أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 29 حزيران 2017

 

ربع النفط السوري لـ «طبّاخ بوتين»

موسكو – رائد جبر

«طباخ الرئيس» قد يحصل على 25 في المئة من النفط السوري، إذ نجح في تنفيذ اتفاق تحوم حوله شبهات، لـ «تحرير» المنشآت النفطية وحمايتها بالاعتماد على «جيش خاص» ينشط في سورية منذ منتصف عام 2014.

تفاصيل مثيرة، تسرّب بعضها في وسائل إعلام حول صفقات يبرمها مقرّبون من الكرملين، للحصول على حصة كبرى من الثروات السورية، في مقابل مساعدة النظام لبسط سيطرته على مناطق غنية بالنفط والغاز.

التغطيات الإعلامية نادرة في روسيا حول نشاط «حيتان المال» في «المناطق الساخنة»، خصوصاً في أوكرانيا وسورية الآن، لكن التفاصيل التي أوردها بعض وسائل الإعلام كانت كافية لفتح ملف دخول «البزنس» على خط الحرب السورية.

ونشرت شبكة «فونتانكا» الإلكترونية الواسعة الانتشار في سان بطرسبورغ، معطيات عن مذكّرة تعاون وقّعتها شركة «يوروبوليس» الروسية مع وزارة النفط والثروة المعدنية السورية مطلع السنة، ونقلت عن مصدر في وزارة الطاقة الروسية أن الشركة تلتزم- وفقاً لبنود الاتفاق- «تحرير مناطق تضم آبار نفط ومنشآت وحمايتها»، في مقابل حصولها على ربع الإنتاج النفطي. واللافت أن الاتفاق الذي سيدخل حيّز التنفيذ بعد «إدخال تعديل قانوني في سورية»، ينص بوضوح على أن «تكاليف العمليات العسكرية اللازمة لا تندرج ضمن بنوده»، ما يعني أنها ستُدفع في شكل منفصل.

لكن المثير أن «يوروبوليس» التي تعود ملكيّتها إلى رجل الأعمال و «ملك قطاع المطاعم» يفغيني بريغوجين، لم يكن مرّ على تأسيسها عندما وقّعت المذكرة أكثر من ستة أشهر، إذ تأسّست في حزيران (يونيو) الماضي وسُجِّلت في إحدى ضواحي موسكو، ولم تسجل غرفة التجارة الروسية أي نشاط تجاري لها باستثناء المذكرة التي وقّعها عن الجانب السوري وزير النفط والثروة المعدنية علي غانم، بعد مفاوضات أُجريت في موسكو مطلع السنة.

بريغوجين المعروف في أوساط الأعمال الروسية بأنه «طبّاخ بوتين»، كونه صعد سلم أصحاب البلايين بسرعة الصاروخ، وبعدما كان «متعهداً» لتقديم الوجبات إلى حفلات الكرملين، باتت شركاته تحصد كل عقود وزارة الدفاع في قطاعات التغذية ومجالات الخدمات، وفق ما أكدت وكالة «إنترفاكس». لكن الرجل انتقل إلى قطاع أوسع نتيجة الحرب في أوكرانيا ثم في سورية، وغدا «متعهد حروب خاصة». وهو ليس وحيداً في هذا المجال، ففي مطلع السنة أيضاً، وقّعت شركة «سترويترانس غاز» المختصّة بإنشاءات خطوط إمداد الغاز الطبيعي، عقداً مجزياً مع الحكومة السورية، تبدو شروطه مشابهة، إذ تأخذ الشركة على عاتقها بموجب العقد الذي يدخل حيز التنفيذ الشهر المقبل، وفق صحيفة «آر بي كا» القريبة من أوساط الأعمال، «حماية المنشآت ونقل الغاز».

في الحالين، تبرز أسماء شخصيات قريبة من الكرملين، وفي الحالين ثمة اعتماد على «جيش سرّي خفي» ضمن مهماته عمليات «التحرير والحماية».

وفتحت هذه التفاصيل مجدداً ملف «جيش فاغنر» الذي كثُر الحديث عنه منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا. والمقصود التشكيلات العسكرية غير الرسمية التي نشطت في شكل مكثّف في أوكرانيا وانتقلت إلى سورية عام 2015، وكانت لها مساهمات في عمليات عسكرية، بينها عملية تدمر العام الماضي.

وتفيد «فونتانكا» بأن التشكيلات تضم ضبّاطاً بارزين سابقين في القطاعات العسكرية والأمنية، تقاعدوا ليتحوّلوا إلى «البزنس» الذي يديره بعض «حيتان المال». وتشير إلى أن رجال الأعمال يموّلون نشاط هذا «الجيش» في مقابل الحصول على عقود مجزية.

ونشرت وسائل إعلام روسية قبل شهور عدداً من أسماء الضباط السابقين المنخرطين في هذا النشاط، كما تحدّث بعضها أكثر من مرة عن سقوط قتلى في صفوف تلك التشكيلات، بينما تنفي موسكو رسمياً صحة المعطيات، وتؤكد أن الجيش الروسي «لم ينفّذ عمليات في تلك المناطق». وتشير «آر بي كا» إلى أن المنخرطين في «الجيش الخاص» يحصلون على مكافآت مجزية تصل إلى نحو 5 آلاف دولار شهرياً، وفي حال مقتل أحدهم، يتلقى ذووه تعويضاً بمبلغ لا يقل عن 3 ملايين روبل، وهو أكثر من ضعفي المبلغ الذي يحصل عليه ذوو قتلى الجيش النظامي.

 

روسيا تحذر أميركا من تحرك «استباقي» في سورية

موسكو – رائد جبر؛ لندن، بروكسيل، نيويورك – «الحياة»

حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الولايات المتحدة من أي تدخل استباقي في سورية، مؤكداً أن بلاده «سترد في شكل مناسب ومكافئ» على الاستفزازات الأميركية ضد الجيش السوري. وشدد لافروف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني زيغمار غابرييل على أن بعض المسؤولين الأميركيين «لديهم أفكار سلبية عن روسيا تؤثر في قرارات واشنطن». وأبدى تفاؤلاً بانعقاد محادثات «آستانة» الأسبوع المقبل «بدعم دولي كبير» (للمزيد).

وجاءت التحذيرات الروسية مع إعلان وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس أن دمشق استجابت للتهديدات الأميركية ولن تستخدم أسلحة كيماوية، موضحاً للصحافيين: «يبدو أنهم (السوريين) أخذوا التحذير على محمل الجد… لم يفعلوها». لكنه حذر في المقابل من أن تهديد الأسلحة الكيماوية السوري «أكبر من أي موقع واحد». وتابع: «أعتقد أن برنامج الأسد الكيماوي يتجاوز مطاراً واحداً». وتفتح تصريحات ماتيس ولافروف الباب أمام مواصلة التحضير لاجتماعات «آستانة» في 4 و5 تموز (يوليو) المقبل.

وبدا أن أميركا وتركيا قد تتواجهان في ملف أكراد سورية ودورهم بعد استعادة الرقة من «داعش». وتوجه المبعوث الأميركي الخاص لـ «التحالف الدولي» ضد «داعش»، بريت ماكغورك، إلى الرقة للقاء مسؤولين وعناصر من «وحدات حماية الشعب الكردية» و «قوات سورية الديموقراطية».

وقال عمر علوش عضو «مجلس الرقة المدني»، إن المبعوث الدولي الخاص التقى المجلس لـ «تأكيد الدعم له»، موضحاً أن ماكغورك التقى بهم في عين عيسى.

وقال علوش إن ماكغورك ومسؤولين آخرين في التحالف، من بينهم نائب القائد العسكري للتحالف الميجر جنرال روبرت جونز، تعهدوا تقديم مساعدات في مجال البنية الأساسية لكن لم يبحث حجم الأموال المتاحة.

وقال متطوعون في المجلس لـ «رويترز»، إنهم أبلغوا التحالف أن استعادة إمدادات الكهرباء والمياه والطرق والمدارس ستكلف نحو عشرة ملايين دولار سنوياً.

وأفادت مصادر كردية بأن ماكغورك قال خلال اللقاء إن تنفيذ تركيا أي هجوم على عفرين أو منطقة أخرى شمال سورية «سيكون بمثابة انقطاع آخر خيوط العلاقات الأميركية – التركية». وتُطالب تركيا بتغيير ماكغورك، متهمة إياه بدعم «حزب الاتحاد الديموقراطي».

وقال شهود عيان ومصادر في المعارضة، إن حشوداً عسكرية تركية ضخمة دخلت أمس محيط مدينة مارع شمال سورية. وأوضحوا أن نحو 700 آلية دخلت من الأراضي التركية من طريق معبر باب السلامة الحدودي مروراً بمدينة أعزاز، وتمركزت في قواعد عسكرية بمحيط مدينة مارع.

وقال القائد العام لـ «فرقة السلطان مراد» التابعة لـ «لجيش السوري الحر» القريب من تركيا لموقع «سمارت» الإخباري المعارض، إن «من حق الفصائل استرجاع قرى وبلدات سيطرت عليها وحدات حماية الشعب الكردية بالقوة… لا سيما بعد فشل المساعي السلمية». وتابع: «لا توجد مشكلة إن تقاطعت المصالح التركية مع مصالح فصائل الحر». وسبق أن أعلنت تركيا نيتها «تطهير» شريطها الحدودي» مع سورية من «تنظيم داعش» و «الوحدات الكردية» التي تصنفها على لائحة الإرهاب.

والتقى وزير الدفاع التركي فكري إيشيق أمس، نظيره الأميركي ماتيس للبحث في آخر المستجدات الميدانية في سورية والعراق على هامش مشاركتهما في اجتماع وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي في بروكسيل. وأوضح بيان صادر عن وزارة الدفاع التركية بخصوص اللقاء، أنّ مسألة دعم واشنطن «حزب الاتحاد الديموقراطي» وجناحه العسكري، ستكون أهم بنود المحادثات بين الوزيرين.

إلى ذلك، يواجه التحقيق الدولي في استخدام السلاح الكيماوي في حادثة خان شيخون عقبات سياسية متصاعدة بسبب الانقسام الروسي الغربي في مجلس الأمن، في وقت اتهم ديبلوماسي غربي في المجلس روسيا بالسعي إلى «تعطيل» عمل لجنة التحقيق الدولية التي يفترض أن تحدد الجهات التي استخدمت هذا السلاح، عملاً بتفويض حصلت عليه من مجلس الأمن ذاته.

وفيما كان مقرراً أن تقدم لجنة التحقيق الدولية في استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية تقريراً إلى مجلس الأمن أمس حول استعداداتها للتحقيق في حادثة خان شيخون، استبعد ديبلوماسيون أن تتمكن اللجنة من «تقديم أي تقرير ذي معنى، ويتجاوز تعداد الخطوات الإجرائية التي تقوم بها اللجنة» في ضوء الصعوبات السياسية التي تعيق عملها.

 

موسكو: واشنطن تعقد محادثات السلام باتهامها سورية بالتحضير لهجوم كيماوي

موسكو – رائد جبر؛ لندن – «الحياة»

اتهمت موسكو الولايات المتحدة بالسعي الى تأجيج الوضع في سورية عبر تكرار «سيناريو مزاعم الرئيس الأميركي السابق جورج بوش حول اسلحة الدمار الشامل في العراق». وحذرت من «عراقيل تضعها واشنطن امام جهود دفع التسوية السياسية». وفي طهران حذر أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني الولايات المتحدة من عواقب «تصرفاتها المتهورة في سورية» معتبراً اياها «لعباً بالنار».

وعكست ردود الفعل الروسية المتواصلة على التهديدات الأميركية للحكومة السورية بالتحضير لشن هجوم كيماوي جديد، ان موسكو لديها «مخاوف جدية من انعكاسات التهديدات الأميركية» كما قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الفيديرالية (الشيوخ) الروسي قسطنطين كوساتشيف.

وشنت وزارة الخارجية الروسية هجوماً لاذعاً امس على البيت الأبيض. وأعربت الناطقة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا عن قناعة بأن «واشنطن لن تكشف للرأي العام الحقيقة حول مزاعمها». وسخرت الديبلوماسية الروسية من تصريحات نظيرتها الأميركية هيزير ناويرت، التي قالت إن «واشنطن تدرك من تجربتها السابقة أن نظام الأسد قد استخدم الأسلحة الكيماوية ضد شعبه ما يبرر المخاوف الحالية»، مشيرة الى ان «التجربة السابقة كانت في العراق، وشهد العالم على فبركات ادارة بوش الذي خدع شعبه في شأن مزاعم امتلاك بغداد اسلحة دمار شامل، بينما قال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف إن «المزاعم الأميركية لا أساس لها، وتثير مخاوف كبيرة، كما تؤدي لظهور عراقيل أمام المفاوضات حول التسوية في سورية».

وأوضح غاتيلوف أن الجانب الروسي لا يستبعد وقوع استفزازات باستخدام الأسلحة الكيماوية على خلفية التهديدات الأميركية الأخيرة لدمشق، لافتاً الى احتمال ان «تستخدم اطراف ترغب في هدم العملية السياسية الاتهامات الأميركية للحكومة السورية من اجل تفجير الموقف عبر شن عمليات استفزازية باستخدام اسلحة كيماوية». وأكد أن «محاولات تأجيج التوتر حول سورية مرفوضة وتنذر بعواقب سيئة».

على صعيد آخر، نقلت صحيفة «ازفيستيا» الروسية امس عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ان انقرة «مستعدة لإطلاق عمل عسكري جديد في شمال سورية وإلحاق الرقة ومنبج بمنطقة مسؤوليتها ضماناً لأمن الحدود التركية».

وشدد أردوغان على ان أنقرة «ستتحرك فور شعورها بأدنى خطر قد يهددها».

ونقلت الصحيفة عن مصادر ديبلوماسية روسية ان حديث أردوغان يثير «قلقاً جدياً لدى موسكو وواشنطن على السواء»، خصوصاً على خلفية المساعي التي بذلتها واشنطن وتحظى بتأييدٍ في موسكو من اجل منع وقوع اشتباك بين تركيا والقوات التي تدعمها من جانب، والقوات الكردية المدعومة اميركياً من جانب آخر.

الى ذلك، أفادت وكالة «مهر» للأنباء بأن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني اعتبر في تعليق له على التهديدات الأميركية الأخيرة ضد سورية واتهام الحكومة السورية باستخدام الأسلحة الكيماوية، أنها محاولة واهية للتغطية على الهزائم المستمرة لجبهة الإرهاب قبالة التقدم المصيري للجيش السوري.

وأشار شمخاني إلى ضرورة تدخل منظمة حظر الأسلحة الكيماوية (OPCW) لتحديد صحة الاتهامات الأميركية للحكومة السورية، مشدداً على ضرورة ان تضع اميركا معلوماتها بيد المنظمة لتتمكن من إجراء تحقيق محايد بالتعاون مع الحكومة السورية.

وبيّن شمخاني أن الاعتداء غير القانوني الّذي نفذته أميركا على الأراضي السورية مستهدفةً قاعدة الشعيرات قام على حجة استخدام الحكومة السورية اسلحةً كيماوية، موضحاً أن إيران وروسيا طلبتا في شكل رسمي لجنة تقصي حقائق دولية لكن اميركا منعت تشكيل هذه اللجنة «لعدم رغبتها في كشف زيف الاتهامات» الموجهة ضد سورية.

وحذر شمخاني الولايات المتحدة من عاقبة أعمالها في سورية واختراق القوانين الدولية وسيادة الدولة لسورية، معتبراً أن تصرفاتها متهورة كمن يلعب بالنار.

واختتم شمخاني بالقول ان «المشهد في سورية لن يبقى كما هو والاعتداءات العسكرية الأميركية سيتم الرد عليها».

 

«المرصد السوري»: انفجار يهز ريف حمص

دبي، باريس – «الحياة»، رويترز

أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» اليوم (الخميس)، بأنه سمع دوي انفجار عنيف في ريف حمص الشمالي، في الوقت الذي تتواصل الاشتباكات بين تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) وقوات النظام على محاور بادية تدمر الشرقية.

وأوضح «المرصد السوري» أنه لم يرد أي معلومات عن طبيعة الانفجار، في حين تتواصل الاشتباكات بين «داعش» وقوات النظام على محاور بادية تدمر الشرقية، وعلى طريق تدمر – السخنة في ريف حمص الشرقي.

وأشار المرصد إلى أن الانفجار ترافق مع قصف جوي وصاروخي متواصل، وسط تقدم جديد لقوات النظام وسيطرتها على نقاط جديدة شرق منطقة آرك، وأسفرت الاشتباكات المتواصلة عن قتلى وجرحى بين طرفي القتال.

وذكر أن قوات النظام قصفت أماكن في بلدة كفر حمرة في ريف حلب الشمالي الغربي، في حين سقطت قذائف على أماكن في حي حلب الجديدة الخاضع لسيطرة قوات النظام جنوب غربي حلب، ما أسفر عن أضرار مادية، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.

ودارت اشتباكات عنيفة في محور قرى الشريمة ورسم عسكر في منطقة خناصر شرق حلب بين تنظيم «داعش» من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، نتيجة هجوم للأخير على المنطقة، وترافقت الاشتباكات مع قصف صاروخي، ولا معلومات عن خسائر بشرية.

سياسياً، قالت فرنسا اليوم، إنها ترى فرصة لكسر الجمود في الحرب السورية في ظل تقبل روسيا على ما يبدو لعدم وجود حل عسكري للصراع وبعد تخلي بعض معارضي الرئيس السوري بشار الأسد عن شروطهم المسبقة.

وأتاح انتخاب الرئيس إيمانويل ماكرون فرصة لباريس لمراجعة سياستها في شأن سورية، إذ يعتبر البعض أن موقف الحكومة السابقة بضرورة تنحي الأسد كان متعنتاً جداً وعقبة أمام تحقيق السلام.

والأسبوع الماضي حول ماكرون موقف فرنسا من مستقبل الأسد، قائلاً إنه لا يرى خليفة شرعياً له في الوقت الراهن وأن الأولوية هي الحيلولة دون أن تصبح سورية دولة فاشلة. وتراجعت الولايات المتحدة هذا العام أيضاً عن إصرارها على رحيل الأسد كي تتيح الفرصة لحل سياسي.

واعتمد الأسد على دعم عسكري من روسيا وإيران في الحرب المستمرة منذ ست سنوات مع المعارضين والمتشددين. وخلفت الحرب مئات الآلاف من القتلى وشردت الملايين.

ويحاول وزير الخارجية الفرنسي الجديد جان إيف لو دريان إجراء حوار أوثق مع موسكو إذ تسعى باريس أيضاً إلى استغلال عدم وجود سياسة أميركية واضحة في شأن سورية لتمنح لنفسها دوراً أكبر.

وقال لو دريان الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع في عهد الرئيس السابق فرانسوا هولاند في مقابلة منشورة «لا أستطيع أن أذكر أي تفاصيل، لكني أعتقد أن هناك فرصة سانحة في الوقت الحاضر، وأعتقد أن الروس، شأنهم شأن الجميع، يدركون أنه لا يوجد حل عسكري للنزاع».

وأضاف «يجب أن نكون قادرين على تحقيق الهدف بطرق جديدة تشمل وضع مبادئ متينة تبدو لا خلاف عليها، وعدم وضع شروط مسبقة بلاغية، ولكن من خلال خلق جسور جديدة بين مختلف الجهات الفاعلة».

ولم يوضح لو دريان في مقابلته مع صحيفة «لوموند» ما هي تلك المبادئ أو ما هي الحوافز التي ستقدمها روسيا.

وكانت فرنسا طالبت بحل النزاع من خلال عملية انتقال سياسي ذات صدقية تقوم على قرارات مجلس الأمن التي جرى التفاوض حولها بين الأطراف المتحاربة بوساطة الأمم المتحدة في جنيف.

وقال لو دريان، الذي عقد محادثات استغرقت ست ساعات وتركزت حول سورية مع المسؤولين الروس في موسكو الأسبوع الماضي، إن الأولوية بالنسبة لفرنسا هي إضعاف التهديد الذي يشكله تنظيم «الدولة الإسلامية»، وذلك من دون الإشارة إلى قرارات مجلس الأمن أو إلى محادثات جنيف.

ودعا الوزير إلى الحصول على دعم ديبلوماسي من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن والجهات الفاعلة الإقليمية. وقال ديبلوماسي فرنسي إن باريس تأمل في تشكيل مجموعة اتصال صغيرة يمكنها دفع جهود السلام قدماً.

وقال مسؤولون فرنسيون إن جزءاً من الأسباب التي دفعت باريس إلى السعي لإعادة الحوار مع روسيا حول سورية هو الفراغ الذي خلفته الولايات المتحدة التي يرون أنها لا تملك سياسة واضحة تتجاوز مسألة إلحاق الهزيمة بتنظيم «الدولة الإسلامية».

وقال ديبلوماسي أوروبي إن «الروس ليس لديهم أي شخص آخر، وليس لديهم أي محاور متماسك، ولا يوجد لدى الروس أي شيء آخر للتمسك به سوى الفرنسيين».

وتحولت دفة الحرب في سورية لصالح الأسد منذ العام 2015 عندما أرسلت روسيا طائراتها لمساعدة جيشه وطردت الميليشيات الطائفية المتحالفة معه والمدعومة من إيران قوات المعارضة وكسبت أرضاً جديدة.

ولكن الصراع لم ينته بعد، إذ لا يزال المعارضون يسيطرون على مساحات من سورية، خصوصاً في الشمال الغربي والجنوب الشرقي، ويسيطر تنظيم «الدولة الإسلامية» على مناطق أخرى في الشمال والشرق.

 

قسد” تقطع المنفذ الأخير لـ”الدولة” في الرقة

بيروت – أ ف ب : قطعت قوات سوريا الديموقراطية ( قسد)، المتحالفة مع أمريكا، اليوم الخميس المنفذ الاخير المتبقي لتنظيم “الدولة الاسلامية”( داعش) من مدينة الرقة الى بقية مناطق سيطرته في سوريا، وفق ما أكد المرصد السوري لحقوق الانسان.

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن “سيطرت قوات سوريا الديموقراطية على المنطقة الواقعة جنوب نهر الفرات لتقطع بذلك آخر طريق كان يمكن لتنظيم “داعش” الانسحاب منه من مدينة الرقة باتجاه مناطق سيطرته في البادية السورية، ومحافظة دير الزور” في شرق البلاد.

 

وتهاجم قوات سوريا الديموقراطية التي تتألف من الاكراد والعرب مدينة الرقة بدعم كبير من قوات التحالف الدولي، كما أعلنت الأمم المتحدة في وقت سابق أن نحو مئة الف مدني باتوا “محاصرين” في المدينة بشمال سوريا.

 

غابرييل يرى “بادرة أمل” في النزاع السوري

(د ب أ): أعرب وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل، عن رأيه في أن هناك تقارباً بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية في النزاع السوري.

 

وتحدث الخميس بعد مباحثاته مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في كراسنودار، عن “تغير في الموقف على كلا الجانبين” يشير إلى ضرورة الوصول إلى عملية سياسية في النهاية.

 

ويعتزم غابرييل الالتقاء بالرئيس الروسي فلاديمبر بوتين بعد ظهر اليوم.

 

وأشار إلى أن هناك تعاوناً محدداً للولايات المتحدة مع روسيا في جنوبي سوريا التي تعد “بادرة أمل”.

 

وتابع قائلاً: “أملنا هو أن يتم مواصلة بناء ذلك، وأن نصل أخيراً إلى عملية سياسية من المؤكد ألا يمكن أن يبقى السيد بشار الأسد رئيساً في نهايتها”.

 

يشار إلى أنه يتم دعم الرئيس السوري بشار الأسد من جانب موسكو، فيما تعارضه الولايات المتحدة.

 

ولكن غابرييل اختلف بشدة مع لافروف بسبب سوريا في المؤتمر الصحافي الذي انعقد الأربعاء؛ فبينما رفض لافروف تحذيرات واشنطن من شن “هجوم آخر بأسلحة كيميائية” من جانب قوات الحكومة السورية ووصفها بأنها تكهنات محضة، اتهم غابرييل الرئيس الروسي بارتكاب “جرائم حرب خطيرة”، واتهم لافروف بالتهوين من خطر حكومة الأسد ووصفها بأنها “نظام حكم سلمي”.

 

كان أكثر من 80 شخصا قُتِلُوا في الرابع من أبريل /نيسان الماضي، في هجوم يشتبه أنه تم باستخدام الغاز السام في مدينة خان شيخون السورية.

 

ويتهم الغرب القوات الحكومية السورية بالمسؤولية عن الهجوم، فيما ينفي الأسد أي مسؤولية له عنه وأيدته في ذلك روسيا.

 

وكانت الولايات المتحدة ردت على ذلك بشن هجوم صاروخي على قاعدة جوية تابعة للجيش السوري.

 

واشنطن: الأسد أخذ تحذير ترامب «على محمل الجد» وروسيا تهدد: سنرد على أي هجوم أمريكي

مبعوث أمريكي لبحث أوضاع ما بعد الرقة… ومقتل 108 عناصر للنظام في القنيطرة

عواصم ـ وكالات «القدس العربي»: قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الأربعاء إن بلاده سترد بكرامة وبشكل متناسب إذا اتخذت الولايات المتحدة إجراءات استباقية ضد قوات الحكومة السورية لوقف ما تقول واشنطن إنه هجوم كيماوي.

وفي مؤتمر صحافي مع نظريه الألماني قال لافروف إنه يأمل ألا تستخدم أمريكا معلومات سرية عن تخطيط سوريا لهجوم كيماوي «ذريعة لأعمال استفزازية» في سوريا.

جاء ذلك بعد تصريح لوزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس الأربعاء في بروكسل، قال فيه إن تحذير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحكومة السورية بعدم شن هجوم بالأسلحة الكيميائية حقق مبتغاه على ما يبدو.

وأضاف ماتيس، في إشارة إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد، «يبدو أنهم أخذوا التحذير على محمل الجد».

وقد أعلن المتحدث باسم البيت الابيض شون سبايسر مساء الإثنين في بيان أن «الولايات المتحدة رصدت استعدادات محتملة من قبل النظام السوري لشن هجوم كيميائي آخر قد يؤدي إلى عملية قتل جماعية لمدنيين بمن فيهم أطفال أبرياء».

وتابع ماتيس أمام الصحافيين لدى توجهه إلى بروكسل لحضور اجتماع لوزراء دفاع حلف شمال الاطلسي «أعتقد أن الرئيس تحدث عن (هذه الاستعدادات) ليؤكد مدى نظرتنا إليها بشكل جدي».

وردا على سؤال حول كيف علم بان تحذير ترامب تم الأخذ به، أوضح ماتيس «إنهم لم يفعلوا ذلك»، مشيرا الى عدم وقوع أي هجوم كيميائي منذ الإثنين.

وقال عضو في مجلس يخطط لإدارة الرقة بعد استعادتها من تنظيم «الدولة» إن المبعوث الأمريكي الخاص إلى التحالف المناهض للتنظيم المتشدد بريت مكجورك زار شمال سوريا أمس الأربعاء والتقى بالمجلس لتأكيد الدعم له.

ويدعم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف من فصائل كردية وعربية مسلحة بدأت القتال داخل الرقة قبل ثلاثة أسابيع.

وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية إقامة مجلس الرقة المدني في نيسان/ أبريل ليحل محل حكم المتشددين في مدينة هي منذ ثلاث سنوات المعقل الرئيسي للتنظيم في سوريا.

وقال عمر علوش عضو المجلس إن مكجورك التقى بالمجلس في عين عيسى ـ في شمال سوريا مرتين من قبل في اجتماعات لم يعلن عنها.

وذكر الكولونيل ريان ديلون، المتحدث باسم التحالف، أن أعضاء التحالف يوجدون بشكل دوري في شمال سوريا للعمل مع قوات سوريا الديمقراطية وكيانات محلية أخرى من بينها المجلس. ولم يؤكد زيارة مكجورك أمس، وأحال الأسئلة في هذا الصدد إلى مكتب المبعوث الخاص.

وقال علوش إن مكجورك ومسؤولين آخرين في التحالف ومن بينهم نائب القائد العسكري للتحالف الميجر جنرال روبرت جونز، تعهدوا بتقديم مساعدات في مجال البنية الأساسية، لكن لم يبحث حجم الأموال المتاحة.

وأضاف علوش «لم يحددوا أي مبلغ لكنهم قرروا أنهم سيقدمون الدعم في البداية في إزالة الألغام ورفع الأنقاض وصيانة المدارس ثم محطات الكهرباء والمياه».

وقال متطوعون في المجلس هذا الشهر، إنهم أبلغوا التحالف أن استعادة إمدادات الكهرباء والمياه والطرق والمدارس ستكلف نحو عشرة ملايين دولار سنويا.

وأعلنت غرفة عمليات «جيش محمد» أنها قتلت أكثر من مئة عنصر من القوات السورية والمسلحين الموالين لها، خلال الهجوم على معارك محافظة القنيطرة جنوب سورية بداية الأسبوع الجاري .

وقالت الغرفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي أمس الأربعاء إن خسائر القوات السورية بعد خمسة أيام من انطلاق معركة «مالنا غيرك يا الله» في محافظة القنيطرة بلغت مئة وثمانية عناصر (108) من القوات السورية والميليشيات المساندة لها، وأصيب 250 آخرين، بالإضافة لتدمير ثلاث عربات مجنزرة وثلاثة رشاشات ثقيلة، وأنها سيطرت على 25 كتلة سكنية في بلدة الصمدانية الشرقية، وعلى أطراف مدينة البعث مركز المحافظة الإداري.

واستعادت القوات الحكومية عددا من النقاط التي خسرتها خلال هجوم مسلحي المعارضة على المدينة يوم السبت وتدور اشتباكات متقطعة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين مقاتلي غرفة عمليات «جيش محمد» والقوات السورية على اطراف مدينة البعث وبلدة الصمدانية في محاولة من مسلحي المعارضة التقدم والسيطرة على مناطق جديدة.

وكانت مصادر إعلامية حكومية، قالت إن فصائل المعارضة المدعومة من الطيران الإسرائيلي خسرت عشرات القتلى والجرحى .

 

النظام السوري يعرض على عشائر في السويداء تسوية مقابل وقف القصف

عبد الرزاق النبهان

حلب ـ «القدس العربي»: قال ناشطون في محافظة السويداء جنوب سوريا، إن النظام السوري عرض تسوية على عشائر السويداء في المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة السورية المسلحة في شمال شرقي المحافظة، حيث تضمن أبرز بنودها إيقاف القصف على القرى التي تسيطر عليها فصائل المعارضة مقابل دخول قوات النظام إليها.

وقال عضو «شبكة السويداء 24» نور رضوان لـ«القدس العربي»: «إن فرع المخابرات العسكرية التابعة للنظام السوري أرسل عرضاً للتسوية إلى عشائر السويداء القاطنة في قرى عدة شمال شرقي محافظة السويداء تسيطر عليها فصائل المعارضة المسلحة «جيش أسود الشرقية» و»جيش أحرار العشائر».

وأضاف «أن بنود التسوية التي أرسلها فرع الخابرات العسكرية عبر وسطاء من أبناء العشائر في المنطقة تضمنت بنوداً عدة، أبرزها: توقف النظام عن قصف المنطقة ودخول قوات النظام إلى تل أصفر وتلول أشيهب الواقعين شرق مطار خلخلة العسكري، وانسحاب نقاط المعارضة منها، وتسوية أوضاع مقاتلي المعارضة من أبناء عشائر المنطقة حصراً مع بقائهم داخل قراهم وحمايتها وخروج عناصر المعارضة الغرباء عن المنطقة إلى محافظة درعا، في حين يتكفل النظام باﻷمور الخدمية كافة في المنطقة».

وأشار رضوان إلى أن «عشائر المنطقة انقسمت بين مؤيد للتسوية وطامح بتوقف النظام عن مهاجمة المنطقة ووقف القصف فيها، وبين معارض للتسوية ورافض ﻷي تفاوض مع قوات النظام، حيث تعقد اجتماعات تشاورية بشكل مستمر بين عشائر المنطقة لبحث القضية، خصوصاً مع سيطرة قوات النظام على منطقة بئر قصب والصريخي التي تبعد حوالي 20 كم شمال المنطقة، اﻷمر الذي يدفع القسم اﻷكبر من العشائر لقبول التسوية تجنباً لاقتحامها عسكرياً».

ولفت إلى أن «قوات النظام أوقفت عمليات القصف للمنطقة لأيام عدة بعد وصول بنود الهدنة، ليعود النظام ويقصف المنطقة، ما أدى لاستشهاد مدنيين اثنين من عشيرتي «الجملان» و»الصياد» في إشارة على ما يبدو لعشائر المنطقة باﻹسراع بقبول التسوية».

و أكد مصدر عشائري لـ«القدس العربي»، أن «النظام مصّر على السيطرة على هذه القرى بالقوة أو عبر التفاوض وهذا يظهر جلياً في أحد بنود تسوية النظام التي تنص على تسليم تل أصفر وتلول أشيهب، اللتين تشرفان على مطار خلخلة العسكرية أحد أبرز مطارات النظام في الجنوب السوري، حيث تعرض المطار لهجمات عدة من تلول أشيهب من فصائل المعارضة المسلحة في عام 2014 ومن تنظيم الدولة عام 2015 لتعود فصائل المعارضة وتقصفه مرات عدة في عام 2017، وكان النظام حاول اقتحام المنطقة من محور مطار خلخلة في الشهر الرابع من هذا العام إلا أن فصائل المعارضة تصدت له».

وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن» لعنة الحرب لا تزال تلاحق هذه المنطقة المغيبة عن اﻹعلام منذ اندلاع الثورة رغم اقتصار العمل الثوري على أعداد قليلة من أبنائها، ففي عامي 2012 و2013 تعرضت معظم هذه القرى لاقتحامات من قوات النظام وجرت خلالها عمليات اعتقال وتعفيش للمنازل فيها وقتل للمدنيين، ثم سيطرة تنظيم الدولة عليها في عام 2014، ما أدى إلى حركة نزوح كثيفة للعشائر آنذاك باتجاه محافظة درعا».

واستطرد المصدر قائلاً: «استعادت فصائل المعارضة السيطرة على المنطقة من تنظيم الدولة في شهر آذار/ مارس الماضي، ما دفع الأهالي للعودة إلى ديارهم إلا أن معاناتهم استمرت بسبب القصف والعمليات العسكرية للنظام السوري».

يشار إلى أن «جيش أسود الشرقية» و»جيش أحرار العشائر» التابعين للمعارضة السورية المسلحة كانا قد سيطرا على قرى عديدة في شمال شرقي السويداء في أواخر شهر آذار/مارس الماضي، بعيد انسحاب تنظيم الدولة منها، فيما حاولت قوات النظام والمليشيات الموالية لها اقتحام هذه القرى مرات عدة خلال الأشهر الماضية، إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل، في حين تعرضت المنطقة لقصف جوي ومدفعي مكثف أسفر عن وقوع أضرار مادية فادحة ومقتل عدد من مقاتلي المعارضة والمدنيين، وكان آخرها قصف جوي روسي استهدف منطقة «النمور» شمال شرق قرية اﻷصفر، وأدى لارتقاء سيدة من عشيرة الزبيدات.

 

تفشي التيفوئيد يهدد حياة اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك جنوب دمشق

هبة محمد

دمشق ـ «القدس العربي» : أكدت مصادر أهلية من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين انتشار مرض الحمى التيفية «التيفوئيد» واليرقان في أجزاء من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب العاصمة السورية دمشق، فيما أكدت «مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا» أن المرض انتشر بشكل كبير بين الأطفال والمسنين على وجه الخصوص نتيجة الحصار المزدوج المفروض على الأهالي في تلك المنطقة الخاضعة لسيطرة «هيئة تحرير الشام»، وذلك من قبل النظام السوري والفصائل الفلسطينية الموالية له من جهة، وتنظيم «الدولة» من جهة أخرى، إضافة الى اضطرار الأهالي المحاصرين على استعمال مياه الآبار الملوثة غير المعقمة والتي تفتقر للمعايير الصحية للشرب. الكوادر الطبية المتواجدة في مخيم اليرموك سجلت عشرات الحالات المصابة بالحمى ضمن مناطق جنوب دمشق المحاصرة عموماً ومخيم اليرموك خصوصاً، في ظل استمرار انقطاع المياه عن المخيم من قبل النظام السوري منذ أكثر من 1000 يوم على التوالي، وتوقف الينابيع التي تغذي العاصمة ومحيطها.

وتحدث الناشط الإعلامي أحمد مصطفى من مخيم اليرموك في اتصال هاتفي مع «القدس العربي» عن انتشار الحمّى بين الأطفال ممن يعانون نقصاً في العناية الطبية، إضافة الى سوء الأوضاع الصحية في المنطقة، حيث قال: «تستمر معاناة مخيم اليرموك من حصار الى حصار آخر، فقد أدت سيطرة تنظيم الدولة على مخيم اليرموك والنزاع المسلح مع هيئة تحرير الشام إلى تقسيم المقسم وتهجير المهجر وزيادة الأوضاع الإنسانية سوءاً، ولا سيما على الصعيد الطبي والاغاثي، حيث غادرت غالبية المنظمات والجمعيات مخيم اليرموك إلى مناطق مجاورة ولم يتبق إلا بعض الممرضين وطبيبان فقط داخل اليرموك». وأشار المتحدث إلى «افتقار المخيم للأدوية والمستلزمات الطبية واستمرار النظام في قطع المياه عن مخيم اليرموك منذ ثلاث سنوات، الأمر الذي أدى الى مضاعفة المعاناة واعتماد الأهالي على مياه الآبار والمياه غير النظيفة للشرب، فضلاً عن باقي الاستخدامات المنزلية، ما أسفر ذلك مجتمعاً عن انتشار الأمراض في المخيم، الذي يعيش فيه قرابة 7000 مدني». آفة التيفوئيد لها تاريخ مأساوي سجلها محاصرو مخيم اليرموك منذ بضع سنوات، بعد معاناة من انتشار المرض وغياب المنظمات الإنسانية وانعدام الأدوية والعناية اللازمة بحسب تأكيدات نشرتها وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين الأونروا، وثقت خلالها تفشي المرض بين اللاجئيين الفلسطينين الذين يعانون من أوضاع معيشية صعبة عندما دخلت للمرة الأولى إلى مخيم اليرموك عقب انقطاع عن المنطقة، وذلك عام 2015.

وكان عدد سكان المخيم قد بلغ 160 ألفاً، من سوريين وفلسطينيين، قبل اندلاع الثورة السورية في منتصف آذار/مارس 2011، بيد أن أعدادهم انخفضت بعد نزوح وهجرة الآلاف منهم خلال سنوات الثورة وحصار مخيم اليرموك من قبل النظام السوري والميليشيات الفلسطينية الموالية له، حتى بلغ عددهم 7000 مدني بحسب ناشطين.

ويصاب بمرض التيفوئيد حوالي 21 مليون شخص سنوياً، في حسب منظمة الصحة العالمية، يتوفى منهم بين 216 الفاً و600 ألف مصاب، وينجم مرض التيفوئيد عن بكتيريا السالمونيلا الموجودة في الغذاء والمياه الملوثة ببراز أو بول المصابين.

 

حالة تأهب في المطارات العسكرية السورية تحسباً لهجمات أمريكية بحجة السلاح الكيميائي

كامل صقر

دمشق ـ «القدس العربي» : قالت مصادر سورية ميدانية لـ «القدس العربي» إن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في سوريا وضعت المطارات العسكرية السورية في حالة تأهب وإن حالة التأهب تلك لم تبلغ «الدرجة القصوى»، وحسب المصادر فإن ذلك يأتي على خلفية تهديدات وتلميحات أمريكية باحتمال توجيه ضربة عسكرية صاروخية لمواقع عسكرية سورية ربما تشترك فيها إلى جانب واشنطن كل من فرنسا وبريطانيا. المصادر أضافت أن حالة التأهب تلك شملت مطارات الضمير، والسين بريف دمشق ومطار الشعيرات ومطار التيفور T4 بريف حمص وجميعها مطارات عسكرية تشكل أساس القوة الجوية والصاروخية لدى دمسق.

وأردفت المصادر بالقول: إن حالة التأهب تلك لم تبلغ درجة كبرى ولا ترتب على المؤسسة العسكرية أعباءً لوجستية وبشرية ومادية كبيرة جداً وإن حالة التأهب مازالت ضمن الحدود ما فوق المتوسطة.

وأضافت المصادر أن الفنيين العسكريين في سوريا صاروا يمتلكون خبرة جديدة للقيام بإجراءات تقنية ولوجستية في المواقع العسكرية المحتمل توجيه ضربة لها لتفادي حصول أضرار بالغة عند التعرض لهجوم خارجي أمريكي، أنه يجري العمل لتفادي الأضرار البالغة إذا ما تم الهجوم. يأتي ذلك بينما تشير معلومات عن نشاط متزايد لطائرات تجسس واستطلاع أمريكية بدون طيار فوق الأراضي السورية من طراز B8A ترصد عدداً من الأهداف المحتملة السورية. وكان البيت الأبيض حذّر من أن «الرئيس السوري بشار الأسد سيدفع ثمناً فادحاً هو وجيشه إذا شن هجوماً بالأسلحة الكيميائية وقال إن الولايات المتحدة لديها ما يدعوها للاعتقاد بأن الاستعدادات جارية لتنفيذ هجوم من هذا النوع».

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون عن رصد ما سمتها «أنشطة مشبوهة» في مطار الشعيرات السوري، تتعلق بطائرة حربية سبق لواشنطن أن ربطتهما بالهجوم الكيميائي المزعوم على خان شيخون. لكن واشنطن رفضت تقديم أية أدلة تؤكد أو تثبت نية الحكومة السورية استخدام السلاح الكيميائي في العمليات العسكرية. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيزر ناورت رداً على سؤال من الصحافيين حول ما إذا كانت هناك أدلة بشأن خطة الأسد الخاصة بشن هجوم كيميائي: «لن نكشف عنها (الأدلة) لأن ذلك من اختصاص الاستخبارات. وكلكم تعلمون أن هناك مسائل تظهر أحياناً لا نستطيع التطرق إلى تفاصيلها، إلا أنها تلفت انتباه حكومة الولايات المتحدة على المستوى الأعلى».

 

نقاشات «صاخبة» حول ورقة «الجنوب السوري»… والأردن مستفيد: قوات «غامضة» بلافتة دولية في درعا قيد البحث والأمريكيون تعهدوا بمنع «الحسم»

بسام البدارين

عمان ـ «القدس العربي» : تعرف مجموعات المعارضة السورية طبيعة وحساسية الوتر الذي تضرب عليه عندما تبلغ الأردنيين بأن ميليشيات الحرس الثوري الإيراني باتت على بعد ما يزيد قليلاً عن 70 كيلومتراً من الحدود مع الأردن .

هذه المسافة مقلقة وتستوجب التحذير ولفت النظر ليس لأنها خطيرة ولكن حتى لا تزيد فالأوساط الأردنية المختصة أمنيًا تقول بأنها ستقرع جرس الإنذار إذا ما تجاوزت ميليشيات حزب الله اللبناني او الحرس الثوري الإيراني حاجز الـ50 كيلومتراً.

لكن المعارضة السورية تبدو مهتمة بإقلاق الأردن أكثر لتضمن تسهيلات بخصوص وصول الذخيرة والسلاح لها في مواجهة درعا الشرسة عسكرياً.

ورغم ان الأردن رسمياً لا يقدم معونات للمعارضة السورية ويترك هذه المهمة للولايات المتحدة والتحالف ضد داعش والإرهاب إلا ان عمان توافق على الاستنتاج الذي يقول بأن وقف الدعم لمسلحي المعارضة السورية الذين يواجهون النظام وتنظيم «الدولة ـ داعش» معاً وبصورة مجانية ينبغي أن لا يكون خياراً إستراتيجياً بكل الأحوال؟ يفضل الأردنيون بكل حال ان تتوقف أنماط الدعم الإقليمي للمسلحين العلمانيين في قوات المعارضة السورية بعد ترتيبات دولية وإقليمية وليس من خلال البصمات التي ترسمها المعركة وموازين القوى العسكرية في الميدان. عليه تصبح مسألة اقتراب ميليشيات طائفية من الطراز الذي يثير كل الحسابات في الوقت نفسه.

ذلك «نبأ» سلبي جداً بالنسبة للحكومة الأردنية التي تبدو مطمئنة لسلسلة تفاهمات بالباطن على الواقع الميداني للحدود مع سوريا بين اللاعبين الكبار وتحديداً في موسكو وواشنطن دون ان تشعر بأن الحاجة ملحة لإعلان اي حالة طوارئ أمنية وحدودية بسبب اقتراب ما يصفه وزير الخارجية ايمن الصفدي بـ»الميليشيات الطائفية ». من هنا لا يرفع الأردن الصوت رغم قلقه ويكتفي بالتفاهمات الأمريكية التي برزت بقوة السلاح الثقيل بداية من مثلث التنف الصحراوي على الحدود بين العراق وسوريا .وعليه يعتمد الأردنيون على هذه التفاهمات التي تجري مرة مع الروس وأخرى مع النظام السوري لردع اي محاولات إقتراب جغرافية من قبل الميليشيات التي تصفنها اصلا قائمة اردنية سلمت لموسكو قبل عامين في خانة الإرهاب.

عمان كانت قد وضعت قائمة رسمية وسلمتها لموسكو سابقا بأسم الفصائل والمجموعات المسلحة التي تعتبرها «إرهابية» في سوريا وضمت القائمة إضافة لـ«داعش» و«جبهة النصرة» قوات «حزب الله» و«الحرس الثوري» و«حركة النجباء» العراقية. إستراتيجياً يفهم المراقب بأن توجهات عمان السياسية في مسألة الواقع الميداني لجنوب سوريا تنسجم مع مؤشرات القائمة المشار إليها . لكن رغم ذلك تبدو الأوراق مختلطة تمامًا في غرفة مسار العمليات التي تحاول ترسيم حدود اللعبة في جنوب سوريا. قائد الأركان الأردني الجنرال محمود فريحات وفي مناسبات عدة في شهر رمضان المبارك أكد أن أحداً لن يرى جندياً أردنياً داخل الأرض السورية .وخلال نقاش في القصر الملكي منتصف شهر رمضان برزت التشخيصات التي تتحدث عن قوات متعددة ومحترفة بيافطة «شبه دولية» قد تتواجد في عمق الجنوب السوري لأغراض مطاردة الإرهاب وتحقيق قدر من الاسترخاء في درعا والتنف يسمح بإنجاز توافقات إقليمية على شكل وهوية المنطقة. لم تحدد هوية هذه القوات في النقاش الأردني المشار إليه لكن عمان بوضوح تقلل من مستوى الحديث الصاخب وتكتفي بمراقبة حيوية لكل ما يجري في الجانب السوري من الحدود ومن المرجح أنها تراهن على الدور العسكري الأمريكي بعد نقل سلاح ثقيل لمنطقة التنف بالتفاهم مع روسيا. أردنياً يعتقد وعلى نطاق واسع بأن النظام السوري سعى خلال الأسبوعين الماضيين لإفساد الترتيبات الأمريكية عبر شن هجمة شرسة على قوات المعارضة وسط درعا وعبر تعزيز تقدم الميليشيات الإيرانية واللبنانية في المكان قبل ان يتفاجأ جيش النظام بمقاومة عنيفة على أكثر من محور في وسط وعمق درعا.

وأردنياً ايضاً ثمة قناعة بأن الحسم العسكري الذي كان مطلبًا أردنيًا لصالح النظام في الماضي القريب لم يعد هو المطلوب وبان الأمريكيين قرروا تعقيد مهمة الحسم العسكري في محيط درعا ضمن سياقات الاختبار بينهم وبين الروس لأغراض أعمق وابعد من «تمكين» اي جهة من الحسم على الأرض، الأمر الذي يبرر نقل سلاح صاروخي ثقيل يردع النظام ويمنع الحسم.

في غرفة القرار المشتركة بين عمان وموسكو وواشنطن يقال بصورة مباشرة للممثل الروسي بأن بلاده «تخفق» في الإيفاء بتعهداتها التي التزمت بها بخصوص ضبط الإيقاع الإيراني في جنوب سوريا.

ومؤخراً تم التلويح بتهديد للجانب الروسي بأن عليه ان يقدم أدلة ملموسة على ضبط حركة الميليشيات الشيعية التي تحاول تعزيز وجودها بدعم وإسناد من النظام في مناطق الجنوب مع الإشارة إلى ان الطائرات الروسية تتلاعب بالوقائع لأنها تقدم الغطاء الجوي أحياناً لحراك عسكري يخص الميليشيات وليس المناطق المتفاهم عليها مع الأمريكيين . حصل «صخب» في النقاش ضمن اللجنة التنسيقية المعنية بالعواصم الثلاث خصوصاً ان الجانب السياسي كان قد أنهى الاتفاق على «مناطق منخفضة التوتر» في جنوب سوريا. وترى واشنطن وعمان ان الميليشيات وهي تتقدم تعبث بهذا الاتفاق ولصالح مشروع الممر المائي الإيراني باتجاه المتوسط الذي يعتبره الأمريكيون «واهماً» وبشكل قد يؤدي لتراجع الأمريكيين عنه والانتقال فوراً لمستوى فرض الوقائع وتوسيع منطقة الأمان بمبادرة فردية . المهم ان عمان تشتبك مع مصالحها الأساسية وسط هذا «الصخب» وتراقب المشهد وتجد نفسها مستفيدة ما دام الأمريكيون يتواجدون بقوة في الميدان ويتنافسون مع الروس على تقديم إلتزامات دفاعية لها، الأمر الذي يدفع بالنتيجة الحكومة الأردنية لتجاهل نداءات المعارضة السورية التي تحاول تخويف الأردنيين من اقتراب ميليشيات طهران وبيروت.

 

هل قررت السعودية إشهار «الورقة الكردية» في وجه تركيا رداً على موقفها من الأزمة الخليجية؟/ إسماعيل جمال

إسطنبول ـ «القدس العربي»: للمرة الثانية خلال أقل من أسبوعين، منحت الصحف السعودية الكبرى التي تديرها الدولة بشكل مباشر أو غير مباشر مساحة واسعة لحوار صحافي مع صالح مسلم زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري والذي تقول تركيا إنه يمثل امتدادا لتنظيم العمال الكردستاني الإرهابي وإنه يمثل تهديداً على أمنها القومي.

فبعد أيام من حوار أول نشرته صحيفة «الرياض» وخصص لتوجيه اتهامات وشتائم وإهانات لتركيا، أجرت صحيفة «الشرق الأوسط» حواراً جديداً مع مسلم الذي كال الاتهامات إلى تركيا وقطر وأبدى تأييده لخطوات «دول الحصار» اتجاه قطر وحرض على اتخاذ خطوات مباشرة ضد تركيا.

هذه الخطوة جاءت ضمن سلسلة من الإجراءات الأخرى التي سعت من خلالها السعودية ـ على ما يبدو ـ إلى توجيه رسائل غير مباشرة إلى تركيا بإمكانية لجوئها إلى اللعب في الورقة الكردية ضد أنقرة التي أعلنت وقوفها إلى جانب قطر في الأزمة الأخيرة وأرسلت قواتها إلى قاعدتها العسكرية في الدوحة. مصدر تركي مقرب من الحكومة التركية رفض الكشف عن اسمه قال لـ«القدس العربي»: «مما لا شك فيه ومن الواضح جداً أن السعودية تحاول إيصال رسالة إلى تركيا مفادها أن بإمكانها اللجوء إلى إبراز الورقة الكردية في وجه تركيا إذا واصلت أنقرة الوقوف إلى جانب قطر».

وتحدث مسلم الذي تعتبره أنقرة «زعيم منظمة إرهابية» في حواره الأخير مع الصحافة السعودية عن ما وصفه بـ«الأحلام العثمانية وكراهية الأتراك للعرب» متهماً تركيا وقطر بدعم داعش والنصرة، واعتبر أن تركيا لا يحق لها تأسيس قاعدة عسكرية في قطر وأن أردوغان «جلب المصائب للشرق الأوسط».

إلى جانب ذلك، استضافت الصحف ووسائل الإعلام السعودية طوال الأيام الماضية شخصيات كردية معادية لأنقرة في توجه لافت، كل ذلك جاء بالتزامن مع حملات منظمة جرى العمل عليها على مواقع التواصل الاجتماعي وطالب من خلالها مغردون خليجيون بالرد على الموقف التركي من الأزمة من خلال تقديم الدعم إلى الأكراد في سوريا وتركيا ودعم تكوين دولة للأكراد في تركيا.

هذا الدعم قالت وسائل إعلام تركية إنه بدأ بالفعل، حيث نشرت قبل أيام صحيفة «يني شفق» المقربة من الحزب الحاكم تقريراً قالت فيه إن اجتماعاً جرى في مدينة الحسكة السورية بين شخصيات أمريكية وسعودية وإماراتية لدعم توجهات ما تسمى «الإدارة الذاتية» في شمالي سوريا.

الحديث عن دعم فعلي او اجتماعات مباشرة بين أطراف سعودية والأكراد في سوريا وإن لم يجري تأكيده من أطراف أخرى إلا انه يؤشر إلى جانب ما أظهره الإعلام السعودية إلى أن دوائر صنع القرار في المملكة تضع الملف على رأس أولوياتها وتجعله خياراً سريعاً للرد على الموقف التركي في حال تراجع العلاقات الحالية بشكل أكبر.

وحسب تطورات الأحداث منذ اندلاع الأزمة الخليجية، فإن العلاقات بين المملكة وتركيا لم تصل إلى هذا المستوى بعد، وعلى الرغم من الدعم التركي المباشر والصريح لقطر في الأزمة، إلا أن أنقرة ما زالت تسخر جميع إمكانياتها الدبلوماسية من أجل الحفاظ على علاقاتها مع المملكة وعدم إغضابها وما زالت تحاول لعب دور الوسيط لإنهاء الأزمة رغم عدم تحقيق تقدم في الجهود الواسعة التي قادها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على مدار الأسابيع الماضية.

ويعتبر تقديم الدعم السياسي أو العسكري إلى المتمردين الأكراد في تركيا أو الوحدات الكردية في سوريا من أكثر الملفات حساسية في السياسية التركية، وتصنفه أنقرة على أنه ملف يتعلق بأمنها القومي، وبذلك فإن أي مؤشرات أكيدة على وجود دعم سعودي رسمي للأكراد من شأنه أن يُدخل العلاقات بين البلدين في نفق مظلم، وأن تبدأ مرحلة الصدام المباشر كما هو الحال مع واشنطن التي يتهمها أردوغان بدعم الإرهاب بسبب تقديمها الأسلحة للوحدات الكردية في سوريا.

والثلاثاء، وتطبيقاً للتوجيهات الرسمية بالحفاظ على العلاقات مع السعودية، نشرت وسائل الإعلام التركية المقربة من الحكومة حواراً مطولاً مع السفير السعودي في أنقرة وليد الخريجي، الذي اعتبر أن أي قوة إقليمية تخطيء إذا ظنت أن تدخلها سيحل المسألة، في إشارة إلى الموقف التركي على ما يبدو.

وقال: «تخطئ أي قوى إقليمية إن ظنت بأن تدخلها سيحل المسألة، ونتوقع من هذه القوى أن تحترم النظام الإقليمي القائم والكفيل بحل أي مسألة طارئة، وفي هذا الإطار تندرج مسألة القاعدة التركية في قطر والتي من شأنها أن تعقد الوضع بدلا من السعي في علاجه، فقد كنا نأمل أن تحافظ أنقرة على مبدأ الحياد للعلاقات الجيدة التي تربطها مع جميع الدول الخليجية، وعندما تنحاز أنقرة إلى الدوحة تفقد كونها طرفا محايدا يسعى للوساطة.. إحضار الجيوش الأجنبية من دول إقليمية، وآلياتها المدرعة، إنما هو تصعيد عسكري تتحمله قطر».

وأضاف السفير: «بالنسبة إلى المملكة لا يمكنها أن تسمح لتركيا بإقامة قواعد عسكرية تركية في البلاد، فأنقرة تعلم جيدا أن المملكة ليست في حاجة إلى ذلك وأن القوات السعودية المسلحة وقدراتها العسكرية في أفضل مستوى، ولها مشاركات كبيرة في الخارج، بما في ذلك قاعدة أنجيرليك في تركيا لمكافحة الإرهاب وحماية الأمن والاستقرار في المنطقة».

القدس العربي»

 

مشرعون أمريكيون يطالبون بإعداد خطة لتجريد الأسد من السلطة رغم المخاوف من تصعيد إدارة ترامب

رائد صالحة

واشنطن ـ «القدس العربي»: يحاول صناع السياسة في واشنطن فك الغموض المحيط في بيان البيت الأبيض الذي افاد بان الولايات المتحدة «حددت الاستعدادات المحتملة» اذا شن نظام الرئيس السوري بشار الاسد هجوماً آخر بالاسلحة الكيميائية ضد المدنيين.

وجاء البيان بدون تفسير يذكر مما اثار المخاوف بين منتقدي الرئيس الامريكي بان الولايات المتحدة تتحرك في مستنقع الحرب الاهلية السورية دون استراتيجية واضحة.

وقال السناتور بن كاردين من لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ ان الاسد يجب ان يكون في لاهاي بسبب ارتكابه جرائم حرب، واضاف ان نشاطاته غير مقبولة على الاطلاق، واضاف «نحن بحاجة الى اعداد خطة لاخراج الاسد من منصبه، ومن الواضح انه ينبغى على المجتمع الدولي الرد على الفضائع التى يرتكبها نظام الاسد، وسنفعل ذلك».

واوضح انه لا يوجد أي حل عسكري للازمة في سوريا مشيراً الى انه لا يوجد تفويض لاستخدام القوة العسكرية ضد نظام الاسد ولذلك يجب ان يتعاون ترامب مع الكونغرس من اجل اعداد خطة.

وأعرب ديمقراطيون في الكونغرس عن قلقهم من ان البيان يعد اشارة على تصاعد التدخل الامريكي في الحرب الاهلية في سوريا اذ قال السناتور تيم كاردين رداً على سؤال حول ما اذا كان هذا هو الحال بالفعل «نعم بالتأكيد»، مضيفا ان محادثات لجنة الخدمات المسلحة كانت تركز على عدم تقديم ادارة ترامب لاستراتيجية في سوريا او استراتيجية ضد تنظيم «الدولة» او استراتيجية في افغانستان.

وكان شون سبايسر، السكرتير الصحافي للبيت الأبيض، قال في وقت متاخر من مساء الاثنين الماضي ان حكومة الاسد تشارك في نشاطات مشابه للاستعدادات التى تم عرضها قبل هجوم غاز السارين الذي شنه في 4 نيسان/ابريل مشيراً الى ان الولايات المتحدة حددت الاستعدادات المحتملة لقيام نظام الاسد لشن هجوم كيميائي آخر، من المحتمل ان يؤدي الى قتل جماعي للمدنيين بمن فيهم اطفال أبرياء.

ودعمت وزارة الدفاع الامريكية بيانات البيت الأبيض بالقول إن النشاط الملاحظ في الشعيرات في اليومين الماضيين مرتبط باستخدام الاسلحة الكيميائية، وكانت الولايات المتحدة قد قالت ان مطار الشعيرات في محافظة حمص هو المكان الذي استخدمته قوات نظام الاسد لشن هجوم غاز السارين، في نيسان/ابريل الماضي، مما اسفر عن مصرع العشرات من المدنيين واصابة المئات، وردا على الهجوم أمر ترامب بشن ضربة عسكرية ضد المطار.

ولاحظ مراقبون انها المرة الأولى التي يستهدف فيها الجيش الامريكي الحكومة السورية منذ بداية الحرب الاهلية المستمرة منذ ست سنوات رغم إصرار العديد من المسؤولين الامريكيين على ان هذه الخطوات لا تمثل تغييراً في النهج الامريكي تجاه سوريا ولكنها دفعت العديد من المشرعيين في الكونغرس الى المطالبة باستراتيجية واضحة وواسعة بشأن سوريا.

وتصاعدت المخاوف في واشنطن من تصرفات ترامب في سوريا بسبب سلسلة من المواجهات بين القوات الامريكية والقوات الموالية للاسد حيث اسقطت القوات الامريكية طائرة سورية قالت انها كانت تقوم باطلاق النار على قوات برية شريكة، وهي المرة الأولى التى تقوم فيها طائرة امريكية بضرب طائرة مأهولة منذ عام 1999 كما قامت القوات الامريكية باطلاق النار مرتين على طائرات بدون طيار من طراز ايراني الصنع، واضافة الى ذلك، شنت القوات الامريكية غارة جوية على ميليشيات موالية لنظام الاسد بعد دخولها منطقة تهدئة.

وحذر روبرت فورد، السفيرالامريكي السابق لدى سوريا، من تشابك هذه الحوادث مع الرد على الهجمات الكيميائية مشيراً الى ان وضع مبدأ الرد على استخدام الكيميائية هو هدف محدود ولا يؤدي الى منحدر زلق بحد ذاته، واضاف ان التصريحات العلنية للبيت الأبيض يمكن ان تكون رادعاً قوياً للهجمات الكيميائية.

 

 

34 فصيلاً بالجبهة الجنوبية يقاطعون أستانة

أعلن 34 فصيلاً في “الجبهة الجنوبية لتحرير سورية”، التابعة لـ “الجيش السوري الحر”، اليوم الخميس، مقاطعة مؤتمر أستانة لجملة من الأسباب، مؤكدين أن أي شخص يحضر المؤتمر لا يمثل الجنوب السوري، “وهو شاهد، بل مبارك لعملية تقسيم سورية، وهي التي تعتبر خيانة لدم الشهداء ومطالب الشعب السوري”.

 

وأكدت الفصائل، في بيان حول مؤتمر أستانة، وصل إلى “العربي الجديد” نسخة منه، أنه بعد تتالي المؤتمرات الدولية وعدم قدرتها على اتخاذ أي قرارات جادة من شأنها إيقاف إراقة الدم السوري بسبب تعنت نظام الأسد وبمساندة كل من الدول والمليشيات الحليفة له، رغم كل الإدانات الدولية، ومنظمات تابعة للأمم المتحدة واستخدامه للأسلحة المحرمة دولياً بشكل مستمر، وبكل دم بارد، فإننا نؤكد التزامنا التام بأسس ومبادئ الثورة السورية”.

 

وأوضحت الفصائل أن على رأس هذه المبادئ “وحدة سورية تحت مسمى (الجمهورية العربية السورية)، ووحدة التراب السوري ورفضنا القاطع لأي شكل من أشكال التقسيم التي تسعى له بعض الدول الحليفة لنظام الأسد”.

 

وحول سبب مقاطعة مؤتمر أستانة، أكد البيان جملة من الأسباب تتعلق بـ”عدم قدرة الدول الضامنة على إيقاف آلة القتل، وانتقال مناطق خفض التوتر إلى مناطق تصعيد وإيجاد فرصة للنظام للقتل تحت رعاية تلك الدول مقابل تنفيذ مصالحها”.

وكذلك “استغلال النظام لفترات الهدن ووقف إطلاق النار للتجهيز، وقيامه بعمليات همجية باتجاه مناطق مختلفة من سورية، وآخرها في مدينة درعا، وعدم التزامه أو اكتراثه بأي عواقب، وحتى عدم النظر إلى أي قرارات صدرت من أي مؤتمرات سابقة”.

 

كذلك “عدم وجود ضمانات واضحة أو أي رؤية واضحة لماهية المؤتمر ومقترحاته المطروحة”، والتسريبات التي تخرج وتظهر أن الغاية من المؤتمر تقسيم سورية، واستمرار تدفق المليشيات باتجاه الجنوب السوري على مرأى من الدول الضامنة والمراقبة، وعدم الخروج بأي تصريح أو أي إجراء من حقه بيان موقف تلك الدول التي أخذت على نفسها العهد بالوقوف موقف الضامن”.

 

ولفتت الفصائل الموقعة كذلك إلى المساواة بين الجلاد والضحية، حسب تعبيرها وذلك بـ”بفرض إيران كدولة ضامنة لأي اتفاق”، مضيفةً أن إيران “تقاتل إلى جانب نظام الأسد بشكل علني ومعلن، وتقتل أبناء الشعب السوري بشكل يومي”.

 

وأشارت إلى “عدم الرقي بالحضور إلى موقف المشاركة بالقرار، بل المباركة المجبرة على شروط لا تتوافق مع مطالب الشعب السوري”، معتبرة أن “الحضور سيكون بمثابة المتفرج على تقاسم الدول الحليفة للنظام لمصالحها ومكاسبها، ولن يحقق أي مطلب من مطالب الشعب السوري”.

 

وبيّنت الفصائل أنه وبناء على هذه الأسباب، فإنها تعتبر أن “أي شخص يحضر هذا المؤتمر لا يمثل الجنوب السوري، وهو شاهد بل مبارك لعملية تقسم سورية، وهي التي تعتبر خيانة لدم الشهداء ومطالب الشعب السوري”.

 

معركة الرقة… ما أسباب تأخر الحسم؟/ محمد أمين

لم تحقق “قوات سورية الديمقراطية”، التي تشكل الوحدات الكردية ثقلها الرئيسي، وقوات “النخبة السورية”، اختراقات جذرية من شأنها تعجيل الحسم العسكري في مدينة الرقة، بعد مرور أكثر من 20 يوماً على بدء معركة انتزاع معقل تنظيم “داعش” الأبرز في سورية.

وتقف وراء تأخير الحسم في الرقة مجموعة من الأسباب “السياسية” والعسكرية. ويبقى العامل الأبرز هو عدم تبلور تفاهمات روسية أميركية تدفع باتجاه خروج مسلحي التنظيم من المدينة، التي بات عشرات آلاف المدنيين فيها مهددين بالفناء، بسبب قصف جوي ومدفعي لا يهدأ، وربما يؤدي إلى تدمير المدينة بشكل شبه كامل مثلما حصل في الموصل. فضلاً عن ذلك، فإن عوامل عسكرية بحتة تقف خلف تأخر انتهاء المعارك التي تعهد قادة المليشيات الكردية بأن تنتهي سريعاً، من بينها تغيير “داعش” تكتيكاته العسكرية التي لطالما اتبعها في معاركه السورية خصوصاً. وقال محمد خالد الشاكر، الناطق باسم قوات “النخبة السورية” التي تشارك في معارك الرقة، لـ”العربي الجديد”، إن القتال “شبه متوقف” في جبهات القتال في الرقة منذ يومين، مضيفاً أن هناك محاولات للتوغل داخل المدينة، لكنها لم تنجح حتى الآن. وأوضح الشاكر أن خطة القتال “تغيرت” في الجبهة الشرقية لإعطاء “قوات النخبة” فرصة للتوغل داخل الرقة “بسبب امتلاكها خبرة قتالية عالية في محاربة تنظيم داعش”، مشيراً إلى أن الخطة الجديدة تتضمن تحركاً كبيراً عبر محورين، الأول باتجاه شمال غربي، من حي المشلب إلى حي الرميلة، وجنوب غربي باتجاه منطقة قبري أويس القرني، وعمار بن ياسر. وبيّن أن الهدف من السعي لانتزاع السيطرة على حي الرميلة هو محاصرة مقرات الفرقة العسكرية 17، من خلال الوصول لاحقاً إلى حي الأندلس، شمال المدينة. وتعد مقرات الفرقة 17، التي كانت تتبع لجيش النظام السوري قبل عام 2014، نقطة تحصين كبرى للتنظيم، إذ فشلت كل محاولات “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) لاقتحامها، رغم اشتراك قوات أميركية في هذه المحاولات.

وكشفت مصادر مطلعة، لـ”العربي الجديد”، أن “قوات سورية الديمقراطية” حاولت منذ أيام اقتحام المدينة من جهة الشرق، إلا أن المحاولة باءت بالفشل، وقتل 13 مقاتلاً من هذه القوات، ما دفع غرفة عمليات “غضب الفرات” إلى تغيير خطة القتال، ودفع “قوات النخبة” إلى الصفوف الأمامية لتولي عمليات اقتحام مقبلة. وكانت بدأت في السادس من يونيو/ حزيران الحالي عملية واسعة النطاق لانتزاع السيطرة على مدينة الرقة، أبرز معاقل تنظيم “داعش” في سورية. وتم تحقيق تقدم على عدة جبهات، خصوصاً الشرقية والغربية، وسيطرت القوات المهاجمة على خمسة أحياء داخل المدينة، هي المشلب، والصناعة، والسباهية، والرومانية، والقادسية، إضافة إلى قريتين جنوب المدينة، وهو ما جعل مسلحي التنظيم محاصرين عملياً من كل اتجاه. وتمتد مدينة الرقة، التي سيطر عليها تنظيم “داعش” أوائل العام 2014، على مسافة تقدر بنحو 8 كيلومترات من الشرق للغرب، و4 كيلومترات من الجنوب إلى الشمال، وتضم العديد من الأحياء والحارات الصغيرة، التي تعرضت على مدار السنوات الماضية إلى دمار كبير. ومن أبرز أحياء ومناطق مدينة الرقة، المشلب، والثكنة، والتوسعية، والدرعية، والرميلة، والفردوس، وحارة البدو، والكراجات، والسباهية، والبتاني، والأندلس، ونزلة شحادة، والأمين، والمرور، والحرية، والحني، والسكة، وسواها، بالإضافة إلى منطقة السوق، وهي القلب التجاري للمدينة. ومن أهم شوارعها تل أبيض، والقوتلي، والمنصور، و23 شباط، وسيف الدولة، وحولها توجد “حارات” سكنية تنسب إلى ساكنيها، مثل الحسون، والسخاني، والبياطرة، والعجيلي، والكويدر.

وكان من المتوقع ألا يتأخر الحسم العسكري في مدينة الرقة، إذ لا يمتلك التنظيم مقومات صمود طويل داخلها، بسبب طبيعتها الجغرافية المنبسطة وصغر مساحتها (نحو 35 كيلومتراً مربعاً)، في ظل معلومات عن خروج أغلب قيادات التنظيم من الرقة باتجاه مدينة الميادين، شرقي دير الزور، ليقينهم من أن معركة الرقة محسومة لصالح القوات التي يدعمها التحالف الدولي. لكن تمكُّن مسلحي التنظيم من الاحتفاظ بوسط المدينة، رغم الغارات الجوية المكثفة والقصف المدفعي المستمر، فتح الباب أمام أسئلة تتعلق بأسباب تأخر الحسم، أو على الأقل التوغل أكثر داخل المدينة. وفي هذا الصدد، أشارت وسائل إعلام تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، الذي يتخذ من الوحدات الكردية ذراعاً عسكرية له، إلى أن مسلحي تنظيم “داعش” قاموا بتغيير استراتيجيتهم القتالية في معارك الرقة، لافتة إلى أنهم وصلوا إلى “مرحلة الانهيار التام” في المدينة. وأشارت هذه المصادر إلى أن أسلوب هجمات مسلحي “داعش” في الرقة “يختلف بشكل كلي عن أسلوب هجماتهم في مدينة منبج”، موضحة أن مسلحي التنظيم “كانوا يهاجمون بمجموعات تضم أعداداً كبيرة في مدينة منبج، أما في مدينة الرقة فإنهم يهاجمون بمجموعات صغيرة، يتراوح العدد فيها بين 3 و7 مسلحين، ومن محورين”، وفق المصادر الكردية.

وذكرت أن غالبية مسلحي التنظيم “يتوجهون إلى الانتحار، وذلك بارتداء أحزمة ناسفة، أو يركبون دراجات نارية وسيارات مفخخة، وذلك للتخلص من حالة الخوف التي يعيشونها والهزيمة التي يتلقونها”، مشيرة إلى أن “داعش” كان يشن هجمات في ساعات المساء الأولى، وفي ساعات الفجر، “أما في الرقة فإنه يشن الهجمات في وضح النهار”، لافتة إلى أن المسلحين “يستخدمون أسلحة متطورة، كالصواريخ الحرارية، إلى جانب استعمال الطائرات المسيرة التي تلقي القنابل”. وأشارت المصادر إلى أن مسلحي التنظيم يستخدمون المدنيين دروعاً بشرية، مضيفة أنهم “يقومون بوضع ألغام أمام منازل المواطنين لمنع خروجهم منها، لقتلهم جوعاً وعطشاً، وهذا ما يحدث في الأحياء الغربية للمدينة. أما في الأحياء الجنوبية والشرقية، فقد أسروا المئات من المدنيين، وهم ينقلونهم إلى حيث ينتقلون لاستخدامهم كدروع بشرية”.

ولعبت تحذيرات روسية من أي “صفقة” مع التنظيم تتيح لمقاتليه خروجاً آمناً من مدينة الرقة دوراً في تأخير الحسم العسكري، بحيث لم يعد أمام المسلحين إلا القتال بشراسة لفرض هذه الصفقة، في ظل خلاف روسي أميركي متصاعد حول مستقبل محافظة الرقة، إذ يدفع كل طرف لفرض رؤيته حيال ذلك. من جانبه، يعتقد محمد خالد الشاكر، الناطق باسم قوات “النخبة السورية”، التي تتبع للرئيس الأسبق للائتلاف الوطني السوري، أحمد الجربا، أن أحد أهم أسباب تأخر الحسم في الرقة يعود لعدم تبلور تفاهمات روسية أميركية حول ماهية معركة استعادة السيطرة على المدينة. وأشار إلى أن عدم ترك خط انسحاب لمسلحي التنظيم من الرقة يعني تكرار سيناريو مدينة الموصل العراقية، ومقتل آلاف المدنيين وتدمير المدينة بشكل كامل، معتبراً أن انسحاب تنظيم “داعش” من الرقة مرهون بتوافق روسي أميركي، وهذا لم يتحقق حتى الآن.

وترى مصادر محلية مطلعة أن عدم وجود “عقيدة قتالية” واحدة لدى القوات المهاجمة للرقة يؤدي دوراً في تأخير الحسم العسكري، مشيرة إلى أن “قوات سورية الديمقراطية” تضم فصائل عسكرية غير متجانسة، ومتعددة الرؤى والأهداف. وتشارك في معركة انتزاع الرقة كل من وحدات حماية الشعب الكردية، ووحدات حماية المرأة الكردية، وجيش الثوار، وجبهة الأكراد، ولواء الشمال الديمقراطي، وقوات العشائر، ولواء مغاوير حمص، وصقور الرقة، ولواء التحرير، ولواء السلاجقة، وقوات الصناديد، والمجلس العسكري السرياني، ومجلس منبج العسكري، ومجلس دير الزور العسكري، إضافة إلى قوات “النخبة السورية” التي ترفع راية الجيش السوري الحر، ولا تتبع لـ”سورية الديمقراطية”. وتشير المصادر، في حديث مع “العربي الجديد”، إلى أن استبعاد لواء “ثوار الرقة”، الذي يضم مئات المقاتلين المنتمين للرقة، من المعركة “كان أحد أسباب تأخير الحسم”، مضيفة أن مقاتلي هذا اللواء هم أعلم بشعاب الرقة من سواهم، كما أنهم يمتلكون إرادة القتال كونهم يريدون تحرير مدينتهم من تنظيم “داعش”. وتصر قيادة اللواء على حقها في الدخول إلى الرقة وتحريرها، وإدارتها، وهو ما لم توافق عليه “قوات سورية الديمقراطية” الساعية إلى فرض إرادتها على محافظة الرقة. وكان من شأن وجود لواء “ثوار الرقة” على رأس القوات المهاجمة تبديد مخاوف أهالي الرقة من مطامع كردية في محافظتهم، إذ تعارض غالبية فعاليات الرقة المدنية أي دور للوحدات الكردية في إدارة المحافظة بعد انتزاع السيطرة عليها من “داعش”.

العربي الجديد

 

أين وصلت مفاوضات “خفض التصعيد” حول درعا؟/ عدنان علي

بات من الواضح أن المعركة في درعا مرتبطة إلى حد بعيد بالجهود المبذولة لرسم خرائط “مناطق تخفيض التصعيد”، إذ دفع النظام منذ بداية الشهر الحالي، مدعوماً بالمليشيات الإيرانية وبالطيران الروسي، بقوات كبيرة إلى الجنوب السوري في محاولة لخلق وقائع جديدة تتيح له توسيع نطاق سيطرته وتثبيت هذا التوسع في الخرائط التي ستناقش وستبت ربما في أستانة. ويسعى النظام بشكل خاص إلى إنهاء وجود المعارضة المسلحة في مدينة درعا والوصول إلى الحدود مع الأردن للسيطرة على معبر نصيب، وقطع التواصل بين مناطق المعارضة في الريفين الشرقي والغربي.

غير أن جهود النظام العسكرية باءت بالفشل حتى الآن، ولم يستطع التقدم “شبراً واحداً”، كما تؤكد المعارضة المسلحة في الجنوب، بل على العكس تكبد خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، ما دفعه، مع حليفه الروسي، إلى التعويل على المفاوضات لتحقيق ما عجز عنه في ساحات المعارك.

ويبدو أن المفاوضات المتقطعة التي تجري في العاصمة الأردنية عمان، منذ منتصف الشهر الماضي، واختتمت في الأيام الأخيرة أسفرت عن التوافق على بعض النقاط، لكن بقيت هناك خلافات جوهرية حول نقاط أخرى، وهو ما يفسر انخفاض أو تصاعد وتيرة عمليات القصف الجوي والصاروخي على درعا من جانب قوات النظام والطائرات الروسية، إذ يُستخدم التصعيد العسكري كوسيلة ضغط في المفاوضات، مقابل دعم أردني وأميركي لبعض الفصائل المشاركة في المعركة مع قوات النظام، بغية منع الأخيرة من تحقيق تقدم على الأرض يفرض نفسه على طاولة المفاوضات.

ورأى عضو القيادة العسكرية لـ”الجيش السوري الحر” في الجبهة الجنوبية، أيمن العاسمي، في حديثه لـ”العربي الجديد”، أن التفاهمات في عمان تمثلت في الاتفاق على بقاء قوات النظام في درعا على أن تنسحب المليشيات التي تدعمها إيران إلى مسافة 30 كيلومتراً من الحدود الأردنية. وأوضح العاسمي أن الأردن طالب خلال المفاوضات بضم المنطقة الشرقية في درعا والتي تصل إلى حدود منطقة التنف، إلى منطقة “خفض التصعيد” في الجنوب، مقابل أن تضغط عمان على فصائل المعارضة من أجل السماح للنظام بالوصول إلى معبر نصيب الحدودي. إلا أن العاسمي أضاف أنه “ليس بالضرورة أن يكون هذا الوصول عسكرياً، وإنما يتم الاكتفاء بالسماح بمرور الشاحنات الآتية من مناطق النظام وعبورها إلى الأردن”، على أن يكون للنظام وجود “ما” في المعبر الذي يظل عسكرياً تحت سيطرة قوات المعارضة، وفق تعبير القيادي نفسه.

لكنّ لفصائل المعارضة التي تسيطر على المعبر، رأياً آخر، وهي تصر على عدم السماح للنظام بالوصول إلى المعبر، وعدم تحقيق هذا المطلب له من خلال المفاوضات بعدما عجز عن الحصول عليه بالقوة العسكرية. وساد اعتقاد لدى أوساط النظام في بداية الحملة العسكرية بأن الوصول إلى المعبر بات مسألة وقت ليس أكثر، ما دفع وزير حماية المستهلك لدى النظام، عبدلله الغربي، إلى القول إنه سيتم افتتاح المعبر خلال أيام.

ولتوضيح الصورة، لا بد من القول إن فصائل المعارضة في درعا لا تتبع كلها بالولاء لغرفة “الموك” الموجودة في الأردن، والتي يشرف عليها عسكريون أميركيون وأردنيون ومن دول غربية أخرى. وأهم الفصائل التي تنشط حالياً في قتال قوات النظام منضوية ضمن “غرفة عمليات البنيان المرصوص” التي تضم فصائل مختلفة، بعضها يتلقى دعماً من “الموك” وأخرى لا تتلقى أي دعم منها، علماً أن فصائل هذه الغرفة هي التي تقاتل النظام في مدينة درعا البلد، وهي التي تسيطر على معبر نصيب الحدودي. وقال الناطق باسم “غرفة عمليات البنيان المرصوص”، أبو شيماء، في حديث لـ”العربي الجديد”، إن الغرفة ليس لديها أي تواصل حالياً مع المفاوضات الجارية في عمان بشأن درعا، أو مع التحضيرات الجارية لاجتماع أستانة في الرابع من الشهر المقبل. وأوضح أنه كان هناك تواصل قبل هجوم قوات النظام على قاعدة الدفاع الجوي قرب درعا قبل عشرة أيام، لكن الاتصالات انقطعت بعد ذلك. وأضاف أن بعض القادة العسكريين في الجبهة الجنوبية تلقوا دعوات لحضور اجتماع أستانة المقبل، لكنهم رفضوا تلك الدعوات. وأكد أن النظام يحاول جاهداً فتح معبر بري مع الأردن، لكنه “لم ولن يستطيع”، بحسب تعبيره. وأوضح أن “غرفة عمليات البنيان المرصوص” لا تنسق مع الأردن أو غرفة “الموك”، لكن الأخيرة تدعم بعض فصائل الجبهة الجنوبية المنضوية تحت لواء “البنيان المرصوص”، من دون أن تدعم الغرفة بشكل مباشر.

من جهته، اعتبر القيادي في “الجيش الحر”، العاسمي، أن رفض حضور اجتماع أستانة من جانب بعض فصائل الجبهة الجنوبية، هو مجرد مناورة “لأن القرار في النتيجة ليس بيدهم، وأن ما يتم التوافق عليه خارج أستانة سيتم التوقيع عليه في أستانة من جانب الدول الفاعلة في المشهد السوري، سواء حضر ممثلو المعارضة والنظام أم لم يحضروا”، وفق قوله.

وكانت مصادر عدة أشارت إلى أن مفاوضات عمان، ومجمل المفاوضات المرتبطة بمسألة ترسيم حدود “مناطق خفض التصعيد” في المناطق الثلاث الأخرى المشمولة بالاتفاق، وهي إدلب والغوطة وريف حمص الشمالي، تصطدم حتى الآن بثلاث عقبات رئيسية: رسم حدود هذه المناطق، وهوية الجهات التي ستقوم بمراقبة تنفيذ الاتفاق وإدارة هذه المناطق، وتلك التي سوف تسيطر على المعابر بين هذه المناطق وتلك التي تقع خارجها.

وبالنسبة للمنطقة الجنوبية، انضمت إسرائيل إلى الأردن في الاعتراض على مشاركة المليشيات التي تدعمها إيران في الرقابة على “المنطقة الآمنة” في الجنوب. وهذا الاعتراض أدى إلى أمرين: أولاً، لقد ولّد ضغطاً على روسيا من أجل الموافقة على نشر قوات روسية كجزء من حماية المنطقة الجنوبية، بدل المليشيات الإيرانية؛ وثانياً، دفع إيران إلى التخلي عن طلبها المشاركة بشكل مباشر، أو من خلال المليشيات التي ترعاها في الإشراف على إدارة “المنطقة الآمنة” المقترحة في درعا. غير أن قضية السيطرة على المعابر قد يكون لها الدور الحاسم في تحديد مصير هذه المناطق التي ستوفر ملاذاً آمناً للاجئين، وستدخلها المساعدات الإنسانية، مع إمكانية توسيعها بضم مناطق أخرى تسيطر عليها قوات النظام أو المعارضة.

ميدانياً، تواصل الضغط العسكري لقوات النظام السوري والطائرات الروسية على فصائل المعارضة والمدنيين في درعا، حيث ألقت مروحيات تابعة للنظام براميل متفجرة على منطقة غرز بريف درعا الشرقي، فيما سقطت عدة صواريخ من نوع “فيل” على درعا البلد. كما ألقت مروحيات عسكرية تابع للنظام ألغاماً بحرية على منطقة الجمرك القديم على الحدود مع الأردن. وكان ستة مدنيين من عائلة واحدة قد قتلوا، وأصيب 13 آخرون جراء استهداف قوات النظام لبلدة الحارة، شمال درعا، بالمدفعية الثقيلة.

من جهتها، استهدفت فصائل المعارضة مقر عمليات قوات النظام والمليشيات الموالية لها في الملعب البلدي براجمات الصواريخ والمدفعية بالتزامن مع استهداف مواقع قوات النظام على طريق دمشق ـ درعا الدولي. وفي مدينة القنيطرة المجاورة التي أعلنت فصائل المعارضة فيها قبل أيام عن معركة بغية تخفيف الضغط على درعا، شن الطيران الحربي عدة غارات على مدن وبلدات محافظة القنيطرة شملت بشكل خاص منطقتي مسحرة ونبع الصخر. وقال ناشطون إن ثلاثة مدنيين، بينهم طفلتان، قتلوا وأُصيب آخرون في القصف على بلدة مسحرة، بينما تسبب القصف على نبع الصخر في دمار ممتلكات المدنيين. وكانت فصائل المعارضة في القنيطرة شكلت أخيراً، “غرفة عمليات جيش محمد” وشنت هجوماً على مدينة البعث بالقنيطرة. ونفى المكتب الإعلامي لغرفة “جيش محمد” أن يكون للمعركة في القنيطرة أي هدف سياسي أو خارجي، سوى تحرير الأراضي التي يسيطر عليها النظام السوري والمليشيات المساندة له، إضافة لتخفيف الضغط عن فصائل المعارضة في معاركها بمدينة درعا.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن المنطقة المحاذية للأراضي السورية في الجزء المحتل من مرتفعات الجولان “منطقة عسكرية مغلقة”. وعزا جيش الاحتلال، في بيان له، قراره “إلى استمرار الصراع الداخلي في الجانب السوري من الحدود، ومن أجل حماية أمن المواطنين”، موضحاً أن القرار يعني “منع المدنيين الإسرائيليين من الدخول إلى المنطقة ويسمح بالدخول للمزارعين فقط”.

العربي الجديد

 

التفاهم التركي-الروسي على حلب: أحلام المعارضة؟

تناقل ناشطون سوريون، الأربعاء، أنباءً عن بدء انسحاب القوات الروسية من منطقة عفرين، معقل “وحدات حماية الشعب” الكردية شمال غربي حلب. والانسحاب جرى من مواقع كانت قد انتشرت فيها القوات الخاصة الروسية، قبل شهرين. ومن بين أبرز تلك المواقع معسكر كفر جنة، الذي يقع في المنطقة الفاصلة بين مدينتي إعزاز وعفرين.

 

وربط الناشطون الأنباء عن الانسحاب الروسي من عفرين، بـالتطورات المتسارعة في الشمال الحلبي، على الجبهات بين المعارضة و”وحدات حماية الشعب” التي تحضر نفسها لمعركة وشيكة قد تشنها المعارضة المسلحة المدعومة من تركيا، وذلك على ضوء التعزيزات المتواصلة التي دفع بها الجيش التركي إلى مناطق ريف حلب، والمناطق الحدودية. وآخر التعزيزات وصلت، الأربعاء، إلى منطقة الحدود السورية-التركية، المقابلة لبلدة أطمة بين ريفي حلب وإدلب. وهي محاور من المفترض أن يتم إشراكها في أي هجوم يستهدف “الوحدات” في عفرين.

 

وقال مستشار “قوات سوريا الديموقراطية” ناصر حاج منصور، الخميس، لوكالة “رويترز”، إن قواته اتخذت قراراً بمواجهة القوات التركية “إذا هم حاولوا تجاوز الخطوط المعروفة”. وأضاف منصور أن هجوماً تركياً على المناطق الخاضعة لسيطرة “قسد” يضر كثيرا بمعركتها لإجبار تنظيم “الدولة الإسلامية” على الانسحاب من مدينة الرقة، من خلال إبعاد مقاتلي “قسد” عن الخطوط الأمامية.

 

نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش، قال الخميس، إن أنقرة سترد على أي قصف من “وحدات حماية الشعب” في سوريا، ولن تلتزم الصمت في مواجهة الأنشطة المناهضة لتركيا التي تمارسها جماعات إرهابية في الخارج. وأكد قورتولموش مجددا رفض أنقرة لتسليح الولايات المتحدة مقاتلي “وحدات حماية الشعب” وقال إن المسؤولين الأمريكيين سيدركون أن هذا هو “الطريق الخطأ”.

 

الأخبار والتسريبات التي تداولها الناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي، ركزت بشكل خاص على عفرين، ومناطق سيطرة “الوحدات” في ريف حلب. وتكهّنت باحتمال طرد “الوحدات” من المنطقة باتجاه الشرق السوري، تبعاً لتفاهمات جديدة روسية-تركية. المعلومات التي تداولها ناشطون تحدثت أيضاً عن احتمال أن يشمل التفاهم الجديد مدينة حلب، في مرحلة لاحقة.

 

وقد تكون هذه التسريبات مقصودة، قبيل انطلاق مؤتمر أستانة في العاصمة الكازاخية، بعد أيام، والذي من المفترض أن يحسم الجدل ويكشف عن الكثير من المتغيرات الجوهرية في توازنات القوى في الشمال السوري.

 

كما أن التسريبات قد تكون مجرد أمنيات للمعارضة. فهي ترى إمكانية وقوف روسيا مع تركيا، ومساندة معركة ضد “الوحدات” الكردية، على أن يتبع ذلك تسليم حلب إلى تركيا، لتكون تحت وصاية مشتركة بينهما، مثل إدلب. وقد تكون روسيا، في هذه المرحلة، بحاجة فعلاً إلى الدعم التركي لإنجاح عملية أستانة، في ضوء الأنباء عن مقاطعة فصائل “الجبهة الجنوبية” المشاركة في المؤتمر. ويُعتقد بأن الأزمة الخليجية قد بدأت تُظهر نفسها في الحالة السورية، في إحداث تناقض بين فصائل المعارضة في الشمال السوري المدعومة تركياً، وتلك في الجنوب المدعومة من السعودية.

 

وما زاد من حدة التكهنات، حدث محلي إشكالي. فقائد “ألوية النصر” التي تم حلها مطلع حزيران/يونيو 2016، أحمد فتوح، وبعد فترة اعتقال دامت 10 أشهر في سجون “الجبهة الشامية” بتهمة التعامل مع روسيا، ظهر في موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” في بث مباشر، تحدث خلاله عن سبب الاعتقال، وحرص على ألا يُهاجم معتقليه، وركز بشكل خاص على التلميح باقتراب الحسم في حلب، وأن هناك تطورات كبيرة ستحصل خلال الفترة القادمة ستشمل مدينة حلب أيضاً، من دون أن يفصح عن المزيد من التفاصيل.

 

ويرجح ناشطون أن يكون اطلاق سراح فتوح جاء لأن تهمته سقطت مع سقوط الخلافات التركية-الروسية، واقتراب الطرفين تبعاً للمصالح المشتركة بينهما، في ظل التكتل المقابل الذي بدا أكثر وضوحاً خلال الفترة الماضية. فتوح تحدث عن “استراتيجية منع التقسيم في سوريا، بغض النظر عمن يدعمه، وبدا أكثر إصراراً من قبل على مواقفه القريبة من روسيا، والتي أسماها ب”صاحبة مشروع منع التقسيم”.

 

التسريبات هي أقرب للشائعات، في ظل انعدام المعلومات الرسمية. وهي غير منطقية في الوقت الراهن، في ما يخص مدينة حلب، التي دفع النظام والمليشيات وروسيا وإيران ثمناً كبيراً للسيطرة عليها، ولن يكون التخلي عنها بهذه السهولة. كذلك لا يمكن الحكم على العلاقة بين “الوحدات” وروسيا، فالمعركة بين المعارضة و”الوحدات” في ريف حلب وعفرين لم تبدأ بعد.

 

اجتماع تحضيري في أستانة..وواشنطن تدين الدور الايراني

أعلنت وزارة الخارجية الكازاخية، الخميس، أن مجموعة العمل للدول “الضامنة” لـ”وقف إطلاق النار” في سوريا، ستعقد اجتماعاً تحضيرياً قبيل انطلاق النسخة الخامسة من المباحثات، الثلاثاء والأربعاء، المقبلين.

 

وذكر بيان صادر عن الوزارة، أن الدول “الضامنة”؛ تركيا وروسيا وإيران، ستعقد اجتماعاً الإثنين المقبل، في العاصمة أستانة. وأوضح البيان أن “أستانة 5” ستبحث تطبيق بنود اتفاقية “مناطق تخفيف التوتر” في سوريا. وأشار إلى أن الدول “الضامنة” تخطط للتصويت في اجتماعها للتصديق على أحكام إطلاق سراح المعتقلين وتسليم جثث القتلى لذويهم، والبحث عن المفقودين.

 

وأضاف أن الأطراف المعنية تخطط لإصدار بيان مشترك حول تطهير المواقع التاريخية والأثرية المدرجة في قوائم منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة “يونسكو” من الألغام.

 

من جهة آخرى، اتهم مستشار الأمن القومي الأميركي هربرت ماكماستر، إيران بتأجيج الصراعات الطائفية من أجل إضعاف الحكومات العربية، معتبراً أن الوضع في سوريا يزداد تعقيداً بسبب “الدور التدميري” لطهران في المنطقة.

 

وقال ماكماستر في مؤتمر أمني في العاصمة واشنطن إن تنظيم “الدولة الإسلامية” تمكن من بسط سيطرته على أراضٍ ومجموعات سكانية وموارد، بسبب إضعاف دول جراء حروب أهلية ذات طابع طائفي.

 

وأضاف أن إيران تؤجج دوامة الصراعات الطائفية في مسعى لإبقاء العالم العربي ضعيفا على الدوام، ولتنصيب حكومات عربية ضعيفة في المنطقة تعتمد عليها.

 

وأشار إلى أن إيران تقوم بتنمية المليشيات والمجموعات المسلحة غير الشرعية خارج سيطرة الحكومات، ويمكن تأليبها على هذه الحكومات إن اتخذت إجراءات ضدها أو ضد مصالحها وفق نموذج “حزب الله” اللبناني.

 

سوريا: روسيا تنقلب على إيران..و”تُحرّرُ” آبار النفط

بدأت شركة “ستروي ترانس غاز” الروسية، أعمال الصيانة لأكبر مناجم الفوسفات في سوريا؛ “الشرقية” و”خنيفيس” في ريف حمص الشرقي، وفقاً لما أعلنت عنه “المؤسسة العامة للجيولوجيا والثروة المعدنية” التابعة لحكومة دمشق.

 

موقع “الاقتصادي سوريا” قال إن المؤسسة وضعت خطة لإعادة تأهيل بنية مناجم الفوسفات التحتية، إضافةً لرصد مبالغ مالية، وذلك بعد تقييم أضرار المناجم. وأضاف أن الشركة الروسية بنت محطة لمعالجة الغاز في سوريا، في حين تتولى حالياً تشييد محطة ثانية لمعالجة الغاز بقدرة 1.3 مليار متر مكعب سنوياً.

 

النظام كان قد أبرم مع إيران في 23 من كانون الثاني/يناير 2016، اتفاقية في مجال تطوير إنتاج والاستثمار في منجم فوسفات الشرقية.

 

من جهة أخرى، نشرت شبكة “فونتانكا” الإلكترونية الروسية، خبراً عن مذكّرة تعاون وقّعتها شركة “يوروبوليس” الروسية مع وزارة النفط والثروة المعدنية السورية مطلع العام 2017. ونقلت الشبكة عن مصدر في وزارة الطاقة الروسية أن الشركة تلتزم “تحرير مناطق تضم آبار نفط ومنشآت وحمايتها”، مقابل حصولها على ربع الإنتاج النفطي. ونصّ الاتفاق على أن “تكاليف العمليات العسكرية اللازمة لا تندرج ضمن بنوده”، ما يعني أنها ستُدفع في شكل منفصل.

 

ولم يمض على تأسيس “يوروبوليس” قبل توقيع الاتفاق سوى 6 شهور، وهي مملوكة من رجل الأعمال الروسي يفغيني بريغوجين، الذي عمل سابقاً كمتعهد مأكولات يُقدم الوجبات إلى حفلات الكرملين.

 

القنيطرة: هجوم فاشل لقوات النظام على محيط مدينة البعث

شنّت قوات النظام ومليشيا “حزب الله”، ليل الأربعاء/الخميس، هجوماً معاكساً ضد قوات المعارضة في محيط مدينة البعث في ريف القنيطرة، تحت غطاء ناري كثيف برجمات الصواريخ والمدفعية.

 

وكانت المعارضة قد سيطرت على نقاط في محيط مدينة البعث ضمن معركة “ما لنا غيرك يا الله”، السبت 24 حزيران/يونيو. وتصدت فصائل المعارضة لهذا الهجوم الجديد، ومنعت مليشيات النظام من التقدم إلى النقاط التي سيطرت عليها المعارضة مؤخراً. فعلياً، تقدمت قوات النظام والمليشيات إلى نقطة قريبة من مشتل الزهور، قبل أن تجبرها المعارضة على الانسحاب. وما تزال المعارضة تسيطر على النقاط التي حررتها مع بداية معركة “ما لنا غيرك يا الله”.

 

واستهدفت فصائل المعارضة تجمعات مليشيا “فوج الجولان” في بلدة خان أرنبة، بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون.

 

وقام الطيران الاسرائيلي باستهداف “سرية عيد” التابعة لمليشيا “فوج الجولان” في بلدة الصمدانية الشرقية، ليل الأربعاء/الخميس، ودمّر مرابض مدافع الهاون، وقتل عدداً من العناصر، ردّاً على سقوط قذيفة صاروخية داخل هضبة الجولان المحتلة، أثناء زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى المنطقة.

 

الناطق باسم “ألوية الفرقان” المشاركة في معركة “ما لنا غيرك يا الله” ضمن غرفة عمليات “جيش محمد”، صهيب الرحيل، أكد لـ”المدن”، أن فصائل المعارضة تصدت لهجوم هو الأعنف من قوات النظام والمليشيات، التي حاولت التقدم باتجاه مواقع تم تحريرها في وقت سابق، وأكد قتل وجرح عدد من عناصر تلك القوات.

 

ونفى الرحيل ما روجته صفحات موالية للنظام في مواقع التواصل الاجتماعي، عن تقدم المليشيات واستعادة ما خسرته خلال الأيام الماضية، مؤكدا أن تلك الاشاعات لرفع معنويات المليشيات بعد هجوم المعارضة المفاجئ.

 

وشارك في الهجوم الذي تصدت له المعارضة في محيط مدينة البعث، قوات النظام ومليشيات “فوج الجولان” وقوات من فرع “الأمن العسكري” في سعسع و”جمعية البستان” باشراف قيادات من “حزب الله”.

 

وشن طيران النظام الحربي، الأربعاء، غارة على حي المربعات في بلدة نبع الصخر في ريف القنيطرة، سقط على اثرها 7 قتلى من المدنيين.

 

وكانت غرفة عمليات “جيش محمد” قد أصدرت، الثلاثاء، احصاءً لخسائر قوات النظام بعد خمسة أيام من انطلاق معركة “ما لنا غيرك يا الله”، وأشارت إلى مقتل 108 عناصر وجرح 250، وتدمير 3 دبابات و3 مضادات والسيطرة على 25 كتلة سكنية.

 

هل سمع الأسد كلام ترامب؟

قال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، الأربعاء، إن تحذير واشنطن الذي تم توجيهه إلى الحكومة السورية بعدم شنّ هجوم بالأسلحة الكيماوية قد أتى بمفعول جيد.

 

واعتبر ماتيس أن المسؤولين في نظام الرئيس السوري بشار الأسد “يبدو أنهم أخذوا التحذير على محمل الجد”. وأضاف للصحافيين لدى توجهه إلى بروكسل لحضور اجتماع لوزراء دفاع حلف شمال الاطلسي “اعتقد أن الرئيس (دونالد ترامب) تحدث عن (هذه الاستعدادات) ليؤكد مدى نظرتنا إليها بشكل جدي”.

 

ورداً على سؤال حول كيف علم بأن تحذير ترامب لسوريا تم الأخذ به، أوضح ماتيس “أنهم لم يفعلوا ذلك”، في إشارة إلى عدم تنفيذ ضربة كيماوية في سوريا منذ الاثنين، وهو تاريخ التحذير الأميركي للأسد. لكن ماتيس حذر في الوقت نفسه من أن “برنامج الأسد الكيميائي يتجاوز مطاراً واحداً”.

 

وكان المتحدث باسم البيت الابيض شون سبايسر قد قال، مطلع الأسبوع، إن “الولايات المتحدة رصدت استعدادات محتملة من قبل النظام السوري لشن هجوم كيماوي آخر قد يؤدي الى عملية قتل جماعية لمدنيين بمن فيهم أطفال أبرياء”.

 

وأضاف سبايسر محذراً “كما قلنا سابقاً، فإن الولايات المتحدة موجودة في سوريا للقضاء على تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا (…) ولكن إذا شن الأسد هجوماً جديداً يؤدي الى عملية قتل جماعية باستخدام أسلحة كيماوية، فإنه وجيشه سيدفعان ثمناً باهظاً”.

 

وأعلن سبايسر أن الانشطة التي رصدتها واشنطن “مماثلة للاستعدادات التي قام بها النظام قبل الهجوم الذي شنه بالسلاح الكيماوي في 4 نيسان/أبريل (على بلدة خان شيخون في ريف إدلب)”، والذي ردت عليه الولايات المتحدة بضربة عسكرية استهدفت قاعدة الشعيرات.

 

صراع إقليمي ودولي على تركة داعش في سوريا والعراق

واشنطن – تركز كل القوى العسكرية المشاركة في المعارك على الأراضي السورية جهودها لفرض وجودها في شرق البلاد في محاولة للسيطرة على الأراضي التي تمت استعادتها من تنظيم الدولة الإسلامية وفي نفس الوقت ضمان حدود مع العراق الذي يعتبر بالنسبة إلى إيران وحلفائها ممرا بريا.

ويبدو السباق الحالي للسيطرة على الأراضي في سوريا وكأنه تنافس بين إيران والولايات المتحدة أساسا. وقد أحدثت كل منهما محورا خاصا بها، من خلال تواجد أميركي يمتد من الشمال إلى الجنوب من ناحية، وتمركز إيراني من الشرق إلى الغرب من ناحية ثانية.

وتكشف التقارير الدولية عن سباق يجري بين القوى العراقية المؤيدة للغرب وتلك المؤيدة لإيران للسيطرة على الطرقات في المناطق التي يتم تحريرها من تنظيم داعش في غرب العراق. وتقول جريدة التايمز اللندنية إن رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي قد منح شركة مقاولات أميركية عقدا لإعادة بناء خط الطريق السريع بين بغداد والحدود الأردنية.

وتتحدث الأنباء عن أن الميليشيات الشيعية قد عملت على شق طرقات خاصة بها في اتجاه الحدود في الشمال وهي تعمل على فتح طريق نحو دمشق عبر المناطق التي تسيطر عليها من الحدود الإيرانية بالقرب من مدينة بعقوبة في الشرق في اتجاه الحدود مع سوريا من خلال معبر أم جريس.

وتقول التايمز إن النزاع الدولي يشتد حول خطط إيران للسيطرة على طريق يؤمّن لطهران العبور نحو البحر الأبيض المتوسط من خلال العراق وسوريا والمناطق التي يسيطر عليها حزب الله في لبنان.

ويقول معين الكاظمي، القيادي في قوات بدر المنضوية تحت هيئة الحشد الشعبي إن قوات الحشد الشعبي باتت تسيطر تماما على الطريق الذي يستخدمه داعش لنقل عتاده وعناصره عبر الحدود العراقية السورية. ويكشف الكاظمي “هذه الطريق ستعيد العلاقات ما بين سوريا وجنوب لبنان”.

وتنقل صحيفة التايمز عن المحلل الساسي العراقي هشام الهاشمي قوله إن لإيران مصلحة في الترويج لطريق تسيطر عليها على حساب تلك التي يخطط لها الأميركيون، معتبرا أن “الطريق الدولية قد تضر بمصالح إيران وستعمل طهران على بقاء الطريق بين دمشق وطهران مفتوحة”.

وبات ظهور قاسم السليماني قائد فيلق القدس التابع لقوات الحرس الثوري الإيراني مؤشرا على أولويات إيران في سوريا والعراق. ويقول مركز ستراتفور الأميركي للأبحاث الأمنية والإستراتيجية إنه لمعرفة هذه الأولويات لا بد من تتبع تحركات القائد العسكري الإيراني.

في سبتمبر 2016، ظهر قاسم السليماني في جنوب حلب قبل أن تبدأ القوات الموالية لنظام بشار الأسد هجومها الأخير الذي أدى إلى تطبيق الحصار على المدينة واستعادة السيطرة عليها. وبعد ذلك بسبعة أشهر، شوهد في محافظة حماة شمال سوريا مع ميليشيات موالية تدعمها إيران، كانت تستعد لمواجهة معركة شرسة مع فصائل المعارضة على مشارف المركز الإقليمي هناك.

وفي 12 يونيو الماضي، قام سليماني بزيارة وحدات الميليشيات الأفغانية التي تقودها إيران على الحدود بين سوريا والعراق، معبرا عن شكره وامتنانه لهم على انتصاراتهم الأخيرة التي حققوها في المنطقة. وفي هذه المرة، أعطى وجوده إشارة غير مباشرة إلى القوات لمواصلة سباقهم نحو الحدود العراقية.

الفائز بالسباق

تدخل فصائل المعارضة السورية، بدعم من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، في مواجهة ضد قوات الأسد، المدعومة من إيران وروسيا، لاستعادة السيطرة على المواقع التي تمت استعادتها من تنظيم الدولة الإسلامية. لكن على الرغم من اتضاح خط نهاية السباق أمام كل من الفريقين، إلا أن لكل منهما مصالحه الخاصة التي تجعله على استعداد تام للمخاطرة بقتال منافسه لضمان تأمين تلك المناطق.

ويرى إبراهيم محمد إبراهيم، مدير المركز الإعلامي لحزب الاتحاد الديمقراطي في أوروبا، أن سوريا أصبحت مختبرا لكل التقاطعات والمخططات الدولية. ويعتقد إبراهيم أن الميليشيات الإيرانية موجودة منذ 6 سنوات وهي تحارب وتسيطر وتعتقل، لكن ما يحصل اليوم على الحدود العراقية السورية هو محاولة إضفاء شرعية على هذا الوجود عبر فرض واقع جديد.

ويقول لـ”العرب” مبينا “لكن هذا وحسب المعطيات والقراءات لن يحصل بسبب تعارضه مع مصالح العديد من مراكز القرار الدولية والإقليمية، وإصرار النظام وإيران في هذا الاتجاه لا يمكن استبعاد حرب أميركية إيرانية”.

وطبقا للوضع القائم، اضطرت إيران إلى الاعتماد الكامل على النقل البحري (الذي هو عرضة للاعتراض من قبل القوات البحرية الدولية) والنقل الجوي (الذي يتسم بقدرته المحدودة وصعوبة إخفائه) لتزويد القوات الموالية في سوريا ومقاتلي حزب الله في لبنان بالموارد اللازمة.

ولكن إذا تم إنشاء هذا الممر البري، فمن شأنه أن يُحدث تغييرا جذريا في طرق الإمدادات، مما سيزيد بشكل كبير من كمية العتاد والأفراد التي سترسلها إيران إلى المنطقة الغربية في الوقت الذي ستؤسس فيه ترابطا إقليميا قويا عبر الشرق الأوسط.

وبالفعل بدأت إيران بالدعوة إلى إنشاء هذا الممر الذي سيربط عاصمتها بسوريا وصولا إلى الضاحية الجنوبية معقل حزب الله، لكنه لن يأخذ حيز التنفيذ إلا إذا سيطرت قواتها الموالية وحلفاؤها من السوريين على الحدود العراقية.

ويرى المعارض السوري محمد يحيى مكتبي أن هذه الخطوة ليست مستغربة وتنسجم تماما مع مشروع إيران التوسعي (مشروع تصدير الثورة) في المنطقة. ويقول لـ”العرب” موضحا “هذا المشروع قائم على زعزعة الأمن والاستقرار وبث الفتن والقلاقل في بلدان المنطقة؛ وكل ذلك تحت عنوان محاربة الإرهاب لكن في حقيقة الأمر إيران وحرسها الثوري رعاة للإرهاب من خلال نشرهم ودعمهم للميليشيات الطائفية في سوريا والعراق واليمن ولبنان”.

ويؤكد مكتبي أن إيران تريد “المحافظة على الطريق الواصلة بين طهران إلى الضاحية الجنوبية في لبنان عبر العراق وسوريا للاستمرار في كذبة ‘محور المقاومة والممانعة’ عند الشعوب العربية، وهذا كله يحدث في ظل عدم تحويل زخم تصريحات مسؤولي الإدارة الأميركية ضد إيران وممارساتها إلى أفعال حقيقية، تلجم هذه الممارسات العدوانية التوسعية وتضع حداً لإجرام إيران”.

وفي ظل المعارك المحتدمة، تركز الولايات المتحدة فقط على هدفها الرئيسي وهو القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية. ومن ثم، فإن تحرك القوات الموالية للنظام ومواصلة زحفها نحو الشرق يزيد من مخاوف واشنطن من تداخل ذلك مع جهود التحالف بقيادة الولايات المتحدة للقضاء على تنظيم داعش.

وتنقسم هذه الجهود حاليا إلى عمليتين: الهجوم على الرقة، بقيادة قوات سوريا الديمقراطية والزحف البطيء نحو الشمال الشرقي باتجاه وادي نهر الفرات، الذي تقوده تشكيلات المعارضة بدعم أميركي مثل جيش مغاوير الثورة. ومع اقتراب القوات الموالية لنظام بشار الأسد لهذه المناطق يزداد خطر وقوعها في اشتباكات مع القوات الأميركية وإرباك عمليات تطهير المناطق من داعش التي يقوم بها المعارضون في المنطقة.

ولكن حدث ما لا يُحمد عقباه. ففي غضون الأسابيع القليلة الماضية، قصفت الهجمات المدفعية والغارات الجوية لقوات النظام مواقع قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة بالقرب من مدينة الطبقة في ريف الرقة الغربي.

وفي 18 يونيو أسقط التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة طائرة مقاتلة سورية من طراز سو-22 بريف الرقة الجنوبي بعد أن أصابت قوات المعارضة بالقرب من المدينة. وكنتيجة لذلك أعلنت روسيا في اليوم التالي تعليق “قناة الاتصال الجوي” بينها وبين القوات الأميركية وهددت باستهداف طائرات التحالف الأميركي في المجال الجوي غرب نهر الفرات.

وفي الجنوب، بالقرب من الحدود الأردنية، ضربت طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قافلة للجيش السوري وفصيلا مسلحا يدعمه الحرس الثوري الإيراني كانا يتجهان صوب قاعدة التنف حيث تتمركز قوات أميركية خاصة. وأسقطت طائرة مقاتلة أميركية طائرة من دون طيار إيرانية بعد أن اقتربت من مواقع عسكرية أميركية في المنطقة.

السباق النهائي

وقف التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وفصائل المعارضة كالشوكة في الحلق بالنسبة إلى القوات الموالية لنظام بشار الأسد في شرق سوريا، لكنه على الأرجح لن يستطيع عرقلة زحف حلفاء النظام نحو الحدود. ومن ناحية، لم تنته قوات سوريا الديمقراطية بعد من معركتها في الرقة والتي قد تستمر لعدة أشهر أخرى، مما سيتيح الفرصة أمام القوات الموالية للنظام للتحرك باتجاه مدينة دير الزور. ومن ناحية أخرى، وعلى الرغم من الدعاية الإعلامية التي صورت وصول قوات الأسد، برفقة السليماني، إلى الحدود العراقية شرق التنف، لكنها سلطت الضوء في الوقت نفسه على ضعف قوة فصائل المعارضين للنظام في المنطقة. وتحظى القوات الموالية بفرصة أفضل في الوقت الحاضر للوصول إلى مواقع تنظيم الدولة الإسلامية على طول وادي نهر الفرات والاستيلاء عليها مقارنة بالفرصة المتاحة أمام قوات المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة.

وبغض النظر عن نهاية السباق إلى الحدود العراقية بفوز أحد الأطراف، يكمن الخطر الأكبر في احتمال حدوث اشتباكات شرسة بين قوات النظام وفصائل المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة في منافسة ستحتدم بغرض الاستحواذ على الأرض. وفي هذا الوقت الذي تتصاعد فيه التوترات بين واشنطن وطهران، يمكن لهذه المناوشات أن تزيد من العداء.

ويؤكد الباحث السياسي السوري محمود الحمزة أن إيران تخطط أبعد من سوريا فهي تسعى عن طريق هذه الميليشيات العسكرية والأحزاب السياسية التي تحمل رايات طائفية والتي زرعتها في لبنان وسوريا والعراق واليمن لضرب الدول العربية. ويقول لـ”العرب” “تريد إيران أن تؤسس إمبراطورية فارسية باستخدام خلايا نائمة في سوريا مثلما تستخدمها في العراق وفي اليمن، وتريد إيران أن تفتح ممرات تربط هذه الدول برا بأراضيها لسهولة التحرك”.

وكان الحرس الثوري الإيراني قد ألقى بالاتهامات التي تدين واشنطن بتدبيرها للهجوم الإرهابي المزدوج الذي تم تنفيذه في طهران في 7 يونيو، بينما تفكر الولايات المتحدة في فرض عقوبات جديدة على إيران. لذلك، وعلى الرغم من أن المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية تقترب من نهايتها، فثمة معركة جديدة وشرسة يمكن أن تظهر في الأفق إذا لم تأخذ القوات المتنافسة في حرب شرق سوريا حذرها. ويرى مراقبون أن قضية الطرق الدولية من وإلى بغداد تعبر عن عمق الصراع الذي ستشهده البلاد بعد القضاء على داعش وتعكس الصراع الدائر حول مستقبل النفوذ الايراني، ليس في العراق فقط، بل في سوريا ولبنان والمنطقة عموما.

العرب

 

روسيا: يتم التحضير لهجوم كيميائي وهمي بسوريا  

أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن لدى روسيا معطيات جديدة تشير إلى إعداد هجمات كيميائية وهمية قد تحدث في مدينتي سراقب وأريحا السوريتين، في وقت اعتبرت دمشق أن التحذيرات الأميركية بشأن هجمات سورية كيميائية هدفها تبرير “عدوان جديد”.

 

وقالت زاخاروفا اليوم الخميس في المؤتمر الصحفي الأسبوعي إن الحكومة الروسية تتوفر على معطيات جديدة تفيد بأن هناك تحضيرا لهجوم بغرض الاستفزاز، وإنه وفقا لهذه المعطيات فإنه من غير المستبعد أن يتم تنفيذ العملية الاستفزازية في مدينتي سراقب وأريحا السوريتين.

 

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد عبّر في وقت سابق عن رفضه للتحذيرات الأميركية من شن القوات الحكومية السورية هجوما جديدا بالأسلحة الكيميائية.

 

ووصف لافروف هذه التحذيرات بأنها “محض تكهنات”، وأن على واشنطن “ألا تتكهن عبر معلومات استطلاعية سطحية وسرية لا يجوز إظهارها لأحد”.

 

من جهتها قالت دمشق إن التحذير الأميركي الذي وجهته الولايات المتحدة لها هذا الأسبوع من تنفيذ هجوم جديد بالأسلحة الكيميائية لا يستند إلى أي معطيات أو مبررات وهدفه تبرير “عدوان جديد” على البلاد.

 

ونقل التلفزيون الرسمي عن مصدر في وزارة الخارجية قوله إن ادعاءات واشنطن عن وجود نوايا لدى سوريا لشن هجوم ليست مضللة فحسب، وإنما أيضا “عارية من الصحة ولا تستند إلى أي معطيات أو مبررات”.

 

وكان المتحدث الصحفي باسم البيت الأبيض شون سبايسر قد أصدر بيانا الثلاثاء جاء فيه أن الولايات المتحدة “حددت استعدادات محتملة” لهجوم كيميائي آخر من قبل حكومة بشار الأسد “من المحتمل أن يسفر عن قتل جماعي للمدنيين بمن فيهم أطفال أبرياء”.

 

وأضاف سبايسر في البيان أنه “إذا نفذ الأسد هجوما جماعيا آخر باستخدام أسلحة كيميائية فسوف يدفع هو وجيشه ثمنا باهظا”، وأكدت الإدارة الأميركية لاحقا أن الأسد استجاب بشكل جدي للتحذيرات الأميركية.

 

وفي الرابع من نيسان/أبريل الماضي قتل أكثر من ثمانين شخصا بهجوم تم باستخدام الغاز السام في مدينة خان شيخون بمحافظة إدلب شمالي سوريا، واتهمت واشنطن والغرب دمشق بالمسؤولية عنه، في وقت نفى النظام أي مسؤولية له عنه، وأيدته في ذلك روسيا.

 

وكانت الولايات المتحدة قد ردت على ذلك بشن هجوم صاروخي على قاعدة الشعيرات الجوية التابعة للنظام في ريف حمص، ودمرت عددا من الطائرات والمرابض.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

تركيا تتوعد والوحدات الكردية بسوريا تحذر من المواجهة  

تبادلت تركيا والفصائل الكردية السورية المسلحة التحذيرات اليوم الخميس على خلفية قصف الجيش التركي أول أمس مواقع لمقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية بشمالي سوريا.

 

وقال نعمان قورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي اليوم إن أنقرة سترد على أي قصف من وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا مضيفا أن أميركا ستدرك خطأها بتسليح تلك الوحدات.

 

جاء ذلك خلال حديث قورتولموش اليوم للصحفيين بعد أن دمرت المدفعية التركية أهدافا لوحدات حماية الشعب حين فتح مقاتلوها النار على قوات مدعومة من أنقرة في شمال سوريا ليل الثلاثاء.

 

كما أكد قورتولموش مجددا رفض أنقرة لتسليح الولايات المتحدة مقاتلي وحدات حماية الشعب، وقال إن المسؤولين الأميركيين سيدركون أن هذا هو “الطريق الخطأ”.

 

على الجانب الآخر، نقلت وكالة رويترز عن ناصر حاج منصور مستشار ما يعرف بـ قوات سوريا الديمقراطية -التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري- قوله إن تلك القوات ترى “احتمالا كبيرا بظهور مواجهات مفتوحة وقوية” مع القوات التركية في منطقة بشمال غرب سوريا.

 

وأضاف منصور أن القوات اتخذت قرارا بمواجهة القوات التركية “إذا هم حاولوا تجاوز الخطوط المعروفة” في المنطقة التي تقول جماعات معارضة مدعومة من تركيا إن أنقرة نشرت فيها مؤخرا قوات إضافية.

 

واعتبر أن هجوما تركيا على المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية “يضر كثيرا” بمعركتهم لإجبار تنظيم الدولة الإسلامية على الانسحاب من مدينة الرقة معقله في سوريا من خلال إبعاد مقاتلي القوات عن الخطوط الأمامية بالمدينة.

 

وفي وقت سابق أمس، أعلن الجيش التركي أنه قصف بالمدفعية مواقع لوحدات حماية الشعب الكردية في عفرين بشمال سوريا، ردا على قيام هذه المواقع بقصف مواقع لـ الجيش السوري الحر جنوب أعزاز.

 

وأفادت رئاسة الأركان في بيان بأنه “تم تدمير مصادر النيران” وأن “الجيش التركي سيواصل قصف المواقع التي تطلق النار على الأراضي التركية أو مواقع الجيش السوري الحر القريبة من الحدود والتي تحميها تركيا”.

 

وأوضح البيان التركي أن قوات حماية الشعب أطلقت نيران الأسلحة الآلية على وحدات للجيش السوري الحر المدعوم من أنقرة بمنطقة مرعناز جنوبي بلدة أعزاز بشمال سوريا، وأن المدفعية التركية قصفت مواقع تابعة لوحدات حماية الشعب ردا على إطلاق النار.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

سوريا الديمقراطية” تقطع آخر طريق لهروب داعش من الرقة

بيروت – فرانس برس

قطعت #قوات_سوريا_الديمقراطية المؤلفة من فصائل كردية وعربية تدعمها #واشنطن، الخميس، المنفذ الأخير المتبقي لتنظيم #داعش من مدينة #الرقة إلى بقية مناطق سيطرته في #سوريا، وفق ما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، لوكالة فرانس برس “سيطرت قوات سوريا الديمقراطية، الخميس، على المنطقة الواقعة جنوب #نهر_الفرات لتقطع بذلك آخر طريق كان يمكن لتنظيم داعش الانسحاب منه من مدينة الرقة باتجاه مناطق سيطرته في البادية السورية ومحافظة دير الزور”، في شرق البلاد.

وبحسب المرصد، تقدمت هذه القوات من نقاط تواجدها جنوب الرقة إلى قريتي الكسب وكسرة عفنان، اللتين كانتا تحت سيطرة التنظيم.

وبذلك، تمكنت قوات سوريا الديمقراطية، وفق المرصد، من “إكمال الطوق حول مدينة الرقة، ومحاصرتها بشكل كامل.. عبر السيطرة على كامل القرى المقابلة لها جنوب نهر الفرات”.

وتخوض هذه القوات بدعم من #التحالف_الدولي بقيادة واشنطن، منذ السادس من حزيران/يونيو معارك شرسة داخل مدينة الرقة، معقل المتطرفين في سوريا.

وتقدمت إلى داخل المدينة بعد أشهر من المعارك في محيط المدينة، استثنت الجهة الجنوبية التي كانت بأكملها تحت سيطرة المتطرفين.

وتمكنت هذه القوات حتى الآن من السيطرة على أربعة أحياء بالكامل، هي المشلب والصناعة من الجهة الشرقية والرومانية والسباهية من الجهة الغربية. كما سيطرت على أجزاء من أحياء أخرى بينها حطين والقادسية (غرباً) والبريد (شمال غرب) وبتاني (شرقاً).

ومنذ سيطرة تنظيم داعش على مدينة الرقة في العام 2014، يعيش سكانها في خوف دائم من أحكام المتطرفين الذين غذوا مشاعر الرعب من خلال الإعدامات الوحشية والمعاقبة بقطع الأطراف والجلد وغيرها التي يطبقونها على كل من يخالف أحكامهم أو يعارضها.

وأعربت الأمم المتحدة الأربعاء عن قلقها إزاء مصير 100 ألف مدني محاصرين في الرقة.

 

الأمم المتحدة: نظام الأسد يعرقل وصول المساعدات الإغاثية

العربية.نت

قال #وكيل_الأمم_المتحدة للشؤون الإنسانية، #ستيفن_أوبراين، الخميس، إن نظام بشار الأسد يعرقل وصول المساعدات إلى المحتاجين إليها في الأراضي السورية.

وفي تقرير حول #سوريا إلى مجلس الأمن الدولي، قال وكيل الأمم المتحدة إن النظام السوري رفض أخيراً إعطاء قافلة إغاثة ترخيصاً بالعبور إلا في اللحظات الأخيرة، ما تسبب في تأخير وصول القافلة إلى هدفها وانتظارها لليوم التالي، بسبب خطورة حركة قوافل الإغاثة ليلا في مناطق الصراع.

ودعا إلى تسهيل وصول #المساعدات_الإنسانية إلى 500 ألف مدني محاصرين في مناطق مختلفة في سوريا.

وطالب المسؤول الأممي بمسائلة كل من يتعرض لقوافل الإغاثة في سوريا.

وقال إن الأوضاع صعبة في مدينة #الرقة، و #داعش يحتجز آلاف المدنيين هناك.

وأضاف أن الأمم المتحدة تشعر بقلق بشأن أوضاع المدنيين في مدينة #درعا السورية.

 

تحذيرات كردية من معارك ضارية مع تركيا في سوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

نبهت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، الخميس، إلى إمكانية اندلاع مواجهات ضارية مع الجيش التركي في شمال غرب سوريا، إذا ما هاجم المناطق الخاضعة لسيطرتها.

وأضافت القوات التي يغلب عليها الأكراد، أن هذه المواجهة قد تقوض الهجوم على تنظيم داعش الإرهابي معقله بمدينة الرقة، شمالي سوريا.

 

وذكر ناصر حاج منصور، مستشار قوات سوريا الديمقراطية، أن القوات اتخذت قرارا بمواجهة القوات التركية “إذا حاولت تجاوز الخطوط المعروفة” في المنطقة حول حلب حيث تبادل الطرفان إطلاق النار يوم الأربعاء.

 

وأوضح “نعم بالتأكيد، هناك احتمال كبير لاندلاع مواجهات مفتوحة وقوية في هذه المنطقة، خصوصا أن قوات سوريا الديمقراطية مجهزة ومحضرة وقررت المواجهة”.

 

وتؤكد جماعات معارضة في سوريا مدعومة من تركيا، أن أنقرة نشرت مؤخرا قوات إضافية في المنطقة، وهو ما أثار قلق قوات سوريا الديمقراطية من احتمال وجود خطة تركية لمهاجمة مناطق قريبة خاضعة لسيطرتها.

 

ويتألف تحالف قوات سوريا الديمقراطية من جماعات عدة، تتقدمها وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا في تركيا منذ ثلاثة عقود.

 

من ناحيته، قال الجيش التركي، الأربعاء، إنه أطلق قذائف مدفعية على مواقع لوحدات حماية الشعب جنوبي مدينة أعزاز، وردا على استهداف الوحدات لقوات معارضة تدعمها تركيا.

 

قوات سوريا الديمقراطية تحذر من مواجهة مع تركيا في شمال غرب سوريا

من توم بيري

بيروت (رويترز) – حذرت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة يوم الخميس من إمكانية اندلاع مواجهات ضارية مع الجيش التركي في شمال غرب سوريا إذا ما هاجم المناطق الخاضعة لسيطرتها، وقالت إن هذه المواجهة قد تقوض الهجوم على تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة.

 

وقال ناصر حاج منصور مستشار قوات سوريا الديمقراطية لرويترز إن القوات اتخذت قرارا بمواجهة القوات التركية “إذا هم حاولوا تجاوز الخطوط المعروفة” في المنطقة حول حلب حيث تبادل الطرفان إطلاق النار يوم الأربعاء.

 

وأضاف “نعم بالتأكيد هناك احتمال كبير بظهور مواجهات مفتوحة وقوية في هذه المنطقة خصوصا أن قوات سوريا الديمقراطية مجهزة ومحضرة وقررت المواجهة”.

 

وتابع قائلا “نعم، إذا هاجمت (تركيا) سندافع وإذا هاجمت ستحصل مواجهات”.

 

وتقول جماعات معارضة مدعومة من تركيا إن أنقرة نشرت مؤخرا قوات إضافية في المنطقة، وهو ما أثار قلق قوات سوريا الديمقراطية من احتمال وجود خطة تركية لمهاجمة مناطق قريبة خاضعة لسيطرتها.

 

ويضم تحالف قوات سوريا الديمقراطية جماعات كردية وعربية تتقدمها وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا في تركيا منذ ثلاثة عقود.

 

وقال الجيش التركي يوم الأربعاء إنه أطلق قذائف مدفعية على مواقع لوحدات حماية الشعب جنوبي مدينة أعزاز وذلك ردا على استهداف الوحدات لقوات معارضة تدعمها تركيا.

 

لكن منصور قال إن قوات سوريا الديمقراطية كانت ترد على القصف التركي.

 

وقال نعمان قورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي يوم الخميس إن تركيا سترد على أي إطلاق للنار عبر الحدود من وحدات حماية الشعب الكردية ولن تقف صامتة أمام أي أنشطة معادية ترتكبها جماعات إرهابية في الخارج.

 

وأكد قورتولموش مجددا على معارضة تركيا لتسليح الولايات المتحدة مقاتلي وحدات حماية الشعب وقال إن المسؤولين الأمريكيين سيفهمون أن هذا كان “الطريق الخاطئ”.

 

وقال منصور إن أي هجوم على المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية “يضر كثيرا” بالهجوم الذي تدعمه الولايات المتحدة على الرقة لأنه سيبعد بعض مقاتلي التحالف عن الخطوط الأمامية بالمدينة.

 

وبدأت قوات سوريا الديمقراطية هذا الشهر هجوما كان متوقعا منذ فترة طويلة على مدينة الرقة.

 

وقال منصور “هناك خطة لإطباق حصار كلي (على المدينة) ولكن هذا يستغرق يوما أو يومين.. لا أستطيع التأكيد”.

 

ويحد نهر الفرات مدينة الرقة من الجنوب.

 

وأضاف أن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية “يقومون بمعارك شرسة في بعض المواقع المنيعة”.

 

وتابع أن هذا ربما يكون ناتجا عن “قلة العدد والذخيرة”.

 

وقال منصور أيضا إن التنظيم المتشدد نشر أعدادا أقل من السيارات الملغومة مقارنة بمعارك سابقة وإن هذا يشير أيضا إلى نقص في الإمدادات.

 

(إعداد محمود رضا مراد للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)

 

المرصد السوري: قوات تدعمها أمريكا تطوق الرقة بعد غلق آخر طريق للمدينة

بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات تدعمها الولايات المتحدة طوقت بالكامل مدينة الرقة معقل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا بعد أن أغلقت آخر طريق للمتشددين للخروج من الجنوب.

 

وكانت قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف يضم مقاتلين أكرادا وعربا شن هجوما على معقل التنظيم في سوريا هذا الشهر، قد قالت في وقت سابق إنها بصدد إغلاق آخر مخرج من الرقة.

 

(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى