أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة، 21 أيلول 2012


مجزرة بقصف جوي لمحطة وقود في الرقة

نيويورك – راغدة درغام؛ لندن، بيروت، دمشق، لاهاي – «الحياة»، رويترز، ا ف ب، اب

تجاوز عدد القتلى في سورية، منذ انطلاق الانتفاضة قبل 16 شهراً، 29 الفاً غالبيتهم من المدنيين، كما قال «المرصد السوري لحقوق الانسان»، في حين ارتكبت قوات النظام مجزرة جديدة ضد المدنيين في منطقة الرقة، راح ضحيتها حوالى 110 أشخاص بين قتيل وجريح، عندما قصفت طائرة حربية «محطة هشام»، وهي الاخيرة التي كانت تزود المواطنين بالوقود في المنطقة. وقالت وكالة «رويترز» ليل أمس ان قصف المحطة يأتي في اطار محاولة النظام منع المواطنين في المناطق المجاورة لتركيا من الحصول على البنزين او المازوت او غاز التدفئة قبيل فصل الشتاء.

والى نيويورك يصل غداً السبت الممثل الخاص المشترك الى سورية الأخضر الإبراهيمي، عائداً من جولته الإقليمية التي كانت دمشق إحدى محطاتها، على أن يقدم إحاطة الى مجلس الأمن الإثنين استبعدت مصادرمطلعة أن تتضمن خطة عمل «بل تصوراً عاماً حول مهمته».

ووصف ديبلوماسي رفيع الإبراهيمي بأنه «رجل الإطفاء الذي ينتظر نداء من أحد، لكن الحل السياسي للأزمة السورية غير متاح الآن لأن مصير سورية ستحدده البنادق، داخل سورية وليس في نيويورك».

ورسم الديبلوماسي صورة قاتمة للجهود الدولية في شأن الأزمة السورية، مشدداً على أن «الحل العسكري بالتأكيد ممكن خلافاً لما يقول الكثيرون». وشبه ما يجري في سورية بأنه «مشهد نتفرج عليه من الخارج حيث يتقاتل طرفان حتى الموت وليس في وسعنا ما نفعله»، معتبراً أن «مصير سورية سيحسم داخل سورية وبالبنادق وليس في نيويورك».

وحذر من أن «ما تقوله روسيا بأن بديل الأسد هو التطرف الإسلامي سيؤدي الى إطالة أمد الأزمة وتعزيز حضور التطرف الإسلامي تالياً، وهو ما نعلمه يقيناً من خلال تقارير استخباراتنا». وأشار الى أن «عدم مد الدول القادرة للمعارضة بالسلاح الفعال مرده تجربة تسليح المعارضة الليبية ومآل ذلك السلاح الذي نراه حالياً».

واستبعد الديبلوماسي نفسه «تحقيق أي خطوة في شأن الأزمة السورية خلال الأسبوع المقبل على هامش أعمال افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة، على رغم أنها ستكون من أبرز القضايا التي ستبحث على المستوى الثنائي وفي اجتماع مجموعة أصدقاء الشعب السوري». وجدد أن روسيا «ستتمسك بالرئيس بشار الأسد حتى النهاية ما سيبقي مجلس الأمن موصداً أمام أي تحرك».

وقال إن «الأمم المتحدة منظمة غير متحدة إلا حول القضايا التي لا تمس المصالح الكبرى، وكما ترفض الولايات المتحدة أي دور للأمم المتحدة في شأن النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي فإن روسيا ستضمن إبقاء الأزمة السورية خارج المنظمة الدولية، ما لم تتغير الظروف الحالية».

وفي جلسة لمجلس الأمن خصصت أمس للاستماع الى تقرير لجنة العقوبات على إيران قالت السفيرة الأميركية سوزان رايس إن «الصادرات العسكرية الإيرانية الى نظام الأسد في سورية تشكل جزءاً أساسياً من تجارة إيران غير المشروعة وتعد مصدر قلق خاص» للولايات المتحدة.

وكانت سورية شهدت أمس واحداً من اسوأ ايام القتال فيها خصوصاً مع الغارة على محطة للوقود، التي جاءت بعد ساعات من اسقاط طائرة هليكوبتر عسكرية قرب دمشق، واعلنت الحكومة السورية انها سقطت عرضاً بعد اصطدام مروحيتها بذيل طائرة مدنية قرب مطار دمشق الدولي. ولم تذكر وكالة الانباء السورية «سانا» ما اذا كانت السلطات اتخذت اجراءات لمنع الطيران الحربي من اختراق مسارات الطائرات المدنية او ما اذا كان مطار دمشق اصبح آمناً.

وشهدت حلب اعنف المعارك كما احتدم القتال في دمشق وأحيائها الجنوبية. وقال التلفزيون السوري الرسمي ومعارضون وشهود عيان إن قوات الأمن طوقت منطقة في حي اليرموك الذي تسيطر عليها المعارضة وداهمتها وألقت القبض على أكثر من 100 شخص، وقال معارضون إن آخرين قتلوا بالرصاص.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن عن مجزرة الرقة أن «30 شخصاً على الأقل قتلوا وجرح 83 آخرون»، متحدثاً عن «معلومات غير مؤكدة» عن تخطي عدد الضحايا 50 قتيلاً.

وقال ناشط إعلامي في المنطقة عرف نفسه باسم أبو معاوية «أن طائرة حربية تابعة للقوات النظامية ألقت برميلاً متفجراً على محطة هشام، وهي الوحيدة التي ما زالت تبيع الوقود في المنطقة».

ومع اعتراف المعارضة بانها لم تتمكن بعد من السيطرة سوى على ثلاث نقاط من النقاط الحدودية السبع التي تربط سورية وتركيا، قال مدير سابق للاستخبارات الفرنسية لوكالة «فرانس برس» انه «بالنسبة لأي ثورة، من الجوهري التمكن من الاستناد إلى حدود آمنة مع بلد حليف لإيجاد آليات للتزود بالرجال والأسلحة والمعدات سواء للدخول أو الخروج» من البلاد.

ورأى خبراء عسكريون «أن عدم إرسال دمشق تعزيزات كبيرة إلى جانب فقدانها السيطرة على مئات الكيلومترات من المنطقة الحدودية مع تركيا يشير الى قرار دمشق التخلي عن تلك الثكنات الصغيرة النائية التي يصعب الدفاع عنها وتموينها» والى ان «الجيش السوري بات في ظل تضاعف الجبهات في البلاد وعدم الوثوق في ولاء جميع الجنود مضطراً إلى تحديد أولويات لعملياته على الأرض ولم يعد قادراً على الرد على جميع هجمات الثوار عبر نشر قوات إضافية».

وفي لاهاي، حض ممثلون عن مجموعة «اصدقاء الشعب السوري»، التي تضم نحو ستين بلداً والجامعة العربية، اعضاء مجلس الامن الى حرمان سورية من «الموارد» التي تحتاجها لمواصلة النزاع.

تصعيد العمليات في دمشق وحلب وحمص

الأسد: الحوار هو السبيل الوحيد لحل الأزمة

    و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ

قتل 30 شخصا في انفجار لم تتضح أسبابه في محافظة الرقة بشمال سوريا، وتزامن مع تصعيد للعمليات العسكرية في دمشق وحلب وحمص، وقت أكد الرئيس السوري بشار الاسد ان “المسلحين لن ينتصروا في النهاية” في النزاع الذي أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقرا له انه أسفر خلال 18 شهرا عن سقوط أكثر من 29 الف قتيل غالبيتهم من المدنيين.

وفي لاهاي، دعا ممثلون لمجموعة “أصدقاء الشعب السوري” التي تضم نحو 60 بلدا وجامعة الدول العربية، بعد اجتماع عقدوه الخميس، أعضاء مجلس الامن الى حرمان سوريا الموارد التي تحتاج اليها لمواصلة النزاع الذي يمزق البلاد منذ آذار 2011. وأكدوا ان الاجراءات التي اتخذت حتى الآن “أثرت تأثيرا كبيرا على النظام السوري وقلصت عائداته بضعة مليارات من الدولارات” بفضل الحظر على تصدير النفط.

الأسد

 وشن الاسد في مقابلة مع مجلة “الاهرام العربي” المصرية الحكومية أورد مقتطفات منها الموقع الالكتروني للمجلة، هجوما عنيفا على المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا متهما الدول الثلاث بمساندة المعارضة السورية وتسليحها.

وقال ردا على سؤال عن العلاقة المتأزمة بين نظامه والسعودية وقطر، ان “هؤلاء … يتصورون ان في امكان أموالهم شراء الجغرافيا والتاريخ والدور الاقليمي”. وأكد أن المثلث الحقيقي للتوازن الاستراتيجي في إقليم الشرق الأوسط كان دائماً وسيظل مصر وسوريا والعراق، “أما السعوديون فقد كانوا وراء العدوان عام 1967 على مصر، وكانوا يباهون بأنهم قلموا أظافر عبد الناصر، وحتى قبل نشوب الأزمة (في سوريا) كانت علاقتهم بنا علاقة وساطة ما بين الغرب الذي لا يعجبه الخط المقاوم للصهيونية الذي تنتهجه سوريا وما بيننا”.

وأضاف ان “أمير قطر (الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني) يأتي إلينا حاملا أفكارا ومقترحات يعرف أن خط سوريا العروبي القومي لا يساوم عليها أبدا واليوم هم يدورون بإمكاناتهم المالية في فلك هذا النفوذ الغربي ويمدون الإرهابيين بالسلاح والمال على رجاء تكرار النمط الليبي بدلا من أن يقدموا الدعم للاستقرار الإقليمي فهم يعرضون السلاح ويعملون على رعاية المسلحين وتدريبهم وتهريبهم لتقويض توجهات الدولة السورية والتأثير على قرارها وسيادتها على أراضيها”. واتهم “القطريين” بانهم “كانوا الاسرع في تغذية العنف”.

وعن الدور التركي، قال: “خسر الأتراك كثيرا جدا بموقفهم الذي اتخذوه من الأزمة السورية، وهذه الحكومة تدرك جيداً أين وضعت نفسها ومعها مصالح الشعب والأمن القومي في تركيا، وهم هنا لا يبالون بهذه المصالح بقدر ما تعنيهم طموحاتهم في ما يسمى مشروع (العثمانية الجديدة) أي أن انحيازهم ليس عن حسابات تتعلق بمصالح تركيا وإنما بمصالح جماعة معينة”. ولفت الى ان “تركيا كانت من بداية الأزمة تصطف إلى جانب الحلول السياسية وترى في العنف اضرارا على مصالحها الإقليمية وحتى الاقتصادية، لكن التحول جاء بمثابة انحياز الى مصالح الجماعة السياسية التي تدير الحكومة وهم حاليا يواجهون مشاكل مع المعارضة التي ترى أن تركيا تدفع ثمن سياسات لا تستفيد منها سوى هذه الفئة السياسية”.

ولفت الى ان “المسلحين يمارسون الإرهاب ضد كل مكونات الدولة ولا شعبية لهم داخل المجتمع فقد أضروا بمصالح الناس واستهدفوا البنية التحتية التي تخدم الشعب السوري واستحلوا دماء السوريين”. واكد انهم “لن ينتصروا في النهاية، والحل لن يكون إلا بالحوار الداخلي، ومن يدعمونهم يتصورون أن الحل لا بد أن يكون على النمط الليبي، والحسم طبعا سيحتاج الى بعض الوقت… ومع ذلك باب الحوار مفتوح وقدمنا مبادرات عدة للعفو عن كل من يدع السلاح تشجيعا للحوار”. واعتبر ان “الحوار مع المعارضة هو السبيل الوحيد لحل الازمة” في سوريا، لكنه شدد على ان “التغيير لا يمكن ان يتم من خلال تغييب رؤوس الانظمة او التدخل الاجنبي”. وأعلن انه ماض في التغيير من خلال الإصلاح حتى في الدستور وأن البلاد شهدت الكثير من الإصلاح، معترفاً بوجود أخطاء وفساد يعمل النظام لمكافحته. وأشار الى انه ليس متفائلا او متشائما بمهمة الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا الاخضر الابرهيمي.

 موسكو

* في موسكو، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش بأنه من السابق لأوانه الآن الحديث عن أية نتائج ملموسة لمهمة الإبرهيمي.

وقال ان من الضروري “إعطاء فرصة للإبرهيمى لدخول القضية وبدء التعامل الوثيق مع الأطراف السوريين من أجل توجيههم نحو البحث عن حلول مشتركة للخروج من الأزمة على أساس قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وخطة كوفي انان السلمية والبيان الختامي لاجتماع مجموعة العمل حول سوريا على المستوى الوزاري الصادر في جنيف في 30 تموز الماضي “.

من جهة اخرى، أفادت مصادر في وزارة الخارجية الروسية أن شحنة جديدة من المساعدات الإنسانية الروسية ستصل إلى سوريا اليوم استكمالا للشحنة الاولى التي وصلت أمس على متن طائرة تابعة لوزارة الطوارئ الروسية.

وقالت إن الشحنة الجديدة تزن 76 طناً، وأن شحنة ثالثة من الأدوية والمعدات الطبية ستتوجه إلى دمشق في القريب العاجل.

وكانت طائرتان تابعتان لوزارة الطوارئ الروسية قد نقلتا في اذار الماضي ما يعادل 80 طناً من المواد الغذائية والأدوية والحاجات الضرورية إلى سوريا.

وستوزع المساعدات الروسية المسلمة الى لجانب السوري على الأشخاص الذين رحّلوا من أماكن اقامتهم موقتاً والمدنيين المتضررين نتيجة للأعمال العسكرية المستمرة في سوريا.

روســيا فـي الخـريطـة الدوليــة: لاعـب يـردد «ســائليـني يا شــآم»

بيسان طي

تفاجئ موسكو زائرها بهدوء يختلط بزحمة خانقة تكاد تشل حركتها. يصلها وفي مخيلته عشرات الأسئلة عن صناعة قرارات السياسة الخارجية وآلياتها، يبحث فيها عن المكانة المتقدمة لـ«الملف السوري»، وعما لا تقوله وسائل الإعلام من مفاوضات حول هذا الملف.

لكن الزائر، وهو يبحث كيفية التغلغل في أروقة السياسيين ومستشاريهم، سيشعر بسرعة أن الأزمة السورية ليست فقط ملفاً رئيساً في مكاتب «الخارجية»، بل إنها «الملف»، و«أل» التعريف هذه تختزل كل النقاشات. يصعب أن يسمع المرء كلاماً عن بلدٍ ما غير سوريا، حتى بات الأمر أشبه بـ«دوغما» ينصاع لها أيضاً معظم المواطنين.

ولو أضاع الزائر طريقاً في محطة «مترو» سيُفاجأ بأن الشبان الذين يدلّونه إلى الطريق يتحدثون عن أهمية سوريا بالنسبة إلى روسيا، ويذهبون في كلامهم إلى القاعدة البحرية الروسية في طرطوس. وقد يسمع المرء من المحللين (المقرّبين من السلطة) في البدء كلاماً تبريرياً كثيراً يتعلق بالمصلحة الروسية في استقرار سوري تحت مظلة الحكم القائم فيها، بسبب الخوف على إمدادات الغاز، وبسبب «العلاقات التاريخية» مع نظام الأسد (الأب والابن). لكن هذا الكلام يسقط بسرعة، ليفسح المجال لنقاش أكثر جدّية وواقعية.

أي حل روسي للأزمة؟ البحث عن إجابة عن بعد يفسح المجال لتأويلات وقراءات أقل تشدداً مما يقع عليه في موسكو. البدائل التي يتم الحديث عنها في العاصمة الروسية تُختصر بالحوار مع السلطة، والقضية لا تُختزل بتمسّك روسي بشخصية معينة. ثمة كلام كثير بداية عن «الخبرات القتالية» التي اكتسبها الجهاديون والإخوان المسلمون على مدى 30 عاماً، وهذا عامل رئيس في الموقف الروسي.

متابعون روس للملف السوري ينظرون إلى المعارضة السورية على أنها من إطارين: «الإنتلجينسيا المنفصلة عن الواقع» و«مجموعات من الجيش السوري الحر التي لا يوحّدها قرار، وعلى رأس كل مجموعة زعيم يتصرف على هواه». يضيفون أن أبرز ما يهولهم «التهديدات المستمرة التي يوجهها الجيش الحر إلى المسيحيين». أما بالنسبة إلى «الإنتلجينسيا» فبعضها ضعيف الخبرة في الشأن السياسي. يهمس خبراء روس بأن بعض المعارضين استقبلوا في الخارجية الروسية بعد ساعات من قيام المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة بتقديم مشروع قرار حول سوريا. ولما سُئل بعض هؤلاء المعارضين عن القرار، تبين أن لا علم لهم بالأمر، الذي شكّل خبراً أول في كل نشرات الأخبار العالمية. اللافت من جهة ثانية، أن الكلام الرسمي الروسي لا يرد فيه ذكر «التنسيقيات» المعارضة للنظام في سوريا، بل أن العبارة نفسها لا تجد لها ترجمة في القاموس السياسي الروسي الحالي.

المتحدثون عن الملف السوري مع القيادة الروسية يشكون الصلابة والتعنت في القرار وأسلوب الحوار. بعضهم روى أن النقاش لا يأخذ صيغة «اللين» أو تبادل الحجج، بل يتخذ شكل التحقيق: الروس يسألون ومعارضون للنظام السوري يجيبون على الأسئلة.

وهذا التصلب يمكن الدلالة عليه أيضاً من خلال ما جرى مع وفد «المجلس العربي للعلاقات الدولية» الاثنين الماضي. فقد طلب وفد من المجلس اللقاء مع مسؤولين في الخارجية الروسية، منهم الوزير سيرغي لافروف والوزير السابق يفغيني بريماكوف. تألف الوفد من رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة ورئيس الوزراء العراقي السابق أياد علاوي، والنائب الكويتي محمد صقر. وحرصت الشخصيات العربية (المقرب بعضها من النظام السعودي) على عدم الإفصاح عن العناوين التي تم بحثها في اللقاءات. وكرر السنيورة أن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة وأن الملف السوري شكّل عنواناً مهماً في المباحثات، وتحدث أمام بعض العدسات العربية عن «بارقة أمل» من دون أن يحدد وجهتها، ولكن التشاؤم كان بادياً على تعابير وجهه وردوده.

وفي اليوم التالي صدر بيان على موقع وزارة الخارجية الروسية جاء فيه، أن المتباحثين اتفقوا على أن يلتقي أطراف النزاع في سوريا حول طاولة الحوار، ثم تم تصحيح البيان ليأتي فيه أن القيادة الروسية طرحت هذا الإطار، ليتبين من مصادر الوفد العربي أن شخصياته جاءت لتطرح على القيادة الروسية سيناريوهات لانتقال السلطة في سوريا في إطار مرحلة انتقالية «لا يُشارك فيها من تلوثت أياديه بالدماء»، وهم في هذا الإطار يقصدون الرئيس السوري بشار الأسد. وتشكّل هذه الحادثة مثالاً على قاموس الخارجية الروسية، فمفرداتها وحواراتها ورسائلها لا تخرج عن الموقف المعلن. وفي طيات القاموس، يمكن قراءة أسباب هذا الموقف.

إنها روسيا «بوتين 2»، يقول المتابعون الروس. والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وفق تعبيرات بعض الساسة هو القيصر الجديد، وهو الرجل الذي يريد في عودته إلى الرئاسة أن يكون رئيس دولة عظمى فاعلة على الخريطة العالمية، من دون العودة إلى صيغة الحرب الباردة بالتأكيد، ولكن من دون الانصياع الكامل وراء السياسات الأميركية.

وبالنسبة إلى الرؤية الروسية فإن الموقف من الملف السوري هو المفتاح الأخير للوجود الدولي، هكذا يمكن فهم موقف بوتين الأكثر تشدداً من موقف سلفه ديميتري ميدفيديف. وقد صار الكلام عن أن «روسيا هي العقدة والحل في المسألة السورية» من البديهيات، وما زيارة الوفد العربي الأخيرة إلا تأكيد لسيادة هذه القناعة دولياً.

إنها أيضاً روسيا الراغبة، ربما بالعودة بشكل أقوى إلى المياه الدافئة. كما أن ثمة قناعة تسود الأوساط الحاكمة في البلاد، مفادها أن التوترات القائمة في سوريا، ستمتد إلى خارجها في المنطقة العربية، وتمتد تأثيراتها إلى القوقاز ومناطق واسعة من الإطار الجيوسياسي الروسي، وهي توترات تتلاعب بها الولايات المتحدة، وفق المنطق الروسي، ولكنها بتنفيذ إسلامي متطرف.

ولا يخفي المتابعون لمسارات الخارجية الروسية القلق المتعاظم من النفوذ الإسلامي المتطرف، كما يسمّونه، وقد جاء الهجوم في ليبيا ضد السفير الأميركي فيها، ثم ردود الفعل على الفيلم المسيء للنبي محمد بمثابة تأكيد للقناعات الروسية، بل حتى كـ«نصر» للرؤية الروسية، وفق ما كان يسري من كلام في مناظرات وندوات. ويترافق ذلك مع كلام عن تعاظم القلق على المسيحيين، وهو قلق يمتد لينبش من الذاكرة الخلافات مع الشيشان والمخاوف من تحريك المتطرفين في جمهوريات إسلامية لا تبعد كثيراً عن موسكو.

أخيراً، يحرص بعض المتابعين والمقرّبين من الخارجية الروسية على تأكيد قناعتهم بأن «الجيش والشعب مع النظام». ويكررون أن «ما حدث من انشقاقات في الجيش ما هي إلا انشقاقات سخيفة» وأن دعم من يختاره الجيش أمر مهم. لكن اللافت أن السؤال عن تعاون أو تقارب روسي ـ صيني في الملف السوري، يثير استهجان الروس، حيث يشددون أن التوافق في الموقف ليس نابعاً من تكتيك مشترك، بل إن الرؤى التقت بسبب الرغبة الصينية بتوجيه رسائل إلى الولايات المتحدة.

زائر موسكو يلمس بسرعة أن روسيا اليوم ليست وريثة الاتحاد السوفياتي. ما أخذته منه فقط هو اللهجة المتعنتة في التعاطي السياسي والحق في الفيتو، وهو بطاقتها الوحيدة لحجز مكان كلاعب دولي. ويدرك زائر روسيا أن دعمها للنظام السوري شديد، إلا إذا تغيرت المعطيات الميدانية بشكل جذري لصالح المعارضة.

مخاوف متصاعدة من «القاعدة» في ليبيا وسوريا

أعاد الهجوم الأخير الذي استهدف القنصلية الأميركية في بنغازي تسليط الضوء على المخاوف من تصاعد دور تنظيم «القاعدة» في ظل التغيرات التي تشهدها المنطقة العربية، وخصوصاً في ليبيا وسوريا، حيث تشهد الأولى غياب أي دور أساسي للسلطة المركزية خارج نطاق العاصمة طرابلس، في ظل الانتشار الواسع للميليشيات المسلحة، فيما تبرز في الثانية وقائع ميدانية تفيد بأنّ من بين مقاتلي المعارضة المسلحة مجموعات سلفية وإسلامية متشددة، منها ما هو مرتبط، وإن بشكل «غير علني»، بالتنظيم المتشدد.

ونقلت مجلة «ويكلي ستاندرد» عن تقرير لوزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، ومكتبة مجلس الشيوخ «الكونغرس» نشر في آب الماضي، تحذيراً مسبقاً من تصاعد النشاط «الإرهابي» في ليبيا، فضلاً عن دور خاص لأحد معتقلي غوانتانامو السابقين، ويدعى سفيان بن قمو.

ويبحث التقرير تفاصيل ما يخطط له «القاعدة» في ليبيا، ومن بينها «تضخيم شبكة إرهابية سرية»، بالرغم من أنه لا يزال «يحدد وجوده تحت مظلة الحراك السلفي»، لأنه لا يريد لفت الأنظار الدولية إليه في الوقت الحالي.

ومن المعروف أن واحدة من المجموعات المتصلة بـ«القاعدة» في ليبيا هي «أنصار الشريعة»، التي يقودها قمو، وهو على اتصال مباشر بشبكة «القاعدة». وقد خطط لإرسال العديد من المجاهدين إلى ساحات معارك أخرى من بينها العراق. ويُعتقد أنه المسؤول عن عدد من التفجيرات التي استهدفت مسؤولين حكوميين سابقين، فيما يقول شهود إنه استهدف «بعض الأشخاص لمجرد أنهم لا يتفقون مع القاعدة».

وبحكم اتفاق بين واشنطن وطرابلس في عهد العقيد الراحل معمر القذافي في العام 2007، تم نقل قمو من غوانتانامو إلى العاصمة الليبية. ولكن السلطات الليبية أفرجت عنه في العام 2010 ضمن العفو العام الذي أصدره القذافي بحق الجهاديين. وأوضح التقرير أن القيادي المتشدد تدرب في الأساس على قيادة المدرعات العسكرية في الجيش الليبي، ولكنه تجاوز القانون أكثر من مرة، وقد أبلغت الحكومة الليبية واشنطن بأنه تحول إلى مدمن مخدرات، وتم اتهامه بجرائم أخرى من بينها الإساءة والقتل. ولذلك حكم عليه بالسجن عشر سنوات، ولكنه استطاع الفرار إلى السودان، حيث أصبح سائقاً في إحدى مؤسسات زعيم تنظيم «القاعدة» الراحل أسامة بن لادن. من ثم غادر مع «القاعدة» إلى أفغانستان وباكستان، حيث استطاع إقامة شبكة اتصالات واسعة مع كبار قياديي التنظيم.

أما في سوريا، ومنذ بدء ظهور المعارضة المسلحة، تنامى الحديث في التقارير الإعلامية والبحثية، عن تواجد عناصر من تنظيم «القاعدة» بين المقاتلين، ومن جنسيات مختلفة. ويدور الحديث تحديداً حول مجموعة «جبهة النصرة» في محافظة إدلب، فضلاً عن «لواء الأمة» الذي يوصف بالمتطرف، ويقود الأخير متمرد ايرلندي من أصل ليبي، بحسب ما نقل معهد «بروكينز» عن الباحث في «مؤسسة أميركا الجديدة»، أناند غولاب.

وقد تبنت «جبهة النصرة» عدة تفجيرات استهدفت مراكز لقوات الأمن السورية، من بينها تفجيران انتحاريان في حلب في شباط الماضي استهدفا مبنى قوات الأمن العسكري، ومقر قوات حفظ النظام.

لكن مراسلة مجلة «تايم» الأميركية في سوريا رانيا أبو زيد، تشير إلى أن «جبهة النصرة» ليست المجموعة الجهادية الوحيدة البارزة، سواء من حيث العدد أو التأثير، مضيفة أن «الجبهة» مؤلفة من سوريين وعرب شاركوا في الحرب ضد الأميركيين في العراق تحت قيادة أبو محمد الجولاني. ولكن يحرص هؤلاء على عدم مخالطة المجتمعات المحلية، بعكس جماعة «أحرار الشام السلفية» والممولة من الكويت، التي لجأت إلى منع بيع الكحول في المناطق التي تتواجد فيها.

ونقل «بروكينغز» عن أبو زيد قولها إن العديد من جنود «الجيش السوري الحر» الذين تحدثت معهم أكدوا لها أنه ليس لهؤلاء أي مكان في فترة ما بعد الأسد، فقد قال أحدهم «سنتعامل معهم لاحقاً، لكننا الآن بحاجة إليهم». ولفتت إلى أن جماعات أخرى اتخذت أسماء إسلامية وتحديداً سنية بهدف إرضاء الممولين الخليجيين، وخصوصاً رجال الدين.

وبحسب العديد من التقارير فإن عناصر من حركة «أنصار الشريعة» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» في اليمن، غادروها إلى سوريا.

ويلفت الباحث في «مؤسسة أميركا الجديدة» برايان فيشمان، إلى أن «الجهاديين في اليمن يؤمنون بصراعهم، لكن الفرق أنه لم ينتشر أو يتسع كما حصل في العراق وسوريا»، خصوصاً أن التركيز الدولي اليوم يتجه نحو سوريا، «فإن الجهاديين يلحقون الطابة المضيئة مثل أطفال الست سنوات حين يلعبون كرة القدم». أما الأمر المقلق بنظره فهو أن «الجهاديين الذين يأتون إلى سوريا من العراق وليبيا والجزائر واليمن يحضرون معهم تكتيكات جديدة، وأملا في إحداث دولة جهادية ما بعد الأسد».

(«السفير»)

دمشق ترحّب بمؤتمر المعارضة الأحد وروسيا تدعو للتريث في تقييم مهمة الإبراهيمي

الأسد: قطر والسعودية تريدان شراء الدور الإقليمي

وجّه الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة نشرت منها مقتطفات أمس، انتقادات غير مسبوقة الحدّة ضد السعودية وقطر وتركيا، محملا إياها مسؤولية الأزمة في سوريا، ومؤكدا أن «المسلحين لن ينتصروا»، وإن كان «الحسم سيحتاج بعض الوقت»، فيما أعربت موسكو عن تأييدها لموقف الأسد من قطر والسعودية، كما أكدت على أنه لا زال من المبكر الحكم على مهمة المبعوث المشترك إلى سوريا الأخضر الابراهيمي.

وتأتي هذه التصريحات على خلفية بعض التطورات السياسية الداخلية وأبرزها المؤتمر الذي تنظمه معارضة الداخل بمشاركة شخصيات سورية لم تدخل البلاد منذ أعوام طويلة، والخارجية المتمثلة بمسار المبادرة المصرية و«اللجنة الرباعية». إضافة إلى «أصدقاء الشعب السوري» الذين عقدوا اجتماعا في هولندا، تم خلاله التوافق على فرض المزيد من العقوبات ضد سوريا.

الى ذلك، وبعد بروز محافظة الرقة إلى الواجهة خلال اليومين الماضيين نتيجة «سيطرة» المسلحين على معبر تل ابيض

الحدودي مع تركيا، وقع انفجار في ريف الرقة قتل فيه أكثر من 30 شخصا، وأصيب حوالي 80، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة في المنطقة بين القوات النظامية والمسلحين، فيما سقطت مروحية عسكرية للنظام في دوما، قالت المعارضة إنها أسقطتها. اما دمشق فقالت إنها اصطدمت بمؤخرة طائرة مدنية.

وفي مقابلة مع مجلة «الاهرام العربي» الأسبوعية المصرية، نشرت منها مقتطفات أمس، رد الأسد على سؤال حول «الثأر البايت» مع حكام قطر والسعودية، قائلا لمحاوره المصري: «أنا وأنت أبناء حضارة امتدت لآلاف السنين ومثلنا العراقيون. لكن اولئك (قطر والسعودية) ظهرت الأموال في ايديهم فجأة بعد طول فقر. وهم يتصورون أن بإمكان أموالهم شراء الجغرافيا والتاريخ والدور الإقليمي»، معتبرا أن «المثلث الحقيقي للتوازن الاستراتيجي في إقليم الشرق الأوسط كان دائما وسيظل، مصر وسوريا والعراق… أما السعوديون فقد كانوا وراء العدوان في العام 1967 على مصر. وكانوا يباهون بأنهم قلموا أظافر (جمال) عبد الناصر».

وأكد الأسد «كان أمير قطر يأتي إلينا من باريس حاملا أفكارا ومقترحات يعرف أن خط سوريا العروبي القومي لا يساوم عليها أبدا. واليوم هم يدورون بإمكاناتهم المالية في فلك هذا النفوذ الغربي ويمدون الارهابيين بالسلاح والمال على رجاء تكرار النمط الليبي». واتهم «القطريين» بأنهم «كانوا الأسرع في تغذية العنف».

وحول الدور التركي قال الأسد «خسر الأتراك كثيرا جدا بموقفهم الذي اتخذوه من الأزمة السورية، وهذه الحكومة تدرك جيدا أين وضعت نفسها ومعها مصالح الشعب والأمن القومي في تركيا، وهم هنا لا يبالون بهذه المصالح بقدر ما تعنيهم طموحاتهم في ما يسمى مشروع العثمانية الجديدة أي أن انحيازهم ليس عن حسابات تتعلق بمصالح تركيا وإنما بمصالح جماعة معينة».

وقال الاسد ان «المسلحين يمارسون الإرهاب ضد كل مكونات الدولة ولا شعبية لهم داخل المجتمع فقد أضروا بمصالح الناس واستهدفوا البنية التحتية التي تخدم الشعب السوري واستحلوا دماء السوريين». واكد انهم «لن ينتصروا في النهاية، والحل لن يكون إلا بالحوار الداخلي، ومن يدعمونهم يتصورون أن الحل لا بد أن يكون على النمط الليبي، والحسم طبعا سيحتاج بعض الوقت».

وتابع الرئيس السوري قائلا «ومع ذلك باب الحوار مفتوح وقدمنا مبادرات عديدة للعفو عن كل من يدع السلاح تشجيعا للحوار». واعتبر ان «الحوار مع المعارضة هو السبيل الوحيد لحل الازمة» في سوريا، غير انه شدد على ان «التغيير لا يمكن ان يتم من خلال تغييب رؤوس الانظمة او التدخل الاجنبي»، معتبرا أن الدول العربية التي شهدت «سقوطا لرؤوس الأنظمة» لم تسقط فيها الانظمة نفسها، وأن ما جلبه سقوط الرؤوس، هو «الفوضى» لا «الديموقراطية».

وسيشارك معارضون في المؤتمر الوطني الذي تنوي المعارضة الداخلية تنظيمه صباح الأحد في دمشق في فندق «أمية».

وترحب دمشق بالمؤتمر، باعتباره فرصة لـ«توحيد صفوف السوريين». ويقول المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي لـ«السفير» إن «أي حراك سياسي بناء يهدف لتوحيد صفوف السوريين مرحب به، طالما التدخل الخارجي مرفوض من قبلهم».

من جهته، أكد رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي ميخائيل مارغيلوف «ان الاحداث التي تجري في سوريا اليوم ناجمة ليس فقط عن الاسباب الداخلية بل عن التوتر الجيوسياسي في هذا الجزء من العالم». وقال «أنا اتفق مع الخبراء الذين يعتقدون ان السعودية وقطر تقفان خلف الاحداث في سوريا وفي العالم العربي، وانه يدور صراع على النفوذ في المنطقة حيث تصبو ايران الى الهيمنة على الوضع، بينما يقف فوق هذه المواجهة كل من روسيا والصين».

وأكد المتحدث باسم الخارجية الروسي ألكسندر لوكاشيفيتش أنه من السابق لأوانه الآن الحديث عن أية نتائج ملموسة لعمل المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي.

ودعا ممثلون عن نحو ستين دولة والجامعة العربية اجتمعوا في لاهاي اعضاء مجلس الامن الدولي الى «زيادة الضغوط على الحكومة السورية عبر تطبيق إجراءات تمنعها من الوصول الى الموارد التي تحتاج اليها في حملة العنف التي تمارسها ضد شعبها».

(«السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ب)

اعتقال معارضين سوريين في دمشق إثر عودتهم من اجتماعات مع الحكومة الصينية

القاهرة- دمشق- (د ب أ): قالت مصادر من المعارضة السورية الخميس إنه تم اعتقال القيادي في هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المعارضة في الداخل عبد العزيز الخير بعد عودته من اجتماعات مع مسؤولين صينيين في بكين.

وأضافت المصادر ان “الخير كان مع عدد من زملائه عائدين من الصين تلبية لدعوة من الحكومة الصينية للتباحث في الأزمة السورية الراهنة. واثر خروجه من المطار تم اعتقاله على أول حاجز أمني يبعد عن مطار دمشق مئات الأمتار، كما تم اعتقال زميله في المعارضة اياس عياش العضو في المنبر الديمقراطي السوري المعارض.

وقالت مصادر معارضة انه “تم اقتياد الخير وعياش إلى جهة مجهولة من عناصر الحاجز الأمني وبنفس الأسلوب والطريقة التي يتم اعتقال معظم الأفراد المعارضين لسلطات النظام السوري”.

وينتمي الخير إلى حزب العمل الشيوعي السوري، ولدية تجربة اعتقال سابقة لنحو 14 عاما في معتقلات النظام السوري.

ونبهت أوساط المعارضة من احتمال تعرض الخير وعياش الى مخاطر على حياتهم جراء تعرضهم لاعتقال تعسفي من قبل قوات أمن السلطات السورية الحالية.

هجوم على إيران في مجلس الأمن الدولي بسبب شحنات السلاح إلى سوريا

الأمم المتحدة- (رويترز): انتقد الأعضاء الغربيون في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إيران الخميس على تقديمها أسلحة للرئيس السوري بشار الأسد لمساعدته على سحق انتفاضة شعبية مضى عليها 18 شهرا.

وقالت السفير الأمريكية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس للمجلس المكون من 15 دولة في اجتماع عن نظام عقوبات المنظمة الدولية على إيران “صادرات السلاح الإيرانية إلى نظام الأسد القاتل في سوريا تبعث على بالغ القلق”.

واستشهدت رايس بتقرير في مايو آيار 2012 صدر عن لجنة خبراء للأمم المتحدة تراقب مدى الامتثال بقواعد أربع مجموعات من عقوبات مجلس الأمن على طهران. وقد خلص ذلك التقرير إلى أن سوريا الآن هي “الطرف الرئيسي في مبيعات السلاح الإيرانية غير المشروعة”.

وطهران ممنوعة من بيع أسلحة بموجب حظر فرضته الأمم المتحدة وهو جزء من عقوبات أوسع على إيران بسبب برنامجها النووي.

ومع أن رايس لم تذكر العراق بالاسم فقد بدا أنها تقصد بغداد حينما شددت على أهمية التزام جيران ايران بمنع مرور شحنات السلاح غير المشروعة عبر أراضيهم.

وقالت رايس “ولذلك يجب على دول المنطقة أن تعمل معا وتضاعف جهودها لمنع الشحنات الإيرانية وفحصها ومصادرتها بما في ذلك الشحنات التي تتم من خلال ممرات جوية”.

ونفى العراق يوم الخميس تقريرا للمخابرات الغربية قال إن طائرات ايرانية تنقل أسلحة وعسكريين عبر المجال الجوي العراقي إلى سوريا لمساعدة الأسد.

وزعم التقرير الذي أوردته رويترز يوم الأربعاء ان شحنات الأسلحة يقوم بتنظيمها سلاح الحرس الثوري في ايران.

والاتهام الموجه للعراق بالسماح لإيران بنقل اسلحة إلى دمشق ليس جديدا لكن تقرير المخابرات يزعم ان نطاق هذه الشحنات اكبر كثيرا مما أقر به علنا وأكثر انتظاما بكثير وذلك نتيجة اتفاق بين مسؤولين كبار من العراق وايران.

وردد مارك ليال سفير بريطانيا صدى إدانة رايس لشحنات السلاح إلى سوريا.

وقال “هذا أمر غير مقبول ويجب أن يتوقف. وهو يتناقض تناقشا حادا مع إرادة الشعب السوري وتذكرة بنفاق إيران في زعمها مساندة الحريات في العالم العربي”.

وقال السفير الألماني بيتر فيتيج ان المخاوف بشأن مساندة إيران للأسد “تذكيها تقارير مثيرة للقلق في الآونة الأخيرة تشير إلى أن إيران تشحن أسلحة إلى سوريا بذريعة الأغراض الانسانية”.

ولم تورد روسيا ولا الصين ذكرا للمزاعم بشأن شحنات السلاح إلى سوريا. وكانت الدولتان اعترضتا بحق النقض (الفيتو) على ثلاثة قرارات لمجلس الأمن تدين حملة الأسد على المعارضة.

وقال رئيس لجنة عقوبات ايران المنبثقة عن مجلس الأمن السفير الكولومبي نستور اوزوريو انه ما زال يتلقى تقارير عن كيفية تعاون البلدان في تنفيذ الجولات الأربع من عقوبات الامم المتحدة على ايران.

وقال إن الإمارات العربية المتحدة طلبت ان تساعدها لجنة من خبراء الأمم المتحدة في فحص مواد صادرتها وكانت في طريقها الى ايران وأبلغت لجنة العقوبات عنها في 21 من مايو آيار.

وفي وقت سابق من الأسبوع قال دبلوماسيون لرويترز إن البحرين والإمارات العربية المتحدة صادرتا عددا من المواد التي من المحتمل أن تكون إيران سعت للحصول عليها من أجل برنامجها النووي وهو تطور قالوا إنه يظهر التحسن المطرد لتنفيذ عقوبات الأمم المتحدة على طهران.

وذكر المبعوثون الذين طلبوا ألا تنشر أسماؤهم أن التقارير السرية للبحرين والإمارات إلى لجنة عقوبات إيران المنبثقة عن مجلس الأمن الدولي ذات مغزى سياسي مهم لأنها تبرز التحسن المطرد في تنفيذ العقوبات وتزيد من الصعوبات التي تلقاها طهران في محاولة تفاديها.

وظلت إمارة دبي لفترة طويلة مركزا رئيسيا لعبور السلع المتجهة لإيران بفضل موقعها كميناء يضج بالحركة وكمركز مالي رئيسي. وفي يوليو تموز عام 2011 كتبت مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي في تقرير أن دبي “مصدر رئيسي للواردات الإيرانية ونقطة مهمة لعبور شحنات السلع -القانونية وغير القانونية منها- المتجهة إلى الجمهورية الإسلامية.” ولا تزال الامارات العربية من أكبر الشركاء التجاريين لإيران.

ولم يتسن الحصول على تفاصيل عن المواد التي صادرتها سلطات الإمارات ولكن المواد الثلاث التي ضبطتها البحرين شملت الياف الكربون وهي مادة مزدوجة الاستخدام قال خبراء للأمم المتحدة في مايو ايار من عام 2012 إنها مهمة لإيران لتطوير برنامج الطرد المركزي من أجل تخصيب اليورانيوم.

استبعد الرياض من مثلث الاستقرار بالمنطقة وانقرة تريد ‘العثمانية الجديدة

الاسد يشن هجوما عنيفا على السعودية وتركيا وقطر

سقوط مروحية بريف دمشق و100 قتيل بينهم 30 بقصف محطة وقود

بيروت ـ دمشق ـ القاهرة ـ وكالات: قتل تسعون شخصا في اعمال عنف في سورية الخميس، بينهم 25 في محافظة حمص التي شهدت تصعيدا مفاجئا، كما قتل 30 شخصا على الاقل وجرح 83 آخرون في انفجار ناتج عن قصف بالطيران وقع في محطة للوقود في محافظة الرقة بشمال سورية، فيما استمرت الاشتباكات وعمليات القصف في دمشق وحلب (شمال)، مع اعلان المجلس الوطني السوري الاحياء الجنوبية في العاصمة ‘مناطق منكوبة’.

جاء ذلك في الوقت الذي سقطت فيه مروحية تابعة للقوات النظامية الخميس في جنوب شرق دوما بريف دمشق، مع اعلان المجلس الوطني السوري الاحياء الجنوبية في العاصمة ‘مناطق منكوبة’، واشتداد القصف على الاحياء الجنوبية كذلك في مدينة حلب شمال البلاد.

ومع استمرار القصف ومحاولة القوات النظامية اقتحام احياء جنوب العاصمة، اعلن المجلس الوطني السوري حي الحجر الاسود ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين والاحياء الجنوبية من العاصمة ‘مناطق منكوبة’.

واشار المجلس في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه الى ان الحجر الاسود ‘يشهد قصفا عنيفا بالطيران المروحي لمنازل المدنيين ببراميل متفجرة (تحوي) ‘تي ان تي’ وبالقذائف الصاروخية’.

واوضح ان استمرار القصف يتزامن مع ‘حصار محكم يحول دون إدخال مساعدات طبية أو غذائية للحي أو اخراج ما تبقى من المدنيين والجرحى في ظل انقطاع كامل للتيار الكهربائي والمياه ونفاد المواد الغذائية والطبية في المشفى الميداني’.

الى ذلك شن الرئيس السوري بشار الاسد هجوما عنيفا على السعودية وقطر وتركيا متهما الدول الثلاث بمساندة وتسليح المعارضة السورية، مؤكدا ان ‘المسلحين لن ينتصروا بالنهاية’ وان كان ‘الحسم سيحتاج بعض الوقت’، وذلك في مقابلة نشرت مجلة ‘الاهرام العربي’ المصرية الحكومية مقتطفات منها الخميس.

وقال الاسد، ردا على سؤال حول العلاقة المتأزمة بين نظامه والسعودية وقطر، ‘أولئك ظهرت الأموال فى أيديهم فجأة بعد طول فقر وهم يتصورون أن بإمكان أموالهم شراء الجغرافيا والتاريخ والدور الإقليمي’.

واضاف في المقابلة التي نشرت المجلة الاسبوعية مقتطفات منها على موقعها على الانترنت، انه يريد ان ‘يصحح مفهوما كبيرا اعتاد الناس على ترديده دون وعي وبالذات عن مثلث الاستقرار الإقليمي في الشرق الأوسط، ذلك المثلث الذي يشمل مصر والسعودية وسورية هو في الحقيقة ليس كذلك’، مؤكدا ان ‘المثلث الحقيقي للتوازن الإستراتيجي في إقليم الشرق الأوسط كان دائما وسيظل مصر وسورية والعراق’.

وتابع الرئيس السوري، ‘أما السعوديون فقد كانوا وراء العدوان في عام 1967 على مصر، وكانوا يباهون بأنهم قلموا أظافر عبد الناصر، وحتى قبل نشوب الأزمة (في سورية) كانت علاقتهم بنا علاقة وساطة ما بين الغرب الذي لا يعجبه الخط المقاوم للصهيونية الذي تنتهجه سورية وما بيننا’.

وقال ان ‘أمير قطر (الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني) يأتي إلينا حاملا أفكارا ومقترحات يعرف أن خط سورية العروبي القومي لا يساوم عليها أبدا واليوم هم يدورون بإمكاناتهم المالية في فلك هذا النفوذ الغربي ويمدون الإرهابيين بالسلاح والمال على رجاء تكرار النمط الليبي بدلا من أن يقدموا الدعم للاستقرار الإقليمي فهم يعرضون السلاح ويعملون على رعاية المسلحين وتدريبهم وتهريبهم لتقويض توجهات الدولة السورية والتأثير على قرارها وسيادتها على أراضيها’.

واتهم ‘القطريين’ بأنهم ‘كانوا الاسرع في تغذية العنف’.

وحول الدور التركي قال الأسد ‘خسر الأتراك كثيرا جدا بموقفهم الذي اتخذوه من الأزمة السورية، وهذه الحكومة تدرك جيدا أين وضعت نفسها ومعها مصالح الشعب والأمن القومي في تركيا، وهم هنا لا يبالون بهذه المصالح بقدر ما تعنيهم طموحاتهم في ما يسمى مشروع ‘العثمانية الجديدة’ أي أن انحيازهم ليس عن حسابات تتعلق بمصالح تركيا وإنما بمصالح جماعة معينة’.

واعتبر ان ‘تركيا كانت من بداية الأزمة تصطف إلى جوار الحلول السياسية وترى في العنف اضرارا على مصالحها الإقليمية وحتى الاقتصادية، لكن التحول جاء بمثابة انحياز لمصالح الجماعة السياسية التي تدير الحكومة وهم حاليا يواجهون مشاكل مع المعارضة التي ترى أن تركيا تدفع ثمن سياسات لا تستفيد منها سوى هذه الفئة السياسية’.

وقال الاسد ان ‘المسلحين يمارسون الإرهاب ضد كل مكونات الدولة ولا شعبية لهم داخل المجتمع فقد أضروا بمصالح الناس واستهدفوا البنية التحتية التي تخدم الشعب السوري واستحلوا دماء السوريين’.

واكد انهم ‘لن ينتصروا في النهاية، والحل لن يكون إلا بالحوار الداخلي، ومن يدعمونهم يتصورون أن الحل لابد أن يكون على النمط الليبي، والحسم طبعا سيحتاج بعض الوقت’.

ومن جهة اخرى دعا ممثلون عن نحو ستين دولة والجامعة العربية مجتمعون الخميس في لاهاي اعضاء مجلس الامن الدولي الى حرمان سورية من ‘الموارد’ التي تحتاج اليها لمواصلة النزاع الذي يمزق البلاد منذ اذار (مارس) 2011.

واعلن الدبلوماسيون في التقرير النهائي للاجتماع ان ‘المجموعة دعت مجلس الامن (…) الى زيادة الضغوط على الحكومة السورية عبر تطبيق اجراءات تمنعها من الوصول الى الموارد التي تحتاج اليها في حملة العنف التي تمارسها ضد شعبها’.

إصابة سبعة من الجيش الحر في اشتباك مع الجيش اللبناني

صبري عبد الحفيظ حسنين

نفي معارض سوري أن يكون الجيش السوري الحر يستهدف الجيش اللبناني، مشيراً إلى امتنان السوريين من تدخل الجيش اللبناني للإفراج عن السوريين المختطفين. فيما كشف مصدر مقرب من الجيش السوري الحر عن اشتباك عناصره وعناصر الجيش اللبناني في عرسال يوم الأحد الماضي، أوقعت سبع إصابات في صفوف الجيش الحر.

القاهرة: قال معتز شقلب، المعارض السوري المقيم  بالقاهرة، لـ”إيلاف” إن ما أثير من أنباء عن وإشتباكات بين نحو 150 عنصراً من الجيش الحر وبين عناصر من الجيش اللبناني في جرود بلدة عرسال البقاعية لا أساس له من الصحة، موضحًا أن تلك العناصر “لا تنتمي للجيش الحر الذي يتمركز على مسافة نحو ثلاثة كيلومترات من الحدود السورية اللبنانية”.

اضاف شقلب: “يحرص الجيش السوري الحر كل الحرص على عدم التورط في جبهات أخرى في لبنان، وأن معركته مع النظام السوري بقيادة بشار الأسد وحده”، مرجحًا أن تنتمي العناصر التي اشتبكت مع الجيش اللبناني ـ إن صحت الأنباء ـ إلى شبيحة نظام بشار الأسد التي تهدف إلى إشعال الفتنة بين الجيش الحر والجيش اللبناني، وإلى إثارة غضب اللبنانين ضد إخوانهم السوريين الذين يناضلون من أجل الحرية، “كما حدث في مسألة خطف حسان المقداد وما تلاه من إختطاف آل المقداد لسوريين في لبنان، والتهديد بخطف مواطنين عرب”.

وأكد شقلب امتنان السوريين للجيش اللبناني لتدخله في تحرير السوريين المخطوفين، “فلولا الجيش اللبناني لما توقّف القتال في شمال لبنان، بعد أن كان النظام السوري يخطط لنقل المعركة إلى الأراضي اللبنانية”.

مصدر مخالف

وفي مخالفة لتأكيدات شقلب، قال مصدر آخر مقرب من الجيش الحر بالقاهرة لـ”إيلاف” إن الإشتباكات وقعت بين الجيش اللبناني وعناصر من الجيش السوري الحر لدي عودة هذه العناصر من لبنان إلى الأراضي السورية بعد التزود بحاجيات خاصة، وزيارة بعض الأقارب في لبنان، رافضاً الإفصاح عن طبيعة تلك الحاجيات.

وأضاف هذا المصدر أن الجيش اللبناني أطلق النار على عناصر الجيش السوري الحر عند عبورها الحدود، فردت تلك العناصر بالمثل، ودارت إشتباكات بين الجانبين أوقعت سبع  إصابات في صفوف عناصر الجيش الحر.

وأشار المصدر نفسه إلى أن عناصر الجيش السوري الحر أعلنت عدم استهداف الجيش اللبناني أو الأراضي اللبنانية، فتوقف القتال وواصلت عناصر الجيش الحر طريقها نحو الأراضي السورية.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/9/763147.html

المعارضون السوريون يتحولون الى مقاتلين بين ليلة وضحاها

أ. ف. ب.

يتلقى عدد من الشبان السوريين المعارضين تدريبا على أيدي مقاتلين ومدربين رياضيين، ضمن إمكانيات متواضعة وفي أماكن لم تخصص للتدريب، ينزلون بعدها الى ساحات القتال.

أعزاز: بعضهم يرتدي قمصانا ضيقة وآخرون قمصانا رياضية زاهية، ينتعلين صنادل ولكنهم في كل هذا يحاولون ان يبدوا رجالا اشداء، يرفعون رؤوسهم الى الاعلى ويقفون متأهبين: انه اليوم الاول للمجندين الجدد في ثكنة لمقاتلي المعارضة في شمال سوريا.

وتحت انظار مقاتلي المعارضة الذين يتحولون بحسب الظرف الى مدربي رماية او مدربين رياضيين، يحاول حوالى 20 شابا يافعا عراة الصدور متابعة التعليمات التي ستؤهلهم قريبا للانتقال الى ساحات القتال “لتخليص سوريا من الطغيان”.

ويقول ابو احمد وهو شاب في الثانية والعشرين من العمر كان يدرس الميكانيك قبل ان تندلع الانتفاضة ضد الرئيس بشار الاسد، “لقد رأيت مقاتلي الجيش السوري الحر يطردون الجيش من المدينة، من أعزاز، هكذا تولدت لدي الرغبة في الانضمام اليهم”.

وانضم ابو احمد الذي يقف مع رفاقه في صف شبه مستقيم، الى صفوف مقاتلي المعارضة المسلحة لنظام الرئيس يشار الاسد الذي يحاول منذ عام ونصف بالحديد والنار قمع انتفاضة شعبية بدأت سلمية وتحولت مسلحة ازاء القمع الدامي للنظام.

وفي جو اقرب الى جو مدرسة منه الى كلية حربية، يتعين على المدربين ان يلقنوا المجندين الجدد، وبعضهم لم يبدأ بحلاقة ذقنه بعد، كل شيء، من الاناشيد العسكرية الى المشية العسكرية وحمل السلاح.

وبرشاشات كلاشنيكوف اكل عليها الدهر وشرب تعيق حركتهم، يستلقي المقاتلون على العشب يقومون ببعض الحركات، ينهضون، يركعون، ثم يركضون في باحة الثكنة ثلاث دورات.

بعدها ينتقل المجندون الى حقل الرماية، وهو في الواقع ليس حقلا ولا ميدان رماية بل مجرد فسحة امام حائط لم يبق منه شبر الا وعليه آثار الرصاص، وقد وضع امامه لوح من الورق المقوى لاستخدامه في التصويب.

وهنا يبدأ المدربون، الذين هم ايضا كانوا مدنيين وحملوا السلاح بين ليلة وضحاها حين انفجرت المعارك، بالرماية وقوفا او ركوعا.

وما هي الا لحظات حتى ترتسم امارات الذهول على وجوه المجندين، فكل الرصاصات التي يطلقها مدربوهم تصيب اللوحة الكرتونية.

ومدة التدريب التي يخضع لها هؤلاء المجندون تستمر حوالى شهر يمكن بعدها ارسالهم الى جبهة القتال في حلب (شمال)، ثاني كبرى مدن البلاد وعاصمتها الاقتصادية والتي تبعد حوالى 60 كلم من اعزاز وتدور فيها معارك حامية الوطيس، كما يقول احد المدربين ويدعى جاسم (31 عاما).

ويشرح المدرب ان شهر التدريب ينقسم في الواقع الى قسمين مدة كل منهما 15 يوما. الفترة الاولى تتضمن التدريب النظري ودروسا عسكرية وبينها دروس في الدين، يليها فترة مماثلة من التدريب الميداني ولا سيما على السلاح والرماية.

ويقول مدرب آخر “هؤلاء الشبان يفضلون المجيء الى هنا عوض الالتحاق بالخدمة العسكرية لانهم يدركون ان الجيش يقتل الاطفال”، ثم يستدير عائدا الى المجموعة التي يدربها يبث الحماسة في صفوفها بصيحاته المدوية.

وفي داخل الثكنة يجلس عبد الكامل مساعد قائد كتيبة عمر بن العاص وهو مهندس في ال45 من العمر يقول ان هناك معيارا وحيدا لقبول المجندين الجدد وهو “يجب ان يؤمنوا بمبادئ الثورة وهي الحرية والعدالة والكرامة”.

وخلال جلسته القصيرة مع مراسلة وكالة فرانس برس غالبا ما تستقطع الحوار نغمة اغنية بالانكليزية مصدرها هاتفه النقال الذي يرن مرارا وتكرارا، وفي هذا يقول ان سبب هذه الاتصالات المتكررة هو ان الكتيبة تقوم ايضا بمساعدة السكان وتنظم عمليات توزيع المساعدات الانسانية في المنطقة.

وفي الخارج يستريح المجندون الشبان مستندين الى حائط يفيئون ظله. فلحظة اول قتال لهم لا تزال تبدو بعيدة. ولكن بعد مرور اقل من ساعتين على زيارة مراسلة فرانس برس الى الثكنة حتى قصفت مقاتلات الجيش النظامي الثكنة، ولكن من دون ان تصيب ايضا، بحسب المقاتلين. وقد اتت احدى القنابل التي القتها المقاتلات على جزء من الثكنة حيث كان المجندون ينجزون يومهم التدريبي الاول.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/9/763141.html

الجيش الحر يسقط مروحية للنظام في دوما

إعدامات ميدانية في أحياء العاصمة الجنوبية وانسحاب الجيش الحر منها

لندن: «الشرق الأوسط»

قال ناشطون إن مقاتلين في الجيش الحر أسقطوا مروحية تابعة للجيش النظامي قرب دوما فوق منطقة تل كردي بريف دمشق في الوقت الذي يستمر فيه القصف على أحياء دمشق الجنوبية وانسحاب الجيش الحر من أحياء العسالي والقدم والحجر الأسود بدمشق وسط تصاعد كبير لوتيرة العمليات العسكرية للقوات النظامية. بالتوازي مع ذلك مع تجدد القصف جوا وبرا على حلب وحمص ودير الزور ومناطق أخرى مخلفا عددا من القتلى.

وأكدت وزارة الإعلام أن سقوط الطائرة المروحية صباح يوم أمس الخميس في منطقة دوما بريف دمشق ناجم عن «حادث جوي حيث جرى احتكاك مروحة الطائرة الحوامة مع ذيل طائرة مدنية تابعة لمؤسسة الطيران العربية السورية». وأضافت الوزارة في بيان بثته وسائل الإعلام الرسمية أن «برج المراقبة في مطار دمشق الدولي ومؤسسة الطيران العربية السورية أكدا أن الطائرة المدنية هبطت بسلام في مطار دمشق الدولي ولم يتأذ أحد من الركاب الذين كانوا بالطائرة المدنية والبالغ عددهم 200 مسافر». فيما قالت مصادر أخرى مقربة من النظام إن الطائرة المروحية كانت تحلق في منطقة قرب تل كردي عندما كان مسلحون يطلقون نارا من رشاشات مضادة للطيران فاضطرت للارتفاع وفوجئ الطيار بالطائرة المدينة وحاول التهرب منها إلا أنه اصطدم بذيل الطائرة المدينة، وإن الطيار وثلاثة آخرين كانوا في المروحية قتلوا جميعا لدى سقوط المروحية.

إلا أن المرصد السوري لحقوق الإنسان أكد أن المروحية أُسقطت بنيران مقاتلي الجيش الحر في منطقة تل الكردي قرب دوما (13 كيلومترا شمال شرقي دمشق). وتعد هذه المروحية الثانية التي تسقط في ريف دمشق إذ سبق وأسقط الجيش الحجر مروحية في حي جوبر في 27 أغسطس (آب) الماضي.

وتجدد القصف الصاروخي والمدفعي منذ ساعات الصباح الأولى من يوم أمس على عدة مناطق في البلاد وقالت الهيئة العامة للثورة إن أكثر من 98 شخصا قتلوا نهار يوم أمس الخميس معظمهم في حمص وحلب ودمشق وريفها والرقة. وقال ناشطون إن طائرات الميغ قصفت أحياء الصاخور والميسر وطريق الباب والشعار- وجرح أربعة على الأقل بينهم طفل وامرأة نتيجة سقوط قذيفة قرب مخبز بحي الصاخور. وفي حي المرجة قتل نحو تسعة أشخاص وأصيب الكثيرون في حصيلة أولية جراء انهيار ثلاثة أبنية على رؤوس سكانها بسبب قصف ورمي براميل متفجرة من الطيران الحربي فجر يوم أمس الخميس.

وسقط 110 أشخاص بين قتيل وجريح أمس في انفجار محطة للوقود في محافظة الرقة في شمال سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد إن «110 أشخاص بين شهيد وجريح سقطوا إثر انفجار في محطة للوقود في قرية عين عيسى بريف الرقة»، ناقلا عن ناشطين في المنطقة أنه نجم عن «قصف بالطيران».

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية أن «30 شخصا على الأقل قتلوا وجرح 83 آخرون»، متحدثا عن «معلومات غير مؤكدة» عن تخطي عدد الضحايا 50 قتيلا.

وقال ناشط إعلامي في الرقة عرف عن نفسه باسم أبو معاوية في اتصال مع الصحافة الفرنسية عبر «سكايب» إن طائرة حربية تابعة للقوات النظامية «ألقت برميلا متفجرا على محطة هشام، وهي الوحيدة التي ما زالت تبيع الوقود في المنطقة».

وأشار الناشط إلى أن عددا كبيرا من الناس يصطفون عادة للحصول على الوقود من هذه المحطة «وهذا ما يرجح ارتفاع عدد الضحايا»، على قوله.

وفي ريف حلب قتل ثلاثة أشخاص صباح أمس في غارات جوية على بلدة بزاعة وفقا للجان التنسيق المحلية. وفي مدينة الباب قتل سبعة أشخاص هم عائلة واحدة من آل المشهود – بينهم سيدتان وطفلة، وهناك أكثر من ثلاثين جريحا منهم حالات خطرة، نتيجة القصف بالطيران الحربي على المدينة وتهدم المنازل على رؤوس ساكنيها.

وقالت لجان التنسيق وناشطون إن الجيش السوري قصف صباح أمس أحياء في مدينة حمص بينها حيا الخالدية وجوبر، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن شخصين وجرح العشرات. كما قتلت سيدتان في مدينة الرستن التي حاول الجيش السوري اقتحامها فجر الخميس بالتزامن مع قصف شديد. كما تعرضت مدينة تلبيسة القريبة من الرستن لقصف أسفر عن قتل خمسة عشر شخصا على الأقل بينهم طفلة، وسقط أكثر من 50 جريحا، وقالت الهيئة العامة للثورة إن القصف العنيف تواصل طيلة يوم أمس الخميس على المدينة بالطيران الحربي والمروحي والمدفعية وراجمات الصواريخ في محاولات متكررة من قوات النظام لاقتحام المنطقة من الجهة الجنوبية، ولفتت إلى أن عدد القتلى والجرحى مرشح للارتفاع بشكل كبير بسبب تواصل القصف والنقص الحاد في المواد والكوادر الطبية وسط حالة إنسانية سيئة جدا والأهالي يوجهون نداءات استغاثة.

وتحدث ناشطون أيضا عن غارات شنتها طائرات الميغ صباح أمس على أحياء في دير الزور، مما تسبب في تدمير مبان وجرح عدد من السكان. كما تحدثوا عن قصف بلدة المزيريب في درعاـ واقتحام بلدة إزرع في المحافظة ذاتها. وقتل أربعة أشخاص بينهم طفلة وامرأة وأكثر من 27 جريحا غالبيتهم من الأطفال والنساء نتيجة قصف بالطيران الحربي (الميغ) على تجمع سكني مدني جانب فرن الفيصل. بحسب الهيئة العامة للثورة.

ووفقا للمصادر ذاتها فقد اقتحمت القوات النظامية أمس حي القصور في حماه، في حين قتل طفل برصاص قناص في حي التعاونية بالمدينة. كما جرى انتشار لقوات الأمن في حي الجلاء وحي الشيخ عنبر في حملة مداهمات وتكسير للمنازل واعتقالات عشوائية للمدنيين.

وفي دمشق، تحدث ناشطون عن عمليات جديدة دامية للقوات السورية في مخيم اليرموك حيث سجلت أمس إعدامات ميدانية وقالت الهيئة العامة للثورة إن قوات النظام اقتحمت مخيم اليرموك وشنت حملة مداهمات شرسة في منطقة جامع الوسيم وقامت باعتقال ما يقارب خمسين شابا وشابة. وفي حي العسالي أعدمت قوات النظام ميدانيا شخصين في الحي. وكان ناشطون قالوا إن القوات النظامية أعدمت الأربعاء أربعين شخصا في حي الحجر الأسود ومخيم اليرموك في دمشق، وأكدوا أن بين هؤلاء خمسة عشر فلسطينيا. وقالت مصادر طبية لـ«الشرق الأوسط» إن مشفى المجتهد استقبل عشرات الجثث معظمها من أحياء جنوب دمشق، وأشارت المصادر إلى أن هناك عشرات الجثث المجهولة الهوية متكدسة في براد المشفى الذي لا يكفي لحفظها.

وفي بلدة عرطوز بريف دمشق، قتل شخصان أحدهما جراء التعذيب حسب شبكة «شام». فيما قالت الهيئة إن عددا من الجرحى سقطوا جراء القصف بمدافع الهاون على منطقة طريق (حمورية – عربين) ومنطقة (الأربع مفارق) أسفرت عن تدمير عدد من منازل المدنيين. في غضون ذلك دارات اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي والجيش الحر في محافظة القنيطرة – جنوب – في بلدة طرنجة في جباتا الخشب، أسفرت عن إصابة عدد من الأشخاص، وفي بيت جن سقط قتيل وعدد من الجرحى جراء اشتباكات تدور هناك بين الجيش الحر وقوات النظام في ظل انقطاع التيار الكهربائي عن البلدة.

كما دارت اشتباكات عنيفة في بلدة محجة على أوتوستراد دمشق – درعا بالقرب من الحاجز العسكري.

«الجيش الحر» يسيطر على معبر تل الأبيض ويعزز فرص سيطرته على الحدود مع تركيا

العقيد الكردي لـ الشرق الأوسط»: تحريره يعطينا قوة معنوية لجهة الإسناد وإمداد المقاتلين

بيروت: يوسف دياب

عزز الجيش السوري الحر سيطرته على نقاط حدودية جديدة بين تركيا وسوريا، باحتلاله ليل أول من أمس موقع تل الأبيض، بعد يومين من المعارك مع القوات النظامية، التي ظلت تخوض اشتباكات عنيفة طيلة ليل الأربعاء من أجل استعادة هذا الموقع الاستراتيجي، لكن من دون أن تتمكن من ذلك.

ووضع هذا الإنجاز في خانة تعزيز المكاسب الميدانية الحيوية لـ«الجيش الحر» والثوار في المناطق المتاخمة للحدود التركية، ليضاف هذا المعبر إلى أربع نقاط حدودية من أصل سبع مع تركيا، سبق أن بسطت القوات المسلحة التابعة للمعارضة نفوذها عليها. وقد بثت قنوات إخبارية تركية صورا التقطت من مدينة اكتشاكاليه التركية المجاورة، لعلم الثوار مرفوعا على أحد مباني الجمارك في الجهة السورية.

وفي هذا الإطار، أوضح نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي، أن «(الجيش الحر) تمكن من تحرير كامل مدينة تل الأبيض السورية الواقعة تماما على الحدود التركية، بما فيها النقطة الحدودية». وأكد الكردي في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «قيادة (الجيش الحر) كانت على علم مسبق منذ أيام بالتحضير لهذه العملية، وواكبت تنفيذها لحظة بلحظة إلى أن تمت السيطرة عليها بشكل كامل». ورأى أن «تحرير هذه النقطة الاستراتيجية يأتي في سياق مخطط يتبعه (الجيش الحر) لإحكام السيطرة على الحدود السورية – التركية كاملة». وقال: «هذا يعطينا قوة معنوية على الأرض لجهة الإسناد والإمداد للمقاتلين، ويسهل الحركة وعبور اللاجئين الهاربين من سوريا إلى تركيا، ويمكننا من إيصال المساعدات الإنسانية، ويعزز لنا السيطرة السيادية على الأرض شيئا فشيئا»، لافتا إلى أن «هذه المنطقة الحيوية المحررة أضيفت إلى أربعة معابر أخرى سبق أن حررها مقاتلو (الجيش الحر)، وهي: معبر البوكمال، باب الهوا، باب السلامة في عزاز ومعبر جرابلس، ومع معبر تل الأبيض». وأشار الكردي إلى أن «الجيش النظامي يعزز وجوده على معبر كسب الذي يقع لجهة المنطقة الساحلية ويعد من أهم المعابر، تحسبا لأي هجوم وخوفا من سيطرة (الجيش الحر) عليه». وكشف الكردي أن «مواقع وأماكن وجود (الجيش الحر) لا تبعد أكثر من خمسة كيلومترات عن معبر كسب، وليس سرا إذا قلنا إننا نسعى إلى السيطرة على كامل الحدود البرية بين سوريا وتركيا والمطارات العسكرية التي تقع ضمن هذه المناطق، لأن ذلك يعزز سيطرتنا الميدانية ويعطينا قوة على الأرض، ويضعف النظام بشكل كبير».

أما السياسي السوري المعارض وليد البني، فاعتبر أن «النظام السوري بات متقهقرا وفقد السيطرة على معظم الأراضي السورية». ورأى في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «محافظة الرقة كانت المنطقة الأكثر هدوءا منذ بدء الثورة، ومع نشوء لواء تابع للمقاومة المسلحة بهذه المنطقة وقدرته على الاستيلاء على مدينة تل الأبيض والمعبر الحدودي، فهذا دليل على أن النظام لم تعد لديه قوات للسيطرة على معظم الأراضي السورية». وأكد أن «قوة النظام ما زالت في القوة الجوية والمدفعية والصواريخ بعيدة المدى، والدليل أنه عندما يواجه على الأرض يخسر، ويوحي بأن النظام يتقهقر، لكن القوة النارية الجوية هي التي تدمر سوريا». وقال البني: «يقيني أن النظام السوري انهار، لكنه يريد أن يسلم سوريا مدمرة بكل مؤسساتها وبناها التحتية ومدنها وقراها»، مشددا على «ضرورة اتخاذ قرار عربي ودولي جاد لتسليح المعارضة السورية، بما يساعد على إسقاط هذا النظام قبل أن يستكمل مخططه بتدمير سوريا بحجرها وبشرها».

تقارير غربية: إيران تنقل الرجال والسلاح إلى سوريا عبر العراق

الدباغ لـ«الشرق الأوسط»: العراق ليس ممرا لنقل أي أسلحة

بغداد: حمزة مصطفى

نفت الحكومة العراقية رسميا أن تكون أرضه وسماؤه ممرا لنقل الأسلحة أو الأشخاص إلى سوريا بهدف مساعدة نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقال الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «العراق لم يساهم ولن يساهم في نقل أي أسلحة أو أشخاص أو المساعدة في أي شيء من هذا القبيل إلى سوريا من إيران عبر أراضيه أو سمائه». وأضاف الدباغ أن «العراق سبق له أن أعلن أنه لم يقدم ولن يقدم مثل هذه التسهيلات وأنه مستعد لإخضاع أي طائرة يشك فيها للتفتيش وأنه مستعد للتفاهم مع أي جهة تدعي عكس ذلك».

نفى العراق أمس الخميس تقريرا لأجهزة مخابرات غربية قال: إن إيران استخدمت طائرات مدنية لنقل عسكريين وكميات كبيرة من الأسلحة عبر المجال الجوي العراقي إلى سوريا لمساعدة الرئيس بشار الأسد.

وكانت رويترز قد نشرت أول من أمس تقريرا قال: إن الحرس الثوري الإيراني ينظم نقل الأسلحة إلى سوريا عبر الأجواء العراقية.

والاتهام المحدد للعراق بالسماح لإيران بنقل أسلحة إلى دمشق ليس جديدا لكن التقرير يزعم أن نطاق هذه الشحنات أكبر كثيرا مما أقر به علنا وأكثر انتظاما بكثير وذلك نتيجة اتفاق بين مسؤولين كبار من العراق وإيران. وقال التقرير إن إيران ترسل شاحنات إلى سوريا برا عبر العراق. ورفضت حكومة بغداد المقربة من إيران حليفة الأسد الانضمام إلى دول غربية وعربية في دعوة الرئيس السوري للتنحي في الوقت الذي تدعو فيه إلى الإصلاح في سوريا.

يذكر أن رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي كان قد أكد أن «النظام السوري لن يسقط»، وتساءل: «ولماذا يسقط»، فيما أكد الدكتور إياد علاوي الرئيس الأسبق للحكومة العراقية وزعيم ائتلاف العراقية دعم الحكومة العراقية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وقال في حوار سابق لـ«الشرق الأوسط» عندما «تم تفجير وزارتي الخارجية والعدل ببغداد وذهب المئات من الضحايا العراقيين هاجم المالكي النظام السوري واتهمه بالمسؤولية عن هذه التفجيرات، وبأن سوريا مسؤولة عن دعم تنظيم القاعدة وإدخاله إلى العراق، واليوم انقلب الموقف إلى دعم المالكي للنظام السوري، نحن لا نعرف سياسة رئيس الحكومة في العراق، ولا تتوفر عندي معلومات عن الأوضاع وطبيعة العلاقات، ولا عن أسباب هذا الدعم، لكنني أعرف ومتأكد مما يحصل في سوريا، وأن الوضع هناك خطير جدا، وأن أوضاع اللاجئين السوريين سيئة، وهناك ضعف في دعم السلطات العراقية للاجئين ومساعدتهم»، مشيرا إلى أن «تغيير النظام في سوريا سوف يضعف دور إيران ومن تدعمه في المنطقة». كما أكد قيادي في التحالف الوطني الشيعي المؤتلف مع كتلة المالكي الحاكمة لـ«الشرق الأوسط» دعم «رئيس الحكومة العراقية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد لأسباب تتعلق بمخاوف على بقاء حكومة المالكي فيما إذا سقط النظام السوري، وأيضا لضغوط إيرانية قوية على العراق لدعم الأسد».

ويخشى زعماء العراق أن يؤدي سقوط الأسد إلى تقسيم سوريا على أساس طائفي ويفرز نظاما متشددا يمكن أن يثير الاضطراب في العراق.

وعزز العراق النقاط الرئيسية على حدوده الصحراوية البالغ طولها 680 كيلومترا مع سوريا.

وفي وقت سابق هذا الشهر قال مسؤولون أميركيون إنهم يستوضحون من العراق موضوع رحلات جوية إيرانية تعبر المجال الجوي العراقي ويشتبه في أنها تنقل أسلحة إلى الأسد.

وهدد السيناتور الأميركي جون كيري أول من أمس بإعادة النظر في المعونة الأميركية لبغداد ما لم توقف مثل هذه الرحلات إلى سوريا. وقال اللواء حسين كمال نائب وزير الداخلية العراقي لشؤون المخابرات «الناطق الرسمي للحكومة العراقية نفى هذا الموضوع جملة وتفصيلا. هذا هو الموقف الرسمي للحكومة العراقية وليس هناك شيء من هذا القبيل».

وكان نائب الرئيس العراقي الهارب طارق الهاشمي قال في مقابلة مع رويترز إن إيران تستخدم المجال الجوي العراقي في نقل إمدادات إلى قوات الرئيس السوري وإن آلافا من مقاتلي الميليشيات العراقية عبروا الحدود إلى سوريا لدعم قوات الأسد.

وقال في مقابلة مع رويترز في إسطنبول إن بلاده تحولت إلى ممر للدعم الإيراني لنظام الأسد وإنه لا شك لديه في ذلك.

وأضاف أن الأمر لا يتعلق فقط بفتح المجال الجوي وإنما يتعلق بآلاف من مقاتلي الميليشيات الموجودين الآن داخل سوريا لدعم الأسد وقتل السوريين الأبرياء.

«أصدقاء الشعب السوري» يبحثون في هولندا تشديد العقوبات على دمشق

منها إجراءات لمنع مراقبة الإنترنت

بروكسل: عبد الله مصطفى لندن: «الشرق الأوسط»

بدأ ممثلون عن مجموعة «أصدقاء الشعب السوري»، التي تضم نحو 60 بلدا والجامعة العربية، أمس، اجتماعا في لاهاي لتشديد العقوبات على نظام الرئيس بشار الأسد وتفعيلها.

وقال وزير الخارجية الهولندي يوري روزنتال في خطابه الافتتاحي لاجتماع فريق العمل حول العقوبات الخاص بمجموعة «أصدقاء الشعب السوري»: «نحن في حاجة إلى تنفيذ صارم وبذلك يمكننا أن نمضي قدما».

وأضاف روزنتال أن «النظام وحلفاءه يحاولون الالتفاف على العقوبات ولذلك فإنه يتعين علينا العمل معا مع شركاء خاصين وعامين من أجل تبادل المعلومات». وحضر اجتماع لاهاي خبراء في القطاع المالي ليناقشوا مع الدبلوماسيين إمكانية تشديد العقوبات المالية مثل تجميد الأرصدة. وأضاف الوزير أن «المسألة ليست هل سيرحل (الأسد) بل متى». وأكد الوزير الهولندي من جهة أخرى أنه علاوة على عمليات الحظر والعقوبات المالية، «من المهم» منع النظام من مراقبة الإنترنت والتي تسمح له بتوقيف معارضين وصحافيين، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وأوضح أنه «بالنسبة لي ولكم فإن تكنولوجيات الإعلام والاتصال هي أدوات بريئة نستخدمها كل يوم، لكن علينا أن نتأكد من عدم استخدامها لارتكاب العنف أو قمع الشعب السوري»، مشيرا إلى أنه لا يمكنه، لأسباب أمنية، تحديد التكنولوجيات المستهدفة وما هي الأدوات التي ستستخدم في ذلك. وبحسب «لجنة حماية الصحافيين»، المنظمة غير الحكومية، فإن مراقبة الإنترنت التي يعتمدها النظام السوري باستخدام تكنولوجيات غربية «واسعة الانتشار» تمكنه من مراقبة الهواتف الجوالة والبريد الإلكتروني والرسائل النصية القصيرة ومجمل ما يتم تبادله على الإنترنت. ويجري التحقيق مع شركة فرنسية منذ يوليو (تموز) بعد اتهامها بتزويد النظام السوري بمعدات مراقبة.

وانبثق فريق العمل حول العقوبات عن مؤتمر مجموعة «أصدقاء الشعب السوري» بالموازاة مع فريق عمل آخر حول إعادة إعمار البلاد.

وقد اجتمع المؤتمر الذي يضم وزراء الدول الأعضاء في مجموعة «أصدقاء الشعب السوري» ثلاث مرات في تونس وإسطنبول وباريس، على أن تعقد اجتماعات لاحقة في المغرب في أكتوبر (تشرين الأول)، ثم في إيطاليا لاحقا.

ومن بين العقوبات العديدة التي اتخذها الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، الحظر على النفط والأسلحة وعقوبات مالية وحظر سفر مسؤولين إلى الخارج، بمن فيهم بشار الأسد وأفراد من عائلته وحكومته.

وفي سياق آخر نفت روسيا البيضاء أمس محاولة بيع أسلحة لسوريا وانتهاك قرار لمجلس الأمن الدولي بعدما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركة مملوكة للدولة في روسيا البيضاء.

وقال أندري سافينيخ المتحدث باسم وزارة الخارجية في روسيا البيضاء «كل اتهامات الجانب الأميركي لا أساس لها وغير صحيحة». وأضاف سافينيخ «هذا ليس أكثر من محاولة للضغط على روسيا البيضاء بسبب موقفها الصريح والمبدئي الداعم للحل السلمي للصراع الداخلي السوري» وأضاف «تمتثل روسيا البيضاء دائما لقرارات مجلس الأمن الدولي. العقوبات الأميركية الأحادية الجانب تتعارض مع روح التفاعل البناء بين الدول».

إلى ذلك وصلت إلى مطار دمشق أمس طائرة روسية تحمل 38 طنا من المواد الغذائية كمساعدة من الحكومة الروسية. وقال معاون وزير الشؤون الاجتماعية والعمل السوري حسن حجازي لدى استقباله الطائرة إن هذه المساعدات دليل على المواقف المبدئية للحكومة الروسية مع سوريا وعلى علاقات الصداقة القوية والمتينة بين الشعبين والحكومتين.

وأشار المسؤول السوري إلى أن هذه الدفعة هي الأولى من المساعدات الغذائية حيث ستصل دفعة ثانية غدا (اليوم) وأخرى لاحقا وذلك لمساعدة الأسر التي تضررت جراء الأزمة. ولفت حجازي إلى أن توزيع المساعدات سيتم بالتعاون مع منظمة الهلال الأحمر السوري ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل إضافة إلى الجمعيات الأهلية والمنظمات غير الحكومية مشيرا إلى تأثير العقوبات الاقتصادية التي فرضت على الشعب السوري في تأمين المواد الغذائية.

قضاة منشقون يعلنون تأسيس «مجلس القضاء السوري الحر»

رمضان لـ«الشرق الأوسط»: ندعم تشكيل هيئة قضائية موحدة

بيروت: نذير رضا

أعلن عدد من القضاة السوريين المنشقين في داخل سوريا، عن تشكيلهم «مجلس القضاء السوري الحر»، والذي «يضم القضاة المنشقين عن النظام والقضاة الأحرار وفق درجتهم وأقدميتهم».

ونشر القضاة بيانا على صفحة «مجلس القضاء السوري الحر» على موقع «فيس بوك» على شبكة الإنترنت، حمل شعار الآية القرآنية «وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا»، وذُيّل بتوقيع القضاة خالد شهاب الدين، ومحمد أنور مجني، وطلال حوشان، أعلنوا فيه تأسيس مجلس القضاء السوري الحر، وقالوا إن هذه الخطوة أتت بعدما «حوّل النظام القضاء إلى أداة في يده لظلم الشعب بدلا من أن يكون حصن الحريات وحامي الحقوق».

وذكر البيان أن المجلس يهدف إلى «العمل مع القوى الثورية لتشكيل لجان مهمتها تأمين المحاكم في المناطق المحررة وكل محتوياتها حفاظا على حقوق المواطنين»، و«إعادة تنظيم السلطة القضائية والتعاون مع نادي قضاة سوريا للعمل على منع سقوط السلطة القضائية بسقوط النظام وتأمين استقلاليتها»، و«تعزيز دور السلطة القضائية في بناء دولة القانون والمؤسسات بالتعاون مع كل القوى الثورية في الداخل»، و«تنظيم المرحلة الانتقالية وإعداد مشروعات الدستور والقوانين ووضع البنية القانونية لمرحلة ما بعد الأسد، وذلك بالتعاون مع المحامين ورجال القانون والشريعة، بما يضمن حقوق الشعب السوري بكل أطيافه»، و«إعادة النظر في قانون السلطة القضائية، وتشكيل مجلس القضاء الأعلى بما يضمن مبدأ فصل السلطات واستقلال السلطة القضائية وحصانة القاضي»، و«تفعيل دور إدارة التفتيش القضائي من أجل العمل على إعادة تقييم القضاة وفق معايير الكفاءة والنزاهة»، و«التعاون مع كل القوى الثورية لتأمين محاكمة عادلة لجميع المواطنين ومنع الانزلاق لما يسيء للثورة من أعمال انتقامية، والإشراف على المحاكم الثورية إن دعت الحاجة لذلك»، و«تشكيل لجان مختصة بحقوق الإنسان تعنى بتقصي الحقائق وتحديد المسؤولين عن الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري تمهيدا لمحاسبتهم، والتعاون في سبيل ذلك مع كل المنظمات الحقوقية المحلية والدولية».

ودعا القضاة في بيانهم الأول قضاة سوريا «الشرفاء إلى الانحياز إلى الحق وإعلان موقفهم الصريح من إجرام النظام، والانضمام إلى مجلسنا هذا لتحقيق رسالتنا والإيفاء بقسمنا بنصرة المظلوم على الظالم امتثالا لقوله تعالى (رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين)».

ورحب المجلس الوطني السوري بتشكيل هيئات مجتمع مدني داخل سوريا، ومن ضمنها هذه الهيئة القضائية. وأوضح عضو المجلس الوطني أحمد رمضان، لـ«الشرق الأوسط»: «اننا كمجلس وطني نشجع تشكيل هيئات المجتمع المدني، كونها تدعم النشاط العام للثورة على مستوى السلطة الانتقالية»، وأضاف «لكننا ندعم تشكيل هيئة قضائية واحدة في المستقبل تضم كل القضاة، وأن يكون الجهاز القضائي في مرحلة ما بعد سقوط (الرئيس السوري) بشار الأسد سلطة مستقلة».

وأشار رمضان إلى أن هذا المجلس «يختلف عن رابطة القضاة الأحرار التي شكلت في السابق»، لافتا إلى أن «الرابطة تضم مجموعة من القضاة المنشقين عن الجهاز القضائي الرسمي في سوريا، وتضم 2500 قاض، بينما يتوقع أن يصل عدد أعضاء الرابطة إلى نحو 4000 قاض». من ناحية أخرى، وفي ما يخص هيكلية «مجلس القضاء السوري الحر»، ذكر بيان المجلس أنه «يتكون من قضاة وزارة العدل السورية المنشقين في الخارج والداخل»، مشيرا إلى أن رئاسته يتولاها «أقدم قاض من بين القضاة المنشقين».

ولفت البيان إلى أن المجلس تنبثق عنه «لجان قضائية وثورية وفق الحاجة بما يتناسب مع أهداف المجلس وصولا لتحقيقها»، وهي «لجان الحفاظ على المحاكم ومحتوياتها، وتتشكل في كل محافظة على حدة من عضوية المحامين الأحرار وموظفي المحاكم الأحرار والحقوقيين وما يلزم من الثوار في الداخل، وبمؤازرة الضابطة العدلية المشكلة من قبل قيادة المجالس الثورية العسكرية المشتركة للثورة».

وذكر البيان أنه «في حال الخوف من قصف المحكمة المحررة تقوم اللجنة بتحريز كل الدعاوى والسجلات القضائية والأختام الرسمية وتوثيقها بشكل متسلسل ونقلها إلى أماكن محصنة من القصف بهدف منع العبث بها ووضع الحراسة اللازمة لذلك بالتنسيق مع مجلس القضاء السوري الحر وقيادة المجالس الثورية العسكرية المشتركة للثورة».

الأردن يؤكد أن لا نية لفتح أي مخيمات جديدة للاجئين السوريين

عمان: محمد الدعمة

أعلن أمين عام الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية أيمن المفلح، أن الهيئة ستبدأ بتقنين توزيع المساعدات المخصصة للاجئين السوريين إذا لم تصل مساعدات عاجلة من المجتمع الدولي لهؤلاء اللاجئين الذين بدأت أعدادهم تتزايد بمعدل 800 لاجئ يوميا.

وقال المفلح لـ«الشرق الأوسط» إن المساعدات التي وصلت ليست بالمستوى المطلوب كي نلبي جميع احتياجات اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري والبالغ عددهم 33 ألفا، إضافة إلى 170 ألف لاجئ يتوزعون في جميع المحافظات الأردنية.

وأكد المفلح الحاجة إلى مساعدات ليس من الضروري أن تكون مالية، مرحبا بأي مساعدات عينية تسهم في تلبية احتياجات اللاجئين السوريين، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء.

وكانت اللجنة التوجيهية العليا لشؤون اللاجئين السوريين، قد بحثت في اجتماع ترأسه ليلة أمس رئيس الوزراء فايز الطراونة الجهود المبذولة مع الجهات الدولية والمانحة، لتوفير الدعم والمساعدة للأردن، ضمن الاحتياجات التي يحددها لتمكينه من القيام بدوره الإنساني تجاه اللاجئين السوريين، والحد من معاناتهم وتقديم الخدمات الفضلى لهم، لا سيما أن عدد اللاجئين الموجودين على الأراضي الأردنية تجاوز الـ200 ألف، الأمر الذي يشكل عبئا هائلا على الأردن، لا سيما أنه يقدم سلعا مدعومة لمواطنيه يستفيد منها اللاجئون.

وقد تم التأكيد على عدم كفاية المساعدات المقدمة من قبل الجهات المانحة، رغم العبء المتزايد على الموازنة العامة للدولة وعلى القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، حيث إن أكثر من 170 ألف سوري دخلوا الأردن منذ بداية الأزمة ويعيشون داخل المدن الأردنية يستفيدون من الدعم المقدم للمشتقات النفطية والكهرباء والمواد الأساسية، والتي يستفيد منها الأردنيون.

وأكد الطراونة، خلال الاجتماع «عدم وجود نية لفتح أي مخيمات جديدة خارج منطقة الزعتري للاجئين المدنيين السوريين، نظرا لتوفر المساحة داخل مخيم الزعتري وللتكلفة الأمنية والإدارية التي ستترتب على فتح مخيمات جديدة».

وحسب بيان لرئاسة الوزراء فإن هذا الاجتماع خصص لمناقشة الأعباء المتزايدة على الدولة الأردنية في شتى المجالات، في ظل تفاقم الأزمة السورية واستمرار تدفق اللاجئين السوريين إلى الأراضي الأردنية.

وكانت الحكومة الأردنية، قد وجهت يوم تاسع سبتمبر الحالي، نداء إغاثة عاجلا لمساعدتها في تحمل التكاليف الناجمة عن استضافة اللاجئين السوريين، والمقدرة بنحو 360 دولارا للعامين الحالي والمقبل، متوقعة أن تصل تكلفة استضافة هؤلاء اللاجئين إلى 700 مليون دولار في حال وصلت أعدادهم إلى 250 ألف لاجئ.

من جهة أخرى، اجتاز 505 لاجئين سوريين الشريط الحدودي إلى بلدة «الذنيبة» بالرمثا (95 كم شمال عمان) فجر الأربعاء اليوم هربا من الأحداث التي تشهدها بلادهم، في حين عاد 50 آخرون كانوا يقيمون في مخيم «الزعتري» للاجئين السوريين إلى بلادهم طواعية وفق مدير المخيم محمود العموش.

وقال العموش إنه تم تأمين هؤلاء اللاجئين في مخيم «الزعتري» بمحافظة المفرق (75 كم شمال شرقي عمان) الذي أصبح يضم نحو 33 ألفا و210 لاجئين سوريين، مؤكدا أنه جرى أيضا تأمين الخيام والمساعدات الغذائية لهم فور وصولهم إلى المخيم.

قال مصدر أمني أردني مطلع «إنه باستثناء فجر أمس، الذي شهد معاودة ارتفاع عدد اللاجئين الفارين إلى الأردن، فقد شهد المعدل اليومي تراجعا ملحوظا»، موضحا أن أعداد اللاجئين السوريين الداخلين إلى الأردن عبر الشريط الحدودي تراجعت بعدما استعادت القوات السورية النظامية سيطرتها على بلدة «تل شهاب» السورية المحاذية لبلدة «الذنيبة» الأردنية والتي تعتبر المنفذ الوحيد لمرور اللاجئين السوريين الهاربين من الأحداث في بلادهم.

وكان معدل لجوء السوريين للأردن قد تراوح في الأسابيع الماضية ما بين 400 و700 لاجئ يوميا، إلا أنه انخفض خلال الأسبوع الحالي إلى ما بين 100 و300 لاجئ يوميا.

وقال قائد قوات حرس الحدود الأردنية العميد حسين الزيود «إن عدد اللاجئين الذين استقبلتهم القوات المسلحة لدى وصولهم المملكة بلغ أكثر من 72 ألف لاجئ سوري معظمهم دخلوا ليلا عبر 15 منفذا غير شرعي على طول الحدود، بينهم 1931 عسكريا و6996 مدنيا»، مشيرا إلى أن عدد الجرحى بينهم 1451 جريحا منهم 1104 مدنيين و346 عسكريا.

 دعوة للتظاهر في جمعة “أحباب رسول الله”

250 قتيلا وتصعيد بدمشق وحلب وحمص

                                            تصاعدت الاشتباكات والعمليات العسكرية في العاصمة السورية دمشق وحلب وحمص مع سقوط 250 قتيلا أمس الخميس وفق لجان التنسيق المحلية، في وقت وجه فيه برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة نداء لتسهيل وصوله بشكل أكبر إلى مناطق النزاع، فيما دعت مواقع الثورة السورية على الإنترنت إلى التظاهر اليوم الجمعة تحت شعار “أحباب رسول الله في سوريا يذبحون”.

فقد واصل جيش النظام فجر اليوم قصفه لمدينة الرستن في حمص مما أوقع قتيلا وأربعة جرحى وفق الهيئة العامة للثورة السورية، كما استمر القصف على أحياء حلب خاصة أحياء المرجة والكلاسة ومساكن هنانو وفق المصدرنفسه الذي أفاد بسماع دوي انفجارات وإطلاق نار عشوائي في الرحيبة بريف دمشق وجبلة بريف اللاذقية.

وذكرت شبكة شام الإخبارية أن اشتباكات تدور في مدينة رأس العين بمحافظة الحسكة أمام مقر الأمن السياسي بعد مقتل عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي محمود والي. في حين أفاد ناشطون بمقتل العقيد موسى حداد رئيس مفرزة الأمن العسكري في مدينة بانياس الساحلية بمحافظة طرطوس الليلة الماضية.

وفي مدينة داعل بدرعا أفادت الشبكة باندلاع اشتباكات عنيفة بين مقاتلي الجيش السوري الحر وقوات النظام فجر اليوم عند الحاجز الشمالي للمدينة في ظل انقطاع تام للكهرباء والماء والاتصالات الأرضية عن المدينة وقصف عنيف وعشوائي.

ووثقت لجان التنسيق المحلية في سوريا أمس سقوط 71 قتيلا في الرقة بينهم 60 جراء غارة جوية على محطة للوقود ببلدة عين عيسى في محافظة الرقة شمال البلاد، وقال ناشط إعلامي في الرقة عرف عن نفسه باسم “أبو معاوية” لوكالة الصحافة الفرنسية إن طائرة حربية تابعة للقوات النظامية ألقت برميلا متفجرا على محطة هشام، وهي الوحيدة التي ما زالت تبيع الوقود في المنطقة.

وأوضح أن عددا كبيرا من الناس يصطفون عادة للحصول على الوقود من هذه المحطة، وهذا ما يفسر ارتفاع عدد الضحايا، واعتبر أن النظام “أراد قتل أكبر عدد ممكن من أجل ضرب الحاضنة الاجتماعية للجيش السوري الحر ولوقف إمدادات الثورة لمدينة الرقة”.

وتبعد مدينة الرقة نحو 40 كلم عن الحدود التركية، وتحديدا معبر تل أبيض الحدودي الذي أعلن الجيش السوري الحر الأربعاء سيطرته عليه بعد معارك عنيفة مع القوات النظامية. وقال ناشطون إن الجيش الحر سيطر أمس على مفرزة الأمن العسكري في تل أبيض

في تطور آخر أفاد ناشطون بأن مقاتلي الجيش الحر أسقطوا مروحية لجيش النظام في دوما بريف دمشق. وأكد المرصد السوري أن الطائرة سقطت في منطقة تل الكردي “بنيران الكتائب الثائرة المقاتلة”. لكن التلفزيون السوري قال إن المروحية سقطت بسبب احتكاكها بذيل طائرة مدنية تابعة لمؤسسة الطيران السوري.

تصعيد بدمشق

وفي دمشق وقال التلفزيون السوري الرسمي إن قوات الأمن طوقت حي اليرموك جنوب دمشق ودهمته وألقت القبض على أكثر من مائة شخص الخميس، وقال نشطاء معارضون إن آخرين قتلوا بالرصاص.

وقال ناشط بحي اليرموك الذي اختبأ به مسلحو المعارضة في الأيام القليلة الماضية إن الدبابات والجنود أغلقوا كل المداخل، وفتش المنطقة مئات الجنود كان بعضهم راجلا وبعضهم الآخر يركب شاحنات مزودة بأسلحة آلية ثقيلة.

في سياق متصل أعلن المجلس الوطني السوري حي الحجر الأسود ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين والأحياء الجنوبية من العاصمة “مناطق منكوبة”.

وأوضح أن استمرار القصف يتزامن مع “حصار محكم يحول دون إدخال مساعدات طبية أو غذائية للحي أو إخراج ما تبقى من المدنيين والجرحى في ظل انقطاع كامل للتيار الكهربائي والمياه ونفاد المواد الغذائية والطبية في المشفى الميداني.

معارك بحلب وحمص

وفي حلب بشمال البلاد تتعرض أحياء عدة لقصف عنيف لا سيما في جنوب المدينة، حيث أفاد المرصد السوري بأن حي بستان القصر يتعرض لقصف “هو الأعنف حتى الآن منذ بداية الثورة”، كما تعرضت مناطق في ريف حلب للقصف وشهدت اشتباكات.

وفي حمص وسط سوريا، وثقت لجان التنسيق المحلية سقوط 37 قتيلا معظمهم إثر قصف على بلدة تلبيسة، كما قتل وجرح عدد آخر في قصف استهدف الرستن والقصير والنقير والفرحانية.

نداء إنساني

في غضون ذلك وجه برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة الخميس نداء لتسهيل وصوله بشكل أكبر إلى مناطق النزاع في سوريا، موضحا أنه غير قادر على تقييم الحاجات في المناطق التي تشهد معارك عنيفة.

وقالت المتحدثة باسم البرنامج عبير عطيفة -التي كانت تتحدث من دمشق عبر الإنترنت- إن “المساعدة الغذائية تصل إلى كل المناطق سواء تلك التي تحت سيطرة الحكومة أو المعارضة، باستثناء المناطق التي توجد في قلب المعارك”، وقدرت أن عدد النازحين يقترب من المليونين.

من جانبه قال المتحدث باسم برنامج الغذاء العالمي غريغ بارو إن هدف البرنامج مساعدة 1.5  مليون شخص هذا الشهر.

ويقوم برنامج الغذاء العالمي بوضع شحنات من المواد الغذائية في مرفأ طرطوس، كما أوضحت المتحدثة عطيفة، لكنها أشارت إلى الصعوبات اللوجستية التي تواجهها ومنها تحفظات سائقي الشاحنات حيال التوجه إلى المناطق الأكثر تضررا.

الأسد يهاجم السعودية وقطر وتركيا

“أصدقاء سوريا” يدعو لعقوبات أشد

                                            دعا مؤتمر لمجموعة “أصدقاء الشعب السوري” في لاهاي بهولندا أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى حرمان سوريا من الموارد التي تحتاج إليها لمواصلة النزاع الذي يمزق البلاد منذ منتصف مارس/آذار 2011، وفي المقابل اتهم الرئيس السوري في مقابلة صحفية كلاً من قطر والسعودية وتركيا بتسليح المعارضة.

وأعلن دبلوماسيون ممثلون لنحو 60 دولة والجامعة العربية في التقرير النهائي للاجتماع الخميس أن “المجموعة دعت مجلس الأمن.. إلى زيادة الضغوط على الحكومة السورية عبر تطبيق إجراءات تمنعها من الوصول إلى الموارد التي تحتاج إليها في حملة العنف التي تمارسها ضد شعبها”.

وأكدت مجموعة العمل حول العقوبات المنبثقة من “أصدقاء الشعب السوري” أن الإجراءات التي اتخذت حتى الآن “أثرت بشكل كبير على النظام السوري وقلصت عائداته عدة مليارات من الدولارات” بفضل الحظر على تصدير النفط.

وفي تقريرها النهائي، دعت مجموعة العمل كل الدول “إلى السهر على التطبيق الصارم للعقوبات” التي يتعين أن “تكون هادفة بشكل دقيق للتأثير على النظام مع تجنيب السكان”.

وحضر الاجتماع خبراء في القطاع المالي للبحث مع الدبلوماسيين في إمكانيات تعزيز العقوبات المالية مثل تجميد الأرصدة.

وأعلن وزير الخارجية الهولندي يوري روزنتال عقب خطابه الافتتاحي أن “المسألة ليست معرفة ما إذا كان (بشار الأسد) سيرحل، وإنما متى سيرحل”.

وأكد روزنتال أنه علاوة على عمليات الحظر والعقوبات المالية، فإن من المهم منع النظام من مراقبة الإنترنت الأمر الذي يسمح له بتوقيف معارضين وصحفيين.

ومن بين العقوبات التي اتخذها الاتحاد الأوروبي أو جامعة الدول العربية ضد النظام السوري، حظر على النفط والأسلحة وعقوبات مالية وحظر على سفر مسؤولين إلى الخارج بمن فيهم بشار الأسد وأفراد من عائلته وحكومته.

والمؤتمر الذي يضم وزراء من الدول الأعضاء في مجموعة أصدقاء الشعب السوري، اجتمع ثلاث مرات حتى الآن، في تونس وإسطنبول وباريس، وستعقد اجتماعات لاحقة في المغرب في أكتوبر/تشرين الأول المقبل ثم في إيطاليا لاحقا.

بشار الأسد هاجم كلا من السعودية وقطر وتركيا

تسليح المعارضة

في المقابل، شن الرئيس السوري بشار الأسد هجوما عنيفا على السعودية وقطر وتركيا متهما الدول الثلاث بمساندة وتسليح المعارضة السورية، وأكد أن “المسلحين لن ينتصروا في النهاية”.

 وأضاف في مقابلة نشرت مجلة الأهرام العربي المصرية مقتطفات منها أن “السعوديين كانوا وراء العدوان على مصر عام 1967، وكانوا يباهون بأنهم قلموا أظافر (جمال) عبد الناصر، وحتى قبل نشوب الأزمة (في سوريا) كانت علاقتهم بنا علاقة وساطة ما بين الغرب -الذي لا يعجبه الخط المقاوم للصهيونية الذي تنتهجه سوريا- وبيننا”.

وفيما يتعلق بقطر، قال الأسد إنها تعرض أفكارا ومقترحات “لا يقبلها خط سوريا العروبي القومي ولا يساوم عليها أبدا.. واليوم هم يدورون بإمكاناتهم المالية في فلك هذا النفوذ الغربي ويمدون الإرهابيين بالسلاح والمال على رجاء تكرار النمط الليبي”.

وحول الدور التركي قال الأسد “خسر الأتراك كثيرا جدا بموقفهم الذي اتخذوه من الأزمة.. وهم لا يبالون بمصالح الشعب التركي بقدر ما تعنيهم طموحاتهم فيما يسمى مشروع العثمانية الجديدة، أي أن انحيازهم ليس عن حسابات تتعلق بمصالح تركيا وإنما بمصالح جماعة معينة”.

وأكد الرئيس السوري أن المسلحين “لن ينتصروا في النهاية، والحل لن يكون إلا بالحوار الداخلي، ومن يدعمونهم يتصورون أن الحل لا بد أن يكون على النمط الليبي، والحسم طبعا سيحتاج بعض الوقت”.

هل يستخدم الأسد الأسلحة الكيمياوية؟

                                            عبد الرحمن أبو العُلا

مع تزايد حدة عمليات قوات النظام السوري ضد معارضيه، تصاعدت المخاوف من إقدامه على استخدام أسلحة كيمياوية كورقة أخيرة لحسم الموقف لصالحه.

وقال ضابط سوري منشق عُرف بأنه كان مسؤولا في إدارة الأسلحة الكيمياوية في سوريا لصحيفة التايمز البريطانية الأربعاء الماضي إن النظام السوري يعتزم استخدام أسلحته الكيمياوية ضد شعبه “كخيار أخير” إذا فقد النظام السيطرة على منطقة مهمة مثل حلب.

ويقول عدنان سيلو متحدثا من تركيا التي فر إليها منذ ثلاثة أشهر، إنه واثق من أن نظام الرئيس بشار الأسد يمكن أن يستخدم في نهاية المطاف أسلحته الكيمياوية ضد المدنيين، مشيرا إلى أن هذه المناقشات هي التي دفعته إلى الفرار من الجيش.

وقال “إن أعضاء من الحرس الثوري الإيراني حضروا اجتماعات عديدة لمناقشة استخدام الأسلحة الكيمياوية، وكانوا يزورون سوريا بصورة مستمرة لتقديم المشورة، ويرسلون العلماء ويستدعون العلماء السوريين لزيارة إيران”.

وتأتي هذه التصريحات بعدما ذكرت مجلة دير شبيغل الألمانية، أن الجيش السوري أجرى تجارب على الأسلحة الكيمياوية نهاية أغسطس/ آب بالقرب من السفيرة بشرق حلب.

وقالت المجلة الأسبوعية نقلا عن شهود عيان إن خمسة أو ستة عبوات فارغة مخصصة لمواد كيمياوية أطلقت من دبابات أو طائرات على منطقة الدريهم في الصحراء بالقرب من مركز الشناصير الذي يعتبر أكبر مركز لتجارب الأسلحة الكيمياوية في سوريا.

ترسانة

ولا توجد معلومات دقيقة عن حجم الترسانة الكيمياوية السورية بسبب عدم انضمام سوريا إلى منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية التي تمتلك سجلات لمخزونات الدول الأعضاء فقط، ولكنْ هناك اعتقاد بأن سوريا تمتلك ثالث أكبر مخزون من الأسلحة الكيمياوية بعد الولايات المتحدة وإيران.

وتشير التقارير الغربية إلى أنها تتضمن كميات كبيرة من غازات الخردل الذي يسبب حروقا خطيرة، والأعصاب القاتل (فياكس)، والسارين السام بالإضافة إلى المدفعية والصواريخ التي توصلها إلى أهدافها.

وفي يونيو/ حزيران الماضي أكد الجنرال يائير نافيه -مساعد رئيس الأركان الإسرائيلي- أن سوريا تملك “أكبر ترسانة أسلحة كيمياوية في العالم”.

وفي 2009 أصدرت المخابرات الأميركية تقريرا أكدت فيه أن لسوريا برنامج أسلحة كيمياوية ولديها غازات يمكن المهاجمة بها عن طريق طائرات أو صواريخ بالستية أو مدفعية.

كما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال في أغسطس/ آب 2011 عن مسؤولين أميركيين سابقين وحاليين قولهم إن لسوريا خمسة مواقع تنتج فيها أسلحة كيمياوية، واعترفوا بصعوبة تحديد هذه المواقع. لكن تقارير أخرى أشارت إلى أنها توجد في مدن منها دمشق واللاذقية وحلب.

وبحسب نفس الصحيفة فقد اكتشف مفتشو الأمم المتحدة أن سوريا كانت تبني سرا مفاعلا نوويا بمساعدة كوريا الشمالية قبل أن تهاجم إسرائيل الموقع وتدمره أواخر 2007.

مخاوف وتحذيرات

ومنذ أن بدأت الأزمة في سوريا أبدت الدول الغربية خشيتها من وصول الأسلحة الكيمياوية إلى أيدي جماعات “إرهابية” في حال سقوط النظام أو فقدانه السيطرة على المناطق التي بها هذه الأسلحة، كما أبدى آخرون تخوفهم من استخدامها ضد المدنيين. وهناك مخاوف أيضا من نقلها إلى حزب الله في لبنان.

وبحسب مصادر عسكرية واستخبارية غربية فإن التحدي الأكبر الذي يواجه هذه الأجهزة الغربية هو قصر الفترة التي يستغرقها نقل هذا السلاح من سوريا إلى لبنان. وتشير تقديرات الاستخبارات الأميركية إلى أن عملية نقل السلاح الكيمياوي تستغرق أقل من ساعتين.

وفي هذا الصدد قال الضابط المنشق عدنان سيلو إن النظام السوري “بحث أيضا تزويد حزب الله في لبنان بالأسلحة الكيمياوية لاستخدامها ضد إسرائيل”، مشيرا إلى أن النظام “لا يملك شيئًا يخسره في تقاسم الأسلحة مع حزب الله، لاعتقاده أن اندلاع حرب بين الحزب وإسرائيل سيصب في صالحه”.

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون وقادة غربيون آخرون قد حذروا النظام السوري من استخدام الأسلحة الكيمياوية، وهددوا باللجوء إلى الخيار العسكري إذا ما استعملها.

وفي وقت سابق قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إن إسرائيل ستدرس القيام بعمل عسكري إذا دعت إليه الضرورة، لضمان عدم وصول الأسلحة الكيمياوية والصواريخ السورية إلى حزب الله، وأشار إلى أن بلاده “تراقب الوضع عن كثب”.

في المقابل يرى الخبير الأمني والإستراتيجي اللواء أركان حرب عبد الحميد عمران أن النظام السوري سيتجنب استخدام الأسلحة الكيمياوية لأنه يدرك أنه بذلك سيدفع دولا غربية في مقدمتها أميركا وفرنسا إلى التدخل عسكريا في سوريا.

وأشار عمران في حديثه للجزيرة نت إلى أن الأسلحة الكيمياوية ذات خطورة إنسانية ضخمة وأن استخدامها قد يتسبب في خسائر بشرية كبيرة. وأضاف أن النظام السوري “قد يكون نقل بالفعل جزءا منها إلى حزب الله خلال الفترة الماضية”.

موقف تركيا من سوريا رهين بالعنف الكردي

                                            أذكى تصاعد العنف الانفصالي في جنوب شرق تركيا -الذي تقطنه غالبية كردية- الانتقادات الموجهة إلى حكومة أنقرة بسبب خطابها المتشدد اتجاه سوريا وقلص رغبة الرأي العام في التدخل في الأزمة السورية.

وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من أشد منتقدي الرئيس السوري بشار الأسد واتهمه بأنه خلق “دولة إرهابية” كما سمح للمعارضة السورية بترتيب صفوفها على الأراضي التركية وطالب بإقامة منطقة آمنة تحميها قوات أجنبية داخل الأراضي السورية.

وترى واشنطن أن تركيا لاعب أساسي في دعم المعارضة السورية وفي التخطيط لانهيار حكومة الأسد الذي يقول المسؤولون الأميركيون إنه سيحدث في نهاية المطاف.

لكن مع انخراط جنود الجيش التركي في واحدة من أشرس المعارك مع الأكراد في الجبال الواقعة في جنوب شرق البلاد بدأ الرأي العام التركي يتحول ضد التدخل التركي العميق في الأزمة السورية.

الشعب عرف

وبعد أن نقل التلفزيون التركي وقائع الجنازات العسكرية تحولت المشاعر الوطنية إلى الداخل. وقال سنان أولغن الدبلوماسي التركي السابق ورئيس مركز الدراسات الاقتصادية والسياسة الخارجية “أعتقد أن الشعب التركي عرف الآن الصلة -سواء كان ذلك صوابا أم خطأ- بين سياسة الحكومة الطموحة الجازمة بشأن سوريا وتصاعد إرهاب حزب العمال الكردستاني”.

واستطرد قائلا “من الواضح جدا أن عدم الشعبية هذه سيتزايد إذا استمرت الحكومة في تصعيد خطابها بشأن سوريا في الوقت الذي تعجز فيه هي بشكل فاضح عن التعامل مع المشاكل الأمنية الخاصة بتركيا”.

وخلال الأسابيع القليلة الماضية نصب مقاتلون من حزب العمال الكردستاني -الذي تعتبره الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا منظمة ارهابية- كمائن لقوافل عسكرية وخطفوا مسؤولين في الحكومة وزرعوا قنابل في الطرق.

ورد الجيش التركي بقصف معسكرات حزب العمال الكردستاني بالطائرات في واحدة من أشرس المعارك منذ أن حمل حزب العمال السلاح عام 1984 لإقامة دولة كردية.

ويشك محللون أتراك في أن الأسد سمح لحركة كردية سورية كبرى يعتقد أن لها صلة بحزب العمال الكردستاني التركي بالسيطرة على الأمن في بعض البلدات الواقعة في شمال سوريا لمنع سكانها من الانضمام إلى الجيش السوري الحر المعارض.

ونفى الأسد السماح لحزب العمال الكردستاني بالعمل داخل الأراضي السورية. وقال مسؤول في وزارة الخارجية التركية طلب عدم نشر اسمه “الحكومة السورية لها تاريخ في دعم المنظمات الإرهابية ومنها حزب العمال الكردستاني وفي استخدام الإرهاب أداة في سياساتها ودبلوماسيتها”. وأضاف رافضا التعليق أكثر من ذلك “لدينا بعض المعلومات أو الأدلة على أنه تمت استعادة روابط نشطة”.

وهددت أنقرة بأنها قد تتحرك عسكريا إذا شن حزب العمال الكردستاني هجمات من داخل الأراضي السورية وقامت بمناورات عسكرية على الحدود في تحذير واضح لدمشق.

لكن إرسال قوات تركية إلى شمال سوريا الذي تقطنه غالبية كردية حتى لو حدث ذلك بأي شكل من أشكال التفويض الدولي سيزيد من غضب الرأي العام في الوقت الذي تحاول فيه أنقرة احتواء حزب العمال الكردستاني على الأراضي التركية.

إذكاء العنف

وقال فاروق لوج أوغلو نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة التركية “الإرهاب الحالي في تركيا يتأثر بشدة بسياسات الحكومة في سوريا والعراق وإيران” مضيفا أن “سياساتها الداخلية والخارجية تساهم في إذكاء العنف”.

ويتمتع حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان بشعبية كبيرة وتندر الاحتجاجات الغاضبة من سياسته في سوريا, لكن حالة الإحباط تتصاعد خاصة في إقليم هاتاي الجنوبي على الحدود الذي استوعب نصيبا كبيرا من 80 ألف سوري هربوا إلى تركيا.

واستخدمت قوات مكافحة الشغب الغاز المدمع لتفريق مئات من المتظاهرين الغاضبين من سياسة الحكومة في سوريا يوم الأحد الماضي في أنطاكية العاصمة الإقليمية وفي نفس اليوم ردد بضع عشرات هتافات مناهضة للسياسة الأميركية في سوريا خارج السفارة الأميركية في أنقرة.

ونفت أنقرة مرارا أنها تزود مقاتلي المعارضة السورية بالسلاح لكن مصادر خليجية قالت إن دولا منها السعودية وقطر تقدم لهم مساعدات عسكرية حيوية ومساعدات في مجال الاتصال من خلال تركيا.

وزاد من استياء الرأي العام التركي غياب التوافق الدولي بشأن سوريا وأذكى شعورا بأن تركيا التي تزداد عزلة تستغل من جانب قوى غربية تتلهف إلى سقوط الأسد لكنها تحجم عن التدخل.

المصدر:رويترز

الأسد يجدد اتهام الخارج بدعم المعارضة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

اعتبر رئيس مجلس الأمناء الثوري السوري، هيثم المالح، أن حديث النظام السوري عن مؤامرة خارجية تستهدف بلاده “لغة بالية”، وذلك في أعقاب اتهام الرئيس السوري بشار الأسد كل من السعودية وقطر وتركيا بدعم المعارضة في بلاده.

وقال المالح لـ”سكاي نيوز عربية” إن النظام في سوريا دأب منذ بداية “الثورة” على الحديث عن “تدخل خارجي وتحريض وقوى خارجية وعملاء”، واصفا هذه الاتهامات بـ”لغة قديمة وبالية” اعتمدتها كل الأنظمة التي شهدت ما يعرف بثورات الربيع العربي.

وكان الرئيس السوري بشار الأسد شن هجوما عنيفا على السعودية وقطر وتركيا، متهما الدول الثلاث بمساندة وتسليح المعارضة السورية، مؤكدا من جهة أخرى أن “المسلحين لن ينتصروا بالنهاية” وإن كان “الحسم سيحتاج بعض الوقت”.

وفي مقابلة نشرتها مجلة “الأهرام العربي” المصرية، قال الأسد، ردا على سؤال بشأن العلاقة المتأزمة بين نظامه والسعودية وقطر: “أولئك ظهرت الأموال في أيديهم فجأة بعد طول فقر وهم يتصورون أن بإمكان أموالهم شراء الجغرافيا والتاريخ والدور الإقليمي”.

وأضاف في المقابلة التي نشرت المجلة الأسبوعية مقتطفات منها على موقعها على الإنترنت، أنه يريد أن “يصحح مفهوما كبيرا اعتاد الناس على ترديده دون وعي وبالذات عن مثلث الاستقرار الإقليمي في الشرق الأوسط، ذلك المثلث الذي يشمل مصر والسعودية وسوريا هو في الحقيقة ليس كذلك”، مؤكدا أن “المثلث الحقيقي للتوازن الاستراتيجي في إقليم الشرق الأوسط كان دائما وسيظل مصر وسوريا والعراق”.

ويأتي كلام الأسد عن دور مصر في المنطقة، بعد اتهام دمشق الرئيس المصري ، محمد مرسي، في أغسطس الماضي بالتحريض على استمرار سفك الدم السوري، وذلك ردا على كلمة مرسي في افتتاح قمة دول عدم الانحياز في طهران، والتي أكد فيها وقوفه بجانب الشعب السوري “ضد نظام فقد شرعيته”.

وعن المعارضة المسلحة، قال الأسد إن “المسلحين يمارسون الإرهاب ضد كل مكونات الدولة ولا شعبية لهم داخل المجتمع فقد أضروا بمصالح الناس واستهدفوا البنية التحتية التي تخدم الشعب السوري واستحلوا دماء السوريين”.

وأكد أنهم “لن ينتصروا في النهاية، والحل لن يكون إلا بالحوار الداخلي، ومن يدعمونهم يتصورون أن الحل لابد أن يكون على النمط الليبي، والحسم طبعا سيحتاج بعض الوقت”.

وتابع الأسد “ومع ذلك باب الحوار مفتوح وقدمنا مبادرات عديدة للعفو عن كل من يدع السلاح تشجيعا للحوار”.

واعتبر أن “الحوار مع المعارضة هو السبيل الوحيد لحل الأزمة” في سوريا، غير أنه شدد على أن “التغيير لا يمكن أن يتم من خلال تغييب رؤوس الأنظمة أو التدخل الأجنبي”.

وردا على هذه الاتهامات، قال المالح لـ”سكاي نيوز عربية” إن “بشار ليس رئيس دولة.. بل هو رئيس عصابة، مشيرا إلى أن الرئيس السوري “أقر في أخر لقاء له أن الأشهر الأولى من المظاهرات كانت سلمية، فلماذا فقدنا 6 آلاف قتيل في تلك الفترة”.

وأكد المالح أن المعارضة “لا تملك أسلحة ثقيلة”، متهما النظام “بقصف المدن وتدمير البلد والجيش السوري خدمة لإسرائيل”.

وعن ابداء الرئيس السوري استعداده للتفاوض مع ما وصفها بالمعارضة الوطنية، قال المالح إن “كل كلام حول انتخابات وأحزاب وحوار هو كلام سخيف وتافه ولا يجدر مناقشته بالأساس”، مشيرا إلى أن “الأسد فقد شرعيته”.

250 قتيلا بسوريا و”مجزرة” في الرقة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا بمقتل 250 شخصا في مختلف أنحاء البلاد، الخميس، أغلبهم في الرقة حيث سقط 55 شخصا في قصف لسلاح الجو السوري على محطة للوقود، في وقت تصاعدت العمليات العسكرية في العاصمة دمشق وحلب وحمص.

وبعد بروز محافظة الرقة إلى الواجهة خلال اليومين الماضيين نتيجة سيطرة الجيش السوري الحر على معبر حدودي فيها مع تركيا، قالت اللجان إن الطيران الحربي استهدف محطة للوقود في عين عيسى ما أسفر عن مقتل 55 شخصا وإصابة العشرات.

في هذه الأثناء تباينت الروايتان الرسمية والمعارضة حول سقوط مروحية عسكرية في ريف دمشق، ففي حين أكد ناشطون أن الجيش السوري الحر أسقط المروحية في تل الصوان بريف المدينة، بررت وزارة الإعلام السورية الحادثة باصطدام المروحية بذيل طائرة ركاب على متنها 200 شخص قبل أن تهبط بسلام في مطار دمشق دون أن يتضرر أي من الركاب.

وذكر ناشطون أن قوات الأمن مدعومة بالسيارات المزودة بالرشاشات و”الشبيحة من الأحياء المجاورة” اقتحمت مخيم اليرموك وأعدمت 3 أشخاص ميدانيا واعتلقت مجموعة من النازحين ممن فروا من الحجر الأسود.

أما في ريف دمشق، فاقتحمت دبابات مدعومة بأعداد كبيرة من الجنود بلدة بيت جن وسط إطلاق نار كثيف، حسبما أفاد ناشطون.

وتجدد القصف بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة على أحياء الخالدية وجوبر وأحياء حمص القديمة، كما تعرضت مدن تلبيسة والرستن وبلدة الغنطو في ريف حمص إلى قصف مدفعي عنيف.

كما تجدد القصف المدفعي على أحياء طريق الباب والشعار والميسر في حلب، في وقت تعرضت مدينتا الباب وبزاغة الواقعتان في ريف حلب إلى قصف عنيف من الطيران الحربي بالبراميل المتفجرة.

وفي ريف درعا، تجدد القصف المدفعي على بلدة المزيريب، كما اقتحم الجيش النظامي مدينة إزرع بالدبابات وسط إطلاق نار.

وفي مدينة البوكمال بدير الزور نشبت اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي عند مفرزة الجسر وسمع دوي انفجارات قوية في المنطقة.

اغتيال ناشط كردي في محافظة الحسكة السورية

اختفاء 3 من أعضاء هيئة التنسيق في دمشق بعد عودتهم من الصين

العربية.نت

اندلعت اشتباكات عنيفة أمام مقر الأمن السياسي في رأس العين في محافظة الحسكة السورية، الخميس، بعد اغتيال الناشط الكردي محمود والي، عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي، على يد مجهول أمام مكتب المجلس المحلي، إلا أن ناشطين في المدينة اتهموا حزب العمال الكردستاني باغتياله لا سيما أنه اختطف على يد مسلحي الحزب المذكور منذ أشهر، حيث تعرض للتعذيب لأيام، بحسب ما ذكرت قناة “العربية”، اليوم الجمعة.

وقال سكان في المدينة إن والي تلقى تهديدات بالتصفية في الآونة الأخيرة، ما اضطره للتواري عن الأنظار.

وإلى ذلك، أعلنت هيئة التنسيق للتغيير الديمقراطي السورية المعارضة، اختفاء 3 من أعضائها أثناء عودتهم من مطار دمشق الدولي، أمس الخميس، عقب زيارتهم للصين.

وكان وفد من هيئة التنسيق، أو ما يطلق عليها معارضة الداخل، قام بزيارة إلى بكين تلبية لدعوة من وزارة الخارجية الصينية لبحث الوضع في سوريا وإمكانيات إيجاد حل سياسي للأزمة.

وذكر بيان لهيئة التنسيق أن سيارتين أقلت واحدة منهما حسن عبد العظيم ومحمود مرعي إلى بيتيهما، في حين أقلت الثانية عبد العزيز الخير وإياس عياش وماهر طحان، لكنهم لم يصلوا إلى منازلهم.

وإلى ذلك، وثقت لجان التنسيق المحلية في سوريا مقتل 250 شخصاً في سوريا، أمس الخميس، بنيران قوات النظام في عدد من المدن والبلدات السورية،

في حين قال اتحاد تنسيقيات الثورة إن قوات النظام قصفت كلاً من مدينتي البوكمال والميادين في دير الزور.

وأعلن المجلس العسكري في الرقة مقتل 70 شخصاً في قصف قوات النظام محطة للوقود في المدينة.

150 قتيلا ضحية مجزرة جديدة بالرقة في سوريا

التلفزيون السوري: تحطم هليكوبتر في ضاحية بدمشق

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مجزرة جديدة ارتكبتها قوات النظام السوري في الرقة راح ضحيتها 150 شخصاً، وذلك إثر قصفت طائرات النظام محطة للوقود في عين عيسى بالرقة.

وفي سياق منفصل أعلن التلفزيون السوري أن طائرة هليكوبتر تحطمت في بلدة دوما إلى الشرق من العاصمة السورية دمشق، اليوم الخميس، دون أن يذكر المزيد من التفاصيل.

وقال ناشط في دمشق إن مقاتلين معارضين أسقطوا الطائرة، ولم تعلن أي من جماعات المعارضة مسؤوليتها عن الهجوم بعد، نقلاً عن وكالة رويترز.

وتزايدت هجمات مقاتلي المعارضة، الذين يريدون الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، على الطائرات وخاصة طائرات الهليكوبتر التي استخدمها الرئيس السوري في قصف معاقل المعارضة، وأسقطوا طائرة هليكوبتر على مشارف دمشق في 27 أغسطس/آب الماضي.

وبعد ذلك بثلاثة أيام، قال مقاتلون في محافظة إدلب بشمال سوريا، إنهم أسقطوا مقاتلة بالمحافظة قرب الحدود التركية.

كما شن مقاتلو المعارضة، الذين لا يملكون وسائل دفاعية كافية في

مواجهة سلاح الطيران، هجمات برية على قواعد للقوات الجوية في شمال وشرق سوريا في محاولة لصد القوة الجوية للجيش.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى