أحداث الأحد 16 أذار 2014
النظام يبدأ العام الرابع … بأربع مجازر
لندن، نيويورك، باريس – «الحياة»، أ ف ب –
بدأت قوات النظام السوري العام الرابع للثورة بارتكاب اربع مجازر في شمال البلاد وشمالها الغربي والوسط، في وقت جرت معارك ضارية داخل مدينة يبرود آخر معاقل المعارضة في القلمون شمال دمشق وقرب الحدود مع لبنان. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن المعارك يخوضها مقاتلو «حزب الله» اللبناني معززين بقصف جوي لقوات النظام، وأوضح مصدر عسكري رسمي سوري أن «معارك عنيفة دارت داخل الأحياء الشرقية ليبرود».
وفي شمال غربي البلاد، أفادت «الهيئة العامة للثورة السورية» بأن الطيران الحربي «ارتكب مجزرتين صباحاً في معرة مصرين وإحسم في ريف إدلب، راح ضحيتهما 40 قتيلاً وعدد من الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء»، لافتة إلى أن قوات النظام قصفت أيضاً مناطق عدة في ريف إدلب.
وفي وسط البلاد، قالت «الهيئة العامة للثورة»، إن «15 شخصاً بينهم أطفال ونساء وناشط إعلامي ومحام من بلدة الزارة في ريف حمص الغربي قتلوا في مكمن، وذلك في كمين على طريق البقيعة – لبنان، بالتزامن مع قصف مدفعي على البلدة» التي كانت اقتحمتها قوات النظام الأسبوع الماضي. وفي شمال البلاد، قتل «13 شخصاً وأصيب عدد آخر في منطقة المواصلات وطريق كاستيلو جراء غارة جوية لقوات النظام»، وفق «هيئة الثورة».
في غضون ذلك، طالب رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد الجربا «العالم الحر» بتزويد السوريين «الوسائل لمحاربة» نظام الأسد والجهاديين، وقال في رسالة نشرتها صحيفة «لوموند» الفرنسية أمس مع بدء الثورة عامها الرابع: «على رغم وحشيته الكبيرة وتفوقه العسكري، ثمة أمر واحد أكيد هو أن بشار الأسد لم ينجح يوماً في سحق الثورة ولن ينجح أبداً في ذلك. الشعب مصمم على تحقيق الحرية».
وفي باريس، تعهد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن تبقى بلاده «إلى جانب المعارضة المعتدلة التي تقاتل النظام ونظيره الإرهاب» في سورية، معتبراً أن احتمال إعادة انتخاب الأسد رئيساً أمر «يثير السخرية».
وكانت مساعدة الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف قالت: «كنا واضحين حين قلنا إن الأسد فقد كل شرعية لقيادة شعبه وإن أي انتخابات قد يرشح نفسه اليها ستكون، كما أعتقد، مهينة ومثيرة للاشمئزاز، بعد ما فعله بشعبه خلال الأشهر الأخيرة».
في نيويورك، دعت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس إلى «التحدث بصوت واحد للاعتراض على مواصلة انتهاكات القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان» في سورية، وأضافت أن الآثار الإنسانية للقتال في تفاقم مستمر «وعلى رغم الجهود الحثيثة، فإن العاملين الإنسانيين يعانون للوصول إلى من هم في حاجة ماسة» للمساعدة. وأضافت: «الأطفال والنساء والرجال يُستخدمون بيادق من جانب أطراف النزاع في معاركهم للسيطرة على الأرض».
وقدر خبراء كلفة الدمار الذي لحق بسورية منذ بداية الأزمة قبل ثلاث سنوات باكثر من 104 بلايين دولار أميركي، قائلين ان كل سنة اضافية تعيد البلاد ثماني سنوات الى الوراء في مؤشرات التنمية. كما انها تخسر اكثر من مئة مليون دولار يومياً وان «البلد الذي زرع القمح قبل 12 ألف سنة يعجز ربع سكانه عن تأمين رغيف الخبز».
وجاء في تقرير قدم في ندوة عن سورية في لندن، ان 300 شخص يهجرون من بيوتهم في كل ساعة ويفقد في كل اسبوع 2500 شخص «القدرة على توفير القوت اليومي» وينحدر تسعة آلاف شخص تحت خط الفقر، اضافة الى ان عشرة آلاف سوري يخسرون عملهم اسبوعياً، بالتزامن مع مسلسل الموت الذي يحصد ستة آلاف شهرياً.
الجيش السوري: طردنا مقاتلي المعارضة من يبرود
دمشق، بيروت – أ ف ب، رويترز، يو بي آي
سيطر الجيش السوري بشكل كامل على مدينة يبرود الاستراتيجية شمال دمشق، آخر معاقل المعارضة المسلحة في منطقة القلمون الاستراتيجية الحدودية مع لبنان، كما افاد التلفزيون السوري.
واضاف التلفزيون، نقلاً عن مصدر عسكري قوله “انجزت وحدات من جيشنا الباسل سيطرتها الكاملة على مدينة يبرود في ريف دمشق وتقوم الان بتمشيط المدينة وازالة المتفجرات والعبوات الناسفة التي زرعها الارهابيون”.
وقال مصدر عسكي في وقت سابق لوكالة “رويترز” إن “القوات السورية في يبرود باتت اليوم في المراحل النهائية من طرد مقاتلي المعارضة”، الذين صمدوا هناك على مدى شهور، مضيفاً أن “القوات النظامية أبطلت مفعول قنابل زرعها المسلحون على الطرق”.
وافادت وكالة “يونايتد برس انترناشيونال” بأن “الجيش السوري سيطر على المدينة كاملة، ويعمل على تمشيطها بعد انهيار دفاعات المسلّحين، ومقتل وإصابة عدد كبير منهم”.
وقال المصدر للوكالة إن “معظم مقاتلي المعارضة انسحبوا من يبرود، عند الفجر، بعد يوم من دخول القوات الحكومية المناطق الشرقية من البلدة، وسيطرتها على العديد من التلال الاستراتيجية”.
وتمثّل يبرود المعقل الرئيس والأخير لمقاتلي المعارضة، قرب الحدود اللبنانية، شمالي دمشق، وسيساعد الاستيلاء عليها الرئيس بشار الأسد في تأمين الطريق البري بين معقله الساحلي المُطلّ على البحر المتوسط، والعاصمة دمشق، والتضييق على خط إمداد للمقاتلين عبر الحدود من لبنان.
وأكد مقاتل في يبرود، من “جبهة النصرة”، الفرع الرسمي لتنظيم القاعدة في سورية، أن “مقاتلي المعارضة قرروا الانسحاب”، وقال إنهم “يتوجهون إلى قرى مجاورة، من بينها حوش عرب، ورنكوس، وفليطة”.
وأضاف أن “المقاتلين لا يعتزمون الانسحاب عبر الحدود إلى بلدة عرسال اللبنانية الحدودية”، التي تبعد 20 كيلومتراً ناحية الشمال الغربي، ويستخدمها مقاتلو المعارضة واللاجئون بانتظام.
وتحقق الحكومة السورية مكاسب على طول الطريق البرّي، وكذلك في المناطق المحيطة بدمشق وحلب، خلال الشهور المنصرمة، لتستعيد زمام المبادرة في الصراع الذي دخل عامه الرابع.
وقُتل أكثر من 140 ألف شخص في الحرب الأهلية، التي تتزايد نزعتها الطائفية، وبدأت باحتجاجات حاشدة في الشوارع على حكم الأسد، قبل ثلاث سنوات، ثم تحوّلت إلى تمرّد مسلح، بعد حملة قمع عنيفة ضد المتظاهرين.
الشبكة السورية لحقوق الإنسان: مقتل 94 سورياً في يوم واحد
دمشق – الأناضول
وثقّت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، مقتل 94 شخصاً في العمليات العسكرية المختلفة، التي شنتها القوات النظامية في العديد من المدن والبلدات السورية.
وذكرت الشبكة السورية، التي تتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرا لها، أن “العمليات العسكرية التي شنتها الوحدات العسكرية التابعة للنظام السوري، السبت، في كافة الأنحاء السورية براً وجواً، مستخدمة الأسلحة الثقيلة والطائرات والمدافع”، أدت إلى “مقتل 31 شخصاً في ريف العاصمة دمشق، و25 في إدلب، و18 في حمص، و3 في حماه، و2 في درعا”.
ولفتت الشبكة في بيانها، إلى أن “من بين القتلى 17 طفلاً و6 سيدات”، موضحة أن “الهجمات المختلفة التي شنتها قوات النظام، أسفرت في الوقت ذاته عن سقوط عدد كبير من الجرحى في صفوف المدنيين”.
وقال المسؤول الاعلامي في الشبكة عمرو القلموني إن “قوات النظام المدعومة من مسلحي حزب الله، شنوا هجمات بالأسلحة الثقيلة على منطقة يربود في منطقة القلمون”.
وأضاف القلموني أن “الطائرات الحربية التي تقدم غطاء جوياً لقوات النظام، نفذت 15 طلعة جوية على منطقة يربود، وألقت عليها 6 براميل متفجرة”، لافتاً إلى “وقوع اشتباكات شوارع بين قوات النظام والمعارضين المسلحين في بعض الأوقات”.
وذكر القلموني أن منطقة يربود تتعرض لهجمات بالأسلحة الثقيلة منذ 32 يوماً وحتى الآن، موضحاً أن “الوضع الإنساني في المنطقة يزداد سوء مع مرور الوقت”.
ومن جانبها ذكرت لجان التنسيق المحلية السورية، في بيان لها، أن “المروحيات التابعة للجيش السوري النظامي، استهدفت بالبراميل المتفجرة عدة مناطق واقعة تحت سيطرة المعارضة في محافظة حلب بالشمال السوري مما أسفر عن تعرض عدد كبير من البنايات لأضرار مادية”.
وفي سياق متصل، أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن “القوات الحكومية تمكنت من القضاء على عدد كبير من المسلحين وتدمير آلياتهم، خلال الاشتباكات التي وقعت بينهم”.
اللاجئون السوريون يواجهون خطر الغرق
بيروت – “الحياة”
أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان عن تمكنها من توثيق العديد من حالات الغرق، للاجئين سوريين حاولوا الهروب من الأزمة السورية متجهين الى اوروبا.
ونشرت الشبكة تقريراً لها على موقعها الإلكتروني ينقل قصة غرق قارب، مليء باللاجئين السوريين من أصل فلسطيني ابحروا من شواطئ ليبيا متجهين الى ايطاليا، بعد أن تم اطلاق النار على القارب من قبل قراصنة.
وأدى هذا الغرق الى مقتل نحو 101 شخصاً، 54 منهم من الأطفال اضافة الى 22 سيدة.
وأكدت الشبكة أنها استطاعت توثيق وفاة 13 حالة غرق في حوادث متفرقة خلال فترة تشرين الثاني (نوفمبر) 2013 وكانون الثاني (يناير) 2014.
وتأتي هذه الأحداث بسبب استغلال الوضع المتأزم السوري، إضافة الى الإهمال الذي يمارسه اصحاب القوارب من جهة تحميل قواربهم باللاجئين بعدد أكبر من ما تستطيع تحمله المراكب، بحسب ما ألمح التقرير.
وتجدر الإشارة الى أن هذا التقرير اتى بعد إعلان الأمم المتحدة أن “سورية تتصدر قائمة النازحين في العالم” وذلك بعد دخول الأزمة السورية عامها الرابع.
الجيش السوري يسيطر بشكل كامل على مدينة يبرود الاستراتيجية
أ. ف. ب.
دمشق: سيطر الجيش السوري الاحد بشكل كامل على مدينة يبرود الاستراتيجية شمال دمشق، آخر معاقل المعارضة المسلحة في منطقة القلمون الاستراتيجية الحدودية مع لبنان، كما افاد التلفزيون السوري.
واضاف التلفزيون نقلا عن مصدر عسكري “انجزت وحدات من جيشنا الباسل سيطرتها الكاملة على مدينة يبرود في ريف دمشق وتقوم الان بتمشيط المدينة وازالة المفخخات والعبوات الناسفة التي زرعها الارهابيون”. وقالت مصادر المعارضة ان مدنيين وناشطين في المدينة فروا عبر الحدود اللبنانية ليلا قبل سقوط يبرود.
وتشكل خسارة هذه المدينة الاستراتيجية ضربة عملية ورمزية للمعارضة.
والسبت جرت معارك طاحنة في يبرود. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان “معارك طاحنة تدور بين القوات النظامية وحزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني على أطراف مدينة يبرود ترافقت مع قصف القوات النظامية مناطق في المدينة”.
وكانت القوات النظامية السورية سيطرت في الاسابيع الاخيرة بدعم من مقاتلي حزب الله اللبناني على المرتفعات المحيطة بيبرود. وتعتبر يبرود آخر معقل بارز للمعارضة المسلحة في منطقة القلمون الاستراتيجية.
وتشكل القلمون صلة وصل بين دمشق ومحافظة حمص في وسط البلاد، ويعتبر هذا الامتداد الجغرافي حيويا بالنسبة الى النظام، على صعيد الامدادات والسيطرة السياسية. كما ان سيطرة النظام على القلمون باكملها من شانها ان تحرم المعارضة في ريف دمشق من قاعدة خلفية مهمة.
وبالتالي كان النظام يحاول قطع خطوط امداد مقاتلي المعارضة بين يبرود وبلدة عرسال ذات الغالبية السنية في شرق لبنان. ويقول حزب الله ان السيارات المفخخة التي استخدمت في هجمات ضد مناطق نفوذه في لبنان خلال الاشهر الماضية، فخخت في يبرود ودخلت الاراضي اللبنانية عبر عرسال.
«وثائق دمشق»: 50 ألف مستند من ملفات الاستخبارات السورية
مدير مركز «مسارات» يؤكد أنها غير قابلة للتشكيك في مصداقيتها أو دقتها
لندن: «الشرق الأوسط»
اختار موقع «وثائق دمشق»، التابع لمركز مسارات, في الذكرى الثالثة لانطلاق انتفاضة الشعب السوري ضد نظام الرئيس بشار الأسد، نشر وثائق ومراسلات سرية استطاع تسريبها من دوائر النظام الرسمية، حول ملفات حساسة ودقيقة، أحاط النظام السوري معظمها بسرية مطلقة تحول دون كشف تورطه في جرائم ترقى، إلى حد وصفه، لجرائم ضد الإنسانية.
من بين هذه الملفات المسربة، والتي يبدأ مركز «وثائق دمشق» بإشراف مركز مسارات الإعلامي، بنشرها غدا (الاثنين)، وتنفرد «الشرق الأوسط» بنشر وثائق حصرية منها في عدد اليوم (الأحد)، ملف كامل عن المعتقلين اللبنانيين والمفقودين والمخفيين قسرا في سجون النظام السوري. وهو ملف لطالما رفضت السلطات السورية الاعتراف بوجوده، إذ اقتصر اعترافها على وجود نحو 150 معتقلا في السجون السورية بتهم سياسية، في حين أنكرت بالمقابل وجود أسماء نحو 600 مفقود آخرين يصر أهاليهم واللجان المعنية في لبنان على وجودهم في سوريا.
ويقول مدير مركز مسارات الإعلامي، لؤي المقداد، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الملف المتعلق بالمعتقلين اللبنانيين ملف متكامل ويضم نحو ألف وثيقة رسمية ومحاضر اجتماعات اللجنة اللبنانية – السورية التي تتابع ملفهم في الفترة الممتدة بين عام 2005 حتى عام 2012». ويشير إلى أن الملف المسرب «يكشف أسماء جميع المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية وأسباب اعتقالهم والتهم الموجهة إليهم وأسماء المحققين واماكن توزعهم في السجون والفروع الأمنية»، مؤكدا أن ما سينشر من وثائق خلال اليومين المقبلين سيظهر «الآليات التي احتال النظام السوري بموجبها من خلال عمل اللجنة الأمنية المشتركة وتشويش الرأي العام اللبناني تحديدا».
ويتضمن ملف المعتقلين اللبنانيين، وفق المقداد، «مئات المراسلات داخل الفروع الأمنية ومكتب الأمن القومي السوري والرئيس السوري (بشار الأسد) والتي تفضح كيفية تعاطي الأمنيين والمسؤولين السوريين مع هذا الملف انطلاقا من خلفية أمنية بعيدا عن أي معايير وأسس أخلاقية وإنسانية»، فضلا عن أنه يثبت وجود معتقلين في سجون الأسد لم تعترف دمشق باعتقالهم لديها ولم ترد أسماؤهم على اللوائح اللبنانية – السورية المشتركة.
أكثر من ذلك، يكشف المقداد عن أن «الوثائق المسربة في إطار هذا الملف تتضمن جداول تظهر تواريخ وأماكن وأساليب قتل عدد من المعتقلين اللبنانيين تحت التعذيب، في حين تكتفي المستندات الرسمية بالقول إنهم توفوا نتيجة أسباب صحية على غرار القصور الكلوي الحاد»، وهو ما يرادف، بحسب المقداد، «موتهم تحت التعذيب».
وفي مقابل الوثائق التي تبين وفاة عدد من المعتقلين تحت التعذيب، تشير وثائق أخرى إلى مكان وجود عشرات المعتقلين اللبنانيين الذين لا يزالون على قيد الحياة. ويقول المقداد في هذا السياق: «سننشر المعلومات الكاملة عنهم وعن مكان وجودهم، بحيث لا يستطيع النظام السوري قتلهم أو إنكار وجودهم»، عادا أن المعلومات التي ستنشر تباعا «هي بمثابة ضمانة على أنهم أحياء ومن شأن التعرض لهم أو قتلهم تحت التعذيب أن يشكل جريمة كبرى». ويدعو المقداد عائلات المفقودين اللبنانيين إلى «أخذ هذه الوثائق كأدلة والتحرك سريعا لدى المحاكم الدولية من أجل المطالبة بإطلاق سراح أبنائهم ومحاكمة نظام الأسد على جرائمه السابقة والمستمرة»، لافتا إلى أن «بين اللبنانيين المعتقلين مَن اعتقل قبل 30 سنة لانتمائه إلى محور كان معاديا لنظام الأسد وبات اليوم حليفا له، من دون أن يشفع لهم ذلك بالإفراج عنهم».
ويسهب المقداد في الحديث عن «حقائق كبرى ستنكشف أمام الشعب اللبناني، وتظهر تورط مرجعيات لبنانية وقيادات سياسية بارزة في قضية المفقودين، وكيفية استغلالها هذا الملف لغايات لا أخلاقية ولا إنسانية، متناسية معاناة المعتقلين وعائلاتهم، في حين تظهر نفسها من أكثر الحريصين على متابعته ووصوله إلى خواتيمه».
وتتضمن الوثائق، التي عمل فريق من 70 ناشطا على جمعها خلال فترة زمنية طويلة، وفق المقداد، من مصادر عدة، أبرزها ضباط منشقون عن الجيش النظامي وموظفون في دوائر رسمية لا يزالون يمارسون مهامهم الوظيفية، 13 جدولا بأسماء معتقلين من جنسيات عربية وأجنبية، بعضهم أفرج عنهم وجرى التحقق من بعض دولهم والبعض الآخر لا يزال معتقلا. ويقول المقداد إن «الجداول بأسماء جميع المعتقلين في سجون الأسد، تتضمن معلومات تفصيلية عن كل منهم، مع الاسم الثلاثي وتاريخ الميلاد ومكان الاعتقال والتهمة الموجهة إليه»، مشددا على أن «الوثائق صريحة ودقيقة ورسمية وهي غير قابلة للتشكيك في مصداقيتها أو دقتها». ويوضح المقداد، وهو مدير مركز «مسارات» الذي أشرف على جمع الوثائق والمستندات الرسمية السورية، أنه «بعد حصولنا على قسم من هذه الوثائق أمّنّا خروج عدد من الضباط وعائلاتهم إلى خارج سوريا، في حين أنه لا يزال لدينا مصادر تعمل في إدارات النظام وأجهزته»، لافتا إلى «أننا لن نقدم على نشر ما قد يضر بسلامتهم في موازاة اتخاذ أعضاء المركز احتياطات أمنية لسلامتهم».
وإلى جانب الجداول والمستندات الخاصة بالمعتقلين في سجون الأسد، يكشف موقع «وثائق دمشق»، في الأيام القليلة المقبلة، تزامنا مع إحياء ذكرى الانتفاضة السورية الثالثة، عن محاضر رسمية لاجتماعات أركان النظام السوري مع مسؤولين في دول داعمة ولا سيما روسيا والعراق. ويشير المقداد في هذا السياق إلى أن «نشر محاضر اجتماعات ضمت كلا من وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيرهما السوري وليد المعلم ونائبه فيصل المقداد، من شأنه أن يكشف الدور الذي يلعبه الروس في صنع القرار السوري وتنفيذه، في حين يتولى نظام رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي المساعدة، بهدف تأمين الغطاء لنظام الأسد».
وفي الإطار ذاته، ينوي موقع «وثائق دمشق» نشر وثائق عن «عمل الأجهزة الأمنية وكيفية تعاطيها مع انعقاد مؤتمر (جنيف 2)، وكيفية عمل نظام الأسد على حياكة المؤامرات والخطط من أجل الاحتيال على المجتمع الدولي بتوجيه من حلفائه، إضافة إلى وثائق تكشف من حرك وأرسل المجموعة التي هتفت أمام مقر (جنيف 2) للرئيس السوري ورفعت صوره»، وفق ما يقوله المقداد الذي يشدد على أنه «ما من سوري ينتمي إلى سوريا يقبل بوجود الأسد في سوريا».
وينوي القائمون على المركز نشر المزيد من الوثائق أسبوعيا، وستنشر «الشرق الأوسط» مقتطفات منها قبل بثها على الموقع الإلكتروني للمركز (damascusleaks.com) في اليوم التالي، بالتزامن مع نشرها كاملة على الموقع الإلكتروني لـ«الشرق الأوسط».
الخارجية الروسية لقنت دمشق درسا ًفي أسس التفاوض بجنيف وحذرتها من إعطاء ذرائع تؤدي إلى العقوبات
محضر اجتماع سري بين لافروف والمقداد تخللته دعوة لحرف المعركة من الأمن إلى السياسة
سيرغي لافروف , فيصل المقداد
لندن: «الشرق الأوسط»
يسلط محضر اجتماع مسرب عن لقاء جمع خلال مايو (أيار) الماضي بين نائب وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد ووزير خارجية روسيا سيرغي لافروف في موسكو، وتنفرد «الشرق الأوسط» بنشر مقتطفات من مضمونه، الضوء على الأسلوب الذي تتبعه روسيا في إدارة الأزمة السورية. ويكشف الاختلاف الواضح بين ما أعلنته من مواقف إعلامية إيجابية عشية التحضير لانعقاد مؤتمر «جنيف2» الأخير، وما كانت تبحثه وتلقنه للجانب السوري في الكواليس وفي المشاورات الجانبية بينهما عشية انعقاد المؤتمر الدولي.
ويوثق المحضر المسرب مجموعة مبادئ طلب لافروف من الوفد السوري الالتزام بها فور «التوصل إلى اتفاق حول المبادرة الروسية – الأميركية»، والأسس التي ينبغي التفاوض عليها في المؤتمر. ويكرر أن من شأن اعتماد هذه النقاط – المبادئ أن يضمن تجنيب سوريا فرض عقوبات عليها والذهاب إلى مجلس الأمن، واتخاذ قرار تحت الفصل السابع، وهو ما يبدو هاجس لافروف طيلة اللقاء، رغم توجهه إلى الوفد السوري بالقول: «عليكم ألا تشككوا في قدرة روسيا على استخدام الفيتو».
محضر الاجتماع الذي ينشره موقع «وثائق دمشق» من بين محاضر رسمية أخرى في الأيام القليلة المقبلة، يلخص مضمون لقاء استضافته موسكو بتاريخ 22 مايو الماضي، حضره عن الجانب السوري، إلى جانب المقداد، كل من مستشار وزير الخارجية السوري أحمد عرنوس، وسفير سوريا في موسكو رياض حداد، فيما شارك عن الجانب الروسي، إلى جانب لافروف الذي التقى الوفد السوري لمدة 20 دقيقة فقط، نائباه ميخائيل بوغدانوف وغينادي غاتيلوف، ومدير إدارة الشرق الأوسط سيرغي فيرشين.
وطالب لافروف الحكومة السورية بالتزام مبادئ عدة أبرزها «عدم السماح للأقوال والتعابير التي يمكن أن تستغل كذريعة لاتهامها بإفشال المؤتمر (جنيف)»، مشيرا إلى أنه طلب من نظيره السوري وليد المعلم أن يكون هو أو أحد نوابه في عداد الوفد إلى جنيف وإلى استخدامه تعيين سوريا وفدها كورقة ضغط على الجانب الأميركي بقوله: «قلت لجون كيري (وزير الخارجية الأميركي) إن الحكومة السورية جاهزة وعلى استعداد لإجراء المفاوضات فأين الفريق الممثل للمعارضة السورية؟». ولم تكن المعارضة السورية حينها حددت أسماء وفدها إلى مؤتمر جنيف ولا حسمت مشاركتها فيه.
ووصف لافروف نظيره الأميركي بـ«الرجل النبيل الذي يتحدث بالحقائق لكنه يريد أن يعكس جميع الأطياف المعنية بالسياسة الخارجية في واشنطن»، في حين تحدث عن الموفد الأممي إلى دمشق الأخضر الإبراهيمي بالقول: «صديقنا الإبراهيمي يؤيد الائتلاف ويرفض طلبات هيئة التنسيق الوطنية ومجموعات الأكراد للمشاركة في المؤتمر كمجموعات منفصلة، ويدعوها إلى إشراك نفسها تحت مظلة الائتلاف الوطني».
وأبلغ وزير الخارجية الروسي الوفد السوري بموجب محضر الاجتماع، بوجوب الإصرار على «ضرورة توضيح من سيشارك في المؤتمر من قبل المعارضة»، وعلى «التحديد المسبق لمن سيشارك في المؤتمر من الدول، ودعوة جميع المشاركين في مؤتمر جنيف الأول»، مؤكدا رفض تصريحات الفرنسيين لناحية عدم إشراك إيران في المفاوضات.
وأوضح لافروف أنه أبلغ كيري: «إننا لن نقبل بأي حدود زمنية مصطنعة (فيما يتعلق بجدول أعمال أو أطر إجراء المؤتمر)، لأن هذه الذريعة يمكن أن تؤدي إلى تطورات تقود إلى مجلس الأمن»، كاشفا عن «الاتفاق بين جميع القوى الخارجية.. على عدم فرض أي حل على السوريين وإنما تشجيعهم على التوافق فيما بينهم». وبدا لافروف خلال شهر مايو الفائت، بحسب الوثيقة المسربة ذاتها، واثقا من أن «هناك فرصة كبيرة ألا تستطيع المعارضة توحيد صفوفها تحت مظلة واحدة»، مكررا التحذير من أنه في حال استطاعت ذلك فمن المهم «ألا نسمع من دمشق أي إعلانات أو شروط مسبقة جديدة إلا التي تحدثنا عنها اليوم (خلال الاجتماع)». وأكد أن من شأن ذلك أن «يؤثر على تحركنا عند الحديث عن تلك التطورات مع شركائنا الغربيين والأطراف الأخرى ودعوتهم للتأثير على المعارضة، فيجيبوا بأن الحكومة السورية تستغل عدم توحد المعارضة ذريعة لعدم التقدم».
ولم ينكر لافروف أن الأميركيين أنفسهم يدركون «أنه من الصعب جدا بل من المستحيل التوصل إلى وقف العنف وإطلاق النار قبل بدء المؤتمر»، لكنه حذر في الوقت ذاته دمشق من طرح «مبادرة الرئيس السوري بشار الأسد في المفاوضات كشرط مسبق»، في إشارة إلى مبادرته للحوار الوطني التي أعلنها في السادس من يناير (كانون الثاني) 2013، مؤكدا أنه من المهم «تقديمها كاقتراح وتستعد لبحثها مع المعارضة»، وكذلك «بناء خطط المفاوضات بكل صبر وعدم إعطاء المشاركين الآخرين أي ذريعة». بعد 20 دقيقة تحدث فيها لافروف، سمح للوفد السوري بعشر دقائق أخرى إذا كانت هناك من استفسارات، فانتقل الكلام إلى المقداد الذي شرح ما وصفه بـ«الإطار السياسي الذي تفكر به القيادة السورية» بشأن مؤتمر جنيف.
وأسهب المقداد خلال مداخلته في شرح رؤية سوريا لناحية وجوب انطلاق المؤتمر من مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وتحديدا «مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية»، و«الامتناع في العلاقات الدولية عن التهديد بالقوة»، مرورا بتأكيد بلاده على «ضرورة إدراج وقف العنف والإرهاب بوصفه البند الأول على جدول الأعمال»، و«ضرورة اقتران نتائج المؤتمر بقرارات ملزمة للدول المعنية بوقف تسليح وتمويل وتدريب المجموعات المسلحة».
وشرح المقداد مفهوم بلاده لـ«هيئة الحكم الانتقالية» التي نص عليها اتفاق «جنيف1»، بوصفها تعني «تشكيل حكومة وحدة وطنية موسعة.. بسلطات تنفيذية كاملة باستثناء الصلاحيات التي أناطها الدستور بالرئيس السوري»، جازما في الوقت عينه بأن «مقام الرئاسة شأن سوري محض لا يجوز المساس به». وقال إن من يطالب بتنحي الأسد يعني أنه «يسعى لاستمرار العنف وتقسيم سوريا وإفشال الجهود الدولية بما فيها المؤتمر الدولي المقترح».
ودفعت مداخلة المقداد هذه لافروف إلى مقاطعته ممازحا: «سأكون مسرورا جدا لأن تكون هذه الكلمة لافتتاح المؤتمر»، موضحا لضيفه في الوقت ذاته: «نرى من الضروري عندما نتحدث فيما بيننا كأصدقاء أن نقدم الأفكار والمقترحات والتوصيات بشكل تكتيكي وبما يضمن ممارسة السياسة»، انطلاقا من شكوكه بوجود «نية لتحميل الحكومة السورية المسؤولية عن الفشل». ورغم دعوة لافروف ضيفه إلى مواصلة الحوار مع نائبه (بوغدانوف) «ما لم يكن لديكم شيء غير اعتيادي»، استمر المقداد في الكلام، محذرا روسيا باسم القيادة السورية من محاولات «لإحراجها» و«دفعها للبحث عن بدائل أخرى لإنجاح الجهود الدولية»، فيما «تقدم الولايات المتحدة مشروع قرار في مجلس الأمن لا يمكن لروسيا استخدام الفيتو ضده». وفي موازاة دعوة لافروف المقداد إلى «التمسك بالجهود المشتركة مع القادة الميدانيين على الأرض لمحاربة جبهة النصرة»، وإلى «الاتفاق مع المعارضة»، بعد إشارة المقداد إلى أن «مؤتمر جنيف» لإطلاق الحوار وبعد ذلك يمكن لكل المشاركين من السوريين ورعاة المؤتمر الدوليين أن يأتوا إلى سوريا لإتمام النقاش في كل المواضيع، أكد المقداد أنه سينقل مبادئ لافروف إلى الأسد. وتعهد أمامه بـ«أننا لن ندلي بأي تصريحات تشكك بالمؤتمر قبل أو أثناء انعقاده، ولن تحرفنا الاستفزازات التي يقوم بها البعض عن التنسيق معكم».
وبعد مغادرة لافروف الاجتماع، تابع الوفد السوري لقاءه مع بوغدانوف الذي كرر على مسامعه ما أدلى به لافروف، وحذره مجددا من الوقوع في «أفخاخ»، قال إنها «نصبت في كل مكان لتحميلكم مسؤولية إفشال المؤتمر»، ما يجعل خيار العقوبات على سوريا واردا. وأعرب بوغدانوف، الذي تخوف من السيناريو الليبي، عن اعتقاد بلاده أن «المؤتمر إنجاز كبير للقيادة في دمشق لأنه اعتراف من الولايات المتحدة بأن الائتلاف الوطني لا يمثل الشعب السوري وأن قرارات الجامعة العربية فاشلة ومضحكة، وأن القيادة في دمشق طرف من أطراف النزاع، وهذا يعني أنها لاعب أساسي في إيجاد حلول للأزمة». ودعا الجانب السوري إلى «تحويل المعركة من المسار العسكري إلى المسار السياسي»، انطلاقا من أنهم «في المسار السياسي أقوى بكثير من المعارضة بالمقارنة مع الوضع العسكري والأمني».
* وفي مايلي نص محضر الأجتماع:
* بين التسريبات الخاصة بوثائق النظام السوري ما ورد في محضر اجتماع في موسكو حضره من الجانب السوري أحمد عرنوس مستشار وزير الخارجية والمغتربين والدكتور رياض حداد سفير سورية في موسكو، ومن الجانب الروسي ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية وغينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية وسيرغي فيرشينن مدير إدارة الشرق الأوسط.
وحسب ما هو منسوب في هذا المحضر بدأ لافروف الاجتماع بالترحيب بالوفد السوري، مؤكدا أن الوضع يتطلب الوقف الفوري للعنف والإرهاب وبدء الحوار، وهذا هو الهدف الذي تنشده المبادرة الروسية الأميركية، والهدف الرئيس لهذا المؤتمر الدولي هو أن يقرر السوريون بأنفسهم مستقبل وطنهم كما يريدون. وقال: نقدر عالياً الموقف البناء للحكومة السورية تجاه هذه المبادرة. ونعتقد أن زيارتكم لموسكو ستسمح لنا بتبادل الآراء حول التفاصيل التي تظهر حالياً تمهيداً للمؤتمر، ونتوقع أن نسمع رد الفعل البناء من قبل المجموعات العديدة للمعارضة السورية، لكن الخبر المؤسف حتى اليوم أن بعض مجموعات المعارضة التي اجتمعت في مدريد لم تعلن قبول المبادرة دون شروط مسبقة. لا نزال في اتصال دائم مع الشركاء الخارجيين والدوليين الذين لهم تأثير على مجموعات المعارضة المتطرفة ونأمل أن يعملوا بصورة إيجابية. ولكن للأسف الشديد نشهد حتى اليوم محاولات من بعض القوى المعروفة لإفشال التوجه إلى الأمام فيما يخص الحوار والتسوية السياسية ومن بين تلك المحاولات نشهد اختطاف والدكم، هذه الأعمال من قبل المعارضة المسلحة المتطرفة غير مقبولة وهي ترمي إلى إفشال المبادرة للحل السياسي. ولكن نحن الطرف الذي يأخذ بعين الاعتبار طموحات الشعب السوري. لن نرد على هذه الاستفزازات ونتوقع من الحكومة السورية ألا ترد على هذه الاستفزازات أيضاً. وأهلاً وسهلاً بكم.
ورد المقداد قائلا: شكراً على إتاحة الوقت للقاء بكم ويسعدني أن أكون مجدداً في موسكو عاصمة الاتحاد الروسي، كما نشكركم على الاهتمام الكبير الذي أظهرتموه تجاه سورية على كل المستويات وتجاه كل القضايا المطروحة. أشكركم أيضاً على تعاطفكم الشخصي إزاء اختطاف والدي الذي ما زال مختطفاً حتى الآن بشكل لا إنساني. إن هذا جزء صغير وتفصيلي من المأساة التي تعيشها سورية بشكل عام. دون الدخول في التفاصيل أتفق معكم في كل ما قلتموه، سورية تتطلع إلى وقف فوري للعنف وإراقة الدماء، وسورية تشكر الاتحاد الروسي والقيادة الروسية وأنتم شخصياً على الجهود التي قمتم بها لتحقيق الأمن والاستقرار في سورية وفي المنطقة. مما لا شك فيه أن التقارب الروسي – الأميركي الذي تجلى في اللقاء الأخير بينكم وبين جون كيري كان نقطة فاصلة على طريق إيجاد حل للوضع الصعب الذي تواجهه سورية. وأؤكد لكم أن قيادة الجمهورية العربية السورية ستكون دائماً جزءا من الحل وتدعم التوجهات التي تحدثتم عنها. يؤسفنا أن الجهود التي تبذلونها على مختلف المستويات لم تلق الترحيب من قبل أولئك الذين يريدون استمرار سفك الدماء في سورية، وكما تلاحظون حتى العناصر التي كانت تختبئ وراء بعض الشعارات في المرحلة الماضية كشفت عن وجهها الحقيقي من خلال الاعتداء الإسرائيلي الأخير على بلدي وانتهاك سيادة وحرمة الأراضي السورية. وكم كان بودنا أن تكون هذه الاجتماعات التي تعقد الآن في عواصم أوروبية وعربية موجهة من أجل خدمة الهدف النبيل وقف العنف والقتل وسفك الدماء في سورية. وأؤكد لكم امتنان سورية لكل ما بذلتموه من جهد وسنعمل معكم لإنجاح هذه الجهود، وشكراً لكم.
(تغادر وسائل الإعلام القاعة) لافروف: لدي نصف ساعة فقط ولكن ستواصلون الحوار مع نائبي السيد بوغدانوف غداً. قبل أن أسمع كلماتكم أودّ أن أؤكد على بعض المبادئ. كما قلنا لكم فوراً بعد التوصل إلى اتفاق حول المبادرة الروسية – الأميركية من المهم عدم السماح للأقوال والتعابير التي يمكن أن تُستغل كذريعة لاتهام الحكومة السورية بإفشال المؤتمر. إن جون كيري هو الرجل النبيل الذي يتحدث بالحقائق ولكنه يريد أن يعكس جميع الأطياف المعنية بالسياسة الخارجية في واشنطن. نأمل ألاّ تتخذ الحكومة السورية بعض الخطوات التي يمكن استغلالها لاتهامها بإفشال المبادرة لأن هناك بعض القوى تريد إجراء المؤتمر بالشكل الذي يرضيها ولا يرضي الحكومة السورية وبعد عقد المؤتمر سيقولون فشلت الجهود بسبب عدم قبول الحكومة السورية بالتسوية السلمية وأنها تريد تحقيق الانتصار العسكري، وبعد ذلك سيتوجهون إلى مجلس الأمن الدولي لاتخاذ القرار المناسب لهم. لهذا السبب سنصر قبل إجراء المؤتمر وخلال التحضير له على بعض التفاصيل المبدئية. أقصد هنا قبل كل شيء ممثلي الحكومة السورية. قبل مباحثاتي مع جون كيري أجريت اتصالاً هاتفياً مع السيد وليد المعلم وسألته عن المعلومات أن الحكومة أعلنت عن فريق للمباحثات وأنها صحيحة مائة في المائة. وكان جوابه نعم هناك لجنة حكومية وزارية برئاسة رئيس الوزراء مسؤولة عن إجراء المفاوضات. وقلت له ضرورة أن يكون هو أو أحد نوابه ممثلاً لوزارة الخارجية في هذا الفريق. وعندما حصلت على الرد الإيجابي من الوزير المعلم قلت لجون كيري إن الحكومة السورية جاهزة وعلى استعداد لإجراء المفاوضات فأين الفريق الممثل للمعارضة السورية، ولم نتناول المسائل العالقة الأخرى قبل توضيح هذه النقطة. طالب بعض المشاركين في اجتماع المعارضة في مدريد بالشرط المسبق برحيل السيد الرئيس بشار الأسد من السلطة، وأعلن معاذ الخطيب إنشاء مجموعة معارضة جديدة ودعا إلى توحيد المعارضة تحت مظلة هذه المجموعة الجديدة. أما أغلبية ممولي ومؤيدي الائتلاف الوطني فإنهم يريدون أن يبقى الائتلاف ويصبح المظلة لكل المعارضة السورية. يجري اليوم في عمان مؤتمر أصدقاء الشعب السوري، وسيجرون غداً في اسطنبول الاتصالات مع الائتلاف الوطني. أما صديقنا الأخضر الإبراهيمي فهو يؤيد الائتلاف الوطني ويرفض طلبات هيئة التنسيق الوطنية ومجموعات الأكراد السوريين للمشاركة في مباحثات المؤتمر كمجموعات منفصلة ويدعوها إلى إشراك نفسها تحت مظلة الائتلاف الوطني. وليس هناك معلومات حول من في الحقيقة من المعارضة يسيطر على المسلحين على الأرض. تحدث جون كيري عن العميد إدريس ولكن حسب معلوماتنا فإنه لا يسيطر على كامل الجيش الحر، ولا أحد يسيطر على جبهة النصرة أو القاعدة في العراق وحسب معلومات جرى إنشاء مجموعة جديدة من القاعدة في لبنان. سنصر على ضرورة توضيح من سيشارك في المؤتمر من قبل المعارضة، لأننا نسمع أسماء قادة جدد لم نسمع عن وجودهم من قبل، الأولوية بالنسبة لنا هي توضيح هذه النقطة قبل إجراء المؤتمر. أما النقطة الثانية فهي التحديد المسبق لمن سيشارك في المؤتمر بالإضافة إلى السوريين. كما سنصر على دعوة جميع المشاركين في مؤتمر جنيف الذي عقد السنة الماضية وكل البلدان المجاورة لسورية ما عدا إسرائيل التي لا تريد، أو ربما يمكن دعوتها (مازحاً)، ولن نقبل تصريحات الفرنسيين بأنهم لا يقبلون مشاركة إيران في المؤتمر، إن لدى إيران تأثيرا ملموسا على التطورات في سورية وسنصر على دعوة كل القوى التي لها تأثير على الأزمة السورية. أما النقطة الثالثة فهي جدول أعمال أو أُطر إجراء المؤتمر، سوف لن نقبل تحديد أي مواعيد وقلت ذلك صراحة لجون كيري، إذاً لن نقبل حدود زمنية مصطنعة لأن هذه الذريعة يمكن أن تؤدي إلى تطورات تقود إلى مجلس الأمن. بالطبع نتفهم أن هناك نية لتسريع وتفعيل النتائج الإيجابية ولكن هناك خطوات وأساليب أخرى. من الممكن افتتاح المؤتمر على المستوى السياسي وينتقل بعدها إلى مستوى الخبراء، وقد نقبل فكرة إنشاء مجموعات عمل؛ مثلاً مجموعة عمل حول الأوضاع العسكرية وأخرى حول ضمانات لجميع الأقليات الإثنية والدينية وهكذا، وبعد أسبوعين أو ثلاثة يمكن إجراء جولة سياسية أخرى للمؤتمر لإعطاء دفعة جديدة للخبراء من أجل الاستمرار في عملهم، ولكن من المهم عدم تحديد حدود زمنية مصطنعة لهذه العملية. أما النقطة الرابعة فهي الاتفاق بين جميع القوى الخارجية أو اللاعبين الخارجيين الدوليين على عدم فرض أي حل على السوريين وإنما تشجيعهم على التوافق فيما بينهم. وعلى هذا الأساس نعمل مع شركائنا لصياغة موقفنا لنتحدث به ونوضحه للأميركيين حتى لا تكون لديهم أوهام بأنهم يستطيعون عقد المؤتمر بالشكل الذي يريدونه واتخاذ القرارات التي تناسبهم. هناك فرصة كبيرة ألاً تستطيع المعارضة توحيد صفوفها تحت مظلة واحدة لكن إن تمكنت فمن المهم ألاّ نسمع من دمشق أي إعلانات أو شروط مسبقة جديدة إلاّ التي تحدثنا عنها اليوم. لأن ذلك يؤثر على تحركنا عند الحديث عن تلك التطورات مع شركائنا الغربيين والأطراف الأخرى ودعوتهم للتأثير على المعارضة فيجيبون بأن الحكومة السورية تستغل عدم توحد المعارضة كذريعة لعدم التقدم. ولكن حتى الأميركيون يدركون أنه من الصعب جداً بل من المستحيل التوصل إلى وقف العنف وإطلاق النار قبل بدء المؤتمر، لأنه مثلاً إذا أعلن الجيش الحر عن استعداده لوقف العنف من أجل المفاوضات فمن المستبعد أن نسمع الموقف ذاته من الحكومة السورية لأن هناك جبهة النصرة والمعارضة المسلحة والإرهابيين الذين سيستمرون في ممارسة أعمالهم الإرهابية. وفي رأيي أنه ستكون هناك فرصة للتفاوض في تلك الأطر والتوصل إلى صيغة بغض النظر عن الأوضاع على الأرض. النقطة الأخيرة التي أريد الإشارة إليها، هي تنفيذ بيان جنيف الختامي الذي ينصّ كهدف سياسي على التوصل إلى اتفاق بين الحكومة والمعارضة على أجهزة إدارية انتقالية. أعلم أن السيد الرئيس بشار الأسد أعلن في 6 يناير (كانون الثاني) عن مبادرته لبدء الحوار الوطني ولكن في ذات الوقت هناك قوى في دمشق تعتقد أن إدارة الحوار هي لتحقيق هدف سياسي. وفي حال عقد المؤتمر وإعلان وفد الحكومة السورية أن مبادرة الرئيس المذكورة هي الأساس شرط مسبق فإن ذلك قد يؤدي إلى حرف الأنظار وإلى حالة خطيرة جداً، إنْ كانت الحكومة السورية تنوي تقديم هذه المبادرة على طاولة المفاوضات من المهم أن تقدمها كاقتراح وتستعد لبحثها مع المعارضة، وأنا لست من يدرّس الأصدقاء السوريين الشؤون الدبلوماسية. ومن المهم بناء خطط المفاوضات بكل صبر وعدم إعطاء الفرصة للمشاركين الآخرين لأخذ ذلك كذريعة لأعمال معروفة. أنا متأسف جداً لأني تحدثت كامل النصف ساعة ولكن إذا كان لديكم استفسارات يمكنني الاستماع إليها خلال 10 دقائق إن سمحتم، وبعد ذلك لديكم الفرصة لمواصلة الحديث مع نائبي السيد بوغدانوف.
نائب الوزير: أشكركم ويسعدني أن ألتقي بكم وأستمع إلى عرضكم المهم. أنقل تحيات سيادة الرئيس بشار الأسد إلى السيد الرئيس فلاديمير بوتين والقيادة الروسية وإليكم شخصياً، كما أنقل تحيات ومحبة الوزير وليد المعلم لكم وللأصدقاء في الخارجية الروسية. هذا الشرح الذي تفضلتم به هو خطة عمل شاملة حول التحرك المشترك ويظهر مدى الفهم الدقيق لما نريده وما يربط سورية بروسيا والنتائج التي نسعى سوياً لتحقيقها من هذا المؤتمر. سأناقش التفاصيل مع السيد بوغدانوف وبقية الزملاء ولكن اسمحوا لي أن أقدم لكم الإطار السياسي الذي تفكر به القيادة السورية بشأن المؤتمر الدولي المقترح وآمل أن أنهيه خلال 10 دقائق. ترى سورية أن ميثاق الأمم المتحدة وأهدافه ومبادئه ولا سيما مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية ومبدأ الامتناع في العلاقات الدولية عن التهديد بالقوة أو استخدامها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأي دولة، هو الأساس الذي يجب أن يستند إليه المؤتمر الدولي المقترح، إضافة إلى قواعد القانون الدولي وقراري مجلس الأمن 2042 و2043 وبيان رئيس مجلس الأمن المؤرخ في 5 أبريل (نيسان) 2012 التي أكدت على التزام مجلس الأمن القوي بسيادة سورية واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها. هذا الالتزام الذي جدد البيان المشترك الروسي – الأميركي المؤرخ في 2013/5/8 التأكيد عليه. وكذلك قرارات مجلس الأمن المتعلقة بمكافحة الإرهاب. إن المؤتمر المقترح يجب أن يكون مؤتمراً دولياً يتيح المجال أمام مشاركة قوى سياسية إقليمية ودولية تؤمن بأهمية التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية من خلال حوار وطني بين السوريين وبقيادة سورية بعيداً عن العنف والإرهاب والتدخل الخارجي. لقد أعطت خطة كوفي أنان ذات النقاط الست والتي اعتمدها مجلس الأمن بقراره رقم 2042 لعام 2012 أولوية لتحقيق وقف عاجل وفعال لأعمال العنف المسلح بجميع أشكاله، وقد أكدت سورية على التزامها بذلك في البيان الصادر عن الحكومة السورية بتاريخ 2012/7/4. وبناء على ذلك، فإن الحكومة السورية تعتبر أن الانطلاق في عملية سياسية ذات مصداقية للشعب السوري تستوجب وقف العنف والإرهاب المدعوم من قبل قوى إقليمية ودولية بأدوات سورية وغير سورية. إن الوقف العاجل والشامل للعنف، باعتباره عنفاً ذا بعد إقليمي ودولي، لا يمكن أن يتحقق إلاّ في إطار هذا المؤتمر الدولي ومن خلال ضمانات حقيقية وجدية بتجفيف مصادر الإرهاب. وبالتالي فإن سورية تؤكد على ضرورة إدراج وقف العنف والإرهاب بوصفه البند الأول على جدول الأعمال وعلى ضرورة أن تقترن نتائج المؤتمر بقرارات ملزمة للدول المعنية بوقف وتسليح وتمويل وتدريب وإيواء المجموعات المسلحة والتوافق حول الآلية التي يمكن تطبيقها لمراقبة تنفيذ هذا البند. إن مفهوم سورية لما جاء في بيان جنيف حول الهيئة الحاكمة الانتقالية ذات السلطات التنفيذية الكاملة يعني تشكيل حكومة وحدة وطنية موسّعة تتمتع وفقاً للصلاحيات التي حددها الدستور السوري، بسلطات تنفيذية كاملة باستثناء الصلاحيات التي أناطها الدستور برئيس الجمهورية والتي تتعلق بالقوات المسلحة وبأجهزة الأمن بوصفه القائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة. وتؤكد سورية أن الدستور القائم يبقى المرجع إلى أن يقوم المتحاورون بالاتفاق على رسم المستقبل السياسي لسورية والاتفاق على النظام الدستوري، لأن الشعب السوري هو صاحب الصلاحية في تحديد هذا النظام الدستوري، وليس لأي دولة أخرى الحق في التدخل بما يتضمنه هذا النظام، إذ لا يعقل أن تجري العملية السياسية في ظل فراغ دستوري. وبناء على ذلك تؤكد سورية أن مقام الرئاسة هو شأن سوري محض لا يجوز المساس به، ولا يحق لأي طرف مصادرة حق السوريين في تقرير مستقبل بلدهم. إن من يطالب بتنحي رئيس الجمهورية يعني أنه يسعى لاستمرار العنف والإرهاب وتقسيم سورية وإفشال الجهود الدولية بما في ذلك المؤتمر الدولي المقترح. إن رؤية سورية للحوار الوطني الشامل تتضمن رسم المستقبل السياسي لسورية الديمقراطية والاتفاق على النظام الدستوري والقضائي والملامح السياسية والاقتصادية على أساس التعددية السياسية وسيادة القانون، والتمسك بمدنية الدولة، والتأكيد على المساواة بين المواطنين بغض النظر عن العرق والدين والنوع البشري، وحرية التعبير عن الرأي، واحترام حقوق الإنسان ومكافحة الفساد، وتطوير الإدارة، والاتفاق على قوانين جديدة للأحزاب والانتخابات والإدارة المحلية والإعلام، وما يُتفق عليه خلال الحوار الوطني.
لافروف: (مقاطعاً وممازحاً) سأكون مسرورا جداً أن تكون هذه الكلمة لافتتاح المؤتمر. في رأينا من الضروري عرض هذه النقاط من الموقف السوري ونحن نؤيد ذلك. ولكن نرى من الضروري عندما نتحدث فيما بيننا كأصدقاء أن نقدم الأفكار والمقترحات والتوصيات بشكل تكتيكي وبما يضمن ممارسة السياسة، لأن لديّ بعض الشكوك بأن النية هي لتحميل الحكومة السورية المسؤولية عن الفشل، لذلك من الضروري عرض الموقف البناء خطوة خطوة، ويجب عدم إصدار تصريحات من قبل دمشق يمكن أن تترجم بشكل أو بآخر تستخدم سلباً في آخر المؤتمر. وسنعمل بحيث ترضي شروط المؤتمر الجانب السوري. أرجو أن تواصل الحوار مع السيد بوغدانوف ما لم يكن لديكم شيء غير اعتيادي.
نائب الوزير: إن نجاح الجهود الدولية لإنجاز الحل السياسي للأزمة السورية يستوجب الامتناع في الوقت نفسه عن القيام بأية جهود سلبية يمكن أن تضر بهذا الجهد الدولي أو تشكك بأي شكل من الأشكال في تمثيل الحكومة السورية في الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة وفي المنظمات الإقليمية والدولية الأخرى ذات الصلة.
لافروف: بالطبع سنصر على أن يتم ضمان جميع الاتفاقات التي سيتوصل إليها السوريون بأنفسهم بقرارات أممية ودولية.
نائب الوزير: لقد لاحظتم معالي الوزير أن العدوان الإسرائيلي الأخير على سورية جاء دعما لعملائها في سورية عندما حقق الجيش العربي السوري انتصارات في مختلف أنحاء سورية، وليس صحيحاً الذرائع التي ساقتها إسرائيل حول حزب الله، ومما يبرهن على دقة موقفنا هذا هو محاولة إسرائيل يوم أمس انتهاك خط الفصل في الجولان السوري عندما أدخلت إحدى سياراتها لنقل جرحى عملائها إلى إسرائيل ومعالجتهم وإعادتهم مرة أخرى إلى ساحة القتال.
لافروف: رأيت مبادرة السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد.
نائب الوزير: كنا قد أعلناه شخصاً غير مرغوب فيه بسورية.
لافروف: (ممازحاً) لكنه يحمل بطاقة تعريف أنه السفير الأميركي لدى سورية.
نائب الوزير: أقدم لكم هذه الورقة التي تتضمن تصورات ما يسمى الائتلاف السوري المعارض لهذا المؤتمر. كنت قد اجتمعت مع مختار لماني في دمشق قبل مجيئي إلى موسكو وأكد لي أنه لا يوجد ما يسمى (جيش حر) ولا شيء من هذا القبيل وإنما مجرد عصابات مجزأة لا يمكن أن تتفق فيما بينها. وبالفعل لا يوجد إلا جبهة النصرة والمجموعات الإرهابية الملتفة حولها.
لافروف: عليكم أن تتمسكوا بالجهود المشتركة مع القادة الميدانيين على الأرض لمحاربة جبهة النصرة.
نائب الوزير: تحققت إنجازات على الأرض وستزداد كلما اقتربنا من المؤتمر. لفت انتباهي نقطة أشرتم إليها فيما يتعلق بالأقليات في سورية، إن هذا الموضوع ذو حساسية كبيرة بالنسبة لنا لأننا لا نتعامل في سورية مع أقليات وأكثريات بل إننا شعب واحد، في الوقت الذي تحاول فيه المجموعات الإرهابية المسلحة إثارة هذا الموضوع لتدمير وحدة شعبنا الوطنية.
لافروف: كنت أقصد جميع الأطياف والمجموعات الإثنية والدينية.
نائب الوزير: هناك من يحاول إثارة هذا الموضوع وخاصة جبهة النصرة والجيش الحر والمجموعات السلفية والتكفيرية، لذلك لا يجب التركيز عليه حتى لا نعطيهم تبريراً للتشكيك في النسيج الاجتماعي السوري. سأنقل المبادئ التي تفضلتم بالإشارة إليها في عرضكم حول عقد المؤتمر إلى دمشق لاتخاذ الموقف النهائي فيما يتعلق بمشاركة سورية في المؤتمر، ولن ندلي بأي تصريحات تشكك في المؤتمر قبل أو أثناء انعقاده، ولن تحرفنا الاستفزازات التي يقوم بها البعض عن التنسيق معكم بهدف إنجاح هذه الفعاليات عندما تقرر سورية المشاركة في المؤتمر. طبعاً نحن لدينا فكرة يجب أن نتناقش بشأنها وهي أننا نعتقد أن اجتماع جنيف سيطلق شرارة البدء بالحوار الوطني في سورية ولكن بعد ذلك يجب أن نعود إلى سورية لنكمل العملية، إذ لا يعقل أن نبقى جالسين في جنيف إلى ما لا نهاية حتى الانتهاء من مناقشة الدستور وقوانين الإعلام وحقوق الإنسان وكل هذه القضايا، لأننا نعتقد من حيث المبدأ أن المؤتمر ونحن نسميه كذلك وليس (جنيف 2) هو لإطلاق الحوار وبعد ذلك كل هؤلاء المشاركين من السوريين ورعاة المؤتمر الدوليين يمكن أن يأتوا إلى سورية لإتمام النقاش في كافة المواضيع.
لافروف: عليكم أن تتفقوا في هذه النقطة مع المعارضة، إننا كذلك لا نتفق مع الأميركيين على تسميتهم للمؤتمر بـ(جنيف 2) وإنما نطلق عليه (المؤتمر الدولي). سيواصل السيد بوغدانوف المباحثات معكم، وآمل أن تفاهماتنا التي توصلنا إليها اليوم ستساعد في إيقاف العنف والتوصل إلى الحل السلمي، وسنصر على ضمان الشروط التي تحدثنا بها اليوم قبل عقد المؤتمر.
(يخرج الوزير لافروف ونائبه غاتيلوف وتستمر المشاورات مع الجانب الروسي برئاسة بوغدانوف) بوغدانوف: نحن مستمرون في التنسيق معكم على كافة المستويات ومع سفيركم هنا ومن خلال سفيرنا في دمشق أيضاً، ويمكن أن نكثف هذه الاتصالات، فالوقت أصبح ضيقا والضغوط تتراكم على كافة الأطراف، لذلك أكرر ما قاله الوزير لافروف أنه يجب علينا أن نمارس التخطيط المدروس والدقيق حتى لا يحملونا مسؤولية إفشال المؤتمر والجهود السلمية. ونحن ما زلنا ننتظر المعلومات من جون كيري عن نتائج اتصالاته بمجموعات المعارضة السورية، وسيجري يوم الاثنين لقاء جديد بين الوزيرين لافروف وكيري بعد عودة الأخير من جولة في المنطقة، وربما يلتقيان في عاصمة أوروبية، نتمنى أن نسمع منه أنه لا توجد شروط مسبقة ونبحث معه تفاصيل عقد المؤتمر الإدارية، وسنؤكد على رفض الأفكار الفرنسية ونرفض توجه مجموعة الخمسة الدائمين للاتفاق على كل شيء قبل انعقاد المؤتمر لأن الهدف من المؤتمر انطلاق الحوار الوطني الشامل بين السوريين وأن عليهم أن يتفقوا على إيجاد الحلول المناسبة وبالتوافق على كل القرارات على كافة الصعد السياسية والأمنية والاقتصادية دون وضع الخطوط الزمنية بشكل مسبق بحيث تكون الآفاق الزمنية مفتوحة ليعمل السوريون في إطار المؤتمر.
وعد بوغدانوف المؤتمر إنجازا كبيرا للقيادة في دمشق لأنه اعتراف من الولايات المتحدة أن الائتلاف الوطني لا يمثل الشعب السوري وأن قرارات الجامعة العربية فاشلة ومضحكة وأن القيادة في دمشق طرف من الأطراف في النزاع وهذا يعني أنها لاعب أساسي في إيجاد حلول للأزمة، وأكثر من ذلك أن الائتلاف لا يمثل كل المعارضة، وجون كيري سماها منظمات المعارضة لأنها كثيرة وهناك شخصيات معارضة كثيرة غير منضوية في الائتلاف، وضرب مثالا على ذلك بعدة اسماء لمعارضين.
وشدد المسؤول الروسي على انه يجب تحديد ممثلي القيادة في دمشق للمباحثات مع المعارضة والتركيز على فكرة أن لدى القيادة في دمشق استعداداً للحوار وأن ممثليها موجودون بينما المعارضة السورية غير مستعدة ولم تحدد ممثليها بعد، وهذه ورقة ضغط على الأميركيين. وقال: يدور الحديث الآن أن المؤتمر سيعقد على مستوى وزراء الخارجية ولذلك يجب أن يُكلف السيد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الأستاذ وليد المعلم برئاسة الوفد بشكل رسمي وهذا يعد انجازاً لأنه يدلل على أن هناك حكومة شرعية، وهذه النقطة مهمة جداً تكتيكياً لأن جلسة افتتاح المؤتمر ستكون على مستوى وزراء الخارجية بوجود كيري ولافروف ويجب أن تكون مشاركتكم على نفس المستوى، وبالمقابل ليس معروفاً من سيمثل الطرف الآخر، أما الحكومة السورية فممثلها شخصية مرموقة ومعروفة دولياً وهذا مهم لأنه يدل على أن هناك موقفا إيجابيا بناء من قبل الحكومة السورية مما يجعل موقفنا أقوى في حديثنا مع الأميركيين.
وقدم المقداد ورقة عمل بأفكارهم حول المؤتمر الدولي المقترح، وشدد بوغدانوف على ألا يقدم وفد النظام شروطاً لعقد المؤتمر لأن الآخرين سيقولون إن هذا شرط تعجيزي، يمكن أن يكون هذا الكلام مخصص لافتتاح المؤتمر والتعبير عن مواقف الحكومة في دمشق ولكن ليس قبل المؤتمر، لأن الأفخاخ نُصبت في كل مكان لتحميلكم مسؤولية إفشال المؤتمر بحيث يقول الآخرون إننا اتفقنا مع الروس وكانت النية صادقة لإيجاد حل سياسي لكن الحكومة السورية لا تريد ذلك ولا يوجد خيار إلاّ العقوبات ومجلس الأمن واتخاذ قرار يشير إلى الفصل السابع وصولاً إلى السيناريو الليبي، وهم يريدون ذلك وينتظرون الأخطاء.
مستشار الوزير: إن كنتم موافقون على أفكار هذه الورقة والنقاط الواردة فيها، نريد أن نعرف فيما بيننا ما هو تصوركم لعدد من الأسئلة حول هذه العملية.
نائب الوزير: لدينا مجموعة من الأسئلة حول المؤتمر ستمكننا الإجابة عنها من دراسة الموضوع واتخاذ القرار المناسب، أما فيما يتعلق بالأفكار التي ذكرها الوزير لافروف، فإننا لا نختلف عليها فهي متطابقة مع ما ورد في ورقة العمل السورية لأنها أتت مباشرة وواضحة ودون توريات أي دون كلمات تحتمل معنيين، المهم أن هذا هو موقفنا الذي نفهم أنه سيُبنى عليه ونستطيع أن نبرر لشعبنا ومؤيدينا مشاركتنا في المؤتمر، وأنا قلت للوزير لافروف إن أجمل شيء في العلاقة بين بلدينا هو هذا الفهم التام وأقول إنه متطابق بنسبة تسعين في المائة حول كافة المواضيع، لذلك سنحمل كل الأفكار التي طرحها الوزير لافروف لنعرضها على القيادة لاتخاذ القرار النهائي، وعندما يُتخذ القرار النهائي أؤكد لكم أننا سنعمل سويّة وبالتنسيق التام معكم في التكتيك ورسم الخطط ولن نُستفز في المؤتمر من قبل أي أحد ولن ننسحب أو نهدد بالانسحاب لكن من المهم أن نبني هذا الفهم المشترك لأنكم أنتم الذين تباحثتم مع الأميركيين وأنتم الذين اطلعتم على وجهات النظر الأخرى وأنتم دولة عظمى تعرف ماذا يجري في العالم. الهدف من زيارتنا هو الاستماع إلى هذه القضايا ولدينا أسئلة سنقرر في ضوئها تشكيلة وفدنا وكيف سنشارك. فيما يتعلق بالمشاركة الدولية في المؤتمر من هي الدول التي ستشارك؟ نحن نؤيد مشاركة إيران ودول البريكس، والوزير المعلم يقول إنه يجب أن تحضر حتى الدول التي ناصبت سورية العداء كتركيا والسعودية لكي يجري إلزامها بنتائج المؤتمر لوقف تمويل وتسليح وإيواء وتهريب المسلحين.
بوغدانوف: يجب أن يشارك الجميع حتى يلتزموا بنتائج المؤتمر، هذا يعني أن عقد المؤتمر ضروري، وأنا سمعت من الإبراهيمي كلاماً مطولاً وهو لديه بعض الأفكار الجديرة بالاهتمام، قلنا له إننا مع جلسة افتتاحية ثم يجري تشكيل لجان العمل السورية السورية بمشاركة الدول المعنية بحيث يشمل عملها الملف الأمني والملف الإنساني وملف اللاجئين وملف المصالحة الوطنية، لكن هو يقول إنه يجب أن تعمل هذه اللجان بدون حضور الآخرين لأن السوريين أنفسهم سيتحاورون بمتابعة من قبل الأميركيين والروس، أما تشكيل اللجان فهو سابق لأوانه لأن الأولوية للملف السياسي ودونه لا يمكن التوصل إلى اتفاق، هذا يعني من غير الواقعي أن تطلب من تركيا وقطر والسعودية وقف التمويل دون أن تتوصلوا إلى اتفاق مع المعارضة، وأنتم في المسار السياسي أقوى بكثير من المعارضة بالمقارنة مع الوضع العسكري والأمني، لذلك يجب تحويل المعركة من المسار العسكري إلى المسار السياسي.
نائب الوزير: نحن كما ترى وضعنا مسألة وقف العنف كأولوية على جدول الأعمال وهذا يعني أنه يجب أن تُناقش كأولوية في المؤتمر.
بوغدانوف: صحيح، هذا يكون في إطار المؤتمر. نحن كما كنا نقول في اتصالاتنا مع الأتراك واللبنانيين يمكن أن نضمن ملف اللاجئين في مؤتمر دولي عام عن الأزمة السورية تحت غطاء شامل، لأن هذه القضية جزء لا يتجزأ من الوضع العام ونحن نقول للجميع الأفضل هو عودة اللاجئين ولكن لا يمكن أن يجري ذلك دون إطار سياسي وهذا يتطلب إيجاد الحلول لقضايا مترابطة، لذلك من الضروري بعد أن يُفتتح المؤتمر بجلسة على مستوى وزراء الخارجية أن تنعقد جلسات الحوار السوري السوري على مستوى الخبراء في المجالات المختلفة، وربما تكون وتيرة تقدم العمل في إطار اللجان مختلفة ولكن ستكون تحت مظلة عامة بدون الخطوط الزمنية المحددة مسبقاً وبمسارات ثنائية ومراقبة دولية روسية – أميركية. أما الدعوة للمشاركة في المؤتمر يجب أن تُرسل من قبل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وقد اتفقنا معه عندما زارنا مؤخراً والتقى بالرئيس بوتين والوزير لافروف، وهو بدأ الاتصالات مع مقر الأمم المتحدة بجنيف من أجل التحضير لعقد المؤتمر. أعتقد أن الحضور الدولي مهم بمشاركة جميع المعنيين بمن فيهم إيران والسعودية والآخرون من دول الخليج وتركيا، ويجب على جميع المشاركين الالتزام بالاتفاق على المساعدة مادياً وسياسياً لإيجاد الحلول الدبلوماسية وإنقاذ سورية من التدمير والتقسيم.
نائب الوزير: هذه المشاكل يجب أن نضعها في أذهاننا عند الشروع في مناقشة التفاصيل. لدينا حوالي 13 سؤالاً حول المؤتمر.
عند ذلك اقترح بوغدانوف إكمال المشاورات في اليوم التالي.
عشرات القتلى والجرحى بقصف حلب وريف إدلب
سقط عشرات القتلى والجرحى جراء قصف قوات النظام السوري لكل من مدينة حلب (شمال) وريف إدلب، بينما تمكنت المعارضة من الحفاظ على مواقعها على الطريق الدولية عند مدينة مورك بريف حماة، فيما تواصلت الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمعارضة في مدينة يبرود بريف دمشق.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن 17 شخصا قتلوا وأصيب 26 آخرون جراء قصف من قوات النظام على سوق في بلدة معرة مصرين بريف إدلب.
وكانت الهيئة العامة للثورة قد أعلنت أن الجيش السوري أطلق صاروخا فراغيا على البلدة، مما أسفر عن دمار واسع وسقوط قتلى وجرحى بعضهم ما زال تحت الأنقاض.
وفي تطور آخر، أشار مراسل الجزيرة إلى أن 20 شخصا قتلوا على طريق الكاستيلو شمال مدينة حلب إثر قصف جوي نفذته طائرات الجيش السوري. وأضاف المراسل أن عدة أشخاص جرحوا في موجة قصف جوي ثانية استهدفت حيي كرم البيك والأنصاري في المدينة.
من جهتها، أفادت شبكة سوريا مباشر بأن غارات أخرى استهدفت حيي مساكن هنانو والشيخ مقصود في حلب.
كما أفادت الهيئة العامة للثورة بأن عشرات سقطوا بين قتيل وجريح في قصف لقوات النظام على بلدة معرة مصرين في ريف إدلب.
قصف إدلب
وفي بلدة أحسم بريف إدلب، قال ناشطون إن قصفا لقوات النظام أسفر عن سقوط خمسة قتلى بينهم ثلاثة أطفال. وقد بثّ ناشطون صورا على الإنترنت تظهر قتلى ودمارا كبيرا في المنطقة.
وفي ريف دمشق، أفاد ناشطون بمقتل خمسة مدنيين ظهر السبت إثر قصف جيش النظام بلدة جسرين في الغوطة الشرقية.
وأوضح طبيب في المستشفى الميداني في بلدة جسرين بأن من بين القتلى أمًّا وأطفالها الثلاثة، مشيرا إلى أن جثثهم تحولت إلى أشلاء نتيجة سقوط قذيفة على منزلهم. وذكر ناشطون أن الأم وأطفالها الثلاثة هم من النازحين من بلدة العتيبة.
وشمل القصف كذلك مدينة درعا (جنوب البلاد)، حيث قصف الطيران النظامي أحياء طريق السد ومخيم درعا، تزامنا مع قصف بالمدفعية الثقيلة استهدف أحياء طريق السد ومخيم درعا وأحياء درعا البلد، كما قصفت قوات النظام بالبراميل المتفجرة مدنا بريف درعا، منها إنخل ونوى وبلدة الصورة.
معارك مورك
في غضون ذلك، أفاد مراسل الجزيرة في ريف حماة صهيب خلف بأن مقاتلي المعارضة تمكنوا من الحفاظ على مواقعهم على الطريق الدولية عند مدينة مورك بريف حماة، بعد أن سيطروا على المدينة في وقت سابق.
غير أن جيش النظام يستمر في محاولة استردادها، لفتح الطريق باتجاه معسكراته في ريف إدلب الجنوبي، وإيصال الإمدادات إليها.
وأفادت وكالة مسار برس بأن مقاتلي الجيش الحر قتلوا عددا من عناصر النظام أثناء محاولتهم اقتحام مورك.
وتكمن أهمية الطريق في كونها صلة الوصل الوحيدة بين المنطقة الوسطى والشمال السوري، وبوابة الريف الغربي لحماة الذي يعد أحد معاقل النظام ومركزا لقصف المناطق المحيطة الواقعة تحت سيطرة قوات المعارضة.
للمزيد من الأخبار زوروا صفحة الثورة السورية
الوضع بيبرود
من جهتها، كثفت القوات النظامية مدعومة بمقاتلين من حزب الله اللبناني السبت محاولاتها لاستعادة مدينة يبرود المعقل الرئيسي للمعارضة المسلحة بمنطقة القلمون الإستراتيجية شمال دمشق.
وقالت وكالة رويترز إن الجيش النظامي تقدم أمس السبت في الأحياء الشرقية للمدينة، وهو ما نفته المعارضة المسلحة.
وأشارت الوكالة إلى أن هذا التقدم يهدف إلى تطويق المدينة بالكامل، عقب إعلان التلفزيون الرسمي السوري أن القوات النظامية أحكمت سيطرتها على المدخل الشرقي والتخوم الشمالية الشرقية من يبرود بعدما سيطرت في الأسابيع الماضية على مناطق وتلال محيطة بها.
من جهته، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات النظامية قصفت يبرود، في وقت أسقطت فيه الطائرات الحربية براميل متفجرة على المدينة.
ويوجد بمنطقة القلمون القريبة من الحدود اللبنانية حيث تقع يبرود، طريق سريعة رئيسية تربط دمشق بمدينة حمص وسط البلاد.
وتسعى قوات النظام لاستعادة القلمون لقطع طرق إمدادات المعارضة بين يبرود ومنطقة عرسال في شرق لبنان.
دعوة لمساعدة اللاجئين ووقف الحرب بسوريا
ناشدت منظمات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية الدول الغربية فتح حدودها أمام اللاجئين السوريين، ودعت إلى إنهاء النزاع السوري الذي دخل عامه الرابع اليوم، وأودى بحياة أكثر من 146 ألف شخص، كما طالبت بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الصادر في فبراير/شباط الماضي بتمكين مقدمي المعونات الإنسانية من الوصول إلى المحتاجين في جميع أنحاء البلاد.
ودعا كبير مسؤولي الأمم المتحدة عن اللاجئين أنطونيو غاتيريس -بمؤتمر صحفي في بيروت اليوم- إلى فتح جميع الحدود أمام السوريين خاصة الأطفال.
وقال غاتيريس -في مؤتمر حضره عدد من المنظمات التي تقدم المعونات الإنسانية- إن رؤية الأطفال السوريين وهم يغرقون بالبحر المتوسط عقب هروبهم من بلادهم أمر لا يمكن قبوله بتاتا.
وأضاف أن الحدود يجب فتحها في كل مكان، كما يجب تخفيف سياسات دخول الأجانب وتنظيم برامج لمّ شمل الأسر في كل مكان أيضا، موضحا أن هذا هو التضامن الذي يستحقه السوريون.
إشادة بلبنان
وتحدث المشاركون في المؤتمر الصحفي داعين إلى تقديم المساعدات للبنان الذي قالوا إنه تحمل عبئا كبيرا باستقباله حوالي مليون لاجئ سوري، في وقت لا يزيد عدد سكانه على أربعة ملايين.
وقال المدير التنفيذي لمنظمة “إنقاذ الطفولة” جستن فورسيث بالمؤتمر إنه يجب على الجميع الإشادة بكرم الشعب اللبناني، موضحا أن عبء اللاجئين عليه يساوي عبء ما بين عشرين و25 مليون لاجئ على بريطانيا، مشيرا إلى أنه لا يمكن أن يتخيل دخول 25 مليون شخص لبريطانيا وما يمكن أن يكون عليه رد فعل البريطانيين، وأعرب عن أمله أن يكون الناس بالدول الغربية كرماء مثل اللبنانيين.
وحثّ ائتلاف منظمات العون على تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الصادر في فبراير/شباط الماضي الداعي إلى إتاحة كل الأماكن في سوريا أمام المنظمات التي تقدم المساعدات الإنسانية.
تسييس المعونات
من جهته، قال المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أنطوني ليك إن الحكومة السورية وافقت على فتح معبر حدودي مع تركيا للسماح للمنظمات للوصول إلى الأكراد بالقامشلي (شمال شرق البلاد)، لكنها كانت أقل مرونة تجاه المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.
وقال فورسيث إنه لا توجد حتى اليوم مؤشرات على أن قرار مجلس الأمن يخضع للتنفيذ.
يُذكر أن حوالي ثلاثة ملايين شخص قد لجؤوا إلى خارج سوريا منذ بدء الأزمة في مارس/آذار 2011، وتقول منظمات العون إن حوالي 5.5 ملايين طفل تضرروا من الأزمة.
يُشار إلى أن الدول المجاورة لسوريا -وبعضها يعاني من محدودية الموارد- أُجبرت على استقبال أغلب اللاجئين السوريين.
جيش النظام يسيطر على مدينة يبرود شمال دمشق
العربية.نت
سيطر جيش النظام السوري، الأحد، بشكل كامل على مدينة يبرود الاستراتيجية شمال دمشق، آخر معاقل المعارضة المسلحة في منطقة القلمون الاستراتيجية الحدودية مع لبنان.
وكانت المعارضة السورية، نفت سابقا المعلومات التي أوردتها وكالة فرانس برس حول اقتحام قوات النظام السوري مدينة يبرود في القلمون بريف دمشق، ناشطون أفادوا بأن اشتباكات عنيفة تدور رحاها على أطراف المدينة حتى الآن.
هذا وأفادت شبكة “شام” بأن اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام على عدة جبهات في يبرود تزامناً مع قصف مدفعي عنيف يستهدف محيط بلدة الدرخبية في ريف دمشق الغربي.
وفي وقت سابق، قاد النظام السوري حملة عسكرية على مدينة يبرود في جبال القلمون، حيث استمر بقصفها بالبراميل المتفجرة في إطار سعيه للسيطرة عليها، وسط مخاوف من أن يصبح مصير يبرود كسائر المدن المحيطة بها.
وأفادت لجان التنسيق المحلية بأنه وفي ظل استمرار القصف العشوائي وبشكل مكثف على يبرود والعقبة وعدرا بريف دمشق، كان الرد قوياً من الجيش الحر باستهدافه مواقع النظام وميليشيات حزب الله في القلمون، وسط اشتباكات عنيفة ومستمرة في وادي بردى وعلى طريق أوتستراد السلام بريف دمشق الغربي.
قصف البراميل على حلب يغلق ممر كاستيلو الحيوي
دبي – قناة العربية
شهدت مدينة حلب حملة قصف بالبراميل المتفجرة شنتها طائرات النظام على طريق الباب والمواصلات القديمة و مساكن هنانو و كرم البيك وحريتان ومعارة الارتيق .
وقال مركز حلب الاعلامي ان الغارات الجوية خلفت حالة ذعر بين المدنيين كما ادت الى مقتل واصابة العشرات ما دفع المعنيين إلى إغلاق طريق الكاستيلو الذي يعتبر ممراً حيوياً بين حلب و الأرياف الشمالية و الغربية.
ويذكر أن المعارك لازلت دائرة في جبهة يبرود في ريف دمشق مع تمسك قوات النظام المدعومة بحزب الله بمحاولة استعادة السيطرة على المدينة.
وأكد الجيش الحر ان اشتباكات عنيفة مع قوات النظام تشهدها الجبهة الشمالية الشرقية من يبرود والتي تطل على مزارع ريما مشيرا انه صد عدة محاولات للتقدم باتجاه المدينة .
ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 103 اشخاص في مختلف محافظات سوريا بينهم 18 طفلا.
الجربا: المعركة في سوريا لم تعد طويلة والأصعب قد ولى
باريس – فرانس برس
اعتبر رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أحمد الجربا، اليوم السبت، أن “الشعب السوري يتعرض لغزو بربري بحجة محاربة الإرهاب وحماية الأقليات”، إلا أنه أكد أن “المعركة في سوريا لم تعد طويلة والأصعب قد ولى”.
ودعا الجربا “الأصدقاء للالتزام بوعود التسليح وتوفيره للجيش الحر”، مؤكداً أن “الجيش الحر يقف في وجه المتطرفين مثل مواجهته قوات النظام”.
وفي سياق متصل، قال الجربا في رسالة نشرتها صحيفة “لوموند” الفرنسية: “لا شيء ولا أحد تمكن، أو أراد، إنقاذ الشعب السوري من صواريخ وقنابل بشار الأسد، ولا من التعذيب حتى الموت في سجونه، ولا من الاختناق والموت بالغاز وأسلحته الكيمياوية”.
وتدارك: “ولكن رغم وحشيته الكبيرة، ورغم تفوقه العسكري، ثمة أمر واحد أكيد هو أن بشار الأسد لم ينجح يوما في سحق الثورة، ولن ينجح أبدا في ذلك. الشعب مصمم على تحقيق الحرية”.
وأوضح الجربا “آن الأوان للعالم الحر لمساعدة السوريين في الخروج من عزلتهم. عليه أن يؤمن لهم الوسائل لمحاربة بشار الأسد والجهاديين. يجب أن يؤمن لهم الوسائل للانتصار نهائيا على الأسد وعلى الجهاديين”.
ومن جانبه، تعهد وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، أن باريس ستبقى “إلى جانب المعارضة المعتدلة التي تقاتل النظام ونظيره الإرهاب” في سوريا، معتبراً أن احتمال إعادة انتخاب بشار الأسد رئيسا هو أمر “يثير السخرية”.
دمشق تعلن سيطرتها على مدينة يبرود
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أعلن التلفزيون الرسمي أن القوات الحكومية السورية بسطت سيطرتها على بلدة يبرود في منطقة القلمون، فيما قالت مصادر في المعارضة أن الجيش السوري استعان بعدد كبير من مقاتلي حزب الله اللبناني، حليف دمشق القوي.
وأضاف التلفزيون نقلا عن مصدر عسكري قوله إن وحدات الجيش تقوم بتمشيط المدينة وإزالة المتفجرات والعبوات الناسفة التي زرعتها قوات المعارضة المسلحة.
وتمثل يبرود المعقل الرئيسي الأخير لمقاتلي المعارضة قرب الحدود اللبنانية شمالي دمشق ويساعد الاستيلاء عليها القوات السورية في تأمين الطريق البري بين معقله الساحلي المطل على البحر المتوسط وبين العاصمة دمشق والتضييق على خط إمداد للمقاتلين عبر الحدود من لبنان.
وكان مصدر عسكري قد أعلن مساء السبت السيطرة على تلال جنوب شرقي البلدة. وأفاد شهود عيان أن قوات النظام استهدف المنطقة بصواريخ أرض أرض وأن انفجارات هزت المدينة.
وبث التلفزيون السوري الحكومي السبت مشاهد من مشارف يبرود، وقال إن الجنود يواصلون تقدمهم داخل البلدة، وإن الجيش فرض حصارا على الجزء الغربي من المدينة قبل أن يدخلها من جهة الشرق.
وقال مصدر عسكري سوري، السبت، “إن 13 قائدا من المعارضة المسلحة الذين كانوا يقودون العمليات قتلوا”، متحدثا عن “عدد كبير من القتلى” في صفوف مسلحي المعارضة في يبرود. ولا يمكن التأكد من دقة المعلومات الميدانية الورادة لصعوبة تغطية الأحداث على الأرض.
هذا وفر الآلاف من يبرود، التي يسكنها ما بين 40 و50 ألف شخص، وتبعد نحو 60 كيلومترا إلى الشمال من دمشق، ومن المناطق المحيطة بها، بعد أن تعرضت البلدة للقصف الشهر الماضي قبل هجوم القوات الحكومية.
وفي العاصمة دمشق، تعرض حي التضامن جنوب المدينة لقصف مدفعي عنيف، كما قصفت الطائرات الحربية مدينة حلب بالبراميل المتفجرة والصواريخ، بحسب ناشطين.
كما قصف مقاتلو المعارضة “اللواء 68” و “اللواء 137” التابعين للجيش في بلدة بيت جن بريف دمشق الغربي.
وفي مدينة دير الزور، ذكرت مصادر بالمعارضة أن الاشتباكات تجددت بين الجيش الحر والقوات الحكومية على أطراف حي الحويقة.
وقال ناشطون إن الجيش السوري استخدم المدفعية في قصف الأحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في دير الزور.
واستهدف الجيش الحر بقذائف الهاون مواقع للقوات الحكومية داخل مطار دير الزور العسكري.
واندلعت اشتتباكات عنيفة في محيط ما يعرف بـ”المربع الأمني” في منطقة سعسع بريف القنيطرة، في محاولة من الجيش الحر لمحاصرة المنطقة الأمنية، بحسب شبكة شام المعارضة.
أزمة سوريا.. من شعار على الجدار إلى حرب
موسى الجمل – أبوظبي – سكاي نيوز عربية
تطوي الأزمة السورية، السبت، عامها الثالث، وتدخل عاما جديدا، دون أن يلوح في الأفق أي حل سياسي أو عسكري للنزاع الذي راح ضحيته حتى الآن آلاف القتلى والجرحى والمعتقلين والمفقودين، بالإضافة غلى ملايين اللاجئين والنازحين.
ولم يكن في وارد أحد أن تتسبب شعارات تطالب بـ”الحرية” وتنادي بـ”إسقاط النظام”، خطها تلاميذ على جدار مدرستهم في درعا جنوب البلاد، في 26 فبراير 2011، في تطور الحادثة إلى حرب، ثم أزمة يتم تدويلها، لتدخل على الخط قوى دولية كبرى.
وفي جو سياسي كان ملبدا بسحب ما بات يعرف بـ”الثورات العربية” آنذاك، في كل من تونس ومصر، كانت الحالة ملائمة تماما لخروج عشرات السوريين للشوارع في مدن عدة للمرة الأولى في 15 مارس 2011، في احتجاجات سلمية للمطالبة بإصلاحات.
ومع استخدام القوات الحكومية القوة في قمع المتظاهرين، بدأ المحتجون شيئا فشيئا يحملون السلاح بدءا من صيف عام 2011، إلى أن تحولت الاحتجاجات السلمية إلى حرب في فبراير عام 2012، مع أول قصف للقوات الحكومية على محافظة حمص وسط البلاد.
بداية تدويل الأزمة
أول قرار دولي بشأن سوريا كان في أبريل 2012، للسماح بنشر مراقبين للإشراف على وقف إطلاق النار.
وفتح استخدام السلاح في سوريا الباب على مصراعيه أمام تدويل الأزمة، فصدر أول قرار عن مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة في أبريل 2012 للسماح بنشر مراقبين في سوريا للإشراف على وقف إطلاق النار بين مسلحي المعارضة والجيش السوري.
ورأى هذا التحرك الدولي النور بعد أن حالت روسيا والصين مرتين في السابق دون صدور قرار بخصوص سوريا، عبر استخدامهما حق النقض “الفيتو”، واكتفى المجلس حينها بإصدار “إعلانات رئاسية غير ملزمة” تتعلق بالأزمة، التي كانت تتصاعد يوما بعد يوم.
وأمام انسداد الأفق السياسي للحل، وتكرر عمليات “القتل الجماعي” للمدنيين، انكشفت الحدود السورية رويدا رويدا أمام المقاتلين من دول الجوار، فبدأوا بالتدفق إلى الأراضي السورية، والانخراط في جماعات مسلحة تتبع أسلوب “قتال الشوارع” ضد القوات الحكومية.
في غضون ذلك، تشكل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في العاصمة القطرية الدوحة في نوفمبر 2012، في محاولة لتوحيد جبهة سياسية توازي جبهة القتال المناوئة للقوات الحكومية على الأرض.
مقاتلون من كل مكان
انضم للقتال في سوريا مع قوات الحكومة عناصر من حزب الله وإيران، مقابل المعارضة التي ضمت أجانب.
ومع احتدام معارك الكر والفر بين مسلحي المعارضة والقوات الحكومية، خصوصا منذ ربيع 2013، دخل مقاتلو حزب الله اللبناني على خط المواجهة للقتال في صفوف القوات الحكومية، وكان قد سبقهم إلى ذلك خبراء عسكريين من إيران، لتتوسع رقعة الأزمة.
في موازاة ذلك، كانت قد تشكلت مجموعات مسلحة معارضة عدة في مواجهة القوات الحكومية، من بينها تشكيلات ولدت من داخل سوريا، ومنها مجموعات أخرى شكلها مقاتلون أجانب جاءوا من الخارج.
ومع بدء استعادة القوات الحكومية المدينة تلو الأخرى من يد المعارضة المسلحة، مدعومة بعناصر من حزب الله، طفى إلى السطح انقسام المعارضة عسكريا وسياسيا على نفسها، الأمر أتاح لدمشق التقاط أنفاسها، في ما يشبه “استراحة محارب”.
ومنذ يناير 2014 تدور اشتباكات بين مقاتلي المعارضة بخصوص أحقية السيطرة على المناطق الخاضعة لها، مما أغرى الجيش السوري بتكثيف ضرباته، والزحف على مناطق جديدة للمعارضة، آخرها مدينة يبرود على الحدود مع لبنان.
معركة بلا حسم
أما سياسيا، فقد انقسمت المعارضة ممثلة “الائتلاف الوطني” بشأن الجلوس على طاولة المفاوضات مع الحكومة السورية في جنيف للبحث عن حل سياسي للأزمة، مما أضعف جبهتها، وعزز من فرص التفاوض لدى الوفد الحكومي.
وقد بدد فشل مفاوضات جنيف في يناير وفبراير الماضيين التي جمعت للمرة الأولى ممثلين عن النظام السوري والمعارضة، الآمال الدبلوماسية بالتوصل إلى حل سياسي للنزاع.
وعلى الصعيد العسكري، يبدو أن أيا من القوات الحكومية المدعومة من روسيا وإيران، أو المعارضة المسلحة المدعومة من دول عربية، قادران على حسم المعركة عسكريا، في ظل تراجع ملحوظ للتحركات الدولية التي مازالت تتصدى لها روسيا، حليفة سوريا القوية.
مثقفون: “الثورة” تعيد إنتاج هوية سورية
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
اتفق مثقفون وفنانون سوريون على أنه لا حل للأزمة الدائرة في بلادهم التي تدخل عامها الرابع، إلا بالطرق السلمية، وأشاروا إلى أن الهوية السورية “تتبلور من جديد”.
وفي ندوة حول الهوية السورية، نظمتها “سكاي نيوز عربية” بحث 3 من المثقفين والفنانين السوريين الدور الذي قد يلعبه الفن في التذكير بأهمية السلم الاجتماعي ونبذ التطرف، وكذلك احتمالات الوفاق الأهلي بين مختلف المكونات السورية، في حال وضعت الحرب أوزارها.
ويرى المحامي فراس الشوفي أن “الثورة” السورية التي بدأت بشكل احتجاجات سلمية سرعان ما تحولت إلى نزاع مسلح، “لتعيد إنتاج هوية سورية دائمة تعبر عنا كسوريين. أعتقد أن الهوية السورية تتبلور من جديد”.
واعتبر الشوفي أنه “على مدار 50 عاما من حكم أسرة الأسد، تم نسف هوية الدولة السورية لرسم هوية عربية مفترضة. استبدلت الدولة السورية بالقطر السوري”.
وأضاف الفنان التشكيلي والكاتب بسيم الريس أن “أزمة سوريا ليس لها حل سوى المصالحة”.
وتابع: “إذا نظرنا إلى سوريا من الخارج سنجد أن الأزمة لن تحل إلا بالسلم. لا يوجد إنسان عاقل على وجه الأرض يؤيد الحرب”.
وأوضح الريس: “أحاول أن أتصل بأصدقائي السوريين المشتتين في العالم في محاولة للحفاظ على النسيج السوري الذي تعودنا عليه. أريد أن أرسل لهم رسالة أن موقفي موقف سلام ولا أفهم في السلاح”.
وأبدى الشاعر وكاتب الدراما عدنان العودة تفاؤله بأن الأزمة السورية إلى انفراج.
وقال العودة إنه “في لحظة القصف الكل يعود إلى بيته ويلتزم مكانا آمنا. وبمجرد توقف القصف ترجع الناس إلى الشارع وتستمر الحياة العادية وتأخذ مجراها”، مشيرا إلى أن ذلك دليل على قرب انتهاء الأزمة.
لكن العودة في الوقت ذاته اعترف بأن “هناك أشياء كثيرة بحاجة إلى إعادة ترميم” بعد الحرب في سوريا.
ومع دخول الحرب في سوريا عامها الرابع، لا تلوح في الأفق حلول سياسية بعد فشل مؤتمر السلام الذي عقد مؤخرا في جنيف، فيما يبدو الحسم العسكري أمرا صعبا على أطراف النزاع.
إضاءة برج إيفل تضامنا مع الشعب السوري
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
تمت مساء السبت إضاءة برج إيفل في باريس تضامنا مع السوريين الذين يعانون منذ 3 أأأعوام نزاعا داميا خلف أكثر من 146 ألف قتيل ونحو 9 ملايين نازح ولاجئ.
وتجمع عصر السبت، المئات بينهم العديد من السوريين في ساحة تروكاديرو قبالة برج إيفل تلبية لدعوة منظمات غير حكومية.
وقرابة الساعة 19:00 بالتوقيت المحلي (18:00 توقيت غرينيتش)، أضيئت عبارة “مع السوريين” على برج إيفل.
وقالت رئيسة فرع منظمة العفو الدولية في فرنسا، جنفييف غاريغو: “نحن هنا اليوم، بعد 3 أعوام من بدء القمع ثم النزاع، للتعبير عن دعمنا للسوريين في بلادهم وللسوريين في بلادنا”.
وأضافت أن هذا التحرك يهدف أيضا إلى “تذكير الحكومات بأن الأزمة مستمرة، وبأن الناس لا يزالون يموتون تحت القصف أو يقضون جوعا، وبأن عليها اتخاذ تدابير عاجلة لوقف هذا الرعب”.
وقال محمد طه منسق لجنة دعم الثورة السورية إن “فرنسا تربطها علاقات تاريخية بسوريا، وهي تستطيع بذل جهد أكبر مما تبذله بلدان أخرى”.
ورفع كثيرون الأعلام السورية أو بالونات بيضاء مضاءة حملت عبارة “مع السوريين”، وهتف بعضهم “الحرية والديمقراطية لسوريا” و”أوقفوا المجازر في سوريا”.
وسيشهد 20 بلدا في العالم تحركات مماثلة مساء السبت في رسالة تضامن مع الشعب السوري.
الجيش السوري يعلن سقوط يبرود ومعارضون يؤكدون خوض حرب شوارع طاحنة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — تضاربت التقارير حول الوضع الميداني في مدينة يبرود السورية بالقلمون، المجاورة للحدود مع لبنان، والتي تتعرض منذ أسابيع لهجمات قاسية من قوات النظام مدعومة بعناصر من حزب الله، إذ أكد الجيش السوري سيطرته عليها بالكامل، في حين قال معارضون إن المدينة مازالت تشهد معارك قاسية بالشوارع وسط كمائن تنصبها مجموعات للجيش الحر.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن مصدر عسكري لم تكشف هويته الأحد قوله إن وحدات من الجيش “أنجزت سيطرتها الكاملة على مدينة يبرود في ريف دمشق وتقوم الآن بتمشيط المدينة وإزالة المفخخات والعبوات الناسفة التي زرعها الإرهابيون.”
من جانبه، قال مؤيد غزلان، عضو الأمانة العامة بالمجلس الوطني السوري المعارض والناطق باسم المجلس، في اتصال مع CNN بالعربية، إن المدينة تعرضت لمحاولة اقتحام في ساعات الفجر، ولكن المجموعات المعارضة ردت بكمين أدى إلى تدمير ثلاث دبابات وقتل العديد من جنود الجيش السوري ومجموعات حزب الله.”
وأضاف غزلان، المتابع للوضع الميداني في المدينة، إن بعض الفصائل المسلحة التابعة للمعارضة قد انسحبت من المدينة بالفعل، ولكن مجموعات أخرى تواصل القتال وتخوض حرب شوارع مع الوحدات النظامية التي تحاول التقدم، ولكنه لم يستبعد إمكانية سقوط المدينة نظرا للضغط العسكري الكبير الذي تتعرض له.
وشرح غزلان قائلا: “هناك مجموعات من الجيش الحر تحاول إعادة التمركز ومواصلة ضرب القوات المهاجمة وهناك مجموعات أخرى تنتظر الدعم. نحن نتمنى ألا تسقط المدينة، ولكن بحال سقطت فإن الثوار سيواصلون العمل من جوارها وضرب الأهداف فيها.”
ودعا غزلان المجموعات العسكرية التابعة لـ”الجبهة الإسلامية،” المكونة من تحالف عريض لمجموعات المعارضة، محاولة التدخل لمساندة المسلحين في المدينة من معاقل “الجبهة الإسلامية” في الرحيبة والغوطة الشرقية مضيفا: “أطالب بالتدخل والضغط على يبرود كي لا تكون القلمون لقمة سائغة لقوات النظام نظرا لأهميتها في ربط دمشق بالساحل وحمص والحدود اللبنانية.”
ورجح غزلان، في حال سقوط يبرود، بأن تقوم مجموعات المعارضة بالانتشار حولها، مؤكدا أن “خسارة المعركة لا تعني خسارة الحرب” مضيفا: “يجب ألا تبقى قوات النظام في يبرود أكثر من ساعات، وعلى الفصائل التابعة للجيش الحر أن تبقي المعركة مشتعلة، لدينا تأكيدات بأن القيادة العسكرية الموحدة لم تنسحب من المدينة كما أن كتائب غرب العاصي عادت إلى المدينة، وكذلك مجموعات من لواء شهداء القلمون، وعلى كل الأحوال فالمنطقة كبيرة ومدنها كثيرة ولن يتمكن النظام من السيطرة عليها بسهولة.”
الجربا بذكرى الثورة: نريد السلاح لمقاتلة النظام وداعش وعصابات رأس الأفعى بطهران
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — وجه رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، أحمد الجربا، رسالة إلى السوريين بمناسبة “الذكرى الثالثة للثورة” في بلاده، رفض فيها اعتبار أن بلاده تخوض حربا أهلية، داعيا إلى اعتبار سوريا ضحية “غزو بربري استباح البلاد” باسم الممانعة والحفاظ على الأقليات، وطالب العالم بتسليح المعارضة لمواجهة النظام والمتشددين.
وقال الجربا، في الكلمة التي وجهها للسوريين: ” قبل ثلاث سنوات وفي مثل هذه الأيام، خرج نفر قليل من السوريين ليعبروا عن موقف الأكثرية السورية، ومطالبتها بالكرامة والحرية في مواجهة نظام الاستبداد والاستئثار بالسلطة والمال، وكان أهالي درعا في مقدمة من نهض من السوريين في الثامن عشر من آذار، وهم الذين اكتوت قلوبهم على أطفالهم.”
وتابع الجربا بالقول: “ها نحن نقف تحية لذكرى أولادنا وأهلنا الذين استشهدوا والذين جرحوا على يد قوات النظام وشبيحته،.. أيها الشعب السوري العظيم … يا مفخرة الزمان وتاج العصر… نحن لم نعد في حالة ثورة أبدا ولسنا بالتأكيد في طور حرب أهلية كما يزعم البعض ويتمنى البعض الآخر.”
وأضاف: “نحن نتعرض لغزو بربري استباح البلاد باسم الممانعة أحيانا أو ًبادعاءات المحافظة على الأقليات، والعالم كل العالم قبل السوريين صار يدرك أكاذيب النظام وادعاءاته” مشددا على أن مقاتلي الجيش الحر “يقفون اليوم في مواجهة عصابات التطرف، ويقومون بتطهير بيتنا الداخلي من مرتزقة الإرهاب ولاسيما تنظيم دولة العراق والشام داعش وسواه، الذي تسلل إلى الصفوف الخلفية للثوار ليطعنهم في الظهر خدمة للنظام.”
وأكد الجربا أن المعارضة السورية “تواجه حربا شرسة في مواجهة أعداء مجردين من القيم والأخلاق من عصابات حسن نصر الله الذي أجر دماء شباب حزبه بأبخس الأثمان، إلى مرتزقة النفاق والشقاق الآتين من العراق، وصولا إلى رأس الأفعى في طهران.”
وطالب الجربا “أصدقاء الشعب السوري بضرورة الالتزام الفوري بالوعود المرتبطة بالتسليح النوعي” وختم كلمته بالقول: “المعركة لم تعد طويلة لأننا اجتزنا الجزء الأصعب … وبقي علينا في عض الأصابع ألا نصرخ قبل أن نقطع أصابعهم الممسكة بالزناد…. وما النصر إلا صبر ساعة.”
النشطاء السوريون في مواجهة الموت وخيبة الأمل
لينا سنجاب
مراسلة بي بي سي
تطل الشمس على دمشق، من بين السحب الممطرة التي تغطي أغلب سمائها. ويعلن الربيع عن نفسه في هذه المدينة، بكل ما يحمله من نسمات وأزهار دمشقية، ومياه متدفقة. يجعل هذا من السهل على المرء أن ينسى أنه في منطقة حرب، لولا وجود نقاط التفتيش والانتشار العسكري المتزايد في الشوارع.
شوارع دمشق تعُج بالسيارات، والأشخاص الذاهبين إلى أعمالهم، أوالأطفال إلى مدارسهم، بشكل عادي، كأي مدينة أخرى في العالم. وبالرغم من الانتشار العسكري في كثير من أرجاء العاصمة السورية، فالحياة في الأجزاء الخاضعة لسيطرة الحكومة طبيعية لدرجة قد تدهشك.
ربما لم يعد صوت القصف البعيد يزعج سكان المنطقة الواقعة في قلب دمشق، ومع ذلك فهم مهمومون بالحرب، لكنهم يعلمون إلى أي مدى هم محظوظون أيضا.
إنهم يعلمون تماما طبيعة الحياة التي يعيشها الناس في المناطق الأخرى، التي تبعد عن قلب العاصمة، وفي بقية أنحاء سوريا خاصة المناطق التي تخضع لسيطرة المعارضة.
تحول جذري
مايا مخرجة أفلام تعمل بشكل سري في دمشق، بعد أن تركت وظيفتها، حتى تتفرغ لمهمة توثيق ما يحدث حاليا في سوريا.
منذ اندلاع الانتفاضة ضد نظام الرئيس بشار الأسد قبل ثلاث سنوات تقريبا، كانت مايا واحدة من النساء الأوائل اللائي نزلن إلى الشارع للمطالبة بالتغيير.
واعتُقلت مايا حينما شاركت في مسيرة صامتة في قلب دمشق، رفعت خلالها النساء لافتات تطالب بالحرية وترفض قتل المتظاهرين السلميين.
وبينما تجلس مايا ذات الشعر الأشقر في مقهى في دمشق تحتسي الشاي ، تتذكر الأيام الأولى للثورة وتقول “لقد كان الأمل يملؤنا والتصميم، على أن فرصتنا قد سنحت. وبرغم التهديد الأمني والخوف من القتل أو الاعتقال، لم نتوقف أبدا عن الابداع وإيجاد طرق مختلفة للمقاومة السلمية”
تضحك مايا التي كانت تحكي عن تجربتها مع تلك الأحداث في بدايتها، خاصة حينما تصل إلى وصف المدى الذي وصلت إليه رفقة زملائها وزميلانتها الناشطين في محاولة للفت الإنتباه إلى مطالب الانتفاظة: “لقد كنا نضيف صبغة حمراء على مياه النوافير في دمشق في منتصف الليل، لكي نذكِر كل الناس بنزيف الدماء الجاري في البلاد، وكنا نطلق بالونات مكتوب عليها كلمة الحرية في السماء.”
“وصل بنا التحدي إلى أن وجّهنا الأضواء الكاشفة التي تكتب كلمة الحرية على القصر الرئاسي، ونصبنا مكبرات الصوت في الميادين الرئيسية لكي ننشد من خلالها الأغنية الثورية: يالله إرحل يا بشار.” تقول مايا.
يعلم سكان قلب العاصمة دمشق أنهم محظوظون عن غيرهم من السوريين
لكن تلك الأيام ولت، حيث زارت مايا مرات عديدة المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، لكي توثق ما يجري هناك. لكنها تقول إن ما شاهدته لا يرتبط من قريب أو من بعيد بما كانت تطالب به هي ورفقاؤها من الناشطين.
وتشرح قائلة: “هناك إسلاميون راديكاليون يريدون أن يحولوا سوريا إلى دولة إسلامية ذات أجندة راديكالية.”
وتضيف: ” إنهم يرغمون النساء على ارتداء الحجاب وأحيانا النقاب، كما هو حادث في الرقَة حاليا، والتي تخضع لسيطرة تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام المعروف باسم داعش، والمرتبط بالقاعدة”.
وتعتقد مايا أن العديد من الجماعات المسلحة التي تعمل داخل سوريا قد انكشف وجهها القبيح عبر الفساد والنزاعات الداخلية على السلطة.
وتقول إن المتطرفين، الذين تخالف معتقداتهم وجهات نظر معظم الشعب السوري، قد تم إقحامهم في البلاد عبر قوى إقليمية.
“الاستسلام أو الموت جوعا”
وقد سجلت الأمم المتحدة 2.5 مليون لاجئ نزحوا من سوريا، ويعتقد أن هناك مليون شخص آخرون أغلبهم من الطبقة المتوسطة المتعلمة تركوا البلاد، ولم يتم احصاؤهم ضمن إجمالي عدد اللاجئين.
أما داخل سوريا فقد شرد 6.5 مليون آخرين، ومن المرجح أن يكون ثلاثة أرباع الشعب السوري بحاجة إلى مساعدات إنسانية بحلول نهاية العام 2014.
ويعاني حوالي 300 ألف شخص معاناة كبيرة من أجل البقاء على قيد الحياة في أماكن تحاصرها قوات النظام، ويعيش بعضهم هذه الأوضاع منذ أشهر متتالية.
ويبدو أن الحكومة تتبع سياسة “الاستسلام أو الموت جوعا “، وأن ذلك يؤتي نتائجًا لصالحها.
ففي مدينة حمص القديمة وعدة مناطق في دمشق، من بينها المحمدية ومخيم اليرموك لللاجئين الفلسطينيين، نسى المدنيون مطالبتهم بالحرية، ويطالبون الآن بلقمة العيش فقط.
أما في مناطق أخرى حيث توجد المعارضة المسلحة، أو الأماكن التي احتجت على حكم الرئيس السوري بشار الأسد، تستمر قوات النظام بقصف الأحياء مدمرة واحدًا تلو الآخر ومخلفة الكثير من القتلى، أغلبهم من المدنيين.
وقال ناشط في مدينة حلب، التي انقسمت إلى مناطق موالية لمجموعات مختلفة منذ 2012، إن بعض المواطنين عالقون “بين شرين… القصف من السماء أوالقتل من على أيدي المتطرفين على الأرض”.
المجتمع المدني
دخلت العديد من الجماعات المتطرفة على خط النزاع في سوريا
من جانب آخر، تعيش مايا حياة عادية في دمشق، فهي تقوم بحضور دروس الموسيقى، وتتناول العشاء خارج البيت بصفة مستمرة مع أصدقائها.
كما يذهبون أيضًا للعب البولينغ في إحدى المراكز التجارية التي يرتادها الكثير من المتسوقين والعائلات، التي تقيم أيضًا هناك حفلات أعياد الميلاد لأطفالها، أو تنظم نواد للقراءة أو مشاهدة الأفلام.
ولكن مايا ماتزال، والكثيرون مثلها، مصممين على الدفع من أجل التغيير.
يعمل نشطاء المجتمع المدني في الخفاء في محاولة لحماية نسيج المجتمع السوري من التمزق، ومد يد العون لمن يحتاجها في أنحاء البلاد.
وقد قام هؤلاء النشطاء بإنشاء شبكات لتوفير الدعم الانساني، والتعليمي، والطبي، للنساء والأطفال ضحايا الحرب، الذين يعيش الكثير منهم على مرمى حجر من وسط دمشق.
ولكن العديد من النشطاء السلميين يتعرضون للسجن، ومنهم سجناء يتم يتم تعذيبهم حتى الموت.
“علينا الاستمرار”
هناك حملات دعائية تطالب الأسد بالترشح مجددا للرئاسة
ويبدو أن الصراع السوري قد وصل إلى طريق مسدود بعد ثلاثة أعوام من الصراع، فيما لم تؤد محادثات مؤتمر جنيف2 للسلام الشهر الماضي إلى الحل السياسي المنتظر، لتمهيد الطريق أمام بناء نظام ديمقراطي.
فالحكومة السورية وصفت بعض أعضاء المعارضة المشاركين في المؤتمر بـ”الارهابيين”، وقامت بمصادرة ممتلكاتهم. وفي الوقت نفسه توشك فترة الأسد الرئاسية (7 سنوات) على الانتهاء، وثمة حملات الآن تدعوه للترشح لفترة جديدة.
تقول مايا: “يجب أن نستمر بكل وسيلة ممكنة” وعلى الرغم من أنها فقدت الكثير من الأصدقاء في هجمات للنظام إلا أنها ماتزال تتحلى بالعزيمة.
وتضيف “لم نحقق حلمنا بأن تكون سوريا حرة ديمقراطية بعد، ولكن التغيير قادم على الطريق، وسنجد أساليب مختلفة لإنهاء الحكم الدكتاتوري.”
BBC © 2014
مصدر عسكري: الجيش السوري يطرد مقاتلي المعارضة من معقل قرب لبنان
بيروت (رويترز) – قال مصدر عسكري لرويترز إن القوات السورية في يبرود في المراحل النهائية يوم الاحد من طرد مقاتلي المعارضة الذين صمدوا هناك على مدى شهور وبدأت إبطال مفعول قنابل زرعها المسلحون على الطرق.
وتمثل يبرود المعقل الرئيسي الأخير لمقاتلي المعارضة قرب الحدود اللبنانية شمالي دمشق وسيساعد الاستيلاء عليها الرئيس بشار الأسد في تأمين الطريق البري بين معقله الساحلي المطل على البحر المتوسط وبين العاصمة دمشق والتضييق على خط إمداد للمقاتلين عبر الحدود من لبنان.
وقال المصدر إن معظم مقاتلي المعارضة انسحبوا من يبرود في الفجر بعد يوم من دخول القوات الحكومية المناطق الشرقية من البلدة وسيطرتها على العديد من التلال الاستراتيجية.
وأكد مقاتل في يبرود من جبهة النصرة الفرع الرسمي لتنظيم القاعدة في سوريا لرويترز أن مقاتلي المعارضة قرروا الانسحاب وقال إنهم يتوجهون إلى قرى مجاورة من بينها حوش عرب ورنكوس وفليطة.
وأضاف أن المقاتلين لا يعتزمون الانسحاب عبر الحدود إلى بلدة عرسال اللبنانية الحدودية التي تبعد 20 كيلومترا ناحية الشمال الغربي ويستخدمها مقاتلو المعارضة واللاجئون بانتظام.
وتحقق الحكومة السورية مكاسب مطردة على طول الطريق البري وكذلك في المناطق المحيطة بدمشق وحلب خلال الشهور المنصرمة لتستعيد زمام المبادرة في الصراع الذي دخل عامه الرابع.
وقتل أكثر من 140 ألف شخص في الحرب الأهلية التي تتزايد نزعتها الطائفية وبدأت باحتجاجات حاشدة في الشوارع على حكم الأسد قبل ثلاث سنوات ثم تحولت إلى تمرد مسلح بعد حملة قمع عنيفة ضد المتظاهرين.
(اعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير عماد عمر)
فرنسا تقول إنها لن تنسى الأزمة السورية وتعد بمزيد من الضغوط
باريس (رويترز) – قال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند يوم السبت إن فرنسا لن “تغمض عينيها” عن الصراع في سوريا رغم بروز أزمات أخرى على سطح الأحداث ووعد بتكثيف الجهود للتوصل إلى حل سياسي.
وقال أولوند بينما كان رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي يقف إلى جواره “هذه مأساة مستمرة منذ ثلاثة أعوام… هناك مجازر ترتكب كل يوم ولم ينجح مؤتمر )السلام( الذي عقد في جنيف لكن علينا أن نستمر في ممارسة ضغوط أساسية كي يتسنى التوصل إلى حل سياسي.”
وكانت فرنسا -وهي من أشد منتقدي الأسد- أول قوة غربية ترسل مساعدات عسكرية غير مميتة لمقاتلي المعارضة السورية. وكانت أيضا أول دولة غربية تعترف بالائتلاف الوطني السوري المعارض باعتباره الممثل الوحيد للشعب السوري.
وقال أولوند “هناك موضوعات بعينها تختفي من الأخبار ليس لأن شيئا لا يحدث وإنما لأن أخبارا أخرى تحل محلها” مشيرا إلى الأزمة الأوكرانية.
وتابع “اعتقد أنه طالما استمرت تلك المجازر وهذه المأساة وهؤلاء اللاجئين والنازحين واغتصاب النساء بسبب الحقوق اللاتي يدافعن عنها فإننا لم نفرغ من قضية سوريا.
“فرنسا -مثل إيطاليا- لا تعتزم غض الطرف عما يحدث”.
ومن المرجح أن الأسد يعتزم ترشيح نفسه لفترة رئاسة ثالثة في يوليو تموز القادم بعد أن شجعه فشل مؤتمر جنيف والدعم المستمر من إيران وروسيا .
وإذا أقدم على هذه الخطوة متحديا المعارضة السورية والزعماء الغربيين الذين يطالبونه بالتنحي فإن ذلك سيقضي على عملية السلام في جنيف التي تدعمها الأمم المتحدة.
وقالت وسائل إعلام سورية يوم الجمعة إن البرلمان السوري اشترط أن يكون المرشح لانتخابات الرئاسة مقيما في سوريا مما سيمنع كثيرين من معارضي الأسد المقيمين في المنفى من الترشح.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في بيان بمناسبة ذكرى مرور ثلاثة أعوام على بدء الصراع “يجب بذل كل جهد ممكن حتى تظهر سوريا الحرة الديمقراطية التي تحترم تنوع المجتمع السوري.”
من جون آيرش
(إعداد أشرف راضي للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)
الجيش السوري يسيطر بشكل كامل على مدينة يبرود الاستراتيجية
دمشق (أ ف ب)
سيطر الجيش السوري الاحد بشكل كامل على مدينة يبرود الاستراتيجية شمال دمشق، آخر معاقل المعارضة المسلحة في منطقة القلمون الاستراتيجية الحدودية مع لبنان، كما افاد التلفزيون السوري.
واضاف التلفزيون نقلا عن مصدر عسكري قوله “انجزت وحدات من جيشنا الباسل سيطرتها الكاملة على مدينة يبرود في ريف دمشق وتقوم الان بتمشيط المدينة وازالة المتفجرات والعبوات الناسفة التي زرعها الارهابيون”.
وقالت مصادر المعارضة ان مدنيين وناشطين في المدينة فروا عبر الحدود اللبنانية ليلا قبل سقوط يبرود.
وتشكل خسارة هذه المدينة الاستراتيجية ضربة عملية ورمزية للمعارضة.
وكانت يبرود تعتبر آخر معقل بارز للمعارضة المسلحة في منطقة القلمون الاستراتيجية.
وتشكل القلمون صلة وصل بين دمشق ومحافظة حمص في وسط البلاد، ويعتبر هذا الامتداد الجغرافي حيويا بالنسبة الى النظام، على صعيد الامدادات والسيطرة السياسية. كما ان سيطرة النظام على القلمون باكملها من شانها ان تحرم المعارضة في ريف دمشق من قاعدة خلفية مهمة.