أحداث الأحد، 21 تموز 2013
12 غارة على سراقب والمعارضة تتقدم في خان العسل
جدة – أحمد غلاب
لندن، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب – تقدم مقاتلو «الجيش السوري الحر» امس في بلدة خان العسل التي كانت قوات النظام تسيطر عليها في شمالي غربي حلب، في وقت شنت طائرات حربية ومروحية اكثر من 12 غارة على مدينة سراقب في شمال غربي البلاد. واستمر مقاتلون اكراد في سيطرتهم على مناطق في الشرق، بعد طرد متشددين إسلاميين منها.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن الاشتباكات في خان العسل، التي قُتل فيها 12 عنصراً من قوات النظام، أسفرت عن سيطرة المعارضة على مقر جمعية الصحافيين، شمال شرقي البلدة. وبث نشطاء فيديو أظهر قيام مقاتل بإطلاق صاروخ قال انه حراري استهدف طائرة حربية كانت تقصف خان العسل. وأطلق مقاتلو المعارضة على عملية الهجوم على البلدة بـ «معركة المُغِيرات صبحاً». وامتدت الاشتباكات العنيفة الى حي الراشدين في حلب.
وفي مدينة سراقب، غرب حلب، قُتل عدد المواطنين، بينهم ثلاثة أطفال على الاقل، في غارات شنتها طائرات حربية ومروحية على المدينة الواقعة في ريف إدلب التي تسيطر عليها المعارضة منذ سنة. وبلغ عدد الغارات 12 حتى الظهر. وتحدثت «الهيئة العامة للثورة السورية» عن «مجزرة».
وكان مقاتلون معارضون سيطروا على سرية الحانوت العسكرية في ريف درعا، جنوب البلاد. وأظهر فيديو مقاتلين يحتفلون بالاستيلاء على عدد من الدبابات التي قالوا إنها تخص الجيش النظامي.
في غضون ذلك، واصل مقاتلو «قوات حماية الشعب» التابعة لـ «مجلس شعب غرب كردستان» هجومهم على مناطق كان يسيطر عليها متشددون. وانتهت اشتباكات مع مقاتلي «جبهة النصرة» و «الدولة الإسلامية في العراق والشام» بقرى في الحسكة شرقاً، بسيطرة «وحدات حماية الشعب» على حاجز مطحنة الحوارات الموجود على مفترق طرق رئيسية. وقال زعيم «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم لـ «الحياة»، إن «قوات الحماية» بدأت عملياتها «دفاعا عن المناطق الكردية التي قام مقاتلون متشددون بالسيطرة عليها»، مشيراً إلى «توافر معلومات لدينا انهم كانوا بصدد تأسيس إمارة اسلامية في هذه المناطق». واستغرب إعلان أنقرة «قلقها» من هذه التطورات التي «يجب أن تؤدي إلى ارتياح تركي لأننا سنضبط الوضع على الحدود وستكون المناطق مستقرة «. وأشار إلى أن مسؤولين محليين يتواصلون مع الأتراك لتسهيل مرور مساعدات إنسانية. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن قوات الجيش النظامي استهدفت تجمعاً لمسلحين كانوا «يحاولون تهريب النفط الخام إلى تركيا عبر 15 صهريجاً».
سياسياً، عشية لقاء الهيئة السياسية لـ»الائتلاف الوطني السوري» في إسطنبول، قال رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا لـ «الحياة»، إنه تقصّد القيام بأول زيارة خارجية إلى السعودية «لما لها من موقف سياسي ثابت في دعم خيار الشعب السوري وثورته تجاه النظام الغاشم»، مشيراً إلى انه سيطلب خلال جولته الأوروبية المقبلة «الدعم العسكري الحقيقي، حتى تقف الثورة على قدميها لمواجهة نظام (الرئيس) بشار الأسد». وأشار إلى أن لجنة مشتركة ستجتمع قبل نهاية شهر رمضان الكريم لبحث موضوع تسلم «الائتلاف» سفارات سورية في دول الخليج. وقال: «هناك نية لإنشاء صندوق خليجي لدعم الائتلاف، والمبلغ المقترح لذلك هو 400 مليون دولار أميركي. وهذا سييسر أمور الائتلاف في موضوع الإغاثة في المناطق المحررة التي تشكل نصف سورية، ومخيمات اللاجئين».
وبعدما قال إن «التطرف بالنسبة إلينا خط أحمر، ولن نسمح به، وسنواجهه»، انتقد الجربا موقف حكومة نوري المالكي. وقال: «للأسف، العراق اليوم يعارض الثورة، ويدعم نظام الأسد، ونحن رصدنا حالات قتل لعناصر من الجيش الحر، أطلقت النيران عليهم من القوات العراقية».
وكان الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني قال للصحافيين إن الحديث عن مستقبل الأسد كزعيم لسورية أو «فترة توليه منصب ديكتاتور سورية والحاكم بيد حديدية قد انتهى. وبينما هناك تحولات في ساحة المعركة، فإن بشار الأسد في رأينا لن يحكم كل سورية مرة أخرى ولا نعتقد انه ينبغي أو أن لديه أي حق أو شرعية للقيام بذلك».
الحرب في سورية توسع الخلاف بين المرجعيات الدينية الشيعة في العراق وايران
النجف – رويترز
أدت الحرب الاهلية في سورية إلى اتساع الخلاف بين مراجع الدين الشيعة في العراق وايران الذين تباينت مواقفهم من مسألة ارسال اتباعهم (مقلديهم) للقتال في صفوف قوات الرئيس السوري بشار الاسد.
وتزايدت حدة المنافسة على زعامة المذهب الشيعي منذ اجتياح العراق والاطاحة بصدام حسين عام 2003 في تطور منح الاغلبية الشيعية نفوذاً أكبر عبر صناديق الانتخابات وأعاد لمدينة النجف العراقية المقدسة عند الشيعة مكانتها البارزة.
ففي مدينة قم الايرانية المقدسة أصدر بعض كبار رجال الدين الشيعة الذين يمثلون مرجعية “قم” فتاوى تحض اتباعهم على القتال في سورية حيث يشن مقاتلون من السنة حربا للاطاحة بالأسد الذي تنتمي طائفته العلوية للمذهب الشيعي.
ويقول قيادات المقاتلين الشيعة الذين يحاربون في سورية والمسؤولون عنتجنيد المقاتلين في العراق إن أعداد المتطوعين شهدت تزايداً ملحوظاً منذ صدور هذه الفتاوى.
واستعانت طهران أشد حلفاء الاسد في المنطقة دفاعا عنه بحلفاء آخرين من الشيعة في المنطقة مثل ميليشيا حزب الله اللبناني.
وأدى تدخل حزب الله المعلن في الحرب في وقت سابق من العام إلى تعميق الطابع المذهبي للصراع في سورية الذي بدأ كاحتجاجات سلمية على حكم عائلة الاسد المستمر منذ أربعة عقود كما حول دفة القتال لصالح الحكومة السورية.
وأحدثت الحرب السورية استقطابا بين السنة والشيعة في مختلف أنحاء الشرق الاوسط لكنها سلطتالضوء أيضا على انقسامات داخل كل من المذهبين الرئيسين فأبرزت الخلاف بين مرجعيتي النجف وقم الدينيتين وعقدت العلاقات فيما بين الشيعة في العراق.
ففي النجف رفض المرجع الديني الشيعي الاعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني الذي يأتمر بأمره معظم شيعة العراق وكثيرون غيرهم في مختلف أنحاء العالم إجازة المشاركة في حرب يراها سياسية وليست دينية.
ورغم موقفه فقد استجابت بعض الاحزاب والميليشيات الشيعية ذات النفوذ الكبير في العراق من مقلدي الزعيم الايراني الاعلى آية الله علي خامنئي للدعوة لحمل السلاح وأرسلت أتباعها إلى ساحة المعركة في سورية.
وقال أحد كبار رجال الدين الشيعة ووكيل أحد المراجع الاربعة الكبار في النجف “هؤلاء الذين ذهبوا للقتال في سورية هم عصاة.”
ويرجع أصل الخلاف إلى تباين جوهري في الرأي حول طبيعة سلطة رجال الدين ومداها.
إذ ترى مرجعية النجف أن دور رجل الدين في الامور العامة محدود بينما يعد رجل الدين في ايران الزعيم الأعلى ويملك سلطة روحية وسياسية مطلقة متمثلة في “ولاية الفقيه”.
وقال رجل دين شيعي رفيع المستوى على صلة بمرجعية النجف مشترطا عدم ذكر اسمه “التشنج بين المرجعيتين موجود منذ زمن طويل لكنه أثر هذه المرة على الموقف العراقي الرسمي من الأزمة السورية.”
وأضاف “لو كان للمرجعيتين موقف موحد (تجاه سورية) لشهدنا موقفا داعما من الحكومة (العراقية) للنظام السوري.”
وتقول الحكومة في بغداد إنها لا تنحاز لطرف في الحرب الاهلية لكن تدفق المسلحين العراقيين عبر الحدود إلى سورية يثير شبهات حول الموقف الرسمي.
ويقول رجال دين وساسة بارزون إن خامنئي ومقلديه (أتباعه) في العراق وايران يعتبرون أن سورية حلقة مهمة في “الهلال الشيعي” الممتد من طهران إلى بيروت عبر بغداد ودمشق.
وردا على سؤال طرحه أحد الاتباع على الانترنت عن شرعية القتال في سورية قال المرجع الديني الشيعي العراقي كاظم الحائري المقيم في ايران إن القتال في سورية “واجب شرعي” للدفاع عن الاسلام.
ويقول مقاتلون إن نحو 50 شيعيا عراقيا يتوجهون إلى دمشق كل أسبوع للقتال في صفوف القوات السورية أو لحماية مرقد السيدة زينب على أطراف العاصمة.
وقال مقاتل سابق في ميليشيا جيش المهدي يدعى علي وهو يحزم حقائبه استعدادا للسفر إلى سورية “أنا أتبع مرجعيتي. قال مرجعي الديني إن القتال في سورية واجب شرعي. ولا أعير اهتماما لما يقوله الاخرون.”
وأضاف “ليس من حق أحد أن يوقفني. فأنا أدافع عن ديني وعن مرقد السيدة زينب ابنة إمامي.”
وقال أحد كبار رجال الدين الشيعة وكيل أحد المراجع الأربعة الكبار في النجف إن حماية المراقد الشيعية في سورية استخدمته ايران كذريعة لدفع الشيعة للمشاركة في القتال.
وفي السنوات العشر التي انقضت منذ سقوط صدام نما نفوذ ايران وسعت إلى كسب موطيء قدم لها في النجف بصفة خاصة.
وقال مسؤولون محليون إن رجال دين ايرانيون إلى جانب منظمات غير حكومية وجمعيات خيرية ومؤسسات ثقافية فتحوا مكاتب في النجف أغلبها تمولها مرجعية قم مباشرة أو السفارة الايرانية في بغداد.
ويرفرف العلم الايراني فوق مبنى من طابقين في أحد الاحياء الراقية في النجف يضم مؤسسة الامام الخميني التي تعد من المؤسسات الايرانية العديدة التي تشارك في انشطةاجتماعية في العراق وتركز على الشباب وتساعدهم على الزواج وتصرف رواتب منتظمة للارامل واليتامي وطلبة المدارس الدينية.
ويقول بعض الساسة الشيعة المطلعين على مثل هذه الانشطة إن بعض المؤسسات توفر الدعم لرجال الدين الشبان وتمول رحلات مجانية لطلبة الجامعات لزيارة المراقد الشيعية في ايران بما في ذلك تنظيم زيارة رسمية لمكتب خامنئي في طهران.
وقال زعيم شيعي رفيع يعمل تحت اشراف خامنئي مشترطا عدم الكشف عن هويته “لنا مشروع ضخم في العراقيهدف لنشر مباديء ولاية الفقيه والشباب هم هدفنا.”
وأضاف “لا نتطلع لاقامة دولة اسلامية في العراق لكننا على الاقل نريد اقامة كيانات ثورية تكون على استعداد للقتال للدفاع عن المشروع الشيعي.”
كاميرون: الوضع في سورية وصل إلى طريق مسدود
لندن – يو بي أي
وصف رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، الوضع في سورية بأنه وصل إلى طريق مسدود، واعترف بوجود مشاكل مع جزء من المعارضة هناك جراء انتشار التطرف في صفوفها.
وقال كاميرون للقناة التلفزيونية الأولى بهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) اليوم الأحد، إن هذا الوضع “لا يبرّر رفع الجسر المتحرك ووضع رؤوسنا في الرمال وعدم اتخاذ أي شيء، وما يتوجب علينا القيام به هو العمل مع شركائنا الدوليين لمساعدة ملايين السوريين الراغبين باقامة دولة ديمقراطية حرة في بلادهم”.
واتهم النظام السوري بـ”اثارة المتطرفين لكي يُظهر للعالم بأن التطرف المروّع هو البديل”، مشيراً إلى أن النظام السوري “لا يريدنا أن نرى أن ملايين الناس في وسط سورية يريدون فرصة الديمقراطية والازدهار والنجاح”.
وجدد رئيس الوزراء البريطاني التأكيد على أن حكومته “لا تتدخل في سورية من خلال تزويد المعارضة بالأسلحة”، مضيفاً “ما يمكننا القيام به هو العمل مع شركائنا الدوليين لتقوية فصائل المعارضة التي تمثل فعلاً الشعب السوري”.
ورأى كاميرون أن الصورة الحالية في سورية “كئيبة وتسير في الاتجاه الخاطئ، وهناك مقدار كبير من التطرف بين أوساط بعض المتمردين، وسلوك مرعب من قبل النظام باستخدام الأسلحة الكيميائية ونقل المشاكل إلى دول الجوار، وملايين اللاجئين”.
وقال “نحن ندعم مؤتمر السلام حول سورية وعملنا بجد لعقده، لكننا بصراحة نحتاج للقيام بالمزيد للمساعدة في دعم أطراف المعارضة الداعية إلى اقامة سورية حرة ديمقراطية تعددية، ولهذا السبب نزودها بمعدات غير عسكرية وبالمساعدة التقنية والتدريب، ونعمل مع دول أخرى، بما فيها بلدان من المنطقة، لمساعدة الأطراف في المعارضة السورية الراغبة في اقامة سورية ديمقراطية”.
واضاف كاميرون أن النظام السوري “قد يبدو الآن أقوى مما كان عليه قبل أشهر، لكنه ما زال يصف الوضع في سورية بأنه مأزق”.
ونفى صحة التقارير بأن زوجته، سامانثا، تضغط عليه لاتخاذ موقف صارم رداً على الأزمة الإنسانية في سورية، بعد زيارتها لمخيم للاجئين السوريين في لبنان كمبعوثة خيرية مع منظمة (أنقذوا الأطفال) قبل نحو أربعة أشهر.
أكراد سوريون يطرحون مسودة لـ«دستور ادارة ذاتية»: حكومة لا تضم وزيراً للخارجية… وقامشلو عاصمة
لندن – ابراهيم حميدي
وضع عدد من الخبراء والمحامين الأكراد مسودة «دستور ادارة موقتة لغرب كردستان» للمناقشة بين الاحزاب الكردية والعربية من أجل التوصل الى صيغة تعرض على استفاء عام في مناطق ذات غالبية كردية في سورية. وتتضمن المسودة تشكيل «حكومة الادارة الذاتية الديموقراطية» تضم 21 «وزارة»، بينها الدفاع والمال والداخلية لكنها لا تشمل الخارجية. وتقترح «تحديد علم وشعار ونشيد مناطق الادارة الذاتية»، وان تكون قامشلو (القامشلي) في شمال شرقي البلاد «عاصمة مناطق الادارة الذاتية».
وقال زعيم «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» لـ»الحياة» ان المسودة مجرد افكار قدمتها مجموعة من الخبراء تشكلت قبل ثلاثة اشهر، وانها ستكون خاضعة للنقاش والتعديل ضمن مجموعة من الافكار الاخرى الموجودة. واشار الى ان لقاء عقد امس مع «هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي» تناول مقترحات الادارات المحلية. وقال ان أي صيغة لن تنجز الا بعد حصول توافق وطني عليها وان «أي ادارة مدنية موقتة تشكل ستكون عابرة امام الحل السياسي لسورية»، مشدداً على ان من المسلم به ان الاكراد «جزء من الشعب السوري» وان أي أفكار تقر في العقد الاجتماعي يمكن ان تكون جزءاً من النقاش على دستور سورية الجديد لاحقاً.
من جهته، اوضح الناطق باسم «مجلس شعب غرب كردستان» شيرزاد اليزيدي لـ «الحياة» ان الادارات الذاتية ستكون «نموذجاً للديموقراطية والتعايش في سورية وادارة شؤون المناطق ضمن تطوير الادارة المحلية في إطار لامركزية اتحادية».
وكانت مجموعة من الخبراء المقربين من «مجلس شعب غرب كردستان» انتهوا من مسودة لـ «عقد اجتماعي جديد». وبحسب المسودة يعتبر هذا «الدستور ساري المفعول في مناطق غرب كردستان ولا يجوز تعديله في المرحلة الانتقالية»، معتبراً ان «سورية دولة مستقلة ذات سيادة تامة عاصمتها دمشق، نظامها ديموقراطي برلماني تعددي واتحادي. وغرب كردستان مناطق الادارة الذاتية جزء لا يتجزأ من سورية جغرافياً وادارياً، ومدينة قامشلو عاصمة مناطق الادارة الذاتية الديموقراطية». واقترحت المسودة ان تكون «اللغة الكردية و(اللغة) العربية، لغتين رسميتين في مناطق الادارة الذاتية مع ضمان التعليم لابناء المكونات الاخرى للتعليم بلغتهم الام».
كما نصت المسودة على تشكيل «وحدات الحماية الذاتية باسم وحدات حماية الشعب، على ان تحدد مهمتها في حماية الحدود الدولية لسورية ومحاربة الإرهاب ضمن مناطقها وتحدد نسبتها وحجمها وعلاقتها بالقوات المركزية بقانون وتخضع لإدارة مدنية» مع ضمان «حرية الدين والمعتقد» لكل السوريين.
وتحت بند «الجهاز التشريعي» (البرلمان) جاء في المسودة انه «اعلى» سلطة في مناطق «الإدارة الذاتية وهو منتخب من قبل الشعب بالاقتراع السري والمباشر» لأربع سنوات، على ان يمثل نائب كل 20 الف عضو شرط ان يكون المرشح «مواطناً سورياً وان يكون مقيماً في مناطق الادارة الذاتية مدة لا تقل عن خمس سنوات وان يتجاوز عمره 25 سنة». ونصت المسودة على الا يكون المرشح «منتسباً للأجهزة القمعية السابقة أو ممن أسهم في اضطهاد المواطنين».
وبين المهمات المقترحة لـ»البرلمان» منح الثقة للحكومة او احد اعضائها وسحبها و»إعلان حالة الحرب والطوارئ وإنهائها بقانون» وانتخاب رئيس المحكمة الدستورية السبعة.
وجاء في المسودة ايضاً أسس تشكيل «المفوضية العليا للانتخابات» باعتبارها «لجنة مستقلة مختصة تقوم بتنظيم المستوجبات القانونية لتسيير الشؤون العامة للانتخابات وهي عبارة عن عدد من الاعضاء في كل منطقة من مناطق الادارة الذاتية» على ان تضم 51 عضواً بينهم ستة من اعضاء «الهيئة الكردية العليا». واقترحت المسودة ان تجرى الانتخابات البرلمانية بـ»اشراف قضائي كردستاني وممثلي مؤسسات المجتمع المدني ومراقبة من ممثلي الامم المتحدة اذا امكن ذلك».
وتحت عنوان «الجهاز التنفيذي – الحكومة» نصت المسودة على ان الحكومة هي «الجهاز الاداري والتنفيذي الاعلى في غرب كردستان ومسؤولة امام البرلمان» وانها تقوم بـ «تنسيق العمل فيما بين مؤسسات الادارة الذاتية ومسؤوليتها تضامنية»، بحيث «تتألف الحكومة من رئيس او رئيسة وواحداً وعشرين عضواً منتخباً من البرلمان بغالبية الاصوات» على ان تستمر فترة عملها اربع سنوات.
وذكرت المسودة وزارات «حكومة الادارة الذاتية الديمقراطية في كردستان سورية»، وضمت حقائب الداخلية والمال والعدل والدفاع والادارة المحلية والزراعة والصناعة وزارة شؤون عوائل الشهداء. ولم تتضمن القائمة «وزيراً للخارجية».
كما تضمنت المسودة مقترحات لتشكيل «الجهاز القضائي» بحيث يكون «مستقلاً لا سلطان عليه سوى القانون» مع ذكر لتفاصيل آلية عملية «محاكم الشعب» و»المحكمة الدستورية العليا» التي تضم 55 عضواً.
واشارت المسودة الى ان العمل بهذا «العقد» يجري خلال «المرحلة الانتقالية لمناطق الادارة الذاتية ولا يجوز تعديله إلا بطلب مقدم من خمسين عضواً من المجلس الدائم إلى ديوان البرلمان ورئاسة الحكومة، على ان يتم التعديل بموافقة ثلثي أعضاء البرلمان» وان العقد سيعرض على «استفاء عام بعد المصادقة عليه من الهيئة الكردية العليا» وانه لا يجوز لـ «رئيس الحكومة ونوابه» واعضاء المحكمة الدستورية حمل جنسية اخرى. وزادت: «تجرى الانتخابات لتشكيل أول برلمان في ظل هذا العقد بعد نفاد ستين يوما من تاريخ إقراره بالاستفتاء العام».
ويأمل معدو المسودة تشكيل ادارات موقتة خلال ثلاثة او اربعة اشهر وان تجرى الانتخابات خلال ستين يوماً. وأوضح مسؤول كردي لـ «الحياة» امس ان المسودة ستطرح للنقاش بين الاحزاب الكردية والقوى العربية والعشائرية للوصول الى صيغة نهائية للمسودة، مستبعداً حصول نقاش مع «الائتلاف الوطني السوري» المعارض.
وكان مسلم قال لـ»الحياة» ان الحزب طرح المشروع في 2007 وبحثه مع «هيئة التنسيق» ونص على اقامة ادارات محلية ذاتية لتقديم خدمات للمواطنين لادارة شؤون البلاد الى حين استقرار البلد «ضمن الوحدة السياسية السورية». وقلل من اهمية معلومات ترددت عن تشكيل «حكومة موقتة» وتداول اسماء لحقائب وزارية فيها.
في المقابل، رفض الناطق باسم «هيئة التنسيق» رجاء الناصر أي دعوات لـ «تقسيم سورية». ونقلت «سكاي نيوز – عربية» عنه رفضه «رفضاً قاطعاً اي مس بوحدة سورية أرضاً وشعباً من أي جهة كانت». وابلغ «الاتحاد الديموقراطي» في رسالة «هيئة التنسيق» ان الادارة المزمع تشكليها «لن تكون على شكل حكومة رسمية أو دولة، بل عبارة عن إدارة ديموقراطية منتخبة نابعة من صلب المجتمع وتمثل جميع مكوناته».
الجربا لـ«الحياة»: التطرف خطّ أحمر.. واقتراح بصندوق خليجي يدعم الإغاثة في المناطق المحررة
جدة – أحمد غلاب
قال رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا: «إن الائتلاف قرر أن تكون زياراته الرسمية الأولى للسعودية، لما لها من موقف سياسي ثابت في دعم خيار الشعب السوري وثورته تجاه النظام الغاشم في سورية»، مشيراً إلى وجود زيارة قريبة للائتلاف إلى فرنسا، «لطلب الدعم العسكري الحقيقي، حتى تقف الثورة على قدميها لمواجهة نظام بشار الأسد».
وأكد في تصريحات إلى «الحياة» قبل مغادرته السعودية أمس، أن موقف المملكة ثابت لا غبار عليه تجاه الأزمة السورية، وأن «السعودية لها أثر كبير في وجدان الشعب السوري»، مضيفاً: «التقينا بولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز أول من أمس، وتحدثنا معه بكل شفافية حول الأزمة السورية، والدور المنوط بالمملكة والموقف السياسي الحاصل، وأكدنا أن الوضع بسورية في حال تأزم أكثر، وأن قواعد المعركة تغيرت في شكل كبير، خصوصاً بعد مشاركة الأدوات الإيرانية في القتال مثل حزب الله وغيرها».
وتابع: «لمسنا من الأمير سلمان كل الدعم، والتأكيد على موقف السعودية بدعم الثورة وخيار الشعب السوري ضد النظام السوري الظالم».
وحول إن كان الائتلاف السوري المعارض طرح مطالبة بتسلم السفارة السورية في المملكة له، قال: «لم نتحدث عن هذا حالياً، ولكن هناك لجنة، نشارك بها، ستجتمع قبل نهاية شهر رمضان الجاري، وستبحث ذلك، ونأمل بأن نتسلم السفارات في البلدان الخليجية الأخرى، باستثناء قطر التي اتخذت خطوة بتسليم السفارة، ولا سيما أننا بحاجة إلى جوازات تصدرها المعارضة السورية في الوقت الذي نعاني فيه من صعوبات بالجوازات الحالية».
وفي شأن إيجاد دعم خليجي للائتلاف، أكد أنهم تلقوا وعوداً من «المملكة وقطر والإمارات بدعم موازنة الائتلاف، والكويت أيضاً عليها دور في دعم وإغاثة الشعب السوري، خصوصاً أن الشعب السوري يعاني أكبر كارثة إنسانية في الوقت المعاصر».
وأضاف: «هناك نية لإنشاء صندوق خليجي، لدعم الائتلاف، والمبلغ المقترح لذلك هو 400 مليون دولار، وهذا سييسر أمور الائتلاف في موضوع الإغاثة في المناطق المحررة التي تعتبر مناطق نصف سورية، وكذلك مخيمات اللاجئين».
واعتبر أن الائتلاف السوري وضع حالياً على الطريق الصحيح، «الائتلاف الآن أصبح في الاتجاه الصحيح، بعد مشاركة أطياف المعارضة فيه، وأعتقد أن الأمور يجب أن تكون حول الدعم العربي والإقليمي، للاتجاه الصحيح حول خدمة الثورة السورية، وستكون الأمور من أحسن إلى أحسن».
وإن كانت سورية ستتحول إلى بلاد تضم جماعات متطرفة بعد رحيل نظام الأسد، قال: «التطرف بالنسبة إلينا خط أحمر، لن نسمح به، وسنواجهه، والشعب السوري تشرّب الوسطية من فجر الدنيا في فهم الإسلام والمسيحية، ولن نسمح لأي جماعة أن تغير تاريخنا، أو تقضي على ثقافتنا، التي بنيت بعرق الأجداد والآباء، ومن اللحظة الأولى للثورة، صوّب الأسد سلاحه إلى الشعب، وقال إنها ثورة متطرفين، وهناك متطرفون يشاركون بضرب العيش الواحد، مدعومين من عصابة الأسد، وسنواجه ذلك، ولن نسمح بسرقة ثورتنا، وهناك حالة قليلة متطرفة، أوجدها فجور نظام بشار الأسد، ولدينا خطة استراتيجية، لمعالجة هذا الموقف».
وانتقد رئيس الائتلاف السوري موقف حكومة العراق تجاه الثورة في بلاده، وقال: «للأسف، العراق اليوم يعارض الثورة، ويدعم نظام الأسد، ونحن رصدنا حالات قتل لعناصر من الجيش الحر، أطلقت النيران عليهم من القوات العراقية، ونطالب الحكومة العراقية الحالية بأن يتذكروا أن سورية كانت أبوابها مفتوحة لهم في وقت سابق، وأنه ليس من اللائق أن تعاملنا الحكومة العراقية هكذا، مع العلم أن الشعب العراقي أصيل، ولا يمثله توجهها».
رئيس الإئتلاف الوطني احمد الجربا يلقي كلمة أمام مجلس الأمن الجمعة المقبلة
قادة من المعارضة السورية يزورون واشنطن قريباً
بهية مارديني
يزور رئيس الإئتلاف السوري المعارض احمد الجربا ورئيس قيادة الأركان اللواء سليم إدريس نيويورك الجمعة المقبلة لعقد اجتماع مع اعضاء مجلس الأمن حول الأوضاع في سوريا، ويتوقع أن يلقي الجربا كلمة أمام المجلس.
علمت “ايلاف” أن رئيس الائتلاف السوري المعارض، أحمد عوينان الجربا، ورئيس قيادة الاركان العامة، اللواء سليم ادريس، يزوران نيويورك الجمعة القادمة لعقد اجتماع مع أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر، وذلك لبحث الأوضاع في سوريا وملف تسليح الجيش الحر ومؤتمر جنيف 2 القادم، وذلك بعد جولة قادت رئيس الائتلاف الوطني الى السعودية ومصر ولاحقا فرنسا.
ومن المنتظر أن يلقي الجربا كلمة أمام أعضاء مجلس الأمن بالاضافة الى عقد لقاءات مع بعض المسؤولين وممثلي دولهم في مجلس الأمن على هامش الاجتماع، إلا أن الجربا وادريس وبسبب التزامات سابقة لن يزوران واشنطن على أن يعودا في زيارة رسمية في النصف الأول من الشهر القادم، ويجري التحضير لها منذ الآن .
وقال لؤي المقداد الناطق السياسي والاعلامي للجيش السوري الحر والمتواجد في واشنطن حاليا في تصريحات لـ”إيلاف”: “أنه لمس ايجابية كبيرة للزيارة القادمة لرئيسي الائتلاف والاركان الى الولايات المتحدة الأميركية” .
وأشار الى أنه “أجرى عدة اجتماعات مع مسؤولين اميركيين، وناقشوا ملف تسليح الجيش الحر، وبحثوا وضع الارض داخل سوريا خصوصا بعد بعض الاعمال المتطرفة التي أفضت الى مقتل مسؤول في الجيش الحر”. في اشارة الى مقتل القيادي في الجيش الحر كمال حمامي الملقب بابو بصير .
وأكد المقداد انها ستكون أول زيارة رسمية لقيادة الاركان والائتلاف الى واشنطن.
ولفت الى “الزيارة المشتركة التي يقوم بها الجربا وادريس الى باريس بعد زيارة رئيس الائتلاف الى مصر”، وقال انهما سينتقلان الى نيويورك للمشاركة في اجتماع مجلس الأمن ضمن اطارات تحركات مكثفة نحو حل عاجل في ظل تفاقم الاوضاع الانسانية وتنكيل النظام السوري بالمناطق المحاصرة واستخدام النظام للسلاح الكيماوي .
وكان بشار الجعفري، مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة قال ان “الشعب السوري يحتاج إلى الوقف الفوري للعنف في جميع أنحاء البلاد، والانخراط الكامل للمعارضة في العملية السلمية، وإعلانها عن استعدادها لحضور مؤتمر جنيف2 بناء على التفاهمات الأميركية الروسية الأممية”.
وتواردت أنباء عن امكانية عقد جنيف -2 على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة المزمع عقده في أيلول القادم.
ما بين حكومة انتقالية وهيئة تنفيذية
أحمد طعمة الخضر رئيسًا للحكومة الموقتة إن لم يضغط الغرب على الائتلاف السوري
بهية مارديني
يناقش الائتلاف السوري المعارض قريبًا شكل الحكومة الانتقالية ورئيسها، وتحتدم النقاشات بين ثلاثة محاور، لكن أحمد طعمة الخضر الأوفر حظًا لرئاستها.
لندن: اشتعلت النقاشات من جديد بعد تشكيل الائتلاف الوطني المعارض والتوسعة الجديدة في صفوفه، على خلفية ملف إعلان الحكومة الانتقالية أو اختيار بديل عنها، وذلك بعد دخول كتلتين وازنتين إلى الائتلاف، وهما الكتلة الديمقراطية المؤلفة من 21 عضوًا، وكتلة الجيش الحر المؤلفة من 15 عضوًا.
وفي الاجتماع الأخير الذي أفضى الى انتخاب رئيس للائتلاف وقيادة جديدة، استطاعت الكتل حسم النتيجة باعفاء رئيس الحكومة السابق غسان هيتو من مهامه، مقابل تأجيل موضوع الحكومة إلى جلسة الائتلاف القادمة أواخر رمضان المبارك أو بعده، على أن تطرح عدة شخصيات لرئاسة الحكومة الجديدة، فتعرض برامجها ويتم تدارسها لترأس إحداها الحكومة.
مقبول من الجميع
غير أن مصادر مقربة من الائتلاف ترى أن المواقف داخل الائتلاف مختلفة تمامًا، فهي ثلاثة أولها موقف الكتلة المقربة من السعودية ومرشحها المفضل الدكتور أحمد طعمة الخضر، وجرى اختياره اثناء زيارة قيادة المجلس الوطني إلى جدة للتفاهم على التحالفات الجديدة، قبل توسعة الائتلاف.
وحاز طعمة قبول الاخوان المسلمين كونه اسلامياً، وحاز قبولًا من اعلان دمشق كونه عضواً فيه، ورضي به الفريق المقرب من السعودية كونه معتقلاً سابقاً مقبولاً داخل سوريا، اضافة إلى ميزته أنه مسالم وغير اشكالي وغير منحاز.
وطعمة الخضر من منطقة دير الزور، وهو طبيب اسنان، اعتقل على خلفية إلقائه كلمة في تشييع الشيخ محمد مرشد الخزنوي. وهو من اعلان دمشق، وينتمي الى كتلة الشيخ احمد الجربا، التي اصبحت اغلبية في الائتلاف.
وهي على ما يبدو ستمضي في موضوعين متتاليين، وهما فرض الحكومة وفرض احمد طعمة رئيسًا لها. وفي حال نجح الموضوع، سيكون وزير الزراعة السابق اسعد مصطفى نائبًا لرئيس الوزراء، وربما غسان هيتو نائباً ثانيًا للاستفادة من الجهد الذي بذله في الاعداد للحكومة سابقًا، إضافة إلى حكومة مصغرة مكونة من عشرة اشخاص يغلب عليها الطابع السياسي والخدمي.
من دون ضغوط
وتشير المصادر إلى موقف الكتلة الثانية، ويمثلها مصطفى الصباغ وعماد رشيد والقسم الخاسر من اعلان دمشق، أي جورج صبرا وعبد الاحد اصطفيو وسمير نشار. واصبح مرشح هذه الكتلة رئيس الوزراء السوري السابق في حكومة النظام رياض حجاب، مع أنها نفس الكتلة التي كانت تدعم ترشيح غسان هيتو سابقًا.
لكن المصادر ترى أن لا حظوظ قوية لنجاح حجاب، كما لا يبدو أنه متحمس ايضًا، الامر الذي ربما يجعله لا يترشح أبدًا، لتبحث هذه الكتلة عن مرشح جديد. لكن هذه الكتلة مع تشكيل الوزارة ايضًا، وفيما لو جاء مرشح جديد من هذه الكتلة ستكون الوزارة كلها من التكنوقراط، وبعيدة عن السياسيين.
وهناك كتلة ثالثة من الليبراليين والعلمانيين والاقليات بزعامة ميشال كيلو، وهي في الواقع شخصيات موجودة ضمن الكتل السابقة او مجموعات صغيرة داخل الائتلاف ومن مستقلين ممن ليسوا في الكتل، وربما تمثل آراء الدول الغربية التي لا تريد حكومة بل هيئة او سلطة تنفيذية لها مهام وزارية، وهذا مفهوم دوليًا لأن هذا الشكل لا يحمّل الدول الغربية اعباءً كما الوزارة التي يكون لها وجود قانوني واعتباري.
وبدأ كيلو يتحرك في هذا الاطار ويروج في تصريحاته الاعلامية للهيئة التنفيذية لا للحكومة، الامر الذي لم يعجب الكتلتين السابقتين، واعتبروه خروجًا على النظام الداخلي للائتلاف وعلى التوافق.
وفي قراءة سريعة للأسماء في الائتلاف، نجد أن لا حظ لمرشح الكتلة الثانية رغم دعم الكتلة لفكرة الحكومة. ونجد أن فكرة الحكومة تحظى بأغلبية اصوات الائتلاف اذا ترك القرار من دون ضغوط غربية على أعضائه وقادته، وسيمرّ طعمة الخضر كرئيس للحكومة بسهولة من الباب العريض.
تقارير وصفته بالمدينة الأكثر حزناً في العالم
بالصور… طبيعة الحياة المأساوية للاجئي مخيم الزعتري
أشرف أبو جلالة
يعيش اللاجئون السوريون في مخيم الزعتري، ظروفًا معيشية مأساوية، حيث باتت هذه الرقعة من الأردن توصف بـ”المدينة” الأكثر حزناً في العالم. ويصل المخيم يوميًا حوالي 6000 لاجئ، ويحاول سكانه رغم سوء حالهم بث أجواء المرح فيه.
القاهرة : ربما لم تعد تعبر الكلمات أو العبارات عن حقيقة الواقع الصعب الذي يعيشه ما يقرب من 160 ألف لاجئ سوري في مخيم الزعتري في الأردن. وللوقوف على طبيعة الحياة هناك، ونقل تفاصيل المعاناة اليومية التي يعيشها سكان المخيم على نحو أكثر دقة، أفردت صحيفة الدايلي ميل البريطانية تقريراً مصوراً يكشف الكثير من التفاصيل التي ربما تذاع للمرة الاولى بخصوص هذا المخيم، الذي وصفته بـ “المدينة” الأكثر حزناً وكآبةً في العالم، والتي باتت أكبر خامس المدن التابعة للمملكة الأردنية.
وقالت الصحيفة إن 6000 شخص يصلون المخيم المترامي الأطراف يومياً. ورغم الأجواء الكئيبة التي تهيمن على المخيم المزدحم الذي تبلغ مساحته 2.8 ميل مربع، إلا أن السكان المحبطين والمسؤولين يحاولون بث بعض من أجواء المرح هناك.
وأشارت الصحيفة إلى أن شارع المخيم الرئيسي يضم الكثير من المحلات، المطاعم، بائعي الأطعمة، البالغ عددهم 3000، ويعرف هناك بين السكان باسم “الشانزلزيه”.
وتضم أحياء المخيم، البالغ عددها 12، خدمة سيارات الأجرة، مدارس، ملاعب كرة قدم ومستشفيات. وتبذل جهود مستمرة للسيطرة على أي أعمال شغب أو عنف تنشب هناك، وبدأ السكان يتصالحون مع بعضهم البعض تحسباً لأن تطول مدة إقامتهم في المخيم.
وعبَّر بعض المقيمين في المخيم، الذي يبعد حوالي 8 أميال عن الحدود السورية، عن إحباطهم عند مقابلة وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، خلال زيارته لهم يوم الخميس الماضي، نظراً لشعورهم بتخلي الولايات المتحدة عنهم وعدم توفيرها الحماية لهم.
وأخبرهم كيري بأن واشنطن تنظر العديد من الخيارات، بما في ذلك فرض مناطق عازلة لحمايتهم، بيد أن الموقف يبدو معقداً ويبدو أن أميركا منهكة بعد حربيها بالعراق وأفغانستان.
يذكر أن أكثر من 1.7 مليون لاجئ سوري لاذوا بالفرار من بلادهم واتجهوا صوب بلدان قريبة للهرب من أعمال القتال التي بدأت في صورة تظاهرات ضد الحكومة في آذار (مارس) عام 2011 وتدهورت الأحوال إلى أن تحولت تلك التظاهرات إلى حرب أهلية ذات بعد طائفي متزايد. وبسؤال أحد المسؤولين بالمخيم عن المدة التي سيبقى فيها المخيم مفتوحاً أمام السوريين، رد قائلاً: “3 أيام .. 30 عاماً .. من يعلم؟”.
توقعات بأن يستولي جيش النظام على أغلب معاقل الثوار قبل نهاية العام
تقييمات للناتو تؤكد أن اليد الطولى في سوريا للأسد وحلفائه
أشرف أبو جلالة
أكد مسؤولون من حلف الناتو أن الرئيس السوري بشار الأسد وروسيا وإيران يحظون الآن باليد الطولى في سوريا، وأن قوات بشار نجحت في القضاء على أي تهديدات قصيرة أو متوسطة المدى من تلك الثورة السنية المشتعلة في البلاد منذ شهر نيسان (أبريل) عام 2011.
القاهرة : توصل الناتو، بالتعاون والتشاور مع وكالات وأجهزة استخبارات غربية، إلى أن جهود الثوار السنة ضد بشار الأسد، قد باءت بالفشل على مدار الأشهر الثلاثة الماضية. وقال المسؤولون إن جيش الأسد، مدعوماً من قبل إيران وروسيا، سيستولي على كبرى معاقل الثوار باستثناء الجزء الشمالي من البلاد بحلول نهاية العام الحالي.
وقال الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة :” يبدو أن المد قد تحول حالياً ليصب في صالح الرئيس الأسد”. وأشار مسؤولون إلى أن هذا التقييم أدى إلى اتخاذ قرار من جانب عدد من الدول الأعضاء بحلف شمال الأطلسي بوقف شحنات الأسلحة المميتة إلى الثوار السنة. ومن تلك الدول بريطانيا، فرنسا وأميركا.
وأضاف أحد المسؤولين ” تشهد الحملة التي يقودها الثوار حالة كبيرة من التدهور منذ نيسان (أبريل) الماضي، وليس واضحاً الآن من يحارب الأسد ومن يحصل على مقابل”.
وأظهر تقييم الناتو أن معظم السوريين الذين يشاركون في الثورة المسلحة ضد بشار وقواته، وكذلك هؤلاء المنتمين للجيش السوري الحر، لم يعودوا يقاتلون نظام الأسد.
وتبين أن المقاتلين الأجانب هم من يواصلون المعركة، وأن معظمهم من المنتمين للقاعدة. وفي منتصف الشهر الجاري، ألمحت بريطانيا وفرنسا إلى اعتراضهما على منح أي شحنات أسلحة للثوار السوريين، لتخوفهما من أن تصل في النهاية لعناصر القاعدة.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس:”هناك بعض الشروط التي يجب تلبيتها قبل أن يتم إرسال الأسلحة في الأخير. وإلى الآن لم تغيّر فرنسا موقفها. ونحن لم نقم حتى اللحظة بتقديم أي أسلحة مميتة، رغم امتلاكنا القدرة على القيام بذلك”.
“ذو الفقار” ميليشيا حزب الله الجديدة لحماية الأضرحة الشيعية بدمشق
في تأكيد جديد لدوره في الصراع المشتعل في سوريا
أشرف أبو جلالة
انشأ حزب الله الذي يقاتل إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا، ميليشيا شيعية جديدة مهمتها حماية الأضرحة الشيعية في دمشق وخاصة ضريح السيدة زينب، وأطلق على هذه الميليشيا اسم “كتيبة ذو الفقار”.
القاهرة: في تأكيد جديد على حقيقة الدور الذي يلعبه حزب الله في الصراع المشتعل بسوريا، قام الحزب مؤخراً بإنشاء ميليشيا شيعية أخرى من أجل مساندة نظام الرئيس بشار الأسد.
واستعان الحزب بشيعة سوريين من أجل تشكيل ميليشيا، أُطلِق عليها “كتيبة ذو الفقار”، وتم الإعلان قبل أيام عن أنها ستكون منوطة بحماية الأضرحة الشيعية في دمشق.
وقالت الكتيبة في بيان لها بهذا الخصوص: “تم تكليفنا بحماية الأضرحة الدينية، خاصة ضريح السيدة زينب”. وباتت بذلك تلك الكتيبة هي ثاني ميليشيا شيعية يقوم بتكوينها حزب الله في سوريا. وسبق للحزب أن قام مطلع العام الجاري بتشكيل كتيبة أخرى باسم “أبو الفضل العباس” التي لعبت دوراً كبيراً في معركة مدينة القصير.
وقالت مصادر من المعارضة السورية إن كتيبة “ذو الفقار” مشتقة من كتيبة “أبو الفضل العباس”. ويتضح من صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك أن كثير من الصور التي تخص “ذو الفقار” مأخوذة بالفعل من “أبو الفضل العباس”. بالإضافة إلى تشارك كلا الجماعتين المسلحتين في نفس الشعار الذين يعلنان به عن نفسيهما.
ونقلت صحيفة وورلد تريبيون الأميركية عن مصدر قوله :” نحن نعلم أن تلك الكتائب هي واجهات لحزب الله، وتستعين بنفس المقاتلين الأجانب، وأن معظمهم من العراق”.
وأشارت المصادر إلى أن مقاتلي “ذو الفقار” قادمون من جماعات مسلحة ترعاها إيران مثل كتائب حزب الله والميليشيا الموالية لرجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر.
وأضافت المصادر أن الشيعة العراقيين، الذين يعتقد أن كثيرين منهم تم تدريبهم في إيران، ربما وصلوا إلى العراق عام 2012. وفي بيانها، قالت كتيبة “ذو الفقار” إن لها قائدين هما أبو شهد وأبو هاجر، الذين قيلا إنهما قادة بكتيبة “أبو الفضل العباس”.
«الحر» يسيطر على خان العسل في حلب.. وقصف جوي على سراقب في إدلب
«الجيش الوطني» الموالي يختطف عشرات المدنيين في القابون
لندن: «الشرق الأوسط»
قال ناشطو الثورة السورية إن 15 من جنود الجيش النظامي قتلوا في اشتباكات مع مقاتلي الجيش السوري الحر في محافظة حلب (شمال)، كما أسقط الثوار طائرة مقاتلة لقوات النظام قرب بلدة خان العسل في المدينة ذاتها، في حين تواصلت المعارك على عدة جبهات في مناطق متفرقة.
وفي تطور هو الأبرز في سياق المعارك الجارية في حلب، قال ناشطون إن «الجيش الحر تمكن من السيطرة على بلدة خان العسل آخر معقل لقوات النظام في ريف حلب الغربي، بعد معارك شديدة ابتدأت، ليلة أول من أمس، من الحارة الجنوبية والشمالية وجمعية الصحافيين، وذلك في عملية منسقة بين كل الفرق المقاتلة مع غرفة عمليات خان العسل»، كما تمكن مقاتلو الجيش الحر من إصابة طائرة حربية فوق خان العسل، سقطت في منطقة الراشدين الجنوبية.
وتعد خان العسل آخر معاقل قوات النظام في ريف حلب الغربي، وسقوطها بيد الجيش الحر والكتائب المقاتلة سيفتح الطريق نحو منطقة الحمدانية في حلب ومحاصرة المناطق الغربية من مدينة حلب التي لا تزال تحت سيطرة قوات النظام. إلا أن ذلك لن يكون بالأمر الميسر أو السريع، بل إن معارك طويلة ستخاض هنا، بحسب الناشطين.
على الرغم من مرور شهر كامل على حصار القابون في دمشق، فإن الجيش النظامي لم يستطع حتى الآن من دخول الحي، على الرغم من محاصرته من الجهة الشمالية، عند مقر المخابرات الجوية، بعشرات الدبابات، ومن جهته الجنوبية، عند الشركة العربية السورية للصناعات الإلكترونية (سيرونيكس) بمئات الجنود.
وسجل أمس تطور لافت في الحي، إذ قام عناصر ما يسمى بـ«الجيش الوطني»، وهي ميليشيات موالية لنظام الرئيس بشار الأسد، باختطاف عشرات المدنيين من منطقة أبو جرش، وهي منطقة بعيدة عن العمليات العسكرية في القابون، للضغط على الجيش السوري الحر لتسليمهم جثث قتلى الجيش النظامي.
وعلى مقربة من القابون، استهدف لواء «درع الشام» فرع المخابرات الجوية في ساحة العباسيين بقذائف هاون، معلنا تحقيق إصابات مباشرة في الهدف. هذا ولا تزال الاشتباكات في الأحياء الجنوبية للعاصمة السورية بين الجيشين النظامي والحر، خصوصا في حي السيدة زينب ومشارف مخيم اليرموك، وذلك بالتزامن مع قصف تعرضت له حجيرة البلد من اللواء 58 المترمز على جبال صهيا.
وفي دوما بريف دمشق، استشهد مسعف، إثر سقوط قذيفة هاون على المكان الذي وجد فيه الطاقم الطبي خلال عمليات إجلاء الجرحى. وقالت الناشطة الميدانية سما مسعود لـ« الشرق الأوسط» إن «مدن داريا ومعضمية الشام وأطراف مخيم خان الشيح تعرضت للقصف مع اشتباكات على الجبهة الغربية لمدينة داريا مستمرة من 10 أشهر دون توقف».
ووفقا لمسعود، يعاني العاملون في المجال الإغاثي في معضمية الشام صعوبة بالغة في تأمين المتطلبات الحياتية اليومية لنحو 50 ألف عائلة، وما يزيد على ألف جريح، إذ يتم منع قوات الأمم المتحدة من دخول المدينة ويتم تحويل وجهتها إلى الأحياء الموالية للنظام الأسد.
أما في محافظة إدلب، قتل أكثر من 10 أشخاص أمس نتيجة قصف من الطيران الحربي على بلدة سراقب، وقال ناشطون إن «15 شخصا بينهم نساء وأطفال قضوا، وأصيب آخرون بجروح، نتيجة قصف من طائرات حربية على وسط بلدة سراقب بريف إدلب»، مضيفين أن «قصفا مدفعيا وجويا تواصل على سراقب منذ يومين، مما أدى لتهدم منازل، ونشوب حرائق كبيرة في أراض زراعية».
بدورها، نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا)، عن مصدر عسكري قوله إنه «تم إيقاع أعداد من الإرهابيين قتلى ومصابين في قرى وبلدات البارة وشنان وفريكة وكفرروما ومعرة النعمان ونحلة بريف أريحا، وتدمير أسلحة وذخيرة متنوعة كانت بحوزتهم».
ولاء عشائر سوريا موزع بين «الجيش الحر» والإسلاميين والنظام
ناشطون يستبعدون تحولها إلى «صحوات» ضد القاعدة
بيروت: «الشرق الأوسط»
مع اشتداد المعارك القتالية في المنطقة الشرقية من سوريا، وهي محافظات دير الزور والحسكة والرقة، بين كتائب «الجيش السوري الحر» وتنظيم «دولة العراق والشام الإسلامية» و«جبهة النصرة» وقوات نظام بشار الأسد تتجه الأنظار نحو العشائر العربية الكبرى وإمكانية تصادمها مع المجموعات المتشددة على غرار ما حصل في العراق عبر ما سمي آنذاك بـ«جيش الصحوات». غير أن مصادر عشائرية معارضة ترى أن عددا من كبريات العشائر العربية يعيش حالة تخبط، وبعضها لم يحسم موقفه بعد لناحية مساندة طرف على حساب آخر. وفي حين ينخرط بعض أبنائها ضمن الكتائب الإسلامية المتشددة، يحرص آخرون على القتال إلى جانب «الجيش الحر» في حين بقي قسم ثالث على ولائه للنظام ويحارب داخل ما يسمى بـ«جيش الدفاع الوطني».
المعارض دحام السطام، المتحدر من عشيرة الجبور، أشار لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «العشائر العربية في منطقة الجزيرة وكذلك في بقية المناطق السورية لا يمكن أن تقبل بالقوى الإسلامية التي تحمل مشروعا متشددا يفرض على السوريين أفكارا غريبة عنهم»، منوها بـ«وسطية العشائر وابتعادها عن التطرف الديني والمذهبي».
وأوضح السطام أن «وجود عدد من المغيبين بوعيهم عن معطيات الواقع في صفوف جبهة (النصرة) أو (دولة العراق والشام الإسلامية) لا يعني أن العشائر تنحاز إلى هذه القوى المتشددة»، لافتا إلى أن «منطقة الجزيرة (الواقعة بين نهري الفرات ودجلة)، حيث معقل القوى العشائرية، باتت حقلا خصبا لاجتذاب عناصر متطرفة بسبب التعقيدات السياسية التي وصل إليها الوضع السوري». وينفي السطام وجود «أي محاولات لتحويل العشائر إلى ما يشبه جيش (الصحوات) في العراق، مؤكدا أن (القوى العشائرية) تتواصل مع جميع الأطراف حتى المتشددة منها للوصول إلى نقاط مشتركة».
ويتفق ميرال أمادوا، عضو لجان التنسيق المحلية في محافظة الحسكة، مع السطام حول استبعاد احتمال تحول العشائر في سوريا إلى جيش «صحوات» على غرار التجربة العراقية في الوقت الراهن، مشيرا لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «التجربة العراقية كانت مدعومة من الأميركيين ولها أهداف محددة، في حين أن الوضع يختلف في سوريا لا سيما وأن القوى العشائرية غير موحدة وتتعدد ولاءاتها بين قوى مختلفة». ويوضح أمادوا أن «التوجهات السياسية والأيديولوجية تتعدد داخل العشيرة الواحدة، فبعضهم يتجه إلى القتال مع الكتائب الإسلامية وآخرون ينخرطون في صفوف الجيش الحر بينما ما زال البعض يؤيد نظام الأسد».
يذكر أنه تنتشر في شرق سوريا أحلاف قبلية وعشائرية كبرى، أبرزها شمر، وينتسب إلى شمر التي تمتد بطونها وعشائرها من شمال العراق إلى شبه الجزيرة عبر سوريا والأردن، رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد عاصي الجربا والرئيس العراقي الانتقالي السايق غازي الياور. وتربط وجهاء شمر علاقة وثيقة مع القوى الكردية الموجودة في المنطقة، كما يميل معظم أبنائها إلى القوى المدنية باستثناء منطقة الجوادية التي باتت تعتبر معقلا لما يعرف بـ«جبهة النصرة».
وتعتبر سوريا المنبع الرئيس لعشائر الجبور التي تعد من القبائل الكبرى فيها، إذ لا يقل عدد سكانها عن نصف مليون نسمة، يعيش معظمهم في منطقة الجزيرة، وتحديدا في محافظة الحسكة، وأطراف دير الزور والرقة، كما أن لهم وجودا في دمشق. وتتفرع الجبور إلى ثلاث عشائر يرأسها محمد الشيخ أحمد المسلط الملحم. ويشير ناشطون إلى أن «أبناء هذه القبيلة يميلون إلى الانخراط في صفوف القوى الإسلامية المتشددة».
أما عشيرة البقارة (البكارة) التي يتوزع وجودها بين العراق وسوريا والأردن وتركيا، فيتراوح تعداد أبناء القبيلة ما بين 1.5 و2 مليون نسمة، وهي تنقسم إلى ثلاثين فرعا، لكل منها شيخ. وينقسم أبناء هذه العشيرة بين مناصرين للثورة منهم عضو مجلس الشعب الشيخ نواف البشير وجماعات أبقت على مصالحها مع النظام، في حين تشير تقارير إلى أن نسبة عالية من أبناء عشيرتي طي والمعامرة تشكل الدعامة الرئيسة لأنصار نظام الأسد في منطقة الجزيرة.
هذا، وكان كل من النظام والمعارضة قد سعوا مع اندلاع الحراك الشعبي إلى كسب ود العشائر والتحالف معها. ففي حين قدمت السلطات الرسمية عبر وسطائها في مناطق الجزيرة إعانات وهبات مالية لبعض شيوخ القبائل ليضبطوا أبناء عشائرهم ويمنعونهم من الانخراط في الانتفاضة، أطلقت المعارضة السورية على أحد جمع التظاهر اسم «جمعة العشائر» وضمت إلى تشكيلاتها السياسية كثيرا من الوجوه العشائرية المعروفة.
وبدأت الأصوات العشائرية بالظهور لمعارضة نظام الأسد بعدة كتل وتجمعات، فتم إنشاء «تحالف قبائل وعشائر الجمهورية العربية السورية» ليكون أول تجمع لشيوخ العشائر السورية. كما أعلن رموز عشائرية في سوريا عن تشكيل تكتل أحرار العشائر العربية لمواجهة النظام السوري، والتحضير لمرحلة ما بعد الأسد، والذي ضم 70 قبيلة تدعم الثورة السورية. إضافة إلى انبثاق «مجلس القبائل العربية السورية» عن المجلس الوطني السوري ليكون تكتلا سياسيا منظما ذا مشروع بنيوي مؤسساتي يضم أغلب أبناء القبائل العربية السورية.
الجربا في القاهرة.. والائتلاف يشكل لجنة للشؤون الخارجية
وفد للمعارضة يتحدث أمام مجلس الأمن الدولي
بيروت: «الشرق الأوسط»
باشرت الهيئة السياسية لـ«الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» اجتماعها المغلق أمس، بعيدا عن وسائل الإعلام في مدينة إسطنبول التركية، في حضور أعضائها التسعة عشر، ومن بينهم رئيس الائتلاف الجديد أحمد عاصي الجربا ونوابه الثلاثة: سهير الأتاسي وسالم المسلط وفاروق طيفور، إضافة إلى الأمين العام للائتلاف بدر جاموس.
وتناقش الهيئة السياسية في اجتماعها، الذي ينتهي اليوم وسيصدر عنه بيان صحافي، عددا من الملفات التنفيذية المتعلقة بعمل الائتلاف في المرحلة المقبلة، في مجالات العمل الإنساني والإغاثي والمحلي، إضافة إلى وضع آليات العمل داخل المناطق السورية المحررة وبحث مسألة تشكيل حكومة سورية مؤقتة.
وقالت مصادر مشاركة في الاجتماع لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إنه تم التوافق على اختيار لجنة للشؤون الخارجية، تعنى بترتيب العلاقات السياسية للائتلاف مع الدول الصديقة للشعب السوري، من أبرز أعضائها رئيس «المجلس الوطني» السابق عبد الباسط سيدا والمعارضان لؤي صافي وأنس العبدة.
ويأتي اجتماع الهيئة السياسية، وهو الأول منذ انتخابها في السادس من الشهر الحالي، بعد زيارة قام بها الجربا، رئيس الائتلاف، إلى المملكة العربية السعودية، وقبل أيام من توجهه إلى العاصمة الفرنسية باريس، لبحث تطورات الأزمة السورية، على وقع تراجع المواقف الأوروبية والأميركية الداعمة لتسليح المعارضة السورية.
وأشار عضو الهيئة السياسية في الائتلاف المعارض ورئيس «مجموعة العمل الوطني من أجل سوريا»، أحمد رمضان، لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «رئيس الائتلاف عرض نتائج زيارة الهيئة العامة برئاسته إلى السعودية، إضافة إلى لقائه وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، الأسبوع الماضي، واتصاله مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس».
وقال رمضان إن مباحثات اليوم الأول تناولت «الأمور التنظيمية للهيئة العامة وتشكيل لجان متابعة للعلاقات الخارجية، على أن يتم اليوم التطرق إلى الأوضاع الاقتصادية في سوريا ورؤية الائتلاف للوضع السياسي، إضافة إلى مسألة الحكومة المؤقتة وتنظيم عمل المعابر الحدودية وتفعيل النشاط الإعلامي للائتلاف والثورة السورية».
وكشف عن زيارات يعتزم وفد من الائتلاف القيام بها، أبرزها في السادس والعشرين من الشهر الحالي إلى نيويورك للتحدث أمام مجلس الأمن الدولي، ثم لقاء عدد من المسؤولين الأميركيين في الإدارة الأميركية ومجلس الشيوخ، إضافة إلى الإعداد لجولة تشمل عددا من دول الخليج العربي. وأشار إلى أن «الهدف الرئيس لمعظم هذه الجولات الخارجية هو دعم تسليح الجيش السوري الحر ودعم الداخل السوري». من جهة أخرى، لفت رمضان إلى أن بعض أعضاء الهيئة السياسية سيكون في عداد الوفد إلى نيويورك والدول العربية، في حين سيتوجه قسم آخر منهم إلى الداخل السوري ومخيمات اللاجئين السوريين في الأردن وتركيا.
وكان ميشيل كيلو عضو الائتلاف الوطني قد أعلن مؤخرا أنه يفضل إنشاء مجلس تنفيذي من 10 أعضاء لإعادة تنظيم فصائل المعارضة المختلفة في جيش منظم يتمتع بالتمويل اللائق والأسلحة المناسبة، وذلك بعدما أعلن غسان هيتو اعتذاره عن تشكيل حكومة انتقالية.
في غضون ذلك، وصل أحمد الجربا، رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» إلى القاهرة أمس، على رأس وفد في زيارة لمصر تستغرق عدة أيام، في أول زيارة لمسؤولي المعارضة السورية بعد عزل الرئيس المصري محمد مرسي في 30 يونيو (حزيران). وصرحت مصادر مصرية مسؤولة كانت في استقبال وفد المعارضة السورية بمطار القاهرة بأنه «من المقرر أن يستكمل وصول باقي وفد المعارضة السورية خلال الساعات المقبلة، حيث سيلتقي الجربا خلال زيارته عددا من المسؤولين المصريين، بينهم نبيل فهمي وزير الخارجية، وعدد من مسؤولي جامعة الدول العربية وبعض شخصيات المعارضة السورية التي تقيم بمصر، وسيتم بحث آخر تطورات الوضع في سوريا».
الجربا لا يؤمن بأجندة “جنيف2” ويركز على متطلبات الصمود
تقدّم بارز للجيش السوري الحر في غرب حلب
تقدمت قوات المعارضة السورية في بلدة خان العسل وبدت أمس قريبة من السيطرة على واحدة من آخر البلدات التي لا تزال تحت سيطرة قوات بشار الاسد في الجزء الغربي من محافظة حلب. وقال رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا إن “التركيز يجب أن يتمحور حول تأمين متطلبات الصمود من سلاح وغذاء وماء ودواء”، معلناً أنه لا يؤمن بأجندة “جنيف2”.
فقد ذكر نشطاء أن الجيش السوري الحر تقدم أمس في بلدة خان العسل الشمالية في الجزء الغربي من محافظة حلب.
وتحاول قوات النظام الحشد ببطء حول المحافظة لاستعادة السيطرة على مدينة حلب العاصمة التجارية لسوريا. وحتى الآن تعطل الهجمات المضادة التي تقوم بها المعارضة المسلحة تقدم قوات الاسد.
وقال المرصد السوري ان 12 جندياً على الاقل من الجيش السوري واربعة من قوات المعارضة المسلحة قتلوا.
وأكد ناشط في حلب أن الجيش الحر حقق إنجازات على جبهة الراشدين الجنوبية، وأن التقدم الأكبر كان على جبهة خان العسل وصولا إلى الطريق الرئيسي في منتصف المدينة. وبحسب ناشطين فإن الحر تقدم تجاه جمعية الصحافيين بعد السيطرة على حاجز متاع.
كذلك استهدف الثوار حاجز الصورة عند مدخل ضاحية الأسد بالقرب من الأكاديمية العسكرية بمدفع 106، بالتزامن مع غارات جوية لسلاح الجو الأسدي.
وفي منطقة اخرى شمالا شنت قوات الاسد هجمات جوية مكثفة لليوم الثالث على بلدة سراقب في محافظة ادلب. وقال المرصد السوري انه بحلول المساء كانت الطائرات الحربية نفذت 12 غارة على البلدة. وتشير التقديرات المبدئية إلى مقتل خمسة أشخاص بينهم ثلاثة اطفال.
وقال بعض النشطاء في المنطقة ان الهجمات على سراقب انتقام من المعارضة بعد سيطرتها على نقطة تفتيش قريبة تابعة للجيش.
وتحاصر قوات المعارضة المسلحة المناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية في مدينة حلب كبرى المدن السورية. وتشهد حلب مواجهات دامية منذ شنت المعارضة المسلحة هجوما على المحافظة العام الماضي.
وأصاب انفجار قنبلة بدائية الصنع حياً وسط دمشق أمس، وقال المرصد السوري ان شخصا واحدا قتل في الانفجار واصيب عدد آخر. وقال نشطاء ايضا ان عددا من الصواريخ اصاب ساحة العباسيين في المدينة مما تسبب في خسائر ببعض البنايات.
وحققت قوات المعارضة خلال الاسابيع الاخيرة تقدما بسيطا وإن كان مستمرا في محافظة درعا في الجنوب بسبب زيادة الاسلحة القادمة اليها من جهة الاردن.
وفي السياسة، قال رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا إنه لا يؤمن بأجندة اجتماع جنيف 2، واصفاً إياها بأنها ليست بكتاب منزل من السماء.
وأكد الجربا في تصريحات أوردتها قناة “العربية” الإخبارية أمس، أن فرصة التسوية السياسة مع نظام بشار الأسد كانت قد انتهت بنهاية العام الأول من عمر الثورة، مشيرا إلى أن التركيز يجب أن يتمحور حول القضية الأساسية العالقة وهي تأمين متطلبات الصمود من سلاح وغذاء وماء ودواء.
ولوح رئيس الائتلاف لقوي الثورة والمعارضة السورية بقدرته على امتلاك سلاح الشفافية الذي سيواجه به كل القوى المتقاعسة عن دعم الثورة، كما أظهر حرصا شديدا على أهمية وجود سلاح نوعي بأيدي الثوار وهو ما يمثل الأولوية المطلقة بالنسبة للمعارضة.
(ا ف ب، رويترز، ا ش ا، “المستقبل”)
25 قتيلا للجيش السوري بمعارك حلب
قال ناشطون إن الجيش السوري الحر قتل 25 جنديا بينهم قائد غرفة عمليات القوات النظامية في خان العسل في حلب التي تشهد قتالا ضاريا. كما اندلعت اشتباكات في مناطق بدمشق وريفها ودرعا, في حين أوقع القصف الجوي والمدفعي ضحايا بين المدنيين.
وذكرت لجان التنسيق المحلية أن هؤلاء الجنود النظاميين قتلوا في الحي الجنوبي من خان العسل, وهي بلدة إستراتيجية تشهد قتالا عنيفا منذ أيام.
ويسعى الجيش الحر للاستيلاء على خان العسل -التي تقع بالقرب منها أكاديمية الأسد للهندسة العسكرية في حلب- وهي البلدة الوحيدة بريف حلب الغربي التي لا تزال القوات النظامية متمركزة فيها.
وأكد المكتب الإعلامي لكتائب نور الدين زنكي التابعة للجيش الحر أن من بين القتلى في صفوف الجنود النظاميين رئيس غرفة العمليات العميد حسن يوسف حسن. وقتل حسن وعناصر أخرى عندما كانوا يحاولون الهروب في دبابة من البلدة حسب ناشطين.
وأسفرت الاشتباكات أيضا عن مقتل ما لا يقل عن خمسة عناصر من الجيش الحر وتدمير آليات للقوات النظامية، حسب لجان التنسيق وشبكة شام.
وبالتزامن مع معارك خان العسل, سجلت فجر اليوم اشتباكات في عدد من أحياء حلب بينها سليمان الحلبي, في حين أغار الطيران المروحي على بلدة الأتارب القريبة من حلب.
قصف واشتباكات
وفي دمشق ومحيطها, تجدد اليوم القتال في حي القابون الذي تسعى القوات النظامية لاستعادته في إطار هجوم واسع بدأ مؤخرا. كما اندلعت اشتباكات عنيفة على مختلف المحاور في مخيم اليرموك وفقا للجان التنسيق المحلية التي قالت إن شخصين قتلا في قصف مدفعي على المخيم.
الأحياء المحاصرة بحمص مثل الخالدية حيث جامع خالد بن الوليد تحت القصف منذ شهور (الفرنسية)
وتجدد اليوم القصف الصاروخي والمدفعي على معضمية الشام وداريا وزملكا ودوما والزبداني وبلدات أخرى وفقا لشبكة شام.
كما تجدد القصف على أحياء حمص المحاصرة وبلدات قريبة مثل الغنطو والرستن, مع استمرار القتال في محيط حيي الخالدية وجورة الشياح على وجه الخصوص. وقال ناشطون إن القوات النظامية أطلقت صاروخ أرض أرض على الأحياء المحاصرة مما تسبب في مزيد من الدمار.
وقد بث ناشطون صورا تظهر حجم الدمار الذي أصاب أحياء القرابيص وجورة الشياح والقصور. وشمل القصف أيضا بلدة تسيل في درعا بالتوازي مع اشتباكات أوقعت قتيلا من الجيش الحر، وفق لجان التنسيق.
وكان الجيش الحر سيطر قبل أيام على حواجز للجيش النظامي في بلدة نوى الواقعة أيضا في درعا, وقد تسببت الاشتباكات والقصف الذي تلاها في نزوح آلاف السكان نحو حدود الأردن أو نحو بلدات أخرى في درعا أكثر أمنا. وقالت شبكة شام إن نوى وتسيل تعرضتا اليوم لقصف بالطائرات الحربية مما تسبب في سقوط جرحى.
وفي إدلب شمالا, تعرضت مدينة بنّش اليوم لغارتين, في حين كانت مدينة سراقب القريبة منها تعرضت قبل ذلك لغارات متلاحقة بالبراميل المتفجرة حسب ناشطين, وذلك بعيد استيلاء الجيش الحر على حواجز عسكرية هناك.
كمين
من جهتها, قالت وكالة الأنباء السورية إن القوات النظامية نصبت كمينا لمقاتلين من جبهة النصرة كانوا يحاولون التسلل إلى الغوطة الشرقية.
وأضافت أن مقاتلي الجبهة وبعضهم من جنسيات عربية وقعوا في الكمين قرب المنطقة الصناعية بعدرا, وقتل عدد كبير منهم واعتقل آخر.
وحسب الوكالة, فإن هؤلاء المقاتلين كانوا يعتزمون دعم المجموعات المسلحة “المنهارة” بالغوطة الشرقية, في إشارة إلى مقاتلي الجيش الحر.
أنباء عن أسر الأكراد لأمير دولة العراق والشام في الرقة
اندلعت مواجهات بين مقاتلي لواء جبهة الأكراد وعناصر التنظيم في تل أبيض بريف الرقة
بيروت – فرانس برس
تواردت أنباء عن اعتقال مقاتلين أكراد في شمال سوريا لأمير دولة العراق والشام التابع لتنظيم القاعدة.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن اندلاع مواجهات بين مقاتلين من لواء جبهة الأكراد وعناصر تابعين لتنظيم “دولة العراق والشام الإسلامية” مساء السبت إثر اعتقال مقاتلين أكراد لأمير التنظيم في مدينة تل أبيض في ريف الرقة مع مجموعة من العناصر التابعة له.
وأشار المرصد إلى أن اعتقال هؤلاء حصل “أثناء تفخيخهم لمدرسة كانت مقرا لحزب كردي في المدينة اندلعت على إثرها اشتباكات عنيفة امتدت إلى عدة أحياء من المدينة رافقها انتشار للكتائب المقاتلة في المدينة وعند أطرافها”.
ولفت المرصد إلى “معلومات عن مقتل اثنين من دولة العراق والشام الإسلامية، وأنباء عن جرحى في صفوف الطرفين”.
وتأتي هذه التطورات بعد أيام على قيام مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردية بطرد مسلحي جبهة النصرة ودولة العراق والشام الإسلامية من مدينة راس العين الاستراتيجية في محافظة الحسكة.
وفي وقت سابق من يوم أمس السبت، قام المقاتلون الأكراد في محافظة الحسكة ذات الغالبية السكانية الكردية بطرد الجهاديين من نقطة عسكرية ومصادرة أسلحتهم.
وتخضع المناطق الكردية لسلطة لجان محلية كردية منذ انسحاب قوات الرئيس السوري بشار الأسد منها أواسط العام الماضي.
مخيم الزعتري.. مدينة يولد فيها كل يوم 15 طفلاً
خامس تجمع سكاني في الأردن ويضم مستشفى إيطالياً وفرنسياً وعيادات أردنية وخليجية
دبي – تهاني الجهني
ذكرت منظمة الأمم المتحدة أن عدد اللاجئين السوريين وصل إلى 600 ألف لاجئ في الأردن، كما أصبح مخيم الزعتري مدينة يولد فيها كل يوم 15 طفلاً.
“موطن بلا وطن” هذا هو مخيم الزعتري في الأردن، الذي يقطن فيه 150 ألف لاجئ هاربين من درعا جنوب سوريا، 70% منهم نساء وأطفال، ليصبح بذلك الزعتري أكبر خامس تجمع سكاني في الأردن.
المخيم الذي مرّ عام على افتتاحه، في بلد شحيح الموارد يحاول اللاجئون فيه استعادة حياتهم والعيش بشكل طبيعي.
فكل يوم يبصر النور فيه حوالي 12 إلى15 طفلاً، كما تم استبدال الخيم بمنازل نقالة تكلفة كل منها يقارب 2500 دولار أميركي،
يحوي المخيم إلى الآن 16500 منزل، ويأمل القائمون عليه أن يصل العدد إلى ثلاثين ألف منزل في الفترة القادمة.
ومن صور تعايش اللاجئين مع الوضع الحالي في ظل عدم وجود حل في الأفق لإنهاء الصراع في بلادهم، بدء عدد منهم العمل بالتجارة فالبعض يقوم ببيع المنازل المتنقلة أو تأجيرها، كما تم افتتاح نحو 3000 محل تجاري و580 مطعما موجودة في وسط المخيم في شارع أطلق عليه “الشانزليزيه”، وأدى ذلك إلى ارتفاع معدل فواتير الكهرباء إلى نحو 500 ألف دولار شهرياً.
مخيم الزعتري يضم مدرستين أهميتهما لا تكمن فقط في تعليم عشرة آلاف طالب، بل هما مكان توزيع الخبز أيضا على اللاجئين.. كما يحتوي المخيم أيضا على مستشفيات عدة منها الفرنسي والإيطالي والمغربي، بالإضافة لعيادات صحية أردنية وخليجية قدمت من منظمة أطباء بلا حدود.
مناشدة لإطلاق سراح 44 سورياً اعتقلهم الأمن المصري
تمّ حجز جميع المعتقلين في غرفة صغيرة وتم تهديدهم بترحيلهم إلى سوريا
العربية نت
وجه مركز توثيق الانتهاكات في سوريا مناشدة من أجل إطلاق سراح 44 سوريا تم اعتقالهم في مصر، وتوجه البيان إلى المنظمات الحقوقية المصرية، والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين في مصرـ وطالب المركز الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة إلى التدخل الفوري لمساعدة السوريين المعتقلين في مصر.
وجاء في البيان: “شهد وضع السوريين من لاجئين ومقيمين على حد سواء، في جمهورية مصر العربية تطورات خطيرة مؤخراً، وتعرض العديد منهم إلى مضايقات كثيرة وصلت إلى حد الاعتقال التعسفي ودون توجيه أي تهمة محددة لهم. كانت آخر هذه الممارسات ما حدث في ليلة 19/7/2013 على مدخل مدينة القاهرة، وتحديد اً في نهاية مدينة العبور على حاجز “نقطة تفتيش السلام” حيث قامت عناصر تابعة للجيش المصري باعتقال أكثر من 40 مواطناً سورياً أثناء مرورهم من الحاجز المذكور ظناً من قوات الجيش أنهم ذاهبون للمشاركة في الاحتجاجات التي يشهدها ميدان “رابعة العدوية”.
وتابع البيان “ومن ثم تم نقلهم إلى قسم شرطة منطقة “سراي القبة”، حيث استطاع أحد المعتقلين الاتصال بذويه وإخبارهم عن مكان الاعتقال”.
“كما أفادنا بذلك أحد أعضاء مركز توثيق الانتهاكات في سوريا والمتواجد في مصر، وقد أكد المعتقل أنه تمّ حجز جميع المعتقلين الذين بلغ عددهم 44 مواطناً سورياً في غرفة صغيرة، وتم تهديدهم بترحيلهم إلى سوريا، ولم توجه أي تهمة لهم حتى الآن”.
وأضاف البيان: “إن مركز توثيق الانتهاكات في سوريا يناشد المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في مصر تحمل مسؤولياتها للتدخل والإفراج عن السوريين المعتقلين، كما يدعو المركز الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة إلى التدخل الفوري لمساعدة السوريين المعتقلين في مصر”.
“كما يتوجه المركز إلى المنظمات الحقوقية المصرية للمساعدة في الإفراج عن المعتقلين، مع الأخذ بالاعتبار الجهود الهائلة التي يبذلها المصريون في استقبال أهلنا في هذا الوقت العصيب الذي تمر به سوريا والسوريين”.
“سوريا دعم” تطلق أول موسوعة عن اللاجئين السوريين
تقدم عملاً توثيقياً يتضمن قاعدة بيانات شاملة لكل ما يتعلق باللاجئين
جدة – حسن حاميدوى
أعلنت “سوريا دعم” عن قرب إطلاقها أول موسوعة عربية توثق لتاريخ النزوح واللجوء السوري بكافة تفاصليه وأبعاده والقضايا المرتبطة به، وقالت المنظمة المتخصصة في إيواء اللاجئين السوريين، إن لجوء الشعب السوري خارج بلاده هي من القضايا الفاصلة في التاريخ العربي لما لها من انعكاسات جوهرية وأبعاد إنسانية وسياسية على مختلف دول المنطقة، ورغم ذلك لم تحظ بالتوثيق المطلوب، فكان لابد من عمل يوثق هذه المرحلة المؤلمة في حياة الشعب السوري.
وقال الدكتور بشر عبدالإله، المدير التنفيذي لمنظمة سوريا دعم، في حديث خاص لـ العربية.نت، إن فكرة إعداد الموسوعة بدأت عندما كانت المنظمة تستعد لإقامة سلسلة من ورشات العمل عن تفاصيل قضية اللجوء، وعند البحث لم تجد المعلومات الكافية والتفاصيل الشاملة، وما تم العثور عليه كان متناثرا، وبناء على ذلك أخذت المنظمة على عاتقها العمل على جمع كل التفاصيل التي تتعلق باللاجئين والقضايا ذات الارتباط بهم، ووضعها في موسوعة إلكترونية تحدث باستمرار حتى تتدارك أوجه التقادم نظرا لتلاحق الأحداث.
كما أوضح بشر أن الموسوعة ستقدم عملا توثيقيا ضخما، يتضمن قاعدة بيانات شاملة لكل ما يتعلق باللاجئين السوريين من مواد صحافية وتقارير ومقابلات وقرارات ومشاهدات شفوية ومكتوبة للاجئين والنازحين في مختلف المناطق ، مشيرا إلى أن العمل على تجهيز الموسوعة استغرق سنة كاملة، حيث واجه فريق العمل صعوبات جمة في عملية الجمع والبحث والتوثيق، نظرا لندرة المصادر، وبعد عملية بحث كاملة استطاعت أن تنجز هذا العمل والذي يعد الأول من نوعه على مستوى العالم العربي.
وحول ما تتضمنه الموسوعة، قال الدكتور بشر إنها قُسمت إلى 12 قسماً رئيسياً، أهمها قسم مخيمات اللجوء والذي يسلط الضوء على كافة مخيمات اللاجئين في أماكن تواجدها ويتحدث عن ظروف تأسيسها وأوضاعها وأعدادها، و قسم الإيواء والذي يتناول الجهات الداعمة وأبرز الاحتياجات والإحصائيات والأرقام حول اللجوء وإفرازاته، وقسم لاجئين والذي يختص برصد معاناة سكان المخيمات المختلفة وصمودهم إلى جانب الأقسام الأخرى، فيما ستسعي المنظمة لترجمة الموسوعة إلى أكثر من لغة وبخاصة اللغة الإنجليزية.
تجدر الإشارة إلى أن “سوريا دعم” منظمة مجتمع مدني سورية غير ربحية، انطلقت إبان بدء موجة نزوح ولجوء السوريين، وهي مسجلة رسميا في بلجيكا وتعمل على تقديم الدعم والإيواء لآلاف اللاجئين المسجلين لديها داخل سوريا وعلى الحدود التركية، وتتمثل رؤيتها في تكوين مجتمع مستقر وفاعل يعيش حياة كريمة في أفضل الظروف الممكنة من خلال تزويدهم بخدمات التعليم والصحة والإغاثة والخدمات الاجتماعية.
سوريون تجاوزوا الـ60 انضموا للجيش الحر رداً على الظلم
أبو الطيب شكل كتيبة تضم أبناءه وأحفاده لقتال نظام الأسد
دبي – قناة العربية
العديد من كبار السن في سوريا التحقوا كمقاتلين في الجيش الحر، الكثير منهم يقول إن الظلم الذي عاشه على يد عائلة الأسد منذ توليها الحكم دفعه إلى حمل السلاح، عله يساهم في مستقبل أفضل لأبنائه وأحفاده .
ونشرت فيديوهات في بداية الثورة تظهر جنود النظام وهم يعذبون ويهينون رجلاً طاعناً في السن، وفقد هذا الرجل المسن عدداً من أبنائه وأحفاده خلال قصف نفذته قوات النظام على حي الخالدية بحمص .
مواقف تعرض لها الكثير من مسني سوريا، دفعتهم لحمل السلاح والقتال على خطوط التماس الأولى، كان من أشهرهم أبوالطيب الذي شكل كتيبة في حلب تضم أولاده وأحفاده .
يقول أبو محمد إنه عاصر حكم عائلة الأسد طوال أعوام تعرض فيها كباقي أفراد سوريا للظلم، حمل السلاح بعد أن قتلت قوات النظام أفراد عائلته .
لأبو منيب الذي تجاوز الستين عاما العديد من الفيديوهات أثناء المعارك في درعا مع قوات النظام، ويصر على وعده الشهير.
سوريا.. أكراد يطلقون سراح قيادي متشدد
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
ذكرت مصادر “سكاي نيوز عربية” في سوريا أن مقاتلين أكراد أطلقوا سرارح من يعرف بأمير “دولة العراق والشام” الموالية للقاعدة قرب مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي.
وتم اعتقال امير “دولة العراق والشام” يوم أمس وندلعت اشتباكات بين قوات الجيش الحر وعناصر حزب العمال الكردستاني وتم مقتل 2 وجرح نحو 20 واعتقال حوالي 400 من عناصر العمال الكردستاني.
وجرى الاتفاق على إطلاق سراح خلف الذياب “أبو مصعب” مقابل سحب مقاتلي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي من تل أبيض وإطلاق سراح الأكراد .
وكانت مصادر في المعارضة السورية ذكرت في وقت سابق لـ”سكاي نيوز عربية ” إن اشتباكات اندلعت بين أكراد ومقاتلين من “دولة العراق والشام” بعد اعتقال زعيمهم خلف الذياب.
وأضافت المصادر أن اثنين من مقاتلي المعارضة قتلا وأصيب 8 أشخاص بجروح، إضافة لاعتقال أكثر من 50 مقاتلا المجموعة الكردية المسلحة.
وقال قائد عسكري في الجيش السوري الحر “بعد عملية غدر كتائب الكردستاني تم تطويق المدينة بشكل كامل من قبل الجيش الحر وتم محاصرة المقاتلي الأكراد وقصف مراكز تجمعهم “.
وتأتي هذه التطورات في مدينة تل أبيض التي تقع في ريف الرقة الشمالي، بعد سيطرة قوى كردية مسلحة على مدينة رأس العين والتي تبعد نحو 110 كيلومترا شرقي المدينة، ورغبة الأكراد بفرض سيطرتهم على المناطق الحدودية في سورية وإعلان الأكراد عن تشكيل حكومة “كردستان الغربية” .
ونقلت مصادر محلية في منطقة تل أبيض أن” شيوخ العشائر العربية في المنطقة والتي تقوم بحل الخلاف بين قوات المعارضة والأكراد أنذرت الأكراد بسحب عناصر مقربة من حزب العمال الكردستاني من المنطقة”.
ناشطون سوريون: اشتداد القتال قرب مطار حلب الدولي
يدور قتال عنيف يوم الاحد بين القوات السورية الحكومية ومسلحي المعارضة في محيط مطار حلب الدولي وعدد من القواعد الجوية القريبة منه بينما دخلت المعركة للسيطرة على المدينة التي تعتبر عاصمة سوريا التجارية عامها الثاني، حسبما يقول المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض.
وقال المرصد ومقره بريطانيا إن “معارك عنيفة اندلعت فجر الاحد قرب مطار حلب الدولي وقاعدة النيرب الجوية” مضيفا أن حي سليمان الحلبي شهد هو الآخر معارك عنيفة.
وقال المرصد إن اشتباكات وقعت الليلة الماضية في مطار كويرس العسكري القريب من حلب.
ويأتي تجدد أعمال العنف في حلب ومحيطها بعد عام واحد من الهجوم الكبير الذي شنته المعارضة على المدينة بغية الاستيلاء عليها.
ولكن بعد مضي سنة، ما زال الموقف في حلب غير محسوم إذ تسيطر المعارضة على بعض احيائها بينما تسيطر على الاحياء الاخرى قوات الحكومة المركزية.
وقالت صحيفة الوطن السورية الموالية للحكومة الاحد إن المعارضين “لم ينجحوا في تحقيق هدفهم بالسيطرة على عاصمة سوريا التجارية.”
وكان المعارضون قد بذلوا جهودا كبيرة في السنة الماضية من أجل السيطرة على المطارات والقواعد الجوية المحيطة بحلب في محاولة لمنع الطيران السوري من استخدامها لقصف المناطق التي يسيطرون عليها.
وكان مطار حلب الدولي قد اغلق امام حركة الطيران التجاري منذ يناير / كانون الثاني الماضي.
وقد اضطر عشرات الآلاف من سكان حلب إلى النزوح منها هربا من القتال الذي انزل دمارا واسعا بالمدينة التي تعتبر واحدة من اثرى مدن المنطقة تراثا وتاريخا.
فقد دمرت اجزاء كبيرة من أسواقها القديمة في حريق كبير اندلع في سبتمبر / ايلول الماضي، كما اصاب مسجدها الأموي التاريخي دمار كبير.
ويحمل كلا الطرفين الطرف الآخر مسؤولية ما اصاب حلب من دمار، إذ توجه الحكومة اصبع الاتهام الى “جبهة النصرة” بينما يحمل المعارضون دمشق المسؤولية.
وقال المرصد السوري أيضا إن ضابطا في الحرس الجمهوري قتل في معارك دارت في عدرا في ريف دمشق. يذكر ان عدرا تعتبر مدخلا لساحة العباسيين في العاصمة السورية التي كانت هدفا لهجمات عدة شنها المعارضون في الاشهر الاخيرة.
وقالت وكالة أنباء سانا الرسمية إن الجيش السوري “أسر عددا من ارهابيي جبهة النصرة، بعضهم من حملة جنسيات أجنبية.”
ويقول نشطاء سوريون ان القوات الحكومية تقصف بلدة سراقب الاستراتيجية بمحافظة ادلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة المسلحة بالمدفعية الثقيلة وسلاح الجو لليوم الثالث على التوالي.
وكان المرصد قد أعلن في وقت سابق أن 109 أشخاص قتلوا في سوريا يوم أمس السبت.
BBC © 2013