المشاة التي تُعطى حصراً الى وحدات الثوار غير المتطرّفة، الذين هم أنفسهم يتعهّدون بعزل “القاعدة”، تدلّ إما على مصادفة مذهلة أو على درجة معينة من التسهيل الخارجي. وهنا حقيقة أخرى مهمة، تتمثّل بأن ذخائر M60، وM79، و RBG-6، وRPG-22 ، يستخدمها الجيش الكرواتي.

كرواتيا التي، مع مجموعة من القوى الأوروبية والشرق أوسطية، اعترفت بالإئتلاف الوطني السوري كالممثّل الشرعي الوحيد للشعب السوري، لم تصبح بعد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي (سوف تدخل الاتحاد في تموز من هذا العام)، وهي من الناحية التقنية غير ملتزمة بحظر الأسلحة الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي. ولكنّها عضو في مجموعة الدعم تحت اسم “أصدقاء سوريا”: فقد شاركت وزيرة الخارجية الكرواتية  Vesna Pusić  في المؤتمر الثاني في اسطنبول عام 2012، وعبّرت في وقتٍ سابق عن قلقها من أنّ حقول النفط والغاز التابعة لكرواتيا، في ظل العقوبات والتراجع الأمني، باتت غير نافعة. (قبل نحو عام، أصدرت كرواتيا قراراً بسحب كافة مشاريعها من سوريا، ما جعل شركة النفط الوطنية INA تخسر “مئات ملايين اليورو). كما يمكن أن يكون لدى دولة البلقان الموالية للاتحاد الأوروبي، ولكنّها لا تخضع لقراراته، دافع جيوبوليتيكي حسن للمساعدة على تقويض أحد حلفاء روسيا.

ولكن حتى لو افترضنا أن زغرب لا تؤمّن لا مباشرة ولا بطريقة غير مباشرة هذه الأسلحة الى سوريا، هل يمكن أن يكون أحد تجار الأسلحة غير المعروف حتى الآن- أكان كرواتياً أو غير كرواتي، تابعاً للدولة أو غير تابع لها— يعمل اليوم مباشرة مع وسيط إقليمي يزوّدهم بهذه الأسلحة؟ إذا كان الأمر كذلك كيف تفاوض هذا التاجر لتدبير طرق سهلة نسبياً لإدخال الأسلحة عبر الأردن وتركيا؟

أحد السيناريوهات المعقولة هو أن تكون هذه الأسلحة كلها أتت من ليبيا، التي شكّلت أوّل مزوّد بالسلاح للمعارضة السورية. فيوغوسلافيا السابقة التي تُصنّع الـ M60، والـ M79، جمعتها في السابق علاقات وثيقة مع معمّر القذافي، ومثلها تماماً كرواتيا قبل الثورة الليبية وما أعقبها من تدخّل لحلف الناتو (وبدا أنّ الرئيس الكرواتي السابق ستيبيه ميزيشيه أراد لهذه العلاقات أن تستمر بالرغم من كل شيء).

لذلك فمن المحتمل أن تكون أسلحة الـ  وM79، و RBG-6، و RPG-22 هذه بيعت الى ليبيا قبل وقتٍ طويل وكل ما قام به مجلس الانتقال الوطني هو إخراجها من المستودعات لاستخدامها بشكلٍ طارىء في بلد آخر – رغم أنّ ذلك يثر تساؤلات عن السبب الذي دفع الحكومة الليبية الجديدة الى استغراق عام من أجل إرسال مواد ذخيرة ثقيلة الى السوريين بينما اكتفت في السابق فقط في تهريب أسلحة وذخائر خفيفة. ولا يفسّر هذا التصرّف كذلك قرار المجلس الانتقالي تقوية المعتدلين على الجهاديين حسب أسلوب عالي التنظيم، يتفّق فقط في الظاهر مع الشروط الغربية لدعم المعارضة المسلّحة.

وقد حاولتُ جاهداً، على مدى الأيام القليلة الماضية، عبر الهاتف والبريد الإلكتروني أن أستفسر من المسؤول الصحافي والمستشار العسكري في البعثة الديبلوماسية الكرواتية في نيويورك لأرى إن كانا يمكن أن يخبراني عن مصدر أربعة أنواع الأسلحة هذه التي تختّص بها حصراً ترسانة بلدهم. ولكنّي لم أتلق أية إجابة.

أحد المصادر المقربة من الثوار السوريين في واشنطن قال إن كرواتيا “يمكن أن تكون متورطة”، ولكنّه رأى أن نظرية تفريغ المستودعات في ليبيا أكثر إقناعاً، لا سيما أنّ مخزوناً إحتياطياً جديداً من الأسلحة الليبية كان ولا يزال يظهر ويختفي من مالي. وعليه، يعتقد المصدر أنّ حلقات التدريب تدلّ على “تأهيل كامل”، ولأنّ “الناس الذين يحصلون على هذه الأسلحة ليسوا سلفيين ولا من “جبهة النصرة” فإن ذلك يعني أنّ قوة غربية تدير أو تشرف على هذا الجهد المبذول بأكمله”.

في تقاريرها حول تجديد حظر الاتحاد الأوروبي إدخال الأسلحة الى سوريا، نقلت صحيفة The Washinton Post  عن ديبلوماسيين في بروكسل ولندن قولهم إنّ Whitehall (لندن) كانت تنوي بالفعل تسليح الثوّار الموثوق بهم والمسؤولين. وفي حين أنكر وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ هذه الادعاءات، قائلاً إنّ حكومته لا تريد سوى “توفير المساعدة والنصح التي مُنعنا من إعطائها قبل”، لكنّه ترك الباب مفتوحاً قليلاً للمزيد من التصرّف. “كان يمكننا أن نذهب أبعد من ذلك”، قال هيغ.

وكما يبدو، فثمة من ذهب أبعد من ذلك أصلاً.

200 قتيل برصاص النظام وتفجيرات دمشق

                                            أفادت لجان التنسيق بسقوط 200 قتيل الخميس معظمهم في العاصمة دمشق وريفها برصاص قوات النظام السوري. في غضون ذلك قالت وزارة الصحة السورية إن حصيلة التفجيرات الذي هزت دمشق الخميس بلغت 53 قتيلاً و235 جريحاً.

وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن أكثر من 20 شخصا قتلوا في درعا أمس وجرح العشرات جراء قصف جوي استهدف أحياء درعا البلد.

وقد طال القصف أيضا مستشفى ميدانيا في المنطقة، وقد بث الناشطون في الآونة الأخيرة مقاطع تظهر استهداف المشافي الميدانية في مختلف المحافظات السورية بوتيرة متصاعدة. كما شن الطيران الحربي التابع لـقوات النظام ثلاث غارات جوية على حي العباسية وأحياء درعا البلد.

جاء ذلك في وقت هزت فيه العاصمة السورية دمشق الخميس سلسلة تفجيرات هي الأعنف منذ مايو/أيار من العام الماضي، حيث أفادت وكالة سانا الثورة بأن سيارة مفخخة انفجرت في محيط مقر حزب البعث بحي المزرعة، وأعقب ذلك انفجار سيارة مفخخة في مبنى فرع المعلوماتية الأمني 211، وآخران قرب مخفر حاميش وفرع مكافحة المخدرات في مساكن برزة.

وقالت وزارة الصحة السورية إنه وصل إلى المستشفيات العامة والخاصة بدمشق جثث 53 قتيلاً و235 جريحاً إصابة بعضهم خطرة، أما المرصد السوري لحقوق الإنسان فذكر أن سيارة ملغومة انفجرت عند نقطة تفتيش قريبة من مقر حزب البعث على بعد حوالي 200 متر من السفارة الروسية، وأن 56 شخصا قتلوا بينهم 15 شخصا من قوات الأمن والباقون مدنيون، بينما قتل ثمانية آخرون في انفجار سيارة ملغومة بحي برزة.

ومن جهتها، قالت وزارة الخارجية السورية في بيان إن “التفجير الإرهابي نفذته مجموعات إرهابية مسلحة ترتبط بالقاعدة، وتتلقى دعما ماليا ولوجسيتا وتغطية سياسية وإعلامية من دول في المنطقة وخارجها”. كما أصيب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة أثناء وجوده في مقره القريب من موقع تفجير المزرعة.

وفي المقابل، نفى الجيش السوري الحر مسؤوليته عن تفجيرات دمشق، متهما النظام بالوقوف خلفها، كما أصدر الائتلاف الوطني السوري المعارض بيانا قال فيه إن “أية أعمال تستهدف المدنيين بالقتل أو الانتهاكات لحقوق الإنسان هي أفعال مدانة ومجرمة أيا كان مرتكبها”.

تصعيد بدمشق

وبعد ساعات من هذه التفجيرات، أفادت وكالة سانا الثورة بسقوط قذائف هاون على قصر تشرين الرئاسي في دمشق، فيما أكد ناشطون سقوط ثلاث قذائف على مبنى الأركان بساحة الأمويين، كما سقطت قذيفة هاون على حديقة الجاحظ في حي المالكي القريب، وهي منطقة تكتظ بمنازل كبار المسؤولين.

وكانت قوات النظام قد كثفت قصفها صباح الخميس على أحياء بدمشق وريفها، وبث ناشطون صورا تظهر اندلاع نيران عقب قصف مدفعي على أطراف حي القابون بدمشق ومخيم اليرموك وحي برزة، وقد تبعت تفجيرات اليوم اشتباكات عنيفة في برزة، بينما واصل الثوار التصدي لمحاولات جيش النظام اقتحام الغوطة الشرقية وجنوب دمشق.

قصف وقتلى

وفي مدينة درعا، قتل 20 شخصا جراء قصف استهدف مستشفى ميدانيا، كما شن الطيران الحربي ثلاث غارات على حي العباسية وأحياء درعا البلد، وأوقع قتلى وجرحى في غارة على حي طريق السد.

وقال ضابط في الجيش الحر بدرعا إن المدينة تعرضت لخمس ضربات جوية، بينما أوضح الناشط عبد الله مسالمة أن هجمات الثوار على حواجز بحي السعد وإعلانه “منطقة محررة” هي التي أدت لرد الفعل هذا.

وتسبب هذه الغارات والقصف العشوائي زيادة حادة في تدفق اللاجئين إلى الأردن المجاور، حيث قال مصدر عسكري أردني إن 4288 لاجئا وصلوا إلى الأردن خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وفي شمال البلاد، قال المركز الإعلامي السوري إن شخصين قتلا وأصيب آخرون في قصف على قرية التمانعة بريف إدلب، وأضاف أن سبعة أشخاص قتلوا وأصيب العشرات بقصف جوي على حي كرم حومد بحلب.

ووثق المركز مقتل طفلين رضيعين داخل سجن الرقة المركزي، وقال إن السبب هو منع الحرس إدخال الحليب إلى السجن.

في الوقت نفسه طالب الشيخ أحمد الأسير إمام مسجد بلال بن رباح بمدينة صيدا اللبنانية، الرئيس اللبناني ميشال سليمان وقائد الجيش العماد جان قهوجي، باتخاذ موقف جريء من تدخل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في القتال في سوريا. وشدد الأسير خلال اعتصام في صيدا على أنه لن يتراجع عن مواجهة ما سماه المشروع الإيراني.

انسحاب

في غضون ذلك، ذكرت مصادر إسرائيلية أن النظام السوري بدأ سحب الفرقة الخامسة للجيش النظامي من جبهة الجولان المحتل عند خط الهدنة مع إسرائيل.

ويثير سحب هذه القوات تساؤلات بشأن حرج الوضع العسكري للنظام في دمشق وريفها حتى يدفع بهذه التعزيزات إلى مركز البلاد، لكن الخبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية العميد صفوت الزيات قال إن النظام يسعى إلى نقل المعركة إلى خارج حدود البلاد، وإنه يوجه رسالة مفادها أن الجماعات الإسلامية التي تقاتله أصبحت الآن قادرة على الوصول إلى إسرائيل.

صبرة يتهم النظام بتفجيرات دمشق

                                            المعارضة تشدد على رحيل الأسد

اتهم جورج صبرةنائب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض قوات النظام في سوريا بتنفيذ سلسلة التفجيرات التي هزت أحياء برزة والمزرعة بالعاصمة دمشق، وأودت بحياة أكثر من 50 شخصا.

وقال صبرة -في مقابلة مع الجزيرة- إن من يستخدم صواريخ سكود على حلب هو نفسه الذي ينفذ ما وصفها بالجرائم الجماعية في كل أنحاء البلاد.

وكان أكثر من خمسين شخصا قد قتلوا في سلسلة تفجيرات هزت أحياء برزة والمزرعة، هي الأعنف منذ تسعة أشهر. كما أصيب نحو مائتي شخص آخرين.

وكانت الخارجية السورية اتهمت ما سمتها “جماعات إرهابية مسلحة مرتبطة بالقاعدة” بالوقوف وراء التفجيرات، بينما ندد الائتلاف السوري المعارض بالتفجيرات أيا كان مرتكبها.

وفي الوقت نفسه، شدد الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية على المطالبة بتنحي الرئيس بشار الأسد، وقادة الأجهزة الأمنية والعسكرية الذين يتهمهم الائتلاف بالمسؤولية عما يصفه بشلال الدماء في سوريا.

وأوضح الائتلاف -خلال اجتماعه الشهري المنعقد في القاهرة على مدى يومين- أن أي حوار ينبغي أن ينطوي على رحيل الأسد عن السلطة.

على صعيد آخر، نقل دبلوماسيون في مدينة نيويورك الأميركية أمس الأربعاء عن الإبراهيمي -الذي ينتهي التفويض الأصلي الممنوح له غدا الجمعة- قوله إنه يشعر بأن مهمته لم تنته بعد.

وكان الدبلوماسي الجزائري السابق قد عُيّن موفدا مشتركا للجامعة العربية والأمم المتحدة في أغسطس/آب الماضي، بدلا من الموفد السابق كوفي أنان الذي فشلت مساعيه لوقف القتال في سوريا.

وقام الإبراهيمي -خلال الأشهر الستة الماضية- بزيارات كثيرة لدمشق وعواصم عالمية كثيرة، في محاولة للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة في سوريا، ونجح فقط في إبرام هدنة بين النظام والمعارضة السورييْن في عطلة عيد الأضحى الماضي.

وتزامن الإعلان عن موافقة الإبراهيمي على الاستمرار في مهمته مع دعوة روسية لحوار بين الحكومة والمعارضة السوريتين.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف -في ختام أعمال منتدى التعاون العربي الروسي في موسكو بمشاركة وفد وزاري عربي- إن على دمشق أن تترجم استعدادها للحوار مع المعارضة ليس فقط بالأقوال وإنما بالأفعال.

ونفى لافروف عقد لقاء على هامش المنتدى بين وزير الخارجية السوري وليد المعلم ورئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد معاذ الخطيب، وقال إن تنظيم هذا اللقاء ليس هدفا روسياً في الوقت الراهن، وفق ما نقله مدير مكتب الجزيرة في موسكو زاور شوج.

الجيش الحر يقصف بالهاون مبنى الإذاعة والتلفزيون بوسط دمشق

ارتفاع عدد القتلى واشتباكات في محيط مبنى البلدية في مخيم اليرموك جنوب العاصمة

دبي- قناة العربية

في آخر التطورات في سوريا أفاد المركز الإعلامي السوري بارتفاع حصيلة القتلى أمس الخميس إلى 226 قتيلاً. هذا فيما تمكنت عناصر كتيبة المهام الخاصة في دمشق من قصف مبنى الإذاعة والتلفزيون في ساحة الأمويين.

وأفاد المركز الإعلامي بأن الجيش السوري الحر استهدف بقذائف الهاون قصر تشرين الرئاسي في حي المهاجرين.

وقالت شبكة سوريا مباشر إن اشتباكات وقعت في محيط مبنى البلدية في مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق.

وأفاد المركز الإعلامي بتجدد القصف العنيف على الغوطة الشرقية في ريف دمشق بالتزامن مع شن قوات النظام حملة اعتقالات عشوائية طالت عدداً من الأهالي في حي مشروع الصليبة في اللاذقية.

انفجار العاصمة السورية الأكثر دموية يخلّف 53 قتيلاً

إصابة نايف حواتمة بجروح طفيفة في وجهه ويديه نتيجة تناثر شظايا الزجاج

دمشق – فرانس برس

ارتفع عدد القتلى في الانفجار الذي وقع، اليوم الخميس، قرب مقر حزب البعث في وسط دمشق، إلى 53 شخصاً، إضافة إلى عشرات الجرحى، حسبما أفاد التلفزيون السوري الرسمي في شريط عاجل.

ويعد تفجير اليوم الأكثر دموية في العاصمة بالنسبة إلى الخسائر بين المدنيين منذ الانفجارين اللذين وقعا في العاشر من مايو/أيار 2012، وتسببا بمقتل 55 شخصاً.

وذكر المرصد أن الانفجار وقع “أمام حاجز للقوات النظامية في منطقة المزرعة بالقرب من فرع حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم”.

وأصيب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، نايف حواتمة، والمعروف بوقوفه مع نظام الأسد، اليوم الخميس، بجروح طفيفة في الانفجار.

وقال مسؤول المكتب الإعلامي للجبهة، رشيد قويدر، إن حواتمة “أصيب بجروح طفيفة في وجهه ويديه نتيجة تناثر شظايا الزجاج إثر ضغط الانفجار الذي وقع صباح اليوم فيما كان يعمل في مكتبه” الواقع على بعد 500 متر من مكان الانفجار.

وأكد قويدر أن حواتمة “بصحة جيدة”، وأنه عاد إلى منزله لينال قسطاً من الراحة.

وفي تطور آخر، تم استهداف مبنى قيادة أركان الجيش السوري في ساحة الأمويين بالعاصمة بثلاث قذائف هاون.

وارتفع عدد القتلى في انفجار دمشق، الخمي، إلى 53 شخصاً، بينهم تسعة عناصر من القوات النظامية، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأشار المرصد إلى أن معظم القتلى والمصابين من “المدنيين من سكان المنطقة أو مستقلّي سيارات صودف وجودها في المنطقة”.

وأكد المرصد وقوع أضرار مادية كبيرة ومشاهدة “سيارات محطمة على بعد أكثر من 300 متر من مكان الانفجار”.

واتهمت شبكة “سانا الثورة” النظام السوري بترتيب الانفجار في منطقة المزرعة والذي تسبب في مقتل وإصابة العشرات، مشيرة إلى أن سيارات الإسعاف كانت تنتظر في مناطق قريبة في أحياء دمشق الشمالية.

وقالت صحافية من وكالة أجنبية إن “سحباً من الدخان الأسود غطت سماء العاصمة”، فيما أقفلت القوى الأمنية كل الطرق المؤدية إلى مكان الانفجار.

وكان في الإمكان سماع أصوات صفارات سيارات الإسعاف. كما سمعت طلقات من أسلحة رشاشة.

المجلس الوطني السوري ينفي صدور مسودة بيان عن اجتماع القاهرة

بريطانيا تدعو الأسد للرحيل وروسيا تحثه على الحوار وتركيا ترجح الشرع طرفاً في الحوار

دبي – قناة العربية

بحث الائتلاف الوطني السوري خلال اجتماعات مغلقة في القاهرة الجهود المبذولة للتوصل لحل للأزمة السورية، وفيما نفت مصادر الائتلاف التوصل لأي قرارات، سربت وكالة “رويترز” ما قالت إنه مسودة البيان الختامي الذي يرفض أي دور مستقبلي للأسد في حل الأزمة ويطالب برعاية أمريكية-روسية لأي حل سلمي.

ويعتبر نفي المجلس الوطني السوري لما تسرب عن مسودة بيانٍ صدرت عن اجتماع ائتلاف المعارضة السورية في القاهرة، خلطاً للأوراق مجدداً في المسير نحو الحوار. فعضو المجلس جبر الشوفي رفض أي حوار لا يفضي الى رحيل النظام.

وقال جبر الشوفي، عضو المجلس الوطني السوري: “عندنا ثوابت.. أي حوار أو تفاوض لا يفضي الى رحيل النظام مرفوض”.

ولا تدعو المسودة التي نقلتها “رويترز” مباشرة إلى عزل الأسد، لكنها تخرجه من أي دور في حل الأزمة، كما أنها تطالب بمحاسبته والنخبة الحاكمة على الجرائم، إضافة الى رعاية أمريكية وروسية لأي اتفاق سلام.

وتزامن هذا التضارب في المواقف والتصريحات في المعارضة السورية مع مواقف دولية مؤيدة للحوار بين الطرفين، فوزير الخارجية البريطانية وليام هيج، طالب نظام الأسد الاستفادة من مبادرة المعارضة بالحوار.

وقال وليام هيغ، وزير الخارجية البريطاني: “رسالتي إلى الأسد أن الوقت قد حان للذهاب، هناك عرض مهم جداً الآن حول التفاوض من الائتلاف الوطني، من المهم أن هذا العرض يرد عليه بمفاوضات جادة من نظام الأسد”.

كما طالبت روسيا حليف النظام، النظام بظرورة العمل الفعلي نحو الحوار مع المعارضة.

سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، أكد أن الوضع في سوريا يتغير، “لا بد أن يقبل النظام عرض المعارضة بالحوار ولا بد من العمل الفعلي نحو ذلك”.

وتتحدث تركيا الجارة الشمالية لسوريا وأحد داعمي المعارضة، هي الاخرى عن ضرورة الوصول الى حل سياسي بين الطرفين ينهي الأزمة في سوريا.

فأكد ليفيت جوماك، المتحدث باسم الخارجية التركية، أن هناك شخصيات داخل النظام قد تكون طرفاً في هذا الحوار.. السيد معاذ الخطيب على سبيل المثال عرض اسم نائب الرئيس فارق الشرع.. ونحن نتفق معه، وأعني أن الشرع شخصية غير متورطة بشكل مباشر في العنف، وهذا قد يكون جزءاً من الحوار”.

ويوسع التغيير في المواقف هوة الحل لأزمة مستمرة منذ ثلاثة وعشرين شهراً طابعها التدمير والتهجير والقتل.

من جهته، أوضح الاخضر الإبراهيمي، الموفد الدولي والعربي المشترك الى سوريا، أن مبادرة جنيف كانت واضحة في اشتراط وقف إطلاق النار وتأسيس حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات. كما أكد في مقابلة مع قناة “العربية” أنه يؤيد إرسال قوات لحفظ السلام لمراقبة قرار وقف إطلاق النار.

ونقل الإبراهيمي عن الأسد أنه ينوي الترشح لانتخابات عام 2014 وأنه غير مستعد للرحيل.

هذا وأعربت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية فاليري آموس عن قلقها إزاء تدهور الوضع الإنساني في سوريا خاصة وأن النظام يعرقل وصول البعثة الدولية الى بعض اللاجئين السوريين في الداخل بحجة عدم انتهاك السيادة على حد قولها.

كما شددت آموس على ضرورة دعم حكومات الدول التي تستقبل النازحين لأن مساعدتهم تحتاج الى تكاليف باهظة كما دعت المجتمع الدولي إلى العمل على إيجاد حل سريع للأزمة.

المعارضة السورية تقر الحوار “بشروط

الائتلاف الوطني السوري يشترط عدم إشراك الأسد بأي تسوية

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

اتفق أعضاء المعارضة السورية بعد مناقشة مبادرة مثيرة للجدل طرحها رئيس الائتلاف الوطني معاذ الخطيب على الاستعداد للتفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق سلام ينهي الصراع الدائر في سوريا، على ألا يكون الرئيس بشار الأسد طرفا في أي تسوية.

وجاء اجتماع الائتلاف السوري المعارض، الذي يضم 70 عضوا، ويحظى بدعم تركيا ودول عربية وغربية، قبل محادثات يجريها وزير الخارجية السوري وليد المعلم في موسكو، أحد آخر الحلفاء الأجانب للأسد، في الوقت الذي يستأنف فيه المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي جهوده للتوصل إلى اتفاق.

وبعد جلسة غاضبة حتى وقت متأخر من الليل، تعرض فيها رئيس الائتلاف الخطيب إلى انتقادات حادة من الأعضاء الإسلاميين والليبراليين على السواء على اقتراحه إجراء محادثات مع حكومة الأسد دون النص على ما سموه أهدافا واضحة، تبنى الائتلاف وثيقة سياسية تطالب بتنحي الأسد ومحاكمته عن إراقة الدماء.

وقالت مسودة الوثيقة التي اطلعت عليها وكالة “رويترز”، وتم توزيعها للمناقشة إنه يجب ألا يكون الأسد طرفا في أي تسوية سياسية، ويجب محاكمته، لكنها لم تتضمن مطالبة مباشرة بتنحيه.

وقال عبد الباسط سيدا، عضو المكتب السياسي للائتلاف المكون من 12 عضوا، والذي انتقد الخطيب لتصرفه وحده “لقد تبنينا الوثيقة السياسية التي تحدد معايير أي حوار. والإضافة الرئيسية إلى المسودة هي بند عن ضرورة تنحي الأسد.”

وأضاف سيدا قوله “حذفنا بندا عن ضرورة مشاركة روسيا وأميركا في أي محادثات، وأضفنا أن قيادة الائتلاف يجب مشاورتها قبل إطلاق أي مبادرة في المستقبل”.

ومع ذلك فإن الوثيقة التي تم الاتفاق عليها تنطوي على تخفيف لحدة مواقف سابقة أصرت على ضرورة رحيل الرئيس قبل بدء أي محادثات مع حكومته.

غير أن مقاتلي المعارضة في الميدان بصورة عامة، الذين ليس للخطيب تأثير يذكر عليهم، يعارضون المبادرة.

مقاتلو المعارضة في الميدان يعارضون مبادرة الخطيب للحوار مع الأسد لأنها تتعارض مع هدف الانتفاضة المتمثل في إسقاط النظام وجميع رموزه.

وقالت جبهة تحرير سوريا الإسلامية التي تمثل كتائب مسلحة في بيان إنها تعارض مبادرة الخطيب لأنها تتجاهل هدف الانتفاضة المتمثل في إسقاط النظام وجميع رموزه.

وقلل الناشط المعارض المخضرم وعضو الائتلاف الوطني وليد البني الذي يدعم الخطيب من أهمية حذف الإدراج المباشر لعزل الأسد.

وقال البني إن المعارضة تطالب بمحاسبة الأسد على إراقة الدماء والدمار الذي سببه، وعبر عن اعتقاده بأن الرسالة واضحة بما يكفي.

وأطلق الخطيب مبادرته الشهر الماضي بعد محادثات مع وزيري خارجية روسيا وإيران في ميونيخ، لكن دون التشاور مع الائتلاف الذي فوجئ بالمبادرة.

المعارضة تدين التفجيرات

إلى ذلك دان الائتلاف السوري المعارض الخميس سلسلة “التفجيرات الإرهابية” التي أوقعت عشرات القتلى في العاصمة السورية دمشق، “أيا كان مرتكبها”، بينما اتهمت الحكومة السورية مجموعات مرتبطة بتنظيم القاعدة بتنفيذ الهجمات.

وضربت سلسلة تفجيرات مناطق عدة في دمشق، الخميس، وأسفرت عن مقتل 53 شخصا على الأقل وإصابة 235 آخرين، وفق ما أعلنت وزارة الصحة السورية.

ودان الائتلاف الوطني لقوى الثورة السورية “التفجيرات الإرهابية” “أيا كان مرتكبها”. وقل في بيان نشر على صفحة الائتلاف الرسمية على موقع فيسبوك إن “الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية يدين ويندد بالتفجيرات الإرهابية التي استهدفت دمشق اليوم وأدت إلى مقتل عدد من المدنيين”.

ومن جانبها، قالت وزارة الخارجية السورية الخميس إن “مجموعات إرهابية “مرتبطة بتنظيم القاعدة تقف وراء سلسلة التفجيرات.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تفجيرا وقع في حي المزرعة بالعاصمة قرب مقر حزب البعث الحاكم، وأشارت مصادر أمنية في المكان إلى أن “سيارة مفخخة انفجرت في ساحة 16 تشرين قرب جامع الإيمان”، وأضافت أن دوي انفجار ثان سمع بعد وقت قصير من التفجير الأول.

وأفاد مراسل “سكاي نيوز عربية” في دمشق بوقوع إصابات نتيجة التفجير، وأن سيارات الإسعاف وسيارات الهلال الأحمر السوري هرعت إلى مكان الحادث. وقال إن عشرات السيارات احترقت في مكان التفجير، وأن جثث الضحايا مازالت داخلها.

من جهته أوضح وزير التربية والتعليم هزوان الوز أن التفجير أدى إلى إصابة عدد من الطلة على مقربة من مدرسة عبد الله بن الزبير التي تضم 800 تلميذ في المرحلة الابتدائية.

وأشار مراسلنا إلى أن التفجير وقع عند حاجز لقوات حفظ النظام القريب من فرع حزب البعث في دمشق، وقال إن مبنى الحزب تضرر بشكل كبير، وإن الدمار طال المباني التي تبعد نحو 500 متر عن مكان التفجير.

في السياق ذاته، أفادت مصادر خاصة لـ”سكاي نيوز عربية” عن سقوط قتلى في انفجار استهدف مبنى المخابرات السورية في منطقة القابون في دمشق، وأفادت وكالة الأنباء السورية بوقوع سلسلة تفجيرات في أحياء برزة والبرامكة في العاصمة.

أكثر من 200 قتيل

من جهة أخرى، أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا، الخميس، بمقتل أكثر من 200 شخص، معظمهم في دمشق وريفها وقد سقطوا في تفجير استهدف جسر الحياة في العاصمة، بينهم 16 سيدة و14 طفلا.

تأسيس حزب سلفي

وعلى الصعيد السياسي، أعلن في تركيا، الخميس، عن تأسيس حزب التوحيد الإٍسلامي السلفي السوري المعارض، برئاسة إبراهيم فارس الزعبي.

وقال الزعبي، الأمين العام للحزب، في تصريح لـ”سكاي نيوز عربية” إن الحزب يسعى إلى “تأطير العمل السياسي الذي ينبثق من أهداف الثورة، والتي نعتبرها أهدافا ذات رؤية إسلامية”، وأضاف أن “هذه الأهداف لن تتحقق إلا من خلال بروز إدارة سياسية أو تمثيل سياسي للأهداف التي أعلن عنها الداخل” السوري.

وعن هوية الحزب الجديد قال: “نحن من أفراد الشعب السوري الذي عاني من هذا النظام خلال الثورة وما قبلها، ولأننا نمثل الطيف الأوسع في هذا المجتمع، طيف أهل السنة والجماعة، فهذا يعطينا تبريرا لنقول أننا موجودون في الخارطة التي يتشكل منها المجتمع السوري”.

أما عن الانضمام إلى الائتلاف الوطني، أشار الزعبي إلى أن الحزب لا يمانع الانضمام إلى أي كيان سياسي، مستدركا: “لكن هذا لا يعني أننا سننخرط بالكامل تحت رؤيتها أو أجندتها، نحن حزب ولنا رؤيتنا الخاصة، وسنكون مهتمين بالتمثيل الداخلي أكثر من الخارجي”.

ومضى يقول: “هناك أعضاء من الحزب داخل سوريا، ونحن نتشاور ونتعاون ونتحرك مع الكتائب والحراك السلمي والمعارضين في الداخل، وسيبرز هذا الامتداد خلال الأيام القادمة بعد عقد المؤتمر التأسيسي الأول للحزب”.

وفي سؤال بشأن ما إذا كان الحزب قد أسس ليعطي غطاء للجماعات الإسلامية المسلحة التي تقاتل في سوريا، ويصفها الغرب بأنها “متشددة”، قال الزعبي: “نحن لا نأخذ تصنيف الغرب للمقاتلين على أنهم متشددين أو غير متشددين طالما أن حالة التدمير والتعذيب تمارس ضد شعبنا الأعزل”.

الزعبي استبعد أن يضم الحزب أطيافا غير إسلامية لاعتبارات أيديولوجية، أو انخراطه بالكامل تحت رؤية الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.

وأضاف أن “هذه الكتائب التي رفعت السلاح في وجه بطش النظام، من الأولى أن يقدم لها الدعم كي تقوى صفوفها، ويفسح لها المجال، بدل التضييق الذي يمارسه المجتمع الدولي على هذه الكتائب بوصفها بالمتشددة أو إرهابية”.

وعن إمكانية انضمام فئات وطوائف مجتمعية إلى الحزب قال: “عندما نتكلم عن حزب له أيديولوجيا محددة، فنحن نتكلم عن نوعية معينة من هذا المجتمع، وهذه ليست دعوة لرفع الخطاب الطائفي داخل سوريا”، وأضاف: “لا أعتقد أن هناك طوائف أخرى ستنضوي ضمن هذه الأيديولوجيا”.

وختم بالقول: “عندما أنشأنا هذا الحزب قررنا أن نرفع الحالة الإسلامية من حالة التنظيمات القائمة على أساس التقسيمات العسكرية، إلى الحالة السياسية، وهذه الحالة سيتم من خلالها التحاور والتخاطب مع الأقليات الأخرى”.

أوروبا تدرس رفع عقوبات عن مناطق سورية

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

في خطوة تهدف لتقديم مزيد من الدعم للمعارضة السورية، تدرس حكومات الاتحاد الأوروبي تخفيف العقوبات على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بما في ذلك رفع الحظر على استيراد النفط.

وقال دبلوماسيون بالاتحاد الأوروبي اليوم الخميس غن ألمانيا اقترحت مراجعة العقوبات وربما رفعها خلال الأشهر القادمة عن المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.

ومن الممكن أن يسمح ذلك لدول الاتحاد الأوروبي باستئناف التجارة هناك وايجاد مصادر تمويل للمعارضة، وهو ما قد يحقق نقلة مؤثرة في الدعم الأوروبي للمعارضة التي تخوض صراعا منذ 23 شهرا أسفر عن مقتل نحو 70 ألف شخص.

وقال دبلوماسي بالاتحاد الأوروبي طلب عدم نشر اسمه: “في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة من المهم منحهم المزيد من الاستقرار فيما يتعلق بوضعهم الاقتصادي.”

ولم تجر مناقشات مفصلة بين مسؤولي الاتحاد الأوروبي بشأن هذا الموضوع بعد لكن اثنين آخرين من الدبلوماسيين قالا إنه ليس هناك اعتراضات كبيرة حتى الآن وأن المزيد من المحادثات سيجرى في مارس، بحسب فرانس برس.

وتتضمن عقوبات الاتحاد الاوروبي المفروضة على سوريا حظرا على صادرات النفط السوري إلى أوروبا -وهو عائد مهم من عائدات الأسد-إلى جانب حظر على السلاح ومنع للاستثمارات في قطاع الطاقة.

ومن الممكن أن يسمح رفع بعض العقوبات لجماعات المعارضة بالبدءفي بيع النفط إلى أوروبا وهي المشتري الرئيسي للخام السوري قبل فرض العقوبات التي أعلنت في سبتمبر 2011.

وسيطرت قوات المعارضة في وقت سابق من فبراير على بلدة الشدادي في محافظة الحسكة الشرقية المنتجة للنفط بعد ثلاثة أيام من القتال العنيف.

وتنتج الحسكة معظم النفط السوري الذي يعتقد أنه انخفض بنسبة الثلث ليصل إلى أقل من 100 ألف برميل يوميا منذ اندلاع الانتفاضة ضد الأسد في مارس 2011.

وتسيطر المعارضة على مناطق حدودية في شمال سوريا الريفي و معابر أخرى على الحدود مع تركيا.

الائتلاف السوري: لا مكان للأسد في أي تفاهم مع الحكومة

وافق أعضاء الائتلاف السوري المعارض على إجراء مفاوضات مع الحكومة تفضي إلى إنهاء الأزمة، لكنهم أصروا على تنحي الرئيس بشار الأسد من منصبه، وعدم إشراكه في أي صفقة.

وكان أعضاء في المعارضة انتقدوا إعلان رئيس الائتلاف، معاذ الخطيب، عن استعداده لإجراء مفاوضات مشروطة مع ممثلين عن النظام.

وتزامن اجتماع المعارضة وموافقتها على المفاوضات المشروطة مع توجه وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، إلى موسكو لإجراء محادثات مع المسؤولين الروس، أقوى حفلاء النظام في دمشق.

وتنص الوثيقة، التي عرضها الائتلاف السوري للنقاش، على أن بشار الأسد لن يكون طرفا في أي اتفاق، ولابد أن يحاكم، إلا أن الوثيقة لا تشير صراحة إلى شرط تنحيه عن السلطة.

وذكر مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة، الأخضر الإبراهيمي، أن الرئيس بشار الأسد قال إنه سيبقى في الحكم إلى غاية عام 2014، وإنه سيشارك في الانتخابات الرئاسية.

واقترح الإبراهيمي تشكيل حكومة انتقالية في سوريا لا تخضع لأي سلطة أعلى منها، وإجراء انتخابات في البلاد تحت إشراف الأمم المتحدة.

ودعا إلى نشر قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في سوريا مثلما حدث في دول أخرى مرت بأزمات مشابهة.

BBC © 2013

مقتل أكثر من 50 في انفجار قرب مقر لحزب البعث في دمشق

بيروت (رويترز) – قالت وسائل إعلام ونشطاء إن أكثر من 50 شخصا قتلوا وأصيب أكثر من 200 في وسط العاصمة دمشق يوم الخميس عندما انفجرت سيارة ملغومة على طريق سريع مزدحم قرب مبنى تابع لحزب البعث الحاكم والسفارة الروسية.

وبث التلفزيون السوري لقطات لجثث متفحمة وغارقة في الدماء ملقاة في الشارع بعد الانفجار الذي قالت وسائل إعلام حكومية إنه نتيجة تفجير انتحاري نفذه “إرهابيون” يحاربون الرئيس بشار الأسد. وقال التلفزيون إن 53 شخصا قتلوا.

وظل وسط دمشق بعيدا نسبيا عن الصراع الدائر منذ نحو عامين والذي أسفر عن سقوط نحو 70 ألف قتيل في أنحاء البلاد طبقا لتقديرات للأمم المتحدة غير أن العنف دمر عدة ضواحي في أنحاء العاصمة.

لكن مقاتلي المعارضة الذين يسيطرون على مناطق إلى الجنوب والشرق من دمشق يهاجمون العاصمة قاعدة سلطة الأسد منذ نحو شهر ونفذوا تفجيرات مدمرة أكثر من مرة على مدى العام المنصرم.

وأعلنت جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة مسؤوليتها عن عدد من تلك الهجمات وتقول إنها نفذت 17 هجوما في أنحاء دمشق خلال النصف الأول من فبراير شباط منها سبعة تفجيرات على الأقل.

وقال نشطاء ان معظم ضحايا هجوم يوم الخميس على حي المزرعة في العاصمة من المدنيين وبينهم أطفال ربما يكونون من تلاميذ مدرسة تقع وراء مكتب لحزب البعث.

وقال نشطاء معارضون إن انفجار يوم الخميس الذي وقع في حوالي الساعة الحادية عشر صباحا (0900 بتوقيت جرينتش) اعقبه عدة انفجارات في اماكن اخرى بالمدينة.

وقالت امرأة تسكن في وسط العاصمة السورية إنها سمعت صوت ما بين ثلاثة أو أربعة قذائف صاروخية تمرق في الجو اعقبها دوي انفجارات. وذكرت أن واحدة على الأقل من هذه القذائف سقطت على حديقة عامة في منطقة أبو رمانة لكن أحدا لم يصب.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من لندن مقرا له أن السيارة الملغومة انفجرت عند نقطة تفتيش قريبة من مقر لحزب البعث على بعد حوالي 200 متر من السفارة الروسية.

وأضاف المرصد أن 56 شخصا قتلوا بينهم 15 شخصا من قوات الأمن السورية والباقون مدنيون. وقتل ثمانية آخرون في انفجار سيارة ملغومة في حي برزة شمال شرق دمشق وهو واحد من عدة انفجارات أعقبت انفجار المزرعة.

ونقلت وكالة إيتار تاس الروسية للأنباء عن دبلوماسي قوله إن الانفجار تسبب في تحطم نوافذ في مجمع السفارة الروسية التي تقع واجهتها على الطريق الذي شهد الانفجار لكن لم تقع إصابات بين العاملين.

وقال الدبلوماسي “تضرر المبنى حقا… تحطمت النوافذ.”

وقال بشر الصبان محافظ دمشق لرويترز إن السيارة كانت تحمل ما بين طن و1.5 طن من المتفجرات.

وقال مراسل للتلفزيون السوري إنه رأى سبع جثث في مكان الحادث. وأضاف أنه أحصى 17 سيارة متفحمة و40 سيارة أخرى دمرت أو لحقت بها أضرار جسيمة بفعل قوة الانفجار الذي أحدث فجوة عمقها 1.5 متر في الطريق.

وقال التلفزيون السوري إن قوات الأمن اعتقلت انتحاريا قبل تنفيذه عملية وكان في سيارته خمس قنابل بلغ وزن إحداها 300 كيلوجرام.

وفي مدينة درعا الجنوبية حيث اندلعت الانتفاضة ضد الاسد في مارس آذار 2011 قال نشطاء إن طائرات حربية سورية قصفت الحي القديم في المدينة للمرة الاولى منذ بداية الصراع مما اسفر عن مقتل 18 شخصا.

وقال ضابط في كتيبة توحيد الجنوب التي قادت هجوما للمعارضة المسلحة هذا الاسبوع في درعا إن المدينة تعرضت لما لا يقل عن خمس ضربات جوية اليوم الخميس.

وقال عبد الله مسالمة الناشط في المدينة عبر موقع سكايب “هجمات المعارضة على عدد من نقاط التفتيش الكبيرة في حي السعد وإعلانه منطقة محررة هو الذي أدى لرد الفعل هذا.”

ويقول مسؤولون ان تصاعد حدة القتال في جنوب سوريا خلال الاسابيع الماضية أدى إلى زيادة حادة في تدفق اللاجئين إلى الاردن المجاور. وقال مصدر عسكري اردني ان 4288 لاجئا وصلوا إلى الاردن خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية وحدها.

وقال مسؤول في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين التي تتخذ من دمشق مقرا لها ان نايف حواتمة الامين العام للجبهة اصيب بجروح طفيفة في انفجار في مسجد بجوار مكتبه.

وقال طلال أبو ظريفة المسؤول في الجبهة لرويترز في غزة إن شظايا زجاجية تسببت في جرح طفيف في يد حواتمة.

(شارك في التغطية مروان مقدسي من دمشق وليلى بسام ومريم قرعوني من بيروت وسليمان الخالدي من عمان ونضال المغربي من غزة واليسا دي كاربونيل من موسكو – إعداد أشرف راضي للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

من دومينيك ايفانز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى