أحداث وتقارير اخبارية

احداث الثلاثاء 22 تشرين الاول 2013

الأميركيون يطمئنون الخليجيين في شأن «جنيف – 2»

باريس – رندة تقي الدين؛ لندن، الرياض – «الحياة»

عشية اجتماع وزراء خارجية «مجموعة لندن» لـ «أصدقاء سورية» في العاصمة البريطانية اليوم الثلثاء، اشتد الضغط الخارجي على المعارضة السورية للمشاركة في مؤتمر «جنيف – 2» الشهر المقبل، وسط ضغط مماثل من داخل فصائل المعارضة للمقاطعة إذا لم تتم تلبية شرطها الأساسي، وهو أن يتولى المؤتمر الدولي ترتيب قيام حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة لا يكون للرئيس السوري بشار الأسد دور فيها. لكن الأسد نفسه زاد من تعقيد الصورة بقوله في مقابلة تلفزيونية أمس إنه لا يستبعد ترشيح نفسه مجدداً للرئاسة في انتخابات العام المقبل، وهو أمر ترفضه المعارضة جملة وتفصيلاً، كاشفاً أن الموفد الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي كان قد فاتحه بأمر عدم ترشحه لانتخابات الرئاسة المقبلة.

وانصبت الأنظار أمس على العاصمة الفرنسية حيث عُقدت لقاءات بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ومسؤولين عرب، بينهم وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل. وجاءت هذه اللقاءات في ظل انتقاد سعودي رسمي للمجتمع الدولي بسبب عجزه عن معاقبة النظام السوري بسبب ما يقوم به من قمع لشعبه، بما في ذلك استخدام السلاح الكيماوي.

وأفادت «وكالة الأنباء السعودية» بأن الأمير سعود الفيصل عرض خلال استقباله في مقر إقامته بباريس مع كيري مجمل القضايا بالمنطقة وفي العالم، وعلى رأسها الأزمة السورية والملف النووي الإيراني ومحادثات السلام الفلسطينية – الإسرائيلية. وعلمت «الحياة» أن السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير حضر لقاء سعود الفيصل وكيري، علماً أن الأخير التقى أيضاً عدداً من وزراء الخارجية العرب.

وكان متوقعاً أن تبدأ نتائج لقاءات الوزير الأميركي في الظهور ليلاً. وبعد مؤتمر صحافي جمع كيري مع وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية بوصفه رئيس اللجنة الوزارية العربية لمتابعة ملف عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، من المفترض أن يكون كيري قد عقد لقاء موسعاً ليلاً مع نظرائه العرب ركّز على تطورات سورية والتحضيرات لـ «جنيف – 2». وقال كيري في المؤتمر الصحافي مع العطية، رداً على سوال لـ «الحياة»، ان الولايات المتحدة ستواصل دعم المعارضة السورية المعتدلة، مشيراً من جهة أخرى الى ان ايران لم توافق على جنيف 1 ولذلك سيكون من الصعب أن تكون مساهمتها بناءة في جنيف 2 إذا لم توافق على نص بيان جنيف الأول. أما العطية فقال رداً على سؤال «الحياة» عما اذا حصل تغيير في موقف قطر من النظام السوري، ان السؤال هو هل توقف النظام عن ارتكاب المذابح ضد شعبه. وأضاف: «إذا كان الجواب بالنفي فإن موقف قطر ثابت كما هو: نحن مع مطالب الشعوب».

وقال مصدر غربي مطلع لـ «الحياة» إن كيري يريد طمأنة الخليجيين بالنسبة إلى مؤتمر جنيف، لافتاً إلى أن الأمر الأول الذي يسعى إليه هو تأكيد التزام الأميركيين بنص «جنيف – 1» (في 2012) والذي يدعو إلى إقامة حكومة ذات صلاحيات كاملة تسحب من يدي الأسد. واضاف أن الأمر الثاني الذي يريد كيري طمأنة الخليجيين في شأنه يتعلق بدعم المعارضة السورية «المعتدلة»،، مشيراً إلى ضرورة «تغيير المعادلة» لدى الأسد من خلال إقناعه بأنه لا يستطيع الحسم، وأنه لهذه الغاية سيتم تعزيز التنسيق مع «المعتدلين» عبر اللواء سليم إدريس رئيس أركان «الجيش الحر». أما الأمر الثالث في محادثات كيري مع الوزراء الخليجيين فسيركز على ضرورة «الحل السياسي» للأزمة السورية.

في موازاة ذلك، نقل تلفزيون «الميادين» عن الرئيس الأسد قوله في مقابلة أجريت معه أمس إنه لا يستبعد ترشيح نفسه مجدداً لرئاسة الجمهورية، علماً أن ولايته الحالية تنتهي العام المقبل. وبحسب ما أوردت «رويترز»، قال الأسد رداً على سؤال حول ما اذا كان المناخ ملائماً لاجراء انتخابات رئاسية: «يستند هذا الجواب على نقطتين الاولى هي الرغبة الشخصية والثانية هي الرغبة الشعبية. بالنسبة للنقطة الأولى والمتعلقة بشخصي أنا لا أرى مانعاً من الترشح للانتخابات المقبلة. أما النقطة الثانية وهي الرغبة الشعبية فمن المبكر الآن أن نتحدث عن هذه النقطة لا يمكن أن نبحثها إلا في الوقت الذي يتم فيه الاعلان عن موعد الانتخابات الرئاسية».

وتحدث الرئيس السوري عن مهمة الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي، فقال: «نطلب من الإبراهيمي أن يلتزم بمهمته في سورية وأن لا يخرج عنها»، علماً أن نظامه كان قد اتهم الإبراهيمي في السابق بالخروج عن المهمة الموكلة إليه.

وقال الأسد في هذا الإطار: «هو (الإبراهيمي) مكلف بمهمة وساطة. الوسيط يجب أن يكون حيادياً في الوسط. لا يقوم بمهام المكلف بها من قبل دول أخرى وانما يخضع فقط لعملية الحوار بين القوى المتصارعة على الأرض. هذه هي مهمة الاخضر الابراهيمي». وأضاف: «في الزيارة الثالثة تحدث أو ربما حاول أن يقنعني بضرورة عدم الترشح للرئاسة في الانتخابات المقبلة عام 2014 وهذا الكلام كان في نهاية 2012 وطبعاً كان الجواب واضحاً: أن هذا الموضوع، سورياً غير قابل للنقاش مع أي شخص غير سوري».

وكان لافتاً أمس أن الإبراهيمي الذي واصل جولته الإقليمية وانتقل من القاهرة إلى بغداد، طلب من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي العمل مع النظام السوري لإقناعه بتقديم «تنازلات»، من دون الإفصاح عن ماهيتها.

وكرر الأسد حملته على المملكة العربية السعودية، قائلاً إنها «تدعم علناً المجموعات المسلحة» في سورية، كم اتهمها مع قطر وتركيا بالتورط في «دعم الإرهاب».

وعلى الصعيد الميداني، قتل النظام السوري في طفس بدرعا الجنوبية الضابط المنشق البارز المقدم ياسر العبود (أبو عمار) قائد «لواء فلوجة حوران» وقائد عمليات «المنطقة الشرقية»، وهو واحد من أبرز الضباط المنشقين في جنوب البلاد. وتزامن مقتله مع تراجع القوات الحكومية عن مواقع كانت تحت سيطرتها في دير الزور بشرق سورية، في حين وجّه سكان مدينة المعضمية في جنوب دمشق نداء استغاثة بعد شهور من الحصار والقصف، وسط محاولات اقتحام متكررة لقوات النظام.

هيغ: من المهم مشاركة إيران في مؤتمر “جنيف 2

بريطانيا – يو بي أي

ألمح وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، إلى إمكان مشاركة إيران في مؤتمر “جنيف 2” للسلام حول سورية الشهر المقبل، قبل ساعات من انطلاق أعمال اجتماع مجموعة (أصدقاء سورية)، الذي تستضيفه بلاده.

وقال هيغ للمحطة الإذاعية الرابعة بهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، إن “من المهم أن تلعب إيران دوراً أكثر إيجابية، ونحن نستخدم القنوات الديبلوماسية المتاحة حالياً فيما يتعلق بقدرتها على التأثير على سورية”، وناقش الوضع فيها مع وزير خارجيتها الجديد محمد جواد ظريف.

وأضاف وزير الخارجية البريطاني أنه “أبلغ نظيره الايراني أن بلاده يمكن أن تبدأ من موقف مشابه لبقية الدول الأخرى بشأن تفاهم جنيف في العام الماضي حول ضرورة اقامة حكومة انتقالية بالتراضي في سورية تضم أعضاء من الحكومة والمعارضة، لأن ذلك يمثل الطريق إلى أمام نحو الحوار السياسي والانتخابات الحرة في سورية”.

ورأى أن “إمكان مشاركة إيران من هذا الموقع، سيسهّل انخراطها في النقاشات الدولية حول سورية”.

وسُئل ما إذا كانت طهران ستتلقى دعوة إلى “جنيف 2″، فأجاب هيغ أن ذلك “يعتمد على موقفها وما إذا كانت ستمارس دوراً أكثر إيجابية، غير أن الدعوات هي من اختصاص الأمم المتحدة”.

وقال إن إيران “ليس لديها حتى الآن أي دور في “جنيف 2″، لكنه يسعى لاستخدام العلاقات الدبلوماسية الإيجابية الجديدة معها لتشجيعها على لعب دور بناء أكثر، لكن ذلك يتطلب منها دعم إقامة حكومة انتقالية في سورية”.

وفيما اعترف بتزايد دور الجماعات الإسلامية المرتبطة بتنظيم القاعدة في سورية، اعتبر أن “دعم المعارضة السورية المعتدلة أمر حاسم لاستبعاد هذه الجماعات”.

وقال هيغ “علينا أن نتأكد من أننا ندعم ونتعامل مع المعارضة المعتدلة الملتزمة بإقامة دولة تعددية ديمقراطية غير طائفية في سوريا بالمستقبل، لأنه في حال لم يكن لمثل هذه المعارض دور، فإن ذلك سيترك جميع الشعب السوري أمام الاختيار بين (الرئيس بشار) الأسد والمتطرفين”.

الأسد لا يرى مانعاً من الترشح للرئاسة في 2014/ واشنطن: الحرب في سوريا ستطول اذا أعيد انتخابه

(و ص ف، رويترز، و ص ف، أ ش أ)

صرح الرئيس السوري بشار الاسد امس بان لا موعد محدداً لانعقاد مؤتمر جنيف- 2 الذي يهدف الى انهاء الحرب في بلاده، مؤكدا انه لا عوامل تساعد على انعقاده. واعلن انه قد يفكر في الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة سنة 2014، لكن وزير الخارجية الاميركي جون كيري حذر من ان الحرب ستستمر في حال اعادة انتخاب الاسد، وقال ان صموده حتى الان كان بفضل دعم ايران و”حزب الله” اللبناني.

وسئل عما اذا كان المناخ ملائما لاجراء انتخابات رئاسية، فأجاب الرئيس السوري في مقابلة مع قناة “الميادين” التي تتخذ بيروت مقراً لها: “يستند هذا الجواب الى نقطتين، الاولى هي الرغبة الشخصية والثانية هي الرغبة الشعبية. بالنسبة للنقطة الاولى والمتعلقة بشخصي انا لا أري مانعا من الترشح للانتخابات المقبلة. اما النقطة الثانية وهي الرغبة الشعبية فمن المبكر الان ان نتحدث عن هذه النقطة، لا يمكن ان نبحث فيها الا في الوقت الذي يتم فيه الاعلان عن موعد الانتخابات الرئاسية”.

وعن امكان انعقاد مؤتمر جنيف -2 في 23 تشرين الثاني و24 منه، قال: “لا، رسميا لا يوجد أي موعد حتى هذه اللحظة. لا يوجد موعد ولا يوجد عوامل تساعد على انعقاده الآن إذا أردنا أن ينجح… أسئلة كثيرة مطروحة حول المؤتمر… ما هي هيكلية المؤتمر؟”.

وهاجم بشدة عددا من الدول التي اتهمها بالتورط في دعم الارهاب في سوريا وذكر على وجه الخصوص الولايات المتحدة وقطر والمملكة العربية السعودية وتركيا، فضلا عن “الاخوان المسلمين” الذين وصفهم بانهم “مجموعة ارهابية وهم يسيرون من ارهاب الى ارهاب اشد”.

ورفض اجراء حوار مع السعودية قائلاً: “اذا كان عليك ان تفاوض او تبحث مع طرف فلتبحث مع مدير العملية او قائد العملية (في اشارة الى الولايات المتحدة) ولا تتفاوض مع منفذين … السعودية هي دولة تنفذ سياسات الولايات المتحدة بكل أمانة”.

ودعا الممثل الخاص للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي الى التزام مهمته وقال: “هو مكلف مهمة وساطة. الوسيط يجب ان يكون حياديا في الوسط. لا يقوم بمهام المكلف بها من قبل دول اخرى وانما يخضع فقط لعملية الحوار بين القوى المتصارعة على الارض. هذه هي مهمة الاخضر الابرهيمي”. وأضاف : “في الزيارة الثالثة تحدث او ربما حاول ان يقنعني بضرورة عدم الترشح للرئاسة في الانتخابات المقبلة عام 2014 وهذا الكلام كان في نهاية 2012 وطبعا كان الجواب واضحا ان هذا الموضوع سوري غير قابل للنقاش مع اي شخص غير سوري”.

لبنان

ورأى ان “الحقيقة لبنان لم ينأَ بنفسه، الواقع أن لبنان ساهم بشكل مباشر من خلال السماح للإرهابيين بالمرور عبر أراضيه… السماح بمرور السلاح… السماح بالتحريض… سمح لكل ذلك عبر الحدود السورية اللبنانية للمساهمة في إشعال النار في سوريا… فعملياً لم يكن هناك نأي بالنفس… وإذا افترضنا أنه يريد أن ينأى بنفسه فماذا يفعل عندما تمتد النار، وهذا ما رأيناه خلال العام الماضي ، بدأت تأثيرات الأزمة السورية تؤثر بشكل مباشر على الوضع في لبنان”.

وقيل له ان الرئيس ميشال سليمان ينتظر اتصالاً منكم منذ عام منذ قضية ميشال سماحة، ويقول إنه ينتظر اتصالاً منكم؟ فقال: “ونحن ننتظر منه دليلاً على تورّط سوريا في قضية ميشال سماحة التي اتُّهمتْ بها سوريا زوراً”.

وعن العماد ميشال عون، قال: “عندما اختلف مع سوريا اختلف معها عن قناعة. لم يختلف معها ويصطدم معها لأن هناك دولة طلبت منه ذلك. لم يأته توجيه من أميركا بأن يختلف مع سوريا. كان لديه قناعات. نتفق معها نختلف معها. كان صادقاً فيها واختلف مع الكثير من اللبنانيين حول هذه القناعات. هذا الشيء يجب أن نحترمه ونحن نحترمه بشكل كبير وعندما اتفق مع سوريا بناء على زوال الأسباب كان صادقاً في مواقفه”.

كيري

وفي باريس، اعتبر كيري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره القطري خالد العطية أن الرئيس السوري يصمد حتى الآن بفضل دعم “حزب الله وإيران”.

وقال إن إعادة انتخاب الأسد من شأنها إطالة أمد الحرب في سوريا، موضحا أن “هناك كارثة إنسانية مرتقبة في سوريا إذا لم تحل الأزمة سياسيا”. وأشار إلى أنه من الصعب تحديد موعد عقد مؤتمر السلام الدولي في شأن سوريا جنيف -2، مذكرا بأنه تم الاتفاق خلال مؤتمر جنيف ـ 1 الذي انعقد العام الماضي على تأليف حكومة انتقالية في سوريا، وأن هدف جنيف ـ 2 هو تطبيق اتفاق جنيف ـ1.

وسئل هل تشارك إيران في جنيف -2، فأجاب بأنه “إذا قبلت إيران نتائج مؤتمر جنيف -1، ولا أعتقد ذلك، فإنها ستحضر المؤتمر المقبل”، مضيفاً: “لسنا متأكدين من أن الدور الإيراني سيكون إيجابيا في جنيف – 2 ” بما

في ذلك في ما يتعلق بدعم تأليف حكومة انتقالية في سوريا. ونفى حصول أي تغيير في السياسة الأميركية حيال سوريا.

«السفير» تنشر وقائع المفاوضات من أعزاز إلى بيروت

«اتفاق اسطنبول» يؤسّس لتبادل أشمل

طُوي الشقان اللبناني والتركي من «صفقة أعزاز»، غير أن الشق السوري بقي مفتوحا على مصراعيه في انتظار «مبادرة ما» يفترض بالسلطات السورية أن تقدم عليها في غضون الساعات الثماني والأربعين المقبلة، ستتقاطع على الأرجح، مع المطلب الذي تلقاه المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم من الجهات الخاطفة للبنانيين التسعة وتتمثل بالإفراج عن 127 سجينة سورية.

وفيما أمضى اللبنانيون التسعة والطيار التركي ومساعده، يوما جديدا، بين عائلاتهم، أفرج القضاء اللبناني، أمس، عن ثلاثة أشخاص اتهموا بالتورط في ملف خطف المواطنين التركيين، فاكتمل بذلك الشق القانوني للملف اللبناني ـ التركي.

وعلم ان اللواء ابراهيم سيقوم بزيارة وشيكة للعاصمة السورية للقاء عدد من المسؤولين السوريين «من أجل البحث في ما يمكن أن تقدمه السلطات السورية من تسهيلات لمصلحة اكتمال عناصر صفقة أعزاز، وفتح الباب أمام عملية تبادل واسعة لمخطوفين لدى فصائل المعارضة المسلحة والنظام السوري».

وقالت مصادر واسعة الاطلاع تقيم في العاصمة التركية لـ«السفير» اننا ابرمنا اتفاقا مثلث الزوايا، أنجزت منه الزاويتان اللبنانية والتركية، ونحن حصلنا على ضمانات من اللواء عباس ابراهيم باطلاق سراح أكثر من 100 سجينة سورية… وعلى هذا الأساس اطلق سراح اللبنانيين التسعة والمواطنين التركيين.

وكشفت المصادر أن الاتفاق «أنجز بعد ظهر يوم السبت الماضي وكان يقضي بأن تصل طائرة تقل السجينات السوريات الى مطار أضنة عند الخامسة والنصف من بعد ظهر السبت، وفي الوقت نفسه، تقلع طائرة من مطار صبيحة التركي على متنها اللبنانيون التسعة، وتقلع طائرة تركية خاصة من بيروت على متنها الطياران التركيان… وسبق ذلك بساعات قليلة، الوصول الى نقطة صار معها اللبنانيون في منطقة آمنة، بعدما نقلوا من الشمال السوري وصاروا بعهدة الأتراك والقطريين على الأرض التركية (الحدود مع سوريا)، وفي الوقت نفسه، تبلغنا أن الطيارين التركيين أصبحا في منطقة لبنانية آمنة وتحت مرأى الأمن اللبناني، بعدما كنا تأكدنا في أول أيام عيد الأضحى أنهما بخير من خلال تسجيل تلفزيوني حديث».

وأضافت المصادر أن «المفاجأة الأولى تمثلت في مبادرة وزير خارجية قطر خالد بن العطية الى الإعلان، ومن دون تنسيق مع الجانبين اللبناني والتركي، عن اكتمال الصفقة والافراج عن اللبنانيين التسعة. وكانت المفاجأة الثانية، عدم وصول السجينات السوريات الى مطار أضنة، في التوقيت المحدد. أما المفاجأة الثالثة، فتمثلت في تأخر وصول الطيارين التركيين الى مطار بيروت الدولي».

وتابعت المصادر: «إننا دخلنا في مرحلة ما نتيجة تعذر الصلة المباشرة مع السلطات الرسمية السورية، في حالة من الارباك، حيث صرنا نرصد ما تبثه وكالات الأنباء عن الافراج عن السجينات السوريات، وقد تبين لاحقا أن ثمة تعقيدات لوجستية وادارية حالت دون الافراج عن السجينات اللواتي شملتهن القائمة الأخيرة التي تسلمها اللواء ابراهيم من «لواء عاصفة الشمال»، وبالتالي بقيت الزاوية الأخيرة من الاتفاق شبه معلقة حتى الآن».

وكشفت المصادر أن مدير المخابرات القطرية الجنرال غانم خليفة غانم الكبيسي (الموجود في بيروت على رأس وفد أمني قطري كبير) ومدير المخابرات التركية الجنرال حقّان فيدان والسفير الفلسطيني في تركيا نبيل معروف، ظلوا في الساعات الثماني والأربعين الماضية على تواصل مستمر مع اللواء ابراهيم من أجل انجاز بعض التفاصيل المتعلقة بصفقة أعزاز.

وأوضحت المصادر أن عناصر عدة تضافرت، سياسيا وميدانيا، وشكلت رافعة لانجاز عملية التبادل وفي طليعتها المعطيات الميدانية المتحركة في الشمال السوري، «فقد أدى الهجوم الواسع النطاق لتنظيم «داعش» الى انهيار «لواء عاصفة الشمال»، بحيث لم يبق منه الا حوالي مئة عنصر قرروا الانضواء في الأسبوع المنصرم تحت «لواء التوحيد»، وعندما شعر قائد المجموعة الخاطفة أنه يخسر الأرض، عرض القيام بصفقة سريعة، وعلى هذا الأساس تحرك القطريون ووجهوا دعوة للواء ابراهيم لزيارة الدوحة وأبلغوه استعدادهم للعب دور ما في قضية المخطوفين التسعة».

بعد ذلك، حصلت زيارات مكوكية لمدير عام الأمن العام اللبناني الى تركيا وسوريا بالتواصل الدائم مع القطريين، «خاصة بعد أن أعطى أمير قطر تميم بن حمد أوامره لوزير الخارجية خالد العطية ومدير المخابرات الكبيسي بألا يغادرا العاصمة التركية (منذ عشرة أيام) الا بعد انجاز هذه الصفقة، وهذا ما حصل، بدليل أنهما أمضيا عيد الأضحى في أسطنبول» على حد تعبير المصادر نفسها.

وكشفت المصادر أنه منذ لحظة مقتل قائد المجموعة الخاطفة «ابو ابراهيم»، انتفى الشرط المالي، «وصرنا نتحدث عن عملية تبادل، وليس صحيحا وفق كل المصادر الموثوقة التي كانت جزءا لا يتجزأ من الصفقة، أنه تم دفع دولار واحد للجهات الخاطفة».

وتابعت المصادر أن ثمة عناصر سياسية أعطت قوة دفع لعل أبرزها اعادة التموضع القطري على الصعيد الاقليمي، وبالتالي محاولة قيادتها توجيه رسائل غير مباشرة للسعوديين، خاصة في ظل ما نسب من كلام صادر عن رئيس المخابرات السعودية الأمير بندر بن سلطان لقطر، من دون اغفال العنصر التركي الضاغط، فلولا خطف المواطنين التركيين، لما أعطى رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان تعليماته للمخابرات التركية بوجوب السعي لاقفال ملف أعزاز، بعدما شعر بتأثيراته السياسية السلبية على الرأي العام التركي عشية الانتخابات الرئاسية والمحلية.

وقالت المصادر المقيمة في العاصمة التركية ان صفقة أعزاز فتحت الأبواب على مصراعيها، لا بل يمكن القول انها تؤسس لصفقة وربما صفقات تبادل، خاصة بين النظام السوري وفصائل المعارضة. وأشارت الى أن مدير عام الأمن العام اللبناني «مؤهل للعب دور بارز على هذا الصعيد، بدعم من جهات استخباراتية إقليمية ودولية، غير أن هذا الملف محاط حاليا بسرية تامة».

وأوضحت المصادر أن «أبرز مشكلة تعترض هذا الملف تتمثل في حالة التشتت في صفوف المعارضة السورية، ذلك أن ملف المخطوفين والمفقودين شائك ومعقد كثيرا ويشمل عشرات آلاف السوريين، والمشكلة أن النظام وبرغم كل بيروقراطيته يستطيع أن يشكل مرجعية حاسمة قادرة على تقديم أجوبة محددة على المطالب الموجهة إليه، أما في حالة المعارضة، فنحن نفتقد للمرجعية القادرة على تقديم أجوبة واضحة، وهذه القضية واجهناها مرارا، خاصة في التعامل مع ملفات الصحافيين الأجانب الذين فقدوا في شمال سوريا، علما أن هناك جهات تندرج في خانة المعارضة المسلحة لا يستطيع أحد التكلم معها أو إيجاد من يكفلها إقليميا».

وقالت المصادر ان موضوع المطرانين المخطوفين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم يحتاج إلى مقاربة مختلفة ولعل منطلقه الأساس تحديد هوية الجهة الخاطفة في ضوء الاتهامات المتبادلة، وثانيا تحديد مصير الرجلين، «علما أن ثمة معلومات تلقيناها من مراجع دولية تؤكد ان المطران يازجي لا يزال على قيد الحياة، أما مصير المطران إبراهيم فلا يزال مجهولا حتى الآن».

وفي السياق نفسه، أمل اللواء ابراهيم أن تتكلل الجهود بتحرير المطرانين المخطوفين في أقرب وقت ممكن، وقال لـ«السفير»إنه أخذ على عاتقه أمام المراجع الرسمية والروحية اللبنانية السعي لإطلاق سراح المطرانين وإعادة فتح ملف المعتقلين والمفقودين اللبنانيين في السجون السورية. وجدد التأكيد أنه يقوم بهذه المهمة بتوجيهات من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ووزير الداخلية مروان شربل، معتبرا أن الإنجاز الذي تحقق «هو إنجاز لكل مواطن لبناني ولا يخص طائفة أو منطقة أو فئة، واذا كان لا بد من الافتخار بأحد، علينا أن نفتخر جميعا بدولتنا التي تشكل ملاذا آمنا للجميع».

بدوره، أشاد السفير الفلسطيني في تركيا نبيل معروف بما أنجز، آملا أن تشهد الساعات المقبلة اقفال الشق الأخير. وقال لـ«السفير» أن التجربة مع اللواء عباس ابراهيم «علمتنا أنه عندما يعطي ضمانات يلتزم بها، ولذلك نأمل منه أن يواصل جهوده لاكتمال كل العناصر والوصول الى الخاتمة السعيدة التي يتمناها الجميع».

اتصالات أوروبية مع دمشق وتفاؤل بالحل السياسي

هيغ لـ«السفير»: على «الائتلاف» المشاركة في «جنيف 2»

وسيم ابراهيم

لم يترك الأوروبيون مجالاً للشك. «على الائتلاف الوطني المعارض تدبّر نفسه، وحزم الحقائب للانطلاق إلى جنيف 2. لا موقف المعارضة المسلحة المناوئة يغير شيئاً، ولا القول بأن ميزان القوة يميل لمصلحة النظام». هذا ما أكده بصريح عبارات الضغط وزراء مؤثرون في الملف السوري، خلال الاجتماع بنظرائهم في لوكسمبورغ أمس.

باقة الحوافز التي ستقدم لـ«الائتلاف» تشدد على أن «جنيف الثاني» سيسير في سكة الأول: عملية ستقود إلى تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات، بما فيها الصلاحيات «الأمنية».

هذه الخلاصة أكدها وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ في حديث إلى «السفير». فبعد وصوله إلى الاجتماع مع نظرائه الأوروبيين، سألناه حول رفض بعض أجزاء «الائتلاف» الذهاب إلى جنيف وما يثيره هذا من شكوك حول استنكافه، فقال إن «القضية ستكون في صلب لقاء أصدقاء سوريا» في لندن اليوم، مضيفاً أن «ثمة أهمية حيوية في أن تشارك جميع الأطراف المعنية في عملية السلام المبنية على بيان جنيف العام الماضي: تشكيل حكومة انتقالية ذات سلطة تنفيذية كاملة، تتألف من أشخاص من النظام والمعارضة، وذلك على أساس الرضا المتبادل».

البريطانيون والفرنسيون دفعوا إلى صدور هذه الفحوى في البيان الأوروبي المشترك. التكتل أعلن أن الهدف من «جنيف 2» سيكون «التطبيق الكامل» لسابقه، وأن «هيئة الحكم الانتقالية»، التي ستنتج منه بالتراضي بين النظام والمعارضة، يجب أن تتمتع بكامل السلطات التنفيذية على «المؤسسات الحكومية والأمنية».

البيان يعتبر أن جميع المشاركين في المفاوضات عليهم الاتفاق خلالها على «خطوات واضحة لا رجوع عنها، وجدول زمني قصير، للانتقال السياسي».

هذه المعايير التي تشدد على أساس التفاوض، يراها هيغ حافزاً يجب أن يدفع «الائتلاف» إلى المشاركة. فهو يقول إنه «يجب أن يكون بحث تشكيل مثل هذه الحكومة الانتقالية في سوريا في مصلحة المعارضة، فلذلك نشجعهم بقوة على الذهاب إلى جنيف للمشاركة في عملية السلام».

وفي إيحاء يشير إلى أن هناك ضغوطاً كبيرة ستمارس على «الائتلاف» ليعلن مشاركته، أوضح مهندس الديبلوماسية البريطانية «أعتقد أنهم سيتلقون رسالة قوية حول ذلك من المشاركين في الاجتماع»، الذي يحضره ممثلو 11 دولة اليوم.

وأبدى هيغ تفهمه لوجود خلافات حول المشاركة داخل «الائتلاف»، قائلاً إنه «من المفهوم أن هناك اختلافات في الآراء. إنهم يمثلون أناساً يناضلون من أجل حياتهم ومجتمعاتهم في سوريا ضد نظام قمعي». غير أن هذا لا يغير في انعقاد العزم الدولي على إقامة المؤتمر، إذ يضيف الوزير البريطاني بلهجة حاسمة «ولكن رأينا هو أنه (مؤتمر جنيف) في مصلحة الشعب السوري، وفي مصلحة المعارضة والائتلاف الوطني، لذا فإننا سنناقشه معهم غداً ونأمل أن يكونوا جزءاً من عملية السلام».

وعلى الرغم من الغبار الذي تثيره التحركات الدولية وتردد «الائتلاف»، لكن المناصرين الأشداء للحل السياسي بدوا متفائلين، خصوصاً بعد الاتفاق الكيميائي الذي أبعد احتمال الحرب.

وفي هذا السياق، لم يخف وزير خارجية النمسا مايكل سبيندلغر ارتياحه، وقال رداً على سؤال لـ«السفير»، «أعتقد بالطبع أننا حققنا الكثير من الإنجازات حتى الآن».

وأضاف «إذا نظرت إلى قرار مجلس الأمن، لم يكن أحد يعتقد قبل بضعة أشهر أن هذا يمكن أن يحدث. لذلك أنا متفائل، ولكنني آمل أن نصل إلى تحقيق خطوات حقيقية إلى الأمام، وهذا يعني أنه ينبغي أن تكون المعارضة على طاولة المفاوضات»، معتبراً أن «هذا هو التحدي الحقيقي في هذه اللحظة، وأعتقد أنه يمكننا إقناعهم للمشاركة».

المسألة بالنسبة إلى وزراء آخرين تتطلب تحكيم العقل عند من يراد إقناعهم. إذ قال وزير خارجية هولندا فرانس تيمرمنس، متحدثاً إلى «السفير»، وموجهاً كلامه لمن يرفضون الذهاب إلى التفاوض «آمل أن هناك حكمة كفاية كي يفهموا أن جنيف هي أيضاً فرصة بالنسبة إليهم».

برغم هذا، لا يخفي تيمرمنس أن كلام المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي عن أولوية وجود «معارضة مقنعة»، ويعلق بالقول «أعتقد أن السيد الإبراهيمي محق تماماً. فجنيف ليس له معنى سوى إذا تم تمثيل المعارضة، وعندما يتلقى أولئك الذين يمثلونها دعماً من قبل المعارضة في سوريا».

يشير الوزير الهولندي إلى مساع انضمت لها بلاده كي لا يكون وفد المعارضة مقتصراً على الرجال، ويقول «نريد أيضا أن تكون المرأة ممثلة في الوفد، لذلك سنحاول مساعدتهم في ذلك».

أجواء الاجتماع والتصريحات المصاحبة لم تثر أي شكوك في مسألة اتجاه «جنيف» على الانعقاد. حتى أن وزراء خارجية متحفظين جداً في العادة، صدر عنهم كلام حاسم.

عندما سألت «السفير» فيلي سندال، وزير خارجية الدنمارك، عن العقبات القائمة، أشار إلى أنه بالإضافة إلى مشاكل المعارضة هناك النقاش حول الدول المشاركة، لكنه أضاف «أتوقع أن يتم حل هذه الأسئلة، وأتوقع أنه سيكون هناك اجتماع في تشرين الثاني المقبل».

مسألة الدول المشاركة على الأرجح القصد منها إيران، والنقاش يدور حول أن انضمامها إلى «قطار جنيف» يحتم عليها الالتزام بمسيرته المؤسسة. فالأوروبيون أعلنوا في بيانهم أن المشاركين الدوليين في المؤتمر عليهم «الالتزام بالمبادئ المدرجة في بيان جنيف».

ولا يزال الاتحاد الأوروبي يدعو المعارضة، بالمعنى الشامل، إلى توحيد جهودها لتكون فعالة في المفاوضات. لكن بيان الاتحاد الأوروبي، وعلى سبيل التحفيز، يدعو «الائتلاف» إلى لعب دور «قيادي» خلال التفاوض، مؤكداً أنه سيواصل دعمه على الساحة الدولية.

لكن هذا الكلام لا يعني أن الأوروبيين لا يتحركون في مسارات أخرى. ويقول مصدر ديبلوماسي أوروبي إن الأسبوع الماضي شهد زيارة قام بها إلى دمشق مسؤولون موفدون من بروكسل، والتقوا خلالها شخصيات سورية معارضة، بالإضافة إلى لقاء «أعضاء في الحكومة السورية».

المحادثات تركزت على عملية «جنيف»، حيث يؤكد المصدر الديبلوماسي أن هذه الجهود، المدفوعة من مكتب وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، ستتواصل في الفترة المقبلة.

وقال الديبلوماسي الأوروبي «نرى دورنا في أن نحشد كل المعارضة الديموقراطية، نشجعهم جميعاً، كي ينضموا إلى مفاوضات جنيف»، مضيفاً أن «ما نقوله للائتلاف بوضوح هو أننا لا نريدهم أن يرفضوا المشاركة، عليهم القدوم لأن التفاوض نقاش بين طرفين. نقول للجميع الآن إن الأمر عاجل ويجب أن يذهبوا، لا أن يتكلموا عن جنيف بل أن يذهبوا إليه».

وزير الخارجية السويدي كارل بيلدت أكد، رداً على سؤال لـ«السفير»، أن لدى حكومته «اتصالات مع عدة شخصيات» من المعارضة داخل سوريا. تحفظ على تأكيد أن هناك موفدا سويديا سيزور دمشق للقاء المعارضة، وقال ممازحاً «لو أني كنت سأرسل موفداً، فبالتأكيد لن أقول لك».

ومن ضمن حوافز التشجيع التي تقدم لـ«الائتلاف»، هي تأكيد الأوروبيين أن «موقف المجتمع الدولي من النظام السوري لم يتغير»، كما يقول مصدر ديبلوماسي من الوفد الفرنسي. ويضيف «نحن نرد على مخاوفهم، ونؤكد لهم أن الاتفاق حول الكيميائي لا يعني أي تغيير».

بطبيعة الحال، هناك ما أكدته آشتون في المؤتمر الصحافي، حيث قالت ان لا تغير في الموقف الأوروبي من أن الرئيس السوري بشار الاسد «لا مكان له في مستقبل سوريا».

المصدر الديبلوماسي أوضح أن تحديداً أدق يمكن أن يكون التالي «بعد المفاوضات، وبمجرد الشروع في المرحلة الانتقالية، فإن دور الأسد سينتهي».

لكن هناك بعض المتحفظين تجاه «جنيف» والسرعة التي يجري السير فيها باتجاهه. وزيرة الخارجية الإيطالية إيما بونينو لن تحضر اجتماع «أصدقاء سوريا» اليوم.

ويقول ديبلوماسي من مكتبها إن السبب هو ارتباطها باستحقاق حكومي حول مواجهة أزمة اللاجئين إلى سواحل بلادها عبر البحر. لكن الديبلوماسي يؤكد أنها تفضل «إعطاء مزيد من الوقت للتحضير للتفاوض، وهي ليست مقتنعة بأن المؤتمر سيعقد الشهر المقبل»، مضيفاً «حتى الآن لم تضعه على أجندتها».

«لواء التوحيد».. الحكاية الكاملة

صهيب عنجريني

تشير المستجدات المتسارعة في حلب وريفها إلى مواجهة وشيكة بين «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، وبين «لواء التوحيد»، الذي يُنظر إليه على أنه أكبر الفصائل المقاتلة في حلب وريفها.

ونقلت مصادر خاصة لـ«السفير» معلومات شبه مؤكدة عن وجود القائد العسكري للتوحيد عبد القادر الصالح في الولايات المتحدة، ضمن زيارة سرية بدأت منذ حوالي أسبوع.

وكان الصالح أطلق مؤخراً تصريحاتٍ يمتدح فيها «جبهة النصرة»، و«التنسيق العالي بينها وبين بقية الفصائل المقاتلة على الأرض»، لافتا إلى «وجود تنسيق كبير معها في الجانب العسكري».

ولا يُعتبر هذا التصريح الأول من نوعه، ففي نيسان الماضي أعرب الصالح عن «رفضه التام خطوة إدراج جبهة النصرة على قائمة الإرهاب الأميركية»، مؤكداً أن «الجبهة» لم تمارس أي أعمال إرهابية.

وتُعتبر هذه التصريحات طبيعية في سياق العلاقة بين «اللواء» و«الجبهة»، إذ تؤكدُ معلوماتٌ ميدانية أن الصالح كان أحد العرّابين الأساسيين لانضمام «النصرة» إلى قائمة الفصائل الموقعة على ما سمي «البيان الرقم 1»، والذي أعلنت عبره تلك الفصائل عن «سحب الشرعية الثورية من الائتلاف السوري المعارض». كما تزامن تشكيل «لواء التوحيد» مع تشكيل «جبهة النصرة»، والتي شارك أفرادٌ منها في معركة «الإذاعة» تحت راية «التوحيد»، فما هي حكاية لواء التوحيد؟

تشكيل اللواء.. ودخول حلب

تأسس لواء التوحيد في 18 تموز العام 2012، عبر اندماج عدد من المجموعات المسلحة في الريف الشمالي لحلب، والمفتوح على الحدود التركية، وانضم بعد فترة من تأسيسه إلى «المجلس الثوري العسكري في حلب وريفها» بقيادة العقيد عبد الجبار العكيدي، وهو مجلس تنظيمي بحت ليست له قوات على الأرض. كما كان للتوحيد دور أساسي في تشكيل «الهيئة الشرعية في حلب» بالتحالف مع «النصرة» و«حركة أحرار الشام»، قبل أن تنسحب «النصرة» منها.

ويرتبط تشكيل اللواء في الدرجة الأولى باتخاذ قرار دخول المسلحين إلى حلب، وتؤكد أدق الروايات أن ذلك القرار تمّ بإيعاز تركي مباشر. ويُروى في هذا السياق أن المخابرات التركية تولَّت التنسيق مع رئيس فرع الأمن العسكري حينها محمد المفلح، لتسهيل دخول المسلحين، ليكون «التوحيد» بذلك أول الفصائل المسلحة المُنظمة في المدينة، حيث أعلن في تاريخ 20 تموز العام 2012 عمّا سمّاه «معركة الفرقان».

وتقدم مصادر من داخل اللواء لـ«لسفير» دخول حلب وفق الرواية التالية: «تجمعت المجموعات المقاتلة في الريف الشمالي من مارع، وعندان، وتل رفعت، وغيرها، وانضمت إليها كتائب نور الدين الزنكي من الريف الغربي، ثم تم اختيار نوعية مميزة من مجمل المقاتلين قتاليا وأخلاقياً، ودخلوا على دفعات متتالية كل دفعة تضمُّ حوالي 200 مقاتل، وعبر طريق مدينة الباب القديم، ليتمركزوا في الأرض الحمرا، على مفرق الشيخ نجار القديم في إحدى المدارس، بينما دخلت كتائب الزنكي حي صلاح الدين تحت راية التوحيد».

ووفقاً للمصدر فقد «واجه النظام هذا التحرك بتحريك رتل من الدبابات على أوتوستراد مساكن هنانو ــ الانذارات، وبدأت الاشتباكات، فتم تدمير ثلاث دبابات واغتنام واحدة».

واصل مسلحو «التوحيد» انتشارهم باتجاه حي باب النيرب، حيث اشتبكوا هناك مع آل بري الموالين للنظام، وقاموا بتصفية زينو برّي بعد أسره، وتعذيبه، موجهين إليه تهمة «تزعم شبيحة تلك المنطقة»، وقد دانت «منظمة العفو الدولية» في آب 2012 هذه الحادثة، مؤكدةً أنها «تمثل انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي وجريمة حرب».

مسلحو «النصرة» يقاتلون

إلى جانب مسلحي «التوحيد»

دخلت كتائب «نور الدين زنكي» حي صلاح الدين تحت راية «لواء التوحيد»، وكانت «جبهة النصرة» قد تشكلت بشكل سري، وشارك مقاتلوها تحت لواء التوحيد في معركة «الإذاعة»، وكان معظم هؤلاء من المُخلى سبيلهم من سجن صيدنايا بموجب العفو العام في حزيران العام 2011.

سيطر المسلحون على عدد كبير من أحياء حلب خلال فترة قصيرة نسبياً، وأعلن «التوحيد» الأحياء الممتدة بين صلاح الدين والصاخور «أحياء محررة، في معارك سقط خلالها عشرون شهيداً من لواء التوحيد»، وفقاً لمصادر من داخل اللواء.

لم يلبث الجيش السوري أن شنَّ عملية واسعة لاستعادة حي صلاح الدين، استمرت قرابة شهر، ونجح في استعادة الحي، لكنّ العملية لم تكن «أم المعارك»، ولم تُسفر عن إنهاء الوجود المسلّح في حلب كما أُعلنَ في بدايتها.

ولاحقاً لذلك، أعلنت كتائب «نور الدين الزنكي» انسحابها من «لواء التوحيد»، والعودة إلى الريف الغربي، بينما تقدم مسلحو «التوحيد» باتجاه الأحياء المحيطة بثكنة هنانو، وسيطروا عليها، محاصرين الثكنة.

ظهرت «النصرة» إلى العلن، واقتحم مسلحوها ثكنة هنانو إلى جانب مسلحي «التوحيد»، قبل أن ينجح الجيش السوري باستعادتها، عبر قواتٍ مدعومة بدبابات «تي 82»، وبمؤازرة جوية ومدفعية، فانسحب «التوحيد» و«النصرة» بعد تفريغ الذخيرة وبعض الأسلحة الموجودة في الثكنة، وبدأت بعدها «معركة حلب القديمة»، حيث تمركز مسلحو «التوحيد» فيها، واحترقت أسواق حلب التاريخية، وسط اتهامات متبادلة حول المسؤولية عن ذلك.

العلاقة مع «الإخوان المسلمين» والسلفيين

قدّم «الإخوان المسلمون» دعماً كاملاً لـ«التوحيد» منذ نشوئه، وبرغم ذلك يؤكد قادة اللواء أن «هذا لا يعني تبعية اللواء للإخوان».

وتؤكد مصادر معارضة لـ«السفير» أن نفي قادة «التوحيد» لا يعدو كونه نفياً إعلامياً، أما على أرض الواقع فثمة تنسيق كامل بين اللواء وبين الجماعة، وتذهب مصادر أخرى إلى حد اعتبار التوحيد الذراع العسكرية الأولى للجماعة في سوريا، مشيرة في هذا الصدد على وجه الخصوص إلى العلاقة الوطيدة بين «حجي عندان» وبعض قادة الجماعة.

اللافت أن اللواء يقيم أيضاً علاقات طيبة مع السلفيين، ويتولى التنسيق معهم حجي مارع، الذي تربطه علاقات وطيدة بمشايخ السلفيين، ومنهم على سبيل المثال عضو مجلس الأمة الكويتي وليد الطبطبائي.

تؤكد مصادر ميدانية معارضة لـ«السفير» أن «لواء التوحيد» يُشكل نموذجاً فريداً من نوعه لجهة قدرته على التنسيق مع أطراف متضاربة التوجهات السياسية، سواء منها الداخلية أم الخارجية.

وتعتبر هذه المصادر «لواء التوحيد» عاملاً أساسياً في التقارب بين الإسلام السياسي المتمثل بـ«الإخوان المسلمين»، والمدعوم تركياً وقطرياً، وبين الإسلام السلفي المدعوم سعودياً وكويتياً.

تجدر الإشارة في هذا السياق إلى تقرير للباحث رافائيل لوفيفر نشر في معهد «كارنيغي»، ونقل فيه عن ناشط غير إخواني شارك في تمويل المجموعات المسلحة قوله «لقد التقيت مع أعضاء في لواء التوحيد، في مرحلة معينة أخذوا المعونة من الاخوان المسلمين، ولكنهم أخذوا أيضاً من السلفيين، وأخذوا من الجميع. لم يكن دافعهم إقامة تحالفات، بل قالوا إننا سنأخذ المساعدات من كل من يعطيها».

كما تجدر الإشارة إلى أن مقاتلي اللواء كانوا في فترة من الفترات يضعون عصائب سوداء على رؤوسهم، مكتوبا عليها عبارة «لا اله إلا الله محمد رسول الله»، لكن في فترة لاحقة تم الاستغناء عن هذه العصائب، لمصلحة عصائب بيضاء لم تحمل أية عبارة.

اللواء في الوقت الراهن

حاول «التوحيد» أخذَ شكل مؤسسة، لا يقتصر نشاطها على العسكري فقط، فقد قام بإنشاء «مؤسسة التوحيد الطبية»، و«مؤسسة التوحيد الإعلامية»، ويبلغ عدد أفواجه العسكرية 38 فوجاً، تضمُّ قرابة 11 ألف مسلح، ويضم اللواء في الوقت نفسه حوالي عشرة آلاف إداري!

يصرف التوحيد لعناصره رواتب غير دورية على شكل مكافآت، ويتميز بنشاطه الإعلامي الكبير، ويطلق عليه البعض «لواء التصوير».

وتؤكد مصادر ميدانية معارضة لـ«السفير» أن اللواء تهلهل في الشهور الأخيرة، وأن مقاتليه ينقصهم التدريب والتأهيل، ولا يتمتعون بثقل نوعي، وكان دوره في المعارك خلال الشهور الستة الأخيرة رمزياً فحسب، حيث وافقت بعض الفصائل التي لا ترغب بالظهور الإعلامي لطبيعتها السرية على نسب المكاسب التي كانوا يحققونها لـ«التوحيد»، كما حدث في معركة «اللواء 80» المجاور لمطار حلب المدني.

يُجاهر قادة اللواء بالحياد تجاه خلافات بقية الألوية، ويفاخرون بالعلاقات الطيبة مع الجميع، ما يتيح لهم لعب دور الوسيط في حل الخلافات، وآخرها في النزاع الدائر بين «داعش» و«عاصفة الشمال» في إعزاز.

لدى اللواء سجن خاص به، بالإضافة إلى محكمة شرعية، كما شكّل في آب 2012 ما سُمي «مكتب الأمن الثوري». وبعد تشكيل المكتب بشهرين عُقد اتفاق مع الألوية الأخرى تم بموجبه منح «مكتب الأمن الثوري» سلطات أوسع، فجرى إنشاء وحدة عسكرية خاصة للمكتب، وتتكوّن من مسلحين من كل لواء يبقون أعضاء في وحداتهم الأصلية. كذلك عند الضرورة، يمكن لهذا المكتب أيضاً الاعتماد على التعزيزات، وخصوصاً من «لواء التوحيد».

يسعى اللواء لتكريس حكم إسلامي في سوريا، ويقول إن «الأقليات يجب أن تلقى تعاملاً متساوياً كمواطنين».

الرئيس السوري ينتقد النأي اللبناني بالنفس ويهاجم السعودية وحماس

كيري: ترشّح الأسد يعني استمرار الحرب

سارع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، للرد على الرئيس السوري بشار الأسد، محذرا من أن الحرب في سوريا ستستمر إذا أعيد انتخابه في العام 2014، فيما كان الأسد يوجه رسالة مباشرة إلى المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي المتوقع أن يلتقيه بعد أيام، وطالبه بأن يبقى «حياديا» في مهمته، ومعتبرا أن لا عوامل تساعد على إنجاح مؤتمر «جنيف 2» في الوقت الحالي، وشروط نجاحه «غير متوافرة».

الإبراهيمي، من بغداد، اعتبر أن «جنيف 2» يجب أن يضم «كل من له مصلحة ونفوذ في الشأن السوري»، لكنه حذر في المقابل من أن المجتمع الدولي «تأخر» في دعم الشعب السوري.

وقال كيري، في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره القطري خالد العطية في باريس في ختام اجتماع مع أعضاء لجنة متابعة مبادرة السلام العربية، «إذا اعتقد (الأسد) أنه سيسوي المسائل بترشحه لإعادة انتخابه أقول له التالي: أعتقد من الأكيد أن هذه الحرب لن تنتهي إذا بقي موجوداً حيث هو الآن».

وأضاف كيري، عشية اجتماع مجموعة «أصدقاء سوريا» في لندن اليوم، «لا أعرف أحدا يعتقد أن المعارضة ستوافق على أن يشارك بشار الاسد في الحكومة. لقد قصف سكان بلاده وسممهم بالغاز. كيف يمكن لهذا الرجل شرعيا أن يطلب الرئاسة مستقبلا؟». واعتبر ان «الأسد صمد إلى الآن بسبب دعم حزب الله وإيران له». وتابع «هناك كارثة إنسانية تلوح في الأفق في سوريا إذا لم تحل الأزمة سياسياً». وقال «اننا نركز على المساعدة الواجب تقديمها الى المعارضة المعتدلة. سنواصل هذا الامر لأننا نعتقد انه ينبغي الذهاب الى المفاوضات».

وعن مشاركة ايران في «جنيف 2»، اعتبر كيري ان على طهران ان تقبل اولا بفكرة تشكيل حكومة انتقالية في سوريا. وقال «لم توافق ايران على تطبيق جنيف 1، من الصعب اذاً أن نعتبر ان حضورها (جنيف 2) سيكون مثمراً. اذا وافق (الايرانيون) على جنيف ويريدون (تبني موقف) بنّاء فذلك أمر آخر».

وأكد كيري، الذي التقى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، انه «لم يحصل أي تغيير في السياسة الأميركية تجاه سوريا»، معتبرا أن «عدم القيام بضربة عسكرية كفل نزع سلاح الأسد الكيميائي». وشدد انه «لا حل عسكريا للأزمة في سوريا»، مضيفا «إننا نركز على مساعدة المعارضة المعتدلة في سوريا».

الأسد

وكرر الأسد، في مقابلة مع قناة «الميادين» بثت أمس، ضرورة أن تكون المعارضة الوطنية داخلية، ولا ترتبط بالخارج. وشن هجوما على جماعة «الإخوان المسلمين» معتبرا أنها مجموعة إرهابية وهي «تسير من إرهاب إلى إرهاب أسوأ».

وحول ما إذا كان يعتقد أن مؤتمر «جنيف 2» سينعقد، قال الأسد «لا يوجد موعد، ولا يوجد عوامل تساعد على انعقاده الآن إذا أردنا أن ينجح»، مضيفا «الحل السوري هو حل سوري بامتياز، وليس حلاً أجنبياً لقضية سوريا».

وحول زيارة الإبراهيمي إلى دمشق قريبا، قال الأسد «نطلب منه أن يلتزم بمهامه. ألا يخرج عن إطار مهامه. هو مكلّف بمهمة وساطة، الوسيط يجب أن يكون حيادياً في الوسط، لا يقوم بمهام مكلّف بها من قبل دول أخرى، وإنما يخضع فقط لعملية الحوار بين القوى المتصارعة على الأرض، هذه هي مهمة الإبراهيمي». وأشار إلى أن الإبراهيمي «حاول أن يقنعني بضرورة عدم الترشح للرئاسة في الانتخابات المقبلة العام 2014، وهذا الكلام كان في نهاية 2012، طبعاً كان جوابي واضحاً، هذا الموضوع موضوع سوري غير قابل للنقاش مع أي شخص غير سوري».

وشن هجوما لاذعا على المملكة السعودية، معتبرا أنها «دولة تنفّذ سياسات الولايات المتحدة بكل أمانة»، مضيفا «تقوم علناً بدعم المجموعات الإرهابية في سوريا، إمدادها بالمال والسلاح، وطبعاً دعمها سياسياً وإعلاميا». وأضاف «هل لبنان محميّة سعودية أو محميّة سورية. لبنان بلد مستقل فيه شعب. هل طالب الشعب اللبناني السعودية بأن تقوم بالدفاع عنه لكي تتنطّح هذه الدولة وتضع نفسها محلّ الشعب اللبناني، هناك دولة وهناك شعب، هو يحدّد».

وقال «لا يحق للمملكة أو الدول المشابهة أن تتحدث بكل هذه النقاط (العلاقة مع إيران ولبنان). أولاً في الشأن الداخلي، فهذه الدول من أكثر الدول تخلفاً من ناحية الإصلاح السياسي على مستوى العالم، على مستوى العالم قاطبة. هم من أكثر الدول تخلفاً في هذا المجال وأقل مواطنين لديهم حقوق هم مواطنو تلك الدول، وخاصة السعودية التي تأتي في مقدمة هذه الدول، القمع، الاستعباد، وغيرها من الأمور، لا يعرفون الديموقراطية، لا يعرفون ماذا تعني انتخابات، لم يساهم المواطن في تلك الدول بوضع دستور يحدّد ما هو شكل الحكم الذي يريده، فلا يحق لهم أن يتحدثوا في هذا الموضوع». وتساءل «هل قطر قادرة على تقديم النصائح في موضوع الديموقراطية والإصلاح. لتُصلحْ نفسها أولاً، لتحوِّل المواطن القطري لناخب، لتسمح له بالانتخاب، في اختيار ممثليه، في اختيار دولته، قطر ليست في موقع أن تنصح».

وتساءل الأسد عن معنى نأي لبنان بالنفس، مضيفا «الواقع أن لبنان ساهم مباشرة من خلال السماح للإرهابيين بالمرور عبر أراضيه، السماح بمرور السلاح، السماح بالتحريض، سمح لكل ذلك عبر الحدود السورية اللبنانية للمساهمة في إشعال النار في سوريا. فعملياً لم يكن هناك نأي بالنفس. وإذا افترضنا أنه يريد أن ينأى بنفسه فماذا يفعل عندما تمتد النار، وهذا ما رأيناه خلال العام الماضي، بدأت تأثيرات الأزمة السورية تؤثر مباشرة على الوضع في لبنان».

وبشأن سرّ التدهور في العلاقة مع حماس، قال الأسد «هناك الكثير من السوريين لاموا حماس لأنها صمتت لمجرّد أن (يوسف) القرضاوي هو شيخ الإخوان المسلمين، نحن اعتبرنا أن هذا فيه تخلٍ عن واجب معنوي ووفاء تجاه سوريا. هل من الممكن أن تشبّه سوريا التي دافعت عن الفلسطينيين على مدى عقود من الزمن ودفعت ثمن ذلك من قوت شعبها وأمانها وغير ذلك أن تبخل حماس عليها بردّ على القرضاوي؟ بالنسبة لهم كانت جماعة الإخوان أكبر من المقاومة. هنا بدأ الانفصال». وأضاف «نحن دعمنا حماس انطلاقاً من كونها مقاومة، فإذا قرّرت حماس أن تكون مقاومة حقيقية وصادقة فنحن معها، إذا قررت أن تكون إخوان مسلمين فلا داعي لهذه العلاقة بكل وضوح».

وعما إذا كان مستعدا لتفاعل إيجابي مع أمير قطر الشيخ تميم، قال الأسد «قطر ساهمت كما تركيا كما السعودية الآن في سفك دماء السوريين، فالتعاطي مع تلك الدول لا يمكن أن يخرج عن إطار القبول الشعبي في سوريا. لا يمكن أن يكون فقط رغبة رسمية. لا شك بأن الأمير الحالي إذا أراد أن يغيّر السياسة القطرية فهي بحاجة إلى جهد كبير لأن الآثار كبيرة جدا، ومسح آثار ما تمّ في سوريا لن يكون بهذه السهولة». وطالب قطر «بعدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية وعدم دعم الإرهابيين. هذا الحد الأدنى الذي تطلبه سوريا من أي دولة ساهمت في سفك الدماء في سوريا»، معتبرا أن «العبرة بالتنفيذ وبالتطبيق وبالممارسة، وليس بالكلام».

وحول ما إذا كان سيترشح للرئاسة، قال الأسد «بالنسبة للنقطة المتعلقة بي شخصياً لا أرى أي مانع من الترشح للانتخابات المقبلة. أما النقطة الثانية وهي الرغبة الشعبية، فمن المبكر الآن أن نتحدث عن هذه النقطة، لا يمكن أن نبحثها إلا في الوقت الذي يتم فيه الإعلان عن موعد الانتخابات الرئاسية». (لقراءة مقابلة الأسد كاملة على موقع «السفير» على الانترنت).

الإبراهيمي

وقال الإبراهيمي، خلال مؤتمر صحافي عقب لقائه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ووزير الخارجية هوشيار زيباري في بغداد، «المؤتمر يجب أن يجتمع فيه كل من له مصلحة ونفوذ في الشأن السوري». وأضاف «من مصلحة الشعب السوري أن يلتقي الجميع، وأن يجمع الجميع على كلمة واحدة، وهي مساعدة الشعب السوري، ليس على الاقتتال، إنما على حل الأزمة وبناء دولتهم الجديدة».

وتجنب الإبراهيمي، الذي وصل الى الكويت، مجددا تحديد موعد للمؤتمر. وقال «نحن في الأيام المقبلة سنقابل كثيرا من الناس وأيضا الأطراف السورية للوقوف على رأيهم في ما هو الوقت المناسب، ونأمل أن يكون في تشرين الثاني، وسيعلن الموعد عندما يتم الاتفاق عليه». وأضاف «هذه الأزمة في منتهى الخطورة على الشعب السوري أولا، لكن على المنطقة أيضا بل وعلى العالم»، معتبرا أن «المجتمع الدولي متأخر جدا في مساعدة الشعب السوري».

وشدد زيباري، من جهته، على أن «الكل مقتنع حاليا بأن الحل السلمي والسياسي للأزمة السورية هو الخيار المتاح من منطلق مصلحة الشعب السوري، أولا وأخيرا».

من جهته، رأى المالكي، خلال لقائه الإبراهيمي بحسب بيان لمكتبه الإعلامي، أن «وصول الخيارات العسكرية إلى طريق مسدود وتنامي القناعة بضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة، جعل فرص الحل واحتمال نجاح المبادرات السلمية أكثر قبولا». وذكر أن العراق «على استعداد تام لإسناد جهود المبعوث الدولي ودعمها بما يحقق حلا سياسيا مطمئنا لجميع السوريين والمنطقة».

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)

سقوط صواريخ على الهرمل نذير ببدء معركة القلمون

سورية: فريق كوماندوز تركي حرّر مخطوفي اعزاز والأسد لا يرى مانعا من الترشح للانتخابات الرئاسية

عواصم ـ وكالات ـ بيروت ـ ‘القدس العربي’ ـ من سعد الياس: للمرة الاولى منذ شهر آب (اغسطس) الفائت، سقط عصر امس أربعة صواريخ في أحياء الهرمل السكنية مصدرها سفوح السلسلة الشرقية لجبال لبنان شرق بلدة القاع.

وذكرت أنباء أن القصف استهدف مربض مدفعية لحزب الله.وترافق تعرض المنطقة للقصف مع قول مصدر عسكري ‘ان معركة القلمون بين الجيش السوري والجيش السوري الحر قد بدأت’.

وتأتي هذه التطورات العسكرية في وقت مازالت قضية الافراج عن مخطوفي اعزاز الشيعة والطيارين التركيين تتفاعل، وفي جديد هذه القضية ما أعلنه لواء عاصفة الشمال انه لم يستلم السجينات السوريات ضمن صفقة اطلاق اللبنانيين.

وأفاد اللواء في بيان نشره على الانترنت انه لم يستلم بعد اياً من السجينات السوريات اللواتي كن ضمن الاتفاق للافراج عن اللبنانيين التسعة والطيارين التركيين قبل يومين.

واشار الى ‘ان هجوم (داعش) على معظم مقراته في اعزاز اضطره الى تسريع عملية التفاوض خصوصاً وان عملية اختطاف الطيارين سرّعت العملية، مع العلم انه كان هناك اتفاق على تسليم السجينات على مراحل مع الافراج عن اللبنانيين على مراحل’.

واكد البيان ‘ان الجميع في أضنة كانوا بانتظار السجينات لكن حتى الان لم يصل احد’. واعرب البيان عن استغرابه ‘لتلقف البعض ما نشرته وسائل الاعلام اللبنانية عن خبر دفع مبلغ من المال للواء مقابل الافراج عن اللبنانيين’،لافتاً الى ‘ان هذا الخبر غير صحيح’.

وتزامن موقف لواء عاصفة الشمال مع ما ذكرته صحيفة ‘صباح’ التركية ان ‘المحررين اللبنانيين التسعة اخرجوا من سورية في عملية لفريق كوماندوز من الاستخبارات التركية’.واكدت الصحيفة ان ‘القوات الخاصة التركية دخلت الاربعاء في 16 تشرين الاول (اكتوبر) الى مدينة اعزاز، وتمكّن الكوماندوز من اخراج الرهائن اللبنانيين ونقلهم الى الاراضي التركية من دون المشاركة في المعارك بحسب الصحيفة التي لم تذكر مصادر معلوماتها’.

وقال رئيس النظام السوري بشار الأسد إنه لا يرى مانعا من ترشحه في الانتخابات الرئاسية القادمة في بلاده، والمفترض إجراؤها في العام المقبل.

وأضاف الأسد، في حوار خاص مع قناة ‘الميادين’، التي تبث من لبنان ‘من المبكر أن أبحث قضية الترشح قبل الإعلان عن موعد الانتخابات لكن لا أرى مانعا لذلك’.

من جهة أخرى، اتهم الأسد، في الحوار الذي بث الإثنين، دولا ‘بدعم المجموعات المسلحة في بلاده بشكل علني، وتنفيذ سياسات الولايات المتحدة بكل أمانة’، مضيفا ‘كما أن تركيا وقطر متورطتان بدعم الإرهاب في سورية’.

ومضى رئيس النظام السوري قائلا ‘السعودية تدعم علناً المجموعات المسلحة في سورية.. وهي دولة تنفذ سياسات الولايات المتحدة بكل أمانة’، مضيفا ‘نحن نفاوض مدير العملية لا المنفذين’.

وطالب الأسد المبعوث الأممي والعربي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي بالالتزام بمهمته، قائلا ‘نطلب من الإبراهيمي أن يلتزم بمهمته في سورية وأن لا يخرج عنها’.

جاء ذلك فيما حث وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الاثنين في لوكسمبورغ المعارضة السورية على المشاركة بشكل موحد وفاعل في مؤتمر السلام جنيف-2 المقرر في تشرين الثاني/نوفمبر.

واعلن الوزراء المجتمعون في لوكسمبورغ ان ‘الاتحاد الاوروبي يدعو المعارضة الى القدوم متحدة لتشارك بفعالية في المؤتمر’.

واضاف الوزراء في بيان صدر في ختام اعمالهم ان الاتحاد ‘يشجع الائتلاف الوطني على لعب دور اساسي في المفاوضات’.

ويضاف هذا الموقف الى دعوات دول كبرى اخرى اعربت عن قلقها من انقسامات المعارضة السورية.

وبشأن الوضع الانساني المتفاقم في سورية والبلدان المجاورة قرر الوزراء الاوروبيون تحسين التنسيق ‘بين الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي’ و’اتخاذ مقاربة اكثر انسجاما وتكاملا’ واكدوا ان ‘المفوضية الاوروبية ستتخذ اجراءات في هذا الصدد’.

من جانب اخر دعا الوزراء ‘كل اطراف النزاع الى الموافقة على وقف اطلاق النار لتسهيل وصول المساعدات الانسانية’.

من جانبه جدد الائتلاف السوري الوطني ‘دعوته إلى تكثيف الجهود الدولية لمنع نظام(الرئيس السوري بشار)الأسد من الاستمرار في ‘إبادة الشعب السوري مستخدماً كافة أنواع الأسلحة في حرب إجرامية يشنها ضد المدنيين منذ أكثر من سنتين ونصف ، مضيفاً من خلالها جريمة جديدة كل يوم لسجله الحافل بالموت’.(تفاصيل ص 4 و5)

خبراء دوليون يحققون في أنباء عن تفشي مرض شلل الأطفال في سورية

جنيف ـ د ب أ: أعلنت ‘المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال’ امس الاثنين في جنيف أن مرض شلل الأطفال ربما عاد إلى سورية ، وذلك في ظل الدمار الذي لحق بالبنية الصحية بسبب العنف الدائر هناك.

وذكرت منظمة الصحة العالمية أنها تلقت تقارير تفيد بظهور حالات إصابة بشلل الأطفال في سورية خلال الشهر الجاري ، وذلك للمرة الأولى منذ 14 عاما.

وكان مختبر محلي سوري قد اكتشف ظهور حالتي إصابة في محافظة دير الزور ، وتقوم منظمة الصحة العالمية حاليا بإجراء المزيد من الاختبارات للتأكد من هذه النتائج.

وتشير هيئات أممية ومنظمات إغاثية إلى أن سورية تعد مهددة بصورة كبيرة بعودة مرض شلل الأطفال والامراض الاخرى التي يمكن الوقاية منها باستخدام اللقاحات بسبب الوضع الحالي.

وتم تنبيه السلطات الصحية في دول الجوار لاتخاذ الحيطة والحذر لاحتمال ظهور المزيد من الحالات. وكشفت المبادرة عن حملات تطعيم يجري التخطيط لها في المنطقة.

وتجدر الإشارة إلى أن فيروس شلل الأطفال ينتقل عبر الماء أو الطعام الملوث بالفضلات الادمية ويسبب الشلل ويصيب الأطفال بصورة أساسية.

كيري للأسد: إيران وحزب الله سبب صمودك والحرب لن تتوقف إلا برحيلك

القاهرة- (د ب أ): رد وزير الخارجية الأمريكية جون كيري على تلميح الرئيس السوري بشار الأسد إلى إمكانية ترشحه لخوض انتخابات الرئاسة العام المقبل بالقول إن على الأخير أن يعلم بأن الحرب في بلاده لن تتوقف طالما استمر في السلطة، ونفى وجود أي تغيير في موقف بلاده حيال سورية.

ونقلت شبكة (سي إن إن) الإخبارية الأمريكية الثلاثاء عن كيري القول: “على الأسد أن يعود لقراءة مقررات مؤتمر جنيف الأول، والتي تنص على وجوب تشكيل حكومة انتقالية باتفاق بين الجانبين (النظام والمعارضة) بصرف النظر عن هوية الطرف المتفوق على الأرض.

وتابع كيري: “لا أعرف أحدا يؤمن بأن المعارضة قد تقبل بأن يكون الأسد جزءا من الحكومة الجديدة، وإذا اعتقد (الأسد) أنه سيكون جزءا من الحكومة الجديدة، وإذا اعتقد أنه سيتمكن من حل المشكلة عبر الترشح لانتخابات جديدة فيمكنني عندها أن أقول له بأنني متأكد بأن الحرب لن تتوقف طالما استمر في منصبه.

وعن تغير الوضع الميداني على الأرض لغير صالح المعارضة، قال كيري: “هذا لم يحصل بسبب الجيش السوري بل بسبب دور حزب الله وإيران وقتالهما دفاعا عن النظام. لقد تسببا بهذا التغيير وأظن أن الوقت قد حان للأمم المتحدة من أجل أن تنظر في الخيارات المتاحة للتعامل مع نشاطاتهما.

الأمم المتحدة: الأمين العام هو من سيعلن عن موعد ‘جنيف 2′ عندما يكون مستعداً

نيويورك- (يو بي اي): ذكرت الأمم المتحدة ان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون هو من سيعلن عن موعد عقد مؤتمر (جنيف 2) حول سوريا عندما يكون مستعداً لذلك.

وسئل المتحدث باسم الأمين العام مارتن نيسيركي عن تقييم المنظمة الدولية بشأن عقد مؤتمر جنيف 2، فكرر الموقف القائل ان “الأمين العام هو من سيعقد المؤتمر وهو من يعلن عن موعد المؤتمر عندما يكون الأمر مناسباً”.

وتعليقاً على ما أعلنه أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي، عن ان ثمة موعداً مبدئياً لعقد المؤتمر وهو 23 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، قال نيسيركي ان “الأمين العام بان كي مون سيعلن عن التاريخ عندما يكون مستعداً للقيام بذلك”.

وعلق على إطلاق تسعة لبنانيين كانوا مختطفين ومحتجزين عند الحدود السورية ـ التركية، فأكد ان هذا الأمر هو مصدر راحة للجميع، معرباً عن أمله في ‘ن يتم إطلاق رجلي دين مختطفين أيضاً في أقرب وقت ممكن.

أمريكا تساهم بـ10 مدرعات للمساعدة في التخلص من الأسلحة الكيمائية السورية

واشنطن- (يو بي اي): قدمت الولايات المتحدة 10 آليات مدرعة إلى الأمم المتحدة للمساعدة في جهود المنظمة الدولية ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في العثور على الأسلحة الكيميائية السورية وتدميرها.

وأفاد البيت الأبيض ان صندوق حظر الانتشار ونزع الأسلحة التابع لوزارة الخارجية الأمريكية دفع 1.55 مليون دولار مقابل 10 آليات مدرعة من نوع “شوفروليه”، ونسق مع القوات المسلحة الكندية لتدبير نقلها وتسليمها إلى الأمم المتحدة.

وأشار إلى انه بغية دعم هذا الجهد بشكل أفضل، أعدت الولايات المتحدة لاستخدام “قاعدة أندروز المشتركة” كنقطة انطلاق من ماريلاند إلى ليبانون، فيما ساهمت كندا عبر استخدام طائرة تابعة لسلاح الجو الكندي في أونتاريو لنقل الآليات المدرعة الـ10 إلى الشرق الأوسط.

وأكدت ان الآليات نقلت على متن رحلتين منفصلتين بدأتا يوم الخميس 17 تشرين الأول/ أكتوبر، وانتهتا يوم الأحد في 20 تشرين الأول/ أكتوبر 2013 عندما قبلتها الأمم المتحدة.

ولفت البيت الأبيض إلى انه بهذه المدرعات تبلغ قيمة المساعدة الأمريكية للتخلص من الأسلحة الكيميائية السورية حوالي 6 مليون دولار من صندوق حظر الانتشار ومنع التسلح، وذلك على شكل مساعدات للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

واشنطن: لا يمكن تصور أن ينتظر الأسد حتى الحصول على إرادة شعبية للترشح للرئاسة من جديد

واشنطن- (يو بي اي): قالت الولايات المتحدة انه لا يمكن تصور أن ينتظر الرئيس السوري بشار الأسد حتى الحصول على الإرادة الشعبية للترشح من جديد لانتخابات الرئاسة في سوريا.

وسئلت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماري هارف عن تعليق حول موقف الأسد خلال مقابلة تلفزيونية بأنه لا يرى أية عوائق تمنع ترشحه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، فأجابت “أعتقد انه لا يمكن التصور بأن ينتظر حتى الحصول على إرادة الشعب للترشح من جديد”.

وأضافت “أعني ان ثمة شعب ذبحه بوحشية، ما يزيد عن 100 ألف شخص حتى الآن، وأعتقد انه لا يمكن التخيل حتى بأنه سيحظى بهذا الخيار في هذه المرحلة”.

ورداً على سؤال عما إذا كان الأسد لاعباً أساسياً في جمع الأسلحة الكيميائية بسوريا، قالت هارف “قلنا ان لدى نظام الأسد مسؤولية في المساعدة بعملية تدمير الأسلحة الكيميائية، وعندما توجد حكومة انتقالية ستتسلم هي هذه المسؤولية”.

وكان الرئيس السوري بشار الأسد، قال في مقابلة مع قناة (الميادين) الفضائية إنه لا يرى أي مانع من الترشّح للانتخابات الرئاسية المقبلة، معتبراً أنه من المبكر الآن أن نتحدث عن الرغبة الشعبية حيال ترشّحه إلا في الوقت الذي يتم فيه الإعلان عن موعد الانتخابات الرئاسية.

ورأى أنه لا يوجد عوامل تساعد على انعقاد مؤتمر (جنيف 2)، فيما انتقد بشدّة السعودية لدورها في دعم المسلّحين في بلاده، مطالباً المبعوث الدولي الخاص الأخضر الإبراهيمي بألا يخرج عن إطار مهامه.

صور الأطفال مرعبة والمحقق الايطالي تحاشى النظر إليهم

غزة ـ ‘القدس العربي’ ـ من أشرف الهور: دفنت يوم أمس الاثنين في عدة مقابر إيطالية جثامين 374 من الضحايا الفلسطينيين والسوريين، الذين لاقوا حتفهم غرقا في البحر المتوسط، خلال محاولتهم الهجرة بصورة غير شرعية لأوروبا، هربا من الحرب الدائرة في سورية، في الوقت الذي أرسل فيه اللاجئون الفلسطينيون الذين لا يزالون يقيمون في مخيمات اللجوء بسورية نداء استغاثة بسبب صعوبة ظروف الحياة التي دفعت قبل أيام رجال الدين لإصدار فتاوى تجيز أكل القطط والكلاب للمحاصرين بدون طعام.

وفي إيطاليا التي كانت على ما يبدو وجهة لقاربين يقلان مهاجرين من اللاجئين الفلسطينيين الفارين من سورية، وسوريين آخرين بينهم أطفال رضع تم دفن رفات 274 ممن غرقوا في مياه البحر المتوسط، حين جنحت بهم السفينتان، الأولى بفعل الحمولة الزائدة، والثانية بسبب مهاجمتها من قبل مسلحين ليبيين في البحر، عطلوا خلال إطلاقهم النار أجهزتها، وأحدثوا فيها اعطابا.

وذكر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن الجثث دفنت الاثنين في مقابر مختلفة بدءا من مدينة آغريجيتنو وكاناكيتا ووكالتينسيتا ومازارين وبيتراليا سوتانا بعدما تم الاحتفاظ بأجساد الضحايا لعدة أيام،، حيث لم يعد بالإمكان الإبقاء عليها أكثر من ذلك.

وأوضح أن العديد من الضحايا تم دفنهم على عجل نتيجة تردد الحكومة الإيطالية في إقامة جنازة رسمية، وأن أقاربهم ومعظمهم قدم من السويد والنرويج طالبوا بإخراجهم ودفنهم من جديد.

المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان قال ان جميع الضحايا مجهولو الهوية، وتم ترقيم التوابيت ووضعت صورة للجثة مع كل رقم، ونقل عن شهود عيان أنه وبعد رؤية صور الشهداء الغرقى والناجين كان من شبه المستحيل معرفة الأشخاص بسبب تغير حالة الجسم وخاصة الوجه فإذا لم تكن على معرفة وثيقة بالأشخاص لن تستطيع معرفتهم.

الشهود رووا للمرصد أن المنظر كان مرعباً بسبب أعمار الضحايا وجنسهم وأغلبهم من النساء، وأن المحقق الذي انتدبته إيطاليا كان يتحاشى النظر إلى الصور.

وحاول هؤلاء الهروب من سورية ومصر وليبيا بسبب سوء تعامل السلطات في هذه الدول معهم، وغرقوا في البحر يومي 3 و11 تشرين الاول (أكتوبر) الجاري.

وإلى اللاجئين الفلسطينيين الذين بقوا في سورية، ولم يتمكنوا كالأكثرية من الهرب من نيران الموت إلى دول الجوار (لبنان والأردن وتركيا)، والبعض إلى مصر بغرض الهرب إلى أوروبا، فقد أطلق أهالي مخيم اليرموك وهو أكبر مخيم يتجمع فيه اللاجئون نداء استغاثة بسبب فقدان جميع الأدوية وخاصة المتعلق منها بالأمراض المزمنة كأدوية الضغط والسكري، وكذلك لقاحات الأطفال.

واستغاث أهل المخيم المنكوب وفق ‘مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية’ من أجل توفير حليب الأطفال، في ظل وجود بعض الحالات المرضية للأمهات التي قد تنعكس سلبا على صحة الصغار.

سكان المخيم الذي يتعرض بشكل يومي لهجمات وعمليات إطلاق نار واشتباكات دامية تحدثوا عن استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن المخيم منذ أكثر من عدة أشهر وكذلك انقطاع شبكة الاتصالات الأرضية والخليوية.

ويقول السكان ان قوات النظام السوري تفرض حصارا مشددا على المخيم الذي يقطنه عشرات آلاف الفلسطينيين لليوم الـ98 على التوالي، وهو ما أدى إلى نفاد جميع المواد الغذائية والخبز وحليب الأطفال.

مجموعة العمل ذكرت أيضا أن الغموض ما يزال يكتنف مخيم الحسينية بعد سيطرة الجيش النظامي واللجان الأمنية التابعة له عليه.

مهن المخيمات شمال سورية.. عندما يحيا 7 أفراد بربع دولار يوميا

إدلب ـ من هبة زكريا: عاشق الإبراهيم (15 سنة).. من أبناء مخيم ‘الإخاء’ لعائلات الشهداء بإدلب، شمال سورية.. يحصل يوميا على 25 دولار لإعالة أسرته المكونة من 7 أفراد.. إلا أن هذه الدولارات صارت مؤخرا تهديدا لحياته..

عبده علي رحيمو (13 سنة) من مخيم ‘أطمة’ للاجئين بالمحافظة ذاتها.. يعول بدوره 7 أفراد بينهم والده العاطل.. لكنه يحصل يوميا على 1′ فقط من أجر سابقه.. أي 0.25 دولار.

وما بين الصبيين الذين لما يتجاوزا عمر الطفولة بعد، تتنوع الأعمال التي يقوم بها اللاجئون السوريون في إدلب، بحثا عما يوفر لهم أقل مقومات الحياة، والتي أبرزها تهريب المازوت من الآبار الموجودة بـ’المناطق المحررة’ من سيطرة النظام.

‘عاشق’ يروي لمراسلة الأناضول ‘كنا نعيش بقرية المغير (بريف إدلب)، قبل 6 أشهر، عندما جاء الجيش وصار يضرب علينا، في حملتين أو ثلاثة، يريدون اقتحام قرية كفر نبودة، المجاورة، ولكن الثوار لم يسمحوا لهم، فظلوا في قريتنا، ما اضطرنا للمجيء هنا’.

ويتابع ‘كنت في الصف السابع بالمدرسة قبل أن نأتي للمخيم، ولكن حياة المخيم وظروفه اضطرتني للعمل، بعد استشهاد والدي فلي 5 إخوة أصغر مني بالإضافة لوالدتي، ولم أجد أمامي عمل إلا تهريب المازوت لتركيا’.

وعن طبيعة هذا العمل، يقول ‘نخرج من العصر، ونجهز العبوات، ونبدأ نقلها من الجبل للتيل (الحدود)، في المساء، لمسافة نحو كيلو متر، حتى الفجر، مقابل أجر 5 آلاف أو 6 آلاف ليرة يوميا (تقريبا 25 دولار)’.

ويستطرد ذاهلا ‘لكن بالأمس بينما ننقل المازوت للتيل، صار القناص التركي يصوب علينا من فوق الجبل، نفض (أصاب) واحد منا في رقبته، اتهبلنا (ذهلنا) كلنا، وصرنا نبكي عليه، وقبل أيام أصيب واحد آخر بقنبلة غاز مسيل أجت (أصابت) وجهه، ومات… الشغل كان تمام في الأول لكن تركيا منعت التهريب من شهر وشددت علينا، وصاروا يطخوا علينا ويضربونا بالغاز المسيل للدموع.. لكن شو بدنا نسوي (ماذا نفعل) إذا ما اشتغلنا ما بنعيش (لو لم نعمل لا نجد ما يحيينا)، وما في شغل تاني إلا شغل قومجية (صيانة دواليب السيارات) في أطمة المدينة، وما يقبلوا حدا (أحد) من المخيمات’، مضيفا ‘لو كنت بقيت في ضيعتنا (قريتنا) كنت أتمنى أن أصبح لاعب كرة قدم في فريق برشلونة’.

من جانبه يقول حمود محمد (26 عاما) مسئول الإحصاء في المخيم ‘مخيمات إدلب فيها أكثر من 100 ألف شاب يحتاجون العمل، ولا يوجد، ووجود المازوت في المناطق المحررة يمثل موردا هاما، فلماذا لا تساعدنا السلطات التركية في تصديره بشكل مقنن خدمة للمخيمات واللاجئين والمناطق المحررة؟’.

ويشير حمود إلى بناء من دور واحد أعلى الجبل القريب، قائلاً ‘هذا المطبخ أنشأته IHH، وتم تشغيله في رمضان، وتوظيف عمالة من المخيمات فيه، تراوح أجرهم بين 200 دولار شهريا للعامل و500 للشيف، ولكنه لم يعمل سوى شهرين فقط، قبل أن يتوقف تماما عن العمل، بسبب عدم وجود دعم مادي لتشغيله، وهم يحتاج إلى 20 ألف دولار شهريا، لتشغيله بحيث يطعم 3 آلاف أسرة، تشمل تكلفة الطعام ورواتب العمال’.

ومن مخيم ‘الإخاء’ إلى مخيم ‘أطمة’ الذي يضم نحو 28 ألف شخص، يعيشون في 4 آلاف خيمة، حيث يقول مديره إبراهيم حجازي (38 عاما)، ‘لا يوجد هنا أي وظائف إلا التهريب، وبعض التجارة الضعيفة جدا، بالإضافة إلى العمل في وظائف بسيطة وأجور متدنية في أطمة المدينة، ولا يتجاوز دخل 3 دولارات يوميا لأسرة متوسط أفرادها 7 أشخاص’.

ويضيف: ‘طرحنا على اكثر من منظمة إغاثية مشروعات تنموية للمخيم لإيجاد فرص عمل، فلدينا معلمين (محترفين) في البناء والنسيج وغيرها، بعضهم معاقين، ولديهم استعداد لتعليم غيرهم وإنشاء معامل (مصانع صغيرة) هنا لصناعة الطوب الأسمنتي لبناء المخيم بدلا من الخيم البلاستيكية والقماشية، وكذلك صناعة منسوجات ومشغولات مميزة وتصديرها كذلك لتركيا، فقط نحتاج دعم لتشغيل المشروع في بدايته، ثم من عائده نعول أسر بالمخيم، لكن للأسف لم يستجب أحد حتى اليوم’.

ورغم انتشار حدائق الزيتون حول المخيمات، ينفي حجازي توظيف أبناء المخيمات فيها قائلاً: ‘كلها يقوم أصحابها على حصادها ولا يستعملون عمالا من المخيمات’.

وعند مدخل المخيم، يجلس صبي بملابس شتوية مهترئة أمام وعاء به شيء أصفر اللون مغموس في مياه ساخنة، يشير إليه قائلا ‘العرنوس (الكوز الواحد من الذرة) بـ 25 ليرة (0.15′ من الدولار تقريبا)’.

ويتابع الفتى عبده علي رحيمو حكيته لمراسلة الأناضول ‘منذ 3 أشهر، جئنا من ضيعتنا (كانصفرة) بريف إدلب بعد أن تم قصفها من قبل قوات النظام، وتركت دراستي في الصف السادس، لأعمل وأنفق على عائلتي المكونة من 7 أشخاص، فأبوي ما عنده شغل أبوي، وأنا تيسر لي اترزق (أسأل الله الرزق) من هذا الشغل’.

ويردف ‘مربحي (ربحي) في اليوم 50 ليرة (تقريبا 0.25′ دولار)، فأنا أشتري كيلو الذرة به 4 عرانيس بـ45 ليرة يكون فيه 4 عرانيس، ببيع الواحد بـ25 ليرة’.

من جهة أخرى يكشف د.يحيى عثمان مدير مستشفى مخيم أطمة أن رواتب العاملين في المستشفى المقام منذ عام تقريبا، تتراوح بين ’300 إلى 800 دولار شهريا، تتكفل بها مؤسسة الإغاثة الطبية من أجل سورية، وهي مؤسسة أمريكية’، مضيفا ‘جئنا لنخدم شعبنا قدر المستطاع، لا لندخر، فقط نريد ما يسترنا، وكنا في بداية العمل متطوعين بلا مقابل، فقد أتيت من مدينتي حلب إلى هنا لمساعدة اللاجئين وبدأنا بخيمة صغيرة كمستشفى’.

وغير بعيد عن المستشفى كشك خضروات صغير رفض صاحبه ذكر اسمه قائلا: ‘اسمي مجهول الهوية وعمري 55 سنة’، مستطردا ‘والله عيد الكلاب أحسن من عيدنا.. مر علينا العيد والخضار هذا من أسبوع ما نقص، ولا حدا (أحد) اشترى عيدنا عيد الكلاب أحسن من عيدنا، المخيم ميت لآخر درجة، أحصل في اليوم 700 إلى 800 ليرة بشق الأنفس، لأسرة 13 شخص، كيلو البندورة (الطماطم) ثمنه 150 ليرة، يأتي من يريد أن يشتري بعشرة ليرات، يعني أقل من حبة بندورة’.

أما جاره الذي كتب على واجهة كشكه ‘إصلاح وفتح وبيع الهواتف والخطوط التركية’، فبادرنا بقوله ‘ما خارج أتعرف على حدا (لا أريد التعرف على أحد)، كل الدنيا عرفتنا وصورتنا عشرين مرة وما حدا يساعدنا، ما استفدنا شيء من صحافة ولا إعلام ولا ثوار ولا بشار (رئيس النظام السوري شار الأسد)، أنا بتحرق لأجل أعيش أولادي، وبحصل في اليوم 700 ليرة، لأسرة مكونة من 9 أفراد، نعيش في المخيم هنا منذ 8 أشهر، وقبلها كنت سائق بيطلع لي في اليوم ألفين ليرة.. وأنا ما بخاف من حدا، واسمي عامر بهلول من قرية كورين في إدلب، وعمري 38 سنة’.

وفي ريف إدلب حول المخيمات تبدو مهنة المعمار مزدهرة، وهو ما فسره لنا أحد سكان المنطقة بقوله إنه يعود إلى النزوح الكبير للمنطقة، كونها قريبة من الحدود التركية وبعيدة عن المواجهات مع النظام، وهي منطقة محررة، ما شجع على زيادة البناء فيها، وانتشار معامل البلوك (تصنيع الطوب الاسمنتي).

غاندي قدور، أحد النازحين من ريف حماة (150 كلم بعيدا عن إدلب)، إلى مخيم الكرامة بشمال إدلب، عمره 25 سنة، رغم أنه يبدو في الأربعين، وقف يحفر بفأسه في الأرض الجبيلة بأحد معامل البلوك، بحثا عن رزق لزوجته وأولاده الثلاثة الذين نزحوا معه منذ 6 أشهر.

يقول قدور: ‘كنت أعمل ببع السمك، وأحصل من 3 إلى 5 آلاف ليرة في اليوم، ولكني بعد مجيئي للمخيم لم أجد غير هذا العمل، حيث نعمل بدون عدد ساعات محددة ولا أجر محدد، فقط وفق ما هوى صاحب العمل، وفي نهاية اليوم يكون أجري بين 400 إلى 500 ليرة’.

وبجوار معمل البلوك، نصب أحدهم خيمة على جانب الطريق ورص أمامها براميل مازوت، فيما بدا أشبه بمحطة وقود بدائية، وهو ما أكده بالفعل صاحبها اسماعيل محمد (25 سنة) في تصريحاته لمراسلة الأناضول قائلا ‘انتقلت لمخيم الكرامة منذ 7 أشهر أنا وزوجتي وأطفالي الاثنين، وبدأ العمل بشكل صغير ثم نما تدريجيا، حيث أصبح ربحي قرابة 8 آلاف ليرة يوميا، بخلاف أجور العمل معي وهم 4 أشخاص وظفتهم من المخيم’.

ويوضح ‘أشتري لتر البنزين حر بـ250 وأبيعه بـ265 ليرة، وأبيع في اليوم ما بين 100 إلى 150 لتر’، مضيفا: ‘نشتري البنزين من ريف حماة، حيث تقوم الفصائل التي سيطرت على الآبار هناك باستخراجه، وأقوم بنقله إلى هنا، حيث تواجهنا بعض العقبات من بينها أن البعض ينصب حواجز الطرق واضعا عليها اسم فصيل أو آخر، ويأخذ مننا رسوما للعبور’.

مهن المخيمات لا تتوقف فقط عند اللاجئين، فـ’المقاتلون أيضا يحتاجون لما يعولون به أسرهم، خاصة إذا كانوا يقومون على إدارة المناطق المحررة، وليسوا في مواقع المواجهات المباشرة’، بحسب ‘صقر’، أحد مقاتلي حركة أحرار الشام بريف إدلب.

صقر، البالغ من العمر 27 عاما، يكشف في تصريحاته لمراسلة الأناضول: ‘رواتبنا داخل الحركة يستوي فيها الجميع، مهما كانت رتبته، وتقدر بـ17 ألف ليرة (100 دولار تقريبا) شهريا، بينما يحتاج الشخص المتزوج ولديه طفلين على الأقل إلى 200 دولار’.

ويوضح أن ‘الحركة تقدم هذه الرواتب من خلال مواردها المالية، وهي عبارة عن المصانع التي تسيطر عليها في المناطق المحررة وتقوم بتشغيلها وتوظيف مدنيين فيها من أبناء تلك المناطق، وتنفق من ريعها على المجاهدين، بالإضافة إلى آبار البترول في (الرقة) التي حررتها الحركة منذ 8 أشهر، وأيضا دعم بعض السوريين الميسورين في الخارج’.(الاناضول)

مقاتلون يتركون الفصائل المعتدلة وينضمون للجبهة و’داعش’ لانها اغنى

ابراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي أثارت صحيفة ‘واشنطن بوست’ في افتتاحيتها يوم امس، عددا من الاسئلة حول جنيف-2 وموقف امريكا منه قائلة ان ان ظلالا من الشك تحوم حوله لان المسؤولين الامريكيين فشلوا في شرح الكيفية التي سيؤدي فيها هذا المؤتمر الى رحيل الاسد. فالاخير على ما يبدو حريص ويريد الحديث عن الموضوع اكثر من حرص واشنطن. وترى الصحيفة ان الصورة التي تواجه امريكا في الوضع السوري هي قاتمة ومثيرة للخجل.

وسبب هذا الوضع هي الكيفية التي تعاملت فيها ادارة باراك اوباما مع الملف السوري خاصة بعد قرارها التخلي عن العمل العسكري مقابل تدمير الاسلحة الكيماوية السورية.

وتذكر الصحيفة بانه مضى شهران بالضبط على الهجوم الكيماوي على منطقة الغوطة قرب دمشق، وهو الهجوم الذي ادى بالولايات المتحدة لاتخاذ قرار لمعاقبة بشار الاسد لاستخدامه غاز السارين الذي ادى لمقتل اكثر من 1400 شخص.

في ذلك الوقت حبس العالم انفاسه وانتظر المقاتلون لحظة امطار دمشق والقوات الموالية للاسد بالصواريخ الامريكية، ليتراجع اوباما في اللحظة الاخيرة او قبلها.

هل تم نسيان الغوطة؟

هناك شعور بان الحادثة في 21 آب (اغسطس) العام الحالي قد نسيت وان السياسة الامريكية،خاصة في الكونغرس قد تحركت باتجاه اخر وهو التركيز على الملف النووي الايراني، والبحث في امكانيات العلاقة مع الجمهورية الاسلامية.

وما زاد في حس نسيان حادثة الغوطة هو تعاون النظام السوري مع فرق التفتيش الدولية التابعة لمنظمة حظر الاسلحة الكيماوية حيث تقوم بعملها بشكل جيد.

ونتساءل هنا هل يعتقد اوباما ان الازمة قد انتهت؟ وهل يعتقد الاسد نفسه انه تجاوز الازمة العسكرية التي كادت ان تنهي حكمه؟ ربما كان هذا الشعور الذي يقدمه الاسد في لقاءاته الصحافية الاخيرة، خاصة عندما تحدث الى صحيفة ‘الاخبار’ اللبنانية، فقد بدا متفائلا ومرحا وواثقا بنفسه وبوضعه الجديد على الرغم من خسارته سلاح ظل يقول انه طور من اجل ردع اسرائيل النووية.

بل ووجد الاسد كلاما اخر كي يبرر خسارة سورية ترسانتها الكيماوية عندما قال ان هذه الاسلحة اصبحت قديمة ولم تعد قادرة على مواجهة ما طورته اسرائيل من اسلحة، ومن هنا فسورية لديها سلاح اقوى من غاز السارين لمواجهة التهديد الاسرائيلي، اي الصواريخ الباليستية الروسية الصنع.

وتقول صحيفة ‘واشنطن بوست’ ان الاسد وان كان يأمل باستخدام السلاح الكيماوي كورقة مساومة مع اسرائيل النووية الا انه استخدم ترسانته الان لدفع شيء اكبر من السلاح النووي الاسرائيلي وهو ‘ازالة العدوان’ الذي كانت تلوح به الولايات المتحدة.

وقد اعطى تحول الادارة الامريكية عن الضربة الاسد الفرصة لمواصلة عملياته التي لا ترحم ضد معارضيه والمدنيين. فلم تتوقف الطائرات السورية عن قصف المراكز المدنية، فيما يقوم الجيش بمحاصرة الجيوب التي تقع تحت سيطرة المقاتلين في نواحي دمشق ومنع وصول المواد الطبية والغذائية اليها فيما نظر اليه كسياسة تجويع لهذه المناطق.

وتشير الصحيفة الى التحركات الدولية في مجال التحضير لعقد مؤتمر جنيف، ذلك ان وزير الخارجية الامريكي جون كيري اعلن عن قرب انعقاد ما صار يعرف بجنيف-2 في نهاية الشهر المقبل، مع ان المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي قال ان الموعد لم يحدد بعد.

ويأمل كيري ان يؤدي المؤتمر الى تشكيل حكومة انتقالية بدون الاسد. لكن الاخير يبدو غير قلق على وضعه، فهو يرى ان المؤتمر سيعقد من اجل ارضاء الروس.

كما ان الاسد واثق من كلامه فنظامه سيصر على ان يتم الرئيس ولايته حتى انعقاد الانتخابات في العام المقبل، ومن حق الرئيس اي الاسد نفسه ان يرشح نفسه مرة اخرى. ولا توجد اية اشارات عن معارضة روسيا لهذا الموقف. يضاف الى هذا فالاسد يعي مشكلة معارضيه الذين قال انهم منقسمون ولا اثر لهم على الارض.

كلام معقول

وهنا تقول’واشنطن بوست’ ان كلام الاسد يمكن رفضه والنظر اليه على انه تهديد ووعيد، لكن كلامه معقول. فقد استطاع النظام استخدام الترسانة الكيماوية كورقة مساومة ادت الى الغاء الضربة العسكرية، وبنفس المقام ادى تراجع اوباما عن ضربته الى حالة من الانقسام داخل جماعات المعارضة ودعا عددا من الفصائل العسكرية المؤثرة لسحب اعترافها من الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة وانشاء تكتلات جديدة.

ولا يشكك احد في اثر قرار الادارة الامريكية وانه احدث ازمة داخل قوى المعارضة المسلحة خاصة تلك التي تعتبرها الادارة معتدلة وتعمل ضمن الجيش السوري الحر. فقد سجل تقرير للصحيفة نفسها صورة عن الوضع الذي يواجه المقاتلين العاملين مع جماعات معتدلة. وقدم التقرير صورتين عن مقاتل جريح من كتيبة ‘احفاد الرسول’، ينتظر في مركز طبي في شمال سورية كي تجرى له عملية لاستخراج شظية دخلت عموده الفقري وتعتمد عليها حياته، والمشكلة انه بحاجة الى 4500 دولار لاجرائها، وقد وافق فصيله على دفع نصف المبلغ، مما اثار حفيظته وخيبته في الوقت نفسه.

في نفس المركز وفي غرفة اخرى مقاتلان من جبهة النصرة، دفع التنظيم كل متعلقات العلاج بل واعطى كل واحد منهما 200 دولار للمصاريف الطارئة. وترى الصحيفة في هذا المشهد المتناقض المعضلة التي يعاني منها ما يطلق عليهم المعتدلون الذين تعهد الغرب بدعمهم. فهم يحاولون الحصول على التمويل والاسلحة كي يحافظوا على المقاتلين العاملين في صفوف قواتهم.

ويشتكي قادة في فصائل المعارضة المعتدلة من قلة الموارد وعدم قدرتهم بالتالي على منع رحيل وتحول اعداد كبيرة من مقاتليهم للجماعات الاخرى التي توفر المال والسلاح وتعتني بهم، وكل هذا متوفر لدى الجماعات الاسلامية المتشددة خاصة جبهة النصرة والدولة الاسلامية في العراق والشام ‘داعش’ والتي تحصل على اموالها من جهات خاصة في الخارج، في دول الخليج واثرياء سوريين. ويشير التقرير ان بعض الفصائل تشعر بحالة من الاحباط من الغرب لدرجة انها غيرت من خطابها وتبنت خطابا اسلاميا متشددا حتى تحصل على رضى الداعمين في السعودية ودول الخليج الاخرى. وكانت عدة فصائل قد توقعت زيادة في الدعم الغربي والامريكي بعد حادثة الغوطة لكن امالهم تبددت ولم يصل اي شيء لهم خاصة بعد الاتفاق الامريكي- الروسي.

وتنقل الصحيفة عن هدهود هدهود شقيق المقاتل الجريح محمد هدهود، قوله انه شعر بالخيبة والدهشة من موقف ‘احفاد الرسول’، وقال معاتبا ان ايا من افراد الكتيبة لم يأت ليسأل عن حالة شقيقه. وقال انه قرر ترك الكتيبة هذه بحثا عن اخرى تعتني بافرادها، مؤكدا انه لن يترك الثورة.

واضاف ‘ساتحدث الى اصدقائي وعائلتي بان عليهم التفكير في المستقبل’.

وعندما سئل الى اين سيذهب قال انه سينضم الى داعش، مضيفا انه سيقرأ عنهم وانه وان لم يتفق مع افكار داعش الا ان التنظيم يعتني جيدا بعناصره.

وتنقل عن قيادي في الجيش الحر قوله ان نسبة 70 بالمئة من المقاتلين مع جبهة النصرة وداعش كانوا مع الجيش الحر، ولكنهم انتقلوا الى الطرف الاخر بحثا عن مساعدات مادية ورواتب احسن.

ويقول القيادي ان الجيش الحر يحاول جهده مواجهة الجهاديين في مناطق حلب لكن كل دعواتهم للمساعدة لم تلق آذانا صاغية. وتحدث عن اتفاق دفاعي مشترك وافواج جديدة من المقاتلين لكنه غير متفائل ‘حتى اكون صادقا، هذا كلام نظري’.

وتنبع مشكلة المعتدلين من عدم قدرتهم او الاجهزة التي تمثلهم مثل القيادة العسكرية العليا من التأثير على الارض، فالتحالف الاسلامي الجديد الذي ضم عددا من الكتائب القوية في شمال سورية نزع الاعتراف من الائتلاف الوطني الجديد.

وتنقل عن ناشط في جنوب تركيا قوله ان القيادة العسكرية ومجلسها لا اهمية لة واي شيء يحل محله سيكون افضل.

جامع جامع

وفي تقرير مختلف علق الكاتب المعروف روبرت فيسك في مقال له بصحيفة ‘اندبندنت’ على مقتل المسؤول العسكري في النظام السوري جامع جامع الاسبوع الماضي، وطرح اسئلة تشير الى غموض العملية وتوقيتها وكيفية مقتله. ويقول اننا احتجنا الانتظار لعقود كي نعرف حقيقة ما حدث اثناء حرب التحرير الجزائرية من تصفيات وعمليات قتل، فكم سننتظر حتى تظهر الحقيقة في سورية.

وذكر فيسك قائلا ان جامع جامع لم يكن شخصية محبوبة في بيروت، ذلك انه كان مسؤولا كبيرا في المخابرات السورية في لبنان حتى خروج القوات السورية في عام 2005 بعد مقتل رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري.

فقد كان مركز جامع في ‘البويفاراج’ وفي مركز عنجر، في سهل البقاع. ويضيف ان جامع كان مواليا، لحافظ الاسد وقاسيا ولهذا لم يذرف عليه احد دمعة في بيروت بعد الاعلان عن مقتله الغامض في دير الزور.

وتساءل فيسك عن الكيفية التي قتل فيها جامع؟ فالرواية الرسمية التي اعلن عنها في التلفاز السوري قالت انه ‘استشهد اثناء ادائه الواجب في دير الزور’.

وفي المقابل فكل الفصائل المقاتلة في سورية كانت راغبة بنسبة القتل اليها واضافة اسمه الى قائمة من صفتهم، ومن هنا اختلفت الروايات حول مقتله، ففي واحدة قيل لنا انه قتل برصاص قناص، وفي اخرى قيل ان سيارته فجرها انتحاري.

وتساءل كم سنحتاج من الوقت لنعرف الحقيقة؟ ويقول فيسك ان ما دعاه لطرح هذا السؤال هي السرية التي لا تزال تحوم حول حرب التحرير الجزائرية (1954-1962) والتي قاتل فيها الجزائريون نظاما استعماريا وحشيا وقاسيا وكانت مقاومة شرسة ومصممة على التحرر منه، بقيادة جبهة التحرير الوطني. ويقول فيسك ان كلا الطرفين انخرط في عمليات تصفية وقتل للمعارضين لهم ولمن شكوا بولائه.

وظلت هذه الصفحة من التاريخ سرية، فقد منعت الحكومة الفرنسية كتابها وصناع برامجها وافلامها التلفزيونية الاقتراب من هذه الصفحة السوداء. فيما اكتفت جبهة التحرير الوطني بنشر صور طفولية عن بطولات المجاهدين.

ولاحظ فيسك ان مجموعة من قدامى المجاهدين بدأوا يكشفون عن الفصل الدامي في الثورة الجزائرية حيث بدأت نسخ من مذكراتهم وسيرهم تنشر في دور النشر بوهران والجزائر العاصمة، وكشفوا فيها عن معارك داخلية وعمليات تصفية. مشيرا الى اغتيال عبان رمضان الذي يعتبر ‘مهندس′ الثورة الجزائرية، وصديق الفيلسوف الفرنسي فرانز فانون، والذي نظم مؤتمر الصومال عام 1956.

وفي الوقت الذي حمل المجاهدون فرنسا مسؤولية اغتياله في المغرب الا ان الذين تآمروا على قتله كانوا من قادة الجبهة. ويقول فيسك ان عددا من الناشرين الجزائريين يشعرون بحرج لنشر كتب تسائل تلك المرحلة، خشية ان يكتشف ابناؤهم واحفادهم الحقيقة المرة.

وبنفس السياق فقصة الصراع الدموي في الجزائر التي شهدها العقد الاخير من القرن الماضي التي تركت للروائيين كي يقدموا اضاءات على ما حدث فيها.

ويختم بالقول كم من الوقت سننتظر حتى نكتشف الاسرار التي دفنت تحت انقاض الحرب في سورية.

الجربا يلتقي كيري في لندن وتحذير للأسد من ترشحه للانتخابات القادمة

بهية مارديني

 ايلاف

يلتقي أحمد الجربا الثلاثاء مع جون كيري في لندن، في وقت تبدو فيه روسيا غاضبة ورافضة لما أسمته “اجتماعات خلف الكواليس”، بينما جدد الاتحاد الأوروبي دعوته للمعارضة السورية للمشاركة في مؤتمر (جنيف 2).

أعلنت مصادر مطلعة لـ”ايلاف” عن لقاء يضم أحمد الجربا، رئيس الائتلاف الوطني المعارض، وجون كيري وزير الخارجية الاميركي، صباح الثلاثاء في العاصمة البريطانية ما قبل اجتماع (لندن 11) على مستوى وزراء خارجية أصدقاء سوريا.

 وأشارت المصادر الى أن نقطة بداية اللقاء ستكون “التصريحات المشجعة التي أطلقها كيري في باريس عشية عقد لقاء مؤتمر لندن 11 في “أن الحرب ستتواصل في سوريا في حال أعيد انتخاب بشار الأسد رئيساً في العام 2014″، الأمر الذي يعني رحيله.

 وأسفت المصادر من تصريحات الخارجية الروسية، والتي اعتبرت “أن مؤتمر لندن هو مناقشات انفرادية خلف الكواليس” ، مشددة على أهمية أن تنفذ الدول الصديقة تعهداتها .

وأكدت المصادر “أن الائتلاف يمثل أغلب قوى المعارضة ولا يمكن جلب من تريدهم روسيا للتفاوض مع النظام، بينما يعتقل قيادات منهم ويبدو سقف مطالباتهم واضحاً للعيان “، في اشارة الى هيئة التنسيق الوطنية ومعتقلها لدى النظام الدكتور عبد العزيز الخيّر  .

ولفتت المصادر الى” أن موسكو عليها أن تعيد النظر في تصريحاتها لعدة أسباب منها أن الائتلاف بات مكتملاً عبر التوسعة الأخيرة وعبر انضمام الجيش الحر والحراك الثوري والكتلة الديمقراطية وأخيرًا المجلس الوطني الكردي الى صفوفه ” .

وكان  كيري قد لفت في مؤتمر صحافي في باريس مع خالد العطية وزير الخارجية القطري أن ” بشار الاسد صمد الى الآن بسبب دعم حزب الله وايران له”، مضيفاً أن “هناك كارثة انسانية مرتقبة في سوريا اذا لم تحل الأزمة سياسياً”. وقال إنه “في حال اعتقد أنه الاسد سيسوي المشاكل بترشحه لإعادة انتخابه أقول له التالي: اعتقد من الأكيد أن هذه الحرب لن تنتهي في حال بقي موجوداً حيث هو الآن”.

 وبالنسبة الى مؤتمر “جنيف 2” اعتبر كيري أنه “من الصعب تحديد موعد عقد مؤتمر جنيف 2″، وأشار الى أنه “تم الاتفاق خلال مؤتمر جنيف 1 على تشكيل حكومة انتقالية.. والهدف من جنيف 2 هو تطبيق اتفاق جنيف 1”.

 وحول دور ايران في المؤتمر، قال كيري “إننا لسنا متأكدين من أن الدور الإيراني سيكون ايجابيًا في مؤتمر جنيف-2 بما في ذلك دعم خطة الحكومة الانتقالية في سوريا”. واكد أنه “لم يحصل أي تغيير في السياسة الأميركية تجاه سوريا”، معتبراً أن “عدم القيام بضربة عسكرية ضَمَن نزع سلاح الأسد الكيميائي”. كما رأى أنه “لا يوجد حل عسكري للأزمة في سوريا”، قائلاً في نفس الوقت “إننا نركز على مساعدة المعارضة المعتدلة في سوريا”.

 موسكو تتساءل

فيما اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف أن أهداف اجتماع مجموعة “أصدقاء سوريا” “تثير تساؤلات لدى موسكو”.

واكد غاتيلوف أننا “نسعى دائماً في الجهود التي نبذلها بالشأن السوري، إلى العمل على أرضية موحدة وتجنب أي مناقشات انفرادية وراء الكواليس”، مشيرًا إلى أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118 الصادر في 27 أيلول الماضي “يدعو الى العمل المشترك بالذات، إن الإعلان عن التحضير للمؤتمر جنيف2 حول سوريا كأحد أهداف الاجتماع المذكور يثير تساؤلات لدينا”.

وأوضح أن “الأمر يتلخص في أن مجموعة أصدقاء سوريا تمثل مذهبًا سياسيًا واحدًا فقط في ما يتعلق بمسائل التسوية السورية، وطرفًا واحدًا فقط من أطراف المعارضة السورية”.

 وأضاف غاتيلوف أن “عملية التحضير لمؤتمر جنيف-2، تجري في إطار روسيا – الولايات المتحدة – الأمم المتحدة، مع انضمام بريطانيا والصين وفرنسا إليها، وهذا الإطار بالذات للعمل تم الاتفاق عليه في نهاية الشهر الماضي بنيويورك خلال لقاء وزراء خارجية الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي مع الأمين العام للامم المتحدة”.

وشدد على أنه “بعد أن فتح قرار مجلس الأمن رقم 2118 نافذة لإطلاق الحوار السياسي، يجب أن يعمل الجميع في مجرى واحد بشكل يضمن الوصول إلى النتائج في طريق تفعيل التسوية السياسية في سوريا”.

وكان غاتيلوف أعلن إن لقاء ثلاثياً بين روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة تمهيدًا لمؤتمر “جنيف2” قد يعقد في مطلع الشهر القادم.

 دعوة المعارضة للمشاركة في “جنيف 2”

في غضون ذلك، دعا الاتحاد الاوروبي المعارضة السورية الى المشاركة في مؤتمر “جنيف 2” معتبرًا أن على “الائتلاف السوري” أخذ الدور القيادي خلال المفاوضات مع السلطات السورية.

  وأعلن الاتحاد في بيان عقب لقاء وزراء خارجية الدول الأعضاء فيه في لوكسمبورغ أن “هدف المؤتمر يجب أن يصبح اقامة جهاز انتقالي قيادي يتمتع بكامل الصلاحيات التنفيذية وحق التحكم بجميع المؤسسات الحكومية وأجهزة الأمن بشكل سريع وحسب موافقة الطرفين”.

 واعتبر أنه “يجب على الاطراف خلال المؤتمر التحرك نحو الاتفاق حول خطوات واضحة لا رجعة فيها، وكذلك حول مرحلة زمنية قصيرة للانتقال السياسي”.

سوريا تشهد تفشي شلل الأطفال والحصبة والتهاب الكبد

لميس فرحات ايلاف

لا تقتصر أهوال الحرب السورية على المدافع والرصاص، إذ يتنكر الموت بأشكال عديدة غير البارود، سواء بالأمراض التي تتغذى على الجثث وتنهش أجساد الأطفال أو الفيروسات التي تنتشر في ظل غياب الرعاية الصحية.

سوريا التي تئن تحت الحديد والنار تشهد ظروفًا صحية صعبة وخطيرة، فحالات شلل الأطفال في البلاد تدق ناقوس الخطر، والفيروسات بما فيها الطفيليات آكلة اللحم التي تتغذى على ضحايا الحرب الأهلية المستعرة. وبعد غياب طويل، عاد شلل الأطفال إلى سوريا، في حين أن الأمراض الخطيرة الأخرى في ازدياد، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية التي سجلت أول ظهور مشتبه به لشلل الأطفال في البلاد منذ 14 عامًا، ما يجدد التحذيرات من انهيار الرعاية الصحية. ويقول الأطباء في سوريا إنهم لاحظوا ارتفاعًا في حالات التيفوئيد والتهاب الكبد، والطفيليات آكلة اللحم، إلى جانب داء الليشمانيا، ويلقون باللوم جزئيًا على عدم القدرة على إدارة برنامج التلقيح السليم وسوء الأحوال المعيشية التي تصعب فرص الحصول على الرعاية الصحية اللازمة.

 ظهور الشلل

نقلت صحيفة تليغراف البريطانية عن الطبيب أوليفر روزنباور، من المبادرة العالمية لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة شلل الأطفال، قوله إن نحو 22 طفلًا في محافظة دير الزور بشمال شرق سوريا يعانون من أعراض شبيهة جدًا بمرض شلل الأطفال. أضاف: “لا نزال بحاجة للتأكيد النهائي من المختبر، لكن جميع المؤشرات تدل على شلل الأطفال”.

ووباء شلل الأطفال مرض شديد العدوى، يغزو الجهاز العصبي ويمكن أن يسبب الشلل في غضون ساعات، وهو ينتشر في البلدان المنكوبة في جميع أنحاء العالم، حيث يؤدي إلى إصابة مئات الآلاف من الأطفال والبالغين بعجز دائم. برامج التلقيح خفضت هذه الحالات بشكل كبير، في حين تهدف منظمة الصحة العالمية إلى استئصال هذا المرض بشكل نهائي. وانخفض عدد هذه الحالات في القرن الماضي في جميع أنحاء العالم من 350 ألف حالة في العام 1988 إلى 223 في العام الماضي، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

عودة تفشي هذا الوباء في دير الزور هو الأول منذ العام 1999 في سوريا، ويشير روزنباور إلى أن المنظمة قلقة من عودة هذا المرض إلى البلاد. وأضاف: “طالما هناك شلل أطفال في مكان واحد، فهذا يعني أن الدول في جميع أنحاء العالم معرضة للخطر، وهذه مأساة كبيرة لأنه لا يوجد علاج لهذا المرض، والسبيل الوحيد للتصدي له هو من خلال اللقاحات”.

 أمراض متفشية

اشارت تليغراف إلى أنه يكاد يكون من المستحيل على الأطباء تنفيذ حملة لقاحات ضد هذا الوباء، لا سيما في دير الزور، وأجزاء أخرى من البلاد التي تتعرض للقصف المستمر والغارات الجوية، أو في ظل غياب القانون وانتشار عمليات الخطف.

وخلصت دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية في وقت سابق من هذا العام أن ما لا يقل عن 35 بالمئة من المستشفيات العامة في البلاد تضررت أو دمرت في الصراع، وأنه في بعض المناطق أدى القصف إلى فرار ما يصل إلى 70 بالمئة من العاملين في مجال الصحة.

وفي الأشهر الأخيرة، وضعت منظمة الصحة العالمية نظام الاستجابة للإنذار المبكر، المصمم لتحديد احتمال تفشي الأمراض الخطيرة في سوريا، وفقًا لطارق جساريفيك، المتحدث باسم المنظمة. قال: “لدينا 291 مقدم الخدمات الصحية العامة في المناطق الحكومية، وتلك التي تسيطر عليها المعارضة، من أجل الإبلاغ عن أي اشتباه بهذا الوباء، وحتى الآن كشف الخبراء عن إصابات التهاب الكبد، وداء الليشمانيا والتيفوئيد والحصبة”.

 انتشار الليشمانيا

أما في مدينة حلب التي مزقتها الحرب، أدت حرارة الصيف جنبًا إلى جنب مع الشوارع المليئة بالقمامة التي تفوح منها روائح كريهة إلى انتشار داء الليشمانيا بشكل رهيب. وسجل الأطباء عشرات آلاف الحالات من أمراض المناطق المدارية، التي تنتقل بواسطة ذباب الرمال، وتسبب تقرحات جلدية تشبه الجذام.

يشار إلى أن النزوح الجماعي للمدنيين السوريين الفارين من الحرب يزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض، على الرغم من أنه يتم استئصالها من خلال التطعيم ما أن يصل هؤلاء إلى الدول المجاورة.

وأشار علاء كاربينكو، مسؤول اتصالات مع منظمة أطباء بلا حدود، إلى أن المنظمة قد سجلت حالات داء الليشمانيا لدى سوريين في لبنان في حين أن مرض الحصبة الذي بدأ في شمال سوريا يظهر الآن بين اللاجئين في لبنان.

معارضة الداخل السوري تستعد للمشاركة في «جنيف 2» في ظل رفض الائتلاف

تضم أحزابا منضوية في إطار «هيئة التنسيق الوطنية»

بيروت: «الشرق الأوسط»

تستعد معارضة الداخل السوري للمشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، المزمع عقده نهاية الشهر المقبل، ممثلة بوفد من «هيئة التنسيق الوطنية»، في حين يرى «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» أن من شأن مشاركتها هذه بـ«ضغط روسي التقليل من شرعيته»، انطلاقا من كونه «الممثل الوحيد الشرعي للشعب السوري».

وفي حين لم يحسم الائتلاف موقفه بعد بشأن المشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، بدت لافتة إشارة المبعوث الأممي إلى دمشق الأخضر الإبراهيمي، أول من أمس، إلى أن «المؤتمر لن يعقد من دون معارضة مقنعة تمثل جزءا مهما من الشعب السوري المعارض». وسرعان ما تلقفت «هيئة التنسيق» تصريحات الإبراهيمي هذه، لتؤكد على لسان رئيسها في المهجر، هيثم مناع، أن «المعارضة المقنعة تشمل (الهيئة الكردية العليا) و(هيئة التنسيق الوطنية) و(الائتلاف الوطني السوري)».

وتضم معارضة الداخل عددا من الأحزاب السياسية التي تنضوي بغالبيتها ضمن تكتل «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي»، الذي أبصر النور في بلدة حلبون بريف دمشق في السادس من أكتوبر (تشرين الأول) 2011. ومن أبرز الأحزاب المنضوية في إطارها: حزب «الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي»، وحزب «العمل الشيوعي السوري» وحزب «البعث الديمقراطي العربي الاشتراكي»، إضافة إلى عدد من الأحزاب الكردية. من ناحيتها، تعتبر «الهيئة الكردية العليا» الجهاز الحاكم للمناطق الخاضعة للحكم الكردي في سوريا، وأسسها كل من حزب «الاتحاد الديمقراطي الكردي» و«المجلس الوطني الكردي» عقب اتفاقية تعاون ثنائية.

ورغم أن «هيئة التنسيق» لم تبلغ رسميا من أي جهة عربية أو دولية مشاركتها في مؤتمر «جنيف 2»، لكن أمين سرها في المهجر المعارض ماجد حبو يؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن «موقف الهيئة السياسي، الداعم لعقد المؤتمر، يجعلها أحد الأطراف الفاعلة على طاولة المفاوضات». واختارت الهيئة، وفق حبو، الوفد الذي سيمثلها في مؤتمر «جنيف 2»، على أن يضم إلى جانب رئيسها في المهجر هيثم المناع كلا من حسن عبد العظيم ورجاء الناصر ومنذر خدام المقيمين داخل سوريا.

ويؤكد حبو أن «جميع تكتلات المعارضة السورية، بما فيها (هيئة التنسيق)، متفقة على مسألتين أساسيتين: إسقاط النظام بكل مرتكزاته وتأليف حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة»، لكنه يشير في الوقت نفسه إلى أن «إسقاط بنية النظام لا يتعلق بأشخاص محددين»، في إشارة إلى الرئيس السوري بشار الأسد، معربا عن رفض «اشتراط الائتلاف تقديم ضمانات لتنحي الأسد قبل البدء بأي مفاوضات».

ويعتبر حبو أن «النظام يملك قاعدة شعبية ولا بد من إشراكه في أي حل سياسي يوقف القتل والتدمير»، معتبرا أنه «من غير الواقعي أن نستثني النظام بحجة تورط رموزه في قتل الشعب السوري، لأن الجميع بات متورطا في هذه الجرائم، أي النظام والمعارضة المسلحة، في آن معا».

وفي حين يرفض ادعاء الائتلاف «تمثيله الشعب السوري»، مشيرا إلى أن «الأزمات المصيرية تجعل الجميع في موقع التمثيل السياسي»، لم يستبعد حبو أن يكون للهيئة دور في الحكومة الانتقالية التي ستنبثق عن مؤتمر «جنيف 2».

في المقابل، يرفض «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» مشاركة «هيئة التنسيق» في أي مفاوضات حول الأزمة السورية. ويؤكد عضو «الائتلاف الوطني» المعارض سمير نشار، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «الائتلاف وحده مخول تمثيل الشعب السوري»، مشيرا إلى «وجود محاولات دولية لوضع أعضاء من (هيئة التنسيق) بين الوفد المعارض الذي من الممكن أن يشارك في (جنيف 2)».

ويلفت نشار إلى أن «مشاركة الهيئة في المفاوضات مطلب روسي هدفه إضعاف الائتلاف والتقليل من شرعيته»، متهما الهيئة «بعدم الوقوف مع الثورة السورية ومناصرة (الجيش الحر)، إضافة إلى موقفها الرافض لإسقاط النظام السوري الاستبدادي».

وتختلف «هيئة التنسيق الوطنية» في طروحاتها السياسية بما يخص أزمة سوريا عن «الائتلاف» لناحية معارضتها الشديدة لأي شكل من أشكال التدخل الخارجي وتأكيد سلمية الاحتجاجات الشعبية. ورغم تأكيدها في معظم بياناتها «إسقاط النظام بكل رموزه وبناء نظام ديمقراطي وتعزيز الوحدة الوطنية»، يتهم معارضون سوريون أعضاءها بالارتباط مع النظام والتنسيق معه.

مقتل قائد لواء الفلوجة رئيس غرفة العمليات في محافظة درعا

يعد أبرز القادة الميدانيين في المنطقة الجنوبية

لندن: «الشرق الأوسط»

أعلن الجيش الحر في درعا مقتل ياسر العبود المكنى بـ«أبو عمار» أحد أبرز القادة الميدانيين في المنطقة الجنوبية رئيس غرفة العمليات في محافظة درعا أمس في اشتباكات مع قوات النظام. وأفاد المكتب الإعلامي للمجلس العسكري بسوريا أن «المقدم ياسر العبود، قائد لواء الفلوجة – حوران، المعروف بـ(أبو عمار)، قتل في معركة ضد قوات النظام، وهو رئيس غرفة العمليات في محافظة درعا ومن أبرز القادة الميدانيين في المنطقة الجنوبية».

وبث ناشطون إعلاميون في درعا عدة مقاطع فيديو لجنازة أبو عمار، ويظهر أحد المقاطع عددا من المقاتلين ملتفين حول جثمان ملفوف بالكفن يؤدون التحية العسكرية ويطلقون النار في الهواء، وفي مقطع آخر ظهر موكب التشييع لعدد من السيارات يتقدمها جموع من المشيعين يحملون الجثمان على الأكف، ومقطع ثالث ظهر فيه المشيعون وهم يوارون الجثمان الثرى، وبينهم رجل مسن يبكي أبو عمار ويرجح أنه والده، وذكرت مصادر في المعارضة أنه لم يتبق من أشقاء أبو عمار سوى شقيق واحد فقط والجميع قتلوا في معارك مع قوات النظام، والشقيق الباقي يقاتل في صفوف الجيش الحر.

والعبود من مواليد 19 مارس (آذار) 1967، وأعلن انشقاقه عن الجيش السوري وانضمامه إلى «الجيش الحر» في فبراير (شباط) 2012. وبحسب مصادر في الجيش الحر تولى قيادة العمليات خلفا للمقدم ياسر العبود بشكل سريع النقيب إياد قدور بالمنطقة الشرقية والغربية بدرعا.

وأكد المكتب الإعلامي لبلدة النعيمة، التابع للتنسيقيات، خبر مقتل العبود قائلا إنه «استشهد مرابطا على خط الجبهة في معركة (توحيد الصفوف) في مدينة طفس، بريف درعا، جنوب سوريا، جراء قذيفة استهدفت مكان وجوده استهدافا مباشرا».

من جهته، أكد التلفزيون السوري الرسمي نبأ «مقتل المجرم الخائن المقدم الفار ياسر محمد العبود، متزعم ما يسمى لواء فلوجة – حوران»، مشيرا إلى مقتل «العشرات من الإرهابيين المجرمين معه بالقرب من مدينة طفس بدرعا وتدمير أوكارهم وأدوات إجرامهم».

وعلى صفحة حملت اسم «الشهيد البطل المقدم الركن ياسر العبود»، على موقع «فيس بوك» نشرت صور له على أرض المعركة، وكتب تعليق جاء فيه «موت الأبطال هو صفحة نصر يفتحونها للأمة على جثامينهم، فاستبشروا فنحن في نهاية المطاف». ويقول ناشطون على الأرض إن العبود كان «من أكثر القادة فعالية على الأرض، وهو من أشرف الضباط وأنظفهم بين ضباط الجيش الحر»، على حد تعبير ناشط، رفض الكشف عن اسمه، لوكالة الصحافة الفرنسية عبر الهاتف. وأشار إلى أن العبود عرف بـ«محاربته للسرقات التي كان يقوم بها عناصر في (الجيش الحر) ولسرقة أموال الإغاثة وللكتائب التي خرجت عن إطار الثورة». وبرز اسم العبود أخيرا بعد أن بث ناشطون في نهاية سبتمبر (أيلول) شريط فيديو على شبكة الإنترنت يظهر فيه قائد «غرفة عمليات الجبهة الجنوبية في الجيش الحر» وهو يتوجه بغضب إلى مسؤولين سوريين معارضين مجتمعين في الأردن، ويقول «أنتم تعرفون أن المعركة شغالة، من منكم أنجدنا؟! من الذي أتى لنا بجرعة ماء؟! المفترض بكم كمسؤولين أقله أن تسألوا العسكريين عن وضعهم وعن طلباتهم».

ووقعت اشتباكات أمس (الاثنين) في محيط ثكنة لقوات النظام في مدينة طفس، وبين مدينتي داعل وطفس في درعا.

الجيش النظامي يكثف قصفه على مدن القلمون.. و«الحر» يستبق المعركة بحشد مقاتليه

الائتلاف يندد بقصف مدرستين في دير الزور.. ومقتل ضابط معارض سهل انشقاق حجاب

بيروت: نذير رضا

نفت مصادر الجيش السوري الحر في منطقة القلمون بريف دمشق بدء أي اشتباكات مع القوات الحكومية، على خلفية الأنباء عن إعداد النظام السوري لفتح جبهة جديدة في المنطقة المتاخمة للحدود اللبنانية. وأكدت مصادر «الحر» لـ«الشرق الأوسط» أنها «لم ترصد أي تحركات عسكرية نظامية في المنطقة على الرغم من اشتداد القصف منذ ثلاثة أيام على النبك ويبرود». وتزامن القصف مع تنديد الائتلاف الوطني السوري المعارض بقصف القوات النظامية لمدرستين في مدينة دير الزور، ووصف العملية بأنها «استهداف ممنهج للمدنيين»، داعيا المجتمع الدولي «لوضع حد له».

ويأتي الاستنفار على جبهة القلمون بعد أن روّج مقربون من نظام الرئيس السوري بشار الأسد لاقتراب معركة القلمون «بهدف السيطرة على المدن والبلدات المحاذية للحدود السورية مع لبنان»، معلنين أن حزب الله يستعد للمشاركة في هذه العملية. وتعزز هذا الاعتقاد أمس، مع إعلان وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن القوات النظامية دمرت أسلحة وذخيرة محملة بسيارات تابعة للمعارضة، في عمليات نوعية قامت بها في يبرود ودير عطية وحوش عرب وشرق بلدة معلولا والرحيبة. كما ذكرت وكالة «فارس» الإيرانية، أن الجيش النظامي «حقق تقدما ملحوظا في جبال القلمون، بعد قتل عدد من المسلحين في منطقتي رنكوس وجبال عسال الورد»، مشيرة إلى اندلاع اشتباكات في النبك حيث يطوق المسلحون المعارضون داخل المدينة.

ونفت مصادر الجيش السوري الحر في القلمون لـ«الشرق الأوسط»، رصد أي تحركات نظامية استثنائية في المنطقة، مؤكدة أن الاشتباكات في المنطقة «لم تتوقف أصلا، وتتركز في مناطق أطراف رنكوس ووادي بردى والزبداني وسوق بردى، فضلا عن اندلاع الاشتباكات قرب مدينة يبرود وعلى تخوم النبك وأوتوستراد دمشق – حمص وعلى الزبداني».

وقالت المصادر إن القوات النظامية قصفت السوق في قلب مدينة يبرود، فضلا عن قصف النبك «التي تتعرض لقصف متواصل منذ ثلاثة أيام، من غير أن تتحرك آلياتها العسكرية، أو ترسل المزيد من التعزيزات إلى المنطقة».

وتكتسب معركة القلمون أهمية استراتيجية، نظرا لموقع المنطقة الجغرافي الحدودي مع لبنان. وتمتد المنطقة المعروفة بأنها السفح الشرقي لسلسلة جبال لبنان الشرقية، على طول الحدود اللبنانية، بمسافة 110 كيلومترات.

وقالت مصادر الجيش الحر في القلمون إن أكثر من 3000 مقاتل، لجأوا إلى المدينة بعد معركة القصير، «وانضموا إلى المقاتلين المعارضين في مدن وبلدات القلمون، ليرتفع عدد المقاتلين المعارضين فيها إلى أكثر من 20 ألف مقاتل». وأشارت المصادر إلى أن هذه المنطقة «هي أقرب نقطة تربط بين حمص ودمشق، وتعد نقطة انطلاق المعارضين إلى المحافظتين، وتسمح طبيعتها الجغرافية بتأمين المقاتلين، نظرا لمساحاتها الشاسعة، ووجود الأودية والجبال والأحراش والجرود». وتعرف المنطقة بتنوعها الطائفي، حيث يوجد المسيحيون في صيدنايا ومعلولا والمعرة، فيما يشكل المسيحيون 30% من سكان يبرود.

وتعتبر سلسلة الجبال تلك مدخل دمشق الرئيس، خصوصا من جهة الغوطة الشرقية. ويؤكد عضو مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق إسماعيل الداراني لـ«الشرق الأوسط» أن القلمون «تضم أضخم وأكبر قطع عسكرية ومخازن أسلحة للنظام السوري». ويشير إلى أن «أوتوستراد حمص الدولي يمر من المنطقة»، مضيفا أنها «منطقة حساسة، ومليئة بالقطع العسكرية للجيش النظامي، وتقع فيها مطارات عسكرية مثل الناصرية والضمير، ولواء (18)، وفوج الكيمياء، وفرع الأمن العسكري، ومعسكرات الدريج التابعة للحرس الجمهوري».

وتسيطر قوات المعارضة على مساحة شاسعة من المنطقة، أهمها يبرود والزبداني، وقارة، وفليطا، والمشيرفة، وراس العين، والمعرة وعسال الورد، كما تسيطر على مزارع رنكوس وأجزاء من ريف النبك. ويشير الداراني إلى أن «ألوية كثيرة من الجيش الحر توجد في القلمون، أهمها (جيش الإسلام)، و(أسود السنة في القلمون)، و(جبهة النصرة)، و(ألوية الصحابة في رنكوس)».

وارتفعت المخاوف في لبنان من بدء عملية القلمون، مما يؤثر على الوضع الأمني على الحدود السورية، خصوصا في عرسال التي تحاذي جرودها مساحة كبيرة من الجبال الحدودية مع سوريا. وحذر حزب الكتائب اللبنانية، أمس من «تفاقم الأزمة السورية»، داعيا المجتمع الدولي إلى «التدخل قبل توسيع رقعة الاقتتال امتدادا إلى القلمون والمناطق المتاخمة للحدود اللبنانية الشرقية، الأمر الذي يهدد بتداعيات خطيرة على الداخل اللبناني سواء على المستوى الأمني، أو على المستوى الاجتماعي لجهة تدفق مزيد من النازحين».

في هذا الوقت، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان وقوع اشتباكات بين مقاتلي الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في مدينة معضمية الشام وعلى أطراف مدينة داريا بريف دمشق، في حين جددت القوات النظامية قصفها مناطق في بلدة المليحة وأطرافها. وأشار إلى تجدد القصف على الأطراف الشرقية لمدينة يبرود، في حين سقطت عدة قذائف على مزارع السقي والوادي في مدينة النبك بالقلمون، بينما نفذ الطيران الحربي أربع غارات على أطراف بلدة المليحة.

بدورها، أفادت لجان التنسيق المحلية بوقوع اشتباكات في المعضمية على الجبهة الغربية بالتزامن مع قصف عنيف بالشيلكا والمدفعية استهدف المدينة.

إلى ذلك، أعلن المرصد السوري سيطرة مقاتلي «جبهة النصرة» وحركة «أحرار الشام» الإسلامية، و«لواء التوحيد»، على معبر كراج الحجز في حلب، بعد أن قاموا بإخلاء حيي بستان القصر من الكتائب التي كانت تسيطر على المعبر.

من جهة أخرى، أفاد ناشطون باشتداد القصف على طفس وداعل والنعيمة في محافظة درعا، فيما ذكرت وكالة «سانا» أن القوات النظامية قتلت متزعم «لواء فلوجة حوران» ياسر العبود وعددا كبيرا ممن سمتهم «إرهابيي جبهة النصرة» في مدينة طفس، وماهر قطيفان، متزعم «جبهة النصرة» في بلدة ابطع، على حد تعبيرها.

وفي سياق متصل، أفادت تنسيقيات الثورة السورية بمقتل العبود، قائد «لواء فلوجة حوران»، وقائد عمليات المنطقة الشرقية، الذي يعد أحد أبرز القادة في الجيش السوري الحر، جراء قذيفة استهدفت مكان وجوده استهدافا مباشرا في طفس.

ويعتبر العبود من أوائل الضباط المنشقين عن نظام الأسد، وله تأثيره الميداني في المنطقة الجنوبية. وساهم العبود، بحسب تنسيقيات الثورة، في تسهيل عملية انشقاق رئيس مجلس الوزراء السابق رياض حجاب. وقال العبود حينها إن كتيبتي «اليرموك» و«المعتصم بالله» أمنتا عبور حجاب إلى الأردن.

كيري: الحرب ستستمر في سوريا إذا اعيد انتخاب الاسد

باريس ـ رأى وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن الحرب ستتواصل في سوريا في حال أعيد انتخاب الرئيس السوري بشار الأسد رئيساً عام 2014.

وقال كيري خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره القطري خالد العطية مساء أمس الاثنين في باريس إنه “في حال اعتقد (الاسد) أنه سيسوي المشاكل بترشحه لإعادة انتخابه أقول له التالي: اعتقد من الأكيد ان هذه الحرب لن تنتهي في حال بقي موجوداً حيث هو الآن”.

وأوضح كيري أن “الأسد صمد إلى الآن بسبب دعم حزب الله وايران له”، مضيفاً أن “هناك كارثة إنسانية مرتقبة في سوريا إذا لم تحل الأزمة سياسياً”.

وبالنسبة لمؤتمر “جنيف 2” رأى كيري أنه “من الصعب تحديد موعد عقد مؤتمر جنيف 2″، لافتاً إلى أنه “تم الاتفاق خلال مؤتمر جنيف 1 على تشكيل حكومة انتقالية.. والهدف من جنيف 2 هو تطبيق اتفاق جنيف 1”.

وحول دور إيران في المؤتمر، قال كيري: “إننا لسنا متأكدين من أن الدور الإيراني سيكون إيجابياً في مؤتمر جنيف – 2 بما في ذلك دعم خطة الحكومة الانتقالية في سوريا”.

وأكد أنه “لم يحصل أي تغيير في السياسة الأميركية تجاه سوريا”، معتبراً أن “عدم القيام بضربة عسكرية، ضَمَن نزع سلاح الأسد الكيماوي”.

كما ذكر أنه “لا يوجد حل عسكري للأزمة في سوريا”، قائلا في الوقت نفسه “إننا نركز على مساعدة المعارضة المعتدلة في سوريا”.

مقتل قائد معارض بدرعا وسقوط حواجز للنظام

                                            قتل الاثنين قائد عمليات المنطقة الجنوبية في الجيش السوري الحر بدرعا المقدم الركن ياسر عبود في معركة كبيرة جارية بالمحافظة. وفي المقابل, سيطر الجيش الحر على حواجز للنظام في دير الزور وحمص, بينما أوقع القصف مزيدا من الضحايا المدنيين.

وقال مراسل الجزيرة إن العبود قتل بعد استهدافه هو وثلاثة آخرين بقذيفة دبابة أثناء اشتباك مع قوات النظام بين بلدتي طفس وداعل ضمن معركة “توحيد الصفوف”. وأشار المراسل إلى أنباء عن احتمال تعيين المقدم الركن غسان حليحل محل العبود الذي شيعه أبناء بلدة النعيمة.

وكان العبود قائدا لغرفة العمليات في المنطقه الشرقية من درعا, والقائد الميداني للواء فلوجة حوران, ونائبا لقائد المجلس العسكري في درعا.

وكان أيضا من أول الضباط الذين انشقوا عن الجيش النظامي, وأصيب مرارا خلال اشتباكات في درعا. وقالت وكالة الأنباء السورية إن عشرة آخرين قتلوا مع العبود الذي وصفته بالخائن.

يشار إلى أن معركة “توحيد الصفوف” في درعا بدأت قبل ثلاثة أسابيع للسيطرة على طريق التابلين العسكري وثكنة الأغرار التابعة للواء 61 ومساكن طفس العسكرية بمدينة طفس.

سقوط حواجز

على صعيد الاشتباكات أيضا, سيطرت ألوية في الجيش الحر الاثنين على حاجز قرية الشولا الإستراتيجي الواقع على بعد 30 كلم غرب مدينة دير الزور.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن السيطرة على الحاجز والقرية ومفرزة الأمن العسكري يعني قطع آخر طريق لإمداد القوات النظامية المتمركزة في بعض أحياء دير الزور.

من جهتها, ذكرت لجان التنسيق المحلية أن جنودا نظاميين قتلوا إثر اشتباكات في الحاجز, وأشارت إلى اشتباكات في حي الرشدية بدير الزور تمكن خلالها مقاتلو الجيش الحر من تدمير دبابة ومدرعة.

كما سيطر مقاتلو المعارضة الاثنين على كتيبة الهجانة الواقعة في ريف حمص الجنوبي الشرقي, وعلى مفرزة الأمن والناحية في قرية “صدد” قرب بلدة “مهين”, بالإضافة إلى ثلاثة مخافر هجّانة على خط النفط وفقا لشبكة شام.

وقال المرصد إن فصائل بينها جبهة النصرة شاركت في اقتحام صدد التي يقطنها مسيحيون, مشيرا إلى اشتباكات داخل القرية وخارجها, وإلى خسائر في صفوف الطرفين.

وفي درعا, تحدثت شبكة شام عن سيطرة الجيش الحر على أبنية كان يتمركز فيها جنود نظاميون بحي المنشية, كما وقعت اشتباكات في درعا المحطة. وفي المحافظة نفسها, صد الجيش الحر رتلا في بصر الحرير, ودمر عددا من الآليات حسب لجان التنسيق.

كما اندلعت الاثنين معارك في محيط بلدة حتيتة التركمان بريف دمشق أثناء محاولة القوات النظامية اقتحامها. وقالت لجان التنسيق المحلية إن الجيش الحر دمر دبابتين خلال الاشتباكات التي رافقتها سلسلة من الغارات الجوية, بينما أشار المرصد إلى مقتل أربعة من عناصر المعارضة.

وفي السياق نفسه, سجلت اشتباكات عنيفة على طريق مطار دمشق الدولي بين الجيش الحر ومقاتلين من حزب الله اللبناني ولواء أبي الفضل العباس، حسب شبكة شام. كما وقعت اشتباكات في أحياء بحلب بينها بستان الباشا والميدان, في وقت يستمر فيه القتال على عدة محاور قرب بلدة السفيرة جنوب المدينة حسب المصدر نفسه.

ضحايا مدنيون

وقد قتل ستة مدنيين -بينهم طفلان وسيدة- في غارات على بلدة مهين بحمص, وقتل آخر في قصف بصواريخ أرض-أرض لحي الوعر بالمدينة, بينما قتلت امرأة وطفلة في غارات على بلدة خشام في دير الزور وفقا للمرصد السوري.

وفي حماة, أصيب مدنيون في قصف مدفعي على عدة قرى بريف المحافظة, في حين قتل ناشط إعلامي أثناء تغطيته اشتباكات في حي الصاخور بحلب حسب شبكة شام.

وتحدثت لجان التنسيق من جهتها عن قتلى وجرحى في الغارات على بلدة حتيتة التركمان بريف دمشق, كما قتل شخص برصاص قناصة النظام في الزبداني.

وأغار الطيران أيضا على بلدة المليحة حيث سيطر الجيش الحر قبل أيام على موقع تاميكو الإستراتيجي. وقد أدت الغارات إلى نزوح جانب من السكان حسب ناشطين. وشمل القصف بلدات أخرى في ريف دمشق, بينما أصيب عدد من الأشخاص إثر سقوط قذائف هاون على مناطق بدمشق بينها باب توما.

وفي إدلب, قصفت مروحيات بلدة الهبيط ببراميل متفجرة, بينما تجدد القصف على مصيف سلمى في ريف اللاذقية, وتل حميس بالحسكة حسب ناشطين.

 الأسد لا يرى فرصا لنجاح جنيف2

                                            قلل الرئيس السوري بشار الأسد من إمكانية انعقاد مؤتمر جنيف2، معتبرا أن شروط نجاحه غير متوافرة راهنا، في حين قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إنه لا حل للأزمة في سوريا بترشح الأسد مرة أخرى للرئاسة.

ففي مقابلة مع تلفزيون “الميادين” -الذي يتخذ من بيروت مقرا- رد فيها على سؤال عما إذا كان مؤتمر جنيف2 سينعقد، قال الرئيس السوري “لا يوجد موعد ولا توجد عوامل تساعد على انعقاده الآن إذا أردنا أن ينجح”.

وأضاف “ما هي القوى المشاركة فيه؟ ما هي علاقة هذه القوى بالشعب السوري؟ هل هي قوى ممثِّلة للشعب السوري أم قوى ممثِّلة للدول التي صنعتها؟”.

غير أن الأسد أكد مشاركة نظامه في المؤتمر الذي كان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي قد أعلن أنه سينعقد يوم 23 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، مشيرا إلى أن “المشاركة ليس فيها مشكلة، وليس فيها محاذير، وليس لها شروط”.

هجوم

من جهة ثانية هاجم الرئيس السوري بشدة عددا من الدول التي اتهمها بالتورط في دعم الإرهاب بسوريا، وذكر على وجه الخصوص الولايات المتحدة وقطر والمملكة العربية السعودية وتركيا، فضلا عن الإخوان المسلمين الذين وصفهم بأنهم “مجموعة إرهابية تعتمد على النفاق وليس على الدين، وهم يسيرون من إرهاب إلى إرهاب أشد”.

وقال ردا على سؤال عن الموقف السعودي من الوضع السوري “هل هناك من يجرؤ على وصفها بأنها دولة مستقلة بشكل موضوعي؟ السعودية هي دولة تنفذ سياسات الولايات المتحدة بكل أمانة”.

وقال إن السعودية “تقوم بشكل علني بدعم المجموعات الإرهابية في سوريا، وإمدادها بالمال وبالسلاح”، مضيفا أن الرياض هي التي “تحاربه” اليوم في سوريا.

كما انتقد دولة قطر متهما إياها بأنها كانت أول من بدأ بتسليح “الإرهابيين”.

الانتخابات

وجدد الأسد بوضوح أكثر من السابق موقفه من الترشح للانتخابات المقبلة، قاطعا الطريق أمام كل الدعوات الموجهة إليه كي يتنحى.

وقال إن هذا الموضوع “يستند إلى نقطتين: الأولى هي الرغبة الشخصية، والثانية هي الرغبة الشعبية.. بالنسبة للنقطة الأولى المتعلقة بي شخصياً، لا أرى أي مانع من الترشح للانتخابات المقبلة”.

وتابع أنه “من المبكر الآن أن نتحدث عن الرغبة الشعبية”، مضيفا “لا يمكن أن نبحثها إلا في الوقت الذي يتم فيه الإعلان عن موعد الانتخابات الرئاسية”.

وتزامن موقف الأسد مع تصريح لوزير الخارجية الأميركي جون كيري من باريس اعتبر فيه أن الحرب في سوريا لن تنتهي إذا بقي الأسد في منصبه.

وقال كيري بعد لقائه نظيره القطري خالد العطية “لا أعرف أحدا يعتقد أن المعارضة ستوافق على أن يشارك بشار الأسد في الحكومة”.

وأضاف “لقد قصف سكان بلاده وسممهم بالغاز.. كيف يمكن لهذا الرجل شرعيا أن يطلب الرئاسة مستقبلا؟”.

وردا على سؤال عن مشاركة إيران -الحليف الإستراتيجي للنظام السوري- في مؤتمر جنيف2، اعتبر كيري أن على طهران أن تقبل أولا بفكرة تشكيل حكومة انتقالية في سوريا، وقال “لم توافق إيران على تطبيق جنيف1.. من الصعب إذن أن نعتبر أن حضورها جنيف2 سيكون مثمرا”.

وقبل أيام من وصوله إلى دمشق في إطار جولة إقليمية يقوم بها تحضيرا لمؤتمر جنيف2، طلب الرئيس السوري من المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي “عدم الخروج عن إطار المهام” الموكلة إليه، داعيا إياه إلى التزام الحياد.

وقال في المقابلة التلفزيونية “نطلب منه أن يلتزم بمهامه.. أن لا يخرج عن إطار مهامه.. هو مكلف بمهمة وساطة.. الوسيط يجب أن يكون حيادياً.. في الوسط.. لا يقوم بمهام مكلف بها من قبل دول أخرى”.

جولة

وكان الإبراهيمي قد بدأ الاثنين زيارة إلى العراق في إطار جولة إقليمية يسعى خلالها إلى التحضير لمؤتمر جنيف2.

وقال الإبراهيمي أثناء مؤتمر صحفي في بغداد عقب لقائه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ووزير الخارجية هوشيار زيباري، إن مؤتمر جنيف المرتقب يجب أن يضم “كل من له مصلحة ونفوذ في الشأن السوري”، معتبرا في الوقت ذاته أن المجتمع الدولي تأخر في دعم الشعب السوري.

وأضاف أن “من مصلحة الشعب السوري أن يلتقي الجميع، وأن يُجمِع الجميع على كلمة واحدة وهي مساعدة الشعب السوري، ليس على الاقتتال إنما على حل الأزمة وبناء دولته الجديدة”.

وتجنب الإبراهيمي تحديد موعد لمؤتمر جنيف2، وقال “نحن في الأيام المقبلة سنقابل كثيرا من الناس بمن فيهم الأطراف السورية للوقوف على رأيهم بشأن الوقت المناسب، ونأمل أن يكون (المؤتمر) في نوفمبر/تشرين الثاني، وسوف يعلن الموعد عندما يتم الاتفاق عليه”.

وشدد المبعوث الأممي على أنه لا يمكن أن ينعقد المؤتمر دون ما سماها معارضة مقنعة، في إشارة إلى الانقسامات والتردد داخل صفوف المعارضة السورية.

من جهته أكد زيباري أن “الكل مقتنع حاليا بأن الحل السلمي والسياسي للأزمة السورية هو الخيار المتاح من منطلق مصلحة الشعب السوري، أولا وأخيرا”.

وتأتي زيارة الإبراهيمي إلى بغداد في إطار جولة إقليمية بدأها السبت بالقاهرة وتهدف إلى التحضير لمؤتمر جنيف2 الدولي للسلام والخاص بالأزمة في سوريا.

ومن المتوقع أن يزور الإبراهيمي هذا الأسبوع سوريا وإيران وتركيا وقطر، قبل أن ينتقل إلى جنيف للقاء ممثلين عن الجانبين الروسي والأميركي.

معضمية الشام تستصرخ العالم

                                            المئات من سكانها قتلوا تحت حصار كامل

وجه سكان بلدة معضمية الشام التي تحاصرها قوات الرئيس السوري بشار الأسد نداء إلى العالم لإنقاذهم من الموت في رسالة مفتوحة تصف معاناتهم وأحوالهم البائسة بعد أن أصبحت البلدة شبه معزولة، لا يسمح بدخول الطعام إليها ولا تصلها الكهرباء ولا الدواء ولا الوقود.

وقال السكان إن مئات من الرجال والنساء والأطفال قتلوا وإن الآلاف أصيبوا في هذه البلدة التي تقع على الأطراف الجنوبية الغربية للعاصمة دمشق وسيطر عليها مسلحون معارضون لنظام الأسد العام الماضي وتحاول الحكومة استعادتها منذ ذلك الحين.

وجاء في الرسالة التي وزعها المجلس الوطني السوري المعارض الاثنين أنه منذ نحو عام ومعضمية الشام واقعة تحت حصار ولا يسمح بدخول الطعام إليها ولا تصلها الكهرباء ولا الدواء ولا الوقود ولا توجد بها اتصالات.

وذكرت الرسالة أن سكان البلدة يتعرضون للقصف بالصواريخ وقذائف المدفعية والنابالم والفوسفور الأبيض والأسلحة الكيميائية. وأظهرت مقاطع مصورة نشرت على الإنترنت دبابات يعتقد أنها تابعة للحكومة وهي تطلق نيرانها باتجاه نقاط يعتقد أنها توجد في بلدة معضمية الشام.

وقال سكان معضمية الشام في رسالتهم إنهم يخاطبون الجانب الإنساني لدى العالم ويتوسلون إليه ألا ينساهم وإنهم يلتمسون توصيل رسالتهم إلى العالم كله، وطالبوا العالم بأن ينقذهم من الموت ومن جحيم آلة القتل التي يستخدمها النظام السوري.

وقال المجلس الوطني السوري المعارض إن نحو 12 ألف شخص يواجهون المجاعة والموت في معضمية الشام، وقد دُمر نحو 90% من البلدة وبقي فيها عدد قليل من الأطباء وإن بعض السكان يأكلون “أوراق الشجر”.

ويقولون ناشطون في معضمية الشام إن ستة أشخاص ماتوا في البلدة بسبب الجوع خلال شهر سبتمبر/أيلول الماضي هما امرأتان وأربعة أطفال.

وتفرض الحكومة قيودا صارمة على البلدة لم تسلم منها حتى منظمات الإغاثة التي تحاول إيصال مساعدات غذائية وطبية إلى السكان الذين تقول الحكومة إنهم “محتجزون رهائن” من جانب من تسميهم “الإرهابيين” وهو الاسم الذي تطلقه على جماعات المعارضة المسلحة، وتنفي استخدام قواتها للأسلحة الكيميائية في البلدة.

وقالت مفوضة الأمم المتحدة السامية للشؤون الإنسانية فاليري أموس الأسبوع الماضي إنه رغم قيام الحكومة بإجلاء 3000 شخص هذا الشهر، فإن الآلاف ما زالوا محاصرين داخل المعضمية. وقال أطباء محليون إن الجوع زادت حدته خلال الشهور القليلة الماضية.

لواء عاصفة الشمال يدعو لإطلاق المعتقلات السوريات

                                            قال إن إطلاق اللبنانيين كان سيتم على دفعتين

أعلن لواء عاصفة الشمال أن النظام السوري لم يفرج بعد عن المعتقلات السوريات اللائي كان يفترض إطلاق سراحهن مقابل اللبنانيين التسعة الذين كانوا محتجزين في إعزاز بريف حلب, مطالبا الطرفين التركي والقطري بالالتزام بإتمام صفقة التبادل الضامنين لها.

وقال اللواء في بيان نُشر على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إنه تم إرسال موفدين عن اللواء بحضور السفير القطري في تركيا إلى مطار أضنة، لكن لم يصل أي من المعتقلات أو المعتقلين إلى المطار.

وأكد البيان -الذي صدر بعد أقل من يومين من وصول اللبنانيين المفرج عنهم بوساطة قطرية إلى مطار بيروت الدولي- على ضرورة السعي من كل الأطراف للإفراج الفوري عن الأسيرات وفق بنود الاتفاق الموقع بين اللواء والوسيط القطري.

وكان مدير مكتب الجزيرة في بيروت قد أفاد في وقت سابق أن عملية الإفراج عن اللبنانيين التسعة, والطياريْن التركييْن اللذين كانا محتجزين في لبنان كانت ضمن صفقة تضم أيضا الإفراج عن مائة سجينة سورية في سجون النظام. وقال إن الغموض لا يزال يكتنف الجزء الأخير وسط مخاوف من عدم وفاء النظام السوري بهذا التعهد.

عوامل ضغط

وفي البيان الذي نشره قال لواء عاصفة الشمال إنه وافق منتصف هذا الشهر بحضور قائد لواء التوحيد عبد القادر صالح على إجراء عملية التبادل على مرحلتين.

وأضاف أن المرحلة الأولى كانت ستشهد الإفراج عن 111 من المعتقلات السوريات في سجون النظام مقابل ثلاثة من اللبنانيين التسعة وعن الطيارين التركيين بصورة متزامنة, على أن يطلق في المرحلة الثانية 212 معتقلا سوريا مقابل اللبنانيين الستة الآخرين.

لكن البيان أوضح أن التنظيم اضطر لتسريع عملية التبادل وإطلاق اللبنانيين التسعة دفعة واحدة بسبب سيطرة ما يعرف بالدولة الإسلامية في العراق والشام على مقاره في إعزاز.

وأضاف أنه اضطر لتسريع العملية خوفا مما وصفها بتصرفات محتملة غير مسؤولة من أطراف قد تسعى إلى إجهاض العملية, مشيرا إلى أنه حصل في مقابل ذلك على ضمانة من تركيا بتنفيذ الاتفاق.

ووفقا للواء عاصفة الشمال, فإن لائحة المعتقلات اللاتي يفترض الإفراج عنهن تشمل المدونة “طل الملوحي” التي اعتقلها الأمن السوري قبل الثورة.

ومنذ وصول اللبنانيين التسعة إلى مطار بيروت الدولي مساء السبت, والإفراج بشكل متزامن عن الطيارين التركيين, ظل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي ينتقدون لواء عاصفة الشمال ويتهمونه بأنه حصل على ما يصل إلى 150 مليون دولار, وتخلى عن المعتقلات.

لكن اللواء نفى بشدة ما تناقلته وسائل إعلامية لبنانية عن استلامه مبلغا ماديا مقابل الصفقة, مؤكدا أنه رفض عروضا بمساعدات مادية ولوجستية, وأنه وضع الإفراج عن السجينات فوق كل اعتبار.

واللبنانيون المخطوفون المفرج عنهم، كان عددهم 11 قبل أن يطلق اثنان منهم بعد أشهر من اختطافهم، وقد خطفوا أثناء عودتهم من مزارات دينية في إيران، عبر تركيا وسوريا في مايو/أيار 2012. واتهمهم لواء عاصفة الشمال بأنهم موالون لحزب الله اللبناني.

روبوتينا ممرض آلي يواجه قناصة سوريا

                                            روبوت لمساعدة ضحايا القناصة بسوريا

مشهد يتكرر يوميا في أنحاء سوريا حيث أصبح قناصة النظام أشد قسوة لدرجة أنهم يراهنون فيما بينهم على السجائر لاستهداف أجزاء معينة من الجسم مثل المعدة والنساء الحوامل. لكن أحمد حيدر يأمل أن يساعد اختراعه في تأمين الوصول إلى المصابين في مثل هذه الهجمات.

فقد نشرت صحيفة إندبندنت أن حيدر -وهو مهندس إلكترونيات كان قد تعرض لموقف مأساوي مات فيه أحد المقربين له برصاص أحد القناصة وظلت الجثة فترة طويلة في مرمى القناص قبل انتشالها حيث لم يجرؤ أحد على ذلك مخافة أن يكون الضحية التالية- بعد هذه اللحظات التي لم تفارق ذاكرته قرر استغلال معرفته بتكنولوجيا تصميم الروبوتات لبناء روبوت يمكنه أن يصل إلى الضحية بسرعة.

وبمساعدة صديق طفولته مهندس الميكانيكا بلال قررا عمل شيء لمساعدة الآخرين حتى لا يواجه غيرهم المصير نفسه. وكانت النتيجة “روبوتينا”، وهي ممرضة آلية تقدر على نقل الجثث بعيدا عن القناص باتجاه مستشفى ميداني. وبخلاف النماذج التي تطور في الخارج سيكون هذا الروبوت ضخما لوقاية الضحية من المزيد من الرصاص بجسمه المعدني.

ويخطط حيدر لتكون أبعاد الروبوت بنحو 2.2 متر طولا ومتر عرضا، مما يمكنه من احتواء الجثة. ويستخدم حيدر في ذلك أجزاء من جرافة مزودة بخمس كاميرات وذارعين معدنيين، ولكي يحمي الضحية سيكون كامل الهيكل مغطى بألواح مدرعة.

وأشارت الصحيفة إلى أن ذراعي الروبوت، الذي أطلق عليه حيدر اسم تينا، سيكونان جاهزين خلال شهرين إذا ما اكتمل تمويل المشروع ويأمل أن يكتمل بقية الروبوت مع نهاية العام.

ويأمل حيدر أن يتمكن من الدخول في شراكة مع المنظمات غير الحكومية لزيادة الإنتاج بمجرد الانتهاء من النموذج الأصلي. وقد عبرت منظمة أطباء بلا حدود عن اهتمامها برؤية الروبوت حال اكتماله، وتقوم منظمة “غوغل أيدياز” باستضافته حاليا في مؤتمر لها.

ويعبر حيدر عن حزنه من إنفاق إحدى الشركات العملاقة ملايين الدولارات على تطوير روبوت يستطيع الرقص فقط بينما يموت الناس في بلده سوريا.

الأسد لا يرى مانعاً من ترشحه للانتخابات المقبلة

قال إنه لا موعد ولا عوامل تساعد على انعقاد مؤتمر جنيف 2

بيروت – رويترز

قال الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الاثنين إنه لا يوجد أي موعد محدد لانعقاد مؤتمر جنيف 2، الذي يهدف إلى إنهاء الحرب الأهلية في بلاده مؤكدا أنه لا توجد عوامل تساعد على انعقاده.

وقال الأسد أيضاً إنه قد يفكر بالترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2014، قائلا في مقابلة مع قناة الميادين “شخصيا لا أرى أي مانع من ترشحي للانتخابات الرئاسية المقبلة.”

ورداً على سؤال حول ما إذا كان المناخ ملائماً لإجراء انتخابات رئاسية قال الأسد “يستند هذا الجواب على نقطتين الأولى هي الرغبة الشخصية والثانية هي الرغبة الشعبية. بالنسبة للنقطة الأولى والمتعلقة بشخصي أنا لا أري مانعاً من الترشح للانتخابات المقبلة.

أما النقطة الثانية وهي الرغبة الشعبية فمن المبكر الآن أن نتحدث عن هذه النقطة، لا يمكن أن نبحثها إلا في الوقت الذي يتم فيه الإعلان عن موعد الانتخابات الرئاسية.

وردا عن إمكانية انعقاد جنيف 2 في الثالث والعشرين والرابع والعشرين من نوفمبر قال الأسد: “رسميا لا يوجد أي موعد حتى هذه اللحظة. لا يوجد موعد ولا يوجد عوامل تساعد على انعقاده الآن إذا أردنا أن ينجح… أسئلة كثيرة مطروحة حول المؤتمر.. ما هيكلية المؤتمر؟”.

وهاجم الأسد بشدة عدداً من الدول التي اتهمها بالتورط في دعم الإرهاب في سوريا وذكر على وجه الخصوص الولايات المتحدة وقطر والمملكة العربية السعودية وتركيا فضلاً عن الإخوان المسلمين، الذين وصفهم بأنهم “مجموعة إرهابية وهم يسيرون من إرهاب إلى إرهاب أشد.”

ودعا الأسد مبعوث الأمم المتحدة في سوريا الأخضر الإبراهيمي إلى الالتزام بمهامه قائلا “هو مكلف بمهمة وساطة. الوسيط يجب أن يكون حياديا في الوسط، لا يقوم بمهام المكلف بها من قبل دول أخرى وإنما يخضع فقط لعملية الحوار بين القوى المتصارعة على الأرض. هذه

هي مهمة لأخضر الإبراهيمي.”

قوات الأسد تدخل السفيرة بعد تدمير 60% من بنيتها التحتية

البلدة الاستراتيجية تعتبر معقلاً رئيسياً للجيش السوري الحر في ريف حلب

دبي – قناة العربية

أفاد المركز الإعلامي السوري بأن قوّات النظام تمكنت من دخول مدينة السفيرة بريف حلب من الجهة الجنوبية، بعد أن دمرت أكثر من 60% من بنيتها التحتية.

وتحدث المركز عن دخول ثلاث دبابات قادمة من مبنى البحوث العلمية وتمركزها في محيط مبنى البيولوجيا.

وتعتبر السفيرة معقلاً رئيسياً لعناصر الجيش الحر في جنوب حلب، كما أنها تشكل طريقا باتجاه مطار كويرس العسكري.

في سياق متصل، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية عن مقتل 64 شخصاً، معظمهم في دمشق وريفها. كما أفادت شبكة شام أيضا باندلاع اشتباكات عنيفة على أطراف حي جوبر وحي برزة التي تحاول قوات النظام اقتحامه من عدة محاور.

يأتي ذلك وسط معارك محتدمة على عدة جبهات لمدينة المعضمية بريف العاصمة، أعنفها على الجبهة الشمالية حيث تحاول قوات النظام التسلل إلى المعضمية.

وفي درعا تمكن الجيش الحر من فرض سيطرته على عدد من الأبنية التي كانت تتمركز فيها قوات النظام بحي المنشية بدرعا.

هذا وتدور اشتباكات عنيفة في محيط حاجز المشفى الوطني بدرعا المحطة وعلى الجبهتين الشمالية والشرقية لمدينة نوى.

من جانبها أعلنت شبكة شام أن الجيش الحر استهدف تجمعات قوات النظام في حي مساكن السبيل، كما دارت اشتباكات في أحياء الأشرفية والليرمون والخالدية والصاخور.

وإلى دير الزور حيث تمكن الجيش الحر من التصدي لمحاولة اقتحام حي الرشيدية بمدينة دير الزور.

كما تمكن الجيش الحر من السيطرة على بلدة الشولا على طريق ديرالزور – دمشق الدولي بعد السيطرة على حاجز قوات النظام ومعاقله في البلدة.

“أصدقاء سوريا” تضغط باتجاه عقد جنيف2

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ،الثلاثاء، قبيل بدء اجتماع أصدقاء سوريا في لندن إن الاجتماع يهدف إلى إقناع المعارضة السورية بحضور مؤتمر جنيف 2.

وأضاف هيغ أن فرنسا وبريطانيا تسعيان إلى إصدار موقف قوي يشجع على عقد جنيف2، استنادا إلى المبادئ التي تم الاتفاق عليها في جنيف1.

كما أشار إلى أن اجتماع أصدقاء سوريا سيبحث أيضا عملية تدمير الأسلحة الكيماوية السورية.

وصرح عدد من المسؤولين من بينهم نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية بأنهم يتوقعون انعقاد مؤتمر جنيف2 في الثالث والعشرين من نوفمبر  وإن أعلنت الولايات المتحدةوروسيا والامم المتحدة انه لم يتحدد موعد رسمي بعد.

ويشارك في اجتماع لندن11 بريطانيا ومصر وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والأردن وقطر والسعودية وتركيا والإمارات والولايات المتحدة. وقال مسؤول أميركي أن هذه الدول ستبحث جدول اعمال مؤتمر جنيف2 وكيفية مساعدة المعارضة على الاستعداد له.

ورغم ان واشنطن قالت إنها مستعدة لبحث امكانية مشاركة إيران في مؤتمر جنيف2 إلا أن كيري قال أنه من الصعب ان تلعب طهران دورا ايجابيا إلا إذا أيدت فكرة الحكومة الانتقالية.

وكان من المقرر أن يبدأ الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة الثلاثاء اجتماعا لهيئته السياسية والعامة في اسطنبول لاتخاذ “قرار نهائي” بشأن المشاركة في جنيف، لكن الاجتماع أرجىء إلى نهاية نوفمبر، بحسب ما أفاد عضو الائتلاف سمير نشار لوكالة فرانس برس الاثنين.

غارات على ريف دمشق واشتباكات بدرعا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

شن الطيران الحربي السوري، الثلاثاء، غارات جوية على عدة مناطق في ريف دمشق بعد سيطرة مقاتلي المعارضة على أحد المواقع الاستراتيجية هناك، في وقت اندلعت اشتباكات بين الجيش الحر والقوات الحكومية قرب مقرات عسكرية جنوبي البلاد.

فبعد سيطرة المعارضة المسلحة على موقع استراتيجي للقوات الحكومية في منطقة المليحة بريف دمشق نفذ الطيران الحربي غارات جوية على المنطقة وعلى بلدات دير العصافير وحتيتة التركمان في ريف دمشق بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

كما تعرضت مناطق في مدينة معضمية الشام المحاصرة جنوب غربي العاصمة لقصف من القوات النظامية، بالتزامن مع اشتباكات على أطرافها بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية.

ومن جهة ثانية، قال ناشطون إن اشتباكات “عنيفة” بين الجيش الحر والقوات الحكومية اندلعت بالقرب من فرع الأمن العسكري في المدينة.

وفي حمص، تجدد القصف بقذائف الهاون على حي الوعر، المكتظ بالنازحين، بالتزامن مع إطلاق نار كثيف من قناصة النظام ورشاشات الدوشكا المتمركزة على “برج الغاردينيا”.

كما وقعت اشتباكات بين الجيش الحر والقوات الحكومية المتواجدة عند ما يعرف بحاجز الحماميات.

غليون: مصر توقف 800 سوري معظمهم نساء وأطفال

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — قال القيادي في المعارضة السورية والرئيس السابق للمجلس الوطني المعارض، برهان غليون، إن أكثر من 800 سوري قد أوقفوا في مصر منذ أغسطس/آب الماضي، معظمهم من الأطفال والنساء، في تصريح يتعارض مع توضيحات القاهرة الأخيرة، التي رفضت تقارير حول إساءة معاملة السوريين على أراضيها.

وقال غليون، في تعليق عبر صفحته الرسمية بموقع “فيسبوك”: “حسب معلومات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أكثر من 800 سوري قد اوقفوا في مصر منذ أغسطس/آب الماضي. ومن بين السوريين الموقوفين 589 من النساء و84 طفلا ما زالوا في التوقيف الإداري، على رغم أنه لم توجه اليهم أي تهمة، سوى محاولتهم مغادرة البلاد بصورة غير قانونية.”

وأضافت غليون أن السلطات المصرية “أبعدت منذ أغسطس/آب الماضي 144 سوريا منهم 44 طفلا الى بلدان أخرى في المنطقة. علما بأن عدد اللاجئين السوريين يقرب من حوالي 300 ألف سوري لم يكن يحتاج دخولهم إلى تأشيرات قبل تغير الأوضاع السياسية المصرية” في إشارة منه إلى مرحلة ما بعد عزل الرئيس محمد مرسي.

وكانت الخارجية المصرية قد نفت الجمعة اتهامات منظمة العفو الدولية للقاهرة بشأن سوء معاملة اللاجئين السوريين واحتجاز بعضهم وترحيلهم، معتبرة أن ما جاء في تقرير المنظمة الدولية “غير دقيق ولا يعكس حقيقة أوضاعهم في البلاد”.

وقال السفير بدر عبدالعاطي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن مصر فيها أكثر من 300 ألف لاجئ سوري “تتم معاملتهم بشكل كريم كأشقاء عرب ويحظون بنفس معاملة المصريين، خصوصا فيما يتعلق بالحصول على الخدمات الصحية والتعليمية،” مضيفا أن ذلك يعكس “موقف مصر المبدئي لدعم الشعب السوري في محنته الحالية ودعم الثورة السورية.”

وليام هيغ: طول أمد الصراع في سوريا سيقوي المتطرفين

حث وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ معارضي الرئيس السوري بشار الأسد المعتدلين على توحيد صفوفهم والمشاركة في محادثات السلام المزمع إجراؤها في جنيف وتهدف إلى إنهاء الصراع في سوريا.

ويجتمع وزراء خارجية إحدى عشرة دولة غربية وعربية الثلاثاء في لندن لمناقشة سبل دعم المعارضة السورية المعتدلة في الفترة التي تسبق مؤتمر جنيف للسلام المقرر عقده الشهر المقبل في سويسرا.

ومن المتوقع أن يجتمع أعضاء الائتلاف الوطني السوري – أهم جماعات المعارضة التي يدعمها الغرب – خلال أسابيع ليقرر إن كان سيشارك في مؤتمر جنيف أم لا.

وقال المجلس الوطني السوري – أحد أبرز فصائل الائتلاف – إنه لا يعتقد في جدوى أي مفاوضات مع حكومة الأسد، وإنه لن يشارك في عملية جنيف.

ولكن وزير الخارجية البريطاني حذر بأنه كلما طال أمد الصراع، زادت قوة الجماعات المسلحة المتطرفة التي تقاتل القوات الحكومية.

دور بناء

وقال هيغ لبي بي سي “يحتاج السوريون – من جميع القوى – إلى بذل الجهد، وتقديم التنازالات الضرورية من أجل أن تمضي عملية السلام قدما”.

“وكلما استمر هذا الصراع، زادت الطائفية، وتحكم المتطرفون أكثر. ولذلك فنحن نجدد بذل جهودنا من أجل الوصول إلى عملية السلام في جنيف”.

“ولست أتغاضى عن – أو أهون أبدا من – خطر تحكم المتطرفين في سير الأمور. فهناك أناس يقاتلون تحت إمرة جماعات متطرفة، ليس بالضرورة بسبب توجهاتهم المتطرفة، ولكن لأن ذلك يتيح لهم السبيل للحصول على السلاح والتدريب، وهذا هو سبب وجوب دعمنا للمعارضة المعتدلة في سوريا”.

وأثار هيغ خلال حديثه احتمال مشاركة إيران – أحد حلفاء الرئيس السوري القليلين المتبقين في المنطقة – في محادثات جنيف، طالما كانت مستعدة لقبول الحاجة إلى إجراء تغيير سياسي في سوريا.

وقال الوزير البريطاني “من المهم أن تؤدي إيران دورا بناء. لقد ناقشت الوضع في سوريا مع وزير الخارجية الإيراني الجديد”.

“ولو كانوا جادين، فإن مشاركة جميع القوى الخارجية سيكون أمرا مساعدا، بيد أن هذا يتوقف على موافقتهم على الخطوط العامة العريضة التي تهدف إلى التوصل إلى تسوية سلمية مبنية على تغيير حكومي في سوريا”.

“هذا هو موقف روسيا، وهذا هو موقفنا جميعا في الغرب، وبين الدول العربية. وينبغي أن يكون موقف إيران كذلك”.

وتسعى الدول المشاركة في اجتماع “لندن 11″، وهي مجموعة أصدقاء سوريا، إلى تحويل الاهتمام إلى الأزمة الإنسانية، بعد أسابيع من التركيز على ترسانة سوريا من الأسلحة الكيمياوية.

ويحضر الاجتماع ممثلون لقيادة الائتلاف الوطني السوري، ووزراء من الولايات المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وقطر، والسعودية، وتركيا، والأردن، ودولة الإمارات، ومصر.

لا مانع من الترشح

وقبيل اجتماع لندن، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن المعارضة السورية لن توافق أبدا على بقاء الأسد في السلطة.

وأضاف كيري عقب محادثات مع مسؤولين في الجامعة العربية في باريس “لا أعرف شخصا يعتقد أن المعارضة سترضى يوما بأن يكون بشار الأسد جزءا من الحكومة”.

ولكن الرئيس السوري صرح في مقابلة الاثنين بأنه لا يرى سببا يحول دون ترشحه في الانتخابات الرئاسية العام المقبل.

وأضاف خلال حديثه مع قناة الميادين الفضائية اللبنانية أنه من المبكر بحث قضية ترشحه لانتخابات الرئاسة المفترض إجراؤها خلال 2014 قبل الإعلان عن موعد محدد لهذه الانتخابات.

ويتولى الأسد سدة الحكم في سوريا منذ عام 2000، عندما توفي والده الرئيس السابق حافظ الأسد الذي حكم البلاد أكثر من ثلاثة عقود.

وتشهد سوريا معارك عنيفة منذ حوالي 30 شهرا بين الحكومة والمعارضة المسلحة التي ترفض أي دور للأسد في مستقبل سوريا ضمن أي تسوية سياسية مقترحة.

BBC © 2013

مؤتمر جنيف 2: مباحثات في لندن لإقناع المعارضة السورية بالمشاركة في مؤتمر السلام

يلتقي وزراء خارجية دول عربية وغربية مع مسؤولين بالمعارضة السورية في لندن في محاولة لإقناعهم بالمشاركة في مؤتمر السلام المتوقع عقده في جنيف الشهر المقبل.

وتهدد مجموعة مهمة في تحالف المعارضة الرئيسي السوري بمقاطعة المحادثات، حيث ترى أن أي اتفاق يجب أن يتضمن ترك الرئيس السوري بشار الأسد سدة الحكم بينما تقول دمشق إن هذه القضية ليست مطروحة على طاولة المباحثات.

وقبيل اجتماع لندن، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن المعارضة السورية لن توافق أبدا على بقاء الأسد في السلطة.

وأضاف كيري عقب محادثات مع مسؤولين في الجامعة العربية في باريس: ” لا أعرف شخصا يعتقد أن المعارضة سترضى يوما بأن يكون بشار الأسد جزءا من الحكومة.”

وعلى الجانب الآخر، أكد الأسد أنه لا يرى سببا يحول دون ترشحه في الانتخابات الرئاسية العام المقبل.

وأضاف خلال مقابلة مع قناة الميادين الفضائية اللبنانية أنه من المبكر بحث قضية ترشحه لانتخابات الرئاسة المفترض إجراؤها خلال 2014 قبل الإعلان عن موعد محدد لهذه الانتخابات.

ويتولى الأسد سدة الحكم في سوريا منذ عام 2000، عندما توفي والده الرئيس السابق حافظ الأسد الذي حكم البلاد أكثر من ثلاثة عقود.

إرجاء القرار

ويوم الاثنين، قال التحالف الوطني السوري المعارض إنه أرجأ اتخاذ قرار بشأن مشاركته في مؤتمر جنيف 2 المرتقب حتى اجتماعاته في مطلع نوفمبر/تشرين الثاني.

تشهد سوريا معارك عنيفة منذ حوالي 30 شهرا بين الحكومة والمعارضة المسلحة

ويرفض المجلس الوطني السوري، أحد أبرز أعضاء التحالف، المشاركة في هذا المؤتمر.

وخلال المقابلة التلفزيونية، قال الأسد إنه لا يوجد أي موعد محدد لانعقاد مؤتمر جنيف 2، مؤكدا أنه لا توجد حتى الآن عوامل تساعد على انعقاده.

وردا على سؤال حول إمكانية عقد المؤتمر في 23-24 نوفمبر/ تشرين الثاني، قال الرئيس السوري: “رسميا لا يوجد أي موعد حتى هذه اللحظة. لا يوجد موعد ولا يوجد عوامل تساعد على انعقاده الآن إذا أردنا أن ينجح…أسئلة كثيرة مطروحة حول المؤتمر.. ما هي هيكلية المؤتمر؟”

يذكر أن المشاركين في الجولة الأول من المباحثات في يونيو/حزيران 2012 (جنيف 1) قد سعوا لإنهاء الصراع السوري من خلال اتفاق الحكومة السورية والمعارضة على حكومة انتقالية.

وتشهد سوريا معارك عنيفة منذ حوالي 30 شهرا بين الحكومة والمعارضة المسلحة التي ترفض أي دور للأسد في مستقبل سوريا ضمن أي تسوية سياسية مقترحة.

BBC © 2013

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى