أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء، 25 أيلول، 2012


شتاء دموي يهدد سورية وتحذير من التعذيب والجوع

نيويورك – راغدة درغام؛ لندن، بيروت، دمشق، عمان – «الحياة»، رويترز، ا ف ب، ا ب

رسم الممثل الخاص في سورية الاخضر الابراهيمي صورة قاتمة للنزاع في سورية. وحذر من توسع «الحرب الأهلية» الى خارج سورية ومن التعذيب فيها، الذي اصبح معهوداً، ومن ازمة غذائية حادة ومن امراض خطيرة وقلة العلاج بسبب خوف السوريين من التوجه الى المستشفيات كي لا يعتقلوا. في حين حذر خبراء في الشؤون السورية من «شتاء دموي» طويل خصوصاً ان اي طرف غير قادر على «الحسم العسكري». وبدا امس ان مجلس الأمن اصبح غير مقتنع بان حلاً سياسياً وفق «النموذج اليمني» يمكن ان يطبق في سورية.

وأكد الإبراهيمي أنه أبلغ «الجميع في سورية والمنطقة أن الإصلاح في سورية لم يعد كافياً بل المطلوب هو التغيير»، مشدداً على أن «العودة الى سورية السابقة أصبحت امرا غير ممكن». وأبلغ أمس الدول الاعضاء في مجلس الأمن أن «ثمة نافذة قد تكون متوافرة في المستقبل غير البعيد».

واعتبر الابراهيمي أن من المبالغة وصف مجلس الأمن بأنه في حالة شلل، مشدداً على ضرورة توحد المجلس لدعم مهمته. وقال «إن لم أمثل مجلس الأمن كاملاً فإنني لا أمثل أحداً».

وحذر الممثل الخاص من «انتقال الوضع في سورية من سيء الى أسوأ، في وقت يتعرض تراثها الثقافي للتدمير، فيما النظام يريد العودة بالوضع الى سورية القديمة على رغم ادعاءاته بالإصلاح»، ناقلاً صورة قاتمة جداً عن المعاناة الإنسانية التي يعيشها السوريون.

وقال إن «الوضع في سورية خطير ويتفاقم يومياً ويشكل تهديداً للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وتالياً هو من اختصاص مجلس الأمن».

وأكد أنه سيعود الى المنطقة بعد الانتهاء من الاجتماعات في نيويورك على أن يبلغ المجلس بعدها بـ»أفكار أكثر تتناول سبل التعامل مع الأزمة». وقال إنه سيزور الدول ذات النفوذ أو المصلحة أو الإثنين معاً، ملمحاً الى مصر والمملكة العربية السعودية وتركيا وإيران.

وذكرت وكالة «فرانس برس» ان الابراهيمي أبلغ مجلس الأمن ان نظام الاسد يُقدر بخمسة الاف عدد الاجانب الذين يقاتلون الى جانب المعارضة، وان دمشق تزداد قناعة بان الحرب الدائرة في البلاد هي «مؤامرة من الخارج».

واكد امام المجلس ان تعذيب السجناء اصبح «امراً معهوداً» وان السوريين باتوا يخشون التوجه الى المستشفيات التي يسيطر عليها النظام.

واوضح ان 1.5 مليون شخص فروا من منازلهم، وان البلاد تواجه نقصاً حاداً في المواد الغذائية لان المحاصيل اتلفت بسبب المعارك بين قوات الجيش والمعارضة المسلحة.

وأكد السفير الألماني بيتر فيتينغ، الذي يرأس مجلس الأمن للشهر الجاري، أن المجلس أكد «الدعم الكامل والتام للإبراهيمي ومهمته، وأعرب عن القلق البالغ حيال تفاقم الأزمة الإنسانية» فيها.

وقال ديبلوماسي شارك في جلسة مجلس الأمن المغلقة إن الإبراهيمي أبلغ المجلس أنه سيركز تحركه أكثر داخل سورية والمنطقة في المرحلة المقبلة، مشيراً الى أن «الوضع المثالي يكون بتأسيس مكتب له في دمشق وإن لم يكن ذلك ممكناً ففي القاهرة».

وترافقت شهادة الابراهيمي مع إشادة من وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيلله بمواقف الرئيس المصري محمد مرسي التي دان فيها استمرار العنف في سورية، معتبراً أن «موقفه يجب أن يحتذى في المنطقة».

وقال فيسترفيلله إن من بين الأهداف الموضوعة لمناقشات الجمعية العامة والاجتماعات المحيطة بها الأسبوع الجاري «تعميق عزلة نظام بشار الأسد وزيادة الضغوط عليه»، مشدداً على أن الرئيس السوري «ذهب بعيداً جداً في ارتكاب الجرائم ولم يعد مطروحاً أن يكون جزءاً من حل سياسي» مشابه للنموذج اليمني، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة توحيد المعارضة السورية «بما يكفل بناء سورية جديدة ديموقراطية وتعددية تحترم فيها حقوق جميع المكونات السورية».

وقال ديبلوماسي غربي رفيع إن «المساحة التي يعمل فيها الإبراهيمي ضيقة جداً ولكن نريد أن نوجه رسالة واضحة بأن الأمم المتحدة متمسكة بالتوصل الى حل سياسي وأن الوقت حان لبناء سورية جديدة».

وأضاف إن أي اختراق فعلي في شأن الأزمة السورية مستبعد في نيويورك وإن التحرك الغربي في ظل استمرار الخلاف مع روسيا سيتركز على محاور ثلاثة، أولها استمرار الضغط على النظام وتعميق عزلته من خلال المواقف المعلنة في مناقشات الجمعية العامة، ما يوجه رسالة واضحة الى روسيا. والثاني، العمل على إقناع الصين بأن مصالحها الاستراتيجية في المنطقة، كأمن الطاقة والاستثمار في أفريقيا، مختلفة عن المصالح الروسية التي تعتبر سورية آخر موطىء استراتيجي لها على المتوسط. والثالث، العمل على توحيد المعارضة في إطار منسجم وتركيز الدعم لأطرافها داخل سورية بما يؤسس لسورية جديدة ديموقراطية متعددة ومتسامحة مع كل الأديان والأقليات.

وشدد الديبلوماسي على ضرورة توجيه رسالة واضحة الى «الأقلية التي لا تزال تدعم النظام السوري بأنها ستكون جزءاً من سورية المستقبل وأنها لن تتعرض للاضطهاد».

وقال إن مؤتمر «أصدقاء الشعب السوري» المقرر الجمعة سيقرر «تركيز الدعم للأطراف المعارضة في الداخل مع ضرورة طمأنة السياسيين وقادة الرأي والضباط والعائلات ممن لا يزالون يؤيدون نظام الأسد بأنهم لن يكونوا في خطر في حال سقوط النظام».

وقال خبراء دوليون لوكالة «رويترز» ان سورية ينتظرها «شتاء دموي» مع فشل اي من الجانبين في توجيه ضربة قاضية للطرف الآخر وعدم ظهور اي دلائل تذكر على ضبط النفس. ويقول ناشطون «ان اكثر من الف شخص يقتلون اسبوعياً بعضهم من مقاتلي المعارضة والبعض من الموالين للحكومة وغالبيتهم من المدنيين».

واصبحت الغارات باستخدام القاذفات وعمليات التمشيط التي تقوم بها طائرات الهليكوبتر فوق الاحياء السكنية اجراء يومياً، في حين ان الانباء التي أفادت بمقتل مئات الاشخاص في بلدة داريا قبل ثلاثة اسابيع لم تثر اكثر من مجرد ادانة رمزية في الخارج.

وقال جوليان بارنز داسي من المجلس الاوروبي للعلاقات الخارجية: «هناك تراجع في مدى التفاعل العام مع القضية خارج سورية وهذا يعكس العنف الشديد في الصراع، أن الازمة لا تعبيء المجتمعات الغربية للضغط على حكوماتها للتحرك».

والحالة الواحدة التي وصفتها الولايات المتحدة بانها «خط احمر» وقد تؤدي إلى تدخل عسكري هي نشر النظام السوري صواريخ مزودة برؤوس حربية كيماوية.

وفي الجانب الأمني داخل سورية، قال ناشطون وشهود إن المواجهات العنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة تواصلت أمس في مناطق سورية عدة وان العشرات سقطوا بين قتيل وجريح، بينهم أطفال في حلب.

وأورد التلفزيون الرسمي السوري أن الجيش النظامي قضى على عشرات، ممن وصفهم بـ «الإرهابيين»، كانوا يتحصنون في المدرسة الصناعية في الأتارب بريف حلب.

كما شهدت مناطق في دمشق خلال ساعات الفجر الأولى اشتباكات بين الجيش النظامي ومقاتلي «الجيش السوري الحر» وسمع دوي انفجارات عدة.

وقالت لجان التنسيق المحلية إن قوات النظام واصلت عملياتها العسكرية، وإن ما لا يقل عن 100 شخص قتلوا حتى مساء أمس في هجمات في حلب ودرعا ودمشق وريفها.

وعلى هامش اجتماعات الجمعية العامة، وفي شأن إيران أكد ديبلوماسي غربي رفيع يرأس وفد بلاده الى الجمعية العامة أن الاتحاد الأوروبي «سيفرض حزمة عقوبات إضافية على طهران منتصف تشرين الأول (أكتوبر) المقبل».

وعن التهديدات الإسرائيلية بتوجيه ضربة الى إيران، قال: «من الأفضل للمجتمع الدولي أن يبقى متماسكاً حيال إيران على رغم أننا نرفض حيازتها أسلحة نووية ليس حماية لإسرائيل وحسب بل تجنباً لسباق تسلح نووي في المنطقة».

وكان مقرراً أن تلتقي وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس الرئيس المصري.

تقويم الإبرهيمي قاتم وإحباط من الأسد:

القيام بإصلاحات غير كاف، المطلوب هو التغيير

 أكد أنه لا يمكنه عمل شيء من دون وحدة مجلس الأمن

 حذّر من أن الوضع سيّئ وهو يتفاقم يوماً بعد يوم

نيويورك – علي بردى

العواصم – الوكالات:

رسم الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي، في إحاطته الاولى امام مجلس الامن منذ تسلمه مهمته مطلع ايلول الجاري، صورة قاتمة للوضع في هذا البلد، إذ قال إن الامور سيئة للغاية وإنها تزداد سوءا، مشيرا الى أنه ليست لديه “خطة كاملة” في الوقت الحاضر، وانما “بضع أفكار”. وحذر من ان الوضع في سوريا يمثل تهديدا للمنطقة وللسلام في العالم.

وأسرّ الابرهيمي الى بعض من التقاهم في نيويورك أنه “محبط” مما سمعه من الرئيس بشار الأسد خلال وجوده الأسبوع الماضي في دمشق.

واثر جلسة مغلقة استمرت أكثر من ساعتين، خرج الابرهيمي مع رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري المندوب الألماني الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بيتر فيتيغ الذي صرح بأن “أعضاء مجلس الأمن رحبوا بالفرصة لمناقشة الوضع في سوريا مع الممثل الخاص المشترك عقب زيارته للمنطقة”، مضيفاً أنهم “عبروا عن قلقهم البالغ من العنف المتواصل في سوريا وأثره الإنساني”. وأكدوا “الدعم القوي للابرهيمي في مهمته”.

وقال الابرهيمي للصحافيين إنه “لا يختلف اثنان على أن الوضع في سوريا خطير جداً ويتفاقم يوماً بعد يوم، وأن هذا الوضع يشكل تهديداً للأمن والإستقرار في المنطقة وأيضاً للسلم في العالم، وتاليا فإن هذا الوضع من اختصاص مجلس الأمن”. وأفاد أنه سيذهب بعد انتهاء الجمعية العمومية الأسبوع المقبل الى المنطقة على أن يعود “قريباً” الى مجلس الأمن “لتقديم بعض الأفكار عما يجب القيام به من أجل التعامل مع هذه القضية”. وأعلن أن لديه “دعوة من روسيا والصين ودول كثيرة لزيارتها… وخصوصا الدول التي لها مصلحة أو نفوذ أو كليهما”، معترفاً بأن “جهودي لم تتقدم كثيراً، ولكن أعتقد أن اللقاءات التي عقدتها مع المسؤولين والمعارضة في سوريا وخارجها لها شيء من الأهمية ويمكن أن نبني عليها في المستقبل”.

ورفض الإجابة عن سؤال عن احباطه من لقائه الأخير مع الأسد. لكنه كان جلياً في ما يريده من المجتمع الدولي إذ قال: “إذا لم أمثل كل مجلس الأمن، أنا لا شيء. أحتاج الى أن أمثل كل مجلس الأمن”.

وأكد أن “القيام باصلاحات غير كاف، ما يجب القيام به هو التغيير” من دون الادلاء بايضاحات.

واستبعد احراز “تقدم اليوم أو غدا لتسوية النزاع في سوريا.

وقال: :ليست لدي خطة كاملة في الوقت الحاضر، ولكن عندي بضع أفكار. اتفقت مع المجلس على أن أعود الى هنا في أسرع ما يمكن بمزيد من الافكار في شأن سبل احراز تقدم”. واعتبر ان “الوضع في سوريا سيئ للغاية ويزداد سوءا. انه يمثل تهديدا للمنطقة وتهديدا للسلم والامن في العالم”. وأضاف: “هناك مأزق… لكنني أعتقد أننا سنجد مخرجا في المستقبل القريب”.

وعلمت “النهار” بهذه “الأجواء القاتمة” من ثلاثة ديبلوماسيين استمعوا بصورة منفصلة الى تقويم الابرهيمي عن رحلته الأخيرة الى دمشق والقاهرة ومخيمات اللاجئين السوريين في تركيا والأردن. وقال أحدهم إن الديبلوماسي المتمرس “لاحظ أن الرئيس الأسد لا يزال مقتنعاً بأنه يمكنه بالقوة العسكرية اعادة سوريا الى الوضع الذي كانت عليه قبل انطلاق الإنتفاضة الشعبية ضده منذ أكثر من سنة ونصف سنة”. وكشف أن الأسد “بدا مصراً على فصل العملية السياسية عن تطورات الوضع الميداني” لاعتقاده أن “كل ما يحصل هو نتيجة أعمال ارهابية مدعومة” من جهات اقليمية ودولية. وقال إن “هذا الأمر محبط، ليس فقط لأنه من الواضح أن هذه الأزمة لن تجد حلاً لها بالوسائل العسكرية، بل أيضاً لأن ما نراه ما هو إلا ازدياد الوضع خطورة يوماً يوماً، ومن المؤسف أن البعض لا يكترث”.

واعتبر ديبلوماسي آخر أنه “من الطبيعي أن يكون الابرهيمي محبطاً، ليس فقط مما سمعه من الرئيس الأسد، بل أيضاً من المعارضة المشتتة التي لا تزال غير قادرة على التغلب على انقساماتها، وتاليا غير قادرة على تشكيل بديل محتمل من أي عملية انتقال سياسي يمكن أن تبدأ ولو بعد حين في سوريا”. وذكر أن الديبلوماسي الجزائري “يعرف دقة الوضع الناجم عن الخلافات على الساحة الدولية، لذلك يتعامل بحذر شديد مع هذه الأزمة من غير أن يرفع كثيراً سقف التوقعات”. وأشار الى أن “العناصر التي بدأ يكونها الابرهيمي كمحاولة لايجاد مخرج تتركز على الجوانب الإنسانية التي يمكن أن يكون لها طابع سياسي في نهاية المطاف”، موضحاً أن هدف ذلك “تخفيف المعاناة التي يواجهها الشعب السوري”. وأسف لأن “المتحاربين لم يتعبوا بعد من القتال”.

وأكد ديبلوماسي آخر ان الابرهيمي لم يكشف الكثير عن خططه للمجلس، لكنه كان “صارما” في القاء معظم اللوم في الصراع على حكومة الأسد.

وكان الابرهيمي اجتمع الى عشاء مع رئيس الوزراء نجيب ميقاتي في فندق “والدورف أستوريا” بوسط مانهاتن مساء أول من أمس.

هـل تعـزز لحظة التقاء المسـارات الروسية ـ الإيرانية ـ المصريـة فـرص النجاح السياسي؟

الإبراهيمي لمجلـس الأمن: سـنجـد مخـرجاً لسـوريـا

اجتمع المبعوث المشترك إلى سوريا الأخضر الابراهيمي أمس، بأعضاء مجلس الأمن الدولي. الجلسة قد تبدو تقليدية حيث نقل إليهم أجواء مهمته وآفاقها. لكن المشهد قد يكون أكثر أهمية من ذلك بكثير، حيث يحمل الديبلوماسي الجزائري المخضرم، في هذه المرحلة المفصلية، في جعبته تبلور المسار الدولي السياسي الوحيد الفاعل حالياً في اتجاه حلّ الأزمة، والذي يشكل تقاطعاً بين الأدوار الروسية والايرانية والمصرية كمظلة إقليمية للابراهيمي وللرهان على معارضة الداخل وتكثيف جهودها، تمهيداً لإشراكها في حوار مع النظام.

إضافة إلى حديث الابراهيمي المتكرّر عن «تفاقم» الازمة وخطورتها على البلاد والعباد والمنطقة بأسرها، كان لافتاً في تصريحاته عنصران أساسيان: انتقاد صريح لمن يتمسكون بـ«سوريا الماضي» وهو موجه على الأرجح لاسترضاء الأصوات الغربية في مجلس الامن، وملاحظة «إشارات» الى توحيد المعارضة السورية قد يكون «مؤتمر الإنقاذ» في دمشق أمس الاول، قد مكّنه من تقديمها أمام المجتمع الدولي.

وقال الابراهيمي للصحافيين بعد اجتماعه بأعضاء مجلس الأمن في نيويورك، إنه «بدأ في مناقشة الطريق إلى الأمام» مع هؤلاء. وأضاف أن الاوضاع تراوح مكانها، «وهي بالغة الصعوبة»، معتبرا أنه لا يرى مجالا للحل «اليوم أو غداً». لكنه في الوقت نفسه قال إنه «بالرغم من التناقض الظاهري إلا أنني تعلمت المزيد حول ما يجري في سوريا والمنطقة، ما سمح لي بالاعتقاد بأننا سنجد مخرجا في المستقبل غير البعيد».

وتابع المبعوث المشترك إلى سوريا قائلا «أرفض أن أصدق بأن أناسا عقلاء لا يرون أنه ليس من الممكن العودة إلى الوراء. لا يمكن العودة إلى سوريا الماضي». وقال ان الاصلاحات في هذا البلد لم تعد كافية «وما يجب القيام به هو التغيير». وبحسب ديبلوماسي شارك في اجتماع الابراهيمي مع أعضاء مجلس الامن، فإن المبعوث المشترك قال إنه يعتقد أن هدف الرئيس السوري بشار الأسد هو إعادة البلاد إلى «سوريا القديمة».

وقال الابراهيمي إنه لا يملك «خطة كاملة» بعد، بل بعض الأفكار التي يأمل توسيعها خلال زيارة أخرى للمنطقة. كما أكد انه يرى «بعض الإشارات» الى أن المعارضة السورية تتوجه نحو الوحدة. أما عن خطة سلفه كوفي أنان واتفاق جنيف، فقال الابراهيمي إنها ما زالت «عناصر في حقيبة أدواته». ونقل الابراهيمي عن الأسد قوله إن خمسة آلاف أجنبي يقاتلون إلى جانب المعارضة المسلحة في سوريا، وان دمشق تزداد قناعة بأن الحرب الدائرة في البلاد هي «مؤامرة من الخارج»، بحسب ما نقل عنه سفراء حضروا الاجتماع.

وتأتي لقاءات الابراهيمي، بعدما دعا ممثلون عن نحو عشرين حزبا وهيئة سورية من معارضة الداخل خلال مؤتمر عقد في دمشق امس الاول، وحضره خصوصا سفيرا روسيا وايران، الى «وقف العنف فورا» من قبل طرفي النزاع وذلك «تحت رقابة عربية ودولية مناسبة»، بحسب بيان نشر الاثنين.

وجاء في البيان الختامي لـ«المؤتمر الوطني لإنقاذ سوريا» الذي ضم 20 حزبا وهيئة معارضة لنظام الرئيس بشار الاسد ان «المؤتمر يدعو الى وقف العنف فورا من قبل قوى النظام والتزام المعارضة المسلحة بذلك فورا وذلك تحت رقابة عربية ودولية مناسبة»، من دون أن يحدد طبيعة هذه المراقبة.

وأضاف البيان الختامي لمعارضة الداخل وأبرز أحزابها «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي» ان «استراتيجية الحل الأمني العسكري التي انتهجها النظام للرد على ثورة الشعب المطالب بالحرية والكرامة والديموقراطية تسببت في تعميم العنف وخلقت بيئة ملائمة للعديد من الأجندات الخاصة».

ودعا المؤتمر المبعوث الدولي الخاص الى سوريا الاخضر الابراهيمي الى «الدعوة الى عقد مؤتمر دولي حول سوريا تشارك فيه جميع الاطراف المعنية تكون مهمته البحث في أفضل السبل السياسية للبدء بمرحلة انتقالية تضمن الانتقال الى نظام ديموقراطي تعددي». كما دعا المؤتمرون «جميع أطياف المعارضة السورية في الداخل والخارج» المؤمنة بـ«وحدة سوريا وسلامة أرضها وشعبها للعمل المشترك في سبيل ذلك، إذ أن التغيير المنشود لا يمكن أن يتم إلا بإرادة السوريين أنفسهم وبأيديهم».

وأتى هذا المؤتمر، بشكليته وهوية مشاركيه، بعد جهود روسية لاءمتها «مباركة» مصر للدور الايراني في سوريا بعد انطلاق أعمال «اللجنة الرباعية».

من جهته، أكد رئيس الحكومة السورية وائل الحلقي، أن «الجيش السوري حقق إنجازات كبيرة في تصديه للإرهاب واستئصال فلول الإرهابيين المدعومين من دول وقوى لا تزال تتآمر على أمن سوريا واستقرارها». ورأى أن «معركة الحسم والانتصار أصبحت قريبة جدا».

وأشار الحلقي، خلال لقائه نقيب الصيادلة وأعضاء مجلس النقابة فارس الشعار، إلى التحول والتعاطي الدولي إيجابياً تجاه ما يجري في سوريا، لافتا إلى الجهود والمبادرات الجارية حاليا لبلورة رؤية مشتركة لحل الأزمة، تقوم على تأكيد الحوار والمصالحة الوطنية ونبذ العنف ورفض التدخل الخارجي في شؤون سوريا.

كما أكد أن الوضع الاقتصادي مطمئن وأن الاقتصاد السوري متين ومتنوع الموارد، موضحاً أن «الحكومة تولي كل الاهتمام لتأمين السلع الأساسية والمشتقات النفطية وتأمين مخزون احتياطي واستراتيجي منها للاحتياجات الداخلية».

(«السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ب)

مؤتمر «الإنقاذ» في دمشق بين الترحيب والتشكيك

طارق العبد

في اليوم التالي لـ«المؤتمر الوطني لإنقاذ سوريا» الذي جمع أطياف المعارضة السورية في الداخل، في قلب العاصمة دمشق، بدأ المعارضون يلتقطون أنفاسهم ويراجعون ما حصل في الحدث الذي انتظروه طويلاً.

ثمة اتفاق على نجاح الضمانات الروسية والصينية في إنجاح المؤتمر، فلم يقترب النظام أو يعرقل عقده، باستثناء اتهام «هيئة التنسيق» للسلطات السورية باعتقال ثلاثة من قيادييها.

ونجح المعارضون في طرح رؤى عديدة لتقديم حل سياسي في البلاد. رؤى تباينت بين كلام الأحزاب السياسية التقليدية وكلام النشطاء الشباب، رغم أنها اتفقت على ضرورة الإسراع بالحل ورفض الطائفية والتدخل الخارجي.

لكن أطرافاً أخرى في الشارع السوري، المتعدد الاتجاهات، لم تكن راضية بالمطلق عما جرى، فالداعمون للحراك المسلح والرافضون لدور هيئة التنسيق يعترضون بالمطلق، فيما تباين دور الإعلام بين متجاهل ومن احتفى بالمؤتمر. وهكذا دخلت عدسات القنوات الرسمية السورية وصحافيوها وتجولوا بين المعارضين كأي وسيلة إعلام أخرى، لكن مواكبتهم للحدث بقيت فاترة مقارنة مع اهتمام الإعلام الخاص بالحدث، حيث ركزت عدة وسائل إعلام على كلام المعارضة حول ضرورة تقديم حل سياسي ينقذ البلاد.

في المقابل، كان لافتاً الاحتفاء الإعلامي العربي بالمؤتمر، وحتى من وسائل إعلام وصفت بالمعارضة للنظام السوري مثل قناة «الإخبارية» السعودية. وشهدت قاعات المؤتمر، أمس الأول، حضوراً إعلاميا بارزاً لروسيا والصين وإيران التي واكبت مختلف قنواتها الحدث، وأجرت لقاءات مع شخصيات معارضة، وجه بعضها رسائل مبطنة للإعلام الموالي للسلطة السورية.

وأبدى ناشط في «الحراك الشعبي»، فضّل عدم ذكر اسمه، ارتياحاً لعقد مؤتمر في قلب العاصمة السورية، يطرح سبلاً للحل.

وعن الرعاية الروسية، يشير الناشط، الذي يصف نفسه بالمقرب من فكر «هيئة التنسيق»، إلى أن الدعم الروسي كان مطلوباً لإيجاد جهة تضغط على النظام للسماح بالحراك المعارض من دون أن يعني ذلك، حسب قوله، القبول بالطرح الروسي لعقد مؤتمر في تشرين الأول المقبل، يجمع أطرافا من المعارضة بالنظام في ما يشبه الحوار، على أنه تمنى لو نزل هؤلاء المعارضون للشارع وعملوا مع القوى التي تصنع الحدث المعارض، فربما تمكنوا من فهم الكثير عن الحراك الشعبي.

ويلفت الشاب إلى غياب القوى الشابة عن المؤتمر، وهو ما أشارت إليه الناشطة كفاح علي ديب في كلمتها ضمن المؤتمر أمس الأول.

بدوره، يرفض ناشط آخر في دمشق فكرة المؤتمر ككل، باعتباره تحت سقف النظام، معتبراً أن «المعارضة الحقيقية هي التنسيقيات والمتظاهرون الذين يتم تجاهلهم تماماً، كما يتم تجاهل الجيش الحر وحضوره في الشمال والشرق، وإثباته لوجوده، فيما تستمر هيئة التنسيق بنداءاتها السلمية والداعية للحوار مع النظام والتفاوض معه»، مشيرا إلى ما قاله المعارض ميشيل كيلو عن خيانة المعارضة التي تقبل الحوار مع النظام.

ويشير الناشط، في المقابل، إلى أن «المجلس الوطني ليس أفضل حالا، فهو لم يقدم أي شيء سوى التصريحات والتنقل من مؤتمر إلى آخر، ففي الحقيقة ليس هناك فرق كبير بين هيئة التنسيق والمجلس الوطني فكلاهما متفوق بالكلام».

في المقابل، يعتبر ناشط في الحراك السلمي، تابع «مؤتمر الإنقاذ»، أن «الكلام عن افتراق بين خطاب الشارع والخطاب السياسي أمر طبيعي، فخلال العام ونصف العام من عمر الثورة اعتدنا على شخصيات معارضة تردد هتافات الشارع، إن لم تزايد عليها، فيما المطلوب هو قيادة هذا الحراك الشعبي وتوجيهه إلى الطريق الذي يجنّب البلاد الموت والدمار، وبالتالي لا بد من إثبات دور للمعارضة السياسية التي فتحت الأبواب لجميع التيارات المعارضة في الخارج، لكنها رفضت الحضور بحجة الدعم الروسي. ولم تكتفِ بذلك بل زايدت على مسألة اعتقال قياديي الهيئة، معتبرة أن الأمر مجرد ترويج إعلامي للهيئة أو رفع لأسهمها تمهيداً لإجراء حوار معها، وهو ما أعلنت هيئة التنسيق والعديد من أطراف معارضة الداخل رفضها المطلق له وإصرارها على إسقاط النظام بكل رموزه».

ويبدي الناشط، الآتي من حلب، دعمه لفكرة عقد مؤتمر دولي يجمع مختلف القوى الداعمة والمناهضة للنظام للضغط باتجاه بدء عملية انتقالية سياسية، «من دون أن يعني ذلك إجراء الحوار مع السلطة، إلا مع إعلانها الرسمي عن بدء انتقال السلطة وعندها يمكن التفاوض مع أركان في الدولة لم تتلطخ أيديهم بالدماء».

في المحصلة، انتهى مؤتمر المعارضة، وبدأت التحضيرات لمؤتمر آخر يجمع قيادات وتيارات استبعدت من «مؤتمر الإنقاذ»، ما يفتح الباب على حراك سياسي معارض في البلاد، حراك ينتظر منه الكثير مع التزايد اليومي لشلال الدم السوري.

«جهاديو» سوريا ومسلحو المعارضة: انعدام الثقة!

يقود أبو عمر الشيشاني مجموعة من المقاتلين الأجانب في حلب، يُعرفون بأنهم «الأخوة المهاجرون». يتجمع هؤلاء في مدخل بناية محترقة داخل الحي الجامعي في المدينة. وعلى قارعة الطريق، نجد أحد «الأخوة» وهو تركي ملقى على الأرض قتيلاً، بينما «أخ» ثان إلى جانبه لا يقوى على الحراك بسبب إصابته البالغة، فقد عجز زملاؤه عن إنقاذه بسبب وجود قناصة في الجوار.

يعطي أبو عمر أمراً بالعربية، فيترجم إلى مجموعة من اللغات المختلفة، الشيشانية، الطاجيكية، التركية، الفرنسية، اللهجة السعودية، والأوردو.

يجلس المقاتلون خارج المنزل تحت ظل الأشجار، شاهرين بنادقهم يناقشون شؤون الحرب، ويتساءل سعودي «ماذا تقول وسائل الإعلام الأجنبية ومعها العالم الخارجي عنا؟ هل يعلمون بالقتال في حلب؟ هل يعلمون بأننا هنا؟».

توافد مئات المقاتلين الأجانب إلى سوريا من أجل المشاركة في الحرب ضد حكومة الرئيس بشار الأسد، من بينهم المتعاطف مع الثورة أو الكاره للأسد، والجهادي القديم من العراق واليمن وأفغانستان.

من أجل الوصول إلى الدول التي تشوبها الحروب، كان على هؤلاء تجاوز الحدود عبر جوازات سفر مزورة ومراوغة أجهزة الاستخبارات، لكن الوصول إلى الجبهة الأمامية في سوريا أسهل بكثير عبر رحلة طيران مريحة إلى جنوبي تركيا، ومن ثم التسلل عبر الحدود.

يتوزع المقاتلون في سوريا على مجموعات جهادية مختلفة، من ضمنها «أحرار الشام» و«جبهة النصرة». بعضهم، كما هو شأن أبي عمر الشيشاني، سمح لهم بتشكيل وحداتهم الخاصة التي سميت ببساطة وحدات «المهاجرين». أما السوريون فيشيرون إليهم بشكل عام بـ«الأخوة الأتراك».

وتتضح للعيان مستويات القدرات القتالية المتفاوتة لدى هؤلاء المقاتلين، فالشيشان أكثر تقدماً في العمر، أطول وأقوى، ويحملون أسلحتهم بثقة ويقفون بعيداً عن الآخرين. أما أحد الأتراك فهو جندي سابق يرتدي حزاماً ومعدات على الطراز الغربي، فيما يبدو الفقر واضحاً على ثلاثة طاجيك وباكستاني.

ويلجأ المقاتلون الأجانب إلى التكتم خصوصاً خلال تعاملهم مع عناصر «الجيش السوري الحر»، حتى إنهم يكذبون بشأن جنسياتهم الحقيقية، أشقر يتحدث الفرنسية يقول إنه مغربي، الشيشان يزعمون أنهم أتراك، والطاجيك يدّعون أنهم أفغان.

وبالرغم من أن بعض المقاتلين الأجانب مبتدئون، إلا أن أبا سلام الفلوجي يملك خبرة استثنائية، فهو عراقي متمرس يرتدي كوفية سوداء يلف بها رأسه، ويجادل القادة السوريين فهو يعتبر أنهم «لا يملكون قيادة ولا خبرة»، شارحاً أن «الرجال الشجعان يهاجمون، لكن الرجال في الخطوط الخلفية ينسحبون ليتركوهم مكشوفين، إنها فوضى، الليلة السابقة قاتل الأخوة الأتراك الليل كله، وذهبوا للنوم فجراً، تاركين خطاً من السوريين في الخلف لحمايتهم. حين استيقظوا صباحاً وجدوا أن السوريين انسحبوا وأن قناصة الجيش سيطروا على مواقعهم. لقد فات الأوان، لقد دخل الجيش السوري إلى الأزقة وأصبح سيد الموقف».

لكنه يبدو غير مكترث لمستقبل الصراع، حيث يعتبر أنه «من الواضح أن الجيش السوري سيربح المعركة، لكننا لا نخبر الثوار بحقيقة الأمر، لا نريد تدمير معنوياتهم. نقول إنه ينبغي علينا أن نصمد هنا ما أعطانا الله القدرة على ذلك، وربما جعل الله إحدى هذه القوى الأجنبية تأتي لمساعدة السوريين».

أبو سلام لم يفقد حس السخرية، وهو يشير إلى أن الولايات المتحدة والجهاديين، أعداء العقد السابق، قد وجدوا أنفسهم مجدداً يقاتلون في الخندق نفسه.

محاولة للتقدم في حلب

أمر القائد الشيشاني أبو عمر عناصره بالتقدم من أجل استرجاع المواقع التي خسروها في محيط كلية العلوم في حلب، إلا أن قناصة الجيش السوري المنتشرين في المنطقة تصدوا لمحاولتهم، وقتلوا أحدهم. وكانت المجموعة قد خسرت عشرة عناصر من أصل 40 في مواجهات قبل يومين فقط.

في هذه الليلة، وجه أبو عمر إنذاراً أخيراً لقادة «الجيش الحر»، إذا لم يحشدوا عدداً كبيراً من الرجال لدعم خطوطهم الخلفية فإن «المهاجرين» سينسحبون ويغادرون. لم تصل التعزيزات، فغادر الشيشان ليلاً.

«ليذهبوا»، علق بغضب قائد سوري في اليوم التالي، «أنا لم أضربهم على أيديهم ولم أطلب منهم أن يأتوا للقتال وتحمل مسؤولية هذه الجبهة الأمامية».

معبر باب الهوى

استمرت الاشتباكات بين الجهاديين والمقاتلين السوريين، عند معبر باب الهوى الحدودي بين سوريا وتركيا، حيث تجمع 20 جهادياً حول مقاتل مصري قوي البنية، يقول لهم «أنتم في مواجهة مع جيشين مرتدين»، مشيراً إلى الجيش السوري و«الجيش السوري الحر». ويضيف «عندما تنتهون من أحدهما تبدأون مع الآخر».

وبدأت المواجهات بين الجهاديين والسوريين قبل عدة أسابيع، بعدما رفع الجهاديون الأجانب علم تنظيم «القاعدة» الأسود على المعبر الحدودي.

طلبت وقتها «كتيبة الفاروق» التابعة لـ«الجيش الحر» إنزاله حتى لا يغضب الأتراك، وبالتالي يتهدد خط الإمداد الحيوي للثوار. ولذلك تدخل مقاتل سلفي من الكتيبة ليطلب من الجهاديين إنزاله، متحججاً بأن وجودهم سيجعل الحلف الأطلسي يوقف إمداداته.

يقول أبو محمد العبسي، وهو طبيب سوري كان يقود مجموعة من الجهاديين الأجانب، إنه عارض النظام منذ العام 1992، «في حين أن بعض الضباط المنشقين في الجيش الحر كانوا يخدمون النظام إلى وقت قريب». وقد رفض العبسي نداء «كتيبة الفاروق» بالانسحاب، وبعد عدة أيام وجدت جثته مرمية في أحد الخنادق.

يذكر أن الجهاديين الأجانب قاتلوا في عدة حروب سابقة وحالية، من بينها البوسنة (1992-1995)، الشيشان (1994-1996)، أفغانستان (1999- الآن)، العراق (2003- الآن)، سوريا (2012- الآن).

(عن «الغارديان»)

إسرائيل: قذائف هاون أطلقت من سوريا سقطت بأراض زراعية في الجولان

تل أبيب- (يو بي اي): قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن عددا من قذائف الهاون سقطت صباح اليوم الثلاثاء بأراض زراعية في شمال هضبة الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل.

وأضاف أن قذائف الهاون “سقطت في إطار القتال الدائر بين المتمردين والجيش (السوري)”.

ولم يسفر سقوط هذه القذائف عن إصابات أو أضرار.

ورفع الجيش الإسرائيلي خلال العام الأخير حالة الإستنفار في صفوف قواته عند الحدود في الجولان، وأجرى الأسبوع الماضي تدريباً مفاجئاً يحاكي حرباً مع سورية، وذلك تحسباً من انتقال القتال داخل سورية إلى منطقة الحدود في الجولان.

المجلس الوطني السوري يدعو العلويين إلى عدم القلق من انتصار الثورة

بيروت- (ا ف ب): وجه المجلس الوطني السوري المعارض الاثنين “رسالة إلى العلويين”، طائفة الرئيس السوري بشار الأسد، دعاهم فيها إلى عدم “القلق من انتصار الثورة والتغيير”، مؤكدا انهم لن يتعرضوا لاعمال ثأر او انتقام في حال سقوط النظام.

وجاء في هذه الرسالة التي تلقت فرانس برس نسخة منها “نطمئن اهلنا العلويين وجميع السوريين من كل الاتجاهات والتيارات والاطياف ومن جميع المكونات القومية والدينية والطائفية ان المسؤولية القانونية ستطال المرتكبين انفسهم فقط” في اشارة إلى كبار المسؤولين في النظام من سياسيين وامنيين.

واضافت الرسالة “ليس لاحد ان يقلق من انتصار الثورة والتغيير الا من تلطخت ايديهم بدم الشعب وتورطوا بالفساد وسرقة المال العام”.

وجاء ايضا في هذه الرسالة التي تتزامن مع استعار المعارك وتعثر مهمة المبعوث الدولي إلى سوريا الاخضر الابراهيمي “لن نسمح بأي اعمال ثأر او انتقام او اعتداء على الابرياء ممن لم يتورطوا بالارتكابات والقتل وسفك الدماء ونطمئن اخوتنا العلويين وجميع السوريين بان اوضاعهم في سوريا الحرة الدولة الديموقراطية المدنية التعددية القادمة ستكون افضل حالا بما لا يقاس من اوضاعهم اثناء حكم آل الاسد”.

وينتمي الرئيس السوري بشار الأسد وعدد كبير من اركان حكمه وخصوصا المسؤولين الامنيين، إلى الطائفة العلوية المتحدرة من المذهب الشيعي، وينتشر ابناؤها بشكل خاص في شمال غرب سوريا على الساحل السوري.

الجيش السوري يسيطر على مخارج درعا وأهالي المفرق يحتجون على بقاء اللاجئين في الزعتري

عمان – القدس العربي- منال الشملة: تبحث الحكومة الأردنية عن أي حل ممكن لمواجهة الإحتجاجات العنيفة التي بدأ يظهرها اللاجئون السوريون في مخيم الزعتري المخصص لهم شرقي العاصمة عمان في منطقة صحراوية يصفها بعضهم بانها جحيم بسبب الغبار وغياب العناية الصحية وخدمات الطعام والشراب.

ويفترض ان تعقد لجنة وزارية الثلاثاء إجتماعا خاصا للبحث في الحلول الممكنة لمعالجة الأوضاع الأمنية الصعبة والمعقدة في مخيم الزعتري.

وكانت أحداث عنف قد وقعت مساء الإثنين تم على إثرها إحراق مركز طبي في المخيم فيما تجمهر العشرات من أهالي المفرق مطالبين بترحيل السوريين وإعادتهم إلى بلادهم وذلك على خلفية أحداث الشغب في المخيم.

المقدم محمد الخطيب الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام الأردني قال ان عددا من اللاجئين قاموا بالاعتداء على قوات الأمن الأردني المتواجدين في المخيم لتأمينه إضافة إلى قلب أحد الكرافانات الطبية في المخيم مشيرا إلى تكرار مثل هذه الحوادث من قبل اللاجئين .

وأكد زايد حماد رئيس جمعية الكتاب والسنة أن ما يقارب 1000 لاجئ قاموا بالاحتجاج داخل المخيم حيث عبر بعضهم عن استيائهم لسوء أوضاع المخيم فيما طالب آخرون العودة إلى بلادهم موضحا إنهم قاموا بتحطيم بعض المكاتب العائدة للهيئة الخيرية الهاشمية وإحراق إحدى الخيام إضافة للإعتداء على المركز الطبي المغربي مشيرا لوقوع إصابات نتيجة الحادث والتي تم نقلها إلى المستشفى.

فيما أكد أحد اللاجئين من داخل المخيم استخدام الغاز المسيل للدموع بعد وقوع اشتباكات مع قوات الدرك الأردنية لافتا إلى وجود أخطاء من كلا الطرفين إلا أنه حمل إدارة المخيم مسؤولية ما يقع مشيرا لان ما يعانونه من سوء معاملة وتضييق في مجال الكفالات والزيارات رغم ما أكده من وجود بعض التجاوزات من قبل بعض اللاجئين الأمر الذي يستدعي استيعاب إدارة المخيم وليس استخدام الغاز المسيل للدموع على حد تعبيره.

واشتكى لاجئون في المخيم من شدة الطقس الحار والغبار وعدم وجود الكهرباء في المخيم في اشارة لبعض النشطاء لانه لا يرقى إلى مستوى المعايير الدولية.

ويصل عدد اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري في الأردن إلى 22 ألفا.

وبحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة فان عدد اللاجئين المسجلين في المملكة تجاوز 46 ألفا.

إلى ذلك صرح العميد حسين راشد الزيود قائد قوات حرس الحدود الأردنية إن أكثر من ألفي عسكري سوري من مختلف الرتب لجأوا إلى الأردن منذ بدء الأحداث في سورية في آذار2011 نافيا في تصريحات لاذاعة (بي بي سي) أن يكون الجيش الأردني يشجع المنشقين السوريين على دخول الأردن قائلا : إننا لا نستطيع منع اللاجئين من دخول البلاد لأسباب إنسانية.

وشهدت المناطق التي يتسلل منها اللاجئين السوريين في الأيام الماضية هدوءا وقلة في إعداد الهاربين من سورية بسبب سيطرة الجيش السوري النظامي على مخارج مدينة درعا السورية.

نقاشات عربية صريحة في موسكو وانقرة حول مستقبل الرئيس السوري

اردوغان يشكك بامكانية تغيير موقف بوتين: الروس يراوغون

عمان ـ ‘القدس العربي’ ـ من بسام البدارين: أظهر رئيس الوزراء التركي رجب طيب آردوغان ميلا للتشكيك بحصول تغيير حقيقي في الموقف الروسي من الملف السوري عندما استقبل وفد مجلس الشؤون العربية والدولية.

المجلس ترأسه الكويتي محمد جاسم الصقر ويضم نخبة من الشخصيات العربية رفيعة المستوى من بينها عمرو موسى وحنان عشراوي ومحمد بني عيسى وفؤاد السنيورة وغيرهم.

أردوغان إستمع الى انطباعات الوفد العربي الذي توجه مباشرة الى انقرة بعد وقفة معمقة في موسكو تخللها حوار صريح ومباشر كما فهمت ‘القدس العربي’ من مصادر مطلعة على طبيعة المحادثات التي حصلت.

ملاحظة أردوغان السريعة كانت تشير الى أن اعضاء الوفد مغرقون في التفاؤل وهم يتحدثون عن عناصر إيجابية جديدة في موقف موسكو تحت عنوان الحديث بالفترة الانتقالية لاستبدال حكم الرئيس بشار الأسد.

رئيس الوزراء التركي قال للوفد انهم يراوغون ـ يقصد الروس ـ فقد سمعت منهم ومن إيران ومن الصين عدة مرات حديثا عن الفترة الانتقالية.

أضاف أردوغان: أرجو ان لا تبالغوا بالتفاؤل فالروس كالإيرانيين والصين يتهربون عندما نطالبهم بالتنفيذ بعد الموافقة على خطابهم المتعلق بفترة إنتقالية في سورية.

وجهة نظر عضو الوفد العربي رئيس الوزراء العراقي الاسبق إياد علاوي كانت بعد اللقاء بأردوغان تلفت النظر إلى أن الاتراك قد تكون لديهم خبرة أكثر في فهم دبلوماسية الدب الروسي، لذلك اشار علاوي الى ضرورة التدقيق بتشخيص تركيا لمصداقية الخطاب الروسي في الوقت الذي سارع فيه عضو الوفد ايضا ورئيس مجلس الاعيان الاردني طاهر المصري للاعلان في عمان بعد جولة الوفد في موسكو وانقرة عن حصول تغيير في الموقف الروسي.

المصري قال علنا بأن موسكو تتحدث بقوة عن الفترة الانتقالية وهذا يشكل تطورا لافتا في الموقف الروسي من الأزمة السورية.

وجهة نظر السياسي الأردني المخضرم كانت أن الروس يتطرقون لمسألة الفترة الانتقالية بشكل جدي، مشيرا الى ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سمع منهم الالتزام التام بالاستعداد لتنفيذ بيان جنيف.

قبل ذلك وخلال الاجتماع مع أردوغان تقدم المصري بمداخلة أمام رئيس الوزراء التركي قوامها: أرجوكم ان تنتبهوا جميعا لان الدولة السورية تتقوض والشعب السوري يذبح ولا تتعاملوا مع ما يجري في نطاق الروتين السياسي والدبلوماسي المألوف.

مقترح المصري لأردوغان كان على النحو التالي: جربوا مع الروس مجددا ولا تفقدوا الأمل وينبغي أن تجري إتصالات دائمة ومباشرة وأن تقام غرفة عمليات لمتابعة ما يحصل.

الوفد العربي ضم إضافة الى المصري وعلاوي والصقر محمد بن عيسى وفؤاد السنيورة وهو يمثل هيئة أهلية وليست رسمية مقرها في الكويت تنشط في الاتجاه السياسي والدبلوماسي الاقليمي لكنها لا تعد تقارير لاي جهة.

المثير في المسألة هو النقاش العميق الذي دار بين الوفد العربي ووزير الخارجية الروسي لافروف ونخبة من أهم مستشاري الرئيس فلاديمير بوتين كما حاضر جانب من العصف الفكري مع الوفد العربي منظر روسي شهير.

خلال اللقاء في موسكو قال الروس بوضوح للوفد العربي: لسنا جاهزين لاستضافة الرئيس بشار الاسد وليس صحيحا الانطباعات التي ترددها وسائل الاعلام العربية حول هذا الموضوع، واذا أراد الرئيس بشار الحصول على أي ضمانات من أي نوع بعد فترة انتقالية فلسنا الجهة المعنية بمنحه هذه الضمانات.

للتوضيح والشرح قال لافروف: المعنيون بنهاية النظام السوري هم الجهة التي ينبغي ان تطرح الضمانات.

الوفد الرسمي الروسي أظهر حرصا شديدا على التخندق لدعم فكرة فترة إنتقالية لانهاء الازمة في سورية وأظهر ميلا للحديث في التفاصيل، وتم إبلاغ المجموعة العربية بقناعة موسكو بان النظام السوري الحالي أصبح من المستحيل ان يبقى كما هو لكن بداية مشوار الخلاص من الأزمة هو فترة إنتقالية تتطلب التفكير بمكانيزم الانتقال للخطوة التالية.

لافرووف شدد على نقطة محددة قوامها: نريد أن نعرف الخطوة اللاحقة بعد الفترة الانتقالية.

هنا حصريا إنتبه الوفد السياسي العربي إلى أن الروس لديهم مخاوف في الواقع على مصالحهم الحيوية وعلى استقرار الوضع في سورية بعد زوال نظام الرئيس بشار الاسد.

ولوحظ في السياق بأن الجانب الروسي يكرر عبارات حول موقفه من الالتزام حول مقررات بيان جنيف والاستعداد لتنفيذه مع تلميحات الى أن من يتهرب من التنفيذ هم الامريكيون في الواقع.

إلتقط هذه المفارقة أحد أعضاء الوفد العربي فعرض وجهة نظره أمام لافروف على النحو التالي: أنتم مستاؤون من الغرب ومن الولايات المتحدة بعدما حصل في ليبيا حيث تعرضتم للتضليل لكن بقاءكم في الموقف الحالي من الموضوع السوري يعني الاستعداد للتعرض لخديعة أخرى، فالامريكيون يجازفون بانهيار الدولة السورية واستنزاف الجيش السوري والجيش السوري هو العامود الفقري للدولة واذا ضعفت هذه الدولة فلن تجد روسيا بعد الآن دولة في سورية تحفظ مصالحها.

عليكم الاسراع – قال المتحدث للروس- بوضع حلول سريعة يمكن تنفيذها قبل ضياع الدولة السورية ما دمتم مقتنعين بأن الرئيس بشار ينبغي أن يذهب ولا تنسوا أن لديكم رصيدا عند الدول العربية ولا بد لكم ان تعملوا على الحفاظ على هذا الرصيد بحيث تساهموا في إيجاد حل للمأساة الحاصلة في سورية اليوم لان الدولة السورية هي المستهدفة وليس النظام والشعب السوري هو الذي يذبح.

الابراهيمي يقول في الامم المتحدة ان النزاع في سورية يتفاقم

مئات من المقاتلين الأجانب في سورية للمشاركة في الحرب ضد نظامها

نيويورك ـ لندن ـ وكالات: اعلن المبعوث الدولي الى سورية الاخضر الابراهيمي الاثنين امام مجلس الامن ان الحرب في سورية تتفاقم وتلوح فيها ازمة غذائية حادة، بحسب ما نقل عنه سفراء.

كما اعلن الابراهيمي امام الدول الـ 15 الاعضاء في مجلس الامن الدولي ان نظام الاسد يقدر بخمسة الاف عدد الاجانب الذين يقاتلون الى جانب المعارضة في سورية وان دمشق تزداد قناعة بان الحرب الدائرة في البلاد هي ‘مؤامرة من الخارج’، بحسب ما قال لفرانس برس سفراء حضروا الاجتماع.

جاء ذلك فيما أفادت صحيفة ‘الغارديان’ الاثنين أن مئات المقاتلين الأجانب يتوافدون إلى سورية للمشاركة في الحرب ضد نظام الرئيس بشار الأسد، لكن الليبيين منهم اشتكوا من قلة الذخيرة.

وقالت الصحيفة إن قدامى المحاربين الجهاديين من العراق واليمن وأفغانستان يشاركون المقاتلين الأجانب من دول أخرى في القتال على خط المواجهة في مدينة حلب ويعبرون الحدود بجوازات سفر مزورة، غير أن الوصول إلى سورية أسهل عن طريق الرحلات الجوية من جنوب تركيا والسير عبر الحدود.

وأضافت أن المقاتلين الأجانب، وبعد وصولهم إلى سورية، يتوزعون على المنظمات الجهادية المختلفة، بما فيها أحرار الشام وجبهة النصرة، ويُسمح لبعضهم، مثل أبو عمر الشيشاني، بتشكيل وحدات خاصة بهم تُعرف باسم ‘المهاجرون’، وتُعرف لدى السوريين باسم ‘الأخوة الأتراك’.

وأشارت الصحيفة إلى أن سوريين يديرون معسكرات الجهاد يستقبلون المجندين الجدد بعد وصولهم إلى سورية قادمين من تركيا ويقومون بتوزيعهم على الوحدات المقاتلة وتوفير التدريبات الأساسية لها لمدة عشرة أيام وتزويد كل وحدة منها بشخص يتحدث اللغة العربية.

وقالت إن تباين مستويات القدرة القتالية بين المتطوعين الأجانب واضحة، فالجهاديون الشيشان هم أكبر سناً وأطول قامة وأقوى من غيرهم ويرتدون ملابس عسكرية ويحملون أسلحتهم بثقة وينأون بأنفسهم عن بقية المقاتلين الأجانب، ويتحركون بشكل متماسك.

وأضافت الصحيفة أن أحد المقاتلين الأجانب الذين دخلوا إلى تركيا كان جندياً سابقاً في الجيش التركي وكان يحمل معدات وأسلحة على نمط القوات الغربية، في حين بدا الفقر واضحاً على ثلاثة مقاتلين من طاجيكستان ومقاتل باكستاني، وارتدوا بناطيل قصيرة جداً وكانت أحذيتهم قديمة وممزقة.

وقالت إن المقاتلين الأجانب متكتمون جداً وخاصة عند التعامل مع ‘الجيش السوري الحر’، وحين سأل سوريين عن بلدانهم، أجاب مقاتل أشقر يتحدث اللغة الفرنسية أنه مغربي، ورد المقاتلون الشيشان بأنهم أتراك، والطاجيك بأنهم أفغان.

اشتباكات بين قوات الأمن الأردنية ولاجئين سوريين

عمان ـ يو بي آي: اندلعت اشتباكات، مساء الإثنين، بين قوات الدرك الأردنية وعشرات اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري للاجئين الكائن في مدينة المفرق شمال شرق البلاد، احتجاجاً على ما وصفوها بـ’ظروف إقامتهم السيئة’.

وقال مصدر أمني رفيع ليونايتد برس إنترناشونال، إن ‘100 لاجئ سوري ممن يقطنون في مخيم الزعتري للاجئين شمال شرق البلاد أرادوا الخروج من المخيم، غير أن قوات الدرك منعتهم فأقدموا على حرق خيمة وقلبوا كرفاناً كان مخصّصاً لعيادة طبية تشرف عليه إحدى الجمعيات وحطموا ممتلكات عامة واشتبكوا مع قوات الأمن’.

وأكد المصدر أن ‘رجال الدرك يتعاملون الآن مع أحداث الشغب التي افتعلها اللاجئون السوريون’.

يذكر أن اشتباكاً اندلع بين لاجئين سوريين يقطنون في مخيم الزعتري شمال شرق البلاد مع قوات الدرك في 26 آب (أغسطس) الماضي، أصيب على إثرها عدد من عناصر الأمن الأردنية وأدّت إلى اختناق عدد من اللاجئين جرّاء استخدام قوات الدرك الغاز المسيل للدموع.

محارب من الفلوجة يثني على شجاعة المقاتلين السوريين ويقول ان بعضهم لا خبرة لديه مسؤول في الجيش الحر: جنود الجيش اسرى في ثكناتهم وسقوط النظام مسألة اشهر لا سنوات

لندن ـ ‘القدس العربي’: في حلب المجاهدون يتحدثون بكل اللغات، شيشانية، تركية، اوردو، وبكل اللهجات العربية، يمنية وسعودية وليبية، انهم ‘الاخوة المهاجرون’ الذين جاءوا من كل مكان للمشاركة بالاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد ونظامه.

مئات منهم دخلوا سورية بعضه مدفوع بفكرة الجهاد المثالية وآخرون مجاهدون اشداء من المحاربين القدماء في العراق وافغانستان واليمن.

يصل الجهاديون الى سورية بجوازات مزورة وخداع الاجهزة الامنية. وقد اصبحت تركيا بوابة المجاهدين لسورية، حيث يصل معظمهم في رحلات جوية الى جنوب البلاد ثم يواصلون رحلتهم عبر الطرق الجبلية الوعرة التي تفصل بين البلدين.

وبحسب مجاهد سعودي تحدث الى صحيفة ‘الغارديان’ فالطريق من تركيا الى اقرب نقطة سورية، هي قرية اطمة، حيث يتم استقبال الوافدين الجدد في حقول الزيتون ثم يتم نقلهم الى معسكرات الجماعات الجهادية، ويتم تنظيم كل مجموعة من خلال تسليمها الى متحدث بالعربية ويتلقى القادمون الجدد تدريبات لمدة عشرة ايام من اجل تعليمهم كيفية التواصل والعمل في مجموعات.

ويتم توزيع المجاهدين فيما بعد على الجماعات الاخرى مثل جبهة النصرة او احرار الشام، وفي احيان يسمح لبعضهم تشكيل مجموعته الخاصة حيث يعرفون باسم المهاجرين وفي العادة ما يشير المقاتلون السوريون للجهاديين الدوليين باسم ‘الاخوة الاتراك’. ويشير التقرير ان المستويات القتالية بين المتطوعين الدوليين متفاوتة من مقاتل الى اخر، فالشيشانيون مجربون وواثقون من انفسهم، اقوياء وطوال البنية، ومن بين الاتراك كان هناك جندي سابق، وتظهر اثار الفقر على الباكستانيين والطاجيكيين من خلال ملابسهم فهم مقارنة مع الشيشانيين والاتراك يلبسون احذية مهترئة. وتتسم تصرفات الجهاديين هؤلاء بالسرية فعندما يسألهم مقاتلو الجيش الحر يجيبون بأجوبة مراوغة، فشاب اشقر يتحدث جيدا الفرنسية قال انه مغربي عندما سئل عن جنسيته، فيما ادعى الشيشان انهم اتراك والطاجيك انهم افغان.

ثورة فقيرة

وشاهد مراسل الصحيفة غيث عبدالاحد، مجموعة من المقاتلين الليبيين الذين كانوا يجلسون خلف متراس حيث كانوا يشتكون من قلة الذخائر وخسروا احد مقاتليهم عندما قصف الجيش السوري مواقعهم، وقال احدهم ‘هذه ثورة فقيرة، نحن في السنة الثانية ولا نملك الاسلحة والذخيرة الكافية’. ومن بين المجاهدين كان هناك اردني يحمل بندقية بلجيكية الصنع وليس معه سوى احدى عشرة طلقة، وهو ضابط سابق في الجيش الاردني وعاش في اوروبا الشرقية، ووصل الى حلب بدون ان يخبر زوجته واولاده. ونقل عنه قوله ان مشاركته هي واجب، فهو من اصل فلسطيني ‘واعرف ماذا فعل هذا النظام بالفلسطينيين حيث قصف مخيماتهم في لبنان واغتال قياداتهم’، واضاف ان ‘نصف مآسينا جاءت من اسرائيل والنصف الاخر جاءت من النظام السوري’. واضاف انه يعرف الكثيرين من العرب ممن يرغبون القدوم للقتال وليست لديهم الحيلة او الوسيلة، ولكن الكثيرين يكرهون النظام مشيرا ان نظام الاسد يقوم منذ عشرين عاما بتدمير العالم العربي.

محاربون قدماء

وليس كل المقاتلين هم ممن لا خبرة لهم بالسلاح او القتال، ولكن هناك مقاتلين محترفين ممن خبروا المعارك القتالية فمن بينهم من قاتل في معركة الفلوجة ضد القوات الامريكية في عام 2004 فأبو سلام الفلوجي اخبر مراسل الصحيفة انه شارك في المعركة عندما كان شابا ثم انضم للقاعدة وشارك في معاركها في اكثر من مدينة في العراق قبل ان يدخل سورية لتجنب الاعتقال من السلطات العراقية، ويقود الان واحدة من مجموعات المهاجرين.

وشاهد المراسل كيف اظهر الفلوجي خبرته في المعركة وكيف قال لمقاتل سوري كان يحاول جاهدا اطلاق اربي جي على دبابات الجيش حيث لام الصواريخ ولكن الفلوجي ذكره بانه لا يعرف استخدامها وان هذه الصواريخ دمرت دبابات ابرامزالامريكية فماذا تقارن دبابات تي-72 الروسية الصنع بتلك الامريكية.

وقال للمقاتلين السوريين الذين كانوا يتناقشون حول الطريقة الاسلم لمهاجمة الجيش السوري، ان ما يحتاجونه هو استهداف القناصة المتواجدين على سطوح البنايات واستهداف الدبابات بالقنابل المصنعة محليا على الارض.

واشار الفلوجي ان ما يعاني منه المقاتلون السوريون ليس قلة الذخيرة ولكن قلة الخبرة، فبعضهم لا يعرف الفرق بين رصاصة الكلاشينكوف من رصاصة القناصة، ومع ذلك فهم مقاتلون شجعان وما تنقصهم هي القيادة الحكيمة.

واشار الى ان المقاتلين عادة ما يتركون خطوط النار بدون تأمين، مما يعني ان الجيش السوري قادر على الدخول والتغلب على من صمد من المقاتلين الاجانب. ويبدو ان الفلوجي غير مكترث من امكانية الهزيمة حيث يقول ان الجيش السوري يتقدم في المعركة ولكنه ورفاقه المجربين لا يريدون اخبار المقاتلين السوريين حتى لا تتأثر معنوياتهم. ولكنه اكد انهم سيصمدون حتى النهاية وربما جاءت بعض القوى الدولية لنجدة السوريين، والساخر في الامر ان الجهاديين الذين قاتلوا امريكا يجدون الآن العدو المشترك كي يقاتلوه.

واشار التقرير الى مواجهة خاضتها مجموعة يقودها ابوعمر الشيشاني قرب جامعة العلوم وكيف فقد 10 من اربعين مقاتلا مما ادى لغضبه واعطى انذارا للمقاتلين السوريين ان لم يسنده بقوات كبيرة فانه سيحزم ورفاقه امتعتهم ويغادرون، وهم مافعلوه، حيث لم يكترث قائد سوري وقال غاضبا دعهم يذهبوا ‘انا ما ضربتهم على ايديهم حتى يأتوا للجهاد’.

تكفيريون

وختم المراسل تقريره بالحديث عن مواجهة بين جهاديين كان يقودهم مصري ومقاتلين من كتيبة الفرقان عند معبر باب الهوا، حيث قال المصري لمقاتليه العشرين انهم انتهوا من جيش كافر وبقي امامهم جيش اخر وكان يقصد مقاتلي الجيش الحر. وقد حدثت المواجهة قبل اسابيع عندما طلب مقاتلو الفاروق من الجهاديين انزال علمهم الاسود حتى لا يغضب الاتراك ويمنع الناتو من ارسال المعونات حسب مقاتل سلفي من الكتيبة السورية ولكن الجهاديين قالوا انهم جاءوا لوقف الناتو. ونقل عن القائد الميداني لكتيبة الفاروق قوله انه سيوقف الجهاديين وايديولوجيتهم ولا يريد استبدال ايديولوجية النظام المشوهة عن الاسلام باخرى تكفيرية، واتهم الجهاديين بالسلب والنهب من السكان المحليين.

الطبيعة المتنافرة

وكان الجيش الحر قد اعلن نقل قيادته من تركيا الى داخل سورية او المناطق ‘المحررة’ فيها وسيواجه بالتأكيد معركة مع الجهاديين الذين يرفضون ايديولوجية الجيش او بعض فصائله العلمانية. ويهدف الجيش الحر الى انشاء منطقة آمنة على الطريقة الليبية حيث سيقوم بالتزود بالاسلحة والتدريب واقامة معسكرات تدريب في مناطق ادلب وريف حلب. ونقلت مراسلة صحيفة ‘ديلي تلغراف’ ما قالته القيادة التي دخلت الى سورية ان المعارضة تسيطر الان على معظم البلاد واصبح الجنود في الجيش النظامي اسرى في ثكناتهم.

وقال العقيد احمد عبدالوهاب احد قادة الجيش الحر للصحيفة ان الجنود نادرا ما يغادرون معسكراتهم اما المقاتلون فيتحركون في اي مكان في البلاد باستثناء دمشق. واكد العقيد عبدالوهاب بثقة انه بدعم او بدون دعم خارجي فسقوط النظام اصبح مسألة اشهر وليس سنوات، ويقول العقيد ان تحت امرته 850 مقاتلا.

وتقول الصحيفة ان نقل غرفة العمليات لداخل سورية سيعمل على اعطاء مصداقية للجيش الحر بحيث تتعامل معه الدول الكبرى وسيؤدي الى جمع الفصائل المختلفة والمتنافرة. واشار تقرير في صحيفة ‘لوس انجليس تايمز’ الى الطبيعة المتفاوتة للميليشيات التي تقاتل على الجبهة وتتنافس فيما بينها وتتلقى دعما من مصادر مختلفة خليجية وسعودية وقطرية. وترفض بعض الفصائل بشكل مفتوح الجيش الحر مع انها تقول انها تقاتل تحت رايته.

وقد دفعت الطبيعة المتشرذمة للمعارضة المسلحة بالدول الغربية التعامل معها بنوع من الشك خاصة ان بعضها يتبنى ايديولوجية القاعدة، فيما اشارت تقارير حقوق الانسان الى عمليات اعدام سريعة وعمليات تستخدم فيها السيارات المفخخة في مناطق مدنية وممارسة التعذيب. وعلى الرغم من ذلك فقد قامت بعض القيادات الميدانية بالدفع نحو وحدة خاصة تحت امرة الضباط الذين انشقوا عن الجيش السوري، ويفضل الغرب التعامل مع هؤلاء نظرا للخبرة العسكرية والقدرة على الضبط.

وزارة الإعلام السورية تقول إن بريدها الإلكتروني تعرّض للقرصنة

دمشق ـ يو بي آي: قالت وزارة الإعلام السورية، الاثنين، إن بريدها الإلكتروني تعرّض للقرصنة حيث تم نشر خبر كاذب منسوب الى وزارة الخارجية عن إنهاء خدمة السفير السوري في لبنان. وقالت الوزارة في بيان، إن بريدها الإلكتروني تعرّض لقرصنة جديدة عبر خبر نُسب إلى وزارة الخارجية يفيد بإنهاء خدمة السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي.

وأكدت أن علي عبد الكريم علي ‘على رأس عمله في لبنان ولا صحة لخبر إنهاء خدمته جملة وتفصيلاً’.

وفي السياق، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) تعرّضت للقرصنة.

وقالت إنه ‘في إطار الحملة العدوانية على سوريا واستهداف إعلامنا الوطني، قامت جهات معادية باختراق صفحة الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)’. وأكّدت الوكالة لمتابعيها عبر صفحتها على الموقع المذكور أنها ‘لم تعد لها علاقة أو صلة بهذه الصفحة وما ينشر عليها من مواد وأخبار، وأنها تعمل جاهدة لإلغائها وفق الأصول المعتمدة مع آلية النشر على الفيس بوك’.

وفيما تتهم المعارضة الحكومة بأنها تقصف البلدات وتقتل من تصفهم بـ’المتظاهرين السلميين’، تقول السلطات السورية إنها تخوض حرباً مع من تصفهم بـ’المجموعات الإرهابية المسلّحة’ التي تقول إنها مدعومة من الخارج، وتتحدث عن إستقدام المعارضة آلاف المقاتلين العرب والأجانب من أصحاب الخلفيات الأصولية للمشاركة في القتال.

وامتدت الحرب الدائرة بين الطرفين الى ميدان الإعلام وإلإنترنت، حيث ظهرت مجموعات من الطرفين على مواقع التواصل الاجتماعي بأسماء مختلفة تعلن اختراق وقرصنة مواقع وصفحات الجهات المقابلة.

لا مبالاة في صفوف مقاتلي المعارضة السورية بعودة قادة الجيش الحر من تركيا

دمشق ـ ا ف ب: ‘لو انضم مقاتل جديد الى جبهة القتال لكان ذلك اكثر فائدة!’ بهذه الكلمات القلائل يختصر المقاتل السوري المعارض عبد الله شعور اللامبالاة الذي يخالج الكثيرين من امثاله من المقاتلين الميدانيين باعلان قادة الجيش السوري الحر في الخارج عودتهم الى ‘المناطق المحررة’.

ويضيف المتحدث باسم لواء التوحيد، التنظيم الاقوى بين قوات المعارضة في حلب، ان ‘المقاتلين على الارض يساوون اكثر بكثير من اناس يجلسون خلف مكاتب خارج سورية منذ عام ونصف العام’.

وبالنسبة لمقاتلي المعارضة الذين يخوضون منذ اكثر من شهرين معارك ضارية مع قوات الرئيس بشار الاسد في حلب (شمال)، ثاني كبرى مدن البلاد وعاصمتها الاقتصادية، فان الكلمة الاولى والاخيرة هي للميدان، ففي ارض المعركة تتخذ القرارات واليها يجب ان يذهب الرجال. وكان الجيش السوري الحر، الذي تشكل من جنود انشقوا عن النظام ومدنيين انضموا اليهم في حمل السلاح ضد قوات الرئيس الاسد، اعلن انه قرر نقل قيادته من تركيا المجاورة الى سورية، في خبر ‘زفه’ قائده العقيد رياض الاسعد للمقاتلين في الداخل لكن هؤلاء قلما اكترثوا به لا سيما وانهم في قتالهم اليومي شبه منفصلين بالكامل عن هذه القيادة.

ويقول ابو سومر قائد ‘تجمع كتائب احفاد الرسول’ ان مقاتليه يقاتلون على ثلاث جبهات في حيي صلاح الدين وسيف الدولة اللذين يشهدان اعنف المعارك، وقرار انتقال قيادة الجيش الحر الى ‘المناطق المحررة’ لا يغير في الامر شيئا.

ويضيف ‘الاستراتيجية يقررها الناس الموجودون في ارض المعركة’.

وفي المدينة التي تشهد منذ 20 تموز (يوليو) معارك ضارية وقصفا جويا وبريا مدمرا، انشأ المقاتلون غرفة عمليات على المستوى المحلي ومجلسا اشبه برئاسة اركان محلية يعقد فيه قادة الكتائب المقاتلة اجتماعات دورية. ويتابع ابو سومر ‘نحن لا نتبع اي تيار لا سياسيا ولا دينيا. لا الاخوان المسلمين ولا القاعدة ولا اي حركة خارجية، نحن الجيش الحر في ارض الميدان’.

ويؤكد القيادي العسكري ان الاوامر يتخذها خلال اجتماعات يعقدها مع بقية الكتائب المقاتلة في المدينة وبالتشاور مع المجلس العسكري الثوري في حلب الذي رأى النور مؤخرا.

ويوضح ابو سومر انه يتشاطر وباقي قادة الكتائب هدفا اوحد هو ‘اسقاط بشار الاسد باسرع وقت ممكن’، ولذلك فهو يناشد كل القادة العسكريين المنشقين الذين ما زالوا في الخارج، ولا سيما في تركيا، العودة الى سوريا و’النزول الى ارض المعركة’.

اما ابو رياض فيقول انه علم بقرار عودة قادة الجيش الحر عبر نشرات الاخبار. ويوضح الضابط المنشق الذي يقود كتيبة مقاتلة في مدينة حلب القديمة انه كان يشاهد السبت على التلفزيون نشرة الاخبار حين بث شريط فيديو لرياض الاسعد يعلن فيه هذا القرار. وقال الاسعد في الشريط الذي بث اولا على موقع يوتيوب ‘نزف لكم خبر دخول قيادة الجيش الحر الى المناطق المحررة بعد ان نجحت الترتيبات (…) في تأمين المناطق المحررة لبدء خطة تحرير دمشق قريبا’. ولكن ابو رياض لا يخفي غضبه من عدم وجود ‘هيكلية عسكرية حقيقية’ لدى المعارضة السورية على مستوى البلاد باكملها، مشددا في الوقت عينه على ان هؤلاء القادة المنشقين الذين اعلنت عودتهم الى البلاد يفتقرون الى ‘الخبرة الميدانية’ التي باتت لدى المقاتلين سواء اكانوا من المنشقين او حتى من المدنيين الذين يقاتلون الى جانبهم.

ولم يخف العديد من قياديي الكتائب المقاتلة في سورية وجود ‘محسوبيات’ لدى قيادة الجيش السوري الحر.

ويقول هؤلاء لوكالة فرانس برس طالبين عدم ذكر اسمائهم ان توزيع الاموال على المقاتلين المعارضين يطرح علامات استفهام كثيرة، لا سيما في الوقت الذي يؤكد فيه قادة الكتائب في حلب عدم وجود ما يكفي من الاموال لديهم لشراء الذخيرة.

المعارضة السورية في الداخل تطالب النظام والمعارضة المسلحة بوقف العنف فورا

دمشق ـ ا ف ب: دعا ممثلون عن نحو عشرين حزبا وهيئة سورية من معارضة الداخل خلال مؤتمر عقد في دمشق الاحد وحضره خصوصا سفيرا روسيا وايران الى ‘وقف العنف فورا’ من قبل طرفي النزاع وذلك ‘تحت رقابة عربية و دولية مناسبة’، بحسب بيان نشر الاثنين.

وجاء في البيان الختامي ‘للمؤتمر الوطني لانقاذ سورية’ الذي ضم 20 حزبا وهيئة معارضة لنظام الرئيس بشار الاسد ان ‘المؤتمر يدعو الى وقف العنف فورا من قبل قوى النظام والتزام المعارضة المسلحة بذلك فورا وذلك تحت رقابة عربية ودولية مناسبة’، من دون ان يحدد طبيعة هذه المراقبة.

واضاف البيان الختامي لمعارضة الداخل وابزر فصائلها ‘هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي’ ان ‘استراتيجية الحل الأمني العسكري التي انتهجها النظام للرد على ثورة الشعب المطالب بالحرية والكرامة والديمقراطية تسببت في تعميم العنف وخلقت بيئة ملائمة للعديد من الأجندات الخاصة’.

ودعا المؤتمر المبعوث الدولي الخاص الى سورية الاخضر الابراهيمي الى ‘الدعوة الى عقد مؤتمر دولي حول سورية تشارك فيه جميع الاطراف المعنية تكون مهمته البحث في أفضل السبل السياسية للبدء بمرحلة انتقالية تضمن الانتقال الى نظام ديمقراطي تعددي’.

كما دعا المؤتمرون ‘جميع أطياف المعارضة السورية في الداخل والخارج’ المؤمنة بـ’وحدة سورية وسلامة أرضها وشعبها للعمل المشترك في سبيل ذلك، إذ أن التغيير المنشود لا يمكن أن يتم إلا بارادة السوريين أنفسهم و بأيديهم’.

كما طالب المؤتمر نظام الاسد ‘بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين السوريين ومن بينهم الدكتور عبد العزيز الخير و الأستاذ إياس عياش و الأستاذ ماهر الطحان أعضاء المؤتمر’ الذين خطفوا قبل ايام في دمشق في طريق عودتهم من مؤتمر في الخارج.

ونقلت وكالة الانباء الرسمية السورية سانا عن السفير الروسي في دمشق عظمة الله كولمحمدوف تأكيده خلال المؤتمر على ‘ضرورة إيجاد حل سلمي للازمة في سورية وبأيدي السوريين أنفسهم بعيدا عن أي تدخل خارجي بما يتضمن وقف التمويل والتسليح وإيواء المجموعات المسلحة المتضمنة مرتزقة أجانب’.

واضاف السفير الروسي بحسب سانا ان ‘الهدف الأساسي الذي يجب العمل عليه حاليا هو وضع حد للعنف في سورية بشكل فوري من قبل جميع الأطراف والعمل على تحويل مسار الأزمة باتجاه الحل السياسي السلمي من خلال إطلاق الحوار الوطني الجاد بدون أي شروط مسبقة’.

وكانت هذه الاحزاب والتيارات المنضوية تحت لواء معارضة الداخل عقدت مؤتمرا اول في ايلول (سبتمبر) 2011 قرب دمشق، قبل ان تشارك مع باقي احزاب وتيارات المعارضة في الداخل والخارج في مؤتمر عقد في القاهرة في مطلع تموز (يوليو) 2012.

وكان مؤتمر القاهرة اكد ان ‘الحل السياسي في سورية يبدأ بإسقاط النظام ممثلا في بشار الاسد ورموز السلطة وضمان محاسبة المتورطين منهم فى قتل السوريين’. كما اقر مؤتمر القاهرة ‘وثيقة توافقية تحدد الرؤية السياسية المشتركة للمعارضة السورية إزاء تحديات المرحلة الانتقالية ووثيقة العهد الوطني التي تضع الاسس الدستورية لسورية المستقبل وهي العدالة والديمقراطية والتعددية’.

وجدد المؤتمرون في دمشق الاحد التأكيد على هذه الوثائق، ولكن بيانهم الختامي خلا من اي دعوة صريحة للرئيس الاسد بالتنحي.

وكانت محاولة للتقريب بين هيئة التنسيق والمجلس الوطني السوري، الذي يضم ابرز تيارات المعارضة السورية في الخارج، باءت بالفشل.

واسفر النزاع في سورية عن مقتل اكثر من 29 الف قتيل منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية السلمية ضد الرئيس بشار الاسد في آذار (مارس) 2011 والتي تحولت شيئا فشيئا الى نزاع مسلح.

حان الوقت لكي تبدأ الحرب

صحف عبرية

قُبيل ذكرى يوم الغفران سُمح بنشر شهادات أُدلي بها أمام لجنة اغرينات التي حققت في يوم الغفران ذاك. لماذا الآن خاصة؟ بسبب ايران بالمقارنة بين النتائج الكارثية لعدم الهجوم على المصريين آنذاك وما ينتظرنا اذا لم نهاجم ايران الآن، وبين قبول الاملاءات الامريكية للامتناع عن ضربة وقائية وتدمير الجيش الثالث المصري، والخضوع لمطلبهم الامتناع عن ضربة مشابهة في ايران. لكن هل تتشابه الحالتان؟.

في 1973 كان السوفييت في مصر وكانت الصفقة بين كيسنجر والسادات بسيطة وقاسية وهي ان يُطرد الروس من مصر ويدخل الامريكيون ويُطرد اليهود من سيناء مقابل ذلك. وكيف؟ بأن تُفرض عليهم حرب دفاعية وأن يُجوعوهم للسلاح وقطع الغيار ويمنعوهم من النصر. ونجحت الحيلة التي كان ثمنها 2600 قتيل، كانوا من أفضل جيل مستقبلنا، وكانت ازمة معنوية لم نُشف منها حتى اليوم.

لا يوجد اليوم وضع موازٍ فآيات الله لا يسيرون في طريق السادات، فامريكا عندهم ما تزال ‘الشيطان الأكبر’. وعلى العموم فان المواجهة مع ايران تتجاوز كثيرا ملعب بوشهر يتسهار لأنها ستحدد مستقبل السعودية والامارات واحتياطي نفط الخليج الذي يتعلق اقتصاد العالم به، ومستقبل العراق الذي أخذت ايران تتسلط عليه. ومع كل الاحترام لجماعة الضغط اليهودية ‘الايباك’، فان قوة السعودية في واشنطن أكبر من قوتها. فأين هي اذا؟ انها التي تحاذي ايران ومناطقها خاصة غنية بالنفط ومشحونة بالشيعة من الموالين لايران. فلماذا تسكت في حين يجري اليهود الذين يبعدون 1500 كم ويقلقون العالم؟.

لا يوجد أي تلاقي مصالح بين النظام في ايران والغرب والعربية السعودية، ولا احتمال لصفقة تشبه ما أتمته الولايات المتحدة ومصر قُبيل يوم الغفران. هل امريكا التي أصابتها صدمة حربي العراق وافغانستان تعبت من الحروب ببساطة؟ اذا كان الامر كذلك فهل يهمها ان تقوم اسرائيل بالعمل من اجلها؟ يمكن ان نفهم لماذا اهتم بوش الأب بألا ترد اسرائيل في حرب الخليج الاولى، لأنه كان ينوي ان يعمل هو نفسه مع مشاركة دول عربية ايضا. فهل سيعمل اوباما ايضا ويتبين بذلك ان السعودية غير صامتة بل تعمل كعادتها في هدوء من وراء ستار؟ وهل تجميع الأساطيل في الخليج ليس مجرد ‘تدريب عسكري’؟.

في سوريا حرب أهلية. فهل ستنشأ المواجهة العسكرية الكبرى منها؟ في الحرب الأهلية الاسبانية جاءت قوات سوفييتية ومتطوعون من الغرب لمساعدة الحكومة المنتخبة. وجاء لمساعدة الجنرال فرانكو جنود ايطاليون فاشيون وجيش الماني (‘فيلق كوندور’)، فحصوا ‘بالمناسبة’ ايضا عن القوة العسكرية وقوة ارادة عدو المستقبل وجربوا وسائل وتدربوا ‘تدريبا ساخنا’. وفي 1939 أنهوا في اسبانيا وبدأوا الحرب العالمية.

وفي سوريا أصبحت قوات ايرانية تشارك مباشرة في المعارك، لكن مشاركة الجانب الثاني عميقة ايضا وإن يكن ذلك مع التقليل من الظهور وإلا فكيف ينشأ فجأة، بدل متظاهرين ذوي أيدي فارغة، جيش مسلح جيدا احتل أجزاءا كبيرة من سوريا؟ ان المال والسلاح والتوجيه والمدد يقدمها الغرب بتعاون مع السعودية وحليفاتها وبواسطتها، وينشأ أمام أعيننا في سوريا نظام قوى كما في الازمة الذرية الايرانية. هل بدأت حرب الغرب والعربية السعودية للنظام الايراني في سوريا؟ اذا كان الامر كذلك فلماذا لا يملك نتنياهو صبرا؟.

الى هنا المنطق. لكن اذا كانت معلومات لا يعرفها إلا هو تقول انه لا احتمال ان تعمل امريكا وان العالم العربي السني قد سلّم للذرة الايرانية ايضا، فهناك تسويغ لهبوب نتنياهو. وفي هذه الحال عليه ان يُشرك شعبه في رأيه وهو الشعب الذي يخشى الحرب وبحق. وعليه ان يقنعنا انه حان الوقت لأن نفعل الآن ما كان يجب ان يُفعل عشية يوم الغفران ذاك، ولم يُفعل.

اليكيم هعتسني

يديعوت 24/9/2012

النزاع في سوريا و”براءة المسلمين” الملفان الأبرز في الأمم المتحدة

وكالات

يلقي الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الفرنسي فرنسوا هولاند خطابين الثلاثاء امام الجمعية العامة للامم المتحدة التي تفتتح اعمالها الثلاثاء بحضور أكثر من 120 من قادة العالم لبحث ملفات سوريا وإيران وتداعيات “براءة المسلمين”.

نيويورك: في خطابه المرتقب في الأمم المتحدة حوالى الساعة 10:10 بالتوقيت المحلي (14:10 ت.غ) يتوقع ان يتطرق الرئيس الأميركي باراك أوباما الى اعمال العنف التي اثارها الفيلم المسيء للاسلام في العالم الاسلامي وطموحات ايران النووية والنزاع في سوريا، وهي مواضيع ينتقد اداءه فيها بشدة منافسه الجمهوري ميت رومني.

ورغم ان الانتخابات الرئاسية الأميركية المرتقبة في 6 تشرين الثاني (نوفمبر) حاضرة في كل الاذهان، الا ان أوباما لن يلقي “خطابا انتخابيا” في نيويورك كما اكد الاثنين الناطق باسمه جاي كارني.

وقال كارني ان “الرئيس سيقول بوضوح اننا نرفض الاراء التي قدمت في الفيديو التي اثارت صدمة في العالم الاسلامي مع التاكيد في الوقت نفسه ان العنف غير مقبول ابدا” وسيؤكد مجددا ان ايران “يجب الا يسمح لها بامتلاك السلاح النووي”.

من جهته يتوقع ان يدعو الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي يعتلي منصة الامم المتحدة في نيويورك للمرة الاولى منذ انتخابه في 6 ايار (مايو)، الى دعم نشر قوة افريقية في مالي للمساهمة في مكافحة الاسلاميين المسلحين الذين يسيطرون على شمال البلاد.

وقد طلبت باماكو في رسالة الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون استصدار قرار من مجلس الامن الدولي يسمح بتدخل قوة عسكرية دولية بهدف استعادة شمال البلاد. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان “حكومة مالي ترغب في انتشار فوري لهذه القوة” وتقدمت للامم المتحدة بطلب “بشروط واضحة جدا ومحددة”.

ورغم الجمود في مجلس الامن حول سوريا بسبب معارضة موسكو وبكين لفرض عقوبات ضد دمشق، من المتوقع ان يطغى النزاع السوري ايضا على النقاشات التي تجري خلال اعمال القمة وعلى هامشها.

والاثنين تحدث الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي امام مجلس الامن عن وضع “شديد الخطورة ويتدهور يوما بعد يوم” مضيفا “انه المأزق”. ورسم الابراهيمي الاثنين امام مجلس الامن صورة قاتمة للوضع في سوريا عشية افتتاح اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة، واعتبر ان الاصلاحات في هذا البلد لم تعد كافية “وما يجب القيام به هو التغيير”.

 وبعد ان قدم احاطة حول الاتصالات التي قام بها بشأن الوضع في سوريا امام اعضاء مجلس الامن ال15 ادلى بتصريح صحافي قال فيه “ارفض التصديق ان اناسا عقلاء لا يدركون انه لا يمكن العودة الى الوراء، لا يمكن العودة الى سوريا الماضي”، في اشارة الى النظام السوري الذي يواصل قمع الحركة الاحتجاجية المناهضة له منذ اذار/مارس 2011.

 واكد الابراهيمي ان “القيام باصلاحات غير كاف، ما يجب القيام به هو التغيير” من دون تقديم ايضاحات اضافية.

 واستبعد الموفد الدولي الى سوريا احراز “تقدم اليوم او غدا” لتسوية النزاع في سوريا التي اعتبر ان الوضع فيها “بالغ الخطورة ويتدهور يوما بعد يوم”، مضيفا ان “لا وجود لخطة كاملة” لتسوية النزاع حتى الان.

 واوضح الابراهيمي انه “سيعود الى المنطقة” بعد ان يجري اتصالات خلال اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة التي تبدأ الثلاثاء، وقال “آمل في العودة لاحقا للقاء مجلس الامن ولاعرض له بعض الافكار حول كيفية التحرك مستقبلا”. ورغم اشارته الى “المازق” الذي تمر به سوريا، اعرب عن امله في “احداث اختراق في مستقبل غير بعيد”.

وخلافا للسنوات السابقة، فان أوباما الذي سيعود الى واشنطن بعد ظهر الثلاثاء، لن يعقد لقاءات ثنائية مع قادة واوكل هذه المهمة الى وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الموجودة كل الاسبوع في نيويورك حيث ينتظر مجيء 120 رئيس دولة او حكومة او وزراء.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/9/763930.html

الحرب في سوريا تهدد التراث الأثري للبلاد

أ. ف. ب.

تهدد المعارك التي تشهدها سوريا آثارها التاريخية الثمينة التي تتعرض للدمار وايضا لعمليات السرقة والنهب المنظمة التي تتزايد مع استمرار المعارك في هذا البلد.

 الريحانية: مع اتساع نطاق المواجهات السورية لتعم بلدا يعاني من فساد مزمن، مخلفة فراغا في السلطة في بعض المناطق وسقوط اخرى في يد المجموعات المسلحة، انتشرت اعمال السرقة والتنقيب غير المشروع عن الاثار التي تزخر بها الاراضي السورية.

وتقول فيرونيك دوج الباحثة في مركز التراث العالمي لليونسكو “من البديهي انه في مثل هذه الاوضاع نشهد دائما انتشارا لاعمال النهب والتنقيب غير الشرعي عن الاثار وتهريبها” مذكرة بعمليات النهب الواسعة التي تعرضت لها الاثار العراقية عام 2003.

 وكثيرا ما يتهم الجيش السوري نفسه بممارسة اعمال النهب او السكوت عن هذه الانشطة التي تمارسها عادة عصابات تهريب منظمة جيدا. وفي الريحانية، المدينة التركية الصغيرة على حدود سوريا، يؤكد لاجىء سوري وصل اخيرا من مدينة تدمر الاثرية الشهيرة ان متحف المدينة تعرض للنهب وان الموقع تعرض لعمليات سرقة واسعة النطاق.

 واضاف ان “الجيش موجود في المكان ويشرف على كل شيء” مؤكدا ان عمليات النهب من فعل ميليشيات نظام بشار الاسد. ويظهر شريط فيديو التقطه هاو وعرض على الانترنت في 17 اب/اغسطس الماضي سبعة او ثمانية تماثيل مكدسة في صندوق سيارة بيك آب يقف بجانبها عدد من الجنود وهم يتحدثون.

 وقال الاثري الاسباني روديغو مارتن “لقدر درسنا ما يقولونه بوساطة سوريين يعملون معنا: وتبين انهم فعلا جنود وهو ما يدعونا الى الاعتقاد بان الجيش يمارس السرقة او يسمح بسرقة اثار تدمر وغيرها من المناطق الاثرية”.

 ومارتن هو المتحدث باسم فريق من الاثريين السوريين والاجانب كون مجموعة باسم “التراث السوري في خطر” هدفها محاولة مراقبة ما يحدث في المواقع الاثرية من خلال شبكة من المخبرين.

 واضاف “جرت معارك في مواقع وتعرضت اخرى للنهب كما منح الجيش تصاريح بالحفر لعصابات مقابل مساعدتهم في القتال” وتابع “لكن حتى اذا كان لدينا العديد من الاتصالات فمن الصعب معرفة ما يحدث فعلا. واعتقد اننا لن نكتشف مدى فداحة الخسائر الا بعد الحرب”.

 كما حصلت منظمته على شهادات تتهم المجموعات المتمردة المسلحة باللجؤ الى عمليات التهريب لتمويل نفسها. وقال “لدينا معلومات متواترة وشائعات لكن من الصعب جدا التحقق منها”. وفي مقال في صحيفة التايمز البريطانية بتاريخ 12 ايلول/سبتمبر اكد مهرب اثار لبناني يسمي نفسه “ابو خالد” ان المتمردين كونوا مجموعات تنقيب سرية لتمويل معركتهم.

 واضاف ان “المتمردين في حاجة الى الاسلحة والاثار وسيلة جيدة لشرائها”. وفي تقرير لها شددت منظمة يوروميد-هريتتج التي يمولها الاتحاد الاوروبي على خطورة عمليات التنقيب السرية هذه.

 واكد التقرير انها “تهدد تاريخ سوريا وتراثها الاثري منذ سنوات عدة. وللاسف ادت الاحداث الحالية الى زيادة هذا الخطر بصورة كبيرة. وهناك جماعات عدة تقوم بعمليات تنقيب سرية بدءا بقوات الامن”.

 واضاف “الادهى ان عمليات التنقيب السرية هذه اصبحت موضع مساومة: حيث تتغاضى عنها السلطات لكل من يوافق على البقاء بعيدا عن الانتفاضة ان يبلغ عن انشطتها”.

 وترى عالمة الاثار البريطانية ايما كونليف ان كارثة الاثار العراقية عام 2003 تتكرر حاليا مضيفة “انظروا الى اسعار القطع الاثرية الجميلة في مزادات كريستيز وسوثبيز. لذلك طالما ان هناك مثل هذا الطلب في السوق العالمية فان عمليات النهب ستستمر”.

 http://www.elaph.com/Web/news/2012/9/763925.html

الأطفال شهود على النزاع في سوريا

أ. ف. ب.

عمان: حذرت منظمة دولية تعنى بالدفاع عن حقوق الاطفال الثلاثاء من ان العديد من الاطفال السوريين، الشهود على القتل والتعذيب وفظاعات اخرى، هم “مصدومون” بالنزاع الذي يضرب بلدهم منذ اكثر من 18 شهرا.

ونشرت منظمة “سيف ذي تشيلدرن” (انقذوا الاطفال) ومقرها بريطانيا “شهادات صادمة” جمعتها من مخيمات اللاجئين على الحدود السورية تظهر ان “اطفالا تعرضوا لهجمات وحشية قد رأوا ذويهم واشقاءهم وشقيقاتهم واطفال اخرين يموتون، او انهم شاهدوا وحتى تعرضوا لاعمال تعذيب”.

وقالت جاسمن وايتبريد، المسؤولة عن المنظمة ان “اعمال عنف مروعة ارتكبت بحق اطفال في سوريا. هؤلاء الاطفال بحاجة لعناية خاصة لاخراجهم من هذه التجارب المرعبة”. واضافت “يجب ان تسجل شهاداتهم كي يدفع الذين ارتكبوا اعمال العنف هذه بحق الاطفال الثمن”.

وجاء جمع شهادات الاطفال السوريين وذويهم من الذين فروا من النزاع بعنوان “انتولد اتروسيتيس” (فظاعات لا تحصى ولا تعد). وقال حسن (14 عاما) انه رأى “جثثا وجرحى في كل مكان”. واضاف “شاهدت اعضاء بشرية مكدسة فوق بعضها البعض. الكلاب تنهش الجثث بعد يومين على المجزرة”.

وقال خالد (15 عاما) انه تعرض للتعذيب في مدرسته القديمة التي تحولت الى مركز اعتقال وتعذيب حيث اعتقل لمدة 10 ايام امضاها محروما من الطعام وتعرض للضرب وهو معلق بالسقف”.

واضاف للمنظمة “هل ترون هذه الاثار؟ كنت موثوق اليدين بحبل من البلاستيك. كان هناك اطفال في زنزانتي موثوقي الايدي ايضا” مضيفا “كل بدوره، اطفأوا سيجارة على جسدي. انظروا، هذه هي الاثار”. ودعت المنظمة غير الحكومية الامم المتحدة الى تسريع تحقيقها حول انتهاك حقوق الاطفال في سوريا.

واوضحت انه لم يسمح لها بالدخول الى الاراضي السورية “ولكن معظم شهادات الاطفال تؤكد الانتهاكات التي تحدثت عنها الامم المتحدة ومجموعات الدفاع عن حقوق الانسان خلال الاشهر الماضية”. وتقدم منظمة انقذوا الاطفال دعما نفسيا لالاف الاطفال السوريين الذين لجأوا الى دول مجاورة لسوريا لمساعدتهم على اعادة بناء انفسهم.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/9/763935.html

النظام يواصل قصفه الجوي لحلب.. واشتباكات في درعا واللاذقية

انتشال 35 جثة من تحت الأنقاض في حماه.. والتنسيقيات: إعدام 95 شابا بحلب خلال 3 أسابيع

بيروت: ليال أبو رحال

شن الطيران السوري أمس غارات جوية على مدينة حلب، في موازاة اشتباكات عنيفة شهدتها أنحاء عدّة في العاصمة دمشق فجر أمس بين القوات النظامية و«الجيش السوري الحر»، وعمليات أمنية ومداهمات في مدن درعا واللاذقية وحمص وحماه مما أدى إلى مقتل أكثر من 40 سوريا.

واستهدفت الغارات الجوية أحياء عدة في مدينة حلب وريفها منذ الصباح الباكر، حيث أصاب القصف أحياء الصاخور ومساكن هنانو والباب وبلدة حيان، فيما أورد التلفزيون الرسمي السوري خبرا مفاده أن «الجيش النظامي قضى على عشرات من الإرهابيين كانوا متحصنين بالمدرسة الصناعية في الأتارب بريف حلب».

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 5 أشخاص لقوا حتفهم بينهم ثلاثة أطفال من عائلة واحدة في غارة جوية شنها الجيش السوري. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان «ارتفع إلى خمسة عدد الشهداء الذين سقطوا إثر القصف الذي تعرض له حي المعادي، أحد أحياء حلب القديمة ومن الشهداء ثلاثة أطفال من عائلة واحدة»، وأضاف «لا يزال هناك بعض الأشخاص تحت الأنقاض».

وبدوره، قال محمد الحلبي، الناطق باسم اتحاد تنسيقيات الثورة في حلب لـ«الشرق الأوسط» إن «المواجهات احتدمت أمس في أحياء الصاخور وسيف الدولة وصلاح الدين والفرقان بين الجيش الحر وقوات الأمن في محاولة من النظام لاستعادتها، فيما اندلعت مواجهات عنيفة في حيي الجميلية والنيّال قرب مقرات أمنية تابعة للنظام».

وأشار إلى أن «النظام واصل دك أكثر من 15 حيا بالمدفعية وطيران الميغ، ويخص حي الأعظمية بإعدامات ميدانية»، وأحصى «إعدام 95 شابا رميا بالرصاص بعد تعذيبهم خلال 3 أسابيع فقط». كما نفذت قوات الأمن السورية حملة مداهمات واعتقالات في حي الفرقان طالت عددا من الشبان.

وفي العاصمة دمشق، بث ناشطون صورا قالوا إنها لقوات النظام السوري وهي تقوم بتفجير مبنى سكني في حي الزاهرة، قبل أن تعلن لجان التنسيق المحلية في سوريا أن «قوات الأمن قامت بتلغيم ثمانية أبنية سكنية من الجهة الشرقية بعد تهجير أهلها وتفجيرها وجرفها بالجرافات».

وتعرضت بلدة جديدة عرطوز في ريف دمشق لقصف مدفعي عنيف، فيما أعداد ضخمة من قوات النظام والمدرعات طوقت منطقة الذيابية والسيدة زينب وسبينة ويلدا والحسينية وغزال وحجيرة في محاولة لاقتحام هذه المناطق. وأشارت «لجان التنسيق المحلية» إلى «اعتقال عشرات الأشخاص من أهالي حي السيدة زينب وحرق ونهب منازل المدنيين من قبل قوات النظام والشبيحة».

وفي اللاذقية، استهدف قصف عنيف قرى الخضراء والميدان وبيت عوان وبيت فارس، فيما أفادت شبكة «شام» الإخبارية بأن «الجيش السوري الحر يحكم قبضته على عدد من قرى الريف». وقال عمار الحسن، عضو اتحاد تنسيقيات الثورة السورية لـ«الشرق الأوسط» إن «قوات الأمن السورية شنت هجوما عنيفا على جبل التركمان محاولة اقتحامه بعدما داهمته من محاور عدة، بالتزامن مع قصف بالرشاشات الجوية وراجمات الصواريخ»، لافتا إلى «تعرض قرى مصيف سلمى لقصف عنيف بالمدفعية ظهرا وإسقاط 4 براميل متفجرة على مصيف سلمى ودورين أدت إلى مقتل امرأة وإصابة 4 أشخاص إصابات بالغة، بينهم مسنون». وفي درعا، شنت قوات الأمن السورية حملة عسكرية على مدينة الشيخ مسكين في محاولة لاقتحامها، بالتزامن مع قصف من المروحيات والدبابات. وأفادت لجان التنسيق عن اشتباكات وقعت بين «الجيش الحر وقوات النظام لمنع الاقتحام وحماية الأهالي واللاجئين في المدينة». وأفادت كتيبة المعتصم بالله – إحدى كتائب الجيش الحر العاملة في المحافظة – بأنها هاجمت مركز هجّانة تابعا للجيش النظامي السوري وتمكنت من تدمير المركز وقتل قائده وأسر 15 جنديا فيما فر ثلاثة آخرون إلى الجانب الأردني.

وفي حماه، أكدت لجان التنسيق المحلية أنه تم انتشال 35 جثة من تحت الأنقاض في حي مشاع الأربعين، وذلك غداة القصف والغارات التي نفذتها القوات النظامية، فيما أفادت لجان التنسيق المحلية عن قصف مدفعي عنيف تعرضت له قريتا حمادي عمر وأبو الرمال في حماه.

قيادي في «إخوان» سوريا: الإيرانيون عرضوا علينا الحوار 6 مرات عبر وسيط تركي

الدروبي لـ «الشرق الأوسط»: قلنا لهم لا تفاوض إلا بعد أن يتوقفوا عن دعم الأسد

بيروت: يوسف دياب

نفى قيادي في جماعة الإخوان المسلمين في سوريا عقد لقاءات مع مسؤولين إيرانيين، مؤكدا أن الجماعة رفضت 6 عروض إيرانية للحوار من خلال وسيط تركي للبحث في الأزمة السورية.

وجاء نفي القيادي ردا على تصريحات بلال طيفور، نجل نائب المراقب العام لإخوان سوريا فاروق طيفور، لوكالة «أنباء الأناضول» التركية، والتي زعم من خلالها عقد 6 لقاءات بين قيادات بالجماعة ومسؤولين إيرانيين مؤخرا عبر وسيط تركي للوصول لحل للأزمة السورية، نافيا ما نشرته صحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية على لسان رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني من أن الاجتماعات عقدت في إيران. وأضاف أن «إيران أبلغت الجماعة خلال اللقاء الأخير استعدادها للتنازل عن مطلبها في استمرار الأسد مقابل التفاهم على المرحلة القادمة». وقال: «اتفقنا معهم في اللقاء السادس الذي تم قبل شهر على أنه لا حوار إلا بعد رحيل بشار عن الحكم، وطالبناهم بضرورة التوقف عن دعم النظام السوري». وعن اعتراف القائد الأعلى للحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري بوجود أفراد من فيلق القدس التابع للحرس الثوري في سوريا ولبنان، قال بلال طيفور «موقفنا واضح، وهو أن إيران شريكة في الجرائم التي يرتكبها نظام الأسد بحق السوريين، وما اللقاءات التي تمت معهم إلا محاولة لثنيهم عن هذا الدور».

إلا أن القيادي في جماعة «الإخوان المسلمين» في سوريا ملهم الدروبي، قال: إن «كلام بلال طيفور فهم خطأ». وأكد في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن «أي لقاء لم يعقد بين الإخوان والإيرانيين على الإطلاق». وقال: «إن الواقعة الصحيحة، هي أن الإيرانيين عرضوا علينا 6 مرات بواسطة وسيط تركي الاجتماع بهم للبحث في الوضع السوري من دون أن يفصحوا عن برنامج هذا الحوار والمواضيع التي سيطرحونها، لكننا أبلغناهم أننا لن نجتمع بهم أو نتحاور معهم إلا بعد أن يتوقفوا عن دعم بشار الأسد». ولفت إلى أن «الإيرانيين قدموا عرضا في المرة السابعة عبر الوسيط، يؤكدون فيه أنهم غير متمسكين ببشار الأسد، فكان شرطنا أوقفوا دعمكم لبشار بالمال والسلاح والخبرات، وأعلنوا دعمكم وتأييدكم للشعب السوري وحقوقه المشروعة لكي نجلس وإياكم على طاولة واحدة ونتحاور». وردا على سؤال توقع الدروبي أن «تكون إيران عرضت هذا الأمر على المجلس الوطني السوري الذي لديه نفس الموقف».

بدوره قال عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري سمير النشار، إن عضو المجلس فاروق طيفور «أبلغ المكتب التنفيذي أن هناك وسطاء إيرانيين يريدون فتح حوار إما مع الإخوان المسلمين وإما مع المجلس الوطني، وأنه (طيفور) أبلغهم أنه لا إمكان للحوار بيننا وبينكم إلا بعد تخليكم عن بشار الأسد، أو بعد تنحي بشار عن الحكم». وأكد النشار في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتصالات الإيرانية حصلت مرات عدة عبر الوسطاء، لكن المجلس الوطني والإخوان المسلمين ينظرون إلى إيران على أنها جزء من المشكلة وليست جزءا من الحل، والدليل التصريحات الأخيرة للمسؤولين الإيرانيين التي أثبتت أن إيران هي شريك حقيقي في الحرب على الشعب السوري، وهذا ما صرح به علنا قائد الحرس الثوري الإيراني بقوله نحن موجودون في سوريا وندعم الجيش السوري بالخبرات والاستشارات». وقال: «منذ مدة أعلن مسؤول الأمن القومي الإيراني أن أمن النظام السوري هو من أمن إيران، وهذا دليل على أن إيران تخوض حربها في سوريا ضد الشعب السوري، لذلك نرى أنه لا جدوى من الحوار مع إيران ما دامت هذه مواقفها، وطالما رفضنا الحوار مع بشار نرفضه مع الإيرانيين أيضا». ورأى أن «العروض الإيرانية ما هي إلا محاولة لفتح قنوات مع المجلس الوطني ومع (الإخوان) للانضمام إلى القنوات السياسية التي يدعي بشار الأسد فتحها، لكننا نجد أن لا جدوى من أي حوار سياسي إلا بعد تنحي الأسد عن السلطة، خاصة أننا نعتبر الأسد مجرم حرب ويجب سوقه إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمته على ارتكابه جرائم ضد الإنسانية، بعد سقوط ما يزيد عن 30 ألف شهيد سوري، وتشريد ملايين السوريين داخل سوريا وخارجها، وتدمير المدن السورية».

الإبراهيمي لمجلس الأمن: الأسد يصور الوضع على أنه مؤامرة أجنبية

قال إن التعذيب أصبح عملية «روتينية».. * توجه للتخلي عن نقاط أنان الست

واشنطن: هبة القدسي.. نيويورك: مينا العريبي

في جلسة مغلقة صباح أمس بمجلس الأمن الدولي، حذر الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا من تدهور الأوضاع هناك واشتعال الحرب الأهلية، وتفاقم معاناة السوريين النازحين داخل سوريا واللاجئين إلى الدول المجاورة بما يلوح بأزمة غذاء متفاقمة، ويهدد بزعزعة الاستقرار في الدول المجاورة.

وأشار الإبراهيمي إلى نتائج جولته الأولى من المحادثات ولقائه بالرئيس السوري بشار الأسد في دمشق وبعض أطراف المعارضة بعد جولته في كل من مصر والأردن وتركيا وسوريا لإيجاد حل سياسي ينهي الأزمة.

وقال الإبراهيمي لمجلس الأمن المكون من 15 دولة إن الوضع في سوريا يتدهور بشدة وإن الحرب الأهلية السورية تزداد سوءا، ويؤثر هذا الوضع على المنطقة بأكملها ويهدد بزعزعة الاستقرار في الدول المجاورة لسوريا.

وأوضح الإبراهيمي أن الرئيس الأسد أخبره بوجود 5 آلاف «مقاتل أجنبي» داخل الأراضي السورية وأن الأسد يصور الوضع على أنه مؤامرة أجنبية ضد بلاده.

وحذر الإبراهيمي من أن سوريا على شفا كارثة إنسانية وأزمة غذاء متفاقمة مع ممارسات العنف والتعذيب التي وصفها بالممنهجة ضد المدنيين. ووجود نحو 2.5 مليون سوري يعانون من الأوضاع المتدهورة، وتوقع تزايد الأزمة الإنسانية. وأشار إلى مخاوف المصابين السوريين من اللجوء إلى المستشفيات لسيطرة القوات الحكومية عليها وأن تعذيب المعتقلين أصبح عملية روتينية.

وأوضح وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الأمن، أن الإبراهيمي قدم لمجلس الأمن إفادته حول خطورة الوضع في سوريا وطالب بالقيام بكل الجهود لإنهاء العنف وقتل المدنيين. وقال فيسترفيله للصحافيين بعد انتهاء الجلسة المغلقة «إن ألمانيا تدعم جهود الأخضر الإبراهيمي وستستمر في الضغط لإنهاء العنف بحيث يبدأ السوريون عملية سياسية تقود إلى بداية جديدة».

وأشار وزير الخارجية الألماني إلى أنه لا يوجد لدى مجلس الأمن خطة لإنهاء العنف سوى خطة المبعوث الأممي السابق كوفي أنان ذات النقاط الست وقال «لدينا خطة النقاط الست التي اعتمدها مجلس الأمن وهي أفضل بديل حتى الآن»، وأضاف «علينا القيام بوضع حل للصراع وتجنب أي تداعيات له في الإقليم، وهذا يفسر لماذا نسعى إلى حل سياسي، فنحن لن نتخلى عن جوهر خطة النقاط الست، وأتفق أن الوضع الحالي محبط، لكن لا يوجد لدينا أي بدائل أخرى».

وأكد فيسترفيله على ضرورة أن تقوم المعارضة السورية بتوحيد صفوفها وقال «لدينا اجتماعات كثيرة لمناقشة الملف السوري خلال الأيام المقبلة وأعتقد أنه من الحكمة وأيضا من الضروري أن تتحد المعارضة ليس فقط لمواجهة النظام ولكن أن تتحد في إطار ديمقراطي تعددي وتسامح إثني يعطي للسوريين الأمل في بداية جديدة في سوريا».

ومن المتوقع أن تهيمن الأزمة السورية على اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع، بحثا عن سبل جديدة لمعالجة الأزمة التي تبدو عالقة من دون حل سياسي واضح. وبدأ الإبراهيمي اجتماعاته في نيويورك منذ السبت الماضي، بينما كانت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس قد بدأت أول من أمس لقاءاتها قبل يومين مع الوفود المجتمعة في نيويورك لبحث سبل إغاثة المدنيين السوريين.

وبعد أن اتفق الإبراهيمي مع أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون بعد اجتماعهما يوم السبت الماضي بأن الأزمة السورية تشكل «تهديدا متصاعدا للأمن والسلم الإقليميين»، هناك توجه لتجديد الجهود لإصدار قرار من مجلس الأمن يلزم النظام السوري والمعارضة بالسعي لحل سياسي للأزمة السورية، واحترام مهمة الإبراهيمي. وهناك توجه تدعمه واشنطن ودول عربية إلى التخلي عن خطة «النقاط الست» الذي كان المبعوث السابق كوفي أنان قد وضعها بعد فشل تحقيق أي من بنودها، ولكن لم تتضح الرؤية بعد للشكل الجديد لمهمة الإبراهيمي. ولكن تدعو دول من مجموعة «أصدقاء الشعب السوري» إلى مشروع قرار مرتقب لدى مجلس الأمن يجب أن يلزم الطرفين باحترام جهود التوصل إلى حل سياسي من خلال المبعوث الدولي، تحت البند السابع. واستخدام البند السابع في هذه الحالة لن يؤدي بالضرورة إلى توجه عسكري لفرض الحل السياسي، بل يشمل محاسبة الطرف الذي لا يلتزم بالقرار، من خلال آليات معينة تشمل العقوبات.

وأفادت مصادر دبلوماسية عربية وغربية لـ«الشرق الأوسط» أن إصدار القرار نفسه لن يكون مدرجا على أعمال الجمعية العامة، بل التشاور من أجل تحقيق هذا الهدف يحتدم هذا الأسبوع على العمل على إصدار القرار في الأسابيع المقبلة. وبينما ما زال الموقف الروسي العقبة الرئيسية لهذه الخطوة، من المتوقع أن تزداد الضغوط على روسيا للتحرك مع تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد وتداعياتها على المنطقة.

ويذكر أن الجدول الأولي (غير الرسمي) لخطابات النقاش العام لدى الجمعية العامة يظهر أن المبعوث السوري سيلقي كلمته أمام الجمعية العامة يوم الاثنين المقبل، وهو اليوم الأخير لخطابات النقاش العام ومن المتوقع أن تكون أكثرية الوفود المشاركة قد غادرت نيويورك.

وكان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي قد اجتمعوا مساء أول من أمس في نيويورك للتشاور والتنسيق قبل انطلاق أعمال الجمعية العامة رسميا، حيث هيمنت القضية السورية أيضا على الاجتماع بالإضافة إلى قضايا عربية وإقليمية تعني دول الخليج.

بعد العراق.. كارثة نهب الآثار تتكرر في سوريا

اتهامات للجيش السوري بسرقتها أو التغاضي عن عمليات تهريب منظمة

الريحانية (تركيا) – لندن: «الشرق الأوسط»

تهدد المعارك التي تشهدها سوريا آثارها التاريخية الثمينة التي تتعرض للدمار، وأيضا لعمليات السرقة والنهب المنظمة، التي تتزايد مع استمرار المعارك في هذا البلد، كما أكدت مصادر متطابقة. فمع اتساع نطاق المواجهات لتعم بلدا يعاني من فساد مزمن، مخلفة فراغا في السلطة في بعض المناطق وسقوط أخرى في يد المجموعات المسلحة، انتشرت أعمال السرقة والتنقيب غير المشروع عن الآثار التي تزخر بها الأراضي السورية.

وتقول فيرونيك دوج الباحثة في مركز التراث العالمي لليونيسكو، التي اتصلت بها وكالة الصحافة الفرنسية هاتفيا: «من البديهي أنه في مثل هذه الأوضاع نشهد دائما انتشارا لأعمال النهب والتنقيب غير الشرعي عن الآثار وتهريبها»، مذكرة بعمليات النهب الواسعة التي تعرضت لها الآثار العراقية عام 2003. وكثيرا ما يتهم الجيش السوري نفسه بممارسة أعمال النهب أو السكوت عن هذه الأنشطة التي تمارسها عادة عصابات تهريب منظمة جيدا.

وفي الريحانية، المدينة التركية الصغيرة على حدود سوريا، يؤكد لاجئ سوري وصل أخيرا من مدينة تدمر الأثرية الشهيرة أن متحف المدينة تعرض للنهب، وأن الموقع تعرض لعمليات سرقة واسعة النطاق. وأضاف أن «الجيش موجود في المكان ويشرف على كل شيء» مؤكدا أن عمليات النهب من فعل ميليشيات نظام بشار الأسد.

ويظهر شريط فيديو التقطه هاو وعرض على الإنترنت في 17 أغسطس (آب) الماضي 7 أو 8 تماثيل مكدسة في صندوق سيارة «بيك آب» يقف بجانبها عدد من الجنود وهم يتحدثون. وقال الأثري الإسباني روديغو مارتن: «لقد درسنا ما يقولونه بوساطة سوريين يعملون معنا، وتبين أنهم فعلا جنود، وهو ما يدعونا إلى الاعتقاد بأن الجيش يمارس السرقة أو يسمح بسرقة آثار تدمر وغيرها من المناطق الأثرية».

ومارتن هو المتحدث باسم فريق من الأثريين السوريين والأجانب كون مجموعة باسم «التراث السوري في خطر»، هدفها محاولة مراقبة ما يحدث في المواقع الأثرية من خلال شبكة من المخبرين.

وأضاف: «جرت معارك في مواقع وتعرضت أخرى للنهب، كما منح الجيش تصاريح بالحفر لعصابات مقابل مساعدتهم في القتال»، وتابع: «لكن حتى إذا كان لدينا كثير من الاتصالات؛ فمن الصعب معرفة ما يحدث فعلا. وأعتقد أننا لن نكتشف مدى فداحة الخسائر إلا بعد الحرب». كما حصلت منظمته على شهادات تتهم المجموعات المتمردة المسلحة باللجوء إلى عمليات التهريب لتمويل نفسها. وقال: «لدينا معلومات متواترة وشائعات، لكن من الصعب جدا التحقق منها».

وفي مقال في صحيفة الـ«تايمز» البريطانية بتاريخ 12 سبتمبر (أيلول)، أكد مهرب آثار لبناني يسمي نفسه «أبو خالد» أن المتمردين كونوا مجموعات تنقيب سرية لتمويل معركتهم. وأضاف أن «المتمردين في حاجة إلى الأسلحة والآثار وسيلة جيدة لشرائها».

وفي تقرير لها، شددت منظمة «يوروميد – هريتتج» التي يمولها الاتحاد الأوروبي على خطورة عمليات التنقيب السرية هذه.

وأكد التقرير أنها «تهدد تاريخ سوريا وتراثها الأثري منذ سنوات عدة. وللأسف أدت الأحداث الحالية إلى زيادة هذا الخطر بصورة كبيرة. وهناك جماعات عدة تقوم بعمليات تنقيب سرية بدءا بقوات الأمن». وأضاف: «الأدهى أن عمليات التنقيب السرية هذه أصبحت موضع مساومة، حيث تتغاضى عنها السلطات لكل من يوافق على البقاء بعيدا عن (الانتفاضة)».

وترى عالمة الآثار البريطانية ايما كونليف أن كارثة الآثار العراقية عام 2003 تتكرر حاليا، مضيفة: انظروا إلى أسعار القطع الأثرية الجميلة في مزادات «كريستيز» و«سوذبيز». لذلك طالما أن هناك مثل هذا الطلب في السوق العالمية، فإن عمليات النهب ستستمر.

الإبراهيمي لمجلس الأمن: الأسد يريد الإبقاء على الحكم الديكتاتوري

                                            اتهم مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، رئيس نظام دمشق بشار الأسد بأنه يريد الإبقاء على الحكم الديكتاتوري في البلاد، وأنه غير جاد في إجراء أي إصلاح دستوري، محذرا من أن الوضع يتدهور بسرعة في سوريا وأن التعذيب والقتل أصبح مسألة روتينية، بسبب ضعف التدخل الدولي.

كلام الإبراهيمي جاء خلال إحاطة حول سوريا في جلسة مغلقة أمس أمام مجلس الأمن، ونقل عنه ديبلوماسي حضر الجلسة قوله إن الأسد لن يجري اي اصلاحات دستورية تؤدي الى انهاء حكم عائلته الديكتاتوري المستمر منذ أكثر من 40 سنة، ويعزو في المقابل الانتفاضة الشعبية ضده الى مؤامرة أجنبية.

كما اتهم المبعوث الدولي، الأسد، وفق الديبلوماسي نفسه، بأنه يريد أن يعود بالبلد إلى “سوريا القديمة” التي حكمها ووالده بشكل ديكتاتوري خلال 4 عقود.

وقال الديبلوماسي، إن الإبراهيمي أشار إلى أن الأسد يصور الانتفاضة وكأنها تمول من قوى خارجية، في محاولة للتشكيك بالاحتجاجات التي بدأت في اذار 2011، المطالبة بإنهاء حكمه.

ورأى الإبراهيمي، وفق المصدر نفسه، أنه بسبب ضعف التدخل الدولي، فإن الوضع في سوريا يتدهور بسرعة ويصبح تعذيب السجناء “امرا معهودا” وان السوريين باتوا يخشون التوجه الى المستشفيات التي يسيطر عليها النظام.

واوضح ان 1,5 مليون شخص فروا من منازلهم وان البلاد تواجه نقصا حادا في المواد الغذائية لان المحاصيل اتلفت بسبب المعارك.

وأشار الإبراهيمي إلى أن ألفي مدرسة دمرت ومدارس اخرى تستخدم كمأوى لبعض من فقدوا منازلهم، كما تم تدمير مصانع أدوية ومختبرات واخرى باتت بحاجة إلى ترميم.

واكد وزير الخارجية الجزائري السابق مرة اخرى امام مجلس الامن ان ليس لديه حاليا “خطة عمل جديدة” لتسوية الازمة السورية واشار الى المقترحات التي قدمها سلفه كوفي انان. وقال الابراهيمي ان خطة انان تبقى “افضل سبيل”.

وأدلى الابراهيمي بتصريح بعد جلسة مجلس الأمن قال فيه: “ارفض التصديق ان اناسا عقلاء لا يدركون انه لا يمكن العودة الى الوراء، لا يمكن العودة الى سوريا الماضي”، في اشارة الى النظام.

واكد الابراهيمي ان “القيام باصلاحات غير كاف، ما يجب القيام به هو التغيير” من دون تقديم ايضاحات اضافية، مستبعدا في الوقت نفسه احراز “تقدم اليوم او غدا” لتسوية النزاع في سوريا التي اعتبر ان الوضع فيها “بالغ الخطورة ويتدهور يوما بعد يوم”.

واوضح الابراهيمي انه “سيعود الى المنطقة” بعد ان يجري اتصالات خلال اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة التي تبدأ اليوم، وقال “آمل في العودة لاحقا للقاء مجلس الامن ولأعرض له بعض الافكار حول كيفية التحرك مستقبلا”.

ورغم اشارته الى “المأزق” الذي تمر به سوريا، اعرب عن امله في “احداث اختراق في مستقبل غير بعيد”، مؤكداً ان ليس لديه حاليا “خطة عمل جديدة” لتسوية الازمة السورية.

وصرح وزير الخارجية الالماني غيدو فيسترفيلي للصحافيين ان خطة انان تبقى صالحة “في مضمونها”. وقال “لدينا خطة. انها خطة (انان) من ست نقاط تبناها مجلس الامن” مضيفا ان المانيا “تدعم عمل الابراهيمي”.

واضاف ان المانيا “ستستمر في السعي للحصول على موقف موحد في مجلس الامن وتحريك عملية سياسية” في سوريا. وحاليا تعرقل روسيا والصين الجهود في مجلس الامن بعد ان استخدمتا الفيتو للحؤول دون تبني ثلاثة قرارات غربية للضغط على نظام دمشق.

السيطرة للمعارضة

وعلى الرغم من كل محاولات الأسد وقواته بالاحتفاظ بالحكم بالقوة، فإن البلاد تخرج عن سيطرتهم، وقد افاد مراسلو وكالة “فرانس برس” أمس ان مناطق واسعة في شمال سوريا على مقربة من الحدود مع تركيا باتت خارج سيطرة النظام السوري وبعضها منذ اشهر عدة.

وافاد المراسلون انهم خلال تنقلاتهم في المناطق الخاضعة للجيش السوري الحر قطعوا احيانا مئات الكيلومترات من دون المرور على نقاط امنية تابعة للنظام. الا انهم كانوا احيانا يقومون بالدوران حول ثكنات او بلدات لا تزال تابعة للقوات السورية النظامية.

وقال صحافي لـ”فرانس برس” زار منطقة ادلب في شمال غرب سوريا في آذار الماضي ثم زارها امس، انه لاحظ تمدد مناطق سيطرة الجيش السوري الحر الى قرى وبلدات عديدة.

وينتشر عناصر الجيش السوري الحر على مفترقات الطرق في مجموعات صغيرة وينامون تحت الخيام في اغلب الاحيان ولا يتدخلون الا عندما يشكون في سيارة لا يعرفون ركابها.

وسيطر “الجيش السوري الحر” على مدينة الاتارب الصغيرة غرب حلب قبل نحو ثلاثة اشهر اثر معارك ضارية لا تزال اثارها ظاهرة على منازلها.

ويؤكد ضباط في الجيش السوري الحر انهم يحاصرون حاليا قاعدة مهمة للجيش على طريق حلب وهي المدينة التي تشهد معارك ضارية بين الطرفين منذ نحو شهرين، وباتوا يسيطرون على المناطق المحيطة بالمدينة ولا يخشون سوى الضربات الجوية.

وكان ضابط في “الجيش الحر” اعلن لـ”فرانس برس” الاحد ان قوات النظام تتراجع على الارض ولولا تدخل الطيران لكان وضعها اصعب بكثير.

برنامج الغذاء

في غضون ذلك حذر برنامج الغذاء التابع للأمم المتحدة، من ان مئات الاف السوريين بحاجة عاجلة الى الغذاء.

وقالت رئيسة البرنامج ايرثارين كوزين أن عدد المحتاجين الى مساعدات غذائية ارتفع من 250 الفا الى 1,5 مليون سوري.

وأوضحت أن برنامج الغذاء بحاجة الى ملايين الدولارات لإطعام العدد المتصاعد بحدة.

وأشارت إلى أن البرنامج زاد رصيده الى 87 مليون دولار، لكنه بحاجة الى 60 مليون دولار اخرى لتغطية حاجة موازنته السنوية المخصصة لسوريا.

(أ ب، أ ف ب، رويترز، أ ش أ)

سقوط 127 قتيلا الاثنين

الجوع يهدد 1.5 مليون سوري والقصف مستمر

                                            قالت مديرة برنامج الغذاء العالمي إن أعداد السوريين الذين يواجهون شبح الجوع ارتفع إلى 1.5 مليون شخص. يأتي ذلك فيما وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان سقوط 127 قتيلا أمس الاثنين بنيران قوات النظام معظمهم في حلب ودمشق وريفها وحمص.

وأوضحت إيثرين كيزن أن أعداد السوريين الذين يحتاجون مساعدات غذائية تضاعف خمس مرات في الأشهر القليلة الماضية. مشيرة إلى أن برنامج الغذاء العالمي لا يستطيع مساعدة سوى نصف هذا العدد، في حين أن العمليات العسكرية لم تمكنه من إيصال الطعام إلى المحتاجين.

وأكدت المسؤولة الدولية أن البرنامج بحاجة إلى ستين مليون دولار لمواجهة الزيادة المطردة في أعداد الجوعى من السوريين، مطالبة المجتمع الدولي بتقديم المزيد من التبرعات.

في غضون ذلك قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن بين قتلى أمس الاثنين 12 طفلا وتسع سيدات، مشيرة إلى سقوط 43 قتيلا في حلب و42 في دمشق وريفها و14 في كل من حمص ودرعا، وسبعة في دير الزور وثلاثة في كل من اللاذقية وحماة وواحد في إدلب.

وبث ناشطون على الإنترنت صورا تظهر أحد القتلى وقد أعدم ميدانيا في المعضمية بريف دمشق التي تشهد حصارا خانقا للشهر الثالث على التوالي، وأفادوا بأن الضحية هو من سكان الحي المدنيين، وتظهر الصور ابنة القتيل الوحيدة وهي تبكي والدها المعيل الوحيد للأسرة.

تدمير ممنهج

وفي العاصمة دمشق يتعرض حي القابون لحملة تدمير ممنهج من جانب قوات النظام، ووفقا لناشطين سوريين دمرت مئات المنازل والمتاجر في الحي الذي شهد أيضا مجازر عدة سقط فيها عشرات القتلى.

كما دارت اشتباكات بين قوات النظام والجيش الحر في محيط مناطق حجيرة ويلدا والذيابية والبويضة والسبينة، ووردت معلومات أولية عن تدمير آلية لقوات النظام ومقتل وجرح عدد من عناصرها، فيما تعرضت منطقة السيدة زينب للقصف طائرات النظام.

وفي اللاذقية، تتعرض قرى الخضراء والميدان وبيت عوان وبيت فارس بريف اللاذقية للقصف من قبل جيش النظام. وفي الرقة دارت اشتباكات عنيفة في محيط مطار الطبقة، وسط أنباء عن خسائر بشرية في الطرفين. وفي دير الزور قامت قوات النظام بإطلاق الرصاص عشوائيا على أحياء العمال وغسان عبود وشارع النهر.

وفي حمص أفاد ناشطون بأن قوات النظام السوري قصفت أحياء عدة في المدينة، وذكرت لجان التنسيق المحلية أن قتلى وجرحى سقطوا في قصف براجمات الصواريخ على مدن القصير والرستن وتلبيسة.

اشتباكات عنيفة

من ناحية أخرى، تشهد قرية خربة الجوز السورية المحاذية للحدود التركية اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري الحر وقوات النظام إضافة لمواجهات في حي الهُلك وسط حلب.

وتسمع أصوات الاشتباكات بوضوح من الجانب التركي، مما تسبب في حالة من الخوف والهلع بين سكان القرى التركية الحدودية.

في السياق، قالت وكالة الصحافة الفرنسية إن مناطق واسعة في شمال سوريا على مقربة من الحدود مع تركيا باتت خارج سيطرة النظام السوري بعضها كذلك منذ أشهر عدة.

ونقلت الوكالة عن مراسليها أنهم أثناء تنقلاتهم في المناطق الخاضعة للجيش السوري الحر قطعوا أحيانا مئات الكيلومترات دون المرور على نقاط أمنية تابعة للنظام، غير أنهم كانوا أحيانا يقومون بالدوران حول ثكنات أو بلدات لا تزال تابعة للقوات السورية النظامية.

وينتشر عناصر الجيش السوري الحر على مفترقات الطرق في مجموعات صغيرة وينامون تحت الخيام في أغلب الأحيان ولا يتدخلون إلا عندما يشكون في سيارة لا يعرفون ركابها.

وسيطر الجيش السوري الحر على مدينة الأتارب الصغيرة غرب حلب قبل نحو ثلاثة أشهر إثر معارك ضارية لا تزال آثارها ظاهرة على منازلها.

ويؤكد ضباط في الجيش الحر أنهم يحاصرون حاليا قاعدة مهمة للجيش على طريق حلب، وهي المدينة التي تشهد معارك ضارية بين الطرفين منذ نحو شهرين، وباتوا يسيطرون على المناطق المحيطة بالمدينة ولا يخشون سوى الضربات الجوية.

 الإبراهيمي يرسم صورة قاتمة للوضع بسوريا

                                            في تقييم وصف بأنه متشائم للوضع في سوريا, أعلن مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية  الأخضر الإبراهيمي أن لديه “بضعة أفكار” وليس خطة كاملة بشأن كيفية إنهاء الصراع المستمر منذ 18 شهرا.

جاء ذلك في تقييم قدمه الإبراهيمي للوضع بسوريا منذ أن حل محل كوفي أنان كوسيط دولي في الأول من سبتمبر/أيلول, حيث وصف الوضع بأنه سيئ للغاية ويزداد سوءا, وقال إن هناك مأزقا حقيقيا “لكنني أعتقد أننا سنجد مخرجا في المستقبل القريب”. ورفض الكشف عن أي تفاصيل.

بعد أن قدم إحاطة بشأن الاتصالات التي قام بها حول الوضع في سوريا أمام أعضاء مجلس الأمن، أدلى الإبراهيمي بتصريح صحفي قال فيه “أرفض التصديق أن أناسا عقلاء لا يدركون أنه لا يمكن العودة إلى الوراء، لا يمكن العودة إلى سوريا الماضي”، في إشارة إلى النظام السوري.

واستبعد المبعوث الدولي إحراز “تقدم اليوم أو غدا”, موضحا بأنه سيعود إلى المنطقة بعد أن يجري اتصالات خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تبدأ الثلاثاء.

وتحدث الإبراهيمي عن أن تعذيب السجناء في سوريا أصبح “أمرا معهودا”، وقال إن السوريين باتوا يخشون التوجه إلى المستشفيات التي يسيطر عليها النظام. وذكر أن 1.5 مليون شخص فروا من منازلهم وأن البلاد تواجه نقصا حادا في المواد الغذائية.

ونقلت رويترز عن دبلوماسيين في المجلس وصفهم لتقييم الإبراهيمي بأنه متشائم. وقال الدبلوماسيون إن الإبراهيمي ناشد مجلس الأمن أن يمنحه دعما قويا وموحدا قائلا إنه لا يمكن إحراز أي تقدم دون ذلك.

وقال دبلوماسي رفض الكشف عن اسمه إن الإبراهيمي لم يكشف الكثير عن خططه لمجلس الأمن، لكنه كان “صارما” في إلقاء معظم اللوم على نظام الرئيس بشار الأسد.

من جهته, وصف وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله الوضع في سوريا بأنه خطير، وقال “ينبغي أن نبذل قصارى جهدنا لإنهاء العنف وقتل الكثير من الأبرياء”. وقال فسترفيله إن خطة أنان للسلام في سوريا لا تزال قائمة. وعلق الإبراهيمي بقوله إنها “إحدى العناصر التي في جعبتي”.

وتدعو الخطة التي لم تنفذ إلى إنهاء العنف وإجراء عملية سياسية يقودها السوريون وتسهيل وصول المساعدات للمحتاجين والإفراج عن المعتقلين وحرية تحرك الصحفيين وحرية الاحتجاج السلمي.

وكان أنان قال إن الخلافات داخل مجلس الأمن عرقلت مهمته التي استمرت ستة أشهر للتوسط من أجل السلام ودفعته إلى اتخاذ قراره بالتخلي عن منصبه.

يشار إلى أن مجلس الأمن الدولي يقف عاجزا عن اتخاذ أي إجراء بعد أن عرقلت روسيا والصين ثلاثة قرارات مدعومة من الغرب تنتقد الأسد وتهدد بفرض عقوبات.

رسالة طمأنة

على صعيد آخر وجه المجلس الوطني السوري المعارض “رسالة إلى العلويين”، طائفة الرئيس السوري بشار الأسد، دعاهم فيها إلى عدم “القلق من انتصار الثورة والتغيير”، مؤكدا أنهم لن يتعرضوا لأعمال ثأر أو انتقام في حال سقوط النظام.

وجاء في الرسالة “نطمئن أهلنا العلويين وجميع السوريين من كل الاتجاهات والتيارات والأطياف ومن جميع المكونات القومية والدينية والطائفية أن المسؤولية القانونية ستطال المرتكبين أنفسهم فقط” في إشارة إلى كبار المسؤولين في النظام من سياسيين وأمنيين.

1279 مختفيا قسريا بسوريا

                                            أفاد تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان عن حالات الاختفاء القسري في سوريا بأن 1415 شخصا اختفوا قسريا في البلاد على أيدي النظام منذ العشرين من شهر أغسطس/ آب الماضي قتل منهم تحت التعذيب 136.

وبحسب الشبكة الحقوقية فإن الباقي -وهو 1279 شخصا- ينتظرون مصيرا مجهولا، حيث “لا الشبكة السورية لحقوق الإنسان ولا أهلهم ولا أي جهة في العالم تعلم أين هم”.

أرقام

وذكرت الشبكة أن 418 منهم اختفوا في محافظة درعا بينهم العديد من الأطباء وطلاب الطب والهندسة. أما في دمشق وريفها فـ411، وفي حماة اختفى 262 بينهم طبيب العيون البارز الدكتور غزاون مروان المرعي.

وفي محافظة اللاذقية أخفت أجهزة الأمن 78 بينهم عائلة كاملة أعدم أبوها ميدانيا خلال الاعتقال أمام أسرته واقتيدت الأم والابن والبنت إلى جهة مجهولة.

وتوزعت الأعداد الباقية بين محافظة حمص (40)، والحسكة (30)، وطرطوس (22)، وإدلب (17) والقنيطرة (9) بينهم ثلاثة من عائلة واحدة، وفي محافظة السويداء (6)، وفي محافظة حلب (5)، وفي محافظة الرقة (3).

أقبية التعذيب

وطالبت الشبكة السورية لحقوق الإنسان المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية العالمية بالضغط على النظام السوري للسماح بدخول كافة المنظمات الحقوقية إلى الأراضي السورية وزيارة المعتقلين و”الاطلاع على أساليب التعذيب والتحدث بحرية مع المعتقلين ومطالبة الحكومة السورية بالكشف الفوري والسريع عن أماكن وأقبية التعذيب التي يخرج منها أبناء الشعب السوري في توابيت إلى أهاليهم”.

وبحسب الشبكة في تقريرها فإن “حوادث الاختفاء القسري بقيت على مدى عقود عديدة الهاجس الأكبر في سوريا والسمة الرئيسية التي يتبعها النظام لحل مشاكله مع مختلف معارضيه”.

وذكرت باعتماد الأمم المتحدة الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الإخفاء القسري منذ عام 2006، وهي الاتفاقية التي تهدف في مضمونها إلى منع حوادث الإخفاء وكشف حقيقتها وتقديم مرتكبيها للعدالة الدولية ومنح تعويضات للضحايا وأسرهم.

7 قتلى بسوريا والحر يستهدف مقرا أمنيا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أكد ناشطون سوريون تعرض مناطق عدة في سوريا لقصف عنيف من قبل الجيش السوري، الثلاثاء، ما أسفر عن مقتل 7 أشخاص، في وقت أعلن ناشطون استهداف الجيش الحر لمقر أمني في دمشق أسفر عن مقتل عدد من الضباط والعناصر.

وقال المكتب الإعلامي لتجمع أنصار الإسلام في دمشق وريفها إن عملية نفذها جناحه العسكري بالتعاون مع كتيبة  “أحفاد الرسول” استهدفت فرع فلسطين للمخابرات السورية وأسفرت عن مقتل عشرات العناصر والضباط.

وذكرت شبكة سوريا المعارضة أن طيران الجيش واصل الثلاثاء شن غارات جوية على قرية العبلة وأطراف مدينة الباب بريف حلب، فيما يعاني سكان حلب من انتشار القناصة “الذين يقومون بقنص كل ما يتحرك، حيث توجد عدة جثث لقتلى جراء القنص في الشوارع ولا يتمكن الأهالي من سحبها بسبب القناصة”، وفقا للشبكة السورية.

وفي ريف دمشق، قالت لجان التنسيق المحلية إن الأحياء السكنية في قدسيا تعرضت لإطلاق نار كثيف من قبل حاجز للحرس الجمهوري.

في غضون ذلك، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أنه سيزيد عملياته للوصول إلى 5 .1 مليون شخص يحتاجون للمعونات الغذائية، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه تمكن من الوصول لآلاف الأشخاص في مدينة حمص وسط سوريا، خلال الشهر الحالي، وقدم المساعدات الغذائية للنازحين عن ديارهم .

وقال مدير برنامج الأغذية العالمي في سوريا مهند هادي لرويترز إن الكثير من الأشخاص نزحوا مرتين، وإن المعونات الغذائية في المناطق التي تشهد قتالا تضاعفت تقريبا، وهناك نقص في الغاز مع ارتفاع الأسعار في السوق السوداء إلى نحو 400% عن السعر الطبيعي .

وأضاف أن سعر القمح مستمر في الزيادة، وأن الخبز لايزال متوفرا على نطاق واسع مع نقص مؤقت بسبب شح الوقود وليس الدقيق

وكان المبعوث الدولي، الأخضر الإبراهيمي، قال بدوره إن 5 .1 مليون شخص فروا من منازلهم، وأن البلاد تواجه نقصا حادا في المواد الغذائية؛ لأن المحاصيل أتلفت بسبب المعارك بين قوات الجيش والمعارضة المسلحة.

المغرب: حل أزمة سوريا بيد النظام

نيويورك – سكاي نيوز عربية- ناصر الحسيني

قال وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني إن حل الأزمة السورية لا يرتبط بمدى كفاءة المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي، بل بمدى استعداد النظام السوري لوقف العنف، لكنه أعرب عن أمله في أن ينجح الإبراهيمي في مهمته.

جاء ذلك في لقاء مع مراسل “سكاي نيوز عربية”، الثلاثاء، في نيويورك، على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة.

وأوضح العثماني أن المبعوث السابق كوفي عنان كان “محنكا وله تجربة”، إلا أنه يجب على الحكومة السورية أن تكون لديها الإرادة السياسية لوقف العنف وإخراج سوريا من هذا “النفق المظلم”، على حد وصفه.

وأشار إلى العالم الآن أمام مأساة إنسانية ومأزق سياسي في سوريا، يتمثل في عدد القتلى الذى وصل إلى 25 ألف قتيل خلال 18 شهرا، ومليوني لاجئ ونازح، وخراب طال معظم المدن.

وطالب العثماني مجلس الأمن الدولي بالتدخل لحل الأزمة السورية، “لأنه الجهة الوحيدة التي يمكن أن تفرض الحل على الأرض”، متهما مجلس الأمن بأنه “عاجز عن اتخاذ قرارات كفيلة بوقف حمام الدم في سوريا”.

127 قتيلا سوريا معظمهم في حلب

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في سوريا أن 127 شخصا قتلوا، الاثنين، في الاشتباكات المستمرة بين الجيش الحر وقوات الأمن الحكومية، في مدن سورية عدة.

وقالت إن 42 شخصا قتلوا في حلب، و37 في دمشق وريفها، و18 في درعا، و14 في حمص، وسبعة في حماة، و3 في اللاذقية، وقتيل واحد في دير الزور وآخر في إدلب.

وأشارت الهيئة العامة للثورة السورية إلى أن القصف المدفعي على باب النصر في حلب القديمة أسفر عن عدد من الجرحى.

“الحر” يؤكد سيطرته على معظم مناطق حلب

وقصفت بلدة حيان في ريف حلب ببراميل متفجرة، إضافة إلى استهداف حيي الصاخور ومساكن هنانو بالطيران الحربي وفقا لناشطين.

وتجدد القصف برشاشات المروحيات المقاتلة على بلدة إبطع في درعا ووادي اليرموك على الحدود السورية الأردنية.

وأكد نشطاء تعرض محيط مطار حلب الدولي لقصف عنيف من قبل الجيش السوري، كما تعرضت أحياء عدة بمدينة حلب لقصف بالمدفعية الثقيلة ومن الطيران الحربي، وطال قصف الطيران مدنا عدة بريف حلب.

أما في العاصمة دمشق، فقد شن الجيش النظامي حملة دهم واعتقالات بحي كفرسوسة، شملت مناطق الهادي والكاتب والقاري واللوان، بينما طال قصف الطيران المروحي والمدفعي بلدات عدة بريف دمشق. وفي ريف اللاذقية تعرضت ناحية ربيعة وقراها إلى قصف مدفعي عنيف.

وفي وقت سابق، أفاد مراسل سكاي نيوز عربية في سوريا أن اشتباكات وقعت في حي شيخ محيي الدين في منطقة ركن الدين بدمشق بين الجيش السوري الحر والقوات الحكومية.

المجلس الثوري يتبنى انفجار “فرع فلسطين” بدمشق

التفجير أسفر عن مقتل عشرات الضباط والشبيحة بينهم لواء وعميد

العربية.نت

أعلنت “ألوية أحفاد الرسول” التابعة للمجلس العسكري الثوري في العاصمة السورية تبينهيا لتفجير مدرسة عسكرية قرب فرع فلسطين للمخابرات في دمشق، أسفر عن مقتل عشرات الضباط والشبيحة بينهم لواء وعميد

وقالت الألوية إنها زرعت عبوة ناسفة في أحد خزانات الوقود في مدرسة الشهداء التي تشترك مع فرع فلسطين في المبنى، مشيرة إلى أن العملية تمت بالتعاون مع أشخاص من داخل المنظومة الأمنية.

وأسفر التفجير عن مقتل عشرات الضباط والجنود من قوات النظام السوري بينهم لواء وعميد وعدد من الشبيحة.

صيف سوريا يسجل أعلى مستويات القتل منذ بداية الثورة

ارتفاع أعداد القتلى إلى أكثر من 33 ألفاً بينهم آلاف النساء والأطفال

واشنطن – محمد زيد مستو

أفادت الإحصاءات الأخيرة لمصادر في الثورة السورية، بارتفاع أعداد القتلى الموثقين الذين قضوا على أيدي قوات النظام السوري والميلشيات التابعة له، إلى أكثر من 33 ألفاً، بينهم آلاف القتلى من النساء والأطفال، خلال نحو عام ونصف من الثورة في سوريا.

وبحسب المصدر الذي يطلق على نفسه اسم “قاعدة بيانات شهداء الثورة السورية” فإن مدينة حمص تحتل العدد الأكبر لأعداد القتلى الذين بلغوا نحو 800 قتيل، تليها منطقة ريف دمشق التي تتعرض لأعنف العمليات العسكرية المتواصلة منذ أشهر، ما رفع أعداد القتلى فيها إلى نحو 5560 قتيلاً.

كما أدت المعارك الدائرة في مدينة حلب بين قوات الجيش السوري والجيش الحر، إلى زيادة أعداد القتلى فيها خلال الأشهر الأخيرة بشكل كبير، ووصل العدد إلى 3400 قتيل، لتكون في المرتبة الرابعة بين المحافظات السورية بعدد القتلى بعد إدلب التي وصل فيها العدد إلى أكثر من 4600 قتيل.

أرقام قياسية

ووفق الإحصائية فإن نسبة القتلى التي تقدر بنحو 60 شخصاً يقضون في سوريا يومياً جراء القتل المباشر أو تعرضهم للقصف، بلغت مستويات قياسية خلال الأشهر الأخيرة، ففيما كان العدد يتراوح بين 1000 و2000 قتيل شهرياً منذ مطلع العام الجاري، تراوح العدد بين 2660 خلال شهر يونيو/حزيران الماضي، و4307 خلال يوليو/تموز، ليصل العدد إلى 6297 قتيلاً خلال شهر أغسطس/آب الماضي، في حين أن أشهر العام الماضي لم تسجل مقتل أكثر من 900 شخص في شهر واحد.

ويرجح ارتفاع نسبة القتل في المدن السورية خلال الأشهر الأخيرة، إلى فقدان النظام سيطرته على الكثير من المناطق وانتشار المعارك في معظم المدن، مما دفعه إلى استعمال الطيران الحربي والقذائف والصواريخ التي تسبب أعداداً هائلة من الضحايا ودماراً هائلاً في الممتلكات.

ومنذ تولي المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي مهمته منذ نحو ثلاثة أسابيع، قضى في سوريا أكثر من 2500 شخص.

الطفولة و”الثمن الرهيب”

وقد بلغ عدد القتلى من الأطفال كذلك أرقاماً مرتفعة، حيث سجلت الإحصاءات مقتل 2623 طفلاً سورياً حتى تاريخ 22 سبتمبر/أيلول الجاري، وهو ما نوهت به منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسيف) في تقرير لها، معربة عن القلق من أن أطفال سوريا ما زالوا يتحملون العبء الأكبر للمأساة في بلادهم.

وقال المدير التنفيذي لليونيسف، انتوني ليك “بينما تتركز أنظار العالم على العنف المتصاعد في سوريا، يجب علينا ألا نغفل حقيقة أنه في حين أن الأطفال ليسوا مسؤولين عن هذه المأساة، فإنهم يدفعون ثمناً رهيباً، فالأطفال يفقدون أرواحهم ويفقدون بيوتهم ويفقدون آباءهم ويفقدون تعليمهم”.

وتأتي تلك الأرقام من جانب واحد فيما تغيب إحصاءات رسمية لقوات النظام، لا سيما إحصاءات عدد القتلى في صفوف الجيش والأمن والمليشيات التابعة لقوات الأسد والتي يقدر عددها بعشرات الآلاف.

وتتهم منظمات حقوقية سورية نظام الرئيس السوري بشار الأسد بتغييب الآلاف من المعتقلين قسرياً، وهو ما تعدهم المنظمة في عداد القتلى، في حين تتحدث عن أعداد أكبر منهم وسط غياب الإحصاءات لعدد كبير من ضحايا الثورة.

اشتباكات في دمشق والجيش الحر يسيطر على معظم حلب

مقتل 103 أشخاص الاثنين في أنحاء مختلفة من سوريا بسبب قصف النظام

العربية.نت

قال المركز الإعلامي السوري إن اشتباكات عنيفة وقعت ليل الاثنين/الثلاثاء بين أفراد الجيش الحر وجيش النظام في منطقة شارع بغداد وسط العاصمة دمشق.

وأضاف المركز ان الجيش الحر تمكن من السيطرة على بلدة أورم الكبرى في ريف حلب الغربي، فيما وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 103 أشخاص الاثنين في أرجاءٍ مختلفة من سوريا في قصف النظام لهذه المدن.

وفي الوقت نفسه، لا يزال الناشطون يعرضون صور دمار أحيائهم علها تفيد بموقف دولي أو عربي يوقف القذائف والصواريخ، حيث استفاق أهل حي المعادي في حلب على مجزرة جديدة قضى فيها 7 أشخاص تحت ركام منازلهم بينهم 3 أطفال لا تزال محاولات إخراجهم من تحت الأنقاض مستمرة.

وتتسع رقعة الأحياء التي تتعرض للقصف في حلب بشكل يومي، حيث قصف النظام باب النصر وطريق الباب وتحدثت الهيئة العامة للثورة عن سقوط قتلى وجرحى في تل رفعت بالريف الحلبي، فيما تستمر معارك النظام على معظم المدن السورية المنتفضة، وتحدث ناشطون في درعا عن بدء النظام بعملية عسكرية هي الأعنف حيث تشهد داعل والشيخ مسكين توجه 100 مدرعة عسكرية نحوها.

كما شنت قوات النظام عملية عسكرية على بلدة السبينة واقتحمتها بعد قصفها، وتعرضت بلدتا يلدة والسيدة زينب لقصف مدفعي وجوي خلف عدداً من القتلى جلهم نساء وأطفال، وبث ناشطون صوراً لاستهداف النظام مسجداً وحرقه بالكامل.

كما شهدت دير الزور في أقصى شرق البلاد معارك عنيفة بين الثوار وقوات النظام في عدة مدن، فيما تعرضت مدينة الميادين لقصف شاركت فيه الطائرات الحربية والمروحية.

حمى الحصول على جواز سفر تجتاح سوريا والسوريين

الداخلية تعمل حتى منتصف الليل لتلبية 200 ألف طلب شهرياً في دمشق وحدها

لندن – كمال قبيسي

حمى شبيهة بالتي اجتاحت العالم في الأيام الأخيرة للحصول على جهاز “آيفون5” الشهير، بدأت تجتاح سوريا التي ظهر فيها “جيش حر” من نوع آخر وسط هوس الحصول على جواز سفر بنية المغادرة أسرع ما يمكن إلى أي مكان آمن.

لهذا “الجيش” جنود أقبلوا إلى دمشق من كل محافظة يصعب فيها التقدم بطلب للحصول على جواز سفر بسبب القتال الدائر بلا توقف، ولأن تكاثرهم أصبح ضاغطاً، فقد اضطر وزير الداخلية اللواء محمد الشعار لأن يطلب من العاملين في “فرع الهجرة والجوازات” بالوزارة ما لم يسبقه إليه سواه بأحلك الظروف، وهو تناوبهم بحيث يعملون حتى منتصف الليل لتلبية الطلبات.

ومن يقم بزيارة موقع الوزارة الرسمي على الإنترنت، كما فعلت “العربية.نت” صباح اليوم الاثنين، سيجد في صفحته الأولى صورة نشرها الموقع لحشد من طالبي جواز السفر بتاريخ أمس الأحد، وتحتها التفاصيل.

وتفاصيل ما طلبه الشعار هو “اعتماد جدول مناوبات يومي والالتزام به بما يسهل افتتاح الأبواب أمام المواطنين لاستقبال طلباتهم وإصدار جوازات سفرهم ومعاملاتهم في اليوم نفسه”، مشددا على الاستمرار بالعمل “من بداية الدوام الصباحي حتى الساعة 12 ليلاً لتحقيق ذلك” كما قال.

4 ملايين برسم المغادرة كل عام

وكانت صحيفة “الوطن” السورية أوردت في عنوانها الرئيسي بصفحتها الأولى عدد أمس الأحد، أن “ما يقرب من ألف جواز سفر يتم إصدارها يوميا من خلال فرع دمشق” وفق تأكيدها.

أما مجلة “الاقتصادي” وهي سورية أيضا وتتمتع بمصداقية، فقالت اليوم الاثنين في موقعها على الإنترنت، إن عدد الطلبات التي يتقدم بها السوريون يوميا “هو 7 آلاف طلب في دمشق وحدها”، أي ما معدله 200 ألف شهرياً، هذا باستثناء طلبات تجديد الجوازات التي انتهت صلاحيتها، ويمكن تقديرها بحوالي 250 يومياً، ما يعني أن مليوني سوري يطلبون وثائق رسمية للمغادرة كل عام، وفوقهم ما يماثلهم بالعدد ممن بإمكانهم الرحيل إلى لبنان بالهوية أو لاجئين إلى الأردن وتركيا.

وشرحت “الاقتصادي” أن من حدد الرقم هو مسؤول في “الهجرة والجوازات” ذكره قبل أيام خلال مقابلة مع “إذاعة دمشق” قائلا إن عدد الطلبات “كان قبل الأزمة بمعدل 200- 500 جواز يوميا”، طبقا لما نقلت عن لسانه. كما ذكرت أن “فرع الهجرة والجوازات” يشهد في دمشق في الآونة الأخيرة ازدحاما شديدا “حيث تصطف طوابير من الناس أمامه” بحسب وصفها.

والمعروف أن باستطاعة السوري عبور الحدود البرية إلى لبنان من دون جواز سفر، بل ببطاقة الهوية فقط، في حين لا يحتاج إلى تأشيرة ليسافر إلى إيران وتركيا ومصر والسودان والأردن واليمن وفنزويلا، فيما تمنحه ماليزيا تأشيرة صالحة لمدة 21 يوما عند وصوله إلى مطارها الدولي.

معارضون: نتائج “إنقاذ سورية” قد تمنح النظام فرصة للاستمرار بحله الحربي

روما (24 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

انتقدت شخصيات سورية معارضة مؤتمر “إنقاذ سورية” الذي عقدته هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي المعارضة أمس الأحد بمشاركة فصائل المعارضة السورية في الداخل، ورأت أن بعض مقترحات البيان الختامي للمؤتمر “ستمنح النظام السوري المزيد من الوقت وفرصاً جديدة لمواصلة حله العسكري الحربي ضد المدنيين” في البلاد

وأجمعت شخصيات معارضة التي اتخذت موقفاً من المؤتمر قبل انعقاده ولم تشارك به في تعليقات منفصلة لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء على أن “أخطر” ما نتج عن مؤتمر (إنقاذ سورية) الذي عقدته بعض قوى وتيارات المعارضة في الداخل تجلى في أولاً “مطالبة النظام والجيش الحر بإلقاء السلاح، مع أن الجيش الحر يدافع عن المدنيين فقط والنظام هو الوحيد الذي يملك الأسلحة الثقيلة ويدمر القرى والبلدات والمدن، وبالتالي من غير المعقول أن تكون المعارضة السياسية على مسافة واحدة من الطرفين” وفقاً لهذه القوى المعارضة

وأشارت ثانياً إلى أن “المبادئ الأساسية التي قُدمت للمؤتمر تضمنت اعترافاً بالجيش الحر وتبريراً لتشكيله باعتباره مؤلفاً من جنود وضباط منشقين رفضوا قتل المدنيين ومن معارضة مسلحة، بينما لم يتضمن البيان الختامي أية كلمة عن الجيش الحر”

وكانت التوصيات الختامية للمؤتمر قد رأت أن “استراتيجية الحل الأمني العسكري التي انتهجها النظام للرد على ثورة الشعب المطالب بالحرية والكرامة والديمقراطية، تسببت في تعميم العنف وخلقت بيئة ملائمة للعديد من الأجندات الخاصة”. وأضافت “لذلك يدعو المؤتمر إلى وقف العنف فوراً من قبل قوى النظام والتزام المعارضة المسلحة بذلك فوراً تحت رقابة عربية ودولية مناسبة”، لكن مبادئ المؤتمر الأساسية كانت تشير إلى أن الجيش السوري الحر هو “ظاهرة موضوعية نشأت بسبب رفض أفراد من الجيش السوري قتل أبناء شعبهم المتظاهرين سلمياً، ومن هذا المنطلق نعتبر الجيش الحر مكوناً من مكونات الثورة وعليه دعم وتعزيز وحماية الاستراتيجية السلمية للثورة” في البلاد

كما أشار المعارضون السوريون الذين لم يشاركوا في المؤتمر إلى أن البيان الختامي للمؤتمر “تجاهل المرحلة الانتقالية التي استفاضت الأوراق المقدمة إلى المؤتمر بشرحها ولم يتعرض لها بشيء واكتفى بوصف الواقع وبأمور مطلبية مثل إخراج المعتقلين والسماح بالتظاهر، دون أن يتعرض للبنية السياسية الهيكلية للمرحلة الانتقالية وللنظام المقبل” وفق تأكيدهم

وانتقدوا رابعاً دعوة المعارضة الداخلية إلى تبنّي فكرة عقد مؤتمر دولي حول سورية وقالوا “إن عقد مؤتمر دولي حول سورية، سيعطي بطبيعة الحال النظام فرصة جديدة للاستمرار بحله العسكري والحربي قد تمتد لعدة أشهر، كما سيعطي السياسة الروسية مبرراً لمنع صدور أي قرار من مجلس الأمن أو من المنظمات الدولية حول سورية، وبالتالي إدخال أطراف عديدة وتكليفها بحل المشكلة السورية، مما يستحيل معه الوصول إلى حل” حسب رأيهم

وكانت التوصيات الختامية لمؤتمر قوى المعارضة السورية الديموقراطية في الداخل قد طالبت الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي والعربي إلى “الدعوة لعقد مؤتمر دولي حول سورية تشارك فيه جميع الأطراف المعنية، وتكون مهمته البحث في أفضل السبل السياسية للبدء بمرحلة انتقالية تضمن الانتقال إلى نظام ديمقراطي تعددي” في سورية

منظمة “انقذوا الأطفال”: أطفال سوريا تعرضوا لعمليات تعذيب مروعة واعتقال وخطف

قالت منظمة دولية معنية بالدفاع عن حقوق الأطفال في تقرير جديد صدر الثلاثاء إن أطفال سوريا عرضة لعمليات ” تعذيب مروعة” واعتقال وخطف مطالبة بتوثيق هذه الانتهاكات بشكل أفضل.

واعتمد تقرير منظمة ” انقذوا الأطفال”، ومقرها بريطانيا، على روايات لأطفال في مخيمات اللاجئين على الحدود السورية تمكنوا من الفرار من الصراع الدائر في بلادهم.

وتضمن التقرير “شهادات صادمة لأطفال سوريين تعرضوا لهجمات وحشية ورأوا ذويهم وأشقاءهم وأطفالا آخرين يموتون” كما تضمن أيضا روايات “لأطفال شاهدوا وحتى تعرضوا لأعمال تعذيب”.

آثار حروق

ونقل التقرير رواية لصبي سوري يبلغ من العمر 15 عاما قال فيها إنه تعرض” للتعذيب في مدرسته القديمة التي تحولت الى مركز اعتقال لمدة 10 ايام أمضاها محروما من الطعام”.

وأضاف الصبي ” انظروا إلى هذه الحروق في جسدي، لقد أطفاوا السجائر على جسدي”.

وقال صبي آخر إنه شاهد طفلا في السادسة من عمره يموت جراء تعذيبه وحرمانه من الطعام”.

مروعة

وقالت كيت كارتر المتحدثة باسم المنظمة الدولية ” ما سمعته من هؤلاء الأطفال أمر مرعب، لقد سمعت روايات عن أطفال في سن العاشرة تعرضوا للتعذيب. أطفال آخرون في الثامنة كانوا ينقلون جثثا من تحت الأطفال بأيديهم العارية”.

أما جاسمن وايتبريد وهي مسؤولة أخرى في المنظمة فقالت إن “أعمال عنف مروعة ارتكبت بحق الأطفال في سوريا. هؤلاء الاطفال بحاجة لعناية خاصة لاخراجهم من هذه التجارب المرعبة”.

وأضافت “يجب ان تسجل شهاداتهم كي يدفع الثمن من ارتكبوا أعمال العنف بحق الأطفال”.

ودعت المنظمة غير الحكومية الأمم المتحدة إلى تسريع تحقيقها حول انتهاك حقوق الأطفال في سوريا.

خطير

وجاء التقرير تزامنا مع انطلاق أعمال الجمعية العامة الـ67 للأمم المتحدة في نيويورك التي من المتوقع أن تتطرق إلى قضايا سوريا وإيران.

كما جاء التقرير غداة، وصف المبعوث الاممي والعربي إلى سوريا الاخضر الابراهيمي الوضع هناك بأنه “خطير جدا وينحدر من سيء الى اسوأ”.

وقال الابراهيمي أمام مجلس الأمن الدولي إن السجناء يتعرضون للتعذيب بشكل روتيني.

وأوضح الإبراهيمي أنه لم يبلور خطة متكاملة للتعامل مع العنف المستشري في سوريا منذ اكثر من سنة ونصف، رغم ان لديه جملة افكار.

BBC © 2012

مقاتلون: انفجارات في موقع امني في العاصمة السورية

بيروت (رويترز) – قال ناشطون ومقاتلون ان قنابل زرعها مقاتلو المعارضة السورية انفجرت يوم الثلاثاء في مدرسة تستخدمها قوات الامن وميليشيات موالية للحكومة في العاصمة السورية دمشق.

وقال ابو معاذ وهو قائد في ميليشيا انصار الاسلام انه في تمام الساعة التاسعة و35 دقيقة انفجرت سبع شحنات ناسفة على مرتين مستهدفة مدرسة تستخدم لاجتماعات تخطيط اسبوعية بين ميليشيا الشبيحة الموالية للحكومة وضباط الامن.

وانضمت انصار الشريعة الى الانتفاضة المندلعة ضد الرئيس السوري بشار الاسد منذ 18 شهرا.

وقال سكان ان الدخان تصاعد من المنطقة في جنوب شرق دمشق. وقال مقاتلون انهم يتوقعون خسائر كبيرة في الارواح لكن لم تردهم بعد أنباء مؤكدة.

(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية)

الحرب والدبلوماسية في سوريا

* المحرر- « مجلة الإيكونومست»

الاخضر الابراهيمي، الجزائري وصانع السلام ذو الخبرة، الذي حل محل كوفي عنان بوصفه المبعوث الخاص للأمم المتحدة في سوريا، يصف مهوته الجديدة على اعتبارها «مستحيلة تقريباً». يبدو ذلك حُكماً سليماً. فنظام سوريا المحاصر، لكنه الذي لا يرحم، يرفض التحدث إلى معارضيه حتى يلقوا أسلحتهم. من جانبهم، فإن المتمردين المتفوقين، والمنقسمين لكنهم مرنون، لن يتحدثوا إلى النظام حتى يرحل بشار الأسد. بقية العالم تراقب بفزع أو إنها تغذي الصراء بهدوء، بينما البؤس يتعاظم. ففي شهر آب وحده، تضاعف عدد اللاجئين السوريين الذين يطلبون حق اللجوء السياسيّ في الخارج إلى 200,000.

لقد حاول السيد الأسد تكتيكات مختلفة للقضاء على الانتفاضة، التي تدخل الآن شهرها الثامن عشر. فقد وعد، أولاً، بالإصلاح بينما أطلقت قواته الأمنية النار على المتظاهرين السلميين. ثم زعم النظام أن كل شيء كان جيداً إلا بالنسبة لقلة من «الإرهابيين» المارقين. الآن، بعدما اعترف أنه يخوض حرباً حقيقية، يطرح السيد الأسد خياراً: إمّا أن يُقبَلَ نظامه أو إنه سيميد الأرض بمَنْ يعارضونه.

محافظ المنطقة المسؤول في داريا، وهي ضاحية للطبقة العاملة المتمردة من العاصمة دمشق، التي دُمِّرت من قبَل قوات الأسد في آب [الفائت]، زارها ـ حديثاً ـ وهو يحمل الخبز. وقد أعقب كلمة التكريم حول إعادة تموين البلدة المنكوبة تحذير صارخ مفاده، كما يقول أحد السكان: آووا المتمردين مرة أخرى وسوف سوف تُهَدَّم داريا كلياً.

مثل هذه التحذيرات تؤخذ على محمل الجد. فقناصة الجيش، والمدرعات والطائرات الحربية تضرب بلا توقف المناطق المشتبه بتعاطفها مع المتمردين. بوتيرة متزايدة أصبحت مجموعات الجثث، وهي عادة لشباب بأيد مربوطة، توجد ملقاة على الطريق في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة. ففي الخامس من شهر أيلول [الحالي]، قيل إنّ 45 جثة من هذا القبيل تمَّ استرجاعها في حادثة واحدة. وإنّ الاعتداءات الوحشية للموالين أبقت، بشكل حازمٍ، على وسط دمشق تحت سيطرة الحكومة. وقد استردت قوات الموالين رُقعاً من الأراضي في حلب، وهي ثاني المدن المتنازع عليها بشدة.

ومع ذلك، فثمة هنالك أمارات على انحسار قوة الحكومة. القيام بدفع براميل النفط المملوءة بالمتفجرات من المرحيات تشير إلى أنّ القوات الجوية نفدت منها القنابل. وقد بدأ النظام كذلك بتجنيد الاجتياطيين في الجيش، الذي استنزف من قوته القتالية، على الورق، 280 ألف رجل على شكل خسائر، وانشقاقات، وتراجع بالروح بالروح المعنوية. «لا نعرف إن كانوا في حاجة لنا أو إنهم يريدوننا بحيث لا نقاتل ضدهم»، كما يقول رجل بلغ 30 عاماً من عمره وغادر إلى لبنان بمجرد حضور البوليس ليطرق الباب في طلبه.

لكن تهديدات النظام وإصراره على التماسك قد ينجحان في بعض المناطق. وروايته حول إسلاميين مسلحين وتمرد طائفيّ أصبحت تحقق الذات، الفضل يعود بشكل كبير إلى العنف الذي يلحق على نحو كاسح بالأغلبية السورية السنية. بلعبها على مخاوف من انتقام السُّنيين، راحت الزمرة الحاكمة، الآن، توفر الأسلحة لميلشيات محلية مدافعة عن نفسها، من الأقليات الأخرى غير طائفة النظام العلوية، التي تشكل عشر السكان لكنها تسيطر على قوات الأمن. وكانت موجة غامضة من الاعتداءات التي نُسِبت من قبَل النظام إلى «إرهابيين» قد أثارت القلق في جرمانا، وهي واحدة من ضواحي دمشق مترامية الأطراف التي تضم كثيراً من المسيحيين والدروز. «بعض الناس يريدون أن يقذفوا أيديهم إلى أعلى ويقولوا: حسنٌ، أياً كان [هو الذي فعل ذلك]، نحن نريد [لهذا الأمر] أن يتوقف»، كما يقول أحد السكان المحليين.

ربما يكون السيد الأسد يشير إلى رغبته في انتشار النيران إلى الخارج، أيضاً. ففي لبنان، تشير نسخة مزعومة من استجواب الشرطة اللبنانية لميشال سماحة، وهو وزير حكومة سابق مقرب من السيد الأسد، وكان اعتُقِلَ في آب الفائت، إلى أنّضباط أمن سوريين كباراً زودوه بالقنابل بغية قتل شخصيات لبنانية سنية ومسيحية متعددة.

يتوقع مسؤولون أتراك أنّ نظام السيد الأسد سلَّم المناطق الشمالية الشرقية الكردية إلى ميليشيت مرتبطة بحزب العمال الكردستاني، وهو مجموعة من العصابات التي ظلت تقاتل القوات التركية لأكثر من ثلاثين سنة. وكان حزب العمال الكردستاني قد أنحيَ باللائمة عليه لهجوم في جنوب تركيا، في الثالث من أيلول [الحالي] ذهب ضحيته تسعة أنفار من الشرطة التركية.

مثل هذه التكتيكات المسببة للخلاف ظلت، طويلاً، سمة مميِّزة لحكم عائلة الأسد. وبرغم أنّ مقاتلي المعارضة قد نفَّروا بعض سكان المدن من المالكين، فإنهم حافظوا على دعم الكثير من سكان الريف واستمرواباستنزاف قوات الأسد. الهجمات على قوافل الإمدادات الحكومية حصرت وحدات الجيش البعيدة، والهجمات الأرضية على القواعد الجوية بدأت تدمر قوات الأسد الجوية: ثلاث من بين 27 قاعدة جوية قد لا تعود قابلة للتشغيل. المروحيات، الآن، قلّما تُشاهَد في الشمال الغربي من سوريا، الذي يسيطر عليه المتمردون؛ لأن المقاتلين لديهم الطراز من الأسلحة الذي يسقطها.

مشيرين إلى نجاحاتهم، يقول قادة المتمردين إنهم سيواصلون الضغط، بوجود المساعدة الخارجية أو من دونها. الإدارة الأميركية رخصت فريق الدعم السوري، وهو جماعة من المنفيين، لتجاهل الحظر المفرزض على الأسلحة الأميركية وتمويل مقاتلي المعارضة. أمّا القادة الغربيون فمضوا أقل تحفظاً بشأن إطلاق المساعدات. «نحن متأخرون في رؤية ذلك على اعتباره صراعاً عسكرياً فيما اللاعبون الإقليميون الآخرون يكثفون ما يفعلونه»، كما يعترف دبلوماسي غربي، مستذكراً تقارير عن شحنات تعزيز بالأسلحة للنظام من إيران. التحركات من قبَل الميليشيات المتمردة المختلفة من أجل توحيد بنية القيادة تك تشجيعها بهدوء، في إشارة على نفاذ صبر الغرب من المعارضة السياسية السورية المتنازعة.

بدلاً من الضغط في سبيل المفاوضات، قد يركز السيد الابراهيمي ـ ببساطة ـ على الحفاظ على موطئ قدم الأمم المتحدة في المستنقع السوري، بغية التوسط في وقت أكثر ملاءمة. ليس من المرجح أن تنتج تلك اللحظة من مبادرة دبلوماسية جريئة لمدة طويلة. فلا توجد إشارة من أي طرف إلى الرغبة في وقف القتال. وربما يهز تصاعد العنف حكومات خارجية فيؤدي بها إلى اتخاذ إجراءات دبلوماسية أو حتى عسكرية عاجلة. «آمل يوماً أن أرى وطني مرة ثانية»، يقول كاتب شاب مغتمٌّ في المنفى، ثم يضيف: «لكن مَنْ يعلم إذا كنتُ سأدرك ذلك».

تصورات ومراحل الخروج من الازمة بحسب مؤتمر الانقاذ

مع اعترافها بأنّ «القوى والأحزاب الوطنية والديموقراطية» هي الأكثر تأخراً بين مكونات الثورة السورية. وضعت اللجنة التحضيرية لـ«المؤتمر الوطني لإنقاذ سوريا» مجموعة أسس ومبادئ مرفقة بتصوّر الوضع الحالي والمخاطر التي تتعرض لها سوريا وسبل الخروج منها، كما قدمت ورقة عن «ملامح سوريا المقبلة».

وشدّدت اللجنة في ورقتها على إسقاط النظام بكل رموزه ومرتكزاته، بما يعني ويضمن بناء الدولة الديموقراطية المدنية. والتأكيد على النضال السلمي كاستراتيجية لتحقيق أهداف الثورة، إذ اعتبرت اللجنة أن عسكرة الثورة (بمعنى تسليح المدنيين فيها) خطر على الثورة والمجتمع، فيما رأت أنّ «الجيش الحر» ظاهرة موضوعية نشأت بسبب رفض أفراد من الجيش السوري قتل أبناء شعبهم المتظاهرين سلمياً، ومن هذا المنطلق يعتبر الجيش الحر مكوناً من مكونات الثورة «وعليه دعم وتعزيز وحماية الاستراتيجية السلمية للثورة». كما ورد «ضرورة استعادة الجيش النظامي لدوره الوطني الذي أنشئ من أجله وانتزاعه من يد السلطة، وعلى أهمية أن تكون مهمة الجيش الأساسية هي استعادة الأراضي المحتلة ومواجهة المخاطر التي تهدد أمن سوريا، والمساهمة في حماية الأمن القومي باعتبار الصهيونية العدو الرئيسي لسوريا وشعوب المنطقة.

وشملت الورقة المطروحة اعتبار «الوجود القومي الكردي جزءاً أساسياً وتاريخياً من النسيج الوطني السوري، ويجب تأكيده من خلال مبادئ دستورية واضحة وحل قضيته حلاً ديموقراطياً عادلاً في إطار وحدة سوريا أرضاً وشعباً».

ملامح سوريا الجديدة

تشير الورقة إلى أنّ«ملامح سوريا الجديدة» تتحقّق من خلال نظامٍ جمهوري ديموقراطي مدنيّ تعدّدي. ولا يجوز فيه الاستئثار بالسلطة أو توريثها بأيّ شكلٍ كان. كما تلفت إلى أنّ سوريا جزء من الوطن العربي، وتتطلّع إلى توثيق مختلف أشكال التعاون والتوحّد مع البلدان العربيّة الأخرى. كما يلتزم الشعب السوري بدعم الشعب الفلسطيني وحقّه في إنشاء دولته الحرّة السيّدة المستقلّة وعاصمتها القدس، وكذلك دعم كلّ الشعوب العربية في تطلّعاتها التحررية ومناهضة الاستبداد. وتقوم الدولة السورية على الفصل التام بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، وعلى مبدأ تداول السلطة عبر الانتخاب السرّي والحرّ، فيما يقرّ دستور جديد أُسُس النظام الديموقراطي التعدّدي والنظام الانتخابي، بحيث يضمن حق تمثيل كل أطياف الشعب السوري في السلطة التشريعيّة وكل المناطق، ويكفل حق وجود كلّ التيارات الفكرية والسياسية، دون هيمنة أحدها، ضمن قواعد تؤمّن استقرار النظام البرلماني والتداول على الأغلبية من خلال الاقتراع العام. ويصون رئيس الدولة الدستور والأمن القومي ومبدأ الفصل بين السلطات. يتمّ انتخابه بالاقتراع العام المباشر، ولا يجوز تمديد مهمّته لأكثر من فترتين رئاسيتين، مدّة كلّ منهما أربع سنوات.

«تصور الوضع الحالي» و«المرحلة الانتقالية»

انتقدت المسودة، على صعيد «تصور الوضع الحالي» و«المرحلة الانتقالية»، إصرار النظام على الحلّ الأمني والعسكري وإغلاقه أبواب الحلول السياسية. «كما أدى استخدام القوة العسكرية في مواجهة المناضلين السلميين إلى أزمة أخلاقية لدى عناصر من الجيش السوري على اختلاف رتبهم دفعتهم إلى مغادرة قطعاتهم العسكرية والتحاقهم بالعمل الثوري في ما سمي ظاهرة الانشقاق التي تطورت إلى تشكل الجيش الحرّ بشكل عفوي من هذه العناصر وعناصر مدنية جنحت إلى الحلّ العسكري.

وركزّت الورقة على ازدياد التوترات والضغوط على التمايزات الدينية والطائفية والقومية «ما يهدد الوحدة المجتمعية في البلاد»، ما زاد من شحن المشاعر الطائفية والدينية المتشددة وتحريض السوريين على قتل بعضهم بعضاً، ما سهّل دخول مجموعات محلية وإقليمية ودولية معادية للديموقراطية بأجندات دينية وطائفية ومذهبية على خط العسكرة، ما يهدد بحرف الثورة عن مسارها.

ورأت المسودة أنّ الحلّ السياسي «الذي يحقّق آمال شعبنا وتطلعاته يجب أن يمرّ بمرحلتين»، تمهد فيهما الأولى للثانية.

 إذ تنجز في المرحلة الأولى الخطوات الآتية:

1ـ وقف فوري فعلي لإطلاق النار وإعلان هدنة في كل أنحاء سوريا.

 2ـ سحب الجيش بالكامل، من جميع أماكن انتشاره، وإعادته إلى مراكز وجوده قبل 15 آذار 2011.

3ـ الإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين والمخطوفين كافة على خلفية الأحداث وغيرها.

 4ـ السماح بالتظاهر والاحتجاج السلمي دون قيد يتعلق بالزمان أو المكان أو الشعارات، وإعلان ذلك في وسائل الإعلام الرسمية.

 5ـ السماح لوسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية بالقيام بمهماتها لتغطية الأحداث في سوريا.

 6ـ العمل فوراً على إعادة المهجرين إلى بيوتهم وتقديم كل ما يلزم لتسهيل تحقيق هذا الغرض. وستعقد ورشة خاصة بإعادة البناء ومستلزمات وإعادة المهجرين والنازحين.

 7ـ استعادة النضال السلمي كاستراتيجية أساسية في النضال من أجل التغيير.

المرحلة الثانية

تبدأ المرحلة الثانية بالتفاوض بين المعارضة وممثلين عن النظام ممن لم تتلوث أيديهم بالدماء والفساد، على الخطوات والآليات الضرورية لتنفيذ انتقال آمن للسلطة، وذلك على أرضية التوافقين العربي والدولي المتجسدين بمبادرة الجامعة العربية والبيان الختامي لمجموعة العمل من أجل سوريا الصادر في جنيف.

ثانياً، تكليف شخصية وطنية معارضة يتمّ التوافق عليها بتشكيل حكومة وحدة وطنية مؤقتة تتمتع بكامل الصلاحيات الدستورية (التشريعية والتنفيذية) لقيادة الدولة تعمل خلال المدة الممنوحة لها على تنفيذ كل التدابير الضرورية لإشاعة مناخ من الديموقراطية، بما فيه إعادة هيكلة المؤسسات القائمة وحل بعض الأجهزة الأمنية وإعادة هيكلتها، وكل ما من شأنه أن يساعد على إيجاد المناخ المناسب لإجراء انتخابات حرة لتشكيل جمعية تأسيسية.

ورأت الورقة أنّه لا بدّ من مجموعة تدابير لتحقيق هذه الأهداف، وهي:

ـ إعادة هيكلة الجيش على أسس وطنية، وإيجاد الحلول المناسبة لإعادة الوحدة لمؤسساته ومعالجة الشرخ الحاصل.

ـ معالجة الفراغ الأمني وإيجاد المؤسسات الشرعية المخولة بالتعامل مع حالات الفوضى، وإشاعة الأمن والاستقرار في البلاد.

ـ تشكيل لجنة وطنية عليا هدفها إجراء مصالحة وطنية بين كل أطياف المجتمع السوري.

ـ تضع الجمعية التأسيسية، التي يتم انتخابها، دستوراً مؤقتاً للبلاد، يحدد العلاقة بين السلطات ويرسم دور كل منها، ويحدد أسس الانتخابات العامة للبلاد.

ـ تتم الدعوة إلى انتخاب مجلس نيابي ورئيس للدولة، وبهذا تنتهي المرحلة الانتقالية وينتهي عمل الحكومة المؤقتة، وتنتقل سوريا إلى المؤسسات الشرعية الكاملة وتتشكل حكومة جديدة وفقاً للأسس التي أقرّها الدستور الجديد.

كما تبنّت اللجنة التحضيرية «وثيقة العهد الوطني لسوريا المستقبل» التي أقرّت في القاهرة.

 الأخبار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى