أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 29 أيار 2015

 

«صائد الإرهابيين» يبايع «داعش» احتجاجاً على دعم موسكو الأسد

لندن، موسكو، بيروت – «الحياة»، رويترز، أف ب

أعلن القائد السابق للقوات الخاصة في طاجيكستان غولمرود حليموف، أنه بايع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) «للاعتراض على سياسة حكومته والحكومة الروسية إزاء المسلمين»، في وقت انفجرت مقاتلتان حربيتان في مطار يحاول «داعش» السيطرة عليه وسط سورية. وتحدث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن «تقارب» مع واشنطن إزاء ضرورة الحل السياسي للأزمة السورية.

وظهر حليموف، أحد أشهر رجال القوات الخاصة في طاجيكستان وعُرف بأنه «صائد الإرهابيين»، في شريط فيديو أمس يعتقد أنه تم تصويره في مدينة الرقة التي أعلنها زعيم التنظيم «أبو بكر البغدادي» عاصمة «الخلافة» في حزيران (يونيو) الماضي. وهذا هو الظهور الأول لحليموف منذ اختفائه قبل حوالى شهرين، حيث بدا أمس مرتدياً ملابس سوداء حاملاً بندقية كلاشنكوف ملفوفة بقماش. وظهر في إحدى اللقطات بين مقاتلين آخرين بدت ملامحهم عربية. وقال المنشق الطاجيكي إنه خضع لدورات تدريبية لقتال المسلحين في الولايات المتحدة، لكنه وصف هذه التدريبات بأنها تكشف عن نية أميركا لقتل المسلمين.

وذكرت «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي)، أن حليموف انضم إلى «داعش» احتجاجاً على سياسة حكومة بلاده ضد المسلمين. كما أعرب عن خيبة الأمل من الشرطة الطاجيكية وتحدث عن معاناة آلاف الطاجيك المهاجرين الذين يعملون في روسيا.

ووفق تقارير الاستخبارات الغربية، يوجد في سورية والعراق حوالى 20 ألف أجنبي يقاتلون مع المتطرفين، 17 في المئة منهم جاؤوا من دول الاتحاد السوفياتي السابق، بينهم «عمر الشيشاني» مسؤول الحرب لدى «داعش».

في وسط سورية، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أنه سمع دوي انفجارين في مطار التيفور العسكري الواقع في ريف حمص الشرقي نتيجة انفجار طائرتين في المطار أثناء حشوهما بالذخيرة، وأسفر الانفجار عن مقتل 5 عناصر على الأقل من قوات النظام وإصابة 9 آخرين بجروح خطرة، علماً أن «داعش» يحاول السيطرة على هذا المطار. وقال نشطاء معارضون إن عناصر التنظيم دمروا المقاتلتين وهما من طراز «سوخوي».

وتقدم مقاتلو المعارضة في مدينة أريحا، آخر مدينة خاضعة لسيطرة النظام في محافظة إدلب. وقال «المرصد» إن مقاتلي «جيش الفتح» اقتحموا أريحا بعد قصف مكثف، فيما أشار نشطاء معارضون إلى سيطرة المعارضة على بلدة كفرنجد قرب أريحا.

في موسكو، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: «أعتقد أن مواقفنا مع الولايات المتحدة تتقارب. أولاً وقبل كل شيء، في ما يتعلق بالتصريحات بأنه لا يمكن أن يكون هناك بديل من الحل السياسي في سورية»، لكنه انـــتقد واشنطن لدعمها بعض جماعات المعارضة المسلحة التي تقاتل الرئيس بشار الأسد وقال إن روسيا تعتبر أن هذا النهج «يتسم بقصر النظر».

من جهة أخرى، اعتبر نائب وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبداللهيان المناقشات في شأن إنشاء منطقة حظر جوي (فوق سورية) «تكراراً لأخطاء سابقة»، وقال إن هذا الطرح لا يساعد على الأمن والاستقرار الإقليميين.

وأضاف الاتحاد الأوروبي مسؤولاً عسكرياً سورياً رفيعاً إلى قائمة العقوبات التي سبق أن فرضها على مسؤولين سوريين، وقرر تمديد هذه العقوبات عليهم لعام آخر.

 

«جيش الفتح» يسيطر على مدينة أريحا في إدلب… وقوات النظام تنسحب

بيروت – أ ف ب

سيطرت “جبهة النصرة” وحلفاؤها مساء اليوم (الخميس) على أريحا آخر المدن في محافظة إدلب، وشوهدت عشرات الآليات التابعة لقوات النظام السوري تنسحب من المدينة، حسبما ذكر “المرصد السوري لحقوق الانسان”.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن “جيش الفتح (جبهة والنصرة وفصائل اخرى في المعارضة المسلحة) سيطر بشكل كامل على مدينة أريحا بعد هجوم خاطف، انتهى بانسحاب كثيف لقوات النظام وحلفائه من حزب الله عبر الجهة الغربية للمدينة”.

واضاف عبد الرحمن أن “الهجوم كان خاطفاً، ولم يستغرق الا بضع ساعات. ان سقوط المدينة بهذه السرعة امر مفاجىء ومستغرب. فقد تجمعت فيها كل القوات التي انسحبت خلال الاسابيع الاخيرة من مدينتي ادلب وجسر الشغور ومعسكري القرميد والمسطومة”.

وتابع: “كان في المدينة أيضاً عناصر من حزب الله، لذلك كان المتوقع ان تكون المعركة قاسية”، مشيرا الى ان “عشرات الاليات المحملة بالعناصر شوهدت تنسحب من المدينة في اتجاه بلدة محمبل الواقعة الى جنوب غرب اريحا”.

وبذلك، يكون النظام خسر اهم معاقله في محافظة ادلب (شمال غربي)، ولا يزال يحتفظ بمطار ابو الضهور العسكري الواقع على بعد اكثر من عشرين كيلومترا جنوب غربي اريحا، وقريتي الفوعة وكفرية الشيعيتين، بالاضافة الى بعض البلدات الصغيرة والحواجز العسكرية.

 

ظريف يدعو الغرب إلى الواقعية

أثينا، فيينا، طهران – أ ب، رويترز، أ ف ب

حذرت إيران أمس الدول الست المعنية بملفها النووي من «أوهام» انتزاع «مطالب مبالغ فيها»، معربة عن أملها بالتوصل إلى اتفاق نهائي «خلال فترة معقولة».

وأعرب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن أمله بـ «التوصل إلى اتفاق نهائي خلال فترة معقولة». وأضاف بعد لقائه نظيره اليوناني نيكوس كوتزياس في أثينا: «لتحقيق ذلك، على الأفراد أن يكونوا واقعيين، وأن يضعوا أرجلهم على أرض صلبة، لا في أوهام». وأشار إلى أن طهران لن تقبل تسوية «ليست محترمة أو تحفظ كرامتها». وتابع: «على الطرفين الفوز معاً أو الخسارة معاً. إيران بتاريخها الممتد آلاف السنين، لن تخضع لترهيب».

وزاد: «إذا احترم الجانب الآخر ما اتُفِق عليه في لوزان، وحاول وضع مسودة قابلة للحياة لاتفاق شامل مع إيران، على أساس الاحترام المتبادل، سنتمكّن من الوفاء بالمهلة» التي تنتهي في 30 حزيران (يونيو) المقبل. واستدرك: «إذا أصرّت القوى العالمية على مطالبها المبالغ فيها، وعلى إعادة التفاوض، سيكون صعباً تصوّر احتمال التوصل إلى اتفاق، ولو من دون وجود مهلة أخيرة».

وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس نبّه إلى أن بلاده «لن تقبل اتفاقاً» مع طهران إذا لم يتضمن إشارة واضحة إلى «إمكان إجراء عمليات تفتيش في كل المنشآت الإيرانية، بما في ذلك المواقع العسكرية»، علماً أن مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي يرفض ذلك.

وسيلتقي ظريف وزير الخارجية الأميركي جون كيري في جنيف غداً، علماً أن عباس عراقجي، نائب الوزير الإيراني، ونظيرتيه الأميركية ويندي شيرمان والأوروبية هيلغا شميد، أجروا محادثات في فيينا أمس.

وأعلنت الخارجية الأميركية أن شيرمان، أبرز المفاوضين الأميركيين مع طهران، ستتخلى عن منصبها بعد انتهاء المحادثات، وإبرام اتفاق نهائي يطوي الملف النووي الإيراني. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن شيرمان قولها: «إنهما سنتان طويلتان»، في إشارة إلى مفاوضات مطولة ومعقدة مع الإيرانيين أفضت إلى اتفاقين موقتين في جنيف ولوزان. ولفت كيري إلى دور «حاسم» أدته شيرمان في المفاوضات النووية، مشيداً بـ «مثابرتها ومهارتها».

في باريس، أعلن «المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية»، الجناح السياسي لـ «مجاهدين خلق»، أبرز تنظيم معارض للنظام الإيراني في الخارج، أن طهران «تواصل تعاونها» مع كوريا الشمالية لتطوير «رؤوس نووية وصواريخ باليستية»، معتبراً أن «إيران لا تعتزم التخلي عن سعيها إلى امتلاك أسلحة نووية».

ونقل المجلس عن «مصادر داخل النظام الإيراني»، بما في ذلك «الحرس الثوري»، أن وفداً من وزارة الدفاع الكورية الشمالية يضم سبعة «خبراء في الرؤوس النووية والصواريخ الباليستية»، زار سراً في نيسان (أبريل) الماضي، مجمّع الإمام الخميني، وهو موقع تابع لوزارة الدفاع الإيرانية شرق طهران. وأضاف أن «الوفد هو البعثة النووية والباليستية الثالثة من كوريا الشمالية التي تزور ايران عام 2015»، مشيراً إلى أن وفداً يضم تسعة أعضاء سيعود إلى طهران في حزيران.

وذكر المجلس أن طهران ترسل غالباً خبراء نوويين إلى بيونغيانغ، لافتاً إلى أن محسن فخري زاده، أبرز مهندسي البرنامج النووي الإيراني، كان في كوريا الشمالية في 12 نيسان 2013، بالتزامن مع ثالث تجربة نووية نفذتها الدولة الستالينية.

 

المعارضة سيطرت على أريحا آخر معاقل النظام في إدلب لافروف يرى تقارُباً بين موسكو وواشنطن حيال سوريا

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب، أ ش أ)

سيطر “جيش الفتح” الذي يضم جماعات سورية معارضة ابرزها “جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة” على اريحا آخر مدينة كان ينتشر فيها الجيش السوري، فيما أفاد مسؤول أميركي إن الجيش الأميركي بدأ تدريب مقاتلين من المعارضة السورية في تركيا لمحاربة تنظيم “الدولة الاسلامية”.

 

وقال “جيش الفتح” إنه استهدف بالقذائف والمدفعية مواقع لقوات النظام في اريحا، مما أسفر عن تدمير دبابة وقتل عدد من الافراد، بينما بثت قناة “الجزيرة” الفضائية القطرية أن دبابات النظام السوري انسحبت من مناطق تمركزها في أريحا إلى منطقة أورم الجوز.

وأفاد ناشطون أن “جيش الفتح” سيطر أيضا على بلدة كفرنجد غرب أريحا، تزامنا مع اشتباكات عنيفة في محيطها وسط غارات جوية على جبل الأربعين.

وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له: “سيطر جيش الفتح بشكل كامل على مدينة اريحا بعد هجوم خاطف انتهى بانسحاب كثيف لقوات النظام وحلفائه من حزب الله عبر الجهة الغربية للمدينة”.

واضاف:”كان الهجوم خاطفا، ولم يستغرق الا بضع ساعات. ان سقوط المدينة بهذه السرعة امر مفاجىء ومستغرب. فقد تجمعت فيها كل القوات التي انسحبت خلال الاسابيع الاخيرة من مدينتي ادلب وجسر الشغور ومعسكري القرميد والمسطومة”.

وأوضح انه “كان في المدينة ايضا عناصر من حزب الله، لذلك كان المتوقع ان تكون المعركة قاسية”، وان “عشرات الاليات المحملة بالعناصر شوهدت تنسحب من المدينة في اتجاه بلدة محمبل الواقعة الى جنوب غرب اريحا”.

وقال الناشط ابرهيم الادلبي في وقت سابق ان “جيش الفتح” هاجم المدينة من ثلاث جهات، الشرقية والجنوبية والشمالية. وتستند المدينة من الجهة الغربية الى منطقة جبلية تشكل امتدادا لريف محافظة حماه وتسيطر عليها قوات النظام.

وكان “جيش الفتح” المؤلف من “جبهة النصرة” و”جند الاقصى” و”فيلق الشام” و”حركة احرار الشام” و”اجناد الشام” و”جيش السنة” و”لواء الحق”، اعلن في وقت سابق أمس “بدء الزحف” نحو اريحا.

وبذلك، يكون النظام خسر اهم معاقله في محافظة ادلب شمال غرب البلاد ولا يزال يحتفظ بمطار ابو الضهور العسكري القائم على مسافة اكثر من 20 كيلومترا جنوب غرب اريحا، وقريتي الفوعة وكفرية الشيعيتين، الى بعض البلدات الصغيرة والحواجز العسكرية.

 

تدريب اميركي

في غضون ذلك، وسّعت واشنطن برنامجاً انطلق بداية في الأردن قبل أسابيع، مع اعلان مسؤول أميركي بدء تدريب مقاتلين من المعارضة السورية في تركيا.

ولم يدل بتفاصيل عن حجم المجموعة الأولى من المقاتلين الذين يخضعون للتدريب في تركيا أو متى بدأ تدريبها.

وتقول إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إن البرنامج يرمي فقط إلى استهداف مقاتلي “الدولة الاسلامية” لا قوات الرئيس السوري بشار الأسد. لكن منتقدين، بينهم أعضاء في الكونغرس، يقولون إن الحدود النظرية من الصعب أن تصمد أمام الواقع الفوضوي للحرب الأهلية في سوريا.

وتأمل الولايات المتحدة في أن يوفر البرنامج الذي طال انتظاره التدريب لأكثر من 5000 مقاتل سوري سنوياً، وهو ما سيؤمن للجيش الأميركي شركاء على الأرض في قتال “الدولة الاسلامية” (داعش).

على صعيد آخر، نشر “داعش” صورا على الانترنت قال إنها التقطت في مدينة تدمر الأثرية وبدت فيها الآثار سليمة.

ونفى ناشطون على اتصال بأشخاص داخل المدينة أيضا أن تكون أضرار قد لحقت بالمدينة، وهي من مواقع التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “الاونيسكو” منذ سيطرة التنظيم المتشدد عليها.

وبدا في الصور علم “الدولة الإسلامية” يرفرف فوق المدرج المسرحي. وكانت هناك صور أيضا لأعمدة وأقواس أثرية.

ونشرت في تقرير مصور منفصل صور ذكر أنها لسجن المدينة الذي تسيطر عليه “الدولة الإسلامية”. وشمل التقرير صوراً لمدخل وأبواب زنزانات وزنزانة فردية خاوية وغرف احتجاز جماعي. وكانت هناك ضمن التقرير صورة للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد معلقة على جدار مكتب خاو داخل السجن.

 

عقوبات اوروبية

وفي بروكسيل، أضاف الاتحاد الاوروبي مسؤولا عسكريا سوريا رفيع المستوى إلى قائمة العقوبات الخاصة به، مع تمديده الاجراءات ضد مؤيدي الأسد سنة أخرى.

وبدأ الاتحاد الأوروبي فرض تجميد للأصول وحظر على السفر على الاسد ومؤيديه عام 2011 احتجاجاً على قمع الحكومة المعارضين. ومع دخول الحرب الأهلية في سوريا سنتها الخامسة، زادت قائمة العقوبات لتشمل أكثر من 200 شخص و70 هيئة.

وقررت حكومات الاتحاد الأوروبي مد العقوبات سنة أخرى، وإضافة شخص إلى القائمة هو مسؤول عسكري رفيع يتهمه الاتحاد بأنه “مسؤول عن القمع والعنف ضد السكان المدنيين في دمشق وريف دمشق”.

 

لافروف

وبعد سلسلة من الاتصالات الرفيعة المستوى بين موسكو وواشنطن هذا الشهر ، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس بأن مواقف الجانبين في شأن سوريا تتقارب.

وقال في مؤتمر صحافي: “في الحقيقة أعتقد أن مواقفنا مع الولايات المتحدة تتقارب… أولا وقبل كل شيء في ما يتعلق بالتصريحات بأنه لا يمكن أن يكون هناك بديل من الحل السياسي في سوريا”. وانتقد واشنطن لدعمها بعض جماعات المعارضة المسلحة التي تقاتل الرئيس السوري بشار الأسد وقال إن روسيا تعتبر هذا النهج “يتسم بقصر النظر”.

 

أنباء عن سيطرة «النصرة» على أريحا

لافروف: تقارب مع واشنطن بشأن سوريا

يبدو أن التقدّم الخطير الذي حققه تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» في سوريا والعراق مؤخراً، قد عزز من التقارب الروسي ـ الأميركي لإيجاد حل للازمة السورية، بحسب ما عبّر عنه وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف يوم امس. لكن هذا التقارب، المدفوع بتمدّد الخطر «الداعشي»، لا يبدو انه قد اختمر بعد لتوليد تسوية سياسية تنهي الصراع المستمر منذ اكثر من خمسة اعوام، في ظل وجود نقاط خلافية كثيرة بين القوتين الدوليتين، تبدّت بالامس في انتقاد الجانب الروسي لإعلان الولايات المتحدة بدء تدريب مسلحي المعارضة السورية في تركيا.

وفي وقت تتجه الانظار الى الانبار في العراق، حيث تدور شبهات بشأن دور اميركي مريب في سقوط مدينة الرمادي في ايدي التكفيريين، والى ريف حمص الذي بات مهدداً بغزوات «داعش» غداة سيطرة التنظيم المتشدد على مدينة تدمر (تفاصيل ص 13)، برز تطوّر ميداني خطير في الشمال السوري، حيث ذكرت مصادر معارضة ان ما يسمّى «جيش الفتح»، الذي يضم مجموعات مسلحة تحت امرة «جبهة النصرة»، الفرع السوري لتنظيم «القاعدة»، تمكّن من السيطرة على مدينة اريحا في ريف ادلب، وذلك بعد ساعات على ظهور امير «النصرة» ابو محمد الجولاني عبر شاشة قناة «الجزيرة» القطرية.

وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الانسان» رامي عبد الرحمن ان «جيش الفتح سيطر بشكل كامل على مدينة اريحا بعد هجوم خاطف انتهى بانسحاب كثيف لقوات النظام وحلفائه من حزب الله عبر الجهة الغربية للمدينة».

واضاف عبد الرحمن «كان الهجوم خاطفا، ولم يستغرق الا بضع ساعات»، معتبراً ان «سقوط المدينة بهذه السرعة امر مفاجئ ومستغرب، فقد تجمعت فيها كل القوات التي انسحبت خلال الاسابيع الاخيرة من مدينتي ادلب وجسر الشغور ومعسكري القرميد والمسطومة».

وتابع عبد الرحمن «كان في المدينة ايضا عناصر من حزب الله، لذلك كان المتوقع ان تكون المعركة قاسية» مشيرا الى ان «عشرات الآليات المحملة بالعناصر شوهدت تنسحب من المدينة في اتجاه بلدة محمبل الواقعة الى جنوب غرب اريحا».

وقال الناشط المعارض ابراهيم الادلبي ان «جيش الفتح» هاجم اريحا من ثلاث جهات، الشرقية والجنوبية والشمالية.

وتستند المدينة من الجهة الغربية الى منطقة جبلية تشكل امتدادا لريف محافظة حماه.

واعلن «جيش الفتح» عبر احد حساباته على موقع «تويتر»، «تحرير اريحا». وجاء في التغريدة «الله أكبر، تحررت أريحا… بعدما استعصت أربع سنوات ونيفا حررها الله في ساعات».

وكان «جيش الفتح»، المؤلف من «جبهة النصرة» و «جند الاقصى» و «فيلق الشام» و «احرار الشام» و «اجناد الشام» و «جيش السنة» و «لواء الحق»، قد اعلن في وقت سابق «بدء الزحف» نحو اريحا.

وفي حال تأكدت تلك المعلومات، سيكون الجيش السوري قد خسر اهم معاقله في محافظة ادلب (شمال غرب) ولا يزال يحتفظ بمطار ابو الضهور العسكري الواقع على بعد اكثر من عشرين كيلومترا جنوب غرب اريحا، وقريتي الفوعة وكفرية، بالاضافة الى بعض البلدات الصغيرة والحواجز العسكرية.

وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان في موسكو، إن مواقف روسيا وأميركا بشأن سوريا تتقارب، وذلك بعد سلسلة من الاتصالات رفيعة المستوى بين موسكو وواشنطن بشأن الصراع.

وقال لافروف «في الحقيقة أعتقد أن مواقفنا مع الولايات المتحدة تتقارب. أولاً، وقبل كل شيء في ما يتعلق بالتصريحات بأنه لا يمكن أن يكون هناك بديل عن الحل السياسي في سوريا على أساس بيان جنيف الصادر في حزيران العام 2012». وأضاف «سنواصل الحوار مع الولايات المتحدة، للتشجيع على الحوار السياسي الوطني الشامل بين جميع القوى السورية».

لكن لافروف انتقد واشنطن لدعمها مجموعات مسلحة في سوريا، موضحاً أن روسيا تعتبر هذا النهج «يتسم بقصر النظر، لأن كل محاولات تسليح هؤلاء انتهت إلى تحويلهم إلى صفوف الإرهابيين».

وأعلن لافروف أن «روسيا والإمارات ستعززان التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، سواء على المستوى الثنائي أو في المحافل الدولية، بمشاركة دول أخرى». وأشار إلى أن موسكو تعتبر أن نشاط «داعش» وغيره من المجموعات الإرهابية يعتبر تحدياً كبيراً لأمن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا واستقرارهما. وشدد على انه «يجب حل قضايا الشرق الأوسط بالاعتماد على الحوار الوطني وتكثيف جهود الحرب على الإرهاب».

وقال عبد الله، من ناحيته، «لقد تحدثنا عن قضية التطرف التي تؤثر على المنطقة، ولهذا فانه من المهم ألا يكون العلاج امنيا وعسكريا فقط، بل أن يتعدى ذلك إلى العلاج الإيديولوجي والسياسي ومواجهة كافة التحديات، أن كانت اجتماعية أو اقتصادية».

وأضاف «المنطقة تمر بظروف صعبة، وهناك امتداد للجماعات الإرهابية، وعلينا البحث بموضوع البيئة التي تنامى فيها الإرهاب. نتمنى ان تعود سوريا البلد العربي والقريب إلى قلوبنا، والى مكانتها الطبيعية، ولكن للأسف فانه بالشكل الذي قمعت فيه الحكومة السورية شعبها جعل أي عمل مع هذه الحكومة لمعالجة أعمال الإرهاب سيضعف من هذا الجهد. إذا كانت سوريا جادة في مواجهة الإرهاب، فان عليها معالجة المنغصات التي يواجهها الشعب السوري من قبل أفراد الأمن والشبيحة والخروج عن الأسس الإنسانية البسيطة التي يستحقها المواطن السوري».

وكان نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف قال «هناك بعض الإشارات عن استعداد الولايات المتحدة للسماح لإيران بالمشاركة في الحوارات بشأن سوريا، في حال تم التوصل لتسوية بشأن الملف النووي الإيراني». وأكد أن روسيا مستعدة لاستضافة وعقد الجولة الثالثة من «الحوارات السورية – السورية» في موسكو، لافتًا الى أن «غالبية المشاركين السوريين أبدوا رضاهم عن صيغة تلك الحوارات وآلياتها ويرغبون باستمرارها».

إلى ذلك، قال مسؤول أميركي، لوكالة «رويترز»، إن الجيش الأميركي بدأ في تدريب مسلحين في تركيا لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» – «داعش»، موسعا بذلك برنامجا انطلق في الأردن قبل أسابيع.

ولم يقدم المسؤول أي تفاصيل عن حجم المجموعة الأولى من المقاتلين الذين يخضعون للتدريب في تركيا، أو متى بدأ التدريب. ورفضت وزارة الدفاع الأميركية التعقيب.

وتقول إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إن البرنامج يهدف فقط إلى استهداف مقاتلي «داعش» وليس القوات السورية، لكن منتقدين، ومن بينهم أعضاء في الكونغرس الأميركي، يقولون إن الحدود النظرية من الصعب أن تصمد أمام واقع الحرب في سوريا. وتأمل الولايات المتحدة في أن يخرج البرنامج 15 ألف مسلح سنوياً.

وتجري كل عمليات التدريب العسكري الأميركي للمسلحين في الخارج. والى جانب الأردن وتركيا عرضت كل من السعودية وقطر استضافة التدريبات.

إلى ذلك، رفض نائب وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان، من الكويت، فكرة فرض منطقة حظر جوي فوق سوريا، وهو ما تطالب تركيا به، معتبراً أن إقامة هذه المنطقة ستكون «خطأ» وستفشل في إعادة الأمن في المنطقة. وقال إن «المناقشات بشأن إنشاء منطقة حظر جوي (فوق سوريا) هي تكرار لأخطاء سابقة و(هكذا طرح) لا يساعد على الأمن والاستقرار الإقليميين»، معتبراً انه للوصول إلى حل سياسي للصراع، يجب على البلدان المجاورة لسوريا أن تسيطر على حدودها وتمنع مرور الإرهابيين.

 

حمص: استعداد شعبي لوقف تمدّد «داعش»

سيف عمر الفرا

يعود الحذر ليخيّم على الأجواء في مدينة حمص بعدما غاب عن أهلها لأكثر من سنة، منذ خروج المجموعات المسلحة من حمص القديمة. واليوم لم يعد الخطر من الداخل، فالأنظار تتجه نحو الشرق والترقب للقادم المجهول من البادية.

وبالرغم من أن أهالي مدينة حمص كانوا يعيشون حياتهم الطبيعية، وهم على تماس مباشر مع المسلحين إلا أن درجة الخطر التي يستشعرونها اليوم أكبر، وإن كان من تدمر، التي تبعد عنهم 160 كيلومتراً.

ولا يختلف مشهد اجتماعات شباب المدينة، في المقاهي والشوارع والبيوت، عن اجتماعاتهم في بداية الأزمة. لا حديث اليوم إلا عن التطورات الميدانية في محيط تدمر، والكل يستعد على طريقته.

ويتوافد المتطوعون من مختلف شرائح المجتمع الحمصي إلى مراكز الأفواج المقاتلة التي تساند الجيش السوري. طلاب جامعة، مهندسون، أطباء، أساتذة مدارس، أصحاب مهن حرة، منهم من عاد لحمل السلاح مجدداً، ومنهم من وضع اسمه ليشارك في دعم التشكيلات الشعبية في مجالات الإعلام والإمداد والإسعاف والدعم اللوجستي.

وحتى اللجان الشعبية التي كانت مكلفة حماية أحياء المدينة، والتي قاتلت المسلحين حتى انتهاء أزمة حمص القديمة وانتهت مهمة عناصرها منذ ذلك الوقت، عادت اليوم إلى حمل السلاح من جديد. وبعض المشاهد في حمص تحكي تماماً عن الاستعداد الشعبي لما يسميها الأهالي «المعركة الكبرى». ويحضر أبو النصر، صاحب متجر ذهب في شارع الخضري ويقود فريق إسعافي تطوعي رافق الجيش السوري في معاركه من بابا عمرو والقصير حتى الخالدية وصدد وانتهت مهمته أيضاً منذ انتهاء معارك حمص القديمة، مجموعة الشباب المتطوعين لإعادة هيكلة الفريق الذي سيرافق القوات العسكرية في البادية. أيضاً هؤلاء الشباب من مختلف شرائح المجتمع، لكن اللافت أن من بينهم طالبات جامعة ومدرّسات وربّات منازل.

وترك الجوراني (اسم مستعار)، وهو قائد سابق في إحدى مجموعات الدفاع الشعبي، السوبر ماركت التي يملكها مسلّماً إدارتها الى أحد أقاربه. ويُخرج من بين ملابسه القديمة البزة العسكرية التي لم يرتديها منذ أكثر من عام، ويهيئ بندقيته وعتاده الحربي. ويقول «المعركة معركة بقاء أو زوال، إذا لم نضع حداً لتمدد داعش الإرهابي في تدمر ستكون المعركة معه غداً في عكرمة وكرم الشامي وفي وادي الذهب والشماس» في إشارة إلى أحياء في مدينة حمص. ويضيف «اللجان الشعبية التي كانت مكلّفة بحماية أحياء المدينة فقط تمارس اليوم اختصاصها نفسه، أي أن عناصرها يدافعون عن منازلهم، لكن من المكان الأساسي الذي سيأتي منه الخطر. نحن نؤمن بقوة الجيش السوري على إنهاء المعركة، لكن لا بد من تحرك شعبي باتجاه العدو لإنهاء المعركة».

وفي الوقت الذي يكثر فيه حديث السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي عن ضرورة تنظيم حشد شعبي يشابه الحشد الشعبي في العراق، يرى محللون عسكريون أن سوريا سبقت العراق بتنظيم اللجان الشعبية والدفاع الوطني، لكن مستوى التنظيم الشعبي الذي يحضر اليوم لمحاربة «داعش» مرحلة متطورة عن اللجان الشعبية المدنية، فهو جيش مساند كقوام الحشد الشعبي، فقد اكتسب المدنيون في سوريا خبرة قتالية عالية المستوى خلال سنوات الحرب، بالإضافة إلى أنهم خضعوا لدورات مكثّفة على مختلف أنواع الأسلحة، الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، لمساندة الجيش السوري في الظروف الصعبة.

وحول موضوع تنظيم المقاومة الشعبية التي يؤسس لها السوريون، يقول رئيس الوفد الروسي الذي يزور دمشق ألكسندر سابلين، وهو عضو الغرفة العليا في البرلمان الروسي وعضو لجنة الأمن وشؤون الدفاع في البرلمان، لـ«السفير»، إن «الشعب الروسي مرّ بتجربة المقاومة الشعبية في الحرب العالمية وانتصر بمقاومته. خبرنا المآسي في حربنا التي استمرت لأكثر من 15 عاماً مع الإرهابيين والأجانب في القوقاز. العالم كان يقول إن روسيا لن تنجح في هذه الحرب، لأنه عندما يقتل إرهابي يأتي خمسة بدلاً منه، وفي تلك المرحلة العالم كله كان ضدنا إعلامياً أيضاً. بفضل روح المقاومة الشعبية انتصرنا، واليوم الشيشان من أهدأ المناطق».

ويضيف سابلين «يجب أن يسير الشعب السوري على نهج المقاومة الشعبية، وهو يسير عليها اليوم، ولا بد أن ينتصر، ونحن سنبذل قصارى جهدنا في إطار قدراتنا البرلمانية لدعم سوريا، غذائياً وعسكرياً وسياسياً».

 

لماذا لا يطبِّق الجيشان السوري والعراقي «كسر الحدود»؟

عبد الله سليمان علي

يتعرض الجيشان السوري والعراقي لحملة إعلامية مستمرة تستهدف التقليل من إمكاناتهما وإضعاف الثقة بقدراتهما. وتصاعدت هذه الحملة بعد سقوط مدينتي تدمر والرمادي بيد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» في وقت متزامن الأسبوع الماضي.

وبرغم هذه الحملة الموحدة التي تحاول النيل منهما، وبرغم أن إستراتيجية «الدولة الإسلامية» تنظر إلى العراق والشام باعتبارهما ساحة واحدة، إلا أن مستوى التنسيق والتعاون بين الجيشين لا يزال دون الحدود الدنيا التي تتطلبها مواجهة هذا الخطر المشترك.

وينطوي الهجوم المتزامن على كل من تدمر والرمادي على رسالتين مهمتين ينبغي قراءتهما بمزيد من التأنّي. الرسالة الأولى تتمثل في أن «داعش» يتعامل مع الساحتين العراقية والسورية باعتبارهما ساحة قتال واحدة، وهذا يعني أن إستراتيجية التنظيم من دون أحد هذين الجناحين ستصاب بالشلل ولن تقوى على التحليق، لذلك نلاحظ حرصه الدائم على موازاة أي تقدم ميداني له في سوريا بتقدم ميداني في العراق والعكس صحيح. وهو ما تجسّد بدقة قبل حوالي العام عندما سيطر على الموصل في العراق، وأتبعه بالسيطرة على مساحات واسعة من دير الزور في سوريا، الأمر الذي أتاح له حينها الإعلان عن «دولة الخلافة»، وهي الهدف الأول والأهم الذي كان يسعى إليه، لكنها ليست الهدف الوحيد، لأن تأسيس «الخلافة» من وجهة نظره هي هدف من جهة ووسيلة لتحقيق أهداف أخرى من جهة ثانية.

أما الرسالة الثانية فإنها تتعلق بإمكانات وقدرات «داعش». فالهجوم المتزامن دحض جميع الشائعات والأنباء التي تحدثت عن قرب انهيار التنظيم بعد الهزائم التي تعرض لها في مدينة عين العرب شمال سوريا وديالى شرق العراق. وتكمن أهمية هذه الرسالة أنها وجهت صفعة قوية إلى تقديرات مسؤولين أميركيين كبار، من بينهم وزير الخارجية ووزير الدفاع، أكدت أكثر من مرة أن قدرات التنظيم تضاءلت بفعل الضربات الجوية لطيران التحالف الدولي، وأن إمكاناته لتسيير أرتال ضخمة باتت شبه معدومة، في حين كان الرئيس السوري بشار الأسد شديد الصراحة، عندما أعلن، في حوار مع قناة «سي بي أس» الأميركية في آذار الماضي، أن «داعش يتوسع برغم ضربات التحالف الدولي». وكان يفترض بتصريحات الرئيس السوري أن تشكل جرس إنذار للداخل والخارج لولا أن هذه التصريحات لم تلق آذاناً صاغية.

وكشف سقوط تدمر والرمادي بيد «داعش» عن وجود مخططات معدة مسبقاً تستهدف النيل من الجيشين العراقي والسوري، أو هذا على الأقل ما تشير إليه الحملة الإعلامية المستعرة التي حاولت تصوير الجيشين على أنهما في حالة انهيار، ولا يستطيعان الصمود أمام جحافل «الدولة الإسلامية»، وتوّجت هذه الحملة بتصريحات أميركية وجهت إهانة مباشرة إلى الجيش العراقي بأنه لم يعد «يملك إرادة القتال»، وماذا يبقى من أي جيش في حال فقد هذه الإرادة؟.

وحاولت الحكومتان العراقية والسورية الرد على هذه الحملة بمحاولة شن هجوم مضاد على التحالف الدولي، وإظهار عدم جديته في قتال «داعش». وتركَّز الهجوم المضاد على نقطة جوهرية، وهي كيف تتقدم أرتال «الدولة الإسلامية» الضخمة لمسافات طويلة من دون أن يلحظها التحالف الدولي ويقصفها، وذلك في إشارة إلى تواطؤ التحالف الدولي وعدم ممانعته في إحراز «داعش» تقدماً ميدانياً على الأرض.

وبينما انشغلت الأطراف في تقييم معركتي تدمر والرمادي، وهل تشير إلى انهيار الجيشين السوري والعراقي أم إلى فشل التحالف الدولي، كان تنظيم «داعش» يحتفل بانتصاره المزدوج، مثبتاً أنه مستمر في تطبيق إستراتيجية «كسر الحدود» التي يتوخى منها أن تفتح له آفاقاً جديدة نحو مناطق أخرى، سواء في العراق وسوريا أو خارجهما.

وتطرح «إستراتيجية كسر الحدود»، التي تمثّل «وحدة ساحة القتال» وجهها الآخر، العديد من التساؤلات حول وجود إستراتيجية مقابلة، من شأنها مواجهتها ومنعها من تحقيق أهدافها.

وما يعزز من أهمية التساؤل حول هذه الإستراتيجية أننا أمام كل هجوم جديد يقوم به «داعش» نسمع روايات سورية أو عراقية تتحدث عن دخول أرتال التنظيم من سوريا أو العراق للقيام بهذا الهجوم أو ذاك. والغريب أن هذه الروايات لم تختف، حتى مع الهجوم المزدوج الأخير الذي طال في الوقت ذاته مدينة عراقية وأخرى سورية، وهو ما يرجح أن العديد من هذه الروايات غير واقعية، وتستهدف فقط تبرير بعض الهزائم عبر التصويب على الحدود المفتوحة وخطوط الإمداد التي تؤمنها.

غير أن الدلالة الأهم تبقى هي أن كلا الجيشين، السوري والعراقي، ما زال يحاول مواجهة «إستراتيجية كسر الحدود» التي ينتهجها «داعش» ضدهما بشكل منفرد، ومن دون أي تنسيق فعلي مع الجيش الآخر على الأرض. وقد يكون مشهد سيطرة «داعش» على جانبي معبر التنف/الوليد في هجومين منفصلين، من دون أن تشترك حاميتا المعبر السورية والعراقية في الدفاع عنه خير دليل على مدى استغلال التنظيم التكفيري لهذه النقطة والتعويل عليها في تحقيق أهدافه التوسعية.

والأخطر من كل ذلك، أنه جرى الفصل بين رسالتي «داعش» السابقتين والتعامل معهما على أساس عدم وجود رابط بينهما. حيث يظن البعض أن مواجهة التنظيم في العراق مثلاً، والعمل على طرده من كامل الأراضي العراقية سيكون خطوة أولى للقضاء عليه في سوريا بعد ذلك. وهذا يخالف الواقع، لأن «داعش» منذ دخوله إلى الأراضي السورية، وتمكنه من مراكمة قوة كبيرة جعلته من أقوى الفصائل على الساحة، سعى عبر مخطط واضح إلى الربط بين طرفي معادلة، هي أن أي قوة يحصل عليها في سوريا يستثمرها في العراق، كما أن أي قوة يحصل عليها في العراق يستثمرها في سوريا، وهذا ما توضحه سيرة التقدم الميداني الذي حققه منذ حوالي سنتين. ومثال ذلك أن «داعش» استغل اندلاع الأزمة السورية ليعيد بناء قوته بعد أن أصابها الإنهاك نتيجة خسارته معظم الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق قبل العام 2010، وعندما امتلك القوة الكافية في سوريا سارع إلى العودة إلى العراق، وعمل على استعادة جزء كبير من المناطق التي خرجت عن سيطرته، كان أبرزها مدينة الموصل. ثم استخدم الأسلحة التي غنمها من الموصل، ليقضي على منافسيه في المنطقة الشرقية في سوريا وهكذا.

لذلك فإن «إستراتيجية كسر الحدود» خلقت للتنظيم دائرة مفتوحة تتيح له الاستمرار في الحركة بغض النظر عن الهزائم التي تلحق به على أحد جانبي الحدود، لأنه سيملك فرصة التعويض عنها في الجانب الآخر. وهناك طريقتان لمواجهة هذه الإستراتيجية: الأولى إغلاق الحدود بين سوريا والعراق بجهود مشتركة بين جيشي البلدين لمنع «داعش» من تطبيق معادلته، والثانية أن يقرر الجيشان بدورهما «كسر الحدود» وفتح الجبهتين على بعضهما لمواجهة «داعش» وفق خطة واحدة. وما عدا ذلك يعني أننا مستمرون في الدوران في حلقة مفرغة.

 

سوريا: «جيش الفتح» يسيطر على مدينة أريحا

الجولاني: تركيزنا على إسقاط النظام ولن نواجه الغرب

غازي عينتاب ـ «القدس العربي» من أحمد الدمشقي: أعلنت مصادر سورية معارضة أن «جيش الفتح» قد أكمل سيطرته على مدينة أريحا، وبذلك تكون المعارضة قد سيطرت على كامل محافظة إدلب، مما يشكّل هزيمة كبيرة للنظام. وكان جيش الفتح قد أعلن أمس عبر حسابه الرسمي على موقع «تويتر»، إنطلاق معركة تحرير مدينة «أريحا»، آخر معاقل النظام الكبرى في محافظة إدلب.

وقال الجيش في تغريدة الإعلان عن المعركة: «بدأ زحف الأسود». وتهدف المعركة الجديدة إلى تحرير كل من أريحا ومعترم وكفرنجد، إلى جانب ما تبقى من جبل الأربعين.

من جهة أخرى أعلن «أمير» جبهة النصرة ابو محمد الجولاني أن توجيهات تنظيم «القاعدة» تقضي بعدم مهاجمة الغرب انطلاقا من سوريا، مشيرا الى أن التركيز هو على إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد الذي توقع الا يطول كثيرا.

وقال الجولاني في مقابلة مع قناة «الجزيرة» تم بثها مساء أمس الأول الاربعاء «التوجيهات التي تأتينا من الدكتور أيمن (الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة) حفظه الله، هي أن جبهة النصرة مهمتها في الشام اسقاط النظام ورموزه وحلفائه كحزب الله والتفاهم مع الفصائل لاقامة حكم اسلامي راشد».

وأضاف الرجل الذي لم يظهر وجهه على الشاشة وقدمته القناة على أنه الجولاني، ان «الارشادات التي أتتنا هي بعدم استخدام الشام (سوريا) كقاعدة انطلاق لهجمات غربية او اوروبية كيلا نشوش على المعركة الموجودة».

وردا على سؤال لمقدم برنامج «بلا حدود» احمد منصور حول رد فعل الجبهة في حال استمر استهدافها بالقصف من التحالف الدولي، قال «الخيارات مفتوحة، ومن حق كل انسان ان يدافع عن نفسه. لكن التوجيه الذي أتانا لغاية الآن هو عدم استهداف الغرب وامريكا من الشام. ونحن ملتزمون بتنفيذ هذا التوجيه».

وأثناء عرض الحلقة وبعد انتهائها سال الكثير من الحبر الافتراضي على صفحات التواصل الاجتماعي، وتعددت التعليقات للآراء بين رافض ومؤيد لما جاء في حديث الجولاني خاصة فيما يتعلق بمصير العلويين وبعض الأقليات.

واعتبر البعض أن مقدم اللقاء أبدى تأييداً واضحاً وسعى لتلميع صورة النصرة بعيداً عن النقدية والحيادية وهو ما ليس في مصلحة النصرة التي تسعى للمصداقية، وشكك أبا زيد في رواية الجولاني حول نفيه تلقي أي دعم من دول أو منظمات فيما زايد على الفصائل الأخرى واعتبر تلقيها للدعم تسييساً وتوجيهاً من تلك الدول، لافتاً إلى خطورة هذه المزايدات في الوقت الراهن بسبب تحالف النصرة مع أغلب تلك الفصائل في جيش الفتح، وخاصة بعد حديث زهران علوش وأبو جابر عن العلاقات بالدول الصديقة. وأشار البعض إلى معضلة اشتراط الجولاني تحول العلويين إلى السنة لضمان أمنهم وحمايتهم وإن جاء ذلك بطريقة ملطفة.

فيما اعتبر الكاتب حكم البابا أن الجولاني فرط بدماء الشهداء الذين قتلوا على يد العلويين منذ العام 1964 ونوه إلى أن هنالك حقا عاما لا يستطيع أحد أن يسقطه، واعتبر البابا أن أي مسامحة أو غفران ستعني بالضرورة أننا لم نتعلم شيئا من الدرس وأن المجازر ستتكرر مرة أخرى.

 

الإمارات: نظاما دمشق وبغداد سبب الإرهاب

موسكو ـ من نضال جبر: أكد وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان أن محاصرة الإرهاب والقضاء عليه لا يمكن أن يتم دون معالجة أسباب ظهوره وانتشاره في المجتمع، وهي أسباب خلقها نظاما دمشق وبغداد بقمعهما لشعبيهما وعدم تحقيق المساواة بين مواطني البلدين دون تمييز بين عرق أو دين أو طائفة.

وقال آل نهيان في إجابته على أسئلة الصحافيين عقب مؤتمر صحافي مشترك مع وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف مساء أمس «إن عدم معالجة أسباب ولادة الإرهاب سيؤدي إلى توالده من جديد، ولو تمكنا من القضاء على داعش وأخواتها من التنظيمات الإرهابية، فإنها ستولد من جديد ما لم يتم معالجة أسباب ظهورها من الجذور».

وفي رده على سؤال حول إمكانية تعاون حكومة دولة الإمارات مع الحكومة السورية في مواجهة الإرهاب، لا سيما بعد أن أثبتت التجربة عدم جدوى الضربات الجوية التي تشنها قوات التحالف ضد مواقع تنظيم الدولة دون تنسيق مع حكومة سوريا، قال آل نهيان: «إن نظام دمشق بقمعه لشعبه وعدم تحقيق العدالة بين مواطني بلاده جعل من المستحيل التعاون معه، فأفعاله هي أحد أسباب ظهور الإرهاب، وما لم يتم القضاء على الأسباب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية فلن يمكننا التخلص نهائيا من الإرهاب ومخاطره».

من جهته علق لافروف أن قمة الثمانية التي انعقدت في أيرلندا عام 2013 دعت إلى تضافر جهود الحكومة السورية والمعارضة في التصدي للإرهاب.

وفي رد لوزير الخارجية الروسي حول ما يتردد في وسائل الإعلام بأن وقت الحلول الوسط والتسويات قد حل، قال: «موسكو تنطلق من قاعدة ثابتة مفادها أن الحل في كل بلد هو بيد شعبها، ولهذا لابد من إطلاق حوار وطني في كل بلد يشمل كل مكوناته وأطيافه، وأي حوار يقتضي بالضرورة الخروج بحلول وسط وتسويات ترضي الجميع وتخرج البلاد من أزماتها، وعلى اللاعبين الدوليين أن يدركوا ذلك، ويمكنوا شعب كل بلد من تقرير أموره بنفسه».

وحول الموضوع نفسه علق آل نهيان بأن على حكومات المنطقة أن تعمل على معالجة جذور المشكلات، ولا بد من اتخاذ القرارات الصعبة وصولا إلى القضاء على الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار في دول المنطقة وبمساعدة أصدقائنا، وإلا فإن المنطقة مرشحة للوقوع في الفوضى».

ورد لافروف على سؤال حول قواسم العمل مع الولايات المتحدة في البحث عن حلول لأزمات المنطقة بقوله: «يوجد الآن قواسم بيننا وبين الولايات المتحدة لا سيما بعد إعلان الأخيرة أنه لا بديل عن الحل السياسي للأزمة في سوريا، ولا نوافق ولا ندعم سياسة واشنطن تجاه دعمها للجماعات المسلحة، وعليه فإننا سنواصل العمل استنادًا على المشترك في التصدي للإرهاب وإيجاد حلول لأزمات المنطقة».

وكان وزيرا خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة عبد الله بن زايد آل نهيان، وروسيا الاتحادية سيرغي لافروف عقدا مؤتمرا صحافيا مشتركا عقب محادثات مغلقة بينهما استمرت ساعة، وقال لافروف في مستهل المؤتمر إنه بحث مع الوزير الضيف العلاقات الثنائية بين البلدين وتطويرها على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية والسياحية والثقافية.

كما بحثا الجانبان مختلف قضايا وأزمات المنطقة، وتوافقا على ضرورة إيجاد حلول لتلك الأزمة على قاعدة إطلاق حوار وطني داخل كل بلد، تشارك فيه مختلف أطياف المجتمع المحلي وتشكيلاته السياسية.

وأشار لافروف أن الطرفين بحثا ملف الصراع العربي الإسرائيلي واتفقا على ضرورة إيجاد تسوية للصراع على أساس مبادرة السلام العربية وإقامة الدولة الفلسطينية على الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967.

من جانبه أكد آل نهيان في مداخلته على شكره وامتنانه لروسيا على حفاوة الاستقبال وحسن الضيافة، منوهًا إلى أن البلدين أعربا في محادثاتهما اليوم عن الرغبة الأكيدة في تعزيز علاقات التعاون الثنائي وتطويرها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والاستثمارية، كما بحثا أزمات المنطقة وتبادلا وجهات النظر حول سبل حل وتسويات النزاعات المتفجرة في اليمن وسوريا والعراق وليبيا.

وكان وزير الخارجية الإماراتي قد وصل إلى موسكو ظهر أمس الخميس في زيارة لروسيا تستغرق يومين، التقى في يومها الأول مع وزير الخارجية سيرغي لافروف، وسيرأس اليوم الجمعة الجانب الإماراتي في اجتماع اللجنة الحكومية الثنائية للتعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري، وهي اللجنة التي يرأسها من الجانب الروسي وزير الصناعة والتجارة دينيس مانتورف.

 

مظاهرة تجوب شوارع مهد الثورة السورية في درعا تطالب بعمل عسكري للمعارضة على المدينة

درعا ـ «القدس العربي» ـ من مهند الحوراني: مجدداً يعود المدنيون في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة للتظاهر هذه المرة ليس ضد النظام الذي لم يترك وسليه لقمعهم، إنما ضد بعض التصرفات الخاطئة لبعض فصائل المعارضة المسلحة، وتقويما وضغطا من قبل المتظاهرين ضد أي ظهور لبعض الخلافات بين قيادة لواء توحيد الجنوب في درعا البلد، التي قال عنها المشاركون في المظاهرة إنها من الممكن أن تأخر أي عمل عسكري مقبل على مدينة درعا، وجابت المظاهرة شوارع مدينة درعا البلد مهد الثورة السورية، انطلاقا من جامع أبو بكر الصديق ووصولا إلى مقبرة الشهداء جنوبا.

وقال الناشط شفيع الأبازيد أحد المشاركين في المظاهرة، وعضو المركز الإعلامي السوري «رفعنا شعارات في المظاهرة، ضد القادة المتخاذلين و»جبهة النصرة» وجميع الفصائل المتواجدة في درعا، بسبب سكوتهم عن المجازر التي يرتكبها الطيران والقصف».

وتابع «مطلبنا كان واضحا وهو تحرير المدينة وحمايتها، وتسليمها للجنة مدنية، وخروج كافة الفصائل الموجودة في درعا»، وأكد أن قدرة الجيش الحر على تنفيذ المطالب التي رفعتها المظاهرة، مشيرا إلى ان أغلب المظاهرة كانت من عناصر الجيش الحر.

وتحدث الناشط أبو حمزة المسالمة الشعارات التي رفعها المتظاهرين والتي كانت «هي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه، سوريا حرة والقادة تطلع برا، ولا جبهة ولا أحرار بدنا ناس تحمي الأطفال»، بالإضافة لهتاف الشعب يريد تحرير المدينة، الذي كان الاكثر بين الهتافات.

وتأتي المظاهرة في ظل وضع أمني مترد تعيشه الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة في مدينة درعا، في كل من طريق السد، مخيم النازحين، ودرعا البلد والتي بات بعض شوارعها تحت مرمى قناصة النظام، ناهيك عن اشتداد وتيرة القصف بالبراميل المتفجرة والمدفعية، التي راح فيها عشرات الضحايا من المدنيين في الأيام القليلة الماضية.

بدوره قال سامر المسالمة وهو ناشط إعلامي في درعا البلد «المظاهرة عبارة عن تعبير عن الرأي حتى بعض قادة الكتائب شاركوا فيها، وهم لا يعلمون ان هناك عملا قريبا، نتيجة السرية، فقط لا غير وهم محقون في خروجهم وهذا يمثل عودة لصوت الناس، والمظاهرات قوة لنا وليست ضعفا».

وأوضح المسالمة ان السرية في العمل القريب على درعا أدى للمظاهرة، بالإضافة إلى أسباب تتعلق بالفساد والنزاع أيضا بين القادة، فعدة أسباب لا يمكن فكها عن بعض، مؤكدا أن المظاهرة كانت تعبيرا واعيا عن ارادة وصوت الحاضنة الشعبية.

ويأمل أهالي مدينة درعا في جزئها الخاضع لسيطرة النظام، البدء بعمل عسكري على مدينتهم، يخلصهم من سطوة الأفرع الأمنية، والتجاوزات الكبيرة والضغوط اليومية التي يعيشونها.

 

رسائل الجولاني: لا مراجعة استراتيجية ولا تطمين لـ”سورية الجديدة

أرنست خوري

يختلف تقييم المضمون الذي أتت به المقابلة التلفزيونية الأخيرة لزعيم جبهة النصرة ومؤسسها، أبو محمد الجولاني، بحسب زاوية التناول والمعيار الذي يتم وضعه للتقييم. لكن إن وجب إطلاق حكم عام لجوهر ما صدر عن الحوار، وفق الآمال التي كان يعقدها البعض على ما يمكن أن يصدر من مقابلة فضائية “الجزيرة”، أمكن اعتبار أنه لا نقلة نوعية في أدبيات التنظيم العسكري الأقوى حالياً في سورية لناحية تقديم خطاب جديد يستوعب جميع الأطراف في جبهة واحدة لإسقاط النظام ووضع ملامح مشروع ولو أولي لما قد تكون عليه “سورية الجديدة”، ديمقراطياً وتعددياً وتنوعاً، تتسع لجميع المكونات المذهبية والعرقية. ذلك أن ما صدر عن الرجل من تمسك بسرديّة دينية مذهبية “قاعدية” تجاه العلويين والدروز “الخارجين عن الإسلام”، بحسب ادعاء الجولاني، والمسيحيين وفرض الجزية عليهم “إذا أنشأنا الدولة الإسلامية”، لا يؤدي إلا لزيادة مخاوف، محقة في جزء كبير منها، داخلياً وخارجياً.

لكن في الـ”إذا” التي تخللت مرات ثلاث عبارة “إذا أقمنا دولة إسلامية”، يكمن الوجه الآخر من الميدالية، أو الصفحة الثانية من الخطاب الذي أتى على شاكلة مقابلة تلفزيونية غير نقديّة بتاتاً.

يمكن انطلاق التقييم تحديداً من النقطة المركزية التي دار حولها سجال سبق بثّ المقابلة، تتعلّق بعلاقة جبهة النصرة بتنظيم القاعدة وما قيل عن احتمال إعلان الرجل الانفصال عن التنظيم الأم ليتحرر من موجبات تشدُّد ديني، ما من شأنه، لو حصل، أن يسهّل التعاطي الداخلي السوري والخارجي مع “جبهة نصرة جديدة معتدلة” في إطار أوسع من المعارضة السورية المسلحة. لكن ما حصل هو أن الجولاني أحبط التوقعات التي كانت تفيد باحتمال إعلان فك الارتباط وبالتالي انتصار تيار أبو ماريا القحطاني، الداعي إلى حصول هذه الخطوة على حساب تيار أبو قتادة الفلسطيني “الأرثوذكسي”، لناحية بقاء “النصرة” مجرد فرع سوري لتنظيم “قاعدة الجهاد”. وكأن الجولاني أصرّ على إحباط رواية الانفصال، فكرّر لمرات عدة ذكر “الدكتور أيمن حفظه الله”، في إشارة إلى زعيم “القاعدة” أيمن الظواهري، والتشديد على أن “التعليمات التي تصلنا” (من قيادة القاعدة)، تنص على ألا نحوّل بلاد الشام “حتى الآن” إلى منطلق لمهاجمة المصالح الغربية، تاركاً باب التهديد مفتوحاً.

بتثبيت الجولاني لعضوية جبهة النصرة في “نادي تنظيمات القاعدة”، يصبح أسهل فهم، لا تبرير، المواقف التي أطلقها الجولاني في مقابلته ـ خطابه. وإن كان منطقياً أن الكلام الوارد على لسان الجولاني نال رضى فئة سورية باتت تفضّل أي بديل عن نظام الأسد، فإنّه لم يؤدِّ، بالنسبة لكثيرين، من الحريصين على الثورة وإسقاط نظام الأسد، إلا لتعزيز رواية النظام وحلفائه، بما أن “النُصَيريين العلويين والدروز، خارجين عن الإسلام”، وبما أن الرجل وجبهته يريدان “إعادتهما” إلى الإسلام، ولأن المسيحيين “حتى الآن لم نفرض عليهم الجزية”، وهي جميعها أدبيات من شأنها لدى كثيرين أن تعزّز رواية النظام عن ادّعاء “حماية للأقليات” في وجه مَن يريد إما استئصالهم أو التعاطي معهم كأهل ذمّة…

حتى ما يرى فيه البعض مؤشرات “تهدئة” إزاء “الأقليات”، فإنها جاءت في سياق الوعيد، من خلال تشديد الرجل على أن جبهة النصرة “لا تقاتل سوى من يقاتلها حتى الآن”. ولا تتضمن “حتى الآن” سوى إبقاء لورقة الانتقال إلى المرحلة الثانية المحتملة، حيث تتغيّر المسلكيات “إذا أقمنا الدولة الإسلامية”، وعندها يبقى تخمين شكل التصرف مع مكونات دينية أصيلة في المجتمع السوري لها ما لجماعة الجولاني من حقوق وواجبات.

في المقابل، يرى آخرون أن الجولاني ظهر كرجل سياسي هادئ في مقابلته على عكس رموز تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش). وهنا يبدو كل تفصيل مهمّاً، حتى انتقاء المصطلحات. فما يسميه تنظيم “داعش” “حزب اللات”، يقول عنه الجولاني “حزب الله” أي اسمه الأصلي. هو حزب، أوضح الجولاني، أنه لن يقاتله في الداخل اللبناني بل في سورية، كونه “سيسقط في لبنان فور سقوط نظام الأسد”، في هذه الإشارة إبطال لجزء من سرديّة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله تخويفاً من “وحش النصرة” و”داعش” في إطار الحرب الإعلامية التبريرية لمشاركة الحزب كطرف أصيل في حرب النظام السوري. وظلّ الموقف من “تنظيم الدولة” (لا تزال النصرة ترفض استخدام مصطلح داعش)، “ناعماً”، وإن كان الجولاني تحدث بصريح العبارة عن أن “جماعة الدولة” مثلما دأب على تسميتهم، “طعنتنا من الخلف في القلمون بينما نحارب حزب الله”، من دون أن يخرج عن الرجل كلام أوضح ضد “داعش”، حتى حين قرر محاوره أحمد منصور أن يطرح سؤالاً “تحليلياً” عن رأي الجولاني بسبب هذا السلوك لـ”داعش”، فاكتفى الجولاني بالردّ أن “هذه هي سياستهم” من دون إضافة.

في الرسائل الخارجية، ظلّ كلام الجولاني سلبياً تجاه جميع الدول تقريباً، على الرغم من تشديده على أن “جبهة النصرة لا تكفّر المسلمين”. سمّى حصراً الولايات المتحدة و”التحالف الدولي” و”أوروبا” عموماً على اعتبار أن “كل الغرب يسعى للإبقاء على نظام الأسد”. وفي الإصرار المثالي للجولاني على أن جبهته لا تتلقى دعماً من أحد على الإطلاق، إقفال نظري على الأقل للباب أمام الحديث مع أي طرف، وهو ما يستحيل في حسابات إسقاط النظام، المدعوم من كتلة إقليمية ودولية وازنة. كما أن السلبية التي لمّح فيها إلى الائتلاف السوري مثلاً، بحديثه السلبي عن “المعارضين في الخارج”، فهي بدورها إشارة غير مطمئنة بالنسبة للساعين وراء جعل الجهود السياسية والعسكرية المعارِضة تصبّ في خانة واحدة، هي الانتقال إلى مرحلة ما بعد الأسد.

على صعيد آخر، يتوقف أحد أبرز المتخصصين السوريين بشؤون الفصائل الجهادية، أحمد أبا زيد، في تعليق نشره على صفحته في “فايسبوك”، مليّاً عند تناول الجولاني علاقات “النصرة” مع الفصائل الأخرى في “جيش الفتح” بشيء تراوح ما بين التسييس والعمالة والتوجيه، “وهذه تهم ومزايدات خطيرة في ظل تحالف النصرة مع هذه الفصائل بالذات وحاجتها إليها”، على حد تعبير أبا زيد. أصلاً، فإنّ كلام الجولاني عن جيش الفتح، على الرغم من مساحته القصيرة في المقابلة التي دامت قرابة الساعة، كان كافياً للتقليل من أهمية وحجم التحالف الذي يجمع حالياً النصرة مع فصائل سورية معارضة أخرى في إدلب والقلمون، وذلك في توصيف الرجل للتحالف على أنه مرحلي جزئي تحكمه الشورى ولا ينطبق عليه لقب التحالف حتى.

 

قوات المعارضة السورية تسيطر على أريحا بأربع ساعات

أنطاكيا _ أنس الكردي

أعلنت قوات المعارضة السورية عن سيطرتها على مدينة أريحا، في ريف إدلب الجنوبي، بعد أربع ساعات من هجومها على حواجز قوات النظام، شرقي المدينة، ليقترب الثوار من إعلان محافظة إدلب خارجة عن سيطرة جيش النظام.

 

وأفاد الحساب الرسمي لـ”جيش الفتح”، الممثل بكبرى فصائل المعارضة في الشمال السوري، على موقع “تويتر”، بأن “المقاتلين حرروا مدينة أريحا التي تعتبر آخر حصون النظام في إدلب وأشدها تحصيناً، بعد طرد النظام من بلدة كفر نجد، شمال غرب المدينة، وتحرير حاجزي معصرة الأصفري ومستودعات بارودي ومبنى البعث ومنطقة كوع الحطب المطلة على جبل الأربعين ومشفى أريحا بالكامل”.

 

من جانبه، ذكر أحد المقاتلين المؤيدين لـ”جيش الفتح”، والذي فضّل عدم ذكر اسمه، لـ”العربي الجديد”، بأن “مدينة أريحا تحررت خلال أربع ساعات فقط من هجوم قوات المعارضة، حيث تقهقرت قوات الأسد تحت ضربات الثوار، وبدأت الانسحاب تكتيكياً إلى قرية أورم الجوز”.

 

وتعتبر مدينة أريحا الخزان البشري لقوات النظام في إدلب، وتبعد عن محافظة حلب 75 كيلومتراً، وبلغ عدد سكانها قبل الثورة نحو 60 ألفاً.

 

يأتي ذلك بعد ستة أيام على سيطرة قوات المعارضة على المستشفى الوطني في مدينة جسر الشغور، بعد انسحاب قوات النظام السوري التي كانت محاصرة داخله نحو الجنوب، والتي تكبّدت بمعركة جسر الشغور وحدها نحو مئتي قتيل وعشرات الجرحى.

 

كما سبق لـ”جيش الفتح” أن سيطر قبل عشرة أيام على معسكر المسطومة بالكامل وقرية المسطومة المحاذية للمعسكر والذي يعد واحداً من أكبر قلاع النظام في الشمال، وغرفة عمليات قيادة قوات النظام في إدلب.

 

وبات وجود النظام في محافظة إدلب يقتصرعلى مطار أبو ظهور العسكري الخارج عن الخدمة والمحاصر، وقرى صغيرة على خط إدلب الجنوبي نحو سهل الغاب، إضافة إلى منطقتي كفريا والفوعة المواليتين للنظام السوري.

 

التوترات العربيّة ـ الكرديّة تضرب حلب

عدنان علي

امتدّ التوتر بين المكوّن العربي والمليشيات الكردية من مدينة الحسكة إلى حلب وريفها، إذ أصدرت غرفة عمليات “لبيك يا أختاه”، التي تضم عدة كتائب من قوات المعارضة، بياناً طالبت فيه سكان حي الشيخ مقصود في حلب، من عرب وأكراد، بالابتعاد عن مقرات “وحدات الحماية الكردية”، لتحصين أنفسهم وذويهم، لأن التحرك ضد هذه الوحدات سيبدأ اليوم، الجمعة. وتزامن إصدار البيان مع إغلاق الطرق المؤدية إلى عفرين، شمال غرب حلب من جهة أعزاز، ودارة عزة.

الغرفة التي تضم “الجبهة الكردية”، “الجبهة الشامية”، “حركة أحرار الشام”، “جيش الإسلام”، “جبهة النصرة”، وفصائل أخرى، قالت في بيانها إنه “نظراً لعدم التزام الوحدات الكردية بما تم الاتفاق عليه واستمرار الإساءة للمسلمين، فإن الفصائل المذكورة تمهل الوحدات الكردية 48 ساعة (اعتباراً من يوم أمس الأول الأربعاء)، لتطبيق ما تم الاتفاق عليه، وإلا فإنها تعتبر المنطقة عسكرية مغلقة”.

وكانت الفصائل المعارضة وقّعت مع الوحدات الكردية اتفاقاً بتاريخ 4 مايو/ أيار الحالي، بعد اعتداء مسلحين من “وحدات الحماية” على امرأة ونزع حجابها وتواصل انتهاكاتها بحق المدنيين في الحي. وينص الاتفاق على تسليم المعتدين على المرأة في حي الشيخ مقصود إلى اللجنة الشرعية في غرفة عمليات “لبيك يا أختاه”. كما نص الاتفاق على أن الشيخ مقصود هو أحد أحياء حلب المحررة ويُطبق عليه ما يطبق على أحياء حلب، ولا يخضع للإدارة الذاتية للوحدات الكردية، يمنع فيه تفتيش النساء ويسمح لكافة الفصائل دخول الحي كأي حي محرر في حلب المحررة.

وينص أيضاً على “تبييض” سجون “وحدات الحماية الكردية” في كافة مناطقها خلال 5 أيام، وتتعهد الفصائل المشاركة في غرفة عمليات “لبيك يا أختاه” بمتابعة كافة المعتقلين من الأكراد المعتقلين عند فصائل المعارضة والسعي لإخراجهم.

وقالت الفصائل إن الوحدات الكردية لم تلتزم بتبييض السجون، وواصلت اعتداءاتها على سكان حي الشيخ مقصود.

وفي إطار هذه التوترات العربية ـ الكردية، قال ناشطون إن “وحدات الحماية الكردية” فجّرت، الأربعاء، عشرات المنازل في قرية تل أحمر العربية، بالريف الجنوبي لعين العرب، في ريف حلب، بحجة أنها “منطقة عسكرية”، علماً أن سكان هذه القرى مدنيون ولا صلة لهم بأية فصائل عسكرية أو بأي توجُّه سياسي.

كما أحرقت الفصائل المنضوية في غرفة عمليات “بركان الفرات”، مئات الأشجار والهكتارات من المحاصيل الزراعية في القرى العربية في ريف عين العرب بعد سيطرتها عليها بحجة التخلّص من الألغام التي خلّفها تنظيم “داعش”. وقال ناشطون في المنطقة إن المليشيات الكردية تقوم بسياسة التهجير الممنهج بحق المدنيين العرب من قراهم بريف عين العرب وترتكب العديد من الانتهاكات بحقهم.

يأتي هذا بعد شكاوى عدة من المواطنين العرب في محافظتي الحسكة ودير الزور بأن الوحدات الكردية تقوم بما سموه حملات تهجير جماعي لأهالي القرى العربية في الريف الغربي عقب سيطرة مليشيات حزب “الاتحاد الديمقراطي” على جبل عبد العزيز الذي يتجاوز عدد سكانه المئة ألف نسمة. وتم إجبار الكثير من سكانه على الرحيل، إذ أُمهلوا 24 ساعة فقط لإخلاء قراهم بدعوى تحويل الجبل إلى منطقة عسكرية، وفي ظل اتهامات لبعض الأهالي بالتعاطف مع “داعش”. ورحل السكان، بحسب النشطاء المحليين، باتجاه الحدود التركية السورية شمالاً، ومناطق البادية جنوباً، أو معبر تل أبيض في الرقة.

وفي الوقت نفسه، تتواصل ومنذ أسبوع عمليات نزوح السكان العرب من الريف الغربي لمدينة الحسكة، بسبب المواجهات العسكرية بين “داعش” و”وحدات الحماية الكردية” المدعومة من طيران التحالف، فضلاً عن القصف المتواصل من قبل طيران التحالف الدولي على قراهم، خصوصاً بعد سيطرة المليشيات الكردية على عدد من القرى في ريف رأس العين ومنطقة تل تمر.

ونشر ناشطون من محافظة الحسكة صوراً لنزوح مئات العائلات بعد أن باتت قراهم ساحة للمعارك، مشيرين إلى أن عشرات الآلاف من أهالي رأس العين وتل تمر، هجروا عن قراهم وبلداتهم، وما زالوا يهيمون على وجوههم بعد أن منعهم الحرس التركي من العبور باتجاه الداخل التركي، والقسم الآخر اختار البادية، جنوبي الجبل، هرباً من قصف الطيران الدولي.

وتقدّر المصادر أن هناك أكثر من 40 ألف مدني من بلدة تل حميس والقرى التابعة لها، تعرضوا للمصير ذاته عقب سيطرة “وحدات الحماية الكردية” عليها قبل شهرين.

 

مصر: خلافٌ بين الخارجية والاستخبارات على سوريا

ربيع حداد

في “النوستالجيا العروبية”، حنين إلى مصر؛ التي يعتبرها العرب حاضنتهم، والجميع يحاول استمالتها للاحتماء بظلال مواقفها الداعمة. ومع ثورة 25 يناير 2011، استبشر العرب بمصر الخير من جديد. تسلّم الاخوان المسلمين للسلطة وما تلاه من تصرّفات أخوانية أدت إلى إسقاط الإسلام السياسي لنفسه، وشكّلت إحدى المحطات المضيئة بتاريخ مصر. فالنكسة عادت بعودة العسكر؛ وبعد ثورتين عاد العسكر بخطاب قديم، وأحبط بنهجه طموحات الشعب المصري. لكن حنين العرب غلب الواقع، والعاطفة تقوى على العقل في السياسة، لذلك يبقى الجميع مراهناً أو منتظراً لموقع مصري متميز تجاه القضايا العربية، وسوريا هنا تتصدّر الواجهة، لاسيما في ضوء معلومات تفيد بأن هناك صراعاً مصرياً-مصرياً حول الوضع السوري.

 

تحاول مصر السيسي منذ فترة، الدخول على الخطّ السوري، تريد صنع دور لنفسها في صوغ الحلّ السياسي للأزمة السورية. في شهر كانون الثاني 2015، استضافت القاهرة مؤتمراً للمعارضة السورية، خرج بنقاط عديدة، أهمها التركيز على الحل السياسي والمرحلة الإنتقالية. وفي السياق العام، لا تخرج المقررات عن المزاج الدولي حول سوريا، لكن في التفاصيل المهمة، تشذّ القاهرة عن الإجماع العربي، لاسيما بشأن الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الذي تعتبره دول كثيرة كممثل أساسي للمعارضة السورية. في ذلك المؤتمر لم توجّه الدعوات إلى الإئتلاف كجسم سياسي، بل كأفراد، وحين اقترح الإئتلاف أسماء معينة رفضتها القاهرة، من هنا بدأ الخلاف.

 

تعتبر مصر أن الإئتلاف خاضع لسيطرة الإخوان المسلمين، ولذلك لا تريد مشاركته، وتريد فرض الأشخاص المشاركين. حالياً تعمل الدوائر المصرية على عقد لقاء جديد، للمعارضة السورية، من دون الإئتلاف، بين 8-9 من شهر حزيران/يونيو المقبل. القاهرة عملت على توجيه دعوات فردية لأعضاء من الإئتلاف، فما كان منهم إلّا رفض الدعوات باعتبار أن هيئته السياسية رفضت المشاركة. وتبدو هذه المساعي المصرية، والتي يعتبرها معارضون سوريون خارجة عن الإجماع العربي، هادفة إلى تحقيق اختراقات في صفوف الإئتلاف.

 

في المؤتمر الجديد، هناك من يسعى، داخل مصر، إلى استنباط جسم سياسي بديل عن الإئتلاف، العنصر البارز فيه سيكون المعارض السوري الإشكالي هيثم منّاع، وتشير مصادر “المدن” إلى ان الجهود تنصب لإنجاح المؤتمر الذي لن يخرج بجديد على صعيد المقررات، بل سيعيد تكرار الموقف الثابت والداعي إلى الحلّ السياسي في سوريا، والمرحلة الإنتقالية من دون التطرّق إلى مصير بشار الأسد. ويتلاقى هذا الكلام، مع ما يدور في الكواليس عن أن الجسم الجديد الذي تسعى القاهرة إلى رعاية نشأته لن يكون معارضاً لمشاركة الأسد في المرحلة الإنتقالية.

 

وفي هذا السياق، تشير معلومات “المدن” إلى أن هناك خلافاً داخل الإدارة المصرية حول سوريا، وتعتبر المصادر أن هناك اختلافاً في وجهات النظر بين الخارجية المصرية وبين الإستخبارات حول الملف السوري، مضيفة أن “الإستخبارات المصرية لم تقطع الإتصال أبداً بالإستخبارات السورية، وهي تريد بقاء الأسد في موقعه، فيما تعتبر الخارجية المصرية أنه لا بد من البقاء مع الإجماع العربي، لأنه لا يمكن لمصر مجابهة العرب”.

 

وقد شكّلت التسريبات التي تحدّثت عن سعي القاهرة لإنشاء جسم بديل عن الإئتلاف صدمة في الأوساط السياسية العربية، خصوصاً أن الائتلاف يتمتع باعتراف دولي لن تستطيع القاهرة تأمينه للجسم الجديد، كما يؤكد أحد المعنيين العرب بالملف السوري. وفي الوقت الذي أكد فيه المناع بأكثر من مناسبة موضوع الجسم البديل، التزمت مصر الصمت بداية، هذا الضياع عزّز الشكوك حول المؤتمر، ليعود مصدر في الخارجية المصرية وينفي هذا الأمر، وهو ما تعتبره مصادر متابعة دليلاً على الصراع الداخلي المصري، لا سيما أن العديد من المسؤولين المصريين يؤكدون أن الإجتماع المقبل لن يخرج بجسم بديل لكنه قد ينتج كتلة سياسية وازنة، ستكون مؤثرة في مجريات الأمور.

 

وتذهب المصادر أكثر من ذلك، لتشير إلى أن الصراع ليس مصرياً-مصرياً فحسب، بل هناك اختلاف في وجهات النظر بين مصر ودول الخليج، خصوصاً بين مصر والمملكة العربية السعودية وقطر. ففي وقت تنحصر فيه الأولويات المصرية بمحاربة الاخوان، يأتي التصدي لمشروع الهيمنة الإيراني في سلّم أولويات دول الخليج. أما الأخوان فهم الكفلاء بإسقاط أنفسهم كما حصل في مصر في سنة واحدة، والمدخل لذلك لا يكون إلّا بإسقاط نظام الأسد.

 

أحمد منصور في “مضافته

نذير رضا

خلع مقدم برنامج “بلا حدود” في قناة “الجزيرة” نعلَيه، ومدّ رجليه في حضرة زعيم “النصرة” أبو محمد الجولاني. فالمضافة تتسع لكل المتقاربين. كشف الجولاني عن وجهه أمام مضيفه، مسقطاً حرمة الظهور أمام الغرباء، فيما احتجب عن الآخرين. وجهه متاح “لأهل البيت”، حيث لا حاجز شرعياً يمكن أن يفصل الوجه أو الجسد. تمدّد منصور في المضافة، مسقطاً بروتوكولاً مفترضاً يلزمه بمحاورة ضيف مُقلّ في الظهور، الندّ للندّ… فتح ذراعي أسئلته لاحتضان رجل مرتبك أمام مُحاور، عرفه الآخرون بأنه يتقن تحضير ملفاته جيداً.

 

لكن، هذه المرة، الملفات التي حضرها، لا تدين ولا تُسائل ولا تحاجج. بل تؤكد أنه “مرّر” للجولاني ما يفترض أن رهبة الكاميرا أنسته إياه، وهو الذي لم يعتَد الكاميرات. الإعلامي ذكّر ضيفه الجولاني بما يجب عليه قوله، وبما يجب أن يستدل به. صور ومشاهد تُروى بين الأسئلة، لتؤكد هوية المحدّث، وايديولوجيته. تكامل في الأدوار. وزايَدَ منصور على ضيفه في “مكان مجهول في الشمال السوري”، ببراءة “جبهة النصرة” من التهم المنسوبة اليها، بدليل “انكم لم تستولوا على ممتلكات الدروز حتى الان ولم تدخلوا بيوتهم”.

 

تهم واقعية، أقر بها الجولاني بقوله ان تنظيمه هدم “قبور الشرك”، ولا يحتاج دليلاً أكبر على “براءته”. اتخذ الدليل، شكل “المفاجأة” لدى منصور. إذن، هو يدرك خلفيات تنظيم متشدد، وفاجَأه عدم ارتكاب جرم من هذا النوع، رغم تصريحات خطيرة أدلى بها ضيفه تجاه العلويين. وبالتالي، لم يحاججه في العقيدة الدافعة، أو في المسار الذي أعلنه الجولاني لتنظيمه، القائم على هدم أركان الثورة السورية، بأسلَمَتها. قال منصور بخفر، إن الغرب يركز على ان سوريا فيها تنوع ديني وعرقي، وكأن ذلك محلّ إدانة، مستعجلاً إعلان الجولاني المبيّت، والمتردد، بأن النصرة ستعلن “دولة اسلامية في ما بعد”.

 

التعقيب الذي أبداه منصور على الأسئلة، ينقله من صف المحاورين الى صفوف المؤيدين. جمهور يؤيد، ويتمنى. بدا أن بعض الأسئلة متفق عليها، كأن المحاوِر اتخذ دور المستشار أيضاً. يسأل الجولاني: “كيف تنظرون الى عموم المسلمين؟”. سؤال مرفق بإشارة من العينين يساراً، الى مكان الاجابة المتفق عليها مع رجل لم يبدُ ضليعاً بالعقائد، ولم تسمح له تجربته بالإعلان عن قدراته البلاغية والفكرية المتشددة، ويستتر في محاولة لخلق هالة حوله، أسقطها الحديث وضعف الإلمام بالعقائد. على ان هذه الحركة، فاقت كل الأداء نفوراً، بدءاً من الاسئلة التي بدت أقرب إلى إجابات تؤكد دور التنظيم، وصكوك براءة في محل إثبات الجرم، وتخلو من إستطرادات محرجة. المُحاور هنا، لا يتعاطى مع ضيفه على قاعدة “الند”، بل وفق قناعات تحيل المشهد السوري بأكمله الى سؤال الوجود.

 

ماذا ينتظر السوريون في مواقع سيطرة “النصرة”؟ سؤال بدأ يُطرح في هيئة هواجس، بعد “تحريض” من أحمد منصور على جمع الضرائب من السكان، مع مِنّة منحهم الكهرباء والمياه بلا بدل مادي! إضافة إلى تحريض آخر على فصائل “يضغط عليها الغرب للخروج على النصرة او التخارج عليها”! وهنا، تأكيد للمؤكد السابق، حول مسار الإقصاء الذي اتخذه التنظيم في حق معارضيه، بدءاً من “حركة حزم” المدعومة أميركياً، و”جبهة ثوار سوريا” التي كان يتزعمها جمال معروف. ربما ورّطه منصور بإجابات، اتخذت شكل الأسئلة ولا تحتمل أكثر من الموافقة، لكنه في الوقت نفسه، كشف عن همّ جديد، بالاعلان عن أن “النصرة تحارب في حرب مزدوجة مع اطراف اخرى”.

 

المحاججة المفقودة، انسحبت على ادعاءات غير واقعية، كشفت أن “الإعلامي” أحمد منصور تجرد من حسه التعقيبي. قال الجولاني مثلاً، إن النظام قتل مليوناً من أهل السنّة! لم يسأله منصور عن الرقم المبالغ فيه، في حين لم توثق أي منظمات حقوقية مقتل أكثر من ربع مليون من الطرفين. وتقود تلك المبالغة الى تشكيك آخر في كل المعلومات التي أدلى بها الجولاني، والنيات التي كشف عنها (أو خبأها)، علماً أن الجولاني لم يظهر قائداً في المعركة، بل بدا تابعاً، يتبنى ما يعينه عليه محاورُه الذي لم يكن سوى جزء من حملة دعائية لتنظيم متشدد، لا يأبه للسوريين وثورتهم وتطلعاتهم.

 

نصرالله للجولاني: شكراً

ربيع حداد

خفيفاً نام الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله ليلة الأربعاء. أتاه من أرخى عنه أثقاله. أربع سنوات من الإنخراط في الحرب السورية، والحزب عاجز عن صوغ التبريرات لإقناع بيئته وجمهوره وأهل قتلاه بجدواها. بالأمس حصل نصرالله على صك أحقية القتال إلى جانب نظام الأسد، من “العدو اللدود”. ربما هي مصادفات التشابه بين الفرق والأحزاب الإسلامية، وربما أيضاً هو تقاطع المصالح، وفقاً لمفاهيم مؤدلجة على اختلافها. كانت ليلة الأمس، ليلة الدخلة، وإن أتت متأخرة لعرس بدأه الحزب قبل سنوات.

 

ظاهرياً، بدت المواقف التي أطلقها أمير جبهة “النصرة” في سوريا أبو محمد الجولاني، وكأنها مواقف مباعة للنظام السوري ومن خلفه إيران و”حزب الله”. حديث الأقليات كان طاغياً، وإن بمفهوم مختلف، ونظرية تكفير الثورة وأسلمتها أيضاً كانت تاجاً رفعه الجولاني وضرب به رأس الشعب السوري في محاولة لهدم طموحاته. فحصل “حزب الله” على هدايا ثمينة لم يكن ليحلم بها، واحتاجت عشرات الخطابات والتسويقات من قبل قادة الحزب لمحاولة تبرير الإنتحار في سوريا، فيما لم يحتج التبرير سوى لبضع دقائق من وقت الجولاني.

 

قدّم قائد “النصرة” الطبق الأفضل لنظيره على الضفة المقابلة، لطالما خجل السيد نصرالله من الإعتراف بأن القتال في سوريا هو دفاع عن النفس، لأنه بسقوط نظام الأسد سيسقط الحزب، فجهد على إيجاد المبررات للدفاع عن النظام والتفاني موتاً، من نظرية الدفاع عن اللبنانيين الشيعة في المناطق الحدودية، إلى الدفاع عن المراقد المقدسة، وحماية ظهر المقاومة والدفاع عن المحور المتصدي للمؤامرة، وكل هذه الحجج لم تسكت المعترضين على سلوك الحزب، إن كان سراً أو علانية، من جمهور الحزب او من خصومه.

 

أكثر من مرّة كرر الجولاني أن مصير “حزب الله” مرتبط بمصير الأسد: “حين يسقط الأسد سيسقط الحزب”، وإن لم يعلن الملقّب بالفاتح عزمه عن دخول لبنان، لكنه شدد على أن معركته مع “حزب الله” في كل الأمكنة، معتبراً أنه بعد سقوط النظام سيتراجع نفوذه لينحصر في الجنوب فقط، داعياً القوى اللبنانية إلى القيام بسحب نفوذ الحزب في ما بعد.

 

ليست المرة الأولى التي يقدم فيها الجولاني نظرة غير مفهومة للداخل اللبناني، وعلى الرغم من إعلانه أنه ليس في طور الدخول في معركة لبنانية، إلّا أنه تناسى اختطاف عناصر الجيش اللبناني، واجتياحه قبل أشهر بلدة عرسال التي احتضنت عشرات آلاف اللاجئين السوريين، وما نجم عن ذلك الإعتداء من سلبيات على المدنيين السوريين قبل اللبنانيين، في خطوة لم تخدم وقتها وإلى اليوم سوى نظرة “حزب الله” للحراك السوري.

 

تقدم جبهة “النصرة” ومن يشبهها في سوريا خدمات مجانية إلى “حزب الله”. مجرّد أن يعلن الجولاني وبخطاب مباشر للحزب أن مصيره سينتهي بإنتهاء الأسد، يرفع عن كاهل الحزب أثقالاً وأعباء، متناسياً أن للحزب بيئة شعبية حاضنة، هي التي ستطلب من قيادتها الذهاب للقتال بشراسة أكثر في سوريا لأن الجولاني هددها وهدد مصيرها بالزوال. كم أسرّ “حزب الله” بهذا الموقف؟ لم يعد يحتاج إلى عناء التبرير.

 

الأبرز، أن الجولاني لاقى نصرالله بأن معركة الحزب أو “الشيعة” في سوريا هي معركة وجودية، خصوصاً أن “جيش الفتح” الذي اعتبره نصرالله اسماً تجميلياً لـ”النصرة”، عززه الجولاني بقوله إنه القوة الأبرز فيه لأنه الأقرب إلى قلوب الناس وغير مرتهن لقوى خارجية. أما في موضوع الأقليات من علويين ودروز ومسيحيين، لم يتحدث أمير النصرة بلسانه فقط، بل بلسان النظام وإيران أيضاً.

 

كل محاولات شيطنة الثورة على مدى السنوات الماضية، كانت فاشلة. كان هناك أمل ما، ولم يزل، لكن الأكثر فتكاً بمسيرة الثورة السورية، كان الجولاني نفسه، وطبعاً قبله البغدادي. لاقى الجولاني في إطلالته نصر الله في منتصف الطريق، كما لاقت “داعش” النظام السوري و”حزب الله” في أكثر من منطقة، ليقضيا معاً على ما تبقّى من حراك مدني.

 

 

أوجه التشابه بين “النصرة” و”حزب الله” كثيرة، من البدايات إلى اليوم، فالمواقف التي عززّت ذرائع الحزب لا تنفصل عن الخطاب الأول الذي ظهر به الحزب وأمينه العام قبل أكثر من عشرين سنة. كلام الجولاني عن “النصيريين، والنصارى، والدروز” هو الوجه الآخر لكلام الحزب في مرحلة إنطلاقه.

 

لذلك كله، كان من الإستعجال ربما إنتظار موقف من الجولاني للإنفصال عن “القاعدة” وخطابها، قد يحتاج ذلك إلى سنوات، ليعاود الأمير الظهور بمظهر حداثي، يكفل فيه حماية المسيحيين والعلويين والدروز وجودياً وعقائدياً، فهي دوامة واحدة تدور فيها التنظيمات الشبيهة، وجود هذا يبرّر وجود ذاك، يطيل أمد حرب مذهبية عقائدية، تكون فيها حقوق الشعب المدنية هي الضحية.

 

العقدة الأميركية في تأمين المعارضة السورية

عبد القادر عبد اللي

بدأ لغط كثير منذ تصريح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، لمراسل “ديلي صباح” التركية، أثناء زيارته إلى كوريا، حول عقد “اتفاق مبدئي” مع الولايات المتحدة الأميركية لتأمين المقاتلين السوريين من الجو. يذكرنا هذا اللغط بما حدث من قبل حول تدريب المعارضة السورية وتسليحها.

 

لم يعد خافياً بأن هناك قواتٍ سورية معارضة تتدرب في قاعدة “قرشهير” التركية، وقد أكد هذا الأمر وزير الخارجية التركية أكثر من مرة، ولكن الولايات المتحدة حتى الآن لم تعترف بشكل رسمي بالبدء في هذا التدريب على الرغم من إرسال عشرات المدربين الأميركيين إلى القاعدة ذاتها. وطالما قالت واشنطن إنها أجلت البرنامج “لأسباب تقنية”. وكان السبب الرئيس لعدم البدء بهذا التدريب، وتأجيله المتكرر هو الخلاف على نقطة رئيسة بين تركيا والولايات المتحدة، وهي “محاربة النظام”، إذ رفضت أميركا أن تكون مهمة المتدربين مقاتلة النظام، والاقتصار على قتال “داعش” فقط، ولكن تركيا أصرت على قتال “النظام وداعش”. وبعد أخذ ورد طويل، رضخت الولايات المتحدة لمطلب تركيا، وقبلت بأن يقاتل المتدربون “النظام السوري وداعش”، ووقعت اتفاقية مع تركيا بهذا الخصوص في مبنى وزارة الخارجية، وكان أول من أعلن عنها وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو. ولكن يبدو أن هذا القبول تم بما يمكن تسميته بالإكراه، وهذا ما جعل الولايات المتحدة تعلن أكثر من مرة عن تأجيل البدء بالتدريب “لأسباب تقنية”.

 

عادت قضية “تدريب المعارضة السورية وتسليحها” إلى النقاش مرة أخرى بعد تصريح جاويش أوغلو، حول ما أسماه “التأمين (أو الإسناد) الجوي للمقاتلين السوريين”. في الحقيقة كان هذا الأمر مطروحاً منذ البداية، وتصريح وزير الخارجية ليس غريباً، فالمقاتلون الذين سيقاتلون “داعش”، سيكون لهم دعم جوي أو على الأقل حماية جوية. وهكذا لا يعتبر تصريح الوزير التركي غريباً، والجميع يتذكر القتال الذي خاضته “وحدات الحماية” الكردية و”البشمركة” ومعها مجموعات من الجيش الحر في عين العرب “كوباني”، وقد قدمت الولايات المتحدة الدعم الجوي لهذه القوات، وكان ثمة تنسيق بين القوات التي على الأرض وقوات الحلفاء الجوية. ولكن بما أن الاتفاق المعقود بين الولايات المتحدة وتركيا أقر بأن هؤلاء المقاتلين سيقاتلون “داعش” والنظام، فمن الطبيعي أن يُقدم لهم الدعم الجوي، ولهذا لم يستغرب أحد تصريح الوزير التركي، وأخذ على اعتباره معلومة من مصدر مسؤول.

 

الناطق باسم “البنتاغون” جيمس برندل، أعلن بأن “المباحثات في هذا المجال مازالت قائمة، ولم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بعد”. المعارضون للحكومة التركية اعتبروا هذا تكذيباً، وأن وزير الخارجية التركية يهرف بما لا يعرف. ولكن هذا التصريح يعني أن “البنتاغون” يعترف بوجود مباحثات مع تركيا حول تأمين المقاتلين السوريين من الجو، ولكن هذه المباحثات لم تصل إلى اتفاق نهائي بعد. نعم، لقد قال الوزير التركي عن اتفاقي مبدئي، ونفى الناطق باسم النتاغون وجود اتفاق نهائي.

 

الوزير التركي موجود، ومازال قائماً على رأس عمله، ولا يمكن أن يفوّت الإعلام هذه القضية، وفي أثناء زيارته إلى نيقوسيا الواقعة في الشطر التركي من قبرص، أعيد عليه السؤال، وذُكر بتصريح “البنتاغون”، فأجاب بأن كلامه قد أسيئ فهمه.

 

في الحقيقة، عند جمع هذه التصريحات منذ الإعلان عن خطة “التدريب والتسليح”، ووضعها في مسارها الزمني، نجد أن الخلاف التركي الأميركي مازال قائماً. وإذا كان الأتراك قد فشلوا بانتزاع أي موقف عملي من الولايات المتحدة ضد النظام السوري على مدى أربع سنوات، فإن تركيا خلال الأشهر الأخيرة، وخاصة بعد التقارب السعودي-التركي، بدأت تنتزع من الولايات المتحدة بعض المواقف لصالح المعارضة السورية، ومنها البدء بتدريب المعارضة السورية المسلحة على الأرض التركية الذي لم تعترف به الولايات المتحدة بعد. وهناك نقطة مازالت حتى الآن في إطار التسريبات على ألسن المقربين من الحكومة التركية، وهي أن المعارضين السوريين يتدربون على أسلحة دفاع جوي لتأمين مظلة جوية بأنفسهم أثناء قتالهم النظام السوري، وهذا ما كانت واشنطن قد اعتبرته خطاً أحمر أمام المعارضة المسلحة السورية.

 

أصبح جلياً أن نقطة الخلاف الأساسية بين تركيا والولايات المتحدة الأميركية هي رفض إدارة أوباما إسقاط النظام السوري، وهذه الإدارة تعرف أن الدعم الجوي يمكن أن يؤدي إلى انهيار النظام، لأن سلاح الجو هو ورقة القوة الوحيدة المتبقية بيد النظام، لذلك فهي ستبقى تطرح ذريعة “التفاصيل التقنية” لتأجيل هذا الدعم، كما حدث تماماً عند طرح قضية “التدريب والتسليح”، وتذرعت به فترة طويلة. وإذا كانت الولايات المتحدة ما زالت رافضة تقديم الدعم الجوي للمعارضة السورية اليوم، فعلى ما يبدو أن هذا الأمر بعد أخذ ورد، وبعد رؤية أداء المعارضة المسلحة على الأرض سيجد ذريعة ما، ويتم. فالاتفاق على تقديم الدعم الجوي ضد “داعش” موجود، والممول السعودي جاهز، والأرض والتقنيات جاهزة، وليس ثمة حاجة إلى اتفاق جديد. وبما أن الاتفاق بين تركيا والولايات المتحدة حول تدريب المعارضة السورية المسلحة الموثق، والمعترف به من قبل الطرفين قد أضاف عبارة “النظام السوري” فلابد أن تجد هذه المشكلة التي تسمى اليوم “تقنية” حلاً.

 

حملة الانتخابات التشريعية في تركيا تغاضت عن اللاجئين

أ. ف. ب.

مليونا سوري هربوا من بلادهم باتجاهها

ينتشر اللاجئون السوريون في الشوارع، لكن اوضاعهم التي تثير التوتر تغيب عن الخطب السياسية. فخلال حملاتهم، تجاهل المرشحون الى الانتخابات التشريعية في السابع من حزيران/يونيو، مصير مليوني سوري هربوا من بلادهم الى تركيا المجاورة.

 

انقرة: بعد اكثر من أربع سنوات على بدء النزاع في سوريا، اصبحت تركيا اليوم ابرز بلدان اللجوء للاجئين السوريين. لكن وجودهم المتزايد اذ يبلغ عددهم 330 الفًا في اسطنبول وحدها يتسبب في عدد كبير من الصعوبات مع الناس، الذين يتهمونهم  بأنهم ينافسونهم في سوق العمل.

 

ولا يفوت الرئيس الاسلامي المحافظ رجب طيب اردوغان، الخصم اللدود لنظام الرئيس بشار الاسد، أي مناسبة للتباهي في خطبه بـ “فتح الابواب للاخوة” السوريين.

 

وفي كلمة ألقاها الاسبوع الماضي في محافظة شانلي اورفا القريبة من الحدود السورية، كرر اردوغان القول “لا يمكن أن نسلم الطاغية شقيقاتنا السوريات واطفالهن، الذين يبحثون عن ملجأ، أو المسنين الذين يلتمسون منا تأمين ملجأ لهم”.

 

لكن هذه الخطابات لا تلغي الواقع الصعب للاسر المحرومة من فرص عمل والاقامة والتعليم والوضع القانوني.

 

ولم تتوصل الحكومة حتى اليوم الى ايجاد حل لأي من هذه المسائل. وحرص حزب العدالة والتنمية الذي يطمح في السابع من حزيران/يونيو الى ولاية رابعة من اربع سنوات، على الا يجعل منها أحد مواضيع حملته.

 

وقال مراد اردوغان مدير مركز البحوث المتعلقة بالسياسة والهجرة في جامعة حاجة تبة، إن “الحكومة تقوم بكل ما في وسعها، عن سابق تصور وتصميم، لئلا تلفت النظر الى مسألة المليوني لاجىء سوري”.

 

وتؤكد مسألة اوضاعهم القانونية حجم المشكلة والارتباك، الذي تتسبب فيه لدى كل الاحزاب السياسية، خصوصًا في المرحلة الانتخابية.

 

وخلافًا لدول أخرى، لا تتطرق القوانين التركية الى اللجوء السياسي. فاللاجئون السوريون الذين يعتبرهم اردوغان “ضيوفًا” لا يستطيعون المطالبة إلا بحماية موقتة.

 

وقال متين تشورابتير رئيس مركز البحوث المتعلقة باللجوء والهجرة في انقرة إن “هذا النظام لا يعمل إلا بنصف قدرته عندما يكون عدد اللاجئين محدوداً. وبات غير فعال بالكامل مع مليوني سوري”.

 

واضاف “لا يتحدث أي حزب سياسي عن اللجوء السياسي، انها مسألة بالغة الدقة”.

 

وذكر مسؤول تركي لوكالة فرانس برس طالبًا عدم ذكر هويته، أن من الضروري بذل جهود، خصوصًا على صعيد فرص العمل والتعليم للاجئين، “ايًا يكن الفائز في الانتخابات”. وهذه تقدمات ضرورية كما قال لان سخاء البلدان المانحة يتراجع.

 

وعلى غرار السلطة الحاكمة، تبدو المعارضة التركية منزعجة ايضًا من هذا الموضوع.

 

ففي العام الماضي، وصف كمال كيليتشدار اوغلو، زعيم ابرز احزابها، حزب الشعب الجمهوري (اجتماعي ديموقراطي)، سياسة استقبال اللاجئين السوريين من دون قيود بأنها “خيانة”، ثم عمد الى تصحيح تصريحه بالقول إن “الخيانة” تستهدف السياسات التي تتسبب في هذا العدد الكبير من اللاجئين.

 

وقال حقان اتمان من منظمة جمعية مواطني هلسنكي غير الحكومية، إن “جميع الاحزاب السياسية تتردد في الحديث عن اللاجئين لانها تتخوف من ردود الفعل المعادية التي تثيرها بين الناس”. واضاف “لا يعتبرون اللاجئين اصحاب حقوق بل تهديداً مع الاسف”.

 

واكد استطلاع جديد للرأي اجرته جامعة حاجة تبة هذا العداء. فحوالى ثلث الاتراك (30,6%) اعتبروا أن من الضروري ارسال اللاجئين الى الجانب الاخر من الحدود، واعتبر الثلثان (62,3%) أنهم يشكلون تهديدًا للامن والاخلاق.

 

وقال اتمان إن هذا الاستطلاع يؤكد ضرورة أن تجد الطبقة السياسية التركية حلاً سريعًا عبر منح اللاجئين الجنسية التركية عند الحاجة. واضاف: “خلاف ذلك، سيواصلون العمل بصورة غير قانونية ويبقون هدفاً لاعتداءات الناس”.

 

داعش يطلق شرطة نسوية تحت مسمى (العضاضات)

يسلطن عقوبة “العضّ” ضدّ المرأة المخالفة لتعاليم التنظيم

إيلاف- متابعة

قالت تقارير صحافية عراقية إن تنظيم “داعش” الارهابي يقوم بتأنيث هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التابعة له، فقد استحدث شرطة نسائية تحت مسمى “فصيل العضاضات” يرصدن المخالفات “الشرعية” التي تقوم بها النساء، ويقمن بعضّهن بوحشية.

إيلاف – متابعة: تناقلت مواقع اخبارية عراقية وعربية خبر تأسيس تنظيم داعش لفصيل نسوي مهمته تسليط عقوبة (العضّ) ضدّ النساء اللواتي يخالفن تعاليمه الصارمة في اللباس والأكل والشرب.

 

وبدأ تنظيم “داعش” مؤخراً بتسيير دوريات نسائية، تُعرف بـ”العضاضات”، في قضاء حويجة العراقي، مهمتها معاقبة النساء والفتيات اللواتي لا يلتزمن بـ”اللباس الشرعي” الذي فرضه التنظيم في مناطق سيطرته.

 

ويرصد “فيصل العضاضات” التابع لـ”الشرطة الإسلامية” المخالفات لتعليمات “داعش”، لـ”تنقض” بعدها “العضاضة” على المرأة المخالفة و”تعضها” من عدة أنحاء من جسمها بصورة مؤلمة تجعل الضحية تبكي وجعاً، حسب ما نقله موقع “الصباح” عن مصدر قضائي من كركوك، لكن لا يمكن التحقق من صحة تلك الأخبار نظرًا للحظر الذي يفرضه التنظيم على الصحافيين في المناطق التي يسيطر عليها.

 

وأوضح المصدر نفسه أن هذا “الإجراء العقابي” تطبقه نساء داعشيات في عدة مناطق يسيطر عليها التنظيم.

 

وكشف ذات المصدر أن هذا التصرف أثار الهلع بين نساء الحويجة التي يهيمن عليها التنظيم منذ حوالي العام، مشبهاً وظيفة “العضاضة” بما يقوم به “الكلب المسعور”.

 

كما يفرض التنظيم عقوبات أخرى على نساء وفتيات الحويجة، كالجلد لكل امرأة تخرج دون محرم، سواء كانت فتاة شابة أو امرأة كبيرة في السن.

 

كما فرض “داعش” على سكان الحويجة قوانين صارمة، كتحديد اللباس المقبول للرجال بالزي الأفغاني وإجبار السكان على مزاولة مهن يفرضها التنظيم، بالإضافة الى منع التدخين وممارسة لعبة كرة القدم بين الشباب.

 

وفي حال مخالفة تلك التعليمات، يتعرض الشخص، إن كان رجلاً أو امرأة، لعقوبة “الجلد”.

 

وكشف المصدر القضائي الذي تصل له معلومات من داخل الحويجة أن المؤسسات القضائية استبيحت من قبل عناصر “داعش” وباتت عماراتها “أوكاراً تفوح منها رائحة الدم”.

 

وختم المصدر قائلاً إن الحويجة بات “سجنًا مقفلاً، ومن يريد الخلاص عليه أن يمتلك مبلغاً كبيرًا من المال ويذهب في رحلة طويلة ليصل الى كركوك أو أي محافظة آمنة أخرى”.

 

المعارضة تتقدم بريف إدلب بعد سيطرتها على أريحا  

أفاد مراسل الجزيرة نت بسيطرة جيش الفتح على بلدة أورم الجوز القريبة من مدينة أريحا، وذلك بعد ساعات من إعلانه السيطرة الكاملة على المدينة التي تعد آخر معاقل النظام في ريف إدلب شمالي غربي سوريا.

 

وكانت بلدة أورم الجوز وجهة قوات النظام المدعومة بمسلحي حزب الله اللبناني الذين فروا من أريحا بعد سيطرة المعارضة السورية عليها.

 

وجاءت سيطرة جيش الفتح على أريحا بعد ساعات من بدء عمليات اقتحام المدينة ضمن ما أطلقها جيش الفتح في وقت سابق بمعركة “بدء الزحف”.

 

وقد أظهرت صور بثت على الإنترنت مشاهد من عمليات اقتحام مقاتلي حركة أحرار الشام وجبهة النصرة التابعين لجيش الفتح لعدد من نقاط ومواقع كانت تتمركز فيها قوات النظام السوري ومليشيات موالية له على أطراف مدينة أريحا قبل اقتحام المدينة بالكامل والسيطرة عليها.

 

وتظهر الصور مشاهد في فترات زمنية مختلفة لعمليات الاقتحام وبينها الحارة الشرقية لمدينة أريحا, وكذلك لاشتباكات ليلية بين قوات المعارضة المسلحة وقوات النظام داخل مدينة أريحا.

 

وكان جيش الفتح أعلن ظهر الأربعاء بدء معركته للسيطرة على أريحا وجبل الأربعين وبلدتي معترم وكفرنجد في ريف إدلب، وقد أكد مراسل الجزيرة نت أن جيش الفتح سيطر على تلة أرشايا قرب معترم وعلى جبل الأربعين بشكل كامل.

 

وأفاد ناشطون بأن “جيش الفتح” سيطر أيضا على بلدة كفرنجد غربي أريحا، تزامنا مع اشتباكات عنيفة في محيطها وسط قصف جوي على جبل الأربعين.

 

وقال حسام أبو بكر -القائد الميداني في حركة أحرار الشام المشاركة في جيش الفتح- إن السيطرة على أريحا تجعل المعارضة المسلحة على أبواب الساحل السوري. وأضاف أنه لا يستبعد انهيار النظام وسقوطه بشكل كامل قريبا.

 

من جانبه أعرب مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن عن استغرابه لهذا السقوط المفاجئ للمدينة رغم الوجود الكثيف لقوات النظام وحزب الله فيها.

 

وبسيطرة المعارضة على أريحا، لم يبق للنظام في ريف إدلب سوى مطار أبو الضهور العسكري الواقع على بعد أكثر من عشرين كيلومترا جنوب غرب المدينة، وقريتي الفوعة وكفرية، بالإضافة على بعض البلدات الصغيرة والحواجز العسكرية.

 

كيف سيطرت المعارضة السورية على أريحا وجبل الأربعين?  

أعلنت المعارضة السورية المسلحة سيطرتها على جبل الأربعين ومدينة أريحا الإستراتيجية في ريف إدلب مساء الخميس، وذلك بعد ساعات من إعلان بدء المعركة التي تخللتها مواجهات عنيفة وسقط خلالها عدة قتلى في صفوف النظام والمليشيات المساندة له.

 

وواصل “جيش الفتح” تقدمه في أريحا بعد سيطرته على أكثر من 23 حاجزاً على أطراف المدينة، فضلا عن المنطقة الصناعية وجسر أريحا داخل المدينة.

 

ويقول الناشط الميداني خالد العيسى للجزيرة نت إن حالة الانهيار التي أصابت جنود النظام وضباطه هي السبب الرئيسي لسقوط الحواجز بهذه السرعة، حيث تم رصد عدة مكالمات بين الضباط وهم يحمّلون قيادة النظام مسؤولية تركهم يواجهون مصيرهم، مما دفع بعضهم للفرار من أريحا قبل اقتحامها.

 

ويضيف أن أكثر من عشرة جنود وضباط انشقوا قبل بدء المعركة بأيام وأخبروا المعارضة بأن قوات النظام تتخذ من عشرات المدنيين دروعا بشرية، خوفا من سيطرة المعارضة المسلحة على المدينة، وللحصول على فرصة انسحاب آمن لهم.

 

ويؤكد العيسى أنه بعد السيطرة على أريحا لم يتبق لقوات النظام في محافظة إدلب سوى حاجز القياسات وبلدتي بسنقول ومحمبل ومطار أبو الظهور العسكري.

 

جبل الأربعين

من جهته، يقول القائد الميداني محمد عبد اللطيف للجزيرة نت إن الثوار سيطروا أولا على حاجزي الصناعة وجسر أريحا ثم نقلوا الاشتباكات إلى داخل أريحا، وتمكنوا من قتل عدد من الجنود وتدمير ثلاث دبابات، مما دفع قوات النظام للهروب إلى حاجز القياسات بالقرب من بلدة بسنقول.

 

ويضيف عبد اللطيف أن أريحا تعتبر خط الدفاع الأول عن القرى الموالية للنظام في سهل الغاب بمحافظة حماة، وأن السيطرة عليها ستمكن قوات المعارضة من نقل المعركة لمعاقل النظام في سهل الغاب والساحل السوري.

 

ويعد جبل الأربعين أحد جبال سلسلة الزاوية التي تقع في المنطقة الشمالية الغربية من سوريا بالقرب من أريحا، ويعد من أهم النقاط التي سيطرت عليها المعارضة في ريف إدلب، كونها تطل على طريق إدلب اللاذقية الذي يعد من أهم خطوط الإمداد باتجاه الساحل وإدلب.

 

من جهته، يقول أبو مصطفى قائد كتيبة سعد بن معاذ للجزيرة نت إن جبل الأربعين كان بمثابة الحصن الذي يستعمله النظام لحماية أريحا، مضيفا “لذلك فقدنا عشرات المقاتلين أثناء الهجوم على جبل الأربعين، بينما تمكنا بعد السيطرة عليه من انتزاع أريحا خلال ساعة واحدة”.

 

يذكر أن قوات النظام ردت بشن عشرات الغارات على محيط جبل الأربعين ومدينة أريحا لمنع قوات المعارضة من التقدم، ولكن محاولتها لم تحقق جدواها. كما قصفت بلدة كورين بصاروخ أرض أرض يعتقد أنه من طراز سكود، مما أدى إلى تهدم عشرات المنازل في البلدة.

 

انسحاب النظام من دير الزور قاب قوسين أو أدنى  

ياسر العيسى-دير الزور

اتخذ النظام السوري وقواته في دير الزور (شرق سوريا) خلال الأيام الماضية خطوات عدة، رأى متابعون للواقع الميداني في المحافظة أنها تؤشر على قرب انسحابه من دير الزور بشكل نهائي، أو استعداده للرحيل في أي لحظة دون تحديد التوقيت.

وأكد شهود عيان للجزيرة نت قيام قوات النظام الأسبوع الماضي بإفراغ المتحف الوطني الكائن في دوار السبع بحرات من محتوياته، ونقلها على مدار عدة أيام في آليات عسكرية.

 

وقال ملهم الشاهر -أحد سكان حي غازي عياش المجاور للمتحف الوطني- إنه لاحظ خروج آليات عسكرية تحمل قطعا أثرية كبيرة الحجم تتجه إلى حي الجورة، مشيرا إلى أن قوات النظام كانت قد اتخذت المتحف منذ نحو عامين نقطة تمركز لعناصرها، وهو يعج بالجنود والآليات العسكرية.

 

وأضاف أن إحدى هذه الآليات كانت تحمل أوراقا ومصنفات، مرجحا أن تكون تابعة لدائرة الآثار.

 

من جانب آخر، أكد ناشطون استمرار نقل قوات النظام للعتاد والذخائر من مستودعات عياش والبغيلة واللواء 137 إلى مطار دير الزور العسكري.

نقل السلاح

ويدلل نقل السلاح -حسب الناشط الإعلامي محمود عمير- على أن النظام ربما قرر الانسحاب من دير الزور، أو على الأقل يستعد له في أي لحظة، مشيرا إلى أن معلومات تفيد بأن السلاح المنقول حمّل بطائرة شحن “إليوشن” في ثلاث رحلات حتى الآن، مرجحا أن تكون وجهتها مطار القامشلي.

 

وفي هذا الإطار، ذكر عمير أن النظام أوقف منذ نحو أسبوعين ودون بيان الأسباب موافقات السفر عبر إليوشن للمدنيين، والتي كانت بمعدل رحلة واحدة يوميا إلى دمشق.

 

وتُتداول في الأحياء الواقعة تحت سيطرة النظام بدير الزور أنباء عن نقل مقر جامعة الفرات وكلياتها إلى الحسكة، لكن إدارة الجامعة نفت هذا الأمر أكثر من مرة عبر وسائل الإعلام، أو أمام الطلاب الذين يطرحون هذا التساؤل باستمرار داخل أروقة كلياتهم.

 

وأكد أحد الكوادر الإدارية للجامعة -طلب عدم ذكر اسمه- أن قرارا غير معلن اتخذ في وزارة التعليم العالي بهذا الشأن من دون تحديد موعد لتنفيذه، لأنه “مرتبط بقرار سياسي وعسكري”.

 

وأشار في -حديث للجزيرة نت- إلى أن هذا القرار ربما لن يعلن عنه في الوقت القريب حتى لو انسحب النظام من دير الزور، لأنه سيحمل دلالة أن “خروجه منها من غير رجعة”، أو أنه سيعلن عنه بصيغة “النقل المؤقت”.

أسر الضباط

وفي السياق، أكد مسؤول إداري في الجامعة أن الوزارة اتخذت منذ أيام قرار نقل جامعة الجزيرة الخاصة من دير الزور إلى دمشق، وهي الجامعة الوحيدة غير الحكومية في دير الزور.

 

وحصلت الجزيرة نت على معلومات من داخل الأحياء الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في دير الزور تؤكد مغادرة أسر العديد من الضباط الكبار ومسؤولي المحافظة إلى دمشق، ومن بينها أسرة قائد قوات “الدفاع الوطني” عمار علاوي، إضافة إلى تواجد أغلب مسؤولي المحافظة في العاصمة منذ نحو ثلاثة أسابيع، ومنهم من غادرها إلى خارج القطر بطرق غير شرعية.

 

في المقابل، نفى مصدر مقرب من النظام -طلب عدم الكشف عن اسمه- للجزيرة نت نية النظام الانسحاب من دير الزور، ولفت إلى أن “أغلب محتويات متحف دير الزور تم نقلها منذ نحو عامين إلى دمشق، وما حصل في الأيام الماضية هو نقل بعض المجسمات أو القطع المتبقية فيه بسبب قربها من منطقة الرشدية التي تعد خط تماس مباشر بين قوات النظام وعناصر داعش”.

 

المصدر نفى أيضا صدور قرار بنقل جامعة الفرات، لكنه رجح نقل امتحاناتها القادمة إلى الحسكة بسبب الحصار المفروض على المدينة، وعدم قدرة الطلبة الدخول إلى الأحياء التي تقع فيها كلياتهم.

 

أما بشأن الأسلحة التي يتم نقلها بشكل مكثف خلال الأيام الماضية فلم ينف المصدر هذا الأمر، لكنه أشار إلى أن عملية النقل تخضع لـ”تكتيكات عسكرية” لا يمكن كشفها للإعلام.

 

قراءات متباينة في رسائل الجولاني

لم يمر اللقاء الذي أجرته الجزيرة ضمن برنامج بلا حدود مع أمير جبهة النصرة أبي محمد الجولاني دون أن يخلف موجة من ردودَ الفعل المتباينة.

وقد برز التباين أيضا في آراء وتحليلات ضيوف حلقة “28/5/2015” من برنامج “حديث الثورة” التي ناقشت المضامين التي انطوى عليها حديث الجولاني.

تغير كبير

مراسل الجزيرة في سوريا خلال الثورة أحمد زيدان لاحظ تغيرا وصفه بالكبير في خطاب النصرة شكلا ومضمونا.

وقال إن الجولاني بعث برسالة واضحة ولافتة إلى الغرب مفادها أنه ليس معنيا بقتال الغرب، بالإضافة إلى رسائل طمأنة باتجاه العلويين والدروز في سوريا.

وفي السياق نفسه اعتبر الخبير في الجماعات الإسلامية حسن أبو هنية أن الجولاني يخطو خطوات في داخل الفضاء السلفي الجهادي.

وذكر أن تنظيم القاعدة دخل -بعد موت أسامة بن لادن- في منظومة أنصار الشريعة تاركا منظومة العدو البعيد.

رسائل سلبية

في المقابل، اعتبر رئيس حزب الجمهورية السوري المعارض محمد صبرا أن حديث الجولاني في لقائه مع الجزيرة تضمن رسائل سلبية في مقدمتها إصرار أمير جبهة النصرة على ارتباط الحركة الوثيق بتنظيم القاعدة، من خلال تأكيده أنه يتلقى الإرشادات من زعيم القاعدة أيمن الظواهري.

وشدد صبرا على أن الجولاني بإصراره ذاك يحمّل السوريين تبعات هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.

وتابع المعارض السوري القول إن الجولاني بتأكيده ارتباطه العضوي بالقاعدة يبعث برسالة سلبية تؤكد أنه جاء إلى سوريا لخوض معركته الخاصة وليس لنصرة السوريين في ثورتهم، مشيرا إلى تصريحات الجولاني خلال المقابلة التي قال فيها إنه جاء بتكليف من الظواهري لإسقاط نظام بشار الأسد وإقامة الدولة الإسلامية في دمشق.

وفي هذا السياق، رأى الكاتب الصحفي يونس عودة أن الجولاني متمسك بالقاعدة وبتعليمات أيمن الظواهري.

الموقف الأميركي

أما كبير الباحثين في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى أندرو تابلر، فقد رأى أن ما قاله الجولاني لن يؤدي إلى تغيير السياسة الأميركية تجاه جبهة النصرة.

تجدر الإشارة إلى أن الجولاني قال في المقابلة إن جبهة النصرة غير معنية عند “سيطرتها” على دمشق بمواجهة أوروبا أو أميركا.

واستبعد تابلر أن تحظى النصرة بقبول الولايات المتحدة أو أي دولة غربية أخرى، مشيرا إلى أن الجميع قلقون من انتشار “الجهاديين” في سوريا.

بدوره، رأى الخبير في الجماعات الإسلامية أبو هنية أن التخوف الدولي والإقليمي اليوم يحوم حول مرحلة ما بعد الأسد، موضحا المخاوف من انهيار مفاجئ للنظام قد يؤدي إلى انفجار للأوضاع يتجاوز حدود الحرب الأهلية.

لكن صبرا أكد أن بداية الحل في سوريا لا يمكن أن تتحقق إلا بزوال نظام الأسد، داعيا المجتمع الدولي إلى حماية المدنيين عبر إسقاط النظام.

وقال إن على الجميع -بعد سقوط النظام- أن يحتكم إلى إرادة السوريين الحالمين بدولة وطنية ديمقراطية.

 

آموس تنتقد عجز مجلس الأمن تجاه سوريا  

انتقدت فاليري آموس -مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية- مجلس الأمن الدولي بسبب فشله في وضع حد للنزاع في سوريا وقدمت صورة قاتمة للوضع الإنساني في هذا البلد وتحدثت عن معاناة مروعة للسوريين.

 

وقدمت آموس -أمس الخميس- آخر بيان لها إلى مجلس الأمن الدولي قبل ترك منصبها نهاية الشهر الحالي، وقالت -في مداخلة أمام المجلس- إنه وعلى الرغم من القرار الذي صدر في فبراير/شباط 2014 للمطالبة بوضع حد لأعمال العنف ضد المدنيين ورفع الحصار ووصول المساعدات الإنسانية، فإن الوضع في سوريا استمر في التدهور.

 

وأكدت أن نحو 12.2 مليون شخص في حاجة ماسة حاليا للمساعدة الإنسانية داخل سوريا، وهو ما يمثل زيادة بنحو الثلث منذ اعتماد القرار الهادف إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية. وأوضحت أن الأمم المتحدة لم تتمكن من إيصال أي مساعدات إلى المناطق المحاصرة في سوريا خلال شهر أبريل/نيسان الماضي.

 

وأشارت آموس إلى أن عدد السوريين الذين يعيشون تحت الحصار تضاعف منذ فبراير/شباط 2014 ويبلغ حاليا 422 ألف شخص.

 

وقالت إن عدد النازحين تجاوز ثمانية ملايين شخص، فيما بلغ عدد اللاجئين إلى دول الجوار نحو أربعة ملايين شخص مما فرض أعباء كبيرة على الدول المستقبلة ومنظمات الإغاثة.

 

وتحدثت المسؤولة الأممية عن تواصل استعمال غاز الكلور في سوريا، ودعت أعضاء مجلس الأمن لوضع خلافاتهم جانبا والقيام بدورهم في حماية المدنيين في سوريا، وطالبت بالعمل على إصدار قرار أممي يهدد بمعاقبة المسؤولين عن الانتهاكات في سوريا وتقديمهم للمحكمة الجنائية الدولية.

 

وعبّر مبعوث سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري عن رفضه لما قدمته آموس، وقال إنه لا يحق لها الحديث باسم الشعب السوري. واعتبر أن تصريحاتها تتخطى مهمتها وولايتها كمساعدة للأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية.

 

يذكر أن آموس ستسلم مهامها نهاية الشهر الحالي لخليفتها البريطاني ستيفان أبرايان الذي عمل في السابق مبعوثا لرئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون إلى منطقة الساحل الأفريقي.

 

الأمم المتحدة تعتبر تدمير المواقع الأثرية “جريمة حرب

دبي – هناء محمد بخشم

تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً يدين التدمير الهمجي للمواقع الأثرية ونهبها من قبل متطرفي تنظيم “داعش” في كل من العراق وسوريا، واعتبرت الجمعية العامة أن تدمير “داعش” للمواقع الثقافية يعد بمثابة جريمة حرب يجب فتح تحقيق جاد حولها، وقررت الاستنفار ضد الاتجار بالقطع الأثرية المسروقة ومعاقبة الذين يقفون وراءها.

فبعد تبنى مجلس الأمن قراراً في فبراير الماضي لتجفيف تمويل تنظيم “داعش” عن طريق منع تهريب القطع الأثرية والإتجار بها، جاء تبني الجمعية العامة للأمم المتحدة لقرار يدين التدمير الهمجي للمواقع التي تشكل جزءاً من الإرث الإنساني ونهبها من قبل متطرفي تنظيم “داعش” في كل من العراق وسوريا.

وتحدثت الجمعية عن ضرورة الإسراع في فتح تحقيق حول الاتجار بالقطع الأثرية المسروقة والبدء بملاحقات قضائية بحق الجهات التي تعمل على اقتناء تلك التحف، إضافة إلى مطالبة المزادات والتجار والمسؤولين عن المتاحف بوثائق تثبت مصدر القطع الأثرية التي يملكونها.

وكانت الجمعية العامة قد تبنت قراراً يتصل بانقاذ الممتلكات الثقافية للعراق في غمرة قلق كبير على مصير مدينة تدمر في سوريا والمدرجة على لائحة منظمة اليونيسكو للتراث العالمي التي احتلها تنظيم “داعش”،

وتفيد تقارير بأن التنظيم قام ببيع الآثار التى سيطر عليها لوسطاء مقابل الحصول على السلاح أو الأموال.

وكان تقرير للحكومة البريطانية تحدث في وقت سابق عن أن تنظيم “داعش” يهرب القطع الأثرية التاريخية من سوريا والعراق من أجل رفع إيراداته المالية.

ودعا التقرير إلى تضافر الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة ما يقوم به “داعش” ضد التراث في البلدين عبر تدميره وتهريبه أوبيعه في الأسواق.

 

الجيش الأميركي بدأ بتدريب المعارضة السورية في تركيا

واشنطن – رويترز

قال مسؤول أميركي، اليوم الخميس، إن الجيش الأميركي بدأ في تدريب مقاتلين من المعارضة السورية في تركيا لمحاربة تنظيم “داعش”، موسعاً بذلك برنامجاً انطلق في بداية الأمر في الأردن قبل أسابيع.

ولم يقدم المتحدث أي تفاصيل عن حجم المجموعة الأولى من المقاتلين الذين يخضعون للتدريب في تركيا أو متى بدأ التدريب. من جهتها رفضت وزارة الدفاع الأميركية التعقيب.

وتقول إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إن البرنامج يهدف فقط إلى استهداف مقاتلي التنظيم وليس قوات الأسد.

وتأمل الولايات المتحدة في أن يقدم البرنامج، الذي طال انتظاره، التدريب لأكثر من 5000 مقاتل سوري سنوياً، ما سيوفر للجيش الأميركي شركاء على الأرض في قتال المتطرفين.

وتجري كل عمليات التدريب العسكري الأميركي لمقاتلي المعارضة السورية في الخارج.

 

الاتحاد الأوروبي يضيف مسؤولا لعقوبات سوريا ويمددها

بروكسل – رويترز

أضاف الاتحاد الأوروبي مسؤولا عسكريا سوريا رفيعا إلى قائمة العقوبات الخاصة بالاتحاد اليوم الخميس، مع تمديده الإجراءات ضد مؤيدي الرئيس بشار الأسد لعام آخر.

وبدأ الاتحاد الأوروبي فرض تجميد للأصول وحظر على السفر بالنسبة للأسد ومؤيديه في 2011 للاحتجاج على قمع الحكومة للمعارضين. ومع دخول الحرب الأهلية في سوريا عامها الخامس الآن زادت قائمة العقوبات لتشمل أكثر من 200 شخص و70 هيئة.

وقررت حكومات الاتحاد الأوروبي مد العقوبات عاما آخر وإضافة شخص إلى القائمة وهو مسؤول عسكري رفيع يتهمه الاتحاد بأنه “مسؤول عن القمع والعنف ضد السكان المدنيين في دمشق وريف دمشق”.

وسيكون المسؤول معرضا لتجميد الأصول وحظر على السفر إلى الاتحاد الأوروبي لكن لن يكشف اسمه قبل نشر تفاصيل العقوبات في الصحيفة الرسمية للاتحاد غدا الجمعة.

وتشمل عقوبات الاتحاد الأوروبي الأخرى على سوريا قيودا على تصدير المعدات التي قد تستخدم في قمع داخلي وحظرا على استيراد النفط من سوريا.

 

سوريا..النصرة وكتائب المعارضة تسيطر على “أريحا” بإدلب

بيروت – فرانس برس

سيطرت جبهة النصرة وحلفاؤها مساء الخميس على أريحا آخر المدن في محافظة إدلب، وشوهدت عشرات الآليات التابعة لقوات النظام السوري تنسحب من المدينة، حسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأعلن التلفزيون السوري الرسمي “انسحاب الجيش من مدينة اريحا بشمال غرب سوريا بعد معارك مع أعداد كبيرة من مقاتلي جبهة النصرة”، كما قال.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “سيطر جيش الفتح (جبهة والنصرة وفصائل أخرى في المعارضة المسلحة) بشكل كامل على مدينة أريحا بعد هجوم خاطف انتهى بانسحاب كثيف لقوات النظام وحلفائه من حزب الله عبر الجهة الغربية للمدينة”.

وأضاف عبد الرحمن “كان الهجوم خاطفا، ولم يستغرق إلا بضع ساعات. إن سقوط المدينة بهذه السرعة أمر مفاجىء ومستغرب. فقد تجمعت فيها كل القوات التي انسحبت خلال الأسابيع الأخيرة من مدينتي إدلب وجسر الشغور ومعسكري القرميد والمسطومة”.

عناصر من حزب الله في أريحا

وتابع عبد الرحمن “كان في المدينة أيضا عناصر من حزب الله، لذلك كان المتوقع أن تكون المعركة قاسية”، مشيرا إلى أن “عشرات الآليات المحملة بالعناصر شوهدت تنسحب من المدينة في اتجاه بلدة محمبل الواقعة إلى جنوب غرب أريحا”.

وفي وقت سابق من الخميس، بدأ مقاتلو جبهة النصرة وفصائل معارضة، هجوماً على مدينة أريحا، آخر المدن الكبرى الخاضعة لسيطرة النظام في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، وتمكنوا من دخول بعض أطرافها، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن “اقتحم مقاتلو جيش الفتح اليوم (الخميس) أطراف مدينة أريحا بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الأسد”، لافتاً إلى أن الاقتحام جاء عقب “قصف عنيف استهدف منذ الصباح حواجز النظام في محيط المدينة”.

وتمكن جيش الفتح خلال الأسابيع الأخيرة من السيطرة على مناطق عدة في محافظة إدلب، أبرزها المدينة، مركز المحافظة، وجسر الشغور ومعسكري القرميد والمسطومة.

وأشار عبد الرحمن في وقت سابق إلى أن أعداداً كبيرة من قوات الأسد والمسلحين الموالين له، وخصوصاً حزب الله، متواجدون في المدينة، وهم مجهزون بالعتاد الثقيل والذخائر.

وبانسحاب النظام من أريحا، فلن يبقى له، وفق عبد الرحمن، في محافظة إدلب، إلا مطار أبو الضهور العسكري، وبعض الحواجز بين أريحا وجسر الشغور، بالإضافة إلى بلدتي الفوعة وكفريا.

وتستند أريحا من الغرب إلى منطقة جبلية تملك امتداداً مع محافظة حماه (وسط)، الواقعة بمعظمها تحت سيطرة قوات الأسد.

 

المرصد: جيش الفتح يسيطر على مدينة أريحا آخر معاقل الجيش السوري في إدلب

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس، إن تحالف مجموعات إسلامية يطلق عليها اسم “جيش الفتح” تمكنت من السيطرة على مدينة أريحا التي تعتبر آخر المدن التي كان يسيطر عليها الجيش السوري في مدينة إدلب.

 

وجاء في تقرير المرصد: “سيطر جيش الفتح المؤلف من جبهة النصرة تنظيم القاعدة في بلاد الشام وتنظيم جند الاقصى وفيلق الشام وحركة احرار الشام واجناد الشام وجيش السنة ولواء الحق بشكل كامل على مدينة أريحا، عقب اشتباكات مع قوات النظام.”

 

وبين التقرير أن قوات الجيش السوري كانت “مدعمة بقوات الدفاع الوطني وحزب الله اللبناني وضباط إيرانيين، وأن الاشتباكات شهدت مع قصفا عنيفا ومتبادلا بين الطرفين، وتمكن مقاتلو جيش الفتح من الاستيلاء على عدة آليات لقوات النظام، ومعلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، وسط انسحاب عشرات الآليات لقوات النظام باتجاه منطقتي أورم الجوز ومحمبل على طريق أريحا – جسر الشغور.”

 

نداء الأخوية المريمية في حلب للبابا: يجب وقف الحرب

الفاتيكان (29 أيار/مايو) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

أطلقت الأخوية المريمية في حلب نداء إلى البابا فرنسيس، “إن كنت ترغب بأن يبقى النصف الآخر من المسيحيين في البلاد، فالسبيل الوحيد هو وقف الحرب”، حسب قولها

 

ونقلت وكالات أنباء كنسية ايطالية عن عضو الأخوية المريمية في حلب ومدير أحد المستشفيين الأخيرين العاملين في المدينة، الدكتور نبيل أنطاكي، الذي أشار الى أن “نهاية الصراع هي الفرصة الوحيدة لرؤية استمرار الوجود الألفي للمسيحيين على الأراضي السورية”، مناشدا “البابا باستخدام سلطته الأخلاقية وهيبته لممارسة ضغوط على الحكومات الأخرى، لوقف تسليح وتمويل المجموعات المسلحة”، ولكي “تحارب تنظيم (الدولة الإسلامية) بشكل فعلي، وتوقف مرور الإرهابيين عبر حدودنا من الشمال”، وفق ذكره

 

وخلص أنطاكي الى القول “اننا نشهد قصفا يوميا من قبل المتمردين، والعديد من المستشفيات في

 

التلفزيون السوري: انسحاب الجيش من مدينة اريحا بشمال غرب سوريا

عمان (رويترز) – نقل التلفزيون السوري عن مصدر عسكري قوله يوم الخميس إن الجيش السوري انسحب من مدينة أريحا الاستراتيجية آخر معقل له في محافظة إدلب بشمال غرب البلاد وذلك بعد معارك عنيفة مع جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة.

 

والتصريح الذي نقله التلفزيون هو أول اعتراف بأن مدينة أريحا آخر معقل للقوات الحكومية في المحافظة المتاخمة لتركيا قد سقطت في أيدي جماعات المعارضة المسلحة.

 

(إعداد دينا عادل للنشرة العربية- تحرير مصطفى صالح)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى