أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 06 نيسان 2018

 

 

 

 

البنتاغون يربط البقاء في سورية بمواجهة «داعش»

موسكو – سامر الياس

 

ربط البنتاغون بقاء قواته في سورية باستمرار المواجهة مع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، في وقت تعهدت أنقرة مواصلة عملية «غصن الزيتون» و «تطهير» مدينة تل رفعت، بالتزامن مع حشد النظام السوري قواته في محيط بلدات جنوب دمشق بهدف إحكام السيطرة على العاصمة.

 

وقال مدير هيئة الأركان المشتركة في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) اللفتنانت جنرال كينيث مكينزي أمس، إن سياسة الجيش الأميركي حيال قتال تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سورية، لم تتغير بعد مناقشات مع الرئيس دونالد ترامب الأسبوع الجاري. ونقلت وكالة «رويترز» عن مكينزي قوله في بيان: «كان اعتقادنا دائماً هو أنه مع وصولنا إلى النهاية في المواجهة مع تنظيم الدولة الإسلامية في سورية، فإننا سنعدل مستوى وجودنا هناك، وبالتالي، من هذا المنطلق، لم يتغير شيء فعلياً».

 

على خط موازٍ، قال الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن إن عملية «غصن الزيتون» ستستمر حتى «تطهير كل المنطقة من الإرهابيين، بما في ذلك مدينة تل رفعت (شمال حلب)»، موضحاً أن بلاده ستتأكد عبر مصادرها في شأن التصريحات الروسية حول مغادرة عناصر وحدات الشعب الكردية وحزب الاتحاد الديموقراطي، تل رفعت.

 

ودعا فرنسا إلى «عدم تكرار أخطاء» الأميركيين، إثر معلومات عن وجود قوات فرنسية في مدينة منبج السورية إلى جانب قوات وحدات حماية الشعب الكردية التي تريد أنقرة طردها. وأوضح: «خلال محادثاتنا مع نظرائنا الفرنسيين، قالوا لنا إن إرسال جنود إلى منبج ليس على جدول الأعمال، لا تثقوا بالمعلومات الصحافية». وأضاف: «هذه رسالتنا إلى السلطات الفرنسية: لا تكرروا أخطاء الأميركيين».

 

وشدد على أن بلاده عازمة على تسوية في سورية تنطلق من «تحقيق المرحلة الانتقالية السياسية، وصوغ دستور جديد، وإجراء انتخابات مستقلة وشفافة وعادلة، في إطار القرار 2254». وأشار إلى تطابق وجهات نظر الدول الضامنة في مسار آستانة (تركيا وروسيا وإيران) حول «تطهير الأراضي السورية من العناصر الإرهابية كافة، بما فيها داعش والقاعدة وجبهة النصرة، وحزبا الاتحاد الديموقراطي والعمال الكرديين».

 

ووفق المسؤول التركي، فإن الهدف الأساس في ما يخص إدلب وشمال حمص، «عدم تكرار الحوادث التي شهدتها الغوطة الشرقية في أي شكل من الأشكال». وحض روسيا وإيران على «الضغط على النظام السوري لوقف خرقه وقف النار».

 

وفي إشارة إلى أهداف تركيا في الفترة المقبلة، في ضوء عدم وضوح الموقف الأميركي من الانسحاب، ورغبة أنقرة في شغل أي فراغ قد يحصل شرق الفرات، اجتمع زعماء وشيوخ عشائر سورية وتركية في أورفة أمس، في حضور قائم مقام المدينة التركية وواليها، وزعماء نحو 60 في المئة من القبائل العربية في شمال سورية وشرقها. وحض زعماء قبليون الجيش التركي على «المساعدة في تحرير مناطق الجزيرة وشرق الفرات من قوات سورية الديموقراطية (قسد) ذات الغالبية الكردية، وإعادة المهجرين من الحسكة ودير الزور والقامشلي والشدادي ورأس العين».

 

وفي محيط دمشق، تتواصل المفاوضات بين روسيا وممثلي فصائل عسكرية معارضة، لحسم ملف المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام منذ عام 2012. ويسعى الروس والنظام إلى استغلال مخاوف السكان من أجل حسمٍ على طريقة الغوطة الشرقية المحاذية للمنطقة وتحقيق مصالحات، تحل بدلاً من الهدن الموقعة مع المعارضة في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم منذ سنوات.

 

وأكدت مصادر في البلدات الثلاث أن الجنرالات الروس أجروا أكثر من جولة مفاوضات مع قادة بعض الفصائل، ولوّحوا بالحسم العسكري أو الخروج إلى الشمال أو تسوية ومصالح.

 

ونشرت مواقع مؤيدة للنظام صوراً، قالت إنها لاجتماع بين وجهاء في القرى الثلاث ووزير المصالحة علي حيدر للبحث في ملف خروج المسلحين. وكشفت أن النظام «يعرّض بقاء الموافقين على الاتفاق وتهجير من يرفضه، إضافة إلى تسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة وعودة مؤسسات النظام للعمل مع تسوية أوضاع المتخلفين عن التجنيد الإجباري والمطلوبين للنظام والمقاتلين المتبقين في المنطقة، وإعادة تأهيل المنطقة». ورجحت مصادر عدة استمرار المفاوضات إلى حين إنهاء حسم الوضع عسكرياً في القدم والحجر الأسود ومخيم اليرموك والتضامن جنوب دمشق حيث ينتشر تنظيم «داعش» الإرهابي.

 

وبدأت قوات النظام منذ أيام حشد قواتها في منطقة القدم للانتقام من تقدم «داعش» المفاجئ، والذي أوقع مئات القتلى والجرحى في صفوف القوات النظامية، وسط توقعات ببدء الهجوم في أقرب وقت.

 

وفي ما يخص مخيم اليرموك، ونظراً لحساسية الموضوع، رجحت مصادر فلسطينية أن «تقود القوات الفلسطينية عملية استعادة المخيم، بدعم من الفصائل المؤيدة لنظام الرئيس بشار الأسد، وغطاء جوي روسي. ويسيطر «داعش» على أجزاء كبيرة من المخيم منذ عام 2015، فيما تتقاسم «جبهة النصرة» وفصائل إسلامية صغيرة أجزاء محدودة.

 

وتأتي جهود النظام والروس لتأمين محيط العاصمة، وسط أنباء عن زيارة وفد من التجار والصناعيين الأردنيين دمشق منتصف الشهر الجاري، ورغبة في الإسراع بفتح معبر نصيب الحدودي المغلق منذ سنوات على رغم إنهاء سيطرة المعارضة عليه.

 

وتوقفت أمس عمليات إجلاء الدفعة الرابعة من مهجري مدينة دوما، وسط أنباء عن مفاوضات بين «جيش الإسلام» مع الروس والنظام تتضمن بحث أوضاع القلمون الشرقي (جنوب دمشق) حيث يأمل مدنيون تحدثت إليهم «الحياة» في حل يضمن لهم البقاء في منازلهم من دون عمليات عسكرية.

 

في غضون ذلك، أعلن رئيس مركز المصالحة في حميميم الجنرال يوري يفتوشنكو أن نحو 4 آلاف مسلح خرجوا مع أسرهم من الغوطة الشرقية منذ بداية «الهدنة الإنسانية».

 

ماكرون يحض بوتين على استخدام نفوذ روسيا لإنهاء الصراع السوري

باريس – رويترز

 

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الروسي إلى استخدام نفوذ بلاده في إنهاء الصراع في سورية واستئناف المفاوضات الرامية للتحرك صوب انتقال سياسي، وذلك خلال محادثة هاتفية اليوم (الجمعة).

 

وقال قصر الإليزيه في بيان إن «الرئيس أبرز ضرورة وضع نهاية للتصعيد العسكري الذي حدث في الشهور الأخيرة من أجل حماية السكان المدنيين»، مضيفا أن «الزعيمين تطرقا أيضاً إلى أهمية العمل على عدم عودة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) إلى المنطقة».

 

وأوضح البيان أن «ماكرون عبر عن أمله في أن يمهد الحوار المنتظم بين فرنسا وروسيا إلى تقدم ملموس صوب التوصل إلى حل في سورية».

 

مواجهة قادمة بين ترامب ومؤيدي البقاء الأمريكي في سوريا

كتب “باتريك بوكانان” وهو شخصية أمريكية معروفة عمل مستشارًا لثلاث رؤساء امريكيين سابقين وهم “ريتشارد نيكسون” و”جيرالد فورد” و”رونالد ريغان”، مقالة نشرت بمجلة “ذا أمريكان كونسيرفاتيف” حملت عنوان “المواجهة الحاسمة حول سوريا: ترامب ضد الجنرالات”.

 

واشار الكاتب الى أن رئيس النظام السوري بشار الاسد وبدعم من إيران وروسيا قد انتصر بالحرب في سوريا، واستعاد الغوطة الشرقية قرب دمشق وأصبح يسيطر على اغلب مناطق البلاد التي لا تسطير عليها الولايات المتحدة والأكراد.

 

ولفت الكاتب الى أن كل من لي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو يريدان بقاء القوات الأمرييكية في سوريا، مشيراً الى أن ترامب وافق على طلب جنرالاته بقاء القوات الامريكية في سوريا حتى يتم القضاء على تنظيم الدولة بالكامل.

 

وحذر الكاتب من أن العديد من الحلفاء الأكراد للولايات المتحدة سيعودون الى المناطق الشمالية الحدودية للمشاركة بالمعارك ضد تركيا، مؤكداً أنه بسبب ذلك فان القضاء على “الدولة بالكامل قد يستغرق وقتاً طويلاً.

 

وأكد أن هناك “مواجهة حاسمة قادمة”، اذ أن ترامب يعتبر أن “القاعدة” و”الدولة” يمثلان العدو الحقيقي وهو مستعد لسحب القوات الامريكية من سوريا عندما يتم القضاء عليهما.

 

وتابع أنه إذا كان يعني ذلك بان الاسد سيكون بالسلطة بدعم من روسيا وإيران “فليكن”، بنظر ترامب.

 

وأضاف الكاتب إن ترامب لا يعتبر سوريا تحت حكم عائلة الاسد بانها تشكل تهديدًا كبيرًا للولايات المتحدة، وترامب غير مستعد لسفك المزيد من دماء الامريكيين من اجل قلب مسار الحرب “التي انتصرت فيها سوريا وإيران وروسيا”، بحسب تعبير الكاتب نفسه.

 

وقال إن ترامب غير مستعد لتحمل تكلفة اعادة اعمار سوريا او لاحتلال طويل الامد في سوريا، مشدداً على أن “ترامب يريد الخروج من الحرب ومن سوريا”.

 

الكاتب أشار من جهة أخرى الى أن الصهاينة والسعوديين ونخب السياسة الخارجية في الولايات المتحدة يختلفون بشدة مع موقف ترامب هذا، وخلص الى أن هذه الاطراف تريد للولايات المتحدة أن تبقى في المنطقة الواقعة شرق الفرات والاستفادة من وجود القوات الاميركية هناك من أجل ازاحة الرئيس الاسد و “طرد الإيرانيين.

 

تهجير أهالي الغوطة مستمر… 52 ألفاً وصلوا إلى شمالي سوريا

وثقت «القدس العربي» بالاستناد إلى احصائيات «منسقي الاستجابة شمالي سوريا» وصول قرابة 52 ألف نسمة إلى مناطق متفرقة في شمالي سوريا، 3427 منهم من مدينة دوما، فيما يتحدر 48550 ألفاً من باقي مدن وبلدات ريف دمشق.

فقد وصلت صباح أمس الخميس، القافلة الثالثة من مهجري مدينة دوما بالغوطة الشرقية المحاصرة في ريف دمشق، إلى مناطق ريف حلب الشمالي والشرقي التي تسيطر عليها قوات «درع الفرات» وحسب مصادر ميدانية لـ»القدس العربي»، فإن القافلة الثالثة التي تضم 24 حافلة من مهجري مدينة دوما في الغوطة الشرقية برفقة سيارات الإسعاف التي تضم نحو 5 حالات حرجة، قد وصلت إلى معبر أبو الزندين، على أطراف مدينة الباب شرقي حلب، وأقلت القافلة 1184 شخصاً.

مصدر من الهلال الأحمر السوري قال لـ»القدس العربي»، ان قوافل التهجير سوف تنتهي غداً او بعد غد من مدينة دوما، وربما ستفتح عمليات الاجلاء بعد ذلك لاستكمال نقل عوائل مقاتلي فيلق الرحمن الذين لا زالوا عالقين في مدينة دوما إلى الآن.

 

الغموض ما زال يلف مصير مدينة دوما… وحكايا مؤلمة لأطفال ضلوا ذويهم وشردوا في الشمال

المتحدثة باسم الصليب الأحمر لـ«القدس العربي»: أوضاع مأساوية لـ 50 ألف نازح من الغوطة

هبة محمد

دمشق – «القدس العربي» : لايزال مصير أكثر من 150 الف نسمة في مدينة دوما شرقي العاصمة دمشق، وصفت حالهم بأنها على شفا الانهيار، مجهولاً، بموجب تكتم جيش الإسلام التشكيل السوري المعارض الذي يبسط سيطرته في المنطقة، على النتائج الأولية للمفاوضات مع الجانب الروسي، في حين اوعز الأخير بخروج مقاتليه الجرحى برفقة عائلاتهم والمدنيين الراغبين، إلى مناطق سيطرة فصائل الجيش الحر المدعومة من انقرة في الشمال السوري الذي بات يعرف بأنه اكبر تجمع لمعسكرات النازحين في العالم، وسط تخوف الأمم المتحدة على مصير المتبقين في مدينة دوما مع منع دخول المساعدات الإنسانية اليهم، حيث دعا يان إيغلاند مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا إلى السماح بوصول المساعدات إلى المدينة التي تضم ما بين 80 و150 ألف مدني هناك «على شفا الانهيار» بعد سنوات من الحصار والقتال.

وأمل «أن يؤدي الاتفاق لتمكين الناس من البقاء إذا اختاروا ذلك، ومنح عفو للمقاتلين الذين سيلقون أسلحتهم، مع منح فرصة المغادرة لمن يختار منهم الرحيل عن دوما، مشيراً إلى حصار 400 الف نسمة في الغوطة الشرقية لعدة سنوات في حين قد غادر منهم 130 ألفاً في الأسابيع الثلاثة الماضية.

ووصف إيغلاند أوضاع 80 ألف شخص تم اجلاؤهم إلى مراكز الايواء الخاضعة لسيطرة النظام السوري بالـ «مروعة» بالتزامن مع رحيل نحو 50 ألفاً إلى إدلب التي تسيطر عليها المعارضة، وهو ما وصفه إيغلاند «بأكبر تجمع لمعسكرات النازحين في العالم» يشمل 1.5 مليون شخص، واعظاً بالتعلم من معارك حمص وحلب والرقة ودير الزور والغوطة الشرقية، كي لا تصبح إدلب المليئة بالمدنيين النازحين منطقة حرب، مـما سـيعرض حـياة النـاس للخـطر.

 

تكدس في المخيمات

 

وقالت المتحدثة باسم الصليب الأحمر «انجي صدقي» في لقاء مع «القدس العربي» ان اوضاع المخيمات في ريف دمشق، حيث يتواجد آلاف النازحين من أهالي الغوطة الشرقية، مؤلم جداً، عازية السبب إلى أن عدداً صغيراً من مراكز الإيواء مجهز نوعاً ما، في حين معظم تلك المراكز غير مجهزة لاستقبال العدد الكبير من الاهالي الذين خرجوا مؤخراً من الغوطة الشرقية.

وقالت صدقي: شهدنا خلال الأيام الفائتة استقبال الآلاف داخل مراكز الايواء، هناك أكثر من 10 مراكز ايواء في منطقة الدوير بريف دمشق تستقبل العائلات، ولكن جميعها تستقبل ارقاماً تفوق طاقة المساحات الموجودة داخل المراكز، سواء من ناحية الغرف المتاحة او من ناحية الجهة الصحية او توفر شبكات المياه والحمامات.

وحول النازحين قالت صدقي لـ «القدس العربي»: العائلات التي نقابلها في وضع سيئ جداً ومنهم متأثرون نفسياً بسبب السنوات التي عانوا خلالها من الصراع دون ان يكون لهم ذنب، وبعضهم مشوا كيلومترات طويلة واياماً طويلة حتى تمكنوا من الوصول إلى هذه المراكز ومعظمهم اتوا إلى هنا من غير اي ممتلكات، فقد جاؤوا بملابسهم التي تغطي أجسادهم فقط، ورأينا أطفالاً مشوا لمدة تتجاوز العشر ساعات حتى وصولوا إلى هنا، وبعضهم من دون احذية».

وبالنسبة للوضع الصحي للاهالي، قالت المتحدثة باسم الصليب الأحمر الدولي، انه من أسوأ الامور هنا التكدس في مراكز الايواء، وهذا ما يؤثر سلباً على الحالة الصحية مع عدم توفر المياه والحمامات وسط انتشار الكثير من الامراض المعدية، وان 70 بالمائة من المشاكل في مراكز الايواء هي بسبب مرض الاسهال، وأوضحت أنه يوجد نحو 10 مراكز تضم اكثر من 50 الف شخص، مع صعوبة معرفة العدد الحقيقي للنازحين.

 

الأكثر ألماً

 

وأعربت المتحدثة عن املها في مساعدة أكبر كم ممكن من النازحين مشيرة إلى ان الصليب الأحمر تمكن من تقديم الخبز لحوالي 15 ألف شخص من مختلف المراكز من ضمن اكثر من 50 الف شخص، وقالت «زودنا كفاءة المطابخ التي تقوم اللجنة الدولية للصليب الاحمر بدعهما حتى تستطيع توفير حوالي 21 الف وجبة ساخنة للاشخاص كما تم توزيع البطانيات وحفاضات الأطفال والفراش، ونحاول كل يوم ان ننتشر في معظم مراكز الإيواء».

ومن اهم الأمور التي تدعو للقلق حسب «صدقي» عدم القدرة على تقديم العلاج المناسب لاعداد كبيرة من الأشخاص الذين يعانون من البتر ولديهم صعوبة في الحركة والتنقل وقالت «المئات يقفون في صف امام العيادات المتنقلة معظمهم في حالة صحية سيئة جداً، وذلك بسبب تراكمات من عدم توفر عناية صحية لسنين طويلة داخل منطقة الغوطة الشرقية وهي من ضمن الأمور المقلقة».

اما الأشد قلقاً وألماً فهو وضع عشرات الأطفال الذين فقدوا عائلاتهم خلال هروبهم من الغوطة الشرقية الكثير، حيث قالت المتحدثة باسم الصليب الأحمر «الأطفال الذين تفرقوا عن عائلاتهم أشد ألماً، وكل شيء يجب ان يتم لضمان لم شمل هذه العائلات ويجب ان يتم اخبارهم عن مكان وجود اهلهم وهي من أهم الصعوبات لدينا».

وأضافت: «ان هؤلاء الأطفال الذين يصعب معرفة عددهم باتوا يعانون من مشاكل نفسية بسبب فراق اهلهم فهم موجودون داخل المخيمات من دون احد».

 

تعليق عمليات إجلاء المعارضة في بلدة دوما السورية

بيروت: أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ووسائل إعلام تابعة للنظام السوري، بأنه تم تعليق عمليات الإجلاء من بلدة دوما التي تسيطر عليها المعارضة في الغوطة الشرقية مساء الخميس، بعد أيام قليلة من مغادرة مئات من مقاتلي المعارضة وأقاربهم إلى مناطق في شمال سوريا.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن التعليق، جاء بعد خلاف بين جماعة “جيش الإسلام” والجانب الروسي.

 

وأضاف المرصد أن متمردي جيش الإسلام استاءوا من الإجراءات، التي اتخذت ضد الأشخاص الذين تم إجلاؤهم في المناطق التي يتمركز فيها المتمردون المدعومين من تركيا في شمال سوريا.

 

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن تعليق الدفعة الرابعة جاء نتيجة للانقسامات داخل جماعة جيش الإسلام، وقال إن الحافلات التي دخلت دوما يوم الخميس من أجل عمليات الإجلاء خرجت خالية.

 

ودوما هي آخر مدينة يسيطر عليها المتمردون في ضواحي الغوطة الشرقية بدمشق.

 

وفي 2 نيسان/أبريل ، بدأ أعضاء آخر فصيل متمرد سوري قوي في دوما مغادرة أراضي الغوطة الشرقية، بعد يوم واحد من التوصل إلى اتفاق بين المتمردين وروسيا.

 

وبعد قصف المنطقة عبر الغارات الجوية منذ 18 شباط/فبراير ، استعادت القوات الحكومية معظم المناطق من خلال سلسلة من الهجمات البرية واتفاقات الإجلاء التي توسطت فيها روسيا.

 

وقبل الهجوم ، كان حوالي 400 ألف شخص يعيشون في الغوطة الشرقية.

 

وبمجرد الانتهاء ، سيسيطر النظام السورية بشكل كامل على الغوطة الشرقية ، وهي معقل سابق للمعارضة على مشارف العاصمة. (د ب أ)

 

الائتلاف: عام على «كيميائي خان شيخون» والنظام بلا محاسبة

دمشق – «القدس العربي»: جدد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة مطالبته بتفعيل المادة 21 من قرار مجلس الأمن 2118، والتي توجب فرض تدابير بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة في حال عدم امتثال النظام للقرار، بما يشمل «نقل الأسلحة الكيميائية أو استخدامها، وهو ما فعله النظام يوم الرابع من نيسان عام 2017 حين قصف مدينة خان شيخون بغاز السارين وخلف 91 شهيدأً بينهم 32 طفلاً، دون أن يواجه النظام أي محاسبة أو مساءلة».

وحمل الائتلاف المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه الإفلات المستمر للنظام من المحاسبة بفضل التعطيل الروسي المستمر لمجلس الأمن، مؤكداً أن تكرار عبارات الإدانة والوعيد بالمحاسبة لن تجدي نفعاً، وأن لا بديل عن مواجهة الموقف الروسي الداعم للإجرام، وأن على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات حازمة وممارسة الضغوط الكافية لمحاسبة المجرمين ووقف الإجرام والتهجير القسري بحق المدنيين.

وقال بيان لائتلاف الوطني امس، إن بقاء المجرمين الذين خططوا لهذه المجازر ونفذوها أو أشرفوا على تنفيذها بعيدين عن أي محاسبة، واستمرارهم بقتل السوريين وتهجيرهم قسرياً، سيظل وصمة عار في جبين المجتمع الدولي، وبوابة لعالم ترتكب فيه جرائم الحرب وجرائم الإبادة بالأسلحة المحرمة، دون أن يخاف المجرمون عواقب أفعالهم.

 

إدلب… سوريا الصغرى وموطن المهجرين الأكبر حيث ترى بريق الثورة

بعد قمة أنقـرة… الحمم الروسية والسورية تستهدف مدارسها ومساجدها

حلب – «القدس العربي»: باتت محافظة إدلب في الشمال السوري، أكبر موقع جغرافي يشمل سوريين من غالبية المدن والبلدات التي ثارت ضد النظام السوري في آذار عام 2011، لتصبح إدلب، موطناً بديلاً لمهجري حمص، وريف دمشق، وحمص، فيما لا يزال مستقبل المحافظة المتموضعة في الشمال من البلاد مجهولاً، وكذلك هو حال المدن التي تم تهجير السوريين منها.

المعارض، والمهجر من ريف دمشق محمد عيسى، قال لـ «القدس العربي»: في كل بلدة أو مدينة من محافظة إدلب، يمكنك مشاهدة سوريا بأكملها، والجميع ها هنا يساعد الجميع وفق استطاعته، ولكن يمكنك أيضاً تلمس الحزن في حديث أي شخص تلتقيه، وآلامه من التهجير القسري الذي فعله النظام السوري بحقهم».

عيسى، الذي غادر الغوطة الشرقية قبل يومين فقط نحو الشمال، وصف إدلب بـ «الموطن الأكبر» للسوريين المهجرين، قائلاً: «ما أجمله من شعور، أنك ترى بريق الثورة السورية في محافظة كاملة، والجميع هنا يساعد الجميع، وفي الوقت ذاته تأخذ نفساً عميقاً عندما تدور النقاشات مع الأهالي عن المستقبل المجهول الذي يحاك لإدلب الخضراء على يد الحلف الروسي الإيراني والأسد». وأضاف، هجرنا النظام السوري بدعم من القوات الروسية من الغوطة الشرقية، ولكنهم «لم يحرموا المهجرين نحو إدلب مع من يقطنها من الغارات الجوية، فأصوات الطائرات لم تفارق الأجواء، وأصوات الصواريخ لا تعرف ليلاً ولا نهاراً».

مصادر محلية، أكدت أن الطائرات الحربية التابعة للنظام السوري وأخرى روسية، هاجمت إحدى عشرة مدينة وبلدة في محافظة إدلب شمالي سوريا، خلال وبعد القمة الثلاثية التي شهدتها أنقرة بين تركيا وروسيا وإيران، على مستوى الرؤساء.

جميع المدن والبلدات التي تم استهدافها في إدلب، هي مواقع موضوعة ضمن قائمة مناطق خفض التصعيد المتفق عليه في العاصمة الكازخية أستانة بضمانة روسية إيرانية تركية، إلا أنها على أرض الواقع وضعت على لائحة الاستهداف الجوي من قبل النظام السوري والمقاتلات الروسية.

تكثيف الهجمات الجوية، يأتي بعد أقل من يوم واحد فقط على إعلان الدول الضامنة «تركيا – إيران – روسيا» في أنقرة، عن إعلانها نهاية الحرب في سوريا، وطال القصف مساجد ومدارس فتحت أبوابها لاستقبال مهجري الغوطة الشرقية، ومن أبرز المناطق التي تم استهدافها هي «كفر نبل، جسر الشغور، سراقب، البارة»، كما تم استهداف منشآت خدمية وبنى تحتية في القصف الجوي.

واستهدفت الغارات مراكز طبية ومستودعات إغاثية، تعمل على تقديم خدمات إنسانية لمهجري الغوطة الشرقية، فيما قضى عدد من المدنيين بينهم نساء، وأصيب العشرات خلال الحملة العسكرية الجوية التي تشنها المقاتلات الروسية والسورية على إدلب منذ أسبوع ونيف. من جهتهم تظاهر قرابة مئتي مدني سوري، أمام نقطة مراقبة عسكرية تركية جنوب شرقي إدلب، لمطالبة تركيا بتسريع إدخال قواتها إلى بقية النقاط في المحافظة لحمايتها من قوات النظام السوري وحلفائه، حيث يتخوف الأهالي من حملة عسكرية يستعد لإطلاقها النظام السوري على أرياف إدلب مدعوماً بقوات برية إيرانية وغطاء جوي روسي.

 

ماذا سيفعل الأردن عندما يقرر بشار الأسد فتح جبهة الجنوب السوري؟

30 ألف مقاتل من «الجيش الحر» و15 ألفا من «النصرة»… أين إسرائيل لحظة المواجهة؟

عمان ـ «القدس العربي» من بسام البدارين: أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول ضرورة انسحاب قوات جيشه من سوريا بسرعة مخاوف في الأردن من إمكانية قيام النظام في سوريا بهجوم لاستعادة الجنوب السوري المحاذي لحدوده، وزادت تصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الأخيرة بأن الرئيس السوري بشار الأسد باق في الحكم الجدل في عمّان أيضا لأنها تضع الأردن وحده بمواجهة هذه المعضلة.

الأردن تجهّز لدراسة هذه الاحتمالات عبر اجتماعات سيادية مؤخرا تم فيها إقرار خطة طوارئ لانفلات محتمل في جنوبي سوريا، غير أن الجزء المثير في هذه الاستعدادات هو التصرف على أساس أن الأردن قد يجد نفسه وحيدا في مواجهة التداعيات. فالرسائل الأردنية هنا تقول ضمنيا إن عمان مهتمة بالتنسيق، وهموم الأردن في جغرافيا الجنوب السوري لا تقف عند حدود خطط ونوايا وأولويات الجيش السوري بل تشمل أيضا نوايا وخطط إسرائيل ومصير «جبهة النصرة» والموقف تجاه عمل الحرس الثوري الايراني وقوات «حزب الله» في محيط درعا الشمالي. وتشمل أيضا وهذا الأهم مصير نحو 15 ألف مقاتل يتبعون «هيئة فتح الشام» («جبهة النصرة» سابقا) والتكتيك الذي سيستخدم للتعامل مع مصير 30 ألف مسلح على الأقل لديهم صلات بالأردن ويمثلون الجيش السوري الحر.

يجري ذلك بالتزامن مع ما قاله سياسيون كبار في الجانب الأردني عن الحاجة لبلدوزرات ثقيلة ورشيقة لتنظيف كل مؤشرات عدم الثقة بين الطرفين قبل الانتقال لأي خطوة أمنية أو عسكرية بعنوان «التفاهم على ما سيجري في معركة الجنوب السوري الوشيكة» وهي المواجهة التي تقلق الأردنيين أكثر من أي تفصيل آخر. وهنا حصريا يمكن تجديد القناعة بأن «تفاعل التجار» من العاصمتين هو محطة من سلسلة محطات تؤثر وتحكم وترسم بصمات. بين تلك المحطات الانعطافة الحادة في موقف المورط الأكبر للأردن في المستنقع السوري أصلا وهو الشقيق السعودي وخصوصا بعد أن صرح ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بأن الرئيس بشار الاسد باق في الحكم.

وكان السعوديون قد أوقفوا تمويل تشكيلات مسلحة في العمق السوري وبدأوا عبر قنوات خلفية يديرون مفاوضات لتسليم سلاح الجماعات الموالية لهم. وبهذا المعنى يمكن اعتبار المستجد في الموقف السعودي عنصرا ضاغطا يقلص هوامش المناورة والمبادرة الأردنية.

ويزداد الضغط بالتصريح العلني الشهير للرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمخصص لابتزاز دول الخليج ماليا بعنوان «سحب أو عدم سحب ما تبقى من قوات للجيش الأمريكي في سوريا» وهي قوات قليلة العدد عموما ومتواجدة في منطقتين فقط: الأولى هي المنطقة الكردية ولا تشكل أولوية الآن على الأقل في مرحلة خطة وبرنامج استعادة السيادة لجيش النظام السوري، والثانية هي منطقة التنف تحت عنوان «ردع الميلشيات الإيرانية واللبنانية» في المثلث الصحراوي القريب من العراق والسعودية والاردن في بعده الاستراتيجي الأمني.

وسحب هذه القوات الأمريكية يكشف أيضا الظهر الأردني. وهنا تحديدا تبرز الإشكالية الأردنية المعقدة فمعادلة جنوبي سوريا تعني شمالي الأردن كما تعني إسرائيل حيث سيناريو المواجهة العسكرية الاقليمية يعود للمناخ في الوقت الذي يعلن فيه الرئيس ترامب سحب القوات الأمريكية.

لذا نرى الأردن مهتما جدا بمعرفة نوايا وخطط جيش النظام السوري إذا ما انتقلت عدوى «استعادة السيادة إلى عقدة مناطق الجنوب» وبالتالي يريد الأردن أن يعرف مسبقا ما إذا كان جيش النظام السوري مهتما بعودته إلى أراضي الجنوب من دون معارك بالمدفعية الثقيلة أم هو مهتم بعملية تفاوض مع فصائل الجيش السوري الحر.

 

واشنطن بوست”: ترامب يتعامل مع سوريا بـ”عقلية التاجر”.. جيش أمريكا “مرتزقة” والسعودية “تدفع″!

لندن- القدس العربي” ـ إبراهيم درويش:

 

تساءل المعلق في صحيفة “واشنطن بوست” إيشان ثارور إن كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعني ما يقول عندما يطالب بسحب القوات الأمريكية من سوريا ثم يتراجع ويوافق على بقائها لمدة أطوال ولكن يجب أن تعود. ووصف الكاتب الرسائل التي تخرج من إدارة ترامب والمتعلقة بسوريا بأنها تعبير عن “شيزوفرينيا”، متضاربة وغامضة. ففي الوقت الذي اجتمع فيه أهم اللاعبين في الحرب بالعاصمة التركية أنقرة أشارت تقارير عن تحضير الولايات المتحدة لبناء قاعدتين عسكريتين في شمال سوريا، حيث يتمركز هناك حوالي ألفي جندي أمريكي يدعمون الميليشيات الكردية والعربية التي تشارك في العمليات ضد تنظيم الدولة الذي يتراجع وطرد من معظم المناطق التي كانت تحت سيطرته إلا أن القادة العسكريين يتحدثون عن البقاء لمدة طويلة وتحقيق الاستقرار في المناطق التي خرج منها الجهاديون.

 

ويعلق ثارور أن ترامب لم يخف رغبته في التخفيف من الإلتزامات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط. ففي الأسبوع قال في تجمع جماهيري بولاية أوهايو متفاخرا “بسحق داعش” مضيفاً “سنترك سوريا وقريباً جداً”. وفي مؤتمر صحافي عقده يوم الثلاثاء بالبيت الأبيض تحدث بنوع من الحسرة عن 7 تريليونات دولار أنفقتها أمريكا في الشرق الأوسط. وهو رغم مبالغ فيه للحروب التي خاضتها أمريكا في العراق وأفغانستان وسوريا قال “أريد الخروج” و “أريد عودة قواتنا للبلاد”. وكما هو متوقع فترامب عادة ما يغير رأيه في أي وقت، وقد غيره أو عدم تنفيذ ما يعد به. وبعد كل هذا فقد تحسر من الحرب الطويلة التي تخوضها الولايات المتحدة منذ 17 عاماً في أفغانستان ليعود ويزيد القوات هناك كما فعل العام الماضي.

 

عقلية “التاجر”

 

ويقول ثارور إن الطريقة التجارية أو التعاقدية التي تسيطر على ذهنه غالباً ما تقوده للحكم على الأمور. فقد كرر هذا الأسبوع ضرورة مساهمة الدول العربية مثل السعودية وتعويض الولايات المتحدة عن بقاء قواتها في سوريا، وكأن القوات الأمريكية “مرتزقة” للاستئجار. وفي يوم الأربعاء وبعد اجتماع مع قادته قرر ترامب أن المهمة الأمريكية في سوريا في طريقها للنهاية خاصة أن تنظيم الدولة تم تدميره تقريباً. وأضاف بيان البيت الأبيض أن الولايات المتحدة وحلفاءها سيظلان ملتزمين بمحو أي وجود لتنظيم الدولة في سوريا. ويعلق ثارور أن البيان لم يتحدث عن الاستقرار وترك مهمة بناء السلام في سوريا للآخرين “ونتوقع دول المنطقة وخارجها بالإضافة للإمم المتحدة العمل من أجل السلام بطريقة لا يعود فيها تنظيم الدولة أبدا”.

 

وكما ورد في تقرير مراسلة الصحيفة كارين دي يونغ “فقد قسم ترامب الخلاف رغبته بخروج سريع وقلق الجيش من ترك فراغ في سوريا” من خلال “انسحاب مشروط” مرهون بتدمير تنظيم الدولة ولم يحدد تاريخاً للانسحاب حيث ترك مساحة للنقاش وتعريف ماهية “تدمير تنظيم الدولة”. إلا أن كلام البيت الأبيض لا يزال متناقضاً مع تصريحات المسؤولين البارزين ممن لهم علاقة بالحملة ضد تنظيم الدولة. مثل الجنرال جوزيف فوتيل، قائد القيادة المركزية في الشرق الأوسط الذي تحدث يوم الثلاثاء في معهد السلام بواشنطن عن الجزء الأصعب في العملية الذي لا يزال “أمامنا” وتحدث عن “بناء الاستقرار بالمناطق وتعزيز الإنجازات وإعادة المهجرين إلى بيوتهم ومواجهة القضايا الأخرى مثل إعادة الإعمار والتي يجب عملها” مضيفاً “هناك دور عسكري في هذا”.

 

أما بريت ماكغيرك، من الخارجية والمبعوث الخاص لدول التحالف ضد تنظيم الدولة فقد قال: “لم ننته بعد” و”علينا العمل على عدد من القضايا الصعبة” مثل وضع حد للحرب الأهلية. وفي يوم الأربعاء اجتمع قادة كل من روسيا وإيران وتركيا في العاصمة التركية أنقرة في آخر جولة من المحادثات التي يعقدونها بشأن مستقبل سوريا. وتشعر تركيا التي كانت من أكبر الداعين لرحيل الرئيس بشار الأسد أن الحرب بدأت تسير ضد مصالحها، وعليه تحاول بناء أرضية مشتركة مع الدول المتحالفة مع النظام السوري وعبر الأتراك عن غضبهم من استمرار الولايات المتحدة دعم الفصائل الكردية على طول حدودها.

 

“ترامب لا يلام”

 

ويرى الكاتب أن ترامب لا يلام إن أراد الخروج من سوريا بعد هزيمة تنظيم الدولة، في ضوء الواقع الصعب الذي تمليه الحرب السورية. إلا أن عدداً من حلفاء ترامب يدعونه للبقاء ومنهم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي حث ترامب على عدم الخروج. وفي تصريحات له مع مجلة “تايم” اعتبر الخروج الأمريكي انتصاراً لإيران. ويرى ثارور أن مؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية تدعو للخروج وبشكل سريع. وبحسب افتتاحية صحيفة “واشنطن بوست” “سحب ألفي جندي قد يسمح لتنظيم الدولة الذي يسيطر على نسبة 7% من أراضي سوريا بالعودة” و “بالتأكيد سيسمح لإيران السيطرة على شرق سوريا وبناء جسر بري من طهران إلى دمشق وبيروت بشكل يزيد الخطر على إسرائيل”.

 

ويشير الكاتب إلى ما كتبه المعلق الذي ينتمي لليمين المحافظ إيلي ليك وكيف تحدث عن المخاوف من إيران إلا أنه أضاف أن “السبب الأفضل” للبقاء في سوريا هو “إنساني”. وكتب ليك قائلاً: “لقد ذبح الجزار ما فيه كفاية” و “يجب أن يدفع الثمن لوقفه عن الذبح وإرسال رسالة للجزارين مثله الذين يراقبون”. ولكن ترامب قد لا تحركه هذه المشاعر، فقد قامت إدارته الأسبوع الماضي بتجميد 200 مليون دولار من ميزانية دعم سوريا. ففي الرقة، العاصمة الفعلية لما أطلق عليها الدولة الإسلامية فإن نسبة 80% من مبانيها مدمرة بشكل كلي، وهذا بسبب القصف الذي لا يرحم وأمر به البيت الأبيض. ويقول ثارور إن الحجم الكلي للضحايا المدنيين في القتال لم يعرف أو يكشف عنه بعد إلا أن عمال الإغاثة الإنسانية يتحدثون عن رائحة الجثث المتعفنة والخارجة من الأنقاض. وتم إخراج ما بين 300 شباط (فبراير) وآذار (مارس) وهناك مخاوف من انتشار الأمراض مع اقتراب موسم الصيف. ومهما قدم الأمريكيون من دعم فلن يكفي لأن المدينة مدمرة حسب قول أحد عمال الإغاثة.

 

المهجّرون من دوما: رحلة البحث عن مسكن وعمل

ريان محمد

بعد رحلة دامت نحو يوم ونصف، وصلت الأربعينية أمُّ ماهر إلى مركز إيواء مؤقت بالقرب من مدينة الباب في ريف حلب، قد خُصِّص لاستقبال المهجّرين من مدينة دوما في الغوطة الشرقية بريف دمشق، وهي تصطحب معها زوجها المصاب وأطفالها الثلاثة.

 

وقالت لـ “العربي الجديد” “خرجنا من دوما بما علينا من ملابس فقط، ومبلغ مالي يكاد لا يذكر. أصيب زوجي جراء القصف قبل نحو 3 أشهر، وهو بحاجة إلى عدة عمليات جراحية حتى يتمكن من السير من جديد، وعلاجه لم يكن متوفرا في دوما، لذلك أتينا إلى ريف حلب علّه يجد العلاج المطلوب، وقد وعدونا في المستوصف الطبي أن يتم تحويله إلى المستشفى لإجراء العملية قريبا”.

 

وأشارت إلى أن “الوضع في المركز أفضل مما كان عليه حالهم في دوما، فقد أمضت حوالي شهر تحت الأرض جراء القصف”، موضحة أن “الطعام متوفر في المركز، والإقامة جيدة نوعا ما. تم وضعنا في خيمة كبيرة مخصصة للنساء والأطفال، وهناك خيام للرجال، لكن الأعداد الكبيرة في الخيمة تجعل الضجيج مرتفعا جداً، ولا توجد أي خصوصية، إن الأمر ليس مريحا إذا كانت الإقامة لمدة طويلة”.

 

وبينت رغبتها بالعيش مع عائلتها في منزل واحد، إلا أنهم لا يمتلكون القدرة على دفع إيجار، ولا وجود لمنظمات تساعد بهذا الشأن، هناك من يعطينا خيمة لنعيش بها في العراء. إن الأمر صعب جداً.

 

بدوره، قال أبو زهير، المهجر من دوما مع عائلته، والمرافق لابنه المصاب، لـ “العربي الجديد”، “لا تمكن مقارنة حالنا هنا بما كنا عليه في دوما، من حياة في الأقبية والقصف الذي لا يتوقف ليلا أو نهارا. الرعاية الصحية والطعام متوفران هنا، لكن المركز غير مهيأ للإقامة الدائمة، فلا يمكن أن أتابع حياتي في خيمة وزوجتي وباقي عائلتي في خيمة أخرى”.

 

ولفت إلى أنه “يحاول التواصل مع أحد أقاربه في ريف حلب، عله يساعده في تأمين منزل وعمل يعيش هو وعائلته من مردوده”، موضحاً أن “أحد المصاعب التي تواجه المهجرين هي التأقلم مع البيئة، فالمركز موجود في منطقة ريفية، في وقت كنا نعيش في مدينة مكتظة بالناس”.

 

من جهته، قال منسق عمليات “منظومة وطن” جمعة القاسم، لـ “العربي الجديد”، إن “مركز الاستقبال المؤقت الذي يستقبل المهجرين من دوما، يتكون من 18 خيمة كبيرة، كل خيمة تتسع لـ400 فرد، مجهزة بالفرش، كما يوجد مركز طبي”.

 

وأضاف “المهجّرون بحاجة إلى ملابس، كما أن لديهم تحدّيا كبيرا هو إيجاد مسكن لهم خاصة أن المنظمات الإنسانية لا تدعم استئجار المنازل، وهناك من يبحث عن أقارب أو معارف للحصول على المساعدة، إذ يتراوح إيجار المنزل في المنطقة بين 100 و200 دولار والناس لا تملك المال”.

 

وأوضح أن “حركة مغادرة المركز قليلة مقارنة بأعداد المهجرين المتواصلة خلال الفترة المقبلة، في وقت تعيش العائلات وضعا ماديا سيئا للغاية، وحتى فرص العمل ليست متوفرة، فالبطالة منتشرة في المنطقة”.

 

وتحدث عن وجود “حالات مأساوية بين المهجرين، ذاكرا حالة أحد الشباب المصاب بكسور في رجله دون وجود مرافق، وهو غير قادر على مساعدة نفسه، كما لا توجد منظمات تقدم له ولأمثاله المساعدات اليومية التي يحتاجونها

 

الغوطة الشرقية: تعليق التهجير من دوما بانتظار اتفاق شامل

عدنان علي

 

توقفت عمليات التهجير من دوما في الغوطة الشرقية بريف دمشق، وسط تضارب حول الأسباب، وما قيل عن انتظار فصيل “جيش الإسلام” المعارض لاتفاق شامل، مع النظام والجانب الروسي، تزامناً مع وصول الدفعة الثالثة من المهجرين، إلى مدينة إعزاز شمالي سورية.

 

وضمّت الدفعة الثالثة من مهجري دوما، 13 حافلة تقل 685 شخصاً؛ بينهم 232 طفلا و180 امرأة، واستقرّت في مركز للإيواء ضمن مدينة إعزاز، بعد عبورها من مدينة الباب شرقي حلب.

 

وكان من المفترض أن تصل هذه الدفعة إلى مركز الإيواء في قرية شبيران قرب مدينة الباب، لكنّها توجهت إلى إعزاز بسبب عدم قدرة المركز على استيعاب مهجرين جدد، في ظل انشغاله التام بمهجري الدفعتين السابقتين.

 

وتأتي عمليات التهجير، بعد مفاوضات خاضتها فصائل المعارضة السورية، مع النظام والجانب الروسي، إثر حملة عسكرية عنيفة من قوات النظام، أسفرت عن مقتل وجرح آلاف المدنيين في مدن وبلدات الغوطة.

 

وما زالت عشرات الحافلات التابعة للنظام السوري، تنتظر عند معبر مخيم الوافدين شمال دوما، بانتظار استئناف عمليات التهجير منها، وذلك بعد توقف العملية، أمس الخميس، وعودة الحافلات فارغة من داخلها.

 

وتضاربت الأنباء حول أسباب توقف العملية، ففي حين قالت بعض المصادر إنّ فصيل “جيش الإسلام” المعارض، يسعى إلى اتفاق شامل يشمل إضافة إلى دوما، أماكن انتشار مقاتليه في القلمون الشرقي وجنوب دمشق، حيث أرسل مقترحات بهذا الشأن إلى الجانب الروسي، وهو ينتظر الرد عليها، زعمت وسائل إعلام مقرّبة من النظام، أنّ سبب توقف عمليات التهجير يعود إلى خلافات بين الراغبين بالخروج داخل “جيش الإسلام”، ومن وصفتهم بالمتشددين الرافضين للخروج بشكل قطعي.

 

وفي هذا السياق، ذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، أنّ عملية تعليق عمليات التهجير، تأتي مع تواصل المفاوضات الرامية إلى التفاهم على “تسوية جديدة” تشمل دوما والقلمون الشرقي وريف دمشق الجنوبي وجنوب دمشق، تقضي بشكل خاص بـ”بقاء جيش الإسلام مع سلاحه في دوما”، بانتظار رد الجانب الروسي على المقترحات، وهو رد من المنتظر أن يصل، يوم غد السبت، وفي حال رفض الروس المقترح، وانهارت المفاوضات بين الطرفين، فإنّ دوما من المتوقع أن تشهد عملية عسكرية.

 

جدير بالذكر أنّ عدد مقاتلي “جيش الإسلام” خارج دوما، أي في القلمون وجنوب دمشق يبلغ نحو 14 ألف مقاتل.

 

من جهته، ذكر موقع “روسيا اليوم”، أنّ اجتماعاً موسّعاً عُقد بين ممثلي النظام السوري و”مركز المصالحة” الروسي من جهة، وقادة من “جيش الإسلام” من جهة أخرى، حيث أعطى الجانب الروسي، وممثلو النظام، “جيش الإسلام”، مهلة للخروج من مدينة دوما، قائلاً إنّ هناك “جناحاً متشدداً” داخل “جيش الإسلام” يرفض الخروج، بينما يقبل آخرون مبدأ الخروج، على أن تتوفر ضمانات تتعلق بتوفير الإقامة، ومواضيع أخرى تتعلّق بالسلاح والأموال.

 

من جهة أخرى، ذكرت بعض المصادر، أنّ “جيش الإسلام” سمح فقط للمعارضين له والجرحى بالخروج، بينما لم يغادر عناصر الفصيل المنطقة، حيث، تم تقريباً، إخراج جميع المعارضين لوجود “جيش الإسلام”.

 

وأوضحت المصادر، أنّ مخاوف “جيش الاسلام” تعززت أيضاً، بعد العراقيل التي برزت إثر توجه قوافل دوما إلى ريف حلب الشمالي، حيث كان هناك تدقيق إضافي من الجانب التركي على القادمين من دوما، فيما شددت حواجز فصيل “هيئة تحرير الشام” في الشمال السوري، تدقيقها على المارة من مهجري الغوطة الشرقية ودوما.

 

وعممت الهيئة أسماء وصور مطلوبين تابعين لفصيل “جيش الإسلام”، على الحواجز المنتشرة في مناطق مختلفة من محافظة إدلب وريفها.

 

وفي الشمال السوري، قامت “هيئة الإغاثة الإنسانية” التركية، بنصب 350 خيمة للأسر المهجّرة من الغوطة الشرقية في ريف إدلب. وأوضح سليم طوسون مسؤول الهيئة الإعلامي في سورية، في حديث لوسائل إعلام تركية، أنّ الهيئة ستبني مدرسة وخزان مياه داخل المخيم.

 

جيش الإسلام” يعرض تسوية جديدة على الكرملين

قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، الجمعة، إن عملية إجلاء السكان المدنيين من مدينة دوما في الغوطة الشرقية، قد تم تعليقها بالتزامن مع استمرار المفاوضات بين الجانب الروسي، و”جيش الإسلام”.

 

ونقل “المرصد” عن مصادر تحدث إليها، إن تفاهماً من أجل التوصل إلى “تسوية جديدة” يتم بحثه حالياً. وتتضمن “التسوية الجديدة” مناطق دوما والقلمون الشرقي وريف دمشق الجنوبي وجنوب دمشق.

 

وأكد “المرصد” أن طروحات “جيش الإسلام” نقلت إلى الكرملين، ضمت طرحاً لبقاء “جيش الإسلام” مع سلاحه في دوما. ومن المتوقع أن يبلغ الجانب الروسي موقفه، السبت، وسط تحذيرات من عملية عسكرية تحسم الوضع في دوما، في حال فشل التسوية.

 

من جهة ثانية، قال “المرصد” إن النظام السوري يحشد قواته منذ أيام، قرب أحياء يسيطر عليها تنظيم “الدولة الإسلامية” جنوب دمشق، تمهيداً لعملية عسكرية تهدف إلى طرد التنظيم من المنطقة.

 

وقال “المرصد”، إن “التعزيزات العسكرية لقوات النظام والمقاتلين الموالين لها، خصوصاً من الفلسطينيين، تستمر منذ يوم الأحد، تمهيداً لعملية عسكرية تنهي وجود تنظيم داعش في العاصمة”، وأوضح أن “التعزيزات قائمة من داخل العاصمة وخارجها”.

 

سوريا:ماكرون يطالب بوتين باستخدام نفوذه..وأنقرة تحذر باريس

تحدث الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون، والروسي فلاديمير بوتين، هاتفياً، الجمعة، ودعا ماكرون روسيا لاستخدام نفوذها في إنهاء الصراع بسوريا واستئناف المفاوضات الرامية للتحرك صوب انتقال سياسي.

 

وقال قصر الإليزيه في بيان: “أبرز الرئيس ضرورة وضع نهاية للتصعيد العسكري الذي حدث في الشهور الأخيرة من أجل حماية السكان المدنيين”، مضيفاً أن الزعيمين تطرقا أيضا لأهمية العمل على عدم عودة تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى المنطقة. ماكرون، عبّر عن أمله في أن يمهد الحوار المنتظم بين فرنسا وروسيا لتقدم ملموس صوب التوصل لحل في سوريا.

 

من جهة أخرى، دعا المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالين، فرنسا، إلى عدم تكرار الأخطاء التي ارتكبتها واشنطن بإرسال عسكريين إلى مدينة منبج في شمال سوريا دعما لـ”قوات سوريا الديموقراطية” التي تقودها “وحدات حماية الشعب” الكردية، إثر تقارير عن وجود قوات فرنسية في منبج.

 

وقال قالين في مؤتمر صحافي إن “الفرنسيين يقولون خلال محادثاتهم معنا إن أرسال جنود إلى منبج ليس على أجندتهم”، لكن بلاده “لا تثق في المعلومات الصحافية”. وأضاف “هذه رسالتنا إلى السلطات الفرنسية: لا تكرروا أخطاء الأميركيين”.

 

من جهته، قال وزير شؤون الاتحاد الأوروبي التركي عمر جليك، إن على من يطالبون بلاده بعدم التدخل في منبج أن يفعلوا ما هو ضروري كي ترحل “الجماعات الإرهابية”، وأضاف جليك عقب محادثاته في باريس مع وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، ونظيرته ناتالي لوازو: “إذا كانت فرنسا تدرب عناصر من قوات حماية الشعب الكردية فنحن نعتبر ذلك دعما لمنظمة إرهابية”.

 

ترامب يقدم سوريا هدية لأعدائه

قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، إن فريق الأمن القومي بالكاد أقنع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعدم ارتكاب خطأ سحب القوات الأميركية من سوريا. ولفتت إلى أنه ما يزال يبدو مصمماً على تنفيذ ما يدور في رأسه، حتى ولو كان سحب القوات الأميركية من سوريا على حساب حلفاء واشنطن، مثل الأردن وإسرائيل، ولمصلحة أعدائها روسيا وإيران.

 

وأشارت الصحيفة، في مقالة لهيئة التحرير، الجمعة، إلى أن ترامب فاجأ مستشاريه بالإعلان خلال اجتماع حاشد، الأسبوع الماضي، أن القوات الأميركي “ستخرج قريباً جداً” من سوريا.

 

وبرغم ذلك، عاد ترامب ووافق على بقاء القوات الأميركية فترة طويلة، بما يكفي، لاستكمال القضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية” في عدد من الجيوب التي ما يزال التنظيم يسيطر عليها، فضلاً عن مهمتها في استئناف تدريب قوات محلية للغرض ذاته.

 

واعتبرت الصحيفة، أن تصوّر ترامب للانسحاب من سوريا وتعليق المساعدات المتواضعة التي تعهدت بها واشنطن لإعادة الإعمار، يشكّل تخلياً عن المسؤولية لمواجهة تلك التحديات، وطعنة في الظهر للقوات المحلية، التي يقودها الأكراد، بعد تعاون طويل مع الولايات المتحدة لمحاربة “داعش”، ما سيجعلهم فريسة سهلة للقوات التركية، العازمة بشكل غير عقلاني على القضاء عليهم.

 

وتضيف الصحيفة، أنه بسحب القوات الأميركية، يقدم ترامب هدية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وربما ليس بمفاجئة، إذ لطالما أعلن ترامب عن حبه لبوتين. وأيضاً، يمكّن الانسحاب الأميركي من سوريا، تعزيز التواجد الإيراني على حساب إسرائيل، فبمجرد انسحاب القوات الأميركية، ستزول عقبة كبيرة أمام مليشيات إيران حالت دون توسيع نفوذها العسكري في سوريا. والنتيجة النهائية ستكون حرباً إسرائيلية-إيرانية، يمكن أن تدمر سوريا ولبنان وإسرائيل نفسها.

 

وتتابع الصحيفة، على غرار الرئيس السابق باراك أوباما، لا تخلو جعبة ترامب من الحجج ضد التدخل الأميركي في سوريا، لكن إدارة ترامب تحظى بأفضلية أنها قادرة على رؤية النتائج السلبية خلال عهد الإدارة السابقة وعدم تكرارها، رغم أنه يسجّل لوزارة خارجية أوباما، أنها قامت بجهد دبلوماسي قوي لوقف إراقة الدماء.

 

وتختم “واشنطن بوست” بالقول، إن الدبلوماسية الأميركية فشلت إلى حد كبير، بسبب افتقار الولايات المتحدة إلى النفوذ على الأرض في سوريا، وبالتالي لم تكن تملك أدوات ضغط لإجبار الأطراف الأخرى على التفاوض، أو احترام التفاوض والاتفاقات على الأقل. لكن ترامب الآن، يمتلك ورقة قوية من خلال سيطرة أميركية فعلية على ربع الأراضي السورية ومعظم مواردها النفطية، وبدلاً من استخدام تلك الورقة لتعزيز أهداف واشنطن الاستراتيجية، يقترح أن يترك كل ذلك ويرحل.

 

لم يكن هناك أي نشاط دبلوماسي بارز في الولايات المتحدة. بدلاً من ذلك، كانت روسيا وإيران وتركيا يجتمعون بمفردهم ويقسمون المناطق في سوريا كما يحلو لهم؛ خلال الأسبوع الماضي، قال ترامب إنه قرر الانسحاب من سوريا و”ترك الآخرين يديرون الأمور هناك”، لكنه يبدو أنه غير مهتم في أن أولئك “الآخرين” الذين سيديرون الأمور في سوريا، يكرسون كل جهودهم للإضرار بالمصالح الأميركية.

 

جيش الإسلام” يُفرّغُ دوما من معارضيه؟

إبراهيم الحسن

منع النظام خروج قافلة جديدة من المُهجّرين قسرياً من مدينة دوما في الغوطة الشرقية إلى جرابلس في ريف حلب الشمالي، الخميس، لقلة عدد المغادرين على متنها. وحلّق الطيران الحربي في سماء دوما كتهديد للمدنيين داخلها.

 

وبُعيد منع القافلة من الخروج أعلنت وسائل إعلام موالية للنظام عن تعثر تنفيذ اتفاق دوما بسبب ما وصفته ب”خلاف بين الجناحين العسكري والسياسي لجيش الإسلام”. وقال مصدر محلي لـ”المدن”: “خرجت الدفعة الجديدة من مدينة دوما، الخميس، عبر مخيم الوافدين ولكن أعداد المهجرين على متنها قليل جداً، فمنعها النظام من مواصلة طريقها إلى الشمال، وأعاد القافلة إلى داخل المدينة”، مشيراً أن النظام استعرض طيرانه الحربي فوق سماء المدينة مهدداً المدنيين”. المصدر ذاته قال إنه من المفترض أن تخرج القافلة الأخيرة من دوما إلى جرابلس الجمعة.

 

وبلغ عدد المُهجّرين من مدينة دوما نحو 4500 شخص، خرجوا على أربع دفعات، ثلاث منها اتجهت إلى مناطق “درع الفرات” المدعومة من تركيا، وواحدة إلى إدلب تحمل على متنها نحو 1400 شخص ضمن اتفاق “فيلق الرحمن” مع روسيا. مصادر محلية قالت لـ”المدن” إن “القوافل التي خرجت إلى جرابلس في ريف حلب حملت على متنها جرحى ومقاتلين لجيش الإسلام”.

 

وأفرغت القوافل مدينة دوما من معظم الناشطين الإعلاميين والعاملين في منظمات المجتمع المدني، فضلاً عن رموز ثورية مثل رئيس “مجلس محافظة ريف دمشق الحرة” المهندس أكرم طعمة، وغيره من أعضاء حاليين وسابقين في المجلس المحلي لمدينة دوما. ووجه ناشطون اتهامهم لـ”جيش الإسلام” بإفراغ دوما من معارضيه.

 

وقال مصدر لـ”المدن” إن “جيش الإسلام” أخفى بنود الاتفاق مع الروس، وفتح الطريق أمام الراغبين في الخروج، فيما ضغط على شخصيات معارضة له للخروج ومن بينهم قائد ما كان يُعرفُ بـ”جيش الأمة” أبو صبحي طه، والذي كان معتقلاً في سجون “جيش الإسلام” منذ ثلاث سنوات، وأطلق سراحه خلال حملة النظام العسكرية الأخيرة على الغوطة.

 

مصدر آخر مقرب من شخصية ثورية غادرت دوما إلى جرابلس، قال لـ”المدن” إن “الجيش أرسل رسائل لبعض الشخصيات الثورية في المدينة تحمل لغة تهديد بضرورة مغادرة المدينة، رغم أنه كان قد أقنعهم في الأيام السابقة بضرورة خروج كامل المدينة بموقف واحد وثابت وهو البقاء في المدينة”.

 

ويشكو مدنيون غموض موقف “جيش الإسلام” وضبابية مصير مدينة دوما. وبينما يرسل “جيش الإسلام” رسائل طمأنة للمدنيين بسير عجلة التفاوض نحو الأفضل لصالح المدينة وأهلها، يوجه رسائل عسكرية للنظام، آخرها جولة لقائد أركان “الجيش” في المدينة، الخميس، وهو يتفقد نقاط الرباط في محيطها. مصادر محلية قالت لـ”المدن”: “بين سياسة جيش الإسلام وعسكرته نقف حائرين.. هل نغادر المدينة قبل أن تتحول إلى منطقة عسكرية؟ أو يجد جيش الإسلام حلاً يوقف عملية التهجير القسري؟”.

 

وكان “جيش الإسلام” قد قال تقارير سابقة لـ”المدن” إن “مفاوضاته للبقاء وليس للخروج” من دوما.

 

ويبدو أن غموض سياسة “جيش الإسلام” الأخيرة حيال الحلول السياسية والعمليات العسكرية، انعكست على مكونات الجيش ذاته، فالقرارات السياسية تدار من مجموعة صغيرة من القادة قد لا يعلمها حتى قادة عسكريين في الجيش.

 

وقال مصدر مقرّب من “الجيش” إن عسكريين منه يتتبعون أخبار المفاوضات التي تجريها قياداتهم من مصادر خارجية، لعدم توفر المعلومات من جهة، وخشية عدم دقتها من جهة أخرى، وطلب بعض العاملين في “الجيش” مغادرة دوما، ولكن طلبهم قوبل بالرفض. المصدر قال لـ”المدن” إن “الراغبين بالخروج من دوما إلى جرابلس عبر قافلة التهجير القسري عليهم الحصول على ورقة موافقة من مكتب جيش الإسلام الأمني، وطلبات عسكريين من الجيش جاءت بالرفض”.

 

ويعّول من تبقى في مدينة دوما من المدنيين إلى جانب عاملين في “جيش الإسلام” على “الورقة التفاوضية” التي يملكها “الجيش”، والتي لم تُعرف ماهيتها حتى الآن، لإنقاذ مدينة دوما من أي عملية عسكرية مستقبلية. ولكن لهجة النظام التصعيدية وتلويحه بالحل العسكري إذا رفض “جيش الإسلام” الخروج من دوما، تزعزع الثقة بين الجيش وحاضنته الشعبية، وتُظهر خلافات جديدة بين أركان “الجيش”.

 

وأعلنت روسيا والنظام عبر منصاتهما الإعلامية أن “جيش الإسلام” وافق على إجلاء المسلحين من دوما، وهو ما نفاه الأخير. وخرج على متن القافلات عدد قليل من مقاتلي “جيش الإسلام” إلى جانب جرحى ومدنيين.

 

عندما كانت الاموال السعودية تمطر على رفعت الأسد

رجّحت مصادر فرنسية، مطلعة على ملف محاكمة رفعت الأسد، عمّ الرئيس السوري بشار الأسد، أن تبدأ محاكمته قريباً، حول مصادر ثروته التي تقدر بعشرات ملايين اليوروهات.

 

وقالت وكالة “فرانس برس”، إن اتساع نطاق ثروة رفعت الاسد، التي تم جمعها إبان الثمانينات، أمر مدهش، إذ تشمل ممتلكاته 500 عقار في اسبانيا وقصرين في باريس احدهما مساحته ثلاثة آلاف متر، ومزرعة خيول، وقصراً آخر قرب العاصمة الفرنسية، إضافة الى 7300 متر مربع في ليون.

 

وتقدر ثروة رفعت الاسد في فرنسا بحوالي 90 مليون يورو، لكن معظم أصوله هناك تحت الحراسة القضائية. وتعود ملكية 691 مليون يورو من اصول حجمها 862 مليون يورو صادرتها الجمارك الفرنسية في آذار/مارس في العام الماضي الى رفعت الأسد.

 

ونقلت الوكالة عن مصدر قريب من القضية قوله، الجمعة، إن مديراً يعمل في فرنسا وصف كيف أن الأموال “كانت تمطر” على الأسد بين عامي 1996 و2010. ويتذكر أنه كان يسحب حوالى 100 الف يورو شهريا لدفع رواتب موظفي رفعت الأسد.

 

وفتحت السلطات الفرنسية تحقيقا حول ثروة رفعت الاسد في نيسان/أبريل 2014 بعد ان أثارت المسألة مجموعتان مناهضتان للفساد هما “شيربا” و”الشفافية الدولية”. وبعد عامين، تم توجيه التهمة الى الأسد بالتهرب من الضرائب واختلاس اموال عامة.

 

وفقاً للأسد، فإنه ادعى لتبرير ثروته بأنها من سخاء الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز، الذي توفي في كانون الثاني/يناير 2015. وأبرز محاموه بيار هايك وبيير كورنوت-جنتيي وبنيامين غروتدلير شيكا بقيمة عشرة ملايين دولار من عبدالله يعود الى الفترة التي كان فيها الأخير وليا للعهد عام 1984.

 

ونقلت “فرانس برس” عن محاميه قولهم: “قدمنا أدلة بثلاثة تحويلات كبيرة تعود لأعوام 2008 و2009 و2010 بشكل لا يمكن انكاره (بعد استحواذ السلطات على املاكه الفرنسية) ما يظهر المساعدة المستمرة والكبيرة من الملك منذ بداية الثمانينات”.

 

وسلم فريق الدفاع أيضاً مؤخراً رسالة من الملك عبدالله تشير الى هبات لرفعت لاسد، وقالوا إنه من المستحيل عمليا البحث في سجلات بنك تعود لثلاثين عاماً. لكن الاتهامات بارتكاب الاسد للفساد والاختلاس مصادرها عديدة.

 

وفقاً للوكالة، ذكر رئيس جهاز المخابرات الرومانية السابق ايون ميهاي باسيبا، في كتاب، أن الديكتاتور السابق نيكولاي تشاوشيسكو، أشار الى ان رفعت الاسد هو عميله في سوريا ويؤدي خدمات له مقابل مبالغ مالية كبيرة.

 

ويشير المحققون أيضاً إلى تصريحات لنائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام قال فيها ان حافظ الأسد دفع 300 مليون دولار لشقيقه عام 1984 كطريقة للتخلص منه بعد تحركه الفاشل ضده، وجاء ثلثا المبلغ من ميزانية الرئيس والثلث الباقي كان قرضا من ليبيا.

 

وزعم وزير الدفاع السوري الراحل مصطفى طلاس، أن “رجال” رفعت الأسد نقلوا عربات محملة بالنقد من البنك المركزي اضافة الى ممتلكات ثقافية، وأشار شاهد آخر الى سرقات آثار وقال للمحققين ان رفعت الأسد سرق “كنزا بقيمة كبيرة” من أرض يملكها جده في سوريا.

 

بن سلمان: من الأفضل أن يكون نظام بشار الأسد قوياً في سوريا

نيويورك – الخليج أونلاين

كرر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان موقفه من عدم رحيل رئيس النظام السوري بشار الأسد، إلا أنه قال في مقابلة جديدة مع مجلة “تايم” الأمريكية، نشرت فجر الجمعة، إنه يدعم أن يكون النظام برئاسة الأسد “قوياً”.

 

وقال بن سلمان، مجيباً عن سؤال عن النهاية الواقعية للمأساة في سوريا: “لا أعلم إن كان بعض الأشخاص سيغضبون حينما أجيب عن ذلك السؤال، لكنني لا أكذب؛ أعتقد أن الكذب على الناس أمرٌ مُخزٍ فعلاً، وخصوصاً في عام 2018، حيث يكاد يكون أمراً مُستحيلاً أن تُخفي شيئاً عن الناس. أعتقد أن بشار باقٍ في الوقت الحالي، وأن سوريا تُمثل جزءاً من النفوذ الروسي في الشرق الأوسط لمدة طويلة جداً، ولكنني أعتقد أن مصلحة سوريا لا تتمحور حول ترك الإيرانيين يفعلون ما يشاؤون في سوريا على المدى المتوسط والبعيد، وذلك لأنه إن غيرت سوريا أيديولوجيتها حينها بشار سيكون دُميةً لإيران”.

 

وأضاف ولي العهد السعودي قائلاً عن مستقبل بشار الأسد: “لذا، فمن الأفضل لهُ (بشار الأسد) أن يكون نظامه قوياً في سوريا، وهذا الأمر أيضاً سيكون إيجابياً بالنسبة لروسيا. أما روسيا فمن الأفضل لهم أن يكون لهم قوة مباشرة، وأن يُمكنوا بشار، وأن يكون لديهم نفوذ مباشر في سوريا ليس عبر إيران؛ لذلك فإن هذه المصالح قد تُقلل من النفوذ الإيراني بشكل كبير، ولكننا لا نعرف ما هي النسبة المئوية لذلك. ولكن بشار لن يرحل في الوقت الحالي، لا أعتقد أن بشار سيرحل دون حرب، ولا أعتقد أنه يوجد أي أحد يريد أن يبدأ هذه الحرب؛ لما ستحدثه من تعارض بين الولايات المتحدة وروسيا، ولا أحد يريد رؤية ذلك”، على حد تعبيره.

 

وعما إذا كان يرغب في رؤية وقف للصراع في سوريا لأن النتيجة باتت مؤكدة؛ قال بن سلمان: “أعتقد أنها اقتربت لتكون كذلك. لدينا الآن أراضٍ يُسيطر عليها بشار، أما الأراضي الأخرى فهي تحت سيطرة الشعب السوري بدعمٍ من الولايات المتحدة الأمريكية.. نأمل أن تتوقف الأمور التي تحدث في سوريا في أقرب فرصة ممكنة”.

 

وفيما يتعلق ببقاء القوات الأمريكية في سوريا اعتبر الأمير السعودي أن “على القوات الأمريكية البقاء على المدى المتوسط على الأقل، إن لم يكن على المدى الطويل، وذلك لأن الولايات المتحدة الأمريكية تحتاج لأن تمتلك أوراقاً للتفاوض وممارسة الضغط. وفي حال إخراج تلك القوات فأنت تخسر تلك الأوراق؛ هذا أولاً، أما ثانياً فتحتاج إلى نقاط تفتيش في الممر بين حزب الله وإيران، لأنك إن أخرجت هذه القوات من شرق سوريا فستخسر نقطة التفتيش تلك، وسيساهم ذلك الممر في تصعيد أمور أخرى في المنطقة”.

 

باسم القانون.. هكذا “تسرق” أملاك لاجئي سوريا

رأفت الرفاعي-غازي عنتاب

 

قانون جديد في سوريا أصدره الرئيس بشار الأسد بشأن التنظيم العقاري مؤخرا، يتخوف اللاجئون والمهجرون من أن يكون تمهيدا لمصادرة العقارات التي يملكونها، وضمانا لهيمنة النظام على توقيت وشكل ونتائج إعادة إعمار البلاد.

 

ويمثل القانون الأخير الذي حمل رقم 10 لعام 2018، حلقة في سلسلة قوانين سابقة صدرت مع بداية العام التالي لاشتعال شرارة الثورة السورية، كالقانون رقم 66 لعام 2012 الذي اقتصر على إحداث منطقتين تنظيميتين فقط ضمن مدينة دمشق، وكذلك المرسوم 12 لعام 2016 القاضي بإحداث نسخة رقمية من السجلات العقارية، وأعطي أصحاب الحقوق حينها حق الاعتراض خلال أربعة أشهر، لتتحول النسخة الرقمية تلك إلى المرجعية الأساسية.

 

تغيير ديمغرافي

إلا أن القانون الأخير يصفه حقوقيون بالأخطر، كونه يطلق يد السلطة التنفيذية بإنشاء مناطق تنظيمية في عموم البلاد ويشتمل على جميع أنواع العقارات. ولعل أبرز ما جاء فيه هو ما ورد في مادته الثانية حيث أعطى أصحاب الحقوق الحق في تثبيت ملكياتهم خلال شهر واحد فقط من الإعلان عن إحداث المنطقة التنظيمية، ولم يشترط لصاحب الحق أن يكون حقه مؤيدا بوثائق ثبوتية، وإنما فتح المجال أمام كل من قد يدعي أن له حقا عقاريا في المنطقة التنظيمية.

 

القاضي السوري أنور محمد مجني -في حديث للجزيرة نت- اعتبر أن القانون من شأنه إلغاء القوة الثبوتية المطلقة للسجلات العقارية، وسيشكل -إضافة إلى القوانين والمراسيم السابقة- ذريعة لنزع ملكية عقارات السوريين في حال غيابهم.

 

ولا يتوقف الأمر عند حرمان الغائبين من ملكيتهم العقارية، بل حتى إن حضر صاحب الحق وتمكن من إثبات ملكيته فهذا لن يمنع خسارته العقار الذي يملكه. ويشرح القاضي مجني ذلك قائلا “بعد الانتهاء من أعمال التنظيم، سيكون صاحب الحق العقاري مالكا لحصة سهمية، لتقوم بعد ذلك الوحدة الإدارية بتنظيم سجلات الملكية السهمية، وصاحب الحق قد يجد نفسه خارج إمكانية التملك في المنطقة التنظيمية لأن حصته السهمية أقل من إمكانية التملك، وفي هذه الحالة لا يجد أمامه إلا بيع حصته في المزاد العلني، وبالتالي تحول حقه العقاري إلى حق مالي”.

 

ويختم القاضي محمد أنور مجني بأن القانون -إضافة إلى كل ما سبقه- سيفتح الباب أمام الشركات العقارية لتكون هي المتحكمة بملكية المناطق التنظيمية.

 

إعادة الإعمار

ويرى المحامي السوري حومد حومد، في تصريح للجزيرة نت، أن القانون يتصل بشكل مباشر بملف إعادة الإعمار، مذكرا بمرسوم رئاسي صدر في 19 مايو/أيار 2015 نص على منح كل وحدة إدارية في الدولة السورية -بما في ذلك المحافظات والبلديات- حق تشكيل شركاتها الاستثمارية الخاصة.

اللاجئون يتخوفون من أن يكون القانون الجديد تمهيدا لمصادرة ممتلكاتهم (الأوروبية)

 

وهذا ما فعلته محافظة دمشق في ديسمبر/كانون الأول 2016 عبر تأسيس شركة دمشق الشام القابضة المساهمة.

 

الربط بين القانون الأخير وإعادة الإعمار يظهر جليا في ماكينة الإعلام الرسمي، وأيضا في تصريح لوزير الإدارة المحلية التابع لحكومة النظام السوري الذي اعتبر صدور القانون رقم 10 الخاص بالتنظيم العقاري “مكرمة من الرئيس بشار الأسد بالتزامن مع الإجراءات التي تقوم بها الدولة لإعادة تأهيل المناطق المدمرة بفعل الإرهاب”، بحسب تعبيره.

 

وهنا تجدر الإشارة إلى أن وزير الإدارة المحلية يترأس عمليا لجنة إعادة الإعمار التي تأسست في ديسمبر/كانون الأول 2014، وهو إقرار ضمني بأنه يجب إدارة عملية إعادة الإعمار من خلال الهيئات المحلية، بحسب المحامي السوري حومد حومد الذي يعقب قائلا إن الكلمة الفصل في المحصلة لن تكون بيد المجتمعات المحلية المنخرطة في إعادة الإعمار، بل ستكون للنظام وشبكته من الأتباع الممثلة بالشركات الجديدة.

 

وختم المحامي مؤكدا أن هذا التوجه وهذه القرارات ستخلف تداعيات على عملية إعادة الإعمار، وخصوصا في ظل غياب ركائزها المتعارف عليها، وهي الأمن والعدالة والمصالحة والرفاه الاجتماعي والاقتصادي والحكومة والمشاركة.

المصدر : الجزيرة

 

هل تتجه تركيا لروسيا بدل حلفائها الغربيين؟

خليل مبروك-إسطنبول

 

تدير تركيا توازنا شديد التعقيد من العلاقات بين حلفائها التاريخيين في حلف شمال الأطلسي (ناتو) من جهة، والجار الروسي العملاق من جهة أخرى.

 

وازدادت حساسية الحسابات التركية لهذه العلاقات مع ارتفاع التوتر بين موسكو والغرب على خلفية عملية تسميم الجاسوس الروسي المزدوج سابقا في بريطانيا قبل أسابيع، حيث خلقت أزمة دبلوماسية عاصفة بين موسكو ولندن.

 

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء الماضي -بحضور الرئيس الروسي فلادمير بوتين- عن تسريع اتفاقية تسليم منظومة الدفاع الجوي الروسية “أس 400″، التي تعتبر الأكثر تطورا في العالم إلى تركيا، وأشار في مؤتمر صحفي إلى ارتفاع حجم التبادل التجاري مع روسيا بنسبة 32%، متخطيا بذلك 22 مليار دولار، موضحا في الوقت نفسه أن البلدين يهدفان إلى رفعها لمئة مليار دولار.

 

وتحسنت العلاقات التركية الروسية مطلع عام 2016، بعد اعتذار أردوغان لموسكو عن إسقاط دفاعات تركيا الجوية مقاتلة حربية روسية من نوع سوخوي أثناء تحليقها قرب الحدود مع سوريا في نوفمبر/تشرين الثاني 2015.

الحاج: أنقرة اقتربت من الروس لخيبة أملها في الغرب حول ملف أمنها القومي (الجزيرة)

 

وتوالت إشارات التقارب بين الدولتين في ما بعد في كثير من الملفات؛ الاقتصادية والأمنية ومجالات “مكافحة الإرهاب”، رغم اختلافهما في مساحات أخرى وفي مقدمتها الأزمة السورية.

 

وتشير كثير من المعطيات والآراء إلى أن أنقرة تسعى للاستفادة من المزايا التي يمكن تحصيلها من علاقاتها مع الروس ومع الغربيين، بغض النظر عن المكان الذي تقف فيه بينهما.

 

بعض المحللين السياسيين والباحثين يلخصون المحددات التي تضبط اقتراب أنقرة من أي من القطبين، أو ابتعادها عنهما؛ بقدرتها على توظيف تلك العلاقات في مجالي الدفاع عن الأمن القومي وتحقيق المصلحة الاقتصادية.

 

الأمن القومي

ويعتقد الباحث في الشأن التركي سعيد الحاج أن التقارب التركي الروسي لا يعني أن تركيا قد انتقلت إلى “منطقة وسطى” بين روسيا وحلف الناتو، لأنها ما زالت عضوا بحلف شمال الأطلسي، إضافة إلى كونها عضوا بالحلف الغربي أيضا.

 

ويرجع الحاج التحولات في الموقف التركي واقتراب أنقرة من الروس مؤخرا لخيبة أملها في حلفائها الغربيين في ملف حساس؛ هو أمنها القومي. وتضع السياسة الخارجية التركية في مركز حساباتها مواجهة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي ومشروعه الانفصالي في سوريا، لأن له انعكاسات كبرى على القضية الكردية داخل تركيا.

 

ويقول الحاج للجزيرة نت إن حلفاء تركيا الغربيين -بما فيهم الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي وحلف الناتو- لم يأخذوا التخوفات التركية من هذا المشروع بعين الاعتبار؛ مما دفع تركيا للاقتراب من الروس أيضا.

تشيفتشي: أردوغان قال عدة مرات إنه غير سعيد ببعض شركائه الغربيين (الجزيرة)

 

وينسجم التحرك التركي لتعزيز العلاقات مع روسيا مع تحركات أنقرة لبناء شبكة علاقات دولية وإقليمية متوازنة، بما يحقق رؤيتها لمفهوم “القوة الناعمة”، وعدم حصر تلك العلاقات في المحور الغربي كما كانت تفعل في سنوات الحرب الباردة.

 

ويشكك الحاج في إمكانية استمرار تطور العلاقات التركية الروسية والوصول إلى تحالف إستراتيجي بينهما، وذلك للخلافات الكبيرة بين الطرفين في المسألة السورية، حيث تدعم تركيا المعارضة السورية، في حين تدعم موسكو نظام بشار الأسد.

 

انتقام من الحلفاء

وركز الإعلامي التركي كمال تشيفتشي على أهمية إبرام صفقة الصواريخ بين تركيا وروسيا، وقال إن الاستثمار الروسي في تحديث نظام الدفاع الجوي التركي بقيمة 2.5 مليار دولار قد تم رغم تحذيرات الناتو لأردوغان من إتمامها.

 

وأضاف تشيفتشي في حديثه للجزيرة نت أن الرئيس التركي ذكر عدة مرات أنه غير سعيد ببعض شركائه الغربيين. ووصف الإعلامي الصفقة العسكرية مع روسيا بأنها انتقام من حلف الناتو، بعد سحب أميركا وألمانيا نظام صواريخ الباتريوت الدفاعية من جنوب تركيا أواخر عام 2015.

 

وأشار تشيفتشي إلى مجموعة عوامل أدت إلى توسع الهوة بين تركيا والناتو الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، وفي مقدمتها إيواء الأخيرة المتهم الأول بالمحاولة الانقلابية الفاشلة في يوليو/تموز 2016 فتح الله غولن، ودعم حزب الاتحاد الديمقراطي السوري، الذي تعتبره أنقرة ذراعا لحزب العمال الكردستاني.

 

وتوقع الإعلامي التركي أن تؤدي صفقة الصواريخ الروسية الأخيرة لتوسع الهوة بين تركيا وحلفائها الغربيين.

المصدر : الجزيرة

 

ترمب يهاجم السعودية والإمارات بسبب سوريا

نقلت شبكة “سي أن أن” عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الرئيس دونالد ترمب طلب من وزارة الدفاع (البنتاغون) إنهاء مهمة القوات الأميركية في سوريا خلال ستة أشهر، وهاجم السعودية والإمارات لأنهما لم تقدما موارد كافية في سوريا.

 

لكن البنتاغون قال أمس الخميس إن سياسة الجيش الأميركي في سوريا لم تتغير بعد مناقشات مع ترمب هذا الأسبوع، وإنه لم يتم تحديد جدول زمني لسحب القوات من هناك.

 

وكان ترمب أثار قلقا لدى المؤسسة العسكرية في اجتماع عقده الثلاثاء مع كبار مساعديه العسكريين وفريق أمنه القومي، عندما قال إنه يريد القوات الأميركية “خارج” سوريا.

 

وأشارت شبكة “سي أن أن” إلى أن مستشاري ترمب أبلغوه خلال الاجتماع أن مغادرة سوريا ستصب في مصلحة روسيا وتركيا وإيران، والتي تتعارض مع مصالح الولايات المتحدة.

 

ولكن ترمب -وفق ما نقلته الشبكة عن مسؤولين مقربين من الرئيس- طلب من وزارة الدفاع إنهاء مهمة القوات الأميركية في سوريا في غضون ستة أشهر.

 

وقالت الشبكة إن ترمب اشتكى من حجم ما تنفقه أميركا في المنطقة، وهاجم دول الخليج -خاصة السعودية والإمارات- لعدم تقديمها موارد كافية لمحاربة تنظيم الدولة بسوريا.

 

تهديد للملوك

وأشار ترمب إلى أن ملوك هذه الدول الأغنياء سيضطرون للتخلي عن طائراتهم الخاصة ونمط حياتهم الفخم حال انسحاب أميركا من المنطقة.

 

ونقلت الشبكة -بحسب مصدر لها على صلة بترمب- قول الرئيس الأميركي لأحد حكام دول الخليج في مكالمة هاتفية “إنكم ما كنتم لتستمروا في مواقعكم لمدة أسبوعين دون الولايات المتحدة”.

 

وأكدت أن ترمب أعرب عن تفاؤله بأن توفر دول الخليج مزيدا من الأموال لإرساء الاستقرار في سوريا، بما في ذلك أربعة مليارات دولار من السعودية.

 

من جانب آخر، قال المتحدث باسم البنتاغون كينيث ماكينزي -في بيان صحفي أمس الخميس- إن سياسة الجيش الأميركي بشأن قتال تنظيم الدولة في سوريا لم تتغير.

 

وأضاف “لطالما اعتقدنا أنه مع بلوغنا النهاية ضد تنظيم الدولة في سوريا، سنقوم بتعديل مستوى وجودنا هناك، وبالتالي لم يتغير أي شيء في ذلك الموضوع”.

 

وقد تعهد البيت الأبيض يوم الأربعاء بـ”نهاية سريعة” للمهمة الأميركية في سوريا، لكنه لم يحدد موعدا زمنيا للانسحاب. وتقود الولايات المتحدة منذ أواخر 2014 تحالفا عسكريا دوليا ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.

المصدر : الجزيرة + وكالات

 

موسكو تتهم واشنطن بافتعال الفوضى لإبقاء قواتها في سوريا

لافروف: إبقاء الأميركيين على الوضع السائد يخدم مصالحهم على المستويين الجيوسياسي والعالمي

دبي – قناة العربية

 

اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الولايات المتحدة بسعيها للمحافظة على الوضع الفوضوي في #سوريا بهدف إبقاء سيطرتها وتبرير وجودها العسكري فيها إلى أجل غير مسمى.

 

وأكد لافروف، خلال مؤتمر موسكو الدولي للأمن، أن “الانطباع العام يشير إلى أن إبقاء الأميركيين على الوضع السائد يخدم مصالحهم على المستويين الجيوسياسي والعالمي”.

 

وكان البيت الأبيض قد أعلن أن #انسحاب_القوات_الأميركية_من_سوريا رهنٌ بالقضاء على داعش ونقل المسؤوليات إلى القوات المحلية.

 

إلا أن مسؤولين أميركيين أكدوا عزم الرئيس الأميركي دونالد #ترمب سحب قواته من سوريا في غضون الأشهر الستة القادمة.

 

وأضافوا أنه لم يعين حتى الآن موعدا محددا لسحب 2000 جندي أميركي موجودين في سوريا، مشيرين إلى أن “صبر ترمب بدأ ينفذ”.

 

ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن المسؤولين الأميركيين أن اجتماع الرئيس الأميركي ومستشاريه انتهى دون تحديد جدول زمني للبدء في سحب القوات من سوريا.

 

وأشارت إلى أن قادة البنتاغون ووزارة الخارجية ووكالة الاستخبارات المركزية “يخشون من فراغ السلطة في سوريا في حال تم التسرع في سحب الجنود الأميركيين”.

 

طائرات حربية تقصف دوما في سوريا لأول مرة منذ أيام

بيروت (رويترز) – قال التلفزيون السوري الرسمي والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرات حربية استهدفت يوم الجمعة مدينة دوما، آخر مدينة خاضعة لسيطرة المعارضة قرب دمشق، وذلك في أول ضربات تشهدها الغوطة الشرقية منذ أيام.

 

وقال التلفزيون إن جماعة جيش الإسلام كانت قد قصفت معبرا خارج دوما ومنطقة سكنية مما دفع القوات الجوية للرد.

 

إعداد أمل أبو السعود للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى