أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 02 أيلول 2013

الفيصل: نجدة الشعب السوري ليست تدخلاً أجنبياً

القاهرة – محمد الشاذلي واشنطن – جويس كرم

لندن، نيويورك – «الحياة»، رويترز ، أ ف ب – دعا وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الى دعم مطلب المعارضة السورية بتدخل المجتمع الدولي «لوقف العدوان على الشعب السوري قبل ان يفنى»، في حين ناشد «الائتلاف الوطني السوري» المعارض اعضاء الكونغرس الأميركي «تحمل مسؤولياتهم التاريخية تجاه الشعب السوري واتخاذ القرار الصحيح بدعم توجهات الحكومة الأميركية في وقف آلة قتل النظام المجرم».

واكد سعود الفيصل، في كلمة في الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري العربي في القاهرة ليل امس، ان اي تحرك لنجدة الشعب السوري لا يعتبر تدخلا اجنبيا، مشيرا الى انه لا يمكن الانتظار حتى يقوم الرئيس السوري بابادة المزيد من شعبه. من جهته، دعا رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض احمد الجربا الوزراء العرب الى دعم «ضربة عسكرية لآلة القتل» للنظام السوري المدعوم من «الاحتلال الايراني»، مشددا على دعم الشعب السوري لـ «تحرير سورية من سلطة نظام القتل» على ان يقوم مقاتلو «الجيش الحر» بعد «العملية العسكرية الدولية» بالعمل على «تطهير البلاد من المرتزقة».

وقال سعود الفيصل في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري نبيل فهمي في القاهرة انه «آن الأوان لمناسبة انعقاد مجلس الجامعة أن نوضح ونطالب مع السوريين وممثليهم الشرعيين الذين اعترفنا بهم في الجامعة والذين يطلبون من المجتمع الدولي أن يساعدهم بالطريقة المطلوبة لإيقاف النزيف الدموي، أن نؤيدهم في ذلك ولا نكتفي بالشجب والإدانة»، مضيفاً «نطالب بأن يستخدم المجتمع الدولي جهوده لوقف هذا العدوان على الشعب السوري قبل أن يفنى هذا الشعب».

وانعقد اجتماع وزراء الخارجية العرب في دورته العادية وطغى الملف السوري على المناقشات. وأكدت جامعة الدول العربية التزامها قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية في ما يتعلق بالأزمة السورية. وقال نائب الأمين العام للجامعة السفير أحمد بن حلي عقب اجتماع على مستوى المندوبين «نحن منظمة إقليمية ملتزمة بقرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية، وهذا الموضوع يتم أخذه في الاعتبار عند اتخاذ أي قرار».  وأشار بن حلي إلى أن «هدف الاجتماع الوزاري الخروج بقرار عربي توافقي يساعد سورية على تجاوز الأزمة، وبما يحقق تطلعات الشعب السوري في التغيير والتطوير والديموقراطية».

ونفت الجامعة العربية وجود غطاء عربي للضربة العسكرية الأميركية المحتملة ضد سورية، وأكد الناطق الرسمي باسم الأمين العام السفير ناصيف حتي أنه لا صحة لما تردد عن ذلك، وقال إن الجامعة لا تعطي الضوء الأخضر أو غيره، بل نتحدث في إطار القانون الدولي ضمن أهمية الأزمة السورية من المنظور العربي، وكذلك من المنظور الأخلاقي والسياسي والاستراتيجي.

وأضاف حتي أن وزراء الخارجية يناقشون المسألة السورية بكل أبعادها وتداعياتها، لافتاً إلى أن هذه الأزمة تحظى بالأهمية في ظل التطورات الحاصلة بعد جريمة استخدام السلاح الكيماوي في الغوطة الشرقية في دمشق والتي أودت بحياة المئات من الشعب السوري. وأكد أن هذه الجريمة تطرح تساؤلاً أمام الوزاري العربي حول كيفية الدفع بالمسألة السورية نحو إخراج سورية من هذه المأساة التي تعيشها. وشدد على أن الهدف الأساسي الذي تسعى إليه الجامعة من هذا الاجتماع هو الذهاب إلى جنيف 2 وإنجاحه.

ودعا «الائتلاف» في بيان أعضاء الكونغرس الأميركي إلى «تحمل مسؤولياتهم التاريخية تجاه الشعب السوري واتخاذ القرار الصحيح بدعم توجهات الحكومة الأميركية في وقف آلة قتل النظام المجرم»، لافتاً إلى أن «أي عمل عسكري لا يترافق مع تسليح الجيش الحر في سعيه لإسقاط نظام الأسد، سيعطي النظام مهلاً إضافيةً للاستمرار في قتل السوريين، ويسمح له بمتابعة تهديده لمنطقة الشرق الأوسط وشعوبها».  وقوبل طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما موافقة من الكونغرس على تنفيذ ضربات ضد قوات نظام الرئيس بشار الأسد، بترحيب في الأوساط النيابية الأميركية ومن قبل الحزبين الجمهوري والديموقراطي. وبدأت الاستشارات لضمان غالبية خلف تشريع يسمح لأوباما باستخدام القوة العسكرية «وبما يراه ضرورياً ومناسباً لردع انتشار السلاح الكيماوي وحماية الولايات المتحدة وحلفائها».

وفي إطار حشد دعم الكونغرس والرأي العام لموقف ادارة اوباما، اعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري ان الولايات المتحدة تمتلك دليلاً على ان غاز «سارين» استخدم في الهجوم الكيماوي قرب دمشق، داعياً الكونغرس الى الموافقة على توجيه ضربة عسكرية للنظام. وقال كيري ان عمال طوارئ في موقع الهجوم قدموا عينات شعر ودم للولايات المتحدة اظهرت مؤشرات إلى استخدام غاز الأعصاب «سارين».

وفي باريس، كشفت صحيفة «لو جورنال دي ديمانش» وثيقة اعدتها اجهزة الاستخبارات الفرنسية افادت بأن النظام السوري يملك «مئات الأطنان من غاز الخردل وغاز سارين». وقال المصدر الحكومي نفسه ان «المعلومات الواردة في هذه الوثيقة صحيحة»، مضيفاً: «تستعد الحكومة لنشر معلومات فرنسية تم رفع السرية عنها حول البرنامج الكيماوي السوري».

وأعلنت الأمم المتحدة ان العينات التي جمعها مفتشو الأمم المتحدة من مواقع في سورية قد تكون تعرضت لقصف بالسلاح الكيماوي، ستنقل الاثنين الى المختبرات المناسبة. وقال المتحدث مارتن نيسيركي في تصريح صحافي:»آخذاً في الاعتبار الحجم المرعب في الغوطة قرب دمشق، طلب الأمين العام بان كي مون من (رئيس فريق المفتشين اكي) سيلستروم تسريع تحليل العينات والمعلومات التي جمعها فريق المفتشين» من دون المس بالدقة العلمية للتحاليل «وإرسال النتائج اليه في اسرع وقت ممكن».

ميدانياً، اعلنت المعارضة ان مقاتلي «لواء الإسلام» اقتحموا مقر اللواء 81 في القلمون قرب دمشق، وسيطروا على معدات ثقيلة. واندلعت مواجهات بين مقاتلي المعارضة وميليشيا حكومية في قدسيا في دمشق. وشنت طائرات غارات على مناطق مختلفة في الغوطة الشرقية. وقُتل 16 شخصاً في مجزرة في ريف ادلب الذي تعرض لقصف من الطائرات والمدفعيات الحكومية.

انتظار قرار الكونغرس.. المعارضة السورية تحشد الدعم للضربة العسكرية

بيروت ـ “الحياة”، أ ف ب، رويترز، يو بي أي

على الرغم من خيبة الأمل التي أعربت عنها المعارضة السورية من قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما تأجيل توجيه ضربة إلى النظام السوري إلى حين الحصول على تفويض من الكونغرس، تقوم المعارضة ممثلة بالائتلاف السوري بحشد الدعم الدولي والعربي للضربة.

وقد خيّب قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما العودة إلى الكونغرس، قبل توجيه ضربة إلى النظام السوري، أمل الائتلاف السوري الذي لم يترك مناسبة إلا ودعا فيها إلى تدخل عسكري في سورية وتسليح الجيش الحر، حيث قال عضو الائتلاف سمير نشار، إن موقف أوباما أصاب المعارضة “بخيبة أمل”.

وكان أوباما تقدّم بطلب من الكونغرس الموافقة على إجراء عسكري في سورية  “لردع وتعطيل ومنع والحد” من احتمال وقوع هجمات أخرى بالأسلحة الكيماوية، وهو ما يعني أن الضربة ستنتظر إلى ما بعد انتهاء العطلة الصيفية للكونغرس في التاسع من أيلول/سبتمبر المقبل وعودته إلى الانعقاد بعد ذلك.

وقال نشار “نشأ عندنا شعور بخيبة الأمل. كنا نتوقع أن تكون الأمور أسرع، وأن تكون الضربة بين ساعة وأخرى”، إلاّ أنه أعرب عن اعتقاده بأن الكونغرس سيوافق “بعد الاطلاع على الأدلة غير القابلة للشك التي جمعتها الاستخبارات الأميركية، حول مسؤولية النظام في ارتكاب الهجوم الكيماوي”.

ورغم “خيبة أمله” أصدر الائتلاف لاحقاً بياناً دعا فيه أعضاء الكونغرس إلى “تحمّل مسؤولياتهم التاريخية تجاه الشعب السوري، واتخاذ القرار الصحيح بدعم توجهات الحكومة الأميركية في وقف آلة قتل النظام المجرم”.

ولم يتضمن البيان دعوة لدعم الضربة فحسب، بل أيضاً إلى أن تترافق مع “تسليح الجيش الحر في سعيه لإسقاط نظام الأسد”، محذراً من أن عدم تسليح هذا الجيش “سيعطي النظام مهلاً إضافيةً للاستمرارِ في قتلِ السوريين، ويسمحُ له بمتابعة تهديده لمنطقة الشرق الأوسط وشعوبها”.

وسبق ذلك إعلان الناطق باسم مجلس القيادة المشتركة في “الجيش الحر” العقيد قاسم سعد الدين إن مقاتلي المعارضة في أنحاء سورية يستعدون لشن هجمات للإفادة من الضربات العسكرية المتوقعة التي ستقودها الولايات المتحدة، لافتاً إلى عدم وجود خطط للتنسيق مع القوات الغربية.

ولاحقاً طالب رئيس الائتلاف أحمد الجربا أمام وزراء الخارجية العرب في القاهرة، العرب “بموقف تاريخي” “لرفع الضيم عن الشعب السوري ودعم العملية العسكرية ضد النظام” السوري.

وقال الجربا إن النظام السوري هو أول من فتح البلاد أمام التدخل الخارجي في الشؤون السورية من خلال مشاركة “ميليشيات إيران وحزب الله” في ما وصفها بـ”حرب الإبادة الجماعية” ضد الشعب السوري،  لذلك توجّه إلى الوزراء العرب بالقول “لتكن معركة سورية بوابة لصد التدخل الإيراني” في المنطقة.

وبالتزامن مع ذلك أعلن نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدّام، تأييده توجيه ضربة عسكرية لإسقاط النظام في بلاده.

وناشد خدام الذي يعيش في المنفى، في رسالة الى الشعب السوري، “الدول العربية والأجنبية المتعاطفة مع الشعب السوري أن تستخدم القوة العسكرية لإسقاط النظام وتمكين الشعب السوري من تحقيق طموحاته وتقرير مصيره”.

وسبق ذلك إصدار الائتلاف بيان ذكر فيه أن وزير الخارجية الأميركية جون كيري، الذي دعا الأحد الكونغرس إلى الموافقة على توجيه ضربة إلى دمشق، أكد في اتصال هاتفي أجراه مع الجربا بأن بلاده تقدر بدرجة عالية من الثقة بأن نظام الأسد هو من قام باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد الشعب السوري.

ونقل الائتلاف تشديد كيري على “ثبات السياسة المعلنة للولايات المتحدة بخصوص هذا الشأن، فيما رجح بشكل كبير قيام الكونغرس الأميركي بتفويض الرئيس باراك أوباما لإعطاء أوامره بشن ضربة عسكرية ضد نظام الأسد”.

وقال الائتلاف إن الوزير الأميركي عزا سبب انتظار أوباما لموافقة الكونغرس إلى “مدى الحرية الواسعة في الحركة التي سيوفرها هذا التفويض لأجل فعل المزيد”.

وفي بيان منفصل نبّه الائتلاف الوطني السوري “هيئات المجتمع الدولي ومنظماته كافة، إلى قيام نظام الأسد بعمليات نقل عتاد وجنود من مواقع عسكرية إلى مناطق سكنية وأبنية حكومية ذات طابع مدني (مدارس، مساكن جامعية، حرم الجامعات، إدارات حكومية داخل المدن)، وعمليات توزيع مدافع وراجمات صواريخ وأسلحة ثقيلة تمركزت داخل الأحياء السكنية وبعض المقرات التابعة لحزب البعث ومقرات تنظيماته الفرعية داخل المدن”.

وقال الائتلاف في البيان إن “هناك معلومات مؤكدة تفيد بأن نظام الأسد سيجبر الموظفين على ارتياد مواقع عملهم، كما سيجبر الطلاب على متابعة حصصهم الدراسية، بغض النظر عما قد يتعرضون له من مخاطر محتملة خلال أي أعمال عسكرية متوقعة في الأيام المقبلة”.

وناشد البيان أبناء الشعب السوري “عدم الاقتراب من المواقع العسكرية أو شبه العسكرية التابعة لنظام الأسد في أي وقت من الأوقات، محملاً النظام “كامل المسؤولية عن سلامة المدنيين في المناطق التي نقل إليها عتاده وجنوده، وكامل المسؤولية عن أي انتهاك يقع بحق السكان الآمنين في المناطق التي تسيطر عليها قواته”.

أربعة اتجاهات إزاء الموقف من الضربة … الإدارة تبدأ تحركاتها لضمان دعم الكونغرس قرار أوباما

واشنطن – جويس كرم

لاقى تحرك الرئيس الأميركي باراك أوباما لطلب موافقة من الكونغرس قبل تنفيذ ضربات عسكرية ضد النظام السوري، ترحيباً في الأوساط النيابية الأميركية ومن قبل الحزبين الجمهوري والديموقراطي. وبدأت الاستشارات لضمان غالبية خلف التشريع الذي يسمح لأوباما باستخدام القوة العسكرية «وبما يراه ضرورياً ومناسباً لردع انتشار السلاح الكيماوي وحماية الولايات المتحدة وحلفائها».

وتحرك البيت الأبيض بسرعة استثنائية بعد قرار أوباما بالتوجه إلى الكونغرس، والذي اتخذه الرئيس الأميركي ليل الجمعة – السبت خلافاً لنصيحة كبار مسؤولي الأمن القومي في إدارته وبينهم وزيرا الدفاع تشاك هاغل والخارجية جون كيري. وبعد بضع ساعات من الإعلان، وزع البيت الأبيض نص رسالة أوباما إلى الكونغرس التي تحمل عنوان «السماح باستخدام القوة في ما يتعلق بالنزاع في سورية».

وتقع الرسالة في صفحتين وتركز على شق استخدام السلاح الكيماوي، رغم أنها تعطي الرئيس نطاق تحرك عام وغير محدود في استخدام القوة، وتطلب اعطاءه «حق استخدام القوات المسلحة للولايات المتحدة في الشكل الذي يراه مناسباً وضرورياً وفي ما يتعلق باستخدام السلاح الكيماوي وأسلحة دمار شامل أخرى في النزاع في سورية» اضافة إلى «تفادي أو ردع انتشار هذا السلاح من سورية وإليها بما في ذلك نقله إلى مجموعات إرهابية»، فضلاً عن «حماية الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها ضد التهديد الذي يشكله هذا السلاح».

وتمنح الرسالة أوباما إطاراً أوسع من النطاق «المحدود والضيق» الذي كانت تتجه إليه الإدارة في حال تنفيذ الضربة من دون موافقة الكونغرس، ما يعطي أوباما مرونة أكبر في تنفيذها واستخدام القوة الأميركية وخصوصاً في حال الاصطدام بردود عسكرية غير متوقعة.

وعكست المعطيات الأولية ترحيباً من نواب الحزبين الجمهوري والديموقراطي بقرار أوباما الذي يسهل أيضاً على الإدارة تسويق الخطوة في أوساط الرأي العام الأميركي. وتعهد رؤساء مجلس الشيوخ والنواب هاري ريد وجيم باينر البدء بمناقشة القرار فور عودة الكونغرس في التاسع من الشهر الجاري، فيما تعهد ريد تصويتاً في مجلس الشيوخ الأسبوع المقبل.

وتبدو المهمة أسهل على أوباما في مجلس الشيوخ حيث يسيطر «الحزب الديموقراطي». فيما تختلف الصورة في مجلس النواب ذي الأكثرية من الجمهوريين. وهناك أربعة اتجاهات في مجلس النواب حيال سورية: الأول ديموقراطي مؤيد للضربة تمثله شخصيات مثل أليوت أنجل. والثاني ديموقراطي متردد إنما يؤيد تحركاً عسكرياً وتقوده اليوم زعيمة الديموقراطيين نانسي بيلوسي. أما بين الجمهوريين، فهناك اعتراض قوي من القاعدة اليمينية والتي جمعت أكثر من 100 توقيع على رسالة تعارض الضربة، وهناك نواب جمهوريون بارزون مؤيدون لـ «ضربة محدودة» بينهم رئيس لجنة الاستخبارات مايك روجرز.

ويعتمد التصويت أيضاً على مشاورات مسبقة بدأت أمس وتم عرض معلومات سرية حول استخدام الكيماوي لنواب من الحزبين. ولا شك في ان عدداً كبيراً من الجمهوريين سيمتنعون عن دعم اوباما سياسياً، اذ ان هناك ملفات ساخنة اخرى لدى استئناف عمل الكونغرس مثل الدين والموازنة والهجرة.

وحذر بعض الصقور وبينهم عضوا مجلس الشيوخ جون ماكين وليندسي غراهام من انهم سيصوتون ضد اي قرار معتدل لا يهدف الى زعزعة سلطة بشار الأسد. وقال هذان في بيان مشترك: «لا يمكننا في عقلنا وضميرنا دعم ضربات عسكرية معزولة في سورية لا تكون جزءاً من استراتيجية شاملة تهدف الى تغيير الوضع في ميدان القتال وتحقيق هدف الرئيس اجبار الأسد على الرحيل ووقف النزاع».

وقال زعيم الكتلة الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل المعروف بانتقاداته الحادة لأوباما ان «دور الرئيس كقائد (للجيوش) تعزز دائماً عندما اعتمد على دعم الكونغرس». لكنه التزم الحذر ولم يكشف نواياه في التصويت كغيره من زملائه. الا ان اوباما يتمتع بدعم ثابت من عدد كبير من البرلمانيين الديموقراطيين الذين يشكلون غالبية في مجلس الشيوخ.

وقال السناتور الديموقراطي روبرت منينديز رئيس لجنة الشؤون الخارجية ان «النظام السوري والأنظمة المشابهة له يجب ان تدرك ان الخطوط الحمر لا يمكن تجاوزها ويجب ألا يشك أعداؤنا أبداً في تصميم الولايات المتحدة».

الـ”ناتو”: هناك حاجة لرد صارم على الهجوم الكيماوي في سورية

بروكسل – رويترز

قال الامين العام لحلف شمال الاطلسي “ناتو” اندرس فو راسموسن الاثنين ان هناك حاجة لرد دولي صارم على الهجوم الكيماوي الذي وقع في سورية يوم 21 اب (اغسطس).

وقال راسموسن في مؤتمر صحافي: “نرى ان مثل هذه الافعال التي تعجز الكلمات عن وصفها والتي أودت بحياة المئات من الرجال والنساء والأطفال لا يمكن تجاهلها”.

وأضاف: “أعتقد أن هناك اتفاقا على أننا بحاجة الى رد دولي صارم لتجنب حدوث هجمات كيماوية في المستقبل. يمكنني القول انها ستبعث برسالة خطيرة للحكام المستبدين في شتى انحاء العالم اذا وقفنا مكتوفي الايدي ولم نرد”.

كيري واثق من دعم الكونغرس لأوباما الوزراء العرب دعوا إلى تحرّك دولي ضد دمشق

العواصم الاخرى – الوكالات

واشنطن – هشام ملحم نيويورك – علي بردى

حض وزير الخارجية الاميركي جون كيري الكونغرس على ان يفوض الى الرئيس باراك اوباما توجيه ضربة عسكرية محدودة الى النظام السوري، مشيراً الى وجود أدلة جديدة تبين ان القوات السورية استخدمت غاز السارين القاتل في هجومها على الغوطتين، على خلفية قرار أوباما السبت تأجيل الضربة الى ما بعد موافقة الكونغرس، وهو قرار مفاجىء اذهل الجميع بمن فيهم مساعدو اوباما والراي العام واعضاء الكونغرس اذ تسبب بارتباك واسع في صفوفهم.

وندد وزراء الخارجية العرب في اجتماع بالقاهرة باستخدام السلاح الكيميائي، ودعوا المجتمع الدولي الى القيام بتحرك ضد الحكومة السورية.

واشنطن

وسيطر كيري على الاثير صباح الاحد حين شارك في كل البرامج الحوارية الرئيسية في ابرز خمس شبكات تلفزيونية في الولايات المتحدة، مواصلا دوره بصفته وجه ادارة اوباما في التعامل مع الازمة السورية ومضاعفاتها الاميركية، وبصفته “المدعي العام” ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد في “محكمة الرأي العام الدولي”.

وتحدث عما سماه تطوراً مهما للغاية، أي نتائج المختبرات التي اثبتت استناداً الى عينات من الشعر والدم التي تم الحصول عليها من ضحايا الهجوم الكيميائي في الغوطة الشرقية ان غاز السارين قد استخدم في الهجوم.

وقال لشبكة “سي ان ان”: “هذه القضية تتعزز وستستمر في التعزز”. وامتنع عن الاجابة عن الاسئلة التي طرحت عليه عما اذا كان الرئيس اوباما سيلجأ الى القوة العسكرية اذا رفض الكونغرس ان يفوض اليه استخدام القوة، مكتفياً بالقول: “لا اعتقد ان الكونغرس الاميركي سيدير ظهره لهذه اللحظة” المهمة كما ابلغ شبكة “ان بي سي”، أو “لا اعتقد ان زملائي السابقين في مجلسي الشيوخ والنواب سيديرون ظهرهم لمصالحنا ولصدقيتنا، وللاعراف الدولية المتعلقة بتطبيق القيود المفروضة على استخدام الاسلحة الكيميائية”.

وخلال مقابلته مع شبكة “فوكس”، طرح على كيري سؤال عن موقف اوباما اذ عاود الرئيس الاسد الهجمات الكيميائية، فاجاب: “اذا كان نظام الاسد مجنونا الى درجة القيام بشيء ما في هذه الفترة، فان للرئيس الاميركي الصلاحيات لان يرد، واعتقد ان الرئيس سيتحرك بسرعة بالغة”، بالرد العسكري.

واعلن انه اتصل برئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” احمد الجربا واوضح له ان اميركا تعتزم التحرك “واننا سنواصل دعم المعارضة، وربما نتيجة لذلك قد نصير في وضع افضل لتزويد المعارضة دعما اكبر كي يقوموا بعمل افضل ويواصلوا نضالهم ضد نظام الاسد”.

تحليل العينات

وفي نيويورك، اجرى الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون اتصالا هاتفيا مع رئيس مهمة تقصي الحقائق في الادعاءات ذات الصلة باستخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا آكي سالستروم الموجود في لاهاي مع فريق الخبراء الذي رافقه خلال مهمته للتحقيق في حادثة الغوطتين الشرقية والغربية.

وصرح الناطق باسم الامم المتحدة مارتن نيسيركي بان بان كي – مون طلب من سالستروم الاسراع في تحاليل البعثة للعينات والمعلومات التي تم الحصول عليها. واضاف انه “سيبدأ نقل العينات التي جمعها فريق التحقيق خلال مهمته في سوريا الى المختبرات غدا (اليوم) الاثنين”. ونقل عن سالستروم ان “اثنين من المسؤولين السوريين كانا يراقبان العملية” التي “ستنجز في ظل التقيد الصارم بأعلى معايير التحقيق الموضوعة، والمعترف بها لدى منظمة حظر الاسلحة الكيميائية”.

مجلس الجامعة العربية

وفي القاهرة، حمل مجلس جامعة الدول العربية، في قرار له في ختام أعمال دورته الأربعين بعد المئة برئاسة ليبيا، “النظام السوري المسؤولية الكاملة لهذه الجريمة البشعة”، مطالبا “بتقديم المتورطين كافة عن هذه الجريمة النكراء الى محاكمات دولية عادلة اسوة بغيرهم من مجرمي الحروب”، كما طالب “بتقديم كل أشكال الدعم المطلوب للشعب السوري للدفاع عن نفسه وضرورة تضافر الجهود العربية والدولية لمساعدته”.

ودعا “الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياتهما وفقا لميثاق المنظمة الدولية وقواعد القانون الدولي لاتخاذ الاجراءات الرادعة واللازمة ضد مرتكبي هذه الجريمة التي يتحمل مسؤولياتها النظام السوري ووضع حد لانتهاكات وجرائم الإبادة التي يقوم بها النظام السوري منذ عامين”. وقرر المجلس البقاء في حال انعقاد دائم لمتابعة تطورات الأوضاع في سوريا .

وقد تحفظت الجزائر عن الفقرة التي تضمنها القرار والمتعلقة بدعوة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياتهما واتخاذ الاجراءات الرادعة واللازمة ضد مرتكبي هذه الجريمة، ودعت الجزائر إلى انتظار النتائج النهائية لفريق مفتشي الأمم المتحدة، فيما لم يصوت العراق على الفقرة المتعلقة بتحميل النظام السوري المسؤولية عن هذه الجريمة، وكذلك دعوة الأمم المتحدة لاتخاذ اجراءات رادعة ضد سوريا، فيما تحفظ لبنان عن قرار المجلس كاملاً.

سعود الفيصل

وفي الجلسة الافتتاحية للاجتماع، قال وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل: “ان اي معارضة لاي اجراء دولي لا يمكن الا ان تشكل تشجيعا لنظام دمشق للمضي قدما في جرائمه”، ورأى انه “آن الاوان لمطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته واتخاذ الاجراء الرادع” ضد النظام السوري.

واضاف ان الشعب السوري “عندما استشعر عدم قدرة الدول العربية على الاستجابة لاستغاثاته المتكررة اضطر للاستغاثة بالمجتمع الدولي”. … اننا امام هذا الواقع الاليم مطالبون بأكثر من بيانات الادانة والشجب والاستنكار”.

واشار الى استخدام النظام السوري “الاسلحة الكيميائية”، معتبرا ان “هذا السلوك المشين يعد ردا على المطالبين بالعودة الى مجلس الامن المكبل بالفيتو الروسي – الصيني”.

وأكد انه “لم يعد مقبولا القول بأن اي تدخل دولي يعد تدخلا في الشأن الداخلي السوري فنظام دمشق هو الذي فتح الباب على مصراعيه لدخول قوات الحرس الايراني وقوات حزب الله حتى اصبحت سوريا ارضا يجب ان يقال انها محتلة”.

وتساءل: “هل المطلوب منا الانتظار حتي يبيد (النظام السوري) شعبه بأكمله… “ان اجتماعنا اليوم مطالب بان تصدر عنه قرارات صارمة وآن لنا ان نتخذ قرارا حاسما ينتشل الشعب السوري من محنته”. وختم موجها حديثه الى نظرائه العرب: “دعونا مرة واحدة نقف مع الحق دون مواربة”.

وطلب احمد الجربا من الوزراء العرب في كلمة القاها خلال الجلسة دعم العملية الدولية في سوريا. ودعا الى قرار عربي لـ”تحرير سوريا من حزب الله والقوات الإيرانية والميليشيات العراقية المتطرفة التي استقدمها بشار الأسد”، مؤكدا أن الحديث عن التدخل الخارجي في الشؤون السورية أصبح “ترفا” في مواجهة “أعمال القتل المنهجية التي يرتكبها النظام كل يوم”.

هكذا تملّص أوباما من عبء قرار ضرب سوريا مستشاروه حذّروه من تبعات خسارة تصويت في الكونغرس

“النهار”

بعد أسبوع من النقاشات في شأن الادلة على استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية، اعتقد بعض من أقرب حلفاء الرئيس الاميركي باراك أوباما أن سيد البيت الابيض بات مستعداً لتوجيه ضربة عسكرية الى سوريا، ولكن ما الذي حصل؟

عشية ما كان يعتقد أنه عطلة نهاية أسبوع ستندفع فيها الصواريخ الاميركية مجدداً في أجواء الشرق الاوسط، دعا الرئيس الاميركي مستشاريه الكبار، بمن فيه مستشارته للأمن القومي سوزان رايس ونائباها أنطوني بلينكن وبنجامين رودز ورئيس أركان البيت الابيض دنيس ماكدونو ونائبه روب نيبورز وآخرين، الى اجتماع في المكتب البيضوي السابعة مساء الجمعة بتوقيت واشنطن.

وفي الاجتماع الذي استغرق ساعتين وشهد نقاشاً حاميا وحاداً، أعلن أوباما أنه يريد التراجع والسعي الى الحصول على موافقة على خططه المتعلقة بسوريا من كونغرس لم يتوان في السنوات الثلاث الاخيرة عن عرقلة خططه على كل الجبهات. أما حججه في ذلك فكثيرة استنادا الى مراسل “النيويورك تايمس” في البيت الابيض مارك لاندر، منها احساس بالعزلة بعد الانتكاسة القوية في مجلس العموم البريطاني، اضافة الى أن تحركه وحيدا قد يضعفه في السنوات الثلاث المقبلة إذا احتاج فيها الى تفويض من الكونغرس لمواجهة عسكرية في الشرق الاوسط، ربما مع ايران.

وقال مساعد كبير لاوباما إن “الرئيس لا يستطيع اتخاذ هذه القرارات بمعزل عن الشعب الاميركي والكونغرس… من يعرف ما سنواجه في السنوات الثلاث ونصف سنة المقبلة في الشرق الاوسط… إذا قرر ضرب سوريا من دون الكونغرس الان، هل يحصل على (تأييد) الكونغرس عندما يحتاج اليه حقا؟”.

لم يكن قرار اللجوء الى الكونغرس ما كان بعض المستشارين، بمن فيهم رايس، يتوقعون سماعه، بعدما أيدوا ضربات صاروخية لمنشآت عسكرية في الايام المقبلة.

شكوك… وحجج

عمليا، أنهى اجتماع المكتب البيضوي أحد أكثر الاسابيع غرابة في ادارة أوباما بدا فيه الرئيس الاميركي مضطراً الى التحرك بعدما شهد على “انتهاك” النظام السوري “الخط الاحمر” الذي رسمه له محذرا اياه من استخدام الاسلحة الكيميائية ضد شعبه.

لكن الصحيفة الاميركية نسبت الى مستشارين رئاسيين أنه حتى عندما هيأ أوباما نفسه لهجوم الاسبوع الماضي، كانت تساوره شكوك في المبرر السياسي والقانوني للتحرك، نظرا الى أن مجلس الامن رفض اعطاء الضوء الاخضر للضربة. وزادت مناشدات نواب له لتصويت في الكونغرس شعوره بعزلة محتملة.

وفي بيانه السبت في حديقة الورود بالبيت الابيض والذي عكس استياءه من استخدام السلاح الكيميائي وتردده في التدخل العسكري، أنهى أوباما أسبوعا بدأ السبت الماضي عندما دعا مجلسه للأمن القومي الى الاجتماع. في ذلك الاجتماع، قال أوباما، استنادا الى أحد مساعديه: “لم أتخذ قرارا بعد في شأن عمل عسكري… ولكن عندما كنت أتحدث عن أسلحة كيميائية، هذا ما كنت أقصده”، في اشارة الى “الخط الاحمر” الذي رسمه للنظام السوري. ومذذاك، شرع البيت الابيض في صوغ أقوى الحجج لتدخل عسكري. وعلى هذا الاساس، أصدر البيت الابيض في اليوم التالي بيانا يقلل الحاجة الى انتظار مفتشي الامم المتحدة لان “أدلتهم” شوهت بالقصف المستمر للمواقع التي تعرضت للأسلحة الكيميائية. والاثنين، ألقى وزير الخارجية جون كيري خطابا مدويا اتهم فيه بشار الاسد بـ”وقاحة أخلاقية”.

ومنتصف الاسبوع الماضي، نقل صحافيون مراراً عن مسؤولين في الادارة الاميركية أن الادارة لن ترتدع أمام الافتقار الى موافقة من مجلس الامن. ومع ذلك، كان تردد أوباما واضحاً وعلنياً.فبينما قدم كيري الجمعة حججه الاقوى ضد الاسد،بدا أوباما حذراً يزين كلماته بتحذيرات في شأن المستوى المتواضع للعملية واقراره بارهاق الاميركيين من الحرب.

تعثر كاميرون

في غضون ذلك، تابع مستشارو البيت الابيض بعصبية المأساة التي حصلت على الضفة المقابلة من الاطلسي. كانوا يعرفون أن محاولة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الفوز بتفويض مجلس العموم البريطاني للتدخل صعبة، الا أن سقوط الاقتراح في تصويت أولي شكل انتكاسة كبيرة. ومع أن مساعدين للرئيس قالوا قبل التصويت البريطاني إن أوباما مستعد لشن ضربة من دون انتظار التصويت البريطاني الثاني المقرر غدا الثلثاء، حرم غياب البركة البريطانية واشنطن مستوى آخر من الشرعية.

وأوردت صحف أميركية ان أوباما كان منزعجاً مما اعتبره تعثر كاميرون وسوء ادارته الوضع، لكنه لم يعلق علنا على هذا الامر. الا أن مساعدين نقلوا عنه الجمعة أن شكوكه زادت بعد قرار مجلس العموم، وبات مقتنعاً بوجوب الحصول على موافقة الكونغرس. وقال لهم: “نحن أيضاً لدينا شعب منهك من الحرب”.

ويذكر أن دعم أوباما حملة حلف شمال الاطلسي ضد الزعيم الليبي الراحل العقيد معمر القذافي ترك أثرا سلبيا في أوساط كثيرين في الكونغرس. وقد وقع نحو 140 نائبا من الجمهوريين والديموقراطيين رسالة تطالب أوباما بتصويت على ضرب سوريا. وإذ كانت حجة الادارة الاميركية ضرورة التحرك بسرعة في ليبيا لمنع مذبحة في حق الثوار في بنغازي، يقول مساعدون في البيت الابيض إن ذلك الالحاح لا ينطبق على وضع سوريا.

ويوضح أحدهم أن رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي أبلغ أوباما أن الضربة المحدودة التي يفكر فيها ستكون بالفاعلية نفسها إذا حصلت “في غضون ثلاثة أسابيع أو في غضون ثلاثة أيام”.

وفي ما يتعدى مسألة الشرعية السياسية، نقل مساعدون عن أوباما الجمعه أنه منزعج من أن يكون سماحه بعمل عسكري آخر من دون اللجوء الى الكونغرس مناقضاً لروح خطابه الربيع الماضي والذي حاول فيه رسم تحول من حال الحرب الدائمة في الولايات المتحدة منذ هجمات 11 أيلول 2001.

كل هذه الامور كانت بحسب مراسل “النيويورك تايمس” في بال أوباما عندما دعا رئيس أركان البيت الابيض الى نزهة مسائية مبكرة الجمعة في الحديقة الجنوبية للبيت الابيض.في حينه، كان موظفو البيت الابيض في الجناح الغربي يأملون في العودة باكرا الى منازلهم لاعتقادهم أنهم سيمضون عطلة نهاية الاسبوع في العمل. ولكن بعد ذلك بـ45 دقيقة، أي قبل السابعة مساء بوقت قصير، دعا أوباما مستشاريه ليبلغهم أنه قرر شن ضربة عسكرية ولكن بعد اللجوء الى الكونغرس.

كانت معارضة المجتمعين واضحة. أبدى مستشاروه السياسيون قلقهم من امكان خسارته التصويت، على غرار ما حصل مع كاميرون، الامر الذي قد يعقد الاولويات التشريعية الاخرى للبيت الابيض.وجادل فريقه للأمن القومي بأن الدعم الدولي للعملية قد لا يتطور.

التاسعة مساء الجمعة، رفع أوباما الاجتماع واتصل بكيري ووزير الدفاع تشاك هيغل ليبلغهما خططه.

تحفّظات بينها للبنان والفيصل يحرّض ثم يتراجع .. والأزهر يعارض العدوان

مزايدة عربية على «تردد» أوباما: فلتكن حرباً!

إذا كانت عواصم غربية عدة، أبرزها واشنطن ولندن، قد ظللت تجميد حربها على سوريا، بذريعة التشاور مع شعوبها، فإن معظم وزراء الخارجية العرب الذين اجتمعوا في القاهرة، أمس، بدوا أقل وطنية وقومية، من الغرب نفسه.

طلب منهم الأميركيون، ربطاً بالموعد الذي كان مقرراً للضربة العسكرية، وحدّه الأقصى يوم الأربعاء المقبل، أن يقرّبوا اجتماعهم من الثلاثاء إلى الأحد، طمعاً بتغطية عربية تعوض ما خسرته واشنطن بفعل ما جرى في مجلس العموم البريطاني، غير أن لجوء الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الكونغرس، للحصول على تغطية لضربة «قد تحصل غداً أو بعد أسبوع أو بعد شهر»، بدّل الحسابات العربية.

بدت الصدمة واضحة على محيّا وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل منذ لحظة وصوله إلى مطار القاهرة. وبيّنت الخلوة الثنائية التي عقدها مع نظيره المصري نبيل فهمي أن هناك حاجة لتعديل وجهة الاجتماع. نصح المصريون الفيصل بـ«التواضع» وبالاكتفاء بالصيغة التي كانت صدرت عن اجتماع المندوبين بتاريخ 27 آب الماضي.. مع تعديلات طفيفة جداً. وحمل وزراء الخارجية العرب السلطات السورية مسؤولية الهجوم «بالأسلحة الكيميائية» على غوطة دمشق في 21 آب الماضي، ودعوا «الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياتهم وفقاً لميثاق المنظمة الدولية وقواعد القانون الدولي لاتخاذ الإجراءات الرادعة واللازمة ضد مرتكبي هذه الجريمة».

بدت نبرة المتحدثين منخفضة جداً، باستثناء سعود الفيصل ورئيس «الائتلاف السوري» أحمد الجربا اللذين تعمدا تسمية «حزب الله» وإيران (في آخر اجتماع عربي، تحدث هيثم المالح في جلسة مغلقة وليست علنية بعكس ما حصل في جلسة الأمس)، أما باقي وزراء الخارجية، فقد كانت نبرتهم ضمن السقف المعتاد، بينما قرر ممثلا دولة فلسطين وسلطنة عمان اعتماد لغة الصمت، وفي المقابل، ارتفعت النبرة الاعتراضية لكل من لبنان والعراق والجزائر ومصر.

وفيما كان وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور الأكثر جرأة بدعوته إلى عدم استباق التحقيق الدولي، سائلا في الوقت ذاته عن سبب تقاعس العرب عن إرسال فريق محققين للغاية نفسها، قبل أن يصدروا أحكامهم ويحمّلوا النظام السوري مسؤولية استخدام السلاح الكيميائي، مشدداً على أهمية الحل السياسي للأزمة السورية، دعا وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الحاضرين في الجلسة المغلقة إلى التكيف مع واقع أن الضربة العسكرية التي كانت منتظرة باتت مؤجلة وربما لن تحصل، ناصحاً بعدم الاستعجال وبالتالي عدم اتخاذ قرار يغطي ضربة عسكرية غير مضمونة.

ولم يكن وزيرا خارجية مصر والجــــزائر بعيــــدين عن مضمون مداخلة وزيري خارجية العــــراق ولبنان بالتركيز على أولوية الحل السياسي، فيما كان لافتاً للانتباه تراجع إدارة الأمين العام نبيل العربي «مسايرة» للموقف المصري الجديد. كما تراجع دور قطر في اجتماعات الجامعة العربية، إلى ما دون المألوف قبل «انتفاخ» الدور القطري في موسم «الربيع العربي»، ليتقدم الدور السعــــودي ويتحول الى «دينامو» الدورة الـ140 للجامعة العربية، التي أقرت جدول الأعــــمال العربي كله في أقل من ساعة، واستحــــوذ الموضوع السوري على الساعات الأربــــع للاجتماع في ظل حالة الطوارئ التي تشهدها العاصمة المصرية.

وفي المحصلة، غابت عن الاجتماع العربي أية إشارة إلى موضوع الضربة العسكرية، حتى أن المندوب الجزائري خاطب الوزراء العرب بالقول «إذا كانت الدول العظمى، قد قررت استشارة شعوبها، أليس من البديهي لنا كدول عربية أن نتشاور بين بعضنا البعض أقله بدل أن تكون قراراتنا مسلوقة وغب الطلب»؟

الجدير ذكره أن لبنان تحفظ على كامل القرار بينما تحفظ العراق والجزائر على البند الرقم 2 في القرار لجهة تحميل النظام السوري المسؤولية التامة عن مجزرة الغوطة الشرقية.

ويبدو أن القرار العربي أصبح رهينة بيد السعودية، التي كان وزير خارجيتها الأمير سعود الفيصل دعا، في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، إلى دعم العدوان على سوريا. وبرغم أن وزير الخارجية المصري نبيل فهمي أكد رفض أي عدوان على سوريا، لكن بلاده لم تصوت ضد القرار.

وقال مصدر ديبلوماسي في القاهرة لـ«السفير» إنه «برغم الضغوط السعودية للموافقة على توجيه ضربة عسكرية غربية، إلا أن مصر والأمانة العامة للجامعة العربية تمسكتا بفحوى البيان الختامي لاجتماع المندوبين الدائمين الذي عقد الأسبوع الماضي، والذي يدين النظام السوري من دون إعطاء أي موافقة على ضربة غربية، على غرار موافقة الأمين العام السابق للجامعة عمرو موسى على تدخل حلف شمال الأطلسي في ليبيا». (تفاصيل صفحة 17)

وحمل وزراء الخارجية العرب، في قرار بعد اجتماع طارئ في القاهرة، «النظام السوري المسؤولية الكاملة لهذه الجريمة البشعة»، ودعوا «الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياتهم وفقاً لميثاق المنظمة الدولية وقواعد القانون الدولي لاتخاذ الإجراءات الرادعة واللازمة ضد مرتكبي هذه الجريمة، التي يتحمل مسؤولياتها النظام السوري، ووضع حد لانتهاكات وجرائم الإبادة التي يقوم بها النظام السوري منذ عامين».

وتحفظت الجزائر على الفقرة التي تضمنها القرار، والمتعلقة بدعوة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياتهم واتخاذ الإجراءات الرادعة واللازمة ضد مرتكبي هذه الجريمة، ودعت إلى انتظار النتائج النهائية لفريق مفتشي الأمم المتحدة بشأن الأسلحة الكيميائية، فيما لم يصوت العراق على الفقرة المتعلقة بتحميل النظام السوري المسؤولية عن هذه الجريمة، وكذلك دعوة الأمم المتحدة لاتخاذ إجراءات رادعة ضد سوريا. وتحفظ لبنان على مجمل القرار.

وكان الفيصل دعا، خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب، إلى اتخاذ «قرار حاسم» بدعم ضربة عسكرية لسوريا. وقال إن «أي معارضة لأي إجراء دولي لا يمكن إلا أن تشكل تشجيعاً لنظام دمشق للمضي قدماً في جرائمه»، مضيفاً «آن الأوان لمطالبة المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته واتخاذ الإجراء الرادع» ضد السلطات السورية.

واعتبر أن الشعب السوري «عندما استشعر عدم قدرة الدول العربية على الاستجابة لاستغاثاته المتكررة اضطر للاستغاثة بالمجتمع الدولي». وقال «لم يعد مقبولا القول بأن أي تدخل دولي يعد تدخلا في الشأن الداخلي السوري، فنظام دمشق هو الذي فتح الباب على مصراعيه لدخول قوات الحرس الإيراني وقوات حزب الله حتى أصبحت سوريا أرضاً يجب أن يقال إنها محتلة».

وكان الأزهر اصدر بياناً أعلن فيه رفضه لقرار الرئيس الأميركي باراك أوباما توجيه ضربة عسكرية لسوريا، محذراً من أن «الأمر يشكل اعتداءً وتهديداً للأمة العربية والإسلامية، واستهتاراً بالمجتمع الدولي، ويعرض السلم والأمن الدوليين للخطر».

أوباما وكيري

ويأتي القرار العربي بعد ساعات من إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما، أنه سيطلب من الكونغرس تفويضاً باستخدام القوة ضد سوريا، وهي خطوة فاجأت كثيرين سواء في الولايات المتحدة نفسها، او بعض قوى المعارضة السورية، بالاضافة الى اسرائيل.

واعتبر اوباما أنه وإن كان يملك السلطة لاتخاذ قرار توجيه الضربة العسكرية، من دون الرجوع إلى الكونغرس، فإن الولايات المتحدة «ستكون أقوى» اذا لجأ الى الكونغرس.

ولم يتضح تماما الهدف من وراء رمي أوباما الكرة في ملـــــعب الكونغرس الذي لن يجتمع قبل 9 أيلول الحالي، وما إذا كانت خطــــوة الرئيس الاميركي محاولة لكسب غطاء دستوري لتحركه المحتمل، او انها تمثل مناورة للتراجع عن قراره إذا رفض الكونغرس الضربة، كما حــــصل قبل ايام في البرلمان البريطاني الذي رفض قرار رئيس الحكومة ديفيد كاميرون باستهداف ســــوريا، أو انتظار رد فعل الــــبرلمان الفرنــــسي الذي يجتمع الأربعاء المقبل، برغم أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أكد جهوزية بلاده لشن الـــــعدوان من دون قرار من البرلمان.

كـــــما ان أوباما ربما يستهدف امتصاص غضب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يستضيف الخميس المقبل اجتماعاً لقادة مجموعة العشرين.

وبدأت الإدارة الأميركية القيام بجهود كبيرة لتسويق الضربة لدى الرأي العام الأميركي. وتحدث وزير الخارجية جون كيري إلى خمسة برامج سياسية في القنوات التلفزيونية الأميركية الكبرى، معلناً للمرة الأولى أن العينات التي تسلمتها وحللتها الولايات المتحدة «تثبت استخدام غاز السارين في هجوم 21 آب قرب دمشق» في الغوطة الشرقية.

وفي دمشق، أعلن الرئيس السوري بشار الأسد، خلال لقائه رئيس لجنة الأمن القومي والشؤون الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علاء الدين بروجردي، أن «سوريا قادرة على مواجهة أي عدوان خارجي»، فيما اعتبر بروجردي ان «طبيعة القضايا الأمنية في المنطقة مترابطة بشكل كامل من الجانب الأمني، وعلى الأميركيين أن يتوقعوا تهديدات لمصالحهم حين يقومون بتهديد مصالح دول المنطقة». (تفاصيل صفحة14)

(«السفير»، ا ش ا، ا ف ب، رويترز، ا ب)

دمشق تتحسب لعدوان خارجي من دون حسابات الكونغرس

زياد حيدر

يميل غالبية الديبلوماسيين المعنيين بالشرق الأوسط إلى الاعتقاد أن القيادة السورية، حققت تقدما سياسيا ومعنويا، من وراء “عبء” العدوان المحتمل عليها، أيا يكن مستوى التشجيع الذي سيمنحه الكونغرس أو يحجبه عن الرئيس الأميركي باراك أوباما.

ويستند هذا التقييم، ليس إلى حالة الحرج التي وضعت الإدارة الأميركية نفسها فيها فقط، وإنما لأن التقديرات الأمنية الإسرائيلية والغربية، رفعت مخاوف واشنطن، من آلية سير العدوان المحتمل على سوريا. وتجلت المخاوف الأمنية الإسرائيلية بالدرجة الأولى بالرد المحتمل من “حزب الله” الذي كان واضحا أنه يمثل قلق الإسرائيليين الأول. أما عنصر الحرج الثاني فتمثل في قرار مجلس العموم البريطاني الذي شكل كابحا للجموح باتجاه ضربة سريعة، وأعاد إلى الأذهان الذاكرة المريرة لغزو العراق، وما ارتبط بها من غش للرأي العام وكذب.

وبرغم أن كثيرين يعتبرون أن قرار الكونغرس هو وسيلة أوباما المتبقية لـ”النزول عن الشجرة” على حد تعبير مندوب سوريا إلى الأمم المتحدة بشار الجعفري، إلا أن قرار الكونغرس بشن عدوان يبقى احتمالا واردا، في حال حصل على الغالبية المطلوبة، وهو أمر يبقى مثار شك.

وأمس الأول رد عدد من أعضاء مجلسي النواب والكونغرس على أوباما مرحبين بقراره استشارة المجلس، في تغريدات على “تويتر” فور انتهائه من خطابه. وقال الجمهوري بيلي لونغ: “قرار جيد من الرئيس. سيسعى إلى موافقتنا. شكرا”، فيما انتقد الجمهوري جستين اماش ضمنيا قرار أوباما، معتبرا أنه من “المؤسف أن الأمور وصلت إلى حد اضطرارنا لشكر الرئيس على اتباعه الدستور والقانون”.

وفيما دعا بعض الاعضاء إلى عودة سريعة للكونغرس من عطلته الصيفية التي ستمتد إلى التاسع من ايلول الحالي، قال النائب لي تيري: “نحتاج إلى دلائل اكثر على التهديد الذي يمثله (الوضع) على أمن الولايات المتحدة”، فيما رأى الديموقراطي كريس مورفي أنه رغم إيجابية قرار الرئيس بالعودة الى الكونغرس، فإن “تشريع العمل العسكري ضد سوريا في المجلس لن يكون سهلا”.

وتوقع ديبلوماسيون الخروج بصيغة تتيح اتخاذ إجراءات قانونية صارمة، تشكل مستوى جديدا من العقوبات المستقبلية، في حال تم رفض تشريع اية ضربة. وقال المشرع الديموقراطي جاريد هوفمان إنه لن يؤيد ضربة عسكرية على سوريا، تساهم في “تعقيد الصراع المذهبي والأهلي الدائر” هناك، لكنه أضاف على صفحته الخاصة على “فايسبوك”، في ما يبدو انه التوجه الأكبر لكثرة من الأعضاء، انه يمكن بناء “تحالف دولي متعدد الأقطاب لمحاسبة الرئيس (بشار) الأسد ومنعه من شن ضربات كيميائية أخرى” على حد تعبيره، وهو ما يضع “معضلة الكيميائي” في سياق مشابه لمعضلة “النووي الإيراني”.

وتبني سوريا وإيران والحليف الروسي على تمديد الوقت لاستنفاد كل زخم موجود للعدوان، كما على نتائج تحقيق بعثة المفتشين المرتقبة بعد أسبوعين. وهي تقديرات تشير إلى أن نتائج التقصي وفق المعلومات المتوفرة، ستظهر أن “غازا بدائي الصنع، تم قذفه بقوارير محلية الصنع” وليس غازا معقدا مثبتا برأس حربي على صاروخ، ما يمكن أن يزيد الوضع الدولي إرباكا إضافيا.

ووفقا لتحليلات ديبلوماسية ساهمت دول أوروبية عدة، بينها إيطاليا والنمسا، في إشاعة تقديرات “كارثية” لما يمكن أن ينجم عن العدوان، بينها ما يرتبط بأمن إسرائيل، وبينها ما يتعلق بالوضع الإنساني لعامة السوريين، ناهيك عن احتمال انتقال الصراع إلى مستويات لا يمكن احتواؤها، خصوصا في لبنان. وقال ديبلوماسي عربي، مقيم في بروكسل لـ”السفير”، إن “مخاوف اليمين الأوروبي من إخلاء الساحة للجهاديين في سوريا لا يفوقه خوف”.

كما ساهم التردد الغربي، وصعود احتمال تكون رأي تشريعي أوروبي مضاد، في تصعيد كل من روسيا وإيران موقفيهما من احتمالات العدوان، ما أثار مخاوف أكبر، ذات بعد اقتصادي، لا سيما لدى الدول الأوروبية التي تعاني ضائقة اقتصادية طويلة الأمد. وأبرز الديبلوماسي تخوف الأوروبيين من أن تعود “الطاقة” والغاز تحديدا كمادة مساومة كبرى بين أوروبا وروسيا.

إضافة إلى هذا، يميل الرأي الغالب إلى اعتبار العدوان، في حال جرى، ورطة أكبر من عبء التراجع عنه، خصوصا في ضوء احتمالات “تصعيد الجيش السوري المحتمل داخليا بعد الضربة، ما يضع المجتمع الدولي في حالة أكثر حرجا”.

رغم ذلك، ظل الجانب السوري يتعامل مع الضربة باعتبارها “أمرا واقعا في أية لحظة “. وتزامنا مع خطابي كل من أوباما ووزير خارجيته جون كيري ليل الجمعة، توحدت القنوات الفضائية السورية الأربع في بث واحد، اقتصر على الأغاني الوطنية والحماسية، تماما كما يحصل في حالة الحرب. وطلب من إدارات تحرير المحطات عدم نشر المعلومات المتعلقة بعدوان محتمل إلا إذا جاءت من المصادر الرسمية المعتادة. وجاء قرار العمل بـ”المارش العسكري” إعلاميا، بعد تقديرات بأن أوباما قد يعطي ساعة الصفر في خطابه، وذلك كما جرت العادة في حروب سابقة.

وأمس الأول، وتزامنا مع خطابه الثاني من حديقة البيت الأبيض، أعلنت الشركة السورية للطيران تعليق رحلاتها “حتى إشعار آخر”. من جهته، حلق الطيران الحربي السوري فوق المناطق الساحلية، وعلى ارتفاعات عالية، كما انتشرت الطرادات البحرية وقامت بعمليات استطلاع، وفرضت حالة من التأهب الأقصى على مجمل قطع الجيش السوري، لا سيما المعنية بمواجهة خارجية، فيما امتص المواطنون السوريون، لا سيما في المناطق الخاضعة لسيطرة الدولة، خوف الأيام الأولى، واستكملوا ممارسة حياتهم الطبيعية، كما المعتاد، وذلك بعد أيام من التقديرات بضربة قريبة، رافقها ارتفاع جنوني للأسعار وحركة تبضع وشراء حاجيات.

أما على مستوى الصراع الداخلي، فقد منح التردد الغربي، للجيش السوري وقتا إضافيا لاستكمال مهمته في تحصين العاصمة دمشق، حيث سجلت كثافة نيران عالية باتجاه كل من حي المعضمية الشرقي وبلدة جوبر في ساعات ليل السبت الأخيرة، وذلك بعد هدوء نسبي وصف به يوم الجمعة الماضي وليله. وقال مصدر واسع الإطلاع لـ”السفير” ان “ساعات المعركة الأولى هي الأهم، وهي التي ستحدد أي مسار ستتخذه هذه الحرب، وآفاقها”… إن حصلت.

السعودية تصرّ على الضربة .. ومصر تمانع.. وتحفّظ لبناني ــ عراقي ــ جزائري

سيد تركي

هو المشهد العربي بكافة تناقضاته. مواطنون يخرجون في مسيرة دعا إليها «التيار الشعبي» تحت شعار «من القاهرة… هنا دمشق»، فيبلغون أسوار جامعة الدول العربية في القاهرة، تزامناً مع دخول وزراء الخارجية العرب المشاركين في الاجتماع رقم الأربعين بعد المئة.

وفي مقر الجامعة العربية المطل على ميدان التحرير، يخرج المتحدث الرسمي باسم الجامعة ناصيف حتي، ليؤكد أن «لا صحة لوجود غطاء عربي للضربة الأميركية المحتملة ضد سوريا»، معبراً بذلك عن موقف وسطي، بين موقف مصر، المثقلة بالضغوط الداخلية والخارجية في ظل المرحلة الانتقالية، والتي رفضت بشكل قاطع أي تدخل عسكري ضد سوريا، وبين موقف السعودية وقطر، اللتين بلغ حد تأييدهما للضربة الأميركية مستوى التحريض.

وبرغم تباعد المواقف وتناقضها، إلا أن الاجتماع الوزاري أتى كالعادة لمصلحة السعودية وقطر، فالبيان الختامي لاجتماع القاهرة، المنعقد برئاسة ليبيا، الدولة العربية التي شهدت أول تدخل عسكري غربي بعد «الربيع العربي»، حمّل النظام السوري «المسؤولية الكاملة» عن الجريمة «الكيميائية» في الغوطة، مطالباً «بتقديم كافة المتورطين عن هذه الجريمة النكراء لمحاكمات دولية عادلة أسوة بغيرهم من مجرمي الحروب».

كما طالب الوزراء العرب «بتقديم كافة أشكال الدعم المطلوب للشعب السوري للدفاع عن نفسه وضرورة تضافر الجهود العربية والدولية لمساعدته»، ودعوا «الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للاضطلاع بالمسؤولية وفقاً لميثاق المنظمة الدولية وقواعد القانون الدولي لاتخاذ الإجراءات الرادعة واللازمة ضد مرتكبي هذه الجريمة التي يتحمل مسؤولياتها النظام السوري، ووضع حد لانتهاكات، وجرائم الإبادة التي يقوم بها النظام السوري منذ عامين».

وبرغم ما أورده البيان، من اتهام واضح للنظام السوري بمجزرة الغوطة، إلا ان المتحدث باسم الجامعة العربية ناصيف حتي أكد أن «الجامعة لا تعطي الضوء الأخضر لقصف سوريا… وأن موقفها تجاه الأزمة السورية يتناسب مع إطار احترام القانون الدولي، وضمن أهمية الأزمة السورية من المنظور العربي، وكذلك من المنظور الأخلاقي والسياسي والإستراتيجي».

وقد تحفظت الجزائر على الفقرة التي تضمنها القرار والمتعلقة بدعوة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للاضطلاع بالمسؤولية واتخاذ الإجراءات الرادعة واللازمة ضد مرتكبي جريمة الغوطة. امّا الجزائر فدعت إلى انتظار النتائج النهائية لفريق مفتشي الأمم المتحدة، فيما لم يصوت العراق على الفقرة المتعلقة بتحميل النظام السوري المسؤولية عن مجزرة الغوطة، وكذلك دعوة الأمم المتحدة إلى اتخاذ إجراءات رادعة ضد سوريا. أما لبنان فتحفظ على قرار المجلس بالكامل.

ويبدو مما رشح من الاجتماع الوزاري أن السعودية حاولت الدفع بالأمور نحو منح الغرب غطاءً عربياً لضربة عسكرية ضد سوريا، على غرار ما حدث في ليبيا قبل نحو سنتين.

وقال مصدر ديبلوماسي في القاهرة لـ«السفير» إنه «برغم الضغوط السعودية للموافقة على توجيه ضربة عسكرية غربية، إلا أن مصر والأمانة العامة للجامعة العربية تمسكتا بفحوى البيان الختامي لاجتماع المندوبين الدائمين الذي عقد الأسبوع الماضي، والذي يدين النظام السوري من دون إعطاء أي موافقة على ضربة غربية، على غرار موافقة الأمين العام السابق للجامعة عمرو موسى على تدخل حلف شمال الأطلسي في ليبيا».

وكانت الرئاسة المصرية أكدت، على لسان المتحدث باسمها السفير إيهاب بدوي، أن «مصر تدين استخدام الأسلحة الكيميائية ضد الشعب السوري، وأن الحل يجب أن يكون سياسياً»، مشددة على «ضرورة معاقبة مَن استخدم الأسلحة الكيميائية»، لكن بعد ورود نتيجة تحقيق لجنة التفتيش في دمشق.

وعلى الموجة ذاتها، صرّح وزير الخارجية المصري نبيل فهمي أن بلاده ترفض توجيه اي ضربة عسكرية إلى سوريا إلا في حالة انطباق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة على موقفها، وهو «تهديد السلم والأمن الدوليين»، داعياً إلى انتظار تقارير لجنة التفتيش بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية.

وكان الوزير المصري حذر، في مقابلة تلفزيونية، من أن سوريا تقترب من مخاطر التفكك والتقسيم، مشيراً إلى أنها «أصبحت مكاناً للمتطرفين وصار القتل فيها على الهوية».

وفي كلمته، أمام وزراء الخارجية العرب في القاهرة أمس، أكد فهمي أن «تحقيق آمال الشعب السوري لن يتم إلا من خلال العملية السياسية وانعقاد مؤتمر جنيف 2، لأن الحل السياسي هو الحل الأفضل للأزمة».

وعلى نقيض الموقف المصري الداعي إلى انتظار تقرير المفتشين الدوليين تمهيداً لإحالة المتورطين في الهجوم الكيميائي إلى محاكمة دولية، أتى موقف «جبهة الصقور» العربية بزعامة المملكة العربية السعودية، الذي عبر عنه وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، الذي قال أمس إن الرياض «تؤيد توجيه ضربة أميركية لسوريا إذا أيدها السوريون» وأنه «آن الوقت لأن يقوم المجتمع الدولي بكل ما بوسعه لمنع العدوان على الشعب السوري».

وقال الفيصل لدى وصوله الى القاهرة للمشاركة في اجتماع لوزراء الخارجية العرب بالجامعة العربية: «نطالب المجتمع الدولي بكل إمكانياته بوقف هذا العدوان على الشعب السوري»، مضيفاً أن «أي معارضة لأي إجراء دولي، لا يمكن إلا أن تشكل تشجيعاً لنظام دمشق للمضي قدماً في جرائمه».

وبرر الفيصل دعوته للتدخل العسكري بالقول إن «الشعب السوري عندما استشعر عدم قدرة الدول العربية على الاستجابة لاستغاثاته المتكررة اضطر للاستغاثة بالمجتمع الدولي».

وقال الفيصل: «ينبغي ألا نتجاهل أن الائتلاف الوطني (المعارض) أصبح ممثلا للشعب السوري، ومسؤوليتنا تحتم علينا الوقوف الى جانبه ومساندته بكل الوسائل المتاحة، لا سيما ان النظام السوري لم يستجب لكل النداءات العربية والدولية ولن يستجيب».

وتساءل الأمير السعودي: «هل المطلوب منا الانتظار حتى يبيد (النظام السوري) شعبه بأكمله». مضيفاً «إن اجتماعنا اليوم مطالب بأن تصدر عنه قرارات صارمة وآن لنا أن نتخذ قراراً حاسماً ينتشل الشعب السوري من محنته».

واختتم الفيصل موجهاً حديثه الى نظرائه العرب: «دعونا مرة واحدة نقف مع الحق من دون مواربة».

ولم يتأخر الرد السوري المعارض بالمقابل، إذ دعا رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد الجربا في كلمة وجهها إلى وزراء الخارجية العرب خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماعهم الطارئ في القاهرة إلى «دعم ضربات دولية ضد النظام السوري».

وقال الجربا «أقف اليوم بينكم لأطالبكم بكل الحمية الأخوية والإنسانية بأن تدعموا العملية الدولية ضد آلة الدمار التي يستخدمها النظام السوري».

ودعا إلى قرار عربي لما أسماه «تحرير سوريا من حزب الله والقوات الإيرانية والميليشيات العراقية المتطرفة التي استقدمها بشار الأسد»، مؤكداً أن الحديث عن التدخل الخارجي في الشؤون السورية أصبــــح «تـــــرفاً» في مــــواجهة «أعمال القــــتل المنهجية التي يرتكــــبها النظام كل يوم».

وقال الجربا «لا يمكن الانتظار أمام مئات الآلاف من القتلى والمصابين وعشرات الحالات من الاغتصاب والغزو الإيراني لسوريا».

سقوط قذيفة في وسط دمشق والجيش الحر يعلن إسقاط طائرة حربية

دمشق- (د ب أ): سقطت الاثنين قذيفة هاون في حي أبو رمانة الراقي بالعاصمة السورية دمشق ما أدى إلى اندلاع حريق في إحدى الشقق، فيما قالت مصادر معارضة إن مقاتلي “الجيش الحر” تمكنوا من إسقاط طائرة حربية في شمال شرق البلاد.

وقالت لجان التنسيق المحلية، على صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي إن “قذيفة سقطت في منطقة المالكي وحدث تصاعد للدخان في المنطقة”، وتوافدت سيارات الإطفاء إلى المكان.

وتناقلت صفحات على (فيسبوك) صورا لمكان سقوط القذيفة، حيث أصابت شقة سكنية في المنطقة ما أدى إلى وقوع أضرار مادية واندلاع حريق فيها.

وقالت الوكالة السورية للانباء (سانا) إن “قذيفة صاروخية سقطت على بناء سكني في شارع خليل مردم بك قرب حديقة الجاحظ بحي أبو رمانة في دمشق ما أدى إلى نشوب حريق ووقوع أضرار مادية بالسيارات المركونة في المكان دون وقوع إصابات بين المواطنين”.

واتهمت الوكالة “إرهابيين” بالمسؤولية عن الحادث، في إشارة إلى مقاتلي المعارضة المناهضين لنظام بشار الأسد.

من ناحية أخرى، قالت الهيئة العامة للثورة إن مقاتلي “الجيش الحر” أسقطوا طائرة حربية من نوع ميغ في حي الحويقة في مدينة دير الزور وبثوا لقطات مصورة لما قالوا إنها سقوط طائرة في أحد الأحياء بمدينة دير الزور.

الجزائر: قرار تحميل النظام السوري مسؤولية السلاح الكيماوي خرق لنظام الجامعة العربية

الجزائر- (د ب أ): اعتبرت الجزائر أن القرار الصادر عن مجلس وزراء الخارجية العرب في ختام أعمال دورته 140 بالقاهرة الأحد، والذي يحمل النظام السوري مسؤولية استخدام الاسلحة الكيميائية “خرقا للنظام الداخلي لمجلس الجامعة لاسيما فيما يتعلق بآلية اتخاذ القرارات في حال تعذر تحقيق توافق بين الدول الاعضاء”.

وذكرت وكالة الانباء الجزائرية الاثنين أن الجزائر أكدت “ادانتها واستنكارها الشديدين لاستخدام الاسلحة الكيماوية أيا كان مستخدمها” وتحفظت على الفقرة الرابعة من القرار الصادر عن المجلس الوزاري في ختام اشغاله والتي تنص على دعوة الامم المتحدة والمجتمع الدولي اتخاذ الاجراءات الرادعة واللازمة ضد النظام السوري.

ودعت الجزائر إلى انتظار النتائج النهائية لفريق مفتشي الامم المتحدة لتحميل المسؤولية الكاملة لمرتكبي هذه الجريمة.

واعتبرت أن القرار الصادر يعد “خرقا للنظام الداخلي لمجلس الجامعة لاسيما فيما يتعلق بآلية اتخاذ القرارات في حال تعذر تحقيق توافق الاراء بين الدول الاعضاء في المجلس″.

وتضمن قرار المجلس الوزراء “أدانة بشدة الجريمة البشعة التى ارتكبت باستخدام الاسلحة الكيميائية المحرمة دوليا فى سوريا في تحد صارخ واستخفاف بالقيم الاخلاقية والانسانية والاعراف والقوانين الدولية”.

الجيش السوري يبقى في حالة تأهب ودمشق تطلب من الأمم المتحدة منع توجيه ضربه عسكرية لها

دمشق- بيروت: (ا ف ب)- (رويترز): اكد مصدر أمني سوري لوكالة فرانس برس الاثنين أن الجيش النظامي سيبقى “في حالة تأهب” رغم إرجاء الضربة العسكرية الأمريكية المحتملة ضد نظام الرئيس بشار الأسد.

وقال المصدر الذي رفض كشف اسمه ان “التدخل الأمريكي المباشر عبارة عن وجه من اوجه الحرب المستمرة ضد سوريا دعما للارهاب. الجيش هو في حالة تأهب وسيبقى في حالة تأهب حتى القضاء على الارهاب تماما”.

ويعتمد النظام السوري عبارة “ارهابيين” في اشارة إلى مقاتلي المعارضة السورية، الذين يتهمهم بتلقي دعم مالي ولوجستي من دول اقليمية وغربية.

واضاف المصدر “كما فشلت هذه الادوات المستأجرة في تحقيق أهدافها، سيفشل من يقف خلفهم ويدعمهم”.

وتابع ان بلاده “تخوض حربا ضد الارهاب المدعوم من الولايات المتحدة والدول الغربية وبعض الدول العربية”، مشيرا الى ان سوريا “ستدافع عن نفسها بكل السبل”.

ومن جانب آخر، طلبت سوريا من الأمم المتحدة منع “أي عدوان” عليها في أعقاب دعوة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مطلع الأسبوع لتوجيه ضربة عسكرية للجيش السوري لعقابه على هجوم وقع الشهر الماضي بالأسلحة الكيماوية.

وتقول واشنطن إن أكثر من 1400 شخص منهم عدد كبير من الأطفال قتلوا في أسوأ هجوم بأسلحة كيماوية منذ أن أطلق صدام حسين الغاز على آلاف الأكراد في العراق عام 1988.

وسيجري التصويت على عمل عسكري امريكي في الكونغرس الذي تنتهي عطلته الصيفية يوم التاسع من سبتمبر أيلول. ويعطي ذلك الرئيس السوري بشار الأسد مهلة للاستعداد لأي هجوم ومحاولة حشد الرأي العام العالمي ضد استخدام القوة.

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية على موقعها باللغة الإنجليزية إن بشار الجعفري مندوب سوريا لدى الامم المتحدة دعا في خطاب موجه إلى بان كي مون الأمين العام للمنظمة الدولية وماريا كريستينا برسيفال الرئيسة الدورية لمجلس الأمن “الأمين العام للامم المتحدة إلى تحمل مسؤولياته في منع اي عدوان على سوريا والدفع من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا”.

ودعا الجعفري مجلس الأمن إلى “القيام بدوره كصمام أمان لمنع الاستخدام العبثي للقوة خارج إطار الشرعية الدولية”.

وقال إنه يتعين على الولايات المتحدة “القيام بدورها كراعية للسلام وكشريك لروسيا في التحضير للمؤتمر الدولي الخاص بسوريا وليس كدولة تستخدم القوة ضد من يعارض سياساتها”.

وتنفي سوريا استخدام اسلحة كيماوية وتتهم جماعات معارضة تقاتل منذ أكثر من عامين للإطاحة بالأسد باستخدام الاسلحة المحظورة. وقتل مئة الف شخص على الأقل في الصراع الذي بدأ في مارس آذار عام 2011 باحتجاجات على حكم أسرة الاسد المستمر منذ أربعة عقود.

وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الأحد إن فحوصا اظهرت إطلاق غاز الأعصاب سارين في مناطق يسيطر عليها المعارضون يوم 21 أغسطس آب.

وقال الجعفري إن كيري “تبنى روايات قديمة لفقها ارهابيون” تستند إلى صور ملفقة من الانترنت.

أوباما أطلع نتنياهو سرا على قراره تأجيل ضرب سوريا

تل أبيب- (يو بي اي): كشفت صحيفة إسرائيلية الإثنين، أن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أطلع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على نيته الإعلان عن قراره تأجيل توجيه ضربة عسكرية ضد سوريا، فيما بدأ الجيش الإسرائيلي بتسريح جنود الإحتياط الذين استدعاهم الأسبوع الماضي على خلفيتها.

وقالت صحيفة (هآرتس) إن أوباما اتصل هاتفيا مع نتنياهو السبت، وأطلعه على نيته الإعلان عن طلب مصادقة الكونغرس على شن عملية عسكرية ضد سوريا.

ونقلت عن موظفين إسرائيليين رفيعي المستوى قولهم إن أوباما تحدث مع نتنياهو بعد ظهر يوم السبت الماضي، بتوقيت إسرائيل، وقبل أربع ساعات من إعلانه عن قراره.

وأضافت الصحيفة أن البيت الأبيض قرر الحفاظ على سرية هذه المحادثة، علما أنه أعلن عن محادثات أخرى أجراها أوباما مع زعماء دول أخرى في الأيام الأخيرة، كما أن البيت الأبيض ومكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي رفضا التعقيب على هذه المحادثة بين أوباما ونتنياهو.

وقال الموظفون الإسرائيليون إن هدف المحادثة الهاتفية بين أوباما ونتنياهو هو إفساح المجال أمام إسرائيل بأن تستعد أمنياً بما يتلاءم مع قرار أوباما بإرجاء الهجوم ضد سوريا، بعد أن تعهد مسؤولون أميركيون أمام نظرائهم الإسرائيليين، في الأسابيع الأخيرة، بإخطار إسرائيل بحال توجيه ضربة لسوريا لكي تستعد لاحتمال شن سوريا هجمات صاروخية ضد إسرائيل.

وشدد موظف إسرائيلي رفيع المستوى على أن المحادثة الهاتفية بين أوباما ونتنياهو، يوم السبت الماضي، تدل على التنسيق العميق بين الدولتين في الشأن السوري.

كذلك رجحت الصحيفة أن هذه المحادثة جاءت لتمنع نتنياهو من توجيه انتقادات لأوباما بسبب قراره، كما أن هذه المحادثة شكلت خلفية لقيام نتنياهو بتوبيخ وزير الإسكان الإسرائيلي، أوري أريئيل، الذي هاجم أوباما على أثر قراره تأجيل الهجوم.

وكان أريئيل، قال لإذاعة الجيش الإسرائيلي الأحد، إنه “لا ينبغي انتظار أن يموت عشرات آلاف الأطفال الآخرين من أجل التدخل في ما يحدث في سوريا.. وعندما تلقي الغاز (السلاح الكيميائي) على السكان فهذا يعني أنك تعرف أنك ستقتل آلاف النساء والأطفال ومن دون أية محاولة للتمييز، ويجب وقف هذا الأمر، فهذا أرنب يقتل.. فإذاً عالجوا أمره”.

وقال نتنياهو لأريئيل خلال اجتماع الحكومة إنه “لا مكان لتصريحات خاصة، وأطلب منكم مواصلة التصرف بصورة تتحلى بالمسؤولية، ولا تتصرفوا بشكل يفتقر لترجيح الرأي مقابل حليفتنا الولايات المتحدة من أجل الحصول على عنوان في وسائل الإعلام”.

وفي غضون ذلك، قالت الإذاعة العامة الإسرائيلية الاثنين إن الجيش الإسرائيلي بدأ بتسريح جنود الإحتياط الذين استدعاهم الأسبوع الماضي على ضوء ضربة عسكرية أمريكية محتملة ضد سوريا.

وكذلك فإن الجيش الإسرائيلي سيعيد نشر منظومات اعتراض الصواريخ، “القبة الحديدية” و(حيتس) و(الباتريوت)، إلى ما كانت عليه قبل رفع حالة التأهب فيها.

وقالت الإذاعة، إن جهاز الأمن الإسرائيلي فوجئ بإعلان نتنياهو عن قراره بإرجاء توجيه ضربة إلى سوريا وطلبه بالحصول على موافقة الكونغرس.

ومن جهة ثانية، نقلت صحيفة (معاريف) عن مسؤولين إسرائيليين تعبيرهم عن تخوفهم من أن قرار أوباما من شأنه تعزيز قوة إيران وحزب الله، وأن إسرائيل تتخوف من أن تردد أوباما سيؤدي إلى بقائها وحيدة في المواجهة مع إيران وبرنامجها النووي.

الصحف الفرنسية: أوباما أوقع بهولاند

باريس- (ا ف ب): وصف عدد كبير من الصحف الفرنسية الصادرة الاثنين قرار الرئيس الامريكي باراك اوباما في اللحظة الاخيرة ربط الضربة العسكرية التي يعتزم شنها ضد النظام السوري بالموافقة المسبقة للكونغرس عليها، بالفخ الذي “أوقع″ فيه نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند.

وكتب بيار روسلين في صحيفة (لو فيغارو) انه “على غرار باراك اوباما فقد وقع فرنسوا هولاند في دوامة من الاحداث الخارجة عن السيطرة”.

واضاف رئيس تحرير الصحيفة الليبرالية ان الرئيس الفرنسي “تم الايقاع به داخليا وهو معزول خارجيا”.

اما فرنسوا سيرجان فكتب في صحيفة ليبراسيون ان “هولاند يبذلك قصارى جهده لتبرير الحرب”، مضيفا انه “اذا كان الرئيس في الدستور الملكي للجمهورية الخامسة يتمتع بالسلطة الكاملة لشن الحرب، فهل يمكن اليوم لرئيس الدولة ان يستخدم لوحده القوة من دون تصويت ممثلي الامة؟ من دون حتى ان يلقي خطابا؟”.

بدوره طرح باتريك آبل-مولر في صحيفة لومانيتيه الشيوعية السؤال نفسه، وقال “كيف يمكن في القرن الحادي والعشرين ان يكون قرار الحرب أو السلام في يد رجل واحد؟”، مشددا على ان الرئيس الفرنسي مصمم على الذهاب الى الحرب على الرغم من رفض الاكثرية الساحقة من الفرنسيين ونوابهم.

وفي الصحيفة الكاثوليكية (لا كروا) كتب دومينيك كينيو ان “الفخ اطبق على هؤلاء المسؤولين الغربيين الذين هبوا سريعا الى اعلان رغبتهم في معاقبة دمشق على استخدامها المفترض لغازات مميتة”.

وفي الصحيفة الاقتصادية (ليزيكو) كتبت سيسيل كوردوريه ان “السلطة التنفيذية القلقة على انقاذ ماء وجهها تبقي على طموحاتها وترفض الدعوة لاجراء تصويت في البرلمان كما فعل حلفاؤها”، منتقدة هذا السلوك “الخاطئ” على حد قولها.

خلاف سعودي مصري حول دعم التدخل العسكري ضد نظام الاسد

مسؤول ايراني”يهدد بـ ‘رد حاسم’ على اي ‘حماقة’ امريكية’في المنطقة

امريكا تؤكد الحصول على دلائل لاستخدام غاز السارين في سورية

واشنطن ـ دمشق ـ القاهرة ـ وكالات: اطلق وزير الخارجية الامريكي جون كيري حملة لاقناع الكونغرس بالموافقة على شن ضربة عسكرية ضد سورية، وقال ان واشنطن لديها ادلة على ان النظام السوري استخدم غاز السارين في هجوم 21 اب (اغسطس) قرب دمشق، فيما قال مسؤول في الائتلاف الوطني السوري المعارض إن خطط الولايات المتحدة بتوجيه ضربة عسكرية لسورية تركز على أمن حلفائها وليس إراقة الدماء في هذا البلد الذي مزقته الحرب.

جاء ذلك فيما دعا وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل الاحد في الجلسة الافتتاحية للاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الى اتخاذ ‘قرار حاسم’ بدعم التدخل الدولي في سورية، معتبرا ان معارضة هذا التدخل لا تعني الا ‘تشجيعا للنظام السوري للمضي قدما في جرائمه.’

وشهدت الجلسة خلافات حول دعم التدخل العسكري، ففيما تصدر الوزير السعودي لدعم التدخل، أكد وزير الخارجية المصري نبيل فهمي، في كلمته، مجدَّداً رفض بلاده للتدخل العسكري، موضحا أن رفض القاهرة للتدخل في شؤون سورية ‘ليس دفاعاً عن النظام ولكن لأن ذلك من ثوابت الأمم المتحدة، والتي تجرم التدخل العسكري ضد أي دولة، إلا في حالتين الأولى أن يكون دفاعاً عن النفس، أو تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة’.

ورد الوزير السعودي في كلمته مؤكدا ان الشعب السوري ‘عندما استشعر عدم قدرة الدول العربية على الاستجابة لاستغاثاته المتكررة اضطر للاستغاثة بالمجتمع الدولي’.

وتابع ‘اننا امام هذا الواقع الاليم مطالبون بأكثر من بيانات الادانة والشجب والاستنكار’.

واشار الفيصل الى استخدام النظام السوري ‘للاسلحة الكيمياوية’ معتبرا ان ‘هذا السلوك المشين يعد ردا على المطالبين بالعودة الى مجلس الامن الدولي المكبل بالفيتو الروسي-الصيني’.

واعتبر الوزير السعودي انه ‘لم يعد مقبولا القول بأن اي تدخل دولي يعد تدخلا في الشأن الداخلي السوري، فنظام دمشق هو الذي فتح الباب على مصراعيه لدخول قوات الحرس الايراني وقوات حزب الله حتى اصبحت سورية ارضا يجب ان يقال انها محتلة’.

وتساءل الفيصل ‘هل المطلوب منا الانتظار حتى يبيد (النظام السوري) شعبه بأكمله’، مضيفا ‘ان اجتماعنا مطالب بان تصدر عنه قرارات صارمة وآن لنا ان نتخذ قرارا حاسما ينتشل الشعب السوري من محنته’.

وختم موجها حديثه الى نظرائه العرب وفيما يبدو ردا على نظيره المصري نبيل فهمي ‘دعونا مرة واحدة نقف مع الحق دون مواربة’.

واشار في كلمته الافتتاحية إلى أن”سورية تقترب من مخاطر التفكك والتقسيم’، لكنه أضاف’أن”السبيل الوحيدة لإنهاء الأزمة السورية هي الحل السياسي’.

ونفى فهمي وجود أية مبادرة مصرية لحل الأزمة سورية، موضحا أن ‘عمر الحكومة الجديدة 6 أسابيع فقط وهذا وقت لا يكفي لبلورة فكرة حول أزمة عمرها أكثر من سنتين’.

وسجل فهمي أن ‘الموقف المصري تغير بتغير الوضع في مصر، والتعامل مع مصر يجب أن ينطلق من مصالح أمننا القومي، وليس وفق أيديولوجية معينة’.

ودافع وزير خارجية مصر عن الحل السياسي في سورية، وقال إن ‘العملية يجب أن تبدأ مع مؤتمر جنيف 2′.

‘ومن جهته دعا رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض احمد الجربا مساء الاحد في كلمة وجهها الى وزراء الخارجية العرب خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماعهم الطارئ في القاهرة الى دعم ضربات دولية ضد النظام السوري.

وقال الجربا ‘اقف اليوم بينكم لاطالبكم بكل الحمية الاخوية والانسانية ان تدعموا العملية الدولية ضد آلة الدمار’ التي يستخدمها النظام السوري.

ورحبت سورية ‘بالانكفاء الأمريكي التاريخي’ الاحد واتهمت الرئيس الأمريكي بالتردد والارتباك بعد أن أرجأ ضربة عسكرية للتشاور مع الكونغرس.

وصرح نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ان الرئيس الامريكي بدا عليه ‘الارتباك والتردد’ خلال كلامه عن تريث في اتخاذ القرار حول الضربة العسكرية لسورية. ودعا المقداد الكونغرس الامريكي الى اظهار ‘حكمة’ في التعامل مع الوضع السوري.

من جهته، دعا الائتلاف السوري المعارض الاحد الكونغرس الامريكي الى اتخاذ ‘القرار الصحيح’ الذي يدعم توجهات الحكومة الامريكية بتوجيه ضربة عسكرية الى النظام السوري.

وقال عضو الائتلاف السوري المعارض سمير نشار لوكالة فرانس برس ‘نشأ عندنا شعور بخيبة الامل. كنا نتوقع ان تكون الامور اسرع، وان تكون الضربة بين ساعة واخرى’، مضيفا ‘لكننا نعتقد ان الكونغرس سيوافق بعد الاطلاع على الادلة غير القابلة للشك التي جمعتها الاستخبارات الامريكية حول مسؤولية النظام في ارتكاب الهجوم الكيميائي’ في 21 اب/اغسطس.

وعزز قرار اوباما المفاجىء موقف فلاديمير بوتين مع اقتراب قمة مجموعة العشرين التي تامل موسكو في استغلالها لايجاد تسوية سياسية للنزاع السوري.

ورفض بوتين السبت بشدة الاتهامات الامريكية الموجهة للنظام السوري باستخدام اسلحة كيميائية، معتبرا انها ‘محض هراء’ ومطالبا بتقديم ادلة.

وقال بوتين للصحافيين في فلاديفوستوك ردا على سؤال حول اتهام النظام السوري باستخدام اسلحة كيميائية ‘القوات السورية تشن هجوما وحاصرت المعارضة في مناطق عدة. في هذه الظروف فإن اعطاء ورقة رابحة الى اولئك الذين يطالبون بتدخل عسكري هو محض هراء’.

كما هدد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الايراني’ الاحد بـ ‘رد حاسم’ في حال قيام الولايات المتحدة”بأي ‘حماقة’ في المنطقة، مجددا دعم بلاده للنظام السوري.

وقال علاء الدين بروغردي في مؤتمر صحافي، عقد في السفارة الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، إنه ‘إذا قام الأمريكيون بأي حماقة في المنطقة فإن ردنا سيكون حاسما، وسنجابه بقوة أي عدوان وسندافع عن مصالحنا الوطنية’.

ومن جهته دعا كيري الكونغرس الى الموافقة على تلك الضربة العقابية، مؤكدا ان العالم لا يمكنه ان يتغاضى عن استخدام النظام السوري اسلحة كيميائية.

وقال كيري ان عينات الشعر والدم التي حملها عمال الطوارئ الذين هرعوا الى مكان الهجوم الشهر الماضي في ريف دمشق والتي تم تقديمها بشكل مستقل الى الولايات المتحدة، تظهر اثارا لغاز السارين القوي.

وفي تطور وصفه كيري بانه مهم جدا، قال لشبكتي ‘ان بي سي نيوز′ و ‘سي ان ان’ ‘اطلعنا خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية من خلال عينات تسلمتها الولايات المتحدة من اول الواصلين الى موقع (الهجوم) شرق دمشق، على عينات وجرى اخضاعها للفحص’ .

وقال ان فحص ‘اثار غاز السارين في عينات شعر ودم جاء ايجابيا’.

واضاف ‘مع كل يوم يمر تزداد قوة الادلة. نحن نعلم بان النظام امر بشن هذا الهجوم ونعلم بانه استعد له ونعلم من اي اطلقت الصواريخ’.

واطل كيري عبر العديد من القوات التلفزيونية صباح الاحد لحشد الدعم لشن ضربات عسكرية امريكية على سورية.

من ناحية اخرى قال كيري، إن قرار الرئيس أوباما بتوجيه ضربة عسكرية إلى سورية، يمثل في الوقت نفسه، رسالة إلى إيران وكوريا الجنوبية، إضافة إلى أهميتها للأمن القومي الأمريكي.

وأوضح كيري، أن البرنامجين النوويين الإيراني والكوري الشمالي، يشكلان تهديدا كبيرا لإسرائيل وتركيا والأردن والمنطقة أجمع، في حال لم تسفر الجهود الدبلوماسية عن أي نتائج إيجابية.

وأضاف كيري أن اتخاذ قرار توجيه ضربة عسكرية إلى سورية، ليس مسؤولية الرئيس أوباما فقط، بل مسؤولية الكونغرس الأمريكي أيضا.

واصاب قرار اوباما انتظار موافقة الكونغرس المعارضة السورية ‘بخيبة امل’ وطلب الائتلاف السوري المعارض من الكونغرس ان يتخذ القرار الصحيح.

وقال الائتلاف في بيان ‘تنظر كل من إيران وكوريا الشمالية لما ستفعل دول العالم الحر في مواجهة نظام الاستبداد بدمشق بعد استخدامه للسلاحِ المحرمِ دولياً ضد الشعب السوري. فإذا ما نأى العالم بنفسه هذه المرة عن معاقبة النظام كرسالة واضحة لمن انتهج نهجه وحذا حذوه، فليترقب ديكتاتوريات تصنع هذا السلاح وتصدره وتُشرّع استخدامه’.

ومن عمان اعلن رئيس الوزراء الاردني عبد الله النسور الاحد ان بلاده ‘لن تكون جزءا من أي حرب متوقعة على سورية’، مؤكدا استعداد اجهزة الدولة الاردنية للتعامل مع أي تطورات قد تحدث في الجارة الشمالية.

وقال النسور خلال ترؤسه اجتماعا للمجلس الاعلى للدفاع المدني ان ‘الاردن ليس جزءا من أي حرب متوقعة على سورية’.

وأعلن 77 برلمانياً أردنياً من أصل 150، امس الأحد، معارضتهم الشديدة لأي هجوم عسكري أمريكي محتمل على سورية.

وطالب النواب في مذكرة تبناها النائب الأول لرئيس مجلس النواب خليل عطية، الحكومة بـ’عقد جلسة عاجلة وبالسرعة الممكنة مع الحكومة لمناقشة امكانات واستعدادات الدولة لتطور الأوضاع في سوريا ومناقشة الموقف الرسمي من الضربة العسكرية التي يعد لها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.

وأدان الموقعون على المذكرة ‘كل عمليات التقتيل والتهجير القصري الذي يتعرّض له الشعب السوري’، داعين كل الأطراف السياسية في سورية الى الحوار السياسي للخروج من الأزمة.

ميدانيا، تشهد منطقة الرحيبة شمال شرق دمشق منذ صباح الاحد معارك عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة السورية تخللها قصف عنيف من قوات النظام وغارات جوية، ما تسبب بمقتل 14 شخصا حتى الآن. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بريد الكتروني ‘استشهد 12 شخصاً في محيط بلدة الرحيبة في ريف دمشق بينهم تسعة مقاتلين من الكتائب وطفلان وسيدة، جراء قصف من القوات النظامية والطيران الحربي’، مشيرا الى مقتل مقاتلين آخرين في المعارك.

في درعا، انفجرت سيارة مفخخة في مدينة الصنمين تسببت بمقتل سيدة وطفلتين، بحسب المرصد. فيما ذكر التلفزيون الرسمي السوري ان السيارة انفجرت خلال قيام ‘ارهابيين بتفخيخها’ ما ادى الى مقتل عدد كبير منهم.

دمشق طلبت من الأمم المتحدة «منع أي عدوان» على سوريا

طلبت دمشق من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «منع أي عدوان» على سوريا. من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن مؤتمر السلام المقرر عقده في جنيف للتوصل إلى تسوية للنزاع في سوريا، سيؤجل لفترة طويلة «إن لم يكن إلى الأبد» إذا مضت الولايات المتحدة في خطتها توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا.

وأفادت وكالة الأنباء الرسمية «سانا»، اليوم، أن مندوب سوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري بعث برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يدعوه فيها باسم الحكومة السورية «إلى الاضطلاع بمسؤولياته من أجل بذل مساعيه لمنع أي عدوان على سوريا، والدفع قدماً باتجاه التوصل إلى حل سياسي سلمي للأزمة فيها».

وأضاف الجعفري، في الرسالة التي أرسلت نسخة مطابقة منها إلى رئيسة مجلس الأمن الدولي، أن على هذا الأخير «الحفاظ على دوره كصمام أمان يحول دون الاستخدام العبثي للقوة خارج إطار الشرعية الدولية».

وتابعت الرسالة «تؤكد الحكومة السورية، من جديد، أنها لم تستخدم السلاح الكيماوي إطلاقاً، بل هي من طلب من الأمين العام تشكيل فريق تحقيق أممي وموضوعي في استخدام السلاح الكيماوي في بلدة خان العسل، في شمال سوريا، بتاريخ 19 آذار/مارس 2012».

وتابع الجعفري «لقد كان العالم ينتظر من الولايات المتحدة أن تمارس دورها كراع للسلام والأمان وكشريك للاتحاد الروسي في التحضير الجدي للمؤتمر الدولي حول سورية جنيف 2 وليس كدولة تستخدم القوة العسكرية ضد من يعارض سياساتها»، في إشارة إلى المؤتمر الدولي الذي كانت الولايات المتحدة وروسيا تعملان على التحضير له سعياً للتوصل إلى حل للأزمة السورية.

وأمس، كان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد أعلن أن بلاده حصلت على عينات وتحاليل تثبت استخدام الأسلحة الكيميائية في هجوم قرب دمشق في 21 آب/أغسطس، تتهم المعارضة السورية ودول غربية النظام بالوقوف خلفه.

في سياق متصل، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال مؤتمر صحافي مع وزيرة خارجية جنوب افريقيا مايتي نكوانا-ماشاباني التي تزور موسكو «إذا نفذت بالفعل العملية التي أعلنها الرئيس الأميركي باراك اوباما، وهو أمر مؤسف لنا جميعنا، فسيؤدي ذلك إلى تأجيل فرص عقد مؤتمر السلام المقرر عقده في جنيف لفترة طويلة إن لم يكن للأبد».

ويحاول الروس والأميركيون والأمم المتحدة منذ أشهر تنظيم مؤتمر للسلام بعنوان «جنيف 2» للبحث عن حل سياسي بالتفاوض بين دمشق والمعارضة المسلحة.

ويتوقع أن يسترجع المؤتمر الخطوط العريضة لاتفاق دولي ابرم في جنيف في 30 حزيران/يونيو 2012 لم يطبق، ويضع أسس عملية انتقالية سياسية في سوريا.

وكان يفترض عقد الشق الثاني من «آلية جنيف» في حزيران/يونيو لكنه أرجئ إلى تموز/يوليو لوجود خلافات كبرى حول أهدافه والمشاركين فيه.

عسكرياً، أكد مصدر أمني سوري، اليوم، أن الجيش النظامي سيبقى «في حالة تأهب» رغم إرجاء الضربة العسكرية الأميركية المحتملة ضد نظام الرئيس بشار الأسد.

وقال المصدر، الذي رفض كشف اسمه، إن «التدخل الأميركي المباشر عبارة عن وجه من أوجه الحرب المستمرة ضد سوريا دعماً للإرهاب. الجيش هو في حالة تأهب وسيبقى في حالة تأهب حتى القضاء على الإرهاب تماماً».

وأضاف المصدر: «كما فشلت هذه الأدوات المستأجرة في تحقيق أهدافها، سيفشل من يقف خلفهم ويدعمهم»، متابعاً أن بلاده «تخوض حرباً ضد الإرهاب المدعوم من الولايات المتحدة والدول الغربية وبعض الدول العربية»، ومشيراً إلى أن سوريا «ستدافع عن نفسها بكل السبل».

وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد جدد التأكيد، أمس، أن دمشق قادرة على مواجهة «أي عدوان خارجي»، وذلك غداة إعلان الرئيس الأميركي باراك اوباما أنه اتخذ قراراً بتوجيه ضربة عسكرية إلى سوريا رداً على هجوم مفترض بالأسلحة الكيميائية قرب دمشق في 21 آب/اغسطس، إلا أنه سيطلب موافقة الكونغرس قبل الإقدام عليها.

(سانا، أ ف ب)

حاملة طائرات تقترب من سوريا والإسرائيليون يتهافتون على أقنعة الغاز

أ. ف. ب.

في وقت تقترب حاملة طائرات أميركية من سوريا استعداداً لأوامر توجيه ضربة عسكرية محتملة إلى نظام الأسد، يواصلون الإسرائيليون تهافتهم على اقنعة الغاز تحسباً من امتداد نيران الحرب لحدودهم.

واشنطن: تتوجه حاملة الطائرات الاميركية يو اس اس نيميتز غربا باتجاه البحر الاحمر رغم انها لم تتلق بعد اوامر بدعم اية ضربة عسكرية محتملة ضد سوريا، بحسب ما افادت شبكة ايه بي سي الاخبارية الاثنين.

وصرح مسؤول للشبكة التلفزيونية ان حاملة الطائرات والقطع المواكبة لها والتي تشتمل على منصة اطلاق صواريخ موجهة واربع مدمرات، ابقيت في المحيط الهندي “بقرار مسؤول وحكيم”.

واكد مسؤول دفاعي لوكالة فرانس برس ان حاملة الطائرة متواجدة في المنطقة الا انه رفض الافصاح عن مكانها تحديدا.

وقال المسؤول ان “تواجد عدد من السفن الحربية في نفس الوقت هو امر روتيني .. وعدد السفن في اية منطقة يتفاوت .. الا اننا نحتفظ بخياراتنا عن طريق الاحتفاظ بعدد من السفن الاضافية في المنطقة والتي تشتمل على حاملة الطائرات يو اس اس نيميتز.

وكان من المقرر ان تتوجه حاملة الطائرات النووية الى مينائها الام في ايفيرت في واشنطن بعد اشهر من تواجدها في بحر العرب، لكنها تلقت الامر بالبقاء في نفس المنطقة.

الا انه لم تصدر لها مهمة محددة، ووصف مسؤولو الدفاع تلك الخطوة بانها “تموضع حكيم”، طبقا لشبكة ايه بي سي.

تتواجد خمس مدمرات اميركية حاليا في شرق المتوسط، في حين ان المعتاد ان تتواجد ثلاث سفن تركز على مواجهة اية تهديدات لاوروبا من الصواريخ بالستية الايرانية.

والمدمرات الاميركية وهي، يو.اس.اس ستاوت وميهان وراميج وباري وغريفلي، جاهزة لاطلاق صواريخ كروز اذا ما اعطى الرئيس اوباما الامر لذلك.

كما تلقت السفينة البرمائية يو.اس.اس سان انطونيو التابعة لسلاح البحرية والمجهزة بالعديد من الطوافات ومئات عناصر المارينز، الامر بالتمركز في شرق المتوسط لكن مسؤولا في وزارة الدفاع قال انها “لم تتلق اي مهام محددة”.

والانزال البرمائي غير مطروح حيث استبعد اوباما نشر اي جنود على البر في حال القيام بضربة عسكرية اميركية على النظام السوري.

وفي خطوة مفاجئة قرر الرئيس الاميركي باراك اوباما تاجيل تهديده بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا التي بدت وشيكة وقال انه سيطلب تخويلا من الكونغرس للقيام بذلك.

الإسرائيليون يتهافتون على اقنعة الغاز

مع تأجيل عملية عسكرية كانت تبدو وشيكة ضد سوريا، تبددت المخاوف قليلا في اسرائيل، غير ان داليا الياهو انتظرت مثل كثيرين غيرها اكثر من خمس ساعات امام مركز لتوزيع الاقنعة الواقية من الغازات في الشمال للحصول على واحد منها.

وسارع الاسرائيليون الاسبوع الماضي الى استبدال اقنعة الغاز القديمة او التي فقدوها، عندما بدا ان التدخل العسكري في سوريا اصبح وشيكا، خوفا من اي رد سوري ضد الدولة العبرية.

وفي شمال اسرائيل، اصطفت عائلات منذ الصباح الباكر امام مركز توزيع الاقنعة في كريات موتزكين قرب حيفا.

واضفى قرار الرئيس الاميركي باراك اوباما ارجاء توجيه ضربة لسوريا بانتظار موافقة من الكونغرس نوعا من الارتياح بالنسبة لتلك العائلات، لكنه لم يغير الكثير.

وتقول داليا الياهو المتقاعدة التي قدمت من مدينة نهاريا القريبة لوكالة فرانس برس “لقد سقطت علينا بالفعل صواريخ في الشمال ولكن هذه المرة قد يطلق الاسد غازات كيميائية، لا يمكننا الاستخفاف بالامر”.

اما يان لوكاتزكي (35) والذي انتظر ايضا خمس ساعات في الحديقة البلدية فانه “لا يجب التردد في القدوم للحصول على الاقنعة”.

وتابع “يجب ان يتدخل المجتمع الدولي فمن غير الاخلاقي ترك هذا الطاغية في مكانه. الارجح ان يكون رد فعل الاسد هنا ولهذا علينا الاستعداد لكافة الاحتمالات”.

وبينما تتزايد التكهنات حول الضربة العسكرية ضد سوريا، قالت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان 40% من الاسرائيليين ما زالوا بدون اقنعة.

وضاعفت الحكومة من جهتها من التصريحات المهدئة في الايام الاخيرة.

نتانياهو: مستعدون لأي سيناريو محتمل

واكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاحد ان الدولة العبرية مستعدة “لاي سيناريو محتمل” سعيا لتهدئة المخاوف، مؤكدا “لدى اعدائنا اسباب وجيهة للغاية لكي لا يختبروا قوتنا (…) هم يعلمون لماذا”.

وتبدو مدينة حيفا بحاجة لمثل ذلك حيث تبعد هذه المدينة 150 كيلومترا عن دمشق وكانت هدفا لصواريخ حزب الله اللبناني خلال حرب 2006.

ويوضح افي اوحانا (47 عاما) وهو اب لسبعة اطفال انه مستعد وقام بجلب اقنعة الغاز قبل عام مؤكدا “لا يجب ابدا الانتظار للحظة الاخيرة(…) وان لم اكن قلقا للغاية”.

ويؤكد سيريل كليزوسكي بانه لا يجب الاعتقاد بان الاسد “سيتجرأ ويهاجمنا فهو يعلم انه سيوقع شهادة وفاته”، مشيرا الى ان زوجته “قلقة اكثر منه”.

ويعلق ناصر دلاشي وهو مواطن عربي “يجب الاستعداد لكافة السيناريوهات المحتملة” مشيرا الى انه قام بجلب الاقنعة له ولزوجته لان “الوضع مقلق، ولكن بعون الله لن يصيبنا شيء”.

واحتج البعض على تعليق التوزيع يوم الاحد بعد نفاد المخزون، بعد يوم من اعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما انه سيوجه ضربة لسوريا. وقال افراهام مور يوسف اليهودي المتدين الذي قدم من بلدة قريبة على الحدود الاسرائيلية-اللبنانية “لقد امضينا ساعتين في الطريق بدون فائدة”.

واضاف وهو يحاول اقناع الشرطي بالسماح له بالدخول “لدي ثلاثة اطفال لم ياخذوا اقنعة الغاز ولا يمكنني تضييع يوم اخر من العمل”.

وتم توزيع اقنعة الغاز على الاسرائيليين للمرة الاولى خلال حرب الخليج عام 1991 عندما اطلق صدام حسين 39 صاروخ سكود على اسرائيل لم تحمل عوامل كيميائية، اثناء قيام التحالف بقيادة الولايات المتحدة باطلاق عملية عاصفة الصحراء لتحرير الكويت.

راسموسن “مقتنع شخصيا” بان الأسد استخدم كيميائي

قال الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن الاثنين انه “مقتنع شخصيا” بان نظام الرئيس السوري بشار الاسد استخدم اسلحة كيميائية في الهجوم على ريف دمشق الشهر الماضي.

وقال راسموسن ردا على سؤال حول ما اذا كان اطلع على معلومات استخباراتية تثبت ان دمشق كانت وراء الهجوم الذي خلف مئات القتلى “انا شخصيا لست فقط مقتنعا بحدوث هجوم كيميائي .. بل ومقتنع ايضا بان النظام السوري هو المسؤول عنه”.

واكد راسموسن في مؤتمر صحافي انه لا يعلق ابدا على مثل هذه المعلومات التي يحصل عليها الحلف الاطلسي من اجهزة استخبارات الدول الاعضاء ال28 وفي مقدمتها الولايات المتحدة.

وقال “لا شك في انه يتوجب على الاسرة الدولية الرد بقوة لمنع اي هجمات جديدة بالاسلحة الكيميائية مستقبلا”. واضاف “اذا لم نتحرك فاننا نبعث بذلك رسالة خطيرة جدا لكل طغاة العالم”.

وتابع “لكنني لا ارى دورا للحلف الاطلسي في الازمة. في هذه المرحلة يجري الحلفاء مشاورات وعلى كل دولة ان تقرر طريقة الرد على الهجوم”.

واوضح انه في حال كان التدخل المسلح “قصيرا مع اهداف محددة” فلن يكون من الضروري “اللجوء الى البنى العسكرية للحلف المخصصة اكثر للاشراف على عمليات معقدة طويلة المدى.

وقال ان الحلف “يلعب بالفعل دوره” من خلال استخدامه “كمنتدى تشاوري بين الدول الحليفة” وكذلك من خلال نشره صواريخ باتريوت في جنوب تركيا لحماية هذا البلد العضو من هجوم سوري محتمل.

واضاف “يمكنني ان اؤكد لكم بان لدينا كل الخطط جاهزة للدفاع عن تركيا وحمايتها. في هذه المرحلة لا ارى ضرورة لاتخاذ تدابير جديدة”. واوضح ان “هجوما ضد دولة حليفة يعني الهجوم على كل الدول الاعضاء” في الحلف.

الا ان راسموسن شدد من جديد على انه لا يمكن تسوية الازمة في سوريا الا من خلال “عملية سياسية”.

معارضة الداخل تحمل الأسد مسؤولية استخدام الكيميائي

وحمل معارضون سوريون في الداخل الاثنين النظام مسؤولية استخدام السلاح الكيميائي في الهجوم المفترض قرب دمشق قبل نحو اسبوعين، مؤكدين ضرورة الاسراع في عقد مؤتمر جنيف 2 لحل الازمة السورية.

وقالت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي في بيان “ان استخدام الكيماوي في قصف المدنيين يشكل انعطافا كبيرا في مسار الصراع الدامي لا يجوز ان يمر بدون عقاب وبدون محاسبة لكل من ساهم في ارتكاب هذه الجريمة البشعة والتي نرى ان النظام هو من يتحمل بشكل اولي المسؤولية عنها”.

وعزا البيان الذي تلاه عضو الهيئة صفوان عكاش في مؤتمر صحافي الأمر “لوقوع الجريمة في منطقة يسيطر عليها مسلحو المعارضة وخلال قصف مركز من القوات الحكومية”، مشيرا الى ان “هذا هو اتجاه المسؤولية حتى يثبت العكس بشكل قاطع”.

وحض البيان الدول المعنية بالازمة السورية وفي مقدمها روسيا والولايات المتحدة “على العمل لعقد جلسة عاجلة لمؤتمر جنيف 2″، في اشارة الى المؤتمر الذي تسعى موسكو وواشنطن لعقده سعيا للتوصل الى حل للازمة بمشاركة ممثلين لطرفي النزاع.

وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري اعلن ان الولايات المتحدة تمتلك دليلا على ان غاز السارين استخدم في هجوم 21 اب/أغسطس الذي اتهم النظام السوري بشنه قرب دمشق، وقالت واشنطن انه ادى الى مقتل 1429 شخصا بينهم 426 طفلا، بحسب تقرير استخباري اميركي.

واعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما السبت انه اتخذ القرار المبدئي بتوجيه ضربة عسكرية لنظام الرئيس بشار الاسد، الا انه طلب موافقة الكونغرس على العملية قبل الاقدام عليها.

ورفضت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي “اي اعتداء عسكري” تقوم به الولايات المتحدة وحلفاؤها، معتبرة ان “هذا العدوان سيصب في مصلحة القوى المتطرفة على جانبي الصراع الدموي ولن يخدم التغيير الديموقراطي المنشود وبناء الدولة المدنية الديمقراطية”.

واكد امين سر الهيئة رجاء الناصر ضرورة الاتفاق على عقد مؤتمر جنيف قبل الضربة العسكرية المحتملة على سوريا “كي لا تكون سببا في تاجيله”.

وقال الناصر “نحن نضغط لان تلغى هذه الضربة وتقديم حل سياسي وان يتم التوافق الروسي الاميركي للعودة الى جنيف (2)” معتبرا ان انعقاد المؤتمر “سيمثل مخرجا للازمة من الانسداد الحقيقي” الذي تواجهه.

واشار العضو في الهيئة علي الخطيب الى ان “الحل السياسي في مازق كبير جدا نتيجة لعدم تعاطي اطراف دولية واقليمة مع مشروع جنيف كحل للازمة في سوريا”

البابا عبر تويتر: “لا للحرب ابدا” في سوريا

واطلق البابا فرنسيس الاثنين تغريدة بتسع لغات قال فيها “لا للحرب ابدا! لا للحرب ابدا!”، مجددا على شبكة التواصل الاجتماعي نداءه الملح الذي وجهه الاحد من ساحة القديس بطرس واعلن فيه معارضته اي حل مسلح للنزاع في سوريا.

يتلقى تغريدات البابا حوالى تسعة ملايين “متابع” بتسع لغات منهم 3,5 ملايين بالاسبانية و2,9 مليون بالانكليزية و86 الفا فقط باللغة العربية. ويمكن اعادة بثها مما يزيد عدد متلقيها.

ودان البابا الاحد استخدام الاسلحة الكيميائية وهدد بـ “حكم الله وحكم التاريخ” المسؤولين عن المجازر في الحروب، وخاطب المجموعة الدولية داعيا اياها الى وقف كل الحروب وانقاذ سوريا، قائلا “نريد عالم سلام، نريد ان يعم السلام في مجتمعنا الممزق بانقسامات ونزاعات. لا للحرب ابدا! لا للحرب ابدا!”.

واضاف البابا في صلاة البشارة الاحد ان “قلبي في هذه الايام مجروح بعمق بسبب ما يحصل في سوريا وقلق ازاء التطورات المأساوية”.

وتعد الولايات المتحدة لتوجيه ضربات محدودة لمعاقبة النظام السوري لاستخدامه المفترض للاسلحة الكيميائية ضد مدنيين، واعلنت فرنسا استعدادها للمشاركة فيها.

من جهة اخرى، اعلن الفاتيكان ان الكاردينال الفرنسي جان-لوي توران رئيس المجلس البابوي للحوار بين الاديان، سيمثل البابا فرنسيس في مؤتمر ينظمه الديوان الملكي الهاشمي في عمان الثلاثاء والاربعاء حول “التحديات التي يواجهها مسيحيو الشرق الأوسط”.

وقد ناقش البابا مسألة هذا المؤتمر مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني خلال لقائهما في الفاتيكان الاربعاء الماضي. وشدد البابا والملك آنذاك على “الإسهام الإيجابي الذي تقدمه الجماعات المسيحية وسط مجتمعات المنطقة، مع العلم أن هذه الجماعات تشكل جزءا لا يتجزأ من مجتمعات الشرق الأوسط”.

ايران ابلغت الامم المتحدة استعدادها لحل الازمة السورية

أ. ف. ب.

ابلغت ايران الأمم المتحدة استعدادها العمل على حل سلمي للأزمة السورية، هذا في وقت بدأ الرئيس الأميركي مساعيه لاقناع الكونغرس بتوجيه ضربة للنظام السوري الذي تشير التوقعات أنه استخدم اسلحة كيميائية في قمعه للمعارضين.

طهران: ذكرت وسائل اعلام رسمية الاثنين ان ايران ابلغت الامم المتحدة استعدادها العمل على التوصل الى “حل سلمي” للازمة في سوريا فيما يخيم شبح التهديد بضربة اميركية على حليفتها.

وابلغ وزير الخارجية محمد جواد ظريف الامين العام للامم المتحدة هذه الرسالة خلال اتصال هاتفي في ساعة متأخرة الاحد، بحسب ما اكدته هيئة الاذاعة والتلفزيون الايرانية الرسمية على موقعها على الانترنت.

 وقالت الهيئة ان ظريف “ومع رفضه استخدام القوة لحل الازمة في سوريا اكد ان ايران على استعداد لايجاد حل سلمي”.

 وتدعم ايران بقوة نظام الرئيس بشار الاسد في مواجهة انتفاضة اصبحت حربا اهلية منذ آذار/مارس 2011 وادت الى مقتل اكثر من 110 الاف شخص.

 وتنفي طهران اتهامات بتسليحها نظام الاسد وسعت الى تشجيع مجموعات معارضة سورية تتساهل معها دمشق على اجراء مفاوضات مع الحكومة.

 اوباما لاقناع الكونغرس

 ويسعى الرئيس الاميركي باراك اوباما للحصول على موافقة الكونغرس للشن ضربة عقابية على سوريا التي يتهم نظامها باستخدام الاسلحة الكيميائية ضد مدنيين في هجوم في 21 آب/اغسطس الماضي اوقع مئات القتلى.

 ودانت ايران استخدام الاسلحة الكيميائية لكنها ايدت ما قالته دمشق بان مسلحين ربما نفذوا ذلك الهجوم.

 وحذر مسؤولون وقادة عسكريون كبار في الايام القليلة الماضية من ان ضربة اميركية على سوريا قد تزعزع المنطقة لكنهم لم يهددوا بالرد دعما للاسد.

 ونقلت الاذاعة الرسمية عن ظريف قوله للامين العام للامم المتحدة ان “التدخل العسكري في سوريا ستكون له عواقب وخيمة وواسعة النطاق، سيكون من الصعب جدا السيطرة عليها”.

 وحذر ظريف الاحد البيت الابيض الاحد من ان الكونغرس غير مخول اعطاء الضوء الاخضر لضربات عسكرية اميركية قال انها ستكون انتهاكا للقانون الدولي.

بدا الرئيس الاميركي باراك اوباما الاثنين حملة تعبئة مكثفة لاقناع اعضاء الكونغرس المترددين بالموافقة على تنفيذ عمل عسكري ضد سوريا، على ما افاد مسؤول كبير في البيت الابيض الاحد.

ادلة على السارين

وتاتي هذه الاستراتيجية فيما اكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان واشنطن تملك ادلة على استخدام نظام الرئيس السوري بشار الاسد غاز السارين في هجوم في 21 اب/اغسطس على مناطق في ريف دمشق.

 لكن روسيا اعلنت انها “غير مقتنعة اطلاقا” بالادلة التي عرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها على حدوث هجوم كيميائي.

 وقال لافروف في محاضرة امام معهد العلاقات الدولية في موسكو “ما عرضه علينا شركاؤنا الاميركيون وكذلك البريطانيون والفرنسيون في الماضي وفي الاونة الاخيرة لا يقنعنا على الاطلاق”.

 وقال لافروف ان الغرب عرض بعض الادلة على روسيا لكنه شكك في صحتها موضحا ان “ما عرض علينا هو بعض الصور الخالية من اي شيء ملموس: لا خرائط جغرافية ولا اسماء، وفيها الكثير من المفارقات والكثير من الشكوك”.

كما دعا وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماع طارئ عقدوه مساء الاحد في القاهرة “الامم المتحدة والمجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياتهم وفقا لميثاق المنظمة الدولية وقواعد القانون الدولي لاتخاذ الاجراءات الرادعة واللازمة ضد مرتكبي هذه الجريمة التي يتحمل مسؤولياتها النظام السوري ووضع حد لانتهاكات وجرائم الابادة التي يقوم بها النظام السوري منذ عامين”.

 الأسد سنواجه اي عمل عسكري

 اما الرئيس السوري فاكد على ان بلاده ستواجه اي عمل عسكري ضدها.

 وفيما تتجه جميع الانظار نحو واشنطن اجرى اوباما ونائب الرئيس جو بايدن وكبير موظفي البيت الابيض دنيس ماكدونو مكالمات هاتفية فردية مع اعضاء مجلسي النواب والشيوخ في الكونغرس الاحد بحسب المسؤول في البيت الابيض الذي رفض الكشف عن اسمه.

 وبعد ظهر الاحد عقدت جلسة سرية لاطلاع اعضاء الكونغرس بالتطورات شارك فيها حوالى 70 عضوا، فيما من المقرر اجراء مزيد من اللقاءات الخاصة مع عدد من اعضاء الكونغرس في اليومين التاليين.

 وطلب البيت الابيض رسميا من الكونغرس السبت ان يجيز توجيه ضربات وذلك عبر مشروع قانون يضع اطر سلسلة عمليات محددة.

 وحاليا يسود الترقب لمعرفة ما اذا كان المشرعون المنهكون من الحروب سيقرون طلب اوباما التحرك او يسددون له ضربة مريرة.

 ويستقبل اوباما الاثنين البيت الابيض جون ماكين، السناتور الجمهوري النافذ الذي قال الاحد انه غير واثق ما اذا كان سيدعم قرار توجيه ضربة محدودة الى نظام الاسد، علما بانه يطالب بتدخل عسكري واسع النطاق.

 واضاف مسؤول البيت الابيض انه “في كل المكالمات واجتماعات الاحاطة نكرر الحجة الاساسية نفسها: اذا لم نفعل شيئا ضد الاسد ستضعف قوة الردع للقوانين الدولية لحظر استخدام الاسلحة الكيميائية وهذا قد يشجع الاسد وحليفيه الاساسيين –حزب الله وايران– الذين سيرون ان انتهاكا صارخا الى هذا الحد للقواعد الدولية لا تترتب عليه أي تبعات”.

 واضاف ان “اي طرف لديه خشية من ايران وجهودها في المنطقة عليه دعم هذا التحرك”.

وسعيا الى ترويج حجة الادارة الاميركية من اجل عمل عسكري محدود افاد كيري في برامج حوارية تلفزيونية الاحد ان عينات الشعر والدم التي حصلت عليها الولايات المتحدة من عمال اغاثة في موقع الهجوم كشفت عن مؤشرات الى غاز السارين الذي يضرب الاعصاب.

تركيا لا تريد ضربة محدودة

غير ان تركيا حليفة الولايات المتحدة اعتبرت ان الضربات المحدودة ليست الوسيلة المطلوبة.

وشدد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي يفضل تدخلا عسكريا دوليا واسع النطاق في سوريا على ان الضربات المحدود لن تؤدي الا الى زيادة الوضع سوءا.

وقال في لقاء في اسطنبول ان “الضربات المحددة الاهداف ستفشل في توجيهنا نحو حل وستجعل الظروف اكثر صعوبة في سوريا” التي تملك حدودا طويلة مشتركة مع تركيا.

ودعا الاسد الى “مغادرة منصبه على الفور والتوجه الى بلاد مستعدة لاستقباله”.

من جهته طلب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض احمد الجربا من الوزراء العرب في كلمة القاها خلال اجتماعهم في القاهرة بدعم الضربة العسكرية الدولية على النظام السوري.

ودعا الى قرار عربي لـ”تحرير سوريا من حزب الله والقوات الإيرانية والميليشيات العراقية المتطرفة التي استقدمها بشار الأسد”، مؤكدا أن الحديث عن التدخل الخارجي في الشؤون السورية أصبح “ترفا” في مواجهة “أعمال القتل المنهجية التي يرتكبها النظام كل يوم”.

كما دعا وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في الجلسة وزراء الخارجية العرب الى اتخاذ “قرار حاسم” بدعم التدخل الدولي في سوريا معتبرا ان معارضة هذا التدخل لا تعني الا “تشجيعا للنظام السوري”.

لكن الاسد الذي يواجه نظامه معارضة حادة انطلقت في اذار/مارس في نزاع اسفر عن مقتل 110 الاف شخص بحسب منظمة غير حكومية، بدا متحديا.

ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية سانا الاحد عن الاسد قوله “ان سوريا بصمود شعبها المقاوم وتلاحمه مع جيشه الباسل، قادرة على مواجهة اي عدوان خارجي كما تواجه يوميا العدوان الداخلي المتمثل بالمجموعات الارهابية ومن يقف خلفها حيث تحقق الانتصار تلو الاخر وصولا لاعادة الامن والاستقرار لكامل ربوع الوطن”.

واكد اوباما ان الجيش الاميركي مستعد للتحرك في اي وقت.

 وارسلت البحرية الاميركية سفينة نقل برمائية الى المتوسط حيث تتواجد خمس مدمرات تحسبا لاحتمال توجيه ضربات صاروخية الى سوريا بحسب مسؤول في وزارة الدفاع.

 واشار تقرير الاثنين الى ارسال روسيا سفينة استطلاع الى المتوسط، علما ان موسكو ابقت وجودها دائما لسفن حربية في المنطقة في الاشهر الاخيرة.

أمن إسرائيل… رهان أوباما الأخير لاقناع الكونغرس بضرب سوريا

محمد نعيم

يخوض الرئيس الأميركي صراعًا مع الدوائر الحزبية في بلاده، لاقناعها بضرورة التعامل عسكريًا مع الأسد، ويؤكد المراقبون في واشنطن أن صعوبة عملية الاقناع تفوق بكثير الضربة السورية، إذ لا يجد أوباما مبرراً – كما حدث عند اسقاط نظام القذافي – سوى ورقة الدفاع عن أمن إسرائيل.

القاهرة: انطوت اشكالية توجيه ضربة عسكرية أميركية لسوريا على العديد من المفارقات والتوازنات داخل اروقة البيت الابيض، وكان لتلك التوازنات بالغ الاثر في ارجاء موعد العمل المسلح، انتظاراً لمصادقة الكونغرس الأميركي بمجلسيه “الشيوخ والنواب”، فالرئيس أوباما يخوض صراعاً غير مسبوق لاقناع الديمقراطيين قبل الجمهوريين بضرورة تفعيل الخيار العسكري في التعامل مع بشار الأسد.

التحرش سياسياً بقرارات أوباما

ووصل الرئيس الأميركي بحسب صحيفة يديعوت احرونوت الى قناعة بأن ضرب سوريا بات اسهل بكثير من تمرير قرار بذلك عبر الكونغرس، لا سيما أن نواب الحزب الجمهوري يسيطرون على مجلس النواب، وليس ثمة شك في حرصهم على التحرش سياسياً بمشاريع قرارات الادارة الأميركية، التي يقودها الحزب المنافس.

رغم ذلك ترى الصحيفة العبرية أن أوباما يمتلك العديد من الصلاحيات، فهو القائد الاعلى للقوات المسلحة الأميركية، في وقت يصادق الكونغرس على الميزانيات وتعيينات الوزراء في المجلس الوزاري، بالاضافة الى ضرورة مصادقته على تعيين السفراء وكذلك قائد الجيش.

وفي محاولة للعودة الى الخلف، تشير المعطيات الموثقة الى أن رئيس الادارة الأميركية كان منفرداً باتخاذ قرار اعلان الحرب ضد اية جبهة، حتى قرر الرئيس فرانكلين روزفيلت الحصول على مصادقة الكونغرس عشية اندلاع الحرب العالمية الثانية، وعلى خلفية هذا القرار باتت عملية اشراك الكونغرس في مثل هذه القرارات ضرورة لا يجوز الحياد عنها، وخرج بذلك قانون عام 1941 يُعرف بـ War Powers Act، وبعد سن هذا القانون اضحى الكونغرس شريكاً ومسؤولاً عن قرار خوض الحرب، ما يعني افتقار رئيس الولايات المتحدة على الضوء الاخضر من الكونغرس لاتخاذ قرار بهذا الخصوص.

تجاهل مصادقة الكونغرس على اسقاط القذافي

وفي حين تم ارساء هذا القانون، اتخذ الرئيس الأميركي باراك أوباما قراراً منفرداً دون مصادقة الكونغرس بشن حرب ضد نظام معمر القذافي في ليبيا عام 2011، واستمرت المعارك في هذا البلد ثلاثة اشهر حتى سقط النظام، وحينئذ برر أوباما مشاركة بلاده في الحرب بأنها كانت تساعد حلف شمال الاطلسي الـ “ناتو” خاصة بريطانيا وفرنسا في حربهما ضد ليبيا، وزعم أوباما في حينه أن اعضاء الحلف كانوا لا يمتلكون الآليات العسكرية اللازمة لاسقاط نظام القذافي، رغم أن الولايات المتحدة بحسب الصحيفة العبرية كانت القوة المركزية في تلك الحرب.

وخلال الاسابيع القليلة الماضية، دارت نقاشات حادة وعلنية بين البيت الابيض وعدد ليس بالقليل من نواب الكونغرس حول اشكالية التعامل عسكرياً مع النظام السوري، على خلفية ما تردد حول استخدام الاخير للأسلحة الكيميائية ضد شعبه في احدى ضواحي العاصمة دمشق، وخلال تلك النقاشات ادعى رجال أوباما أنه ليست هناك ضرورة للحصول على مصادقة الكونغرس في عملية عسكرية محدودة ضد سوريا، لن تزيد في مدتها عن يومين أو ثلاثة على الاكثر، بينما طالب اعضاء الكونغرس بوجوب التشاور مع مجلسي النواب والشيوخ، والتصويت على مشروع القرار.

 امام تباين وجهات النظر التي تهيمن على المطبخ السياسي والعسكري في واشنطن، فرضت علامة استفهام كبيرة نفسها على تلك الاشكالية، وتمثلت في: هل سيسير أوباما على نهج الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون عام 1995؟، ففي العام ذاته وفي حين سيطر الجمهوريون على الكونغرس بمجلسيه، اتخذ الرئيس الأميركي الاسبق بيل كلينتون قراراً منفرداً بايفاد قوات أميركية لمساعدة حلف الـ “ناتو” في عمله المسلح بـ “كوسوفو”، وخلال العمليات العسكرية في هذا البلد، وقّع كلينتون على حزمة من المراسيم الرئاسية، التي سمحت باستخدام قوات أميركية برية وجوية في البلقان، وهي القوات التي تزيد في حجمها عن القوات، التي يعتزم أوباما الاعتماد عليها في توجيه ضربة عسكرية لسوريا.

النفوذ الإسرائيلي في عملية التصويت

اما في ما يتعلق بمقياس ميزان القوة بين مجلسي الكونغرس “الشيوخ والنواب”، فتؤكد لغة الارقام الرسمية اغلبية الديمقراطيين في مجلس الشيوخ (54 عضواً ديمقراطياً في مقابل 46 جمهورياً)، وعلى العكس من ذلك تزيد اغلبية الجمهوريين في مجلس النواب (234 جمهورياً في مقابل 201 ديمقراطي)، وامام هذا الواقع، ومن اجل تمرير قرار في الكونغرس للقيام بعمل أميركي مسلح ضد سوريا على سبيل المثال، فإن هناك ضرورة قانونية لتصويت المجلسين بشكل منفرد على مشروع القرار، ثم يصيغ المجلسان معاً قراراً متفقاً عليه في ما بينهما، ليتم نقله بعد ذلك الى الرئيس للتوقيع عليه.

وحول توقيت اجراء عملية تصويت الكونغرس على العمل الأميركي المسلح ضد سوريا، يؤكد المراقبون في واشنطن أن عطلة الكونغرس الصيفية ستنتهي الاسبوع المقبل، وتحديداً يوم الاثنين، واعلن الديمقراطيون أن عملية التصويت على القرار ستكون سريعة، وسيتم الوقوف على نتيجة التصويت يوم الثلاثاء، وفي هذا اليوم سيعقد رئيس لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ “روبرت منندز” جلسة استماع، تُدعى اليه للشهادة شخصيات مسؤولة في ادارة الرئيس أوباما.

وفي ما يخص النفوذ الإسرائيلي في عملية التصويت، وما يتمخض عنها من قرارات في البيت الابيض، يؤكد الخبراء في واشنطن أن الدولة العبرية ربما هي الورقة الرابحة التي يمتلكها الرئيس أوباما في توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري، إذ أنه حتى في الايام التي شهدت تبايناً في وجهات النظر داخل البيت الابيض حول توجيه ضربة عسكرية لسوريا، اكد الديمقراطيون والجمهوريون معاً تأييدهم الكامل لإسرائيل، وضرورة العمل على حمايتها من اية اسلحة كيميائية قد توجد في دول الجوار.

وكان أوباما حريصاً على استخدام الجواد الإسرائيلي في مسودة مشروع قراره المعروض على الكونغرس، حينما جاء في جزء منه: “ان العملية العسكرية ضد سوريا تهدف الى حماية الأمن القومي الأميركي، والدفاع عن حلفاء الولايات المتحدة من خطر الاسلحة الكيميائية”، وعلى خلفية هذه العبارة قالت دوائر رسمية في البيت الابيض إن معاقبة الأسد وتقليص قوته، باتت ضرورة لحماية أمن إسرائيل من تهديدات السلاح الكيميائي السوري، والحيلولة دون وصول هذا السلاح الى أيدي تنظيمات ارهابية.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/9/833656.html

القصف يشتد في دمشق.. وصور تظهر ساحة العباسيين مقفرة ومدمرة

الجيش الحر يصعد في حلب.. وحصيلة النزاع تتخطى الـ110 آلاف قتيل

بيروت: «الشرق الأوسط»

تكثفت الاشتباكات العسكرية بين قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ومقاتلي المعارضة السورية في العاصمة دمشق وريفها، بالتزامن مع تعليق الولايات المتحدة الضربة العسكرية لسوريا حتى تصويت الكونغرس الأميركي في التاسع من هذا الشهر، بينما صعدت المعارضة من حملتها العسكرية في حلب ضد القوات النظامية، حيث شهدت كبرى المدن السورية في الشمال اشتباكات في المدينة القديمة، أسفرت عن سقوط قتلى أضيفوا إلى 110371 شخصا قتلوا في أنحاء سوريا منذ بدء الصراع في مارس (آذار) 2011.

وقال ناشطون سوريون إن الحملة العسكرية على دمشق وريفها تكثفت أمس، حيث شهدت مدينة دوما قصفا عنيفا أسفر عن مقتل خمسة أشخاص، بموازاة رد مقاتلي المعارضة باستهداف مقار عسكرية للقوات النظامية بصواريخ «غراد». وقال ناشطون إن الطيران الحربي نفذ غارة جوية على مناطق في محيط بلدة الرحيبة التي تشهد اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة الذين نفذوا هجوما عنيفا على مراكز للجيش النظامي في المنطقة.

بدورها، ذكرت لجان التنسيق المحلية أن القوات الحكومية قصفت دوما وداريا والقابون وقدسيا والهامة ورنكوس، وبثت تسجيل فيديو يظهر الدماء التي لحقت بساحة العباسيين قرب مبنى البرلمان، جراء اشتباكات وقعت خلال الأسبوع الماضي. وبدت ساحة العباسيين، وسط دمشق، أشبه بساحة حرب، ومقفرة وخالية من السكان.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتجدد القوات النظامية قصفها على مناطق في وادي بردى، بينما تعرضت المنطقة الشرقية من خان الشيخ لقصف من قبل القوات النظامية، ترافق مع اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية على أطراف مدينة داريا، بالتزامن مع قصف من القوات النظامية على مناطق في المدينة. وأضافت أن مناطق في الغوطة الشرقية وأطراف قرية حوش عرب الشرقية والغربية ومزارع رنكوس (الجرنية) وشمال جبعدين (برتى)، تعرضت لقصف من القوات النظامية، مشيرة إلى تعرض أطراف مدينة عربين من جهة حرستا لقصف من قبل القوات النظامية مما أدى لسقوط جرحى. كما تعرضت مناطق في مدينتي جيرود ودوما لقصف بقذائف «الهاون» من قبل القوات النظامية مما أدى لسقوط جرحى.

وفي الشمال، صعدت المعارضة من عملياتها ضد القوات النظامية بهدف السيطرة على مقار حكومية لا تزال القوات النظامية تسيطر عليها، وشهدت مدينة حلب اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية في العامرية وسيف الدولة ومحيط الإذاعة في حلب التي استهدف الجيش الحر فيها المقرات الحكومية بالتزامن مع قصف عنيف تعرضت له المنطقة.

في هذا الوقت، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 110371 شخصا، في النزاع السوري خلال الفترة الممتدة من شهر مارس (آذار) عام 2011، حتى نهاية شهر أغسطس الماضي. وأشار المرصد إلى أن عدد «الشهداء المدنيين بلغ 56138، و15992 من مقاتلي الكتائب المقاتلة»، أما «خسائر القوات النظامية السورية فبلغت 27654». كما ذكر المرصد أن «عدد قتلى المقاتلين من كتائب المعارضة، غالبيتهم من جنسيات غير سورية، وبعضهم مجهولو الهوية، بلغ 3730»، كما ذكر المرصد أن عدد قتلى حزب الله في سوريا بلغ 171.

الأسد لمسؤول برلماني إيراني: قادرون على تحقيق الانتصار

السوريون الشامتون منهم والمحبطون يسخرون من التردد الأميركي

لندن: «الشرق الأوسط»

في حين دكت مدفعيات قوات نظام بشار الأسد منطقتي الهامة وقدسيا غرب دمشق أمس على نحو غير مسبوق بعد هدوء أشهر، قال الأسد إن سوريا قادرة على «مواجهة أي عدوان خارجي كما تواجه يوميا العدوان الداخلي.. وتحقق الانتصار تلو الانتصار».

كلام الأسد جاء خلال استقباله علاء الدين بروجردي، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، والوفد المرافق له. وبحسب بيان رسمي «تناول اللقاء آخر المستجدات المتعلقة بالتهديدات الأميركية»، وقال الأسد إن «هذه التهديدات لن تثني سوريا عن تمسكها بمبادئها وثوابتها ومحاربتها للإرهاب المدعوم من قبل بعض الدول الإقليمية والغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة»، مضيفا أن «سوريا قادرة على مواجهة أي عدوان خارجي كما تواجه يوميا العدوان الداخلي المتمثل بالمجموعات الإرهابية ومن يقف خلفها حيث تحقق الانتصار تلو الآخر وصولا لإعادة الأمن والاستقرار لكامل ربوع الوطن».

من جانبه قال المسؤول الإيراني، الذي بدأ زيارة إلى سوريا أول من أمس، إن بلاده تقف إلى جانب سوريا في «وجه أي عدوان»، مؤكدا على أن «شرفاء المنطقة لن يسمحوا بتمرير المخططات الخارجية التي تستهدف دور سوريا المقاوم وأمن واستقرار شعوب المنطقة»، معتبرا أن أي «عدوان خارجي على سوريا مصيره الفشل وسيرتد على منفذيه». وأضاف أن «الخاسر الأكبر من هذه المغامرة سيكون الولايات المتحدة ووكلاؤها في المنطقة وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني». وقال إن إيران «تنصح جميع العقلاء في هذا العالم بالضغط على الولايات المتحدة لتجنيب المنطقة والعالم مخاطر إشعال حروب لن يستطيع أحد السيطرة عليها». ورغم تأجيل الرئيس باراك أوباما توجيه الضربة العسكرية لسوريا، واصلت وسائل الإعلام الرسمية بث برامج التعبئة النفسية، وفي اتصال مع التلفزيون السوري قال مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري إن أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون: «أصعدا نفسيهما إلى ذروة الشجرة ولا يعرفان كيف ينزلان عنها، ولذلك لجآ إلى الكونغرس ومجلس العموم بحثا عن مخرج من الورطة التي وضعا نفسيهما فيها أو وضعهما الآخرون فيها». وأشار إلى أن «أوباما يخضع لضغوط هائلة من اليمين المتطرف والصهيونيين الجدد ومن إسرائيل وتركيا وبعض العرب، وهو أحسن صنعا بمحاكاة ما فعله كاميرون من حيث إحالة قرار العدوان على سوريا إلى الكونغرس، وخصوصا أن كاميرون بهذه الطريقة أنزل نفسه من الشجرة التي صعد إليها». ووصف الجعفري الإعلام الأميركي بأنه «أصبح إعلاما حربيا في منتهى السلبية، وهو من يضغط باتجاه العدوان على سوريا أكثر بكثير من العسكريين أنفسهم الذين يبدون مترددين». من جانبه وصف نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، أوباما بـ«المرتبك والمتردد». وقال في تصريحات: «لا يمكن لأحد، سواء كان رئيس الولايات المتحدة أو أي رئيس آخر، أن يبرر عدوانا لا مبرر له على الإطلاق».ويمكن القول إنه بعد أسبوع من الشحن الإعلامي المتواصل على وقع قرع طبول الحرب تنفست دمشق الصعداء بعد تأجيل الضربة العسكرية، وتباينت ردود الفعل في الشارع السوري بين عدة أطياف، موالٍ ومعارض، وداخل وخارج، ونخبة سياسية واقتصادية، وعامة الناس العاديين. فكان من أبرز المواقف ما كتبه على صفحته جهاد مقدسي، الناطق السابق باسم الخارجية السورية، الذي سبق وفر خارج البلاد دون أن يعلن انشقاقه عن النظام، إذ كتب فور انتهاء خطاب الرئيس أوباما: «ليس السؤال: من يقف مع أو ضد الضربة؟ السؤال هو: ماذا فعل الجانبان لتحقيق السلام والمصالحة الحقيقية لتجنب الضربة؟ نحن نستحق الضرب… وليس الضربة… سامحينا يا سوريا».

غالبية ردود الفعل اتفقت على إدانة الولايات المتحدة. الموالون أدانوا ما اعتبروه «عدوانا على سوريا» وسخروا فرحين من تردد أوباما، والمعارضون أدانوا التردد الأميركي وعبروا عن إحباطهم بالسخرية من تردد أوباما أيضا.

وزير الداخلية الفرنسي: باريس لن تهاجم سوريا بمفردها وستنتظر واشنطن

انسحاب بريطانيا وتردد أوباما يجعلان الرئيس هولاند في وضع «حرج»

باريس: ميشال أبو نجم

خيبة ثانية أصابت الدبلوماسية الفرنسية مع قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما السبت المرور أولا في الكونغرس قبل الضربة العسكرية الموعودة لسوريا غداة خيبة انسحاب بريطانيا من التحالف العسكري بعد نكسة رئيس الوزراء البريطاني في الحصول على موافقة مجلس العموم على المشاركة في العملية العسكرية.

وكان لافتا أن أوباما حرص على الاتصال بالرئيس الفرنسي لوضعه في أجواء قراره الجديد والتشاور معه قبل الإعلان عنه. واكتفت أوساط الرئاسة بالقول إنها «أخذت علما بالقرار الأميركي الذي لن يغير من عزم فرنسا على العمل مع واشنطن من غير أن يغل يديها. بيد أن وزير الداخلية مانويل فالس قال أمس في حديث صحافي إن قرار أوباما أحدث حالة جديدة، مؤكدا أن بلاده «لن تهاجم سوريا بمفردها» لأنها «لا يمكنها المضي بذلك لوحدها». ولأن هناك «حاجة لوجود ائتلاف». وبحسب الوزير الفرنسي، فإن باريس «ستنتظر انتهاء المرحلة الجديدة» ما يعني عمليا معرفة ما سيخرج به الكونغرس الأميركي بمجلسيه.

واضح أن العلاقات الأميركية الفرنسية كانت دخلت مرحلة جديدة عندما أصبحت باريس «الحليف الوحيد» القادر على مواكبة واشنطن في رغبتها توجيه الضربة العسكرية للنظام السوري بعد الكبوة البريطانية الأمر الذي يشكل انقلابا جذريا عما كانت عليه عشية التدخل الأميركي البريطاني في العراق ربيع عام 2003. وكانت باريس هددت باللجوء إلى حق النقض (الفيتو) لحرمان واشنطن وباريس من قرار من مجلس الأمن يجيز مهاجمة العراق مشكلة جبهة رفض تتكون من فرنسا وروسيا والصين وألمانيا. أما اليوم، فقد انقلبت الأمور رأسا على عقب ما يدفع بعض الفرنسيين إلى التساؤل عن «جدوى الالتصاق» بالأميركيين في الشرق الأوسط.

والحال أن الائتلاف الذي كانت تريده الحكومة الفرنسية «واسعا» في البداية اقتصر على البلدان الغربية الثلاثة «فرنسا، بريطانيا والولايات المتحدة» والآن تلاشى في المرحلة ولم تبق سوى فرنسا في الواجهة.

وقالت مصادر فرنسية لـ«الشرق الأوسط» إنه «من المسلمات» أن تكون باريس مضطرة «لانتظار» واشنطن وهي «تأمل» أن تنجح الإدارة الأميركية في حمل الكونغرس على تأييد القيام بضربة عسكرية من غير غطاء من مجلس الأمن الدولي.

وفي هذا السياق، نبه هوبير فيدرين، وزير الخارجية الأسبق، في حديث لصحيفة «لو جورنال دو ديمانش» الأسبوعية في عددها ليوم أمس من أن الامتناع في نهاية المطاف عن القيام بالضربة العسكرية «سيفقد فرنسا والولايات المتحدة أي مصداقية» يتمتعان بها. ولذا، فإن الطرفين الموجودين في الواجهة «ملزمان» بالتحرك وبـ«تحمل نتائج خيارهما».

ومشكلة باريس أن «عزلتها» الراهنة تفاقم من حجم المشكلات التي تواجهها الحكومة مع الرأي العام ومع المعارضة وحتى مع بعض مكونات الحزب الاشتراكي الذي يشكل عماد الحكومة والأكثرية في الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ. وأبرز المشكلات ازدياد مطالبة الحكومة بالمرور عبر البرلمان للحصول على موافقته لتحقيق الضربة من خلال التصويت وعلى غرار ما قامت به الحكومتان البريطانية والأميركية.

والحال أن الدستور الفرنسي في مادته رقم 35 يلزم الحكومة بـ«إعلام» البرلمان فقط ولا يرغمها على العودة إلى البرلمان إلا في حالة تخطي التدخل العسكري الخارجي عتبة الـ45 يوما مثلما حصل هذا العام في مالي.

وحتى الآن، ترفض الحكومة الفرنسية الرضوخ لهذا الطلب رغم تزايد الأصوات المطالبة به. فقد طالب الوزير السابق ورئيس مجموعة الوسط في المعارضة جان لوي بورلو، الرئيس هولند «الاحتذاء» بما قام به أوباما وانضم إليه المرشح الرئاسي الوسطي السابق فرنسوا بايرو وخصوصا كريستيان جاكوب، رئيس مجموعة الاتحاد من أجل حركة شعبية «اليمين الكلاسيكي» المعارضة. وبعد أن كان هذا الحزب سائرا في ركب الرئيس هولاند، ازدادت انتقاداته وتحذيراته في الأيام الأخيرة على لسان رئيسه جانه فرنسوا كوبيه وعلى لسان رئيس الوزراء السابق فرنسوا فيون.

وثمة تيار سياسي هجين يعارض أصلا الضربة العسكرية التي تعارضها كذلك أكثرية الفرنسيين وفق ما تظهره استطلاعات الرأي. ويتكون هذا التيار من الأطراف «اليمين واليسار المتطرفين» ومن الحزب الشيوعي ومن شخصيات بعضها يتمتع بنفوذ واحترام مثل وزير الدفاع السابق وعضو مجلس الشيوخ الحالي جان بيار شوفنمان وآخرون.

واليوم، يلتقي رئيس الوزراء جان مارك أيرولت رؤساء المجموعات البرلمانية في الجمعية العامة ومجلس الشيوخ لاطلاعهم على تطورات الوضع وعلى الخطط الفرنسية تمهيدا للاجتماع الرسمي الذي دعي إليه المجلسان بعد غد (الأربعاء).

ويريد النواب «الناقمون» أن يطرح القرار على التصويت. لكن رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية العامة «الاشتراكية» أليزابيت غيغو دافعت بشدة عن قرار الحكومة الامتناع عن طلب التصويت «لأن دستور الجمهورية الخامسة يجعل من رئيس الجمهورية قائدا للقوات المسلحة وينيط به مسؤولية قرار المشاركة في عمليات عسكرية خارجية».

ويرد المعارضون أن أوباما وكاميرون كانا بدورهما قادرين على ذلك أيضا «لكنهما فضلا استشارة ممثلي الشعب» مضيفين أن بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية «ليس نظامهما السياسي أقل ديمقراطية من النظام الفرنسي». لكن المراقبين يرجحون أن يتمسك الرئيس والحكومة بموقفهما لتحاشي حصول خضات سياسية وتلافي الانشقاقات داخل الصفين الحكومي والاشتراكي. ومعضلة باريس أن ما كانت تدافع عنه في السابق وتشديدها على ربط أي تدخل عسكري بوجود غطاء شرعي من مجلس الأمن غير متوفر في الوقت الحاضر الأمر الذي يضعف موقفها رغم أن لديها حججا قوية للدفاع عنه وأهمها ثلاثة: الأولى، أن الرئيس السوري بشار الأسد «انتهك» الشرعية الدولية باستخدام سلاح ممنوع بموجب معاهدة عام 1993، والثانية «واجب» حماية المدنيين بموجب قرار الأمم المتحدة لعام 2005 الذي «يفرض» على الأسرة الدولية التدخل لحماية المدنيين في حال تقاعس دولهم عن ذلك. أما الحجة الثالثة، فهي أن ما حصل في سوريا من استخدام النظام للسلاح الكيماوي «وما يمكن أن يحصل لاحقا» هو «جريمة ضد الإنسانية» لا يجوز المرور عليها مرور الكرام مخافة أن «تشجع» آخرين على الاحتذاء بما قام به الأسد أو أن تقنع الآخر بأنه قادر على كل شيء طالما المجتمع الدولي «عاجز عن معاقبته». ويختصر فيدرين كل ذلك بقوله إن «أسوأ الحلول هو ألا نقوم بشيء».

تأجيل الضربة العسكرية «يحبط» المعارضة.. والائتلاف يدعو «الكونغرس» إلى تحمل مسؤولياته

بيروت: كارولين عاكوم

أصاب قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما، بتأجيل تنفيذ الضربة العسكرية على سوريا، المعارضة السورية بـ«إحباط شديد»، خشية من أن تؤدي هذه المماطلة فيما بعد إلى التراجع عن القرار. وفي حين عبّر أعضاء في المعارضة عن اعتقادهم بأن الكونغرس سيصوت لصالح القرار، اعتبروا أن عدم حصول الضربة سيزيد وطأة المأساة السورية، وسيجعل الرئيس السوري بشار الأسد يتمادى في استخدامه للأسلحة الكيماوية.

ودعا الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة أعضاء الكونغرس إلى «تحمل مسؤولياتهم التاريخية تجاه الشعب السوري، واتخاذ القرار الصحيح بدعم توجهات الحكومة الأميركية في وقف آلة قتل النظام المجرم».

ورأى المتحدث باسم الائتلاف لؤي صافي أن خطاب أوباما أصاب قادة الائتلاف بـ«إحباط شديد»، واعتبر في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن «عدم اتخاذ الإجراءات العقابية السريعة يعقّد الأمور، ويمنح فرصة إضافية للنظام للاستمرار في استخدام الأسلحة الكيماوية وارتكاب المزيد من المجازر بحق شعبه».

ولفت صافي إلى أن تواصلا جرى بين الائتلاف والجانب الأميركي، وأكّد الأخير أن «موافقة الكونغرس على القرار تشكّل دعما مهما وتمنع أي تعقيدات قد تحصل في المستقبل خلال سير العمليات العسكرية».

وفي حين لم ينفِ صافي الخشية من أن تأخير التنفيذ يؤدي إلى مضاعفات تصل إلى إلغاء قرار الضربة العسكرية، على الرغم من إشارته إلى أن «الكونغرس سيصوت إيجابا عليها»، تخوّف من أن يقرأ هذا التراجع بطريقة خاطئة من قبل النظام أو انتصارا له، ويعتبر أن مواقفه وتصريحاته هي التي أدت إلى هذا التحول.

من جهته، قال عضو الائتلاف سمير نشار: «نشأ عندنا شعور بخيبة الأمل. كنا نتوقع أن تكون الأمور أسرع، وأن تكون الضربة مباشرة وفورية وبين ساعة وأخرى». ورأى نشار في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية أن أوباما «يريد أن يعوّض عن عدم موافقة مجلس العموم البريطاني، على تدخل حكومته عسكريا في سوريا، مما أفقده حليفا قويا. من خلال حصوله على تغطية سياسية لقراره العسكري»، مضيفا: «نعتقد أن الكونغرس سيوافق، بعد الاطلاع على الأدلة غير القابلة للشك التي جمعتها الاستخبارات الأميركية، حول مسؤولية النظام في ارتكاب الهجوم الكيميائي» في ريف دمشق، في 21 أغسطس (آب)، الذي تقول واشنطن إنه تسبب بمقتل 1429 شخصا، وسيتأكدون أن السياق مختلف تماما عن وضع العراق».

واعتبر النشار أن موقفا إيجابيا من الجامعة العربية، إذا صدر، يؤمن «غطاء قويا» للموقف الأميركي، مضيفا: «الموقف التركي مهم أيضا، وسيؤمن دعما لواشنطن تحتاج إليه». وكشف أن الائتلاف «سيجري خلال الأيام المقبلة اتصالات مع الجامعة العربية ومع تركيا، التي تملك علاقات مميزة مع الغرب من أجل حثها على دعم الضربة، التي ستخفف من عذابات الشعب السوري».

ورأى أن عدم حصول الضربة العسكرية بالمطلق على النظام، سيعطي بشار هامشا لاستخدام المزيد من أسلحة الدمار الشامل، التي يملك منها الكثير، وسيزيد من المأساة السورية، وبالتالي لا يُفترض إعطاؤه ضوءا أخضر للقيام بالمزيد، مؤكدا أنه لا شيء يردع «الثورة السورية عن المضي في ثورتها حتى إسقاط النظام».

وقال عضو آخر في الائتلاف (رفض الكشف عن اسمه)، إن عدم حصول الضربة العسكرية «سيحول بشار الأسد إلى غول، إلى وحش إقليمي حقيقي يملك أسلحة كيميائية وصواريخ»، مضيفا: «هذا سيشكل كارثة على الشعب السوري والمنطقة والعالم»، إلا أنه رأى أن من «صبر سنتين ونصف السنة يمكنه أن يصبر عشرة أيام»، مؤكدا احترام المعارضة السورية للديمقراطية التي تسعى إلى إرسائها في بلادها.

وأصدر الائتلاف الوطني بيانا، أمس، اعتبر فيه أنه «إذا نأى العالم بنفسه عن معاقبة النظام السوري، كرسالة واضحة لمن انتهج نهجه وحذا حذوه، سيرى عندها ديكتاتوريات تُصنّع هذا السلاح وتصدّره وتشرع استخدامه».

ورأى البيان أن «إيران وكوريا الشمالية تترقب ما ستفعل دول العالم الحر في مواجهة نظام الاستبداد بدمشق بعد استخدامه للسلاح المحرم دوليا ضد الشعب السوري».

وأضاف أن «أي عمل عسكري لا يترافق مع تسليح الجيش الحر في سعيه لإسقاط نظام الأسد، سيعطي النظام مهلا إضافية للاستمرار في قتل السوريين، ويسمح له بمتابعة تهديده لمنطقة الشرق الأوسط وشعوبها».

كيري يؤكد أن اختبارات غاز السارين «إيجابية».. و«يطمئن» الجربا بشأن الضربة

قرار بريطانيا صدم واشنطن.. ونتيجة تصويت الكونغرس غير محسومة

لندن: «الشرق الأوسط» واشنطن: محمد علي صالح

قال جون كيري، وزير الخارجية الأميركي، أمس، إن الاختبارات جاءت إيجابية بشأن استخدام غاز السارين في الهجمات الكيماوية بسوريا في 21 أغسطس (آب) الماضي بريف دمشق مما أدى إلى مقتل 1400 سوري. وجاء هذا الإعلان غداة قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما تفويض الكونغرس في توجيه ضربة عسكرية ضد النظام وتحميله مسؤولية الهجوم الكيماوي. وبينما سعى وزير الخارجية الأميركي إلى تهدئة مخاوف وشكوك المعارضة السورية بشأن الضربة تلك، التي كانت حتى مساء أول من أمس «وشيكة»، تبدو نتيجة التصويت في الكونغرس غير محسومة، إذ إن الأمر يتطلب إقناع عدد كبير من البرلمانيين بمن فيهم أعضاء في الحزب الديمقراطي.

وعبر كيري أمس عن ثقته في أن الكونغرس «سيفعل الصواب» بشأن طلب الرئيس أوباما، وقال إن الاختبارات جاءت إيجابية بشأن استخدام غاز السارين في هجمات كيماوية في سوريا. وقال لمحطة «إن بي سي نيوز» و«سي إن إن» أمس إن فحص «آثار غاز السارين في عينات شعر ودم جاء إيجابيا»، مشيرا إلى «تطور كبير جدا اطلعنا عليه خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية بفضل عينات تسلمتها الولايات المتحدة من أول الواصلين إلى الموقع شرق دمشق وجرى إخضاعها للفحص».

وفي اتصال هاتفي مساء أول من أمس، سعى كيري إلى تطمين زعيم الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا بأن الرئيس أوباما لا يزال عازما على محاسبة نظام الأسد على الهجوم الكيماوي في ريف دمشق. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين في البيت الأبيض أن كيري أجرى اتصالا مماثلا مع الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي.

ويبدو أن القرار البريطاني بعدم المشاركة في عملية عسكرية تقودها الولايات المتحدة صدم الإدارة الأميركية وزاد من شكوك المشرعين الأميركيين. ويعول كيري أيضا على بلاغ شديد اللهجة من الجامعة العربية لجهة دعم العمل العسكري، آملا في أن يؤثر مثل هذا الموقف في النقاش الأميركي ويدفعه باتجاه دعم العمل العسكري. وكانت الجامعة العربية حملت الثلاثاء الماضي نظام الأسد مسؤولية الهجوم الكيماوي لكنها لم تؤيد ضربة عسكرية أميركية عقابية من دون موافقة مجلس الأمن الدولي.

وحسب مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية فإن كيري اتصل هاتفيا برئيس الائتلاف السوري، وتباحث معه في فحوى كلمته أمام اجتماع الجامعة أمس، وأكد له أن الرئيس أوباما قرر اتخاذ إجراء عسكري. كما أوضح كيري للجربا أن انتظار موافقة الكونغرس على الضربة سيكون في صالح المعارضة السورية لأن هذه الموافقة ستتيح لإدارة أوباما التحرك بدعم أميركي أكبر.

وإذا كان أوباما يمتلك، بصفته رئيسا والقائد الأعلى للقوات المسلحة، صلاحية الأمر بعمليات عسكرية من دون تفويض من الكونغرس فإن الوضع السوري، كما يرى مراقبون، له خصوصياته خاصة لجهة ردود الفعل الانتقامية لأي ضربة لنظام الأسد، وربما هذا يفسر قرار الرئيس طلب التفويض من الكونغرس.

وفي هذا السياق، يبدو أن أمن إسرائيل يتصدر انشغالات الإدارة، إذ إن توجيه ضربة لنظام الأسد المدعوم من إيران قد يؤدي إلى هجوم انتقامي ضد إسرائيل التي تحظى بدعم الكثيرين من أعضاء الكونغرس، وبالتالي فإن أوباما سيجد نفسه بحاجة إلى دعم الكونغرس للتعامل مع هكذا سيناريو.

ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن النائب الجمهوري ماك ثورنبري قوله «إن احتمال التصعيد في هذا الوضع من الكبر بما يدفعني إلى الاعتقاد بأنه من الضروري ألا يقوم الرئيس بعمل انفرادي». كما يعكس التبدل المفاجئ في توجه أوباما رغبته في كسب الوقت للحصول على دعم أكبر قبل الدخول في النزاع، على الرغم من مجازفته بالظهور كرجل متردد في إدارته النزاعات الدولية.

وطوال الأسبوع، صعدت الإدارة الأميركية لهجتها ضد نظام الأسد وتحدثت عن مقتل 1429 شخصا بينهم 426 طفلا في الهجوم الكيميائي، حسب تقرير للاستخبارات الأميركية.

وشكلت التصريحات الحازمة جدا لأوباما ووزير خارجيته جون كيري، ونشر نحو ست سفن حربية مزودة بصواريخ عابرة، مؤشرات على قرب وقوع الضربة. لكن فجأة حدث تبدل في الموقف بعد ظهر أول من أمس في البيت الأبيض عندما أعلن أوباما أنه اتخذ القرار المبدئي بقصف سوريا، لكنه سيرجع إلى الكونغرس ليجيز اللجوء إلى القوة.

وهذا التحول يبعد احتمال تدخل عسكري بما أن أعضاء مجلسي النواب والشيوخ في عطلة تنتهي في التاسع من سبتمبر (أيلول) كما لم يطلب أوباما دعوتهم لعقد دورة استثنائية. وقال مسؤولون كبار في إدارته إن أوباما لم يعبر عن رغبته في الرجوع إلى الكونغرس، سوى مساء الجمعة بينما كان يتجول في حديقة البيت الأبيض مع مساعده دينيس ماكدونو.

ويقول فريق أوباما إن إشراك الكونغرس في اتخاذ القرار، وهو إجراء تجاوزه أوباما نفسه – بشأن ليبيا في 2011 – وعدد من الرؤساء السابقين، يتطابق مع رغبته في عدم إقحام الولايات المتحدة في «حرب طويلة». ويعتبر مسؤولون أن موافقة السلطة التشريعية في الولايات المتحدة على عمل عسكري في سوريا يمكن أن يدفع المزيد من الشركاء الدوليين إلى تقديم دعمهم، بينما واجهت «العلاقات المميزة» بين واشنطن ولندن ضربة كبيرة مع رفض مجلس العموم البريطاني التدخل العسكري في سوريا.

وسيتحدث أوباما إلى القادة الأجانب اعتبارا من الأسبوع المقبل على هامش قمة مجموعة العشرين الخميس والجمعة في سان بطرسبورغ في روسيا. وبمعزل عن أن الرفض من قبل الكونغرس يمكن أن يوجه ضربة قاسية جدا إلى مكانة أوباما، يبقى تقييم الانعكاسات الفورية لتأجيل تدخل في سوريا.

وكان البيت الأبيض أرسل إلى الكونغرس رسميا أول من أمس (السبت) مشروع قرار يطلب فيه السماح بتوجيه ضربات عسكرية ضد سوريا وإعطاء الرئيس أوباما الضوء الأخضر لـ«وقف» و«تجنب» حصول هجمات كيماوية. وقال هاري ريد، زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، إن كلا من مجلسي النواب والشيوخ سيناقش النص في جلسات عامة اعتبارا من التاسع من سبتمبر (أيلول). وأضاف أن «مجلس الشيوخ سيصوت على القرار خلال أسبوع التاسع من سبتمبر، كأقصى حد، كما طلبت إدارة أوباما»، أي أن تصويت الكونغرس سيجري بين 9 و13 سبتمبر.

وكان أكثر من 170 برلمانيا جمهوريا وديمقراطيا طالبوا بإلحاح بهذه المشاورة، لكن مواقفهم المؤيدة لهذه الضربة أو المعارضة لها يصعب تحديدها حاليا، إذ إن معظمهم يمضون عطلاتهم الصيفية في أنحاء الولايات المتحدة. ولا شك أن عددا كبيرا من الجمهوريين سيمتنعون عن دعم باراك أوباما سياسيا، إذ إن هناك ملفات ساخنة أخرى عند استئناف عمل الكونغرس مثل الدين والميزانية والهجرة.

وحذر بعض الصقور وبينهم عضوا مجلس الشيوخ جون ماكين وليندسي غراهام من أنهم سيصوتون ضد أي قرار معتدل لا يستهدف إلى زعزعة سلطة بشار الأسد. ويتعارض إعلانهما هذا مع الموقف المتحفظ الذي أبقاه مسؤولون جمهوريون في الأغلبية في مجلس الشيوخ غامضا عمدا. وهم يرددون منذ أيام أن موافقتهم مرتبطة بالحجج التي يقدمها أوباما لإقناع البلاد بأن الضربات لا تهدف إلى إرضاء ضميره.

قال ماركو روبيو، الذي يسعى منذ أشهر إلى زيادة المساعدة العسكرية لمسلحي المعارضة، إن «عملا عسكريا لمجرد توجيه رسالة أو إنقاذ ماء الوجه» لا يخدم المصلحة القومية.

من جهته، قال زعيم الكتلة الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، المعروف بانتقاداته الحادة لأوباما، إن «دور الرئيس كقائد (للجيوش) تعزز دائما عندما اعتمد على دعم عبر عنه الكونغرس». ويتمتع أوباما بدعم ثابت من عدد كبير من البرلمانيين الديمقراطيين الذين يشكلون أغلبية في مجلس الشيوخ، لكن المسألة تتجاوز الخلافات الحزبية، إذ يرتسم تحالف للرافضين للتدخل بين بعض الديمقراطيين والجمهوريين ومعهم حزب الشاي.

وفي سياق متصل، تستمر تداعيات تصويت مجلس العموم البريطاني برفض مشروع الحكومة المشاركة في تحالف دولي لضرب سوريا. وقال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ، أمس، إن الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية تشعر بالقلق بشأن قرار حزب العمال البريطاني المعارض «التصويت بلا» على توجيه الضربة.

الكونغرس الأميركي لم يستشر إلا فيما ندر لشن عمليات عسكرية

آخرها كان للمشاركة في الحرب العالمية الثانية

واشنطن – لندن: «الشرق الأوسط»

قلة من رؤساء الولايات المتحدة سعوا للحصول على موافقة الكونغرس لشن عمليات عسكرية في الخارج، وخصوصا إذا كان الأمر يتعلق بضربات محدودة، كما يفكر الرئيس باراك أوباما بشأن سوريا.

وتاريخيا، يمنح الدستور الأميركي الكونغرس سلطة «إعلان الحرب»، لكن المرة الأخيرة التي صدر فيها إعلان رسمي تعود إلى الحرب العالمية الثانية.

وعمليا، تجنب كل الرؤساء الأميركيين هذه العبارة، وشنوا عمليات عسكرية أو حملات غزو بري أحادية الجانب عشرات المرات باسم الصلاحيات الدستورية التي يتمتع بها قائد الجيوش الأميركية.

وحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، فإنه بعد حرب فيتنام، وعلى الرغم من اعتراض الرئيس ريتشارد نيكسون، صوّت البرلمانيون على «قرار سلطات الحرب» لإجبار الرئيس على الحصول فعليا على موافقة يصوت عليها الكونغرس لكل تدخل في «أعمال عدائية» تستمر أكثر من 60 يوما.

وفي العراق في 2003، حصل الرئيس جورج بوش على مثل «هذا التصريح لاستخدام القوة العسكرية».

لكن معظم الرؤساء رأوا أن هذا البند مخالف للدستور، واكتفوا بإبلاغ الكونغرس بأي عملية لنشر القوات.

ففي ديسمبر (كانون الأول) 1995، أمر الرئيس بيل كلينتون مثلا بنشر 20 ألف جندي دعما لقوة حفظ السلام التابعة لحلف شمال الأطلسي في البوسنة والهرسك، بعد توقيع اتفاقات دايتون للسلام.

لكن الكونغرس لم ينجح بعد ذلك في التفاهم على عدة مشاريع قرارات تدعم أو تمنع التدخل. كما لم يجز الكونغرس عمليات الغزو البري في الصومال (1992) وهايتي (1994) ولا الضربات الصاروخية لأفغانستان والسودان في 1998، ردا على اعتداءين استهدفا سفارتي الولايات المتحدة لدى كينيا وتنزانيا.

أخيراً في مارس (آذار) 2011، برر الرئيس باراك أوباما التدخل في ليبيا باسم قرار في مجلس الأمن، وحينها طالب الكونغرس أيضا بمشاورته من دون جدوى.

وبالنسبة لسوريا، رأى أوباما أن تصويتا في الكونغرس حسب الأصول سيمنحه دعما سياسيا قويا بينما يشهد الرأي العام انقساما في هذا الشأن.

وكان الرئيس الأميركي أعلن أول من أمس أنه اتخذ القرار المبدئي بتوجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري لكنه طلب من الكونغرس الموافقة على هذه العملية.

تقرير فرنسي: مئات القتلى في “سراقب” وقيادة الجيش السوري متورّطة

كشفت جريدة “لوموند” في عددها الصادر اليوم الإثنين أن الرئاسة الفرنسية طلبت من مختلف أجهزة الإستخبارات الفرنسية خلاصاتها حول الترسانة الكيميائية السورية وحول استخدامها ضد المواطنين السوريين قبل أيام.

وتتضمن الوثيقة التي رفعتها أجهزة الإستخبارات الفرنسية، ولأول مرة، تحليلاً بالأرقام للهجوم الذي تعرّضت له مدينة “سراقب” في يوم ٢٩ أبريل. وحسب الأجهزة الفرنسية، قامت هليكوبترات الجيش السوري بإطلاق مقذوفات ضد المدينة التي يتمركز فيها الثوار.

وحسب الأجهزة الفرنسية، أوقع الهجوم، بالحد الأدنى، ما بين ٢٨٠ إلى٣٠٠ قتيلاً. ولكن هذا الرقم لا يشمل النساء والأطفال القتلى. وقد تم الإحصاء، إلى حد كبير، إنطلاقاً من فيديوهات حصلت عليها الأجهزة الفرنسية ولا تشمل سوى الرجال.

يعني ذلك أن الحصلية الإجمالية لهجوم “سراقب” وحدها تصل إلى عدة مئات من القتلى لأن الهجوم وقع في منطقة مكتظة بالسكان. ولم تكشف أجهزة المخابرات الفرنسية عن الوسائط الأخرى، عدا الفيديوهات، التي سمحت لها بالحصول على هذه المعلومات الدقيقة.

(حسب الويكيبيديا: سراقب ناحية ومدينة سورية في محافظة إدلب. تقع إلى الجنوب الشرقي من إدلب، وتعد نقطة مهمة على الطريق بين دمشق وحلب، يبلغ عدد السكان فيها 40.000 نسمة، وتمتد على مساحة 17 ألف هكتار، وتبعد 50 كم عن حلب و 135 كم عن حمص و 297 كم عن دمشق.)

قصف “جوبر”

تتطرّق الوثيقة بإيجاز إلى الهجوم الذي تعرّضت له ضاحية “جوبر” بين ١٢ و١٤ نيسان/أبريل، والذي قام مراسلو جريدة “لوموند”، في حينه، بنقل إثباتات تثبت وقوعه. كما تتطرق بإيجاز إلى الهجوم الذي تعرّضت ضواحي دمشق في ٢١ نيسان/أبريل، والذي كشفت الإدارة الأميركية تفاصيله في يوم ٣٠ نيسان/أبريل، وقد أدى إلى وقوع ١٤٢٩ قتيلاً حسب الأميركيين.

“تطهير” مواقع القصف وتطرح الأجهزة الفرنسية في تقريرها فرضية استخدام “مزيج” يحتوي على غاز “السارين” وعلى غاز أعصاب فوسفوري عضوي. ويؤكد التقرير الفرنسي صحّة تسلسل الأحداث الذي عرضه الأميركيون. كما يفيد أنه، بعد القصف الكيميائي، قام الجيش السوري بـ”تطهير” المواقع المقصوفة بواسطة قنابل تقليدية بهدف الحؤول دون تجميع إثباتات تؤكد ضلوعه في العملية.

وأخيراً، فإن ما جمعته الأجهزة الفرنسية من مكالمات تمّ التنصّت عليها يثبت أن قيادة الجيش السوري النظامي متوّرطة في القصف.

أحد أكبر المخزونات الكيميائية في العالم

حسب التقرير الذي رفعته الأجهزة الفرنسية للرئاسة، فإن الترسانة الكيميائية السورية تعود إلى سنوات السبعينات. وقد استفادت من دعم خارجي في البداية، ثم وصلت إلى مرحلة الإكتفاء الذاتي في سنوات الثمانينات. ويقول مسؤول يعمل في رئاسة الحكومة الفرنسية أن “البرنامج الكيميائي السوري هو أحد أكبر البرامج في العالم”!

ويمتلك نظام دمشق عدة مئات من أطنان “غاز الخردل” (“إيبريت”)، ومئات الأطنان من غاز “السارين”، وعشرات الأطنان من غاز “في إكس”.

إن هذه المنتجات الكيميائية التي تم تجميعها استعداداً لحرب مع إسرائيل قابلة للتكييف لكي يتم حملها بمختلف أنواع الأسلحة: سواء صواريخ “سكود” التي يصل مداها إلى ٥٠٠ كلم، أو صواريخ “إم-٦٠٠” ومدها ٢٠٠ إلى ٣٠٠ كلم، وصواريخ “إس إس-٢١” التي تُستَخدَم لمسافات تقل عن ١٠٠ كلم.

كذلك، يمكن استخدام تلك الغازات بواسطة قنابل تُطلق من الجو أو بصواريخ المدفعية.

أخيراً، يخلص التقرير الفرنسي إلى أن المعارضة السورية لا تمتلك لا المعارف والخبرات ولا الوسائط التي تسمح لها بتجهيز أسلحة كيميائية أو استخدامها لشن هجمات.

حفيدة الخميني نقلت كلام رفسنجاني عن “كيماوي” سوريا

أي نظام يقصف شعبه بالأسلحة الكيمياوية سيواجه عقوبة قاسية كما واجه صدام حسين بعد قصفه حلبجة العار الأبدي، وتلقّى هكذا مصير مرعب. (وكالات)

على الرغم من أن الموقف الرسمي الإيراني منذ الإعلان عن قصف الغوطة في ريف دمشق بسلاح كيمياوي، كان متوقّعاً، إذ ربط ذلك بـ”المؤامرة التي تحاك ضد النظام السوري لتشويه سمعته”، إلا أنّ بعض الأصوات داخل إيران دعت إلى التريّث، وجاء نشر كلمة للرئيس السابق هاشمي رفسنجاني یوم السبت الماضي ليثير بلبلة في هذا المجال، حيث ورد في الكلمة، أن رفسنجاني قال في لقاء مع وفد من أهالي مدينة أصفهان، إن “أي نظام يقصف شعبه بالأسلحة الكيمياوية سيواجه عقوبة قاسية كما واجه صدام حسين بعد قصفه حلبجة العار الأبدي، وتلقّى هكذا مصير مرعب”.

واسترجع رفسنجاني ما يذكره من زيارته مدينة حلبجة التي قُصفت من قبل صدام حسين فور تحريرها من قبل القوات الإيرانية، وقال إنه رأى “المنظر المبكي للضحايا التي ألقيت على الأرض كأوراق الشجر في فصل الخريف”، وأضاف: “الخوف من استخدام صدام حسين السلاح الكيمياوي ضد إيران كان أحد أسباب قبول إيران بانتهاء الحرب”. ويُذكر في هذا الإطار أن مدينة زردشت الإيرانية أيضاً قُصِفت من قبل نظام صدام حسين بالكيماوي لكنّ ضحاياها كانوا أقل عدداً من ضحايا حلبجة، إضافة إلى أن المقاتلين الإيرانيين تعرضوا مراراً في الحرب العراقية الإيرانية للقصف بالكيمياوي.

لكنّ تصريحات رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني هذه والتي نشرتها حفيدة الإمام الخميني نعيمة إشراقي على موقع “فايسبوك”، استدعت ردود فعل إيرانية متباينة. فالمواقع الداعمة للنظام السوري حاولت نفي الخبر، على الرغم من أن الجهة التي بثّته هي حفيدة مؤسس الجمهورية الإسلامية، ووصل الأمر إلى أن سارع مدير العلاقات العامة في مجمع تشخيص مصلحة النظام إلى نفي هذا التصريح معلناً حصول تحريف لتصريحات رفسنجاني.

وقال المتحدث رضا سليماني في حديث لموقع “فارس” الإخباري، التابع للحرس الثوري، إن “رفسنجاني تحدث عن حصول القصف الكيمياوي في سوريا، من دون التصريح بأن نظلم الأسد ارتكب هذه المجزرة”.

وردّت نعيمة إشراقي على سؤال أحد زوّارها في “فايسبوك” حول ما إذا كانت متأكدة من صحة هذا الخبر، بقولها إنها لم تكن حاضرة في الاجتماع الذي تحدث فيه رفسنجاني، لكنها سمعت هذه التصاريح من زوجها، وقالت إنها سألت صحافياً في جريدة “شرق” الذي “طمأنها إلى صحة الخبر”.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها الرئيس السابق رفسنجاني ضد نظام الأسد، بل سبق أن تحدّث قبل سنتين تقريباً بحدّة ضده عندما بدأ النظام السوري بقمع الشعب، يومها قال رفسنجاني إن “هكذا قمع من قبل النظام لن يبقى دون رد فعل من قبل الشعب”.

بابا الفاتيكان مغرداً بتسع لغات: لا للحرب في سوريا، من بينها اللغة العربية

24 – أ ف ب

أطلق البابا فرنسيس اليوم الإثنين تغريدة بتسع لغات قال فيها “لا للحرب أبداً! لا للحرب أبداً!”، مجدّداً على شبكة التواصل الاجتماعي نداءه الملح الذي وجهه الأحد من ساحة القديس بطرس، معلناً فيه معارضته لأيّ حل مسلح للنزاع في سوريا.

ويتلقى تغريدات البابا حوالى 9 ملايين متابع بتسع لغات منهم 3,5 ملايين بالاسبانية و2,9 مليون بالانكليزية و86 ألفاً فقط باللغة العربية. ويمكن إعادة بثها مما يزيد عدد متلقيها.

ودان البابا الأحد استخدام الأسلحة الكيماوية، وهدد بـ “حكم الله وحكم التاريخ” المسؤولين عن المجازر في الحروب، وخاطب المجموعة الدولية داعياً إياها إلى وقف كل الحروب وإنقاذ سوريا، قائلاً: “نريد عالم سلام، نريد أن يعم السلام في مجتمعنا الممزق بانقسامات ونزاعات. لا للحرب أبداً! لا للحرب أبداً!”.

وأضاف البابا في صلاة البشارة الأحد أن “قلبي في هذه الأيام مجروح بعمق بسبب ما يحصل في سوريا وقلق إزاء التطورات المأساوية”.

وتعد الولايات المتحدة لتوجيه ضربات محدودة لمعاقبة النظام السوري لاستخدامه المفترض للأسلحة الكيماوية ضد مدنيين، وأعلنت فرنسا استعدادها للمشاركة فيها.

من جهة أخرى، أعلن الفاتيكان أن الكاردينال الفرنسي جان-لوي توران رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان، سيمثل البابا فرنسيس في مؤتمر ينظمه الديوان الملكي الهاشمي في عمان الثلاثاء والأربعاء حول “التحديات التي يواجهها مسيحيو الشرق الأوسط”.

وناقش البابا مسألة هذا المؤتمر مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني خلال لقائهما في الفاتيكان الأربعاء الماضي. وشدد البابا والملك آنذاك على “الإسهام الإيجابي الذي تقدمه الجماعات المسيحية وسط مجتمعات المنطقة، مع العلم أن هذه الجماعات تشكل جزءاً لا يتجزأ من مجتمعات الشرق الأوسط”.

 لافروف: ضرب سوريا سيؤجل جنيف2 للأبد

روسيا غير مقتنعة بأدلة أميركا بحق سوريا

                                            قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن توجيه ضربة لسوريا سيؤجل عقد مؤتمر السلام “لمدة طويلة، إن لم يكن للأبد” .

 كما اعتبر أن الأدلة التي قدمتها الولايات المتحدة لتأكيد استخدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد أسلحة كيميائية في هجوم وقع بغوطة دمشق يوم 21 أغسطس/آب “غير مقنعة إطلاقا”. من جانبها أعربت الصين عن قلقها من أي تحرك عسكري منفرد بعد أن قدمت واشنطن لها أدلتها، لكن بكين لم تعرب عن موقفها من تلك الأدلة.

 وفي محاضرة أمام معهد العلاقات الدولية في موسكو قال لافروف “ما عرضه علينا شركاؤنا الأميركيون وكذلك البريطانيون والفرنسيون في الماضي وفي الآونة الأخيرة لا يقنعنا على الإطلاق”.

وأعرب عن استغرابه من إعلان نظيره الأميركي جون كيري أن موسكو تجاهلت أدلة زودتها بها واشنطن تثبت استخدام نظام دمشق الأسلحة الكيميائية. وأشار إلى أن الأدلة التي قدمتها واشنطن لروسيا غير محددة وغير مقنعة حيث لم تتضمن إحداثيات جغرافية أو أسماء أو أي أدلة تشير إلى أن العينات أخذها خبراء، كما لم تتضمن أي تعليقات على تشكيك الخبراء في ما يتعلق بأشرطة الفيديو التي نشرت في الإنترنت في هذا الشأن.

وفي هذا السياق وصف ما عرض على موسكو من أدلة بأنه بعض الصور الخالية فيها الكثير من المفارقات والكثير من الشكوك. وأوضح لافروف أنه “حين نطلب المزيد من التفاصيل يقولون إن الأمر سري ولا يمكنهم عرضه”، مشيرا إلى أنه لا يمكن استخدام ذريعة السرية عندما يدور الحديث عن الحرب والسلام.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رفض بشدة السبت الاتهامات الأميركية الموجهة للنظام السوري باستخدام أسلحة كيميائية، معتبرا أنها “محض هراء” وطالب الولايات المتحدة بتقديم أدلة.

وفي ظل توتر العلاقات الروسية الأميركية على خلفية الأزمة السورية يصل الرئيس الأميركي باراك أوباما الخميس إلى روسيا للمشاركة في قمة مجموعة العشرين دون أن يتضمن جدول أعماله اجتماعا على انفراد مع نظيره الروسي.

وعرقلت روسيا -التي تدعم نظام دمشق منذ بدء النزاع في سوريا قبل سنتين ونصف- حتى الآن مع الصين أي قرارات في مجلس الأمن تدين دمشق أو تجيز التحرك ضد الرئيس الأسد.

موقف الصين

من جانبها قالت الصين اليوم إن الولايات المتحدة شرحت لها أدلتها على استخدام أسلحة كيميائية في سوريا، لكن المتحدث باسم الخارجية في بكين هونغ لي لم يفصح عن موقف بلاده من تلك الأدلة، بيد أنه أعرب عن قلق الصين العميق من أي تحرك عسكري منفرد ضد سوريا بعد أن أرجأ الرئيس الأميركي الرد العسكري إلى حين إجراء اقتراع عليه في الكونغرس.

واعتبر أن أي تحرك من قبل المجموعة الدولية يجب أن يحترم ميثاق الأمم المتحدة ويتلافى حصول تعقيد إضافي في الأزمة السورية ويمنع وقوع كارثة في الشرق الأوسط، على حد تعبير المتحدث الصيني.

وفي السابق قالت الصين إنه يجب ألا يخلص أي جانب إلى نتائج التحقيق الذي يجريه خبراء الأمم المتحدة في سوريا، وطالبت الخبراء الدوليين بإجراء تحقيق موضوعي محايد بالتشاور مع الحكومة السورية.

ونشرت الإدارة الأميركية الأسبوع الماضي تقريرا لأجهزة الاستخبارات يعدد مجموعة من الأدلة التي تثبت استخدام غاز السارين في هجوم الغوطة. وأكد وزير الخارجية الأميركي أمس أن بلاده تلقت وحللت عينات شعر ودم مما أثبت استخدام غاز السارين، مجددا اتهام دمشق باستخدامه في الهجوم الأخير.

أوباما يسعى لإقناع الكونغرس بضرب سوريا

                                            أطلق الرئيس الأميركي باراك أوباما ومعاونوه الأحد حملة تعبئة مكثفة لإقناع أعضاء الكونغرس المترددين بالموافقة على قراره توجيه ضربة عسكرية إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد، كما أفاد مسؤول كبير في البيت الأبيض.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن المسؤول -الذي طلب عدم ذكر اسمه- القول إن أوباما ونائبه جو بايدن وكبير موظفي البيت الأبيض ضاعفوا جميعاً عدد المكالمات الهاتفية مع أعضاء مجلسي النواب والشيوخ في الكونغرس.

وقطع نحو سبعين عضواً إجازاتهم وتجمعوا في أروقة مبنى الكونغرس (الكابيتول) في واشنطن الأحد حيث أطلعهم فريق أوباما لشؤون الأمن القومي على بعض المعلومات الاستخباراتية بشأن سوريا.

وذكرت وكالة رويترز أنه لم يبد على بعض النواب المترددين، عند خروجهم من مبنى الكابيتول بعد ثلاث ساعات تقريباً، أنهم بدَّلوا رأيهم.

وقالت عضو الحزب الديمقراطي في الكونغرس عن ولاية كاليفورنيا، جانيس هاهن، بعد خروجها من جلسة الاستماع للإيجاز الاستخباراتي “إنني جد قلقة من جر أميركا إلى خوض حرب أخرى ضد دولة لم تهاجمنا”.

وأضافت أن النواب الحاضرين انقسمت آراؤهم بالتساوي إزاء منح أوباما الموافقة التي يريد. ومع ذلك فإن معظم أعضاء الكونغرس بدوا مقتنعين بأن سوريا ضالعة في حرب كيميائية.

وقالت عضو الحزب الديمقراطي في الكونغرس، دبيورا وازرمان شولتز، إن “الصور الصادمة للأطفال الموتى وهم مصفوفون على الأرض لم تبارح ذهني حتى الآن”.

وأوردت وكالة أسوشيتد برس في تقريرها أن هناك تباينا حادا في وجهات النظر بين أعضاء الكونغرس بشأن ما إذا كان بالإمكان منح الرئيس أوباما الضوء الأخضر للمضي قدماً في طلبه شن ضربة عسكرية انتقامية ضد نظام الأسد.

لقاءات مباشرة

ومن المنتظر أن يستقبل أوباما في البيت الأبيض في وقت لاحق اليوم الاثنين جون ماكين، السيناتور الجمهوري النافذ الذي قال الأحد إنه غير واثق مما إذا كان سيدعم قرار توجيه ضربة محدودة إلى نظام الأسد، علماً بأنه يطالب بتدخل عسكري واسع النطاق.

كما سيجري البيت الأبيض الاثنين سلسلة اتصالات هاتفية فردية بأعضاء في الكونغرس، إضافة إلى اجتماع مع برلمانيين ديمقراطيين.

وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أطلق حملة لإقناع الكونغرس بالموافقة على شن ضربة عسكرية ضد سوريا، وقال إن واشنطن لديها أدلة على أن النظام السوري استخدم غاز السارين في هجوم 21 أغسطس/آب الماضي في الغوطة بريف دمشق.

وعقب قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما بشن ضربة على سوريا وطلبه موافقة الكونغرس على ذلك، دعا كيري الكونغرس إلى الموافقة على تلك الضربة العقابية، مؤكدا أن العالم لا يمكنه أن يتغاضى عن استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية.

قال كيري إن عينات الشعر والدم التي حملها عمال الطوارئ الذين هرعوا إلى مكان الهجوم الشهر الماضي في ريف دمشق، والتي تم تقديمها بشكل مستقل إلى الولايات المتحدة، تظهر آثارا لغاز السارين القوي.

وقال كيري لشبكة أن بي سي التلفزيونية إن “رئيس الولايات المتحدة لا يعتزم ولا يريد أن تتحمل الولايات المتحدة مسؤولية الحرب الأهلية السورية”، وأضاف “أن ما يريد القيام به هو تنفيذ قواعد الميثاق الدولي لحظر استخدام الأسلحة الكيميائية”.

تحركات عسكرية أميركية تحسبا لضرب سوريا

                                            قال مسؤولون دفاعيون أميركيون أمس الأحد إن “نيميتز” حاملة الطائرات الأميركية التي تعمل بالطاقة النووية، وسفنا أخرى في مجموعتها القتالية اتجهت غربا صوب البحر الأحمر للمساعدة في دعم هجوم أميركي محتمل على سوريا، وذلك فيما أطلق الرئيس الأميركي باراك أوباما حملة لإقناع البرلمانيين المترددين بالموافقة على ضرب سوريا.

ونقلت وكالة رويترز عن أحد المسؤولين قوله إنه لا توجد أوامر محددة لمجموعة “نيميتز” القتالية التي تضم أربع مدمرات وطرادا بالإبحار إلى شرق البحر المتوسط في المرحلة الحالية ولكنها تبحر غربا في بحر العرب حتى يمكنها أن تقوم بذلك إذا طلب منها.

وفي الوقت الذي لم يُعرف فيه بعد متى ستدخل هذ السفن البحر الأحمر، قال المسؤول ذاته إن “الأمر يتعلق بالاستفادة من العتاد بجعله جاهزا إذا كانت هناك حاجة للاستعانة بقدرات المجموعة القتالية للحاملة ووجودها”.

وكانت مجموعة “نيميتز” موجودة في المحيط الهندي لدعم العمليات الأميركية في أفغانستان، ولكن كان من المقرر أن تبحر شرقا حول آسيا، ثم تعود إلى مينائها في ايفريت بواشنطن بعد أن حلت محلها في الأيام الأخيرة حاملة الطائرات “هاري أسترومان”.

تغيير طريق

وقال المسؤولون إنه في ضوء الوضع في سوريا قرر المسؤولون العسكريون الأميركيون تغيير طريق “نيميتز” وإرسالها غربا صوب البحر الأحمر وربما للبحر المتوسط.

كما أرسلت البحرية الأميركية أيضا سفينة الإنزال البرمائي “سان أنطونيو” التي تحمل 300 جندي من مشاة البحرية ومعدات اتصال ضخمة للانضمام إلى المدمرات الخمس.

قال مسؤول ثان لرويترز إنه طلب من “سان أنطونيو”، أن تعمل كقاعدة تجمّع متقدمة يمكن استخدامها كقاعدة مؤقتة لقوات العمليات الخاصة إذا تم الاحتياج لها ويمكن أيضا أن تساعد في عمليات الإجلاء.

وقد ضاعفت البحرية الأميركية وجودها في شرق البحر المتوسط خلال الأسبوع الأخير مضيفة بشكل فعلي مدمرتين للمدمرات الثلاث الموجودة في المنطقة بشكل عام، ويقول مسؤولون إن المدمرات الخمس تحمل في المجمل نحو مائتي صاروخ توماهوك.

وقد أجل أوباما السبت الماضي ضربات وشيكة بصواريخ كروز من خمس مدمرات موجودة قبالة الساحل السوري وقرر السعي للحصول على موافقة الكونغرس في خطوة أوقفت بشكل فعلي أي هجوم لمدة تسعة أيام على الأقل.

ويعطي هذا التأجيل المخططين العسكريين مزيدا من الوقت لإعادة تقييم السفن والأسلحة الأخرى التي سيتم الحفاظ عليها في المنطقة.

حملة تعبئة

يأتي ذلك في الوقت الذي أطلق أوباما حملة تعبئة مكثفة لإقناع أعضاء الكونغرس المترددين بالموافقة على قراره توجيه ضربة عسكرية إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد، كما أفاد مسؤول كبير في البيت الأبيض أمس الأحد.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول طلب عدم ذكر اسمه أن الرئيس أوباما ونائب الرئيس جو بايدن، وكبير موظفي البيت الأبيض ضاعفوا جميعا عدد المكالمات الهاتفية مع أعضاء مجلسي النواب والشيوخ في الكونغرس.

وأضاف أنه “في كل المكالمات واجتماعات الإحاطة نكرر الحجة الأساسية نفسها: إذا لم نفعل شيئا ضد الأسد ستضعف قوة الردع للمعاهدة الدولية لحظر استخدام الأسلحة الكيميائية وهذا قد يشجع الأسد وحليفيه الأساسيين -حزب الله وايران- الذين سيرون أن انتهاكا صارخا إلى هذا الحد للقواعد الدولية لا تترتب عليه أي تبعات”.

ومن المنتظر أن يستقبل أوباما في البيت الأبيض السيناتور الجمهوري جون ماكين، الذي قال الأحد إنه غير واثق مما إذا كان سيدعم قرار توجيه ضربة محدودة إلى نظام الأسد، علما بأنه يطالب بتدخل عسكري واسع النطاق.

وأضاف المصدر أن البيت الأبيض سيجري الاثنين سلسلة اتصالات هاتفية فردية بأعضاء في الكونغرس، إضافة إلى اجتماع مع برلمانيين ديمقراطيين.

معارضة سوريا: الأسد نشر دروعا بشرية ضد الهجمات

                                            قالت المعارضة السورية الأحد إن الرئيس بشار الأسد نقل معدات عسكرية وأفرادا إلى مناطق مدنية، ووضع سجناء في مواقع عسكرية كدروع بشرية ضد أي هجمات جوية غربية.

وأوضح الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الذي يتخذ من إسطنبول مقرا له، أن صواريخ من طراز سكود وراجمات صواريخ نقلت، بالإضافة إلى جنود، إلى مواقع من بينها مدارس ومدن جامعية ومبان حكومية داخل المدن.

وأضاف الائتلاف في بيان أن تقارير من داخل سوريا تؤكد أن الأسد أمر أيضا بنقل المعتقلين إلى أهداف عسكرية واستخدامهم دروعا بشرية في مواجهة الضربات الجوية الغربية.

ولم يتسن لرويترز التأكد بشكل مستقل من هذه التقارير، وفشلت محاولات الوصول لمسؤولين سوريين للتعليق على ذلك.

وكان جنود سابقون قد قالوا لرويترز الأسبوع الماضي إن المواقع العسكرية في سوريا تتم تعبئتها بجنود معتقلين بسبب الشك في ولائهم، مما يجعلهم ضحايا محتملين في أي ضربات جوية تقودها الولايات المتحدة.

في الوقت نفسه يقول سكان إن آلافا من قوات الأمن والمليشيات الموالية للنظام نقلوا إلى مدارس ومبان سكنية في دمشق، مما جعلهم يختلطون بالسكان المدنيين على أمل النجاة من هجوم غربي.

وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم السبت إنه سيسعى للحصول على موافقة الكونغرس قبل القيام بعمل ضد دمشق لاستخدامها أسلحة كيميائية، في خطوة من المرجح أن تؤجل شن الهجوم عدة أيام على الأقل. ويقول منتقدون إن هذا التأخير يكسب ببساطة الأسد وقتا.

وكان ائتلاف المعارضة قد دعا في وقت سابق الكونغرس الأميركي إلى تأييد تدخل عسكري، وقال إن التراخي الدولي خلال الصراع الذي دخل الآن عامه الثالث شجع الأسد وسمح بتصاعد العنف.

مسؤول فرنسي: الأقمار الصناعية تثبت تورط الأسد بالكيماوي

كشف أن السلطات السورية قصفت مناطق الهجمات الكيماوية لاحقا لمحو الأدلة

روما – فرانس برس، رويترز

كشف مسؤول حكومي فرنسي، نقلا عن المخابرات الفرنسية، أن صور الأقمار الصناعية تبين أن هجوم 21 أغسطس/آب في سوريا الذي استهدف الغوطة في ريف دمشق جاء من ناحية مناطق تسيطر عليها الحكومة السورية.

وقال “إن الهجوم كان محاولة فيما يبدو من الحكومة السورية لاستعادة أراض”، وأشار إلى أن السلطات السورية قصفت مناطق الهجمات الكيماوية لاحقا لمحو الأدلة.

وأضاف “أن الهجوم الكيماوي كان هائلا ومنسقا وليست لدى المعارضة وسائل لتنفيذه”.

وأعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الإيطالية الاثنين أنه ليس هناك أي اجتماع مقرر الأحد المقبل لمجموعة أصدقاء سوريا.

وقال المتحدث “لن يعقد أي اجتماع لمجموعة أصدقاء سوريا في روما لا الأحد ولا أي يوم آخر”، مضيفا “نحن لم ندع أبدا لاجتماع لهذه المجموعة”.

وكانت وكالة أنسا الإيطالية نقلت قبل ذلك عن “مصادر دبلوماسية مختلفة” قولها إن اجتماعا لمجموعة أصدقاء سوريا سيعقد الأحد في الثامن من سبتمبر/أيلول المقبل في روما.

وأضافت الوكالة أن الاجتماع سيعقد “على الأرجح على مستوى وزراء الخارجية”.

وكانت وزيرة الخارجية الإيطالية إيما بونينو أعلنت قبل أيام أن اجتماعا لمجموعة أصدقاء سوريا سيعقد في الرابع من سبتمبر/أيلول من دون أن تحدد مكان اللقاء.

وتتألف مجموعة أصدقاء سوريا من 11 بلدا، أبرزها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وقطر.

الناتو: يجب الرد بصرامة على “كيماوي الأسد” حتى لا يتكرر

أكد أن هناك أدلة كافية تدين النظام السوري بتورّطه في استخدام الغازات السامة

بروكسل – نور الدين الفريضي

قال الأمين العام لحلف الناتو أندرس فوغ راسموسين في مؤتمر صحافي من بروكسل إنه لا يمكن تجاهل الهجوم الكيماوي ضد المدنيين في سوريا، وأضاف: “يجب الرد بشكل حازم وقوي على تلك الجريمة حتى لا تتكرر”، مشيراً الى أن عدم الرد بقوة يعني السماح للأنظمة الديكتاتورية بالتمادي في قتل الشعوب.

واعتبر أن الوضع في سوريا معقد جداً وبالتالي الإجراءات فيها معقدة.

وشدد على أهمية تكثيف العمل الدولي لمنع استخدام الأسلحة الكيماوية مستقبلاً، مؤكداً أن هناك أدلة كافية تدين النظام السوري وتؤكد تورّطه في استخدام الغازات السامة في الغوطة بريف دمشق.

وأكد أنه على قناعة شخصية بأن الحكومة السورية مسؤولة عن الهجوم الكيماوي الذي راح ضحيتها المئات من القتلى بينهم الكثير من النساء والأطفال.

واعتبر راسموسين أن الهجوم على أي دولة بحلف الناتو هو اعتداء على الحلف بأكمله.

وسط الدماء..أسماء الأسد منشغلة بتوريث ابنها وبرشاقتها

تقرير بريطاني أثار موجة غضب عارمة بنشره صوراً وشهادات لمقربين من عائلة الأسد

دبي – سهام بن زاموش

نُشر مؤخراً تقرير بريطاني يحوي معلومات وصوراً وشهادات توثّق عدم اكتراث زوجة الرئيس السوري أسماء الأسد بما يدور من حولها.

وفي الوقت الذي يحبس العالم أنفاسه توقعاً لضربة عسكرية على سوريا، تنشغل أسماء الأسد برشاقتها ومشترياتها، فيما هاجسها الأكبر بقاء ابنها وريثاً لعرش الرئاسة.

وأثار التقرير البريطاني موجة غضب عارمة بنشره صوراً وشهادات لمقربين من عائلة الأسد ومن زوجة الرئيس السوري تبرز عدم اكتراث الأخيرة بما يدور من حولها.

وجاء في التقرير أن السيّدة الأولى للنظام السوري تعيش حياة بذخ وتتباهى بذلك، على وقع غارات وضربات عسكرية أودت بحياة 100 ألف سوري، وشرّدت أكثر من مليونين خارج ديارهم.

أسماء – وبحسب مقرّبين منها – تفعل كل ما في وسعها لإبقاء عقلها بعيداً عن الفوضى، من خلال استمرارها في التسوّق عبر الإنترنت من أغلى الماركات العالمية، ومتابعة آخر صيحات الموضة في لندن، وكذلك اهتمامها بالمحافظة على رشاقتها، وبتوفير أرقى درجات الرفاهية لأطفالها الثلاثة.

وكشف التقرير البريطاني كذلك أن أسماء الأسد تتنقل بحرية تامة وتسافر بين الفينة والأخرى إلى لبنان لمقابلة استشاري القلب، ووالدتها، كما أن عائلتها تزورها من حين لآخر.

أسماء التي باتت – بحسب مقرّبين منها – بلا قلب ومهووسة بالمبالغة بالاهتمام بمظهرها وأناقتها ورفاهية عائلتها، واثقة بأن عائلتها ستحكم سوريا لسنوات قادمة، بل وعلى ثقة تامة بأن ابنها الأكبر حافظ سيكمل مشوار جده وأبيه ليكون وريثاً لعرش الرئاسة.

قائد بالجيش الحر: نظام الأسد فخخ الأبنية تحسباً للضربة

العقيد سعد الدين قال إن معنويات جيش النظام منهارة خوفاً من الهجوم الأميركي

دبي – قناة العربية

كشف العقيد قاسم سعد الدين، وهو عضو القيادة العليا العسكرية في أركان الجيش الحر، لقناة “العربية” عن وجود خطة كاملة وشاملة للقيادة العسكرية العليا وقيادة الأركان على كافة الأصعدة، وأكد إعادة انتشار المقاتلين، وذلك بسبب تغيير قوات النظام للمواقع العسكرية والأمنية.

وتحدث عن أن معنويات قوات النظام منهارة بسبب الضربة العسكرية المرتقبة، وقال إن الضباط بدأوا بالانشقاق وهناك من الضباط من أكد انسحابه في حال وقوع الضربة العسكرية.

وقال سعد الدين متحدثاً من الحدود السورية التركية إن “قوات النظام انسحبت من بعض المواقع لتلجأ للمدارس والجامعات”، وأشار إلى أن النظام قام بتفخيخ الأبنية حتى يتم قتل المدنيين خلال الضربة العسكرية ليتم بعدها وضع اللوم على الغرب وأميركا.

تصعيد عسكري على كافة الجبهات

وفي سياق متصل، أعطى تأجيل الضربة العسكرية الأميركية لسوريا حتى تصويت الكونغرس سلباً أو إيجاباً عليها، مساحة من الوقت لنظام بشار الأسد بالتصعيد العسكري على كافة الجبهات، فكثفت قوات النظام القصف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ والطيران الحربي على أحياء في العاصمة دمشق وعلى مدن وبلدات الريف.

وأفادت شبكة “شام” الإخبارية بقصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على أحياء التضامن ومخيم اليرموك والقابون وجوبر وبرزة، واشتباكات على مداخل حي مخيم اليرموك بين الجيش الحر وجيش النظام.

وفي ريف دمشق استهدف الطيران الحربي بالقصف بساتين مدينة النبك وقصف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة مدن وبلدات الرحيبة ومعضمية الشام والزبداني وزملكا وبيت سحم، وعلى عدة مناطق بالغوطة الشرقية ووقعت اشتباكات عنيفة على طريق مطار دمشق الدولي من جهة بلدة بيت سحم واشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة على الجبهة الغربية من مدينة داريا.

قصف بالمدفعية الثقيلة والهاون

وفي دير الزور شرقاً أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بقصف مدفعي عنيف جداً تقوم به قوات النظام يستهدف حي العرضي ومنطقة الحسينية في المدينة، وطال قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة والهاون مدينة الرستن وقرية الزارة بريف حمص.

وقامت كتائب الجيش الحر في حلب باستهداف مواقع لما يسمى الجيش الشعبي التابع للنظام بالمدفعية وحققت إصابات مباشرة.

ومن جهته، قصف جيش النظام بالمدفعية الثقيلة حي مساكن هنانو بالتزامن مع اشتباكات في حي بستان الباشا بين الجيش الحر وجيش النظام، وطالت اعتداءات قوات النظام وشبيحته مدينتي إنخل والشيخ مسكين في ريف درعا، ومدينة أريحا وجبل الأربعين بريف إدلب، وقرى ناحية ربيعة في جبل التركمان بريف اللاذقية، وبلدة كفر نبودة بريف حماة.

لافروف: ضرب سوريا سيؤجل مؤتمر”جنيف2″ للأبد

تحدث عن إمكانية تأجيله إلى الأبد إذا مضت الولايات المتحدة في خطتها

موسكو – فرانس برس

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الاثنين، إن مؤتمر السلام المقرر عقده في جنيف للتوصل إلى تسوية للنزاع في سوريا سيؤجل لفترة طويلة “إن لم يكن للأبد”، إذا مضت الولايات المتحدة في خطتها توجيه ضربة عسكرية لسوريا.

وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي مع وزيرة خارجية جنوب إفريقيا: “إذا نفذت بالفعل العملية التي أعلنها الرئيس الأميركي باراك أوباما، وهو أمر نأسف له جميعنا، فسيؤدي ذلك إلى تأجيل فرص عقد هذا المؤتمر لفترة طويلة إن لم يكن للأبد”.

يذكر أنه في أعقاب هجوم بالسلاح الكيماوي في ضاحية دمشق في 21 أغسطس/آب اتهم الأميركيون نظام الرئيس السوري بشار الأسد بتنفيذه، وطلب أوباما من الكونغرس التصويت لصالح توجيه ضربات جوية الى سوريا.

ويحاول الروس والأميركيون والأمم المتحدة منذ أشهر تنظيم مؤتمر للسلام بعنوان “جنيف 2” للبحث عن حل سياسي بالتفاوض بين دمشق والمعارضة المسلحة.

ويتوقع أن يسترجع المؤتمر الخطوط العريضة لاتفاق دولي أبرم في جنيف في 30 يونيو/حزيران 2012 لم يطبق ويضع أسساً عملية انتقالية سياسة في سوريا.

وكان يفترض عقد الشقّ الثاني من آلية جنيف في يونيو، لكنه أرجئ الى يوليو/تموز لوجود خلافات كبرى حول أهدافه والمشاركين فيه، بالإضافة لاستمرار الحرب التي أسفرت عن مقتل أكثر من 100 ألف شخص في عامين ونصف.

وتدعم روسيا عسكرياً النظام السوري، فيما تدعم الولايات المتحدة المعارضة المسلحة.

روسيا تحث الكونغرس على رفض ضرب سوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

يسعى أعضاء البرلمان الروسي لحث الكونغرس الأميركي على التصويت بالرفض لتوجيه ضربات عسكرية لسوريا وفقا لما قالت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي للرئيس فلاديمير بوتين الاثنين، وذلك بعد أن طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما موافقة الكونغرس لشن تلك الضربات.

وقالت فالنتينا ماتفيينكو “اعتقد أنه إذا تمكنا من إجراء حوار مع شركائنا في الكونغرس الأميركي، سنفهم على الأرجح بعضنا البعض أفضل، ونأمل أن يتخذ الكونغرس الأميركي في النهاية موقفا متوازنا وألا يؤيد اقتراح استخدام القوة في سوريا دون وجود حجة قوية.”

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن، الاثنين، أن روسيا غير مقتنعة إطلاقا بالأدلة التي قدمتها الولايات المتحدة وحلفاؤها لتأكيد استخدام دمشق أسلحة كيمياوية ودفعتها إلى اتخاذ قرار بتدخل عسكري.

وفي سياق متصل، قال هونغ لي المتحدث باسم الخارجية الصينية أن على الجميع الانتظار حتى انتهاء فريق المفتشين الدوليين من تحقيقاتهم حول الهجوم الكيماوي، مطالبا إياهم بتحقيق “موضوعي ومحايد”.

من جانبها، دعت دمشق الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى”منع أي عدوان” على سوريا.

وذكرت وكالة الأنباء السورية “سانا” أن مندوب سوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري بعث برسالة إلى بان يدعوه فيها باسم الحكومة السورية “إلى الاضطلاع بمسؤولياته من أجل بذل مساعيه لمنع أي عدوان على سوريا، والدفع قدما باتجاه التوصل إلى حل سياسي سلمي للأزمة في سوريا”.

من جهته، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو”أندرس راسموسن، إن الحلف مستعد لمواجهة التحديات الأمنية في سوريا. لافتا إلى أنه لم يتم اتخاذ قرار حتى الآن بشأن توجيه ضربة في سوريا.

وأفاد مصدر حكومي فرنسي لوكالة فرانس برس أن الحكومة الفرنسية ستضع في تصرف البرلمان، يوم الاثنين، وثائق توضح مسؤولية دمشق عن الهجوم الكيماوي، موضحا أن الوثائق تتضمن “أدلة من طبيعة مختلفة تسمح بالتعرف بشكل جيد إلى أن النظام هو المسؤول عن الهجوم الكيماوي في 21 أغسطس”.

واستبعدت بريطانيا إجراء تصويت جديد في مجلس العموم على المشاركة بضربة عسكرية لسوريا بعد أن صوت المجلس في المرة الأولى بالرفض، في حين ربطت فرنسا موقفها من الضربة بالموقف الأميركي.

كما حمّل وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماعهم في القاهرة، الأحد، الحكومة السورية المسؤولية الكاملة عن استخدام السلاح الكيماوي.

انقسام بالكونغرس حيال “ضربة سوريا

محمد الأحمد- واشنطن – سكاي نيوز عربية

يشهد الكونغرس الأميركي، انقساما كبيرا حول الأزمة السورية بعد أن طلب الرئيس أوباما تفويضا من ممثلي الشعب الأميركي قبل أي تدخل عسكري ضد النظام السوري ردا على استخدام أسلحة كيماوية في غوطة دمشق.

وفيما أعرب أعضاء بالكونغرس عن تحفظهم من رسالة أوباما للكونغرس معتبرين أنها تفتح الباب على مصراعيه لتدخل مفتوح في سوريا، أعلن أعضاء بالحزب الديمقراطي أن مسودة جديدة تتم صياغتها ستكون أكثر وضوحا في التأكيد على طبيعة التدخل وجدوله الزمني في خطوة تهدف لكسب تأييد أكبر داخل الكونغرس.

وكان عدد من المشرعين الديمقراطيين قد عبروا عن رفضهم  للغة التي حملتها رسالة أوباما، سيما من جانب الأعضاء التوافقيين داخل الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

مسؤولون في الإدارة الأميركية كانوا قد عقدوا جلسة إحاطة  في مقر الكونغرس لعدد من المشرعين حيث قدمت الإدارة الأميركية وثائق سرية تشير إلى دلائل حول وقوف النظام السوري وراء الهجوم الكيماوي في غوطة دمشق في 21 من الشهر الماضي.

وفاجأت خطوة الإدارة الأميركية بطلب تفويض من الكونغرس الجميع ما أجل الضربة العسكرية على سوريا بعد أن كانت وشيكة بحسب كل المؤشرات.

وقال السيناتور كريس فان هولن وهو مفتش أممي سابق للأسلحة الكيماوية والبيولوجية العراقية إن المسودة الجديدة ستتضمن تعهدا بعدم إرسال قوات لسوريا وتحديد طبيعة التحرك العسكري ومدته.

يلتقي الرئيس أوباما الأحد كلا من السيناتور جون ماكين وزميله في الحزب الجمهوري ليندسي غاراهام اللذان يطالبان بعملية عسكرية موسعة تغير موازين القوى لصالح المعارضة السورية.

ويميل جناح الليبراليين والمحافظين إلى رفض استخدام القوة العسكرية في سوريا.

وقد تساءل النائب الجمهوري عن ولاية فرجينيا سكوت ريجيل ما إذا كان استخدام القوة المسلحة ضد الأسد يمثل المقاربة الصحيحة في هذا الوقت!

 في الأثناء، أجرى وزير الخارجية الأميركي جون كيري سلسلة اتصالات مع ديبلوماسيين عرب في مقدمتهم وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل لبحث تداعيات الأزمة السورية.

تراهن الإدارة الأميركية على موقف عربي أكثر وضوحا في دعم الحملة العسكرية الأميركية المرتقبة تستغله إدارة أوباما في المناقشة الداخلية بين أعضاء مجلس النواب والشيوخ.

سوريا.. “الضربة المحدوة” قد تتسع

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أثار طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما تفويضا من الكونغرس للمضي قدما بضربته العسكرية ضد سوريا، إضافة إلى وصول قطع حربية جديدة إلى البحر الأحمر لتضاف إلى المدمرات الست الموجودة في المتوسط، استنتاجات بأن الضربة التي تخطط لها واشنطن قد لا تكون محدودة وقد تتسع لتصل إلى إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.

فقد طلب أوباما السبت الماضي ضوءا أخضر من الكونغرس يسمح له بتوجيه ضربات عسكرية ضد سوريا، وتلا ذلك وصول حاملة الطائرات الأميركية التي تعمل بالطاقة النووية “نيميتز” وسفن أخرى في مجموعتها القتالية إلى البحر الأحمر لدعم الهجوم الأميركي المحتمل.

وقد أرسل البيت الأبيض إلى الكونغرس مشروع قرار يطلب فيه السماح بتوجيه ضربات عسكرية ضد سوريا من أجل “تجنب” حصول هجمات كيماوية أخرى، لكن أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي رأوا في مشروع القرار إمكانية تفتح المجال لتدخل غير محدود في سوريا، وأشار بعضهم إلى إمكانية رفض طلب أوباما باستخدام القوة العسكرية ما لم يتم اعتماد مسودة أكثر وضوحا لمشروع القرار.

وفي هذه الأثناء، أعلن عضو مجلس الشيوخ الأميركي، جون ماكين، أنه يبحث عن خطة لإسقاط حكم الرئيس السوري بشار الأسد قبل أن يصوت على توجيه ضربة عسكرية لدمشق.

وقد ضاعف الرئيس الأميركي ونائبه جو بايدن وكبير موظفي البيت الأبيض، جهودهم عبر عدد من المكالمات الهاتفية مع أعضاء مجلسي النواب والشيوخ في الكونغرس لإقناعهم في التصويب بالموافقة على خطة أوباما وفقا لما ذكر مسؤول أميركي لمراسلنا في واشنطن.

ومن جهته أطلق وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، حملة لإقناع الكونغرس بالموافقة على شن ضربة عسكرية ضد ، مؤكدا أن واشنطن لديها أدلة على أن هذا النظام استخدم غاز السارين في هجوم أغسطس قرب دمشق.

ويدعم بعض حلفاء واشنطن توجيه ضربة واسعة النطاق، إذ حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من أن توجيه ضربة محدودة سيزيد الوضع تعقيدا في سوريا.

وقال أردوغان في مهرجان خطابي،أمس الأحد، باسطنبول إن “ضرب أهداف محدودة فقط لا يقربنا من حل”،مشددا على أنه يتوجب على الرئيس السوري بشار الأسد أن “يتنحى عن منصبه فورا ويغادر إلى بلد يوافق على استقباله”.

المتحدث باسم الائتلاف السوري: لن نشارك بجنيف2 إلا إذا ضمنّا التحول الديمقراطي

روما (2 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّد المتحدث باسم ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية أن المعارضة لن تذهب إلى مؤتمر جنيف2 إلا إذا بعد الحصول على مؤشرات بأن النظام وحلفائه مستعدون لتسهيل عملية التحول الديمقراطي، محذرا من أن نظام دمشق لن يرضخ للحل السياسي إلا بدعم كبير تتلقاه المعارضة أو حرب طويلة تفتته

وأعرب لؤي صافي، القيادي في الائتلاف الوطني السوري المعارض والناطق باسمه، عن خشيته أن تجعل الضربات الأمريكية النظام أكثر قوة إن كانت “ضعيفة وغير موجهة” وقال لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “إذا كانت الضربات ضعيفة وغير موجعة فإنها ستؤدي إلى عكس الغرض المرجو منها، وإذا لم تضعف الضربات قدرة النظام على استخدام سلاح الطيران والصورايخ ضد المدن والقرى السورية فإنها لن تحقق هدف معاقبة النظام وردعه” وفق تعبيره

وبشأن مؤتمر جنيف2، قال صافي “إن المؤتمر ليس غاية ولكنه وسيلة، الغاية هي إنهاء الصراع المسلح في سورية وتحقيق أهداف الثورة في نقل السلطة من نظام يقوم على حكم الفرد وسيادة الطغمة الحاكمة إلى آخر يقوم على حكم الشعب وسيادة الوطن”

وتابع “المعارضة السورية لن تذهب إلى مؤتمر جنيف2 إلا إذا كانت الشروط مناسبة للقيام بهذه النقلة من حكم الفرد إلى حكم الشعب، وسنذهب فقط عندما نتحصل على مؤشرات على أن النظام وحلفائه على استعداد لتسهيل عملية التحول الديمقراطي” حسب تأكيده.

ولكن صافي أضاف “أظهرت الأشهر الماضية أن النظام وحلفائه يسعون إلى الهيمنة والسيطرة والاستمرار في الحل العسكري، وهذا ما دفعنا إلى رفض الذهاب إلى جنيف حتى تتحقق الشروط المناسبة التي بينتها سابقاً، ونحن سنعود إلى إعادة تقييم الموقف إذا ظهرت مؤشرات جديدة في أن التحول الديمقراطي أصبح هدفاً لمفاوضات جنيف”.

وعن بدائل جنيف 2 برأي الائتلاف، قال الناطق باسمه “لقد قلنا مراراً وتكراراً إننا مع حل سياسي يسمح بنقل السلطة والتحول الديمقراطي، ولكننا ماضون في مواجهة النظام طالما أصر على التحكم في البلد وقمع الشعب واختصار الوطن في وثن” على حد تعبيره.

واضاف منوها “لن يرضخ النظام للحل السياسي إلا عندما يوقن أن احتمالات ربح المعركة عسكرياً ضعيفة وأن بقائه أصبح في خطر، وهذا يتطلب إضعاف قواه العسكرية وتقوية قوى المعارضة، وهذا سيحدث إما بدعم كبير تتلقاه المعارضة أو حرب طويلة تفتت عضد النظام”، وفق قوله

وأعلنت الولايات المتحدة أنها ستقوم بتوجيه ضربة عسكرية للنظام السوري عقاباً له لاستخدامه الأسلحة الكيماوية، لكنها أشارت إلى أن هذه الضربة ستكون محدودة ولن تُسقط النظام، ويرى مراقبون أن الضربة تهدف إلى إضعافه لإرغامه للذهاب إلى مؤتمر جنيف2 الداعي لحل سياسي تفاوضي بين النظام والمعارضة لإنهاء الأزمة السورية

الأزمة السورية: الحكومة الفرنسية تطلع برلمانيين على تقارير “إدانة” دمشق

تتعرض الحكومة الفرنسية لضغوط لإجراء تصويت في البرلمان للقيام بضربة عسكرية ضد سوريا

يعقد رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك إيرولت اجتماعا مع زعماء بارزين في الجمعية الوطنية ” البرلمان الفرنسي” يعرض خلاله تقرير أجهزة الاستخبارات الفرنسية حول استخدام الأسلحة الكيمياوية في سوريا.

وصرحت مصادر حكومية بأن التقارير الاستخباراتية أوضحت قيام الحكومة السورية بتخزين أكثر من ألف طن من المواد الكيمياوية مثل غاز السارين وغاز الخردل.

ويدعم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند القيام بعمل عسكري ضد سوريا. وقال في وقت سابق إنه عازم على معاقبة حكومة دمشق جراء استخدامها سلاحا كيماويا.

ولكن ثمة ضغط متزايد على الساحة السياسية في فرنسا لإجراء تصويت في البرلمان على هذا الأمر، على غرار الولايات المتحدة وبريطانيا.

ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن اليزابيث غيغو رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الفرنسي قولها إن الحكومة الفرنسية لن تذعن لمطالبات شخصيات من المعارضة بإجراء تصويت في البرلمان على اتخاذ إجراء عسكري ضد سوريا.

ووفقا للدستور الفرنسي يحق للرئيس وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة أن يأمر بالتدخل العسكري بشرط أن يبلغ البرلمان خلال ثلاثة أيام من بدء العملية. لكن إذا كانت العملية ستستمر أكثر من 4 أشهر فعليه أن يطلب موافقة البرلمان الفرنسي على استمرارها.

جهد منسق

في هذه الأثناء، يواصل البيت الأبيض الأمريكي جهدا منسقا لإقناع أعضاء الكونغرس بوجود حاجة للقيام بعمل عسكري ضد الحكومة السورية وذلك قبل أيام من تصويت متوقع في هذا الصدد.

وقد قطع العديد من النواب عطلتهم الصيفية وعادوا إلى واشنطن لحضور جلسة إحاطة من قبل الاستخبارات الأمريكية تستهدف تعزيز ما تقوله إدارة الرئيس باراك أوباما من أن دمشق استخدمت غاز الأعصاب في هجوم وقع قبل أسبوعين، وأدى لمقتل أكثر من ألف وأربعمئة شخص.

وتنفي دمشق مسؤوليتها عن الهجوم، وتوجه أصابع الاتهام إلى مسلحي المعارضة.

وحذرت الحكومة السورية من أن أي إجراء عسكري أمريكي ضدها سيمثل “دعما لتنظيم القاعدة والحركات التابعة له”.

تحمل مسؤوليات

وفي تطور جديد، طلبت سوريا من الأمم المتحدة منع “أي عدوان” في إشارة إلى العمل العسكري الأمريكي المحتمل ضد النظام السوري.

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية على موقعها باللغة الإنجليزية إن بشار الجعفري مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة دعا في خطاب موجه إلى بان كي مون الأمين العام للمنظمة الدولية وماريا كريستينا برسيفال الرئيسة الدورية لمجلس الأمن ” الأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياتها في منع أي عدوان على سوريا والدفع من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا”.

ودعا الجعفري مجلس الأمن إلى “القيام بدوره كصمام أمان لمنع الاستخدام العبثي للقوة خارج إطار الشرعية الدولية”.

بصورة فردية

في غضون ذلك، أعربت الصين الاثنين عن “قلقها الشديد” من احتمال تنفيذ “أعمال عسكرية بصورة فردية” تستهدف النظام السوري مشددة على أن “الحل السياسي” وحده يؤدي إلى ايجاد حل للأزمة السورية.

وقال هونغ لي المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ” إننا نشعر بقلق شديد من احتمال اقدام دول على القيام بأعمال عسكرية بصورة فردية” ضد سوريا.

وأضاف أن بكين “تعارض استخدام اي طرف للاسلحة الكيمياوية”.

BBC © 2013

الصراع في سوريا: الحكومة البريطانية تستبعد عرض موضوع سوريا على البرلمان مرة أخرى

أعلن متحدث باسم داونينغ ستريت أن الحكومة البريطانية لا تنوي “أبدا” توجيه الدعوة مرة ثانية إلى النواب بعد رفض البرلمان الخميس الماضي المشاركة في عمل عسكري محتملة ضد سوريا.

وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، ردا على دعوات ملحة لعدد كبير من النواب يرغبون في إعادة طرح الموضوع، إن “البرلمان عبر عن رأيه، ولذلك لا تنوي الحكومة أبدا العودة إلى البرلمان”.

وأعلن نائب رئيس الوزراء نك كليغ أيضا أنه لا يرى كيف يمكن أن تطرح الحكومة المؤيدة لتدخل في سوريا “المسألة نفسها حول الموضوع نفسه” مرة ثانية في البرلمان.

وكان مجلس العموم قد عارض الخميس مشاركة لندن في عمل عسكري على سوريا لاتهام الحكومة بشن هجوم بأسلحة كيماوية في ريف دمشق في 21 أغسطس/آب.

وبعد النقاش البرلماني الذي انتهى بتوجيه لطمة إلى رئيس الحكومة، عارض 285 نائبا مشاركة بريطانية في حملة تأديبية، في مقابل 272 أيدوها.

وتعهد ديفيد كاميرون باحترام تصويت البرلمان، واستبعد منذ ذلك الحين أي عملية ضد الحكومة السورية.

أغلبية تؤيد قرار البرلمان

أفاد استطلاع للرأي نشرت نتائجه مؤسسة “اي سي ام ريسرتش” الاثنين، أن 71 في المئة من الأشخاص المستطلعة آراؤهم في بريطانيا، يوافقون على قرار النواب البريطانيين.

لكن أصواتا عدة طالبت في نهاية الأسبوع بموقف أكثر مرونة، خصوصا بعد قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما تأجيل التدخل في انتظار الحصول على موافقة الكونغرس على شن عمل عسكري.

وكتب عمدة لندن بوريس جونسون الاثنين في مقالته الأسبوعية في الدايلي تلغراف أن العودة إلى البرلمان يمكن أن تبدو مفيدة “إذا ما ظهرت أدلة جديدة وأفضل تدين” الرئيس السوري بشار الأسد.

وأعلن وزير الخارجية وليام هيغ الأحد في تصريح لبي بي سي أن “معلومات جديدة عن هجمات كيماوية لن تؤدي كما أعتقد إلى تغيير رأي النواب الذين لم يدعموا خطط الحكومة”.

BBC © 2013

الاسد: أي ضربة فرنسية سيكون لها عواقب سلبية

باريس (رويترز) – سخر الرئيس السوري بشار الاسد يوم الاثنين من مزاعم ان قواته مسؤولة عن هجوم كيماوي وقع في دمشق الشهر الماضي وحذر فرنسا من ان اي عمل عسكري تقوم به ضد حكومته ستكون له عواقب سلبية.

ونقلت صحيفة لوفيجارو الفرنسية عن الاسد قوله في مقابلة “من يوجهون اتهامات عليهم ابراز الدليل. لقد تحدينا الولايات المتحدة وفرنسا ان تأتيا بدليل واحد. ولم يتمكن (الرئيسان) أوباما وأولوند من ذلك.”

واضاف “كل من يساهم في الدعم المالي والعسكري للارهابيين هو عدو للشعب السوري. اذا كانت سياسات الدولة الفرنسية معادية للشعب السوري فالدولة عدوته. وستكون هناك عواقب.. سلبية بالتأكيد.. على المصالح الفرنسية.”

(اعداد عمر خليل للنشرة العربية – تحرير عماد عمر)

حاملة الطائرات الأمريكية نيميتز تدخل مياه البحر الأحمر

واشنطن (رويترز) – قال مسؤولو دفاع أمريكيون إن حاملة الطائرات الأمريكية نيميتز وأربع سفن أخرى في مجموعتها الهجومية دخلت مياه البحر الأحمر يوم الإثنين واصفين الخطوة بأنها “تخطيط حذر” في حال صدرت الأوامر بشن هجوم عسكري على سوريا.

وقال المسؤولون إن نيميتز دخلت مياه البحر الأحمر في حوالي الساعة السادسة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة (1000 جرينتش) لكن المجموعة الهجومية لم تتلق أي أوامر بالتحرك صوب البحر المتوسط حيث تتمركز خمس مدمرات أمريكية وسفينة إنزال استعدادا لهجمات صاروخية محتملة من البحر على سوريا.

وكان الهدف من تحريك نيميتز الى البحر الأحمر هو زيادة عدد القطع الأمريكية تحسبا لاحتياجها في دعم ما وصفه مسؤولون أمريكيون بأنه هجوم محدود على سوريا بعد مزاعم استخدامها للسلاح الكيماوي ضد مدنيين.

وقال مسؤول طلب عدم نشر اسمه لأنه غير مُخول بالتحدث للصحافة “إنها تجعل هذه المجموعة الهجومية في وضع للرد على مختلف الطوارئ.”

وذكر المسؤولون أن نيميتز ترافقها السفينة برينستون وثلاث مدمرات هي وليام بي لورانس وستوكديل وشوب.

وأضافوا أنه لم يتغير وضع ست سفن أمريكية تتمركز الان في شرق البحر المتوسط لكن مخططين عسكريين يعيدون تقييم الوضع بالنظر إلى تأخير الهجمات الصاروخية التي كانت متوقعة مطلع هذا الأسبوع.

وتراجع الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم السبت عن شن هجمات وشيكة من خمس مدمرات قبالة ساحل سوريا حتى يعطي الوقت للكونجرس للتصويت بالموافقة عليها. وقال مسؤولو دفاع إن التأخير منحهم المزيد من الوقت لاعادة النظر بشأن السفن وغيرها من الأسلحة التي ستبقى في المنطقة وإمكانية السماح لبعضها بالمغادرة. ويعود الكونجرس للانعقاد في التاسع من سبتمبر أيلول.

وضاعف الأسطول الأمريكي من وجوده في شرق البحر المتوسط خلال الأسبوع المنصرم فأرسل مدمرتين أخرتين إلى ثلاث مدمرات تقوم بدوريات في المنطقة.

وتحمل المدمرات نحو 200 صاروخ توماهوك لكن مسؤولين يقولون إن شن هجوم محدود على سوريا قد يتطلب نصف هذا العدد من الصواريخ.

وذكرت رويترز يوم الأحد أن المسؤولين غيروا مسار حاملة الطائرات نيميتز التي كان من المقرر أن تبحر شرقا حول آسيا عائدة إلى مرساها في ايفريت بولاية واشنطن وذلك بعدما كان من المقرر خلال الأيام القليلة الماضية أن تحل السفينة هاري ترومان محلها.

وقال مسؤولون إن سفينة الانزال كيرسارج بقيت في شمال بحر العرب وإنه لا توجد خطط لنقلها إلى البحر الأحمر.

ولعبت السفينة كيرسارج دورا مهما في الهجمات على ليبيا عام 2011.

(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير عماد عمر)

المخابرات الفرنسية: الاسد مسؤول عن هجوم كيماوي “صخم ومنسق

باريس (رويترز) – قال مصدر بالحكومة الفرنسية لرويترز ان القوات المؤيدة للرئيس السوري بشار الاسد نفذت هجوما كيماويا “ضخما ومنسقا” يوم 21 اغسطس اب حسب تقرير للمخابرات الفرنسية رفعت السرية عنه ووزع يوم الاثنين.

ويتضمن التقرير الذي أصدره جهازا المخابرات العسكرية والخارجية وسيقدم لنواب البرلمان في وقت لاحق يوم الاثنين خمس نقاط تشير الى ان الاسد مسؤول عن الهجمات. وقال المصدر “يمثل ذلك تهديدا كبيرا للامن الوطني والعالمي.”

وذكر المصدر ان معلومات المخابرات تتضمن صورا بالاقمار الصناعية تظهر ان الهجمات شنت من مناطق تسيطر عليها الحكومة الى الشرق والغرب من دمشق وتستهدف مناطق تسيطر عليها المعارضة. وقال المصدر ان قوات الاسد قصفت مناطق الهجوم بعد ذلك لمحو الادلة.

وقال المصدر “على عكس الهجمات السابقة التي استخدمت كميات صغيرة من الكيماويات ولم تكن تهدف الى ترويع الناس كان هذا الهجوم تكتيكيا واستهدف استعادة اراض.”

(اعداد عماد عمر للنشرة العربية – تحرير عمر خليل)

كيري وهاجل يدليان بإفادتيهما في جلسة لمجلس الشيوخ بخصوص سوريا

واشنطن (رويترز) – قالت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي إن وزير الخارجية جون كيري ووزير الدفاع تشاك هاجل سيدليان بإفادتيهما أمام اللجنة بخصوص إجازة استخدام القوة العسكرية في سوريا.

وكان الرئيس باراك أوباما أعلن يوم السبت انه سيطلب من الكونجرس إجازة القيام بعمل عسكري عقابي ضد سوريا بعد وقوع هجوم بالأسلحة الكيماوية على ما يبدو في 21 أغسطس آب. وتسعى الإدارة الأمريكية لاقناع أعضاء الكونجرس باجازة التحرك العسكري من خلال الاتصالات الهاتفية والاجتماعات وتقديم الافادات وعقد مؤتمرات عبر الهاتف.

(إعداد حسن عمار للنشرة العربية- عمر خليل)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى