أحداث الأحد 10 حزيران 2012
الرئيس الجديد للمجلس الوطني السوري: النظام بات في المراحل الاخيرة
بيروت – ا ف ب -أكد الرئيس الجديد للمجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا في حديث ان نظام الرئيس بشار الاسد “بات في المراحل الاخيرة”، مشيراً الى انه فقد السيطرة على دمشق وعدد من المدن.
وقال سيدا “دخلنا مرحلة حساسة.النظام بات في المراحل الاخيرة”، معتبرا ان “المجازر المتكررة والقصف المركز (على الاحياء الآهلة بالسكان) تشير الى تخبطه”.
واضاف ان “المعلومات تشير الى انه (النظام) فقد السيطرة على دمشق ومدن اخرى”، لافتا الى “اننا (المجلس) سندعم الجيش السوري الحر بكل الامكانيات”.
وشدد على ان العمل سيتركز على “متابعة الجهود في الميدان الدولي من اجل اتخاذ موقف حاسم تجاه النظام الذي يواصل ارتكاب المجازر”.
ورداً على سؤال عما اذا كان “الموقف الحاسم يعني تاييد ضربة عسكرية”، رد سيدا ان “مبادرة (الموفد الدولي كوفي) انان ما زالت قائمة لكنها لا تطبق. وسنسعى عن طريق مجلس الامن لادراجها تحت الفصل السابع من اجل الزام النظام تطبيقها وترك كل الاحتمالات مفتوحة”.
وقال الرئيس الجديد للمجلس ان “التحديات كبيرة”، لكن “التركيز الاساسي سيكون على اعادة هيكلة المجلس الوطني”، مضيفا انه سيتواصل مع كل الفصائل من اجل التوصل الى “رؤية مشتركة” في هذا المجال.
واردف “انا على استعداد للتواصل مع القوى التي تريد الانضمام الى المجلس الوطني”، كما “سنعمل على توثيق العلاقات مع الحراك الثوري والجيش السوري الحر”.
وكان المجلس الوطني السوري، اكبر تحالف للمعارضة السورية، اعلن في بيان في وقت سابق اليوم الاحد انه انتخب الكردي عبد الباسط سيدا رئيسا له خلفا لبرهان غليون، وذلك في اجتماع للمجلس امس في اسطنبول.
وكان غليون واجه انتقادات تتعلق خصوصاً بالتنسيق بين المجلس والناشطين على الارض.
وقد تقدم باستقالته الشهر الماضي على اثر انتقادات حادة واجهها بعد اتهامه بانه سمح للاخوان المسلمين بشغل مكان أكبر من اللازم في المجلس.
كما اخذت عليه لجان التنسيق المحلية التي تحرك الشارع السوري، عدم التنسيق بين المجلس وناشطيها على الارض.
من هو عبد الباسط سيدا؟
بيروت- ا ف ب -عبد الباسط سيدا الذي انتخب ليل السبت الاحد رئيساً للمجلس الوطني السوري المعارض، كردي مقيم في السويد منذ حوالى عشرين عاماً وخبير في الحضارات القديمة وصاحب مؤلفات عدة في المسالة الكردية والفكر العربي.
وكان عدد من مسؤولي المجلس تحدثوا عن “توافق” لإختيار عبد الباسط سيدا الذي يوصف بأنه رجل “تصالحي” و”نزيه” و”مستقل”.
وقال منسق العلاقات الخارجية في المجلس الوطني السوري في اوروبا منذر ماخوس أن “سيدا لا يملك خبرة سياسية كبيرة”، لكنه “يلقى قبول الجميع”.
وقال مسؤولون آخرون في المجلس ان سيدا يتميز بصفتي المعارض الذي “لا ينتمي الى اي حزب” و”الكردي المعتدل”، ويستفيد بالتالي “من وضعه كمستقل”.
وسيدا من المجموعة الاولى التي عملت على تأسيس المجلس الوطني السوري في الثاني من تشرين الاول(اكتوبر) 2011. وهو عضو في المكتب التنفيذي للمجلس ورئيس مكتب حقوق الانسان فيه.
ويقول سيدا عن تلك الفترة في مقابلة صحافية اجريت معه العام الماضي “قررنا انا و24 اكاديمياً وخبيراً سورياً من جميع أنحاء العالم الاجتماع في اسطنبول في آب (اغسطس) (2011) ووصلنا الى قناعة بضرورة تأسيس مجلس وطني. كان ذلك آنذاك اقرب الى الحلم”.
ولد سيدا في العام 1956 في مدينة عامودا في محافظة الحسكة ذات الغالبية الكردية. وقد حصل على دكتوراه في الفلسفة من جامعة دمشق.
انتقل بعد ذلك الى ليبيا حيث عمل في مجال التدريس الجامعي لمدة ثلاث سنوات، قبل ان يتوجه الى السويد في 1994 لتدريس الحضارات القديمة منصرفاً الى العمل الاكاديمي والابحاث والكتابة.
ويوضح سيدا انه قام لفترة طويلة “بالعمل السياسي السري” ضد النظام السوري الذي يسيطر عليه حزب البعث منذ اكثر من اربعين عاماً.
ويروي مقربون منه انه كان ناشطا في الحركة الكردية السورية التي قامت باكثر من انتفاضة ضد النظام السوري خلال العقود الماضية.
ويقول انه من دعاة “الحل الديموقراطي العادل للمسالة الكردية في سورية ضمن اطار النظام التعددي الذي يحافظ على وحدة سورية ارضاً وشعباً”.
بعد انتقاله الى اوروبا، بقي ناشطا مستقلاً يدافع عن الحقوق الكردية وحضر مؤتمرات عديدة ولقاءات في اوروبا في هذا المجال.
يصفه اصدقاؤه بانه “هادىء الطباع ومتزن”. وهو بقي بعيداً نسبياً عن وسائل الاعلام خلال السنة الماضية رغم التطورات الخطيرة في بلاده.
لعبد الباسط سيدا مؤلفات عدة. وصدر أول كتاب له في بيروت بعنوان “الوضعية المنطقية والتراث العربي – نموذج فكر زكي نجيب محمود الفلسفي”.
ومن مؤلفاته ايضا كتاب “المسالة الكردية في سورية- نصوص منسية من معاناة مستمرة للاكراد السوريين”، و”ذهنية التغييب والتزييف – الاعلام العربي نموذجا”، بالاضافة الى مجموعة مقالات حول تاريخ الاديان والفكر السياسي.
عبد الباسط سيدا الرئيس التوافقي للمجلس الوطني السوري
أ. ف. ب
انتخب المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا رئيسًا له خلفًا لبرهان غليون. وسيدا كردي مقيم في السويد منذ حوالي عشرين عامًا وخبير في الحضارات القديمة وصاحب مؤلفات عدة في المسألة الكردية والفكر العربي.
بيروت: عبد الباسط سيدا الذي انتخب ليل السبت الاحد رئيسًا للمجلس الوطني السوري المعارض، كردي مقيم في السويد منذ حوالي عشرين عامًا وخبير في الحضارات القديمة وصاحب مؤلفات عدة في المسألة الكردية والفكر العربي.
وكان عدد من مسؤولي المجلس تحدثوا عن “توافق” لاختيار عبد الباسط سيدا الذي يوصف بأنه رجل “تصالحي” و”نزيه” و”مستقل”. وقال منسق العلاقات الخارجية في المجلس الوطني السوري في اوروبا منذر ماخوس لوكالة فرانس برس إن “سيدا لا يملك خبرة سياسية كبيرة”، لكنه “يلقى قبول الجميع”.
وقال مسؤولون آخرون في المجلس إن سيدا يتميز بصفتي المعارض الذي “لا ينتمي الى أي حزب” و”الكردي المعتدل”، ويستفيد بالتالي “من وضعه كمستقل”. وسيدا من المجموعة الاولى التي عملت على تأسيس المجلس الوطني السوري في الثاني من تشرين الاول/اكتوبر 2011. وهو عضو في المكتب التنفيذي للمجلس ورئيس مكتب حقوق الانسان فيه.
ويقول سيدا عن تلك الفترة في مقابلة صحافية اجريت معه العام الماضي “قررنا – انا و24 اكاديميًا وخبيرًا سوريًا من جميع أنحاء العالم الاجتماع في اسطنبول في آب/اغسطس (2011) ووصلنا الى قناعة بضرورة تأسيس مجلس وطني. كان ذلك آنذاك اقرب الى الحلم”.
ولد سيدا في العام 1956 في مدينة عامودا في محافظة الحسكة ذات الغالبية الكردية. وقد حصل على دكتوراه في الفلسفة من جامعة دمشق. انتقل بعد ذلك الى ليبيا حيث عمل في مجال التدريس الجامعي لمدة ثلاث سنوات، قبل أن يتوجه الى السويد في 1994 لتدريس الحضارات القديمة منصرفًا الى العمل الاكاديمي والابحاث والكتابة.
ويوضح سيدا لوكالة فرانس برس أنه قام لفترة طويلة “بالعمل السياسي السري” ضد النظام السوري الذي يسيطر عليه حزب البعث منذ اكثر من اربعين عامًا. ويروي مقربون منه أنه كان ناشطًا في الحركة الكردية السورية التي قامت بأكثر من انتفاضة ضد النظام السوري خلال العقود الماضية.
ويقول لفرانس برس إنه من دعاة “الحل الديموقراطي العادل للمسألة الكردية في سوريا ضمن اطار النظام التعددي الذي يحافظ على وحدة سوريا ارضًا وشعبًا”. بعد انتقاله الى اوروبا، بقي ناشطًا مستقلاً يدافع عن الحقوق الكردية وحضر مؤتمرات عديدة ولقاءات في اوروبا في هذا المجال.
يصفه اصدقاؤه بأنه “هادىء الطباع ومتزن”. وهو بقيّ بعيدًا نسبيًا عن وسائل الاعلام خلال السنة الماضية رغم التطورات الخطيرة في بلاده. لعبد الباسط سيدا مؤلفات عدة. وصدر اول كتاب له في بيروت بعنوان “الوضعية المنطقية والتراث العربي – نموذج فكر زكي نجيب محمود الفلسفي”.
ومن مؤلفاته ايضًا كتاب “المسألة الكردية في سوريا- نصوص منسية من معاناة مستمرة للاكراد السوريين”، و”ذهنية التغييب والتزييف – الاعلام العربي نموذجًا”، بالاضافة الى مجموعة مقالات حول تاريخ الاديان والفكر السياسي.
وعبد الباسط سيدا متزوج وله اربع بنات وصبي.
فيديو للمخطوفين الـ 11 في سورية يؤكدون فيه «تأييدهم» الثورة السورية
بيروت – «الحياة»
بعد مرور 18 يوماً على اختطافهم في 22 (أيار) مايو الماضي من جانب مجموعة سورية مسلحة في شمال محافظة حلب السورية، عقب اجتيازهم الحدود التركية آتين براً من زيارة دينية لإيران، نقلت فضائية «الجزيرة» القطرية امس شريطاً مصوراً هو الاول من نوعه يظهر اللبنانيين الـ11 المختطفين؛ ما احدث ارتياحاً نسبياً، اذ بعث ظهورهم الأمل والاطمئنان في نفوس ذويهم الذين لزموا الصمت خوفاً من ان يفسر ما يقولونه في شكل يؤثر في مصيرهم.
وعرضت محطات التلفزة المحلية الشريط المصور الذي بثته الجزيرة، وظهر فيه المختطفون الـ11 تباعاً وهم يعرّفون عن أنفسهم. وفيما لم تظهر أي علامات تدل على تعرضهم للضرب أو التعذيب، قال المختطفون إنهم بحالة صحية جيدة، وأكدوا أنهم «بخير وفي أياد أمينة وضيوف لدى ثوار سورية ويتلقّون معاملة جيدة كأنهم يعيشون بين أهلهم»، مؤكدين أنهم «ليسوا مخطوفين»، ونافين ان يكون اي ضغط مورس عليهم. واستنكروا مجزرة الحولة، معلنين تأييدهم الشعب السوري وأنهم سيعودون الى لبنان.
وذكر أحد المخطوفين أن الشريط مسجل «في 5 أو 6 حزيران» (يونيو) 2012، وقال آخر: «نحن ضيوف عند ثوار سورية، وإن شاء الله عائدون إلى الوطن»، واستنكر مخطوف ثالث مجزرة الحولة «التي حصلت على يد الظلام»، وقال: «نحن نؤيد الشعب السوري»، وطلب المخطوف عباس شعيب الذي اتهم بأنه مسؤول في «حزب الله» من الشعب اللبناني أن «يقوم على الظلم كما هو الشعب السوري يثور على الظلم». وشدد على أنهم «ضيوف عند الثوار، والكلام من بعيد غير رؤية الأمور عن قرب»، وقال: «الله ينصرهم يا رب، ونحن نتكلم بإرادتنا من إحساس الشباب كلهم، ونحن نؤيد الشعب السوري ونحن معه للدم، ولا نقول هذا بأي ضغط من أحد، ولا أحد يضع مسدساً في رأسنا».
وتحدث كل المخطوفين في الشريط حيث ظهروا وهم يتلون أسماءهم ويطمئنون أهلهم. ثم ظهرت كلمات في آخر الشريط تحدد مطالب الخاطفين الذين كتبوا أنهم «تجمّع ثوار سورية»، وقالوا: «سيتم تسليم هؤلاء بعد النظر بوضعهم من قبل الدولة المدنية في سورية بعد قيام برلمان ديموقراطي، ونظراً للظروف الراهنة قد يتم تسليمهم إلى اي من الدول المجاورة».
وبعد عرض التسجيل المصور عرضت المحطة «البيان الرقم 2» للخاطفين الذين نفوا فيه أي صلة لهم بالثوار الذين ظهورا عبر الشاشة، مؤكدين أنه لم يصدر عنهم إلا «البيان الرقم 1» الذي تضمن طلب الاعتذار من الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله.
ووسط ترقب وانتظار بصمت، خيّم الفرح على الأهالي نظراً «لاطمئنانهم إلى صحة المخطوفين وشعروا بالارتياح بعد رؤية الشريط، لكنهم يفضلون عدم الإدلاء بأي كلام بانتظار ما ستؤول إليه الأمور نظراً لدقة المرحلة».
اما في حي السلم، حيث مكتب حملة «الإمام الصدر» التي يحتجز ستة من زوارها، فلاحظ الأهالي الذين تجمعوا في المكتب (زوجات وأبناء وأشقاء) في تصريحات مقتضبة تعليقاً على الشريط الذي شاهدوه مراراً كما قالوا، انهم «يرتدون ثياباً جديدة وصحتهم تبدو جيدة ويبدو انهم في مكان مريح»، وشكر بعضهم «كل انسان ساهم في انتاج الشريط المصور عن المخطوفين والفرحة تكون اكبر عندما يطلق سراحهم»، وخاطب بعضهم الخاطفين بالقول: «هؤلاء امانة في أعناقكم حافظوا عليهم وأرسلوهم الينا في اقرب وقت».
الى ذلك تابع وزير الخارجية عدنان منصور تطورات المساعي والاتصالات التي تجريها تركيا لإطلاق المخطوفين مع السفير التركي إينان أوزيلدز الذي قال بعد اللقاء: «ليس هناك من معلومات جديدة. ناقشنا ما يمكننا فعله، وتستمر تركيا دائماً في مواصلة جهودها من أجل التوصّل الى تحرير اللبنانيين الموجودين شمال سورية. ونحن لدينا دائماً امل أنّهم بصحة جيدة وعلى قيد الحياة».
وأضاف: «لا نعلم ماذا يطلب الخاطفون مقابل تحريرهم، ونسعى لمعرفة ذلك. هذه حالات هشّة وحسّاسة جدّاً لهذا يجب التحلّي بالصبر والهدوء ومعالجة هذا الموضوع بصبر والانتظار قليلاً، وكونوا على ثقة بأنّ السلطات التركية هي حاضرة وملتزمة القيام بما في وسعها من أجل التوصل الى نتيجة إيجابية».
جرحى سوريون
وفي الشأن الميداني اشارت «الوكالة الوطنية للاعلام» اللبنانية الرسمية الى انفجار قذيفة في بلدة القصير على الحدود اللبنانية – السورية ادى الى اصابة كل من هنادي وعبد الكريم خضر (25 عاماً) وأولادها شما (10 سنوات)، فاطمة (3 سنوات)، مصطفى (3 سنوات) اصابته حرجة، طفل عمره سنة واحدة وحميدة عبدالمجيد (10 سنوات).
ونقل الجرحى صباحاً عبر مشاريع القاع، وهم يتلقون العلاج حالياً في مستشفى «دار الامل» في بعلبك.
روسيا تتمسّك بدعوتها إلى مؤتمر دولي لسوريا بمشاركة إيران
و”المجلس الوطني” يختار رئيساً جديداً له خلفاً لغليون
تمسكت روسيا بدعوتها الى عقد مؤتمر دولي حول سوريا بمشاركة ايران، على رغم رفض عدد من الدول الغربية لهذه المشاركة، وجددت رفضها لأي استخدام للقوة من جانب الامم المتحدة ضد نظام الرئيس بشار الاسد، وقت بقي العنف على وتيرته المرتفعة حاصدا 36 قتيلا بينهم 29 مدنيا. (راجع العرب والعالم)
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي بموسكو إن روسيا تريد أن تشارك في هذا المؤتمر دول تملك نفوذا على “القوى السورية”، أي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وجيران سوريا، العراق ولبنان والأردن وتركيا، وممثلو جامعة الدول العربية. ورأى أنه من الضروري أن تشارك المملكة العربية السعودية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي أيضا في المؤتمر المقترح عقده والذي يجب أن يمهد للاتفاق على “أعمال منسقة توافقية تجاه الحكومة وفصائل المعارضة كافة على نحو سواء”، ويجب أن يوجه الدول المؤثرة على الأطراف السوريين إلى تقديم المساعدة على وقف العنف وإطلاق الحوار بين القوى السورية، ويهدف إلى تضافر جهود تأييد خطة المبعوث الدولي والعربي كوفي أنان. واضاف: “لان إيران تعد من الدول المؤثرة على الأطراف السورية، فإن روسيا لا تعارض مشاركتها في المؤتمر المقترح عقده”.
وأشار إلى أن روسيا تدعو إلى عقد مؤتمر لا يماثل مؤتمرات “مجموعة أصدقاء سوريا التي هي في الحقيقة مجموعة أصدقاء المجلس الوطني السوري”، في حين أن “فصائل المعارضة السورية في الداخل لا تتفق مع هذا الموقف”.
“المجلس الوطني”
ومن المقرر ان تختار الهيئات القيادية لـ”المجلس الوطني السوري” المجتمعة في اسطنبول رئيساً جديداً لهذا التحالف الاكبر للمعارضة بعد استقالة رئيسه برهان غليون.
وتحدث عدد من مسؤولي المجلس عن “توافق” لاختيار عبد الباسط سيدا وهو كردي عضو في المكتب التنفيذي للمجلس ويوصف بأنه رجل “تصالحي” و”نزيه” و”مستقل”، ما لم تحدث مفاجأة.
الجيش السوري الحر يدعو للاضراب العام والعصيان المدني
بيروت: دعا “الجيش السوري الحر” ابناء الشعب السوري الى الاضراب العام وصولا الى العصيان المدني الشامل، وحث عناصر وضباط الجيش النظامي الذين لم “تتلطخ ايديهم” بدماء شعبهم على الالتحاق بصفوف المقاتلين المعارضين، بحسب بيان صدر اليوم الاحد.
وجاءت دعوة “الجيش السوري الحر” الذي يتألف بمعظمه من عدد من منشقين عن الجيش النظامي، في بيان حمل توقيع العقيد الطيار الركن قاسم سعد الدين، الناطق الرسمي باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر وقائد المجلس العسكري في حمص وريفها. وطلب البيان من ابناء الشعب السوري المشاركة في “التصعيد الثوري السلمي من خلال المشاركة في الاضراب العام ودعمه وتفعيله فهو اولى الخطوات نحو العصيان المدني الشامل”.
واشار الى ان المشاركة في الاضراب العام والعصيان المدني “لن تعني انتصار طرف على اخر بل انتصار سوريا العظيمة بابنائها”، مشددا على ان “الإضراب العام والعصيان المدني سلاح سلمي فتاك يهز عروش الطغاة والقتلة والمجرمين”.
وشملت الدعوة الى الاضراب العام كذلك “كل العاملين في الدولة في الداخل وفي الخارج” لكي “يعلنوا موقفا شجاعا دون خجل أو تردد”.
واعتبر “الجيش السوري الحر” انه “دقت ساعة التحرير وحان وقت التغيير”، موجها “النداء الى العسكريين ضباطا وصف ضباط وجنودا الذين لم تتلطخ اياديهم بدماء اهلهم وابنائهم وبناتهم للالتحاق بصفوف الثورة والانضمام الى صفوف الجيش السوري الحر”. وكرر الجيش السوري الحر بحسب البيان، التزامه الدفاع عن كل السوريين في الدفاع “دون أي تمييز قومي أو ديني أو طائفي”.
عمليات عسكرية
وواصلت القوات السورية الاحد عملياتها العسكرية حيث قامت بقصف احياء في مدينتي حمص (وسط) والحفة في ريف اللاذقية (غرب) فيما دارت اشتباكات في جنوب البلاد، حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان في بيانات متلاحقة.
ففي حمص، تتعرض احياء الخالدية وجورة الشياح واحياء اخرى “لقصف عنيف واطلاق نار من رشاشات ثقيلة ومتوسطة من قبل القوات النظامية التي تحاول اقتحام هذه الاحياء”.
واضاف المرصد ان القصف يترافق مع تحليق لطائرات الاستطلاع في سماء المدينة.
واوضح اناطلاق نار من قبل القوات النظامية اسفر عن مقتل مواطن في حي الخالدية الذي تقوم القوات بقصفه منذ الجمعة، ما ادى الى مقتل 12 شخصا امس السبت.
وفي ريف حمص، استشهد ثلاثة مواطنين اثر القصف الذي تعرضت له بلدة تلبيسة من قبل القوات النظامية التي تحاول اقتحام البلدة.
وكانت هذه القوات قد تكبدت خسائرة بشرية ومادية الايام الفائتة خلال اشتباكات.
كما قتل ناشط في منطقة القصير اثر القصف الذي تتعرض له المدينة.
وفي ريف اللاذقية (غرب)، تتعرض مدينة الحفة التي قفزت الى واجهة الاحداث في الايام الاخيرة، وقرى مجاورة لها لقصف عنيف من قبل القوات النظامية لليوم الخامس.
واشارت لجان التنسيق المحلية التي تشرف ميدانيا على الحركة الاحتجاجية في البلاد الى تجدد القصف المدفعي على المدينة بقذائف الهاون منذ الصباح.
ولفتت الى انقطاع تام للتيار الكهربائي عن المدينة والى تخوف الاهالي بسبب سوء الاوضاع الانسانية.
في ريف درعا (جنوب)، دارت اشتباكات فجر اليوم في بلدة الطيبة بين القوات النظامية و”مقاتلين من الكتائف الثائرة” ما اسفر عن مقتل عنصرين على الاقل من القوات النظامية.
ياتي ذلك غداة مقتل 83 مدنيا في مختلف المناطق السورية في حصيلة جديدة اوردها المرصد لضحايا اعمال العنف التي شهدتها البلاد.
لافروف: سندعم بسرور تنحي الأسد إذا توافق السوريون
درعا تتعرض للتدمير.. واشتباكات في اللاذقية وانفجارات بدمشق > أعضاء المجلس الوطني يتوافقون على سيدا «رئيسا جديدا»
بيروت: كارولين عاكوم موسكو: سامي عمارة
أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس، أن بلاده ستدعم «بسرور» تنحي الرئيس السوري بشار الأسد، إذا توافق السوريون على هذا الأمر. وقال لافروف في مؤتمر صحافي «إذا توافق السوريون أنفسهم على هذا الأمر، لا يمكننا إلا أن ندعم بسرور حلا مماثلا».
في غضون ذلك أعلنت الأمم المتحدة أن المراقبين الدوليين الذين توجهوا إلى موقع مجزرة القبير في سوريا «لم يجدوا أحدا فيها ولم يتمكنوا بالتالي من التحدث مع أي شاهد على المجزرة. رأوا آثار دماء على الجدران واشتموا رائحة قوية للحم محترق، إلا أنهم غير قادرين على تأكيد عدد القتلى».
ولفت المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي في بيان إلى أن المراقبين رأوا آثار آليات مصفحة ومنازل متضررة بشكل كبير نتيجة قصف الصواريخ وقذائف يدوية وأسلحة أخرى.
ميدانيا تعرضت درعا لتدمير على أيدي قوات النظام، وقالت لجان التنسيق إن المدينة عاشت ليلة دامية تعرضت خلالها لقصف عنيف تسبب في سقوط 17 قتيلا على الأقل.
وذكر ناشط أنه سمع دوي انفجارات خلال الليل في العاصمة دمشق بينما أغلق الطريق الرئيسي المؤدي جنوبا من دمشق إلى درعا بإطارات مشتعلة.
وفي اللاذقية تواصلت الاشتباكات، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان انه قتل منذ بداية القصف والاشتباكات 33 مدنيا.
في غضون ذلك وفي اجتماع الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري الذي بدأ في إسطنبول امس وينتهي اليوم، بات من الواضح توافق المكتب التنفيذي على عضو المجلس الكردي، عبد الباسط سيدا الذي وصف بـ«التصالحي» و«النزيه» و«المستقل»، لتولي الرئاسة خلفا لبرهان غليون.
درعا وحمص تحت القصف.. واللاذقية تكبد النظام خسائر في الأرواح والآليات
الأمم المتحدة: المراقبون رأوا دماء على الجدران في موقع مجزرة «القبير» واشتموا «رائحة قوية للحم محترق»
بيروت: كارولين عاكوم
وصل عدد قتلى أمس بحسب الحصيلة الأولية لهيئة الثورة السورية إلى 38 قتيلا سقطوا بنيران قوات النظام السوري في مختلف المناطق، معظمهم في درعا، وبينهم نساء وأطفال، بينما واصل المراقبون الدوليون البحث في مجزرة القبير بريف حماه، والتي ذهب ضحيتها 87 قتيلا.
وقالت لجان التنسيق إن مدينة درعا عاشت ليلة دامية تعرضت خلالها لقصف عنيف تسبب في سقوط 17 قتيلا على الأقل، وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن وقوع اشتباكات في البلدة بين الجيش والمعارضين.
وذكرت شبكة «شام» أن قوات الجيش السوري مدعومة بالآليات العسكرية اقتحمت مدينة درعا بعد منتصف ليل أمس وبدأت بقصفها بالمدفعيات وقذائف الهاون مما أدى لسقوط عدد كبير من القتلى والجرحى، في وقت يعاني فيه الأهالي نقصا حادا بالمعدات الطبية والأدوية والمستلزمات الصحية. ولفتت شبكة «شام» إلى أنه وبينما كان الأهالي وبعض الممرضين والأطباء يحاولون علاج الجرحى في مستشفيات ميدانية غير مجهزة وتفتقر لكثير من الأدوات، قطعت السلطات السورية الاتصالات عن المنطقة التي يعيش أهلها حالة من الرعب والخوف.
كذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قصف الجيش النظامي السوري على حي درع البلد السكني في مدينة درعا أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى، إصابات عدد منهم خطيرة. وقد اندلعت اشتباكات بين الجيش والمنشقين بعد هذا القصف وقطعت الاتصالات الخليوية في المدينة.
أما في محافظة دمشق وريفها فقد هز انفجار ضخم حي ركن الدين وتبعه إطلاق نار كثيف من قبل قوات الأمن. كما حاصرت قوات الأمن الشويكة وقبر عاتكة وشنت حملة اعتقالات عشوائية وفق ما ذكر الناشطون. كما اقتحمت قوات الأمن نهرعيشة بعد منتصف الليلة الماضية وأطلقت النار بشكل عشوائي على المنازل.
وتحدث الناشطون في محافظة حمص وريفها عن استمرار القصف العشوائي من قبل قوات الجيش لليوم الثالث على التوالي. مؤكدين تهديم بعض المنازل فوق رؤوس أصحابها، وإطلاق من مآذن المساجد بعد منتصف الليل نداءات استغاثة للأطباء والممرضين.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات النظامية واصلت قصفها ومحاولتها السيطرة على أحياء الخالدية وجورة الشياح والقرابيص والقصور الخارجة عن سيطرتها منذ أشهر، مؤكدا سقوط ستة قتلى في هذه الأحياء منذ منتصف ليل الجمعة السبت. كذلك، أشار المرصد إلى أن بلدة تلبيسة تتعرض لقصف من قبل القوات النظامية السورية التي تكبدت خسائر قبل أيام حيث سيطر مقاتلون من الكتائب الثائرة المقاتلة على حواجز للقوات النظامية في البلدة.
وفي محافظة درعا أيضا، ذكر المرصد أنه عثر على جثمان مواطن مذبوحا في أرض زراعية قرب بلدة داعل وقال ناشط من المنطقة إن الجثة تعود لشخص موال للنظام كان قد اختطف من قبل مسلحين مجهولين وعثر على جثمانه اليوم. وفي بلدة ابطع نفذت القوات النظامية السورية حملة مداهمات واعتقالات بحثا عن مطلوبين للسلطات السورية وترافقت الحملة مع إطلاق رصاص كثيف مما أدى إلى سقوط جرحى واعتقال تسعة مواطنين. ولفت المرصد إلى أنه تم قطع الاتصالات الخلوية عن المدينة، التي سقط فيها 17 قتيلا بينهم 10 إناث منهم طفلة تبلغ من العمر 12 عاما وطفلان 12 و13 سنة.
وفي دمشق، تحدث ناشطون عن وقوع اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام في كفرسوسة بدمشق وفي حرستا بريف دمشق. وذكر الناشطون أيضا أنه سمع في العاصمة دمشق بها دوي انفجارات خلال الليل بينما أغلق الطريق الرئيسي المؤدي جنوبا من دمشق إلى درعا بإطارات مشتعلة وسمع في الوقت نفسه صوت انفجار شديد في حي نهرعيشة وانفجار آخر في حي الزاهرة الجديدة وثالث في مدينة حرستا كان مصدره منطقة البساتين الفاصلة بين حي برزة بدمشق وحرستا التي شهدت اشتباكات عنيفة.
ولفت اتحاد تنسيقيات الثورة أن إضرابا شبه كامل شهده حي العسالي في دمشق تنديدا بالمجازر التي يرتكبها النظام في درعا والقابون وبقية المدن المنكوبة وحدادا على شهداء حي القدم.
وفي محافظة اللاذقية قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن شخصين قتلا إثر القصف الذي تتعرض له مدينة الحفة وقرى مجاورة لها من قبل القوات النظامية السورية التي تحاول اقتحام المنطقة منذ 4 أيام كما قتل خلال القصف والاشتباكات 33 مواطنا مدنيا بينهم 3 نساء و17 مقاتلا من الكتائب الثائرة المقاتلة وقتل ضابط منشق وتكبدت القوات النظامية خسائر فادحة بالأرواح والعتاد وأكدت مصادر طبية المعلومات وأن عدد الذين سقطوا من القوات النظامية خلال الاشتباكات في منطقة الحفة خلال الأيام الـ4 الفائتة بلغ 46 عنصرا بينهم ضباط كما أصيب أكثر من 120 بجروح. وهذا ما أكده أيضا، عمار الحسن، عضو اتحاد التنسيقيات لـ«الشرق الأوسط» قائلا: «لليوم الخامس على التوالي يشتد القصف على منطقة الحفة من قبل قوات النظام التي تستخدم كل أنواع الأسلحة ولا سيما القصف المدفعي والمروحي والهاون، لافتا إلى وقوع انفجارات متنقلة في الحفة ومعظم القرى المجاورة، فيما كانت سحب الدخان تغطي المنطقة». وأضاف: «في حين لا تزال الاشتباكات مستمرة منذ الصباح، نجح الجيش السوري الحر في الاستيلاء على آليات (باردي إم) ومصفحتين لقوات النظام». ولفت الحسن إلى أن عدد القتلى بين المواطنين في الحفة وصل إلى 65 قتيلا، خلال خمسة أيام، فيما قتل من الجيش النظامي ما لا يقل عن 200 عنصر. وشدد على أن أهالي الحفة يعيشون أوضاعا معيشية مأساوية، ويستنجدون بالعالم لمساعدتهم في ظل غياب المعونات والمساعدات الغذائية والحليب وغياب الكهرباء والماء. وفي دوما، ذكر اتحاد تنسيقيات الثورة أن قوات النظام نفذت انتشارا أمنيا بأعداد كبيرة على طول شارع جمال عبد الناصر وعمليات دهم على معظم البيوت في منطقة خلف البلدية واعتقالات واسعة في صفوف الشباب والرجال.
وسمع اللبنانيون، في المنطقة الحدودية المحاذية لوادي خالد في شمال لبنان، أصوات رشقات رصاص وقذائف داخل المنطقة السورية، حيث أفيد عن اشتباكات عنيفة وقعت بين الجيش السوري النظامي ومجموعات مسلحة.
في المقابل، وفي حين قال مسؤولون في الأمم المتحدة إنهم يعتقدون بأن القوات الحكومية تقف وراء الهجوم الذي وقع في قرية تسكنها غالبية سنية محاطة بتجمعات علوية موالية للرئيس بشار الأسد، أعلنت الأمم المتحدة أن المراقبين الدوليين الذين توجهوا إلى موقع مجزرة القبير في سوريا رأوا آثار دماء على الجدران واشتموا «رائحة قوية للحم محترق»، إلا أنهم غير قادرين على تأكيد عدد القتلى.
ولفت المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي في بيان إلى أن المراقبين رأوا آثار آليات مصفحة ومنازل متضررة بشكل كبير نتيجة قصف لصواريخ وقذائف يدوية وأسلحة أخرى، وأضاف المتحدث بحسب ملخص الزيارة التي أجراها المراقبون إلى القبير: «في بعض المنازل، كان بالإمكان رؤية دم على الجدران والأرض، وكان ثمة نيران خارج بعض المباني وانتشرت في الهواء رائحة قوية للحم محترق». مع العلم أن البلدة كانت فارغة من سكانها خلال زيارة المراقبين الذين لم يتمكنوا بالتالي من التحدث مع أي شاهد على المجزرة. وفي وقت نقل فيه عن ناشطين أن القوات الحكومية نقلت الجثث الخميس بينما كان المراقبون الدوليون يحاولون التوجه إلى القرية، أشار نيسيركي إلى أن سكانا من القرية المجاورة توجهوا للقاء مراقبين و«أخبروهم بما سمعوه وتحدثوا عن أقارب فقدوهم»، وأوضح المتحدث الدولي أن «الظروف المحيطة بهذا الهجوم لا تزال غير واضحة، فهوية وعدد الأشخاص القتلى لا يزال غير مؤكد، والمراقبون يواصلون العمل للتحقق من بعض الوقائع». مؤكدا أن حواجز الجيش السوري أوقفت المراقبين «وفي بعض الحالات طلبت منهم العودة».
إلى ذلك أكد شهود عيان في البقاع، أمس، أن دبابة للجيش النظامي السوري دخلت إلى الأراضي اللبنانية في خراج بلدة ينطا (قضاء راشيا) الحدودية مع سوريا، في اختراق يُسجل لأول مرة على هذا الصعيد في هذه المنطقة الحدودية الواقعة في البقاع الغربي. ونقل موقع «لبنان الآن» الإلكتروني عن شهود عيان قولهم إن الدبابة «تمركزت في محلة دف اللوز، حيث عمل العناصر السوريون على نصب خيمة عسكرية قربها».
وفي سياق منفصل، أدخل ثمانية جرحى سوريين إلى مستشفيين في بعلبك وطرابلس، بعد نقلهم صباح أمس من محلة مشاريع القاع، وبين الطرق الجبلية إلى داخل الأراضي اللبنانية.
عدد المجازر يتصاعد بالتوازي مع تصاعد الضغوط الدولية
مجزرة الحولة نقطة تحول في سلسلة القتل الجماعي المروع
لندن: «الشرق الأوسط»
يلاحظ المتابع للوضع السوري أن عدد المجازر التي يرتكبها نظام الأسد تصاعد بالتوازي مع تصاعد الضغوط الدولية المطالبة للأسد بالرحيل، ويقول أحد الناشطين في التنسيقيات إن «المجازر المروعة زادت مع ازدياد الضغوط الدولية على نظام الأسد ومطالبته بالرحيل»، ولذا فهو يتوقع المزيد من المجازر في الأيام المقبلة.
ولم تكن المجازر قد توقفت بعد عندما نفذ المتظاهرون الشباب في مدينة بنش لوحة فنية ضخمة ليد ترفع شارة النصر، وهي عبارة عن قطع تحمل كل واحدة منها اسم مجزرة من المجازر التي ارتكبها النظام خلال عام ونحو أربعة أشهر من عمر ثورتهم، كان ذلك يوم «جمعة أطفال الحولة» الموافق 1 يونيو (حزيران) الماضي، بعد أسبوع من وقوع مجزرة الحولة في 25 مايو (أيار) الماضي، وراح ضحيتها أكثر من 110 أشخاص، بينهم خمسون طفلا و36 امرأة، منهم من قضى ذبحا بأدوات حادة ومنهم بإطلاق رصاص قريب. تألفت لوحة شباب بنش (اليد بإشارة علامة النصر) من 27 قطعة، أي 27 مجزرة. وعلى الرغم فداحتها جميعها، فإن مجزرة الحولة شكلت نقطة تحول كبيرة في السياسة الدولية تجاه ما يحصل في سوريا، حيث تنامت فجأة المخاوف من تكرار هذه المجازر البشعة، وتم اتخاذ حزمة إجراءات جديدة تجاه النظام السوري، مع تكثيف التحرك الدبلوماسي، إلا أن ذلك لم يمنع وقوع مجزرة أخرى مماثلة ببشاعتها، فاليوم التالي لمجزرة الحولة قتل نحو أربعين شخصا من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، في قصف عنيف على حي مشاع الفروسية بمدينة حماه، كما قضى أكثر من 28 شخصا في قصف عنيف على منطقة الحفة بمحافظة اللاذقية في 4 من يونيو الحالي، ووجدت ثلاث جثث في الغابة خارج البلدة. وفي يوم 6 يونيو، قتل نحو 78 شخصا في مزرعة القبير في ريف حماه، وثق منهم 56، غالبيتهم من النساء والأطفال، منهم من قتل بالرصاص ومنهم قضى بأدوات حادة أو حرقا في تكرار حرفي لمجزرة الحولة، ومنعت السلطات السورية المراقبين الدوليين من الوصول إلى موقع المجزرة، وقال ناطق باسم الأمم المتحدة إن المراقبين الدوليين الذين تفقدوا موقع مجزرة القبير بريف حماه تحدثوا عن «رائحة لحم محترق وعن آثار دماء على جدران المنازل هناك».
ويقول مراقبون إنه بعد مجازر بابا عمرو في حمص قبل ثلاثة أشهر ومنذ مجزرة الحولة وما تبعها في دير الزور وما سبقها في كفر عويد ولحقها في خان شيخون في إدلب من قتل للمشيعين والأهالي في قصف عنيف، وصولا إلى مجزرة القبير في ريف حماه – بات المجتمع الدولي يعبر جديا عن تخوفه من شيوع نهج القتل الجماعي بأيدي الشبيحة وقوات الأمن السورية، وتنامت المخاوف من اندلاع حرب أهلية على خلفية الطابع الطائفي الذي تتسم به تلك المجازر، سبق مجزرتي الحولة والقبير مجازر مماثلة في حمص في أحياء كرم الزيتون والعدوية والرفاعي، حيث استبق القصف على حي بابا عمرو خلال شهر فبراير (شباط) الماضي بمجزرة في حي الخالدية، قتل أكثر من مائة شخص نتيجة القصف، وعدا الضحايا الذين سقطوا في قصف عنيف استمر 26 يوما على حي بابا عمرو، الذي بلغ أوجه في يوم 22 فبراير، ليبلغ عدد القتلى في هذا اليوم ستين قتيلا، بينهم صحافية أميركية ومصور فرنسي معروفان، كما استخدمت في القصف صواريخ سكود للمرة الأولى. وارتفعت أعداد القتلى مجددا في أيام شهر فبراير الأخيرة، ثم بدأ الجيش بمحاولة اقتحام حي بابا عمرو في 29 فبراير، وفي 1 مارس (آذار) أعلن «الجيش الحر» انسحابه. وفي 12 مارس، ارتكبت مجزرة في حي كرم الزيتون راح ضحيتها ما لا يقل عن خمسة وأربعين مدنيا قتلوا ذبحا بالسكاكين، كما طالت المجزرة حيَّي العدوية والرفاعي المجاورين، وتجاوز عدد القتلى المائة قتيل معظمهم من الأطفال والنساء. وبينهم عائلات بأكملها. وقد تسببت أنباء مجزرة كرم الزيتون والانتهاكات التي جرت هناك في حركة نزوح جماعية ضخمة جدا للمدنيين من أغلب أحياء مدينة حمص، فباتت حاليا أحياء بابا عمرو وباب السباع والصفصافة ومجمل حمص القديمة فضلا عن القصور والخالدية وكرم الزيتون، مناطق شبه مهجورة وخالية من السكان. المتابع لتطور الأحداث في سوريا يلاحظ أن المجازر لم تتوقف في البلاد منذ بدء الأحداث في درعا في 18 مارس 2011، لكنها في الأشهر الأربعة الأخيرة تكثفت، ومنذ مذبحة كرم الزيتون باتت تأخذ طابعا متوحشا، إذ لم يعد القتل الجماعي جراء القصف هو ما يسم المجازر، بل تحولت لتأخذ طابعا طائفيا مروعا، من خلال استخدام أدوات حادة سكاكين وفؤوس بالإضافة للرش بالرصاص، وحرق البيوت بسكانها. ويتهم ناشطون نظام الأسد بدفع البلاد إلى حرب أهلية، التي تمثل له طوق نجاة أخير.
لافروف: خطة أنان تتعثر.. لكن لا بديل لها
دعا إلى مؤتمر دولي.. وتوقع «انقسام العالم الإسلامي بين الشيعة والسنة» في حال فشل حل الأزمة السورية
موسكو: سامي عمارة
أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس، أن بلاده ستدعم «بسرور» تنحي الرئيس السوري بشار الأسد، إذا توافق السوريون على هذا الأمر. وقال لافروف في مؤتمر صحافي: «إذا توافق السوريون أنفسهم على هذا الأمر، لا يمكننا إلا أن ندعم بسرور حلا مماثلا».
كما أقر لافروف، أمس، بأن خطة أنان تتعثر، إلا أنه أكد أن الكرملين لا يرى بديلا لها. وقال إن «خطة التسوية بدأت في التعثر بشكل خطير.. ولا نرى بديلا لتطبيق هذه الخطة».
كما جدد وزير الخارجية الروسية دعوة بلاده إلى عقد مؤتمر دولي حول الأوضاع في سوريا، بهدف تقديم الدعم اللازم إلى أطراف الأزمة السورية، من أجل بدء الحوار فيما بينهم، والبحث عن السبل اللازمة للخروج من المأزق الراهن. وقال في مؤتمر صحافي دعا (فجأة) إلى عقده مساء أمس إن المؤتمر لا يعني بأي حال من الأحوال الاعتراف بفشل خطة كوفي أنان، مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية، مشيرا إلى ما حققه أنان وفريقه من نجاح منذ بدء مهمته في 12 أبريل (نيسان) الماضي.
وطالب الوزير الروسي بانضمام جيران سوريا إلى المؤتمر الدولي المقترح ومنها العراق والأردن ولبنان وتركيا وإيران فضلا عن الجامعة العربية والأقطاب الرئيسيين، التي أشار منها إلى المملكة العربية السعودية وقطر فضلا عن أعضاء مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الإسلامي.
وقال إن المؤتمر المقترح يمكن أن يتم على مراحل، ومنها عقد مجموعات الخبراء لبحث الشكل الأمثل وتحديد آفاق العمل في هذا الاتجاه، مشيرا إلى ضرورة توفير الأرضية الإعلامية اللازمة لإنجاحه والابتعاد عن تأجيج الأجواء وتصوير نشاط المجموعات المسلحة الإرهابية وكأنه «أعمال بطولية».
وأضاف أنه من الضروري التركيز على الأساليب الرامية إلى حفز الحوار بعيدا عن الدعوات إلى التدخل العسكري الخارجي، وتطبيق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وترديد الاتهامات دون قرائن أو أدلة، والكف عن الحديث حول أن روسيا يمكن أن تضغط على الرئيس السوري بشار الأسد.
وإذ حذر لافروف من مغبة محاولات إحباط خطة المبعوث الأممي أنان، وتأكيد أن النظام السوري عاجز عن السيطرة على الأوضاع هناك اتهم لافروف عددا من الأجهزة والمؤسسات والقنوات الإعلامية العربية بتأجيج الأوضاع، ودعم المعارضة وانتقد قطع إرسال القنوات الإعلامية السورية، واعتبر ذلك تطاولا على الديمقراطية وحرية الكلمة.
وأكد الوزير الروسي أن «موقف بلاده من الأزمة السورية لم يتغير، وأنها لن تسمح بأي حال من الأحوال بأن يوافق مجلس الأمن على استخدام القوة في سوريا»، معيدا إلى الأذهان ما سبق وجرى في العراق وليبيا. وإذ أعرب عن قلق روسيا تجاه اقتراب سوريا من شفا الحرب الأهلية في الآونة الأخيرة، حذر لافروف من نشاط من وصفهم بـ«اللاعبين الخارجيين»، الذين قال: «إنهم يساندون بشكل علني المجموعات المسلحة للمعارضة ويطالبون في الوقت ذاته المجتمع الدولي باتخاذ خطوات حاسمة لتغيير النظام في الجمهورية العربية السورية». وأكد لافروف أن «اللاعبين الخارجيين يشجعون المعارضة على القيام بأعمال قتالية واللجوء إلى «أساليب عنيدة واستمرار العمليات القتالية، الأمر الذي يخلق لدى هؤلاء المعارضين الأمل في تكرار السيناريو الليبي».
وأضاف أن «موسكو تبدي قلقا جديا لازدياد نشاط الشبكات الإرهابية الدولية على الأراضي السورية، مشددا على أن مسؤولية ما يحدث في سوريا لا تقع فقط على عاتق الحكومة. ففي الكثير من الأحيان ما يحدث هو نتيجة لتصرفات من لا يوقف تمويل الميليشيات المسلحة غير القانونية ويجند المرتزقة ويساعد على تهريبهم عبر الحدود، ويسترسل في اللعب مع مختلف أنواع المتطرفين للتوصل إلى أهدافه الجيوسياسية الخاصة». كما أشار إلى أن هذه الأهداف تُحدد بقدر كبير انطلاقا من عامل الطائفية، على حد تعبيره. وكان وزير الخارجية الروسية توقف بالمزيد من التفاصيل عند الاعتداءات على مقار المؤسسات والخبراء الروس في سوريا، مشيرا إلى مسؤولية المجموعات المسلحة عن هذه الاعتداءات، وإن لم ينف مسؤولية الحكومة السورية، التي قال إنها تتحمل «المسؤولية الأكبر».
ولم يستبعد المسؤول الروسي احتمالات اللجوء إلى «السيناريو اليمني» شريطة أن يتفق أطراف الحوار حول مثل هذا السيناريو، معيدا إلى الأذهان أن ما حدث في اليمن كان نتيجة اتفاق الأطراف اليمنية حول هذا الحل الذي نص على رحيل الرئيس. ونفى لافروف إمداد بلاده للنظام السوري بأي أسلحة يمكن استخدامها ضد المتظاهرين، مؤكدا أن موسكو لن تقدم مثل هذه الأسلحة حتى في حال طلبها.
وقال إن ما تقدمه بلاده إلى سوريا هو أنظمة دفاعية ومعظمها في مجال الدفاع الصاروخي وبموجب عقود موقعة في السابق، ولا تتعارض مع الاتفاقيات والمواثيق الدولية. وبهذا الصدد تندر لافروف بما سبق وجرى بالنسبة لليبيا حيث التزم الجميع بالحظر المفروض على صادرات السلاح إلى ليبيا، في نفس الوقت الذي كانت تقوم فيه بعض الدول بإمداد المعارضة بكل أنواع الأسلحة، بينما أشار أيضا إلى وجود مثل هذه الدول والمصادر التي تقوم اليوم بإمداد المعارضة والمجموعات المسلحة السورية، ليس فقط بالأسلحة، بل وبكل أنواع العتاد والمال. وأشار إلى أن ما يسمى بمجموعة «أصدقاء سوريا» هو في واقع الأمر مجموعة «أصدقاء المجلس الوطني». وحول انضمام إيران إلى المؤتمر الدولي، أشار لافروف إلى ضرورة ذلك، وهو ما بحثه نائباه ميخائيل بوغدانوف وغينادي غاتيلوف مع فريد هوف مبعوث الخارجية في موسكو. وقال إن «إيران دولة فعالة وذات تأثير على الحكومة السورية»، مشيرا إلى أن الإدارة الأميركية المعروفة ببراغماتيتها سبق وتعاملت مع إيران، واتفقت معها حين كان الأمر يتطلب تأمين قواتها في العراق.
وكان لافروف حذر من أخطار انهيار الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي من أجل وضع حد للأزمة الراهنة في سوريا، مشيرا إلى أن موسكو تتوقع وفي حال احتمالات الفشل «انقسام العالم الإسلامي بين الشيعة والسنة»، على حد قوله.
روسيا تستغل الأزمة السورية لتعزيز نفوذها الدولي
يصر المسؤولون الروس على أن سقوط نظام الأسد سينبئ بشيء أسوأ بكثير
موسكو: إيلين باري*
حققت الورطة الدولية التي تحيط بالأزمة السورية بعض الترضية للشكاوى القديمة في هذه المدينة، ولكن بطريقة مخيفة, فبعد سنوات من السخط على الحملات التي يقودها الغرب لإجبار الزعماء على الخروج من السلطة، انتهزت روسيا الفرصة وفرضت وجهة نظرها.
وهذه المرة، لم يعد من الممكن تجاهل اعتراضاتها كما حدث حينما بدأ حلف شمال الأطلسي «الناتو» ضرباته الجوية في ليبيا، أو حينما شنت قوات التحالف التي شكلها الغرب هجمات عسكرية في العراق وصربيا. وبدلا من ذلك، جاء المجتمع الدولي بنفسه ليقف على باب روسيا.
فقد قام مسؤول كبير من وزارة الخارجية الأميركية، أول من أمس، بزيارة موسكو، ويرجح أن تكون هذه الزيارة بهدف إقناع الكرملين بإعادة النظر في موقفه، والمشاركة في محاولة لترتيب عملية انتقالية من حكم الرئيس بشار الأسد في سوريا، التي ظلت منذ وقت طويل حليفة للدب الروسي. وفي التصريحات التي أعقبت اللقاء، بدا كبير المفاوضين الروس صلبا في موقفه، حيث قال لأحد الصحافيين إن موقف موسكو هو «مسألة مبدأ».
وقد ذكر زعماء روسيا، مرارا وتكرارا، أن هدفهم هو الحيلولة دون غياب الاستقرار، وليس دعم بشار الأسد، ولمحوا إلى أن روسيا ستقبل بتغيير القيادة في سوريا، شريطة أن يتم هذا التغيير بيد السوريين أنفسهم، وألا يفرض عليهم من الخارج، وهو احتمال مستبعد في بلد يمزقه العنف.
وبعيدا عن الإحساس بالرضا، لأنها أجبرت الآخرين على الإذعان لموقفها، فإن روسيا بهذا تعرض نفسها لمخاطرة كبيرة؛ فالكرملين، الذي نجح في أن يجعل من نفسه لاعبا رئيسيا في الصراع، واقع تحت ضغط ضرورة تقديم بدائل. وتواجه موسكو شعورا بالإحباط في العواصم الغربية، التي تنظر إليها على أنها متواطئة مع القوات الموالية لبشار الأسد في قتل المدنيين، كما تواجه حالة متزايدة من النفور لدى شركاء روسيا في العالم العربي، الذين يعتبرون أن موسكو تتدخل لمساعدة الطغاة.
ويقول جورجي ميرسكي، الباحث في شؤون الشرق الأوسط لدى «الأكاديمية الروسية للعلوم» في موسكو: «في معظم الدول العربية، أكثرية السكان يؤيدون الثوار بالطبع ويعارضون الديكتاتور، وبالتالي فقد تأثرت سمعتنا بشدة. إذا تمكن بشار الأسد من الفوز بالحرب، وإذا ظل في السلطة، فإن أكثرية السكان في الدول العربية سوف تلوم روسيا على هذا، بالطبع، وسوف تتأثر سمعتنا. ولكن إذا تم خلعه أيضا، فسوف يلوم الكثيرون روسيا على أي حال».
وقد تم تصوير الثورتين المصرية والتونسية في روسيا على أنهما ثورتان خاصتان إلى حد كبير، حيث قادهما شباب يشعر بالإحباط بسبب توقعاته الاقتصادية. إلا أن النزاع في سوريا ينظر إليه بنظرة مختلفة كلية، حيث يصور على أنه مخطط من دول أخرى في الغرب والعالم العربي، وأنه يساعد على صعود التيار الإسلامي المتشدد.
وعلى الرغم من تصاعد حصيلة الضحايا في سوريا؛ إذ تقدر الولايات المتحدة أن يكون عدد القتلى قد تجاوز 100 ألف شخص، يصر المسؤولون الروس دوما على أن سقوط نظام بشار الأسد سوف ينبئ بشيء أسوأ بكثير.
وفي حوار أجري معه مؤخرا، أوضح أليكسي بوشكوف، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الروسي: «كما تعلمون، حينما كنا نخوض الحرب في الشيشان، ما كنا نسمعه هو أننا نستخدم القوة المفرطة، وأن المدنيين يموتون. ولكن ما كان على المحك هو ما إذا كنا سنتبع السيناريو اليوغوسلافي أم لا، والسيناريو اليوغوسلافي كان أكثر دموية بكثير».
ولكن في المقابل، فإن تصعيد حدة العنف مؤخرا من قبل قوات أمن النظام، الذي يوجه في مرات كثيرة ضد النساء والأطفال، وضع روسيا في موقف محرج من أجل طرح بدائل.
وتمثل المحادثات التي جرت، أول من أمس، بين مبعوث كبير من وزارة الخارجية الأميركية، هو فريد هوف، ونائبي وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف وغينادي غاتيلوف، محاولة لإيجاد حالة من الإجماع على ضرورة إجراء عملية انتقالية في سوريا.
وقد أوصى أحد المحللين باتباع نموذج اتفاقية دايتون للسلام، التي أبرمت عام 1995 وأنهت حربا عرقية شرسة في يوغوسلافيا السابقة. ومن الممكن أن تلعب روسيا دورا أساسيا في ضمان المحافظة على النظام العام أثناء إجراء عملية انتقالية سياسية، بما لها من روابط عميقة مع قادة الجيش السوري، الذين تعلم الكثيرون منهم في الاتحاد السوفياتي.
ويقول فيودور لوكيانوف، المحرر المتخصص في الشأن الروسي في مجلة «غلوبال أفيرز» الإلكترونية: «المطلوب بالنسبة لسوريا هو شيء مثل اتفاقية دايتون، ليس من أجل إسقاط الأسد فحسب، بل من أجل وضع نموذج جديد للحكم في سوريا، لأن الديمقراطية لن تؤدي إلى حل. روسيا لديها تأثير على الأسد أكبر من أي أحد آخر. السؤال هو هل سيتحلى أحد بما يكفي من الصبر كي يحاول تنفيذ هذا؟» وعقب خروجه من اللقاء يوم الجمعة الماضي، صرح بوغدانوف بأنه لا يتوقع التحرك إلى ما هو أبعد من خطة وقف إطلاق النار ذات النقاط الست التي قدمها الأمين العام السابق للأمم المتحدة، كوفي أنان، والتي لا تستلزم تنحي بشار الأسد عن السلطة.
وألقى بوغدانوف مسؤولية استمرار العنف على قوات المعارضة والدول الأجنبية، التي قال عنها إنها «تعبث بالمتطرفين والمتشددين بمختلف أنواعهم سعيا وراء تحقيق أهدافها الخاصة». وردا على سؤال عما سيحدث إذا تدخلت قوات دولية دون تفويض من مجلس الأمن، قال إن هذه ستكون «كارثة على منطقة الشرق الأوسط بأكملها».
وإذا كانت التكاليف تتصاعد على روسيا، فإن الرئيس فلاديمير بوتين لديه أيضا أسباب داخلية قوية تجعله يرفض تغيير موقفه، حيث لم يستطع سلفه، ديمتري ميدفيديف، أن يحافظ على ماء وجهه أمام المتشددين داخل الحكومة بسبب قراره عدم التحرك للحيلولة دون التدخل الغربي في ليبيا، مما أدى إلى سلسلة متتابعة من الأحداث بلغت ذروتها بمقتل العقيد معمر القذافي، الذي كان هو الآخر حليفا لروسيا. وينطوي قبول تنفيذ خطة انتقالية في سوريا على مخاطرة بأن يلقى بوتين مصيرا مماثلا، كما سيعني أيضا التراجع عن موقف ما زال يحظى بتشجيع أوساط السياسة الخارجية هنا.
ويقول فيتالي ناومكين، مدير «معهد الدراسات الشرقية» التابع لـ«الأكاديمية الروسية للعلوم»: «من دون دعم روسيا، كان سيسقط، وكان التدخل سيأتي بعد ذلك. من دون دعم روسيا، كان سيخلع من السلطة. وبالتالي، فقد أثبتت روسيا أنه يمكنها منع بعض الأحداث في المنطقة، وهي في رأينا أحداث ليست غير مرغوب فيها فحسب، ليس لأننا نعشق الأسد، ولكن لأننا نريد الاستقرار في هذه المنطقة، ونحن نرى أن هذه النوعية من الترتيبات السياسية قد تؤدي إلى عواقب وخيمة».
* خدمة «نيويورك تايمز»
كلينتون: رحيل الأسد هو الحل الوحيد للمشكلة السورية
محادثات في واشنطن حول «الحل اليمني».. والخلافات مع موسكو على ضم إيران لبحث مستقبل سوريا
واشنطن: محمد علي صالح
بينما قالت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية، إن رحيل الأسد هو الحل الوحيد للمشكلة السورية، قالت المتحدثة باسم الخارجية إن سوزان رايس، السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، تعمل بتنسيق مع رئاسة الخارجية لبحث الخطوة التالية في مجلس الأمن.
وكانت كلينتون قالت، إشارة إلى مذبحة القبير، إن «الأسد ضاعف وحشيته ونفاقه، ولا يمكن لسوريا أن تكون سلمية، أو مستقرة، أو ديمقراطية بالتأكيد حتى يذهب الأسد». وأضافت: «أولا، يجب أن تنفذ الحكومة السورية جميع النقاط الست في مبادرة أنان (مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا)، بما في ذلك وقف حقيقي لإطلاق النار، توافق عليه وتحترمه كل الأطراف. ثانيا، يجب أن يسلم الأسد السلطة، ويغادر سوريا. ثالثا، يجب إقامة حكومة مؤقتة تمثل الشعب السوري عن طريق التفاوض».
ورغم أن كلينتون لم تقل مباشرة، قالت مصادر إخبارية أميركية، إن الحديث عن مغادرة الأسد لسوريا هو إشارة إلى ما صار يعرف بأنه «الحل اليمني»، حيث سلم الرئيس السابق علي عبد الله صالح الحكم إلى نائبه، وغادر اليمن، وإن الإشارة إلى الحكومة المؤقتة إشارة، أيضا، إلى الحل اليمني، توقعا لانتخابات حرة ونزيهة تنهي نظام الأسد، وتنهي، أيضا، المرحلة الانتقالية، وإنه يمكن أن يكون هناك فرق بين نظام الأسد بقيادة الأسد، ونظامه من دونه، بشرط أن يكون مؤقتا.
وقالت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، إن اجتماع كلينتون مع أنان كان عن «صياغة استراتيجية موحدة لانتقال سياسي (في سوريا)، وعن وحدة دولية وراء خطة يمكن تنفيذها في سوريا، تمشيا مع الشعور بالسرعة، كما أعلن المبعوث الخاص (أنان)، وتركيزا على أهمية الوقوف مع السوريين الذين عانوا وماتوا من أجل التغيير».
وعن الموقف الروسي، قالت إن واشنطن تعمل على «تشجيع الروس للعمل معنا في استراتيجية سياسية مشتركة».. وأشارت إلى وجود المستشار الخاص للوزيرة عن سوريا، فرد هوف، في موسكو. وقالت إن الجهود تتركز على «نوع من وحدة المواقف» حول المضي قدما إلى الأمام، وعلى وضع خطة لـ«سوريا بعد الأسد».
وعن الاقتراح الروسي بضم إيران إلى مجموعة الدول التي ستناقش الخطوة التالية في سوريا، أشارت المتحدثة إلى تصريحات كلينتون في الأسبوع الماضي في إسطنبول، حيث قالت إنه «من الصعب جدا أن نتصور أن بلدا يلعب دورا متطرفا في دعم وارتكاب العنف يمكن أن يكون بناء في وقف العنف».
وفي إجابة عن سؤال، خلال المؤتمر الصحافي اليومي، عن تأييد أنان لضم إيران، وعن تصريحات مؤيدة من سوزان رايس، سفيرة أميركا لدى الأمم المتحدة، قالت المتحدثة إن الوزيرة حددت الموقف الأميركي، وإن رايس تعمل، بالطبع، بتنسيق مع رئاسة الخارجية. وأضافت أن دور إيران الإيجابي يبدو مستحيلا، لأن «إيران في هذه اللحظة، ترسل العتاد وتقدم المشورة للنظام السوري، وللشبيحة الذين يرتكبون العنف. لهذا، نحن لسنا في وضع يمكن أن نعتقد فيه أن إيران يمكن أن تكون بناءة».
وفي سؤال عن منع إيران وقبول روسيا في اللجنة المتوقعة «بينما الدولتان تدعمان نظام الأسد»، قالت نولاند: «يتفاخر الإيرانيون علنا بالمشورة، والدعم المادي، والتقنيات، والتكتيكات التي يرسلونها إلى النظام السوري. إنهم فخورون بدورهم في دعم النظام الذي يستخدم العنف». وأضافت: «لكن مع الروس المشكلة ليست في دعم العنف، ولكن في البحث عن أفضل طريقة لوضع حد للعنف».
المجلس الوطني السوري يتوافق على عبد الباسط سيدا رئيسا جديدا له
قال لـ «الشرق الأوسط»: اختياري دليل على أن السوريين تجاوزوا الطائفية التي يحاول النظام تغذيتها
بيروت: كارولين عاكوم
في اليوم الأول لاجتماع الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري، الذي يعقد في إسطنبول، بات من الواضح توافق المكتب التنفيذي على عضو المجلس الكردي، عبد الباسط سيدا، الذي وصف بـ«التصالحي» و«النزيه» و«المستقل»، لتولي الرئاسة خلفا لبرهان غليون، الذي استقال نتيجة الانتقادات الواسعة التي تلت انتخابه للمرة الثالثة على التوالي، وذلك منذ تأسيس المجلس في أكتوبر (تشرين الأول) 2011.
وفي حين أكد سيدا لـ«الشرق الأوسط» التوافق عليه بين أعضاء المكتب التنفيذي للمجلس، لفت إلى ضرورة انتظار إجراء الانتخابات التي قد تشهد مفاجآت غير متوقعة.
وردا على سؤال حول أهمية اختيار شخصية كردية لتولي المجلس، قال هذا الاختيار دليل واضح على أن السوريين بلغوا درجة عالية من النضج التي تضع المواطنة في الأولوية وتجاوزوا النعرات والانقسامات الطائفية التي يحاول النظام تغذيتها وصولا إلى الحرب الأهلية»، مضيفا: «من هنا نؤكد أن المجتمع السوري لا يزال محصنا ضد الطائفية ومتوافقا على مبادئ الثورة للوصول إلى وطن ديمقراطي مدني يجمع كل الطوائف والأحزاب».
وفي حين ثمن سيدا عمل المجلس الوطني برئاسة برهان غليون في المرحلة السابقة، أكد المضي قدما للعمل في سبيل تحقيق أهداف الثورة والتواصل مع مختلف فصائل المعارضة بهدف توحيدها، وهذا ما كان قد بدأ العمل عليه ليكون مقدمة للقاء أو مؤتمرا موسعا يكون تحت رعاية الجامعة العربية».
من جهته، قال زهير سالم، الناطق الإعلامي باسم الإخوان المسلمين في سوريا، لـ«الشرق الأوسط»: «كل أعضاء المكتب التنفيذي في الأمانة العامة للمجلس يتمتعون بالمواصفات التي تؤهلهم لتولي الرئاسة، إضافة إلى أن العمل في المجلس الوطني ليس فرديا بل جماعي. مع العلم أنه في الدورة السابقة انتخب برهان غليون، أما اليوم ففضلوا الانتقال من الانتخاب إلى التوافق الذي لا بد منه في نهاية المطاف، ونحن كإخوان مسلمين، ليس لدينا مشكلة مع الأكراد ولا نعتبرهم أقلية، ولا نرى في عبد الباسط سيدا إلا الشخصية المعارضة المحترمة التي تتمتع بمصداقية وتقدير من قبل الجميع، بعيدا عن أي اعتبارات عنصرية لأن عقيدة الإنسان وفكره يحددان شخصية الفرد وليس انتماءه الديني».
ورفض سالم القول إن الإخوان المسلمين كانوا وراء عدم انتخاب جورج صبرا، قائلا: «الخلفية الدينية لم ولن يكون لها دور في هذا الاختيار، لكن يبدو أنه دائما هناك نزعة لإلقاء اللوم على الإخوان المسلمين، ولم نكن إلا الرقم المرجح، في وقت حصل فيه صبرا على 11 صوتا وغليون 21 صوتا. وعن عدم ترشيح «الإخوان» أي عضو منهم لموقع الرئاسة، أجاب سالم: «نرى أن الوقت الآن ليس مناسبا لذلك، ولا بد للإنسان أن يمتلك الحكمة في ذلك، ولا سيما في ظل موجة التخويف من الإسلاميين، التي لا تمت إلى الواقع بصلة، لذا نفضل اليوم، وبعد 40 سنة من تشويه الصورة التي يقوم بها النظام، التأكيد على أننا مواطنون حقيقيون يسعون للمصلحة العامة بعيدا عن الطائفية والمذهبية، وذلك من خلال تواصلنا مع المواطنين وكل مكونات المجتمع».
من جهته، قال وائل مرزا، عضو المجلس الوطني، لـ«الشرق الأوسط»: «تم التوافق على عبد الباسط سيدا، وهو شخصية أكاديمية معارضة له علاقات مميزة مع مختلف الأطراف المعارضة»، مضيفا: «على المجلس الوطني مهمة أساسية في المرحلة المقبلة، وهي أن يباشر في عملية الإصلاح الداخلي كخطوة أولية وليلحق بتحركات الشعب السوري الذي يتفاعل بسرعة تفوق تلك التي نعمل عليها».
ويؤكد مرزا أن أطرافا معارضة مختلفة ستعلن في الفترة المقبلة انضمامها إلى المجلس الوطني، وأهمها رجال الأعمال والمثقفون والثوار والفنانون والجاليات في مختلف البلدان، لا سيما في أميركا حيث كان لهم تعاون ملحوظ في الثورة السورية، مشيرا إلى أن المجلس الوطني سيبقى منفتحا على الجميع بهدف الوصول إلى توحيد المعارضة. كذلك، قال عضو بالمكتب التنفيذي المعارض جورج صبرا والمرشح السابق لرئاسة المجلس: «أعتقد أن سيدا يستطيع أن يحصل على موافقة كل مكونات المجلس، فلديه علاقات جيدة مع الجميع». بدوره، قال منسق العلاقات الخارجية في المجلس منذر ماخوس: «الإخوان المسلمون مؤيدون لغليون، لكن نظرا لتطور الوضع، ولأن لجان التنسيق تعارضه فمن غير المرجح أن تمارس بعض الهيئات نفوذها لإبقائه في منصبه». وأشار إلى «ضرورة إعادة هيكلة المجلس وتوسيعه ليستقطب مكونات من المعارضة وشخصيات رمزية وذات تاريخ نضالي في المجتمع السوري». كما قالت مسؤولة العلاقات الخارجية في المجلس بسمة قضماني إنه «نظرا للصعوبة التي تواجهها الأحزاب في فرض مرشحها، فإنه يستفيد من وضعه كمستقل»، مبينة أن «سيدا وفي جدا لسورية وللقضية الكردية لكنه معتدل، هذه إذن رسالة موجهة إلى الأكراد وإلى كل الأقليات».
جيش النظام يهاجم حمص واللاذقية ودرعا.. وموسكو ترهن رحيل الأسد بتوافق السوريين
“المجلس الوطني” يطالب بالفصل السابع: الموقف الروسي مَقيت
اسطنبول ـ علي نون ووكالات
تختتم الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري اجتماعاتها في اسطنبول اليوم بإعلان خطواتها التنظيمية والتنفيذية والسياسية الجديدة، بعد أن عدّلت في برنامج اجتماعاتها أمس نتيجة التطوّرات الميدانية المتسارعة في سوريا والموقف الروسي بلسان وزير الخارجية سيرغي لافروف، الذي اعتبر أن موسكو لا تجد سبباً لإعادة النظر في موقفها من سوريا وإن كانت تدعم “بسرور” تنحي الرئيس السوري بشار الاسد إذا توافق السوريون على هذا الامر.
رئيس المجلس الوطني المستقيل برهان غليون ردّ على الموقف الروسي، مطالباً في بيان للمجلس باجتماع لمجلس الأمن واتخاذ ما يلزم من قرارات لحماية المدنيين السوريين تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، واصفاً المواقف التي أعلنها لافروف بأنها مرفوضة ومقيتة ومليئة بالافتراءات.
ميدانياً، واصلت قوات النظام أمس محاصرتها حي القابون في دمشق الذي يحيط به القناصة، وفي مدينة حمص قصفت حي الخالدية في محاولة لاقتحامه، كما قصفت حياً سكنياً في درعا حيث أوقعت 20 شهيداً بينهم تسع نساء وخمسة أطفال، كذلك تواصل تصعيد حملة القمع في منطقة اللاذقية ومعرة النعمان التي وقع فيها ستة شهداء لتصل حصيلة الضحايا في المناطق السورية الى 96 شهيداً.
وفي اسطنبول حيث ينتظر أن تعلن الأمانة العامة في مؤتمر صحافي تعيين عبدالباسط سيدا رئيساً للمجلس خلفاً للرئيس المستقيل للمجلس برهان غليون إضافة إلى جملة الخطوات الآيلة إلى توحيد صفوف المعارضة الداخلية والخارجية، طغت التطوّرات الميدانية في الشمال السوري تحديداً على ما عداها وهو الأمر الذي يستدعي على ما جاء في البيان الذي أذاعه غليون مساء، عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن واتخاذ ما يلزم من قرارات لحماية المدنيين السوريين تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، واصفاً المواقف التي أعلنها الوزير الروسي لافروف بأنها مرفوضة ومقيتة ومليئة بالافتراءات وهي محاولة للتغطية على المسؤوليات الخطيرة التي يتحمّلها النظام الفاشي في سوريا.
وأكد بيان المجلس الوطني أنّ مواقف لافروف تمثّل تهديداً فعلياً للصداقة التاريخية بين الشعبين الروسي والسوري ولمستقبل العلاقات بين روسيا وسوريا المستقبل سوريا الديموقراطية، داعياً القيادة الروسية إلى التزام الشرعية الدولية في ما يخص حماية المدنيين.
وقال غليون لـ”المستقبل” إنّ “لافروف بدلاً من أن يسمّي الأشياء كما هي، ويحمّل النظام الفاشي السوري مسؤولية ما يحصل. أما تعمّد الخلط الخطير بينه وبين المعارضة فهذا تشويش وتشويه للحقائق لا نقبل به”.
وستتابع الأمانة العامة اليوم مناقشة البنود التي تمّ إقرارها والتوافق عليها خلال اجتماع المكتب التنفيذي للمجلس أول من أمس، وفي مقدمها انتخاب عبدالباسط سيدا رئيساً له خلفاً لغليون، ومحمد فاروق طيفور ممثل الاخوان المسلمين نائباً للرئيس، علماً أنّ اسم الأخير يبقى بعيداً عن التداول.
وأكدت أوساط المجتمعين لـ”المستقبل” أنّ المجلس قرّر عقد اجتماعات لاحقة في اسطنبول في الخامس عشر والسادس عشر من الشهر الجاري في حضور المعارضة الوطنية بكل أطيافها، وبدعوة من الجامعة العربية والحكومة التركية بصفتها رئيسة مؤتمر “أصدقاء سوريا”، وستكون هذه الاجتماعات تحضيرية لاجتماع لاحق سيعقد في القاهرة برعاية جامعة الدول العربية أيضاً، لوضع رؤية سياسية موحّدة في شأن المرحلة الانتقالية وسوريا المستقبل.
وأكدت المصادر ان تعيين الدكتور سيدا رئيساً للمجلس الوطني وإن كان يدخل في سياق مبدأ التداول الذي قرّره المجلس منذ اللحظات الأولى، فهو يؤكد وحدة شعب سوريا بكل مكوّناته إزاء السلطة الفاشية الأسدية، مع الإشارة إلى أن ذلك جاء بعد اجتماعات عُقدت في العاصمة البلغارية صوفيا في حضور ممثلين عن المجلس الوطني الكردي، حيث تمّ خلالها التوافق على تجاوز نقاط الخلاف السابقة وخصوصاً المطالبة باللامركزية السياسية وحق تقرير المصير وتركها إلى المرحلة اللاحقة وإلى المؤسسات الدستورية التي ستنبثق عنها وفي مقدمها البرلمان.
وفي روسيا قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي أمس، إن موسكو لن توافق على استخدام القوة العسكرية ضد سوريا.
وأكد لافروف في مؤتمر صحفي في موسكو نقلته وكالة “ريا نوفوستي” الروسية، “لن نوافق في مجلس الأمن الدولي على استخدام القوة، فمن شأن ذلك أن يؤدي إلى عواقب وخيمة على منطقة الشرق الأوسط بأسرها”.
وشدد على أن روسيا لا تجد سبباً لإعادة النظر في موقفها من سوريا.
وحذر لافروف من تداعيات الأزمة السورية على الوضع في العالم، مشيراً إلى أن مستقبل العالم يتوقف في جانب كبير منه على “كيف تحل الأزمة السورية”، موضحاً أن ذلك سيقرر ما إذا كان العالم سيعتمد على ميثاق الأمم المتحدة أو يقع تحت سيطرة من هو الأقوى.
وأشار إلى أن المشهد السوري يشي بأن سوريا على حافة حرب أهلية كاملة، ومن أجل تجنيب سوريا الوقوع في هاوية الحرب الأهلية يجب الضغط على الأطراف السورية كافة لجهة وقف العنف وفقاً لخطة الموفد المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان.
وأرجع لافروف أحد أهم أسباب التعثر في تنفيذ خطة أنان لإحلال السلام في سوريا إلى “عدم التنسيق بين خطوات اللاعبين الخارجيين”، وقال إن روسيا تريد التباحث معهم لتعرف ما إذا كان عدم التنسيق ناتجاً عن عدم وجود المنبر للحوار أم أنهم يعملون عمداً على إحباط هذه الخطة.
وشدد على عدم جواز إلغاء خطة الموفد المشترك كوفي أنان، مشيرا إلى أن هذه الخطة تحتاج إلى تدقيق.
واعلن وزير الخارجية الروسي ان بلاده ستدعم “بسرور” تنحي الرئيس السوري بشار الاسد اذا توافق السوريون على هذا الامر. وقال لافروف في مؤتمر صحافي “اذا توافق السوريون انفسهم على هذا الامر، لا يمكننا الا ان ندعم بسرور حلاً مماثلاً”.
وتمسكت روسيا أمس بدعوتها الى عقد مؤتمر دولي حول سوريا بمشاركة ايران، رغم رفض العديد من الدول الغربية لهذه المشاركة.
وقال وزير الخارجية الروسي “ندعو الى مؤتمر حول سوريا لتطبيق خطة كوفي انان”، مشددا على ضرورة دعوة كل الدول ذات التأثير في سوريا بما فيها ايران.
واقترح لافروف مشاركة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي، اي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا، اضافة الى اعضاء جامعة الدول العربية والدول المجاورة لسوريا بما فيها ايران، رغم ان عددا من الدول الغربية اعلنت في الايام الاخيرة رفضها مشاركة طهران.
وأفاد الوزير الروسي تعرض حافلة تقل خبراء روس لإطلاق النار في غرب دمشق أمس، وأشار لافروف إلى إن هذا الحادث ليس الأول من نوعه، لافتا إلى أن المبنى الذي يقيم فيه الخبراء الروس في دمشق قد تعرض أمس إلى عملية قصف حيث أصابت قذيفة “ار بي جي” جدار الطابق الثاني ملحقة أضرارا كبيرة بالمبنى.
وتظاهر نحو الفين من عرب اسرائيل أمس تضامنا مع السوريين الذي يتعرضون لقمع من جانب نظام الرئيس الاسد، مطالبين بتنحيه.
ولبى المتظاهرون دعوة الحركة الاسلامية في قرية طمرة العربية في الجليل رافعين صورا لاطفال قتلوا في اعمال العنف في سوريا، حيث قضى منذ عام ونيف اكثر من 13 الفاً و400 شخص معظمهم من المدنيين وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
وهتف المتظاهرون “ليسقط الاسد” و”سوريا حرة” و”الاسد يذبح شعبه”.
ويتحدر عرب اسرائيل من نحو 160 الف فلسطيني بقوا في اراضيهم بعد قيام دولة اسرائيل العام 1948.
ميدانياً، واصلت قوات النظام أمس قصفها ومحاولتها السيطرة على الاحياء الخارجة عن سيطرتها في حي القابون في دمشق الذي يحاصره القناصة، وفي مدينة حمص، كما قصفت حياً سكنياً في درعا أوقعت فيه 20 شهيداً منهم تسع نساء وخمسة أطفال، كذلك تواصل تصعيد حملة القمع في منطقة اللاذقية ومعرة النعمان التي وقع فيها ستة شهداء لتصل حصيلة الضحايا في المناطق السورية الى 96 شهيداً.
معارضون يطالبون بالسلاح وموسكو: مستقبل العالم يتوقف على سوريا
الدبابات تدكّ حمص واللاذقية ودرعا . . والقتلى بالعشرات
سقط عشرات القتلى في سوريا، أمس، التي شهدت تواصل قصف مناطق في حمص (وسط) واللاذقية (غرب)، وقصف درعا (جنوب) الذي أدى إلى مجزرة بحق مدنيين (نساء وأطفال معظمهم من عائلة واحدة)، راح ضحيتها 17 شخصاً، فيما تحدث المراقبون الأمميون عن مشاهداتهم في مزرعة القبير في ريف حماة (وسط)، حيث وقعت مجزرة الأربعاء الماضي، مؤكدين أن منازل تهدمت بسبب قصف بأسلحة ثقيلة وقذائف، وتفوح من المكان “رائحة اللحم المحترق”، إلا أنهم مازالوا يتقصّون عن أعداد القتلى التي لم يستطيعوا التوصل إلى إحصائية لها، فيما طالب معارضون المجتمع الدولي بإمدادهم بالسلاح والمال، وبدأ “المجلس الوطني” المعارض اجتماعاً ينتخب خلاله رئيساً جديداً له، عقب استقالة الرئيس الحالي برهان غليون . في وقت جددت روسيا تأكيد مواقفها من الأزمة السورية، محذّرة من أن مستقبل العالم يتوقف على طريقة حلها، كما ورد على لسان وزير خارجيتها لافروف .
وواصلت القوات النظامية قصفها ومحاولتها السيطرة على أحياء الخالدية وجورة الشياح والقرابيص والقصور في حمص، وسقط 7 قتلى، وفي اللاذقية واصلت القوات النظامية لليوم الرابع قصفها ومحاولتها اقتحام منطقة الحفة، ما أسفر عن مقتل شخصين، وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن المعارك أسفرت عن مقتل وجرح العشرات من القوات النظامية . وفي درعا ذكر المرصد أن 17 شخصاً على الأقل قتلوا في قصف على حي سكني، فيما تحدث ناشطون عن سقوط 25 قتيلاً . وفي حلب (شمال)، تعرضت بلدتا حيان وبيانون لقصف القوات النظامية، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة 4 آخرين، وسقط ثلاثة عناصر من الجيش في اشتباكات على مداخل حيان .
وتفقد مراقبو الأمم المتحدة قرية القبير في ريف حماة (وسط)، وقالت سوسن غوشة المتحدثة باسم فريق المراقبين، إنهم رأوا العديد من المنازل المدمرة بسبب القصف، ومنازل أخرى أحرقت وكانت هناك جثث متفحمة في الداخل، واشتموا “رائحة قوية للحم محترق”، لكنهم ليسوا قادرين على تأكيد عدد القتلى . وأوضحت المنظمة الدولية أن القرية كانت خالية من سكانها، وأن “المراقبين يواصلون العمل للتحقق من بعض الوقائع” .
وطالب قادة للمعارضة السورية المسلحة الأسرة الدولية، ليل الجمعة/السبت، بأسلحة ودعم أفضل في معركتهم لإسقاط النظام، معتبرين أن انقسام المعارضة ليس مبرراً للامتناع عن ذلك .
وتعتزم أطراف في المعارضة السورية داخل البلاد وخارجها، عقد مؤتمرين خلال الشهرين الحالي والمقبل، في محاولة لتوحيد جهودها والعمل على إيجاد حل للأزمة في البلاد . فيما بدأ المجلس الوطني السوري اجتماعاً يستمر يومين في اسطنبول، لاختيار رئيس جديد لهذا التحالف، وتحدث عدد من مسؤولي المجلس عن “توافق” لاختيار عبد الباسط سيدا، وهو عضو كردي في المكتب التنفيذي، ويوصف بأنه رجل “تصالحي” و”نزيه” و”مستقل”، ما لم تحدث مفاجأة .
وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من تداعيات الأزمة السورية على الوضع في العالم، وأكد أن روسيا لن تعارض حلاً يتضمن رحيل الرئيس السوري عن السلطة، إذا قرر السوريون أنفسهم ذلك . وقال إن مستقبل العالم يتوقف في جانب كبير منه على “كيف تحل الأزمة السورية”، وأشار إلى أن “ممولي المجموعات المسلحة غير المشروعة” هم أيضاً مسؤولون عما يجري في سوريا، وليس فقط الحكومة السورية . وأكد أن موسكو لن تسمح بأن يوافق مجلس الأمن الدولي على اللجوء إلى القوة في سوريا، محذراً من اندلاع حرب أهلية شاملة . ودعا مجدداً إلى مؤتمر لتطبيق خطة المبعوث الأممي العربي الخاص لحل الأزمة كوفي عنان، وشدد على ضرورة دعوة كل الدول ذات التأثير، منتقداً رفض الغرب دعوة إيران .
مقتل 5 صحافيين سوريين بقصف للجيش أواخر مايو
أعلنت لجنة حماية الصحافيين التي تتخذ من واشنطن مقراً لها ليل الجمعة/السبت، أن 5 صحافيين سوريين قتلوا نهاية مايو/أيار الماضي، في عمليات قصف شنها الجيش السوري .
وقالت المنظمة في بيان إن هؤلاء الصحافيين قتلوا في حادثين منفصلين، الأول في دمشق والثاني في حمص (وسط) . وقالت شبكة شام الإخبارية إن صحافييها الثلاثة عمار محمد زادو وأحمد عدنان الأشلق ولورانس فهمي النعيمي قتلوا في قصف طال الشقة التي كانوا فيها، بينما كانوا يصورون مواجهات في حي الميدان في دمشق في 27 مايو/أيار .
وفي 28 مايو/أيار، قتل الصحافي باسل شحادة والمصور أحمد الأصم خلال تصويرهما هجوماً للجيش السوري على حي الصفصافة في حمص (وسط) . (أ .ف .ب)
14100 قتيلاً في سوريا منذ بدء الإحتجاجات.. بينهم 3 آلاف منذ بدء هدنة أنان
أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن وكالة “فرانس برس” أن “14115 شخصاً قتلوا في مختلف أنحاء سوريا منذ 15 آذار 2011 بينهم 9862 مدنياَ”.
ولفت عبد الرحمن إلى أن “ثلاثة آلاف قتلوا منذ بدء تطبيق وقف اطلاق النار بموجب خطة النقاط الست للمبعوث الدولي كوفي انان في 12 نيسان الماضي”.
وفي السياق ذاته، أضاف عبد الرحمن أن عدد المنشقين الذين قتلوا بلغ 783 مقابل 3470 من أفراد الجيش النظامي وقوات الأمن، مشيرًا إلى أن “هذا الرقم لا يشمل القتلى من فرق الشبيحة الموالية للنظام والذين يقدر عددهم بالآلاف”.
(أ.ف.ب.)
سيدا: سوريا المستقبل ستكون لكلّ الطوائف.. وندعو روسيا والصين وإيران لاحترام إرادة الشعب
توجّه رئيس “المجلس الوطني السوري” الجديد عبد الباسط سيدا بالتحية إلى “أرواح شهداء الشعب السوري بكل مكوناته ولـ”الجيش السوري الحر” في دفاعه المشرّف عن الشعب السوري”. وفي مؤتمر صحافي للمجلس بعد انتخاب سيدا رئيسًا قال: “أتوجه بالتحية لكل من منحني الثقة في هذه الظروف الدقيقة”، داعيًا “أبناء الجاليات السورية إلى تكثيف الإحتجاجات أمام سفارات النظام السوري”.
وإذ طالب المراقبين الدوليين أن “يتوجهوا إلى حمص وإلى الحفة في اللاذقية”، دعا سيدا القوات العسكرية إلى “الإنشقاق عن النظام”، معلنًا عن “تخصيص مبلغ 3 مليون دولار لجميع المناطق المنكوبة”، ومؤكدًا أن “الشعب السوري أخذ خيار المقاومة”.
سيدا الذي طمأن “الجميع من أبناء الشعب السوري وخاصة العلويين والمسيحيين أن سوريا المستقبل ستكون للجميع ولكل الطوائف ولن يكون هناك تمييز بين الدين والمذهب والجنس”، قال: “نشكر جميع الدول ونخص دول الخليج ونثمن جهود جامعة الدول العربية والأمم المتحدة و(مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا كوفي) أنان وندعوهم لاستمرار الجهود لوقف آلة القتل بقرار تحت الفصل السابع”، شاكرًا من جهةٍ أخرى تركيا على “جهودها”.
إلى ذلك، دعا سيدا المسؤولين في روسيا والصين إلى “التمعن بخطورة الموقف في سوريا وإلى الإنضمام للجهد الدولي المؤازر لمطالب الشعب السوري”، وأضاف: “كذلك ندعو المسؤولين في إيران إلى الإقرار بالوقاع على الأرض واحترام إرادة الشعب السوري والاستعداد لمرحلة جديدة”، وقال: “ندعو إلى الإخوة في المعارضة السورية بقلب وعقل مفتوحين دايعن إيّاهم إلى أقصى درجات التعاون وعلى استعداد لتقديم ما يلزم لتحقيق ذلك ونعلن عن تصميمنا على توسيع قاعدة المجلس لتضم كل أطياف الشعب السوري”.
وردًا على سؤال حول رفضه أو قبوله بالتدخل العسكري في سوريا، أجاب: “مسألة القبول أو الرفض بالتدخل الأجنبي في سوريا هي مسألة خاضعة للتطورات الميدانية على الأرض ونحن نطالب بحماية السوريين وحالياً نطالب باستصدار قرار عن مجلس الأمن تحت الفصل السابع وهذا القرار يضع كل الخيارات على الطاولة”، مشيرًا إلى أن “هناك اتفاقًا بأن المجلس الوطني يمثل القيادة السياسية لـ”الجيش الحر” وعلاقتنا بهذا “الجيش الحر” وطيدة ومسألة الدعم من الدول العربية هي متنوعة من سياسي ومادي والدعم المادي يُرسل كإغاثة لمختلف المناطق المنكوبة”.
إلى ذلك، قال سيدا: “مشروع إعادة هيكلة المجلس الوطني يعني أن هناك تغييرات بالمجلس سواء على صعيد القوى في داخله أو على صعيد القوى التي ستنضم إليه ونحن على تواصل مع جميع فصائل المعارضة وسوف نعقد إجتماعًا موسعًا معهم ويليه اجتماع برعاية جامعة الدول العربية”، متابعًا: “يمكن لإيران أن تشترك بالمؤتمر حول سوريا شرط أن تصدر بيانًا بالإعتراف بحق الشعب السوري باختيار حكومته وان تكون مشاركتها على قاعدة الاعتراف بحق الشعب السوري”.
وختم سيدا بالقول: “نحن على تواصل مع المجلس الوطني الكردي وهناك كتلة كردية موجودة بالمجلس الوطني السوري ونحن دخلنا في مباحثات من أجل دعوة المجلس الوطني الكردي للإنضمام إلى المجلس الوطني السوري”.
غليون: إنتخاب سيدا يعبّر عن تماسك “المجلس الوطني”.. وخطاب نصرالله عقّد ملف المخطوفين
أكد رئيس “المجلس الوطني السوري” السابق برهان غليون أنه “لن يكون هناك تأثير كبير في الخط السياسي العام للمجلس الوطني”، وقال في مؤتمر صحافي للمجلس لمناسبة انتخاب رئيس جديد له وهو عبد الباسط سيدا: “سوف نستمر بتقديم كل العون والإغاثة للمدن التي تجتاحها قوات النظام الفاشية وسنبقى في خدمة الثورة السورية”.
غليون الذي رأى أن “انتخاب سيدا يعبّر عن التماسك العميق للمجلس الوطني وهو ردٌ على كل من شكك في قدرة المجلس على الاستمرار”، أكد أن انتخابه (أي سيدا) هو “تأكيد على وحدة المجلس الذي هو القوة الرئيسية في المعارضة”.
وردًا على سؤال حول موضوع المخطوفين اللبنانيين في سوريا، أجاب غليون: “ليس للمجلس الوطني أو “الجيش الحر” علاقة بالإختطاف وهي عملية أدانها المجلس وطالبنا بإطلاق سراحهم في أسرع وقت وسعينا بطريقة غير مباشرة الى المساهمة بإطلاقهم”، مضيفًا: “بالتاكيد خطاب (أمين عام “حزب الله” السيد حسن) نصرالله عقّد الأمور إلى حدٍّ بعيد، ونحن سحبنا يدنا من الموضوع والقضية بيد الحكومة اللبنانية ودخول أطراف أخرى، والحكومة اللبنانية لم تطلب منا التدخل بالموضوع ونحن لا علاقة لنا فيه”.
قتلى بسوريا وقصف عنيف بحمص وإدلب
قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 19 شخصا على الأقل قتلوا اليوم الأحد بنيران جيش النظام معظمهم في حمص وإدلب وسط أنباء عن مجزرة جديدة في معرة النعمان سقط فيها عشرات القتلى ومئات الجرحى.
وأوضحت الشبكة أن قصفا عنيفا تركز على مدينتي الرستن وتلبيسة في حمص، كما قصف الجيش كفروما بريف إدلب والغارية الغربية في درعا، وسط اقتحام للجيش وإطلاق نار مكثف وحملة اعتقالات عشوائية.
وقال ناشطون سوريون إن القصف أسفر عن سقوط قتلى وعدد كبير من الجرحى، إضافة إلى تدمير عدد من المنازل، ولا يزال القصف متواصلا حيث تشاهد ألسنة اللهب وهي تتصاعد من بعض المنازل.
وفي حمص أيضا تعرض مركز إحدى كتائب الدفاع الجوي التابعة لقوات النظام المتمركزة قرب قرية الغنطو لقصف بعدما نجح مقاتلون من الكتائب المقاتلة في السيطرة عليه، وانشق معظم عناصر الكتيبة.
وفي وقت سابق قال ناشطون إن مدينة القصير وأحياء الخالدية وحمص القديمة في مدينة حمص تعرضت لقصف شديد من قبل الجيش النظامي منذ الساعات الأولى من صباح اليوم.
وأفاد الناشطون بأن 35 شخصا على الأقل قتلوا في قصف لجيش النظام على مدار الأربع والعشرين ساعة الماضية في تجدد للهجوم من أجل استعادة السيطرة على محافظة حمص.
وحذر ناشطون في تنسيقيات حمص القديمة من احتمال وقوع “كارثة إنسانية” إذا بقيت الأمور على حالها، مشيرين إلى عدم وجود مستشفيات لاستقبال الجرحى، وطالبوا المراقبين الدوليين بالتوجه إلى المدينة.
كما وجه أهالي مدينة حمص نداءات استغاثة إلى دول العالم للتدخل الفوري والسريع لمنع حدوث مجازر ومذابح محتملة.
وفي ريف دمشق، اقتحمت القوات النظامية السورية مدعومة بآليات عسكرية ثقيلة بلدة دير العصافير وسط إطلاق رصاص كثيف وتحليق للمروحيات.
في هذه الأثناء، قال ناشطون إن مجزرة جديدة وقعت في مدينة معرة النعمان بمحافظة إدلب (شمال) إثر قصف مُركّز على المدينة من قبل جيش النظام.
وأحصى الناشطون نحو 26 قتيلاً ونحو مائتي جريح بينهم نساء وأطفال. وتظهر صور بثها ناشطون على شبكة الإنترنت جثثاً مقطوعة الرؤوس وأخرى مشوهة الملامح.
يوم دام
يأتي هذا، عقب يوم دام قتل فيه 96 شخصا بنيران الجيش النظامي معظمهم في درعا وحمص واللاذقية وإدلب، حيث كثفت قوات النظام قصفها العنيف والعشوائي على مناطق للمدنيين مما أدى إلى مقتل العشرات بينهم نساء وأطفال.
كما شهدت بلدة الدار الكبيرة بحمص هجوما من قوات الأمن والشبيحة وسط إطلاق نار كثيف وقصف بقذائف الهاون على المنازل مع انقطاع خدمات الإنترنت والاتصالات، مما أدى لزيادة المخاوف من حصول مجازر في البلدة التي تحوي الكثير من النازحين من مناطق أخرى.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن مدينة الحفة باللاذقية شهدت سقوط أكثر من 12 قتيلا بينهم عشرة أطفال، كما اقتحمت الدبابات والمدرعات بلدة اليادودة بدرعا وسط إطلاق نار كثيف وعشوائي على المنازل.
1.5مليون سوري بحاجة لمعونة عاجلة
ذكرت صحيفة إندبندنت البريطانية أن ما لا يقل عن 1.5 مليون شخص بحاجة إلى مساعدة إنسانية عاجلة في سوريا، وأن هناك دليلا على أن تأثير ما يبدو أنه حرب أهلية الآن يفوق بكثير العشرة آلاف قتيل الذين تم تسجيلهم منذ بدء الاحتجاجات على النظام السوري.
وهناك المزيد من المدنيين يفرون من منازلهم يوميا هربا من القتال الدائر، وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن الذين حوصروا في العنف يجدون صعوبات جمة ومتزايدة في الحصول على العلاج الطبي اللازم والمواد الغذائية الأساسية.
وجاء في تقرير للصليب الأحمر أن “الموقف في كثير من أجزاء سوريا متوتر للغاية.. وعدد النازحين في تزايد يوما بعد يوم. وكثير من هؤلاء النازحين شاهدوا بأعينهم نهب أو تدمير ممتلكاتهم. وكثير منهم يقيمون مع أقارب أو أصدقاء وآخرين في مبان عامة، التي غالبا ما تفتقر إلى الخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء”.
وأشارت الصحيفة إلى أن لجنتي الصليب الأحمر الدولية والهلال الأحمر السوري، وهما الهيئتان الدوليتان الوحيدتان اللتان لديهما إمكانية الدخول إلى كثير من المناطق المتضررة، قدمتا المعونة لنحو ثلاثمائة إلى أربعمائة ألف شخص منذ يونيو/حزيران العام الماضي. وقالت المفوضة الأوروبية للمعونة الإنسانية كريستالينا جورجيا أول أمس إن نحو مائتين إلى اربعمائة ألف شخص صاروا نازحين داخليا. وقال الناطق باسم لجنة الصليب الأحمر هشام حسن إن كثيرا من النازحين يفترشون المدارس والمساجد والكنائس، وجل البنية التحتية بحاجة إلى إصلاحات عاجلة.
تقرير الصليب الأحمر/إندبندنت
وتظهر صور الأقمار الصناعية التي حُصل عليها من هيئة الإذاعة البريطانية يوم الجمعة مستودعا فارغا وقناة مائية جافة على مسافة كيلومترين جنوب غرب مدينة حمص، ويظهر شريط فيديو لأحد الهواة خزانات المياه التي فوق أسطح المنازل متضررة بشظايا القنابل، وهو ما يشير إلى حملة منظمة من التخريب صاحبت العنف.
وقالت الصحيفة في تقريرها إنه مع نزوح نحو 95 ألف لاجئ سوري إلى تركيا ولبنان والأردن، فإن الأزمة الإنسانية يمكن أن تمتد بسهولة إلى دول أخرى في المنطقة. وأكبر عدد للاجئين في الأردن الذي يستغيث الآن طلبا للمساعدة.
وقد شهدت الـ36 ساعة الماضية قصفا لجنوب مدينة درعا أدى إلى مقتل نحو 15 شخصا، وفي دمشق عكر صفو الليل أصوات طلقات النار والتفجيرات التي كانت الأعنف حتى الآن، كما قال سكان العاصمة. وفي حي كفر سوسة بدمشق اشتبكت القوات الحكومية مع الثوار من الجيش السوري الحر، وفي هذا إشارة واضحة على أن الجماعة المنشقة نجحت في نقل القتال إلى عقر دار النظام. لكن ما زالت دمشق حتى الآن هادئة نسبيا.
وتشير الصحيفة إلى أن القتال الذي استغرق نحو 12 ساعة في العاصمة السورية يوحي بجرأة جديدة في صفوف الثوار المسلحين الذين كانوا في السابق يتوارون عن الأنظار هناك. وتوضح أيضا استعداد النظام لإطلاق العنان لنوع من القوة المفرطة ضد المناطق المضطربة الذي اعتاد سحق خصومه في أي مكان آخر. ولأول مرة في الانتقاضة يقول شهود العيان إن دبابات النظام فتحت نيرانها في شوارع المدينة، وإن القذائف تضرب المباني السكنية. ومن ثم يمثل هذ التصعيد الأخير في أنحاء مختلفة من سوريا لطمة أخرى لخطة السلام التي جاء بها المبعوث الدولي كوفي أنان.
المصدر:إندبندنت
سيدا رئيسا للمجلس الوطني السوري
انتخب أعضاء المجلس الوطني السوري المعارض اليوم في إسطنبول عبد الباسط سيدا رئيساً للمجلس خلفاً لبرهان غليون الذي قدم استقالته الشهر الماضي بعد أن قاد المجلس منذ تأسيسه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال بيان للمجلس الوطني إن المجلس انتخب الناشط الكردي سيدا زعيما له، وذلك بعد حديث عدد من مسؤولي المجلس -الذي يضم إسلاميين وليبراليين ومستقلين- عن توافق على اختيار عضو المكتب التنفيذي للمجلس عبد الباسط سيدا.
وفي حديث لقناة الجزيرة، قال سيدا عقب اختياره رئيسا للمجلس إن التحديات كبيرة، مضيفا أن العمل الآن سيكون على ترتيب البيت الداخلي وتوحيد الجهود، مؤكدا على التنسيق مع فصائل المعارضة.
ويوصف سيدا بأنه رجل “تصالحي ونزيه ومستقل”، كما يترأس مكتب حقوق الإنسان في المجلس، ويحمل دكتوراه في الفلسفة، ولا ينتمي سيدا -المولود في مدينة عامودا ذات الأغلبية الكردية والواقعة شمال شرق سوريا عام 1956- إلى أي حزب، ويقيم في السويد منذ فترة طويلة.
مهمة إصلاحية
وسيكون من مهام سيدا إصلاح المجلس لجعله مُحاورا يتمتع بالمصداقية في نظر الأسرة الدولية، ومن قبل في نظر معارضيه في الداخل الذين يرون أنهم لا يتمتعون بتمثيل كاف، والجيش السوري الحر الذي يحقق تقدما على الأرض لكنه لا ينسق مع المجلس.
وفي نهاية مارس/آذار الماضي، اعترف معظم المعارضين السوريين بالمجلس الوطني “ممثلا رسميا” للشعب السوري. وفي الاجتماع الأخير لأصدقاء الشعب السوري الذي عقد في أبريل/نيسان الماضي تم الاعتراف بالمجلس “ممثلا شرعيا لكل السوريين”.
ومنذ إنشائه، اعتبر المجلس غير فعال. فهو لم يقدم مساعدة كافية للناشطين ولم يقدم تمويلا أو أسلحة أو قدم القليل للجيش السوري الحر، واعترف غليون بنفسه لوكالة فرانس برس بأن المجلس الذي يعاني من “انقسامات” بين الإسلاميين والعلمانيين، وبين المنفيين ومعارضي الداخل لم يكن “بمستوى تضحيات الشعب السوري”.
ويتشكل المجلس -الذي تأسس مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي- من “الإخوان المسلمين” و”إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي” إضافة إلى مستقلين، فضلاً عن أحزاب كردية أعلنت تجميد مشاركتها في أنشطة المعارضة لأسباب تتعلق بضرورة إيلاء القضية الكردية اهتماماً أكبر, لكنها عادت للمجلس بعد شهر.
الصليب الأحمر يحذر من نزوح واسع بسوريا
حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الجمعة من أن الوضع “بالغ التوتر” في العديد من مناطق سوريا مما يدفع إلى عمليات نزوح بين السكان، مشيرة إلى وجود نحو 1.5 مليون سوري بحاجة إلى مساعدات، في وقت ما زالت تتلقى فيه تقارير من داخل سوريا عن صعوبات وعراقيل تعيق وصول الناس إلى الخدمات الطبية والغذاء في المناطق المتوترة.
ووصف المتحدث باسم المنظمة هشام حسن في لقاء صحفي بجنيف اليوم الوضع الحالي في سوريا عموما بأنه بالغ التوتر وليس فقط في الحولة بحمص أو حماة، في إشارة إلى المنطقتين اللتين شهدتا مجزرتين خلال الأسبوعين الماضيين راح ضحيتهما عشرات الأطفال والنساء وأثارتا ردودا دولية غاضبة.
وتكلم المتحدث باسم اللجنة الدولي للصليب الأحمر عن مناطق أخرى في إدلب وريف دمشق القريب من العاصمة وحماة ودير الزور في الشمال الشرقي واللاذقية على الساحل.
وأشار إلى أن الوضع المتوتر بسبب المعارك في الكثير من المناطق في سوريا يدفع إلى عمليات نزوح بين المدنيين الذين يهربون من أعمال العنف من قرية إلى أخرى أو من مدينة إلى أخرى.
وبحسب الصليب الأحمر فإن 1.5 مليون شخص بينهم من تأثر بشكل غير مباشر بالمواجهات العنيفة بين قوات النظام ومعارضيه من المقاتلين، بحاجة إلى مساعدة.
كما أشارت اللجنة -وهي المنظمة الدولية الوحيدة التي تنشر عمال إغاثة في سوريا- إلى أن الجرحى والمرضى يجدون صعوبة في الحصول على الخدمات الطبية وشراء الغذاء.
وبعكس الأمم المتحدة يتمكن الصليب الأحمر بفضل الهلال الأحمر السوري، من الوصول إلى كافة المناطق حيث ترغب المنظمة في مساعدة الأهالي المتضررين.
لكن المتحدث باسمه أشار إلى أن حل الأزمة السورية لا يمكن أن يكون ذا طبيعة إنسانية، وإنما هو حل سياسي، رافضا القول إن خطة المبعوث الدولي كوفي أنان قد فشلت.
زيارة سجون
وفي سياق متصل بالعمل في سوريا قال المتحدث إن موظفي الصليب الأحمر أنهوا زياراتهم للسجن المركزي في حلب ثانية أكبر المدن السورية من حيث المساحة. وهو السجن الثاني بعد سجن دمشق الذي يزوره الصليب الأحمر بموافقة من السلطات، حيث يسعى الصليب الأحمر لزيارة كافة السجون السورية.
ومنذ بداية قمع الانتفاضة الشعبية التي انطلقت منتصف مارس/آذار العام الماضي، زار رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر سوريا ثلاث مرات حيث التقى الرئيس بشار الأسد في سبتمبر/أيلول الماضي. وتعود أول زياراته إلى دمشق إلى يونيو/حزيران 2011.
ويوقع قمع المتظاهرين وقصف القوات النظامية للمدن والبلدات السورية والمعارك بين الجيشين النظامي والحر عشرات القتلى يوميا في سوريا وذلك رغم انتشار نحو 300 مراقب من الأمم المتحدة مكلفين مراقبة تطبيق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ نظريا منذ 12 أبريل/نيسان الماضي لكنه يتعرض باستمرار للانتهاك بل وصل الأمر إلى ارتكاب مجازر بحق المدنيين العزل والأطفال كان آخرها مذبحة الحولة بريف حمص ومجزرة القبير بريف حماة.
الجيش السوري يتعرض لأكبر خسائره في الحفة
الجيش الحر تحصن في هذه المنطقة بسبب طبيعتها الجبلية
العربية.نت
قتل 15 شخصاً في سوريا الأحد بينهم جنديان، فيما تواصل القوات السورية عملياتها العسكرية وقصفت مناطق في محافظة حمص والحفة في ريف اللاذقية، التي يتمركز فيها مئات المقاتلين، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيانات متلاحقة كما ذكرت فرانس برس.
ولا تزال تتعرض مدينة الحفة – التي ظهرت في واجهة الأحداث في الأيام الأخيرة – وقرى مجاورة لها وصلتها صباح اليوم تعزيزات من القوات النظامية، لقصف عنيف من قبل القوات النظامية لليوم السادس على التوالي.
ويستحكم المقاتلون في استهداف القوات النظامية التي تحاول الاقتراب من مواقعهم.
وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس أن “الجيش يتعرض لأكبر خسائر الآن في الحفة، لأن مئات المتمردين يتحصنون في هذه المنطقة الجبلية”.
وتقع منطقة الحفة الوعرة في الريف الشمالي الشرقي من محافظة اللاذقية المحاذية للحدود التركية.
ويتحصن المنشقون، ومعظمهم عسكريون تابعون للمجالس العسكرية للجيش السوري الحر في الداخل، في هذه المنطقة، التي قتل فيها منذ 5 يونيو/حزيران نحو 60 جندياً و46 مدنياً ومتمرداً.
ولفت عبدالرحمن إلى أن الساحل “لم يعد منطقة آمنة”، مضيفاً أن “البلاد برمتها انخرطت بالحركة الاحتجاجية”، التي تشهدها منذ منتصف مارس/آذار 2011.
وأشارت لجان التنسيق المحلية التي تشرف ميدانيا على الحركة الاحتجاجية في البلاد، من جهتها، إلى تجدد القصف المدفعي على المدينة بقذائف الهاون منذ الصباح.
ولفتت إلى انقطاع تام للتيار الكهربائي عن المدينة وإلى تخوف الأهالي بسبب سوء الأوضاع الإنسانية.
وفي ريف حمص، سقط ثلاثة مواطنين إثر القصف الذي تعرضت له بلدة تلبيسة من قبل القوات النظامية التي تحاول اقتحام البلدة.
كما قتل ستة أشخاص، بينهم ناشط في منطقة القصير إثر القصف الذي تتعرض له المدينة.
وتتعرض قرية الغنطو لقصف من قبل القوات النظامية، التي تعمل على اقتحام القرية الآن، بعد أن سيطر “مقاتلون من الكتائب الثائرة” على مركز كتيبة دفاع جوي للقوات النظامية قرب القرية قبل أن ينسحبوا بعد انشقاق معظم عناصر الكتيبة.
وفي حمص، تتعرض أحياء الخالدية وجورة الشياح وأحياء أخرى “لقصف عنيف وإطلاق نار من رشاشات ثقيلة ومتوسطة من قبل القوات النظامية التي تحاول اقتحام هذه الأحياء”.
وأضاف المرصد أن القصف يترافق مع تحليق لطائرات الاستطلاع في سماء المدينة. ومنذ سقوط حي بابا عمرو في بداية مارس/آذار، تتعرض أحياء عديدة في مدينة حمص لقصف شبه متواصل من قوات النظام، وقد شهدت عمليات نزوح واسعة.
في ريف درعا دارت اشتباكات فجر اليوم في بلدة الطيبة بين القوات النظامية و”مقاتلين من الكتائف الثائرة”، ما أسفر عن مقتل عنصرين على الأقل من القوات النظامية.
كما دارت اشتباكات بعد منتصف ليل السبت الأحد قرب بلدة الصنمين.
وفي ريف حلب سقط مواطنان من بلدة حيان، إثر تعرض البلدة للقصف من قبل مروحيات القوات النظامية السورية، التي تحاول السيطرة على البلدة منذ أيام.
وفي ريف إدلب، قتل مواطن في بلدة كفرومة، إثر إطلاق رصاص عشوائي خلال اقتحام البلدة.
إلى ذلك شارك آلاف المواطنين في تشييع 9 من شهداء مدينة معرة النعمان قضوا إثر القصف الذي تعرضت له المدينة مساء أمس السبت.
واقتحمت القوات السورية بلدة دير العصافير في ريف دمشق وحي الجورة في دير الزور وسط إطلاق رصاص كثيف.
وقتل 14115 شخصا في مختلف أنحاء سوريا منذ 15 مارس/آذار 2011، بينهم 9862 مدنيا، بحسب مدير المرصد الذي أشار إلى سقوط ثلاثة آلاف شخص منذ بدء تطبيق وقف إطلاق النار بموجب خطة النقاط الست للمبعوث الدولي كوفي عنان في 12 أبريل/نيسان الماضي.
سيدا يدعو لقرار أممي تحت البند السابع
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
دعا رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبدالباسط سيدا الأحد الجامعة العربية للمطالبة بقرار أممي تحت البند السابع، مؤكدا أنهم ليسوا “دعاة حرب أو تدخل خارجي”.
وأضاف سيدا في مؤتمر صحفي باسطنبول، هو الأول منذ استلام سيدا رئاسة المجلس خلفا لبرهان غليون، “أدعو ضباط الجيش السوري إلى الانشقاق عن النظام”، موضحا أن المجلس الوطني السوري يمثل “القيادة السياسية للجيش الحر”.
كما وجه دعوة إلى أبناء الجالية السورية في مختلف البلاد لتكثيف الاحتجاجات أمام السفارات السورية، مؤكدا أن “الثورة السورية مستمرة حتى إسقاط النظام”.
وتحدث سيدا عن مساعدات مالية بقيمة 3 ملايين دولار إلى المدن السورية المنكوبة “التي تشهد هجوما وحشيا مستمرا”، وأكد أن “سوريا المستقبل ستكون لكل السوريين على اختلاف طوائفعم وأديانهم وقومياتهم”.
وعن الهوة الموجودة بين المجلس الوطني المعارض والحراك الثوري الميداني في الداخل السوري، أكد سيدا أن “المجلس يعمل على التواصل مع الناشطين لتوطيد العلاقات والعمل المشترك”.
أما عن التشرذم الذي تعاني منه المعارضة أكد سيدا أنهم يعملون على توحيد الصفوف داعيا كل أطياف المعارضة لتوحيد القوى تحقيقا لأهداف الثورة.
كما وجه سيدا دعوة إلى المسؤولين في كل من روسيا والصين للتمعن بخطورة الموقف في البلاد، ووجه دعوة مماثلة لإيران لاحترام قرار الشعب السوري والاستعداد لبناء علاقة جديدة بين البلدين.
22 قتيلا بقصف الجيش لحمص والحفة
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
واصلت القوات السورية عملياتها العسكرية حيث قامت بقصف أحياء في حمص والحفة في ريف اللاذقية فيما دارت اشتباكات جنوب البلاد، أسفرت عن مقتل 22 شخصا الأحد وفقا للشبكة السورية لحقوق الإنسان. والمرصد السوري.
ففي حمص، تتعرض أحياء الخالدية وجورة الشياح وأحياء أخرى “لقصف عنيف وإطلاق نار من رشاشات ثقيلة ومتوسطة من قبل القوات النظامية التي تحاول اقتحام هذه الأحياء”.
وأضاف المرصد أن القصف يترافق مع تحليق لطائرات الاستطلاع في سماء المدينة.
وأوضح أن إطلاق نار من قبل القوات النظامية أسفر عن مقتل مواطن في حي الخالدية الذي تقوم القوات بقصفه منذ الجمعة، ما أدى إلى مقتل 12 شخصا أمس السبت.
وفي ريف حمص، قتل ثلاثة مواطنين إثر القصف الذي تعرضت له بلدة تلبيسة من قبل القوات النظامية التي تحاول اقتحام البلدة.
وكانت هذه القوات قد تكبدت خسائر بشرية ومادية الأيام الفائتة خلال اشتباكات.
كما قتل ناشط في منطقة القصير إثر القصف الذي تتعرض له المدينة.
وفي ريف اللاذقية، تتعرض مدينة الحفة التي قفزت إلى واجهة الأحداث في الأيام الأخيرة، وقرى مجاورة لها لقصف عنيف من قبل القوات النظامية لليوم الخامس.
وأشارت لجان التنسيق المحلية التي تشرف ميدانيا على الحركة الاحتجاجية في البلاد إلى تجدد القصف المدفعي على المدينة بقذائف الهاون منذ الصباح.
ولفتت إلى انقطاع تام للتيار الكهربائي عن المدينة وإلى تخوف الأهالي بسبب سوء الأوضاع الإنسانية.
في ريف درعا، دارت اشتباكات فجر الأحد في بلدة الطيبة بين القوات النظامية و”مقاتلين من الكتائب الثائرة” ما أسفر عن مقتل عنصرين على الأقل من القوات النظامية.
يأتي ذلك غداة مقتل 83 مدنيا في مختلف المناطق السورية في حصيلة جديدة أوردها المرصد لضحايا أعمال العنف التي شهدتها البلاد.
تيرسي يشكك بجدوى إضافة إيران لمجموعة إتصال جديدة حول سورية
روما (9 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
شككك وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرسي في جدوى مشاركة إيران في مجموعة اتصال دولية جديدة في الشأن السوري نظرا لـ”الانحياز الكبير” للسلطات الإيرانية مع النظام في دمشق، كما نوه برفض الجامعة العربية لضلوع طهران في أي مباحثات لحل الأزمة السورية
وقال تيرسي في تصريحات للتلفزة الإيطالية “الجامعة العربية نفسها ترفض ضلوع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في أية مباحثات” في الشأن السوري. وأضاف أن “إيران أثبتت في السنوات الأخيرة أنها الشريك الاستراتيجي الحقيقيي للنظام السوري في إدارة بعض الانشطة كحزب الله في لبنان ودعم الجهاد ضد الصهيونية”. وأردف رئيس الدبلوماسية الإيطالية “إن هذا المحور الصلب مع نظام دمشق يدعونا إلى عدم جلب دولة كإيران إلى طاولة المفاوضات”، في الأزمة السورية وذلك على الرغم من النفوذ الإيراني القوي في المنطقة نظرا لأن طهران “انحازت بشكل كبير لصالح النظام السوري” الحالي
كما استشهد تيرسي بالمحادثات الحالية بين إيران ومجموعة الدول الست الكبرى لدعم رؤيته بشأن عدم تعاون إيران في أي حوار، وأضاف متسائلاً “لقد مرت ثمانية أعوام على مفاوضات المجتمع الدولي مع إيران لتعليق برنامجها النووي المثير للجدل، فكيف إذا يمكن تخيل إضافة إيران إلى طاولة حوار حول السورية للتوصل إلى حل للأزمة” في البلد العربي
وزير الخارجية الألماني يدعو إلى عقوبات أممية عاجلة ضد دمشق
بيروت (8 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
دعا وزير الخارجية الألماني الاتحادي غيدو فيسترفيلله إلى اعتماد عقوبات عاجلة من جانب الامم المتحدة ضد دمشق
وأوضح فيسترفيلله في تصريحات من العاصمة اللبنانية التي يزورها ضمن الجولة الشرق أوسطية أن “العقوبات التي تم تبينها حتى الآن ليست كافية” حسب تعبيره
وناشد رئيس الدبلوماسية الألمانية موسكو مرة أخرى إلى “الكف عن استخدام حق النقض في مجلس الأمن لدعم نظام بشار الأسد” على حد قوله
وقال فيسترفيلله أن “معارضي النظام السوري يدعون الأمم المتحدة الى التدخل عسكرياً” وأضاف “إن مثل هذه العمليات، لا يمكن أن تصدر إلا منمجلس الامن الدولي” حسب تعبيره
وختم بالقول “إن استخدام حق النقض من جانب روسيا والصين قد حال حتى الآن دون اتخاذ إجراءات أكثر صرامة” ضد دمشق
نشطاء: قوات سورية تجدد الهجوم على حمص
عمان (رويترز) – قال نشطاء سوريون معارضون يوم الأحد إن 35 شخصا على الأقل قتلوا في قصف للجيش السوري في تجدد للهجوم من أجل استعادة السيطرة على محافظة حمص.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان ومعارضون آخرون إن القصف استهدف معاقل للمعارضة في مدينة حمص وبلدات القصير وتلبيسة والرستن حيث يصعد مقاتلو الجيش السوري الحر هجماتهم على دوريات الجيش والمتاريس وبطاريات الصواريخ.
وقال أبو قاسم وهو نشط في الرستن على بعد 25 كيلومترا إلى الشمال من حمص إن 500 صاروخ وقذيفة سقطت على البلدة منذ يوم السبت وإن طائرات الهليكوبتر التابعة للجيش تطلق نيران مدافعها على المنطقة.
وأضاف “الجيش السوري الحر يعاني نقصا في السلاح بصورة كبيرة وهو يرد بهجمات للمقاتلين بينما يحاول تجنب التبادل المباشر لاطلاق النيران.”
ومضى يقول إن من بين أهداف مقاتلي المعارضة بطارية للصواريخ تابعة للجيش في منطقة الغنطو قرب الرستن. وانشق أغلب أعضاء سرب الصواريخ وأصبحت البطارية تخضع لسيطرة مقاتلي المعارضة.
وكانت الرستن يوما مركزا لمن يلتحقون بالجيش الوطني من السنة. وبعد اندلاع الانتفاضة في مارس اذار العام الماضي وقتل المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية في الرستن بدأ الضباط من السنة في البلدة الانشقاق.
وقالت مصادر للمعارضة في تلبيسة إلى الجنوب إن البلدة تعرضت للقصف ونيران ثقيلة بقذائف المورتر من قوات موالية بعد انشقاق بعض الجنود من حواجز طرق مجاورة يوم السبت وقيادتهم حاملتي جند مدرعة في البلدة.
وقال النشط أبو محمد في مكالمة هاتفية عبر الأقمار الصناعية “قتل خمسة منهم امرأة وابنتها البالغة من العمر سنة. كانوا بين عدد محدود من المدنيين الذين لم يفروا من تلبيسة.”
وفي حمص قال نشطاء إن قصف الجيش تركز على حي الخالدية الذي تسكنه أسر قبلية سنية من الصحراء إلى جنوب شرقي حمص.
(إعداد دينا عفيفي – تحرير علا شوقي)
اسرائيل تتهم سوريا بالإبادة الجماعية وتدعو لتدخل دولي
القدس (رويترز) – اتهم شاؤول موفاز نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي الرئيس السوري بشار الأسد يوم الأحد بارتكاب إبادة جماعية خلال قمع الانتفاضة المستمرة منذ 15 شهرا في انتقاد حاد غير معتاد من الدولة اليهودية لسوريا.
كما انتقد موفاز روسيا لتسليحها دمشق وكرر مطالب اسرائيل بالتدخل العسكري الدولي للإطاحة بالأسد على غرار ما حدث من تدخل العام الماضي في ليبيا للإطاحة بالزعيم الراحل معمر القذافي.
وفي تصريحات منفصلة قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الحكومة السورية تذبح المدنيين بدعم من إيران وحزب الله. وقال في تصريحات أمام حكومته أذيعت لاحقا “على العالم أن يفهم طبيعة البيئة التي نعيش فيها.”
وكانت اسرائيل حتى وقت قريب تتلكأ في الدعوة لإسقاط الأسد توجسا من تدهور الاضطرابات في سوريا.
ودعا وزراء اسرائيليون لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة لم يحددوها ضد سوريا في الأسابيع القليلة الماضية. وأكد مسؤولون كبار في تصريحات ليست معدة للنشر أن الإجراء الذي قد يتخذ في نهاية الأمر ربما يشمل التدخل العسكري الأجنبي.
وقال موفاز خلال مقابلة مع راديو الجيش “هناك جريمة ضد الإنسانية.. إبادة جماعية ترتكب في سوريا اليوم. وصمت قوى العالم يتناقض مع المنطق الإنساني برمته.”
ومضى يقول “بما أنه في الماضي غير البعيد اختارت القوى التدخل العسكري في ليبيا.. فإن الخلاصة المطلوبة هنا هي التدخل العسكري الفوري لإسقاط نظام الأسد.”
وانتقد موفاز وهو جنرال سابق ومنتم لتيار الوسط وانضم إلى الائتلاف المحافظ الذي يرأسه نتنياهو الشهر الماضي روسيا لتسليحها دمشق.
وقال موفاز “الأسوأ من ذلك هو موقف روسيا.. التي أدانت بالكاد المذابح بينما واصلت تسليح نظام الأسد الاجرامي. على أفضل تقدير هذه عدم مسؤولية وعلى أسوأ تقدير هذه مشاركة في القتل.”
وتعارض روسيا الحليف القديم لسوريا التدخل الخارجي ضد دمشق. وتنفي موسكو دعم أي جانب في الصراع أو تقديم السلاح الذي يمكن استخدامه في حرب أهلية بسوريا.
وذكر موفاز أن اسرائيل أمامها خيارات محدودة فيما يتعلق بسوريا لكن يتعين عليها الضغط من اجل اتخاذ إجراء دولي.
وأردف قائلا “لا يمكننا المشاركة لأسباب مفهومة. لكني أعتقد أن الغرب بقيادة الولايات المتحدة من مصلحته السيطرة على الوضع بحيث لا ترتكب إبادة جماعية.”
وسعى نتنياهو إلى جعل نطاق المسؤولية عن القتل الدائر في سوريا يتسع ليتجاوز مجرد دمشق قائلا “هذه مذابح لا ترتكبها الحكومة السورية فحسب. يساعد في ذلك إيران وحزب الله (المدعوم من إيران).”
ومبعث القلق الأساسي بالنسبة لاسرائيل هو البرنامج النووي الإيراني الذي تحاول القوى العالمية تقليصه عبر العقوبات والمفاوضات دون نتيجة تذكر حتى الآن. وتنفي إيران اتهامات بأنها تحاول صنع قنابل نووية.
وتجنب نتنياهو أن يدعو صراحة للتدخل العسكري في سوريا وصرح لصحيفة بيلد في الأسبوع الماضي بأن “هذا قرار تتخذه القوى الكبرى التي تتحدث عنه الآن. كلما قلت تصريحاتي كرئيس لوزراء اسرائيل كلما كان ذلك أفضل.”
ورفض متحدث باسم نتنياهو التعليق على تصريحات موفاز.
من دان وليامز
(إعداد دينا عفيفي للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)
المجلس الوطني السوري ينتخب كرديا زعيما له
اسطنبول (رويترز) – قال بيان للمجلس الوطني السوري المعارض ان المجلس انتخب الناشط الكردي عبد الباسط سيدا زعيما له خلال اجتماع عقد في مدينة اسطنبول التركية الاحد.
وكان سيدا المرشح الوحيد لرئاسة المجلس خلال اجتماع لثلاثة وثلاثين عضوا في الامانة العامة للمجلس . ويعيش سيدا في المنفى في السويد منذ سنوات كثيرة.
وسيخلف سيدا البالغ من العمر 56 عاما برهان غليون وهو شخصية ليبرالية معارضة رأس المجلس منذ انشائه في اغسطس اب من العام الماضي.
وتعرض غليون وهو منفي اخر يعيش في باريس لانتقادات لجعله رئاسته للمجلس تجدد بشكل مستمر في الوقت الذي يفترض فيه ان المجلس يمثل بديلا ديمقراطيا للحكم الاستبدادي للرئيس بشار الاسد.
واشارت في باديء الامر جماعة الاخوان المسلمين وهي اكثر الاطراف تأثيرا في المجلس الى انها تريد بقاء غليون رئيسا ولكنها اختارت بعد ذلك دعم سيدا بعد ان أبدى ناشطو المعارضة داخل سوريا اعتراضهم على غليون في أعقاب تجديد رئاسته للمجلس لثالث مرة الشهر الماضي.
وهدد ايضا أديب الشيشكلي العضو المؤسس للمجلس الوطني السوري بالاستقالة اذا ظل غليون رئيسا.
وقالت مصادر المعارضة ان انتخاب سيدا قد يساعد في اجتذاب تأييد مزيد من الاكراد للانتفاضة المستمرة منذ 15 شهرا. ويبلغ عدد الاكراد مليون نسمة في سوريا التي يبلغ عدد سكانها 21 مليون نسمة.
وتتفجر مظاهرات ضد حكم الاسد بشكل منتظم في المناطق الكردية من سوريا ولكن ليس بكثافة الاحتجاجات التي تشهدها مناطق اخرى في البلاد.
وربما يعود هذا الى حد ما الى دعم الاسد لحزب العمال الكردستاني المسلح الذي يشتبه بانه وراء اغتيال العديد من الشخصيات الكردية المعارضة للاسد منذ بدء الثورة في مارس اذار 2011.
وتفجرت خلافات علنية بين الاعضاء الاكراد في المجلس الوطني السوري وباقي اعضاء المجلس بشأن قضية حقوق الاكراد ومااذا كانت سوريا ما بعد الاسد ستبنى حول هيكل اتحادي مشابه لما هو موجود في العراق.
وقال سيدا ان اهم اولوياته ستكون توسيع المجلس واجراء محادثات مع شخصيات المعارضة الاخرى لضمها الى المجلس الذي يتهمه البعض بسيطرة الاسلاميين عليه.
وقال لرويترز ان المهمة الاساسية الان هي اصلاح المجلس واعادة هيكلته.
وقال بسام اسحق عضو الامانة العامة للمجلس ان سيدا انتخب لتحقيق مطالب من داخل المجلس ومن جانب المعارضة داخل سوريا بالاضافة الى القوى الدولية لجعل المجلس اكثر ديمقراطية.
واضاف ان سيدا سيعمل على عقد اجتماع لكل اعضاء المجلس بعد شهر قد يتم خلاله انتخاب امانة عامة جديدة ورئيس جديد مما قد يجعل سيدا زعيما مؤقتا.
(إعداد أحمد صبحي خليفة للنشرة العربية)
من مريم قرعوني
كيف يتم تجنيد الشبيحة ومن اين ليرتكبوا هذه المجازر
عمان: رويترز
يهبط شبان يغطي الوشم اذرعتهم ويحملون بنادق ايه كيه-47 من على التلال إلى القرى المحاصرة بالمدفعية السورية ويقتحمون المنازل ويذبحون النساء والاطفال او يضربونهم حتى الموت. ثم يغادرون القرى حاملين معهم الجثث لاخفاء آثار مذبحتهم. تسمع روايات كهذه من شهود عيان ومعارضين بوتيرة متصاعدة في شمال ووسط سوريا معقل انتفاضة عمرها 15 شهرا ضد حكم الرئيس السوري بشار الاسد. وفي العادة يلقي النشطاء باللائمة على “الشبيحة” وهم اكثر معارضي الانتفاضة ضراوة. وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان وهي جماعة معارضة تقوم بتوثيق حملة الأسد العنيفة ضد الانتفاضة ان عناصر الشبيحة دخلوا قرية مزرعة القبير السنية الصغيرة يوم الأربعاء بعد ان قصفت الدبابات منازل القرية وقطعت خطوط الهاتف.
وتقول المنظمة انهم قتلوا 78 مدنيا على الاقل وحملوا معهم 37 جثة. وذكرت المنظمة ان قوات الامن استعانت بشبيحة من قرى علوية مجاورة وهو نفس النمط الذي شوهد في بلدة الحولة السنية التي تقع على اطراف حمص ثالث اكبر المدن السورية قبل اسبوعين على نطاق اخف وان لم يقل وحشية. والقت السلطات السورية باللائمة على “جماعات ارهابية” تدعمها قوى اجنبية في اعمال القتل.
ومنذ البدايات المتواضعة لشبكات التهريب والابتزاز التي شكلها اقارب الاسد في مدينة اللاذقية الساحلية تحول الشبيحة إلى فرق موت رهيبة تحمل مسؤولية ابشع الاعمال الوحشية التي شهدتها الانتفاضة. ويواكب الاحتجاجات الآن تمرد مسلح ضد حكم عائلة الاسد المستمر منذ 42 عاما في مواجهة بين الاقلية العلوية التي ينتمي اليها الرئيس والاغلبية السنية التي قادت حركة الاحتجاج.
واستعان الاسد بشكل متزايد باقاربه في تقوية قبضته على حكم سوريا ذات الاغلبية السنية بعد ان ورث السلطة عن ابيه عام 2000 . وبدأ ظهور الشبيحة في اللاذقية وفي الجبال العلوية القريبة. ويقود اقارب الاسد سيارات مرسيدس زجاجها معتم من طراز معروف باسم (الشبح) بها ترسانة متحركة من الاسلحة يقتحمون بها الاختناقات المرورية في الشوارع. وتبعهم مسلحون اعجبتهم التسمية التي تصفهم بالشبيحة.
وتطور الشبيحة بدعم من الدولة ليتحولوا إلى ميليشيات حقيقية بعد الانتفاضة. واستخدم الشبيحة بتوجيه من مسؤولين في حزب البعث او من جانب قوات الامن في اخماد الاحتجاجات في مدن سورية غالبا عن طريق اطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين. وحمل الشبيحة في مظاهرات موالية للحكومة في دمشق ومدن اخرى في وقت سابق من هذا العام لافتات تقول “يا اسد احنا شبيحتك للابد” وغيرها من اللافتات التي تؤكد ولاءهم للرئيس السوري.
وفي بداية الانتفاضة جندت قوات الامن آلاف من السنة لدعم القلب العلوي للشبيحة خاصة بعد ان افرج الاسد عن الالاف من السجون في عفو عام العام الماضي. لكن الشبيحة اصبحوا اكثر اعتمادا على التجنيد من صفوف العلويين بعد ان تحولت الانتفاضة إلى تمرد مسلح وبدأ المعارضون المسلحون في استهداف قوات الاسد حسب ما تقوله مصادر في المعارضة ودبلوماسيون يتابعون الانتفاضة. كما ادت المذابح وتزايد مخاطر التعرض للاغتيال على ايدي المعارضة المسلحة إلى انسحاب كثير من السنة من ميليشيات الشبيحة على الرغم من ان راتب الواحد منهم بلغ مئة دولار يوميا وهو مبلغ كبير في بلد يبلغ متوسط الراتب الشهري فيه بين 200 و300 دولار. وقال مصدر دبلوماسي “تحول الشبيحة إلى ميليشيا علوية توجد غالبا في المناطقة المختلطة. مهمتهم هي ارهاب السكان المدنيين والقيام بالتطهير العرقي.”
ويقول نشطاء ان الاتجاه إلى تجنيد وتسليح وتدريب الشبيحة من القرى العلوية – وبعضهم يبلغ من العمر 15 عاما فقط – قد تزايد مع انسحاب مزيد من السنة من الميليشيا. وقال فواز تللو الناشط المعارض المخضرم الذي فر من سوريا العام الماضي ان الشبيحة لديهم شعور بالحصانة بأنهم يمكنهم قتل اكبر عدد ممكن من السنة بينما يؤدي دعم روسيا للنظام السوري إلى القضاء على اي امكانية للتدخل الدولي.
لكن الميليشيا تتلقى بعض الضربات. فقد ادى نقص الدعم السني لها إلى اجبارها على الخروج من مدينة دير الزور التي شاركوا بقوة في اخماد الاحتجاجات ضد الاسد فيها العام الماضي. وفي دمشق قال سكان ونشطاء ان نسبة السنة في الشبيحة تراجعت بعد اغتيال 11 من عناصر الشبيحة في حي الميدان المحافظ خلال الشهرين الماضيين.
وقال الناشط المعارض في مدينة دير الزور ابو قحطان “اصبح الشبيحة تقريبا مستبعدين من دير الزور. تقلص عددهم من عدة آلاف إلى بضع مئات.” واضاف “حتى العناصر الاجرامية بينهم غيرت انتماءها ولم تسمح الطبيعة القبلية لدير الزور بمرور القتل الذي تقوم به قوات النظام دون محاسبة ودون انتقام جدي.” وقال الناشط الذي يستخدم اسما مستعارا خوفا على نفسه من الاعتقال ان القلب العلوي لقوات الشبيحة “تسوقه ايديولوجية ان قتل السنة يصحح خطأ تاريخيا” هو تهميش الاقلية العلوية. وقال “كان العلويون بشكل ما في الاغلب في ادنى درجات السلم الاجتماعي في سوريا لكن ذلك لم يعد صحيحا بعد ان سيطروا على السلطة منذ خمسة عقود ولا اعرف ما الخطأ الذي ارتكبه السنة الحاليون في حق العلويين.”
«خدمة أبحاث الكونغرس»: الأسد وعائلته سيجبرون على الخروج من السلطة
الراي الكويتية
اعتبر احدث تقارير «خدمة ابحاث الكونغرس»، ان «سورية تتأرجح على شفير حرب اهلية» وان «الرئيس بشار الاسد، وافراد عائلته، ومناصريه، سيجبرون في النهاية على الخروج من السلطة».
وتابع التقرير ان «قلائل هم المراقبون الذين يقدمون جدولا زمنيا دقيقا وذات مصداقية حول موعد التوصل الى حل للأزمة السياسية» القائمة في البلاد، مرجحا استمرار الثورة السورية، التي اندلعت منتصف مارس من العام الماضي.
واشار التقرير الى ان «التظاهرات السلمية مستمرة، لكن عقمها خلق احباطا وغضبا لدى المعارضين» بسبب استمرار حكم الاسد. واضاف ان «عددا متناميا من المدنيين السوريين يحملون السلاح دفاعا عن انفسهم» في وجه «القوة الساحقة» التي يستخدمها ضدهم النظام.
واورد ان «الادارة لم تعط اي اشارت تفيد بأنها تنوي التدخل عسكريا»، وان «المسؤولين الاميركيين واعضاء في الكونغرس مازالول يتباحثون في الاقتراحات المتعددة لانهاء العنف والتعجيل في رحيل الاسد»، مضيفا ان «لائحة خيارات تشوبها العيوب تواجه صانعي السياسة الاميركية (حول سورية) في ظل مخاوف من استمرار العنف، وعدم الاستقرار الاقليمي».
التقرير اعتبر ان «القوات الموالية للأسد واجهت المقاومة ذات الاكثرية السنية بقوة ودموية في مايبدو انها محاولة متعمدة لصب الزيت على نار التوترات الطائفية، وزرع الخوف بين السوريين، وتقديم خيارين غير مرغوبين للسوريين: اما الاستمرار في الانصياع لحكم الاقلية العلوية، واما الحرب الاهلية واحتمال انهيار الدولة».
وتابع ان استراتيجية الاسد المذكورة «نجحت حتى الآن في ابقاء الطبقة الوسطى من السوريين في دمشق وفي حلب، كما معظم الاقليات الدينية والعرقية، من الانضمام للثورة علنا، ولكن مع تأجيج التوتر الطائفي، تقوض استراتيجية الحكومة من فرص التوصل الى تسوية سياسية قابلة للحياة او العودة الى الهدوء».
وقدم التقرير مقارنة بين «قيادة النظام» التي اعتبرها متماسكة وعلى حالها منذ اندلاع الثورة، وقيادة المعارضة «المنقسمة على نفسها وغير المركزية»، مما يعطي نظام الاسد فرصا في الاستمرار طالما بقيت قيادته موحدة في وجه معارضة متفككة «تصارع من اجل بناء وحدة تنظيمية واستراتيجية».
وعن الضعف العسكري للـ «الجيش السوري الحر»، جاء في التقرير انه «حتى اليوم، تبدو المجموعات المسلحة للمعارضة غير منظمة… ويفتقر المقاتلون المتطوعون لهيكلية قيادة وسيطرة مركزية، كذلك يفتقرون الى التمويل والسلاح الثقيل». وينقل التقرير عما جاء في صحيفة «واشنطن بوست»، قبل اسابيع، من ان «بعض المجموعات الثورية بدأت تتسلم اسلحة ذات نوعية افضل بكثير من قبل تمولها دول خليجية وتنسق العملية جزئيا الولايات المتحدة».
على ان الحكومة الاميركية نفت مرارا تسليحها او مشاركتها في تسليح مجموعات المعارضة السورية، واصر المسؤولون الاميركيون على ان مساهمتهم تقتصر على مساعدات «غير فتاكة»، حسب التقرير، الذي ينقل ايصا عن مسؤولين اميركيين ان «جهات اخرى تقدم انواع مختلفة من المساعدات»، منها العسكرية، للثوار السوريين.
ويضيف التقرير انه «من غير الواضح ان كانت ادارة الرئيس باراك اوباما تنظر الى (تسليح) المعارضة السورية على انه يتناقض ونوايا مجلس الامن الدولي، الذي دعا مرارا الاطراف كافة في سورية، بما فيها مجموعات المعارضة، الى وقف فوري للعنف المسلح بكل اشكاله».
وتحت عنوان «هل يمكن لروسيا التوصل الى حل في سورية»، ورد انه «في وقت عرقلت روسيا اجراءات دولية اقسى بحق الحكومة السورية، قد تكون سياستها تجاه سورية اكثر مرونة مما يتصور البعض، خصوصا ان اعتقدت ان نظام الاسد يواجه خطر الانهيار».
ويختم التقرير: «ان الهدف الروسي هو السيطرة على عملية تغيير النظام من دون انهيار الدولة، مع قيام حكومة جديدة فيها معارضة واجزاء من النظام لم تتلوث ايديها بالدماء، وتقوم الحكومة الجديدة بحفظ المصالح الروسية، الا انه في حال حاولت روسيا السعي الى تدبير انتقال منظم للسلطة في سورية حتى لو اعتبرنا ان ذلك مازال ممكنا فهي تخشى من ان فشل مساعيها قد يطيح بهيبتها، خصوصا ان عملت الاطراف السورية على الارض على افشال اي مبادرة روسية على هذا الصعيد».
النيويورك تايمز :الأسد, الجزار
نيويورك تايمز
ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي
في الرعب الأخير القادم من سوريا, يقوم فريق مراقبي الأمم المتحدة في التحقيق بالمجزرة التي حصلت في قرية القبير, حيث تم قتل ما يقرب من 78 شخصا, إما عن طريق الخنق أو عن طريق حرقهم. إذا تم تأكيد هذا الأمر رسميا, فإنها سوف تكون المذبحة الرابعة خلال أسبوعين.كما يقول الناشطون بأن الهجوم على قرية الحفة الذي بدأ يوم الإثنين تضمن أول استخدام لصواريخ تطلق من طائرات الهليوكبتر الحربية منذ أن بدأت الاحتجاجات ضد الأسد قبل 16 شهرا مضت.
على الرغم من ادعاءاته بأن العنف المرتكب هو من عمل “الإرهابيين”, فإن لدى الرئيس الأسد الكثير مما يخفيه. يوم الخميس, قامت القوات السورية و الموالون للحكومة بمنع المراقبين من دخول القبير, و تم طردهم. وتم السماح أخيرا لهم بالدخول إلى القرية يوم الجمعة, الصحفيون و المتحدثة باسم المراقبين تحدثوا عن وجود أدلة مفزعة لعمليات قتل جماعية, بما فيها الدماء و الأشلاء البشرية. و قد قال القرويون بأن المسلحين قاموا بنقل الجثث بعيدا.
هذا هو المؤشر الأخير فقط على فشل خطة السلام التي قدمها كوفي عنان, المبعوث الأممي و العربي الخاص إلى سوريا. إن كل ما تم عمله هو إعطاء روسيا و الصين و أعضاء آخرين في مجلس الأمن ستة شهور إضافية من أجل تبرير أفعالهم.
يوم الخميس, أخبر السيد عنان مجلس الأمن بأن الوحشية سوف تزداد دون وجود ضغط دولي حقيقي. إنه على حق, و لكن ليس هناك أي مؤشر على أن روسيا و الصين – المتواطئتان في مقتل أكثر من 12000 سوريا- مستعدتان بشكل جاد للتعاون. إن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية كان لا يزال في عالم الخيال يوم الجمعة عندما دعا طرفي الصراع إلى وقف القتال.
لقد قامت إدارة أوباما بأكثر من جهد من أجل إقناع روسيا بالانضمام إلى الإجماع الدولي. لقد كان هناك مسئول أمريكي في موسكو هذا الأسبوع. إن واشنطن بحاجة إلى حشد كل الضغط و الإحراج الذي يمكن أن تحصل عليه.
إن العقوبات التي تم فرضها من قبل الولايات المتحدة و الاتحاد الأوروبي و آخرين ألحقت بعض الضرر بالمقربين من السيد الأسد. و لكنها ليست كافية. فرض حظر السلاح من قبل الأمم المتحدة – روسيا و إيران كلاهما لا زالا يرسلان السلاح إلى دمشق- و عقوبات اقتصادية شاملة أكثر شدة أمور طال انتظارها. و كذلك هي حال الاتهامات التي يجب أن توجه إلى الأسد و مساعديه بتهمة ارتكاب جرائم صد الإنسانية.
مع كل فظاعة ترتكب, تتنامى دعوات التدخل العسكري. إننا نتفهم الرغبة في حماية الأبرياء. إن التدخل سوف يكون مكلفا و قد يؤدي إلى توسيع الحرب. إن أفضل أمل لتجنب ذلك هو أن يقوم مجلس الأمن بفرض عقوبات شاملة, و بالنسبة لروسيا و الصين و إيران أن يتوقفوا عن دعم وحشية السيد الأسد.