أحداث الأحد 23 تشرين الأول 2016
زحف نحو حلب استعداداً للمعركة الكبرى
لندن، نيويورك، باريس، موسكو، أنقرة، بيروت – «الحياة» – أ ف ب، رويترز
حشدت القوات النظامية السورية والميليشيات الموالية عناصر إضافية في شمال حلب وشرقها وجنوبها لإحكام السيطرة على الأحياء الشرقية بالتزامن مع تجهيز فصائل «جيش الفتح» لهجوم من جنوب غربي حلب وشمالها الغربي بهدف فك الحصار عن المدينة، كما توغّل الجيش التركي دعماً لفصائل «درع الفرات» في ريف حلب الشمالي، ما بدا أن حلب تتعرض لزحف قوات تنتمي إلى أطراف عدة تحت مظلة روسية، وسط مؤشرات إلى معركة كبرى، في وقت لم يشهد اليوم الثالث للهدنة الروسية خروج أي شخص عبر المعابر، حيث ربطت موسكو تمديد الهدنة بتطورات مفاوضات جنيف لإخراج «فتح الشام» (جبهة النصرة) من شرق المدينة.
وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، إلى «قيام القوات النظامية والمسلحين الموالين يتقدمهم الإيرانيون وأنصارهم بحشد مزيد من القوات في الأطراف الشرقية من أحياء حلب الشرقية، بالإضافة الى حشد قواتها في القسمين الشمالي والجنوبي من هذه الأحياء، فيما حشدت الفصائل الإسلامية والمقاتلة قواتها في ضواحي أحياء حلب الغربية تمهيداً لبدء عملية عسكرية كبيرة في مدينة حلب»، ورُجّح «بدء العمليات العسكرية في أي وقت»، فيما أفاد النقيب عبدالسلام عبدالرزاق الناطق باسم «حركة نور الدين الزنكي» بقرب «معركة حلب لكسر الحصار وتحرير أهلنا من الاحتلال الفارسي كما وعدنا أهلنا في حلب».
ووفق معارضين، فإن فصائل معارضة ترمي إلى تخفيف الضغط شرق حلب والإفادة من تقدم «درع الفرات» باتجاه مدينتي الباب وتل رفعت شمال حلب، في حين يستهدف هجوم القوات النظامية والميليشيات إحكام الحصار على أحياء شرق حلب، باعتبار أن الحصار لا يزال رخواً، خصوصاً بعد تقدم فصائل «درع الفرات» جنوباً باتجاه شمال حلب.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس، أن القوات المدعومة من تركيا ستتقدم نحو مدينة الباب السورية التي يسيطر عليها «داعش»، مؤكداً إصرار أنقرة على طرد المتشددين والمسلحين الأكراد السوريين من المناطق القريبة من حدودها. وأضاف: «نحن ملتزمون بذلك، سنذهب إلى هناك (مدينة الباب)… يجب أن نعد منطقة خالية من الإرهاب». ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن قيادة الجيش النظامي قولها: «أي تواجد لوحدات من الجيش التركي داخل الحدود السورية هو عمل مرفوض ومدان وسيتم التعامل معه كقوة احتلال».
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: «تجددت الاشتباكات بين قوات سورية الديموقراطية من جهة، والفصائل المقاتلة العاملة ضمن عملية «درع الفرات» المدعمة بالقوات التركية من جهة أخرى، في محاور حربل والشيخ عيسى وقولسروج والحصية وعدة محاور أخرى بريف مدينة مارع في ريف حلب الشمالي». وأكدت مصادر أن دبابات تركية شوهدت تتجه من ريف الراعي نحو الجنوب إلى منطقة تل مالد قرب مارع وقرب قرية الشيخ عيسى حيث «تحاول الفصائل استعادة السيطرة على بلدة تل رفعت ومناطق أخرى تسيطر عليها فصائل منضوية تحت راية قوات سورية الديموقراطية».
وأشارت موسكو أمس، إلى أن تمديد هدنة حلب مرتبط بنتائج مفاوضات جنيف بين خبراء عسكريين روس وغربيين وإقليميين لإخراج «فتح الشام» من حلب. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في مقابلة مع تلفزيون «روسيا-1» أمس: «إما أن يكون (الرئيس بشار) الأسد في دمشق وإما أن تكون النصرة، لا يوجد خيار ثالث».
في باريس، طالب وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرولت مجلس الأمن باعتماد قرار يدين استخدام أسلحة كيماوية في سورية، ويفرض «عقوبات» على منفذي هذه الأعمال «غير الإنسانية».
وكان خبراء تابعون للأمم المتحدة أعلنوا الجمعة في تقرير لهم أن الجيش النظامي السوري شن هجوماً كيماوياً في آذار (مارس) 2015، هو الثالث بحسب هؤلاء الخبراء منذ العام 2014. كما اتهم تنظيم «داعش» بشن هجوم كيماوي. وقال إرولت في بيان: «أرغب في أن تصدر إدانة واضحة لهذه الجرائم في إطار قرار عن مجلس الأمن يفرض عقوبات على مرتكبيها».
الرقة تنتظر معركة الموصل وعينها على ما جرى في منبج
جلال زين الدين
يتابع العالم أخبار معركة الموصل باعتبارها مفصليّة وتنذر بإنهاء وجود التنظيم كدولة «إسلامية مفترضة» في العراق، لكنّ أهل الرقة يتابعونها بطريقة مختلفة لانعكاس نتائجها مباشرة على وضعهم الأمني والمعيشي، وقد بدأوا تلمُسَ المعركة قبل بدئها.
تشير معركة الموصل، وما سبقها من معارك في العراق وشمال سورية أن «دولة البغدادي» سائرة الى زوال، فقد خسر التنظيم كثيراً من المساحات الجغرافية لكن خسارة الموصل والرقة لاحقاً لها وزن مختلف كما يعتقد مراقبون.
ولاحظ أهالي الرقة أموراً عدة منذ بدء المعركة رغم أنّ حركة المرور العامة بين الرقة والموصل تبدو طبيعية وفق شهادة أحد محرري موقع «الرقة بوست»، فوصلت الى الرقة -حتى الآن- أعداد قليلة من عناصر التنظيم، ويقول الناشط محمد العبدالله: «رصد ناشطون في الرقة حوالى عشر باصات، و25 سيارة بلوحات عراقية تحمل عوائل عناصر لـ «داعش»، والرجال كانوا للمرافقة فقط» وأكد العبدالله أنه تمّ إسكانهم في بيوت أُعدت مسبقاً لهم في السكن الشبابي في الجهة الشمالية الشرقية من مركز المدينة وبحي الرميلة، إضافة إلى ريف الرقة».
ويضيف العبدالله: «أن أعدادهم غير كبيرة وأسكنهم التنظيم بين الأهالي ويتخوف الناس من قصف هذه المناطق بحجة وجود عناصر من داعش».
وارتفعت مؤخراً وتيرةُ الغارات الجوية التي تستهدف المدينة، مما أثار الخوف والهلع في صفوف الأهالي إذ يقع غالباً ضحايا من المدنيين الأبرياء في الغارات التي تستهدف المدينة والريف كما أكد ناشطون.
ولوحظ انتشار كثيف لحواجز التنظيم، وربط الأهالي ذلك بمعركة الموصل وبالغارات التي تعرضت لها المدينة مؤخراً فضلاً عن إشاعات التحضيرات العسكريّة لمهاجمة الرقة، ويقول العبدالله: «يدعي التنظيم أن الحواجز تحد من حركة المخبرين الذين يعطون إحداثيات لطيران التحالف، فهي تعيقهم وتدخل الرعب الى قلوبهم». فيما لاحظ كثيرون من أهالي الرقة زيادة في وتيرة الانشقاقات على مستوى العناصر في الفترة الأخيرة.
ويؤكد خبراء عسكريون ارتباط معركة الموصل بما يجري في سورية عموماً والرقة خصوصاً، ويقول الناشط الإعلامي محمود الحسن من ريف حلب: «أرسل التنظيم قوات نخبة الى دابق وسرعان ما سحبها من الريف الشمالي، ولا يُعرف ما اذا عادت هذه القوات الى الرقة أم تراجعت الى مدينة الباب. يبدو أنّ التنظيم يتهيّأ لمعركة الرقة. وينفي محرر «الرقة بوست» أن تكون للحشود على جبهة عين عيسى علاقة بمعركة الموصل، ويؤكد: «أن هذا استعراض قوّة يحرص التنظيم وقوات الاتحاد الديموقراطي ولواء ثوار الرقة على فعله شهرياً»، ولكن يبدو لافتاً عدم غياب طيران التحالف عن المنطقة، ومراقبته لكل ما يحدث فيها.
ويتخوفُ التنظيمُ كثيراً من انطلاق معركة «درع الجزيرة» التي ستقودها تركية التي رشحت أخبار حولها خلال الأيام الماضية لإدراك التنظيم الشعبية التي يحظى بها الثوار العرب لدى أهل الرقة خلافاً للكرد، ويقول موقع «الرقة بوست»: «أهالي الرقة يريدون التخلص من التنظيم، لكنهم يخشون مجيء سلطة أسوأ، أي يخشون الميليشيات الكردية» لذلك يفضل السكان العرب الثوار، ويتابع: «الأهالي ينظرون الى الجيش الحر باعتباره ضامناً لحياتهم، وللعيش الاجتماعي السلمي».
ويحاول التنظيم جاهداً تغييب الرأي العام عمّا يحدث في المحيط، وترك هذا أثراً عكسياً، فزادت مخاوف الأهالي بعد حملات التفتيش الأخيرة. ويقول العبدالله «يجري تفتيش منازل السكان تفتيشاً دقيقاً بحثاً عن أجهزة الاستقبال الفضائي، كما يفتشون الأسطح، ويفرضون ضرائب على المخالفين».
وشملت الحملة مقاهي الانترنت التي تخضع لرقابة صارمة من قبل التنظيم، ويشير العبدالله الى أن «الحصول على ترخيص لمقهى أنترنت يحتاج شروط أهمها تأمين تزكية من عناصر التنظيم، ولا تصل للرقة التغطية التركية، وتغطية الخليوي السوري مقطوعة». ولتشديد الرقابة فرز التنظيم أمنيين ومخبرين سريين لمراقبة مقاهي الانترنت، ويحق للتنظيم الاطلاع على سجلات البيانات الخاصة بالصالة، ويقول سكان من المدينة أن دوريات التفتيش على مقاهي النت زادت مع انطلاق معركة الموصل». ولا يبث التنظيم عبر وسائله الإعلامية إلا أخبار الانتصارات، ويقول الطالب الجامعي يوسف: «إن من يقرأ نشرة التنظيم الإعلامية يعتقد بأن التنظيم سيسيطر بعد يومين على بغداد، لكن الأهالي يدركون الحقيقة».
ويترقب أهالي الرقة نتائج معركة الموصل بخوف وحذرٍ شديدين لإدراكهم أن الرقة ستكون الخطوة التالية مباشرة، ويخشون كثيراً من سيناريو منبج «التدميري»، ويقول «الرقة بوست» إن مجريات معركة الموصل ستؤثر كثيراً في معنويات التنظيم في الرقة فهو يرتبط أمنياً وعسكرياً بالموصل، والموصل العاصمة الحقيقية للتنظيم».
وستزداد الصورة وضوحاً خلال الأيام المقبلة، فلن يستطيع التنظيم إخفاء الحقائق.
استئناف المعارك في حلب بعد انتهاء الهدنة
حلب – أ ف ب – استؤنفت المعارك في حلب بين الجيش السوري والفصائل المعارضة المسلحة، بعيد انتهاء الهدنة الانسانية التي اعلنتها روسيا طوال ثلاثة ايام ولم تسفر عن اجلاء الجرحى من الاحياء المحاصرة.
واستهدف مسلحو المعارضة ليل السبت الاحد، احد احياء غرب حلب الخاضعة لسيطرة النظام بوابل كثيف من الصواريخ والقذائف في حين تعرض شرق المدينة، الذي تسيطر عليه المعارضة لقصف بالقذائف والغارات الجوية، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الانسان.
وفي شرق حلب سماع دوي قذائف مدفعية خلال الليل هزت المنطقة كلها.
وأدى ذلك الى سقوط ثلاثة جرحى في مناطق الفصائل، وفقاً للمرصد.
وكان مدير المرصد رامي عبد الرحمن اكد السبت، ان “هناك تعزيزات عسكرية من الطرفين الأمر الذي يظهر انه ستكون هناك عملية عسكرية واسعة في حال فشل وقف اطلاق النار”.
وحلب منقسمة منذ عام 2012 ويطوق الجيش السوري مناطق الفصائل المقاتلة التي لم تتلق مساعدات انسانية منذ اشهر، كما انها مهددة بنقص المواد الغذائية، وفقاً للامم المتحدة.
وبدا النظام وحليفه الروسي هجوماً في 22 ايلول/سبتمبر، لاستعادة الاحياء الشرقية ما ادى الى اتهامات بارتكاب “جرائم حرب” نظراً لقوة الضربات التي اوقعت حوالي 500 قتيل وألفي جريح، بحسب الامم المتحدة.
والهدنة الانسانية التي انتهت مساء السبت، لم تسفر عن مغادرة من يرغب من السكان والمقاتلين الاحياء الشرقية حيث يعيش نحو 250 الف شخص.
ورغم الاوضاع الصعبة، لم تشهد ثمانية ممرات حددها الجيش الروسي خلال الهدنة اي حركة. في النهاية، لم يغادر سوى ثمانية مقاتلين جرحى وسبعة مدنيين منطقة الفصائل.
-هجمات كيميائية-
واتهمت السلطات الروسية ووسائل الاعلام الرسمية السورية المقاتلين بمنع اي شخص من مغادرة مناطقهم. وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان المقاتلين يستخدمون “التهديدات والابتزاز والقوة الغاشمة” لمنع عبور الممرات.
كما كانت الأمم المتحدة خططت لإجلاء جرحى في وقت مبكر الجمعة، لكن في نهاية المطاف قررت تأجيل العملية لأن “الضمانات المتعلقة بالظروف الأمنية” ليست متوفرة. ومع ذلك، طلبت الأمم المتحدة من روسيا تمديد الهدنة حتى مساء الاثنين.
وتقول الأمم المتحدة ان 200 شخص من المرضى والجرحى يجب اجلاؤهم على وجه السرعة من مناطق المقاتلين في حلب.
في غضون ذلك، أعلن مسؤول في الكرملين السبت ان التدخل العسكري في سوريا، يهدف الى تحريرها من الجهاديين وبقاء الرئيس السوري بشار الاسد في السلطة.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بسكوف في مقابلة مع تلفزيون “روسيا-1″، ان هناك نتيجتان فقط للنزاع في سوريا وهما اما ان يبقى الأسد في السلطة واما ان يستولي الجهاديون على البلاد.
وقال “اما ان يكون الاسد في دمشق واما ان تكون النصرة”، في اشارة الى تنظيم جبهة النصرة المرتبط بالقاعدة والذي غير اسمه الى جبهة فتح الشام. واضاف “لا يوجد خيار ثالث”.
وفي نيويورك، أعلن خبراء تابعون للأمم المتحدة ان الجيش السوري شن هجوماً كيميائياً على بلدة قميناس في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا في 16 آذار/مارس 2015.
غير أن الخبراء لم يجمعوا أدلة كافية لتحديد المسؤولية عن هجومين كيميائيين آخرين في بنش بالمحافظة نفسها في 24 آذار/مارس 2015، وفي كفر زيتا بمحافظة حماه في 18 نيسان/أبريل 2014، بحسب التقرير الذي ارسل الجمعة الى مجلس الامن الدولي.
ومن أصل تسعة هجمات كيميائية مفترضة نظر فيها فريق “آلية التحقيق المشتركة” وتم شنها بين عامي 2014 و2015، نسب المحققون ثلاثة هجمات الى النظام السوري وهجوماً واحداً الى تنظيم الدولة الاسلامية.
وفي السياق ذاته، طالب وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت السبت مجلس الامن باعتماد قرار يدين استخدام اسلحة كيميائية في سوريا، ويفرض “عقوبات” على منفذي هذه الاعمال “غير الانسانية”.
من جهته، دان البيت الابيض السبت “ازدراء” النظام السوري للمعايير الدولية، وذلك بعد إعلان خبراء في الامم المتحدة ان دمشق استخدمت اسلحة كيميائية ضد شعبها ثلاث مرات عامي 2014 و2015.
هل زيارة رئيس المخابرات السوري لمصر نتيجة لتوتر العلاقات بين مصر والسعودية؟
القاهرة ـ «القدس العربي»: أجرى رئيس «مكتب الأمن الوطني السّوري» علي المملوك محادثات رسميّة في القاهرة استمرّت يومًا واحدًا بناءً على دعوةٍ من الجانب المصري، حسب وكالة «سانا» السّوريّة.
وذكرت «سانا» أنّ المملوك التقى نائب رئيس جهاز الأمن القومي المصري خالد فوزي وكبار المسؤولين الأمنيّين، مشيرةً إلى أنّ الطّرفين «اتّفقا على تنسيق المواقف سياسيا بين سوريا ومصر وكذلك تعزيز التنسيق في مكافحة الإرهاب الّذي يتعرّض له البلدان».
وأوضح مصدر سياسي سوري مواكب للمملوك، أنّ هذه ليست الزّيارة الأولى الّتي يقوم بها المملوك إلى مصر، لكنّها أوّل زيارة معلنة له. ومن النّادر أن تواكب وسائل الإعلام السوريّة نشاطات المملوك أو تنشر صورا له. ويعود آخر ظهور علني له إلى 13 ايار/مايو من العام الماضي لدى مشاركته في اجتماع عقده الرئيس السوري بشار الأسد مع مسؤول إيراني. ومن جانبه، قال السفير ابراهيم يسري، مساعد وزير الخارجية الأسبق لـ«القدس العربي»: «استنكر تلك الزيارة كما استنكر عملية التواصل التي تحدث في الوقت الحالي بين مصر وبشار الأسد، لانني لا أعتبر في صالح مصر على الاطلاق». وأوضح «هذه الزيارة بهدف التعاون أو التفاهم أو الاتصال وأعتبر ان مجرد وجود فكرة تواصل بين البلدين أمر غير مقبول».
وأضاف «العلاقات بين مصر والسعودية تشهد ارتباكا شديدا، ومصر الآن تلعب مع جميع الدول مثل أمريكا والسعودية وسوريا، وليست لها خطوات سياسية ثابتة، فتلك الزيارة لا تؤثر كثيرا على العلاقة بين مصر والسعودية لانها أصبحت باردة».
وقال مصدر أمني في مطار القاهرة الدولي، إن «وفدًا سوريًا، يضم 6 مسؤولين من النظام، وصل إلى القاهرة، على متن طائرة خاصة، قادمًا من دمشق».
وأضاف أن «عناصر من المخابرات الحربية المصرية، كانوا في استقبال الوفد»، من دون أن يوضح أسماء أعضاء الوفد السوري أو مناصبهم. وأشار المصدر إلى أن الوفد توجه، بصحبة عناصر المخابرات، للقاء مسؤول مصري (لم يذكر اسمه).
وأشار إلى أن الزيارة تستغرق ساعات لبحث «آخر التطورات في سوريا وجهود الحل سياسي، بما يضمن وحدة واستقرار البلاد، ورفع الأعباء عن المواطنين ومواجهة التنظيمات الإرهابية».
وقال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات السياسية والدولية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية لـ«القدس العربي» أن «ليست هذه الزيارة الوحيدة التي يقوم بها مسؤول كبير مخابراتي سوري إلى مصر بل سبقتها زيارات، ولكن المؤكد ان موقف مصر وتمسكها بوقف الحرب على الأراضي السورية واصرارها على ان الحل لابد ان يكون سياسيا، قد وقع في قلب النظام السوري بشكل إيجابي. واعتقد انه انتهز الفرصة لكي يضرب الحديد وهو ساخن، بمعنى ان مصر ترى ان الحل السياسي يجب ان يكون الأمثل بينما ترى السعودية وأمريكا وفرنسا وبعض الدول الأخرى ان لا مجال لبشار الأسد في مستقبل سوريا وانه يجب ان يكون هناك تدخل عسكري بينما مصر ترفض هذا، واعتقد ان الموقف المصري هو ما لقي قبولا لدى القيادة السورية، واعتقد ان هذه الزيارة مشوار طويل للعلاقات بين مصر وسوريا».
وأضاف «اعتقد ان في القريب العاجل ستكون هناك علاقات بين مصر وإيران والرئيس السيسي». واكد «ان أي تقارب مع سوريا يأتي على حساب العلاقات المصرية السعودية، ولكن السيسي في حواره مع الصحف القومية أكد انه لا ينبغي ان تغضب السعودية من أي تقارب تقوم به مصر، لان الإمارات مثلا لها علاقات جيدة مع إيران وعمان».
وتأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه العلاقات المصرية السعودية خلافا بسبب تباين مواقف البلدين من الأزمة السورية، إذ ترى القاهرة إن الحل السياسي الذي يشمل جميع الأطراف هو السبيل لإنهاء الصراع الدائر في سوريا منذ نحو ست سنوات بينما ترى الرياض ضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد من السلطة أولا.
ولخص الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في آب/اغسطس الماضي الموقف المصري من الأزمة السورية المستند إلى خمسة مبادئ هي «احترام وحدة الأراضي السورية وإرادة الشعب السوري وايجاد حل سياسي سلمي للأزمة ونزع أسلحة الميليشيات والجماعات المتطرفة وإعادة إعمار سوريا وتفعيل مؤسسات الدولة».
واعتبر مراقبون إن تأييد مصر للمشروع الروسي جاء في إطار محاولات القاهرة التقارب مع موسكو وهي أكبر حلفاء الأسد. وفيما تطالب الرياض برحيل الأسد، تعبر القاهرة عن تأييدها لحل سياسي يشارك فيه الأسد.
ومطلع الأسبوع الماضي، صوت مجلس الأمن على مشروع قرار فرنسي يطالب بنهاية فورية للضربات الجوية وطلعات الطائرات الحربية فوق مدينة حلب. وكان مشروع القرار ينص على وقف القتال في حلب من دون أن يأتي على ذكر وقف الغارات الجوية التي تنفذها طائرات روسية وسورية على الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة المعارضة في حلب. ولم يقر داخل مجلس الأمن.
واستخدمت روسيا حق النقض «الفيتو» ضد هذا المشروع، وقدمت مشروعا بديلا يعتبر في الواقع المشروع الفرنسي مع تعديلات روسية، حيث استبعد المطالبة بنهاية للضربات الجوية على حلب، وأعاد التركيز على الاتفاق الأمريكي الروسي لوقف اطلاق النار الذي انهار بعد أسبوع من سريانه.
وكان لافتا أن مصر، العضو العربي الوحيد (عضو غير دائم) في مجلس الأمن حاليا، صوتت لصالح المشروع الفرنسي والروسي في الوقت ذاته، الأمر الذي أغضب القيادة السعودية، خاصة مع ظهور المندوب المصري في الأمم المتحدة في مشاهد ودية مع مندوب سوريا بشار الجعفري.
وفي 15 يونيو/حزيران 2013 أعلن محمد مرسي الرئيس المصري آنذاك، قطع العلاقات مع سوريا، وإغلاق سفارتها في مصر، وسحب القائم بالأعمال المصري في دمشق.
تبدأ من قصف قوات سوريا الديمقراطية في عفرين: تأمين غرب الفرات أولوية تركية ضمن معركة «تحرير الرقة»
منهل باريش
أكد نائب القائد العام لـ«جيش الثوار» التابع لقوات سوريا الديمقراطية، أحمد السلطان، لـ«القدس العربي»، قصف الطيران الحربي التركي لنقاط جيشه التي تقدم فيها في بلدتي الحصية وأم حوش جنوب مارع في ريف حلب الشمالي، ما أسفر عن مقتل اربعة من مقاتليه. ونفى السلطان وقوع «أي اشتباك ناري بين جيش الثوار وفصائل درع الفرات»، وأوضح قائلا: «بعد أن حررت فصائل درع الفرات تل مالد والسيد علي، وسيطرتنا على الحصية وما حولها، أصبحت المسافة قريبة بين الطرفين وخلال دقائق أصبحت المناطق كلها خالية من داعش، من دون أن يعلم الطرفان أنهما يسيطران على المناطق الجديدة. وبالفعل حدث تبادل لإطلاق النار لكننا نعتبره غير مقصود، وسببه عدم التنسيق».
وأشار السلطان إلى أن جيش الثوار «حاول دائما مساعدة لواء المعتصم وثوار بلدة مارع، وسبق أن فتح طريقاً لخروج المدنيين وفرق الإسعاف عندما اقترب تنظيم «الدولة» من حصار مارع».
وقصفت المدفعية التركية عددا كبيراً من مواقع «قوات سوريا الديمقراطية» في منطقة عفرين، وتعتبر بغالبيتها مواقع عسكرية. وأكدت الفصائل المنضوية في هذه القوات مقتل 15 عنصراً في صفوفها بالقصف المدفعي التركي على منطقة عفرين.
وأصدرت القيادة العامة لجيش الثوار، مع أربعة فصائل أخرى، كلها منضوية تحت قوات سوريا الديمقراطية، بياناً مشتركاً قالت فيه أن نقاط تمركزها تعرضت لهجوم عنيف من قبل «الطيران التركي وإرهابيي الدولة ومرتزقة درع الفرات، ضد الفصائل الثورية والمدنيين في القرى المحررة».
وأضاف البيان أنه منذ ظهر يوم الأربعاء الماضي «بدأ القصف المدفعي الكثيف من الجيش التركي لنقاط تمركزنا على جبهة المواجهة مع تنظيم «الدولة»، ومن ثم بدأ القصف الجوي من الساعة 9 مساءً وحتى الساعة 5 صباح اليوم (التالي) حيث شنت الطائرات التركية أكثر من 30 غارة على نقاط قواتنا والمدنيين في القرى المحررة». وجاء في البيان: «وبالتزامن مع القصف شنّ ما يسمى درع الفرات هجمات عنيفة على تمركز قواتنا من محاور السموقة وتل مالد وطويحينة والتي تم دحرها جميعاً وفروا تاركين خلفهم جثتين للمرتزقة».
وأشار البيان إلى أنه «وبالتنسيق مع القصف التركي هجم تنظيم «الدولة» على مركز سيريتل وتمكن من السيطرة على تلك النقطة، حيث استمرت الاشتباكات العنيفة من محاور الوحشية وسد الشهباء وتم دحر جميع الهجمات واستعادة نقطة مركز سيرتيل».
في المقابل، كان مصطفى سيجري، رئيس المكتب السياسي في لواء المعتصم، التابع للجيش الحر، قد اتهم جيش الثوار بأنه «أخذ منحى خطيراً، وقوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي تستخدمه لمصالحها الانفصالية». وأضاف، في حديث لـ«القدس العربي» أن «عمل جيش الثوار أصبح على حساب الوطن، ووحدة الأراضي السورية، في مواجهة أبناء وطنهم من الجيش الحر». وعلق سيجري على البيان الأخير لجيش الثوار بالقول: «بياناتهم أصبحت كبيانات داعش والقاعدة، ويتبعون شعار اكذب.. اكذب».
وأكد سيجري أن الجيش الحر «استعاد أغلب النقاط التي تقدم إليها جيش الثوار في الحصية جنوب مارع، بعد أن كان جيش الثوار قد تقدم عليها. وطلب من حزب الاتحاد الديمقراطي الانسحاب وإلا سوف تكون هناك مواجهة مع فصائل الجيش الحر من أبناء المناطق المحتلة».
وجاء التدخل التركي العنيف ضد قوات سوريا الديمقراطية في عفرين كرسالة قوية لوقف أي عمل شرق مارع، يراد منه التقدم باتجاه مدينة الباب شرقاً، خصوصا بعدما أصبحت فصائل درع الفرات على مسافة أقل من 13 كم من جنوب اخترين.
ومن المحتمل أن تقوم قيادة معركة درع الفرات، بعد تأمين مناطق شرق مارع، باستعادة السيطرة على النقاط التي كان تقدم إليها جيش الثوار في شباط/ فبراير الماضي، وهي بلدات تل رفعت وكفرنايا وكفرناصح ومنغ ومرعناز. وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد استغلت انهيار فصائل المعارضة السورية أمام القصف الروسي وتقدم الميليشيات الشيعية إلى نبل والزهراء وكسر الحصار عنها، للدخول إلى تلك المناطق.
لكن من المتوقع ان يؤجل سير العمليات الرغبة التركية في «إزعاج» أمريكا عبر شن أي هجوم على حليفها في المناطق المذكورة أعلاه. بل ربما تعتبره تركيا أمراً غير ضروري حالياً إذا نجحت في ضمان منطقتها الآمنة، والتي تتطلب التقدم السريع للسيطرة على الباب ومن ثم منبج.
ويشغل تركيا، إضافة إلى معركة درع الفرات، استعدادها لمعركة تحرير الرقة، بالتعاون مع بعض الفصائل العربية التي بدأت تحضيرها في مدينة أورفه جنوب تركيا. وعلمت «القدس العربي» من مصدر خاص، فضل عدم ذكر اسمه، أن «أكثر من 1300 مقاتل عربي يجري تحضيرهم لزجهم في معركة تحرير الرقة»، بالتفاهم مع وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاغون.
وتتطلب معركة الرقة من تركيا السيطرة على كامل غرب نهر الفرات، ليكون نقطة انطلاق للهجوم على غرب الرقة، فيما تحاول أمريكا إقناع قوات سوريا الديمقراطية بالانسحاب من تل أبيض لتصبح نقطة انطلاق المحور الشمالي في الهجوم على الرقة. وتستشعر تركيا أهمية خوض معركة الرقة مع الفصائل العربية والعشائرية مع الضغوط التي تواجهها في معركة الموصل، حيث ترفض الحكومة العراقية إشراك القوات التركية والمقاتلين الذين دربتهم في بعشيقة، في معركة تحرير الموصل، فيما تتقدم قوات الحشد الشعبي المدعومة إيرانياً على أكثر المدن العراقية التي تعتبرها تركيا عمقها الإستراتيجي في العراق.
معركة الموصل: كفة إيران الراجحة على الكفة التركية
رائد الحامد
تعددت الأطراف المشاركة في معركة الموصل على الأرض حتى بلغت حجم قواتها 102 ألف مقاتل من قوات عراقية وغير عراقية، وفقا لتقرير نشرته محطة «سي ان ان» العربية قبل يومين، إضافة إلى آلاف أخرى من الحشد الشعبي لا يمكن تأكيد الرقم الحقيقي لها.
وتتداخل في ساحة الصراع عشرات الدول التي تشارك بقوات خاصة أو مستشارين يرافقون القوات المهاجمة، لكن ليس من بينها قوات تركية مشاركة في العمليات القتالية بشكل مباشر سبق للرئيس التركي ان وعد بمشاركتها قبيل انطلاق العمليات العسكرية.
اقتصرت المشاركة التركية غير المباشرة على حوالي ألفي مقاتل من حرس نينوى بقيادة أثيل النجيفي من أصل حوالي خمسة آلاف مقاتل دربتهم القوات التركية في معسكر بعشيقة، 30 كيلومترا شمال الموصل، كما أعلنت تركيا عن طلب موافقة قيادة التحالف الدولي مشاركة طائراتها في الهجوم على تنظيم «الدولة». وكانت تركيا دخلت الأراضي السورية دون استئذان أي من دول العالم بما فيها روسيا والولايات المتحدة وإيران، ولم يرشح في وسائل الإعلام ما يشير إلى خلاف هذا، باستثناء آراء لمحللين يتوقعون ان تكون هناك تفاهمات مسبقة مع دولة أو أكثر من الدول الثلاث الفاعلة في الأزمة السورية.
وكان وزير الخارجية التركي يلديريم قد صرح في مؤتمر صحافي عقده يوم 18 تشرين الاول/أكتوبر، ان القوات الجوية التركية تشارك قوات التحالف في توجيه ضربات على تنظيم «الدولة» في معركة الموصل. لكن الخارجية التركية عادت للقول ان تركيا «تشارك من حيث المبدأ». كما ان البنتاغون الأمريكي لم يشر حتى الآن في بياناته إلى مشاركة القوة الجوية التركية في الوقت الذي خرجت فيه تظاهرات غاضبة لاتباع التيار الصدري أمام السفارة التركية في بغداد بعد ان كان مقررا لها ان تتجمهر أمام المحكمة العليا احتجاجا على نقض قرار رئاسة الحكومة بإلغاء مناصب نواب رئيس الجمهورية الثلاثة.
وفي سياق التصعيد الإيراني غير المباشر ضد الدور التركي، وإضافة إلى تظاهرات أتباع التيار الصدري وهو الموصوف بأنه أكثر القوى الشيعية اعتدالا وأقلها ولاء لإيران، أصدر القضاء العراقي مذكرة قبض بحق قائد الحشد الوطني «حرس نينوى» محافظ نينوى السابق والحليف المسلح الوحيد لتركيا في ساحة الصراع حول استعادة الموصل، أو الصراع على الموصل وليس القتال من أجلها، كما يبدو.
يضم حرس نينوى أقل من خمسة آلاف مقاتل، تحدثت وسائل إعلام عن مشاركة ألفي مقاتل منهم في المعارك التي تدور في محيط ناحية بعشيقة شمال الموصل إلى جانب قوات البيشمركه الكردية التي تحاول استعادة مركز الناحية من تنظيم «الدولة» منذ ثلاثة أيام، وتتمركز قوات حرس نينوى في معسكر تتواجد به عشرات الآليات المدرعة التركية مع عدد يتراوح بين 700 جنديا وضابطا تركيا إلى 1000 اقتصرت مهامهم حتى الآن على تقديم الدعم والاستشارة لحرس نينوى.
ويكتنف الموقف الأمريكي من الوجود العسكري التركي في العراق بعض الغموض المتأتي من تصريحات متناقضة تصدر عن مراكز القرار الأمريكي التي تراوحت بين القول بشرعيته وعدمها من حيث نفي أو تأكيد كونه جزء من التحالف الدولي، وبالتالي الاستجابة للرغبة التركية بالمشاركة في استعادة الموصل، وهي المشاركة التي لم تبد الولايات المتحدة حتى الآن موقفا صريحا منها باستثناء موقفها القائل ان مشاركة الأتراك قرار تحدده حكومة بغداد المخولة وحدها بتحديد الأطراف التي يمكن لها المشاركة، ما يعني عدم السماح للقوات التركية بالمشاركة، وهو ما تدركه الولايات المتحدة التي تعرف تماما ان حكومة بغداد لا يمكن ان تسمح لتركيا بالمشاركة ولعب دور في إطار توازن القوى والنفوذ مع إيران التي لها اليد الطولى على القرار العراقي.
لكن ليس ثمة ما يبنى عليه من احتمالات وقوع صدام تركي إيراني مباشر أثناء أو بعد معركة الموصل، لأسباب من بينها ان لكلا الطرفين قوى محلية يمكن لها ان تخوض حربهما بالوكالة، كما ان علاقات إيران مع تركيا وما يرتبطان به من مصالح أكبر من ان ينجرفا إلى صدام مباشر طالما هناك قوى محلية مستعدة لخوض صراعهما بالوكالة، والأهم احترام نفوذ كل منهما الآخر، وهو ما ينفي ما يتردد في وسائل الإعلام على لسان سياسيين ومحللين يتخوفون من صراع قوى إقليمي بين تركيا وإيران.
تتحالف تركيا بشكل وثيق مع قوات حرس نينوى، وترتبط بعلاقات متينة وتنسيق مع حكومة إقليم كردستان وقوات البيشمركه التابعة لرئيس الإقليم الذي يقود الحزب الديمقراطي الكردستاني، لكن حرس نينوى لا يمتلك ما يكفي من أدوات دخول الصراع نيابة عن تركيا التي أعلنت قبيل بدء العمليات القتالية رفضها مشاركة الحشد الشعبي أو حزب العمال الكردستاني الذي يتواجد أكثر من خمسة آلاف مقاتل تابعين له سيشاركون في معركة الموصل، إضافة إلى مئات المقاتلين من الفرع السوري للحزب الذي يقوده صالح مسلم ويسيطر على مساحات واسعة من مركز مدينة سنجار وقرب ناحية ربيعة على الحدود مع سوريا.
يعد كل من الحشد الشعبي وحزب العمال الكردستاني حلفاء تقليديون لإيران التي تسعى لتواصل جغرافي من وسط إيران مرورا بديالى إلى كركوك والموصل وصولا إلى ربيعة ومن ثم إلى شمال سوريا الأقرب إلى حلب من طريق بغداد الأنبار دمشق إلى حلب. وبحكم النفوذ الواسع لإيران على القرار في بغداد شارك الحشد الشعبي بشكل واسع كقوة مقاربة لحجم مشاركة قوات البيشمركه الكردية، لكن حتى الآن ليس هناك ما يشير إلى مشاركة حزب العمال الكردستاني في العمليات القتالية بشكل مباشر لأسباب تعود إلى ان مراكز تموضعه في سنجار ما زالت تعد جبهات هادئة، ومن المؤكد انه سيشارك مستقبلا إذا فتحت جبهة قتال لاستعادة قضاء تلعفر غرب سنجار.
القوى المحلية من محافظة نينوى المدعومة من تركيا، هي قوى ليست ذات أثر في معادلة التوازنات العسكرية إذا قورنت بقوة الحشد الشعبي والجيش العراقي الذي هو ظهير الحشد، وليس العكس. كما ان هناك قوى محلية أخرى مؤازرة لإيران وتدين بالولاء لها بشكل مباشر أو للحشد الشعبي الذي ينفذ سياساتها، مثل حزب العمال الكردستاني وفصائل أخرى مثل الحشد المسيحي وهو من مسيحيي سهل نينوى وميليشيا قاسم ججو الإيزيدية وفصائل أخرى تابعة للحشد مشكلة من التركمان الشيعة من سكان تلعفر، وميليشيا أخرى من الأكراد الشيعة المعروفين باسم الشبك، وهذه جميعا قوى مؤازرة لإيران في نينوى.
يمكن القول، ان إيران نجحت في بناء قوة ناعمة عمادها الميليشيات تقاتل نيابة عنها، في حين تركيا لا تمتلك من الحلفاء سوى قوى من عدة آلاف من أبناء نينوى من العرب السُنّة، وتبدو المقارنة بينهما في ميزان القوى أشبه بالمقارنة بين قوة تنظيم «الدولة» المكون من عدة آلاف مقارنة بالقوات المشاركة في عملية استعادة الموصل التي قد تصل إلى مئة ألف.
استراتيجية تركيا الجديدة في سوريا والعراق.. الحرب في «أرض العدو» ومن يتواجد على المعركة يحصد على طاولة المفاوضات
إسماعيل جمال
إسطنبول ـ «القدس العربي»: بعد خمس سنوات على المحاولات الدبلوماسية والتهديدات الكلامية التي لم تحقق أي شيء على الأرض، تبنت تركيا استراتيجية جديدة في التعامل مع التهديدات الأمنية وحماية مصالحها السياسية لتقليل الخسائر السياسية والأمنية الكبيرة التي تلقتها أنقرة في سوريا والعراق.
وتركز الاستراتيجية الجديدة على مبدأ «خوض الحرب في أرض العدو» والذهاب للتهديدات الأمنية على أرضها قبل مواجهتها في عمق الأراضي التركية، بالإضافة إلى حماية مصالحها السياسية ونفوذها بالمنطقة من منطلق «من يتواجد على الأرض يحصد نتائج لصالحه في طاولة المفاوضات».
ويبدو أن تركيا التي حاولت طوال السنوات الماضية الحفاظ على مصالحها السياسية وحماية أراضيها من التهديدات الإرهابية من خلال المساعي الدبلوماسية ودعم الحلفاء، توصلت إلى قناعة نهائية أنها لن تستطيع حماية أمنها ولا مصالحها بدون الزوج بقواتها بشكل مباشر في المعارك على الأرض وإلا فإن تراجع نفوذها في المنطقة سوف يتواصل لحساب المنافسين الإقليميين الآخرين في المنطقة وخاصة إيران التي تزج بميليشياتها بشكل مباشر في الحرب الدائرة في سوريا والعراق وتحقق مكاسب متواصلة على حساب النفوذ التركي.
وعلى مدى 6 سنوات من الثورة السورية، أطلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وكبار المسؤولين الأتراك سلسلة طويلة من التهديدات اليومية ضد النظام السوري والميليشيات الكردية وتنظيم الدولة الإسلامية، لكن اعتماد تركيا على حلفائها فقط دون التدخل بشكل مباشر في المعارك على الأرض لم يحقق لها طوال هذه السنوات لا إسقاط نظام الأسد ولا منع الوحدات الكردية عن التقدم غرب الفرات ولا هزيمة تنظيم «الدولة».
لكن ومنذ انطلاق عملية «درع الفرات» وزج الجيش التركي دباباته وجنوده إلى الداخل السوري بغطاء جوي، تستعيد أنقرة تدريجياً جزءا من نفوذها الكبير الذي فقدته طوال السنوات الماضية. فبعد أن تمكنت من تأمين الشريط الحدودي وطرد تنظيم «الدولة» وإبعاد خطر صواريخ التنظيم التي ضربت الأراضي التركية لفترة طويلة، تمكنت من وقف تقدم الوحدات الكردية إلى غرب نهر الفرات وطردتها من جزء من الأراضي العربية التي كانت تسيطر عليها ودمرت إلى حد كبير فكرة الممر الكردي الذي وصل إنشاءه إلى مراحل متقدمة، بالإضافة إلى عزمها إنشاء منطقة آمنة في المناطق المحررة تُمكنها من تفادي موجات لجوء جديدة وإعادة جزء من اللاجئين الموجودين في الأراضي التركي إلى داخل سوريا.
وعلى الرغم من أن التدخل العسكري التركي في سوريا لم يستند إلى القوة العسكرية فقط، وإنما جاء بتوافقات ـ غير معلنة التفاصيل ـ مع روسيا بشرط عدم المساس بالنظام، ومع أمريكا بشرط عدم المساس بالوحدات الكردية، إلا أن التواجد العسكري المباشر على الأرض منح أنقرة جانبا أوسع من المناورة تمثل مؤخراً في ضرب مواقع وحدات قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكياً وقتل قرابة 200 من عناصرها، بحسب إعلان رسمي لهيئة الأركان التركية.
وفي العراق، ساهم التواجد العسكري التركي في معسكر بعشيقة الذي لا يحتوى سوى على بضع مئات من الجنود الأتراك في تعزيز الموقف التركي من عملية الموصل، والحفاظ على نفوذها في أكبر المحافظات السنية العراقية القريبة من حدودها.
وعلى الرغم من أن من المبكر الحكم على مدى قدرة تركيا الحفاظ على نفوذها السياسي والعسكري في شمال العراق، إلا أن التواجد الفعلي على الأرض عزز موقف أنقرة التي وقفت في وجه قرارات وتهديدات الحكومة العراقية والميليشيات الشيعية رغم إدارة التحالف الدولي والولايات المتحدة ظهرهم إلى أنقرة والطلب منها الخضوع لقرارات الحكومة العراقية بالانسحاب من معسكر بعشيقة.
وبدلا من أن تنسحب من الموصل، أكدت تركيا أن طائراتها انضمت إلى عملية الموصل بجانب قوات التحالف، وتمكنت من إشراك قرابة 3 آلاف من القوات السنية التي دربتها بالعراق «الحشد العشائري» في عملية الموصل بجانب القوات الكردية «البيشمركة». والجمعة، أكد وزير الدفاع الأمريكي من أنقرة على أهمية ومحورية الدور التركي في عملية الموصل والحرب على الإرهاب بشكل عام.
وفي لهجة تهديد غير مسبوقة، اعتبر نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتولموش أن تعرض معسكر بعشيقة للهجوم لا يختلف أبداً عن تعرض أنقرة للهجوم، لكنه لفت إلى أنه لم يحدث أي تطور يزعج بلاده خلال مجريات عملية تحرير الموصل من قبضة تنظيم «الدولة».
وقبل أيام، أكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أن «أي جهة تتخذ خطوات في المنطقة دون أخذ تركيا في الاعتبار ستكون ترتكب خطأ كبيرا»، مشدداً على أن بلاده «لا تهدف إلى غير إرساء السلام وتحقيق الاستقرار في المنطقة، وليعلم الجميع أننا نفعل ما نراه مناسبًا وقت ما نشاء ضد أي خطر يهدد بلادنا ودونما تردد ولا نحتاج لإذن من أحد».
وفي إشارة صريحة للاستراتيجية التركية الجديد، قال وزير الدفاع التركي، فكري ايشيق: «انتهى عصر الدفاع عن بلدنا من داخل حدودنا، وباتت أولويتنا تتمثل بسحق والقضاء على أي تهديد موجه ضدنا حيث يتواجد».
وفي إطار عملياتها الخارجية، كثف الجيش التركي خلال الأشهر الأخيرة من عمليات القصف التي باتت تتم بشكل شبه يومي ضد المواقع الخلفية لمسلحي حزب العمال الكردستاني في جبال شمال العراق، بالتزامن مع تواصل الأعمال العسكرية ضد المتمردين الأكراد داخل البلاد.
والجمعة، وصل وزير الدفاع الأمريكي، أشتون كارتر، إلى العاصمة التركية أنقرة والتقى الرئيس رجب طيب أردوغان ورئيس وزراءه بن علي يلدريم «لبحث التعاون بين البلدين وتطورات الحرب على داعش في الموصل، بعد أيام من بدء المعركة الحاسمة، والخلاف حول المشاركة التركية فيها»، بحسب وسائل إعلام تركية.
والجمعة، قال يلدريم إن «هناك تعهد للولايات المتحدة بإخراج الوحدات الكردية من مدينة منبج السورية، ووزير الدفاع الأمريكي أكد التزام بلاده بتعهدها، فلن يظل أي عنصر من (ب ي د/ ي ب ك) في منبج»، وهي خطوة إن تمت تعني تمكن أنقرة من تطهير غرب الفرات من جميع الوحدات الكردية وتوسيع المنطقة التي تخطط لإقامة المنطقة الآمنة بها شمالي سوريا.
تجدد الغارات الروسية في حلب واشتباكاتٌ على عدة محاور
أحمد حمزة
هاجم الطيران الحربي الروسي، فجر اليوم الأحد، مناطق عدّة تسيطر عليها المعارضة السورية شرقي مدينة حلب، وكذلك بلداتٍ بريف المحافظة، التي كانت تعرضت منذ مساء أمس، لهجماتٍ مماثلة، وذلك فور انتهاء هدنة الأيام الثلاثة، وسط تجدد المواجهات بين قوات النظام والمليشيات المساندة لها من جهة، وفصائل المعارضة من جهة أخرى على جبهات عدّة.
وطاولت الغارات بالقنابل والصواريخ، خلال ساعات ليل وفجر اليوم، حسب ما أكدت مصادر محلية في حلب، كلاً من منطقة الـ”1070 شقة” وحي الراشدين، وكذلك تعرضت بلدة كفرناها بريف حلب الغربي، ومناطق عندان بالريف الشمالي لقصفٍ مماثل.
وكانت منطقة الـ”1070 شقة” قرب حي الحمدانية بمدينة حلب، شهدت اشتباكات بين قوات النظام والمليشيات المساندة لها، مع فصائل المعارضة السورية التي صدت تلك الهجمات.
وأعلنت هذه الفصائل، في وقت متأخر أمس، مقتل 13 عنصراً من قوات النظام، أثناء محاولتهم التقدم، على جبهة صلاح الدين-العامرية بمدينة حلب.
وتأتي هذه التطورات، بعد ساعاتٍ قليلة من انتهاء هدنة استمرت ثلاثة أيام. وعاودت الطائرات الروسية ومدفعية النظام، قصف أحياء مدينة حلب المحاصرة وأريافها الشمالي الغربي والجنوبي، فيما أدى القصف في بلدة عندان (شمالاً) لمقتل عنصر من “الدفاع المدني السوري”.
وكان الناشط الإعلامي محمد الحلبي، قد أكد في وقت سابق لـ”العربي الجديد”، أنّ “طائرات حربية روسية استهدفت بالصواريخ بلدة أورم الكبرى، بريف حلب الغربي (مساء السبت)، ما أدّى إلى أضرار مادية فقط”، مشيراً إلى “تعرّض بلدات في الريف الغربي لقصف مدفعي مصدره قوات النظام”.
وأشار إلى أنّ “مدفعية قوات النظام المتمركزة في حي الحمدانية، استهدفت حيي المشهد وصلاح الدين المحاصرين، شرقي حلب، ما أسفر عن إصابة عدد من المدنيين في المشهد”.
كما لفت إلى أنّ “مقاتلي النظام مدعومين من مليشيات أجنبية وعربية، حاولت التقدّم، في حي صلاح الدين، فيما تدور اشتباكات بين قوات المعارضة والنظام في محيط القلعة الأثرية بحلب”.
البيت الأبيض يدين ازدراء النظام السوري للمعايير الدولية
بعد تأكيد أممي على استخدامه أسلحة كيميائية
إيلاف- متابعة
دان البيت الأبيض السبت “ازدراء” النظام السوري للمعايير الدولية، وذلك بعد إعلان خبراء في الأمم المتحدة أن دمشق استخدمت أسلحة كيميائية ضد شعبها ثلاث مرات عامي 2014 و2015.
إيلاف – متابعة: أعلن خبراء الأمم المتحدة أن الجيش السوري شن هجومًا كيميائيًا على بلدة قميناس في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا في 16 مارس 2015. وقالت لجنة التحقيق المسماة فريق “آلية التحقيق المشتركة” إن هذا الهجوم الكيميائي هو الثالث من نوعه الذي يشنه الجيش السوري منذ 2014.
تنصل فاضح
واتهمت لجنة التحقيق أيضًا تنظيم الدولة الإسلامية باستخدام غاز الخردل في شمال سوريا في أغسطس 2015. وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي نيد برايس في البيت الأبيض: “ندين بأشد العبارات ازدراء نظام (الرئيس السوري بشار الأسد) للمعايير الدولية، التي تم وضعها منذ فترة طويلة، والمتعلقة باستخدام الأسلحة الكيميائية، فضلًا عن تهرب سوريا من مسؤولياتها المترتبة على انضمامها إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية عام 2013”.
وأضاف أن “النظام السوري انتهك اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية والقرار 2118 (الصادر من) مجلس الأمن الدولي، من خلال استخدامه الكلور الصناعي سلاحًا ضد شعبه”.
انتقاد روسيا
هاجم برايس أيضًا روسيا، التي أتاح “دعمها لسوريا عسكريًا واقتصاديًا، لنظام الأسد بمواصلة حملاته العسكرية ضد شعبه”، على حد قوله.
وكان وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت طالب السبت مجلس الأمن باعتماد قرار يدين استخدام أسلحة كيميائية في سوريا، ويفرض “عقوبات” على منفذي هذه الأعمال “غير الإنسانية”.
جونسون يندد باستخدام النظام السوري وداعش لـ(الكيميائية)
لندن: الأسد وداعموه ينفذون أسوأ حملة ضد حلب
نصر المجالي
نصر المجالي: اتهمت بريطانيا نظام بشار الأسد وداعميه، وخصوصا روسيا، بأنهم ينفذون أسوأ حملة قصف على الإطلاق في حلب، وفي بلدات ومناطق أخرى في سورية، الأمر الذي تسبب بمعاناة إنسانية هائلة.
وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون في تعليق على تقرير الأمم المتحدة بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية إن هذا التقرير المستقل توصل إلى أن نظام الأسد قد استخدم أسلحة كيميائية ضد الشعب السوري ثلاث مرات على الأقل، وأن داعش استخدم هذه الأسلحة مرة على الأقل.
واضاف جونسون أن الهجمات على بلدات قاميناس وسرمين وتلمنس تعكس الهمجية الوحشية التي يمارسها نظام الأسد في هذا الصراع. وأكد: كما إن استخدام داعش لأسلحة كيميائية في مدينة مارع يبرهن ازدراءهم التام بحقوق الإنسان والأعراف والقيم الدولية. كما يوضح التقرير بأن نظام الأسد امتنع باستمرار عن التعاون مع التحقيق.
محاسبة
وقال وزير الخارجية البريطاني إن استخدام الأسلحة الكيميائية عمل مروع، ويشكل انتهاكا للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن الدولي. ومن الضروري محاسبة المسؤولين عن استخدام هذه الأسلحة.
وشدد جونسون على القول إن النظام السوري وداعميه، وخصوصا روسيا، ينفذون أسوأ حملة قصف على الإطلاق في حلب، وفي بلدات ومناطق أخرى في سورية، الأمر الذي تسبب بمعاناة إنسانية هائلة “ونرى بالنتيجة مناظر تفطر القلوب”.
وأكد في الختام على أن أن المملكة المتحدة تواصل العمل مع المجتمع الدولي سعيا لإنهاء حملة القصف العشوائي التي يمارسها النظام، وإتاحة دخول المساعدات الإنسانية بالكامل وباستمرار، ووقف إطلاق النار فورا وبشكل دائم، والعودة إلى طاولة المفاوضات.
هل تعبر الميليشيات الشيعية العراقية الحدود إلى سوريا؟
سنرى الآن إذا ما كانت الميليشيات الشيعية العراقية الممثلة في قوات الحشد الشعبي ستعبر الحدود إلى سوريا بحجة مطاردة مقاتلي تنظيم الدةلة. ومن المحتمل أن يحدث ذلك عن طريق تلعفر أو بالقرب منها.
وكان تنظيم الدولة قد فقد المدينة الرمزية دابق بعد معركة قصيرة مع الجيش السوري الحر وحملة «درع الفرات» المدعومة من تركيا. وانسحبت الدولة الإسلامية من المدينة ليلًا، وتركت قلة من المقاتلين لتأخير تقدم قوات المعارضة.
في الوقت نفسه، يحرز «نظام الأسد» وحلفاؤه تقدمًا بطيئًا في شمال وشرق حلب. ويبدو أن «نظام الأسد» يحاول فصل شمال حلب عن المناطق الجنوبية في شرقها والتي دمرتها طائرات روسيا والنظام تمامًا.
وقد تنتهي عملية تدمير حلب على طريقة «غروزني» بأن يسيطر «نظام الأسد» على أنقاض مدمرة شرق حلب. وقد صرح «الأسد» في 14 أكتوبر/ تشرين الأول أنّ الجيش السوري إذا تمكن من السيطرة على حلب فسيطارد الإرهابيين لدفعهم للعودة إلى تركيا التي قدموا منها أو لقتلهم. وقال عمال الإنقاذ أنّ «نظام الأسد» وروسيا قتلوا أكثر من 150 شخصًا في شرق حلب هذا الأسبوع فقط في هجومهم على المدينة.
هل «الأسد» على حق؟
تبرز حقيقة طبيعة القتال شمال سوريا فيما وراء شرق حلب. فالأمريكيون والأتراك والسنة السوريون والعراقيون يواجهون الآن بوضوح بخطة ثلاثية من إيران و«الأسد» وحزب الله تقوم على إنشاء جسر من الأرض يمتد من تلعفر إلى الرقة إلى حلب. وتكمن خطة الحرس الثوري في محاولات يائسة للإبقاء على قوات «الأسد» في دير الزور والحسكة، في محاولة عابثة للتقدم من الشرق عبر الطبقة والاستيلاء على حلب جميعها. وهذا بالطبع سباق مع الوقت. فقوات «الأسد» وحلفائه يبذلون كل الجهد للربط بين المنطقتين. وهم يسيرون تمامًا على آثار خطوات تنظيم الدولة، لكن في الاتجاه المضاد.
وتتحدث الميليشيات الشيعية اللبنانية والعراقية الآن بصوت عال حول مسؤوليتهم عن مطاردة مقاتلي تنظيم الدولة إلى الرقة. وتضع قوات الحشد الشعبي العراقية والتي تدار بعض وحداتها بالفعل عن طريق الحرس الثوري الإيراني، عينها الآن على الطريق من العراق إلى سوريا بالحجة المزعومة «مطاردة داعش». وقد تم المبالغة في استخدام تنظيم الدولة من قبل الجميع لتحقيق أهدافهم المختلفة.
وقد يصبح هذا السيناريو هو مركز الاهتمام خلال أشهر قليلة على الأكثر. ولكن لا يمكن اختزال الاستيلاء على شرق حلب بأخذ بضعة كيلومترات من الركام. فمن أجل بناء هذا الحزام الاستراتيجي من العراق إلى سوريا، لا يحتاج الحرس الثوري الإيراني فقط لتأمين الممر نفسه، ولكن أيضًا لمسح المناطق المحيطة به. ويمكن تحقيق ذلك بالاستيلاء على مطار حلب.
وتعود الأهمية الكبيرة لهذا الحزام لما سيكون له من تأثير على جميع اللاعبين الرئيسيين: تركيا والأكراد والمجتمعات السنية على جانبي الحدود والقواعد الأمريكية الجديدة في كردستان العراق والمناطق التي تقع تحت سيطرة الأكراد في شمال شرق سوريا. من الممكن أن يفر مقاتلوا تنظيم الدولة إلى سوريا ويذوبوا في عدد عريض من جماعات المعارضة. لذا، فطالما بقي القتال طائفيا، لن يختفي التنظيم. من الممكن أن تتغير الأسماء والمظاهر والقادة، لكنه سيبقى هناك، في مكان ما.
وإذا تحركت الميليشيات العراقية الشيعية إلى سوريا، سيتحول الصراع سريعًا إلى حرب إقليمية. فلن تقف الدول السنية، وتحديدا تركيا والسعودية، مكتوفة الأيدي. وستتجمع جماعات المعارضة في كيان يتم تشكيله على أسس طائفية بحتة، مع تجنب الخلافات الفقهية والعقدية لمرحلة لاحقة. وبعبارة أخرى، سينتقل القتال إلى مستوى جديد أشد ضراوة وعنفًا مما نشهده الآن.
إذًا، فمن الآمن أن نقول أن الرئيس السوري كان مخطئا. ما سنراه سيكون ببساطة قتال تصبح فيه القوى المتقاتلة على الأرض أكثر شراسة، وتلعب فيه القوى الإقليمية أدوارًا أكبر.
لم تنته الأزمة السورية بعد. وفي الواقع، ربما فقط تكون نهاية مرحلتها الأولى. وللحقيقة، فهي ليست «أزمة سورية»، ولم تكن أبدًا كذلك. لقد بدأ الأمر بثورة سلمية لشعب يبحث عن الديمقراطية وتورط في معركة إقليمية. ويقترب الأمر الآن من أن تكون مواجهة عالمية. فالمرحلة الجديدة ستشهد مواجهة مباشرة بين استراتيجية الحرس الثوري للنفاذ إلى العراق وسوريا من أجل الوصول إلى شرق البحر المتوسط، واستراتيجية تركيا والدول العربية لإيقاف تمدد الحرس الثوري في الغرب.
والسبيل للخروج من الأزمة، كما قلنا مرارًا وتكرارًا، هو وضع خطة للتعايش الإقليمي. على الولايات المتحدة أن تحذر قوات الحشد الشعبي أنّها إذا اخترقت الحدود العراقية السورية ستصبح هدفًا للتحالف ضد الإرهاب. فالإرهاب ليس حكرًا على تنظيم الدولة. وبعض وحدات قوات الحشد الشعبي اعتبرتها وزارة الخارجية الأمريكية بالفعل جماعات إرهابية. في الوقت نفسه، يتعين على الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي أن يعملوا معًا حول خطة لتسوية الأوضاع بين إيران والعرب لتهدئة المنطقة. كل من الأطراف الثلاثة لديه نفوذه الإقليمي. ويستطيعون معًا الوصول إلى معادلة عملية وخطة تنفيذ وآليات تحكيم.
إذا تمّ ترك هذه المعركة الملحمية لدينامياتها الخاصة، فإنها ستهدد بالتأكيد العالم كله.
المصدر | سمير التقي وعصام عزيز – ميدل إيست بريفينج
استهداف الغوطتين وإدلب وحمص واستئناف قصف حلب
استعادت قوات النظام السيطرة على مزارع قريبة من خان الشيح في ريف دمشق بعد استهداف المنطقة بالبراميل المتفجرة. وفي ريف إدلب (شمال غرب البلاد) أصيب مدنيون جراء قصف النظام مخيمات للنازحين بمحيط جسر الشغور. وفي محافظة حمص (وسط البلاد) أصيب مدنيون في غارات جوية، وسبق كل ذلك استئناف النظام والمقاتلات الروسية قصف شرقي حلب (شمال البلاد).
وقالت وكالة سانا الرسمية إن قوات النظام استعادت السيطرة على عدد من المزارع شمال غرب خان الشيح وجنوب غرب زاكية في ريف دمشق.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن طائرات النظام استهدفت بالبراميل المتفجرة محيط خان الشيح وأطراف بلدة الديرخبية في ريف دمشق الغربي، مما أسفر عن أضرار مادية واسعة.
كما استهدفت طائرات النظام بعدة غارات مدن وبلدات عربين والشيفونية وحزرما في الغوطة الشرقية بريف دمشق.
وفي محافظة إدلب أصيب ستة مدنيين جراء قصف النظام مخيمات للنازحين في محيط جسر الشغور بريف المحافظة.
وقال مراسل الجزيرة إن طائرات النظام قصفت مخيمات الخرماش والوفاء للنازحين في محيط جسر الشغور، مما أدى إلى جانب الإصابات لأضرار لحقت بالمكان.
وبررت وكالة سانا التابعة للنظام القصف بأن قوات النظام دمرت معسكرات تدريب ومقرات عدة لمن وصفتهم بالإرهابيين في خان شيخون ومحيط كنصفرة بريف إدلب.
وفي محافظة حمص أفاد مراسل الجزيرة بأن مدنيين عدة أصيبوا بجروح -بينهم أطفال ونساء- في غارات جوية شنتها طائرات النظام على قرى الطيبة الغربية وتلدو بمنطقة الحولة، وتلبيسة والرستن والفرحانية الغربية في ريف حمص الشمالي المحاصر الذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة.
قصف حلب
في هذه الأثناء، استأنفت الطائرات الحربية الروسية وطائرات النظام قصفها في مدينة حلب بعد انتهاء الهدنة التي كانت أعلنت عنها موسكو.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن ثلاثة مدنيين أصيبوا على إثر قصف مدفعي لقوات النظام استهدف حي المشهد الذي تسيطر عليه المعارضة في المدينة. وقالت المعارضة إنها صدت هجوما للنظام على محاور داخل حلب.
وأمس السبت أعلن عن مقتل متطوع في الدفاع المدني وإصابة اثنين آخرين جراء غارات روسية وسورية على مدينة عندان بريف حلب الشمالي، وأكد ناشطون تعرض عدة مدن وبلدات في الأرياف الغربية والشمالية والجنوبية لحلب لغارات وقصف مدفعي عنيف.
وقالت شبكة شام إن اشتباكات وقعت حول بلدتي نبل والزهراء شمال حلب المواليتين للنظام ترافقت مع غارات جوية وقصف مدفعي وصاروخي عنيف، مضيفة أن النظام قصف المنطقة بصاروخ يعتقد أنه بالستي من نوع سكود، وأن سبعة عناصر في صفوف فصائل المعارضة قتلوا، إضافة إلى عنصر من فريق الدفاع المدني.
من ناحية أخرى، قالت المعارضة المسلحة إنها قصفت بالمدفعية أكاديمية الأسد العسكرية غربي حلب، مما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من قوات النظام والمليشيات الموالية له، كما دارت أيضا اشتباكات عنيفة في محيط منطقة الشيخ نجار شمال حلب.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2016
بعد الهدنة.. حلب تنتظر معركة فاصلة بين الطرفين
النظام وميليشياته بدعم روسي يتوجهون إلى تخوم أطراف المدينة الشرقية
دبي – قناة العربية
اندلعت اشتباكات عنيفة في حلب بين فصائل مسلحة معارضة وقوات نظام الأسد بالتزامن مع قصف بالطيران الحربي بانتهاء اليوم الثالث لوقف إطلاق النار دون خروج أي فصيل من الفصائل أو المصابين والجرحى من حلب الشرقية المحاصرة. حيث عاد القصف المدفعي مدوياً يهز أرجاء حلب على طول جبهة القتال في الأحياء الشرقية والغربية.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن اشتباكات عنيفة سجلت بين قوات نظام الأسد ومسلحي المعارضة بعد انتهاء ثالث أيام الهدنة من طرف واحد، فالمدينة شهدت استنفارا كبيراً من طرفي الصراع استعداداً لمواجهة وصفتها فصائل مسلحة معارضة بأنها ملحمة تقتضي أساليب جديدة لفك الحصار.
كما وثّق المرصد اشتباكات في محوري العامرية وصلاح الدين وعدة محاور في حي الشيخ سعيد جنوب حلب.
فيما حلّقت طائرات النظام الحربية في سماء المدينة، وقصفت مشروع 1070 شقة السكني بجنوب غرب المدينة المحاصرة، واستهدفت قواته بالقذائف حيي صلاح الدين والمشهد ما أسفر عن إصابة مدنيين بجراح.
إلى ذلك، دفعت قوات النظام والميليشيات المتحالفة معها فضلاً عن القوات الروسية بالمزيد من حشودها العسكرية إلى تخوم الأطراف الشرقية من أحياء المدينة إضافة للقسمين الشمالي والجنوبي.
على الجانب الآخر، غرفة عمليات “فتح حلب” طالبت المدنيين بالابتعاد عن مقرات قوات نظام الأسد العسكرية في مدينة حلب ومحيطها، والابتعاد عن خطوط التماس تحسباً لوقوع معركة وشيكة لفك الحصار عن المدنيين المحاصرين.
تركيا: لن نقف مكتوفي الأيدي إزاء ما يجري في العراق
يلدرم: لا نثق بوعود واشنطن وبغداد حول المسلحين الأكراد والميليشيات
قال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدرم، السبت، إن تركيا مستعدة “لاتخاذ إجراءات” في العراق، لأنها لم تقتنع بتعهدات واشنطن وبغداد بأن المسلحين الأكراد والميليشيات الشيعية لن تشارك في القتال الدائر حالياً في الموصل.
وأضاف يلدرم الذي كان يتحدث لمجموعة من الصحافيين، أن تركيا لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه الوضع في العراق في ظل وجود حدود لمسافة 350 كيلومترا مع هذا البلد.
وقال يلدرم في التصريحات التي أذاعها التلفزيون على الهواء مباشرة “لا يمكن أبدا أن تقف تركيا مكتوفة الأيدي أمام المذابح وموجات اللاجئين المحتملة والاشتباكات على حدودها، وسوف تتحرك عند الضرورة”.
ومضى يقول “اتخذنا كافة الاستعدادات للقيام بإجراءاتنا، لأن الوعود التي قدمتها الولايات المتحدة والعراق بألا يكون حزب العمال الكردستاني والميليشيات الشيعية جزءا من العمليات لم تقنعنا”.
النظام يعود لقصف حلب وأمريكا تتهمه بضربة كيماوية جديدة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– استأنفت قوات النظام السوري قصفها على حي المشهد شرق مدينة حلب، مساء السبت، بعد انتهاء فترة الهدنة التي اتفقت عليها بالتنسيق مع روسيا، بحسب مركز حلب الإعلامي. وقصفت طائرات حربية أجزاءً من الأحياء الجنوبية، والجنوبية الغربية من مدينة حلب.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد دعت لوقف إطلاق النار فيما سمته بالـ “تهدئة الإنسانية” ليتمكن المعارضون والمدنيون، بالإضافة إلى أصحاب الحالات الطبية من مغادرة المدينة في ساعات النهار دون التعرض للقصف.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أكد إصابة ثلاثة أشخاص في حي المشهد وحي صلاح الدين بعد تجدد القتال في اليوم نفسه، إنه لم يتعرف على أي حالة كانت قد استخدمت أحد المعابر الثمانية، التي أعلن عنها النظام السوري وروسيا، لإخلاء المدينة.
بالمقابل، اتهمت وكالة الأنباء السورية الحكومية من وصفتهم بالمعارضين بمنع آلاف العائلات من مغادرة الأحياء الشرقية من حلب عبر معبر بستان القصر بعد تهديدهم “بقوة السلاح وإطلاق الرصاص عليهم لتفريقهم”، حسب زعمها. جاء هذا بعد إلغاء الأمم المتحدة لمخططات إخلاء طبي، الجمعة، وبعد يوم من وقف إطلاق النار، بسبب فشلها في الحصول على ضمانات أمنية.
ويتزامن ذلك مع إدانة البيت الأبيض استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية في هجماته حسبما ورد في تقرير دولي جديد يشير إلى أن نظام بشار الأسد “انتهك قرارات مجلس الأمن واتفاقية الأسلحة الكيميائية لاستخدامه مادة الكلور الصناعية ضد شعبه.”
وقال البيت الأبيض إن هذا التقرير يسلّط الضوء على حادثة هي الثالثة من نوعها، زُعم فيها استخدام النظام السوري للكلور بعد صدور تقارير تشير إلى حوادث مماثلة عام 2014 و2015.
الجيش السوري: سنتصدى لأي وحدات تركية بكل الوسائل
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— قال الجيش السوري الموالي للنظام، السبت، إن أي تواجد للقوات التركية داخل الأراضي السورية هو أمر مرفوض، وسيتم التعامل معه كقوة احتلال والتصدي له سيكون بكل الوسائل.
جاء ذلك في بيان نشرته وكالة الأنباء السورية الرسمية، وجاء فيه: “كان الموقف العدائي لنظام أردوغان واضحا ضد شعب سورية وجيشها وقيادتها ولم يعد خافيا دوره القذر الذي لعبه في إيواء وتدريب وتسليح وتمويل التنظيمات الإرهابية المسلحة وفتح الحدود لتسهيل عبور آلاف الإرهابيين المرتزقة إلى داخل الأراضي السورية.”
وأضاف البيان: “أسقطت أوهام أردوغان ومخططاته الطورانية في سورية والمنطقة ودفعته إلى تصعيد عدوانه على سورية باستهداف القرى والبلدات شمال حلب بالطيران الحربي وإدخال وحدات من الجيش التركي إلى داخل الحدود السورية وتقديم الدعم المباشر برمايات المدفعية والدبابات للمجموعات الإرهابية المسلحة لتنفيذ أعمالها الإجرامية بحق المدنيين الأبرياء في الريف الشمالي لمدينة حلب.”
وألقى البيان الضوء على أن التصعيد التركية “خطير وخرق صارخ لسيادة أراضي الجمهورية العربية السورية وأن تواجد وحدات من الجيش التركي داخل الحدود السورية هو عمل مرفوض ومدان تحت أي مسمى وسنتعامل معه كقوة احتلال ونتصدى له بجميع الوسائل.”