أحداث الأحد 15 كانون الثاني 2012
أمير قطر يقترح إرسال قوات عربية إلى سورية «لإنهاء القتل»
بيروت، واشنطن، أنقرة – «الحياة»، أ ف ب، أ ب، رويترز
اقترح أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إرسال قوات عربية إلى سورية «لإنهاء أعمال القتل». ونقلت محطة «سي بي أس» الأميركية عن الشيخ حمد أن بلاده تدعم «شعوب الدول العربية التي تطالب بالعدالة والكرامة. وإذا كان هناك تأثير لقطر فأعتقد انه إيجابي». ورداً على سؤال حول نفوذ قناة «الجزيرة» في الثورات في العالم العربي قال أمير قطر إن هذا الأمر طرح له «مشاكل كثيرة» مع قادة الدول العربية. وستبث المحطة الأميركية الحديث مع الشيخ حمد ضمن برنامج «60 دقيقة» الذي يُذاع اليوم.
وشكك الأمين العام للجامعة العربية للمرة الأولى بنجاح مهمة المراقبين العرب في سورية وقال امس «إن المراقبين وجدوا أن الالتزامات لم تنفذ في شكل كامل وفوري كما طلب وزراء الخارجية العرب، لذلك نقول إن بقاءهم بالوضع الحالي لا يمكن أن يستقيم، ولذلك لا بد من «مراجعة شاملة» لعملهم، واعتبر أن مهمة بعثة المراقبين قد تستكمل لكن بصورة مختلفة. وقال إن اللجنة الوزارية العربية ستبحث هذا الأمر في اجتماعها في القاهرة يوم السبت المقبل.
وكانت الجامعة قررت التوقف عن إرسال مزيد من المراقبين إلى سورية اثر تعرض عدد منهم لهجوم في اللاذقية الاثنين الماضي أدى إلى إصابة ثلاثة بجروح.
في هذا الوقت اعلن امس أن الضابط السوري المنشق العميد الركن مصطفى احمد الشيخ يستعد لإعلان تأسيس «المجلس العسكري السوري الأعلى» الذي سيتولى التخطيط للعمليات العسكرية ضد النظام بالتنسيق مع «الجيش السوري الحر». وقال قائد كتيبة في هذا الجيش إن «المجلس الأعلى» سينشأ لاستيعاب الضباط المنشقين من حملة الرتب العالية وسيكون بمثابة هيئة تشريعية للعمل العسكري من حيث الدراسات والتخطيط وتنظيم الاتصال مع قياديين في الجيش لتشجيعهم على الانشقاق كفرق وليس فقط كأفراد والانقلاب على النظام». وكان «المجلس الوطني السوري» اعلن في بيان اصدره أول امس انه اتفق مع «الجيش السوري الحر» على تفعيل وتعزيز آلية التنسيق بينهما «بما يحقق خدمة امثل للثورة السورية».
والعميد الركن مصطفى الشيخ من مواليد 1957 وهو من قرية أطمة التابعة لمحافظة إدلب في شمال سورية. وله أربعة أولاد ثلاثة منهم طلاب جامعيون والرابع ضابط برتبة ملازم أول. وانشق نجل الشيخ وشقيقاه، وأحدهم أمين فرع حزب البعث في إدلب والثاني مقدم في الجيش، معه في الوقت نفسه وجميعهم موجودون حالياً في تركيا.
وكان الناطق باسم وزارة الخارجية التركية سلجوق أونال اكد «أن ضابطاً برتبة عميد يدعى مصطفى احمد الشيخ فر من الجيش السوري ولجأ إلى تركيا قبل نحو عشرة أيام». وذكرت صحيفة «حرييت ديلي نيوز» التركية أن الشيخ الذي كان «ضابط امن المنطقة الشمالية» لسورية هو لاجئ حالياً في المخيم الذي يقيم فيه العقيد رياض الأسعد قائد «الجيش السوري الحر».
ميدانياً ذكرت مصادر المعارضة السورية أن 40 شخصاً على الأقل قتلوا امس في مواجهات في مدينة الزبداني قرب الحدود اللبنانية بين الجيش النظامي ومجموعة من «الجيش السوري الحر». ونقل مصدر معارض عن سكان تحدث اليهم هاتفياً أن الدبابات والقوات السورية استأنفت هجومها على الزبداني التي يسيطر عليها منشقون عن الجيش ما اسفر عن وقوع نحو 40 من الضحايا. وأضاف أن حافلات خضراء أحضرت إلى البلدة ما يشير إلى الاستعداد لحملة اعتقال جماعي في الزبداني التي يدافع عنها منشقون على الجيش ومسلحون. وهذا اكبر هجوم عسكري على المعارضة السورية منذ بدأ المراقبون العرب عملهم في 26 كانون الثاني (ديسمبر) الماضي.
إلى ذلك ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أربعة مدنيين قتلوا بينهم فتى عمره 13 سنة في مدينة حمص. فيما ذكرت الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا) إن مسلحين نفذوا تفجيراً في إدلب اخرج قطار شحن ينقل وقوداً لمحطة للكهرباء عن مساره الأمر الذي اسفر عن اشتعال النيران في عدد من ناقلات الوقود وإصابة ثلاثة أشخاص. واضاف الى «أن هناك قرارات تشير إلى أنه يجب أن يكون هناك تنسيق بين أمين عام الجامعة وأمين عام الأمم المتحدة».
إن هذا الأمر يتردد كثيرا في الآونة الأخيرة ، لكنني لا أقبله لسبب بسيط وهو أن مجلس الأمن مسؤول عن السلم والأمن الدوليين في كل مكان في العالم ،وهو لا يحتاج إلى طلب من الجامعة العربية ،وهو يبحث حاليا مشروع قرار وضعه أمامه الاتحاد الروسي ، ولو كان مجلس الأمن يريد التدخل بطريقة ما فليتفضل بالتدخل وهو لا يحتاج إلى إذن من الجامعة».
داود أوغلو يترك انطباعاً بفقدان الأمل من النظام السوري
بيروت – «الحياة»
أكد وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو أن الاستقرار في لبنان «ضروري لأنه دعم للاستقرار الدائم في المنطقة»، داعياً الدول الأخرى الى أن «تأخذ عبرة من انتخاباته العادلة»، مؤكداً رفض بلاده أي انعكاسات أو ارتدادات سلبية على لبنان من خلال ما تشهده المنطقة من أزمات.
جاء كلام أوغلو بعد اجتماعه مع رؤساء الجمهورية ميشال سليمان والبرلمان نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي وبحثه معهم تطورات المنطقة، لا سيما الأزمة السورية، التي أطلع الرؤساء الثلاثة على المعطيات التركية في شأنها، فيما دعا الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله الى «أن تجتمع كل جهود الدول العربية والجامعة العربية ومعها دول إسلامية مؤثرة في المنطقة وفي مقدمها إيران وتركيا للمساعدة على إنهاء الأزمة السورية والمساهمة في معالجة عقلانية وليس على تسعير النار وحشر الناس في الزاوية». وإذ تحدث نصرالله في حشود كبيرة تجمعت في مدينة بعلبك البقاعية لإحياء ذكرى أربعين الإمام الحسين، أعرب عن اعتقاده أن «الجميع في سورية حريص على بلده وشعبه وموقعه الاستراتيجي وهو في موقع الاستجابة» (لهذه الجهود)، ودعا المعارضة السورية «في الداخل والخارج الى الاستجابة لدعوات الحوار من قبل الرئيس بشار الأسد والتعاون معه لإجراء الإصلاحات التي أعلن عنها وهي على درجة عالية جداً من الأهمية، وإلى إلقاء السلاح».
وكان داود أوغلو التقى البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي ثم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. ووجه أوغلو دعوة الى رئيس ميقاتي من نظيره رجب طيب أردوغان لزيارة أنقرة، أكد بري له إصراره على دعم المبادرة العربية في سورية، مكرراً القول إن «ما يحصل فيها يختلف عما يحصل في أي دولة عربية أخرى».
كما وجه أوغلو دعوة الى البطريرك الراعي لزيارة تركيا، وقال بعد اجتماعه به إنه تحدث معه «عن كيفية حفاظ الطوائف على تقاليدها في المنطقة، لا سيما في لبنان». وعن الأوضاع في سورية قال: «تحدثنا أكثر عن الأمور والمسائل الدينية والتسامح الديني والحوار، لا سيما في هذه الظروف الحرجة ونقطة التحول التاريخية في المنطقة، وشددنا على أهمية احترام كل الديانات والطوائف، ولبنان هو مثال جيد للتعايش والسلام بين الطوائف».
واجتمع داود أوغلو مساء مع رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» (حزب الله) محمد رعد.
وعلمت «الحياة» أن أوغلو عرض أمام من التقاهم معلومات أنقرة حول التطورات في سورية. وذكرت مصادر الذين التقاهم أنه تحدث عن تفاصيل مثيرة في شأن الأحداث هناك، والانطباع الذي تركه من خلال تقويمه للموقف أن القيادة التركية فقدت الأمل من إمكان قيام النظام السوري بخطوات تسمح بمعالجة الأزمة.
وأشارت المصادر الى أن أوغلو سيلتقي اليوم، الرئيس السابق أمين الجميل، الرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ورئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط.
وألقى السيد نصرالله كلمته أمس بالحشود في بعلبك فيما كان داود أوغلو يقوم بجولته على المسؤولين، وبينما كان بان كي مون يزور مقر قيادة قوات الأمم المتحدة في الجنوب في الناقورة. وقال نصرالله: «شعرت بالسعادة عندما استمعت الى الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون يقول إنه قلق من القوة العسكرية الخاصة بحزب الله». وأضاف متوجهاً الى بان بالقول: «ما يهمنا هو أن تقلق وأن تقلق أميركيا من ورائك وإسرائيل معك وهمنا أن يطمئن أهلنا وشعبنا أن في لبنان مقاومة لن تسمح باحتلال جديد…».
بان لـ«الحياة»: الأسد فقد شرعيته … وليكف عن قتل شعبه
بيروت – راغدة درغام
قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إن لديه «رسالة قوية» الى الرئيس السوري بشار الأسد يبعث بها اليه من بيروت، وهي أنه «فقد شرعيته، ويجب ان يكف عن قتل شعبه… وعليه اتخاذ اجراءات جريئة للإصلاح قبل أن يفوت الأوان». وأكد بان في الوقت ذاته أن «هناك دائماً مجالاً للاستدراك كي لا تصبح الحرب الأهلية في سورية حتمية».
وكان بان يتحدث الى «الحياة» على متن الطائرة التي أقلته من نيويورك الى بيروت حيث بدأ أمس زيارة رسمية هي الأولى في ولايته الثانية. واعتبر أن «الوضع القائم في سورية الآن تترتب عليه إفرازات خطيرة على السلام والاستقرار في لبنان».
وحذر من إفرازات التوتر في مضيق هرمز، وقال إنه يحض الأطراف المعنية «أولاً على نزع فتيل التوتر». وصنّف اغتيالات العلماء الإيرانيين بأنها «إجراء إرهابي». وقال: «أي اغتيال لمدنيين أو لعلماء تجب إدانته ويجب ان يكون مرفوضاً، إذ تجب حماية حقوق الإنسان».
وحمّل بان ايران مسؤولية إثبات ان برامجها النووية سلمية، وقال: «العبء يقع على ايران لتثبت ان برنامجها النووي هو حقاً من أجل الغايات السلمية، يجب أن يبرهنوا ويثبتوا ذلك».
وعارض مبدأ الإعدام لدى سؤاله عن احتمال طلب إعدام الرئيس المصري السابق حسني مبارك، مذكَِّراً بأن الأمم المتحدة «تبنّت قراراً يوصي الدول بكل قوة بعدم تطبيق حكم الإعدام».
وطالب بان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بأن «ينفذ كلياً ما وافق عليه تجاه شعبه ومع مجلس التعاون الخليجي».
كما طالب الرئيس السوري بأن «يستمع الى شعبه، فليس مقبولاً أبداً أن يقوم بقتل شعبه وأن تكون قواته المسلحة والأمنية قتلت 5 آلاف شخص وتنتهك حقوق الإنسان». وحذّر من أن «الأسرة الدولية لن تقبل بوضع كهذا»، مطالباً الأسد بـ «التوقف عن سفك الدماء».
وكشف الأمين العام ان رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني قال له أثناء لقائهما الأخير في نيويورك إنه آت «مع نبيل العربي (الأمين العام لجامعة الدول العربية) الى مجلس الأمن لتقديم إحاطته إلى المجلس».
كما كشف ان مكتب المفوضة العليا لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، «سيبدأ الأسبوع المقبل في تدريب المراقبين» العرب الى سورية، مؤكداً ان التنسيق قائم مع العربي «وأنني أتعاون معه عن كثب وباستمرار، ونتشاور في كيفية قيام الأمم المتحدة مع جامعة الدول العربية بمعالجة هذه المسألة».
وأكد بان أنه صاحب القرار في ما يتعلق ببروتوكول المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والتمديد له، كما أكد أن عملية البحث عن بديل للمدعي العام دانيال بلمار متقدمة وسيتسلم المدّعي العام الجديد المهام مطلع آذار (مارس).
وأكد أنه بعث برسالة الى رئيس مجلس الأمن للموافقة على تعيين البريطاني ديريك بلمبلي منسقاً خاصاً لنشاطات الأمم المتحدة في لبنان بديلاً من مايكل وليامز.
وتحدى بان مقولة أن المحكمة الخاصة بلا جدوى، وقال إنها «بالغة الأهمية لتعزيز العدالة الدولية وحماية حقوق الإنسان». وقال إن الذين ارتكبوا الجرائم التي تدخل في نطاقها، «بغض النظر عمن هم، يجب أن يمثلوا أمام العدالة».
وفي ما يتعلق باصطحابه مستشاره الخاص ومبعوثه لتنفيذ القرار 1559، تيري رود لارسن، الى بيروت، قال بان: «من الطبيعي ان يرافقني لأن قرارات مجلس الأمن 1559 أو 1701 أو غيرها ملزمة لجميع الدول»، وهي «ليست قرارات تخص مجموعات أو أحزاباً دون غيرها».
وأجرى بان أمس محادثات مع الرئيس اللبناني ميشال سليمان الذي دان الاعتداءات التي تعرضت لها قوات «يونيفيل»، مؤكداً ان الحكومة اللبنانية اتخذت «اجراءات عملية محددة خلال الاشهر المنصرمة لتوفير حماية افضل» لهذه القوات. وأمل في أن تودي «المراجعة الاستراتيجية القائمة بين الجيش اللبناني ويونيفيل الى اقتراحات من شأنها تسهيل تنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته من دون تعديل في عديد القوات الدولية او مهمتها».
واشاد بان من جهته، «بموقف لبنان لجهة التزامه قرارات الشرعية الدولية… والقرار المتعلق بالمحكمة الخاصة بلبنان»، منوهاً بـ «الجهود القائمة لاستئناف الحوار الوطني كمدخل لتحقيق الاستقرار والتوافق على استراتيجية وطنية دفاعية، واستمرار احترام لبنان التزاماته الدولية».
ولفت رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لدى لقائه بان، الى الانتهاكات الاسرائيلية المتكررة للسيادة اللبنانية، مؤكداً ان اسرائيل «لا تقيم وزناً لارادة المجتمع الدولي»، ومجدداً «تأكيد التزام لبنان القرارات الدولية، بما فيها القرار المتعلق بالمحكمة الخاصة، والتطلع الى استمرار التعاون مع الدول المشاركة في القوات الدولية».
ونقل مكتب ميقاتي الاعلامي عن بان تأكيده ان «الخروق الاسرائيلية للاجواء والاراضي اللبنانية تشكل تهديداً لصدقية القوات الدولية وانتهاكاً للسيادة اللبنانية»، داعياً الى «التعجيل في الحوار الاستراتيجي بين الجيش اللبناني ويونيفيل لتمكين الجيش اللبناني من تسلم مهامه الكاملة في الجنوب وليس بهدف تقليص عديد القوات الدولية».
ودعا الى «ضبط الامن على الحدود اللبنانية والى العمل على نزع سلاح الميليشيات»، وحض «لبنان على البدء باستثمار ثرواته النفطية في المناطق البحرية غير المتنازع عليها على ان يتواكب ذلك مع اتصالات لحل الاشكالات بشأن المناطق المتنازع عليها».
وسمع بان من رئيس المجلس النيابي نبيه بري خلال اللقاء معه على مدى ساعة ان «اسرائيل لم تقبل حتى الآن تحويل وقف الحال العدوانية بعد حرب تموز (يوليو) الى وقف اطلاق نار، لتترك تبريراً لطلعاتها الجوية المستمرة في الاجواء اللبنانية ولخروقها البحرية والبرية والجوية». وشدد على ان «روحية القرار 1701 توجب على الامم المتحدة ان ترسّم الحدود البحرية للبنان كما رسمّت الحدود البرية، كونها قوة حفظ سلام دولية».واكد بري، بحسب مكتبه الاعلامي، «العلاقة المتينة للغاية بين الشعب اللبناني في الجنوب وبين يونيفيل». وطالب «بمؤازرة جدية من الامم المتحدة بعد المؤتمر الذي قام به لبنان للخلاص من القنابل العنقودية التي خلّفها العدوان الاسرائيلي».
وجرى بحث التطورات في المنطقة وتركز على الوضع في سورية. وعُلم ان بري أكد أن «ما يحصل في سورية يختلف عما يُقال عنه الربيع العربي». وشدد على «دعم المبادرة العربية في شأن سورية»، ولم يتطرق اللقاء الى اثارة موضوع المحكمة الدولية.
وعلمت «الحياة» ان بان ابلغ بري أنه عيَّن بديلاً من ممثله في لبنان، وأن الممثل الجديد عمل سفيراً في السعودية ويتكلم العربية، وسأله بري ما اذا كان درس في مدرسة شملان فرد بان: «صحيح».
حصيلة بان وأوغلو: الأزمة السورية مصدر خطر
التعقيدات الداخلية والاقليمية لاسيما في سوريا، ظهرت جلية في اليوم الطويل للقاءات والمواقف التي رافقت نشاط الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون في اليوم الثاني لزيارته لبنان وفي نشاط وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو في اليوم الاول لزيارة بيروت تستمر يومين. وظهرت هذه التعقيدات جلية في مشهدين ميدانيين: الاول في الناقورة حيث كان بان يتفقد مقر قوات “اليونيفيل” ويعلن من هناك “ان العمل في سبيل حفظ السلام خطير خصوصا في جنوب لبنان اكثر من اي منطقة في العالم”، والثاني، في بعلبك حيث أطل الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله تلفزيونياً ليعرب عن “السعادة” من قلق المسؤول الدولي من القوة العسكرية الخاصة بالحزب. وقال: “ما يهمنا هو ان تقلق وأن تقلق اميركا من ورائك وان تقلق اسرائيل معك (…)”.
وتجلت التعقيدات في مكان واحد هو فندق فينيسيا انتركونتيننتال مقر اقامة كل من بان وأوغلو. ففي حين سمع الامين العام للامم المتحدة مطالبة حازمة من اقطاب المعارضة الذين التقاهم بالتمسك بالمحكمة، كان رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد يعلن بعد لقاء طويل مع أوغلو عن تباين بينه وبين وزير خارجية تركيا في “التوجه والرؤية” حيال الوضع في سوريا، مؤكداً “ضرورة ان يكون التغيير نابعاً من الشعب وليس مفتعلا من الخارج”.
ولأن المسافة بين بان وأوغلو كانت بالامتار في الفندق، فقد اجتمعا مساء امس وبحثا في أحوال سوريا وايران وقبرص. وصرّح بان بعد اللقاء بأن المسار الخطر في الازمة السورية هو مصدر قلق خطر”.
وافاد مندوب “النهار” خليل فليحان “ان الاجواء كانت ساخنة في لقاء أوغلو ورعد والذي استمر ساعتين تخلله انتقاد “حزب الله” للتعاطي التركي مع الأزمة في سوريا”. وبدا ان اللقاء جرى تمديده لاستيعاب مواضيع النقاش. وحرص رعد على القول ان هناك “لقاءات مشتركة أخرى” بين الحزب وتركيا، الامر الذي رأى فيه المراقبون إشارة الى خط التواصل الايراني – التركي الذي لم ينقطع على غرار الانقطاع بين دمشق وأنقرة. ويشار الى أن أوغلو زار رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس ميقاتي والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي.
لقاءات بان
اللقاءات السياسية التي أجراها بان بعد محطة الجنوب شملت تباعاً رئيس كتلة “المستقبل” الرئيس فؤاد السنيورة على رأس وفد، ثم الرئيس أمين الجميّل وأخيراً رئيس “جبهة النضال الوطني” النائب وليد جنبلاط.
وعلمت “النهار” ان بان أبلغ السنيورة خلال اللقاء ممازحاً: “ما زلت حتى الآن تحظى بمرتبة المسؤول الذي تحدثت معه أكثر من غيره في العالم”. وفيما جرى تأكيد تمديد العمل ببروتوكول المحكمة الخاصة بلبنان وتطبيق القرار 1701 الخاص بسلاح الميليشيات، اقترح السنيورة على بان قيام الأمم المتحدة. بتحديد الحدود البحرية والمنطقة الاقتصادية الخالصة، وسلمه لهذه الغاية خرائط خاصة باعتبار ان السنيورة إبان رئاسته الحكومة تابع هذا الملف. كما اقترح السنيورة على بان أن تتولى منظمة “الاونيسكو” التابعة للأمم المتحدة بالتعاون مع جامعة الدول العربية تأمين الاموال التي تغطي حصة الولايات المتحدة الاميركية في المنظمة بعد انسحابها منها احتجاجاً على منح فلسطين العضوية.
وفيما صرّح الجميّل بأنه ركز شخصياً على “ضرورة الاهتمام بقضية اغتيال نجلي بيار لأن اغتياله له علاقة بمسار المحكمة”، أبلغ جنبلاط “النهار” أنه ركز في اللقاء على “أهمية تنفيذ القرار 1701 وتطبيقه ومنع الخروق الاسرائيلية واستعادة بلدة الغجر المحتلة”.
وسئل هل تطرّق البحث مع بان الى الازمة في سوريا، فأجاب بالنفي.
من جهته قال مارتن نيزيركي الناطق باسم الامم المتحدة إن الامين العام اجتمع مع الزعماء اللبنانيين بناء على طلبهم وناقش معهم “دعم المنظمة الدولية للبنان وتنفيذ قرارات مجلس الامن ذات الصلة ومساهمات لبنان المهمة للمنظمة”. واضاف: “وجرى تبادل لوجهات النظر في المواضيع الاقليمية لاسيما الاوضاع في سوريا وتأثيرها على لبنان”.
وتلقى البطريرك الراعي رسالة شكر من ممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان والمنطقة روبرت واتكنز على الدعوة التي وجهها الراعي الى بان لزيارة بكركي، لكنه اعتذر عن تلبيتها “نظراً لبرنامجه المثقل وضيق الوقت”.
قراءة 14 آذار
واعتبرت مصادر قيادية في قوى 14 آذار ان ما صرّح به نصرالله حول الأزمة السورية تميّز بالدعوة الى الحوار بين النظام والمعارضة ولم يتكلم عن مؤامرة كما كان يصرّح سابقاُ على رغم انه دعا المعارضة الى القاء السلاح وهذا لم يكن مفاجئاً”.
ومن المتوقع ان تكون مناقشات موسعة اليوم في اللقاءين اللذين سيعقدهما السنيورة تباعاً مع اوغلو ومع الامين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى الذي حضر الى بيروت للمشاركة في مؤتمر (“الاسكوا”) عن التحول الى الديموقراطية في المنطقة العربية الذي سيعقد اليوم في فندق فينيسيا.
قطر تقترح ارسال قوات عربية إلى سوريا
وخبير روسي يؤكد وصول السفينة إلى طرطوس
اقترحت قطر إرسال قوات عربية لوقف اراقة الدماء في سوريا التي يشتد فيها العنف على رغم وجود المراقبين الذين ارسلتهم جامعة الدول العربية للتحقق من نجاح خطة السلام العربية.
وسألت محطة “سي بي إس” الاميركية للتلفزيون أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ان كان يحبذ تدخل الدول العربية في سوريا، فاجاب انه ينبغي ارسال بعض القوات لوقف القتل.
وامير قطر الذي دعمت بلاده حملة حلف شمال الاطلسي العام الماضي والتي ساعدت المعارضين الليبيين في اطاحة العقيد معمر القذافي هو أول زعيم عربي يقترح مثل هذه الخطوة.
وفي اشارة الى المقابلة على موقع القناة على الانترنت، لم يوضح أمير قطر كيف يمكن أي تدخل عربي أن ينجح.
السفينة الروسية
في موسكو ، اكد الخبير البحري الروسي ميخائيل فويتنكو ان سفينة “شاريو” الروسية التي تنقل “شحنة خطيرة” وصلت الى مرفأ طرطوس السوري “في 11 او 12 كانون الثاني “.
وكان الخبير الروسي تحدث في 2009 عن الاختفاء الغامض للسفينة “اركتيك سي” التي تورطت في احداثها نحو عشرين دولة طوال اشهر. واوضح انه توصل الى هذه الخلاصة مستندا الى معطيات نظام التحديد التلقائي لهوية السفن “اي آي اس”.
واضاف ان “السفينة، وبعد مغادرتها ليماسول (قبرص) اتجهت نحو طرطوس. وبعدما عبرت ثلثي مسافة الطريق، قام الطاقم بوقف عمل جهاز تحديد هوية السفن”.
وكان مصدر في الشركة التي تشغل السفينة، وهي “وستبرغ ليمتد”، ابلغ الجمعة “وكالة الصحافة الفرنسية” ان السفينة التي ترفع علم سان فنسان وغرينادين تنقل شحنة “مصنفة على انها خطيرة” وانها في طريقها الى سوريا.
وبحسب وسائل اعلام روسية، فان السفينة قد تكون تنقل حتى 60 طنا من الاسلحة والمعدات العسكرية المرسلة من الوكالة الروسية العامة لتصدير الاسلحة “روسوبورون اكسبورت” عبر مصدر هو شركة “بلشار”.
الزبداني ومضايا تحت الحصار العسكري.. والمعارضة تحصي 500 نقطة تظاهر في جمعة «الجيش الحر»
سرميني لـ «الشرق الأوسط»: نجدد مطالبتنا الجامعة العربية والمجتمع الدولي باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: ليال أبو رحال
واصل السوريون أمس مظاهراتهم اليومية تحت عنوان «ثورتنا منتصرة بإذن الله»، غداة المظاهرات الحاشدة التي عمت مدنا سورية عدة في جمعة «دعم الجيش السوري الحر»، على الرغم «من الأمطار والبرد والثلوج في كثير من المناطق.. ورغم آلة القتل الأسدية وعصابات الأسد التي عاثت فسادا وتدميرا في سوريا الحبيبة»، وفق ما أفادت به صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد»، على موقع «فيس بوك».
وفيما أفادت صفحة «الثورة السورية» بأن نقاط التظاهر في «دعم الجيش السوري» الحر ازدادت بمعدل 40 نقطة عن الجمعة التي سبقتها، قال محمد سرميني، عضو المجلس الوطني لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «مظاهرات الجمعة عبرت عن حراك شعبي واسع، حيث تم إحصاء 498 نقطة تظاهر، أبرزها في إدلب (131 نقطة)، تليها حماه (72 نقطة)، ودمشق (63 نقطة) فدرعا وحمص (45 نقطة)». موضحا أن «الشعب السوري يبهر العالم بإصراره على انتزاع حريته من فم الأسد، ويسجل صورة مشرقة لنضاله ضد كل أشكال العنف والإجرام الذي يقوم به النظام الساقط».
وجدد سرميني مطالبة «جامعة الدول العربية والمجتمع الدولي باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين»، داعيا الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي «بالأخذ بالتقرير الذي قدمه المجلس أول من أمس حول عمل لجنة المراقبين ومحاولات النظام المستمرة لتضليلها، وعدم منح النظام أي مهلة جديدة للمراوغة».
وكان السوريون واصلوا التظاهر أمس في عدد من المحافظات والمدن السورية، وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان بعد ظهر أمس مقتل «ستة مدنيين سوريين، ثلاثة منهم قتلوا برصاص أصيبوا به أمس، في حين قضى ثلاثة آخرون متأثرين بجروح أصيبوا بها الجمعة». وأشار إلى أن رجلا قتل أمس في مدينة حمص بعد إصابته برصاص قناصة عندما كان يعمل على سطح أحد الأبنية، فيما قتل فتى (13 عاما) إثر إطلاق رصاص عشوائي في حي باب الدريب، وقتل شاب (27 عاما) برصاص قناصة في حي باب هود.
وذكر المرصد السوري أن «تفجيرا استهدف صباح أمس سكة القطار في قرية حيلة التابعة لناحية محمبل بمحافظة إدلب، مما أدى إلى انحراف قطار محمل بالوقود كان متجها من بانياس إلى حلب عن مساره وإصابة سائقه بجروح». وأفاد بأن «أهالي المنطقة اتهموا السلطات السورية بافتعال التفجير لاتهام الثوار بتنفيذه».
وذكرت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن «إطلاق نار كثيفا شهده أمس كورنيش مدينة إدلب»، وأعلنت عن مقتل المجند حمزة عبد الرحمن خرفان من بلدة اسقاط القريبة من مدينة سلقين «خلال محاولة انشقاقه عن جيش النظام بعد إصابته برصاصة في رأسه من الخلف».
وفي سراقب، اعتصم أكثر من خمسة عشر ألف شخص، وفق لجان التنسيق المحلية، أمام مبنى البلدية «لاستقبال لجنة المراقبين العرب، وتوجهوا نحو معمل الزيت حيث يتمركز الجيش عند المدخل الجنوبي للقائها، ليبدأ الجيش بإطلاق نار كثيف على المتظاهرين أمام نظر اللجنة، مما أدى إلى سقوط خمسة جرحى». وأشارت إلى أن «اللجنة توجهت إلى مشفى الحسن ودخلت إلى غرفة العمليات وقابلت الجرحى وشرح الأطباء نوع الإصابات، كما قابلت أسر الشهداء». وذكرت أنه «شوهد عبد اللطيف الجبالي، رئيس اللجنة في إدلب، وهو يبكي خلال تحدث إلى والدة الشهيد وئام عبد اللطيف عبيد».
وفي ريف دمشق، «لا تزال منطقة الزبداني تشهد اشتباكات عنيفة بين منشقين وعناصر نظاميين من الجيش، أثناء محاولة الجيش اقتحام المنطقة عن طريق شارع بردى وسهل الزبداني ومضايا، في ظل استمرار قطع الاتصالات والكهرباء وانتشار الدبابات والمدرعات في محيط المنطقة ونشر مدافع عدة على التلال المطلة على المنطقة».
وذكر ناشطون على صفحة «الثورة السورية» على «فيس بوك» أن «منطقة الزبداني ومضايا تعرضت في اليومين الأخيرين لحصار من قبل أكثر من 40 دبابة وعدد كبير من حاملات الجند، بالتزامن مع قصف البيوت والمناطق السكنية مما أسفر عن وقوع عشرات الجرحى بين المدنيين، وأغلب إصاباتهم خطرة».
ودعا ناشطون من الزبداني المعارضة السورية إلى الاستنفار العام اليوم «نصرة للزبداني ومضايا»، مناشدين «رفع لافتات تأييد ومساندة للزبداني ومضايا، ودعم صمود أحرار المنطقة بالهتافات، والعمل على تصعيد الحراك الثوري لأعلى درجاته في المناطق الأخرى لا سيما في دمشق وريفها».
وفي جامعة حلب، التي تشهد اعتصامات طلابية متكررة، أفاد «اتحاد طلبة سوريا الأحرار» بأن إدارة الجامعة أصدرت أمس قرارا بفصل ثلاثة طلبة من المدينة الجامعية على خلفية مشاركتهم في المظاهرة المسائية أول من أمس، والطلاب هم: محمد عثمان وخالد الخطيب (كلية الهندسة الكهربائية)، ويوسف صالح يحيى (كلية التربية).
أنباء عن قرب الإعلان عن إنشاء «المجلس العسكري السوري الأعلى» المناهض للنظام في تركيا
معارض لأبناء المؤسسة العسكرية: لا تكونوا وقودا لحرب أنتم لستم طرفا فيها
جريدة الشرق الاوسط
لندن: نادية التركي بيروت: ليال أبو رحال
أكد مستشار أبناء الجالية السورية في الخارج، فهد المصري، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أنه «سيتم الإعلان في وقت لاحق عن إنشاء المجلس العسكري السوري الأعلى الذي سيكون برئاسة العميد الركن مصطفى أحمد الشيخ»، الذي انشق قبل أيام عن الجيش النظامي ولجأ إلى تركيا، بحسب معلوماته من بعض الأوساط العسكرية.
وأضاف أن المجلس سيتولى التخطيط للعمليات العسكرية ضد النظام وتنظيم عمليات الانشقاق، وذلك بالتنسيق مع الجيش السوري الحر. وسيتم الإعلان عن إنشاء المجلس العسكري السوري الأعلى.
وأوضح المصري الذي اتصلت به «الشرق الأوسط» هاتفيا في مقره بباريس أن «المجلس العسكري الأعلى سيضم كبار الضباط وسيكون بمثابة هيئة تشريعية للعمل العسكري من حيث الدراسات والتخطيط وتنظيم عمليات الانشقاق والاتصال مع قياديين في الجيش لتحفيزهم على الانشقاق كفرق وليس فقط كأفراد والانقلاب على النظام»، مؤكدا أن إنشاء المجلس العسكري سيكون له دور في تنظيم العمل العسكري المسلح لحماية المدنيين في سوريا وتعزيز عمل المنشقين عن الجيش ليكونوا نواة صلبة لتحرير سوريا، وأنه «سيكون عبارة عن هيئة تنظيمية تشريعية، وللتخطيط للأعمال التي يمكن أن يقوم بها المنشقون من أجل التقدم بخطوات نحو التحرير، وبالتنسيق بين قيادة الجيش الحر والضباط المنشقين على رأسهم العميد مصطفى أحمد الشيخ فرع الكيمياء، وضابط أمن المنطقة الشمالية في سوريا». وأضاف «أعتقد أن وجود شخصية لها بعد استراتيجي كبير على المستوى العسكري سيكون له أداء كبير على المستوى العسكري في حماية المدنيين، كونه ضابط أمن المنطقة الشمالية فذلك يعني أن فرض مناطق آمنة وممرات إنسانية من قبل المجتمع الدولي على الحدود التركية – السورية بالتعاون مع المجلس العسكري على اعتبار أنه له معرفة دقيقة بهذه المنطقة».
وعن انشقاقات الجيش في سوريا، قال المصري لـ«الشرق الأوسط»: «نلاحظ أنه منذ أسبوعين أصبحت الانشقاقات يومية، ويكاد لا يمر يوم دون انشقاق على مستوى الضباط أو الجنود الذين يلتحقون بالجيش السوري الحر في تركيا أو ممن بقوا في المناطق الداخلية»، مضيفا أن هناك انشقاقات كبيرة في إدلب، وجبل الزاوية، وحمص، ودرعا، وريف دمشق، ودير الزور واللاذقية. وأكد: «نتوقع في المرحلة المقبلة أن تكون هناك انشقاقات ليس فقط على مستوى الأفراد وإنما على مستوى كتائب أو فرق عسكرية».
ودعا المستشار السياسي والإعلامي لتجمع أبناء الجالية السورية في الخارج، أبناء المؤسسة العسكرية السورية للتوقف عن قمع السوريين، وقال: «لا تكونوا وقودا لحرب أنتم لستم طرفا فيها».
كما طالب المصري المجتمع الدولي «عبر مجلس الأمن وحلف شمال الأطلسي (الناتو) بفرض الحظر الجوي على سوريا، وإقامة المناطق الآمنة ودعم المنشقين، والتدخل الجوي عبر ضربات جوية محددة وواضحة الأهداف»، مؤكدا بهذا التصريح نداء «تجمع أبناء الجالية السورية في الخارج» للتدخل العسكري في سوريا.
لكن نائب قائد «الجيش السوري الحر» العقيد مالك الكردي نفى ما تم تداوله لـ«الشرق الأوسط» أمس عن نية العميد الركن مصطفى الشيخ، أعلى الضباط المنشقين عن الجيش السوري رتبة حتى الآن.
وقال الكردي لـ«الشرق الأوسط»: «لا صحة على الإطلاق لهذا الخبر، والعميد الشيخ موجود بجواري ولا علاقة له بتسريب هذا الخبر، ونحن لم نسمع قط باسم المدعو فهد المصري»، مذكرا بأن للجيش السوري الحر «مجلسا عسكريا تم الإعلان عن تأسيسه في منتصف شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الفائت». ولفت إلى أن «للنظام السوري عيونا في كل مكان ويحاول فرض الأمر الواقع وعلينا أن نكون حذرين»، من دون أن يستبعد أن يكون تسريب هذا الخبر «لعبة من لعب النظام».
ويأتي ترويج هذا الخبر غداة مظاهرات حاشدة شهدتها مدن سورية عدة أمس في جمعة «دعم الجيش السوري الحر»، طالب خلالها المتظاهرون بإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وبدعم «الجيش الحر». ولم ينكر الكردي أن «اجتماعا حصل مؤخرا وتم خلاله تداول أفكار معينة تتعلق بالمجلس العسكري وإمكانية توسيعه وتنظيمه وتحديد آليات عمله وكيفية استيعاب الرتب العالية التي تنشق تدريجيا عن الجيش النظامي». وقال: «لدينا مشكلة إدارية وتنظيمية داخلية نحاول حلها، ونناقش أفكارا واقتراحات في هذا الصدد».
وقال لؤي صافي، عضو المجلس السوري الوطني لـ«الشرق الأوسط» إنه لا علم على الإطلاق للمجلس بتأسيس «مجلس عسكري سوري أعلى» في تركيا، واكتفى بوصف الخبر بأنه «غير مقنع لأنه يعني حصول انشقاق داخل الجيش السوري الحر، وهو ما لا صحة له»، من دون أن يستبعد أن يكون الخبر مسربا من قبل متعاونين مع النظام السوري. وقد أعلن المجلس الوطني السوري الذي يضم أوسع تمثيل للمعارضة السورية أول من أمس، أنه اتفق مع الجيش السوري الحر على تفعيل وتعزيز آلية التنسيق بينهما «بما يحقق خدمة مثلى للثورة السورية».
والعميد الركن مصطفى أحمد الشيخ كان قد انشق نجله وشقيقاه، أحدهما أمين فرع حزب البعث في محافظة إدلب، والثاني مقدم في الجيش، معه في الوقت نفسه، وجميعهم موجودون حاليا في تركيا. وأعلن الشيخ الذي كان ضابط أمن المنطقة الشمالية في سوريا في بيان انشقاقه: «لقد آلمني (..) وأغاظني واستفز مشاعري ما يتعرض له شعبنا من قتل وبطش وتنكيل قرابة العشرة أشهر».
وأضاف أن النظام «قتل الرجال والنساء والأطفال، وارتكب مجازر جماعية في أكثر من مكان (…) واجتاح من يفترض أنه جيش الوطن كل تراب الوطن محتلا المدن والبلدات والقرى وقطع أوصالها».
وأعلن «براءته من هذا النظام المجرم الخائن لشعبه»، واضعا نفسه «تحت تصرف الشعب». وأهاب الشيخ «بجميع أفراد القوات المسلحة وكل الرتب أن يحسموا أمرهم بالانحياز للشعب ويبروا بقسمهم العسكري في هذه اللحظة التاريخية الفارقة».
وأفاد قائد الجيش السوري الحر، العقيد رياض الأسعد، في وقت سابق هذا الشهر بأن عدد المنشقين عن الجيش النظامي بات يناهز الأربعين ألفا، ومعظمهم موجودون داخل الأراضي السورية، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
غليون يلتقي قيادات إقليم كردستان في مسعى لكسب أكراد سوريا
قيادي كردي يؤكد: لن ننضم إلى المجلس الوطني ولكننا مستعدون للتعاون
جريدة الشرق الاوسط
أربيل: شيرزاد شيخاني
علمت «الشرق الأوسط» من مصادر مقربة من رئاسة إقليم كردستان، أن رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون زار كردستان خلال الأيام الماضية والتقى عددا من مسؤولي الإقليم للتباحث معهم حول مستقبل سوريا بعد الإطاحة بنظام الرئيس الحالي بشار الأسد.
وتأتي زيارة غليون إلى كردستان العراق في إطار مساعي المجلس الوطني لضم الأحزاب والقوى الكردية السورية إلى المجلس الوطني المعارض الذي يقود معارضة الخارج ضد نظام الأسد، وذلك بعد الخلافات التي وقعت بين المجلس الوطني الذي يترأسه غليون والمجلس الوطني الكردي الذي شكلته الأحزاب الكردية.
وبحسب المصادر الخاصة بـ«الشرق الأوسط» فإن غليون التقى أثناء زيارته التي أحيطت بكتمان شديد من قبل مسؤولي الإقليم، عددا من القيادات الكردية العراقية وأجرى مباحثات تركزت حول التطورات التي تشهدها الساحة السورية ومحاولة توسيط القيادات الكردية، وتحديدا الرئيس مسعود بارزاني، بين المجلس الوطني والأحزاب والقوى الكردية السورية، بشأن ضمّها إلى المجلس الوطني، ولكن غليون لم يلتقّ ممثلي أي أحزاب كردية سورية التي لها مكاتب تمثيلية في إقليم كردستان.
وأكد ذلك القيادي عبد الباقي يوسف عضو المكتب السياسي لحزب اليكيتي الكردي السوري في اتصال معه، حيث قال «إن الأحزاب الكردية لم تتلق أية دعوة من غليون للقائه، وإن العلاقة الحالية مع المجلس الوطني تقتصر على مشاركة حزبين كرديين هما حزب اليكيتي وحزب آزادي، وهما علقا عضويتها في المجلس وسيصدر قرار في غضون الأيام المقبلة بالخروج التام من المجلس»، وعزا عبد الباقي يوسف أسباب هذا الموقف الكردي إلى «تهميش المكون الكردي داخل المجلس رغم أنه مكون أساسي ناضل باستمرار ضد النظام السوري وقدم تضحيات كبيرة، كما أن الكرد شاركوا بفعالية في الانتفاضة الحالية التي تشهدها سوريا، لذلك فإن الأحزاب الكردية اتجهت نحو تشكيل مجلس وطني كردي خاص يمثل جميع الأحزاب والقوى الكردية داخل وخارج الوطن السوري». وأبدى القيادي السوري استعداد الأحزاب الكردية السورية للتعاون والتنسيق مع المجلس الوطني الذي يترأسه غليون، وقال «ليست لدينا أية تحفظات بشأن التعاون مع المجلس الوطني السوري، ولكننا نرفض الانضمام إليه، وقدمنا مشروع عمل ميثاق وطني مع المعارضة السورية ككل بما فيها المجلس الوطني الذي يرأسه غليون، ونحن في المجلس الوطني الكردي السوري نريد أن نحفظ استقلاليتنا مع عدم رفض التنسيق والتعاون المشترك». وحدد القيادي في حزب اليكيتي أسباب الخلاف مع المجلس الوطني السوري بثلاث نقاط أساسية، وهي «الخلاف حول مستقبل سوريا، فالكرد يريدون أن تكون سوريا في المستقبل دولة ديمقراطية، لا مركزية، دستورية، تفصل الدين عن الدولة، وتضمن حقوق جميع المكونات والقوميات والأقليات الدينية، والخلاف الثاني، حول الطريقة التي تعتمدها المعارضة السورية وخصوصا المجلس الوطني حول خطة حل القضية الكردية بسوريا، فهم يقولون بإدارة ذاتية للمناطق الكردية، وهذه الإدارة التي يطرحونها لا تختلف كثيرا عن الإدارة الذاتية الحالية التي ابتكرها النظام السوري، نحن نوافق على هذه الخطة في حال سمحوا لنا باختيار شكل تلك الإدارة فقط، والنقطة الثالثة وهي النقطة الجوهرية في خلافنا مع المجلس الوطني، حيث إن المجلس يريد انضماما أو ضما كاملا للأحزاب الكردية إلى إطار المجلس، وهذا أمر نرفضه، لأننا نريد أن نبقى مستقلين وليس جزءا من المجلس الوطني، وأن يكون هناك ميثاق وطني للعمل المشترك بيننا وبين بقية القوى المنضوية إلى إطار المجلس، لأننا لسنا مجرد أحزاب سياسية بل لأننا نمثل مكونا أساسيا في سوريا ومن حقنا أن نمتلك الإطار المناسب بما يمثل جميع القوى الكردية، وأن يكون حجمنا متناسبا في إطار المعارضة الحالية، وكذلك في مستقبل سوريا بعد سقوط النظام الحالي».
مصطفى الشيخ.. عميد المنشقين عن الجيش النظامي في سوريا
دعا العسكريين للانحياز إلى الشعب
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: ليال أبو رحال
يعد العميد الركن مصطفى أحمد الشيخ، رئيس فرع الكيمياء وضابط أمن المنطقة الشمالية في سوريا، صاحب الرتبة العسكرية الأعلى الذي أعلن انشقاقه عن المؤسسة العسكرية السورية، منذ بدء الاحتجاجات الشعبية في سوريا في منتصف شهر مارس (آذار) الفائت.
وأعلن الشيخ، البالغ من العمر 55 عاما والمتحدر من قرية أطمة (محافظة إدلب)، انشقاقه رسميا في السابع من الشهر الحالي (انشق فعليا في 16 ديسمبر/ كانون الأول، الفائت) مع أحد أبنائه الأربعة وهو ضابط برتبة ملازم أول، إضافة إلى عدد من أفراد أسرته، منهم شقيقه الذي يشغل منصب أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في محافظة إدلب، وهم موجودون حاليا في تركيا.
وفي بيان انشقاقه الذي استهله بالترحم على «أرواح شهداء ثورة الحرية والكرامة، والدعاء لجرحانا بالشفاء وللأسرى بالحرية»، توجه الشيخ للسوريين بالقول «لقد آلمني ما آلمكم، وأغاظني واستفز مشاعري ما أغاظكم مما يتعرض له شعبنا من قتل وبطش وتنكيل لقرابة عشرة أشهر، وآلة القمع الجهنمية للنظام تعمل على طول ساحات الوطن وعرضها دون وازع من ضمير، أو رادع من أحد في هذا العالم الذي يدعي التحضر والدفاع عن حقوق الإنسان».
وتعهد العميد السوري المنشق «بألا تضيع دماء حمزة والقاشوش ومطر وكل الشهداء، وألا نسمح بالمتاجرة بها ممن يدعون أنهم يمثلونكم»، مؤكدا «للنظام البائس أن شعبنا ماض في طريقه نحو الحرية والكرامة مهما بلغت التضحيات، وآن له أن يفهم أول شعارات هذه الثورة: الموت ولا المذلة».
وأهاب الشيخ «بجميع أفراد القوات المسلحة، ومن كل الرتب، أن يحسموا أمرهم بالانحياز للشعب، ويبروا بقسمهم العسكري في هذه اللحظة التاريخية الفارقة التي ستحسم مصير بلدنا»، داعيا «العسكريين الذين آثروا ترك الجيش اللاوطني والانضمام لصفوف الشعب الاستبسال في الحفاظ على أرواح المتظاهرين السلميين، وألا يسمحوا لأحد بالاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة، وأن يتحلوا بأعلى درجات الانضباط والمسؤولية».
وأكد أن «سوريا الغد هي سوريا الأمن والأمان والعدل والسلام، ولن تكون إلا إحدى أهم ركائز الاستقرار في المنطقة والعالم»، مذكرا بأنه «كان من أبرز شعارات ثورتنا (واحد واحد واحد الشعب السوري واحد)». وتعهد بأن يكون «أبناء القوات المسلحة الضامنين لوحدة وحرية ترابنا الوطني، والمدافعين عن كل أبنائه، وأن نبني جيش الوطن المؤطر بالدستور، والبعيد عن الحزبية والولاءات الأخرى الفاسدة، وأن نسهم بفعالية في تأمين الظروف الملائمة للانتقال إلى الدولة المدنية الحديثة، دولة المواطنة، التي يكون فيها الاحتكام لصناديق الاقتراع».
تجدر الإشارة إلى أن الشيخ درس في الكلية الحربية، وتخرج فيها في عام 1979 برتبة ملازم، اختصاص كيمياء. وتابع دورات عسكرية عدة، وخدم في القوى البرية، وجاء إلى لبنان في إطار قوات الردع العربية، وشغل بين عامي 1984 و2005 منصب ضابط أمن مركز الدراسات والبحوث العلمية، قبل أن ينقل إلى منصبه الأخير قبل انشقاقه في قيادة المنطقة الشمالية بصفة رئيس فرع الكيمياء وضابط أمن المنطقة الشمالية.
نصر الله يهاجم دولا عربية ويدعو المعارضة السورية للحوار مع الأسد
رد على بان كي مون: قلقك من قوة حزب الله يسعدنا
جريدة الشرق الاوسط
دعا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله «المعارضة السورية في الداخل والخارج، ومن موقع الحرص والمحبة لسوريا وشعبها وجيشها وأهلها وقيادتها، إلى الاستجابة لدعوات الحوار من قبل الرئيس السوري بشار الأسد والتعاون معه لإجراء الإصلاحات التي أعلن عنها، وهي على درجة عالية جدا من الأهمية، وتنهض بسوريا وتعالج مشكلاتها».
وشدد، في كلمة ألقاها أمس عبر الشاشة خلال تجمع أقامه حزب الله في مدينة بعلبك لمناسبة ذكرى أربعين الإمام الحسين، على أهمية «إعادة الهدوء والاستقرار وإلقاء السلاح ومعالجة الأمور بالحوار»، متوجها إلى الدول التي تحذر من حرب طائفية في المنطقة انطلاقا من سوريا بالقول: «إن سلوككم السياسي والإعلامي والتحريضي والميداني هو الذي يدفع الأمور في هذا الاتجاه»، مضيفا: «إذا كنتم صادقين في تحذيركم وفي تجنيب سوريا حرب أهلية، فما عليكم إلا أن تبدأوا من نفسكم». ودعا إلى اجتماع كل «الجهود العربية وجامعة الدول العربية والدول الإسلامية في مقدمها إيران وتركيا للمساعدة على إنهاء الأزمة السورية وليس على تسعير النار وحشر الناس في الزاوية والدفع بالأمور للانفجار».
ورأى نصر الله «أننا في لبنان البلد الأكثر تأثرا بما يجري في سوريا شئنا أو أبينا، وهناك كل هذا التنظير عن النأي»، وقال: «صحيح أننا نحاول أن ننأى بوضعنا السياسي والأمني والرسمي عما يجري في سوريا ولكننا البلد الأكثر تأثرا في المنطقة». ورد نصر الله على الأمين العام للأمم المتحدة، الذي عبر خلال مؤتمره الصحافي في بيروت أول من أمس عن قلقه من ازدياد القوة العسكرية لحزب الله، قائلا: «قلقك يطمئننا ويسعدنا، فما يهمنا هو أن تقلق وأن تقلق أميركا من ورائك وإسرائيل معك، وهذا لا يعنينا على الإطلاق»، مشددا على أن «السلاح إلى جانب الجيش والشعب هو الضمانة الوحيدة لأمن لبنان وكرامته وسيادته».
وأكد أن «المقاومة المسلحة باقية ومستمرة ومتصاعدة في وقتها وقدرتها وجهوزيتها، وتزداد إيمانا ويقينا بصوابية خيارها»، معتبرا أنه «من الغريب بعد كل هذه الإنجازات أن يأتي من يناقش في مسألة المقاومة، وفي مسألة الحوار الوطني». وأضاف: «لم أقل أننا نرفض الحوار، بل قلت إن هناك من يريد من الحوار نزع السلاح وأنا أقول له إن هذا أوهام وهذا سراب»، مشيرا إلى «أننا في الوقت عينه أهل الحوار ودعاة الحوار وجاهزون لهذا الحوار لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية لحماية لبنان».
وأبدى نصر الله «الحرص على السلم الأهلي وعلى الاستقرار في البلد وألا يتحول أي خلاف سياسي في لبنان أو في أي مسألة من مسائل المنطقة ليؤدي إلى شرخ في لبنان»، موضحا أن «مسؤولية حفظ الأمن، من مواجهة اللصوص والمعتدين على الناس في جميع المناطق اللبنانية هي مسؤولية الدولة والحكومة والجيش والمؤسسات الأمنية، وهي ليست مسؤولية أي جهة، لا المقاومة ولا أي جهة حزبية، ونحن نرفض أن يلبسنا أحد هذا القميص أو يحملنا أحد هذه المسؤولية».
وفي الشأن الحكومي، جدد نصر الله «الحرص على بقاء الحكومة واستمرارها»، آملا «من رئيسها (نجيب ميقاتي) ووزرائها أن يبذلوا جهودا أكبر من أجل أن تكون الحكومة فعالة أكثر وأن تعطي الأولوية لقضايا الناس المعيشية والحياتية وهذا ما يجعل الحكومة شعبية وتحظى باهتمام وتعاطف الناس».
معارضون سوريون يطالبون بإقصاء الدابي عن بعثة المراقبين.. ويلوحون بمقاضاته
العربي: مراجعة شاملة لعمل بعثة المراقبين في سوريا
جريدة الشرق الاوسط
أصدر ناشطون ومثقفون سوريون معارضون للنظام، عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» بيانا، طالبوا فيه بإقصاء الفريق أول محمد الدابي عن لجنة المراقبين العرب، معتبرين أن رئيس لجنة الجامعة العربية الموجود في سوريا منذ شهر تقريبا مع عدد من المراقبين العرب لمراقبة أداء النظام السوري في تنفيذ بنود البروتوكول الذي وقعه الأخير مع جامعة الدول العربية، قد «ثبت بالدليل القاطع كذبه وانحيازه الواضح لنظام بشار الأسد ضد ثورة الشعب السوري».
وجاء في البيان الذي تم تداوله أمس، عبر صفحات «فيس بوك» للتوقيع عليه: «نحن الموقعون أدناه من المواطنين السوريين نتقدم بطلب إقصاء الفريق أول الركن محمد الدابي عن لجنة المراقبين العرب، بعد أن ثبت كذب ادعائه عندما قال إن: المراقب الجزائري السيد أنور مالك لم يخرج من الفندق ولم ينزل إلى حمص مدعيا المرض. وبعد مراجعة مقاطع الفيديو الخاصة بالزيارات التي قام بها الوفد بحمص لوحظ وجود السيد مالك في أكثرها، وكانت إحداها في باب عمرو برفقة السيد الدابي نفسه. كما شوهد السيد مالك في أكثر من مكان داخل أحياء حمص يجري التحقيقات بصفته المكلف بها. لقد قضى السيد أنور مالك 16 يوما في حمص كما صرح هو شخصيا، وليس ستة أيام فقط كما ادعى الدابي».
وقال البيان الذي وقع عليه الكثير من الناشطين والمثقفين من أبرزهم الكاتبة غالية قباني والإعلامي إبراهيم الجبين والناشط إبراهيم اليوسف والكاتبة ريما فليحان والناشط ميخائيل سعد: «بعد ثبوت كذب ادعاء السيد الدابي بالدليل الذي لا يقبل الشك بمقاطع الفيديو وعلى شاشات مختلف الفضائيات، وبعد مراجعة للتصريحات التي أطلقها منذ اليوم الأول لوصوله لتأكيد رواية النظام عما يجري في سوريا، وبعد مراجعة تاريخه المهني والسياسي والعسكري في السودان بحيث ما كان يجب في الأساس أن توكل إليه هذه المهمة ذات الوجه الإنساني في سوريا».
وكان الدابي قد نفى في تصريحات إعلامية ما رواه المراقب الجزائري المنشق أنور المالك عن انتهاكات يرتكبها النظام السوري بحق المتظاهرين السلميين، معتبرا أن مالك لم يخرج من الفندق طيلة فترة إقامته في سوريا. وطالب الموقعون بتغيير وسحب الدابي من اللجنة «لثبوت عدم حياديته ومهنيته ودعمه للنظام السوري واستماتته بالدفاع عنه من دون وجه حق، مما يؤثر على حياديته المطلوبة في هذا الظرف العصيب، ويؤثر بالتالي على عمل لجنة المراقبين العرب التي يفترض أن تكون حيادية وتشير إلى الوقائع كما هي»، مؤكدين أنه في حال عدم استجابة الأمين العام نبيل العربي لهذا الطلب «فإننا نعتبره مشاركا في دعم قمع النظام السوري ضد شعبه، وعليه فإننا نملك الحق في المستقبل باتخاذ كل الإجراءات التي يتيحها لنا القانون ضده باعتباره قد تجاهل وبالدليل القاطع انحياز رئيس اللجنة مع النظام ضد شعبه».
يذكر أن الشارع المنتفض في سوريا ضد نظام بشار الأسد، انتقد بشدة أداء رئيس بعثة مراقبي الجامعة العربية، فبرزت في المظاهرات الشعبية التي تخرج من جميع المناطق في البلاد، لافتات تندد بالدابي وتدعوه لعدم الانحياز إلى النظام الحاكم والتزام الصدق والموضوعية في مواقفه. إحدى هذه اللافتات، كتب عليها المتظاهرون السوريون «الدابي والأسد وجهان لعملة واحدة»، ولافتة أخرى كتبوا عليها «سوريا ليست دارفور».
وكانت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية قد وصفت محمد الدابي بأنه «آخر شخص يمكن اختياره لترؤس بعثة إنسانية»، معللة ذلك، بالسجل السيئ الذي يملكه في مجال حقوق الإنسان. فالجنرال السوداني الموالي لنظام عمر البشير، مطلوب وفقا للمجلة «من قبل المحكمة الجنائية الدولية لارتكابه إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية»، إضافة إلى اتهامه «بالإشراف على تأسيس ميليشيا الـ(جنجويد) التابعة للنظام السوداني».
ومن جانبه، أعلن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أمس أن «مراجعة شاملة لعمل بعثة المراقبين» العرب في سوريا ستجري خلال اجتماع للجنة الوزارية العربية المكلفة الملف السوري يعقد في الحادي والعشرين من يناير (كانون الثاني) الحالي. وقال العربي في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية إن «هناك مراجعة شاملة لعمل بعثة المراقبين، وسنبحث هذا الأمر في اجتماع للجنة الوزارية من المقرر أن يعقد في القاهرة السبت».
واعتبر العربي أن «تقدما جزئيا حصل» في عمل بعثة المراقبين العرب، مضيفا «إلا أن هناك يوميا نزيفا للدم في سوريا والجامعة تسعى لحقن الدماء والأمر يحتاج إلى إعادة نظر وهذا ما سوف نبحثه في الاجتماع القادم للجنة الوزارية».
واعتبر أن مهمة بعثة المراقبين العرب «قد تستكمل ولكن بصورة مختلفة».
ومن جهة ثانية، أعلن العربي أنه عقد أمس «اجتماعا مهما» في مسقط مع الوزير العماني المسؤول عن الشؤون الخارجية يوسف بن علوي بن عبد الله العضو في اللجنة الوزارية العربية تناول «سبل التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا وما تقوم به جامعة الدول العربية من جهود، وضرورة توفير حماية للمدنيين السوريين».
وكانت الجامعة العربية قررت الأربعاء الماضي التوقف عن إرسال مزيد من المراقبين إلى سوريا إثر تعرض عدد من المراقبين للاعتداء يوم الاثنين، مما أدى إلى إصابة 3 منهم بجروح طفيفة.
المفاوضات تفشل بين «المجلس الوطني السوري» و«هيئة التنسيق» »
أنس العبدة لـ «الشرق الأوسط»: الأهم من توحد المعارضة توحد رؤيتها كي تنتصر الثورة
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: كارولين عاكوم
بعد فشل المفاوضات والاجتماعات التي استمرت شهرين بين المجلس الوطني السوري وهيئة التنسيق الوطنية، وكان الهدف منها عقد «المؤتمر السوري العام» برعاية الجامعة العربية، يبدو أن هذه الجهود وصلت إلى نقطة «اللاعودة» بعدما عمدت هيئة التنسيق إلى تسريب الاتفاق الأولي بين الطرفين، بحسب عضو الأمانة العامة للمجلس أنس العبدة الذي اعتبر أن انتصار الثورة ليس مرتبطا بوحدة المعارضة إنما المهم هو الاتفاق على رؤية سياسية موحدة في ما بينهما. وقال العبدة لـ«الشرق الأوسط» هيئة التنسيق الوطنية لم تلتزم بالاتفاق الذي تم التوصل إليه مع رئيس المجلس الوطني وقامت بتسريب الوثيقة قبل إقرارها من قبل الأمانة العامة للمجلس، ونتج بالتالي عن هذا التصرف جو من عدم الارتياح والشك في قدرة بعض القيادات في الهيئة على الالتزام بالعهود. لذا قررنا أن نقدم رؤيتنا لسوريا المستقبل، وستطرح هذه الرؤية أيضا ضمن وثيقة خاصة تعمل عليها لجنة تحضيرية، في المؤتمر السوري العام الذي من المفترض عقده في نهاية الشهر الحالي وبداية الشهر المقبل. ويلفت العبدة إلى أن المفاوضات بين الطرفين مرت بمراحل عدة تخللها اتفاق على بعض النقاط فيما بقيت نقاط أخرى أساسية خارج نطاق هذا الاتفاق. ويضيف «كنت مترئسا الوفد الأول الذي تولى مهمة المفاوضات مع الهيئة وكان اتفاقنا الأساسي أن يكون هدف إسقاط النظام بكافة أركانه ورموزه، لكن الأمر بعد ذلك اختلف وكانت مسودة الوثيقة التي وقعت خالية من هذا البند». وفي حين يشير العبدة إلى أن أحدا لم يكن مفوضا من قبل المجلس للتوقيع على الوثيقة، يلفت إلى أنه كان هناك اتفاق شرف بين غليون وهيئة التنسيق بعدم تسريب المسودة.
ويؤكد العبدة أن خط الثورة الذي يرتكز عليه المجلس الوطني يختلف عن ذلك الذي تعمل وفقه هيئة التنسيق الوطنية، إذ في حين هدف الأول هو إسقاط النظام ورفض أي حوار مع النظام وحماية المدنيين بكل الوسائل المشروعة إضافة إلى اعتبار الجيش السوري الحر مكونا أساسيا من المعارضة، لا تزال هيئة التنسيق ترفض التدخل الخارجي بالمطلق ولا يقدمون أي بديل على ذلك.
من جهته يعتبر هيثم المناع، رئيس هيئة التنسيق الوطنية، أن إعلان المجلس الوطني أن المفاوضات بين الطرفين وصلت إلى مرحلة اللاعودة يخدم النظام الذي يستفيد من انقسام المعارضة عندما تفقد قوتها ووحدتها وهذا ما عكسه خطاب الرئيس السوري بشار الأسد السابق. ويرفض المناع القول بأن إسقاط النظام ليس من أولوية عمل هيئة التنسيق الوطنية وهدفها، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «من ليس له تاريخ في المعارضة عليه أن لا يزايد على الآخرين. نحن أم الولد، لم ولن نضحي بالشعب والثورة لأن هناك مزاجيات وأصواتا ترفض الوحدة التي نحن بأمس الحاجة إليها كي نحترم من الداخل والخارج». ويضيف «نحن نملك قرارنا واستقلالنا السياسي الذي لو هم يملكونه ما كانوا تراجعوا عن كل ما وافقوا عليه بل وقعوا عليه في الوثيقة». ويلفت إلى أنه في حال عقد المؤتمر السوري العام تحت رعاية الجامعة العربية ستعمد الهيئة إلى تقديم الوثيقة التي سبق لها أن وقعتها مع المجلس الوطني إضافة إلى بنود أخرى منها تلك التي تتمحور حول مفهوم المواطنة والضمانات الأساسية لحقوق الأقليات.
في المقابل، يعتبر العبدة أن الثورة لا تقبل الحلول الوسط، ويقول «إذا كان هناك إرادة حقيقية قد نصل إلى اتفاق، لكن علينا أن لا نتصرف كسياسيين تقليديين وأن لا يكون هناك حلول رمادية على حساب خط الثورة، وأن لا يتعارض هذا الاتفاق مع الخط السياسي للثورة الشعبية التي فوضت المجلس الوطني ممثلا شرعيا لها». ويعتبر العبدة أن «توقيع اتفاق مع هيئة التنسيق الوطنية سيسبب إشكالية حقيقية مع الثوار الذين يطالبوننا بعدم فتح نافذة حوار مع الهيئة إذا لم تلتزم بالخط الثوري».
وعن موقف الجامعة العربية من عدم اتفاق أطراف المعارضة، يقول العبدة «ما يهمنا بشكل أساسي هو الثورة السورية وننظر بإيجابية لأي دور عربي يساهم في نجاحها، لكن يبقى الأهم من توحد المعارضة هو توحد رؤيتها كي تنتصر الثورة».
عفو رئاسي ودعوات لوقف العنف بسوريا
أعلنت السلطات السورية عفوا عاما عن “الجرائم المرتكبة” منذ منتصف مارس/آذار الماضي، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة دمشق إلى وقف العنف، وأبدى أمير قطر عدم ممانعته إرسال قوات عربية إلى سوريا لوقف القتل.
الرئيس السوري بشار الأسد أصد راليوم الأحد مرسوما بمنح عفو عام عن “الجرائم المرتكبة” على خلفية الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن المرسوم ينص على العفو عن الجرائم المرتكبة على خلفية الأحداث التي وقعت في سوريا من تاريخ 15 مارس/آذار من العام الماضي حتى اليوم.
ولم تذكر الوكالة المزيد من التفاصيل عن هذا العفو الذي يأتي في ظل استمرار مهمة مراقبي الجامعة العربية لتطبيق مبادرة الجامعة التي تدعو لوقف العنف وسحب الجيش السوري ومعداته من المناطق السكنية وإطلاق المعتقلين والسماح بدخول وسائل الإعلام الأجنبية.
دعوة لوقف العنف
في هذا السياق، جدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم دعوة الرئيس بشار الأسد إلى وقف العنف.
وقال بان في كلمة ألقاها في الاجتماع الرفيع المستوى بشأن الإصلاح والتحول إلى الديمقراطية في بيروت اليوم “أقول مرة أخرى للرئيس السوري بشار الأسد: أوقف العنف. توقف عن قتل أبناء شعبك، فطريق القمع طريق مسدود، والدروس المستفادة من العام الماضي بليغة وواضحة: فرياح التغيير لن تتوقف، والشعلة التي أضيئت في تونس لن تخبو”.
وأضاف بان أن الأحداث البارزة التي شهدها العام الماضي قد حوّلت المنطقة وغيّرت العالم، كانت قصة كتبت بيد الشعب، لكن القصة ما زالت في بدايتها.
ومضى بان يقول “منذ بداية الثورات من تونس إلى مصر وغيرهما ناشدت الزعماء الإصغاء إلى شعوبهم، بعضهم استمع واستفاد وآخرون لم يفعلوا، واليوم هم يتحملون عواقب ذلك”.
قوات عربية
وكان أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قال إنه لا مانع من مناقشة إمكانية إرسال قوات عربية إلى سوريا لوقف القتل هناك.
وقال الشيخ حمد ردّا على أسئلة في مقابلة مطوّلة مع شبكة “سي بي أس” الأميركية تُبثّ اليوم الأحد، إنه إذا كان هناك ما يستدعي هذه الخطوة لمساعدة الشعب السوري ولوقف القتل هناك، فإن قطر تدعم ذلك.
من جهة ثانية، حذر الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي من انزلاق سوريا إلى حرب أهلية، وقال في تصريحات أمس “إن النظام السوري إما أنه لا يلتزم بمقررات البروتوكول العربي الذي وقعته دمشق الشهر الماضي وإما يلتزم بطريقة جزئية”.
وأشار نبيل العربي إلى أن هناك التزامات محددة يجب أن ينفذها النظام، “وإذا استمر الوضع على حاله فمن غير المستبعد أن تندلع حرب أهلية في هذا البلد”.
وكان العربي أكد في مقابلة تلفزيونية أن أي مشاكل في سوريا ستكون لها تداعيات على دول الجوار، ووصف تقارير بعثة المراقبين عن الأوضاع بأنها تبعث على القلق.
مجلس شورى عسكري
من ناحية ثانية، توصل المجلس الوطني السوري المعارض والجيش السوري الحر إلى تأسيس هيئة شورى أو مجلس شورى عسكري ينضم إليه كل عسكري انشق برتبة رائد فما فوق، على أن تبقى الهيئة التنفيذية لقيادة الجيش الحر على حالها بزعامة رياض الأسعد.
يأتي هذا الإعلان بعد أيام من انشقاق العميد الركن مصطفى أحمد الشيخ (الأعلى رتبة بين الضباط المنشقين) عن الجيش النظامي ولجوئه إلى تركيا.
وتم التوصل لهذا القرار في لقاء جمع أعضاء من المجلس الوطني السوري مع قيادة الجيش السوري الحر خصص لإيجاد حلول لبعض المشاكل التي يواجهها الأخير.
في السياق نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مستشار أبناء الجالية السورية في الخارج فهد المصري قوله إن هناك مشاورات ونقاشات تجري بين أعلى الضباط المنشقين عن الجيش السوري للإعلان قريبا من تركيا عن إنشاء المجلس العسكري السوري الأعلى برئاسة العميد الركن الشيخ.
قتلى بسوريا وحصار الزبداني ومضايا
قتل ستة عمال سوريين وأصيب نحو 16 بجروح بانفجار عبوة ناسفة استهدفت حافلة تقلهم بمحافظة إدلب شمالي غربي سوريا، كما أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية مقتل سبعة أشخاص برصاص الأمن والجيش، مؤكدة بالوقت ذاته استمرار محاصرة بلدتي الزبداني ومضايا في محافظة ريف دمشق.
ووفقا لما بثته وكالة الأنباء السورية (سانا) فإن ستة عمال من شركة غزل إدلب، قتلوا وأصيب نحو 16 آخرين بجروح بانفجار عبوة ناسفة استهدفت حافلة تقلهم بمحافظة إدلب شمالي غربي سوريا.
وحمل مصدر بالشرطة السورية من أسماها “مجموعة إرهابية مسلحة” مسؤولية الحادث.
ومن جهة أخرى أكدت الهيئة العامة للثورة السورية مقتل سبعة أشخاص برصاص الأمن والجيش السوريين، فيما سقط عشرات الجرحى بفعل تواصل عمليات القصف والحصار على بلدتي الزبداني ومضايا بمحافظة ريف دمشق بواسطة أكثر من أربعين دبابة وعدد كبير من حاملات الجند.
كما اقتحمت أجهزة الأمن والجيش بلدتي كفر نبودة وبريديج في حماة بأكثر من عشرين دبابة وثلاثين عربة مصفحة وقصف على حي الحميدية، بحسب ما ذكره ناشطون.
أحداث السبت
وتأتي هذه الأحداث بعد يوم من مقتل 13 شخصا على الأقل بينهم طفل وامرأة بمناطق متفرقة من سوريا.
وفي مدينة الزبداني قال عضو هيئة تنسيقية الثورة إن أكثر من خمسين جريحا سقطوا، بالقصف المتواصل على المدينة، واصفا الوضع بالمدينة بالمأساوي، في ظل انقطاع كامل للاتصالات والكهرباء.
في الأثناء استأنفت الدبابات والقوات السورية هجومها على بلدة الزبداني التي يسيطر عليها منشقون عن الجيش قرب الحدود اللبنانية مما أسفر عن وقوع عدد من الضحايا.
ووصفت رويترز الهجوم على الزبداني بأنه الأكبر منذ بدأ المراقبون العرب عملهم يوم 26 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
كما صدر بيان عسكري من الجيش السوري الحر كتيبة حمزة بن عبد المطلب (منطقة الزبداني ومضايا) “يمهل القوات المعتدية 24 ساعة لإخلاء المنطقة والانسحاب التام، وإلا ستقوم عناصر الكتيبة بتدمير المرافق الحيوية بالمنطقة، وعلى رأسها الآبار الارتوازية المتوجهة إلى دمشق، والتي تعتبر المصدر الأساسي لمياه الشرب بعدة مناطق على رأسها مساكن الضباط بقرى الأسد والديماس والصبورة وجديدة عرطوز وغيرها”.
كما هدد بتدمير خط التوتر العالي الدولي المار من المنطقة على الحدود اللبنانية, وكذلك أبراج المحمول التابعة لشركة سيرياتل.
تمرد الرقة
كما تحدث ناشطون سوريون عن تمرد ثلاثين معتقلا في سجن الرقة لرفضهم الانتقال لسجن آخر قبل زيارة المراقبين العرب.
وبث ناشطون صورا لسجناء في السجن المركزي في حلب عند زيارة المراقبين العرب للسجن وهم يهتفون ضد النظام.
من جهتها ذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء أن الجيش السوري شيع جنازة 16 جنديا, قالت إن إرهابيين قتلوهم في محافظات حمص ودمشق وإدلب.
يُشار إلى أن المواجهات الدامية وأعمال القتل اليومي لم تتراجع برغم وجود بعثة المراقبين العرب التي تعرضت لانتقاد حتى من بعض أعضائها “لفشلها في وقف إراقة الدماء ولمنحها بشار الأسد المزيد من الوقت لسحق خصومه”.
وقد تأجلت خطط زيادة عدد المراقبين الأسبوع الماضي بعد تعرض 11 مراقبا لإصابات طفيفة عندما هاجم حشد مؤيد للأسد موكبهم في اللاذقية يوم الاثنين الماضي. كما دفعت تلك الواقعة المراقبين لتعليق عملهم يومين.
ومن المقرر أن ترفع بعثة المراقبين تقريرا إلى الجامعة العربية الخميس, حيث سيقرر وزراء الخارجية العرب ما إذا كانوا سيواصلون المهمة أو يحيلون الملف إلى مجلس الأمن.
مخاوف من حرب أهلية بسوريا
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن فشل بعثة جامعة الدول العربية في وقف العنف وضآلة الضغط الدولي وتحدي الحكومة السورية وحالة الفوضى التي تعيشها المعارضة، كل ذلك جعل البلاد تنزلق في صراع طويل الأمد وربما يصعب التفاوض بشأنه.
فالمعارضة تتكلم عن أفق سقوط الرئيس بشار الأسد أقل مما تتكلم عن حرب أهلية يقول البعض إنها بدأت بالفعل في ظل تراجع سيطرة الحكومة على بعض المناطق في العاصمة والمدن مثل حمص وحماة.
وحتى العاصمة دمشق التي بقيت تحظى بالهدوء لأشهر، غدت منقسمة إلى مناطق بفعل نقاط التفتيش المنتشرة، وبات سكانها يشعرون بالخوف من صوت الرصاص.
وتشير نيويورك تايمز إلى أن الجمود الكبير يوضح مدى خروج الأحداث عن السيطرة، وقالت إن تأييد أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى إرسال قوة عربية لوقف القتل يعكس الشعور باليأس من إيجاد حل للأزمة السورية.
ففي حمص، تشير التقارير إلى تنامي التطهير العرقي، حيث أضحت الطرق حدودا يصعب على سيارات الأجرة اختراقها.
ويقول دبلوماسي غربي في دمشق “ليس هناك على الإطلاق أي بريق أمل”، ويضيف “إذا كان هناك من شيء فهو الأكثر ظلمة، ولا أعرف إلى أين تسير الأمور، لا أستطيع أن أتكهن، ولا أحد يستيطع ذلك”.
صورة معقدة
وتلفت الصحيفة إلى أن الصورة “البغيضة” التي رسمها الدبلوماسيون والمواطنون وشخصيات في المعارضة وحتى بعض المؤيدين للحكومة، تشير إلى وجود صورة أكثر تعقيدا مما قدمه الرئيس الأسد في خطابه المطول.
والأدل على تعقيد الصورة -تقول نيويورك تايمز- وصول سفينة روسية محملة بذخائر وأسلحة، وهو ما يشير إلى إصرار الحكومة على القتال حتى النهاية.
ويرى ناشط -قدم نفسه باسم عبد الرحمن في عربين قرب العاصمة- أن السوريين يقتربون يوما بعد يوم من الاقتتال، مشيرا إلى أن الأسد قسم السوريين إلى فئتين، واحدة معه وأخرى ضده، “والأيام المقبلة ستشهد مزيدا من سفك الدماء في الشوارع”.
وخلافا للثورات العربية الأخرى حيث كان للدبلوماسية أو التدخل العسكري الأجنبي (كما في ليبيا) أثر في قلب الأحداث، ظهرت سوريا بلدا ينعكس فيه المأزق في الداخل بانسداد الطريق في الخارج.
ويؤكد دبلوماسي في دمشق “أنه لا أحد -سواء على المستوى الدولي أو العربي- يستطيع أن يفعل شيئا”.
وحتى إن أحد أعضاء بعثة المراقبة العربية (الجزائري أنور مالك) انسحب من مهمته بدعوى أن البعثة كانت غطاء لممارسات الأسد.
وقال في مقابلة مع الصحيفة إن “الأسد كان يبحث عن غطاء فوجده لدينا”، مؤكدا أن “البعثة فاشلة حتى الآن، ولم تحقق شيئا”.
وتلفت نيويورك تايمز النظر إلى أن المخاوف من اندلاع حرب أهلية صدرت حتى عن الأمين العام لجامعة الدولة العربية نبيل العربي.
ويقول المحلل في الشؤون السورية بيتر هارلينغ من مجموعة الأزمات الدولية، “لم أر شيئا مشؤوما يحدث في المنطقة منذ 15 عاما”.
ويقر ناشطون بوجود فراغ متنام في الشارع المأزوم، وسط انقسام حاد في أوساط المعارضة بالمنفى وعجزها عن التواصل مع الاحتجاجات بالداخل.
ويحذر الناشط الحقوقي وسام طريف من الوجود المسلح في سوريا في ظل غياب القيادة.
نيويورك تايمز
منشقون يستعدون للإعلان في تركيا عن تأسيس “المجلس العسكري السوري الأعلى“
يتولى التخطيط للعمليات العسكرية ضد النظام
العربية.نت
أعلن مستشار أبناء الجالية السورية في الخارج، فهد المصري، أن أبرز الضباط المنشقين عن الجيش السوري يستعدون للإعلان قريباً من تركيا عن إنشاء المجلس العسكري السوري الأعلى، نقلا عن تقرير لقناة “العربية” اليوم الأحد.
وأضاف المصري أن العميد الركن، مصطفى أحمد الشيخ، سيرأس المجلس، الذي سيتولى التخطيط للعمليات العسكرية ضد النظام بالتنسيق مع الجيش السوري الحر، الذي يقوده العقيد رياض الأسعد.
وفي وقت سابق أمس السبت، بحث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في بيروت “المسار الخطير” الذي تتخذه الأزمة في سوريا، بحسب بيان للمتحدث باسمه.
وأعلن المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة الدولية مارتن نيسيركي في بيان أن بان كي مون وداود أوغلو الموجودين في العاصمة اللبنانية للمشاركة في مؤتمر للأمم المتحدة حول الديمقراطية في العالم العربي، التقيا مساء و”بحثا في سلسلة من الملفات الإقليمية ولا سيما الوضع في سوريا إضافة الى إيران وقبرص”.
وأضاف البيان الذي تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه أن “الأمين العام أكد أن المسار الخطير الذي تتخذه الأزمة في سوريا يشكل مصدر قلق كبير”.
وتركيا التي يصل طول حدودها مع سوريا، الى 910 كلم، دانت مراراً قمع التظاهرات ضد النظام السوري الذي أوقع أكثر من خمسة آلاف قتيل بحسب الأمم المتحدة.
وطالب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مرارا العام الماضي برحيل الرئيس بشار الأسد.
والتقى الأمين العام للأمم المتحدة من جهة أخرى عددا من أعضاء المعارضة اللبنانية الموالية للغرب والمناهضة للنظام السوري الذي مارس وصاية سياسية عسكرية على لبنان طيلة 30 عاما.
من جهة ثانية عقد وزير الخارجية التركي مساء السبت اجتماعا مع رئيس كتلة نواب حزب الله في البرلمان اللبناني النائب محمد رعد.
وأعلن رعد في ختام اللقاء في تصريح صحافي في إشارة الى الوضع في سوريا “كان هناك تباين في تشخيص الوضع لاسيما لجهة ما يجري حولنا في لبنان، وأكدنا على ضرورة أن يكون التغيير الذي نشهده في المنطقة نابعا من إرادة الشعوب وليس مفتعلا ومحركا من الخارج”.
وأضاف رعد “كان واضحا ان التغيير والإصلاح لا يكونان نابعين إلا من إرادة ذاتية شعبية بعيدا من أي تدخلات أجنبية، وكان مطلوبا أيضا أن يتوقف دعم المسلحين ويتوقف تمويلهم لأن هؤلاء يفاقمون الأزمة ويعطلون حركة الإصلاحات التي يريدها المواطنون المسالمون الذين يهدفون إلى تطوير أوضاع بلدانهم”.
ويؤكد حزب الله دائما دعمه لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
بان كي مون للأسد: توقف عن قتل شعبك.. القمع طريقه مسدود
العربي يؤكد تراجع الترحيب السوري بالمراقبين
العربية.نت
حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الرئيس السوري، بشار الأسد، اليوم الأحد، على وقف العنف ضد الاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ 10 أشهر، والتي تقول الأمم المتحدة إن أكثر من 5000 شخص قتلوا خلالها، نقلاً عن “رويترز”.
وتابع كي مون في افتتاح مؤتمر الإصلاح والانتقال الى الديمقراطية في بيروت بلبنان: “اليوم أقول ثانية للرئيس السوري الأسد: توقف عن العنف.. توقف عن قتل شعبك. القمع طريقه مسدود”.
وأضاف أن “الذين يمارسون السلطة بالقوة أو بالإكراه إنما يعجلون بسقوطهم. فعاجلاً أم آجلاً، ستتخلى عنهم شعوبهم”.
وشارك في مؤتمر الإصلاح والانتقال إلى الديمقراطية الذي انعقد في بيروت، عدد من الرؤساء الحاليين أو السابقين لدول شهدت انتقالا نحو الديمقراطية مثل الرئيسة التشيلية السابقة ميشيل باشليه، إضافة الى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، المرشح للانتخابات الرئاسية المصرية.
العربي: تراجع الترحيب بالمراقبين
وإلى ذلك، قال نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية إن رئيس بعثة المراقبين إلى سوريا، محمد الدابي، أبلغه بتراجع الترحيب السوري بالبعثة.
وأعلن العربي في حديث لوكالة الأنباء القطرية أمس السبت، عن إجراء مراجعة شاملة لعمل البعثة خلال اجتماع اللجنة الوزارية العربية المكلفة ببحث الملف السوري في القاهرة في 21 من الشهر الجاري.
وأضاف العربي أن المراقبين الذين أرسلتهم الجامعة الى سوريا وجدوا أن الالتزامات لم تنفذ بشكل كامل وفوري كما طلب وزراء الخارجية العرب، لذلك فإن بقاء المراقبين بالوضع الحالي لا يمكن أن يستقيم إذ كان لا بد من دعم المراقبين بطريقة حقيقية وفعالة، مشيرا الى أن الحكومة السورية متعاقدة بناء على وضع معين على تنفيذ التزامات معينة ولكنها لم تتحقق.
وفي تطور جديد، أصدر الرئيس الأسد مرسوماً بمنح عفو عام عن الجرائم المرتكبة على خلفية الأحداث التي وقعت من تاريخ 15-3-2011 وحتى 15-1-2012.
وأمس السبت، اقترح أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، في مقابلة مع برنامج “60 دقيقة” على قناة “سي.بي.أس” التلفزيونية الأمريكية، إرسال قوات عربية لوقف إراقة الدماء في سوريا، وهو أول زعيم عربي يقترح مثل هذه الخطوة.
وجاء ذلك في رده على سؤال حول ما إذا كان يحبذ تدخل الدول العربية في سوريا.
وكان الملك الأردني عبدالله الثاني هو أول زعيم عربي يدعو الأسد إلى التنحي، عندما قال في لقاء مع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”: “لو كنت مكان الأسد لتنحيت”.
وسبق لرئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم أن انتقد السلطات السورية، متهماً إياها بعدم تنفيذ بنود الاتفاقية التي أبرمت مع الجامعة العربية بهدف وقف العنف في البلاد، مضيفاً أن مراقبي الجامعة العربية لا يمكن أن يبقوا هناك “لإضاعة الوقت”.
وقال بن جاسم في تصريحات تلفزيونية سابقة إن الجيش السوري الملزم بالانسحاب من المدن السورية وفقاً للاتفاق لم ينسحب، مشيراً إلى أن عمليات القتل لم تتوقف خلال الأيام العشرة التي قضاها المراقبون العرب في سوريا.