أحداث الأحد 27ايار 2012
مجزرة الحولة: المراقبون يؤكدون مسؤولية النظام
دمشق، بيروت، نيويورك – «الحياة»، أ ف ب، رويترز، أ ب – طغت أخبار المجزرة، التي حمل المراقبون والمعارضة السورية عناصر تابعين للنظام المسؤولية عنها في منطقة الحولة القريبة من حمص على ما عداها أمس. وتناقلت مصادر المعارضة أرقاماً للضحايا تجاوزت التسعين بينهم 30 طفلاً على الأقل. وسقط عشرات القتلى والجرحى في مواجهات أمس.
وكانت هذه المنطقة التي تقع على بعد 40 كلم إلى الشمال الغربي من حمص شهدت تظاهرات واسعة ضد النظام أول أمس الجمعة، وردت قواته بتطويق القرى وبخاصة قرية تلدو وبدأت قصفها وإطلاق النار على الناس في الشوارع، ثم دخل عناصر من الميليشيات المؤيدة للنظام والمعروفة باسم «الشبيحة» إلى القرى واقتحموا البيوت وقتلوا من فيها بمن فيهم الأطفال، وقالت المعارضة إن أكثر النساء والأطفال تم قتلهم طعناً بالسكاكين.
وأكد رئيس بعثة المراقبين الدوليين الجنرال روبرت مود مقتل 92 شخصاً بينهم 32 طفلاً دون سن العاشرة في الحولة. وقال «هذا الصباح، ذهب المراقبون العسكريون والمدنيون إلى الحولة وأحصوا أكثر من 32 طفلاً تحت سن العاشرة وستين بالغاً مقتولين». واشار الى مسؤولية النظام السوري عن المجزرة وقال إن التدقيق الذي أجراه المراقبون كشف «استخدام مدفعية الدبابات» في قصف المدينة.
وتعتبر المجزرة الأسوأ في سورية منذ بدء تطبيق خطة كوفي أنان قبل شهر ونصف الشهر، واعترفت الأجهزة الإعلامية للنظام بوقوع مواجهات في الحولة. لكن وكالة «سانا» الرسمية ذكرت أن «مجموعات إرهابية مسلحة» هاجمت الجمعة قوات حفظ النظام والمدنيين في بلدة تلدو ما استدعى تدخل الجهات المختصة التي اشتبكت مع المجموعات الإرهابية. واتهم التلفزيون الرسمي السوري المعارضين «بتصعيد مجازرهم ضد الشعب السوري قبل أيام من زيارة كوفي أنان في مسعى لإفشال خطته».
وأكد ناشطون في الحولة على الطابع الطائفي للمواجهات التي حصلت، وقالوا إن قرى منطقة الحولة تسكنها أكثرية سنّية بينما القرى المحيطة بها إلى جنوب الحولة تسكنها أكثرية علوية، وهؤلاء هم الذين اقتحموا القرى ونفذوا أعمال القتل وفق ما نقلته مصادر المعارضة عن الناشطين في المنطقة.
ووصل وفد من المراقبين الدوليين أمس إلى منطقة الحولة لمتابعة ما جرى لكن أحد سكان المنطقة قال لوكالة «أسوشييتد برس» عبر «سكايب» إن الأهالي لا يرحبون بزيارة المراقبين. وأضاف: «عندما وصلوا طلبنا منهم المغادرة لأن أكثر المناطق التي يزورونها تتعرض بعد زيارتهم للقصف. لا نريدهم أن يقتربوا من قرانا».
وفي أول رد فعل ميداني على المجزرة أعلن «الجيش السوري الحر» أمس أنه سيوقف التزامه خطة كوفي أنان، إذا لم يتحرك مجلس الأمن بسرعة لحماية المدنيين. وجاء في البيان الذي أصدره «بعد طول انتظار وصبر وتحمل، تعلن القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل بأنه لم يعد ممكناً الالتزام بخطة كوفي أنان التي ينتهزها النظام من أجل الاستمرار بارتكاب المجازر والإبادة والتهجير وتدمير المدن والبلدات والقرى وقتل الأطفال والنساء».
وتابع أن «ما حدث ويحدث من مجازر الآن في الحولة وفي مدن وبلدات سورية أخرى وتحت أنظار المراقبين الدوليين والمجتمع الدولي دليل قاطع على وفاة خطة أنان وتأكيد أن بشار الأسد وعصابته لا يفهمون سوى لغة القوة والعنف». وطالب مجلس الأمن والمجتمع الدولي بـ «تحمل المسؤولية وإعلان فشل خطة أنان واتخاذ قرارات سريعة وحاسمة لإنقاذ سورية وشعبها وإنقاذ المنطقة برمتها بتشكيل ائتلاف عسكري دولي خارج مجلس الأمن لتوجيه ضربات جوية إلى مفاصل النظام العسكرية والأمنية».
وأوضح المتحدث باسم المجلس العسكري في مدينة حمص وريفها الرائد سامي الكردي في اتصال عبر سكايب لوكالة «فرانس برس» أن القرار الوارد في البيان جاء بالتنسيق بين المجالس العسكرية كلها في الداخل والمجلس العسكري الأعلى في الخارج. وأكد أن «لا مهلة لهذا الإنذار، وأنه سيدخل حيز التنفيذ فوراً إذا لم يحصل حل فوري».
من جهة أخرى دعا «المجلس الوطني السوري» في بيان أصدره أمس مجلس الأمن الدولي إلى «عقد اجتماع فوري» بعد «مجزرة الحولة الشنيعة» التي حصلت «في ظل وجود المراقبين الدوليين». وأشار إلى أن عائلات بكاملها قتلت «ذبحاً» على أيدي «شبيحة النظام ومرتزقته»، وأنه تم «تقييد أيدي أطفال قبل قتلهم»، ووصف المجلس الهجوم «بالهمجي». كما شدد على مسؤولية المجتمع الدولي في اتخاذ «القرارات الواجبة لحماية الشعب السوري بما في ذلك تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة».
وأعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي عن إدانته الشديدة لـ «المجزرة الفظيعة» التي ارتكبت في منطقة الحولة. وأكد ضرورة محاسبة المسؤولين عن مرتكبي هذه الجرائم والانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين السوريين التي تجاوزت كل الحدود ولا يمكن السكوت عنها. ودعا المجتمع الدولي ممثلاً في مجلس الأمن إلى تحمل مسؤوليته واتخاذ الإجراءات الفورية اللازمة لوقف هذا التصعيد في أعمال العنف والقتل الذي تقوم به العصابات المسلحة والقوات العسكرية النظامية التابعة للحكومة السورية.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمبعوث الخاص الى سورية كوفي أنان عن «تخوفهما البالغ حيال الافتقار الى حماية المدنيين في سورية». وأدان بان وأنان في بيان مشترك «بأشد العبارات قتل عشرات الرجال والنساء والأطفال وجرح مئات آخرين في قرية الحولة في حمص». وأضاف البيان أن مراقبي بعثة الأمم المتحدة «عاينوا جثث القتلى وأكدوا أن قذائف مدفعية ودبابات أطلقت على حي سكني» في القرية. وأضاف البيان أن «هذا القتل جريمة وحشية سببها استخدام القوة العشوائي وغير المتناسب وهو خرق فاضح للقانون الدولي ولإلتزامات الحكومة السورية بوقف استخدام الأسلحة الثقيلة في المراكز السكنية». وشدد على أن «المتورطين والمسؤولين عن هذه الجريمة يجب أن يخضعوا الى المحاسبة». وطلب بان وأنان من الحكومة السورية «وقف استخدام السلاح الثقيل فوراً في المراكز السكنية» وجددا التأكيد على وقف كل العنف بكل أشكاله في سورية.
وفي باريس أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس أن فرنسا تدين «المجازر» التي وقعت في الحولة و «الفظائع» التي يتحملها الشعب السوري، وذكر أنه يُجري اتصالات بهدف عقد اجتماع في باريس لمجموعة دول «أصدقاء الشعب السوري»، كما طالب المجتمع الدولي «أن يتجند أكثر لوقف قتل الشعب السوري».
وفي لندن طالب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بـ «رد دولي قوي» على مجزرة الحولة، وقال إن الحكومة البريطانية باشرت اتصالات عاجلة مع حلفائها تمهيداً لبلورة «رد دولي قوي» وستطالب باجتماع عاجل لمجلس الأمن خلال الأيام القليلة المقبلة.
كما أعرب وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله أمس عن «صدمته» للقصف على الحولة.
فقدان أثر المخطوفين اللبنانيين في سورية وتركيا تنفي وجودهم على أراضيها
بيروت – «الحياة»
سادت البلبلة قضية تحرير المخطوفين اللبنانيين الـ11 الذين كانوا احتجزوا الثلثاء الماضي على الأراضي السورية فيما كانوا في طريق العودة من زيارة الأماكن المقدسة في إيران، بعدما كان أهاليهم تفاءلوا بعودتهم ليل أول من أمس، إثر تبلّغ رئيس الحكومة السابق سعد الحريري من وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بعد ظهر الجمعة أنهم أصبحوا على الأراضي التركية، وهو الأمر الذي أبلغه أوغلو أيضاً الى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عدنان منصور وفق ما أعلنه كل منهما في تصريحات رسمية.
وانتشرت أنباء بدأت تتردد قبيل منتصف ليل الجمعة – السبت وأكدها غير مصدر لبناني وتركي نهار أمس عن أن المخطوفين ليسوا في الأراضي التركية، وغلب الإحباط على أهاليهم الذين كانوا أمضوا الليل في مطار رفيق الحريري الدولي ينتظرون طائرة الرئيس سعد الحريري التي أرسلها الى مدينة أضنة لتقلهم، هذا فضلاً عن أن رؤساء الجمهورية والبرلمان والحكومة كانوا أرسلوا ممثلين عنهم لاستقبالهم في صالون الشرف الذي غص بالنواب والسياسيين من دون نتيجة.
وإذ طرح تأكيد الأنباء عن أنهم ما زالوا خارج الأراضي التركية، تساؤلات عن ظروف وملابسات إبلاغ الوزير داود أوغلو المسؤولين اللبنانيين أنهم باتوا في تركيا وما هو الخطأ الذي حصل في هذا المجال، فإن قلق أهالي المخطوفين ازداد طوال أمس، مع تضارب الأنباء وتعدد الإشاعات من كل حدب وصوب. وظهر كثر منهم على شاشات التلفزة يطالبون بطمأنتهم. وصدر بيان عن عائلات المخطوفين حملوا فيه الدولة التركية «كامل المسؤولية عن إعادتهم الى لبنان سالمين»، فيما تكاثرت التصريحات والتسريبات التي تؤكد أنهم سالمون.
وأجّل الرئيس ميقاتي زيارته التي كانت مقررة أمس الى تركيا للقاء نظيره رجب طيب أردوغان بعد تشاوره مع رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والبرلمان نبيه بري، وقال في بيان إن السبب تأجيل ما وصفه «افتراض الإفراج» عن المخطوفين. وفيما زاد هذا التأجيل الإحباط عند الأهالي فإن البيان جاء ملتبساً إذ تحدث عن أن «كل المعلومات تؤكد استمرار الاتصالات والمساعي لإطلاق سراحهم، وبعد التأكد من سلامتهم». ورداً على استفسارات «الحياة» عن المقصود بالعبارة الأخيرة، قالت مصادر حكومية إن اتصالات ميقاتي أمس أفضت الى «تأكيد أنهم سالمون وأن ليس لدى السلطات التركية ما يجزم بأن المخطوفين عبروا الى الأراضي التركية». وذكرت أن ميقاتي قرر تأجيل زيارته خلال اتصالين أجراهما مع كل من أردوغان وأوغلو لأنه إذا قام بزيارة تركيا حيث سيمضي يومين ولم يُفرج عن المخطوفين، فإن هذا الأمر سينعكس سلباً على العلاقة مع الدولة التركية وسيتسبب بمشكلة معها، ولن يكون لديه شيء يقوله للأهالي. وأوضحت المصادر أن المسؤولين الأتراك وافقوا ميقاتي في وجهة نظره وأكدوا ترحيبهم به متى يشاء. وأعلن مصدر ديبلوماسي تركي أن المخطوفين ليسوا على الأراضي التركية وأن التباساً حصل في شأنهم (أ ف ب)، وتحدث بعض التسريبات عن أنه أثناء الإفراج عنهم وإدخالهم الأراضي التركية حصل شيء ما لم يعرف ما هو، ما أعاد الأمر الى نقطة الصفر. لكن لم يؤكد أي مصدر موثوق ذلك.
واتفق أهالي المخطوفين على وضع متابعة القضية في عهدة قيادتي «حزب الله» وحركة «أمل» بعدما طرح البعض القيام بخطوات احتجاجية على الأرض. وأكد النائب عن «حزب الله» علي عمار أن القيادات الأمنية تتحمل مسؤولية القضية على أعلى المستويات. وسئل عما تردّد عن انتشار أمني لـ «حزب الله» عند مداخل الضاحية الجنوبية فقال: «هناك تنسيق بين «أمل» و «حزب الله» لنشر لجان انضباط على مداخل الضاحية.
من جهة ثانية، اجتمع الرئيس سليمان أمس الى رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط الذي أعلن موافقته على حضور جلسات الحوار التي سيدعو إليها رئيس الجمهورية.
الجيش السوري الحر: فلتذهب خطة انان الى الجحيم
بيروت – ا ف ب – اعلن الجيش السوري الحر انه سيوقف التزامه بخطة الموفد الدولي الخاص الى سورية كوفي انان، اذا لم يتحرك مجلس الامن بسرعة لحماية المدنيين، وذلك غداة مقتل تسعين شخصاً في مدينة الحولة في وسط البلاد في قصف شنته قوات النظام.
وجاء في بيان للقيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل “نعلن انه اذا لم يتخذ مجلس الأمن الدولي اجراءات سريعة وعاجلة وطارئة لحماية المدنيين فلتذهب خطة انان الى الجحيم”.
أين اختفى المخطوفون بعد الخبر السعيد؟
عبروا إلى تركيا و”طارئ” أضاع آثارهم
نادراً ما شهد لبنان انقلاباً في مشهد سياسي وأمني وشعبي على الصورة التي ارتسمت بتناقضاتها الحادة ما بين ظهر الجمعة وفجر اليوم، بفعل هذا اللغز الغامض الذي حمله “اختفاء” المخطوفين اللبنانيين الـ11 في طريق عبورهم من الاراضي السورية الى الاراضي التركية. ومع ان العالم بأسره اهتز لهول مجزرة حولة السورية، فإن حبس الأنفاس في لبنان حيال السر الغامض الذي اكتنف مصير المخطوفين “نأى بلبنان” فعلاً حتى عن ترددات هذه المجزرة لفرط ما أشاعته المعلومات المتناقضة من اثارة لموجة قلق واسعة بلغت حدود المخاوف من تعرض الموقوفين لمكروه.
وإذا كانت المعلومات والتصريحات المنسوبة الى مسؤولين أتراك زادت منسوب الغموض والقلق، خصوصاً ان أنقره كانت المصدر الحصري والاساسي لابلاغ الرئيس سعد الحريري أولاً وكذلك رئيس الوزراء نجيب ميقاتي بالخبر السار في اطلاق المخطوفين ونجاح المفاوضات (التي لا يعرف أحد بعد من تولاها) بدليل استنفار الرئيس الحريري طائرته الخاصة لنقلهم الى لبنان، فإن أحداً من المسؤولين اللبنانيين أو القوى السياسية والحزبية المعنية لم يكن حتى ليل أمس على أي معرفة حاسمة بتفاصيل هذا اللغز المحير.
غير أن مصادر وثيقة الصلة بقضية المخطوفين اللبنانيين كشفت لـ”النهار” ان هؤلاء موجودون فعلاً في الاراضي التركية وقد عبروا اليها من الاراضي السورية. لكن أمراً حصل ولا يزال مجهولاً، كما اضافت المصادر، أدى الى ضياع آثار المخطوفين بعد عبورهم الحدود التركية مع سوريا، مؤكدة ان الجهود تنصب على حل هذا اللغز. وأوضحت انه في لحظة عبور المخطوفين الحدود الى داخل تركيا بادر وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الى الاتصال بالرئيس الحريري الذي تولى تحريك طائرته في اتجاه تركيا لنقل المخطوفين الى لبنان، فيما بادر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الى الاتصال بنظيره اللبناني نجيب ميقاتي لابلاغه بالنبأ نفسه.
وفيما لا تزال طائرة الحريري في تركيا لاتمام مهمتها بنقل المخطوفين، استمر الحريري في الاتصالات مع الجانب التركي لحسم الغموض واعلان النبأ السعيد باطلاق المخطوفين.
وانعكس الامر الطارئ الذي غلّف مصير المخطوفين بالغموض، على مجمل التحركات التي كانت مقررة في هذا الشأن، ذلك ان الرئيس ميقاتي عدل فجأة عن زيارة اسطنبول امس واعلن تأجيل الزيارة بعد مشاورات اجراها مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري واتصالات بالمسؤولين الاتراك، مشيراً الى ان “كل المعلومات تؤكد استمرار الاتصالات والمساعي لاطلاق اللبنانيين بعد التأكد من سلامتهم”.
لكن مصدراً ديبلوماسياً تركياً ابلغ “وكالة الصحافة الفرنسية” ان الزوار الشيعة اللبنانيين الذين خطفوا في سوريا في 22 ايار وأعلنت السلطات اللبنانية الجمعة الافراج عنهم ليسوا في تركيا. واضاف ان “هؤلاء الاشخاص ليسوا على الاراضي التركية. اعتقد ان التباساً حصل” في شأنهم. وشكل هذا التصريح معطيات مناقضة لتصريحات سابقة نسبت الى مسؤولين اتراك اكدوا ان المخطوفين بخير واصبحوا في تركيا.
وفي الوقائع التي تجمعت لـ”النهار” ان الرئيس بري كان اول من تبلغ من الرئيس الحريري بعد ظهر الجمعة خبر تلقي الاخير معلومات من الجانب التركي عن اطلاق المخطوفين وقرب وصولهم الى الاراضي التركية، موضحاً له انه سينقلهم الى لبنان بطائرته. فأشاد بري بالحريري وسارع الى ابلاغ الرئيسين سليمان وميقاتي وقيادة “حزب الله” قبل وقت قصير من إلقاء الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله كلمته في احتفال بنت جبيل.
ورافق هذه الاتصالات انقلاب حقيقي في المشهد الشعبي تمثل في فورة احتفالية في الضاحية الجنوبية، وواكبتها تصريحات لقادة “حزب الله” شكرت الحريري على مسعاه. ولكن الاجواء سرعان ما انقلبت مساء مع تأخر وصول المخطوفين، وحصل اتصال جديد بين بري والحريري حمل الرقم 7 بينهما وجرى الحديث عن اجراءات لوجستية أخرت عملية وصول المخطوفين، ولكن قبيل منتصف ليل الجمعة – السبت بدا واضحاً ان فرص عودة المخطوفين في الليلة نفسها قد انعدمت لتبدأ موجة شائعات واسعة اقترنت بعودة اجواء القلق طوال يوم امس. ومع تردد شائعات عن احتمال تعرض المخطوفين داخل الاراضي السورية لمكروه محتمل، وجّه “حزب الله” وحركة “امل” دعوات الى الاهالي لضبط النفس وعدم الانجرار وراء الشائعات فيما لوحظ انتشار لـ”لجان الانضباط المشتركة” بين الجانبين في الضاحية.
الحريري والاحتواء
وقالت مصادر بارزة في كتلة “المستقبل” لـ”النهار” ان الاولوية المطلقة لدى الرئيس الحريري هي عودة المخطوفين سالمين الى اهلهم وتخطي خطر المشاعر المذهبية. ولفتت الى انه على المستوى الانساني والوطني يعتبر الحريري ان المخطوفين مواطنون لبنانيون يجب التضامن معهم ولا ذنب لهم في ما حدث لهم ويجب الا يستعملهم احد وسيلة سياسية.
أما على المستوى السياسي فهناك خطورة في تحويل قضيتهم الى مواجهة مذهبية لن تجد مكاناً لها في سوريا، بل يسعى المعارضون الى نقلها الى لبنان. ولم يكن الحريري في يوم مؤيداً للثوار السوريين على اساس انهم من أهل السنة، أو انه ضد الرئيس السوري بشار الاسد لأنه علوي، أو انه مختلف مع السيد حسن نصر الله لأنه شيعي. وعليه فإن الخاطفين الذين ارادوا ولأسباب خاصة تتعلق بالحصول على فدية او ممارسة ابتزاز فإن المهم عدم استخدام قضية المخطوفين في الاتجاه المذهبي وكل عمل الحريري الاساسي كان ولا يزال ان يعود المخطوفون سالمين الى لبنان.
مطالب؟
وأفاد ناطق باسم “حزب السوريين الاحرار” مساء امس ان بعض التطورات أجّلت تسليم المخطوفين، وأن الموضوع قيد المعالجة، موضحاً ان المخطوفين بخير وبصحة جيدة ولا وقت محدداً لإطلاقهم، عازياً التأخير في اطلاقهم الى “التطورات في سوريا وبعض التصريحات”، وملمحاً الى السيد نصر الله. وقال ان “مساء غد (اليوم) قد تكون هناك بوادر خير في شأن الافراج عنهم”.
وتحدثت مصادر معنية في بيروت عن ان الخاطفين رفعوا سقف مطالبهم مقابل تحريرهم فيما كانوا في طريقهم الى تركيا، وان قيادات غير محلية تواصلت مع الاتراك على مستويات رفيعة، وان المعطيات المتوافرة تستبعد ما أشيع عن اشتباكات دارت بين الجهة الخاطفة والجيش السوري النظامي قرب الحدود السورية – التركية.
ومن المتوقع ان يحضر موضوع المخطوفين في مناقشات جلسة مجلس الوزراء أياً تكن التطورات المتصلة به، علماً ان المجلس سيعقد جلستين الاسبوع المقبل، الأولى عصر الثلثاء للبحث في جدول اعمال مؤجل من الجلسة السابقة، والثانية صباح الاربعاء في قصر بعبدا للشروع في مناقشة مشروع الموازنة للسنة الجارية.
مأساة إنسانية مروّعة في حولة السورية تثير موجة من التنديد
92 قتيـلاً بينـهم 32 ولداً حوّلتهم المدفعية الثقيلة إلى أشلاء
شهدت بلدة حولة السورية مأساة انسانية مروعة هي الاعنف والاكثر دموية منذ اندلاع الانتفاضة في هذا البلد، اذ اكد المراقبون الدوليون وناشطون مقتل اكثر من 92 شخصا بينهم 32 ولدا في قصف مدفعي ثقيل استهدف البلدة ليل الجمعة، وابيدت عائلات بكاملها. واظهرت شرائط الفيديو التي بثت على “يوتيوب” والمواقع الالكترونية وكذلك على التلفزيون السوري جثثا غطتها الدماء لأولاد تهشمت جماجم بعضهم.
وندد رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الميجر جنرال روبرت مود بـ”المأساة الوحشية”، محذرا من يستخدمون العنف بأنهم “قد يقودون البلاد الى حرب اهلية”. واكد ان التدقيق الذي اجراه المراقبون كشف “استخدام مدفعية الدبابات” في قصف البلدة. وقال ان المراقبين الذين ذهبوا الى حولة صباح امس تمكنوا من احصاء “اكثر من 32 ولدا تحت سن العاشرة الى جانب عدد من الجثامين التي تعود الى نساء ورجال يقدر عددها بنحو ستين مقتولين”. واضاف ان مقتل 32 ولدا “يمثلون مستقبل سوريا شيء مؤسف جدا” و”غير مقبول”. واشار الى ان الظروف التي ادت الى هذه المأساة “لا تزال غير واضحة”، مضيفا: “كائنا من كان الذي بدأ، وكائنا من كان الذي رد، وكائنا من كان الذي قام بهذا العمل العنفي المشين، فهو يتحمل المسؤولية”.
ودعا الحكومة السورية الى “وقف استخدام الاسلحة الثقيلة” وكل الاطراف الى “وقف العنف بكل اشكاله”، وقال: “هذا ما نحتاج اليه لدفع الوضع نحو الحل السياسي”. وحذر من ان “الذين يستخدمون العنف لاجنداتهم الخاصة سيتسببون بمزيد من عدم الاستقرار وبمزيد من الاحداث غير المتوقعة وقد يقودون البلاد الى حرب اهلية”.
وكان المرصد السوري لحقوق الانسان افاد عن مقتل اكثر من تسعين شخصا في قصف بدأته القوات النظامية الجمعة واستمر حتى ساعة متقدمة بعد منتصف الليل على حولة.
واوردت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” ان “مجموعات ارهابية مسلحة هاجمت الجمعة قوات حفظ النظام والمدنيين في بلدة تلدو على طرف حولة، مما استدعى تدخل الجهات المختصة التي اشتبكت مع المجموعات الارهابية، وادى الاشتباك الى مقتل واصابة عدد من الارهابيين وعناصر الجهات المختصة”. كما اشارت الى ان “المجموعات الارهابية احرقت بعض منازل المواطنين وفجرت بعضها الاخر”.
ودعا “المجلس الوطني السوري” المعارض مجلس الامن الى “عقد اجتماع فوري” بعد “مجزرة حولة الشنيعة” واتخاذ “القرارات الواجبة لحماية الشعب السوري بما في ذلك تحت الفصل السابع (من ميثاق الامم المتحدة)، والتي تتيح حماية المواطنين السوريين من جرائم النظام باستخدام القوة”.
وأعلن “الجيش السوري الحر” انه سيوقف التزامه خطة المبعوث الدولي الخاص الى سوريا كوفي انان، اذا لم يتحرك مجلس الامن بسرعة لحماية المدنيين.
وتوالت ردود الفعل الدولية الغاضبة على المجزرة، ودعت وزارة الخارجية البريطانية الى اجتماع عاجل لمجلس الامن خلال الايام القليلة المقبلة.
واعتبر الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون وانان ان مجزرة حولة تشكل انتهاكا “صارخا ورهيبا” للقانون الدولي.
وفي غضون ذلك، استمرت المواجهات، وقتل 18 شخصا بينهم خمسة عناصر من القوات النظامية في اشتباكات وعمليات اطلاق نار وقصف في مناطق متعددة من سوريا. واطلقت القوى الامنية النار على عدد من التظاهرات.
كلينتون
وأبدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، قلق الولايات المتحدة لأن التطورات في سوريا بدأت تساهم بزعزعة الاستقرار في لبنان.
وقالت في بيان إن “الولايات المتحدة تشعر بالقلق لأن التطورات في سوريا بدأت تساهم بزعزعة الاستقرار في لبنان. ونحن نشجع جميع الأطراف على ممارسة ضبط النفس وإظهار الاحترام لأمن لبنان واستقراره، بما ينسجم مع قراري مجلس الأمن 1559 و1701”. وطالبت “النظام السوري بوقف العنف ضد شعبه وبالتنفيذ الكامل لخطة كوفي أنان”، و”بضرورة العمل على تحقيق عملية الانتقال السلمي والديموقراطي الآن”. وأكدت التزام الولايات المتحدة لبنان “موحّداً ومستقراً ومستقلاً ويتمتع بالسيادة”.
الكويت تسعى الى عقد اجتماع طارئ للوزاري العربي بعد مجزرة الحولة
أ. ف. ب
أعلنت الكويت أنها تجري اتصالات مع باقي الدول العربية لعقد اجتماع طارئ للمجلس الوزاري للجامعة العربية بعد مجزرة الحولة، فيما يتوجه كوفي أنان إلى سوريا بداية الأسبوع المقبل.
نيويورك: أعلنت الكويت أنها تجري اتصالات مع باقي الدول العربية لعقد اجتماع طارئ للمجلس الوزاري للجامعة العربية بعد المجزرة التي شهدتها بلدة الحولة السورية وراح ضحيتها العشرات، بحسب ما افادت وكالة الانباء الكويتية الرسمية الاحد.
ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية قوله إن الكويت بصفتها تترأس الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية “بصدد الاتصال بالاشقاء (العرب) لعقد اجتماع طارئ على المستوى الوزاري لتدارس الوضع واتخاذ الخطوات الكفيلة بوضع حد للممارسات القمعية بحق الشعب السوري”.
واعرب المسؤول عن “ادانة واستنكار” الكويت “للجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات النظام السوري في بلدة الحولة”. كما افاد أن الكويت باشرت اتصالاتها لحث المجتمع الدولي على “الاضطلاع بمسؤولياته”.
وكانت الامارات العربية المتحدة طالبت السبت بعقد اجتماع عاجل لجامعة الدول العربية لمناقشة المجزرة التي أودت بعشرات المدنيين في الحولة واثارت تنديدًا دوليًا عارمًا.
واعتبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ومبعوث المنظمة الدولية لسوريا كوفي أنان السبت أن مجزرة الحولة التي اتهم معارضون سوريون النظام بارتكابها وقال المراقبون الدوليون إنها اسفرت عن 92 قتيلاً، تشكل انتهاكًا “صارخًا ورهيبًا” للقانون الدولي.
واعتبر بان وانان أن “هذه الجريمة الصارخة والرهيبة التي استخدمت فيها القوة في شكل أعمى وغير متكافىء تشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والتزامات الحكومة السورية بوقف استخدامها السلاح الثقيل في المدن و(بوقف) العنف مهما كان”. وشددا على أن “منفذي هذه الجرائم ينبغي محاسبتهم”.
إلى ذلك، قادت الأمم المتحدة الدعوات إلى القيام بتحرك عاجل في سوريا بعد مجرزة قتل فيها 92 شخصًا ثلثهم من الأطفال على الأقل واتهم معارضون السلطات بارتكابها. وذكرت بعثة الأمم المتحدة أنه تم احصاء 92 جثة بينهم 32 طفلاً تقل أعمارهم عن عشر سنوات في مدينة الحولة وسط سوريا، على أثر معلومات عن قصف مدفعي قام به الجيش السوري. وأكد بان وأنان أن المراقبين “شاهدوا الجثث وبعد فحصها. تبين لهم أن قذائف اطلقت على مناطق سكنية”.
وكان رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا روبرت مود دان في وقت سابق المجزرة معتبرًا أنها “مأساة وحشية” وحذّر الذين يستخدمون العنف بأنهم “قد يقودون البلاد إلى حرب اهلية”. وحذّر مود “الذين يستخدمون العنف لاجنداتهم الخاصة بانهم سيتسببون بالمزيد من عدم الاستقرار وبالمزيد من الاحداث غير المتوقعة وقد يقودون البلاد إلى حرب اهلية”.
وقال نيسيركي إن أنان “يجري اتصالات بالسلطات السورية ليشرح لها بأشد العبارات وضوحًا مطالب المجتمع الدولي، وسيقوم بالامر نفسه خلال زيارته المقبلة الى سوريا”.
من جهته، اعلن المجلس الوطني السوري المعارض أن أنان اتصل السبت برئيس المجلس المستقيل برهان غليون منددًا بـ”الجريمة النكراء” في مدينة الحولة السورية ومؤكدًا أنه “سيطرح الموضوع بشكل قوي” امام الرئيس الاسد.
وكان المجلس الوطني السوري دعا في بيان مجلس الامن إلى “عقد اجتماع فوري” بعد المجزرة واتخاذ “القرارات الواجبة لحماية الشعب السوري بما في ذلك تحت الفصل السابع (من ميثاق الأمم المتحدة) والتي تتيح حماية المواطنين السوريين من جرائم النظام باستخدام القوة”.
وسيتوجه أنان بداية الاسبوع المقبل إلى سوريا بينما سيناقش مجلس الامن الوضع في سوريا الاربعاء. من جهتها، دانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون المجزرة “بأشد العبارات الممكنة”.
وقالت كلينتون وأكدت أن واشنطن تعمل مع حلفائها الدوليين لزيادة الضغط على الرئيس بشار الاسد و”اعوانه” بعد المعلومات بشأن مجزرة الحولة، مؤكدة أن “حكم القتل والخوف يجب أن ينتهي”. وتابعت “اننا نتضامن مع الشعب السوري والمتظاهرين المسالمين في المدن على امتداد سوريا الذين نزلوا إلى الشوارع للتنديد بمجزرة الحولة”.
وفي لندن، دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إلى “رد دولي قوي” بعد هذه المجزرة واعرب عن نيته المطالبة باجتماع عاجل لمجلس الامن “خلال الايام القليلة المقبلة”. وقال هيغ إن “اولويتنا في مواجهة هذه الجريمة الرهيبة هي تحديد الوقائع والتحرك سريعًا للتأكد من كشف هوية المسؤولين (عنها) ومحاسبتهم”.
واضاف: “باشرنا مشاورات عاجلة مع حلفائنا تمهيدًا لبلورة رد دولي قوي شملت مجلس الامن الدولي والاتحاد الاوروبي والمنظمات المكلفة حقوق الانسان داخل الأمم المتحدة (…) وسنطالب باجتماع عاجل لمجلس الامن خلال الايام القليلة المقبلة”.
من جانبها، دانت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون “هول المعلومات التي تتحدث عن مجزرة وحشية ارتكبتها القوات المسلحة السورية في مدينة الحولة”. وقالت اشتون: “أدين بأشد العبارات هذا العمل الشائن الذي ارتكبه النظام السوري ضد مدنييه على الرغم من وقف اطلاق النار الذي تمت الموافقة عليه وبحضور مراقبي الأمم المتحدة”.
وبعدما أكدت أن “الاتحاد الاوروبي يدعم بالكامل جهود أنان وفريقه للدفع باتجاه عملية سياسية”، داعية “الحكومة (السورية) إلى التنفيذ الكامل لخطة النقاط الست” التي قدمها أنان. وأوضحت أنها ستجري محادثات الاحد مع أنان لتنقل له دعم الاتحاد الاوروبي الكامل لجهوده.
وقالت اشتون إنه “على المجتمع الدولي مواصلة التكلم بصوت واحد لطلب انهاء حمام الدم والمطالبة بتنحي بشار الاسد والسماح بانتقال ديموقراطي” للسلطة.
وفي باريس، دان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس “المجازر” التي وقعت في الحولة في سوريا و”الفظائع” التي يتحملها الشعب السوري ودعا المجتمع الدولي إلى المزيد من التعبئة. وقال فابيوس “أجري فورًا اتصالات بهدف عقد اجتماع في باريس لمجموعة دول اصدقاء الشعب السوري”، مدينًا “الانجراف الدامي” للنظام السوري نحو العنف.
واضاف أن “نظام دمشق ارتكب لتوه مجازر جديدة وأدين الفظاعات التي يمارسها يوميًا بشار الاسد ونظامه على شعبه”. وتابع فابيوس: “بهذه الجرائم الجديدة يدفع النظام القاتل سوريا إلى المزيد من الفظاعة ويهدد الاستقرار الاقليمي”.
وفي برلين، قال وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي إن المجزرة “صدمته وروعته”. وأكد الوزير الالماني في بيان له إنه “من المروع أن النظام السوري لا يوقف العنف الوحشي ضد شعبه”، مؤكدًا أن “المسؤول عن هذه الجرائم يجب أن يحاسب”.
المجلس الوطني يُقدم رؤيته لإعادة بناء وإصلاح الاقتصاد السوري
ملهم الحمصي
مع تزايد الأزمات المعيشية وتصاعد حدتها على المواطن السوري، وتذرع النظام بالعقوبات الأوروربية والأميركية على اقتصاده الهش والمتآكل أصلاً، باتت المعارضة السورية مشغولة ببحث أبعاد الانهيار المفاجئ للنظام والسقوط السريع لاقتصاد البلاد معه.
دمشق: المجلس الوطني السوري أكبر أجنحة المعارضة، قدم المكتب الاقتصادي فيه رؤيته الأولية لإعادة بناء الاقتصاد السوري بعد سقوط نظام الأسد، مؤكداً أن السوريين هم من سيُعيد إعمار بلادهم بمساعدة الدول الصديقة.
وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة قد استضافت يوم الخميس 24 أيار/مايو 2012 اجتماعاً لكبار مسؤولي مجموعة أصدقاء الشعب السوري، وبحضور ممثلين من المجلس الوطني السوري. وحضره ممثلون عن أكثر من 54 دولة، وأكثر من 10 منظمات معنية بالشأن الاقتصادي والدولي، وبالتعاون مع مؤسسة ترويج العالمية لوسائل الإعلام.
تناول الاجتماع أربع ورقات عمل قدمتها كل من المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وألمانيا ودولة الإمارات حول الرؤية الاقتصادية لسورية الجديدة، إضافة إلى الرؤية الاقتصادية للمجلس الوطني السوري. وأقرَّ خطط عملٍ مبدئية تضمنت اتخاذ إجراءات فورية قصيرة المدى في “مرحلة ما بعد الأزمة” قدَّمها ممثل المملكة المتحدة، والتنسيق بين المانحين وقدمتها المفوضية الأوروبية، ورسم السياسات الاقتصادية وقدمها ممثل ألمانيا، ودعم دور رجال الأعمال وقدمها ممثل دولة الإمارات.
وفي بيان تلقت “إيلاف” نسخة منه، قدم مدير المكتب الاقتصادي في المجلس الوطني السوري د.أسامة القاضي، رؤية المجلس الاقتصادية لسورية الجديدة، وقوامها اقتصاد يعمل على خدمة ومصلحة كل السوريين، وتحرير الاقتصاد السوري من قبضة النظام ومن سرقات وقرصنة أتباع النظام والموالين له ومن الاحتكار وإهدار وسرقة المال العام، من خلال حكومة ديمقراطية جديدة منتخبة تمتلك الإرادة السياسية وتشجع اقتصاد السوق الحر.
“ومن أهم النقاط في هذه الرؤية:
1- استئناف سير النشاط الاقتصادي من خلال: التركيز على استمرار وحماية الخدمات العامة المهمة، والحساسة مثل المياه النظيفة، الكهرباء، والمرافق العامة كوسائل المواصلات، والتعليم، والصحة. وحماية المُنشآت، والمرافق العامة، والخاصة لاسيما في المرحلة التي تَلي سقوط النظام مباشرة. وإعادة بناء المدن السورية التي دمّرها النظام خلال حربه على الشعب السوري. محاربة التضخم، ودعم استقرار العملة السورية.
2- صون عمل وفعالية الخدمات والمنشآت العامة من خلال: الاستمرار في دفع الرواتب للموظفين في القطاع العام من خلال دعم الميزانية من المانحين الدوليين، واستئناف الصادرات، وزيادة الدخل العام عن طريق تحصيل الضرائب. وتحسين كفاءة العاملين في القطاع العام، والحفاظ على الخبراء المؤهلين في كل القطاعات الإدارية.
3- تأسيس دولة القانون وتشجيع الحكم الصالح الرشيد من خلال: تعزيز مبادئ الشفافية، والمحاسبة، ومحاربة الواسطة، والمحسوبية، والفساد. وضمان استعادة الممتلكات، والأموال المنهوبة من قبل النظام السابق للدولة السورية. وضمان حق كل مواطن سوري في المحاكمة العادلة أمام قضاء عادل ونزيه، مع ضمان التطبيق العادل والناجز للأحكام القضائية. وتطوير نظام ضريبي يقوم بتحصيل، وإعادة توزيع العائدات تماشياً مع الأهداف الوطنية. وتشجيع اللامركزية، والتنمية الاقتصادية المحلية للبلديات على مستوى كافة المدن السورية.
4- ضمان إعادة وصول الموارد، والبضائع والخدمات السورية للأسواق العالمية، من خلال: العمل مع شركائنا الدوليين لضمان رفع العقوبات الاقتصادية فور سقوط النظام الحالي. وتعزيز وتفعيل العلاقات التجارية مع دول الجوار، ومع الشركاء التجاريين ذات المكانة في الاقتصاد والسوق العالمي.
5- تقوية ودعم القطاع الخاص من خلال: تطبيق سياسات التنافسية، وإجراءات الشفافية. وإصلاح القطاع المالي لتهيئة البيئة الاستثمارية، ليبدأ رجال الأعمال السوريين أعمالهم أو يبدأوا بتوسيعها. وتركيز الاهتمام على احتياجات، ودعم المشروعات الصغيرة، والمتوسطة. وضمان المسؤولية الحكومية، والاجتماعية لإعادة بناء القطاعات المملوكة للدولة. وخلق مناخ استثماري لتشجيع الاستثمارات المحلية، والخارجية. وتشجيع الجاليات السورية في الخارج للمساهمة في إعادة بناء الاقتصاد السوري.
6- تشجيع المساواة والعدالة الاجتماعية من خلال: تمكين المرأة السورية، وتعزيز مشاركتها في كافة القطاعات السورية، بما فيها قطاع الأعمال. وإلغاء كافة الممارسات التميزية على سيبل المثال تهميش الأكراد في منطقة الجزيرة. وصياغة سياسات وبرامج فاعلة لسوق العمل، وضمان توفير نظام كفء للضمان الاجتماعي. وضمان حرية التجمع لاستقطاب، وتشكيل مؤسسات المجتمع المدني”.
عضو المجلس الوطني السوري فرح الأتاسي أكدت أنَّ الهدف هو “جذب القاعدة الصامتة في سورية التي لم تنضم بشكل كامل وواضح، نريدهم أن يُديروا ظهرهم للنظام، ونحاول جذب هذه القطاعات بخطة واضحة لنقول لهم أنتم جزء من بناء هذا الوطن”. وأنها “فكرة مدعومة من حكومة الإمارات لإعادة تنمية وتطوير الاقتصاد السوري والتركيز على مؤسسات الدولة ليكون هناك خطة طريق على نمط خطة مارشال لأي حكومة قد تأتي”.
صدمة وإدانات دولية واسعة لمجزرة الحولة في سوريا
أ. ف. ب
دان رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا روبرت مود السبت “المأساة الوحشية” في مدينة الحولة في محافظة حمص التي اودت بحياة 92 شخصا بينهم 32 طفلا، محذرا من يستخدمون العنف بانهم “قد يقودون البلاد الى حرب اهلية”.
دمشق: قال رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا روبرت مود امام الصحافيين ان المراقبين “يدينون باشد العبارات المأساة الوحشية” في الحولة الواقعة على بعد 25 كيلومترا شمال غرب مدينة حمص، مؤكدا ان التدقيق الذي اجراه المراقبون كشف “استخدام مدفعية الدبابات” في قصف المدينة.
واكد ان المراقبين الذين ذهبوا الى الحولة صباح السبت تمكنوا من احصاء “اكثر من 32 طفلا تحت سن العاشرة الى جانب عدد من الجثامين التي تعود الى نساء ورجال يقدر عددها بنحو ستين مقتولين”.
واضاف مود ان مقتل 32 طفلا “يمثلون مستقبل سوريا شيء مؤسف جدا” و”غير مقبول”.
واشار الى ان الظروف التي ادت الى هذه المأساة “ما تزال غير واضحة”، مضيفا “كائنا من كان الذي بدأ، وكائنا من كان الذي رد، وكائنا من كان الذي قام بهذا العمل العنفي المشين، فهو يتحمل المسؤولية”.
ودعا رئيس بعثة المراقبين الدوليين الحكومة السورية الى “وقف استخدام الاسلحة الثقيلة وكل الاطراف الى وقف العنف بكل اشكاله”، مضيفا “هذا ما نحتاج اليه لدفع الوضع نحو الحل السياسي”.
وحذر مود من ان “الذين يستخدمون العنف لاجنداتهم الخاصة سيتسببون بمزيد من عدم الاستقرار وبمزيد من الاحداث غير المتوقعة وقد يقودون البلاد الى حرب اهلية”.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الانسان مساء السبت ان حصيلة ضحايا المجزرة في مدينة الحولة السورية ارتفعت الى 114 قتيلا بينهم 32 طفلا بعدما تم تسليم المزيد من جثامين الضحايا.
وقال المرصد في بيان “ارتفع الى 114 عدد الشهداء الذين سقطوا منذ يوم الجمعة في منطقة الحولة بمحافظة حمص بينهم 32 طفلا بعدما تم تسليم المزيد من جثامين الشهداء والعثور على جثامين اخرى السبت”.
واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع فرانس برس ان “هذه الجثامين الاضافية تم تسليمها في وجود المراقبين الدوليين الذين زاروا الحولة اليوم”، لكنه اوضح ان “عملية التسليم تمت بعد التصريحات التي ادلى بها رئيس بعثة المراقبين وتحدث فيها عن مقتل 92 مدنيا”.
وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) من جهتها ان “مجموعات ارهابية مسلحة هاجمت الجمعة قوات حفظ النظام والمدنيين في بلدة تلدو على طرف الحولة، ما استدعى تدخل الجهات المختصة التي اشتبكت مع المجموعات الارهابية، واسفر الاشتباك اسفر عن مقتل واصابة عدد من الارهابيين وعناصر الجهات المختصة”.
مجرة الاسد في الحولة السورية خلفت صدمة وانتقادات دولية
كما اشارت الى ان “المجموعات الارهابية احرقت بعض منازل المواطنين وفجرت بعضها الاخر”.
ودعا المجلس الوطني السوري المعارض في بيان اصدره فجر السبت مجلس الامن الدولي الى “عقد اجتماع فوري” بعد “مجزرة الحولة الشنيعة” واتخاذ “القرارات الواجبة لحماية الشعب السوري بما في ذلك تحت الفصل السابع (من ميثاق الامم المتحدة)، والتي تتيح حماية المواطنين السوريين من جرائم النظام باستخدام القوة”.
إلى ذلك، اعلن الجيش السوري الحر السبت انه سيوقف التزامه بخطة الموفد الدولي الخاص الى سوريا كوفي انان، اذا لم يتحرك مجلس الامن بسرعة لحماية المدنيين، وذلك غداة مقتل اكثر من تسعين شخصا في مدينة الحولة في وسط البلاد في قصف من قوات النظام.
وجاء في بيان للقيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل “نعلن انه اذا لم يتخذ مجلس الأمن الدولي اجراءات سريعة وعاجلة وطارئة لحماية المدنيين فلتذهب خطة انان الى الجحيم”.
واضاف البيان “بعد طول انتظار وصبر وتحمل، تعلن القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل بأنه لم يعد ممكنا الالتزام بخطة كوفي انان التي ينتهزها النظام من أجل الاستمرار بارتكاب المجازر والابادة والتهجير وتدمير المدن والبلدات والقرى وقتل الاطفال والنساء”.
وتابع “لا مبادرات ولا فرص ولا حلول سياسية بعد اليوم”، مضيفا ان “ما حدث ويحدث من مجازر الآن في الحولة وفي مدن وبلدات سورية أخرى وتحت أنظار المراقبين الدوليين والمجتمع الدولي دليل قاطع على وفاة خطة انان وتأكيد على أن بشار الأسد وعصابته لا يفهمون سوى لغة القوة والعنف”.
واكد ان الجيش الحر “لن يسمح بهدنة تلو أخرى تطيل من عمر الأزمة لسنوات”.
وطالب مجلس الأمن والمجتمع الدولي ب”تحمل المسؤولية واعلان فشل خطة انان واتخاذ قرارات سريعة وحاسمة لانقاذ سوريا وشعبها وانقاذ المنطقة برمتها بتشكيل ائتلاف عسكري دولي خارج مجلس الأمن لتوجيه ضربات جوية الى مفاصل النظام العسكرية والأمنية”.
واوضح المتحدث باسم المجلس العسكري في مدينة حمص وريفها الرائد سامي الكردي في اتصال عبر سكايب لوكالة فرانس برس ان القرار الوارد في البيان جاء بالتنسيق بين المجالس العسكرية كلها في الداخل والمجلس العسكري الاعلى في الخارج.
وقال “وافقنا على مبادرة انان ووقف اطلاق النار الذي بدأ في 12 نيسان/ابريل، رغم ان المبادرة لم ترق الى مستوى طموحات الشعب، على اساس انها ستطبق. لكن لم يطبق اي بند منها: لم تسحب الدبابات ولم تتوقف المجازر وشلال الدم”.
واكد ان “لا مهلة لهذا الانذار، وانه سيدخل حيز التنفيذ فورا اذا لم يحصل حل فوري”.
وردا على سؤال عن الخطوات التي سيتخذها الجيش الحر، قال الكردي “هناك خطط موضوعة على الطاولة وعمليات عسكرية يتم درسها لا يمكنني ان افصح عنها”.
واضاف “سنتخذ كل الاجراءات الضرورية لحماية شعبنا”، مضيفا “نحن اجبرنا على اتخاذ هذا القرار”، ومحذرا من “تكرار مجزرة الحولة في مدن وقرى اخرى في محافظة حمص”.
واكد رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا روبرت مود مقتل 92 شخصا بينهم 32 طفلا دون سن العاشرة في مدينة الحولة.
واكد المرصد السوري لحقوق الانسان والمجلس الوطني السوري ان قوات النظام ارتكبت “مجزرة” في الحولة التي قصفتها الجمعة وفجر السبت.
بان كي مون وكوفي انان يدينان المجزرة “الرهيبة“
اعتبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والموفد الدولي كوفي انان السبت ان مجزرة الحولة التي اتهم معارضون سوريون النظام بارتكابها وقال المراقبون انها اسفرت عن 92 قتيلا، تشكل انتهاكا “صارخا ورهيبا” للقانون الدولي.
وقال المتحدث باسم الامين العام للمنظمة الدولية مارتن نيسيركي ان بان وانان “يدينان باشد العبارات مقتل عشرات الرجال والنساء والاطفال (في الحولة)، الامر الذي اكده مراقبو الامم المتحدة”.
واعتبر بان وانان ان “هذه الجريمة الصارخة والرهيبة التي استخدمت فيها القوة في شكل اعمى وغير متكافىء تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي ولالتزامات الحكومة السورية بوقف استخدامها السلاح الثقيل في المدن و(بوقف) العنف مهما كان”.
وشددا على ان “منفذي هذه الجرائم ينبغي محاسبتهم”.
لندن تطالب ب”رد دولي قوي” بعد مجزرة الحولة
طالب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ السبت ب”رد دولي قوي” اثر “مجزرة” الحولة، واعرب عن نيته المطالبة باجتماع عاجل لمجلس الامن “خلال الايام القليلة المقبلة”.
وقال الوزير البريطاني في بيان “باشرنا مشاورات عاجلة مع حلفائنا تمهيدا لبلورة رد دولي قوي، شملت مجلس الامن الدولي والاتحاد الاوروبي والمنظمات المكلفة حقوق الانسان داخل الامم المتحدة”، مضيفا “سنطالب باجتماع عاجل لمجلس الامن خلال الايام القليلة المقبلة”.
واضاف هيغ ان “معلومات مرعبة وذات صدقية تحدثت عن مجزرة بحق عدد كبير من المدنيين بينهم اطفال بايدي القوات السورية” في مدينة الحولة بوسط سوريا.
وتابع ان “اولويتنا في مواجهة هذه الجريمة الرهيبة هي تحديد الوقائع والتحرك سريعا للتاكد من كشف هوية المسؤولين (عنها) ومحاسبتهم”.
وطالب هيغ الرئيس السوري بشار الاسد “بتسهيل وصول مراقبي الامم المتحدة في شكل كامل وفوري الى الحولة ومناطق اخرى تشهد مواجهات” و”وقف كل العمليات العسكرية عبر تطبيق خطة” الموفد الدولي كوفي انان.
18 قتيلا وتجدد القصف على جبل الاكراد وحمص
قتل 18 شخصا بينهم خمسة عناصر من القوات النظامية في اشتباكات وعمليات اطلاق نار وقصف في مناطق متعددة من سوريا السبت، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
فقد قتل ثلاثة مواطنين بينهم امراة اثر اطلاق رصاص عشوائي في حي القدم في مدينة دمشق، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقتل مواطن برصاص قناص في بلدة عربين في ريف دمشق.
وقتل ثلاثة مواطنين في قريتي الدمينة الغربية والبويضة الشرقية في محافظة حمص (وسط) في اطلاق نار، فيما وقعت اشتباكات بين القوى النظامية ومنشقين في عدد من القرى في محيط البويضة الشرقية.
وذكر المرصد ان اصوات انفجارات سمعت صباح السبت في مدينة حمص، بالاضافة الى اطلاق نار من رشاشات ثقيلة في حي جوبر في المدينة.
في محافظة ادلب (شمال غرب)، قتل ثلاثة مواطنين، احدهم في مدينة سراقب برصاص عشوائي من قوات الامن واثنان نتيجة القصف العشوائي على مدينة اريحا.
في محافظة درعا (جنوب)، قتل ثلاثة مواطنين بينهم امرأتان اثر قصف بلدة خربة غزالة، والثالث برصاص الامن في بلدة طفس.
وقتل خمسة عناصر من القوات النظامية السورية في كمائن في مناطق مختلفة من درعا.
من جهة ثانية، افاد المرصد عن تعرض قرى جبل الاكراد في محافظة اللاذقية “لقصف واطلاق نار من حوامات القوات النظامية السورية لليوم الثاني على التوالي في محاولة للسيطرة على هذه المنطقة الجبلية الوعرة”.
كما تعرضت مدينة اعزاز في محافظة حلب (شمال) لقذائف واطلاق نار من القوات النظامية السورية “التي تحاول اقتحام احياء في المدينة”، بحسب المرصد، ما ادى الى “حالات نزوح في اتجاه الحدود التركية”.
وشهدت مناطق عدة في سوريا السبت تظاهرات حاشدة احتجاجا على “مجزرة الحولة” التي قتل فيها من الجمعة وحتى فجر السبت 92 شخصا بينهم 32 طفلا، بحسب بعثة المراقبين الدوليين في سوريا.
تظاهر مئات الكويتيين بينهم نواب السبت امام السفارة السورية في الكويت للتعبير عن ادانتهم لمجزرة الحولة والمطالبة بتسليح الجيش السوري الحر الذي يضم منشقين عن الجيش النظامي السوري.
ودعا النائب الاسلامي جمعان الحربش دول الخليج العربية وتركيا الى التدخل لحماية المدنيين في سوريا وحذر من انه في حال فشل الحكومات، ينبغي “فتح باب الجهاد امام الشعوب”.
ودعا النائب الاسلامي فلاح الصواغ الى ارسال اسلحة الى الجيش السوري الحر، واهاب بالكويتيين ممارسة ضغوط على الحكومة لتقديم مزيد من المساعدات للشعب السوري.
واعلن الخطباء خلال التظاهرة عن بدء حملة لجمع التبرعات للشعب السوري والجيش السوري الحر.
انان اتصل بغليون منددا ب”الجريمة النكراء“
اعلن المجلس الوطني السوري المعارض ان الموفد الدولي كوفي انان اتصل السبت برئيس المجلس المستقيل برهان غليون منددا ب”الجريمة النكراء” في مدينة الحولة السورية ومؤكدا انه “سيطرح الموضوع بشكل قوي” امام الرئيس السوري بشار الاسد.
وقال المجلس في بيان تلقته وكالة فرانس برس “تلقى الدكتور برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري اتصالا هاتفيا من السيد كوفي انان رئيس بعثة الامم المتحدة والجامعة العربية عبر من خلاله عن بالغ غضبه واستنكاره للجريمة النكراء التي ارتكبها النظام في مدينة الحولة في حمص”.
واضاف المجلس ان انان “وصف جريمة الحولة التي ارتكبها النظام السوري بالوحشية وانه شديد التأثر شخصيا بما حدث، وانه سيطرح الموضوع بشكل قوي امام بشار الاسد ويطلب منه الوقف الفوري لهذه المجازر”.
وقد عبر غليون لانان “عن شجبه للصمت الدولي وانعدام الفعل أمام هذه المجازر وطلب منه إرسال لجنة تحقيق دولية باسرع وقت ممكن وتثبيت بعض المراقبين في المناطق المعرضة للعنف المستمر (….) والتعاون مع الدول الصديقة لطرح القضية على مجلس الامن واستصدار قرار اممي يردع النظام السوري عن الاستمرار في ارتكاب هذه المجارز بحق الشعب السوري”، بحسب المصدر نفسه.
واعتبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والموفد الدولي كوفي انان السبت ان مجزرة الحولة التي اتهم معارضون سوريون النظام بارتكابها وقال المراقبون انها اسفرت عن 92 قتيلا، تشكل انتهاكا “صارخا ورهيبا” للقانون الدولي.
الامارات تطالب باجتماع عاجل للجامعة العربية لبحث مجزرة الحولة
طالبت الامارات العربية المتحدة السبت بعقد اجتماع عاجل لجامعة الدول العربية لمناقشة المجزرة التي اودت بعشرات المدنيين في مدينة الحولة السورية واثارت تنديدا دوليا عارما، وفق ما نقلت وكالة الانباء الاماراتية الرسمية.
وقالت الوكالة ان وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان “دعا الى عقد اجتماع عاجل لجامعة الدول العربية لبحث مجزرة الحولة بضواحي مدينة حمص السورية والتي راح ضحيتها أكثر من مئة وستة أشخاص من المدنيين”.
واعتبر عبدالله بن زايد ان “مثل هذا الأستهداف للمدنيين يمثل رمزا مأسويا لفشل جهودنا المجتمعة عربيا ودوليا لإيقاف العنف تجاه المدنيين في سوريا”، وفق المصدر نفسه.
واوضحت الوكالة ان وزير الخارجية الاماراتي اتصل بالمبعوث المشترك لجامعة الدول العربية والامم المتحدة الى سوريا كوفي انان وبامين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي “لبحث تداعيات تلك المجزرة”، مناشدا “جامعة الدول العربية ان تتحمل مسؤولياتها القومية من خلال تفعيل كافة الحلول التي تضمن حماية المدنيين السوريين”.
وتابعت الوكالة ان “دولة الإمارات وجهت طلبا للأمين العام لجامعة الدول العربية لعقد اجتماع عاجل حول هذا الشأن”.
مجلس التعاون الخليجي يدين “المجزرة”
ادانت دول مجلس التعاون الخليجي مساء السبت “المجزرة” التي وقعت في بلدة الحولة السورية، واكدت انها تتابع “بقلق بالغ” التطورات المؤسفة هذا البلد.
ونقل بيان عن الامين العام للمجلس عبد اللطيف الزياني قوله ان دول المجلس الست “تدين وتستنكر المجزرة في بلدة الحولة السورية من قبل القوات النظامية (…) وتتابع بقلق بالغ التطورات المؤسفة للاحداث الجارية في سوريا”.
واكد ان دول المجلس “اذ تعبر عن الحزن والآسى جراء هذه المجزرة (…) فانها تعرب عن استنكارها وادانتها الشديدين لاستمرار استخدام القوة المفرطة من قبل قوات الحكومة السورية ضد المدنيين العزل”.
ودعا “المجتمع الدولي الى الاضطلاع بمسؤولياته لوقف نزيف الدماء في سوريا بشكل يومي”.
الاشتراكي الفرنسي : القمع في سوريا وصل إلى وحشية غير مسبوقة
باريس: دان الحزب الاشتراكي الفرنسي القمع المتواصل في سوريا ضد المدنيين الذي وصل إلى وحشية غير مسبوقة وذلك على ضوء المجزرة التي شهدتها مدينة الحولة وراح ضحيتها 114 شخصا من بينهم 32 طفلا.
وأفاد النائب الاشتراكي جون كريستوف كومباليدز في بيان له اليوم أن حزبه يدين بأشد العبارات مجزرة الحولة، مشيدا بالقرار الذي اتخذته الحكومة الفرنسية بالبدء فورا في إجراء الاتصالات مع مجموعة ” أصدقاء الشعب السوري ” للاجتماع بباريس من أجل اتخاذ مبادرات من شأنها وقف المجازر في سوريا.
ودعا الحزب الاشتراكي الفرنسي المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بشكل خاص إلى التحرك في هذا الاتجاه.
رئيس البرلمان الأوروبي يدين مجزرة الحولة في سوريا
وكالة الأنباء السعودية – واس
بروكسل: دان رئيس البرلمان الأوروبي مرتين شولتس اليوم النظام السوري لارتكباه مذبحة الحولة التي راح ضحيتها عشرات المدنيين السوريين.
وقال شولتس في بيان له من بروكسل ” إن المراقبين الدوليين أكدوا ثبوت تورط النظام السوري في ارتكاب مجزرة الحولة وأن ما حصل يعتبر من عداد جرائم الحرب”.
ودعا رئيس البرلمان الأوروبي إلى ملاحقة مرتكبي المذبحة وتقديمهم للعدالة.
وبين أن النواب الأوروبيين يدعون إلى تنحي الرئيس السوري عن سدة الرئاسة ، وقال ” إن البرلمان يدعو إلى رد موحد وحازم من قبل المجتمع الدولي.
من جانب آخر أعلنت الممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية كآثرين اشتون في بيان لها اليوم أنها ستجري اليوم اتصالات مع المبعوث الدولي لسوريا كوفي عنان وستبحث ما يمكن فعله في هذه المرحلة وخاصة بشان حشد جهود المجتمع الدولي لمواجهة الموقف الخطير.
وقالت ” إن على المجتمع الدولي مواصلة التحدث بصوت واحد لطلب إنهاء حمام الدم والمطالبة بقيام الرئيس السوري بالتنحي والسماح بانتقال ديمقراطي للسلطة “.
الولايات المتحدة ستعمل مع روسيا لوضع خطة حول سوريا
أ. ف. ب
واشنطن: تنوي ادارة الرئيس باراك اوباما العمل مع روسيا حول خطة لرحيل الرئيس بشار الاسد عن السلطة على نموذج الخطة اليمنية حسب ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الاحد.
وقالت الصحيفة ان الخطة تدعو الى تسوية سياسية ترضي المعارضة السورية وهدفها تطبيق عملية انتقالية على نموذج تلك الجارية في اليمن.
وبعد اشهر من العنف وافق الرئيس علي عبدالله صالح على التنحي عن السلطة وتسليم الحكم الى نائبه عبد ربه منصور هادي في اتفاق وضعته الدول العربية المجاورة لليمن.
تظاهرات مناوئة للرئيس السوري
واضافت الصحيفة ان نجاح الخطة لتوسيع الازمة في سوريا رهن بروسيا الحليف الرئيسي لدمشق التي تعارض تنحي الاسد.
وكتبت الصحيفة ان موسكو تواجه ضغوطا دولية متنامية لاستخدام نفوذها لحمل الاسد على مغادرة السلطة، موضحة انه تم طرح النموذج اليمني مطولا في موسكو وحتى في الولايات المتحدة.
وسيعرض اوباما هذا الاقتراح على الرئيس فلاديمير بوتين الشهر المقبل خلال اول اجتماع لهما منذ عودة بوتين الى الكرملين في السابع من ايار/مايو بحسب الصحيفة.
وبحث توماس دونيلون مستشار الامن القومي الاميركي الخطة مع بوتين في موسكو قبل ثلاثة اسابيع بحسب الصحيفة.
وعندما اقترحها اوباما مع رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف خلال قمة مجموعة الثماني في كامب ديفيد الاسبوع الماضي، كان موقف الاخير ايجابيا مؤكدا ان موسكو تفضل هذا السيناريو على غيره بحسب نيويورك تايمز.
سوريا تنفي مسؤوليتها عن مجزرة الحولة وتشكل لجنة تحقيق
أ. ف. ب
ملهم الحمصي من دمشق، وكالات: نفت سوريا الاحد “بشكل قاطع” مسؤولية قواتها عن ارتكاب مجزرة الحولة التي ذهب ضحيتها 92 شخصا بينهم 32 طفلا، معربة عن ادانتها لهذه “المجزرة الارهابية”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي في مؤتمر صحافي “ننفي بشكل قاطع مسؤولية القوات الحكومية عن المجزرة التي وقعت فى الحولة وندين باقصى العبارات هذه المجزرة الارهابية التي طالت ابناء سوريا بشكل اجرامي واضح المعالم”.
واعلنت سوريا الاحد انها قامت بتشكيل لجنة “عسكرية عدلية” مهمتها التحقيق بمجريات مجزرة الحولة، على ان تقدم هذه اللجنة نتائج تحقيقاتها خلال مدة ثلاثة ايام.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي خلال مؤتمر صحفي “شكلنا لجنة عسكرية عدلية وهذه اللجنة ستقوم بالتحقيق بكل المجريات وخلال ثلاثة ايام ستصدر نتائج هذه اللجنة”.
كما اعلنت سوريا الاحد ان المبعوث الدولي المشترك كوفي انان المكلف بحل الازمة السورية سيصل دمشق يوم غد الاثنين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي خلال مؤتمر صحفي ان “وزير الخارجية (السوري وليد المعلم) تحدث مع السيد كوفي انان الذي سيصل سوريا يوم غد (الاثنين) ووضعناه بصورة ما جرى بالتفاصيل (في الحولة) وصورة التحقيق الرسمي السوري الذي يجري حاليا”.
وادان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الاحد المجزرة التي اودت بحياة العشرات في مدينة الحولة السورية، داعيا الى “انجاز التحول” في سوريا.
وقال المالكي في بيان نشره مكتبه الاعلامي “اثارت مجزرة +الحولة+ في الشقيقة سوريا التي راح ضحيتها عشرات الابرياء من المواطنين السوريين وخصوصا الاطفال مشاعر الألم والتأثر العميق لما وصل اليه الارهاب من مديات مخيفة”.
واضاف “اننا اذ ندين بشدة هذه الجريمة البشعة، نؤكد مرة اخرى ضرورة العمل على إيقاف العنف وانتهاج الحوار المسؤول، والاستعداد التام لتحمل مسؤولية انجاز التحول الذي يحقق الاهداف المشروعة للشعب السوري”.
كما دعا الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلي الدول الاعضاء الاحد الى اعادة النظر في موقفها من الاحداث في سوريا منددا ب”المجزرة الوحشية” التي اوقعت 92 قتيلا في بلدة الحولة.
واعرب اوغلي في بيان عن “ادانته المجزرة الوحشية التي اودت بحياة عشرات الاطفال والنساء والرجال (…) والتنديد بالجرائم الفظيعة من ذبح للاطفال بعد تقييد ايديهم و قتل المواطنين الابرياء خلال الاشهر الحرم”.
واضاف ان “منفذي هذه الجرائم تجردوا من كل القيم الإنسانية والمبادئ الدينية” وطالب ب”ضرورة معاقبة مرتكبيها” كما دعا “علماء الدين في سوريا والشام الى ادانة هذه الجرائم الفظيعة”.
كما طالب ب”اتخاذ الاجراءات الحازمة والسريعة لوقف عمليات القتل وسفك دماء الابرياء وادانة المجازر ضد المدنيين في سوريا”.
الى ذلك، دعا الامين العام للمنظمة “كافة فصائل المعارضة السورية الى توحيد صفوفها، ونبذ الخلافات التي تعيق جدية وفعالية تحركها على الساحتين الداخلية والدولية”.
من جانبها، دانت الحكومة الاردنية الاحد بشدة المجزرة التي اودت بحياة العشرات في مدينة الحولة السورية، داعية الى ايجاد “حل سياسي” في هذا البلد “يوقف نزيف الدم”.
وقال سميح المعايطة وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة ان “الحكومة تعرب عن ادانتها الشديدة للمجزرة التي أودت بحياة الضحايا المدنيين الابرياء، وتحديدا الاطفال والنساء وعشرات المدنيين الابرياء في مدينة الحولة بمحافظة حمص السورية”.
واكد رفض حكومة بلاده “المطلق لاستخدام القوة والعنف ضد المدنيين العزل”.
كما شدد المعايطة على “موقف الحكومة الثابت الداعي الى ضرورة أيجاد حل سياسي يوقف نزيف الدم في سوريا ويحافظ على وحدتها ويضمن سلامة شعبها”.
تيار بناء الدولة السورية يحمل النظام المسؤولية عن المجازر
لا يزال العالم يعيش تحت وقع صدمة المجزرة التي راح ضحيتها عشرات النساء والأطفال في الحولة بريف حمص، وهي تلك المجزرة التي أخرست ألسنة المدافعين عن النظام، وشلت قدرتهم على اتهام أي مجموعة إرهابية مسلحة بتنظيمها وارتكابها، بعد أن فاضت الشهادات بالقصف المنهجي والقتل الوحشي المرتكب من قبل ميليشيات النظام.
وانضم تيار بناء الدولة السورية المعارض، إلى المنددين بالمجزرة ومرتكبيها، وتحميل النظام السوري المسؤولية عنها وعن الفلتان الأمني، على الأقل، الذي بات يتهدد الدولة والمجتمع في سورية.
وفي بيان تلقت “إيلاف” نسخة منه، اعتبر تيار بناء الدولة السورية أن “المذابح والمجازر التي تجري في مناطق عدة من البلاد، ويذهب ضحيتها مواطنين مدنيين، وعائلات آمنة، بما في ذلك أطفال صغار وأمهاتهم، تؤكد على انفلات أمني خطير في مناطق واسعة من البلاد يصل لحد مرحلة الفوضى الأمنية. حيث بدأت تظهر دلالاتها من فقدان السيطرة على مجريات الأحداث، وتعدد الأطراف الصانعة لهذه الفوضى بحيث تضيع أغلب المؤشرات الدالة على حيثيات الأحداث. بل وتناقل إعلامي، محلي وخارجي، متناقض يتيح المجال لأي طرف أن ينسب هذه الشناعات لطرف آخر، بحيث ينقسم السوريين بين هذا الطرف الإعلامي وذاك، منشغلين بذلك عن الدرك الذي وصلت إليه البلاد، وعن أن هؤلاء الضحايا هم سوريون نفتخر بهم ونعيش بعيشهم”.
وأكد البيان أن تيار بناء الدولة السورية “حذر مراراً السلطة وجميع الأطراف الداخلية والخارجية من دفع الصراع باتجاه العنف والفوضى الأمنية. غير أن جميع هذه الأطراف أثبتت استهتارها بالدم السوري. ولكن، وبغض النظر عن من يدفع الأمور باتجاه هذه الفوضى الأمنية في هذه الفترة، فإن السلطة السورية هي المسؤولة بشكل مباشر وغير مباشر عما وصلت إليه البلاد. وهي الطرف المدان أولاً وأخيراً لفقدانها الأهلية عن قيادة البلاد، وعن إدارة الأزمة، وعن توفير الحماية للمدنيين والعسكريين، وعن المحافظة على الوحدة المجتمعية والوطنية.
ولأول مرة منذ بداية الانتفاضة والأحداث في سوريا، دعا تيار بناء الدولة السورية إلى تنحي السلطة القائمة عن الحكم كحل للأزمة في البلاد، وقال: “إننا إذ ندين هذه المجازر الوحشية، فإننا لا نرى حلاً لهذه الفوضى سوى بتنحي السلطة الحالية، واختيار سلطة توافقية جديدة قادرة على حماية الوطن والمواطنين. وفي ذات الوقت، فإننا نرفض أي تدخل دولي بحجة حماية المدنيين. ونرفض كل الدعوات الخليجية، الرسمية والشعبية، لتقديم السلاح لأطراف سورية. بل ونرفض مواقف المعارضة التي لا تفعل شيئا سوى توسل التدخل الدولي. لأن في كل ذلك جر البلاد سريعا إلى حرب أهلية صريحة”.
كما توجه البيان إلى الشعب السوري قائلاً: “إننا نناشد أهلنا السوريين في جميع المناطق التحلي بضبط النفس ورباطة الجأش وعدم الانجرار إلى اقتتال أهلي انفعالي لن يحمي أولادنا إطلاقاً. ونتمنى على هيئات السلم الأهلي، التي تشكلت مؤخرا، والقيادات المجتمعية، والناشطين السياسيين والمدنيين، والإعلاميين، ورجال الدين، وجميع الغيورين على المصلحة الوطنية، النهوض بمسؤولياتها حتى خارج مناطقها، وتشكل حواجز بشرية تحول دون أي اقتتال أهلي”.
«مجزرة الحولة» السورية تهز العالم
حصيلة المذبحة 110 قتلى بينهم 50 طفلا والمعارضة تتحدث عن جثث قيدت أيديها وذبحت.. والمراقبون: آثار قذائف دبابات
بيروت: كارولين عاكوم ـ لندن «الشرق الأوسط»
صدمة وإدانة دولية وتحرك لاجتماع عاجل لمجلس الأمن > دول «التعاون الخليجي» تدين وتستنكر «المجزرة» > انشقاق 50 جنديا بعد المجزرة هزت «مجزرة الحولة» العالم أمس وأحدثت «المجزرة » التي راح ضحيتها أكثر من 110 أشخاص، 50 منهم أطفال صغار تم تقييد أيديهم وذبحهم بالآلات الحادة، وفقا لمصادر المعارضة, صدمة دولية وأعقبتها إدانات، وبدأت التحركات من أجل اجتماع عاجل لمجلس الأمن، حيث طالب وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، أمس، بـ«رد دولي قوي»، وأعرب عن نيته المطالبة باجتماع عاجل لمجلس الأمن «خلال الأيام القليلة المقبلة».
من جهته، أعرب وزير الخارجية الألماني، غيدو فسترفيلي، عن «صدمته». وأعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أن فرنسا تدين «المجازر» في الحولة، وقال «إنني أجري فورا اتصالات لعقد اجتماع في باريس لمجموعة دول أصدقاء الشعب السوري». ومن جهته، اكد رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا روبرت مود أمس, أن التدقيق الذي أجراه المراقبون كشف عن «استخدام مدفعية الدبابات» في قصف الحولة.
وأدانت دول مجلس التعاون الخليجي «المجزرة»، وأكدت أنها تتابع «بقلق بالغ» التطورات المؤسفة في هذا البلد. ونقل بيان عن الأمين العام للمجلس عبد اللطيف الزياني قوله إن دول المجلس الست «تدين وتستنكر المجزرة في الحولة وتتابع بقلق بالغ التطورات المؤسفة للأحداث الجارية في سوريا». وأكد أن دول المجلس «إذ تعبر عن الحزن والأسى جراء هذه المجزرة فإنها تعرب عن استنكارها وإدانتها الشديدين لاستخدام القوة المفرطة من قبل قوات الحكومة السورية ضد المدنيين العزل». ودعا «المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته».
إلى ذلك، طالبت الإمارات بعقد اجتماع عاجل لجامعة الدول العربية. واعتبر الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي، أن «مثل هذا الاستهداف للمدنيين يمثل رمزا مأسويا لفشل جهودنا المجتمعة لإيقاف العنف تجاههم». وقالت مصادر قريبة من «الجيش الحر» في حمص، إن نحو 50 جنديا انشقوا بعد المجزرة.
الجيش الحر يدعو لضرب قوات النظام والمجلس الوطني يطالب بعقد جلسة في مجلس الأمن
أديب الشيشكلي لـ «الشرق الأوسط»: الحل اليوم أصبح الخروج عن الحلول السياسية والدولية بعد أن ثبت فشل خطة أنان
بيروت: كارولين عاكوم
خرجت ردود فعل المعارضة السورية عن التزامها بخطة أنان التي بدأ تنفيذها منذ شهر وعشرة أيام وأعلنت بعد ارتكاب النظام مجزرة الحولة أول من أمس والتي أودت بحياة 106 قتلى بينهم 50 طفلا، بالإضافة إلى أكثر من 300 جريح، إلى تكثيف التظاهر والعودة إلى العمل العسكري.
وفي هذا الإطار، دعا المجلس العسكري الأعلى لـ«الجيش السوري الحر» مقاتليه إلى «توجيه ضربات عسكرية منظمة» ضد قوات النظام السوري ورموزه. وقال رئيس المجلس العسكري الأعلى العميد الركن مصطفى أحمد الشيخ، في بيان له «ندعو مقاتلينا من عسكريين وثوّار إلى توجيه ضربات عسكرية منظمة ومدروسة ضد كتائب الأسد وشبيحته ورموز النظام كافة من دون استثناء».
كما جدد الشيخ طلب «الجيش الحر» من مجموعة «دول أصدقاء سوريا وبشكل عاجل تشكيل حلف عسكري خارج مجلس الأمن لتوجيه ضربات جوية نوعية لكتائب الأسد ورموز نظامه». وأشار إلى أنّ على المجتمع الدولي والموفد الدولي والعربي الخاص كوفي أنان «اتخاذ موقف يتناسب وهول الجريمة التي ارتكبها النظام الأسدي القاتل في منطقة الحولة».
كما دعا المجلس العسكري السوريين، «وخصوصا في دمشق وحلب»، إلى «التظاهر على مدار الساعة وعلى امتداد ساحة الوطن من دون توقف»، ملتقيا بذلك مع دعوة في هذا الإطار وجهها أيضا المجلس الوطني.
وقال ضابط قيادي في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» إن «دعوتنا لتوجيه ضربات إلى مفاصل النظام أتت بعدما نفد صبرنا من خطّة أنان التي لا بدّ وأن يعلن عن فشلها. حتى إنّنا ندعو إلى توجيه ضربات جوية ضدّ قوات النظام وإن كانت خارج قرار مجلس الأمن على غرار ما حصل في كوسوفو، لأنّنا نعتبر أنّه لا استقرار في المنطقة في ظلّ وجود هذه العائلة في الحكم، واستمرار الوضع بهذا الشكل سيسمح بدخول تنظيمات إرهابية مثل القاعدة وغيرها».
من جهته، وتعليقا على هذه المجزرة، أكد الرئيس المستقيل للمجلس الوطني السوري برهان غليون، أنه «أمام الهزائم المتكررة التي يعيشها النظام مقابل الجيش الحر البطل، تقوم شبيحة النظام بعمليات انتقامية كان آخرها هذه المذبحة». وناشد غليون المجتمع الدولي والأمم المتحدة «تنظيم حملة دولية كبرى لوقف هذه المجازر ووضع حد لجرائم النظام وعقد جلسة لمجلس الأمن لاتخاذ الإجراءات اللازمة والفورية واستخدام القوة الرادعة لأن هذا النظام لا يفهم سوى لهجة العنف والقوة». كما أشار إلى أنه لا يمكن للمبعوث الأممي والعربي كوفي أنان زيارة دمشق اليوم «وكأن شيئا لم يكن ودون أن يرف له جفن».
واعتبر أديب الشيشكلي، عضو المجلس الوطني السوري، أنّ التهدئة طوال الـ45 يوما التي مرّت التزاما من الجيش الحرّ بمهمّة أنان، لم تجدِ نفعا مع هذا النظام ولم توقف عمليات القتل، في ظلّ صمت دولي رهيب. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الحلّ اليوم أصبح الخروج عن الحلول السياسية والدولية بعد أن أثبت فشل خطّة أنان، والعودة إلى الشارع وتكثيف المظاهرات في سوريا وخارجها، وفي حال لم ينجح المجتمع الدولي في حماية المدنيين، فنحن نطالب بتدخّل عسكري وفتح ممرات إنسانية». مضيفا «منذ بدء تنفيذ خطة أنان سقط ما يزيد عن 1700 قتيل، تحت أعين المراقبين الذين لم يصل عددهم إلى 200، وهم لا يعملون إلا نهارا، وخير دليل على ذلك أنّ أهالي القتلى في الحولة، انتظروهم أكثر من ست ساعات قبل أن يحضروا إلى الموقع، ليدفنوا موتاهم».
ورأى الشيشكلي، أنّ «النظام اليوم وبجرائمه ومجازره المتنقلة، بات يلعب على الوتر الطائفي، ويبدو أنّه، وللأسف ينجح في ذلك، من خلال توريط مواطنين علويين في هذه المجازر، الأمر الذي يترك ردّ فعل سلبيا في الشارع السوري، ويأخذ الثورة السورية إلى مكان لا يمت بصلة إلى الأهداف الأساسية لها وأهمها، الوحدة الوطنية».
وكان المجلس الوطني السوري قد دعا في بيان له، إلى «عقد اجتماع فوري» في مجلس الأمن الدولي، وذلك بعد مقتل عشرات المدنيين في مدينة الحولة قرب حمص الجمعة. وأعلن المجلس أن «النظام المجرم صعّد من عمليات القصف الوحشي والإبادة التي يقوم بها في كافة المدن والبلدات السورية، حيث استهدف بلدة الحولة بريف حمص في قصف همجي استمر قرابة 12 ساعة، تبعته مجزرة شنيعة ارتكبها شبيحة النظام ومرتزقته، وصلت إلى حد قتل الأطفال الصغار بعد تقييد أيديهم».
ودعا المجلس الوطني مجلس الأمن الدولي إلى «عقد اجتماع فوري لبحث الوضع الناجم عن المجزرة في ظل وجود المراقبين الدوليين، وتحديد مسؤولية الأمم المتحدة إزاء عمليات الإبادة والتهجير القسري التي يقوم بها النظام بحق المدنيين العزل».
وأكد المجلس في هذا الإطار مسؤولية المجتمع الدولي في اتخاذ «القرارات الواجبة لحماية الشعب السوري بما في ذلك تحت البند السابع والتي تتيح حماية المواطنين السوريين من جرائم النظام باستخدام القوة»، كما دعا المجلس الوطني السوري جامعة الدول العربية إلى «عقد اجتماع عاجل للمجلس الوزاري لسحب ما تبقى من اعتراف بالنظام وقطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية معه، ودعوة دول العالم كافة لمعاملة هذا النظام بما يوازي جرائمه الوحشية». وأضاف البيان أن «المجلس الوطني يدعو الشعب السوري لإعلان الحداد لمدة ثلاثة أيام واعتبارها أياما لتصعيد الثورة ضد النظام والرد على المجزرة بمزيد من المظاهرات وخاصة في دمشق وحلب، كما يدعو الجيش السوري الحر لمنع النظام وميليشياته المسلحة من وصول المناطق المدنية من خلال قطع طرق الإمداد بكافة الوسائل المتاحة».
بعد «المذبحة».. فرنسا تدعو المجتمع الدولي إلى المزيد من التعبئة
لندن تطالب بـ«رد دولي قوي» ووزير الخارجية الألماني «مصدوم» المراقبون الدوليون يدينون «المأساة الوحشية» في الحولة السورية.. والعربي يصفها بـ«الجريمة المروعة»
لندن: «الشرق الأوسط»
أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أمس، أن فرنسا تدين «المجازر» التي وقعت في الحولة بسوريا، و«الفظائع» التي يتحملها الشعب السوري، وتدعو المجتمع الدولي إلى المزيد من التعبئة.
وقال فابيوس في بيان: «إنني أجري فورا اتصالات بهدف عقد اجتماع في باريس لمجموعة دول أصدقاء الشعب السوري»،في المنطقة الواقعة وسط سوريا، منددا بـ«الانجراف الدامي» للنظام السوري نحو العنف. وتابع: «يتعين على المجتمع الدولي أن يتجند أكثر لوقف قتل الشعب السوري».
وقال الوزير: «إن نظام دمشق ارتكب لتوه مجازر جديدة. إنني أدين الفظاعات التي يمارسها يوميا بشار الأسد ونظامه على شعبه».
وأضاف: «إزاء هذا الانجرار الدامي للعنف الذي ندد به مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة مرة أخرى، يتعين على مراقبي الأمم المتحدة التمكن من إنهاء انتشارهم للقيام بمهمتهم كما يتعين تنفيذ خطة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية، كوفي أنان، بلا تأخير»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
ومن جهته طالب وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، أمس، بـ«رد دولي قوي» إثر «مجزرة» الحولة، وأعرب عن نيته المطالبة باجتماع عاجل لمجلس الأمن «خلال الأيام القليلة المقبلة».
وقال الوزير البريطاني في بيان: «باشرنا اتصالات عاجلة مع حلفائنا تمهيدا لبلورة رد دولي قوي»، مضيفا: «سنطالب باجتماع عاجل لمجلس الأمن خلال الأيام القليلة المقبلة».
وأعرب وزير الخارجية الألماني، غيدو فسترفيلي، عن «صدمته» لقصف منطقة الحولة في محافظة حمص السورية، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 90 شخصا بينهم 25 طفلا.
وقال الوزير في بيان «لقد صدمني وأرعبني الخبر عن مقتل عشرات المدنيين، بينهم الكثير من الأطفال، في هجمات لقوات نظام (الرئيس بشار الأسد)». حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وأضاف أن «عدم وضع النظام السوري حدا لأعمال العنف الوحشية بحق شعبه هو أمر يثير الصدمة. ينبغي محاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة». ورحب فسترفيلي بتوجه مراقبي الأمم المتحدة إلى منطقة الحولة «بهدف اقتفاء أثر هذه الأعمال الشائنة».
ومن جهتهم دان المراقبون الدوليون في سوريا، السبت، «المأساة الوحشية» في مدينة الحولة في محافظة حمص بوسط البلاد، التي أدت إلى مقتل 92 شخصا، بينهم 32 طفلا، بحسب ما جاء في بيان تلاه رئيس بعثة المراقبين روبرت مود أمام الصحافيين.
وقال مود أمام الصحافيين إن المراقبين «يدينون بأشد العبارات المأساة الوحشية» في الحولة الواقعة على بعد 25 كيلومترا شمال غربي مدينة حمص، مؤكدا أن التدقيق الذي أجراه المراقبون كشف عن «استخدام مدفعية الدبابات» في قصف المدينة.
وأكد أن المراقبين الذين ذهبوا إلى الحولة صباح السبت تمكنوا من إحصاء «أكثر من 32 طفلا تحت سن العاشرة إلى جانب عدد من الجثامين التي تعود إلى نساء ورجال يقدر عددها بنحو ستين مقتولين».
وأضاف مود أن مقتل 32 طفلا «يمثلون مستقبل سوريا شيء مؤسف جدا» و«غير مقبول».
وأشار إلى أن الظروف التي أدت إلى هذه المأساة «ما تزال غير واضحة»، مضيفا: «كائنا من كان الذي بدأ، وكائنا من كان الذي رد، وكائنا من كان الذي قام بهذا العمل العنفي المشين، فهو يتحمل المسؤولية».
ودعا رئيس بعثة المراقبين الدوليين الحكومة السورية إلى «وقف استخدام الأسلحة الثقيلة، وكل الأطراف إلى وقف العنف بكل أشكاله»، مضيفا: «هذا ما نحتاج إليه لدفع الوضع نحو الحل السياسي». وحذر مود من أن «الذين يستخدمون العنف لأجنداتهم الخاصة سيتسببون بمزيد من عدم الاستقرار وبمزيد من الأحداث غير المتوقعة، وقد يقودون البلاد إلى حرب أهلية».
وأصدر الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، بيانا وصف فيه ما جرى في الحولة بأنه جريمة مروعة، وحث مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة (حيث استخدمت روسيا والصين حق النقض الذي يتمتعان به لحماية سوريا) إلى وقف تصعيد القتل والعنف الذي تقوم به العصابات المسلحة والقوات العسكرية الحكومية.
الحولة.. من بؤرة للمظاهرات المعارضة للنظام إلى دير ياسين سوريا
ناشطون: شبيحة الأسد تصرفوا في المدينة كالعصابات الصهيونية
بيروت: «الشرق الأوسط»
يرى معارضون للنظام السوري أن مدينة الحولة، شمال شرقي حمص، لم تعد تختلف عن قرية دير ياسين الفلسطينية إلا بالموقع الجغرافي، فالمدينة التي يقطنها أكثر من 123000 نسمة تعرضت فجر أمس لمذبحة مروعة على يد مجموعات قالت المعارضة السورية إنها موالية للنظام راح ضحيتها أكثر من 110 أشخاص، 50 منهم أطفال صغار تم تقييد أيديهم وذبحهم بالآلات الحادة، وفقا لمصادر المعارضة.
تلك المذبحة التي صدمت صورها العالم، يرى ناشطون أنها تتقاطع بالسلوك والممارسة والدوافع مع مذبحة دير ياسين التي ارتكبتها العصابات الصهيونية سنة 1948 ضد الشعب الفلسطيني. ويقول عدنان أحد أعضاء تنسيقيات ريف حمص: «منذ بداية الثورة والنظام يتصرف كالاحتلال الصهيوني ويتعامل مع مواطنيه تماما كما يتعامل الصهاينة مع الفلسطينيين؛ يقتل ويسجن ويعذب ويهجر، لكن هذه المجزرة بينت بوضوح كم هو مجرم، لقد فاقهم حقدا ووحشية». ويضيف: «في دير ياسين ذبح الأطفال والنساء والمدنيون العزل، وفي الحولة كذلك. في دير ياسين كان القصد تهجير الفلسطينيين عن بلدهم، وهذا ما يقوم به النظام منذ فترة في مختلف أرجاء مدينة حمص، وقد وصل في سياسته التهجيرية إلى منطقة الحولة ويريد أن يرتكب المجازر الوحشية ليخيف الناس ويهجرهم».
وتقع منطقة الحولة إلى الشمال الشرقي من مدينة حمص على مسافة 25 كيلومترا، والجنوب الغربي لمدينة حماه بنحو 30 كيلومترا، وإلى الجنوب من مدينة مصياف بنحو 30 كيلومترا، وإلى الشرق من مدينة الرستن بنحو 30 كيلومترا، وهي اليوم تتبع إداريا محافظة حمص بعد أن فصلت عن محافظة حماه التي كانت تتبعها إلى منتصف الثمانينات بعد مجزرة حماه.
ويؤكد أحد منظمي المظاهرات في منطقة الحولة أن «المدينة كانت تشهد مظاهرات متواصلة ضد نظام الحكم، لا سيما بعد اقتحام حمص ودخول بابا عمرو من قبل الجيش النظامي الموالي للأسد»، ويشير الناشط إلى أن «استمرار المظاهرات في المدينة وتحولها إلى بؤرة للثوار بعد انخفاض وتيرة الثورة في محافظة حمص دفع النظام إلى تركيز حملته ضدها، خاصة بعد يوم الجمعة، حيث شهدت المدينة أكبر المظاهرات وأكثرها حشدا».
وبسبب المجزرة التي ارتكبت أمس في المدينة فقد نزحت الكثير من العائلات نحو مناطق سورية أخرى، حيث نشرت تنسيقية منطقة الحولة على صفحتها في «فيس بوك» شريطا يظهر امرأة مع ابنها نزحا عن المدينة بسبب القصف المتواصل كما قالا.
تتكون الحولة من بلدات تلدو، تلذهب والطيبة كفرلاها. ويقع فيها سد شهير يدعى سد الحولة يتبع بلدة تلدو، يتسع السد لنحو 100 مليون متر مربع من المياه تستخدم للري في فصل الصيف، بالإضافة إلى تربية السمك وتلطيف الجو. وتقسم البلدة إلى قسمين: قسم سهلي تتركز فيه زراعة الخضار والحبوب (بشكل خاص في تلدو وكفرلاها والقسم الشرقي من تلذهب)، وقسم جبلي يزرع بالزيتون واللوز والعنب (الطيبة والقسم الغربي من تلذهب). كما أن معظم شباب المنطقة ذوو خبرة ومهارة عالية في جميع المجالات مما يجعل المنطقة أكبر مورد للأيدي العاملة إلى دول الخليج.
وتضم الحولة مراكز تجارية مهمة وتعتبر أو تكاد تكون الموزع الرئيسي لكثير من حاجات المستهلكين ومواد البناء في المنطقة، إضافة إلى أن معظم منطقة تلذهب من موظفي الدولة، أما مدينة كفرلاها فهم من التجار المهمين في سوريا المتخصصين في صناعة وتجارة السجاد. وسميت الحولة بهذا الاسم بسبب تحول مجاري الأنهار الآتية من القرى الجبلية مثل قرية رباح وقرية فاحل وجبل الحلو وجبل قرية كفرام إليها.
تجدر الإشارة إلى أن مدينة الحولة قد تعرضت للاقتحام للمرة الأولى من قبل أجهزة الأمن السورية في أواخر شهر يوليو (تموز) من العام الماضي بسبب انضمامها إلى الثورة الشعبية المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد.
«الإخوان المسلمين» تطالب القوى الثورية بجعل المجزرة نقطة تحول في رسم الخيارات
أعلنت في بيان أصدرته أمس أنها ستعيد تقويم سياساتها ومواقفها بعد «مجزرة الحولة»
لندن: «الشرق الأوسط»
طالبت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا «كل القوى الثورية والسياسية على الأرض السورية» بأن تجعل من مجزرة الحولة نقطة تحول أساسية في رؤية المستقبل ورسم الخيارات.
وأعلنت في بيان أصدرته أمس أنها ستعيد تقويم سياساتها ومواقفها، معتبرة أن «المجزرة الرهيبة هي الأفق الذي يطرحه بشار الأسد وعصاباته والمتحالفون معه والساكتون عنه في الداخل والخارج.. كأفق للمستقبل الذي يهددون به..
عهدا لدم الطفولة المراق باليد الهمجية: لا.. لن تذهبي هدرا.. عهدا لكل الأحرار السوريين: بكم ومعكم ماضون حتى النصر العزيز الكريم بإذن الله». وحمّلت الجماعة المجتمع الدولي وبان كي مون المسؤولية، وقالت الجماعة في بيان أصدرته أمس: «كما نسجل المجزرة في سجل مبادرة السيد كوفي أنان، ونعتبره والمراقبين القائمين على الأرض السورية، مشاركين في التغطية على جرائم النظام، لاسترسالهم في الصمت عن الانتهاكات والمجازر، وتضليل المجتمع الدولي بالتأكيد على أن لهم دورا مسكّنا بينما تنفذ المجازر وسط حالة من اللامبالاة».
وأضاف البيان الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه أن «المجزرة الوحشية التي تم تنفيذها ليلة أمس في الحولة، انعكاس مباشر للخلفية الأخلاقية التي تحكم تصرفات بشار الأسد وقطعانه البشرية، الذين ما زال العالم المتمدن يتمسك بهم أو يغضي عنهم».
وقالت الجماعة: «نضع المجزرة مع فاتورة القتل اليومية التي يوقعها بشار الأسد بالمطالبين بحقوقهم الإنسانية، على أجندة قادة الأمة العربية والإسلامية.. متسائلين: هل هان دم أبناء العروبة والإسلام في سوريا على أهله، إلى مستوى أن تعلق المسؤولية عنه في عنق كوفي أنان وروبرت مود؟!».
وأضافت: «نذكّر العالم والسيد حسن نصر الله بالذات أن هؤلاء الذين يصفهم بالعصابات المسلحة في حلب، بادروا فورا إلى إطلاق سراح النساء، بل رفضوا أصلا توقيف النساء، لأنهم أبناء القيم التي لا يعرفها بشار الأسد وقطعانه البشرية والمتحالفون معه».
قائد المجلس العسكري في درعا لـ «الشرق الأوسط»: النظام يستعمل خطط الإجبار على الاشتباك أو الإخلاء
العقيد الركن أحمد فهد النعمة: نسبة سيطرة الجيش الحر في المحافظة نهارا من 40% إلى 45% وفي الليل تصل إلى 80%
لندن: نادية التركي
قال العقيد الركن أحمد فهد النعمة: إن النظام السوري يستعمل خططا مختلفة للضغط على عناصر الجيش الحر ميدانيا ومن أبرزها «محاولة إجبارنا على الاشتباك أو الإخلاء بسبب ما يقوم به من عمليات مداهمة واعتقال ومجازر بحق الشعب السوري الأعزل وقصف للقرى والمدن واستهداف الناشطين السلميين». وأضاف النعمة لـ«الشرق الأوسط» أن أجهزة الأمن تعتمد على «الاستعانة بحلفائها وأجهزتهم المتطورة لمراقبة قيادات الجيش الحر والضباط والجنود العازمين على الانشقاق واستهدافهم من خلال الإعدامات الميدانية».
وفي أول يوم لتسلمه مهامه كقائد للمجلس العسكري في محافظة درعا خلفا للمقدم محمد خير الحربات، خص العقيد الركن أحمد فهد النعمة «الشرق الأوسط» بأول تصريحات يقدمها لوسائل الإعلام.
وقال النعمة: «إن نسبة سيطرة الجيش السوري الحر في المحافظة تختلف حسب التوقيت، في النهار تصل نسبة سيطرة الجيش السوري الحر من 40% إلى 45% أما في الليل تصل نسبة السيطرة إلى 80% وذلك تبعا إلى طبيعة الأرض وتجهيزات النظام السوري العسكرية الكبيرة حيث إن محافظة درعا هي عبارة عن سهل وتعتبر منطقة عسكرية وذلك لتوزع القطع العسكرية التابعة للجيش النظامي في مختلف أنحاء المحافظة».
وعن معنويات المنشقين عن النظام قال القائد: إن «المعنويات بالنسبة للضباط والجنود المنشقين عنه والمنتمين للجيش السوري الحر هي معنويات راسخة عن عقيدة عليا وهي الدفاع عن أهلهم ورد الظلم عن الشعب السوري وحمايته من القتل والإرهاب الذي يمارس عليه من قبل النظام السوري».
وحول التحديات التي يواجهونها ميدانيا قال النعمة: «التحديات التي نواجهها هي نقص أجهزة الاتصال المتطورة والتقنية الحديثة وعدم دعم الجيش السوري الحر بالتجهيزات اللازمة والضرورية لتسريع عملية الاتصال غير المكشوفة من قبل النظام السوري وحلفائه مثل إيران وروسيا اللتين تزودان النظام بأجهزة متطورة مرارا وتكرارا لتحديد مواقع الجيش السوري الحر وأماكن تواجدهم».
وحول الأسلحة التي يمتلكها الجيش الحر قال: إنها «تكفي للدفاع عن المدنيين لأنها غايتنا من اليوم الأول لبداية الانشقاقات وذلك حسب نسبة السيطرة ولمدة محدودة بسبب نقص المساعدات من جانب التسليح، واعتمادنا في التسليح على الانشقاقات وما يخرجه المنشقون معهم من عتاد وعلى غنائم الحرب التي نحصل عليها بعد عمليات الاشتباك مع الجيش النظامي، ولدينا نقص كبير في الأسلحة المضادة للدروع والمضادة للطيران».
وحول التنسيق بين الجيش الحر والقيادات في الداخل والخارج قال النعمة: «نحن كما يعلم العالم قمنا بالانشقاق عن الجيش السوري المجرم والانضمام وتشكيل الجيش الحر أي أن العالم يدرك أننا أبناء مؤسسة عسكرية وعندما قمنا بتشكيل الجيش الحر بغية تشكيل مؤسسة عسكرية بديلة عن الجيش السوري الذي مارس الإرهاب بحق شعبنا، وقمنا بتشكيل مجالس عسكرية في مختلف المحافظات وهي متواصلة من خلال المكاتب الإعلامية التابعة للمجالس العسكرية وهنالك تواصل بين قادة المجالس ومع قيادة الجيش السوري الحر بشكل يومي ومستمر بغية التوصل إلى العمل المؤسساتي المنظم والهادف والذي يوازي المعايير الدولية».
وحول المساعدات التي تصلهم قال القائد في درعا إنها «مساعدات لا تتعدى المساعدات العينية والطبية ورواتب للجنود المنشقين وهي تصل من المغتربين وبعض رجال الأعمال والداعمين وهم من الشعب السوري وتصل هذه المساعدات بشكل منتظم وشهري».
وحول علاقة عناصر الجيش الحر بسكان درعا قال النعمة: «أنا ابن المحافظة وأغلب المنشقين في المنطقة الجنوبية هم من أهل المحافظة وموجودون للدفاع عن أهلهم، وأما بالنسبة لباقي المنشقين فأهل درعا معروفون بالكرم والعطاء كسائر الشعب السوري وهم يحتضنون كافة أفراد وعناصر الجيش الحر كأهلهم وأكثر من ذلك».
وحول نجاعة العمل السياسي الذي يقوم به الناشطون السوريون بالخارج قال قائد الجيش الحر بدرعا: «نحن نتأثر بشكل كبير بهذا الموضوع، وبالنسبة لنا فقد أخذنا شرعيتنا من الشعب السوري وهو صاحب السلطة وهو الوحيد المخول بإعطاء الشرعية لمن يشاء على أرضه، وأي عمل أو فعل سياسي في الخارج يلبي مطالب الشعب السوري ويدفع بثورته إلى الأمام هو مهم بشكل كبير بالنسبة لنا ونحن نتأثر به بشكل كبير».
وفيما يخص المواقف الدولية المتخذة إزاء الوضع في سوريا قال النعمة: «هي غير كافية قطعا اعذريني على التمثيل ولكن هي كإبرة التخدير للمصاب بعد مضي الوقت يعود المصاب للتألم بشكل أكبر لأنه بحاجة لدواء وليس لتخدير، والنظام يستفيد بشكل كبير من هذه المواقف والمهل في قتل الشعب السوري يوميا».
وتجدر الإشارة إلى أنه قبل يومين تعرض المقدم ياسر العبود قائد العمليات الميدانية في المجلس العسكري في محافظة درعا لكمين من قبل كتائب الأسد على طريق المسيفرة الكرك أصيب فيها بجروح خطيرة وتم إسعافه إلى مدينة الرمثا الأردنية حيث يتلقى العلاج حاليا.
كتائب الأسد تفتك بأطفال سوريا
] مود: مجزرة الحولة مأساة وحشية ] بان كي مون وأنان: انتهاك صارخ ورهيب للقانون الدولي
منذ زمن أصبحت المجازر من الأمور اليومية العادية لكتائب بشار الأسد، معولة على مساندة بعض العواصم الكبرى وعلى “تطنيش” عواصم كثيرة أخرى عما يرتكبه النظام السوري، لكنها ليلة الجمعة – السبت تجاوزت بوحشيتها كل الحدود في مجزرة راح ضحيتها 114 شهيداً بينهم عشرات الاطفال ممن لم تتعدَ أعمارهم عشر سنوات، كانت صورهم جثثاً أقوى بل أبشع من أن يتحملها أيّ ضمير، فضجّ العالم بالإدانات التي بلغت حد وصفها بـ”المأساة الوحشية” على حد تعبير رئيس بعثة المراقبين الدوليين روبرت مود، وبانتهاك “صارخ ورهيب” للقانون الدولي حسب الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون والموفد المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا كوفي أنان.
ردود الفعل على مجزرة الحولة التي تضمنت دعوة بريطانية الى اجتماع طارئ لمجلس الامن ودعوة إماراتية لاجتماع مماثل للجامعة العربية، تدفع الى الاعتقاد أن هذه المجزرة قد تكون نقطة تحول في الازمة السورية، وأن العبء الاخلاقي سيفرض على المجتمع الدولي تغيير سلوكه المتساهل مع بشار الاسد ووقف استباحة دم الشعب السوري.
وفي وقت اعتبرت المعارضة أن مجزرة الحولة في محافظة حمص أول من أمس أسفرت عن 114 شهيداً، قال رئيس بعثة المراقبين روبرت مود إن تلك “المأساة الوحشية” التي ارتكبتها كتائب بشار الأسد أدت الى سقوط 92 شهيداً على الأقل بينهم 32 طفلاً، مؤكداً أن التدقيق الذي أجراه المراقبون كشف “استخدام مدفعية الدبابات” في قصف الحولة.
وفي ردود الفعل العربية والدولية الغاضبة على المجزرة التي وقعت في مدينة الحولة ليلة الجمعة – السبت، دعت وزارة الخارجية البريطانية الى اجتماع عاجل لمجلس الامن خلال الايام القليلة المقبلة في حين دعت دولة الامارات العربية المتحدة الى عقد اجتماع عاجل للجامعة العربية لبحث تطورات الوضع في سوريا.
وتوجهت بعثة للمراقبين الدوليين الى الحولة ودان رئيسها روبرت مود “المأساة الوحشية” التي وقعت في هذه البلدة الواقعة على بعد 25 كيلومترا شمال غرب مدينة حمص. وقال امام الصحافيين ان المراقبين “يدينون بأشد العبارات المأساة الوحشية” في الحولة، مؤكدا ان التدقيق الذي اجراه المراقبون كشف “استخدام مدفعية الدبابات” في قصف المدينة. وأكد مود ان المراقبين الذين ذهبوا الى الحولة صباح أمس، تمكنوا من احصاء “92 قتيلاً أكثر من 32 طفلاً تحت سن العاشرة إلى جانب عدد من الجثامين التي تعود الى نساء ورجال يقدر عددها بنحو ستين مقتولين”.
وأضاف ان مقتل 32 طفلا “يمثلون مستقبل سوريا شيء مؤسف جدا” و”غير مقبول”، وأشار الى ان الظروف التي ادت الى هذه المأساة “ما تزال غير واضحة”، مضيفا “كائنا من كان الذي بدأ، وكائنا من كان الذي رد، وكائنا من كان الذي قام بهذا العمل العنفي المشين، فهو يتحمل المسؤولية”، مطالباً بمحاسبة المسؤولين عن المجزرة.
ودعا رئيس بعثة المراقبين الدوليين الحكومة السورية الى “وقف استخدام الاسلحة الثقيلة وكل الاطراف الى وقف العنف بكل اشكاله”، مضيفا “هذا ما نحتاج اليه لدفع الوضع نحو الحل السياسي”. وحذر مود من ان “الذين يستخدمون العنف لاجنداتهم الخاصة سيتسببون بمزيد من عدم الاستقرار وبمزيد من الاحداث غير المتوقعة وقد يقودون البلاد الى حرب اهلية”.
وكان المرصد السوري لحقوق الانسان افاد عن مقتل اكثر من تسعين شخصا في قصف بدأته قوات النظام الجمعة واستمر حتى ساعة متقدمة بعد منتصف الليل على الحولة. وعاد المرصد مساء السبت ورفع هذه الحصيلة الى 114 قتيلا بينهم 32 طفلا.
وأظهرت لقطات نشرت على موقع “يوتيوب” على الانترنت جثثا غطتها الدماء لأطفال تهشمت جماجم بعضهم من ضحايا القصف في بلدة الحولة يوم الجمعة، وعرضت صور لجثث مصابة بما بدا انها طلقات رصاص في الرأس وقد صفت على حشايا تغرقها الدماء.
ودعا المجلس الوطني السوري المعارض في بيان اصدره فجر السبت، مجلس الامن الدولي الى “عقد اجتماع فوري” بعد “مجزرة الحولة الشنيعة” واتخاذ “القرارات الواجبة لحماية الشعب السوري بما في ذلك تحت الفصل السابع (من ميثاق الامم المتحدة)، والتي تتيح حماية المواطنين السوريين من جرائم النظام باستخدام القوة”.
واعلن المجلس الوطني السوري مساء ان الموفد الدولي كوفي انان اتصل برئيس المجلس المستقيل برهان غليون منددا بـ”الجريمة النكراء” في مدينة الحولة السورية ومؤكدا انه “سيطرح الموضوع بشكل قوي” امام الرئيس السوري.
وقال المجلس في بيان ان انان عبر خلال هذا الاتصال “عن بالغ غضبه واستنكاره للجريمة النكراء التي ارتكبها النظام في مدينة الحولة في حمص”. واضاف المجلس ان انان “وصف جريمة الحولة التي ارتكبها النظام السوري بالوحشية وانه شديد التأثر شخصيا بما حدث، وانه سيطرح الموضوع بشكل قوي امام بشار الاسد ويطلب منه الوقف الفوري لهذه المجازر”.
وأعلن الجيش السوري الحر السبت انه سيوقف التزامه بخطة الموفد الدولي الخاص الى سوريا اذا لم يتحرك مجلس الامن بسرعة لحماية المدنيين عبر توجيه ضربات جوية لقوات النظام السوري. وجاء في بيان للقيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل “نعلن انه اذا لم يتخذ مجلس الأمن الدولي اجراءات سريعة وعاجلة وطارئة لحماية المدنيين فلتذهب خطة انان الى الجحيم”.
وطالب مجلس الأمن والمجتمع الدولي بـ”تحمل المسؤولية واعلان فشل خطة انان واتخاذ قرارات سريعة وحاسمة لانقاذ سوريا وشعبها وانقاذ المنطقة برمتها بتشكيل ائتلاف عسكري دولي خارج مجلس الأمن لتوجيه ضربات جوية الى مفاصل النظام العسكرية والأمنية”.
واعتبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والموفد الدولي كوفي انان السبت ان مجزرة الحولة التي اتهم معارضون سوريون النظام بارتكابها وقال المراقبون انها اسفرت عن 92 قتيلا، تشكل انتهاكا “صارخا ورهيبا” للقانون الدولي.
وقال المتحدث باسم الامين العام للمنظمة الدولية مارتن نيسيركي ان بان وانان “يدينان باشد العبارات مقتل عشرات الرجال والنساء والاطفال (في الحولة)، الامر الذي اكده مراقبو الامم المتحدة”.
ودان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس “المجازر” التي وقعت في الحولة بسوريا و”الفظائع” التي يتحملها الشعب السوري، واعلن اجراء “اتصالات بهدف عقد اجتماع في باريس لمجموعة دول اصدقاء الشعب السوري”، مضيفا “يتعين على المجتمع الدولي ان يتجند اكثر لوقف قتل الشعب السوري” من دون ان يشير الى خطوات محددة.
دانت بريطانيا امس بشدة المجازر المستمرة في سوريا مؤكدة ان التقارير والمعلومات التي حصلت عليها وزارة الخارجية البريطانية تؤكد ارتكاب القوات المسلحة التابعة للنظام مجزرة الحولة التي ذهب ضحيتها العديد من القتلى من بينهم اطفال. واكدت بريطانيا انها ستتوجه الى مجلس الأمن الدولي من اجل وضع حد لحمام الدم الجاري في سوريا.
وقال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ في بيان “هناك تقارير مروعة ذات صدقية ان عددا كبيرا من المدنيين، بينهم اطفال، قد سقطوا في مجزرة ارتكبتها القوات المسلحة التابعة للنظام السوري في الحولة”. اضاف “اولويتنا الطارئة هي توثيق كامل لهذه الجريمة المروعة والتحرك بحزم من اجل ضمان تحديد هويات المسؤولين عنها ومحاسبتهم. نحن نبحث مع شركائنا الدوليين ردا دوليا قويا بما في ذلك في مجلس الامن الدولي التابع للأمم المتحدة وفي الاتحاد الاوروبي ومؤسسات حقوق الانسان. سندعو الى عقد جلسة طارئة في مجلس الامن خلال الايام القليلة المقبلة”.
كما اعرب وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي عن “صدمته” للقصف على منطقة الحولة. وقال في بيان “لقد صدمني وارعبني الخبر عن مقتل عشرات المدنيين، بينهم العديد من الاطفال، في هجمات لقوات نظام (الرئيس بشار الاسد)”. واضاف ان “عدم وضع النظام السوري حدا لاعمال العنف الوحشية بحق شعبه هو امر يثير الصدمة. ينبغي محاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة”.
وطالبت الامارات العربية المتحدة السبت بعقد اجتماع عاجل لجامعة الدول العربية لمناقشة المجزرة.
وقالت وكالة انباء الامارات ان وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان “دعا الى عقد اجتماع عاجل لجامعة الدول العربية لبحث مجزرة تلحولة بضواحي مدينة حمص السورية”.
واعتبر عبدالله بن زايد ان “مثل هذا الأستهداف للمدنيين يمثل رمزا مأسويا لفشل جهودنا المجتمعة عربيا ودوليا لإيقاف العنف تجاه المدنيين في سوريا”، وفق المصدر نفسه.
ودانت دول مجلس التعاون الخليجي مساء السبت “المجزرة”. ونقل بيان صادر عن الامين العام للمجلس عبداللطيف الزياني قوله ان دول المجلس الست “تدين وتستنكر المجزرة في بلدة الحولة السورية من قبل القوات النظامية(..) وتتابع بقلق بالغ التطورات المؤسفة للاحداث الجارية في سوريا”. ودعا “المجتمع الدولي الى الاضطلاع بمسؤولياته لوقف نزيف الدماء في سوريا بشكل يومي”.
ميدانياً، قتل أمس 52 شخصا بينهم 15 من عناصر قوات النظام في اشتباكات وعمليات اطلاق نار وقصف في مناطق متعددة من سوريا أمس، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
واضاف المرصد انه تم العثور “على جثامين عشرة جنود في بئر قرب مدينة خان شيخون في محافظة ادلب وعليها اثار اطلاق رصاص”. وقتل ثلاثة مواطنين بينهم امراة اثر اطلاق رصاص عشوائي في حي القدم في مدينة دمشق، بحسب ما افاد المرصد.
كما قتل مدني اثر اطلاق النار عليه من قبل قوات الامن السورية في حي نهر عائشة في العاصمة السورية، وفرقت قوات الامن السورية بالتعاون مع موالين للنظام اعتصاما نفذه شبان في ساحة الحويقة بقلب العاصمة واعتدت على بعضهم بالضرب كما اعتقلت البعض الاخر، حسب المرصد.
وقتل مواطن برصاص قناص في بلدة عربين في ريف دمشق.
وقتل ثلاثة مواطنين في قريتي الدمينة الغربية والبويضة الشرقية في محافظة حمص (وسط) في اطلاق نار، فيما وقعت اشتباكات بين قوى النظام ومنشقين في عدد من القرى في محيط البويضة الشرقية.
وذكر المرصد ان اصوات انفجارات سمعت صباح السبت في مدينة حمص، بالاضافة الى اطلاق نار من رشاشات ثقيلة في حي جوبر في المدينة. وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، قتل ثلاثة مواطنين، احدهم في مدينة سراقب برصاص عشوائي من قوات الامن واثنان نتيجة القصف العشوائي على مدينة اريحا. وفي محافظة درعا (جنوب)، قتل ثلاثة مواطنين بينهم امرأتان اثر قصف بلدة خربة غزالة، والثالث برصاص الامن في بلدة طفس.
وقتل خمسة عناصر من قوات النظام السوري في كمائن في مناطق مختلفة من درعا.
كما قتل مواطن من حي كرم الحوراني بمدينة حماه اثر اصابته برصاص قناصة في منطقة الكراج الجنوبي، حسب المرصد.
من جهة ثانية، افاد المرصد عن تعرض قرى جبل الاكراد في محافظة اللاذقية “لقصف واطلاق نار من حوامات قوات النظام لليوم الثاني على التوالي في محاولة للسيطرة على هذه المنطقة الجبلية الوعرة”.
كما تعرضت مدينة اعزاز في محافظة حلب (شمال) لقذائف واطلاق نار من قوات النظام “التي تحاول اقتحام احياء في المدينة”، بحسب المرصد، ما ادى الى “حالات نزوح في اتجاه الحدود التركية”.
وشهدت مناطق عدة في سوريا السبت تظاهرات حاشدة احتجاجا على “مجزرة الحولة” أمس واطلقت القوى الامنية النار على عدد من التظاهرات.
(ا ف ب، رويترز، ا ب، “المستقبل”)
حصيلتها 114 قتيلاً وتظاهرات لتحرك دولي وتدخل عسكري في سوريا وإدانات عربية وغربية
مجزرة الحولة . . جثث الأطفال تصدم الانسانية
دان المراقبون الدوليون في سوريا أمس، “المأساة الوحشية” في مدينة الحولة في محافظة حمص (وسط)، التي أدت حسب إحصائية لهم إلى مقتل 92 شخصاً بينهم 32 طفلاً، بينما تحدث المرصد السوري في وقت لاحق عن ارتفاع ضحايا المجزرة إلى 114 قتيلا، فيما سقط قتلى جدد في مناطق سورية عدة، وخرجت تظاهرات منددة بمجزرة الحولة، وسط دعوات من المعارضة وعلى رأسها “المجلس الوطني”، و”الجيش السوري الحر” إلى تدخل وتحرك المجتمع الدولي، وإدانات عربية وغربية .
وتلا رئيس بعثة المراقبين الأمميين روبرت مود بياناً أمام الصحافيين في دمشق، عقب زيارة المراقبين الحولة، قال فيه إن المراقبين “يدينون بأشد العبارات المأساة الوحشية”، وأكد أن التدقيق الذي أجروه كشف “استخدام مدفعية الدبابات” في قصف المدينة . كما أكد مقتل 92 شخصاً بينهم 32 طفلاً دون سن العاشرة .
وأضاف “ذهب المراقبون العسكريون والمدنيون إلى الحولة، وأحصوا أكثر من 32 طفلاً تحت سن العاشرة وستين بالغاً مقتولين” . وتابع إن “الذين يستخدمون العنف لأجنداتهم الخاصة سيتسببون بمزيد من عدم الاستقرار وبمزيد من الأحداث غير المتوقعة، وقد يقودون البلاد إلى الحرب الأهلية” . وأشار إلى “أنه ترك مجموعة من المراقبين في الحولة” .
إلا أن المرصد السوري لحقوق الإنسان أورد حصيلة جديدة قال فيها إن أعداد ضحايا مجزرة الحولة ارتفعت إلى 114 قتيلاً بينهم 32 طفلاً، وإن الجثامين الإضافية تم تسليمها بحضور وفد المراقبين الدوليين ولكن بعد تصريحات مود التي تحدث فيها عن إحصاء 92 قتيلاً .
وكان وفد من المراقبين وصل إلى الحولة غداة المجزرة، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن فريق المراقبين زار بلدة تلدو “لتدوين الجرائم التي ارتكبت خلال الساعات ال24 الفائتة” .
ودعا المجلس الوطني السوري المعارض في بيان له مجلس الأمن الدولي إلى “عقد اجتماع فوري بعد مجزرة الحولة الشنيعة” . مشيراً إلى أن عائلات بكاملها قتلت “ذبحا” على أيدي “شبيحة النظام ومرتزقته”، وأنه تم “تقييد أيدي أطفال قبل قتلهم”، واصفاً الهجوم “بالهمجي” . وشدد على مسؤولية المجتمع الدولي في اتخاذ “القرارات لحماية الشعب السوري بما في ذلك تحت الفصل السابع” .
ودعا المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر مقاتليه إلى “توجيه ضربات عسكرية منظمة ومدروسة ضد كتائب الأسد وشبيحته” . وهدد “الجيش السوري الحر” في بيان لقيادته المشتركة بأنه سيوقف التزامه بخطة عنان، إذا لم يتحرك مجلس الأمن الدولي بسرعة . وطالب مجلس الأمن ب”إعلان فشل خطة عنان واتخاذ قرارات سريعة وحاسمة لإنقاذ سوريا وشعبها وإنقاذ المنطقة بتشكيل ائتلاف عسكري دولي خارج مجلس الأمن لتوجيه ضربات جوية إلى مفاصل النظام” .
وقال مصدر في المعارضة السورية الداخلية إن “منطقة الحولة التي يقدر عدد سكانها نحو 200 ألف نسمه وتضم بلدات تلدو وتلدهب والطيبة شهدت حالة نزوح كبيرة” .
وقال المرصد إن تظاهرات خرجت بعد منتصف ليل الجمعة/السبت، “تنديدا بمجزرة الحولة” . وقتل 30 شخصاً بينهم 15 من عناصر القوات النظامية في اشتباكات وعمليات إطلاق نار وقصف في مناطق عدة من سوريا أمس .
دولياً، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن فرنسا تدين “المجازر” في الحولة، و”الفظائع” التي يتحملها الشعب السوري، وتدعو المجتمع الدولي إلى المزيد من التعبئة . وأعرب وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله عن “صدمته” لقصف الحولة . وقال في بيان “إن “عدم وضع النظام السوري حدا لأعمال العنف الوحشية بحق شعبه هو أمر يثير الصدمة . ينبغي محاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة” . وطالب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ب”رد دولي قوي” إثر مجزرة الحولة، وأعرب عن نيته المطالبة باجتماع عاجل لمجلس الأمن “خلال الأيام القليلة المقبلة” . وقال “باشرنا اتصالات عاجلة مع حلفائنا تمهيدا لبلورة رد دولي قوي” مضيفا “سنطالب باجتماع عاجل لمجلس الأمن” . ودان وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو أمس، مجزرة الحولة، وأشار في بيان إلى أن قصف المدنيين “جريمة لا سكوت عليها وانتهاك لكافة الخطوط الحمراء”، ودعا إلى تحقيق فوري يحدد المسؤولين عن هذه الجريمة، ويحاسبهم .
وناشد رئيس البرلمان العربي علي سالم الدقباسي العالم التحرك العاجل . وكرر مطالبته بالعمل على إحالة “جرائم” النظام السوري “قاتل الأطفال” إلى المحكمة الجنائية الدولية . (وكالات)
عنان يتصل بغليون مندداً بـ ”الجريمة النكراء”
أعلن المجلس الوطني السوري المعارض أن الموفد الدولي كوفي عنان اتصل، أمس (السبت)، برئيس المجلس المستقيل برهان غليون مندداً ب”الجريمة النكراء” في مدينة الحولة السورية، ومؤكداً أنه “سيطرح الموضوع بشكل قوي” أمام الرئيس السوري بشار الأسد .
وقال المجلس في بيان “تلقى الدكتور برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري اتصالاً هاتفياً من السيد كوفي عنان رئيس بعثة الأمم المتحدة والجامعة العربية عبر من خلاله عن بالغ غضبه واستنكاره للجريمة النكراء التي ارتكبها النظام في مدينة الحولة في حمص”، وأضاف أن عنان “وصف جريمة الحولة التي ارتكبها النظام السوري بالوحشية وأنه شديد التأثر شخصياً بما حدث، وأنه سيطرح الموضوع بشكل قوي أمام بشار الأسد ويطلب منه الوقف الفوري لهذه المجازر” .
وقد عبر غليون لعنان “عن شجبه للصمت الدولي وانعدام الفعل أمام هذه المجازر وطلب منه إرسال لجنة تحقيق دولية بأسرع وقت ممكن وتثبيت بعض المراقبين في المناطق المعرضة للعنف المستمر، والتعاون مع الدول الصديقة لطرح القضية على مجلس الأمن واستصدار قرار أممي يردع النظام السوري عن الاستمرار في ارتكاب هذه المجارز بحق الشعب السوري” . (أ .ف .ب)
قتلى وتظاهرات منددة بالمجزرة ودعوات لتحرك دولي واتهامات للنظام
المراقبون يدينون “المأساة الوحشية” بالحولة ويحصون 92 قتيلاً سورياً
دان المراقبون الدوليون في سوريا، أمس، “المأساة الوحشية” في مدينة الحولة في محافظة حمص (وسط)، التي أدت إلى مقتل 92 شخصاً بينهم 32 طفلاً، حسب ما جاء في بيان تلاه رئيس بعثة المراقبين روبرت مود أمام الصحافيين .
وقال مود إن المراقبين الدوليين “يدينون بأشد العبارات المأساة الوحشية” في الحولة، وأكد أن التدقيق الذي أجراه المراقبون كشف “استخدام مدفعية الدبابات” في قصف المدينة . كما أكد مقتل 92 شخصاً بينهم 32 طفلاً دون سن العاشرة . وأضاف “ذهب المراقبون العسكريون والمدنيون إلى الحولة، وأحصوا أكثر من 32 طفلاً تحت سن العاشرة وستين بالغاً مقتولين” . وتابع أن “الذين يستخدمون العنف لأجنداتهم الخاصة سيتسببون بمزيد من عدم الاستقرار وبمزيد من الأحداث غير المتوقعة، وقد يقودون البلاد إلى الحرب الأهلية” .
وكان وفد من المراقبين الدوليين وصل إلى الحولة غداة “مجزرة” قتل فيها 90 شخصاً بينهم أكثر من 25 طفلاً، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان . وقال المرصد في بيان إن فريقاً من مراقبي الأمم المتحدة زار بلدة تلدو في الحولة “لتدوين الجرائم التي ارتكبت خلال الساعات ال24 الفائتة، من خرق لوقف إطلاق النار والمجزرة التي لم يسلم منها الأطفال” . وأشار إلى سماع أصوات انفجارات وإطلاق نار في تلدهب المجاورة بالتزامن مع وجود المراقبين في تلدو .
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أن زيارة المراقبين شملت الحولة، إضافة إلى حيي السلطانية وجوبر وفرع الهلال الأحمر في حمص .
وكان المرصد أفاد في وقت سابق أن عدد “الذين سقطوا في مجزرة الحولة ارتفع إلى أكثر من 90 مواطناً بينهم 25 طفلاً”، مشيراً إلى أن القصف الذي بدأته القوات النظامية صباح الجمعة استمر حتى ساعة متقدمة بعد منتصف الليل .
ودعا المجلس الوطني السوري المعارض في بيان له مجلس الأمن الدولي إلى “عقد اجتماع فوري بعد مجزرة الحولة الشنيعة، التي حصلت في ظل وجود المراقبين الدوليين” . وأورد حصيلة للقتلى تجاوزت ،100 مشيراً إلى أن عائلات بكاملها قتلت “ذبحاً” على أيدي “شبيحة النظام ومرتزقته”، وأنه تم “تقييد أيدي أطفال قبل قتلهم”، واصفاً الهجوم “بالهمجي” . وشدد على مسؤولية المجتمع الدولي في اتخاذ “القرارات الواجبة لحماية الشعب السوري بما في ذلك تحت الفصل السابع، والتي تتيح حماية السوريين من جرائم النظام باستخدام القوة” . وعلى ضرورة “تحديد مسؤولية الأمم المتحدة إزاء عمليات الإبادة والتهجير القسري التي يقوم بها النظام في حق المدنيين العزل” . وطالب “الجيش السوري الحر بمنع النظام وميليشياته المسلحة من الوصول إلى المناطق المدنية من خلال قطع طرق الإمداد بكافة الوسائل المتاحة” .
من جهته، دعا المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر مقاتليه إلى “توجيه ضربات عسكرية منظمة ومدروسة ضد كتائب الأسد وشبيحته ورموز النظام كافة من دون استثناء” . وجدد العميد مصطفى الشيخ رئيس المجلس طلب الجيش الحر من مجموعة “دول أصدقاء سوريا وبشكل عاجل تشكيل حلف عسكري خارج مجلس الأمن لتوجيه ضربات جوية نوعية لكتائب الأسد ورموز نظامه” .
وأشار الشيخ إلى أن على المجتمع الدولي والموفد الدولي الخاص كوفي عنان “اتخاذ موقف يتناسب وهول الجريمة التي ارتكبها النظام القاتل في منطقة الحولة” . كما دعا السوريين خصوصاً في دمشق وحلب إلى “التظاهر على مدار الساعة وعلى امتداد ساحة الوطن من دون توقف” .
واعتبر المرصد أن “المجتمعين العربي والدولي شريكان للنظام السوري في مجزرة الحولة بسبب صمتهما عن المجازر التي ارتكبها النظام السوري وذهب ضحيتها العشرات من أطفال ونساء وشيوخ وشبان سوريين” . وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن “بلدتي تلدو على طرف مدينة الحولة الجنوبي والطيبة الواقعة على الطرف الغربي، وهما البلدتان اللتان تركز عليهما القصف، تشهدان نزوحاً جماعياً إلى مناطق داخل المدينة، خوفاً من تجدد القصف أو هجوم” .
ووزع ناشطون أشرطة فيديو على مواقع الإنترنت تظهر مشاهد مروعة لأطفال قتلى تغطي أجسادهم الدماء .
وقال مصدر في المعارضة السورية الداخلية إن “منطقة الحولة التي يقدر عدد سكانها نحو 200 ألف نسمة، وتضم بلدات تلدو وتلدهب والطيبة شهدت حالة نزوح كبيرة باتجاه المناطق المتاخمة من محافظة حماة” . وأضاف “الاتصالات شبه مقطوعة، لكن من استطاع الخروج والتوجه إلى مناطق في حماة واستطعنا التواصل مع بعضهم، تحدث عن مجازر، وأن أكثر من 80 قتيلاً سقطوا وأكثر من 250 جريحاً لا يجدون العلاج بسبب ما تشهده المنطقة من توتر شديد جداً” .
وحمل عضو المكتب التنفيذي في هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي في سوريا منذر خدام “الجميع سلطة ومعارضة المسؤولية في ارتكاب المجزرة التي سقط خلالها أبرياء” . وقال “هذا تصعيد خطير جداً الكل يعرف حساسية هذه المنطقة وتركيبتها الاجتماعية، وأحمل السلطات المسؤولية لجهة حفظ أمن المواطنين إن كان هناك مسلحون حسب الرواية الرسمية” . وأضاف “التصعيد سيجر المنطقة إلى كارثة، هناك قتل وقتل ومضاد، وأعتقد أنه سيعصف بكل الحلول” .
في المقابل، ذكرت (سانا) أن “مجموعات إرهابية مسلحة” هاجمت الجمعة، قوات النظام والمدنيين في بلدة تلدو، ما استدعى تدخل الجهات المختصة التي اشتبكت مع المجموعات . وأضافت “إن الاشتباك أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الإرهابيين وعدد من عناصر الجهات المختصة، إضافة إلى حرق عدد من السيارات التي كانوا يستخدمونها في الاعتداء” .
وقالت الوكالة في وقت لاحق إن “مجموعات إرهابية مسلحة” أقدمت ليل الجمعة/السبت، في تلدو “على إحراق بعض منازل المواطنين وتفجير بعضها الآخر، للإيهام بمساعدة وسائل الإعلام المواكبة لأعمالها الإجرامية بأن قوات الجيش تقصف المنطقة” . وذكرت أن هذه المجموعات قامت أيضاً “بإحراق المشفى الوطني في البلدة ومقر لقوات حفظ النظام” . وأضافت أن “الإرهابيين ارتكبوا العديد من الأعمال التخريبية، إضافة إلى إحراق المحاصيل الزراعية للفلاحين” .
من جهة أخرى، قال مصطفى السيد أحد أهالي منطقة الحولة الذي يقيم في دمشق “إن المدينة تعرضت لقصف عنيف ومواجهات بين القوات الحكومية ومسلحين سقط خلالها مئات القتلى والجرحى” . وأضاف “هناك صعوبة بالغة بالاتصالات مع أهلنا في بلدة تلدو وما استطعت أن أعلمه منهم أن الحي الجنوبي والمنطقة المحيطة بالمستشفى الوطني تعرضا لقصف ومواجهات وسقط أكثر من 40 قتيلاً وأكثر من 100 جريح، وأن قتلى وجرحى سقطوا في أحياء أخرى قدر عددهم بنحو 120 شخصاً بين قتيل وجريح” . وتابع إن “عائلات بالكامل قتلت” .
في غضون ذلك، قتل 18 شخصاً بينهم 5 عناصر من القوات النظامية في اشتباكات وعمليات إطلاق نار وقصف في مناطق عدة من سوريا أمس، وقال المرصد في بيانات متلاحقة إن شخصاً قتل إثر إصابته خلال سقوط قذائف على البويضة الشرقية في ريف القصير في حمص . وأشار إلى اشتباكات في عدد من القرى في محيط البويضة الشرقية . وذكر أن أصوات انفجارات سمعت في حمص، إضافة إلى إطلاق نار من رشاشات ثقيلة في حي جوبر . وقتل شخصان في سقوط قذائف على مدينة أريحا في ريف إدلب . وقتل 5 جنود في كمائن في مناطق مختلفة في درعا .
وذكر المرصد أن تظاهرات خرجت بعد منتصف ليل الجمعة/السبت، في قرى وبلدات في ريف إدلب (شمال غرب)، وريف دمشق، ودرعا (جنوب)، وحماة (وسط)، وحلب (شمال)، “تنديداً بمجزرة الحولة” . وحمل متظاهرون في حماة لافتة ضخمة كتب عليها “لتسقط مبادرة عنان”، بينما حمل آخرون في بلدة كفرنبل في إدلب لافتة كتب عليها “عنان وحده مسؤول عن مجزرة الحولة” . وأطلقت القوات النظامية النار على متظاهرين في مدينة سراقب في إدلب “قطعوا طريق دمشق حلب الدولية احتجاجاً”، حسب المرصد، ما تسبب بمقتل شاب وإصابة عشرة بجروح . (وكالات)
غضب عالمي بعد مجزرة الحولة
تصاعدت الإدانات الدولية والعربية لمجزرة الحولة في حمص، وقادت الأمم المتحدة السبت الدعوات إلى القيام بتحرك عاجل في سوريا بعد مجزرة قتل فيها 114 شخصا بينهم 32 طفلا. واتهم معارضون القوات النظامية بارتكابها.
فقد أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والموفد الدولي للمنظمة الدولية والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان المجزرة، معتبرين أنها “جريمة وحشية ومروعة”.
وأضاف أن هذه المجزرة تشكل “انتهاكا فاضحا” للقانون الدولي وتعهدات الحكومة السورية بعدم استخدام الأسلحة الثقيلة والعنف. وقال بان وأنان إن “المسؤولين عن ارتكاب هذه الجريمة يجب أن يحاسبوا”.
وعقب المجزرة توجهت بعثة المراقبين الدوليين إلى الحولة، حيث أدان رئيسها روبرت مود ما سماه “المأساة الوحشية” مؤكدا أن التدقيق الذي أجراه المراقبون كشف “استخدام مدفعية الدبابات” في قصف المدينة.
وأكد مود أن المراقبين الذين ذهبوا إلى الحولة صباح السبت تمكنوا من إحصاء “أكثر من 32 طفلا تحت سن العاشرة مقتولين إلى جانب عدد من الجثث التي تعود إلى نساء ورجال يقدر عددها بنحو ستين”.
وحذر مود “الذين يستخدمون العنف لأجنداتهم الخاصة بأنهم سيتسببون بمزيد من عدم الاستقرار وبمزيد من الأحداث غير المتوقعة وقد يقودون البلاد إلى حرب أهلية”.
من جهته، أعلن المجلس الوطني السوري المعارض أن أنان اتصل السبت برئيس المجلس المستقيل برهان غليون منددا بـ”الجريمة النكراء” في مدينة الحولة ومؤكدا أنه “سيطرح الموضوع بشكل قوي” أمام الرئيس بشار الأسد.
وكان المجلس الوطني السوري دعا في بيان مجلس الأمن إلى “عقد اجتماع فوري” بعد المجزرة واتخاذ “القرارات الواجبة لحماية الشعب السوري بما في ذلك تحت الفصل السابع (من ميثاق الأمم المتحدة) والتي تتيح حماية المواطنين السوريين من جرائم النظام باستخدام القوة”.
إدانات غربية
من جهتها أدانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون المجزرة التي وصفتها بـ”الفظيعة”، وقالت إن نظام القتل الذي يقوده الأسد يجب أن ينتهي.
وتابعت “إننا نتضامن مع الشعب السوري والمتظاهرين المسالمين في المدن على امتداد سوريا الذين نزلوا إلى الشوارع للتنديد بمجزرة الحولة”.
وأضافت أنه “يجب معرفة ومحاسبة الذين ارتكبوا هذه الفظاعة”، مؤكدة أن “الولايات المتحدة ستعمل مع الأسرة الدولية لتعزيز الضغط على الأسد وأعوانه الذين يجب إنهاء حكمهم بالقتل والخوف”.
كما أدانت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون “هول المعلومات التي تتحدث عن مجزرة وحشية ارتكبتها القوات المسلحة السورية في مدينة الحولة”.
وقالت آشتون “أدين بأشد العبارات هذا العمل الشائن الذي ارتكبه النظام السوري ضد مدنييه بالرغم من وقف إطلاق النار الذي تمت الموافقة عليه وبحضور مراقبي الأمم المتحدة”.
وأكدت أن “الاتحاد الأوروبي يدعم بالكامل جهود أنان وفريقه للدفع باتجاه عملية سياسية”، داعية الحكومة السورية إلى التنفيذ الكامل لخطة النقاط الست التي قدمها أنان.
وفي لندن، دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إلى “رد دولي قوي” بعد هذه المجزرة وأعرب عن نيته المطالبة باجتماع عاجل لمجلس الأمن خلال الأيام القليلة المقبلة.
وقال هيغ إن “أولويتنا في مواجهة هذه الجريمة الرهيبة هي تحديد الوقائع والتحرك سريعا للتأكد من كشف هوية المسؤولين عنها ومحاسبتهم”.
وفي باريس، أدان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس المجازر التي وقعت في الحولة بسوريا و”الفظائع” التي يتحملها الشعب السوري ودعا المجتمع الدولي إلى المزيد من التعبئة.
وقال فابيوس “أجري فورا اتصالات بهدف عقد اجتماع في باريس لمجموعة دول أصدقاء الشعب السوري”، مدينا “الانجراف الدامي” للنظام السوري نحو العنف.
وفي برلين قال وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله إن المجزرة “صدمته وروعته”. وأكد الوزير الألماني في بيان أنه “من المروع أن النظام السوري لا يوقف العنف الوحشي ضد شعبه”، مؤكدا أن المسؤول عن هذه الجرائم يجب أن يحاسب.
إدانات عربية
وعربيا أدانت دول مجلس التعاون الخليجي مساء السبت “مجزرة الحولة”، وأكدت أنها تتابع “بقلق بالغ” التطورات المؤسفة في سوريا.
ونقل بيان عن الأمين العام للمجلس عبد اللطيف الزياني قوله إن دول المجلس الست “تدين وتستنكر المجزرة في بلدة الحولة من قبل القوات النظامية”.
ودعا “المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته لوقف نزيف الدماء في سوريا بشكل يومي”.
وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة دعت السبت إلى عقد اجتماع عاجل للجامعة العربية لبحث مجزرة الحولة.
وفي مصر، قال وزير الخارجية محمد كامل إن ما حدث “جريمة لا سكوت عنها” وطالب بمحاسبة المسؤولين عن الجريمة بشكل رادع، واعتبر أن تأخر التطبيق الكامل والنزيه لخطة أنان والمبادرة العربية سيتسبب في استمرار القتل والعنف ضد المدنيين وسيكون لذلك عواقب كارثية على سوريا والاستقرار في المنطقة.
كما أدان رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ يوسف القرضاوي مجزرة الحولة، ودعا جامعة الدولة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى القيام بواجبها لحماية السوريين والثأر من مرتكبي المجازر.
وفي الكويت، دعا عدد من نواب مجلس الأمة أبناء قبائلهم والمواطنين إلى التبرع بالمال، لتقديمه إلى الجيش السوري الحر لشراء السلاح.
قصف الرستن وحماة واشتباكات بين “الجيشين“
شهدت مدينة الرستن وحماة اليوم الأحد قصفا عنيفا في حين دارت اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي في حرستا في ريف دمشق والبوكمال ودير الزور. جاء ذلك في وقت قتل فيه 11 شخصا واعتقل خمسة آخرون على أيدي قوات الأمن والشبيحة.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مدينة الرستن التابعة لريف حمص والخارجة على سيطرة النظام منذ أشهر تعرضت “لقصف عنيف” مساء السبت وفجر اليوم.
ونقل المرصد عن أحد النشطاء بالمدينة أن ثلاثين قذيفة سقطت خلال ربع ساعة فجر اليوم.
في السياق ذاته أفادت الهيئة العامة السورية بقتل عشرة سوريين بمدينة حماة بينهم سبعة تمت تصفيتهم إثر محاولتهم الانشقاق عن القوات النظامية. وتعرضت بلدات الرستن وتلبيسة والزعفرانة بمحافظة حمص لقصف بقذائف الهاون والمدفعية بشكل عشوائي مع استمرار قطع الكهرباء والماء، غداة مجزرة مدينة الحولة بالمحافظة التي راح ضحيتها أكثر من مائة شخص بينهم عشرات الأطفال.
وقال ناشطون سوريون إن خمسة اشخاص قتلوا في قصف عنيف للجيش النظامي على حماة.
كما شهدت حماة إحراق عدد كبير من المنازل في مشاع وادي الجوز جراء إطلاق النار الكثيف من قوات الجيش النظامي، وحالة نزوح جماعي للعائلات إلى حي الضاهرية.
وفي العاصمة دمشق، استهدف انفجار سيارة للأمن على طريق المحلق الجنوبي بمنطقة المزة مما أسفرعن إصابة بعض عناصر الأمن بجروح، وفق المصدر نفسه.
وفي ريف دمشق، دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من “الكتائب المقاتلة المعارضة” بمدينة حرستا، مشيرا إلى أصوات إطلاق نار من رشاشات ثقيلة ومتوسطة وخفيفة.
في السياق ذاته قال ناشطون سوريون إن اشتباكات عنيفة دارت فجر اليوم بين الجيشين الحر والنظامي في حرستا بريف دمشق والبوكمال ودير الزور.
احتجاجات على المجزرة
يأتي ذلك في وقت توالت فيه الاحتجاجات والإدانات الدولية لمجزرة الحولة بحمص التي راح ضحيتها العشرات معظمهم نساء وأطفال. وخرجت مظاهرات غاضبة بمدن سورية عدة، لا سيما دمشق وحمص وحلب وحماة، للتنديد بالمجزرة.
ونظمت محافظة درعا لليوم الثاني على التوالي إضرابا عاما وعصيانا مدنيا ضد نظام بشار الأسد نصرة لدماء أطفال الحولة بحمص.
واقتحمت القوات النظامية مدينة الشيخ مسكين بدرعا من جهة ازرع، وقامت بتكسير أقفال المحلات المضربة وخلع الأبواب المعدنية والتهديد بإحراقها في محاولة لكسر الإضراب.
وقد عمّت المظاهرات أماكن متفرقة من البلاد للتنديد بمجزرة الحولة، وتركز أغلبها في مناطق مختلفة بدمشق وريفها وحمص وحماة وإدلب وحلب شمالا والحسكة ودير الزور شرقا ودرعا جنوبا.
من جهته أعلن المجلس الثوري التابع للهيئة العامة للثورة السورية، أن السوريين لم يعودوا معنيين بمبادرة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان، والتي تقضي بوقف العنف وإرسال فرق مراقبة إلى سوريا. وأكد أن المبادرة “فشلت فشلاً ذريعا وأدت إلى نتائج عكس المطلوب منها، وأعطت الفرصة لمزيد من الجرائم بحق الشعب السوري”.
من جانب آخر تشهد تركيا ازدياداً ملحوظاً في عدد اللاجئين السوريين القادمين إليها من مناطق الساحل السوري بالفترة الأخيرة، وخاصة من أهالي اللاذقية وبانياس. ويروي السوريون الذين استطاعوا الدخول إلى تركيا قصصاً مروعة عن الأوضاع في مدن الساحل السوري.
أوباما يسعى لإزاحة الأسد على الطريقة اليمنية
عبر مساعدة من روسيا
كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن خطة يسعى بموجبها الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى إزاحة الرئيس السوري بشار الأسد عن سدة الحكم على شاكلة ما جرى في اليمن، وذلك في محاولة لوقف ما أسمته بحمام الدم الذي تشهده سوريا منذ أكثر من عام.
وتقتضي الخطة إجراء مفاوضات سياسية في سوريا يكون من شأنها إرضاء المعارضة مع الاحتفاظ بما أسمتها الصحيفة بقايا حكومة الأسد في السلطة بعد تنحي الرئيس، مما يسمح بانتقال السلطة بنفس الطريقة التي انتقلت عبرها من الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح إلى نائبه حينئذ عبد ربه منصور هادي.
وقالت نيويورك تايمز إن نجاح الخطة يتوقف على روسيا، التي وصفتها بأنها واحدة من أقوى حلفاء النظام السوري، وأشارت إلى أن موسكو سبق أن منعت أي عقوبات دولية صارمة ضد النظام السوري، وذلك من خلال استخدامها لحق النقض (فيتو) في مجلس الأمن الدولي.
وأوضحت أن روسيا وقفت ضد أي عقوبات قاسية على الأسد مخافة أن تؤدي إلى الإطاحة القسرية بالرئيس السوري، وبالتالي مواجهة مصير يشبه ما تعرض له العقيد الليبي الراحل معمر القذافي الذي لقي مصرعه، أو الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك الذي زج به في السجن ويتم تقديمه للمحاكمة.
نيويورك تايمز
ضغوط على موسكو
وأشارت الصحيفة إلى ما وصفتها بالضغوط الدولية المكثفة التي تواجهها روسيا لدفعها إلى استخدام نفوذها لتنحية الأسد، في ظل استمرار عمليات القتل في سوريا، وأشارت كذلك إلى الهجوم الذي استهدف بلدة الحولة بحمص السورية، والذي قالت إن مسؤولي الأمم المتحدة أبلغوا عنه البارحة، وراح ضحيته أكثر من تسعين شخصا.
ونسبت إلى مسؤولين في الإدارة الأميركية القول إن أوباما سيعلن عن مشروع الخطة الأميركية برفقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشهر القادم، وذلك في أول اجتماع للرئيسين منذ عودة الأخير إلى سدة الحكم في 7 مايو/أيار الجاري.
وأوضحت أن مستشار الأمن القومي توماس جونيلون سبق أن ناقش الخطة مع بوتين في موسكو قبل ثلاثة أسابيع، وأن أوباما أثار موضوع الخطة مع رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيدف الأسبوع الماضي، وذلك على هامش قمة الثماني في كامبد ديفد بالولايات المتحدة، وأن الأخير بدا متقبلا لفكرة الخطة، وملمحا إلى أن روسيا تفضلها على الطرائق الأخرى التي شهدتها التحولات الأخرى في العالم العربي.
تأهب عراقي على حدود سوريا
رفعت قوات حرس الحدود العراقية التي تتمركز قرب الحدود الغربية مع سوريا درجة الاستعداد إلى مرحلة “الإنذار النهائي”, ووضعت في حالة استنفار منذ مساء أمس السبت بعد اشتباكات وانفجارات في الجانب السوري، أعقبت هجوما للجيش السوري الحر على مواقع للجيش النظامي في منطقة البوكمال الحدودية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الضابط برتبة نقيب في حرس الحدود العراقي علي جوير أن القوات العراقية كثفت حضورها الأمني في المنطقة المحاذية لقرية البوكمال السورية, قائلا “دخلنا مرحلة الإنذار النهائي أي الأعلى بعد اندلاع اشتباكات ووقوع انفجارات في الجانب السوري”.
وأوضح أن مرحلة الإنذار هذه تعني البقاء في حالة استنفار تام في المواقع وعدم المغادرة “إلا إذا طلب منا ذلك”.
وذكر أن الجيش السوري الحر هاجم نقاط مراقبة للجيش النظامي السوري في منطقة البوكمال المحاذية لمدينة القائم العراقية، مما أدى إلى اندلاع المواجهات. وأشار جوير إلى أن قوات حرس الحدود العراقية تقوم منذ نحو ثلاثة أو أربعة أيام بالقبض على سوريين غير مسلحين يتسللون نحو العراق من هذه المنطقة، قبل أن تسلمهم إلى الشرطة العراقية.
من جهته, قال ضابط برتبة ملازم أول في الفرقة التي تتولى التنسيق والاتصال بين حرس الحدود والقوات العراقية الأخرى إنه جرى استلام نداء من أحد الفرق المنتشرة على الحدود تفيد بوقوع الاشتباكات في الجانب السوري, وعدم التدخل إلا إذا جرى اجتياز للحدود.
يشار إلى أن مدينة القائم تقع في محافظة الأنبار على بعد حوالى 340 كلم غرب بغداد، وتفصلها منطقة صغيرة تسمى بالربط والباغوز عن مدينة البوكمال السورية، حيث يمكن بالعين المجردة مشاهدة المزارعين السوريين وهم يعملون في أراضيهم.
وتشترك سوريا مع العراق بحدود تمتد لحوالي 600 كلم، يقع أكثر من نصفها تقريبا في محافظة الأنبار التي تسكنها أغلبية سنية وكانت تعتبر في السابق مقرا لتنظيم القاعدة في العراق.
وتحدث مسؤولون عراقيون خلال الأشهر الماضية عن حركة تهريب للسلاح والمقاتلين باتجاه سوريا، التي كانت تتهم في السابق بأنها قدمت دعما ماليا وعسكريا ولوجستيا لجماعات “جهادية متمردة” في العراق.
وسطاء: دمشق تعرقل إطلاق اللبنانيين
-قال وسطاء إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يعرقل إطلاق الزوار اللبنانيين الشيعة الذين خطفوا بمحافظة حلب السورية في 22 مايو/أيار. جاء ذلك بعد أن أعلن مصدر دبلوماسي تركي أن المختطفين ليسوا في تركيا.
فقد قالت جمعية اقرأ للتنمية الاجتماعية, وهي جمعية لبنانية وإحدى الجهات الوسيطة في أزمة الرهائن اللبنانيين في سوريا, إن عملية الإفراج عنهم كانت على وشك النجاح لولا أنّ تطورات في اللحظات الأخيرة أجّلت تسليمهم للسلطات التركية.
وأوضح بيان للجمعية أن الرهائن “بخير وصحة جيدة لكن لا يمكن التكهّن بموعد معيّن لإخلاء سبيلهم”.
واتهمت الجمعية النظام السوري بمحاولة عرقلة قضية هؤلاء الرهائن، وهم من الطائفة الشيعية, بنشره قوات وطائرات بحث في منطقة تحرُّك الخاطفين.
ودعا البيان حزب الله اللبناني إلى التحلي بالوعي والصبر وإلى إدراك ما يقوم به نظام الأسد وعدمِ المراهنة عليه.
أنباء متضاربة
ولا تزال الأنباء متضاربة بشأن أحد عشر لبنانيا خُطفوا قبل ثلاثة أيام في سوريا، وترددت أنباء في الساعات الماضية عن قرب وصولهم إلى مطار بيروت قادمين من تركيا, لكن ذلك لم يحدث حتى الآن.
وكانت السلطات اللبنانية قد أعلنت الجمعة أنه سيتم الإفراج عن الزوار المختطفين، لكن وزير الداخلية اللبناني مروان شربل قال إنه من المحتمل أن المختطفين يخضعون للاستجواب من قبل أنقرة.
وقد أرجأ رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي زيارة كان يعتزم القيام بها لتركيا لمتابعة الإفراج المفترض عن المخطوفين اللبنانيين في شمال سوريا.
وقال ميقاتي إن عملية الإفراج عن المخطوفين أُرجئت، ولذلك تأجلت الزيارة إلى وقت لاحق. وأوضح مصدر تركي أن هذه الزيارة قد تتم الأحد.
وفي وقت سابق، قال مصدر دبلوماسي تركي إن الزوار المختطفين ليسوا في تركيا، وذلك بعد أن أعلنت السلطات اللبنانية الجمعة أنه سيتم الإفراج عنهم.
وقال المصدر التركي الذي رفض كشف هويته لوكالة الصحافة الفرنسية إن “هؤلاء الأشخاص ليسوا على الأراضي التركية. أعتقد أن التباسا حصل بشأنهم”.
وكان وزير الصحة اللبناني قد أعلن الجمعة أن المختطفين أطلق سراحهم وتم نقلهم إلى تركيا، وقال مراسل الجزيرة في لبنان إن طائرة رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري توجهت إلى مطار أضنة التركي لنقل المفرج عنهم البالغ عددهم 11 شخصا إلى بلدهم.
كما تحادث وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي وطمأنه على وضع مواطنيه المحتجزين.
وجاء ذلك بعد أن أعلن رئيس حزب أحرار سوريا الشيخ إبراهيم الزعبي -الذي قام بوساطة لإطلاق سراحهم- أنه سيتم الإفراج عنهم خلال ساعات.
أسباب لوجستية
لكن وزير الداخلية اللبناني مروان شربل أعلن السبت أن عودة المختطفين تأخرت “لأسباب لوجستية”، وأضاف “من المحتمل أن السلطات التركية تستجوبهم”.
ويذكر أن الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية كانت قد أعلنت الثلاثاء خطف الجيش السوري الحر في محافظة حلب 13 لبنانيا شيعيا كانوا عائدين إلى لبنان بعد زيارة المراقد الشيعية في إيران عن طريق تركيا، لكن الجيش الحر نفى أي تورط له في العملية.
السلطات السورية تتبرأ من مذبحة الحولة
نفت السلطات السورية اليوم الأحد ارتكاب مذبحة قال نشطاء معارضون إنها أسفرت عن مقتل 109 مدنيين على الأقل في بلدة الحولة فيما يعد من أسوأ المذابح التي وقعت خلال الانتفاضة الشعبية المستمرة منذ 14 شهرا ضد الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية جهاد المقدسي للصحفيين في دمشق إن نساء وأطفالا ورجالا كبارا في السن قتلوا بالرصاص، مشيرا إلى أن هذه ليست من سمات الجيش السوري.
وروى المقدسي ما حدث الجمعة الماضية في الحولة بريف حمص وأكد تجمع المئات ظهر الجمعة بأسلحة ثقيلة بينها صواريخ مضادة للدروع هاجمت مباني حكومية وقوات نظامية، مشيرا إلى أن القوات النظامية في هذه الأماكن كانت بحالة دفاع عن النفس، وأكد أنه لم تدخل أي دبابة ولا مدافع للأماكن التي وقعت بها المجازر.
ودعا المقدسي مجلس الأمن للاجتماع “ليبحث عمن يسعى لاستحضار حلف شمال الأطلسي (ناتو)”.
وقال “نأسف لكل من يستبق الأحداث استنادا لما يقوله بعض المعارضين”، موضحا أن الحكومة شكلت لجنة للتحقيق في أحداث الحولة.
وقال المقدسي إن الحكومة قامت بتشكيل لجنة “عسكرية عدلية” مهمتها التحقيق بمجريات مجزرة الحولة على أن تقدم هذه اللجنة نتائج تحقيقاتها خلال مدة ثلاثة أيام.
كما أدان المتحدث “كل هذا الاستسهال في اتهام القوات الحكومية السورية على مستوى وزراء الخارجية وليس فقط على مستوى وسائل الإعلام”.
واعتبر أن المسؤولين ووزراء الخارجية “ينتهزون أي فرصة لاستهداف سوريا واستحضار التدخل الأجنبي والعسكري في هذا البلد العزيز”.
ورأى أن “ما حدث بالحولة هجوم مخطط ومدبر بالتزامن مع انعقاد جلسة مجلس الأمن وزيارة المبعوث الدولي العربي كوفي أنان”.
وقال مقدسي إن “وزير الخارجية وليد المعلم تحدث مع السيد كوفي أنان الذي سيصل سوريا يوم غد الاثنين ووضعناه بصورة ما جرى بالتفاصيل وصورة التحقيق الرسمي السوري الذي يجري حاليا”.
وتوالت ردود الفعل الدولية الغاضبة على المجزرة التي وقعت في مدينة الحولة السورية وأودت بحياة عشرات الأشخاص بينهم 32 طفلا بحسب بعثة المراقبين الدوليين في سوريا، واتهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دمشق بانتهاك القانون الدولي وعدم الوفاء بالتزاماتها.
واشنطن وموسكو تنويان وضع خطة مشتركة لسوريا
روسيا تواجه ضغوطاً دولية متنامية لاستخدام نفوذها ودفع الأسد إلى مغادرة السلطة
العربية.نت
تنوي إدارة الرئيس باراك أوباما العمل مع روسيا لخطة رحيل الرئيس بشار الأسد عن السلطة، على نموذج الخطة اليمنية حسب ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأحد.
وقالت الصحيفة إن الخطة تدعو إلى تسوية سياسية ترضي المعارضة السورية، هدفها تطبيق عملية انتقالية على نموذج تلك الجارية في اليمن، بعد خروج الرئيس صالح عن السلطة.
وأضافت الصحيفة أن نجاح الخطة لتوسيع الأزمة في سوريا رهن بروسيا الحليف الرئيسي لدمشق التي تعارض تنحي الأسد.
وكتبت الصحيفة أن موسكو تواجه ضغوطا دولية متنامية لاستخدام نفوذها لحمل الأسد على مغادرة السلطة، موضحة أنه تم طرح النموذج اليمني مطولا في موسكو وحتى في الولايات المتحدة.
وسيعرض أوباما هذا الاقتراح على الرئيس فلاديمير بوتين الشهر المقبل خلال أول اجتماع لهما منذ عودة بوتين إلى الكرملين في السابع من ايار/مايو بحسب الصحيفة.
وبحث توماس دونيلون مستشار الأمن القومي الأمريكي الخطة مع بوتين في موسكو قبل ثلاثة أسابيع بحسب الصحيفة.
وعندما اقترح أوباما الخطة على رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف خلال قمة مجموعة الثماني في كامب ديفيد الأسبوع الماضي، كان موقف الأخير إيجابيا، مؤكدا أن موسكو تفضل هذا السيناريو على غيره بحسب نيويورك تايمز.
الإمارات تدعو الجامعة لاجتماع عاجل حول مجزرة سوريا
مجلس التعاون الخليجي يدين “المجزرة” ويتابع بقلق بالغ التطورات المؤسفة
العربية.نت
طالبت الإمارات العربية المتحدة، السبت، بعقد اجتماع عاجل لجامعة الدول العربية، لمناقشة المجزرة التي أودت بعشرات المدنيين في مدينة الحولة بمحافظة حمص السورية (وسط)، وأثارت تنديدا دوليا عارما، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية.
وقالت الوكالة إن وزير الخارجية الاماراتي، عبدالله بن زايد آل نهيان، “دعا إلى عقد اجتماع عاجل لجامعة الدول العربية، لبحث مجزرة الحولة بضواحي مدينة حمص السورية، والتي راح ضحيتها أكثر من 106 أشخاص من المدنيين”، نقلاً عن وكالة فرانس برس.
واعتبر عبدالله بن زايد أن “مثل هذا الاستهداف للمدنيين يمثل رمزا مأسويا لفشل جهودنا المجتمعة عربيا ودوليا لإيقاف العنف تجاه المدنيين في سوريا”، وفق المصدر نفسه.
مجلس التعاون الخليجي
إلى ذلك، أدانت دول مجلس التعاون الخليجي مساء السبت “المجزرة”، التي وقعت في بلدة الحولة السورية، وأكدت أنها تتابع “بقلق بالغ” التطورات المؤسفة في البلد.
ونقل بيان عن الأمين العام للمجلس، عبداللطيف الزياني، قوله إن دول المجلس الست “تدين وتستنكر المجزرة في بلدة الحولة السورية من قبل القوات النظامية، وتتابع بقلق بالغ التطورات المؤسفة للأحداث الجارية في سوريا”.
وأكد أن دول المجلس “إذ تعبر عن الحزن والأسى جراء هذه المجزرة، فإنها تعرب عن استنكارها وإدانتها الشديدين لاستمرار استخدام القوة المفرطة من قبل قوات الحكومة السورية ضد المدنيين العزل”. كما دعا “المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته لوقف نزيف الدماء في سوريا بشكل يومي”.
ومن جانبه، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، والموفد الدولي، كوفي عنان، السبت، أن مجزرة مدينة الحولة، والتي قال المراقبون إنها أسفرت عن 92 قتيلا، تُشكل انتهاكاً “صارخا ورهيبا” للقانون الدولي.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة الدولية، مارتن نيسيركي، إن بان وعنان “يدينان بأشد العبارات مقتل عشرات الرجال والنساء والأطفال (في الحولة)، الأمر الذي أكده مراقبو الأمم المتحدة”.
عنان يهاتف غليون
إلى ذلك، أعلن المجلس الوطني السوري المعارض أن الموفد الدولي عنان اتصل السبت برئيس المجلس المستقيل، برهان غليون، مندداً بـ”الجريمة النكراء” في مدينة الحولة، ومؤكداً أنه “سيطرح الموضوع بشكل قوي” أمام الرئيس السوري بشار الأسد، ويطلب منه الوقف الفوري لهذه المجازر.
وعبّر غليون لعنان “عن شجبه للصمت الدولي وانعدام الفعل أمام هذه المجازر، وطلب منه إرسال لجنة تحقيق دولية بأسرع وقت ممكن، وتثبيت بعض المراقبين في المناطق المعرضة للعنف المستمر، والتعاون مع الدول الصديقة لطرح القضية على مجلس الأمن، واستصدار قرار أممي يردع النظام السوري عن الاستمرار في ارتكاب هذه المجارز بحق الشعب السوري”، بحسب مصدر من المجلس الوطني.
وكان رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا، روبرت مود، دان في وقت سابق “المأساة الوحشية” في مدينة الحولة، التي أودت بحياة 92 شخصاً بينهم 32 طفلا، محذرا من يستخدمون العنف بأنهم “قد يقودون البلاد إلى حرب أهلية”.
ودعا المجلس الوطني السوري في بيان، أصدره فجر السبت، مجلس الأمن الدولي إلى “عقد اجتماع فوري” بعد “مجزرة الحولة الشنيعة” واتخاذ “القرارات الواجبة لحماية الشعب السوري من جرائم النظام باستخدام القوة”.
ومن جانبه، قال وزير الإعلام الأردني السابق، صالح القلاب، تعليقاً على المذبحة، إن عدد المراقبين الدوليين لو تعدى العشرين ألف في سوريا، لن يجدي ذلك نفعاً في حمل قوات الأسد عن ارتكاب الجرائم، مؤكداً أن حكومة الأسد تضرب بالقرارات الدولية والعربية عرض الحائط، ولا تنفذ أيا من بنودها، ويجب اتخاذ إجراءات رادعة من قبل المجتمع الدولي حتى لا تتفاقم جرائم القتل.
وألقى القلاب باللائمة خلال حديثه لنشرة الرابعة على “العربية” على مجلس الأمن والأمم المتحدة والجامعة العربية بخصوص تقاعسهما عن وقف المجازر، مستكراً في الوقت ذاته عدم سحب الجيش آلياته العسكرية وجنوده من الشوارع، بالإضافة إلى عدم الإفراج عن السجناء القابعين في المعتقلات، وهذا ما ينص عليه البند الأول من خطة عنان.
وأشار إلى أن التظاهرات أمام السفارات السورية في الخارج عديمة الجدوى، وأوضح أن القوة العسكرية هي التي ستكبح جماح النظام.
وشن القلاب هجوماً لاذعاً على تصريح المبعوث الأممي والعربي عنان، والذي أكد أن خطته ليس هناك بديل لها، حيث شدد على أن هذه المقولة أعطت الضوء الأخضر للنظام لارتكاب العديد من المجازر وصناعة أنهار من الدم.
وأنهى القلاب حديثه، بأن الوضع القائم الآن في سوريا يدفع البلاد إلى شفير الحرب الأهلية بتواطؤ من المجتمع الدولي والعربي.
ومن جانبه قال غليون، من اسطنبول لنشرة الرابعة على “العربية”، إن جريمة حولة، يندى لها الجبين، وعلى العالم أن يرد بأفعال وليس باستنكار، وناشد دول أصدقاء سوريا للاجتماع لاتخاذ موقف حيال هذا المجازر.
وتابع غليون: قدمت شكوى أمس إلى مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة لمناقشة المذابح التي ارتكبت بحق المتظاهرين العزل من السلاح.
وحول دور المراقبين ومدى فاعليتهم، أشار إلى أن دورهم يكون مفيداً عندما يكونون شهود عيان على المذابح، ويجب أن تكون لديهم القدرة على وقف المذابح في إطار خطة استراتيجية للتعامل مع العنف.
إدانة مصرية
هذا وأدانت مصرالمجزرة، التي الجمعة في مدينة الحولة في ريف حمص وراح ضحيتها العديد من المدنيين بينهم نساء وأطفال.
وقال وزير الخارجية المصري، محمد كامل عمرو، في بيان صحافي له اليوم إن قصف المدنيين جريمة لا يمكن السكوت عليها وانتهاك لكافة الخطوط الحمراء، داعياً إلى تحقيق فوري يحدد المسؤولين عن هذه الجريمة ضد المدنيين والنساء والأطفال ويحاسبهم بشكل حاسم ورادع.
وأوضح الوزير، أن التأخر في التطبيق الكامل والفوري والنزيه لخطة المبعوث المشترك لجامعة الدول العربية والأمم المتحدة كوفي عنان والمبادرة العربية لحل الأزمة السورية سيكون من شأنه استمرار تصاعد عمليات القتل والعنف ضد المدنيين.
الخارجية السورية: لم نرتكب مجزرة الحولة
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
نفى المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي ارتكاب القوات الحكومية لمجزرة الحولة، التي وقعت الجمعة بمحافظة حمص وقتل فيها 106 أشخاص، وأنحى باللائمة فيها على المعارضة المسلحة.
وقال مقدسي إن الحكومة السورية شكلت لجنة عدلية عسكرية للتحقيق في مجزرة الحولة، وستظهر النتائج خلال 3 أيام.
واتهم مقدسي “مسلحين” بارتكاب مجزرة الحولة وفقا لخطة منظمة بدأت ظهر الجمعة بالهجوم على 5 نقاط حكومية تحرس المنطقة باستخدام أسلحة ثقيلة ونوعية يتم استخدامها للمرة الأولى، مؤكدا أن سلاح القوات الحكومية لم يوجه على المنطقة أبدا وإنما كانوا في حالة دفاع عن النفس أفضت إلى مقتل 3 عناصر من الجيش وجرح عدد آخر.
وتأتي تصريحات مقدسي عقب وقوع مجزرة في منطقة الحولة بمحافظة حمص، وسط سوريا، راح ضحيتها 106 أشخاص بينهم 50 طفلا بسبب ما تقول المعارضة السورية إنه قصف مستمر على المدينة من جانب القوات الحكومية منذ الجمعة وحتى صباح السبت.
ووصف مقدسي المجزرة “بالإرهابية”، قائلا ” هذه المنهجية الوحشية ليست من شيم الجيش العربي السورية ومعروف من يتبع هذه الوحشية”.
وكانت بعثة المراقبيين الدوليين توجهت السبت إلى منطقة الحولة، بعد دعوات من ناشطين ومعارضين سوريين لهم بالتوجه لتوثيق المجزرة، ووثقوا قصف القوات النظامية على المدينة.
كما تحدث عن أن المجرزة لم تقتصر فقط على منطقة الحولة وإنما على منطقة الشولة التي وقع فيها مجزرة مماثلة من خلال حرق المحاصيل الزراعية وحرق المشفى الوطني.
وأعرب مقدسي عن أسفه للاتهامات التي تم توجيهها إلى الحكومة السورية دون الاستناد إلى أدلة وثبوتيات، ولكل من يستبق الأحداث من وزراء خارجية عظمى مثل مجلس الأمن و الاتحاد الأوروبي استنادا إلى معارضين دون أي دلائل أخرى.
وعن تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان غي مون بأن عددا من المدن السورية تحت سيطرة المعارضة المسلحة، انتقد مقدسي استخدام الأخير لمصطلح “المعارضة المسلحة” وقال إنهم “إرهابيون ولا يمكن للمعارضة أن تحمل السلاح ضد هيبة الدولة”.
كما نفى سيطرة المعارضة على أي مدينة، وإنما على عدة أحياء مستشهدا بمشاهدات بعثة المراقبين إلى سوريا الذين يروون المظاهر المسلحة ما أن يصلوا إليها.
وتحدث مقدسي عن خروق تقوم بها المعارضة السورية التي قال إنها ارتكبت 3500 خرق لهدنة المبعوث الخاص إلى سوريا كوفي أنان، منها حمل السلاح بشكل علني، تجول المسلحين بالأحياء والسيطرة على مبان حكومية، وقال “يتم توثيق كل شيء بالتاريخ والمكان وسيتم عرضه على أنان الذي يصل دمشق الاثنين”.
23 قتيلا بسوريا وقصف على الرستن
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
شهدت مدينة الرستن فجر الأحد قصفا عنيفا فيما جرت اشتباكات بين القوات النظامية وكتائب من الجيش السوري الحر في عدد من المناطق السورية، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان لفرانس برس، فيما قالت لجان التنسيق المحلية إن 23 قتيلا سقطوا برصاص الأمن أغلبهم في حماه.
وذكر المرصد أن مدينة الرستن التابعة لريف حمص وسط البلاد والخارجة عن سيطرة النظام منذ أشهر تعرضت “لقصف عنيف” ليل السبت وفجر الأحد.
ونقل المرصد عن أحد النشطاء في المدينة أن ثلاثين قذيفة سقطت خلال ربع ساعة فجر الأحد.
وفي العاصمة، استهدف انفجار سيارة للأمن على طريق المحلق الجنوبي بمنطقة المزة ما أسفر عن إصابة بعض عناصر الامن بجروح، حسب المصدر نفسه.
وفي ريف دمشق، دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من “الكتائب المقاتلة المعارضة” في مدينة حرستا، مشيرا إلى أصوات إطلاق نار من رشاشات ثقيلة ومتوسطة وخفيفة.
وأضاف أن اشتباكات عنيفة نشبت بعد منتصف ليل السبت الأحد وفجر الأحد في عدة بلدات ومدن بريف دمشق “بين الكتائب المعارضة المقاتلة والقوات النظامية السورية”.
إلا أن المرصد لم يوضح مكان أو طبيعة هذه الاشتباكات والخسائر التي أسفرت عنها.
وفي حماة وسط البلاد تشهد عدة أحياء اشتباكات عنيفة بين “مقاتلين من الكتائب المعارضة التي تقاتل النظام السوري” مترافقة مع سماع أصوات انفجارات وإطلاق نار من رشاشات ثقيلة في أحياء بساتين حي الظاهرية ومشاع وادي الجوز مصدرها آليات القوات النظامية.
وفي ريف درعا جنوبي سوريا، نفذت قوات الأمن حملة مداهمات واعتقالات في مدينة جاسم أسفرت عن اعتقال ثلاثة مواطنين.
يأتي ذلك غداة مقتل 24 شخصا بينهم ثلاثة في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، ومواطن بمدينة حماة وثلاثة مدنيين بينهم سيدتان في ريف درعا ومواطن في عربي بريف دمشق وتسعة أشخاص في ريف حمص و5 مواطنين بينهم سيدة في دمشق ومواطنان في ريف حلب.
وعثر على جثامين عشرة جنود في بئر قرب مدينة خان شيخون بريف إدلب، وعليها آثار إطلاق رصاص كما سقط 14 من القوات النظامية خلال اشتباكات واستهداف سيارات في محافظات حلب وإدلب وحمص ودرعا.
وارتفع عدد شهداء مجزرة الحولة إلى 114 بينهم نحو 32 طفلا بعد أن تم تسليم المزيد من جثامين الشهداء بوجود المراقبين والعثور على جثامين آخرين السبت.
وكانت حصيلة سابقة أشارت إلى مقتل 92 شخصا بينهم 32 طفلا.
دعوات لتوحيد الموقف بعد “الحولة“
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أعلنت الكويت أنها تجري اتصالات مع الدول العربية لعقد اجتماع طارئ للمجلس الوزاري للجامعة العربية بعد المجزرة التي شهدتها بلدة الحولة السورية بحمص وراح ضحيتها العشرات، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية الأحد.
ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية قوله إن الكويت بصفتها تترأس الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية “بصدد الاتصال بالأشقاء العرب لعقد اجتماع طارئ على المستوى الوزاري لتدارس الوضع واتخاذ الخطوات الكفيلة بوضع حد للممارسات القمعية بحق الشعب السوري”.
وأعرب المسؤول عن إدانة واستنكار الكويت للجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات النظام السوري في بلدة الحولة.
وكانت الإمارات العربية المتحدة طالبت السبت بعقد اجتماع عاجل لجامعة الدول العربية لمناقشة المجزرة التي أودت بعشرات المدنيين في الحولة وأثارت تنديدا دوليا عارما.
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان غي مون ومبعوث المنظمة الدولية لسوريا كوفي أنان السبت أن مجزرة الحولة التي اتهم معارضون سوريون النظام بارتكابها وقال المراقبون الدوليون إنها أسفرت عن 92 قتيلا، تشكل انتهاكا “صارخا ورهيبا” للقانون الدولي.
واعتبر بان وأنان أن “هذه الجريمة الصارخة والرهيبة التي استخدمت فيها القوة بشكل أعمى وغير متكافئ تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي ولالتزامات الحكومة السورية بوقف استخدامها السلاح الثقيل في المدن وبوقف العنف مهما كان”.
وشددا على أن “منفذي هذه الجرائم ينبغي محاسبتهم”.
الأردن يدين
وفي غضون ذلك، أدانت الحكومة الأردنية الأحد بشدة المجزرة التي أودت بحياة العشرات في مدينة الحولة السورية، داعية إلى إيجاد “حل سياسي” في هذا البلد “لوقف نزيف الدم”، حسب وكالة فرانس برس.
وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال سميح المعايطة إن “الحكومة تعرب عن إدانتها الشديدة للمجزرة التي أودت بحياة الضحايا المدنيين الأبرياء، وتحديدا الأطفال والنساء وعشرات المدنيين الأبرياء في مدينة الحولة بمحافظة”.
كما شدد المعايطة على “موقف الحكومة الثابت الداعي إلى ضرورة إيجاد حل سياسي يوقف نزيف الدم في سوريا ويحافظ على وحدتها ويضمن سلامة شعبها”.
المؤتمر الإسلامي
دعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو الدول الأعضاء الأحد إلى إعادة النظر في موقفها من الأحداث في سوريا منددا بـ”المجزرة الوحشية” في بلدة الحولة، حسب وكالة فرانس برس.
ووصف أوغلو في بيان “منفذي هذه الجرائم تجردوا من كل القيم الإنسانية والمبادئ الدينية” وطالب بـ”ضرورة معاقبة مرتكبيها”، كما دعا “علماء الدين في سوريا والشام إلى إدانة هذه الجرائم الفظيعة”.
وطالب بـ”اتخاذ الإجراءات الحازمة والسريعة لوقف عمليات القتل وسفك دماء الأبرياء وإدانة المجازر ضد المدنيين في سوريا”.
كما دعا الأمين العام للمنظمة “كافة فصائل المعارضة السورية إلى توحيد صفوفها، ونبذ الخلافات التي تعيق جدية وفعالية تحركها على الساحتين الداخلية والدولية”.
كلينتون تدعو لإنهاء “حكم القتل” بسوريا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
شددت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن “حكم القتل والخوف يجب أن ينتهي” في سوريا، في وقت عبر البيت الأبيض والاتحاد الأوروبي عن ذهولهما من المجزرة التي وقعت في مدينة الحولة السورية وأودت بحياة أكثر من 90 شخصا بينهم 32 طفلا، حسب بعثة المراقبين الدوليين في سوريا.
وفي أعقاب ردود فعل دولية غاضبة، أدانت كلينتون “فظاعة” المجزرة، مجددة الدعوة إلى إنهاء إراقة الدماء في البلاد، فيما أعربت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون من جهتها عن شعورها “بالهول” إزاء المجزرة.
وأشارت كلينتون إلى أن الولايات المتحدة تعمل مع حلفائها الدوليين لزيادة الضغط على الرئيس بشار الأسد و”رفاقه”، بعد المعلومات بشأن مجزرة الحولة، مؤكدة أن “حكم القتل والخوف يجب أن ينتهي”.
كاثرين أشتون: على المجتمع الدولي مواصلة التكلم بصوت واحد للمطالبة بقيام الأسد بالتنحي
بدورها، قالت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، إرين بلتون، إن المجزرة تعد “شهادة.. على النظام غير الشرعي” للرئيس بشار الأسد.
وأكّد البيت الأبيض أن النظام السوري يرد على الاحتجاجات السلمية “بقسوة غير إنسانية”.
من جانبها، قالت أشتون في بيان نشر ليل السبت الأحد، “أدين بأشد العبارات هذا العمل الشائن الذي ارتكبه النظام السوري ضد مدنييه، على رغم وقف إطلاق النار الذي تمت الموافقة عليه وبحضور مراقبي الأمم المتحدة”.
وأكّدت أن “على المجتمع الدولي مواصلة التكلم بصوت واحد لطلب إنهاء حمام الدم والمطالبة بقيام (الرئيس السوري) بشار الأسد بالتنحي والسماح بانتقال ديموقراطي” للسلطة.
آشتون تدين وتجتمع بأنان
وأدانت ممثلة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون “مجزرة الحولة” وقالت إن ما ارتكبته قوات النظام السوري تجاه مواطنيها وبوجود المراقبين عمل شنيع.
وطالبت آشتون في بيان لها السلطات السورية بالوقف الفوري لكل أشكال العنف وتوفير كل سبل الدعم لبعثة المراقبين التابعين للأمم المتحدة مع التطبيق الكامل لخطة المبعوث الأممي العربي المشترك كوفي أنان.
وقالت آشتون إنها ستبحث مع المبعوث الأممي العربي المشترك كوفي أنان في وقت لاحق هذه التطورات مشددة على ضرورة أن يبقى المجتمع الدولي موحدا إزاء هذه الأزمة من خلال المطالبة بوقف نزيف الدماء ومطالبة الأسد بالتنحي لإفساح المجال أمام التحول الديمقراطي في البلاد.
مود يؤكد أن الدبابات قصفت الحولة
يشار إلى أن رئيس بعثة للمراقبين الدوليين إلى سوريا، روبرت مود كان أكّد أمام الصحفيين أن التدقيق الذي أجراه المراقبون كشف “استخدام مدفعية الدبابات” في قصف الحولة.
بيد أنه أشار إلى أن الظروف التي أدت إلى هذه المأساة “ما تزال غير واضحة”، مضيفا “كائنا من كان الذي بدأ، وكائنا من كان الذي رد، وكائنا من كان الذي قام بهذا العمل العنفي المشين، فهو يتحمل المسؤولية”.
وفي بيان أصدرته المتحدثة باسمها، أشارت وزيرة الخارجية الأميركية إلى أن المراقبين الدوليين “أكدوا أن عشرات الرجال والنساء والأطفال قتلوا وجرح غيرهم المئات في هجوم وحشي استخدمت فيه مدفعيات النظام والدبابات على منطقة سكنية”.
الجيش السوري الحر: فلتذهب خطة أنان إلى الجحيم
وردا على المجزرة، أعلن الجيش السوري الحر أنه سيوقف التزامه بخطة الموفد الدولي الخاص إلى سورية كوفي أنان، إذا لم يتحرك مجلس الأمن بسرعة لحماية المدنيين.
وقال في بيان”نعلن أنه إذا لم يتخذ مجلس الأمن الدولي إجراءات سريعة وعاجلة وطارئة لحماية المدنيين فلتذهب خطة أنان إلى الجحيم”.
في غضون ذلك، أفادت لجان التنسيق المعارضة أن عدد القتلى في سوريا بلغ 1635 منذ بدء مبادرة أنان، مشيرة إلى أنها “استطاعت توثيق القتلى بالاسم، منهم 60 سيدة، 123 طفلا”.
قد يتنحى بشار 2014 مع حفظ ماء وجهه
Charles Glass National
-ترجمة الجريدة الكويتية
عندما دعمت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية انقلاب الجيش الذي دمّر الديمقراطية البرلمانية في سورية في عام 1949، كان المجال مفتوحاً أمام الضباط العلويين كي يسيطروا على الوضع في عام 1966 (تطلب صمودهم على مر قرون من التعصب الديني أن يصبحوا أسياداً في التآمر).
منذ 25 عاماً، سافرتُ براً عبر المنطقة التي كان يسميها علماء الجغرافيا “سورية الكبرى” لتأليف كتاب. بدأتُ بمنطقة الإسكندرونة، تلك المحافظة الشمالية البحرية التي تنازلت عنها فرنسا لتركيا في عام 1939، ثم توجهتُ جنوباً عبر سورية المعاصرة باتجاه لبنان. انطلاقاً من هناك، كنت أنوي المرور بإسرائيل والأردن. كنت سأتوجه نحو العقبة، أول معقل تركي في سورية الكبرى يستسلم للثورة العربية و”لورنس العرب” في عام 1917. لكن لأسباب متنوعة، اختصرتُ رحلتي وتوقفت في بيروت في يونيو 1987. (عدتُ لإتمام الرحلة وتأليف كتاب ثان في عام 2002).
كانت الجولة التي قمتُ بها سيراً على الأقدام أو بالحافلة أو في سيارة الأجرة كافية بالنسبة إلي كي أفهم طبيعة سورية بطريقة لم أكن أفعلها حين كنتُ صحافياً ملتزماً بمهل زمنية يومية محددة. كان الناس يحبون تجاذب الأحاديث، وتناول القهوة والشاي، ولعب الورق، والتذمر من الوضع. كان حافظ الجمالي واحداً من أبرز منتقدي نظام البعث القائم منذ 17 عاماً بقيادة الرئيس حافظ الأسد. كان الجمالي رجل دولة ودبلوماسياً مميزاً في الثمانينيات من عمره، وكان أحد مؤسسي حزب البعث. لكن بحلول عام 1987، كان ينتمي إلى المعارضة السورية الصامتة.
أخبرني الجمالي حينئذ: “كان الجميع خائفين. أنا قبلتُ أن أكون وزيراً. لماذا؟ لأنني لو لم أوافق، كنت سأدخل السجن. لا أحد يتمتع بالشجاعة لإخبار رئيسنا بوجود خطب ما. يظن رئيسنا أنه شخص ملهم وتربطه علاقات مميزة مع الله. لو كان ملهماً فعلاً، فلا بأس بذلك. حين تقع أي أزمة، كان يشير إلى وجود مؤامرة إسرائيلية أو أميركية. أما هو، فلا علاقة له بالمشكلة لأنه شخص ملهم”.
عمد بعض الأعضاء المدنيين في حزب البعث إلى ترك صفوفه عندما وصل الحزب إلى السلطة في عام 1963، علماً أن مؤسسي الحزب ادعوا أنهم يؤمنون بالعلمانية والديمقراطية، فرفضوا أن يتخذ الحزب طابعاً عسكرياً. بقي الحزب في السلطة، لا عن طريق الانتخابات، بل بقوة سواعد أعضائه داخل الجيش. كان والد رولا ركبي، التي قابلتُها منذ بضعة أسابيع في الفندق الذي تديره في دمشق، واحداً منهم. توفي فيصل ركبي منذ شهر، ما يفسر ارتداء ابنته ملابس سوداء. تدعم ركبي الثورة التي بدأت في سورية خلال السنة الماضية، وهي تظن أن نضالها يشبه نضال والدها ضد الحكم العسكري الذي يقوده حزب واحد.
في المقهى التابع للفندق الذي يطل على شارع مكتظ في وسط المدينة، أخبرتني ركبي: “تعرضتُ للاستجواب مرتين من قوى الأمن. لقد قامت تلك القوى باستجوابي كي تثبت لي أنها تعلم بما أقوم به وأنها تراقب كل ما يحصل”. لقد قالت ذلك لأن المعارضين الشباب اجتمعوا في ذلك المقهى مع حواسيبهم بعد أن قطعت الشرطة خدمة الاتصال اللاسلكي عن الفندق. لكن عمد بعض الشبان هناك إلى مناقشة مسار الثورة (تماماً كما فعل أجدادهم في مقاهي الأسواق القديمة التي دمّرها الفرنسيون بهدف إخماد ثورتهم) وكانوا يتناولون هذه المرة القهوة التركية الحادة أو قهوة الإسبريسو الرائجة راهناً.
رصدت ركبي وجود شرخ بين الأجيال في هذا الصراع: “يعبّر أشخاص كثيرون هنا من القوميين المنتمين إلى الجيل القديم عن ولائهم للنظام لأنهم يظنون أنه يعادي الإمبريالية والمشروع الصهيوني”. برز انقسام اقتصادي أيضاً في هذا المجال: “في دمشق، وحدها طبقة الفقراء تشارك في الثورة. في حمص، تشارك جميع الطبقات وجميع الطوائف. إنها ثورة بمعنى الكلمة”.
يؤوي فندقها 30 عائلة هربت من المعركة في مدينة حمص التي تحولت إلى مركز للثورة وحملة القمع. استناداً إلى الأحاديث مع اللاجئين من حمص، اتضح وجود مصدر انقسام طائفي آخر. كان السُّنة من حمص يميلون إلى الهروب خوفاً من مدفعيات الجيش وحملات الاعتقال، بينما سعى المسيحيون والعلويون إلى الاختباء من الأصوليين السُّنة الذين يعاملونهم كأعداء لهم أو كأشخاص أدنى مستوى منهم.
بالعودة إلى عام 1987، أخبرني الجمالي: “حين قاومنا الفرنسيين، اضطررنا إلى التحرك كشعب موحّد. أما الآن، فنحن منقسمون. نحن مسلمون. نحن علويون. نحن دروز. نحن مسيحيون. كيف حصل ذلك؟ تحررت سورية خلال الأربعينيات من الصراع الطائفي، ولكنها عادت لتنقسم الآن إلى طوائف عدة. يتألف الجيش اليوم من ضباط علويين. لكن من المعروف أن غالبية الجيش تمثل أقلية شعبية. هل الأمر مصادفة؟”.
عندما احتلت فرنسا سورية في عام 1920 وقسّمتها إلى أربع دويلات صغرى، كان معظم السُّنة والمسيحيين هم من القوميين العرب الذين يعارضون الحكم الفرنسي. فرفضوا خدمة قوات المشرق الخاصة التي تحولت لاحقاً إلى الجيش السوري. لذا جنّد الفرنسيون الفلاحين العلويين الفقراء. كانت مكانة العلويين في القوات المسلحة إرثاً للحكم الاستعماري الوحشي الذي دام 25 عاماً. ساعد العلويون الفرنسيين على قمع الثوار القوميين خلال العشرينيات (علماً أن بناتهم تعرّضن لسوء المعاملة وعملْنَ كخادمات في دمشق حتى الفترة الأخيرة).
عندما دعمت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية انقلاب الجيش الذي دمّر الديمقراطية البرلمانية في سورية في عام 1949، كان المجال مفتوحاً أمام الضباط العلويين كي يسيطروا على الوضع في عام 1966 (تطلب صمودهم على مر قرون من التعصب الديني أن يصبحوا أسياداً في التآمر).
بدأت الثورة ضد الاستبداد تتحول إلى حرب طائفية وطبقية يمكن أن تدمر سورية خلال جيل كامل وأن تدفع الأشخاص الماهرين والمثقفين والأثرياء إلى تحقيق طموحاتهم في مكان آخر. ما من طرف يتحدث عن ضرورة عقد المصالحة. بل تتطلب اللعبة النهائية بالنسبة إلى الفريقين تدمير الفريق الآخر. يبدو أن الداعمين الخارجيين يشجعون على المواجهة بدل أن يسعوا إلى عقد اتفاق ينقذ سورية من مصير الدول المجاورة لها مثل لبنان والعراق.
ظهر بصيص أمل بفضل كلام الخبير الاقتصادي السابق في البنك الدولي، نبيل سكر، الذي قال من دمشق: “لن تنسحب المعارضة. قد يدوم وضع المراوحة حتى عام 2014″. بحسب رأي سكر، سينتهي عهد بشار الأسد في تلك السنة وقد يتنحى حينئذ مع حفظ ماء وجهه أو بعد معاقبة طائفته العلوية.
تابع قائلاً: “كي تنجح خطة كوفي عنان، لابد من تقديم تنازلات من الفريقين. يجب أن يوقف النظام أعمال القتل ويجب أن توقف المعارضة تهريب الأسلحة. كذلك، يجب أن تتوقف الجهات الخارجية عن إرسال الأسلحة. بعد ذلك، يمكن فرض وقف إطلاق النار وتشكيل حكومة انتقالية”. قد يبدو هذا الحل مستبعداً اليوم، ولكنه قد ينجح إذا أقنعت روسيا وإيران النظام السوري وإذا ضغطت الولايات المتحدة، وتركيا، والمملكة العربية السعودية، وقطر، على المعارضة لتحقيق ذلك. إذا لم يتم هذا الأمر، فسيتقاتل السوريون في ما بينهم، كما فعل اللبنانيون، وسيخوضون ما سماه الصحافي اللبناني المرموق غسان تويني “حرب الآخرين”.
* مؤلف كتب عدة عن الشرق الأوسط وناشر في مطبعة لندن “تشارلز غلاس بوكز” (Charles Glass Books). ستصدر هذه السنة نسخة جديدة عن كتابه “قبائل مع أعلام: رحلة مختصرة” (Tribes with Flags: A Journey Curtailed) عن دار نشر “هاربر كولينز” (Harper Collins).
مجزرة الحولة: 110 قتلى بينهم 50 طفلا بعضهم قضى ذبحا بالسكاكين
غضب واستياء في سوريا وخمسون جنديا انشقوا بعد المجزرة في حمص والحزن يكسو دمشق
بيروت: كارولين عاكوم لندن: «الشرق الأوسط»
لم يكن يوم أمس يوما اعتياديا في حياة السوريين الذين اعتادوا أخبار القتل والقصف في مختلف أنحاء البلاد، لكن كان مختلفا إذ صحا السوريين على أنباء ارتكاب قوات الأمن والجيش النظامي والشبيحة مجزرة ذات طابع طائفي في منطقة الحولة بريف حمص، حصدت ما لا يقل عن 106 أشخاص، بينهم على الأقل 50 طفلا، وأكثر من 550 جريحا.
المجزرة التي ارتكبت ليل الجمعة – السبت، أججت الغضب الشعبي، في ظل أنباء عن عمليات قتل انتقامي طائفي نفذها الشبيحة في الحولة، فمن بين الذين قضوا في المجزرة من قضى ذبحا بالسكين، وذلك بعد هجوم شبيحة من القرى العلوية المحيطة بالحولة على الأهالي، والقيام بتصفية عائلات بأكملها، وقالت سيدة من الحولة إن أطفال ابنتها أربعة، وأطفال ابنها ثلاثة، قتلوا بنيران أطلقها الشبيحة عليهم، بعد أن قرعوا بابهم ليلا وسألوا عن الرجال، وعندما لم يجدوا الرجال قاموا برش الأطفال وأمهاتهم الموجودين في المنزل بالرصاص.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد عن مقتل أكثر من 90 شخصا في قصف بدأته القوات النظامية الجمعة واستمر حتى ساعة متقدمة بعد منتصف الليل على الحولة.
ومن جهتها قالت مصادر محلية إن عائلة الشعلان قتلت بالكامل، إلا أن ناشطين قالوا إن معظم الذين قتلوا في المجزرة قضوا في قصف من قبل قوات النظام على منازل المدنيين. وإن القصف بدأته القوات النظامية صباح الجمعة واستمر حتى ساعة متقدمة بعد منتصف الليل.
وفور توارد الأنباء عن حصول مجزرة في الحولة، بث ناشطون مقاطع فيديو على مواقع الإنترنت تظهر مشاهد مروعة لعشرات الأطفال القتلى غارقين بالدماء، ومنهم من تهشم رأسه بالكامل، بينما يصرخ الأهالي حولهم مستنجدين بالله، ويتهمون بشار الأسد بقتل الأطفال. ويتساءلون: أين العرب وأين المسلمون؟! وقالت مصادر قريبة من الجيش الحر في محافظة حمص إن نحو خمسين جنديا انشقوا بعد المجزرة، وجرت اشتباكات عنيفة لعدة ساعات في محيط الحولة، مع توافد كتائب الجيش الحر من عدة مناطق لمؤازرة الجيش الحر في الحولة لصد هجوم الجيش النظامي والشبيحة.
وفي رواية لما حصل في الحولة، أشارت «تنسيقية الشباب العلوي الثائر بحمص ضد بشار الأسد»، التي تتمتع بمصداقية بين النشطاء السوريين إلى مقدمات ما جرى؛ بأن شخصا علويا مواليا للنظام، ويعمل سائق تاكسي، وهو مقيم في حي وادي الذهب بحمص، تم اختطافه منذ خمسة أيام، وأعدم «ذبحا» في الحولة، ثم كُفّن على الطريقة الشرعية ودفن، ولأن أقرباءه وأهله أغلبهم من شبيحة النظام استطاعوا بوسائلهم الوصول إلى القبر وإخراج الجثة وفتح عزاء له في حي وادي الذهب.
وتتابع التنسيقية: «إخوة وأقارب القتيل تواصلوا مع شبيحة قرية القبو وبعض القرى المحيطة العلوية الأخرى المحيطة بالحولة، وطالبوا النظام بشن (عملية عسكرية واسعة في الحولة» و«جاءت التعليمات إلى مجموعات الجيش (القوات الخاصة تحديدا) بالقضاء على جميع المظاهر المسلحة في منطقة الحولة ودكها بالمدفعية», وتم قصف الحولة مدفعيا بادئ الأمر، ثم «اجتاح الحولة بكل قسوة وقضى خلال دقائق على أي مقاومة قد تكون موجودة (لم يجد أي مقاومة)، ثم جاءت الأوامر للتجمع في منطقة القبو مع تعزيز الحواجز العسكرية المحيطة، وتوجهت كتائب القوات الخاصة إلى تلدو إثر حرائق نشبت هناك وطلبات تعزيزات».
عند ذاك، قام البعض من أسرة القتيل مع شبيحة قرية القبو باقتحام الحولة، والقضاء على أي حركة, واقتحام البيوت واستباحة المحرمات دون وجود أي مقاومة.
وأكدت التنسيقية أن الجيش النظامي «بريء من كل المجازر» وحملت المسؤولية كاملة عن المجازر لـ«قطعان الأمن والشبيحة الذين يرتدون الزي العسكري». وتتفق رواية التنسيقية مع روايات ناشطين آخرين عن عمليات القتل والذبح الطائفي التي قام بها الشبيحة من أهالي قرية القبو، مما أضرم الدعوات الطائفية المناهضة للعلويين باعتبارهم شركاء في الجريمة.
وطيلة ساعات الليل، تواردت دعوات الناشطين إلى التظاهر والانتصار للحولة، وبينما جرت مظاهرة إلكترونية تدعو المراقبين للتوجه فورا إلى الحولة والوقوف على ما يجري هناك، توجهت دعوات أخرى للتظاهر في ساحة الحريقة وسط دمشق القديم لقراءة الفاتحة على أرواح قتلى الحولة بعد صلاة المغرب من يوم أمس، وخلال الليل والفجر خرجت مظاهرات كثيرة في أحياء دمشق الميدان والعسالي والقدم وبرزة وركن الدين.. وغيرها، كما دعا الناشطون إلى الحداد ثلاثة أيام. كما تواردت أنباء عن توجه شخص في ساعة متأخرة من ليل أول من أمس إلى فندق السفير بحمص، حيث يقيم المراقبون، وكان بحالة هستيرية يصرخ ويبكي طالبا مقابلة المراقبين، إلا أن قوات الأمن الموجودة في محيط الفندق قامت باعتقاله على الفور. ومع ارتفاع وتيرة الغضب الشعبي صعّد النظام هجماته الأمنية والعسكرية، ففي العاصمة دمشق التي عاشت يوما حزينا، أمس، هاجمت قوات الأمن والشبيحة تشييع الشاب والناشط ربيع الغزي الذي قضى برصاص قوات الأمن يوم الجمعة، وقال مشاركون في التشييع الذي جرى في شارع بغداد وسط العاصمة، إنه وبمجرد خروج المشيعين من الجامع والهتاف للشهيد، هجم الشبيحة والأمن بشراسة على المشيعين واعتدوا عليهم بالضرب بشكل عنيف، واعتقل العشرات منهم مع أن عدد المشيعين لم يتجاوز الـ400 شخص، كما تعرض الناقد والباحث الأدبي المعروف حسان عباس للضرب المبرح من قبل الشبيحة، وكذلك الروائي السوري خالد خليفة، الذي تم اعتقاله لعدة ساعات، على خلفية مشاركتهما في التشييع.
وفي حماه، أكد أبو غازي الحموي، عضو مجلس الثورة في حماه، لـ«الشرق الأوسط»، أنّ اشتباكات وقعت مساء الجمعة فور الإعلان عن مجزرة الحولة، بين الجيش النظامي والجيش الحرّ الذي استهدف مبنى للشبيحة وقوات الأمن في حي طريق حلب، وأوقع عددا من القتلى في صفوفهم، كما تعرض حي الأربعين لقصف عشوائي ليل أمس. وأضاف «أصبح من المعروف في حماه أن المدينة نهارا لقوات النظام وليلا تحت سيطرة الجيش الحر والأهالي»، مؤكدا أن انشقاقات كثيرة تسجّل في صفوف الجيش النظامي في حماه، الأمر الذي يجعل الجيش الحر يكثف ضرباته العسكرية لها. وانطلقت المظاهرات منذ ساعات الفجر الأولى في مختلف أنحاء البلاد احتجاجا على مجزرة الحولة، لا سيما في حلب وحمص وإدلب وحماه والرقة والحسكة ودير الزور ودمشق وتم الهجوم عليها بوحشية كبيرة، وقال ناشطون إن 36 شخصا قتلوا يوم أمس برصاص قوات الأمن. ففي حي القدم، قتل أكثر من ثلاثة أشخاص، وجرح نحو خمسين آخرين بعضهم إصابته خطيرة خلال إطلاق نار على تشييع خرج هناك، وتحول إلى مظاهرة غاضبة، وفي حلب، أصيب العشرات أثناء إطلاق نار لتفريق مظاهرة خرجت في حي صلاح الدين. واستمرت المظاهرات في مدينة حلب طوال يوم أمس، لتكون الأكبر التي خرجت يوم أمس في البلاد انتصارا للحولة.
من جهتها، قالت وسائل الإعلام الرسمية إن «مجموعات إرهابية مسلحة» هاجمت الجمعة قوات حفظ النظام والمدنيين في بلدة تلدو في ريف حمص، مما استدعى تدخل الجهات المختصة التي اشتبكت مع المجموعات الإرهابية. وأضافت: «الاشتباك أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الإرهابيين واستشهاد وإصابة عدد من عناصر الجهات المختصة، إضافة إلى حرق عدد من السيارات التي كانوا يستخدمونها في الاعتداء». ودعا المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر، أمس (السبت)، مقاتليه إلى «توجيه ضربات عسكرية منظمة» إلى قوات النظام ورموزه. و«منع النظام وميليشياته المسلحة من الوصول إلى المناطق المدنية من خلال قطع طرق الإمداد بكل الوسائل المتاحة».
إلى ذلك، استمر القصف على قرى ريف حوران، وقال ناشطون إن سيدة قتلت يوم أمس في بلدة الكرك في ريف درعا جراء القصف العنيف على البلدة، كما شهدت القرى في محيط مدينة القصير في محافظة حمص قصفا عنيفا خلال ساعات نهار يوم أمس، على بساتين القصير وقرى السلومية النزارية وجوسية والدمينة الغربية والبويضة وعش الورور، وقالت مصادر قريبة من الجيش الحر إن القصف كان ينطلق من المطار العسكري في بلدة الضبعة وحاجز برغوث واللواء 72. كما شوهدت تعزيزات عسكرية ضخمة تقتحم المنطقة في ساعات بعد ظهر يوم أمس استعدادا لعملية عسكرية واسعة، على الأرجح ستكون امتدادا لعملية الحولة، وقالت مصادر محلية إن ثلاثة جنود من الجيش قتلوا يوم أمس في اشتباكات جرت في محيط القصير، مقابل عشرة جنود من الجيش النظامي. وفي سياق التصعيد العسكري لقوات النظام، قال ناشطون إن مروحيات الجيش النظامي قصفت مواقع يعتقد أنها تابعة للجيش الحر قرب مخيم كيليس على الحدود مع تركيا، وشوهد الدخان الكثيف يتصاعد من مكان القصف.
وفي ريف دمشق، شهدت بلدة زملكا إطلاق نار كثيفا أسفر عن سقوط قتيل، وذلك خلال تفريق مظاهرة انطلقت خلال تشييع شاب قتل برصاص الأمن خلال تفريق مظاهرة يوم أول من أمس الجمعة، وسمع في بلدة حمورية أصوات انفجارات متتالية مع أصوات إطلاق نار كثيف من أسلحة رشاشة ومضاد طيران. كما تصاعد توتر الأوضاع الأمنية في مدينة حماه، طوال ليل أول من أمس، وسمعت أصوات انفجارات وإطلاق رصاص في عدة أحياء. لا سيما أحياء المحطة والحاضر والأربعين.