أحداث الأحد 15 تشرين الأول 2017
اتفاق على إجلاء «داعش» من «عاصمته» السورية
لندن – «الحياة» عين العرب (كوباني) – أ ف ب
أعلن التحالف الدولي بقيادة واشنطن عن اتفاق على عملية إجلاء عناصر «داعش» من مدينة الرقة السورية، يستثني الإرهابيين الأجانب في صفوف التنظيم، بعدما باتت «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) على وشك السيطرة على أبرز معقل للتنظيم بالكامل. وكان تنظيم «داعش» أعلن الرقة «عاصمة» له في سورية، إضافة إلى الموصل، التي طرد منها في العراق.
ولم يحدد التحالف ما إذا كانت القافلة التي ستخرج من الرقة ستضم عناصر سوريين إلى جانب المدنيين. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن من المنتظر أن تنتهي خلال الساعات المقبلة عملية حل قضية الإرهابيين الأجانب من عناصر «داعش»، ومن بينهم المسؤول عن تخطيط الهجمات في العاصمة الفرنسية. من جهة أخرى، سيطرت القوات النظامية السورية أمس على مدينة الميادين، أحد آخر معاقل التنظيم الإرهابي في شرق البلاد.
وصرح عمر علوش عضو مجلس الرقة المدني أمس لـ «رويترز»، بأن عناصر التنظيم المتبقين في الرقة، ومن بينهم إرهابيون أجانب، سيغادرون المدينة السورية ويأخذون معهم مدنيين دروعاً بشرية، بموجب اتفاق يحاول التوسط فيه شيوخ قبائل.
وقال التحالف الدولي الذي يدعم «قسد» عصر أمس في بيان: «تم تنظيم قافلة من الحافلات لمغادرة الرقة يوم 14 تشرين الأول (أكتوبر) بموجب تسوية توسط فيها مجلس الرقة المدني وشيوخ العشائر العربية».
وقاد مجلس الرقة المدني الذي يضم ممثلين عن أبرز عشائر الرقة محادثات لتوفير ممر آمن لإخراج المدنيين العالقين في آخر نقاط سيطرة التنظيم في المدينة.
وأوضح التحالف أن الهدف من الاتفاق هو «تقليل الخسائر في صفوف المدنيين على أن يتم استثناء الإرهابيين الأجانب في داعش»، ما يوحي بأن التسوية تتضمن خروج مقاتلين سوريين في «داعش».
وأكد مصدر عسكري في الرقة لوكالة «فرانس برس» السبت أن «الحافلات متوقفة حالياً في إحدى القرى (…) وسيتم إرسالها لأخذ الدواعش ونقلهم لاحقاً باتجاه (محافظة) دير الزور» شرق البلاد.
ويأتي بيان التحالف حول الإجلاء بعد ساعات على تصريح له لوكالة «فرانس برس» أعلن فيه «استسلام نحو مئة إرهابي من تنظيم داعش في الرقة»، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وأكد أنه «لا يُسمح للمقاتلين الأجانب بمغادرة الرقة».
وكان مسؤول محلي في محافظة الرقة قال في وقت سابق لـ «فرانس برس» إن مقاتلين من التنظيم المتطرف في الرقة استسلموا ليل الجمعة إلى «قوات سورية الديموقراطية» و «سلموا أسلحتهم». وأكد المسؤول أنهم «محليون وليسوا أجانب». وأوضح أن «الأجانب لم يسلموا أنفسهم حتى الآن».
وذكر «المرصد السوري» أن كل العناصر السوريين في التنظيم الإرهابي خرجوا وعائلاتهم من الرقة مع مدنيين آخرين خلال الأيام الخمسة الماضية، مقدراً عددهم بنحو مئتين.
وقدر مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن عدد عناصر «داعش» الأجانب المتبقين في الرقة بـ «150 عنصراً كحد أقصى». وقال إن الأجانب «يطالبون بالمغادرة دفعة واحدة باتجاه مناطق سيطرتهم في محافظة دير الزور» في شرق البلاد.
وشارفت العمليات التي تقودها «قسد» منذ السادس من حزيران (يونيو) على نهايتها، مع انكفاء مقاتلي التنظيم إلى وسط المدينة، حيث يتحصنون في المستشفى الوطني والملعب البلدي كما في مبان عدة في أحياء محيطة.
وقال نوري محمود، الناطق باسم «وحدات حماية الشعب» الكردية، العمود الفقري لـ «قسد»، لوكالة «فرانس برس»: «داعش على وشك الانتهاء في الرقة خلال أيام».
على صعيد آخر، سيطرت القوات النظامية السورية وحلفاؤها أمس على مدينة الميادين، وفق ما نقل الإعلام الرسمي عن مصدر عسكري. وأكد المصدر أن القوات الحكومية «تطارد فلول تنظيم داعش الهاربة من المدينة»، كما تقوم «بإزالة الألغام والمفخخات التي زرعها الإرهابيون في شوارع المدينة وساحاتها».
وتمكنت القوات النظامية أمس، من محاصرة الأحياء الشرقية التي يوجد فيها الإرهابيون في مدينة دير الزور، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
القوات السورية تستعيد الميادين من «داعش»
بيروت – رويترز
استعادت قوات الحكومة السورية والقوات المتحالفة معها السيطرة على مدينة الميادين شرق سورية من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). بحسب ما أعلن مصدر عسكري سوري اليوم (السبت).
وباتت الميادين القريبة من الحدود العراقية في محافظة دير الزور قاعدة رئيسة لمتشددي «داعش» في ظل هجوم تدعمه الولايات المتحدة لطردهم من معقلهم السوري الرئيس في مدينة الرقة.
وقال الناطق باسم التحالف ريان ديلون إن كثيراً من الأفراد الذين استهدفهم التحالف بقيادة الولايات المتحدة خلال الشهور القليلة الماضية قدموا من الميادين.
ودعمت ضربات جوية روسية كثيفة حملة الحكومة السورية لاستعادة السيطرة على الميادين. وسبق أن هاجم أيضاً التحالف محيط المدينة.
وتقع الميادين إلى الجنوب من مدينة دير الزور حيث تحاول القوات السورية والقوات المتحالفة معها طرد مقاتلي التنظيم من جيب صغير لا يزال تحت سيطرتهم. وقال المصدر العسكري إن صفوف المتشددين انهارت في الميادين.
دمشق تطالب بخروج القوات التركية من إدلب «فوراً»
أطفال يقفون فوق أحد العربات العسكرية التركية التي دخلت باتجاه إدلب. (رويترز)
دمشق، نيويورك – أ ف ب
طالبت دمشق اليوم (السبت) بخروج القوات التركية «فوراً» من محافظة إدلب في شمال غربي البلاد، مؤكدة أن انتشارها لا يمت بصلة إلى اتفاق خفض التوتر الذي تم التوصل إليه في مباحثات آستانة، وفق ما نقل الإعلام الرسمي عن وزارة الخارجية السورية.
وقال مصدر في وزارة الخارجية، بحسب ما أوردت وكالة أنباء «سانا» الرسمية «تطالب الجمهورية العربية السورية بخروج القوات التركية من الأراضي السورية فوراً ومن دون أي شروط»، واصفاً الانتشار التركي في محافظة إدلب بـ «العدوان السافر».
واعتبر المصدر أن «لا علاقة له من قريب أو بعيد بالتفاهمات التي تمت بين الدول الضامنة في عملية آستانة، بل يشكل مخالفة لهذه التفاهمات وخروجاً عنها (…) وعلى النظام التركي التقيد بما تم الاتفاق عليه في آستانة».
وتشكل محافظة إدلب واحدة من أربع مناطق سورية تم التوصل فيها إلى اتفاق خفض توتر في أيار (مايو) في إطار محادثات آستانة، برعاية كل من روسيا وإيران حليفتي دمشق، إضافة إلى تركيا الداعمة للمعارضة. ويستثني الاتفاق بشكل رئيس تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) و«هيئة تحرير الشام»، التي تعد «جبهة النصرة» سابقاً أبرز مكوناتها، والتي تسيطر على الجزء الأكبر من إدلب.
وينص اتفاق خفض التوتر على وقف الأعمال القتالية بما فيها الغارات الجوية، إضافة إلى نشر قوات شرطة تركية وإيرانية وروسية لمراقبة تطبيق الاتفاق.
وبدأ الجيش التركي الخميس، بحسب أنقرة، نشر قواته في محافظة إدلب في إطار بدء إقامة منطقة خفض توتر.
وقالت هيئة الاركان التركية في بيان أمس «بدأنا (الخميس) 12 تشرين الأول (أكتوبر) أعمال إقامة مراكز مراقبة». وبعيد ذلك، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن «ليس من حق أحد التشكيك» في هذا الإجراء.
وأوردت وسائل إعلام تركية أن الاتفاق ينص على أن تقيم تركيا 14 مركز مراقبة في محافظة إدلب سينشر فيها ما مجمله 500 جندي.
ودخل صباح اليوم رتلاً جديداً من الآليات العسكرية التركية إلى محافظة إدلب، وفق ما أفاد مراسل «فرانس برس» و«المرصد السوري لحقوق الإنسان».
ويعد الانتشار التركي في إدلب أكبر عملية عسكرية لأنقرة في سورية منذ انتهاء عملية أخرى عبر الحدود نفذتها العام الماضي، واستهدفت في الوقت نفسه تنظيم «داعش» و«وحدات حماية الشعب» الكردية.
وتحدثت تقارير أيضاً عن احتمال إقدام فصائل مقاتلة سورية بدعم من تركيا على مهاجمة «هيئة تحرير الشام» في إدلب.
وفي شأن آخر، اعتبرت روسيا أمس أنّ رفض خبراء الأسلحة الكيماوية التابعين للأمم المتحدة، أخذ عيّنات خلال زيارتهم هذا الأسبوع قاعدة «الشعيرات» الجوية السورية، هو أمر «فاضح»، في وقت يستعد خبراء الأمم المتحدة لتقديم تقرير قد يشير إلى تورط النظام السوري في الهجوم على مدينة خان شيخون.
واتهمت واشنطن وحلفاؤها نظام الرئيس بشار الأسد باستخدام غاز السارين وشن هجوم على مدينة خان شيخون في ريف إدلب في نيسان (أبريل) الماضي.
ويستعد خبراء الأمم المتحدة لتقديم تقرير في 26 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري قد يشير إلى تورط نظام بشار الأسد في الهجوم على خان شيخون في ريف إدلب.
وأشار مدير «إدارة حظر الانتشار النووي» في وزارة الخارجية الروسية ميخائيل أوليانوف، خلال اجتماع في الأمم المتحدة إلى توجه أربعة خبراء إلى القاعدة، وتحدثوا إلى عسكريين وتحققوا من خطط للطيران، «لكنهم لم يأخذوا عينات» من القاعدة. واعتبر أنّ «تحقيقاً جاداً سيكون ببساطة مستحيلاً من دون عيّنات»، متحدثاً عن «حالة فاضحة».
ووفقاً لأوليانوف، فإنّ غاز السارين الذي عُثر عليه في خان شيخون لم يكن سببه غارة شنها سلاح الجو السوري، بل على الأرجح بسبب تفجير إرهابيين قنبلة.
وتنفي دمشق باستمرار أي استخدام للأسلحة الكيماوية، مؤكدة أنها فككت ترسانتها في العام 2013، بموجب اتفاق روسي – أميركي أعقب هجوماً بغاز السارين على منطقة الغوطة الشرقية قرب دمشق وتسبب في مقتل المئات ووجهت أصابع الاتهام فيه إلى دمشق.
وكانت بعثة لتقصي الحقائق شكلتها المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيماوية أكدت في نهاية حزيران (يونيو) الماضي، أن غاز السارين استخدم في الهجوم على خان شيخون، لكن من غير أن تحدد مسؤولية أي طرف. ونددت بخضوع المحققين لضغوط هائلة.
المقاتلون السوريون في تنظيم الدولة الإسلامية خرجوا من الرقة
خرج المقاتلون السوريون في صفوف تنظيم “الدولة الإسلامية” من مدينة الرقة خلال الأيام الماضية، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بينما يتم التحضير لإخراج المقاتلين الأجانب.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “خرج كافة المقاتلين السوريين في تنظيم “الدولة الإسلامية” من مدينة الرقة خلال الأيام الخمسة الماضية”، مشيرا إلى أن عددهم نحو 200، وقد “خرجوا مع عائلاتهم” إلى جهات غير محددة. لكن مسؤولا محلّيا في الرقة قال إن مقاتلين من التنظيم المتطرّف استسلموا إلى قوات سوريا الديموقراطية من دون أن يحدّد عددهم.
لكن مسؤولا محليا في محافظة الرقة قال إن مقاتلين من التنظيم المتطرف استسلموا ليل الجمعة إلى قوات سوريا الديموقراطية، من دون أن يحدد عددهم.
وأكد المسؤول لوكالة فرانس برس “الدواعش الذين سلّموا أنفسهم محليون وليسوا أجانب”، موضحا أن “الأجانب لم يسلّموا أنفسهم حتى الآن”.
وتجري، وفق عبد الرحمن، “مفاوضات بين قوات سوريا الديموقراطية وتنظيم “الدولة الإسلامية” لخروج المقاتلين الأجانب الذين يطالبون بالمغادرة دفعة واحدة باتجاه مناطق سيطرتهم في محافظة دير الزور” في شرق البلاد.
وقدر عبد الرحمن عدد المقاتلين الأجانب بـ”150 عنصرا كحد أقصى”.
وأفادت مصادر عدة عن وجود حافلات تنتظر خارج مدينة الرقة، مرجّحة أن هدفها إخراج باقي مقاتلي التنظيم المتطرّف.
معارضون سوريون: الجيش التركي يوسع انتشاره في شمال غرب سوريا
“القدس العربي” – وكالات: قال معارضون سوريون وشهود الأحد، إن الجيش التركي يوسع انتشاره في شمال غرب سوريا بهدف تطويق جيب كردي وكبح الضربات الجوية الروسية في محافظة إدلب الحدودية بموجب اتفاق للحد من الاشتباكات.
ودخلت قافلة من قوات الجيش التركي سوريا قرب معبر باب الهوى الحدودي يوم الخميس، في أول توغل من نوعه منذ العام الماضي عندما شنت أنقرة هجوماً برياً وجوياً كبيراً لإخراج مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية من آخر معاقلهم على الحدود مع تركيا.
وقالت مصادر من المعارضة السورية، إن أربع قوافل على الأقل تضم عشرات المركبات المدرعة والمعدات تمركزت في عدة مواقع في إطار المرحلة الأولى من الانتشار المتوقع أن يمتد في عمق إدلب التي تسيطر عليها المعارضة.
وقال إبراهيم الأدلبي المستشار العسكري في الجيش السوري الحر المعارض، “حوالي مائتي جندي متمركزين في مناطق تفصل بين تلك التي تسيطر عليها المجموعات الكردية والمعارضة”.
وقال شهود إن جرافات تركية تعمل على مدار الساعة على تمهيد الأرض لإقامة تحصينات ومواقع مراقبة.
وقال الشهود أن مركبات مصفحة وقوات إضافية تركية وصلت على امتداد الحدود السورية يوم السبت وتمركزت على الجانب التركي من الحدود.
وتوسع تركيا نطاق تواجدها في منطقة تأمل أن تجعل منها حاجزا أمام طموحات الأكراد في توحيد منطقة عفرين المعزولة شمالي إدلب، مع بقية المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد في شمال البلاد.
وتمركز القوات التركية قرب قلعة سمعان على جبل الشيخ بركات في المحافظة الغنية بأشجار الزيتون، يضعها على مسافة بضعة كيلومترات فقط من قوات كردية متمركزة في جنديريس.
وقال مصطفى سيجري مسؤول في الجيش السوري الحر “يمكن القول إن القوات التركية مازلت في حالة تقدم وتوسع″.
وتقول تركيا إن عملياتها هناك إلى جانب قوات معارضة سورية تدعمها، تأتي في إطار اتفاق توصلت إليه الشهر الماضي مع روسيا وإيران في قازاخستان لتخفيف حدة القتال بين المعارضة والقوات الحكومية السورية.
وشجبت سوريا السبت، التوغل التركي في أراضيها وقالت إنه يمثل انتهاكاً صارخاً لسيادتها وطالبت أنقرة بسحب قواتها.
لكن التوغل التركي في المحافظة التي يهيمن عليها تحالف تحرير الشام الذي تمثل جبهة النصرة الفرع السابق لتنظيم القاعدة في سوريا قوته الأساسية، يسير بشكل سلس.
المواقع المتفق عليها
قالت مصادر من المعارضة السورية على دراية بإجراءات الانتشار التركي، إن العملية جاءت بعد تنسيق استمر لأسابيع بين تحرير الشام وضباط مخابرات أتراك لضمان عدم وقوع اشتباكات.
وقالت فصائل الجيش السوري الحر، إن هدف الحملة هو التوغل في عمق إدلب ومد خطوط إمداد وإقامة مواقع مراقبة وإن المتشددين سيتراجعون جنوباً في إطار انسحاب تدريجي.
وقال الأدلبي “قام الأتراك بإدخال أربعة أرتال متتالية وقاموا بالتمركز في مناطق تبعد 40 كيلومتراً كما تم الاتفاق في الأستانة”.
والهدف في نهاية الأمر هو إقامة منطقة عازلة تمتد من باب الهوى إلى مدينة جرابلس غربي نهر الفرات وجنوباً حتى مدينة الباب، لتوسعة جيب على الحدود الشمالية تسيطر عليه جماعات معارضة مدعومة من تركيا.
ورحب العديد من السكان في بلدات إدلب، التي يسكنها أكثر من مليوني شخص، بوصول القوات التركية.
وقال عبد الجبار العكيدي “الأتراك يقدمون للجيش السوري الحر الدعم العسكري واللوجيستي لتجنيب إدلب ما حصل في دير الزور والرقة عندما كان الثمن غالياً”.
وكانت إدلب ذات الكثافة السكانية العالية هدفا لمئات الضربات من القوات الجوية الروسية والسورية في العام الماضي، أسفرت عن مقتل مئات المدنيين وتدمير مستشفيات ومراكز للدفاع المدني.
وتبدد الهدوء النسبي الذي ساد على مدى ستة أشهر بموجب تفاهم تركي روسي أتاح للآلاف الفرصة، لالتقاط أنفاسهم عندما استأنفت روسيا القصف المكثف الشهر الماضي بعد أن شن متشددون هجوماً على مواقع للجيش السوري.
واستهدفت الغارات الجوية كذلك معسكراً يديره فيلق الشام وهو فصيل تدعمه تركيا من فصائل الجيش السوري الحر في قرية قتل عشرات من مقاتليه فيها في هجوم الشهر الماضي.
نزوح أهالي الحجر الأسود جنوب دمشق
لبنى سالم
تسببت عشرات الغارات الجوية التي بدأها الطيران الحربي السوري منذ صباح أمس الجمعة على حي الحجر الأسود وأطراف مخيم اليرموك، جنوب العاصمة دمشق، بحركة نزوح واسعة للأهالي باتجاه بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم، الهادئة نسبياً، وذلك بمساعدة عناصر من الدفاع المدني.
وأدت الغارات المكثفة إلى مقتل عائلة بأكملها، مكونة من ستة أفراد، وقام الدفاع المدني بانتشالهم من تحت الأنقاض، إضافة لجرح أكثر من 10 مدنيين بينهم أربعة أطفال وخمس نساء، حالات بعضهم خطيرة، وتم نقلهم لمشفى يلدا الميداني، إضافة لدمار وحرائق واسعة طاولت الأبنية في حي الحجر الأسود.
ويخضع كل من الحجر الأسود ومخيم اليرموك لحصار شديد من قوات النظام ومليشياته ومجموعات الجبهة الشعبية الفلسطينية (القيادة العامة)، فيما يسيطر تنظيم “داعش” على معظمها.
وتقدر مصادر محلية وجود ما يقارب 500 عائلة لا تزال تعيش في الحي الخاضع لسيطرة التنظيم. يقول طلال وهو أحد سكان الحي الذي نزح بالأمس إلى بلدة يلدا لـ “العربي الجديد”:”قصدنا أقاربنا الذين يعيشون في يلدا، بعد أن بدأ النظام قصف المباني السكنية، هذه البلدة مشمولة باتفاق خفض التصعيد الموقع في القاهرة منذ يومين، واحتمال قصفها ضعيف، إضافة لكونها الوجهة الوحيدة لنا”.
ويسلك النازحون طريقا وحيداً، عبر معبر العروبة الفاصل بين مخيم اليرموك وبلدة يلدا، وينتقلون من حي الحجر الأسود إلى مخيم اليرموك ومنه إلى يلدا والبلدات الأخرى.
وتقول أم صلاح “وصلت مع عائلتي وعددنا 7 أفراد، لبيت أحد أقاربنا، سوف نبيت عدة ليال عندهم، حتى نجد بيتاً نستأجره، عند وصول النازحين بدأت أسعار البيوت بالارتفاع، كثير من النازحين ليس لديهم معارف هنا، بات بعض الرجال ليلتهم في الدكاكين المفتوحة، والنساء تم إيواؤهن عند بعض العائلات”.
ويعاني سكان الحجر الأسود والنازحون منه من ظروف إنسانية بالغة الصعوبة جراء الحصار المفروض عليهم وغياب المنظمات الإغاثية والمساعدات المستعجلة، بسبب عدم عمل أي من المنظمات الإنسانية في مناطق سيطرة التنظيم، وتصل نسبة البطالة بين أهالي الحي وفقاً لطلال لما يقارب الـ 90 بالمائة.
يقول طلال:”لدينا ارتفاع كبير في أسعار المحروقات في الحي، ووصل سعر لتر المازوت (الديزل) لـ 450 ليرة سورية والبنزين لـ 350، الأمر الذي فرض ارتفاعاً كبيراً في أسعار المواد الأساسية كالخبز والسكر والأرز والبرغل، حتى إن عدنا إلى بيوتنا فلا نعلم كيف سنقضي هذا الشتاء”.
“قسد” تسيطر على 90% من مساحة الرقة والمعارك مستمرة
جلال بكور
أعلنت قيادة “غرفة عمليات غضب الفرات”، التابعة لمليشيات “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، اليوم الأحد، استمرار المعارك ضد تنظيم “داعش” الإرهابي في مدينة الرقة.
وذكرت “قسد”، في بيان لها، أنها تسيطر حاليا على 90% من مساحة مدينة الرقة، مؤكدة أن المعارك تدور في المساحة المتبقية، والتي تتضمن أحياء الأكراد والقطار والبريد (الحرية) والسخاني والبدو والأندلس، بالإضافة إلى المطحنة.
وجاء في البيان “إننا في (قوات سورية الديمقراطية) نعلن للرأي العام أن قواتنا بدأت بمعركة الشهيد عدنان أبو أمجد، التي تستهدف إنهاء وجود مرتزقة التنظيم الإرهابي داخل المدينة، بعد أن نجحت جهود مجلس الرقة المدني ووجهاء وشيوخ محافظة الرقة في إجلاء المدنيين المتبقين من المدينة، وضمان استسلام 275 من المرتزقة المحليين مع عائلاتهم”.
وأضاف: “معركة الشهيد عدنان أبو أمجد الحاسمة ستستمر حتى تطهير كامل المدينة من الإرهابيين الذين رفضوا الاستسلام، ومن بينهم الإرهابيون الأجانب، وأصرّوا على الاستمرار في قتالهم اليائس ضد قواتنا”.
ويأتي البيان بعدما تضاربت الأنباء بشأن سيطرة “قوات سورية الديمقراطية” على كامل الرقة، بعد التوصل إلى اتفاق انسحاب تنظيم “داعش” من المناطق التي ما زالت تحت سيطرته شمال المدينة.
وقالت مصادر لـ”العربي الجديد”، في وقت سابق، إن عملية إجلاء مقاتلي تنظيم “داعش” من المدينة يتم التحضير لها، لكنها لم تبدأ بشكل فعلي حتى صباح اليوم الأحد، مرجعة ذلك إلى وجود تعقيدات في كيفية إخراج مقاتلي التنظيم وإيصالهم إلى ريف دير الزور، فضلا عن وجود مدنيين محتجزين لدى عناصر التنظيم.
وفي السياق نفسه، قالت “حملة الرقة تذبح بصمت” إن العديد من قذائف المدفعية سقط، صباح اليوم الأحد، على مناطق في مدينة الرقة، دون مزيد من التفاصيل.
وكانت حملة “الرقة تذبح بصمت” قد أفادت بأن حافلات دخلت إلى الرقة من أجل إجلاء عناصر تنظيم “داعش” من المدينة إلى ريف دير الزور، وذلك بعد التوصل إلى اتفاق بين التنظيم ومليشيات “قسد”.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مصادر كردية أنه تم إجلاء قسم من مقاتلي تنظيم “داعش” من الجنسية السورية، بينما بقي القسم الآخر في المدينة، وهم من الجنسيات الأجنبية.
وبدأت “قسد” في السادس من يونيو/ حزيران الماضي عملية اقتحام مدينة الرقة بدعم من قوات التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش”، وأسفرت العمليات العسكرية عن تدمير معظم أحياء المدينة ومقتل وتشريد آلاف المدنيين.
“داعش” يتقهقر في الرقة: مصير المقاتلين الأجانب العقدة الأخيرة
أحمد حمزة
يُرجَح أن تشهد الساعات المقبلة، طي صفحة سوداء في تاريخ مدينة الرقة السورية، مع قرب إعلانها خالية من تنظيم “داعش”، الذي اتخذها معقلاً أساسياً له، منذ أخضعها لسيطرته إبان معارك طاحنة، أفضت لخروج الجيش السوري الحر وفصائل إسلامية منها في يناير/كانون الثاني 2014. ومرت المدينة بمراحل عدة، قبل البدء بحملة انتزاعها من سيطرة التنظيم في السادس من يونيو/حزيران الماضي، والتي أدت الى مقتل وإصابة آلاف المدنيين، وتشريد نحو 50 ألفاً من سكان المحافظة الى مخيمات في عين عيسى شمال المدينة.
وتحدثت “قوات سورية الديمقراطية” خلال اليومين الماضيين، عن أن معركة الرقة ضد “داعش”، تمضي في ساعاتها الأخيرة نحو الحسم النهائي، الذي سيكون وفقاً لما قاله المتحدث باسم “وحدات حماية الشعب” الكردية نوري محمود، ما بين (أمس) السبت و(اليوم) الأحد.
غير أن هذا الحسم، تداخل في ساعاته الأخيرة السياسي بالعسكري، إذ جرت بحسب مصادر “العربي الجديد”، محادثات في مدينة عين عيسى (48 كيلومتراً شمال مدينة الرقة) بين قيادات من “سورية الديمقراطية”، ووجهاء محليين، يبدو أن لهم صلات قرابة مع قياديين في “داعش”. وكانت المحادثات بداية تبحث في إيجاد مخرجٍ آمنٍ لمن تبقى محاصراً من السكان داخل مدينة الرقة.
وأفادت مصادر عشائرية لـ”العربي الجديد” بأن هذه المحادثات “أتت كمبادرةٍ من شخصيات بينها المحامي إبراهيم السلامة وهو من أبناء محافظة الرقة، وشارك سابقاً في مبادرات مماثلة في الطبقة، وتهدف إلى تجنيب مئات السكان المحليين العالقين في مناطق الاشتباكات بين سورية الديمقراطية وداعش مصيراً دامياً”؛ غير أن ذلك “يصطدم بإعاقة داعش خروج هؤلاء المدنيين، الذين يتلطى بهم مسلحو التنظيم، ويرفضون إفساح المجال لخروجهم إلا عبر صفقة شاملة تضمن خروج مسلحي التنظيم معهم”، في حين “يحرج خروج هؤلاء المحاصرين مع عناصر داعش قوات سورية الديمقراطية، لكون روسيا والنظام سيعرقلان صفقة كهذه، على اعتبار أن مسلحي داعش سينقلون نحو جبهات دير الزور المشتعلة حالياً”.
وأقرت “سورية الديمقراطية” أمس السبت، عبر المتحدث باسمها مصطفى بالي، أنها تبحث بإيجابية “وساطة” من وجهاء عشائريين لإخراج المدنيين العالقين في مناطق الاشتباكات داخل مدينة الرقة، لكنه نفى أن يشمل ذلك اتفاقيات مع مسلحي “داعش”. غير أن وصول حافلاتٍ ليل الجمعة-السبت لمدينة الرقة، ومن ثم إعلان التحالف الدولي صبيحة اليوم التالي عن استسلام نحو 100 من مسلحي التنظيم في الرقة “وإخراجهم من المدينة”، يدحض مزاعم “سورية الديمقراطية” التي نفت وجود اتفاقٍ لنقل مسلحين من التنظيم خارج المدينة.
وكان التطور الأبرز عصر أمس، مع إعلان التحالف الدولي أن قافلة من الحافلات ستغادر (أمس) السبت مدينة الرقة بموجب تسوية توسط فيها مسؤولون محليون، مشيراً إلى أن المقاتلين الأجانب الذين يقاتلون في المدينة “مستثنون” من الخروج فيها. وقال التحالف في بيان “تم تنظيم قافلة من الحافلات لمغادرة الرقة بموجب تسوية توسط فيها مجلس الرقة المدني وشيوخ العشائر العربية”، موضحاً أن الهدف من الاتفاق هو “تقليل الخسائر في صفوف المدنيين، على أن يتم استثناء الإرهابيين الأجانب في داعش”. وهو ما يوحي أن التسوية تتضمن خروج مقاتلين سوريين في صفوف التنظيم.
الناشط الإعلامي، مهاب الناصر، الذي يتحدر من الرقة، قال إنه اطلع على جانبٍ من الاتصالات حول محادثاتٍ جرت لإنهاء معركة الرقة، وأكد لـ”العربي الجديد” أمس، أن “سورية الديمقراطية كانت ضالعة في المحادثات، وأبدت مرونة كبيرة لإنجاز صفقة إخراج مسلحي داعش من مدينة الرقة، لكن التحالف الدولي رفض الصفقة قبل أربعة أيام، وهدد خلال المحادثات بأنه سيستهدف أي سيارة أو حافلة تقل مسلحين من داعش إذا حصل اتفاق لم يوافق عليه”. وأضاف الناصر أن “التحالف رفض إخراج مقاتلي داعش، وشدد على أنه يريد أن يسلم المقاتلين الأجانب أنفسهم له”، مشيراً إلى أن “37 حافلة وشاحنة تحركت ليل الجمعة-السبت من الطبقة نحو مدينة الرقة، لنقل مدنيين محاصرين”.
وكان المتحدث باسم التحالف الدولي رايان ديلون، قد صرح لـ”رويترز” السبت، أن نحو 100 مقاتل من “داعش” استسلموا في الرقة خلال الـ24 ساعة الماضية، و”تم إخراجهم من المدينة”، متوقعاً “قتالاً صعباً في الأيام المقبلة ولن نحدد توقيتاً للموعد الذي نظن أن إلحاق الهزيمة التامة بالدولة الإسلامية سيحدث في الرقة”.
ووفق المعطيات المؤكدة، حتى مساء السبت، يصعب التكهن بالمسار الذي ستطوى عبره صفحة “داعش” في الرقة؛ فالتنظيم الذي هُزم سابقاً، ونُقل مسلحوه عبر صفقاتٍ في عدة مناطق كالطبقة، كان يملك عندها أوراق قوة فاوض القوات المهاجمة عليها، وهو ما لا يتوافر للتنظيم الآن في معركة مدينة الرقة، التي كانت أطلقتها “سورية الديمقراطية” في السادس من يونيو/حزيران الماضي.
ففي معارك الطبقة خلال مايو/أيار الماضي، كان “داعش” يُحكم السيطرة على سد الفرات، ما دفع التحالف الدولي و”قوات سورية الديمقراطية” التي يدعمها على الأرض لقبول صفقة توفير ممرات آمنة لمسلحي التنظيم، بهدف تجنّب معارك إضافية كانت قد تؤدي لانهيار السد، وهو ما سيُخلف كارثة ضخمة. أما في معركة “فجر الجرود” عند الحدود السورية اللبنانية ضد “داعش” أواخر أغسطس/آب الماضي، فإن التنظيم وبعد تقهقره عسكرياً فيها، فاوض على كشف مصير عسكريين لبنانيين كانوا بحوزته، فضلاً عن تسليمه جثث مقاتلين من “حزب الله”؛ وبناءً على ذلك، تم نقل أكثر من 250 مسلحاً من التنظيم ومدنيين آخرين، عبر حافلاتٍ نحو محافظة دير الزور السورية.
أما في معركة الرقة الحالية، فلا يملك التنظيم فعلياً أوراقاً يفاوض عليها، لتوفير ممراتٍ آمنة لمقاتليه، في حين تتباين المعلومات، حول أنه سيُسمح للعناصر من الجنسية السورية بالخروج نحو دير الزور، فيما يبقى مصير العناصر الأجانب مجهولاً؛ إذ يبدي التحالف الدولي وفق تقاطع المعلومات المتوفرة، رغبة في الوصول إليهم أحياء، أو أن القتال معهم سيتواصل حتى النهاية داخل الرقة، وهو ما ألمح إليه المتحدث باسم التحالف بقوله أمس السبت “ما زلنا نتوقع قتالاً صعباً في الأيام المقبلة”.
“داعش” يلفظ أنفاسه في الرقة: 3 سنوات عجاف
عبد الرحمن خضر
مع توقع الإعلان الرسمي لـ”قوات سورية الديموقراطية” (قسد)، سيطرتها على مدينة الرقة، اليوم الأحد، يودّع من تبقّى من الأهالي أكثر من ثلاث سنوات من الاضطهاد والتضييق، مارسها عناصر تنظيم “داعش”، منذ سيطرتهم على كافة أحيائها وطرد فصائل “الجيش السوري الحر” و”حركة أحرار الشام الإسلامية” منها، عقب معارك عنيفة.
عانى أبناء الرقة خلال سنوات عجاف، كافة أصناف القمع والذي طاول معظم جوانب الحياة، ولم يحترم التنظيم حتى خصوصيات المنازل، فقد كان الأهالي يخافون من مخالفة تعليمات “داعش”، داخل منازلهم، وفي لقاءاتهم واجتماعاتهم الخاصة، ولم يعد أحدهم يأمن على سرّه من ابنه أو أخيه أو زوجته، خشية وصوله إلى “الحسبة” أي الشرطة، التي جنّدها التنظيم في المجتمع المدني، ولاحقت المخالفين، وأوقعت بهم أشد أنواع العقاب.
ديوان الحسبة
يعتبر جهاز الحسبة من أهم الركائز والأساسيات التي تقوم عليها سياسة التنظيم في كافة مناطق سيطرته، وتأتي سلطة عناصره مباشرة بعد سلطة الجناح الأمني في التنظيم، والذي يوازي سلطة المخابرات في الأنظمة الأخرى، وأهم مهام الحسبة حظر الأنشطة التجارية أثناء أوقات الصلاة، والاستجابة للبلاغات المتعلقة باستخدام المخدرات والمواد الكحولية، وتدمير الممنوعات، مثل الآلات الموسيقية، السجائر، ويتم ذلك عبر تسير دوريات في الشوارع بشكل يومي، يستقل عناصرها سيارات خاصة، مزودة بمكبرات صوت، وبعض الأحيان يستخدمون سيارات مدنية للتمويه، وإلقاء القبض على أكبر قدر من مرتكبي المخالفات.
وخصّص التنظيم جهاز حسبة خاصاً بالنساء، مهمته تفتيش النساء ومراقبتهن واعتقال من ترتكب أي مخالفة، إلى جانب مراقبة النساء في أسواق المدينة وداخل الحارات واعتقال وضرب كل من ترتكب المخالفات، ومعظم أعضاء الحسبة من جنسيات غير سورية، وزوجات للمهاجرين من عناصر التنظيم.
وتعتبر العقوبات التي يفرضها التنظيم على المتخلّفين من المدنيين عن تطبيق أوامره كثيرة ومتنوعة، فمن يتمّ اعتقاله وهو على رأس عمله خلال أوقات الصلاة عقوبته إغلاق الدكّان لمدّة خمسة عشر يوماً، وإذا ما تمّ اعتقاله مرة أخرى لنفس السبب يتم توقيفه مدة من الزمن، كما سنّ التنظيم قوانين تتعلّق بالحد من حريّة المرأة، فمنعها أن تمشي في الشارع من دون أن يكون معها محرم.
الإعدام العلني
واتخذ التنظيم سياسة الإعدام العلني كوسيلة لبث الرعب في قلوب المدنيين، الذين يقيمون في مناطق سيطرته، وزجرهم عن ارتكاب المخالفات، وخصّص لذلك ساحة في كل مدينة، وفي الرقة ساحة “النعيم” التي كان يعلن بعد كل صلاة جمعة في الغالب، عن وجود حالة إعدام أو عدّة حالات، كي يتجمّع المدنيون، لمشاهدة المنظر.
ولم تقتصر الإعدامات وتنفيذ الأحكام على إطلاق النار، المتعارف عليه، بل تفنّن التنظيم في ذلك، من حزّ الرقاب وقطع الرؤوس، إلى إلقاء الأشخاص من مبان عالية، وليس انتهاء بالحرق والدهس بالدبابات والتفخيخ ومن ثم التفجير، إضافة إلى الصعق بالكهرباء، في برك من المياه.
التضييق على الناشطين
حارب التنظيم منذ سيطرته على الرقة كافة الناشطين، وجرّم التعامل مع المنظمات والمؤسسات الإنسانية، التي من شأنها مساعدة المدنيين المتضررين، كما وصف الإعلاميين خاصة بالعمالة لقوات التحالف التي تحاربه، وأعدم العشرات منهم، أبرزهم ناشطون في حملة “الرقة تذبح بصمت”، التي أخذت على عاتقها كشف انتهاكات التنظيم بحق المدنيين.
كما منع التنظيم الإنترنت وحاربه، وجعله مقصوراً على بعض الأماكن التي يشرف عليها جهاز الحسبة، بشرط إعطاء صاحب الأجهزة الولاء الكامل للتنظيم، وتوثيق أسماء كل من يدخل المكان وإبلاغ الحسبة في حال أحس بأي شبهة تهدّد التنظيم، أو نقل معلومات وصور عن مناطق سيطرته.
منع أجهزة التلفاز والستلايت
حاول التنظيم خلال سنوات سيطرته على الرقة، جعل المدنيين، في قوقعة لا يعلمون أي شيء خارجها، ولا يتلقون الأخبار والمعلومات إلا عن طريقه، من خلال خطب الجمعة، والنشرات الدورية التي يوزعها، والمجلات المطبوعة، والجداريات التي تشاهد بكثرة في كل منطقة تخرج عن سيطرته.
وقد لاحق جهاز الحسبة أصحاب أجهزة الستلايت، وعاقبهم بالسجن، حتى إنه كان في كل فترة، يعمل على إعطاب مئات الأجهزة، التي يجدها في المنازل، بعد عمليات مداهمة وتفتيش.
منع المغادرة
حرّم التنظيم على المدنيين، مغادرة مناطق سيطرته التي وصفها بـ”أرض الإسلام”، ومنع كل من أراد الخروج منها، محذّراً من السفر لبلاد “الكفر”، كما عمل على تلغيم المناطق الحدودية، التي لم يستطع نشر نقاط مراقبة فيها، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، حاولوا الهرب من تلك المناطق.
في المقابل، كان التنظيم يسمح بمغادرة حالات المرض الحرجة، بعد تقديم طلب مرفقاً بتقرير طبي، من طبيب معتمد لدى التنظيم، وكان جهاز الحسبة يحدّد مدة للعودة، ويصادر معظم ثبوتيات من أراد المغادرة، فإن تأخر ولم يعد صادر كافة أملاكه، ووضعها تحت تصرف بيت المال.
“الهيئة العليا” تجتمع بالسعودية اليوم: “الرياض2” على جدول أعمالها
محمد أمين
تبدأ المعارضة السورية مرحلة ترتيب بيتها الداخلي استعداداً لمرحلة هامة في مسيرة القضية السورية، من خلال الاستعداد لمؤتمر جديد من المتوقع أن يعقد في الرياض خلال الشهر الحالي، في ظل ضغوط إقليمية ودولية تحاول دفع هذه المعارضة إلى تبني خطاب جديد قائم على “قراءة واقعية” لمشهد الصراع على سورية. ويرى تيار في المعارضة أن هذه القراءة مقدمة لتوقيع “وثيقة استسلام” تعيد سورية إلى ما قبل عام 2011. إلا أن تياراً آخر يعتبر أن المعارضة بعد أكثر من ست سنوات من الصراع المسلح، باتت في وضع لا يتيح لها رفض تفاهمات إقليمية ودولية لم تنضج بعد، مع إقرار هذا التيار بأن المعارضة لن تحقق الحد الأدنى من مطالب الشارع السوري المعارض، وفي مقدمتها استبعاد بشار الأسد وأركان حكمه من السلطة في المرحلة الانتقالية.
وتنعقد في العاصمة السعودية، الرياض، اليوم الأحد، دورة عادية لـ”الهيئة العليا للمفاوضات” التابعة للمعارضة السورية، ومن المنتظر أن تتناول العديد من القضايا الرئيسية في مرحلة مفصلية تمر بها القضية السورية، خصوصاً في ظل حديث عن حلول روسية وأخرى أميركية غير راضية عنها المعارضة، كونها لا تحقق الحد الأدنى من مطالب الشارع السوري المعارض.
وأشار المتحدث الرسمي باسم “الهيئة”، رياض نعسان آغا، إلى أن “الترتيب لمؤتمر الرياض2 للمعارضة السورية، ولجولة مفاوضات جنيف المقبلة، هو أبرز القضايا التي سيتناولها اجتماع الأحد في الرياض”. وتوقع في تصريحات لـ”العربي الجديد”، أن “يلتئم مؤتمر الرياض2 قبيل الجولة المقبلة من مفاوضات جنيف” المتوقعة أواخر الشهر الحالي أو بدايات شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. ومن المتوقع أن يعقد “مؤتمر الرياض2” قبل نهاية الشهر الحالي لـ”تعزيز التمثيل في الهيئة العليا للمفاوضات، ومراعاة التطورات الميدانية في تمثيل القوى العسكرية”، وفق مصدر في “الائتلاف الوطني السوري”.
وكانت “الهيئة العليا للمفاوضات” أصدرت بياناً في مطلع أغسطس/آب الماضي، أوضحت فيه أن “مؤتمر الرياض2” سيضم “نخبة مختارة من القامات الوطنية السورية وناشطي الثورة، من أجل توسيع قاعدة التمثيل”. وأشار البيان إلى أن الرياض وافقت على الطلب، وأنه تم تشكيل لجنة للتحضير لهذا الاجتماع “بمشاركة أوسع طيف من الشخصيات الوطنية السياسية والعسكرية والثورية ومن ممثلي المجتمع المدني وتشمل كافة أطياف الشعب السوري”.
وذكرت مصادر في المعارضة لـ”العربي الجديد”، أنه جرى تكليف كل من “جورج صبرا، وحسن عبد العظيم، وسهير الأتاسي، وعبد العزيز الشلال، وأياد شمسي، من قبل الهيئة العليا للمفاوضات، وذلك للإعداد لمؤتمر الرياض2 خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول 2017”. وقدمت اللجنة مجموعة مقترحات ستناقشها “الهيئة” في اجتماعات اليوم، منها أن يشارك نحو 51 شخصية معارضة في مؤتمر الرياض من بينها 28 من أعضاء “الهيئة العليا للمفاوضات” و23 شخصية أخرى نصفها من العاملين في الداخل السوري، ومنهم عسكريون منشقون وقادة ميدانيون “بما يحقق أوسع قاعدة ممكنة للمشاركة مع تحقيق حضور المكونات المختلفة للشعب السوري واحترام دور المرأة”، وفق المصادر.
وكان أعضاء في تلك اللجنة قدموا مقترحاً يدعو إلى حضور 120 شخصية معارضة لـ”مؤتمر الرياض2″، بما يضمن مشاركة أوسع للفصائل العسكرية الثورية، ومنظمات المجتمع المدني وعدد محدد من منصتي “القاهرة” و”موسكو” للمعارضة السورية. وأشارت المصادر إلى أن اللجنة دعت إلى زيادة عدد أعضاء “الهيئة العليا” إلى 51 عضواً، من خلال إضافة شخصيات وطنية مستقلة “لتعزيز دور الهيئة ككيان تفاوضي بالاستناد إلى أوسع قاعدة شعبية”.
وكانت المعارضة السورية عقدت أواخر عام 2015 مؤتمر “الرياض1″، والذي تمخض عنه تكوين “الهيئة العليا للمفاوضات” التي يشكل “الائتلاف الوطني السوري” و”هيئة التنسيق الوطنية” أهم ركيزتين لها، وتولت مهمة التفاوض مع النظام السوري في عدة جولات في مدينة جنيف السويسرية. وتتعرض “الهيئة العليا للمفاوضات” لضغوط إقليمية ودولية تتصاعد من أجل تغيير خطابها من خلال إجراء مراجعات سياسية تعيد قراءة مشهد الصراع بشكل “واقعي”، وهو ما يعني القبول بحلول تبقي بشار الأسد في السلطة في مرحلة انتقالية مع السماح له بالدخول في انتخابات تلي هذه المرحلة.
كما تضغط عدة دول من أجل ضم منصتي “القاهرة” و”موسكو” إلى وفد المعارضة المفاوض، وهو ما تعتبره “الهيئة العليا” تدخلاً في شأن سوري داخلي، مؤكدةً أنها ليست ضد وجود المنصتين في الوفد بشرط تبني بيان “الرياض1” الذي يوضح ثوابت “الهيئة”. كما يضغط الوفد الأممي إلى سورية، برئاسة ستيفان دي ميستورا، على “الهيئة العليا” من أجل تشكيل وفد مفاوض واحد، ملمحاً إلى أن انعقاد الجولة المقبلة من مفاوضات جنيف ربما منوط بتحقيق هذا الأمر، ما يعني دفع المعارضة إلى القبول بوجود شخصيات ضمن وفدها لا تدعو إلى استبعاد الأسد من المرحلة الانتقالية، والذي نصت عليه قرارات الشرعية الدولية.
ويرى تيار داخل “الهيئة العليا” يقوده المنسق العام لها، رياض حجاب، أنه لا يجوز التنازل عن مبادئ الثورة السورية وفي مقدمتها رحيل الأسد عن السلطة وتقديمه لمحكمة دولية جراء ما اقترف من جرائم بحق السوريين منذ عام 2011، وحتى اللحظة. ويقاوم هذا التيار الضغوط الإقليمية والدولية المتصاعدة الساعية إلى “تهجين” المعارضة، ودفعها إلى اتخاذ قرارات “مؤلمة” من خلال الضغط أكثر على المدنيين بارتكاب مجازر بحقهم. ويعتبر هذا التيار أن دولاً إقليمية ودولية تدفعها دفعاً لتوقيع وثيقة استسلام تعيد تأهيل النظام وتكرس الاحتلال الروسي والإيراني للبلاد، وهو ما يدفع سورية إلى حافة التقسيم الفعلي، في ظل مشاريع حلول مطروحة تدعو إلى تقسيم البلاد إلى أقاليم.
في المقابل، يرى تيار آخر أن المعارضة السورية لم تعد في وضع يسمح برفض الإملاءات الإقليمية والدولية، وأن عليها أن تكون في صلب أي حل مقبل، وإلا فستجد نفسها على هامشه، أو ربما خارجه في ظل مسعى روسي واضح إلى تكريس النظام للمحافظة على مكاسب حققتها روسيا منذ تدخلها العسكري عام 2015، أبرزها وجود قواتها لعقود في الساحل السوري. كما يدعو هذا التيار إلى عدم التمسك بـ”اللاءات” وأبرزها لا لبقاء الأسد في السلطة، من أجل توفير أرضية مناسبة لعودة النازحين والمهاجرين، وتجنيب البلاد شبح التقسيم والتشظي، خصوصاً أن هناك قوى مشاركة في الصراع تدفع باتجاه تقسيم البلاد على أسس قومية وطائفية، وفق رأي هذا التيار في المعارضة السورية.
تقرير استخباري ألماني: مقاتلو حزب الله بيننا
سامي خليفة
تتابع الصحافة الإسرائيلية عن كثب تحركات حزب الله العالمية. وهذه المرة استعرضت صحيفة جيروزاليم بوست تقريراً استخباراتياً ألمانياً عن دخول مقاتلين من حزب الله إلى ألمانيا، منذ منتصف العام 2015 كجزء من موجة لاجئي الشرق الأوسط.
يُظهر التقرير ارتفاعاً في عدد أعضاء حزب الله في ولاية شمال الراين- وستفاليا الألمانية. فـ”منذ منتصف العام 2015، هناك مؤشرات متزايدة على دخول مقاتلين من الميليشيات الشيعية إلى ألمانيا كلاجئين قانونيين. وتظهر المؤشرات المتعلقة بنصفهم ارتباطاً مباشراً بالحزب ومشاركتهم بقتال تنظيم داعش في سوريا والعراق”.
يضيف التقرير أن الخطر الذي يشكله أعضاء حزب الله يصعب تقييمه من دون فحص دقيق لهم. فولاية شمال الراين- وستفاليا هي موطن لمركز الإمام المهدي في مدينة منستر، حيث يجتمع أعضاء الحزب. أما المدن الأخرى التي ينشطون فيها في شمال الراين- وستفاليا فهي أيسن وبوتروب ودورتموند وباد أوينهاوزن. ومن غير الواضح عدد أعضاء الحزب المقنعين بأنهم طالبو لجوء، إلا أن أرقام وكالة الاستخبارات الفدرالية الألمانية تشير إلى وجود 950 من عناصر الحزب النشطين في الجمهورية الاتحادية.
لا يوجد دليل على أن أعضاء حزب الله في ألمانيا يغادرون إلى مناطق الحرب، وفق التقرير. وقد ذكرت وكالة الاستخبارات في شمال الراين- وستفاليا ارتفاع عدد أعضاء الحزب من 100 في العام 2015 إلى 105 في العام 2016. وتحددهم أجهزة الاستخبارات الألمانية كجزء من الجناح السياسي لحزب الله. ولم تذكر وكالة الاستخبارات بالتفصيل عدد مقاتلي الحزب الذين سيُدرجون على لائحة الإرهاب بعد تنكرهم ودخولهم كلاجئين إلى ألمانيا منذ منتصف العام 2015.
وكانت جيروزاليم بوست قد ذكرت، في آب 2017، أن مشرعين ألمان وإسرائيليين كتبوا إلى وزير الداخلية الألماني توماس دي مايزيير أنه من غير المقبول أن يقوم حزب الله والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في ألمانيا بتخطيط الأحداث وتجنيد المؤيدين في ألمانيا، في حين لا تملك السلطات المسؤولة أي أدوات قانونية لمنعهما. لكن، دي مايزيير لم يتخذ أي خطوات ملموسة لتقييد حركتهما.
ولا ينحصر التقرير بتسليط الضوء على نشاطات الحزب في ألمانيا، بل يتناول حركة حماس وارتفاع عدد أعضائها في شمال الراين- وستفاليا إلى 75 في العام 2016، بعدما كان عددهم 65 في العام 2015.
معركة الرقة شارفت على الانتهاء: “داعش” يستسلم
خرج المقاتلون السوريون في صفوف تنظيم “الدولة الإسلامية” من مدينة الرقة خلال الأيام الماضية، بحسب ما ذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، بينما يتم التحضير لإخراج المقاتلين الأجانب، الأمر الذي يمهد لانتهاء معركة طرد التنظيم من الرقة.
وقال مدير “المرصد”، رامي عبد الرحمن، لوكالة “فرانس برس”، إن “كافة المقاتلين السوريين في تنظيم الدولة خرجوا من مدينة الرقة خلال الأيام الخمسة الماضية”، مشيراً إلى أن عددهم نحو مئتين، وقد “خرجوا مع عائلاتهم” إلى جهات غير محددة.
لكن مسؤولا محليا في محافظة الرقة قال، إن مقاتلين من التنظيم استسلموا ليل السبت ـ الجمعة إلى “قوات سوريا الديموقراطية”، من دون أن يحدد عددهم، وأكد المسؤول لوكالة “فرانس برس”، أن “الدواعش الذين سلموا انفسهم محليون وليسوا أجانب”، موضحا أن “الأجانب لم يسلموا انفسهم حتى الآن”.
وتجري، وفق عبد الرحمن “مفاوضات بين “قسد” والتنظيم لخروج المقاتلين الأجانب الذين يطالبون بالمغادرة دفعة واحدة باتجاه مناطق سيطرتهم في محافظة دير الزور، شرقي سوريا، وقدر عبد الرحمن عدد المقاتلين الأجانب بـ”150 عنصرا كحد أقصى”.
مصادر عديدة أفادت بوجود حافلات تنتظر خارج مدينة الرقة، مرجحة أن هدفها اخراج باقي مقاتلي التنظيم المتطرف. وقال مصدر عسكري في الرقة، إن “الحافلات متوقفة حاليا في إحدى القرى (…) وسيتم إرسالها لأخذ الدواعش ونقلهم لاحقا باتجاه دير الزور”.
من جهته، نفى المتحدث باسم “وحدان الحماية الكردية” نوري محمود، حصول أي مفاوضات لإخراج مقاتلي التنظيم من آخر جيوب يتواجدون فيها في مدينة الرقة، وقال: “نحن نحارب داعش حتى هذه اللحظة. ليس هناك أبداً أي مفاوضات أو اتفاق”.
وتحاصر “قسد” مقاتلي “داعش” بشكل أساسي في المستشفى الوطني والملعب البلدي في وسط المدينة كما في مبان عدة في أحياء محيطة بها. وأكد محمود، أن “داعش على وشك الانتهاء في الرقة اليوم أو غداً (…) داعش سينتهي من خلال الهجوم العسكري الذي نحضر له” على باقي المناطق التي يتواجد فيها في المدينة.
وتمكنت “قسد” بفضل الدعم الجوي للتحالف الدولي بقيادة واشنطن، من طرد التنظيم المتطرف من نحو تسعين في المئة من الرقة، أبرز معاقله سابقاً في سوريا. ولا يزال قرابة ثمانية آلاف شخص محاصرين في المدينة، بحسب آخر تقديرات للامم المتحدة.
وفي السياق نفسه، أعلن التحالف الدولي بقيادة واشنطن، السبت، أن نحو مئة مقاتل من التنظيم استسلموا لـ”قسد” في مدينة الرقة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. ولم يحدد متحدث باسم التحالف جنسيات المقاتلين المستسلمين، لكنه قال أيضا “لا يُسمح للمقاتلين الأجانب بمغادرة الرقة”.
وتشير التطورات الأخيرة، إلى دخول معركة طرد التنظيم من أهم معاقله في سوريا ساعاتها الأخيرة، بعد تقدم متواصل أحرزته “قسد” منذ مطلع تشرين الأول/أكتوبر الجاري. وكان حي النهضة، قد شهد آخر المعارك بين “قسد” و”داعش” قبل أن تبسط الأولى سيطرتها عليه، فيما تتوارد أنباء عن اشتباكات متقطعة في محيط المشفى الوطني، ودوار النعيم، والملعب غربي المدينة.
دمشق:الانتشار التركي في إدلب “عدوان سافر“
طالب النظام السوري، السبت، بخروج القوات التركية “فورا” من محافظة إدلب، مؤكداً أن انتشارها لا يمت بصلة إلى اتفاق خفض التوتر الذي تم التوصل إليه في مباحثات أستانة، وفق ما نقل الإعلام الرسمي عن وزارة الخارجية السورية.
وقال مصدر في الوزارة، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا): “تطالب الجمهورية العربية السورية بخروج القوات التركية من الأراضي السورية فورا ومن دون أي شروط”، واصفاً الانتشار التركي في محافظة ادلب مساء الخميس بـ”العدوان السافر”.
واعتبر المصدر، أن “لا علاقة له من قريب أو بعيد بالتفاهمات التي تمت بين الدول الضامنة في عملية أستانة بل يشكل مخالفة لهذه التفاهمات وخروجا عنها (…) وعلى النظام التركي التقيد بما تم الاتفاق عليه في أستانة”.
وبدأ الجيش التركي، الخميس، نشر قواته في محافظة إدلب في إطار بدء إقامة منطقة خفض توتر. وقالت هيئة الأركان التركية، في بيان الجمعة، “بدأنا في 12 تشرين الاول/اكتوبر إعمال إقامة مراكز مراقبة”، وبعيد ذلك، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن “ليس من حق أحد التشكيك” في هذا الإجراء.
وأوردت وسائل إعلام تركية، أن الاتفاق ينص على أن تقيم تركيا 14 مركز مراقبة في محافظة إدلب سينشر فيها ما مجمله 500 جندي. ودخل صباح السبت، رتل جديد من الآليات العسكرية التركية إلى محافظة إدلب، وفق ما افادت وكالة “فرانس برس”.
ويعد الانتشار التركي في إدلب أكبر عملية عسكرية لأنقرة في سوريا، منذ انتهاء عملية أخرى عبر الحدود نفذتها العام الماضي واستهدفت في الوقت نفسه تنظيم “الدولة الاسلامية” و”وحدات حماية الشعب” الكردية. وتحدثت تقارير أيضا عن احتمال إقدام فصائل مقاتلة سورية بدعم من تركيا على مهاجمة “هيئة تحرير الشام” التي تسيطر على معظم المحافظة الشمالية.
يشار إلى أن محافظة ادلب واحدة من أربع مناطق سورية تم التوصل فيها إلى اتفاق خفض توتر في أيار/مايو في إطار محادثات أستانة، برعاية كل من روسيا وايران حليفتي دمشق وتركيا الداعمة للمعارضة. ويستثني الاتفاق بشكل رئيس تنظيم “الدولة الإسلامية” و”هيئة تحرير الشام”، كما وينص على وقف الأعمال القتالية بما فيها الغارات الجوية، بالإضافة الى نشر قوات شرطة تركية وإيرانية وروسية لمراقبة تطبيق الاتفاق.
التحالف: إجلاء مدنيين من الرقة تم بترتيبات لم نشارك فيها
أ. ف. ب.
سنتكوم: التسوية ستقلل من سقوط الضحايا
أكد التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش إنه تم إجلاء مدنيين من مدينة الرقة السورية المعقل الرئيسي للتنظيم المتشدد في إطار تسوية، لكن “التحالف لم يشارك فيها”.
وقالت القيادة الأميركية الوسطى في الشرق الأوسط (سنتكوم) في بيان إن التحالف لم يتوسط في التسوية التي أدت لخروج المدنيين المتبقين في الرقة، لكنها قالت إن التسوية “ستقلل اعداد الضحايا المدنيين في العملية النهائية لاستعادة المدينة من قبضة داعش.
وأشارت إلى أن خروج المدنيين يسمح لقوات سوريا الديموقراطية والتحالف بالتركيز على هزيمة الإرهابيين في الرقة دون المخاطرة بسقوط مدنيين، لكنه مع ذلك لا يمكن أن نتغاضى عن أي ترتيبات تمكن الإرهابيين من الهرب خارج الرقة دون مواجهة العدالة كي يذهبوا إلى مكان آخر.
وقال مدير العمليات في التحالف الدولي الجنرال جوناثان براغا إن “الإرهابيين كانوا يختبئون بين النساء والأطفال طوال ثلاث سنوات، ونحن ضد أي ترتيبات تسمح لهم بمواصلة فعل ذلك”.
مقاتلو «داعش» يغادرون الرقة… وتضارب حول الأجانب منهم
اصطحبوا المدنيين دروعاً بشرية
بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»
خرج عدد من المقاتلين الأجانب في تنظيم داعش من الرقة بموجب اتفاق تم التوصل إليه يوم أمس (السبت)، في وقت بات مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية المدعومون من واشنطن على وشك استعادة هذا المعقل السابق للتنظيم بالكامل، وفق ما أفاد مسؤول محلي في المدينة.
وقال المسؤول الكبير في مجلس الرقة المدني عمر علوش إن «قسما من الأجانب خرجوا»، ردا على سؤال حول اتفاق الإجلاء الذي أعلن عنه السبت.
لكن المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية مصطفى بالي قال إن مقاتلي التنظيم المتطرف غادروا مدينة الرقة السورية خلال الليل مصطحبين معهم مدنيين لاستخدامهم دروعا بشرية، مشيرا إلى أن القافلة لم تكن تضم أي مقاتلين أجانب.
وأضاف أن الدفعة الأخيرة من المقاتلين الذين وافقوا على الرحيل غادرت المدينة الليلة الماضية.
لكن علوش لم يكشف عن عدد المقاتلين الذين تبقوا في المدينة حيث تحاصرهم قوات سوريا الديمقراطية في جيب صغير.
وذكر بالي أن مقاتلي «داعش» رفضوا إطلاق سراح المدنيين بمجرد مغادرتهم للمدينة بموجب الاتفاق لكنهم أرادوا إبقاء المدنيين معهم حتى يصلوا إلى مقصدهم لضمان سلامتهم.
وأمس (السبت) قال علوش إن المتشددين سيصطحبون نحو 400 مدني معهم كدروع بشرية.
ويمثل سقوط الرقة حجر الزاوية في المعركة لهزيمة تنظيم داعش الذي سيطر على مساحات كبيرة من سوريا والعراق عام 2014.
الرقة بقبضة سوريا الديمقراطية بعد انسحاب تنظيم الدولة
باتت مدينة الرقة شمال شرقي سوريا تحت سيطرة ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية بعد انسحاب مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية منها بموجب اتفاق بين الجانبين، لكن بعض المقاتلين الأجانب في التنظيم بقوا في المدينة.
ونقلت وكالة رويترز اليوم الأحد عن المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية مصطفى بالي قوله إن مقاتلي تنظيم الدولة غادروا خلال الليل مصطحبين معهم مدنيين لاستخدامهم دروعا بشرية، موضحا أن هذه هي الدفعة الأخيرة من المقاتلين الذين وافقوا على الرحيل.
وأضاف المتحدث أن القتال مستمر داخل المدينة، إذ لم يغادر كل المقاتلين الأجانب بالتنظيم بموجب اتفاق الانسحاب.
وكانت مصادر ميدانية قالت لـ الجزيرة أمس السبت إن قوات سوريا الديمقراطية -التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري- سيطرت بالكامل على الرقة على إثر اتفاق بينها وبين تنظيم الدولة قضى بانسحاب مقاتلي التنظيم باتجاه ريف دير الزور الشمالي.
انسحاب بعض الأجانب
من جانب آخر، قال عضو المجلس المدني للرقة عمر علوش إن بعض -وليس كل- المقاتلين الأجانب في تنظيم الدولة غادروا المدينة اليوم، لكنه لم يكشف عن عدد المقاتلين الباقين المحاصرين حاليا في جيب صغير.
وكان علوش قد ذكر في تصريح سابق أن هناك خمسمئة مقاتل داخل المدينة بين أجانب وسوريين، ومعهم أربعمئة رهينة من النساء والأطفال.
وكان التحالف الدولي بقيادة واشنطن -الذي يدعم قوات سوريا الديمقراطية- قد أعلن أن قافلة من الحافلات ستغادر السبت الرقة بموجب تسوية توسط فيها مسؤولون محليون، وقال إن المقاتلين الأجانب بالمدينة “مستثنون” من الخروج.
وفي بيان له، قال التحالف أن الهدف من الاتفاق هو تقليل الخسائر في صفوف المدنيين على أن يتم استثناء من وصفهم بالإرهابيين الأجانب، مؤكدا أنه سيتم التحقق من هوية المغادرين.
المصدر : الجزيرة + وكالات
معقل داعش الجديد.. بعد الرقة
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، صباح الأحد، إكمال عمليات إخراج مسلحي داعش المحليين من الرقة التي كانت تشكل المعقل الرئيس للمتطرفين في سوريا.
وأضافت القوات المدعومة من واشنطن، أن مسلحي داعش الذين خرجوا احتموا بدروع بشرية من المدنيين الذين أجبروا على المغادرة معهم إلى ريف دير الزور.
وأكدت أن مسلحي داعش الأجانب لم يغادروا الرقة وهو ما طالب به التحالف الدولي الذي أكد أنه لم يشرف على عملية خروج المسلحين.
ويعد خروج داعش من الرقة، الهزيمة الأكبر للتنظيم المتطرف منذ استيلائه على المدينة قبل أكثر من 4 سنوات. ويصبح المعقل الجديد للدواعش هو محافظة دير الزور شمالي شرقي سوريا والمجاورة للحدود العراقية.
وتتعرض المحافظة لهجمات من قوات سوريا الديمقراطية من جانب، ومن الجيش السوري الذي يدعمه مقاتلون إيرانيون وضربات جوية روسية من جانب آخر.
وليست هذه المرة الأولى التي يخرج فيها مسلحو داعش وفقا لاتفاق، ففي أغسطس وافق مسلحو التنظيم على الانسحاب من منطقة الحدود السورية اللبنانية في صفقة مشبوهة مع حزب الله اللبناني.
قوات سوريا الديمقراطية تشن هجوما نهائيا على مدينة الرقة السورية
بيروت (رويترز) – قالت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة إنها شنت ما وصفته بهجوم نهائي يوم الأحد على جيب خاضع لتنظيم الدولة الإسلامية داخل الرقة لتطهير المدينة من فلول المتشددين.
مقاتل من قوات سوريا الديمقراطية في الرقة يوم 25 سبتمبر أيلول 2017. تصوير: رودي سعيد – رويترز
وأضافت في بيان إن المعركة الحاسمة ”ستستمر حتى تطهير كامل المدينة من الإرهابيين الذين رفضوا الاستسلام ومن بينهم الإرهابيون الأجانب“.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية قالت في وقت سابق يوم الأحد إن قافلة لمقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية خرجت من الرقة أثناء ليل السبت في الوقت الذي أوشكت فيه المعركة على نهايتها بعد الانسحاب الذي تم التفاوض عليه.
إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير نادية الجويلي
قوات سوريا الديمقراطية: مقاتلو الدولة الإسلامية غادروا الرقة
عين عيسى (سوريا) (رويترز) – قال متحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية لرويترز يوم الأحد إن مجموعة من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية غادروا مدينة الرقة السورية خلال ليل السبت مصطحبين معهم مدنيين لاستخدامهم دروعا بشرية.
وقال المتحدث مصطفى بالي إن قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف من فصائل كردية وعربية تدعمه الولايات المتحدة، يواصل القتال ضد فلول مقاتلي الدولة الإسلامية في المدينة.
وأضاف أن الدفعة الأخيرة من المقاتلين الذين وافقوا على الرحيل غادرت المدينة مساء السبت.
وذكر بالي أن القافلة لم تكن تضم أي مقاتلين أجانب لكن مسؤولا في المجلس المدني لمدينة الرقة، الذي أسسته قوات سوريا الديمقراطية وحلفاؤها لإدارة المدينة، قال إن مجموعة من المقاتلين الأجانب غادروا مع الآخرين.
لكن المسؤول عمر علوش لم يكشف عن عدد المقاتلين الذين تبقوا في المدينة حيث تحاصرهم قوات سوريا الديمقراطية في جيب صغير.
وذكر بالي أن مقاتلي التنظيم رفضوا إطلاق سراح المدنيين بمجرد مغادرتهم للمدينة بموجب الاتفاق لكنهم أرادوا إبقاء المدنيين معهم حتى يصلوا إلى مقصدهم لضمان سلامتهم.
ويوم السبت قال علوش إن المتشددين سيصطحبون نحو 400 مدني معهم كدروع بشرية.
ويمثل سقوط الرقة حجر الزاوية في المعركة لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على مساحات كبيرة من سوريا والعراق عام 2014.
إعداد سها جادو للنشرة العربية – تحرير علا شوقي
معارضون سوريون:الجيش التركي يوسع انتشاره في شمال غرب سوريا
من سليمان الخالدي
عمان (رويترز) – قال معارضون سوريون وشهود يوم الأحد إن الجيش التركي يوسع انتشاره في شمال غرب سوريا بهدف تطويق جيب كردي وكبح الضربات الجوية الروسية في محافظة إدلب الحدودية بموجب اتفاق للحد من الاشتباكات.
جندي تركي على الحدود بين تركيا وسوريا يوم 1 نوفمبر تشرين الثاني 2016. تصوير: أوميت بكطاش – رويترز
ودخلت قافلة من قوات الجيش التركي سوريا قرب معبر باب الهوى الحدودي يوم الخميس في أول توغل من نوعه منذ العام الماضي عندما شنت أنقرة هجوما بريا وجويا كبيرا لإخراج مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية من آخر معاقلهم على الحدود مع تركيا.
وقالت مصادر من المعارضة السورية إن أربع قوافل على الأقل تضم عشرات المركبات المدرعة والمعدات تمركزت في عدة مواقع في إطار المرحلة الأولى من الانتشار المتوقع أن يمتد في عمق إدلب التي تسيطر عليها المعارضة.
وقال إبراهيم الأدلبي المستشار العسكري في الجيش السوري الحر المعارض ”حوالي مائتي جندي متمركزين في مناطق تفصل بين تلك التي تسيطر عليها المجموعات الكردية والمعارضة“.
وقال شهود إن جرافات تركية تعمل على مدار الساعة على تمهيد الأرض لإقامة تحصينات ومواقع مراقبة.
وقال الشهود أن مركبات مصفحة وقوات إضافية تركية وصلت على امتداد الحدود السورية يوم السبت وتمركزت على الجانب التركي من الحدود.
وتوسع تركيا نطاق تواجدها في منطقة تأمل أن تجعل منها حاجزا أمام طموحات الأكراد في توحيد منطقة عفرين المعزولة شمالي إدلب مع بقية المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد في شمال البلاد.
وتمركز القوات التركية قرب قلعة سمعان على جبل الشيخ بركات في المحافظة الغنية بأشجار الزيتون يضعها على مسافة بضعة كيلومترات فقط من قوات كردية متمركزة في جنديريس.
وقال مصطفى سيجري مسؤول في الجيش السوري الحر ”يمكن القول إن القوات التركية مازلت في حالة تقدم وتوسع“.
وتقول تركيا إن عملياتها هناك إلى جانب قوات معارضة سورية تدعمها، تأتي في إطار اتفاق توصلت إليه الشهر الماضي مع روسيا وإيران في قازاخستان لتخفيف حدة القتال بين المعارضة والقوات الحكومية السورية.
وشجبت سوريا يوم السبت التوغل التركي في أراضيها وقالت إنه يمثل انتهاكا صارخا لسيادتها وطالبت أنقرة بسحب قواتها.
لكن التوغل التركي في المحافظة التي يهيمن عليها تحالف تحرير الشام الذي تمثل جبهة النصرة الفرع السابق لتنظيم القاعدة في سوريا قوته الأساسية، يسير بشكل سلس.
* المواقع المتفق عليها
قالت مصادر من المعارضة السورية على دراية بإجراءات الانتشار التركي إن العملية جاءت بعد تنسيق استمر لأسابيع بين تحرير الشام وضباط مخابرات أتراك لضمان عدم وقوع اشتباكات.
وقالت فصائل الجيش السوري الحر إن هدف الحملة هو التوغل في عمق إدلب ومد خطوط إمداد وإقامة مواقع مراقبة وإن المتشددين سيتراجعون جنوبا في إطار انسحاب تدريجي.
وقال الأدلبي ”قام الأتراك بإدخال أربعة أرتال متتالية وقاموا بالتمركز في مناطق تبعد 40 كيلومترا كما تم الاتفاق في الأستانة“.
والهدف في نهاية الأمر هو إقامة منطقة عازلة تمتد من باب الهوى إلى مدينة جرابلس غربي نهر الفرات وجنوبا حتى مدينة الباب لتوسعة جيب على الحدود الشمالية تسيطر عليه جماعات معارضة مدعومة من تركيا.
ورحب العديد من السكان في بلدات إدلب، التي يسكنها أكثر من مليوني شخص، بوصول القوات التركية.
وقال عبد الجبار العكيدي ”الأتراك يقدمون للجيش السوري الحر الدعم العسكري واللوجيستي لتجنيب إدلب ما حصل في دير الزور والرقة عندما كان الثمن غاليا“.
وكانت إدلب ذات الكثافة السكانية العالية هدفا لمئات الضربات من القوات الجوية الروسية والسورية في العام الماضي أسفرت عن مقتل مئات المدنيين وتدمير مستشفيات ومراكز للدفاع المدني.
وتبدد الهدوء النسبي الذي ساد على مدى ستة أشهر بموجب تفاهم تركي روسي أتاح للآلاف الفرصة لالتقاط أنفاسهم عندما استأنفت روسيا القصف المكثف الشهر الماضي بعد أن شن متشددون هجوما على مواقع للجيش السوري.
واستهدفت الغارات الجوية كذلك معسكرا يديره فيلق الشام وهو فصيل تدعمه تركيا من فصائل الجيش السوري الحر في قرية قتل عشرات من مقاتليه فيها في هجوم الشهر الماضي.
إعداد لبنى صبري للنشرة العربية – تحرير منير البويطي