أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة، 25 أيار 2012


هآرتس:مسؤولون سوريون كبار تعرضوا للتسمم

(يو بي أي) – قال موظفون حكوميون إسرائيليون رفيعو المستوى إن بحوزة إسرائيل معلومات موثوقة بأن مسؤولين سوريين كبار وفي مقدمتهم المسؤول عن قوات الأمن آصف شوكت صهر الرئيس بشار الأسد تعرضوا لمحاولة اغتيال من خلال تسميم طعامهم وأنهم نجوا جميعا.

ونقلت صحيفة “هآرتس”  عن الموظفين الإسرائيليين، الذين وصفتهم بأنهم ضالعون في الصورة الاستخبارية في الحلبة السورية، “بموجب المعلومات التي بحوزة إسرائيل فإن شوكت ومجموعة من المسؤولين الآخرين في حزب البعث تم تسميمهم لكن تم إنقاذ حياتهم بعد علاج طبي”.

وأضاف الموظفون الإسرائيليون ان محاولة اغتيال المسؤولين السوريين نفذها عناصر كتيبة “الصحابة” التابعة “للجيش السوري الحر” وأنها استهدفت إضافة إلى شوكت كلا من وزير الدفاع داود راجحة ووزير الداخلية محمد الشاعر ومساعد نائب الرئيس حسن تركماني ورئيس جهاز الأمن الوطني هشام بختيار والأمين العام المساعد لحزب البعث محمد سعيد بخيتان وتعرضوا للتسميم لدى تناولهم الطعام خلال اجتماع “خلية إدارة الأزمات”.

وقال موظف إسرائيلي رفيع المستوى إن “كل من تناول الطعام تم أخذه إلى المستشفى وأنقذوا في اللحظة الأخيرة على أيدي الطاقم الطبي”. وأضاف الموظف الإسرائيلي نفسه أن “الحارس الشخصي الذي دس السم في الطعام تم تهريبه إلى خارج سورية”. وتابع أنه “جرت محاولة لتسميم شوكت وباقي المسؤولين لكنها فشلت وجميع المشاركين في الاجتماع ما زالوا على قيد الحياة”.

وقالت “هآرتس” إنه في إسرائيل ينظرون إلى محاولة الاغتيال على أنها مؤشر هام على حال النظام السوري ومدى تغلغل المعارضة في الأوساط المقربة من الأسد.

وقال موظف إسرائيلي رفيع المستوى إن “التمرد في سورية لم يعد في المدن البعيدة وإنما وصل إلى قادة النظام، وليس في الساحة الخلفية وإنما أمام مدخل بيوتهم تماما، ومن شأن تنفيذ عملية اغتيال بحجم مشابه في المستقبل أن تسرع عملية انهيار النظام”. وأضاف الموظف “يوجد بحوزة المعارضة الأدوات للوصول إلى قادة نظام الأسد وتم إثبات ذلك في هذه الحالة”.

يشار الى ان سورية كانت نفت قبل يومين ما أعلنه “المجلس العسكري لدمشق وريفها” المعارض تنفيذ عملية الأحد الماضي استهدفت ستا من كبار الشخصيات الأمنية في البلاد، أعضاء في “خلية إدارة الأزمة.”

الأمم المتحدة: الجيش السوري يرتكب «انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان»

نيويورك – راغدة درغام

دمشق، بيروت، جنيف -»الحياة»، أ ف ب، رويترز – في تقرير دولي يلقي مزيدا من الضوء على الإنتهاكات في سورية، قال محققون دوليون إن الجيش النظامي وأجهزة الأمن ترتكب «معظم الإنتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان» في سورية، متهمين دمشق بمواصلة ممارسة التعذيب بما في ذلك ضد أطفال في سن العاشرة من العمر. وأعد المحققون قائمة سرية بالمسؤولين السوريين الذين يشتبه في إصدارهم أوامر بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وتم تسليمها بالفعل إلى مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي. فيما شنت قوات الأمن هجمات عنيفة أمس إدت إلى مقتل ما لا يقل عن 30 شخصا، بينهم اربعة ناشطين «تمت تصفيتهم» بعد اعتقالهم في إدلب، وأسرة كاملة قتلت «ذبحا» مع أطفالها في حماة. من ناحيته، اتهم المرصد السوري لحقوق الانسان النظام باعتقال اطفال «كرهائن» لاجبار مقربين منهم على تسليم انفسهم.

إلى ذلك وبعد جدال داخلي، وافق «المجلس الوطني السوري»، أكبر تكتلات المعارضة على استقالة رئيسه برهان غليون، التي قدمها قبل أيام، طالباً منه مواصلة مهماته إلى حين اختيار رئيس جديد في اجتماع يعقد في حزيران (يونيو) المقبل. وقرر المكتب التنفيذي إنجاز مشروع التوسعة وإعادة هيكلة المجلس الوطني وتعديل النظام الداخلي ودعوة الهيئة العامة خلال شهر.

وفي تصريحات له بعد قبول الإستقالة، قال غليون إن المجلس الوطني «لم يتمكن من ان يرقى إلى تضحيات الشعب السوري»، مشيرا إلى انه تخلى عن مهامه خصوصا بسبب «انقسامات» بين الاسلاميين والعلمانيين.

وتابع «لم نتمكن أن نرقى إلى تضحيات الشعب السوري. بالتاكيد لم نلب بالسرعة الكافية وبشكل كاف احتياجات الثورة». وافاد أن «بطء» رد المجلس ناتج عن عمله بموجب «قاعدة التوافق». كما قال «إن الصيغة الحالية هي صيغة ائتلاف عدة أحزاب أو تشكيلات سياسية تحتكر القرار ولا تعطي أي فرصة للاعضاء في المشاركة فعليا في القرار، ما أدى إلى جمود كبير». وتابع «كنا بطيئين، فالثورة تسير 100 كلم في الساعة ونحن 100 متر في الساعة، ربما بسبب عرقلة قاعدة التوافق هذه».

وفي نيويورك، طغى تقرير لجنة تقصي الحقائق الدولية المستقلة عن انتهاكات حقوق الإنسان في سورية على التقرير المرتقب صدوره اليوم عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول عمل بعثة المراقبين الدوليين في سورية (أنسميس). وقالت مصادر مجلس الأمن إن تقرير لجنة تقصي الحقائق التي أنشأها مجلس حقوق الإنسان نهاية العام الماضي «يشير الى ضرورة تحرك مجلس الأمن لزيادة الضغوط على النظام السوري لوقف العنف والتزام خطة المبعوث المشترك كوفي أنان كاملة بما فيها البدء في عملية الانتقال السياسي». وأشارت الى أن «استمرار العنف واتساع رقعته وأطرافه تستدعي دراسة رفع عدد المراقبين الدوليين في سورية في مرحلة لاحقة»، أي عند مناقشة تجديد ولاية بعثة المراقبين الدوليين «أنسميس» آخر تموز (يوليو) المقبل.

وقال الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق إن بان كي مون «شديد القلق حيال انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة في سورية، وهي انتهاكات تستلزم المحاسبة وإخضاع مرتكبيها للعدالة». وشدد حق على ضرورة «وقف العنف أولاً وبشكل كامل، وإطلاق عملية محاسبة في مرحلة تالية». وقال إن الأمين العام للأمم المتحدة «يرى أن تقرير لجنة تقصي الحقائق خطير وجدي».

وتترقب أوساط مجلس الأمن اليوم الجمعة تقرير الأمين العام للأمم المتحدة عن الوضع في سورية بناء على عمل لجنة المراقبين «وهو سيكون التقرير المكتوب الأول عن عمل البعثة ويتوقع أن يتضمن ملاحظات وتوصيات». وقالت مصادر المجلس إن تقرير بان «سيكون مبنياً على تقرير لجنة المراقبين، إضافة الى فريق كوفي أنان، وستتم مراجعته في الأمانة العامة للأمم المتحدة في نيويورك». وبحسب مصادر ديبلوماسية سيناقش مجلس الأمن تقرير بان الأربعاء المقبل في جلسة يستمع فيها الى إحاطة من كوفي أنان «بعد إنهاء زيارته الى سورية».

ووزعت لجنة تقصي الحقائق أمس تقريراً محدثاً عما وصفته «انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في سورية». وإذ تعد اللجنة تقريراً موسعاً سيصدر منتصف حزيران (يونيو) المقبل، فقد ذكرت في تقريرها الدوري أمس أن «الجيش السوري والأجهزة الأمنية ارتكبت معظم الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان»، كجزء من العمليات العسكرية أو البحث التي أجريت في المواقع المعروفة للمنشقين اوالذين حملوا السلاح، أو الذين ينظر إليهم كداعمين للجماعات المسلحة المناهضة للحكومة». وأشارت الى أن الجيش السوري استخدم «جميع الوسائل العسكرية» بما فيها القصف العنيف للمناطق المدنية. وأضافت أن «العقاب الجماعي يكون محفزا لأعمال القمع» في بعض الانتهاكات. وحصلت اللجنة على معلومات عن «أن الجماعات المسلحة المناهضة للحكومة ترتكب أيضاً انتهاكات لحقوق الإنسان».

وأشار التقرير الى «عمليات القتل غير المشروع خلال العمليات العسكرية الحكومية التي تهدف الى اجتثاث المنشقين والجماعات المسلحة المناهضة للحكومة، وعائلاتهم، والمعارضين الذين يعتبرون داعمين للمجموعات المسلحة المناهضة للحكومة».

وأضاف أن قوات الأمن استخدمت «القصف بشكل دقيق لاستهداف معاقل المعارضة، وكذلك القصف العشوائي على المناطق السكنية التي يشتبه في أنها تأوي مقاتلي المعارضة أو المناصرين» لهم. وتحدث عن «تقارير متكررة عن القتل خارج نطاق القضاء» وعن «إعدام عائلات بأكملها من أسر معارضي الحكومة».

وتضمن التقرير فقرات عن انتهاكات حقوق الطفل وعن وقوع أطفال قتلى وجرحى خلال الهجمات على الاحتجاجات وقصف المدن والقرى من قبل القوات الحكومية». وتحدث عن «تقارير عن استهداف المدارس من القوات الحكومية وادخال الدبابات إليها ووضع القناصة على اسطحها».

وقالت اللجنة إنها تلقت تقارير عن عمليات «إعدام خارج نطاق القضاء» من قبل القوات الحكومية والمعارضة على السواء. وأضافت أن لديها أدلة على أن الجماعات المسلحة المناهضين للحكومة تستخدم الأطفال كحمالين طبيين وسعاة وطباخين للوحدات في الميدان، وتوصيل الإمدادات الطبية إلى المستشفيات الميدانية».

الجعفري: بعثة سورية لدى الامم المتحدة غير قادرة على فتح حساب مصرفي في اميركا بسبب العقوبات

الامم المتحدة- رويترز- قال بشار الجعفري سفير سورية لدى الامم المتحدة إن بعثته غير قادرة على فتح حساب مصرفي في الولايات المتحدة بسبب العقوبات الاميركية على بلاده.وفي العام الماضي أغلقت بضعة بنوك اميركية بشكل مفاجىء حسابات عدد من البعثات الدبلوماسية والدبلوماسيين الاجانب بسبب التكاليف المرتفعة لمراقبة النشاط المالي لمنع غسل الاموال والدعم النقدي للانشطة الارهابية.

وأبلغ الجعفري لجنة الميزانية بالامم المتحدة انه بسبب اغلاق حسابات بعثته العام الماضي فإنها عثرت على بنك جديد في واشنطن.

واضاف قائلا “هذا البنك أغلق الان حساباتنا فجأة والوفد السوري الان ليس لديه حساب مصرفي في البلد المضيف… اننا نواجه الان صعوبات هائلة بينما نبحث عن بنك اخر. جميع البنوك التي اتصلنا بها رفضت فتح حساب لوفدنا.”

ومضى قائلا “نود ان نذكر البلد المضيف بالتزاماته فيما يتعلق بضمان بيئة مناسبة للدول الاعضاء حتى يمكن لتلك الدول الاعضاء ان تقوم بانشطتها المرتبطة بالامم المتحدة.”وحث الجعفري حكومة الولايات المتحدة والامانة العامة للامم المتحدة على ايجاد “حل سريع” للمشكلة التي قال انها تمنع بعثته من اداء وظائفها.

ولم يتسن على الفور الاتصال بالبعثة الاميركية لدى الامم المتحدة للحصول على تعقيب.

المولوي الذي أُوقف لدعمه الثورة السورية عائداً إلى مدينته بسيارة الحكومة اللبنانية

بيروت – حازم الأمين

بتاريخ 17 – 5 – 2012 تلا مندوب سورية لدى الأمم المتحدة رسالة قال فيها ان لبنان يؤوي «ارهابيين» يتوجهون تدريجاً الى سورية وسمّى أطرافاً ومناطق لبنانية قال انها تحمي هؤلاء الارهابيين وتزودهم بالمال والسلاح، ومن بين هذه الاطراف «تيار المستقبل» وجماعات سنّية لبنانية متطرفة.

في هذا الوقت قامت مجموعة من عناصر الأمن العام اللبناني بتضليل المواطن اللبناني الطرابلسي شادي المولوي، فاستدرجته الى مكتب وزير المال محمد الصفدي، وهو نائب عن مدينة طرابلس، وهناك قامت بتوقيفه بتهمة الانتماء الى جماعة «ارهابية».

واقعة التوقيف حملت على الكثير من التساؤلات، لا سيما ان الاستدراج المتعمد وغير المألوف الى مكتب الصفدي، فُسّر بداية بصفته تواطؤاً من جانب الوزير، ليتكشف لاحقاً انه احتمال فخ نُصب له كما نصب للمولوي. فالأخير ناشط في الملف السوري، هذا ما قاله أهله، واسمه ليس مرتبطاً بغير هذا الملف، ثم ان التحقيقات معه لم تفض على ما يبدو الى شيء، لا سيما ان المحققين اعتمدوا على ما في حوزتهم من وثائق قال مدير عام الأمن العام انها ضبطت بالتعاون مع «أجهزة أمن دولية»، وثبت لاحقاً انها مجرد رسائل عبر البريد الألكتروني.

لم تمض أيام قليلة على واقعتي الجعفري في مجلس الأمن والاعتقال الغريب للمولوي حتى كان استحقاق المهرجان الذي قرره الحزب السوري القومي الاجتماعي في بلدة حلبا في عكار، وهو احتفال لا يخلو بدوره من غرابة. فالحزب وفي لحظة احتقان أهلي قرر ان يحيي مناسبة مقتل عدد من ناشطيه في بلدة حلبا العكارية… ناشطيه، الذين قُتلوا بأسلوب وحشي، في 8 أيار 2008، عندما أقدم الحزب على الاشتراك مع «حزب الله» على الاستيلاء على بيروت وطرد تيار المستقبل منها. كانت المرة الأولى منذ 5 سنوات التي يقرر فيها الحزب إحياء المناسبة في عاصمة المحافظة السنية في لبنان، وهو اختار تاريخاً غير تاريخ المجزرة! وأفضى الإعلان عن إحياء الحزب مهرجاناً في حلبا الى اعلان نواب وفعاليات عكارية قريبة من تيار المستقبل قرار اقامة تجمع على بعد مئات قليلة من الأمتار عن الاحتفال القومي،

ما أفضى الى تفادي الصدام بين التجمعين. في هذا الوقت حصل صدام على حاجز للجيش اللبناني في بلدة قريبة جداً من حلبا، اذ أقدم عناصر هذا الحاجز على اطلاق النار على الشيخ احمد عبدالحي الذي كان متوجهاً للمشاركة في التجمع المناهض للقوميين في حلبا، فأردوه مع مرافقه. وهو ما دفع الجيش الى الطلب من القوميين إلغاء مهرجانهم فاستجابوا فوراً.

وفي مساء ذلك اليوم انفجر الوضع في منطقة الطريق الجديدة في بيروت، وهي المنطقة الوحيدة في بيروت التي احتفظ فيها السنّة اللبنانيين، وتيار المستقبل خصوصاً بنفوذ «ميداني» بعد ان تمكن «حزب الله» من تقويض هذا النفوذ خلال حملته العسكرية على بيروت في شهر أيار (مايو) من العام 2008. اكتشف اللبنانيون ان في هذه المنطقة، التي من المفترض انها منطقة نفوذ خصوم النظام في سورية، جماعات قريبة من ذلك النظام، على رأسها شاكر برجاوي، تحمي مراكزها بالسلاح، وأن مواجهة حصلت، كان من المفترض ان تمتد لولا «انسحاب» الجماعة المقربة من النظام السوري من المنطقة بعد إحراق مركزها.

لكن الانتقال الوقائعي «البريء» من خطبة الجعفري في مجلس الأمن الى إحراق مكتب برجاوي في الطريق الجديدة، لم تبق وقائع، فهي ترافقت مع احتقانات وصلت الى حدود انفجار ثمة قوة داخلية حالت دون حصوله. فالتوقيف المريب للمولوي تم في منطقة التبانة التي لم تكن قد هدأت جراء مناوشات واشتباكات بين شبانها وشبان الطائفة العلوية في جبل محسن المجاور. كان من المفترض ان ينعكس تجدد الاحتقان جراء عملية التوقيف، الى تجدد في الاشتباكات. ثم إن خروج السلفيين، من «اخوان» المولوي الى ساحة النور احتجاجاً على توقيفه، مثل أيضاً احتمال تفجير آخر. ولسبب ما لم يحصل الانفجار.

عكار في يوم مقتل شيخها ومرافقه وصلت الى حدود الانفجار ولسبب ما أيضاً لم تبلغه. فقد مثل حرق فتيتها الدواليب وإقفالهم الطرق الوسيلة الفضلى لامتصاص الاحتقان. ففي ذلك النهار كانت الدعوة علنية للاحتجاج غير المدني عبر إقفال الطرق، لكنّ ثمة قوة ما، غامضة أيضاً، منعت من الانزلاق الى مواجهات أهلية في عكار. لم تجر مواجهات مع الجيش اللبناني الذي قَتَل عسكريوه شيخ بلدة البيرة، ولم يقترب المحتجون من القرى العلوية في سهل عكار، والاحتجاجات التي وصلت الى مدينة طرابلس لم تصل الى شارع سورية، أي الى خط المواجهة السنية العلوية في المدينة. ومن عاين الاحتقان الذي ساد عكار وطرابلس يُدرك ان مستوى ادراك ووعي الفتية المحتجين ليس هو ما حال على الاطلاق دون حصول الانفجار، ذاك ان القابلية اليه كانت مرتفعة جداً.

الطريق الجديدة في العاصمة بيروت شهدت ذروة الاحتقان، لا بل إن انفجاراً موضعياً قد بلغه الاحتقان. لكن ما شهدته الطريق الجديدة لم يتمدد الى خارجها، فشاكر البرجاوي قوة شديدة الموضعية، وليس ورقة انفجار عام، وحلفاؤه في خارج المنطقة وصلوا لانقاذه شخصياً لا لنجدته.

من الواضح ان هناك مقاومة لبنانية للانفجار. مقاومة تشارك في ابدائها قوى لبنانية مختلفة ومنقسمة، لكنها تشعر ان القصاب الذي يقودها الى مصيرها ليس قوياً، وأن ثمة امكانية لمراوغته. ثمة اشارات كثيرة قد يصح بعضها وقد يخطئ بعضها الآخر يمكن توظيفها لتعزيز هذا الاعتقاد. ففي مقابل الوقائع الغريبة التي رافقت وأعقبت تصريحات الجعفري في مجلس الأمن، هناك أيضاً مؤشرات على فشل واضح أصاب مساعي التفجير، والوجهة التي أشّرت اليها تصريحات الجعفري. ومن هذه المؤشرات ضبط قضية شادي المولوي في حدود اعتصام متواضع للسلفيين في ساحة عبدالحميد كرامي في طرابلس، بعيداً من خط المواجهة مع العلويين. وثمة من قال ان الاعتصام أفضى الى قضاء سلفيي التبانة أياماً بعيداً من هذا الخط، مما أبعدهم عن المواجهات في تلك الأيام المحتقنة. ومنها أيضاً استجابة القوميين السوريين السريعة وغير المعهودة لطلب الجيش اللبناني الغاء مهرجانهم، وهي (الاستجابة) تُشعر المرء بأن القوميين أنفسهم كانوا يشعرون بخطورة ودقة ما هم مقدمون عليه عندما قرروا إحياء المناسبة في غير وقتها وبعد 4 سنوات من عدم إحيائهم لها.

ثم ان المرء يشعر ان عكار في يوم غضبها على مقتل شيخها انما فعلت الأمر نفسه. كان الغضب قوياً، ولم يكن ثمة امكانية لتصريفه في غير النفوس. ترددت عكار في أكل الوجبة المسمومة. كان خالد الضاهر يحمل هاتفين، في الأول يعطي توجيهات بإقفال الطرق وفي الثاني يفرغ غضبه ويضع شروطه في وجه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وفي هذا الوقت كان ضباط من قوى الأمن الداخلي يتولون الإشراف على البقاء في حدود المعادلة.

اما الطريق الجديدة التي أحرقت في يوم الغضب السنّي على الشيخ عبدالواحد مكتب شاكر البرجاوي وقطعت طريق المدينة الرياضية، فلم تتقدم خطوة واحدة باتجاه حدود الاشتباك مع الطوائف الأخرى. البرجاوي سنّي، وإقفال مكتبه يبقى في حدود الانقسامات داخل المنطقة.

يبقى ان خيارات التفجير المتعثرة هذه، والتي اختارها مهندس فقد الكثير من قدراته وكفاءاته، كلها سنية، وهي أيضاً ليست في متن «الوجدان السني». شاكر البرجاوي، والقوميون في عكار، والسلفيون في طرابلس الذين كشف اعتصامهم ان عددهم في المدينة لا يتجاوز الثلاثمئة.

مراوغة

وخيارات التفجير الهامشية هذه تدفع الى التساؤل عما أبقت الثورة في سورية من مستويات لنفوذ النظام السوري في متن الجماعات اللبنانية لا في هوامشها؟ في الأجهزة الأمنية اللبنانية السؤال عما تبقى من نفوذ في الجيش اللبناني، وفي القوى السياسية والعسكرية غير الرسمية عن «حزب الله»، وفي الاحزاب الموالية تقليدياً للنظام السوري لا بد من التساؤل عما يجول في خاطر قادتها وهم يعاينون ضعف النظام في دمشق، وهل يمكن المغامرة في تلبية مطالبه.

هناك مشهد قد يكون مبرراً لهذه المجازفة: شادي المولوي الذي اتهم بانتمائه الى جماعة ارهابية، وبالقتال في سورية، وتم توقيفه في مكتب وزير المال في طرابلس، أُفرج عنه بمجرد كفالة مالية تبلغ 500 ألف ليرة، وبُرئ من تهم الارهاب، لا من مساعدته سوريين معارضين للنظام، فعاد الى مدينة طرابلس بسيارة الصفدي الذي اختاره النظام في سورية وزيراً ومرشحاً لاحقاً لرئاسة الحكومة.

وها هو نجيب ميقاتي الرجل الذي قبل ان يترأس حكومة موالية لسورية ضارباً عرض الحائط كل الاعتبارات غير السورية (الأميركية والتركية والسعودية والقطرية)، يستقبل بنفسه وفي منزله في طرابلس شادي المولوي، الشاب المتهم بدعم الثورة في سورية، والذي أنكر كل التهم الموجهة اليه باستثناء هذه «التهمة».

أليس هذا المشهد كافياً لنغامر في اعتقاد مفاده: ان تداعياً في النفوذ السوري في لبنان بدأنا نشهد فصوله، وهو وإن كان يُعرضنا لاحتمالات الانفجار، لكنه أيضاً يُفسح للقوى المرشحة لخوضه مساحة ابتعاد ومراوغة.

واشنطن تستكشف الطرف السوري المناسب لتلقّي شحنات من الأسلحة الأميركية

    واشنطن – هشام ملحم / نيويورك – علي بردى / العواصم الأخرى – الوكالات

كشف مسؤولون اميركيون ان ادارة الرئيس باراك اوباما تعد خطة تتضمن الموافقة على شحن اسلحة من دول عربية الى بعض فصائل المعارضة السورية التي تقاتل لاسقاط الرئيس بشار الاسد.

وقال احد المسؤولين ان الجهد الاميركي يرمي الى معرفة ما اذا كان اعضاء في “الجيش السوري الحر” او مجموعات اخرى، يمكن ان تشكل اطرافاً مناسبين لتلقي الاسلحة الاميركية من اجل مقاتلة نظام الاسد، وللتأكد من ان هذه الاسلحة لن تنتهي الى ايدي “القاعدة” او “حزب الله” الذي يمكن ان يستهدف اسرائيل.

وتعبر الخطة الاميركية الجديدة التي لم توضع بصيغتها النهائية بعد، عن احباط من عدم تمكن كل ما بذل من جهود حتى الآن من اسقاط الاسد، مثل اللغة البلاغية للامم المتحدة ومجموعة “اصدقاء الشعب السوري” وخطة المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي أنان.

وستكون خطة التدقيق الاميركية في اطراف المعارضة السورية، الخطوة المتواضعة الاولى التي تقوم بها واشنطن للتأكد من ان المعارضة السورية تستعمل السلاح من اجل مقاتلة الاسد وليس من اجل تحويل الأزمة نزاعاً طائفياً شاملاً.

ووقت يعرب بعض المحللين الاستخباريين عن القلق من عدم وجود اطراف سوريين معارضين صالحين لتلقي أسلحة قتالية، بدت خطة التدقيق كأنها الفكرة التي تشير الى اقل قدر من الاعتراض في وضع معقد.

ولا يزال موقف الادارة الاميركية ان ارسال مزيد من الاسلحة الى سوريا من شأنه ان يزيد الوضع التهاباً. وصرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نيولاند: “لا نعتقد ان تسعير الأزمة هو الطريق الصحيح الذي يجب ان نسير عليه… هناك دول اخرى اتخذت قرارات اخرى. تلك هي قراراتها السيادية. ولنا قرارنا الخاص”. لكنها استدركت قائلة: “اننا نجري مشاورات مع دول مختلفة في شأن القرارات التي اتخذناها وتلك التي اتخذتها (تلك الدول)”.

ويقول المسؤولون الاميركيون في مجالسهم الخاصة انه ما دام الوضع آخذاً في التدهور، فإنه سيكون من قبيل عدم المسؤولية الا نضع ثقلنا مع دول عربية مثل المملكة العربية السعودية وقطر ودولة الامارات العربية المتحدة واخرى مثل تركيا كانت قد لمحت الى ان لها مصلحة في تسليح المعارضة.

وبحسب وكالة “الاسوشيتد برس” الاميركية، ان هذه الدول قد بدأت فعلاً شحن الاسلحة الى سوريا برضا اميركي ضمني. وقالت ان رجال اعمال من القطاع الخاص في تركيا بدأوا شحن الاسلحة الى سوريا.

واشارت الى ان حكام ليبيا الجدد تعهدوا دعم المعارضين السوريين، ولكن يبقى ان نقل هذه الاسلحة عملية صعبة، مذكرة بمصادرة السلطات اللبنانية الشهر الماضي الباخرة “لطف الله 2” التي كانت تنقل اسلحة وجهتها المحتملة المعارضة السورية.

وأوضحت ان المعارضة السورية بدأت اتصالات مع تجار السلاح في بلغاريا واليونان وجورجيا وأذربيجان.

ولاحظت أنه من دون اجراء نوع من التدقيق في من هي الجهة الصالحة لتسلم الاسلحة، تخشى ادارة أوباما ودول أوروبية ان تستخدم هذه الاسلحة ضد المصالح الغربية.

وأكدت ان شحنات من أجهزة الاتصال والمواد الطبية الاميركية هي في طريقها فعلا الى المعارضة السورية. ونقلت عن مسؤولين أميركيين ان هذه المواد يمكن ان تضاف اليها مساعدات من الاسلحة من دول مستعدة للتبرع بها.

كلينتون

وانتقدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون “وحشية النظام السوري ضد شعبه”، وقالت في مناسبة صدور التقرير السنوي لوزارة الخارجية عن حقوق الانسان في العالم، ان هذه الوحشية “يجب ان تنتهي وسوف تنتهي، لان السوريين يعرفون انهم يستحقون مستقبلا افضل”. واضافت ان نظام الاسد لا يستهدف حريات التعبير والتجمع فحسب، بل انه يقود حملة ضد ارواح المواطنين السوريين”.

واتهم التقرير النظام السوري “بالاستخدام العشوائي للقوة القاتلة لقمع التظاهرات، بما في ذلك شن الهجمات على عدد من المدن” وحرمانها المياه والخدمات الصحية”، وباستخدام “الهجمات الشاملة والاستخدام الاستراتيجي لقتل المواطنين وسائل لتحقيق الترهيب والسيطرة”.

وتطرق التقرير المتعلق بلبنان الى مضاعفات النزاع في سوريا على اوضاع حقوق الانسان في لبنان، بما في ذلك “التقارير التي تتحدث عن اختفاء او مضايقة الناشطين السياسيين السوريين” بما في ذلك اختطاف شبلي العيسمي من عاليه، الذي تعتقد عائلته انه معتقل في سوريا. واشار التقرير الى ان الناشطين السوريين الذين لجأوا الى لبنان يواجهون خطر “تعرضهم للخطف اما من أجهزة الامن السورية وإما اللبنانية. وتناول اعتقال جهاز المخابرات العسكرية اللبنانية عددا من السوريين الذين ينتمون الى عائلة جاسم، لان احدهم كان يوزع مناشير تدعو الى التظاهر ضد النظام السوري. واشار الى انه بعدما نقل أربعة افراد من هذه العائلة الى سجن رومية في آذار من العام الماضي، لم تتوافر عنهم أي معلومات اضافية.

“العنصر الثالث”

وفي نيويورك رأى ديبلوماسي غربي أن “العنصر الثالث” الذي يجري الحديث عنه في الأزمة السورية “يبدو أنه يتألف من جهاديين”. وقال إن الأسد “لن ينجو على المدى المتوسط” مما يحصل في بلاده، معرباً عن اعتقاده بان “روسيا تدرك ذلك”.

وأفاد الديبلوماسي الذي طلب عدم ذكر اسمه أنه على رغم أن “مستوى العنف انخفض” منذ انتشار أفراد مهمة الأمم المتحدة للمراقبة في سوريا “أنسميس”، فإن “مستوى العنف هذا لا يزال غير مقبول على الإطلاق”. وتحدث عن “دخول عنصر ثالث” أو “قوة ثالثة يمكن أن تكون مهمة في زيادة زعزعة الإستقرار” في سوريا، مشيرا الى أن “العنصر الثالث هذا يبدو أنه يتألف من جهاديين”. وأضاف: “لا أحد لديه أي أوهام عن التحديات والأخطار الماثلة في هذه الأزمة”. وذكر أن “البعض يتحدث عن زيادة عدد أفراد مهمة أنسميس. غير أن أي محادثات جدية لم تجر بعد لاتخاذ خطوات ملموسة في هذا الإتجاه”. وخلص الى أنه “لا يمكنني أن أرى أن الأسد سينجو على المدى المتوسط، ولا حتى الروس يرونه ناجياً على المدى المتوسط”.

ولم يستبعد أن يزور أنان دمشق “في أي وقت من أجل اطلاق عملية الحوار السياسي” بين نظام الأسد والقوى المعارضة له. ويرتقب أن يقدم أنان إحاطة جديدة الى مجلس الأمن منتصف الأسبوع المقبل.

وأكد أن مجلس الأمن لم يعر أهمية تذكر الرسالة التي قدمتها الحكومة السورية عبر مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري وادعاءاتها أن لبنان تحول مركزاً لتنظيم “القاعدة” وتهريب السلاح الى سوريا.

ولكن في دمشق، قال الاسد الذي استقبل مبعوثا ايرانيا، إن سوريا قادرة على الخروج من الازمة.

وعقد مجلس الشعب الجديد أولى جلساته وانتخب رئيسا له ونائبا للرئيس. ومعلوم ان الانتخابات التي انبثق منها هذا المجلس أجريت في 7 ايار الماضي في ظل الدستور الجديد الذي أقر “التعددية الحزبية” بعد 50 سنة من احتكار حزب البعث السلطة. لكن المعارضة قاطعت الانتخابات واعتبرتها “مهزلة” كما سخر منها الغرب. ص11

وفي تطور آخر، وافق “المجلس الوطني السوري” المعارض على استقالة رئيسه برهان غليون الذي أقر في مقابلة بوجود انقسامات داخل المجلس، وانتقد تقصير المجلس في مواكبة الثورة من الداخل.

«السفير» ترصد أحوال السوريين في محافظاتهم ومدنهم 10

حمــاه و«الأخــوان»… العلاقــة الملتبســة

طارق العبد

السؤال عن ذكريات الثمانينيات بالنسبة لأبناء العاصي، يبقى صعباً حتى على جيل ولد بعد الأزمة، إذ لم ينس الحمويون أيام الغضب الثمانيني، والتي مازال الكثيرون يحملون آثارها بحسب قول ناشط شاب، يعتبر انه من غير المنصف أن تسأل حموياً إن كان ما يزال يحمل حتى اليوم أثراً من أحداث العام 1982، والتي ذهب ضحيتها الآلاف من الأبرياء.

ويعتبر الناشط انه بالرغم من أن العالم بأسره أغمض عيونه عنها، إلا أن أعين أهلها لم تنم، وجرحهم لا زال ينزف. ويقول «اعتقد أن احد أهم دوافع الحراك في حماه المدينة هو ذكريات ما قام به النظام، وإن بحثت جيداً فستجد أن القوى الفاعلة في الحراك الشعبي في المدينة، وأهم العناصر الفاعلة على الأرض، هم أشخاص أيتام، ومن يكبرهم عمرا هم أشخاص نجوا من المجزرة».

ويقول آخر إن «رعب ما حصل انتقل إلى الأجيال كذاكرة جامعة، فنحن الذين لم نشهدها نستحضر رعبها كأننا عشناه وكأنه انتقل لنا عبر جينات الآباء والأمهات، ولا نخشى شيئاً كما نخشى أن تتكرر، لذلك ترى حماه بعد كل ضربة يوجهها لها النظام تعود وتنهض من جديد، لأنها عرفت جيدا ضريبة الركوع»، فيما يرى آخر أن «جرح الثمانينيات لا أحد ينساه.. لكننا ها هنا نعيش مع الجميع ونتناقش معهم، ونذهب ونخرج معهم، ولم نفكر يوماً إلا بالعدالة لا أكثر، لأن القتل على الهوية لن يعيد من استشهدوا في تلك الأيام، وسيؤجج صراعا ويفتح دوامة لا نهاية لها. لذلك هذا الخيار مدفون وليس له أي مقوّمات».

ويقول احد النشطاء، عن ريف حماه، الكثير «فسلمية من أكثر المدن التي دخلت الثورة من أوسع أبوابها، وهي أكثر من دحض رواية النظام بأن الثورة سلفية، أو تابعة لصبغة معينة، وهي أكثر من استقبل نازحين، وشاركت بتوزيع معونات على الجميع. أما طيبة الإمام، أو ما يطلق عليها موناليزا الثورة، المدينة الوحيدة التي كانت تنافس حمص من حيث تنظيم التظاهرات واللافتات، فان تظاهراتها تعكس صورة الوعي الحضارية، والتي يسعى لها الجميع. وكذلك مصياف عبارة عن مدينة بها جميع الطوائف، وغالبية سكانها ثائرون على النظام. وعندما بدأت الحركة تتأجج في مصياف بادر النظام إلى كبتها بسبب تواجد الكثير من العلويين هناك، لكنهم لم يصابوا باليأس وتابعوا مسيرتهم».

أبناء العاصي: قراءة الأيام المقبلة

التجمع اليومي للتظاهرات المسائية هو حدث على شباب حماه حضوره يومياً حيث ترفع الأعلام وتتشابك الأيدي في ما يسمونه بدبكة «الثورة» مع عشرات الأغاني التي تعبر عن حال الثورة بطريقتهم الخاصة. هذا ما تــشرحه على الأقل مقاطــع الفيديو التي يقوم الناشطون بتحميلها على الانترنت.

وبينما ينهمك البعض في تحميل المقاطع نسأل آخرين كيف تتوقعون مستقبل البلاد؟ يجيب أحدهم سريعا «ربما لا نتمكن نحن من قطــف ثمار هذه الثورة، ولكن المؤكد أن أبناءنا سينعــمون بحياة أفضل».

ويؤكد آخر أن «كل الاتهامات عن مشاريع التقسيم والحرب الأهلية والطائفية ستسقط، شاء من شاء وأبى من أبى، واجزم أن شيئا من هذا لن يحدث، بل سيتعايش الجميع مجدداً»، ليلفت الانتباه إلى مسألة سقوط النظام، قائلا إن «النظام سيسقط الآن أو غدا، أو بعد غد. هذا لم يعد مهماً بقدر أن نلغي الفكر البعثي الذي زرعه النظام، واعني بذلك مثلاً تقديس الأشخاص، فليس من المنطقي أن نزيل صور (الرئيس بشار) الأسد لنرفع صور رئيس المجلس الوطني برهان غليون وقبله السلفي عدنان العرعور، واليوم عناصر الجيش الحر».

حماه و«الأخوان»

ماذا عن العلاقة بين حماه وجماعة الأخوان المسلمين؟ سؤال يبدو من المهم طرحه، وبين ناشطي حماه الكثير من المتحمسين للإجابة عليه، فالضروري في هذه المرحلة، بحسب قول احدهم، إعادة تذكير العالم بحماه، المدينة التي يغلب على مجتمعها صفتا التدين والمحافظة، بانها ليست معقلاً لجماعة الأخوان المسلمين، ومن المؤكد بأن تواجد «الأخوان» في حماه اليوم لا يزيد عن تواجدهم في أي مدينة سورية أخرى، لا بل يقل.

وأضاف أن «الضربة التي وجهها النظام لحماه في الثمانينيات وما واكبها وأعقبها من حملة دعائية بغيضة، تشير للمدينة بصفتها معقل تنظيم إرهابي، ولأهلها بصفتهم إسلاميين إرهابيين، زرعت في أذهان السوريين وغير السوريين صورة مشوهة عن المدينة، ولكن الحقيقة مغايرة بشهادة التاريخ، وما عليك إلا أن تقترب لتعلم. في الحراك الشعبي الحالي، من المهم الإشارة إلى أن تنظيم الأخوان المسلمين لم يبرز ولم يكن فاعلاً أو حتى ملحوظاً، فنحن أهل المدينة، لم نهتف أو نرفع لافتات خاصة بالأخوان، ولم ننادِ إلا بما نادى به بقية المتظاهرين في كافة الأراضي السورية، لأننا لسنا أخوان مسلمين، ولكننا سوريون».

أما ناشط آخر فيعتبر أن «الأخوان بداية هم مشروع سياسي وليس دينيا، ومشروعهم الذي طرح منذ فترة ما هو إلا طرح سياسي ايجابي، يجذب الكثير ممن كان لديهم صورة خاطئة عن الأخوان». ويضيف «حماه ليست عاصمتهم كما يشير البعض. لو سألت في حماه، فستجد البعثي والاشتراكي والملحد والأخوان، وحتى الذي لا حول له ولا قوة. قد نجد عائلات في حماه تتبنى فكرهم، أو تبارك حزبهم، كما هو الحال مع عائلات أخرى تدعم التوجه الاشتراكي، فهذه هي حماه فيها الكثير ممن يتبنون الأحزاب وأفكارها، وكل شخص حر، لكنهم لا يمثلون المدينة، فحماه نوعا ما محافظة ولها تقاليدها الدينية، لكن ليس للأخوان رصيد كما يتخيل البعض، بل على العكس تماما، فالحزب الرئيس الآن هو حزب الثورة. وبعد الانتصار، سنعود إلى جامعاتنا ومدارسنا وأعمالنا، وليستلم من يستلم».

يصر علينا أهل «النواعير» على أن نبيت الليل، فالليل له شأن آخر في حماه، حسب قوله، ولكن قرار العودة إلى دمشق يغلب على محاولات إمضاء الليلة الحموية، فيسارعون لتأمين سيارة ستقلنا إلى موقع آخر، مع قرار الشمس هي الأخرى، بدء استراحتها، وإعطاء الدور لهدوء الليل، ليكمل معه الحمويون يوميات حياتهم.

«المجلس الوطني» يغرق في خلافاته .. وواشنطن «تسمح» بتسليح المعارضة

الأســد: صمـود الشـعـب سـيخـرجنـا مـن الأزمـة

أكد الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، أن سوريا قادرة، بصمود شعبها وتمسكه بوحدته، على «الخروج من الأزمة»، فيما كررت طهران «ثبات موقفها الداعم للشعب السوري في مواجهة الظروف الاستثنائية التي يواجهها». وجاء ذلك في الوقت الذي انتخب مجلس الشعب السوري الجديد، في جلسته الاولى، محمد جهاد اللحام، رئيسا له.

في هذا الوقت، غرق «المجلس الوطني السوري» في خلافاته المتواصلة. وأقر رئيسه المستقيل برهان غليون، بعد ساعات من موافقة قيادة المجلس على استقالته، بأن المجلس «لم يتمكن من أن يرقى إلى تضحيات الشعب السوري»، مشيرا إلى انه تخلى عن مهماته، خصوصا بسبب «الانقسامات» بين الإسلاميين والعلمانيين.

وكان المكتب التنفيذي للمجلس أعلن، في بيان بعد اجتماعه في اسطنبول، موافقته على استقالة غليون على أن يظل في منصبه حتى تنظيم انتخابات جديدة في 9 حزيران المقبل. ويمكن أن تفتح عملية الموافقة على الاستقالة الطريق أمام تفاقم المنافسة بين ممثلي جماعة الإخوان المسلمين وغيرهم من الشخصيات السياسية حول زعامة المجلس (تفاصيل ص 16).

وقال مسؤولون أميركيون إن واشنطن تعد خطة ستسمح بموجبها لدول عربية بتقديم أسلحة إلى المقاتلين في سوريا، فيما واصلت موسكو انتقادها عددا من الدول التي تؤكد تمسكها بخطة المبعوث الدولي والعربي كوفي انان «لكن على ارض الواقع يفعلون كل ما في وسعهم لإحباطها، والدفع بالبلاد نحو الحرب الأهلية». وجددت وزارة الخارجية الروسية المطالبة بتحقيق دولي في عمليات تهريب الاسلحة من لبنان الى الاراضي السورية.

إلى ذلك، قال مصدر مسؤول في الجامعة العربية، لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن اجتماع اللجنة الوزارية الخاصة بسوريا في 2 حزيران المقبل قد نقل من القاهرة إلى الدوحة.

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) ان الأسد تسلم رسالة خطية من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد تضمنت دعوة لحضور مؤتمر قمة دول عدم الانحياز المقرر عقده في طهران في أيلول المقبل، نقلها وزير الاتصالات الإيراني رضا تقي بور.

وأكد الأسد، خلال لقائه تقي بور في دمشق، أن «سوريا تمكنت من تجاوز الضغوط والتهديدات التي تعرضت لها منذ سنوات، وهي قادرة، بصمود شعبها وتمسكه بوحدته واستقلاله، على الخروج من هذه الأزمة».

واعتبر تقي بور أن «ما تتعرض له سوريا يأتي في إطار مخطط أوسع يستهدف المنطقة برمتها»، مؤكدا «ثبات موقف بلاده الداعم للشعب السوري، في مواجهة الظروف الاستثنائية التي يواجهها».

وأكد الأسد، خلال لقائه أعضاء المحكمة الدستورية العليا، بعد أدائهم اليمين الدستورية أمامه، «أهمية الدور المنوط بالمحكمة في ما يتعلق بدستورية القوانين ونزاهة الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وخصوصا بعد إقرار الدستور الجديد للبلاد، وبعد الانتخابات التشريعية التي جرت مؤخرا».

وعقد مجلس الشعب السوري (البرلمان) الجديد جلسته الأولى، برئاسة اكبر الأعضاء سنا عبد العزيز طراد الملحم، الذي فتح المجال للترشح لرئاسة المجلس، حيث تقدم بترشيحه كل من محمد جهاد اللحام ومجيب الرحمن الدندن. وبنتيجة التصويت انتخب اللحام رئيسا للمجلس بغالبية 225 صوتا من أصل 250. واللحام نقيب محامي دمشق وعضو في حزب البعث.

وأكد اللحام، بعد انتخابه، أن «الإصلاح نهج وفكر وعمل، وقد شرعت سوريا أبوابها لشمس تحمل فكر قائد يحب وطنه ويحبه وطنه، أثبت أن المبادئ قوة، وأن الحق ورجاله ظاهرون على الباطل وأدواته، لهذا نعاهدك يا سيادة الرئيس أن نكون كما تحب لنا أن نكون، صوتا لحق كل مواطن، أمناء على الدستور، ساعين لتطوير التشريع، آملين أن نجسد الإصلاح بخطوات عملية وأفكار إبداعية».

واشنطن وموسكو

وقال مسؤولون أميركيون لوكالة «اسوشييتد برس» إن واشنطن تعد خطة ستسمح بموجبها لدول عربية بتقديم أسلحة إلى بعض المقاتلين في سوريا. وأوضحوا أن الإدارة الأميركية ستفحص بموجب الخطة، التي لم يتم الانتهاء منها بعد، ما إذا كان «الجيش السوري الحر» ومجموعات أخرى ملائمين لتلقي أسلحة وذخائر، والتأكد من عدم وقوع هذه الأسلحة في أيدي الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة أو «حزب الله».

لكن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند كررت أن واشنطن، التي تقدم معدات «غير قاتلة» إلى المعارضين، لن تقدم مساعدة عسكرية إلى المسلحين.

وقال المسؤولون إنه يمكن الآن دمج الأسلحة التي ستقدم من دول عربية مع معدات الاتصال والمساعدات الطبية التي تقدمها الولايات المتحدة إلى المعارضة. وقال احدهم «خطوط التهريب هي ذاتها. نحن نستخدم الحمير» في إشارة إلى انه يمكن استخدام الطرق ذاتها لتهريب الأسلحة.

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن «موسكو امتنعت عن المشاركة في اجتماع كبار مسؤولي مجموعة عمل أصدقاء سوريا المعنية بإعادة بناء وتنمية الاقتصاد السوري، المنعقد في أبو ظبي، بسبب تغييب ممثلين عن الحكومة السورية».

وقال المتحدث باسم الوزارة الكسندر لوكاشيفيتش إن «روسيا تدعو إلى إجراء تحقيق في مجلس الأمن الدولي في الأنباء حول تهريب السلاح إلى لبنان لنقله إلى سوريا».

وأشار إلى إن «سوريا شهدت سلسلة من الأعمال الإرهابية. وتدل الأحداث الأخيرة في البلاد على تعزيز مواقع تنظيم القاعدة ومجموعات متطرفة أخرى قريبة منها من حيث الإيديولوجية، بالإضافة إلى ذلك يقف وراء النشاط الإرهابي عدد من اللاعبين الخارجيين، الذين يؤكدون للمجتمع الدولي علنا تمسكهم بخطة انان، لكن على ارض الواقع يفعلون كل ما في وسعهم لإحباطها، والدفع بالبلاد نحو الحرب الأهلية»، مشيرا إلى «استمرار تقديم الدعم المالي واللوجستي للعناصر المســلحة في سوريا».

ورفض المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نيسيركي الكشف عن موعد تسليم تقرير بعثة الأمم المتحدة في سوريا إلى مجلس الأمن، موضحا أن المجلس سيعقد جلسة خاصة الأربعاء المقبل لمناقشة التقرير. وواصل المراقبون الدوليون جولاتهم، وزاروا دوما في ريف دمشق وأحياء في حمص ودرعا وحلب وحماه وريفها.

ميدانيات

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيانات، «قتل 23 شخصا، بينهم عدد من العسكريين، في اشتباكات وأعمال عنف في ادلب والرستن والقصير في حمص ودير الزور ودرعا وحي القدم في دمشق».

وذكرت «سانا» ان «مجموعة إرهابية مسلحة اغتالت ضابطا برتبة مقدم وولده في جديدة الفضل بريف دمشق». وأضافت إن «عناصر أمانة جمارك العريضة في محافظة طرطوس أحبطت مساء أمس (الأول) عملية تهريب قطع أثرية إلى لبنان، وذلك أثناء تفتيش سيارة نقل ركاب صغيرة».

(«السفير»، «سانا، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)

هآرتس: فشل محاولة لإغتيال عدد من المسؤولين السوريين الكبار

تل أبيب- (يو بي اي): قال موظفون حكوميون إسرائيليون رفيعو المستوى إن بحوزة إسرائيل معلومات موثوقة بأن مسؤولين سوريين كبار وفي مقدمتهم المسؤول عن قوات الأمن آصف شوكت صهر الرئيس بشار الأسد تعرضوا لمحاولة اغتيال من خلال تسميم طعامهم وأنهم نجوا جميعا.

ونقلت صحيفة (هآرتس) الجمعة عن الموظفين الإسرائيليين، الذين وصفتهم بأنهم ضالعون في الصورة الاستخبارية في الحلبة السورية، “بموجب المعلومات التي بحوزة إسرائيل فإن شوكت ومجموعة من المسؤولين الآخرين في حزب البعث تم تسميمهم لكن تم إنقاذ حياتهم بعد علاج طبي”.

وأضاف الموظفون الإسرائيليون ان محاولة اغتيال المسؤولين السوريين نفذها عناصر كتيبة (الصحابة) التابعة (للجيش السوري الحر) وأنها استهدفت إضافة إلى شوكت كلا من وزير الدفاع داوود راجحة ووزير الداخلية محمد الشاعر ومساعد نائب الرئيس حسن تركماني ورئيس جهاز الأمن الوطني هشام بختيار والأمين العام المساعد لحزب البعث محمد سعيد بخيتان وتعرضوا للتسميم لدى تناولهم الطعام خلال اجتماع “خلية إدارة الأزمات”.

وقال موظف إسرائيلي رفيع المستوى إن “كل من تناول الطعام تم أخذه إلى المستشفى وأنقذوا في اللحظة الأخيرة على أيدي الطاقم الطبي”.

وأضاف الموظف الإسرائيلي نفسه أن “الحارس الشخصي الذي دس السم في الطعام تم تهريبه إلى خارج سوريا”.

وتابع أنه “جرت محاولة لتسميم شوكت وباقي المسؤولين لكنها فشلت وجميع المشاركين في الاجتماع ما زالوا على قيد الحياة”.

وقالت (هآرتس) إنه في إسرائيل ينظرون إلى محاولة الاغتيال على أنها مؤشر هام على حال النظام السوري ومدى تغلغل المعارضة في الأوساط المقربة من الأسد.

وقال موظف إسرائيلي رفيع المستوى إن “التمرد في سوريا لم يعد في المدن البعيدة وإنما وصل إلى قادة النظام، وليس في الساحة الخلفية وإنما أمام مدخل بيوتهم تماما، ومن شأن تنفيذ عملية اغتيال بحجم مشابه في المستقبل أن تسرع عملية انهيار النظام”.

وأضاف الموظف “يوجد بحوزة المعارضة الأدوات للوصول إلى قادة نظام الأسد وتم إثبات ذلك في هذه الحالة”.

ويشار إلى أن سوريا كانت نفت قبل يومين ما أعلنه “المجلس العسكري لدمشق وريفها” المعارض تنفيذ عملية الأحد الماضي استهدفت ستا من كبار الشخصيات الأمنية في البلاد،أعضاء في “خلية إدارة الأزمة”.

برنار هنري ليفي يصطحب معه إلى كان ثوارا ليبيين ومعارضين سوريين

باريس- (ا ف ب): في خطوة ترمز إلى “انتقال شعلة الحرية” من الثوار الليبيين السابقين إلى المعارضين السوريين الغارقين في أتون الحرب، يصطحب برنار هنري ليفي معه مساء الجمعة إلى مهرجان كان محاربين ليبيين قدامى فضلا عن معارضين اثنين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وكان الكاتب والفيلسوف الفرنسي كشف انه سيصطحب معه إلى كان مدعوين ليبيين التقى بهم العام الماضي خلال النزاع بمناسبة عرض الوثائقي الذي أعده تحت عنوان (قسم طبرق) الذي سيقدم في عرض خاص ضمن افلام القائمة الرسمية.

وبالإضافة إلى الثوار السابقين، دعا برنار هنري ليفي سوريين اثنين خرجا خفية من بلدهما عبر بلدان محاذية لينضما مساء الجمعة إلى الفريق الذي اعد الفيلم.

وامام عدسات كاميرات العالم أجمع، سيخفي الثائران السوريان وجهيهما وراء أعلام “سوريا الحرية” وهما لن يكشفا عن هويتيهما خشية اتخاذ تدابير انتقامية في حق عائلتيهما.

وقد تعارف الليبيون والسوريان على بعضهما البعض بعد ظهر الخميس في مكتب مغلق الستائر يقع في الطابق السفلي من أحد مباني حي راق في باريس، بحضور أحد مراسلي وكالة فرانس برس.

وشرح سليمان فورتيا احد ابطال الثورة الليبية في مدينة مصراتة باللغة العربية الى السوريين ان “برنار هنري ليفي كان اول من اتى الى ليبيا ويعود اليه الفضل في كل ما جرى هناك لأنه كان على علاقة جيدة بنيكولا ساركوزي” الرئيس الفرنسي السابق.

واضاف “اتمنى لكم المصير عينه، فبشار طاغية وينبغي اسقاطه (…) عائلتي كافحت طوال 36 عاما، فلا بد من التحلي بالشجاعة”.

اما هنري ليفي، فقال بالإنكليزية “اتمنى ان تنقلوا غدا في كان الشعلة الى اصدقائنا السوريين. هذا فحوى لقائنا. شعلة الحرية هي بين ايديكم وانتم ستنقلونها الى اخواننا السوريين”.

إطلاق سراح المخطوفين اللبنانيين الـ11 في سوريا ووصولهم إلى تركيا

بيروت- (يو بي اي): قال رئيس حزب الأحرار السوري إبراهيم الزغبي انه تم الإفراج عن اللبنانيين ال11 الذين خطفوا في منطقة حلب الثلاثاء الماضي، وأصبحوا الآن داخل الحدود التركية.

وأبلغ الشيخ الزغبي الذي ساهم في إطلاق سراح الرهائن “تلفزيون الجديد” في اتصال هاتفي بعد ظهر اليوم الجمعة ان المخطوفين أصبحوا في تركيا .

وأضاف”هم حاليا بعهدة السلطات التركية “.

ومن جهة أخرى قال مصدر نيابي لبناني إن رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري أبلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري في اتصال هاتفي انه تم الإفراج عن الرهائن و باتوا في تركيا.

ويشار إلى انه تم خطف اللبنانيين يوم الثلاثاء الماضي في منطقة حجيج في حلب، وهم في طريق عودتهم من زيارة العتبات المقدسة في إيران.

روسيا تتابع تحقيقات حادث إيقاف سفينة تحمل أسلحة إلى سورية.. وقلق أمريكي بشأن حالات اختفاء يقوم بها نظام بشار

غليون: المجلس ‘منقسم’ و’لم يرتق’ لتوقعات الشعب السوري

الامم المتحدة تتهم قوات النظام بإعدام عائلات بأكملها بمنازلها

دمشق ـ بيروت ـ وكالات: استمر القصف الخميس على مدينة الرستن في وسط سورية حيث سقط مزيد من القتلى، في وقت اتهمت لجنة تحقيق منتدبة من الامم المتحدة القوات النظامية السورية والمعارضة بارتكاب ‘معظم الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان’ في البلاد.

وقال محققون تابعون للأمم المتحدة في تقرير صدر الخميس إن قوات الحكومة السورية أعدمت عائلات بأكملها داخل منازلها في إطار حملة قمعية تستهدف القضاء على الانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد.

وأظهر تقرير الامم المتحدة أن قوات الأسد ومقاتلي المعارضة يرتكبون انتهاكات لحقوق الإنسان رغم اتفاق لوقف إطلاق النار سار منذ ستة أسابيع لكن الجيش وقوات الأمن مسؤولة عن أغلب الجرائم الموثقة التي ارتكبت منذ اذار (مارس). وأضاف التقرير أن الأطفال سقطوا ضحايا في كثير من الأحيان.

وذكر التقرير أن انتهاكات الحكومة شملت قصف المناطق السكنية وعمليات الإعدام والتعذيب. وتضع القوات السورية بشكل ممنهج قائمة بالأشخاص المطلوب القبض عليهم وأسماء أفراد أسرهم قبل الحصار ثم تهاجم.

وورد في التقرير أن مقاتلي المعارضة الذين أصبحوا مسلحين ومنظمين بشكل متزايد أعدموا أو عذبوا جنودا محتجزين أو موالين للحكومة.

وقال التقرير ‘أغلب الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي وثقتها اللجنة في هذا التحديث ارتكبها الجيش السوري وأجهزة الأمن في إطار عمليات عسكرية أو عمليات تفتيش تمت في مواقع معروف أنها تأوي منشقين أو مسلحين او كليهما أو ينظر لها على أنها مؤيدة للجماعات المسلحة المناهضة للحكومة.’ وأضاف التقرير أن كثيرا ما تم استهداف الأطفال بالقتل والإصابة في هجمات على احتجاجات وقصف القوات الحكومية للبلدات والقرى.

في الوقت نفسه، وافق المجلس الوطني السوري الذي يضم غالبية اطياف المعارضة على استقالة رئيسه برهان غليون وحدد موعدا لانتخاب خلف له، في محاولة جديدة لتوحيد صفوف المعارضة.

واقر رئيس المجلس الوطني السوري المستقيل في مقابلة مع وكالة فرانس برس الخميس بان ابرز تحالف معارضة ‘لم يتمكن من ان يرقى الى تضحيات الشعب السوري’، مشيرا الى انه تخلى عن مهامه خصوصا بسبب ‘انقسامات’ بين الاسلاميين والعلمانيين.

وقال غليون بعدما امضى سبعة اشهر في رئاسة المجلس ‘لم نتمكن من ان نرقى الى تضحيات الشعب السوري. بالتأكيد لم نلب بالسرعة الكافية وبشكل كاف احتياجات الثورة’.

وقال غليون الذي قبلت قيادة المجلس استقالته ليل الاربعاء الخميس ان ‘بطء’ رد المجلس ناتج عن عمله بموجب ‘قاعدة التوافق’.

وقال ‘ان الصيغة الحالية هي صيغة ائتلاف عدة احزاب او تشكيلات سياسية تحتكر القرار ولا تعطي اي فرصة للاعضاء في المشاركة فعليا في القرار، ما ادى الى جمود كبير’.

وتابع ‘كنا بطيئين، فالثورة تسير 100 كلم في الساعة ونحن 100 متر في الساعة، ربما بسبب عرقلة قاعدة التوافق هذه’، مكررا عدة انتقادات صدرت عن لجان التنسيق المحلية التي تشرف على الاحتجاجات ميدانيا.

وغليون استاذ في علم الاجتماع في جامعة السوربون في فرنسا حيث يقيم منذ نحو ثلاثين عاما. وهو معروف باتجاهاته اليسارية القومية العربية. وقد اختير رئيسا للمجلس لدى تأسيسه في تشرين الاول (اكتوبر) على اساس قدرته على الجمع بين اطياف المعارضة المتنوعة من اسلامية وليبرالية وقومية ومستقلة.

وفي دمشق، عقد مجلس الشعب السوري المنتخب حديثا اول جلسة له وانتخب محمد’جهاد’اللحام’نقيب محامي العاصمة والعضو في حزب البعث رئيسا’له. وقد قام التلفزيون السوري بنقل وقائع الجلسة مباشرة على الهواء.

على الارض، قتل 23 شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية الخميس، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد ان اربعة اشخاص ‘اعدموا ميدانيا’ على ايدي قوات النظام في احراش قرية بسامس في محافظة ادلب (شمال غرب)، بعد ان ‘اعتقلوا من منازلهم صباح الخميس’.

ودان المرصد ‘تنفيذ النظام السوري للاعدام الميداني’، معتبرا ان ذلك ‘يتعارض مع الاتفاقات والمعاهدات الدولية التي صادقت عليها الحكومة السورية والتزمت بتطبيق احكامها’.

واشار الى توثيق ‘عشرات حالات الاعدام الميداني التي نفذتها القوات النظامية السورية في محافظة ادلب في حق المقاتلين وغير المقاتلين خلال الاشهر الفائتة’.

ومن جهتها أعلنت وزارة الخارجية الروسية الخميس أنها ستتابع تحقيقا دوليا بشأن ضبط محاولة تهريب أسلحة إلى سورية.

ونقلت وكالة ‘نوفوستي’ الروسية للأنباء عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش قوله: ‘خصصت شحنة من الأسلحة التي تم العثور عليها على متن السفينة للإرسال إلى سورية لتلبية حاجة المعارضة. وسيتابع الجانب الروسي باهتمام تحقيقات هذا الحادث بما في ذلك في إطار مجلس الأمن الدولي ولجنة العقوبات التابعة لها’.

كم أعلن بيان صادر عن السفارة الأمريكية في لبنان الخميس أن الولايات المتحدة تشعر بالقلق بسبب تقارير عن حالات اختفاء سوريين في لبنان يقوم بها النظام السوري ومؤيدوه .

وقال البيان إن الولايات المتحدة تشعر ‘بقلق بالغ بسبب تقارير عن حالات اختفاء، واعتقالات لسوريين في لبنان يقوم بها النظام السوري ومؤيدوه’.

رغم إلغاء المادة الثامنة حزب البعث يهيمن على الرئاسات الثلاث بتعيين رئيس البرلمان الجديد في سورية من صفوفه

دمشق ـ ‘القدس العربي’ ـ من كامل صقر: انتخب البرلمان السوري الجديد الذي عقد أول جلسة له صباح أمس الخميس القيادي البعثي محمد جهاد اللحام رئيساً له، ليُكمل اللحام المنتمي لعائلة دمشقية متجذرة سطوة حزب البعث ـ الذي ما زال حاكماً ـ على الرئاسات الثلاث، رئاسة الجمهورية، ورئاسة الحكومة ورئاسة مجلس الشعب.

وقال مراقبون ان اسم جهاد اللحام رئيساً للمجلس كان محسوماً قبل عملية الانتخاب واستدلوا على ذلك بأن أحد المواقع الإلكترونية السورية وتحديداً موقع ‘سيريانديز’ أكد قبل يوم أن اللحام هو الأوفر حظاً لرئاسة البرلمان السوري الجديد، وما دعّم هذه الفرضية أنه وعند فتح باب الترشح لمنصب رئيس البرلمان خلال الجلسة لم ينافس اللحام سوى برلماني واحد لم يحصل سوى على ثمانية أصوات فيما حصل اللحام على 225 صوتاً، كما لفت متابعون إلى أن اللحام ألقى مباشرة بعد فوزه بالمنصب كلمة ‘عصماء’ بدا وكأنه قد أعدها في وقت سابق لهذه المناسبة.

وعلّق معارضون سوريون على صفحاتهم الشخصية على ‘الفيسبوك’ متهكمين بعد انتخاب اللحام رئيساً لمجلس الشعب بالقول: ‘فعلاً إنها تعددية سياسية!.. رئيس الجمهورية: بعثي، رئيس الحكومة: بعثي، رئيس مجلس الشعب: بعثي’.

وقالوا ان المادة الثامنة من الدستور السوري الجديد تنص على ان ‘يقوم النظام السياسي للدولة على مبدأ التعددية السياسية، وتتم ممارسة السلطة ديمقراطياً عبر الاقتراع’.

لكن في المقابل يرى مراقبون أن حزب البعث يسيطر على حوالى ثلثي البرلمان الجديد وأنه من الطبيعي أن ينتخب ممثلوه في هذا البرلمان أو يتوافقوا على رئيس بعثي للبرلمان.

توترات في طرابلس: الازمة السورية وتأثيرها على لبنان

صحف عبرية

في الايام الاخيرة وقعت صدامات عنيفة في منطقة طرابلس، المدينة الثانية في حجمها في لبنان، والواقعة في شمالي الدولة، بين المؤيدين العلويين للنظام السوري وبين المؤيدين السنة لقوى المعارضة المناهضة للسوريين. على خلفية الفرضية السائدة والتي تقول ان لبنان محصن حتى الان في وجه أحداث الربيع العربي، فاجأ هذا التصعيد العنيف العديد من المراقبين. عمليا، العكس هو الصحيح: التحولات الاقليمية المستمرة بدت ملموسة في لبنان بكل شدتها. والامر صحيح على نحو خاص بالنسبة للتأثير المحلي للازمة السورية المستمرة. تطور الاحداث في سوريا أثر على لبنان بقدر كبير، ولا سيما بسبب العلاقات الجغرافية الاستراتيجية الوثيقة على مدى السنين بين الدولتين والتي وجدت تعبيرها في المجالات الاقتصادية والسياسية.

العنف في سوريا أثر سلبا على أمن واستقرار لبنان. ليس فقط بسبب التيار غير المنقطع من اللاجئين، الذين يسعون الى ملجأ داخل حدود لبنان، بل وأيضا بسبب الاحداث المتكررة من اطلاق النار عبر الحدود من جانب الجيش السوري، اعمال الاختطاف المتكررة لمعارضي النظام السوريين، الذين يسكنون في لبنان والتصاعد في حالات تهريب السلاح عبر الحدود. فضلا عن ذلك، بسبب العلاقة الوثيقة بين اقتصاد الدولتين، فان العقوبات التي فرضت على سوريا والازمة الاقتصادية الداخلية فيها أعطت مؤشراتها في الاقتصاد اللبناني أيضا.

الازمة في سوريا أحدثت ايضا شروخا في الحكومة اللبنانية من الداخل، في شكل وقوف الاحزاب الشيعية، حزب الله وأمل، بصلابة خلف الرئيس الاسد، خلافا لرفاقهم الاخرين في الائتلاف، وعلى رأسهم رئيس الوزراء، نجيب ميقاتي، والزعيم الدرزي وليد جنبلاط اللذان اظهرا حماسة أقل بكثير تجاه حكم الاسد. الخلافات الداخلية في الائتلاف مست بشكل شديد بنجاعة الحكومة القائمة.

ومع ذلك، فنتاج ثانوي خطير للغاية للازمة السورية هو التصاعد الحالي في التوترات الطائفية. المواجهات العنيفة التي وقعت في طرابلس في الفترة الاخيرة تعرض مجتمعا متنازعا ومستقطبا، يتميز بشرخ آخذ في الاتساع بين السنة والشيعة. في وضع تدعم فيه الطائفة السنية في معظمها القوى المعارضة للاسد بينما الشيعة يقفون خلفه، فقد دهورت الازمة السورية أكثر فأكثر العلاقات السياسية العكرة ووسعت الهوة القائمة بين الطائفتين.

الجولة الاخيرة من المواجهات الطائفين اندلعت في 12 ايار 2012، في اعقاب اعتقال الاسلامي السني شادي المولوي على يد جهاز الامن العام في لبنان (GSD) . وقرر الامن العام بان المولوي كان مشاركا في دعم اعمال الارهاب ضد نظام الاسد، ادعاء ردته بقدر كبير الطائفة السنية المحلية. فقد ادعت الطائفة، من جهتها، فانه اعتقل دون وجه حق بسبب تأييده لقوى المعارضة ضد الاسد. وبالفعل، فان عددا كبيرا من السياسيين السنة تحدثوا ضد اعتقال الارهابي المزعوم وشككوا في دوافع جهاز الامن العام الذي يعتبر بشكل عام كمؤيد لحزب الله والاسد. في أعقاب الاعتقال، اندلعت موجات احتجاج في محيط طرابلس، سرعان ما تدهورت الى مواجهة مسلحة شاملة بين الطائفة السنية والطائفة العلوية وجبت حياة نحو ثمانية اشخاص.

وبينما نجح الجيش اللبناني في وقف العنف واعاد النظام الى حاله، فان التوترات الطائفية التي تجري تحت السطح في طرابلس بعيدة عن الهدوء. ناهيك عن أن انفجارات العنف المحلية من غير المتوقع أن تتدهور الى مواجهة مسلحة أوسع على مستوى وطني، فان للخلاف حول هذه الاحداث آثارا وطنية اكثر اتساعا. في الميزان العام، الاستقطاب الوطني حول الصدامات في طرابلس أكد مرة اخرى الشرخ الطائفي الداخلي. في هذا السياق يخشى المراقبون السياسيون في لبنان من اشتعال احداث عنف اخرى في البقاع اللبناني، المأهول اليوم بعدد كبير من اللاجئين السوريين.

أحداث العنف الاخيرة في طرابلس تروي قصة اخرى، قصة خلافات آخذة في الاتساع ليس فقط بين السنة والشيعة بل وايضا في داخل الطائفة السنية نفسها. ففي السنوات ما بعد الانسحاب السوري من لبنان في 2005، بدأت منظمات سلفية عنيفة وغير عنيفة على حد سواء تضرب جذورها في الدولة. وكانت هذه المنظمات متواجدة في لبنان منذ الثمانينيات وتمركزت في المناطق حول طرابلس وكذا في مخيم اللاجئين نهر البارد في شمالي الدولة، في صيدا وفي مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوبها. ومع ذلك، ففي سنوات الاحتلال السوري في لبنان، كانت المنظمات الاسلامية هذه تخضع لرقابة شديدة من المخابرات السورية، مما منعها من انتقاد الحكومة والاحتلال، وأضعف بالتالي مكانتها السياسية وقلص مستوى نشاطها.

بعد الانسحاب السوري من لبنان في 2005، سمحت قوى الرابع عشر من اذار، التي تصدرتها حركة المستقبل السنية، للمنظمات السلفية غير العنيفة بان تصبح اكثر نشاطا من ناحية سياسية واحيانا تجاهلت مظاهر التطرف لمنظمات سلفية اخرى. وبينما لم يؤيد حزب المستقبل علنا هذه المنظمات، فقد حاول بشكل غير مباشر ادراجها في صفوفه، استنادا الى جدول أعمال مشترك، يعارض سوريا وحزب الله، في مسعى لتوحيد الطائفة السنية وضمان سيطرة الحزب السياسية.

والى جانب ذلك، وعلى مدى السنين، زرعت مواجهات متكررة بين السلفيين العنيفين وبين الجيش اللبناني الشك في دور المنظمات السلفية، ولا سيما في ضوء الاثار الناشئة عن التطرف في صفوفها. مثال بارز على العنف من مصدر سلفي هو الصدام العنيف بين قوات الجيش والمنظمة السلفية الجهادية فتح الاسلام، والذي استمر لاكثر من مائة يوم، وجبى حياة اكثر من 400 شخص. ومؤخرا، وبالاساس منذ بدء الازمة السورية، يتعاظم التخوف من التأثير السياسي، المتعاظم للسلفية في اوساط الطائفة السنية.

ومع أن هذه المنظمات ليست قوية أو ذات مغزى كافٍ، كي تتحدى السيطرة السياسية لحركة المستقبل، الا انها تجمع لنفسها عددا متزايد من الموالين في لبنان. هذا الوضع بدوره يطرح مسألة التطرف المحتمل للطائفة السنية اللبنانية، مثلما وجد الامر تعبيره في الصدامات الاخيرة في طرابلس.

وأخيرا، فضلا عن التأثير الحالي للازمة السورية على العلاقات بين الطوائف المختلفة في لبنان وعلى العلاقات داخل الطوائف نفسها، في المدى الابعد، فان سيناريو انهيار النظام السوري، من شأنه أن يؤثر بشكل دراماتيكي أكثر على لبنان، ويعزز قوة ومصداقية القوى السياسية، التي تقف خلف ائتلاف 14 اذار. وبالتوازي، فان حزب الله أيضا سيتأثر من هذه التطورات الممكنة، ومع انصراف شريكه من دمشق، فانه سيفقد مالا سياسيا، قوة وشعبية. الوضع الذي سينشأ سيؤدي، أغلب الظن، الى سرقة الاوراق السياسية في لبنان، وترسيخ أحلاف سياسية جديدة.

بانديتا بارتي

نظرة عليا 24/5/2012

المعارضة السورية المتشرذمة تختار الشهر المقبل رئيسا لمجلسها الوطني

بعد قبول استقالة برهان غليون من الرئاسة

عمان – من خالد يعقوب عويس: قال المجلس الوطني السوري ممثل التيار الرئيسي للمعارضة السورية انه قبل استقالة رئيسه برهان غليون ممهدا الطريق أمام منافسة قوية بين الاخوان المسلمين ومنافسيهم السياسيين حول من يرأس المجلس.

ووصلت الصراعات الداخلية الى القمة حول المنصب الذي كان يشغله غليون استاذ علم الاجتماع السياسي وهو علماني يدعمه الاخوان والذي عرض الاسبوع الماضي الاستقالة من رئاسة المجلس الذي يضم 313 عضوا اذا تمكن الاعضاء من الاتفاق على خلف له. وتسببت الصراعات الداخلية بالمجلس الوطني السوري في اضعاف التأييد الدولي للمعارضة السورية في الوقت الذي شنت فيه قوات الرئيس السوري بشار الاسد حملة على الانتفاضة المندلعة ضد حكمه منذ 14 شهرا ويواكبها الان مقاومة مسلحة لا يبدو انها تنحسر.

ويمكن ان يكون انتخاب رئيس جديد للمجلس ضروريا لكسب الاعتراف الدولي بالمجلس الوطني السوري ويهديء مخاوف الغرب من صعود الاسلاميين كقوة رئيسية في الانتفاضة الشعبية. ويهيمن الاسلاميون بالفعل على المجلس الوطني السوري لكنهم منقسمون بين الاخوان المسلمين وفصائل أخرى. وجاء في البيان الذي أصدره المجلس في ساعة متأخرة من الاربعاء ان غليون سيظل رئيسا الى حين ‘انتخاب رئيس جديد في اجتماع للامانة العامة’ وأضاف ان الجمعية العامة للمجلس ستجتمع في وقت لاحق في اطار جهود تنظيم المجلس.

وأضاف البيان ان المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري قرر خلال اجتماع في اسطنبول أمس الاربعاء دعوة الامانة العامة التي تضم 55 عضوا للاجتماع في العاصمة التركية يومي 11 و12 يونيو حزيران لانتخاب خلف لغليون.

وقال غليون لرويترز أمس الاول انه لم يختر هذا المنصب من أجل مكاسب شخصية لكنه قبله للحفاظ على وحدة الصف. وتابع قائلا انه غير مستعد لان يكون سببا للانقسام.

وكان المجلس الوطني السوري قد انتخب غليون رئيسا له يوم الثلاثاء لكن عدة اعضاء بارزين قالوا ان اعادة انتخابه لن تساعد المجلس على الترويج لفكرة إيجاد بديل ديمقراطي للأسد.

ويقود غليون المعارضة في المنفى منذ تشكيل المجلس الوطني السوري المعارض في اب (اغسطس) 2011.

وقوض الخلاف الداخلي وغياب التماسك السياسي داخل المجلس الوطني السوري المعارض جهود المجلس لكسب اعتراف دولي رسمي به كممثل شرعي وحيد للمعارضة لنظام الأسد. (رويترز)

الإفراج عن المخطوفين اللبنانيين في سوريا

النائب عن حزب الله علي عمار (يسار) يصافح أحد اللبنانيين الذين فروا من عملية خطف على يد مسلحين سوريين

بيروت: وصل اللبنانيون الشيعة الذين كانوا مخطوفين في سوريا الى تركيا اليوم الجمعة، بحسب ما قال وزير الصحة اللبناني علي حسن خليل المنتمي الى حركة امل الشيعية لوكالة الأنباء الفرنسية.

وافاد بيان صادر عن مكتب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن هذا الاخير “تلقى اتصالا هاتفيا بعد ظهر اليوم من وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو اكد فيه ان اللبنانيين الذين كانوا مخطوفين في سوريا بخير وهم في طريقهم الى بيروت”.

وقال الخليل ان الزوار الذين خطفوا الثلاثاء لدى عودتهم من ايران عبر تركيا وسوريا “سينقلون الى بيروت اليوم”.

وذكرت قناة “اخبار المستقبل” التلفزيونية التابعة لتيار المستقبل بزعامة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، ان طائرة خاصة يملكها سعد الحريري موجودة “في مطار أضنة في تركيا وتستعد لنقل اللبنانيين الى بيروت”.

واتهمت عائلات المخطوفين “الجيش السوري الحر” بتنفيذ عملية الخطف، بينما نفى الجيش الحر ذلك.

وتتراوح اعداد اللبنانيين الذين تم اعتراضهم في منطقة اعزاز في ريف حلب القريبة من الحدود التركية وإنزالهم من الحافلات التي بقيت فيها النساء اللواتي كنّ في الرحلة، بحسب تقارير مختلفة بين 11 و13. وعمّت الاحتفالات الضاحية الجنوبية لبيروت فور ورود الخبر.

وفي وقت سابق، قال داعية إسلامي يتوسط للإفراج عن لبنانيين محتجزين رهائن في سوريا إنه سيتم الإفراج عنهم خلال ساعات. وقال الشيخ إبراهيم الزعبي لوكالة رويترز إن العملية في مراحلها النهائية “وسيفرج عنهم خلال ساعات إن شاء الله.”

وأعلن “الجيش السوري الحر في الداخل” اليوم الخميس انه “يبذل كل الجهود” بهدف العثور على اللبنانيين الذين خطفوا الثلاثاء في حلب في شمال سوريا، مجددا التاكيد أن لا علاقة لوحداته بالعملية.

وقال الناطق الرسمي باسم “القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل” العقيد الركن قاسم سعد الدين في بيان ان القيادة “تبذل كل الجهود لتحديد مكان المخطوفين والعمل على تحريرهم”. وجدد سعد الدين “النفي بقوة وجود اي مسؤولية لوحدات” القيادة و”تشكيلاتها في عملية خطف اللبنانيين”.

وأدانت القيادة “كل اعمال الخطف بغض النظر عن الجنسية او الدين او المذهب”، مشددة على “الروابط الأخوية والتاريخية مع الشعب اللبناني”. من جهة ثانية، استغربت القيادة “تورط بعض الفئات اللبنانية بأعمال موثقة ضد شعبنا وثورتنا”، مشيرة الى ان “الكثير من السوريين من أنصار الثورة في لبنان تعرضوا للاضطهاد والخطف والقتل”.

وجاء في البيان “لن نسكت بعد اليوم عن اي عمل يطال السوريين من بعض الأطراف اللبنانية، ونطالب الدولة اللبنانية بتحمل كامل مسؤولياتها في رعاية وحماية اللاجئين السوريين في لبنان”.

ويشكو ناشطون سوريون مناهضون للنظام من انهم مضطرون للعيش والتنقل “سرا” في لبنان، لانهم يشعرون باستمرار انهم ملاحقون من بعض الاجهزة الامنية ويخشون ان تقوم هذه الاجهزة بتسليمهم الى السلطات السورية.

وخطفت مجموعة مسلحة عددا من اللبنانيين الشيعة بينما كانوا في طريق عودتهم برا من زيارة لاماكن شيعية مقدسة في ايران الى لبنان عبر تركيا وسوريا. واتهمت عائلات المخطوفين “الجيش السوري الحر” بتنفيذ عملية الخطف.

ونفى الجيش الحر والمجلس الوطني السوري المعارض أي علاقة للجيش الحر في عملية الخطف، متحدثين عن “احتمال تورط النظام” في العملية. وتتضارب التقارير حول اعداد المخطوفين بين 11 و13.

وقال قائد الجيش الحر العقيد المنشق رياض الاسعد الموجود في تركيا في حديث الى صحيفة الراي الكويتية نشر الخميس “ان “مجموعة من المافيات المالية التي تشكلت اخيرا” قامت بعملية الخطف، مضيفا “ما نعرفه ان مجموعة من قطاع الطرق تتمركز على الحدود هي التي نفذت عملية خطف اللبنانيين وألصقتها بالجيش السوري الحر”.

وأعلن مسؤولون لبنانيون انهم يجرون اتصالات بدول اقليمية، وأبدوا تفاؤلهم بتحرير المخطوفين قريبا.

عشرات آلاف السوريين يتظاهرون ومروحيات تقصف بلدات قرب تركيا

أ. ف. ب

بيروت: اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان مروحيات عسكرية سورية قصفت السبت للمرة الاولى بلدات غالبية سكانها من الاكراد في منطقة اللاذقية (شمال غرب) على مقربة من الحدود مع تركيا، ما ادى الى وقوع عدد كبير من الجرحى.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس “ان المنطقة المستهدفة بالقصف الجوي تعرف باسم جبل الاكراد وهي جبلية وعرة لا تستطيع الاليات العسكرية دخولها بسهولة” مشيرا الى سقوط نحو 25 جريحا على الاقل.

واضاف عبد الرحمن ان البلدات التي تعرضت لقصف المروحيات في هذه المنطقة هي كنسبا وكبانة ومرج الزاوية والدويركة وجميعها تابعة لمحافظة اللاذقية.

وافاد المصدر نفسه “ان المروحيات كانت في السابق تكتفي بالتحليق في اجواء هذه المنطقة من دون قصف، ويرجح ان قصفها هو للتمهيد للدبابات وناقلات الجند للتقدم الى بلدات هذه المنطقة الوعرة”، مؤكدا ان “القصف يتم على اهداف محددة تتمركز فيها عناصر مقاتلة”.

في غضون ذلك، خرج عشرات الاف المتظاهرين ظهر اليوم في مناطق سورية عدة للمطالبة باسقاط النظام، في ما اطلق عليه اسم جمعة “دمشق موعدنا قريب”، بحسب ما افاد ناشطون والمرصد السوري لحقوق الانسان.

وتصدرت محافظة حلب في شمال البلاد مشهد التظاهرات للاسبوع الثاني على التوالي، اذ خرج فيها وحدها عشرات الاف المتظاهرين لا سيما في احياء صلاح الدين والشعار وبستان القصر في مدينة حلب، ومدن الباب ومنبج واعزاز في الريف، بحسب المرصد واتحاد تنسيقيات حلب.

وقال الناطق باسم اتحاد التنسيقيات محمد الحلبي إن “قوات الامن اطلقت النار على معظم التظاهرات لتفريقها”، مشيرا الى انتشار قناصة على اسطح المباني “في اجراء قلما يتخذه النظام في حلب”. وافاد المرصد عن مقتل متظاهر برصاص الامن في حي بستان القصر وجرح آخرين في حي صلاح الدين.

ورفعت لافتات في تظاهرات حلب كتب عليها “الوصول الى دمشق يبدأ من حلب”. في دمشق، خرجت تظاهرات في احياء عدة من المدينة وفي مناطق عدة من الريف. واطلقت قوات الامن قنابل مسيلة للدموع لتفريق تظاهرة حي الميدان، بحسب المرصد.

في حمص في وسط سوريا، خرجت تظاهرات في عدد من أحياء المدينة رغم القصف واطلاق النار، بحسب المرصد. واظهرت مقاطع بثت على الانترنت تظاهرة حاشدة في حي الوعر رددت فيها هتافات تضامنية مع المدن الاخرى ورفعت لافتات “من اجل تحرير فلسطين نريد اسقاط هذا النظام”.

كما شملت التظاهرات مدينتي الحولة والقريتين في حمص. في ادلب (شمال غرب)، خرجت تظاهرات في مناطق عدة من المحافظة نادت باسقاط النظام بحسب ما اظهرت مقاطع بثها المكتب الاعلامي للثورة في ادلب.

وقال الناشط في المكتب الاعلامي لادلب نور الدين العبدو عبر سكايب إن المحافظة “منتفضة اليوم بالكامل واعداد المتظاهرين اليوم تصل الى عشرات الالاف”. وسجل اطلاق نار كثيف على المتظاهرين في اورم الجوز ودركوش، فيما خرجت تظاهرات حاشدة في حاس وسرجة ومناطق اخرى.

وفي درعا (جنوب)، خرجت تظاهرات في مناطق عدة تطالب باسقاط النظام، واجهتها قوات الامن باطلاق نار اسفر عن اصابة عدد من الاشخاص بجروح في مدينة انخل، وفقا للمرصد.

كما خرجت تظاهرات حاشدة في مناطق مختلفة من مدينة دير الزور، قابلتها قوات الامن باطلاق رصاص كثيف عند دوار السبع بحرات. كما خرجت تظاهرات حاشدة في كل من البوكمال والجبيلة والشحيل والطيانة قام الامن باطلاق النار في معظمها لتفريق المتظاهرين.

في محافظة الحسكة ذات الغالبية الكردية، خرجت تظاهرات في مناطق عدة لا سيما في القامشلي وعامودا والدرباسية ورأس العين والقحطانية رفعت فيها “اعلام الثورة” الى جانب الاعلام الكردية، وهتف المتظاهرون لرحيل النظام وخروج المعتقلين وحيت المدن المنتفضة، بحسب ما افاد ناشطون في المحافظة.

مجزرة في حماه وإعدامات ميدانية في إدلب

استمرار القصف على الرستن وقوات الأمن تقوم بمداهمات واعتقالات بدمشق

بيروت: بولا أسطيح لندن: «الشرق الأوسط»

أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية أن ما يزيد عن 35 شخصا لقوا حتفهم يوم أمس الخميس نتيجة الحملة الأمنية الواسعة التي يشنّها النظام في إدلب وريف حماه وحمص ودرعا ودمشق. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أربعة مواطنين «أعدموا ميدانيا» على أيدي قوات النظام في محافظة إدلب في شمال غربي البلاد، فيما تحدثت الهيئة العامة للثورة عن مقتل ستة أفراد من عائلة واحدة في حماه وهم أم وأطفالها الخمسة الذين تتراوح أعمارهم بين أربعة أشهر وتسع سنوات.

وأفاد رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أعمال العنف التي تشنها قوات الأمن السورية طالت أمس دير الزور وريف إدلب وريف حماه كما حمص وريفها ودرعا بالإضافة إلى العاصمة دمشق وريفها. وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه «شهد يوم أمس على اشتباكات عنيفة بين منشقين والقوات النظامية في حي القدم في دمشق، فيما أجبرت قوات الأمن السورية أصحاب المحال التجارية في حي الميدان والذين كانوا يلتزمون بالإضراب على فتح محالهم بالقوة وعنوة».

وجاء في بيان للمرصد أن أربعة مواطنين قتلوا بعد أن «اعتقلوا من منازلهم وأعدموا ميدانيا في أحراش قرية بسامس في محافظة إدلب صباح يوم أمس».

وأدان المرصد «تنفيذ النظام السوري للإعدام الميداني في حق الشهداء الأربعة»، معتبرا أن ذلك «يتعارض مع الاتفاقات والمعاهدات الدولية التي صادقت عليها الحكومة السورية والتزمت بتطبيق أحكامها».

واعتبر أنه ليس من «حق السلطات العسكرية والأمنية السورية تنفيذ أحكام الإعدام الميدانية في حق المواطنين حتى لو كانوا من المقاتلين»، متحدثا عن توثيق «عشرات حالات الإعدام الميداني التي نفذتها القوات النظامية السورية في محافظة إدلب في حق المقاتلين وغير المقاتلين خلال الأشهر الفائتة».

وجدد المرصد المطالبة «بتشكيل لجان تحقيق مستقلة مشتركة محلية وعربية ودولية من قضاة مشهود لهم بالنزاهة للتحقيق في هذه الجرائم وتقديم مرتكبيها للعدالة».

من جهة ثانية، أفاد المرصد عن مقتل أربعة أشخاص آخرين في اشتباكات في المنطقة الواقعة بين قريتي دير سنبل واحسم في إدلب بين القوات النظامية ومجموعات منشقة بعد منتصف ليل الأربعاء الخميس.

بدورها تحدثت الهيئة العامة للثورة عن مقتل ستة أفراد من عائلة واحدة في حماه وهم أم وأطفالها الخمسة الذين تتراوح أعمارهم بين أربعة أشهر وتسع سنوات. وقالت الهيئة في بيان وثقت فيه أسماء الضحايا إن «مجزرة جديدة» جديدة وقعت على أيدي قوات الأمن والشبيحة «التي قامت باختطاف هذه العائلة أثناء عودتها من الغاب إلى حماه قبل يومين، ويوم أمس تم العثور عليهم في مصياف وقد قضوا ذبحا بالسكاكين».

وفي العاصمة السورية قال الناشطون إن قوات الأمن اقتحمت حي التضامن وشنت حملة دهم واعتقالات. وتشهد مناطق المهاجرين وأبو رمانة والمالكي بدمشق، وبحسب ناشطين انتشارا أمنيا مكثفا، خصوصا في الطرق المؤدية إلى مبنى البرلمان، ورصد تحليق مروحي متكرر في سماء العاصمة.

كما قتل شخص بعد منتصف ليل الاربعاء الخميس في إطلاق نار. كما قتل نحو تسع عناصر من قوات الجيش النظامي في ريف دمشق في داريا ووجدت جثثهم صباح أمس ملقاة في بساتين الزيتون بين داريا وصحنايا، وقال ناشطون إن خمسة من عناصر القوات النظامية قتلوا أثناء اقتحام حي القدم يوم أمس، ووقوع اشتباكات مع الجيش الحر، جرى بعدها إرسال تعزيزات أمنية وعسكرية قامت بتمشيط المنطقة بين بساتين القدم باتجاه داريا وصحنايا.

وقال ناشطون إن مدينة الحراك في محافظة درعا تعرضت أمس لقصف سقط فيه عدد من الجرحى وذلك إثر انشقاق بصفوف قوات الجيش النظامي. كما شهدت درعا البلد إطلاق نار كثيفا من رشاشات قوات النظام على الحواجز وذلك على أثر انشقاق بعض عناصر الجيش وفق الهيئة العامة.

وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن أن قرى جبل الأكراد في ريف اللاذقية تعرضت لقصف مماثل. كما سُمع دوي إطلاق نار وأصوات انفجارات ترافقت مع انتشار أمني وحملة اعتقالات بمنطقة الحسة بريف اللاذقية.

أما فيما خص حركة المراقبين الدوليين، فقالت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» إن وفدا من المراقبين الدوليين زار أمس مدينة دوما بريف دمشق، فيما زار وفد آخر أحياء الخالدية والقصور والشماس وفرع منظمة الهلال الأحمر بحمص.

وبينما زار وفد مدينة درعا والتقى محافظها، زار آخر منطقة حيان وجامعة حلب وخان العسل بمحافظة حلب، بحسب «سانا».

إلى ذلك استمر القصف يوم أمس الخميس على مدينة الرستن في وسط سوريا وقتل ثلاثة أشخاص بسقوط قذيفة هاون عند الفرن وجرح آخرون، وبعد ساعات وصل فريق من المراقبين الدوليين إلى مكان وقوع القذيفة، للاطلاع على الأوضاع هناك. ويتمركز عدد كبير من عناصر الجيش الحر بينهم ضباط برتب رفيعة في الرستن المحاصرة منذ أشهر. وقد حاولت القوات النظامية اقتحامها مرات عدة منذ سيطرتها على حي بابا عمرو في مدينة حمص مطلع مارس (آذار)، كان آخرها في 14 مايو (أيار) قتل خلالها 23 عسكريا.

وفي محافظة دير الزور، قتل فجر الخميس شاب في إطلاق نار من القوات النظامية التي اشتبكت مع منشقين في مدينة القورية، ما أسفر أيضا عن مقتل عنصر في القوات النظامية.

وفي مدينة النبك في منطقة القلمون توترت الأوضاع الأمنية على خلفية اختطاف طفلين على طريق النبك – يبرود، خلال توجههم إلى مدرسة البيان الخاصة في يبرود صباح يوم أمس، كما تحدثت مصادر محلية عن قيام مسلحين باعتراض طريق باص للطلبة عند ريماس مول تم إيقافه وتم الاستيلاء على المصاغ الذهبي للمدرسات والموبايلات وخطف طالبين من مدينة النبك. وخرج مئات من آهالي النبك واعتصموا في ساحة المخرج للمطالبة بالإفراج عن المختطفين. ويشار إلى أن عصابات سرقة ونهب وسلب مسلحة تنشط بشكل كبير في منطقة القلمون.

وفي حمص شنت قوات الأمن والجيش النظامي حملات مداهمة وتفتيش واعتقالات في حي دير بعلبه هي الأولى من نوعها منذ سيطرة القوات النظامية على الحي، حيث تم تفتيش أكثر من خمسين منزلا واعتقال نحو 150 شخصا من الأهالي.

وزير الخارجية الفرنسي: قلقون من امتداد الأزمة السورية إلى لبنان

مصادر فرنسية رسمية: ثمة «خطوط حمراء» في لبنان

باريس: ميشال أبو نجم

ولى الزمن الذي كان يعبر فيه المسؤولون الفرنسيون عن «إعجابهم» بوعي اللبنانيين الذين استطاعوا أن يبعدوا عن لبنان تأثيرات الأزمة السورية. وبدلا من ذلك، جاء أوان التعبير عن «القلق» والتحذير من «المنزلق الخطر» الذي ينحدر إليه الوضع اللبناني مع التفجيرات الأمنية المتنقلة من الشمال إلى بيروت ومنها إلى البقاع.

وتعي باريس خطورة الوضع اللبناني وتعمل على تدارك ما تستطيع تداركه عبر اتصالاتها الدولية والعربية والإقليمية، ناهيك عن تواصلها المستمر مع كل مكونات الطبقة السياسية اللبنانية بما فيها حزب الله.

وتستطيع باريس الاعتماد على معرفتها العميقة لتفاصيل الوضع اللبناني. ففي وزارة الخارجية، عين السفير السابق في بيروت دوني بيتون مديرا لمكتب الوزير لوران فابيوس بحيث يكون عين الوزير وأذنه على كل الملفات السياسية. وأمضى بيتون وهو يجيد اللغة العربية بطلاقة، ثلاث سنوات سفيرا لبلاده في بيروت، حيث أظهر دينامية واضحة واستطاع أن يقيم شبكة واسعة من العلاقات مع كافة الأطراف. وخلفه في منصبه باتريس باولي، المدير السابق لإدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية. والسفير باولي الذي وصل حديثا إلى بيروت يتمتع بمعرفة عميقة لشؤون لبنان والعالم العربي وهو أيضا يجيد اللغة العربية بطلاقة.

وتتفهم باريس التي التزمت حتى الآن موقفا متشددا من الأزمة السورية، وضع لبنان الدقيق «النائي بنفسه» عن الأزمة السورية، أنه عندما كان لبنان عضوا «مؤقتا» في مجلس الأمن الدولي أو في إطار الجامعة العربية. لكن مصدرا فرنسيا رفيعا قال إن ثمة «خطوطا حمراء» لا يمكن لفرنسا التخلي عنها في تعاطيها مع الوضع اللبناني ببعده السوري وذكر منها اثنين: تسليم لبنان اللاجئين السوريين إلى السلطات السورية ودخول الجيش السوري إلى الأراضي اللبنانية.

وحتى الآن، لم يظهر من الحكومة الفرنسية الجديدة ما يدل على حصول «تغيير ما» في كيفية تعاطيها مع الملف اللبناني باستثناء استشعارها باقتراب المخاطر منه ودعوتها اللبنانيين إلى التحاور سبيلا لتطويق ما يمكن تطويقه.

وأمس، قال وزير الخارجية لوران فابيوس عقب لقائه رئيسة الشيلي السابقة ميشال باشليه، إن بلاده «تنظر بكثير من القلق إلى تأثيرات المأساة السورية على لبنان»، معربا عن أمله في ألا تصل «عدوى الدراما السورية العميقة» إلى لبنان.

وسيكون الوضع السوري موضع تباحث في باريس بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند خلال زيارة الأول إلى العاصمة الفرنسية بداية الشهر المقبل. وما زالت فرنسا تراهن على احتمال أن يتغير موقف موسكو من مجمل المسألة السورية، حيث إنها ترى أن موسكو «ليست متمسكة بالمطلق» بالنظام السوري الحالي، وأنه «سيحين الوقت الذي ستكون فيه روسيا جاهزة» للنظر في الحلول البديلة.

وتريد باريس أن تكون روسيا، التي صوتت على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2043 الداعم لخطة المبعوث الدولي – العربي كوفي أنان، مستعدة لـ«استخلاص النتائج» من فشلها، وبالتالي البحث عن حلول «بديلة». وقال فابيوس، إنه سيلتقي أنان «قريبا جدا».

وأمس، قالت الخارجية الفرنسية، إن باريس «تقف إلى جانب السلطات اللبنانية في سعيها للحفاظ على السلم الأهلي وتهدئة التوترات القائمة». ورحبت الخارجية بـ«الخطاب المسؤول» للقادة السياسيين اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم وإجماعهم على الدعوة إلى التهدئة.

الأمم المتحدة: قوات الحكومة مسؤولة عن معظم الانتهاكات وأعمال العنف في سوريا

قانوني في المجلس الوطني لـ«الشرق الأوسط»: ننتظر قرارا من مجلس الأمن تحت الفصل السابع لوقف حمام الدم السوري

بيروت: ليال أبو رحال واشنطن: هبة القدسي

على الرغم من تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، وتصريحات مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية لسوريا، كوفي أنان، بانخفاض مستوى العنف في سوريا منذ إعلان وقف إطلاق النار في 12 أبريل (نيسان) الماضي، فإن تقريرا صدر الخميس من لجنة محققين تابعين للأمم المتحدة أكد استمرار العنف ووقوع انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في سوريا منذ مارس (آذار) الماضي، بما في ذلك القصف العنيف والتعذيب والإعدامات في إطار العمليات العسكرية.

وألقى التقرير، الذي كان عنوانه «انتهاكات حقوق الإنسان الخطيرة»، المسؤولية على قوات الأمن السورية التي تطارد معارضي الحكومة وتحاصر القرى وتفتش المنازل بحثا عن المعارضين. كما ألقى المسؤولية أيضا على مقاتلي المعارضة، وأشار إلى قيام المعارضة باختطاف وتعذيب رهائن. ورصد التقرير انتهاكات لقوات الحكومة السورية تشمل قتلا غير مشروع، وتعذيبا وسوء معاملة واعتقالا تعسفيا وانتهاكا لحقوق الأطفال وتعرضهم للتعذيب لإجبارهم على الاعتراف على تورط ذويهم في المعارضة أو مساعدة الجيش السوري الحر، إضافة إلى عدم قدرة الأطفال المصابين على تلقي المساعدات الطبية خوفا من تعرضهم للضرب في المراكز العلاجية.

وأكد التقرير مقتل 207 سوريين خلال شهري مارس وأبريل، مؤكدا أن هدنة وقف العنف التي أقرتها الأمم المتحدة لم يلتزم بها أي من الجانبين. وانتقد التقرير استهداف الأطفال في الهجمات والاحتجاجات وقصف القوات الحكومية للقرى والمدن الصغيرة، مشيرا إلى أن قوات الأمن الحكومية استخدمت قوة فتاكة مع المتظاهرين في حلب ودمشق ودرعا وحماه وحمص وإدلب وعدة قرى في أنحاء البلاد، والي وقوع جرائم قتل غير مشروعة خلال العمليات العسكرية التي تستهدف القضاء على المنشقين والجماعات المعارضة وأسرهم.

وقال التقرير إن أغلب الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي وثقتها اللجنة ارتكبها الجيش الحكومي السوري وأجهزة الأمن في إطار عمليات عسكرية وعمليات تفتيش في مناطق تؤوي منشقين أو مسلحين أو أحياء بها جماعات مؤيدة للمعارضة ومناهضة للحكومة. وأشار التقرير إلى ظهور «نمط واضح» في قيام القوات الحكومية بقتل المعارضين بقصف دقيق أو قصف عشوائي وإعدام عائلات بأكملها في بيوتها. واستشهد التقرير بإعدام عائلة العقيد رائد الأسعد، وقيام القوات الحكومية بتطويق الحرم الجامعي في حلب وإطلاق الغاز المسيل للدموع واعتقال الطلبة المتظاهرين.

وأوضح الخبير البرازيلي باولو بينيرو، رئيس فريق المحققين بلجنة الأمم المتحدة، أن القوات السورية لم تسمح لفريقه بالدخول إلى سوريا، واستند في تقريره إلى مقابلات تمت مع أكثر من 200 شخص من الضحايا والشهود. وأكد بينيرو قيام اللجنة بإعداد قائمة بأسماء المسؤولين السوريين الذين يشتبه في إصدارهم أوامر بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وتقديم تلك القائمة إلى مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، لتقديم ملف كامل عن تلك الانتهاكات إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وفي تعليق على مضمون التقرير، قال مدير المكتب القانوني في المجلس الوطني السوري، الدكتور هشام مروة لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «التقرير لا يحمل جديدا وسبق أن أكدت مضمونه تقارير أخرى صادرة في وقت سابق عن الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية عالمية، تحدثت عن جرائم ارتكبها النظام السوري، أقل ما يقال فيها إنها جرائم ضد الإنسانية».

وشدد على أن «المطلوب اليوم أن تقوم الأمم المتحدة ومجلس الأمن بمبادرة إيجابية، تتمثل في أن يصدر قرار جديد، وليس توصية أو تمنيا، تحت الفصل السابع من أجل وقف حمام الدم اليومي في سوريا ومحاسبة النظام السوري على جرائمه ضد الإنسانية، بعدما لم يتقيد باحترام مبادرة أنان».

وأعرب مروة عن اعتقاده بأن «لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة ما كانت لتصدر تقريرا مماثلة لو لم يكن لديها جرائم موثقة بالكامل»، مؤكدا «عمل المجلس الوطني على الضغط لتحويل هذه الملفات الموثقة والتقارير والأدلة القاطعة حول جرائم النظام إلى المحكمة الدولية لمحاسبة المرتكبين عن أفعالهم».

وكانت منظمة «هيومان رايتس ووتش»، قد اتهمت في تقرير أصدرته منتصف شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي «74 قائدا ومسؤولا في الجيش وأجهزة المخابرات السورية بالمسؤولية عن إعطاء الأوامر بعمليات القتل الموسعة والتعذيب والاعتقالات غير القانونية ضد السوريين»، مطالبة بـ«إحالة المسؤولين إلى المحكمة الجنائية، وفرض العقوبات على المسؤولين المتورطين في الانتهاكات». وقالت المنظمة إنه «مهما حاول الرئيس السوري بشار الأسد أن ينأى بنفسه عن المسؤولية وعن قسوة حكومته الغاشمة، فإن زعمه بأنه لم يأمر بالقمع لا يعفيه من المسؤولية الجنائية».

رئيس حزب أحرار سوريا: قصف الجيش السوري للمنطقة يحول دون إطلاق سراح المعتقلين اللبنانيين

الجيش الحر: قطاع طرق ومسلحون هم من خطفوا الزوار اللبنانيين في حلب

بيروت: «الشرق الأوسط»

لا تزال الاتصالات اللبنانية جارية على أكثر من صعيد لتوضيح مصير 12 لبنانيا تحتجزهم جماعة سورية غير معروفة، فيما قال الشيخ إبراهيم الزعبي، رئيس حزب أحرار سوريا، إن المخطوفين سالمين وبخير، وإنه يسعى لإطلاق سراحهم، لكن قصف الجيش السوري للمنطقة يحول دون ذلك حتى الآن. وكشف أن الخاطفين سيذيعون شريطا مرئيا أو صوتيا للمخطوفين قريبا لإظهار أنهم في حال جيدة. وقال إن الخاطفين يريدون تسليم المخطوفين للسلطات اللبنانية.

واختبر العمال السوريون خلال اليومين الماضيين أقصى درجات الحذر والخوف في ضاحية بيروت الجنوبية، تحسبا لأي أعمال ثأرية تمارس بحقهم من قبل مجموعات غاضبة نتيجة اختطاف 11 لبنانيا في ريف حلب قبل يومين. وعملت القوى السياسية الفاعلة في المنطقة، وتحديدا حزب الله وحركة أمل، على تهدئة الشبان الذي توعدوا بالرد على اختطاف اللبنانيين، عبر الاعتداء على العمال السوريين.

وشهدت المنطقة، حتى ساعات متأخرة من ليل الثلاثاء والأربعاء، تحركات كثيفة لمسؤولين من حزب الله وحركة أمل، في محاولة لامتصاص غضب الشارع، وثني الشبان الذين تربطهم صلات قرابة ومعرفة بالمختطفين اللبنانيين، عن التعرض لأي سوري مقيم في المنطقة، وذلك بعد الاعتداء الذي تعرض له اثنان منهم على طريق المطار ليل الثلاثاء، فور شيوع خبر اختطاف الزوار العائدين من إيران.

وأتت تلك التحركات بعد إعلان أفراد من عائلات المخطوفين، عبر شاشات التلفزيون، أنهم سيردون على اختطاف ذويهم «إذا لم يتم إطلاق سراحهم عاجلا»، متوعدين العمال في المنطقة بالثأر. وقالت مصادر معنية بالتهدئة لـ«الشرق الأوسط» إن «جهودا حثيثة تُبذل على هذا الصعيد، منعا لتوتر الشارع، وحفظا للسوريين في لبنان الذين لا ناقة لهم ولا جمل بما حصل في ريف حلب»، مشيرة إلى أن التهدئة «تتضمن إطلاع أهالي المختطفين على سير العملية التفاوضية لإطلاق سراحهم». وفي حين لم يُسجل أي اختراق للمساعي الرامية إلى حماية العمال السوريين في ضاحية بيروت الجنوبية، كشفت معلومات في منطقة الزهراني في جنوب لبنان أن «مجهولين أقدموا فجر أمس على إلقاء إصبع ديناميت على مجمع سكني كبير يقطنه عمال سوريون في منطقة العاقبية في جنوب لبنان»، مشيرة إلى أن «الانفجار لم يؤد إلى وقوع إصابات واقتصرت أضراره الطفيفة على الماديات».

ولفتت مصادر أمنية لموقع «لبنان الآن» الإلكتروني إلى أن «الانفجار أحدث حالة من الهلع في صفوف العمال السوريين الذين يعملون في المنطقة ويقيمون في هذا المجمع منذ سنوات حتى بات يعرف باسم (مجمع سوريا) بين أبناء المنطقة»، مرجحة أن تكون الحادثة أتت ضمن إطار «ردود الفعل الغاضبة على خلفية اختطاف اللبنانيين في حلب بسوريا»، من دون أن تنفي احتمال «دخول (طابور خامس) على خط التوتير». وأكدت المصادر أن «الأجهزة المعنية باشرت تحقيقاتها في الحادث للوصول إلى معرفة المرتكبين وتوقيفهم».

من ناحية ثانية، أكد عمال سوريون في الضاحية الجنوبية «إننا نمارس الحذر الشديد في هذه المرحلة، منعا لأن نتعرض لأي حادث». وقال أحدهم من محافظة دير الزور لـ«الشرق الأوسط»، إن السوريين المقيمين في مناطق صبرا والغبيري وبرج البراجنة الواقعة داخل الضاحية وعلى تخومها «لا يخرجون مساء، خوفا من عمليات ثأر واعتداءات عليهم»، فيما «التزم آخرون منازلهم، ولم يلتحقوا بالورش التي يعملون فيها، ريثما يُفرج عن اللبنانيين المختطفين». وأكد أن تلك الإجراءات الاحترازية الشخصية «اتخذناها بغرض الابتعاد عن المشهد الغاضب، والذي يترجم بقطع الطرقات بالدواليب المشتعلة حينا وبتوعد السوريين حينا آخر بالثأر».

وفي سياق متابعة المختطفين اللبنانيين في حلب، لم يُسجل أي جديد على صعيد الإفراج عنهم، خلافا للوعود التي قُدمت بأن إطلاق سراحهم سيكون خلال ساعات.

وأكد الأمين العام لحزب الأحرار السوري، الشيخ إبراهيم الزعبي، أن «وجود الشبيحة والأمن السوري والدبابات المنتشرة يحول دون الإفراج عن اللبنانيين المخطوفين» بسوريا. وقال في حديث تلفزيوني إن «المختطفين اللبنانيين هم في الداخل السوري ولو كانوا في تركيا لكانوا أصبحوا في لبنان»، مشددا على أن «النظام السوري هو من يحول دون تسليمهم إلى ذويهم».

وأشار الزعبي إلى أنه «لا مطالب حتى الآن للخاطفين»، لافتا إلى أنهم «مجموعة عشوائية وغير منظمة وليست تابعة لأحد لا للجيش السوري الحر ولا لحزب الأحرار السوري، كما ادعت بعض الصحافة اللبنانية، ولا تخضع لأي آيديولوجية». وطالب الزعبي بإيجاد «ممرات آمنة سرية ليخرج هؤلاء اللبنانيون»، معتبرا أن «النظام لا يمكن أن يتسلمهم لأنه غير أهل لذلك»، مطمئنا إلى أن «المحتجزين في أمان».

من جهته، أكد وزير الخارجية اللبنانية عدنان منصور أن «الاتصالات لا تزال جارية على مستوى رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي ورئيس الحكومة بما يتعلق بموضوع المختطفين»، مشيرا إلى أن «هناك متابعة لهذا الملف مع الجهات المختصة، لكنه يبقى بحاجة إلى قليل من الوقت». وأكد «إننا نتابع المسألة بدقة وسرية كاملة، ولا نريد كشف شيء الآن لنتمكن من إطلاق سراح المختطفين بسلام وأمان».

وجدد الجيش الحر نفيه أي علاقة له بعملية اختطاف الزوار اللبنانيين في حلب، وقال المقدم المظلي خالد الحمود إن «قطاع طرق ومسلحين هم من خطفوا الزوار اللبنانيين في حلب». وأشار الحمود إلى أن «اللبنانيين موجودون على الأراضي السورية وبحوزة قطاع الطرق»، لافتا إلى أنه «قد يكون الأمر ماديا ولا علاقة لهم بالثورة السورية»، كاشفا أن «أحد الخاطفين اسمه عبد الله حسين وهو من قطاع الطرق ويتمتع بسمعة سيئة».

غليون: المجلس الوطني لم يرق إلى تضحيات الشعب.. والانقسام بين الإسلاميين والعلمانيين لا يجدي

طيفور لـ«الشرق الأوسط»: قناعتنا كـ«إخوان مسلمين» بأن تغيير الرئيس في هذه المرحلة لن يكون مجديا

صورة للبرلمان السوري خلال أولى جلساته في دمشق أمس بعد الانتخابات التشريعية في السابع من الشهر الحالي (إ.ب.أ)

بيروت: بولا أسطيح

أقر رئيس المجلس الوطني السوري المستقيل برهان غليون، في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية أمس، بأن أبرز تحالف معارضة «لم يتمكن من أن يرقى إلى تضحيات الشعب السوري»، مشيرا إلى أنه تخلى عن مهامه خصوصا بسبب «انقسامات» بين الإسلاميين والعلمانيين.

وقال غليون بعدما أمضى سبعة أشهر في رئاسة المجلس «لم نتمكن من أن نرقى إلى تضحيات الشعب السوري. بالتأكيد لم نلب بالسرعة الكافية وبشكل كاف احتياجات الثورة». وأكد غليون أن «بطء» رد المجلس ناتج عن عمله بموجب «قاعدة التوافق». وقال إن «الصيغة الحالية هي صيغة ائتلاف عدة أحزاب أو تشكيلات سياسية تحتكر القرار ولا تعطي أي فرصة للأعضاء في المشاركة فعليا في القرار، مما أدى إلى جمود كبير». وتابع «كنا بطيئين، فالثورة تسير 100 كم في الساعة ونحن 100 متر في الساعة، ربما بسبب عرقلة قاعدة التوافق هذه»، مكررا عدة انتقادات صدرت عن لجان التنسيق المحلية التي تشرف على الاحتجاجات ميدانيا.

وأوضح غليون أنه أدرك أنه لم يعد موضع «إجماع»، وكتب في رسالة استقالته أنه يرفض أن يكون «مرشح الانقسام». وتابع «قدمت استقالتي لكي أقول إن طريق الانقسام هذا بين الإسلاميين والعلمانيين لا يجدي، وأعتقد أن النظام السوري هو الرابح لأنه حاول منذ البدء اللعب على هذا الانقسام». وأوضح «مع الأسف فإن بعض العلمانيين وحتى في أوساط المقربين مني لعبوا هذه اللعبة وباتوا اليوم يشكلون تهديدا بشق صفوف الثورة إلى جناحين قد يتواجهان حتى قبل الفوز، بدلا من أن يتعاونا».

ووافق المجلس الوطني السوري على استقالة رئيسه برهان غليون، التي قدمها قبل أيام، طالبا منه مواصلة مهامه إلى حين اختيار رئيس جديد في اجتماع يعقد في يونيو (حزيران) المقبل. وأوضح نائب المراقب العام لـ«الإخوان المسلمين» في سوريا فاروق طيفور أن «المكتب التنفيذي قبل استقالة غليون نظرا لإصراره عليها، على الرغم من أننا ضغطنا عليه ليتابع مهامه على رأس المجلس»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الآن تمت إحالة الاستقالة إلى الأمانة العامة التي ستكون لها الكلمة الأخيرة، فإما تُقبل الاستقالة أو تتم إعادة التكليف».

ولفت طيفور إلى أن «البحث قد بدأ لاختيار بديل عن غليون»، مشددا في الوقت عينه على أنه وحتى الساعة «لم يتم التوافق على أي من الأسماء». وأضاف «قناعتنا كـ(إخوان مسلمين) بأن تغيير الرئيس في هذه المرحلة لن يكون مجديا، لأننا نعتبر أن غليون أصبح خبيرا في المرحلة، كما أمّن شبكة علاقات واسعة مع قادة العالم، وبالتالي فإن التغيير حاليا قد لا يكون مناسبا».

ونفى طيفور أن يكون «الإخوان المسلمون» يرفضون ترؤس جورج صبرا للمجلس كونه مسيحيا، لافتا إلى أن «صبرا كان يتنافس مع غليون، وبالتالي فإن موقف الإخوان جاء نتيجة حساباتهم لاختيار الشخصية الأنسب للمرحلة»، مشددا على أن صبرا يبقى صديقا وحليفا.

وتطرق طيفور لملف إعادة هيكلة المجلس الوطني، مشيرا إلى أن اللجنة التي تم تشكيلها في وقت سابق انتهت إلى وضع 3 مشاريع لإعادة هيكلة المجلس وتوسيعه، لافتا إلى أنه سيتم بحث هذه المشاريع في اجتماع الأمانة العامة في 9 يونيو. وأضاف «كما أنه تمت إضافة أعضاء جدد إلى اللجنة التي لا تزال تضع مشاريع التوسعة بعد انسحاب الأعضاء من خارج المجلس الذين كانوا يسعون لنوع من الاستئثار بالقرار وبالمواقع».

وكان المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري أعلن أن أعضاء المكتب عقدوا دورة اجتماعات في مدينة اسطنبول التركية، خلال الفترة ما بين 21 و23 مايو (أيار) الحالي، لمناقشة «الوضع الميداني في سوريا كما الملف التنظيمي للمجلس».

وأفاد البيان الصادر عن المكتب التنفيذي بأنه ناقش رسالة غليون التي وضع فيها استقالته ودعوته الهيئة العامة للاجتماع من أجل إنجاز مشروع الهيكلة وتعديل النظام الأساسي وإصلاح أوضاع المجلس الوطني، وقرر قبول الاستقالة والطلب منه مواصلة مهامه إلى حين انتخاب رئيس جديد في اجتماع الأمانة العامة بالتاسع والعاشر من يونيو المقبل.

كما تقرر، وبحسب البيان نفسه، إنجاز مشروع التوسعة وإعادة هيكلة المجلس الوطني وتعديل النظام الداخلي ودعوة الهيئة العامة خلال شهر.

وفي شق العمل الميداني والسياسي، قال البيان الصادر عن المكتب إن المجتمعين بحثوا في سبل دعم الكتائب الميدانية والحراك الثوري وتوفير الوسائل اللازمة لتعزيز ثورة الشعب، كما في مضاعفة عمليات الإمداد، وزيادة مخصصات الإغاثة للمناطق المنكوبة بفعل جرائم النظام، وتقديم العون لقرابة مليوني لاجئ ومهجر في سوريا ودول الجوار. ولفت البيان إلى اتخاذ «جملة من الإجراءات والقرارات في هذا الشأن»، من دون أن يفصح عن طبيعتها.

وناقش المجتمعون كذلك «الواقع السياسي والتحركات ذات الصلة بمبادرة الجامعة العربية والأمم المتحدة، وأكد في هذا الإطار أن رفض النظام التجاوب معها ومواصلته عمليات القصف والقتل والاغتيال يمثل محاولة مقصودة لتقويضها».

ودعا المكتب التنفيذي للمجلس الوطني المجتمع الدولي إلى «التحرك العاجل لإقرار آلية جديدة عبر مجلس الأمن الدولي ترغم النظام على وقف جرائمه»، مضيفا أن النظام «لا يمكن أن يستجيب إلا لمنطق القوة»، على حد تعبيره.

تركيا تحذر سوريا من عواقب دعم «الكردستاني»

وزير الداخلية التركي: دعم «المتمردين» انتهاك لحسن الجوار

لندن: «الشرق الأوسط»

مع تصاعد الأحداث في سوريا تتصاعد الخلافات بينها وبين جارتها تركيا التي أبدت انزعاجا كبيرا وقلقا من دعم النظام السوري لـ«المتمردين الأكراد» في المناطق الشمالية لسوريا القريبة من الحدود التركية وحذر من عواقب هذه الخطوة. واتهم وزير الداخلية التركي إدريس نعيم شاهين، السلطات السورية «بتقديم الدعم لحزب العمال الكردستاني ردا على موقف تركيا المؤيد للاحتجاجات الشعبية في سوريا».

وقال شاهين في حديث نقله التلفزيون التركي، أول من أمس إن «الاستخبارات التركية لاحظت وجودا متزايدا لمسلحي الحزب وذلك في المناطق الشمالية من سوريا والمتاخمة للحدود مع تركيا».

وأضاف أن «المعلومات المتوفرة لدى تركيا تظهر أن السلطات السورية منحت الملاذ للعديد من مسلحي الحزب كما قدمت لهم الدعم المادي»، معتبرا أن «هذه الخطوة خطيرة وتهدد الأمن والاستقرار في المنطقة».

وشهدت الآونة الأخيرة اشتباكات عديدة بين قوات الأمن التركية وأعضاء من حزب العمال الكردستاني أسفرت عن سقوط قتلى من الجانبين.

وأشار شاهين إلى أن «السلطات السورية تهدف من وراء ذلك الانتقام من تركيا لوقوفها إلى جانب المطالبات الشعبية في سوريا والمنادية بالديمقراطية والحرية» مؤكدا أن «سياسة تركيا حيال الأحداث في جارتها الجنوبية لن تتغير».

وتشهد العلاقات بين سوريا وتركيا توترا سياسيا شديدا، وذلك على خلفية الإدانات التركية المتكررة للسلطات السورية بممارستها عمليات «العنف والقمع» بحق المتظاهرين، الأمر الذي تنفيه دمشق.

إلى ذلك، قال الوزير التركي إنه من الناحية السياسية الدولية فإن «الإجراء السوري بدعم المتمردين الأكراد انتهاك لسياسة حسن الجوار» محذرا «النظام السوري من عواقب هذه الخطوة»

الجيش السوري الحر في الداخل يحدد أهدافه وآلية عمله

أصدر بيانه التأسيسي ونظامه الأساسي وهيكلته

لندن: «الشرق الأوسط»

حدد الجيش السوري الحر في ثلاث وثائق وزعها أمس أهدافه وأبرزها «حماية المظاهرات السلمية» و«مساعدة الشعب السوري في الحصول على حريته» وإحالة «مرتكبي جرائم الحرب ضد الشعب السوري» إلى المحاكم الدولية.

وعرضت الوثائق التي تلقت «الشرق الأوسط» نسخا منها والتي جاءت تحت تسميات «البيان التأسيسي» و«النظام الأساسي» و«هيكلة الجيش الحر»، آلية عمل الجيش مشددة على احترام «مبادئ القانون الدولي» وتداول منصب قائد الجيش الحر واختياره من خلال اقتراع يشارك فيه الضباط المنشقون.

وصدر هذا الإعلان عن القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل والمكونة من مجالس عسكرية تضم الضباط والجنود المنشقين عن القوات النظامية في عدد من المحافظات السورية.

وجاء في وثيقة حملت اسم «البيان التأسيسي» أن هدف الجيش الحر «مساعدة أبناء الشعب السوري في الحصول على حريتهم» و«حماية المظاهرات السلمية» و«إلقاء القبض على رموز النظام تمهيدا لمحاكمتهم» و«المساعدة في تقديم العون الإغاثي للمدن المنكوبة». ومن أهداف الجيش الحر أيضا بحسب الوثيقة «مساعدة الحكومة (التي سينتخبها الشعب السوري) على بناء دولة مدنية (..) والحفاظ على وحدة الشعب السوري ووحدة أراضيه».

وشددت الوثيقة على أن كافة عناصر الجيش الحر ملزمون «بتطبيق مبادئ القانون الدولي الإنساني»، و«حظر انتماء عناصره وضباطه إلى أي حزب سياسي أو ديني» أو «التدخل في العملية السياسية بعد إسقاط نظام (الرئيس بشار) الأسد».

كما شددت على ضرورة «حماية الإرث الحضاري والأماكن الأثرية السورية».

ويتم الالتحاق بالجيش الحر عن طريق «إعلان الانشقاق» بالنسبة للعسكريين، و«التطوع» بالنسبة للمدنيين. إلا أن قيادة المجموعات العسكرية تبقى حكرا على الضباط المنشقين.

وبحسب وثيقة تحمل اسم «النظام الأساسي»، فإن الجيش السوري الحر يتألف من مجلس عسكري مؤقت مؤلف من الضباط المنشقين من رتبة مقدم وما فوق. ويجري اختيار قائد الجيش الحر من خلال عملية انتخابية يشارك فيها أعضاء المجلس العسكري المؤقت، وتكون ولايته لمدة ثلاثة أشهر قابلة للتجديد مرة واحدة فقط.

سوريا تصدر منتجات نفطية مكررة إلى فنزويلا

بعد تسلمها شحنة من الديزل

لندن: «الشرق الأوسط»

أظهرت بيانات ملاحية أمس أن ناقلة نفط فنزويلية في طريق عودتها إلى فنزويلا من سوريا محملة بشحنة من النفتا، بعد أن سلمت شحنة من الديزل الذي تحتاجه دمشق بشدة في بداية الأسبوع مع تضرر الاقتصاد السوري من العقوبات الغربية التي سببت أزمات شديدة في الوقود.

وتم تحميل الناقلة بشحنة من النفتا، وهي منتج نفطي مكرر يمكن استخدامه لإنتاج البنزين من ميناء بانياس السوري. وتظهر بيانات تتبع السفن بالأقمار الصناعية أنه من المتوقع وصول السفينة إلى ميناء أمواي في فنزويلا في 12 يونيو (حزيران) القادم. وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» إن السفينة «نيجرا هيبوليتا» هي ثالث ناقلة تنقل الديزل إلى سوريا من فنزويلا، وإنه يجري تجهيز شحنة رابعة، حسب «رويترز».

وأثارت فنزويلا غضب واشنطن العام الماضي بإمداد إيران بالوقود، حيث تتعرض طهران أيضا لعقوبات غربية على إمدادات الوقود. وأخذ الاتحاد الأوروبي خطوات لمنع الشركات من تصدير الديزل إلى سوريا لأنه يمكن أن يستخدم لتشغيل المركبات الثقيلة ومن بينها دبابات الجيش. وعلى الرغم من النقص الحاد في الديزل فإن سوريا منذ فترة طويلة تمتلك الطاقة التكريرية الكافية لإنتاج وتصدير النفتا.

وبسبب العقوبات المشددة التي فرضها الاتحاد الأوروبي في أواخر مارس (آذار) أصبح تسليم شحنات الديزل إلى سوريا صعبا على الشركات من دون أن تخالف القانون، ومنذ ذلك الحين توقفت واردات الديزل بالكامل تقريبا. وزاد هذا التوقف من وطأة الأزمة على عامة السوريين الذين يعانون من نقص الوقود منذ شهور، وأضر العاملين في الزراعة على وجه الخصوص الذين يعتمدون على الآلات الثقيلة في مصادر رزقهم. ولشدة أزمة الوقود اضطر المزارعون للعودة إلى استخدام الخيول والبغال، وهو ما يتسبب في ارتفاع كبير في أسعار المحاصيل ويؤثر على السكان في أنحاء البلاد، حسبما تقول منظمة «أفاز» غير الحكومية.

وقال مسؤولون سوريون أول من أمس إن هناك محادثات جارية للحصول على إمدادات من الجزائر وإيران.

لبنان.. الخوف من المجهول

فوضى السلاح والانقسامات الطائفية والثورة السورية عوامل ضغط قد تدفعه نحو المخاطر

بيروت: ثائر عباس

يخيم شبح الحرب الأهلية فوق رؤوس اللبنانيين مرة جديدة..

هي حرب لم ينسها اللبنانيون، فعلاماتها لا تزال محفورة في ذاكرتهم.. وفي شوارعهم وأبنيتها الني اخترقها الرصاص ولم تطلها يد الترميم بعد.. لأكثر من سبب، رغم مضي أكثر من 20 عاما على إعلان وقفها.. ليستمر رأسها في الظهور في أكثر من محطة سابقة، كان أبرزها في ربيع 2008، وها هو «الربيع» اللبناني يعود مرة أخرى متأثرا بربيع سوريا المستمر منذ أكثر من عام.

يعيش لبنان مرة جديدة على حافة زلزال أمني وسياسي مصدره الخارج، هذا الخارج هذه المرة هو سوريا التي طالما تأثر بها لبنان أكثر من سواها باعتبارها الحاضن الجغرافي له، ومبعث القلق السياسي والأمني. يدرك الجميع في لبنان أنهم متورطون حتى العظم في الأزمة السورية، سواء أعجبهم ذلك أم لا. فلبنان يتواصل مع محيطه العربي من خلال سوريا، وهي تتنفس الهواء الغربي من خلاله. كان لبنان إلى فترة غير بعيدة، المكان الذي يوجع الغرب والعرب، ومن خلاله كان النظام السوري يضغط على هؤلاء لانتزاع المكاسب السياسية.

عاش لبنان الأسبوعين الماضيين أحداثا كثيرة أعادت إلى الأذهان بدايات الحرب الأهلية. يقول بعض الذين عاصروها تعليقا على ما شاهدوه: «هكذا بدأت الحرب.. اشتباك هنا، ومشكل هناك، حتى فقد الجميع السيطرة وبدأت الحرب».

يلعب الجميع في لبنان سياسة «حافة السكين»، فهم يذهبون إلى أقصى حدود التصلب، ثم يقدمون التنازلات بعد حصول الانفجار فيستوعبون نتائجه، لكن هذه السياسة لا تلحظ إمكانية أن يفلت عقالها من يد الجميع لتذهب الأمور نحو المجهول، وهذا ما يلاحظه مسؤولو تيار «المستقبل» الذي سعى جاهدا خلال الأسبوع الماضي لضبط أنصاره ومؤيديه الذين ذهبوا أبعد بكثير مما يريد ومما يرغب، وأقرب بكثير إلى ما يخافه هذا التيار وغيره.

فمع توقيف الأمن العام اللبناني شادي المولوي، بتهمة التعامل مع «منظمة إرهابية»، انفجرت شوارع طرابلس احتجاجات، قادها التيار السلفي الذي ينتمي إليه المولوي، لكنها شملت معظم الشارع الطرابلسي والشمالي المتعاطف مع الثورة السورية التي يعمل المولوي في دعمها كما صرح هو نفسه بعد خروجه من السجن في ظروف لا تختلف غرابة عن ظروف توقيفه، وفجأة امتد الأمر ليتحول إلى اشتباكات مسلحة بين منطقتين في طرابلس؛ إحداهما «باب التبانة» الحي الفقير ذو الغالبية السنية، وجاره المرتفع عنه جغرافيا، حي «جبل محسن» ذو الغالبية العلوية.

استلزم الأمر الكثير من الاتصالات و10 قتلى على الأقل لضبط الأمور، فأتى مقتل الشيخ أحمد عبد الواحد ليعيد إشعالها، فتمرد أهالي عكار والمناطق الأخرى ذات الغالبية السنية على الجيش اللبناني الذي قتل عبد الواحد على أحد حواجزه، ورفع في وجهه «البطاقة الصفراء» بإقفال الطرق في معظم هذه المناطق. وبخطاب عالي النبرة وصل ببعضها إلى الطلب بإنشاء «الجيش اللبناني الحر» وهو مطلب تملصت منه في وقت لاحق جميع القوى السياسية الفاعلة وفي مقدمها تيار «المستقبل» الذي سعى إلى معاقبة الفاعلين، وتحصين الجيش اللبناني الذي تتأثر تركيبته الطائفية بأي حدث، خصوصا أن منطقة الشمال تشكل تاريخيا الخزان البشري للجيش.

واعتبر الكاتب الصحافي البريطاني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط روبرت فيسك أن مقتل الشيخ اللبناني عبد الواحد على يد جندي يثير المخاوف من امتداد نفوذ النظام السوري عبر الحدود. ورأى أن العامل المخيف في جنازة عبد الواحد أنه لم يُرفع أي علم لبناني، خلافا لكثير من اللافتات التي رفعتها حركة «14 آذار» والأعلام السورية القديمة، مشيرا إلى أن لا أحد يستطيع أن يحد من طرح أسئلة لا مفر منها مثل: هل الحرب في سوريا تنزلق عبر الحدود إلى لبنان؟ هل يسعى الرئيس السوري بشار الأسد إلى إشعال الرماد الذي ينفث دخانه من تحت لبنان منذ مغادرة القوات السورية عام 2005؟ وهل هذه عودة إلى حرب أهلية؟ ويرى فيسك أن المشكلة تكمن في أن سوريا تهيمن على لبنان كما كانت تفعل عندما كان الآلاف من جنودها يسيطرون على البلاد، مشيرا إلى أن الترديد المتكرر لمصطلحات «الموالي لسوريا»، و«المناهض لسوريا» تكشف أن الانقسام في الساحة اللبنانية عصي على الحل.

ورغم ذلك، فإن فيسك قلل من احتمالات حدوث الحرب، مستدلا على ذلك بأنه «في كل مرة يتعرض اللبنانيون لاحتمال حرب أهلية يتمكنون من إخمادها، لا سيما أن الشباب من الجنسين الذين تلقوا تعليمهم في الخارج في ما بين 1975 و1990 لا يميلون إلى الخوض في صراع جديد، ويمقتون السياسات الطائفية التي جاءت بها السلطات الفرنسية قبل مائة عام».

وفي الوقت نفسه، كانت الأزمة تنتقل إلى قلب العاصمة اللبنانية. ففي طريق الجديدة، معقل تيار «المستقبل»، اندلع اشتباك بين «الأهالي» وفريق مسلح صغير يقوده شاكر البرجاوي الذي نقل البارودة إلى الكتف الآخر وتحالف مع حزب الله بعد أحداث مايو (أيار) 2008 (العملية العسكرية التي شنها حزب الله وحلفاؤه في بيروت والجبل)، أوقع 3 قتلى وأكثر من 10 جرحى.

وفي حين كان الجميع يبحث في كيفية إطفاء الحريق الجديد، اندلعت حرائق جديدة مصدرها الضاحية الجنوبية الغاضبة بسبب اختطاف معارضين سوريين 12 لبنانيا كانوا في طريقهم من إيران إلى لبنان، فأقفلت الطرق بالإطارات المشتعلة، ثم تكرر الأمر نفسه في اليوم التالي بعد مقتل 3 لبنانيات شيعيات في العراق بتفجير عبوة في حافلة كانوا يستقلونها. اندلعت في عالم الإنترنت موجة من النكات السوداء التي تحدد لكل طائفة يوما لحرق الدواليب، مغطية بذلك على شعور عميق بالخوف لدى اللبنانيين الذين تهافتوا – كما في كل أزمة – على إنجاز جوازات السفر، كما يقول أحد مخاتير الضاحية الجنوبية.

الخوف من الحرب الأهلية، لم يقتصر على اللبنانيين وحدهم، فها هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، يطلق نداء تحذير في رسالة وجهها إلى الرئيس اللبناني ميشال سليمان من «خطورة الأزمة وإمكانية تشعبها لإحداث فتنة طائفية في لبنان، وإعادته، لا قدر الله، إلى شبح الحرب الأهلية»، متطلعا إلى «حكمة فخامتكم في محاولة التدخل لإنهاء الأزمة، وفي الإطار العام لمبادرتكم ورعايتكم للحوار الوطني اللبناني، وحرصكم على النأي بالساحة اللبنانية عن الصراعات الخارجية، خصوصا الأزمة السورية المجاورة لها».

أما الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، فقد أبدى خشيته من احتمال انتقال أعمال العنف في الصراع الدائر منذ 14 شهرا في سوريا إلى لبنان المجاور. وأوضح بيان الأمم المتحدة أن بان «منزعج للغاية من خطر نشوب حرب أهلية شاملة في سوريا واندلاع أعمال عنف مرتبطة بسوريا في لبنان»، فيما كانت السفيرة الأميركية لدى لبنان مورا كونيللي تقول إن بلادها «تخشى انتقال العنف من سوريا إلى لبنان». وكانت دول قطر والإمارات العربية المتحدة والبحرين، قد دعت رعاياها إلى مغادرة لبنان، وحذرت من التوجه إليه بسبب الوضع الأمني فيه.

الصراع في لبنان، بات واضح المعالم.. الطائفتان الأكبر في لبنان؛ السنة، والشيعة يقفان على طرفي نقيض في الأزمة السورية. حزب الله لم يتردد في إبداء تأييده للنظام السوري المتحالف معه ومع إيران، فيما تيار «المستقبل» لا يخفي أبدا دعمه المطلق للمعارضة السورية. من وجهة النظر الاستراتيجية، تشكل سوريا شريانا حيويا للحزب، فعبرها يمر الدعم الإيراني بالمال والسلاح، وهي تشكل له سندا لا يستهان به. أما السنة في لبنان، فهم في غالبيتهم من المؤيدين للثورة ومن المعادين للنظام الذي اتهموه في عام 2005 بقتل زعيمهم رفيق الحريري.

وبين الطرفين، ينقسم المسيحيون: قسم يقوده العماد ميشال عون، المتحالف مع حزب الله، الذي يرى أن ما يحدث في سوريا يهدد الوجود المسيحي، منظرا لمقولة أن النظام السوري يحمي الأقليات، وأن وصول الإسلاميين إلى السلطة في دمشق من شأنه تهجيرهم وتهميشهم في أحسن الأحوال. أما القسم الثاني فهو في «14 آذار» إلى جانب تيار «المستقبل» ويرى في «الربيع العربي» فرصة للمسيحيين لأن الديمقراطية لا يمكن إلا أن تكون لمصلحتهم.

الفريق الثاني، خائف من سلاح حزب الله الذي يتعاظم بقوة لا سابق لها، ولا يرى فائدة في الحوار حوله، باعتبار أن كل جلسات الحوار السابقة انتهت إلى لا شيء، وأن الحزب لا ينفك يعبر عن «أبدية» هذا السلاح، على حد تعبير الأمانة العامة لقوى «14 آذار»، مما يعني أن الأمر مجرد «حوار طرشان». وهذا السلاح، يبرر وجود السلاح في أيدي المواطنين، ومظهر رجال قوى الأمن الداخلي، وهم يسهلون العبور لسيارات يخرج من نوافذها مسلحون يرفعون بنادقهم في تشييع الشيخ عبد الواحد، كان أبرز دليل. ويرى كثيرون أن سلاح حزب الله بات يشكل هاجسا لدى غالبية السنة في لبنان، الذين وإن كانت أسلحتهم لا تقارن بسلاح الحزب المتطور والمنظم، إلا أنها تشكل لدى البعض عامل اطمئنان.

فوضى السلاح هذه تساهم في زيادة المخاوف، فهو ينتشر على نطاق واسع بين أيدي الناس، حتى بات من الطبيعي أن نشهد اشتباكا على خلفية «تصليح دراجة» كما حدث في بيروت مطلع الأسبوع الحالي شارك فيه مصري ولبنانيون، كما بات من الطبيعي أن نشهد اشتباكات مسلحة بين عشائر وقبائل، وبعضها أجرى تبادلا للأسرى مع المعارضة السورية في البقاع مطلع الشهر الحالي. هذا الواقع يزيد الأمور غرابة لجهة التعايش بين السلاح الشرعي الرسمي والأسلحة المتنوعة المدعومة سياسيا. ولعل أصدق ما قيل، صدر عن وزير الداخلية مروان شربل الذي قال تعليقا على عدم ضبط الشارع من قبل قوى الأمنية: «فليؤخذ القرار السياسي من جميع الأفرقاء ويقولون حرفيا (يرفع الغطاء عن أي مسلح في الشارع) وعندها تسأل القوى الأمنية عن ضبط الشارع». ودعا «لحالة طوارئ سياسية يجتمع فيها مجلس الوزراء ومجلس النواب لتقرير كيفية الخروج من المأزق الذي وقعنا به، وإذا قرروا في الاجتماع إنشاء حالة طوارئ عسكرية ليقرروا ذلك»، مشددا على أن «القوى الأمنية ليست مستعدة أن تكون كبش محرقة في هذا الموضوع». وختم مشيرا إلى أنه «إن استمر الوضع كذلك، فأنا خائف من تقسيم لبنان لأن المؤامرة هي لتقسيم الدول العربية، والعراق أكبر مثال».

ويحمل شربل «السياسيين اللبنانيين مسؤولية كل ما يحدث في الشارع»، مؤكدا أن «المطلوب اليوم التخفيف من حدة الخطابات السياسية ومحاولة استيعاب المشكلات التي تحصل عبر الجلوس إلى طاولة الحوار والتحاور بكل الأمور من دون استثناء». ولفت إلى أن «السلاح موجود بين المواطنين منذ سنين، لكن الدعم الذي يوفره بعض الأفرقاء حاليا جعل استعماله سهلا»، داعيا إلى «إعلان حالة طوارئ سياسية»، مضيفا: «فلنعمل لمرة واحدة في لبنان على الفعل لا على ردات الفعل».

ويعتبر النائب الكتائبي سامي الجميّل أن «توازن القوى الموجود اليوم على الساحة الداخلية اللبنانية يمكن أن يؤدي إلى أمرين: إما أن تصبح لدينا قوتان عسكريتان خارجتان عن الشرعية على الأراضي اللبنانية وتصل هاتان القوتان إلى صراع عسكري يؤدي بلبنان إلى حرب أهلية؛ وهذا يعتبر الخيار الأسوأ، أو أن يؤدي هذا التوازن إلى جمع السلاح من الجميع لكي تستطيع الدولة أن تحمي الجميع، وهذا ما نطرحه، لأنه في حال لم تقم الدولة بواجباتها بحماية الجميع، وتسمح للمدنيين وللأحزاب بحمل السلاح، فالسلاح سيجر عندها السلاح، والمشكلات تجر المشكلات، وستنتقل البلاد من مأزق إلى آخر إلى أن نرى أنفسنا أمام حرب أهلية».

وأتت الثورة السورية لتشكل عامل ضغط إضافيا على لبنان الذي انقسم تلقائيا بين ضفتي الأزمة؛ فحلفاء سوريا الطبيعيون في بلبنان شدوا من أزر النظام وتبنوا روايته لـ«الجماعات الإرهابية المسلحة» منذ اليوم الأول، فيما انحاز خصومها مباشرة إلى المعارضة الثائرة ضد النظام. وشكلت منطقة الشمال اللبناني، وبعض مناطق البقاع الحدودية، حيث الغالبية السنية، رئة يتنفس منها المعارضون للنظام، فمنها تأتي بعض الإمدادات الطبية والغذائية وحتى العسكرية، وإليها يخرج النازحون والجرحى للعلاج. وآوى أهالي المنطقة ضيوفهم السوريين في بيوتهم ومدارسهم التي فتحت لهم، فيما كان نشاط «الجيش الحر» ملحوظا في المناطق الشمالية لجهة تشكيل خلايا الدعم للداخل. وإذا كان الوجود المسلح لهؤلاء غير مؤكد في لبنان، إلا أن وجودهم التنظيمي أمر لا شك فيه على الإطلاق.

وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري قال لـ«الشرق الأوسط» إن لبنان لا يمكن أن يؤثر في سوريا، لكنه لا يمكنه إلا أن يتأثر بها. مشيرا إلى أن سياسة النأي بالنفس هي تعبير عن محاولة إبعاد لبنان عن الاحتراق بلهيب النار السورية، فدوره يقضي بعدم التورط فيها عبر ضبط حدوده ومنع السلاح من عبور الحدود، والسماح للمدنيين النازحين إليه بالدخول وتقديم المساعدة الإنسانية لهم».

أما الحكومة، فقد وجدت نفسها محاطة بفكي كماشة؛ فريق يضغط عليها لمنع «الإمداد عن المعارضة السورية» وفريق يضغط عليها لفتح الأبواب للثائرين على النظام. وخرج رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي سعى لـ«النأي بنفسه» بخفي حنين، فلا هو استطاع إرضاء الغالبية السنية التي جهد لجعلها تتبنى وجهة نظره، ولا هو استطاع الحفاظ على ثقة حزب الله الذي تحالف معه، ثم اختلف وإياه، إلى أن قبله على أنه أمر واقع لا يستطيع التخلص منه. وقد وقع ميقاتي تحت ضغط تيار «المستقبل» الذي طالبه بالاستقالة واصفا حكومته بأنها «حكومة تسهيل عودة الحرب الأهلية إلى لبنان، بعيدا عن الحفاظ على أمن المواطنين وسلمهم الأهلي، بعدما أمعنت في ضرب معيشتهم وعلاقاتهم العربية الحيوية». واعتبر الرئيس سعد الحريري أن ما جرى في العاصمة كما في طرابلس وفي عكار، محاولة لجر لبنان إلى مشكلة مستوردة من وراء الحدود. وقال: «إن موقفنا كان منذ البداية واضحا وصريحا مما يجري في سوريا، وها هو نظام الأسد يحاول نقل الشرارات الأمنية من منطقة إلى أخرى في لبنان. والمسؤولية الثقيلة ملقاة على عاتقنا وعاتق أهل بيروت للتصرف بهدوء ومسؤولية لإفشال هذا المخطط الخبيث».

] الأمم المتحدة: النظام ارتكب انتهاكات خطيرة ] المعارضة: 11,5 مليار دولار للإعمار بعد سقوط الأسد

“الجيش الحر”: بناء دولة مدنية والحفاظ على وحدة الشعب

                                            أعلن “الجيش السوري الحر” أمس عن أهدافه التي من ضمنها المساعدة على بناء دولة مدنية في سوريا بعد إسقاط نظام بشار الأسد، فيما قال “المجلس الوطني السوري” إن سوريا ستكون بحاجة الى 11,5 مليارات دولار لإعادة البناء في المرحلة التي تلي سقوط النظام.

ميدانياً، وفيما استمر قصف قوات الأسد على مدينة الرستن في وسط سوريا حيث سقط مزيد من القتلى، اتهمت لجنة تحقيق منتدبة من الأمم المتحدة القوات النظامية السورية بارتكاب “معظم الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان” في البلاد.

“السوري الحر” حدد في في وثائق وزعها أمس أهدافه وأبرزها “حماية التظاهرات السلمية” و”مساعدة الشعب السوري في الحصول على حريته” وإحالة “مرتكبي جرائم الحرب ضد الشعب السوري” الى المحاكم الدولية.

وعرضت الوثائق هيكلية الجيش الحر وآلية عمله مشددة على احترام “مبادئ القانون الدولي” وتداول منصب قائد الجيش الحر واختياره من خلال اقتراع يشارك فيه الضباط المنشقون.

وصدر هذا الإعلان عن القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل والمكونة من مجالس عسكرية تضم الضباط والجنود المنشقين عن القوات النظامية في عدد من المحافظات السورية.

وجاء في وثيقة حملت اسم “البيان التأسيسي” أن هدف الجيش الحر “مساعدة أبناء الشعب السوري في الحصول على حريتهم” و”حماية التظاهرات السلمية” و”إلقاء القبض على رموز النظام تمهيداً لمحاكمتهم” و”المساعدة في تقديم العون الإغاثي للمدن المنكوبة”.

ومن أهداف الجيش الحر أيضاً بحسب الوثيقة “مساعدة الحكومة (التي سينتخبها الشعب السوري) على بناء دولة مدنية (..) والحفاظ على وحدة الشعب السوري ووحدة أراضيه”.

وشددت الوثيقة على أن كافة عناصر الجيش الحر ملزمون “بتطبيق مبادئ القانون الدولي الإنساني”، و”حظر انتماء عناصره وضباطه الى أي حزب سياسي أو ديني” أو “التدخل في العملية السياسية بعد إسقاط نظام (الرئيس بشار) الأسد”.

كما شددت على ضرورة “حماية الإرث الحضاري والأماكن الأثرية السورية”.

وفي سياق متصل بالمعارضة السورية، لكن السياسية، وافق “المجلس الوطني السوري” على استقالة رئيسه برهان غليون وحدد موعداً لانتخاب خلف له، في محاولة جديدة لتوحيد صفوف المعارضة.

وأعلن المكتب التنفيذي للمجلس أول من أمس موافقته على استقالة غليون على أن يظل في منصبه حتى تنظيم انتخابات جديدة في التاسع من حزيران (يونيو). وقال غليون في مقابلة مع وكالة “فرانس برس” أمس إن المجلس تشقه “انقسامات” ويعتمد طريقة عمل جامدة جداً و”لم يتمكن من أن يرقى الى تضحيات الشعب السوري”.

وأوضح غليون الذي تعرض لانتقادات والمدرك أنه لم يعد موضع “إجماع” داخل المجلس الوطني السوري الذي كان جدد له في منصب رئاسته لولاية ثالثة، أنه استقال للتعبير عن ضرورة تغيير قوانين المجلس محذراً من الانقسامات التي تشقه. وأضاف: “فكرت في هذه الاستقالة لإجبار المجلس على تغيير هيكليته والمضي قدماً ودمج عناصر أخرى وتعديل قوانينه ليصبح ديموقراطياً”.

واعتبر أن المجلس عرقلته “قاعدة التوافق”، في حين أنه يجب أن يُدار على أساس قاعدة “الانتخاب”. وأوضح “أن الصيغة الحالية هي صيغة ائتلاف أحزاب عدة أو تشكيلات سياسية تحتكر القرار ولا تعطي أي فرصة للأعضاء في المشاركة فعلياً في القرار، ما أدى الى جمود كبير”.

واشار إلى أنه منذ تأسيس المجلس من قِبَل لجان التنسيق المحلية التي تشرف على التظاهرات الميدانية والليبراليين وجماعة الإخوان المسلمين والأحزاب الكردية والآشورية والمستقلين “لم ننجح في استقطاب قوى أخرى، نحن نتحدث عن ذلك طوال الوقت لكن في الواقع هناك مقاومة حقيقية للأمر وكل طرف يريد الحفاظ على امتيازاته”.

وأعرب غليون عن الأسف لكون المجلس الوطني السوري “لم يحقق تقدماً كبيراً لإدماج (..) الشباب الذين ينظمون التظاهرات في الميدان”. ورأى أن سبب ذلك يعود الى انقسامات بين علمانيين وإسلاميين داخل المجلس.

ويقر غليون بأن الأزمة الكامنة منذ أشهر عدة لها انعكاسات على المستوى الدولي. ويقول “منذ بعض الوقت جعلتنا عدم قدرة المجلس الوطني السوري على الانفتاح الحقيقي على باقي القوى وعلى التقدم، نفقد شيئاً من مصداقيتنا”.

وكانت لجان التنسيق وبعيد التجديد لغليون، تحدثت عن “أخطاء” ارتكبها المجلس الوطني.

وتشير المعارضة السورية الى أنها تحتاج الى مساعدات مالية لإعادة البناء بعد سقوط نظام الأسد. وقال أسامة قاضي، من المكتب الاقتصادي لـ”المجلس الوطني السوري” للصحافيين في أبوظبي، في اجتماع مجموعة التعافي الاقتصادي والتنمية لأصدقاء سوريا في دولة الإمارات العربية المتحدة، إن التكلفة المتوقعة البالغة 11,5 مليار دولار ستتجه بشكل أساسي لدعم العملة بعد أن قامت الحكومة بالفعل بتصفية معظم احتياطيات النقد الأجنبي إضافة إلى برامج مكافحة البطالة وتنمية المهارات ودعم الغذاء.

وأشارت عضو “التكتل الوطني السوري” فرح الأتاسي إلى أن خطة إعادة البناء الاقتصادي ستقنع السوريين المترددين على الانضمام للمعارضة التي تفكر في مصالحهم على الأمد البعيد.

وأعلنت ألمانيا ودولة الإمارات عن تحالفهما لإنشاء مبادرة مشتركة لإعادة بناء سوريا.

وقال كليمنس فون جوتس المسؤول بوزارة الخارجية الألمانية إن الدولتين تعهدتا بتقديم نحو 600 ألف يورو (755 ألف دولار) لكل منهما لإنشاء أمانة تقود المشروع.

وقد أكد المشاركون في الاجتماع الدولي لمجموعة عمل أصدقاء سوريا المعنية بإعادة وتنمية الاقتصاد السوري في ختام اجتماعهم في ابوظبي أمس عزمهم على مواصلة تقديم الدعم للشعب السوري مشددين على أن مستقبل سوريا يجب أن يحدد من قبله وحده.

كما أكدوا في البيان الختامي الذي صدر عن الاجتماع التزام المجموعة القوي والراسخ بسيادة واستقلال سوريا ووحدتها السياسية ووحدة كامل أراضيها، وبدعمها اقتصادياً خلال المرحلة الانتقالية وما بعدها أيضاً، وذلك بهدف ضمان أن تكون ما بعد الأزمة أكثر قوة من النواحي الاقتصادية والمالية.

وقال البيان إن التحديات الأكثر إلحاحاً التي يواجهها الشعب السوري هي استمرار عمليات العنف والأزمة الإنسانية.

سياسياً أيضاً، تقرر عقد الاجتماع غير العادي لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري واجتماعي لجنة مبادرة السلام العربية واللجنة الوزارية المعنية بالوضع فى سوريا التي كان مقرراً عقدها بمقر الأمانة العامة للجامعة في 2 حزيران المقبل بالدوحة.

وقال مصدر مسؤول في الجامعة العربية لوكالة أنباء الشرق الأوسط أمس بأن نقل الاجتماعات الثلاثة الى الدوحة جاء بعد مشاورات بين الأمين العام للجامعة نبيل العربي ووزير خارجية دولة قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الذي يترأس لجنة مبادرة السلام واللجنة الوزارية المعنية بسوريا، وكذلك نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الجامعة.

والمقرر أن يبحث اجتماع مجلس الجامعة الذي يُعقد بناء على طلب من السودان متابعة تنفيذ القرارات الصادرة عن المجلس يوم 26 نيسان الماضي بالتضامن مع السودان بعد اعتداء دولة جنوب السودان على منطقة “هجليج” فيما يبحث اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية آخر مستجدات الأوضاع بالنسبه للصراع العربي الاسرائيلي والآفاق المستقبليه للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المتوقفة حالياً.

أما اجتماع اللجنة الوزارية المعنية بسوريا فيبحث آخر تطورات الأوضاع في سوريا بعد التقرير الذي سيقدمه المبعوث المشترك كوفي أنان الى مجلس الأمن في نهاية الشهر الجاري.

في دمشق، عقد مجلس الشعب السوري المنتخب حديثاً أول جلسة له وانتخب محمد جهاد اللحام نقيب محامي العاصمة والعضو في حزب البعث رئيساً له. وقد قام التلفزيون السوري بنقل وقائع الجلسة مباشرة على الهواء.

الرئيس السوري بشار الأسد رأى أمس أن حكومته قادرة على “الخروج من الأزمة”. وقال الأسد خلال استقباله مبعوثاً من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إن “سوريا تمكنت من تجاوز الضغوط والتهديدات التي تعرضت لها منذ سنوات، وهي قادرة بصمود شعبها وتمسكه بوحدته واستقلاله على الخروج من هذه الأزمة”.

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الأسد أدلى بهذه التصريحات خلال استقباله وزير الاتصالات والتقانة والمعلومات الإيراني رضا تقي بور المبعوث الشخصي للرئيس الإيراني، الذي سلمه رسالة من أحمدي نجاد “تضمنت دعوة لحضور قمة دول عدم الانحياز في طهران فى أيلول (سبتمبر) المقبل”.

وقالت الوكالة إن الحديث تناول “الأوضاع في سوريا”، موضحة أن تقي بور رأى أن “ما تتعرض له سوريا يأتي في إطار مخطط أوسع يستهدف المنطقة برمتها”.

وأكد المبعوث الإيراني “ثبات موقف بلاده الداعم للشعب السوري في مواجهة الظروف الاستثنائية التي يواجهها”، كما أضافت الوكالة.

ميدانياً، قالت “لجان التنسيق المحلية في سوريا” إنه حتى مساء أمس كان قد سقط 27 شهيداً في أماكن مختلفة في سوريا “بينهم أم وأولادها الخمسة في حماة: ثمانية شهداء في جبل الزاوية بإدلب، ستة شهداء في حماة، ستة شهداء في ريف دمشق (بيت جن والزبداني والعباده ودوما)، سبعة شهداء في حمص (الرستن والقصير ودير بعلبة)”.

واستأنفت القوات النظامية أمس قصف مدينة الرستن في حمص في وسط سوريا، ما تسبب بمقتل ثلاثة مواطنين وإصابة مخبز آلي في القصف.

وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إن أربعة أشخاص “اعدموا ميدانياً” على أيدي قوات النظام في أحراش قرية بسامس في محافظة إدلب (شمال غرب)، بعد أن “اعتقلوا من منازلهم صباح اليوم (أمس)”.

ودان المرصد “تنفيذ النظام السوري للاعدام الميداني”، معتبراً أن ذلك “يتعارض مع الاتفاقات والمعاهدات الدولية التي صادقت عليها الحكومة السورية والتزمت بتطبيق أحكامها”.

وأشار الى توثيق “عشرات حالات الاعدام الميداني التي نفذتها القوات النظامية السورية في محافظة إدلب في حق المقاتلين وغير المقاتلين خلال الأشهر الفائتة”. في جنيف، قال محققون مكلفون من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أمس إن “معظم الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي وثقتها اللجنة” في تقرير يغطي الفترة الممتدة بين آذار وأيار 2012 “ارتكبها الجيش وأجهزة الأمن التابعة لنظام الأسد في إطار عمليات عسكرية أو عمليات تفتيش جرت في مواقع معروفة بأنها تؤوي منشقين أو مسلحين أو تعتبر أنها تقدم دعماً للمجموعات المسلحة المناهضة للحكومة”.

وقال التقرير إن “الجيش استخدم مجموعة واسعة من الوسائل العسكرية بما في ذلك إطلاق النار بالمدفعية الثقيلة على مناطق مدنية”، مشيرين في الوقت نفسه الى أن “المجموعات المسلحة المناهضة للحكومة ترتكب أيضاً تجاوزات لحقوق الإنسان”.

(أ ف ب، رويترز، أ ش أ، وام، “لجان التنسيق المحلية في سوريا”)

“مجموعة الأصدقاء”: التمسك بالسيادة والاستقلال والوحدة

الإمارات تبدي تفاؤلاً بمستقبل سوريا

أكد الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، أمام اجتماع مسؤولي مجموعة عمل أصدقاء سوريا المعنية بإعادة بناء وتنمية الاقتصاد السوري، والذي تستضيفه الإمارات، في قصر الإمارات بأبوظبي، أن الاجتماع يوجه رسالة واضحة إلى الشعب السوري وإلى جميع أصدقاء سوريا، أن هناك العديد من الأسباب التي تدفعنا إلى التفاؤل بشأن مستقبل سوريا، وأن هذا الأمر يقف في وجه مساعي أولئك الذين يحاولون نشر مخاوف تتحدث عن فرز طائفي وعن عنف مستمر لا ينتهي .

عقد الاجتماع بحضور ممثلي أكثر من 60 دولة وعدد من أعضاء المكتب التنفيذي بالمجلس الوطني السوري .

وقال قرقاش: كأعضاء في المجتمع الدولي لدينا التزاما بالتصدي لهذه الأزمة بما يدعم السلم والاستقرار في المنطقة، ومن المهم جداً  أن نواصل سعينا الحثيث وأن يتبع هذا الجهد تصور واضح شفاف للاقتصاد السوري يقوم على الشفافية والتمكين والتأهيل ويتم في إطار تصور سياسي واضح .

وأكدت المجموعة في بيان ختامي الالتزام القوي والراسخ بسيادة واستقلال سوريا ووحدتها السياسية ووحدة كامل أراضيها، وبدعمهما اقتصادياً خلال المرحلة الانتقالية وما بعدها أيضاً، وذلك بهدف ضمان أن تكون ما بعد الأزمة أكثر قوة من النواحي الاقتصادية والمالية، وقال البيان إن التحديات الأكثر إلحاحاً التي يواجهها الشعب السوري هي استمرار عمليات العنف والأزمة الإنسانية .

في هذه الأثناء، قتل 23 سورياً في أعمال عنف في مناطق متفرقة من البلاد، بينهم 4 قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنهم “أعدموا ميدانياً” على أيدي قوات النظام في محافظة ادلب في شمال غرب البلاد، واتهم النظام باعتقال أطفال كرهائن لإجبار مقربين منهم على تسليم أنفسهم . واستأنفت القوات النظامية قصف مدينة الرستن في حمص ما تسبب بمقتل 3 سوريين .

وقال محققون كلفهم مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في تقرير جديد إن النظام والمعارضة يرتكبون جرائم في سوريا . وأكد التقرير أن خطة المبعوث المشترك كوفي عنان لم توقف انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد، وأضاف أنه في الوقت الذي “يرتكب فيه الجيش السوري والأجهزة الأمنية . . . أغلب انتهاكات حقوق الإنسان” فإن مقاتلي المعارضة أيضاً مسؤولون عن جرائم مثل التعذيب والإعدام والاختطاف .

وأكد الرئيس السوري بشار الأسد أن بلاده تمكنت من تجاوز الضغوط والتهديدات التي تعرضت لها منذ سنوات، مشيراً إلى أن سوريا قادرة على الخروج من الأزمة بصمود شعبها وتمسكه بوحدته واستقلاله . وعقد مجلس الشعب السوري أولى اجتماعاته بتشكيلته الجديدة بعد الانتخابات التي أجريت مطلع الشهر الحالي .

وقدم رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون استقالته من منصبه، وشن هجوماً لاذعاً على المجلس معتبراً انه لم يرق إلى توقعات الشعب السوري، وأكد أن المجلس منقسم وتشوبه نزاعات بين الإسلاميين والعلمانيين .

المرصد السوري”: مروحيات عسكرية سورية تقصف بلدات قرب الحدود مع تركيا

أعلن “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن مروحيات عسكرية سورية قصفت للمرة الأولى بلدات غالبية سكانها من الأكراد في منطقة اللاذقية على مقربة من الحدود مع تركيا، ما أدى إلى وقوع عدد كبير من الجرحى.

وفي هذا السياق، أوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في حديث إلى وكالة “فرانس برس” أن “المنطقة المستهدفة بالقصف الجوي تُعرف بإسم جبل الأكراد وهي جبلية وعرة لا تستطيع الآليات العسكرية دخولها بسهولة”، مشيرًا إلى سقوط نحو 25 جريحًا على الأقل. وأضاف عبد الرحمن أن البلدات التي تعرضت لقصف المروحيات في هذه المنطقة هي كنسبا وكبانة ومرج الزاوية والدويركة، وجميعها تابعة لمحافظة اللاذقية.

إلى ذلك، لفت عبد الرحمن إلى أن المروحيات كانت في السابق تكتفي بالتحليق في أجواء هذه المنطقة من دون قصف، مرجحًا أن قصفها هو للتمهيد للدبابات وناقلات الجند للتقدم إلى بلدات هذه المنطقة الوعرة”، مؤكدًا أن “القصف يتم على أهداف محددة تتمركز فيها عناصر مقاتلة”.

(أ.ف.ب.)

أنان إلى سوريا ودمشق تشكو العقوبات

                                            يتوجه مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية، كوفي أنان، إلي سوريا قريبا للاجتماع مع مسؤوليها في مسعى لإنقاذ خطته الرامية إلى وقف نزف الدماء هناك. في حين شكا السفير السوري بالأمم المتحدة بشار الجعفري من أن بعثته غير قادرة على فتح حساب مصرفي بالولايات المتحدة بسبب العقوبات الأميركية.

وقال دبلوماسيون بالأمم المتحدة إن زيارة أنان ربما تتم قبل نهاية الشهر الحالي. وذكر دبلوماسي لرويترز أنه “كان من المفترض أن تكون في الـ27 من الشهر الجاري، لكن لم يتم تأكيدها”.

وتدعو خطة أنان -المشكلة من ستة بنود ويواجه تطبيقها مصاعب على الأرض- إلى انسحاب الأسلحة الثقيلة من المدن ونشر قوة مراقبة دولية، وإلي حوار بين الحكومة والمعارضة يهدف إلى تحقيق “انتقال سياسي”.

وستقدم الأمم المتحدة وأنان تقريرين إلي مجلس الأمن الدولي الأربعاء عن الوضع في سوريا. ونقلت رويترز عن دبلوماسي غربي -وصفته بالبارز- قوله إن هناك نقاشا حول توسيع محتمل لقوة المراقبين.

فتح حساب

وفي هذه الأثناء، قال سفير سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري إن بعثته غير قادرة على فتح حساب مصرفي بالولايات المتحدة بسبب العقوبات الأميركية على بلاده.

وأبلغ الجعفري لجنة الميزانية بالأمم المتحدة أن البنك الذي تتعامل معه المندوبية في واشنطن أغلق حساباتها فجأة.

وأضاف “الوفد السوري الآن ليس لديه حساب مصرفي في البلد المضيف. إننا نواجه الآن صعوبات هائلة بينما نبحث عن بنك آخر، وجميع البنوك التي اتصلنا بها رفضت فتح حساب لوفدنا”.

وتابع “نود أن نذكر البلد المضيف بالتزاماته فيما يتعلق بضمان بيئة مناسبة للدول الأعضاء حتى يمكن لتلك الدول الأعضاء أن تقوم بأنشطتها المرتبطة بالأمم المتحدة”.

وحث الجعفري حكومة الولايات المتحدة والأمانة العامة للأمم المتحدة على إيجاد “حل سريع” للمشكلة التي قال إنها تمنع بعثته من أداء وظائفها.

قتلى في جمعة “دمشق موعدنا القريب

                                            وثقت الهيئة العامة للثورة السورية مقتل 18 شخصا اليوم بنيران قوات النظام سقط معظمهم في حماة وحلب، في وقت شهد فيه العديد من المدن والبلدات والقرى السورية مظاهرات في جمعة حملت شعار “دمشق موعدنا القريب” وتعرض بعضها لإطلاق الرصاص موقعا ضحايا، كما شهدت مناطق أخرى عمليات قصف ومداهمات واعتقالات بينها العاصمة دمشق.

وقالت الهيئة العامة للثورة إن ستة قتلى سقطوا في حماة وسط البلاد قضى خمسة منهم ذبحا بالسكاكين في بلدة شيزر ثلاثة منهم أطفال، كما سجل نشطاء الهيئة خمسة قتلى في حلب بينهم طفلان وثلاثة قتلى في حمص وقتيلين في كل من ريف دمشق ودرعا.

وتعرض مظاهرة في منطقة البساتين بحي المزة بدمشق لإطلاق نار من قوات النظام مما أوقع سبعة جرحى، كما اعتقلت تلك القوات عددا من المتظاهرين، في حين هاجمت قوات تابعة للنظام مظاهرة في حي الزاهرة الجديدة بالعاصمة وشنت حملة اعتقالات عشوائية على المتظاهرين كما تظاهر عدد من أنصار الثورة في حيّ القابون وفق الهيئة العامة للثورة.

ومنذ الصباح خرجت مظاهرات في عدد من أحياء دمشق، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وكان متظاهرون في حي نهر عيشة بدمشق قد قطعوا الليلة الماضية عددا من الطرق بإشعال النار في الإطارات، كما وضعوا أحجارا وسط هذه الطرقات لمنع عناصر الأمن والجيش من دخول الحي ومهاجمة المظاهرة.

وفي داريا بريف دمشق شنت قوات النظام –وفق ناشطين- منذ صباح اليوم حملة مداهمات للمنازل واعتقلت عددا من الشبان وسط انتشار أمني كثيف. كما سقط جريحان على الأقل برصاص قناصة في زملكا، وشهدت الضمير بريف دمشق أيضا إطلاق نار متقطعا من قبل قوات الأمن تزامنا مع انطلاق المظاهرة.

ورغم الحصار الأمني والعسكري الشديد خرجت مظاهرة وصفها الناشطون بأنها حاشدة في حرستا بريف دمشق هتف المتظاهرون فيها للمدن المحاصرة والمنكوبة ونادوا بإسقاط النظام.

في غضون ذلك تعرض حيّ الأربعين وحيّ القصور في حماة لقصف وإطلاق نار بالرشاشات الثقيلة، حيث سمع دوي انفجارات تهز المنطقتين مما أسفر عن سقوط جرحى. كما قصفت دبابات قوات النظام –وفق الهيئة العامة- قرية كوكب بحماة بعد محاصرتها صباحا.

وفي حيّ الصابونية بحماة شيّع الأهالي مواطنا قتل برصاص الأمن صباح اليوم. وقبل الدفن أقسم المشيّعون على حماية الثورة السورية والاستمرار فيها حتى النصر. ووثق مجلس قيادة الثورة في حماة خروج 16 مظاهرة في المدينة اليوم تعرضت اثنتان منها لإطلاق النار، في حين تعرضت تسعة أماكن للقصف واعتقل 14 شخصا.

المظاهرات تحدت حملات القمع والتنكيل المستمرة (صورة نشرها ناشطون على الإنترنت)

مظاهرات تتحدى

ورغم الحصار واستمرار عمليات الدهم والاعتقال شهدت عدة محافظات سورية مظاهرات بعد صلاة الجمعة، وهتف المتظاهرون فيها مطالبين بإسقاط النظام ورحيل رئيسه بشار الأسد من درعا جنوبا مرورا بالعاصمة دمشق وريفها وحمص وحماة وإدلب إلى حلب شمالا، ومن دير الزور شرقا حتى اللاذقية على الساحل غربا وفق نشطاء وثقوا ذلك بصور مباشرة ومسجلة بثت على الإنترنت.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بخروج مظاهرات في مدينة حلب بعد صلاة الفجر في أحياء بستان القصر وصلاح الدين وطريق الباب وحي الشعار حيث اعتقل عدد من الشبان، وخرجت مظاهرات مجددا في عدد من أحياء المدينة بعد صلاة الجمعة، كانت كُبراها في حي صلاح الدين وحاولت قوات الأمن تفريقها بإطلاق الرصاص بحسب المرصد.

وقد خرجت مظاهرات في عدة أحياء من حمص، كما شهدت مدينتا تلبيسة والرستن بمحافظة حمص مظاهرات حاشدة بعد صلاة الجمعة تأييدا للثورة السورية. ودعا المحتجّون المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم للجيش السوري الحرّ، في حين سمع تجدد القصف على الحولة والقصير بريف حمص.

وتظاهرت حشود من السوريين في مناطق بصر الحرير وداعل وإبطع والنُعيمة وناحتة بمحافظة درعا في جنوب سوريا. وتعرض المتظاهرون لإطلاق الرصاص في بلدات إنخل والحارة والصنمين وعقربا والشيخ مسكين في درعا وفق نشطاء.

وخرجت مسيرات في أحياء من محافظة دير الزور وفي مدينتي البوكمال والقورية، وفي جسر الشغور وبنش وجبل الزاوية وأريحا بمحافظة إدلب هتف المتظاهرون لرحيل النظام، في حين انتشر الأمن بكثافة في عدة مناطق بمدينة اللاذقية الساحلية وبينها الحرم الجامعي لطلاب جامعة تشرين لمنع خروج مظاهرات.

وكان الجيش السوري الحر قد أعلن أهدافه في بيان وزعه أمس الخميس، وأبرزها “حماية المظاهرات السلمية”، و”مساعدة الشعب السوري في الحصول على حريته”، وإحالة “مرتكبي جرائم الحرب ضد الشعب السوري” إلى المحاكم الدولي.

إطلاق سراح المختطفين اللبنانيين بسوريا

                                            أعلن وزير الصحة اللبناني أن اللبنانيين المختطفين في سوريا أطلق سراحهم وتم نقلهم إلى تركيا، يأتي ذلك في وقت يشهد فيه لبنان توترات أمنية وسياسية بلغت حد إعلان رئيس الحكومة اللبنانية استعداده للاستقالة.

وقال مراسل الجزيرة في لبنان إن طائرة رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري توجهت إلى مطار أدانا التركي لنقل المحررين اللبنانيين، البالغ عددهم أحد عشر شخصا، إلى بلدهم.

وأضاف المراسل أن الحريري اتصل برئيس مجلس النواب نبيه بري وأبلغه أن جميع المحررين أصبحوا بخير.

كما تحادث وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي وطمأنه على وضع مواطنيه الذين احتجزوا من قبل مسلحين بحافلة في سوريا التي دخلوا إليها قادمين من تركيا بعد زيارتهم أماكن دينية في إيران.

وكان رئيس حزب أحرار سوريا الشيخ إبراهيم الزعبي -الذي قام بوساطة لإطلاق المختطفين اللبنانيين- ذكر في وقت سابق الجمعة أنه سيتم الإفراج عنهم خلال ساعات.

يُذكر أن بعض ركاب الحافلة ذكروا أن المسلحين أفرجوا عن النساء واحتجزوا الرجال على أمل مبادلتهم بمعارضين يحتجزهم النظام السوري.

يأتي هذا التطور ليخفض من منسوب الاحتقان الذي يشهده الشارع اللبناني، لكن التوتر السياسي يبدو على العكس في نسق متصاعد.

استقالة مشروطة

فقد أعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن استقالة حكومته ستكون على طاولة الحوار بين الفرقاء اللبنانيين، التي دعا إلى عقدها الرئيس ميشال سليمان في الأسبوع الثاني من يونيو /حزيران المقبل، على أن يكون الحوار دون شروط مسبقة.

وقال ميقاتي في تصريح نشرته صحيفة اللواء، تعليقا على مطالبة المعارضة بحكومة إنقاذ حيادية تخلف حكومته، إن الإنقاذ لا يكون بتغيير الحكومة، بل بحوار واضح وصريح ومفتوح للاتفاق على كل الأمور، على حد تعبيره.

وتابع ميقاتي القول “لا يمكن أن اترك البلد في حالة فراغ، وهذا الأمر ليس تمسكاً بالكراسي”.

وكان رئيس الجمهورية ميشال سليمان أعلن أنه سيدعو خلال يومين الفرقاء اللبنانيين إلى استئناف جلسات الحوار الوطني في يونيو/ حزيران المقبل.

وقالت المعارضة اللبنانية من جهتها إنها ستقدم لرئيس الجمهورية مبادرة من بنودها استقالة الحكومة الحالية، وتشكيل حكومة إنقاذ حيادية بصفتها الخطوة الأولى الإلزامية لإطلاق حوار من خلال مؤتمر وطني يجنب لبنان خطر التفكك والانهيار.

وأعلنت أنها ستتوجه في القريب العاجل إلى الرئيس اللبناني ميشال سليمان “بمبادرة للتصدي لما وصفته بـ” المؤامرة على لبنان”، كما أكدت “دور الجيش بصفته المؤسسة الضامنة للوحدة الوطنية”، وشددت على ضرورة “إبعاد لبنان عن سياسة المحاور الإقليمية والدولية”.

وصول اللبنانيين المختطفين في سوريا إلى تركيا

المجموعة التى اسرتهم كانت تظن ان الحافلة تقل جنود ومعدات للنظام السوري

العربية.نت

تم الإفراج عن اللبنانيين الذين اختطفوا قبل عدة أيام قرب مدينة حلب ووصلوا إلى الحدود السورية التركية، ومن المرتقب أن يعودوا جواً إلى لبنان بمساعدة رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري.

وكشف أمين عام حزب أحرار سوريا الشيخ إبراهيم الزعبي الذي يتوسط في المسألة لقناة “العربية” أن المجموعة التي اختطفت اللبنانيين لم تكن منظمة وغير تابعة لأية جهة، لا الجيش السوري الحر ولا لجماعات إسلامية، رافضا وصف الخاطفين بقطاع الطرق.

وشرح أن الخاطفين نفذوا عمليتهم إثر معلومات خاطئة ظناً منهم أن الحافلة كانت تقل جنودا أو معدات لدعم النظام السوري، وبعد يقينهم بخطئهم تعاونوا معه كما مع ثوار سوريا وكانوا حريصين على إيصال اللبنانيين الى جهة أمنية في أسرع وقت ممكن.

النظام السوري أعاق عملية التسليم

وأكد أنه من كان يحول دون تسلم اللبنانيين إلى دولتهم بشكل سريع وآمن هو النظام السوري، بجنوده وشبيحته المنتشرين على الأراضي السورية كما وبسبب القصف العنيف الذي يقوم به. وأضاف أنه تم تسليم اللبنانيين الى تركيا لأن الطريق إلى هذه الدولة كان أكثر أمناً خاصةً منذ سيطر الجيش السوري الحر على المنطقة الشمالية من سوريا.

وكشف أن رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري يتواصل حالياً مع السلطات التركية للعودة باللبنانيين الى ديارهم عبر طائرته الخاصة.

وكان 12 لبنانياً شيعياً قد اختطفوا قرب حلب الثلاثاء الماضي عندما أوقف مسلحون الحافلة التي كانت تقلهم مع مجموعة من الزوار الشيعة العائدين من زيارة أماكن دينية في إيران إلى لبنان قادمين عبر الحدود التركية. وتم الإفراج عن النساء بينما احتجز الرجال كرهائن.

نزع فتيل الأزمة

ومن جهته اعتبر الكاتب السياسي في جريدة الجمهورية أسعد بشارة أن الإفراج عن الرهائن ينزع فتيل أزمة كبيرة، كاشفاً أن الاتصالات للإفراج عنهم تعدت حزب الله والجيش السوري الحر، لتصل الى تركيا وغيرها من القوى الإقليمية، كما بعض الجهات الدينية.

وفي هذا السياق ذكر بشارة أن حزب الله تجنب اتهام الجيش السوري الحر بهذه العملية وساهم بنزع فتيل الأزمة المحتملة عبر خطاب مهدئ للأمين العام حسن نصرالله.

وحمل بشارة الفوضى والانفلات اللذين يعمان مدينة حلب وريفها مسؤولية هذا الحادث واعتبر أنه ليس من مصلحة الجيش الحر أصلاً أن يقوم بمثل هذه العملية التي وصفها بالمعقدة.

33 قتيلا في سوريا.. والمظاهرات تعم دمشق ومناطق عدة

والطيران الحربي يغير على مناطق غالبية سكانها من الأكراد

العربية.نت

قتل 33 مدنياً اليوم في سوريا، أغلبهم في مجزرة شيزر في ريف حماة، بحسب لجان التنسيق المحلية، بينما شهدت أحياء عدة في دمشق ومدن أخرى تظاهرات حاشدة تطالب بإسقاط النظام في جمعة “دمشق موعدنا القريب”.

ومنذ الصباح الباكر خرجت تظاهرات في عدد من أحياء دمشق وريفها، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

كما أظهر شريط فيديو آخر تظاهرة في بلدة السبينة في ريف دمشق حملت خلالها لافتة كتب عليها “شاركوا في اختيار ساحة إعدام رئيس الشبيحة بشار”، وهتف المتظاهرون “الشعب يريد تسليح الثوار”.

وأفاد المرصد عن خروج تظاهرات بعد صلاة الفجر في مدينة حلب (شمالا) في أحياء بستان القصر وصلاح الدين وطريق الباب وحي الشعار، حيث اعتقل أكثر من عشرة شبان.

استمرار القصف

واستمر اليوم قصف جيش النظام للبلدات التي تنطلق منها التظاهرات كما استمرت أعمال العنف فقتل مواطن بعد منتصف ليل أمس في حي الصابونية في مدينة حماة إثر إطلاق رصاص عشوائي، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وفي ريف حماة، قتل أربعة مواطنين في بلدة شيزار بينهم ثلاثة فتيان “إثر إطلاق نار عليهم في خيمة داخل مزرعتهم في شيزار، وطعن أحدهم بالسكاكين”، بحسب المرصد الذي أشار إلى اشتباكات في سهل الغاب في ريف حماة بين القوات النظامية ومجموعات منشقة تسبب بجرح عدد من الجنود وإعطاب آلية عسكرية.

قصف مناطق الأكراد

وفي تطور سوري آخر، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مروحيات عسكرية سورية قصفت للمرة الأولى بلدات غالبية سكانها من الأكراد في منطقة اللاذقية (شمال غرب) على مقربة من الحدود مع تركيا، ما أدى الى وقوع عدد كبير من الجرحى.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لـ”فرانس برس” “إن المنطقة المستهدفة بالقصف الجوي تعرف باسم جبل الأكراد وهي جبلية وعرة لا تستطيع الآليات العسكرية دخولها بسهولة” مشيرا الى سقوط نحو 25 جريحا على الأقل.

وأضاف عبد الرحمن أن البلدات التي تعرضت لقصف المروحيات في هذه المنطقة هي كنسبا وكبانة ومرج الزاوية والدويركة وجميعها تابعة لمحافظة اللاذقية.

وأفاد المصدر نفسه “أن المروحيات كانت في السابق تكتفي بالتحليق في أجواء هذه المنطقة من دون قصف، ويرجح أن قصفها هو للتمهيد للدبابات وناقلات الجند للتقدم الى بلدات هذه المنطقة الوعرة”، مؤكدا أن “القصف يتم على أهداف محددة تتمركز فيها عناصر مقاتلة”.

ومن جهة أخرى قال أحمد فوزي المتحدث باسم كوفي عنان لوكالة “رويترز” اليوم الجمعة إن الوسيط الدولي سيزور سوريا قريبا في ما ستكون أول زيارة له للبلاد منذ أن عرض خطة السلام التي يرعاها على الحكومة السورية أوائل شهر مارس/آذار الماضي.

إلا أن فوزي أحجم عن الكشف عن موعد أو أي تفاصيل عن الزيارة لأسباب أمنية، حسب قوله.

33 قتيلا بجمعة “دمشق موعدنا القريب”

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قالت لجان التنسيق المحلية إن 33 شخصا قتلوا بنيران قوات الأمن في مختلف المدن السورية في جمعة “دمشق موعدنا القريب”، بينما ذكر ناشطون أن 14 قتلوا في مدينة حماة وسط البلاد.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن قوات النظام دكت أحياء جوبر في ريف دمشق بقذائف المورتر، كما أظهرت صور بثها نشطاء قوات مكافحة الشغب وهي تستعد لدهم الأحياء المجاورة وسط إطلاق نار كثيف.

واضاف المرصد أن مروحيات عسكرية قصفت بلدات على مقربة من الحدود مع تركيا.

وأضاف النشطاء أن قصفا طال مباني سكنية في دوما كما أظهرت مشاهد بثت دخانا كثيفا يغلف منارة أحد المساجد.

في الوقت نفسه تكررت تظاهرات الجمعة في مناطق بصرى الشام بدرعا، وفي الهامة والميدان وركن الدين في دمشق وريفها حيث طالب المحتجون بإسقاط النظام.

وتزامن الحراك الشعبي مع حراك مسلح جسده إعلان تشكيل كتيبة أسود الله للدفاع عن الأهالي في ريف دمشق.

برلماني سوري: صفقة دولية لحسم الأزمة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال عضو مجلس الشعب السوري عمر أوسي الجمعة إن ثمة صفقة دولية كبيرة يجري تخطيطها بين من أسماهم “دول الممانعة” و”دول الغرب الاستعماري” عبر البوابة الروسية لحسم الأزمة في سوريا.

وتوقع أوسي الذي ينتمي إلى الأقلية الكردية في حوار مع سكاي نيوز عربية، أن تسفر جولة المباحثات المقبلة الخاصة بالملف الإيراني النووي بين طهران ودول خمسة + واحد، المقرر عقدها في العاصمة الروسية موسكو، عن حزمة اتفاقات على مستوى المنطقة، من بينها الوضع في سوريا.

وحول المطالبات بمحاكمة النظام السوري أمام محكمة الجنايات الدولية، قال أوسي إن من يجب محاكمتهم هم “الدول التي تتآمر على سوريا في حرب كونية”، و”الخلايا الإرهابية المسلحة” و”المجلس الغير وطني” فضلا عن أنظمة الحكم في تركيا وعدة دول خليجية على حد قوله.

واعتبر أن هناك تحول دولي وأممي تجاه الموقف من سوريا بعد استخدام كافة الوسائل المشروعة وغير المشروعة ليس فقط لإسقاط النظام في سوريا وإنما لتحويلاها إلى دويلات وتخريب بنيتها التحتية حسب ما قال.

الزعبي: لم تُدفع فدية لإطلاق رهائن لبنان

بيروت ـ أبوظبي ـ سكاي نيوز عربية

نفي الشيخ إبراهيم الزعبي أمين عام حزب أحرار سوريا دفع أي فدية في سبيل إطلاق الرهائن اللبنانيين الذين أطلقوا الجمعة في سوريا، وسلموا إلى السلطات التركية.

وقال الزعبي في حديث لسكاي نيوز عربية إن انتشار من وصفهم بالشبيحة والمسلحين حال دون إتمام الصفقة على وجه السرعة.

وأضاف أن المختطفين قاموا بتوصيل الرهائن إلى الحدود التركية وذلك اعترافا منهم بالخطأ، حيث يتولى الملف حاليا رئيس تيار المستقبل سعد الحريري.

لكن رئيس المؤسسة اللبنانية للديمقراطية وحقوق الإنسان نبيل الحلبي صرح من جانبه لسكاي نيوز عربية إن فدية مالية دفعت للخاطفين من قبل “طرف لبناني” مقابل الإفراج عن المختطفين اللبنانيين.

وقال الحلبي إن الجهة الخاطفة ليست سياسية بل مجموعة من المهربين وقطاع الطرق، ومن الطبيعي أن “تطالب بمبلغ مالي مقابل إطلاق سراحهم”.

وأفادت مصادر سكاي نيوز عربية أن الطائرة الخاصة التي تقل المختطفين اللبنانيين المحررين غادرت تركيا صوب مطار رفيق الحريري الدولي بالعاصمة اللبنانية بيروت.

وكان متحدث باسم أمين عام حزب أحرار سوريا، أكد نبأ إطلاق سراح الأسرى في تصريح رسمي الجمعة.

وأكد متحدث باسم الشيخ إبراهيم الزعبي، رئيس حزب أحرار سوريا، الذي توسط للإفراج عن المخطوفين نبأ إطلاق سراحهم في تصريح نقلته وكالة رويترز.

يشار إلى أن 12 لبنانياً كانوا قد اختطفوا بينما كانوا في حافلة بالقرب من حلب، شمالي سوريا، وتبادل الجيش السوري الحر وأركان في النظام السوري الاتهامات باختطافهم.

واتهم الجيش السوري الحر “النظام السوري” بالوقوف وراء عملية خطف “زوّار شيعة لبنانيين” في منطقة أعزاز بالقرب من مدينة حلب، كاشفا أن المنطقة تعرضت لعملية قصف عنيف من جانب الجيش النظامي بعد حادثة الخطف.

وفي اتصال مع سكاي نيوز عربية، قال أمين السر في الجيش السوري الحر، النقيب عمار الواوي، إن “النظام السوري قاتل يقوم بالتفجير والقتل والاعتقال والاختطاف”، وحث المجتمع الدولي على التدخل لوقف إراقة الدم في سوريا.

بينما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام أن الجيش السوري الحر أوقف حافلة “بدر الكبرى” التي كانت تقل 50 مواطناً لبنانياً كانوا عائدين من زيارة إلى إيران، فأنزلوا الرجال واحتجزوهم، فيما تركوا النساء يكملن طريقهن إلى لبنان.

من جانبها، اعتبرت لجان التنسيق المحلية المعارضة أن عملية الخطف جاءت “في سياق تصعيد النظام الحساسيات المذهبية لإشعال المنطقة بنار نزاعات أهلية تتيح له فرصة تقديم نفسه مرة أخرى كمن يطفئ الحرائق”.

مسؤول فاتيكاني: ننتظر توجيهات البابا لمساعدة مسيحيي سوريا

الفاتيكان (25 أيار/مايو) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

قال مسؤول فاتيكاني “إننا ننتظر الكلمات النبوية للحبر الأعظم في الإرشاد الرسولي لما بعد السينودس، والذي سيسلمنا إياها البابا بندكتس السادس عشر رسميا في لبنان خلال زيارته لها خلال شهر أيلول/سبتمبر المقبل”، بشأن كيفية مساعدة المسيحيين في سوريا والشرق

وفي تصريحات لوكالة أنباء (فيدس) الفاتيكانية الجمعة، أضاف الرئيس الوطني للأعمال الإرسالية البابوية في سوريا الأب جول بغداساريان أن “المسيحيين في الشرق الأوسط يأملون أن يكون لرسالة البابا تأثيرا على الشرق والغرب”، وأن “تتمكن من فتح آفاق جديدة دون قطع جذور الماضي”، فقد “حان الوقت أن تعود الكنيسة مرة أخرى للتنفس بكلتا رئتيها”، استشهادا بالكلمات الشهيرة للبابا الراحل يوحنا بولس الثاني

ولفت الأب بغداساريان إلى أن مسيحيي الشرق يعيشون في بلدان غالبية سكانها تدين بالإسلام”، وبالتالي فأن “مصيرهم يرتبط بتلك البلاد ونوع الإسلام الذي يحكم فيها”، والذي “ينبغي عليه أن يعترف المؤمنين من أتباع الديانات الأخرى بدورهم وبمواطنتهم الكاملة، لا أن يدعم أنظمة يعيش المسيحيون في ظلها، كما كانت الحال عليه في العصور الوسطى، كذميين أي يمتلكون حقوقا محدودة” على حد ذكره

وأشار المسؤول الفاتيكاني إلى أن “ما ننتظره من إخواننا في الغرب لا يقتصر على الدعم المادي، بل التفهّم والاحترام والتعاطف والصلاة أيضا”. أما بشأن أوضاع المسيحيين في سوريا، فقد قال إن “المسيحيين هنا يمتعون بكرامتهم، وهم مواطنون على قدم المساواة مع المواطنين المسلمين الذين يشكلون الأغلبية”، مؤكدا أن “سوريا ولبنان يمثلان البلدين العربيين الذين يلقى فيهما المسيحيون تعاملا أفضل”، وإختتم بالإعراب عن “الأمل بمستقبل سلمي لبلدنا” على حد تعبيره

سوريا: الهليوكوبترات تقصف مناطق جبلية باللاذقية

قال ناشطون سوريون ان طائرات هليوكوبتر حربية قصفت الجمعة مواقع لجماعات المعارضة المسلحة في منطقة اللاذقية شمال غربي البلاد قرب الحدود مع تركيا، ما اسفر عن اصابة 20 شخصا على الاقل.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، ومقره لندن، ان “هذه هي المرة الاولى التي تستهدف فيها هذه المنطقة، التي تعرف بجبال الاكراد، بالقصف الجوي”.

واضاف مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان المنطقة جبلية شديدة الوعورة يصعب على الدبابات والمدرعات التحرك فيها.

من جانب آخر قال المرصد إن معاقل المعارضة المسلحة تتعرض لقصف القوات الحكومية، في وقت تتواصل فيه نشاطات الاحتجاج الجمعة في انحاء البلاد رفضا لنظام حكم الرئيس السوري بشار الاسد.

وقال المرصد ان الجيش السوري قصف ضاحيتي القصور وجوبار في محافظة حمص.

واوضح المرصد ان احتجاجات الجمعة انطلقت من دمشق وحلب ودرعا في الجنوب، الى جانب اماكن اخرى.

افراج عن محتجزين

من جانب آخر قال مكتب رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي الجمعة انه حصل على تأكيدات من تركيا بان اللبنانيين المحتجزين في سوريا اطلق سراحهم وفي طريقهم الى بيروت.

وقال احد مساعي ميقاتي ان “رئيس الوزراء تلقى اتصالا هاتفيا من داود اوغلو (وزير الخارجية التركي) قال فيه ان اللبنانيين المحتجزين في سوريا بخير وفي طريقهم الى بيروت”.

يشار الى ان نحو 12 رجلا شيعيا من لبنان احتجزوا في سوريا بعد ان كانوا في طريقهم من ايران الى تركيا ودخلوا الاراضي السورية، لكن الاطفال والنساء ممن كانوا معهم لم يحتجزوا.

وتسببت عملية الاحتجاز في احتجاجات داخل المناطق الشيعية في بيروت، وهو ما دعا البعض الى التعبير عن مخاوف اندلاع عنف طائفي مجددا في لبنان.

ميدانيا ذكرت مصادر المعارضة السورية قبل ذلك ان حصيلة القتلى الخميس بلغت نحو 29 قتيلا، في وقت اتهمت فيه لجنة تحقيق منتدبة من الامم المتحدة القوات النظامية السورية بارتكاب معظم الانتهاكات في البلاد.

زيارة عنان

في هذه الاثناء توقع دبلوماسيون بالامم المتحدة أن يتوجه وسيط الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان الي سوريا قريبا -ربما قبل نهاية الشهر الحالي- للاجتماع مع مسؤولين سوريين في مسعى لانقاذ مبادرته لوقف اطلاق النار التي لا يبدو ان الجانبين، الحكومة والمعارضة، متقيد بها.

وكان من المتوقع ان يؤدي وقف لاطلاق النار تم التوصل اليه بوساطة عنان ودخل حيز التنفيذ في 12 ابريل/ نيسان إلي تعليق انتفاضة بدأت باحتجاجات سلمية لكنها أخذت طابعا عسكريا متزايدا.

وتدعو خطة عنان للسلام المؤلفة من ستة بنود الي هدنة وانسحاب القوات والاسلحة الثقيلة من المدن ونشر قوة المراقبة والى حوار بين الحكومة والمعارضة يهدف الى تحقيق “تحول سياسي” يقوده السوريون.

BBC © 2012

نشطاء- قوات الأمن السورية تقتل أربعة محتجين

بيروت (رويترز) – قال نشطاء إن قوات الأمن السورية فتحت النار على محتجين معارضين للحكومة يوم الجمعة فقتلت أربعة منهم على الأقل.

وأضافوا أن ثلاثة قتلوا في مدينة حلب بشمال البلاد وقتل مراهق في ضاحية عربين بدمشق بعد صلاة الجمعة.

وقال ناشط ان اربعة من اعضاء ميليشيا موالية للرئيس السوري بشار الاسد قتلوا في حادث عربين.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن شخصين قتلا جراء قصف تعرضت له منطقة الحولة في محافظة حمص. وقالت وكالة الانباء العربية السورية (سانا) ان “ارهابيين” قتلوا ستة اشخاص مساء الخميس بقنبلة زرعت في مدينة حمص.

ولم ترد تأكيدات مستقلة للانباء الواردة من سوريا التي تفرض قيودا صارمة على عمل الصحفيين خلال الانتفاضة المستمرة منذ 14 شهرا.

وتصف دمشق الاضطرابات بأنها مؤامرة “ارهابية” تدار من الخارج في اشارة إلى السعودية وقطر اللتين اعلنتا رغبتهما في تسليح المعارضة السورية.

(إعداد ابراهيم الجارحي للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)

الإفراج عن اللبنانيين المختطفين في سوريا

بيروت (رويترز) – قال رئيس الوزراء اللبناني وداعية إسلامي توسط للإفراج عن لبنانيين احتجزوا رهائن في سوريا إنه تم يوم الجمعة الإفراج عنهم وإنهم في طريقهم إلى بيروت.

وكان الشيعة اللبنانيون من بين مجموعة من الزوار في طريق عودتهم من إيران إلى لبنان يوم الثلاثاء عندما أوقف مسلحون حافلتهم بعد أن دخلت الأراضي السورية قادمة من تركيا. وأدى الخطف إلى احتجاجات في المناطق الشيعية في بيروت وأثار مخاوف من أن يشعل حربا طائفية في لبنان.

وقال مساعد لرئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي إن ميقاتي تلقى تأكيدا من تركيا بإطلاق سراح الرهائن.

وقال المساعد لرويترز “تلقى رئيس الوزراء اتصالا هاتفيا من (وزير الخارجية التركي أحمد) داود أوغلو (يبلغه) بأن الرهائن اللبنانيين في سوريا بخير وبأنهم في طريقهم إلى بيروت.”

وقال الشيخ إبراهيم الزعبي الداعية الإسلامي الذي توسط في الإفراج عن الرهائن ومسؤولون لبنانيون إن العدد الإجمالي للرهائن 11 رهينة ليحسموا تقارير سابقة متضاربة بشأن عددهم.

وكان المسلحون الذين احتجزوا الزوار أطلقوا سراح النساء اللاتي كن في الحافلة وقال بعضهن إن الخاطفين يريدون مبادلة الرهائن بمعارضين محتجزين في السجون السورية.

وتدفق سكان في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت وهي معقل لحزب الله حيث يعيش الرهائن إلى الشوارع للاحتفال مع أسر الرجال المحتجزين. وأطلقت النساء الزغاريد ونثرن الأرز في حين أطلق آخرون الألعاب النارية.

وقال مساعد لرئيس الوزراء السابق سعد الحريري إن الرهائن المفرج عنهم سينقلون إلى بيروت جوا على متن طائرة خاصة بالحريري. والحريري خصم سياسي لحزب الله الذي نظم مظاهرات حاشدة ضد حكومته مما أدى إلى سقوطها.

(إعداد أشرف راضي للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

عضو مجلس وطني مستقيل: الإخوان يضعون واجهات علمانية ويبتزون الشارع في الظل

معن عاقل- خاص كلنا شركاء

قال عضو المجلس الوطني المستقيل جوان اليوسف إن سيطرة الإخوان المسلمين على المجلس هو المشكلة الأساسية التي يعاني منها سيما، أن الإخوان يستخدمون واجهات عقلانية وليبرالية لتنفيذ سياساتهم ولتحميلها مسؤولية الفشل كما حدث لبرهان غليون، مضيفاً أنهم يرفضون أي مبدأ ديمقراطي، وأن القسمة تجري على مقاس العلاقات الشخصية ولا ترتقي حتى إلى مستوى المحاصصة، مستطرداً أن الإخوان يمارسون هذا الدور بشكل هادف لإظهار عجز التيارات العلمانية ولعقلانية بينما هم يعملون في الظل من أجل ابتزاز الشارع عن طريق سيطرتهم على الاغاثة وجزء كبير من المساعدات وإرغامه على الوقوف في صفهم، مشيراً أن المساعدة التي تبرع بها المجلس الانتقالي الليبي لم تصرف لأن الإخوان رفضوا أن تصل إلى تيارات في الثورة السورية غير موالية لهم، كالهيئة العامة للثورة السورية ولجان التنسيق، لأن الليبيين اشترطوا لصرف المبلغ أن يذهب كله للداخل، وأن معونة أخرى وصلت للمجلس بقيمة 15 مليون دولار من دول الخليج صرف منها نحو مليوني دولار على الاغاثة، ومليون دولار على الاجتماعات والمؤتمرات، متسائلاً ماذا يفعل المجلس بالمبلغ المتبقي في حوزته ؟!!

وأكد اليوسف أن المكتب التنفيذي ورئيس المجلس يسيطرون على كل شيء وأنه لا دور لأعضاء المجلس، مضيفاً أن النكتة هي أنهم لا يعرفون أسماء الأعضاء والدليل أنهم بعد تقديمي استقالتي على الاعلام بشهر اتصلوا بي ليسجلوا اسمي وعنواني من أجل ابلاغي عن اجتماعات مزمعة للمجلس.

واختتم اليوسف أن بنية المجلس السوري ومنطقه لا يختلف بشيء عن منطق النظام السوري، وأن القائمين عليه لا علاقة لهم بروح الثورة السورية ولا الشعب السوري، مع أنهم يسوقون أنفسهم على أنهم من قاموا بالثورة، في حين أنهم عبارة عن مجموعة انتهازيين ركبوا موجتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى