أحداث الأربعاء، 07 آذار، 2012
دمشق تستعجل الحسم قبل وصول أنان
نيويورك – راغدة درغام؛ القاهرة – محمد الشاذلي؛ دمشق، باريس، واشنطن، موسكو – «الحياة»، رويترز، ا ف ب
ينتظر ان يصل اليوم الى القاهرة كوفي انان المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص بالازمة السورية، وذلك قبل توجهه الى دمشق نهار الجمعة لبدء مهمته هناك. وقال مصدر مسؤول في الجامعة العربية أن الأمين العام نبيل العربي سيلتقي أنان غداً في مقر الجامعة للتشاور حول خطوات التحرك التي سيقوم بها هو ونائبه الفلسطيني ناصر القدوة.
وتأتي مهمة انان في اطار تحرك ديبلوماسي دولي لمحاولة حشد موقف موحد من الازمة السورية في اعقاب الفيتو الروسي – الصيني الذي منع اتخاذ قرار في مجلس الامن. وبدا امس ان قوات الامن السورية في سباق مع الوقت لانهاء الاحتجاجات في مختلف المناطق قبل بدء مهمة الموفد الدولي – العربي. فبعد القضاء على تحرك المعارضة في حي بابا عمرو تركزت العمليات امس على مدينة الحراك في محافظة درعا وعلى بلدة القصير في محافظة حمص وبلدات في ريف دمشق، فيما بدأت تنتشر في وسائل الاعلام اخبار ما جرى في بابا عمرو من «مجازر» على ايدي القوات السورية.
ووصف الرئيس باراك أوباما نظيره السوري بشار الأسد بـ»الديكتاتور». وقال «أنه سيسقط»، مؤكدا عمل واشنطن مع الأطراف الدوليين «لايجاد وسائل لدعم المعارضة، وانها ستستمر في هذا الأمر وفي رص المجتمع الدولي ضد الأسد».
واعتبر أوباما، في مؤتمر صحافي، أن ما يجري في سورية «مشين ومحزن ولا مبرر له»، معتبرا أن الأسد فقد شرعيته «والسؤال ليس اذا ما كان سيسقط بل متى». لكنه رفض المقاربة مع ليبيا، خصوصا لجهة التدخل العسكري، مشيرا الى أن هذا الأمر «ليس بالبساطة…ومن يتصور أنه يحل المشكلة خاطئ».
من جهة اخرى حذر قائد المنطقة الوسطى الاميركي الجنرال جيمس ماتيس من اي تدخل عسكري في سورية، معتبرا انه سيكون «بالغ الحساسية». وقال امام لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ: «لدى النظام السوري امكانات كبيرة في مجال التسلح الكيماوي والجرثومي، اضافة الى نظام دفاعي كبير مضاد للطيران، والاف المضادات الجوية المحمولة، وقيادة سياسية مزعزعة الوضع». واعتبر ان اتساع حملة القمع و»كفاح النظام من اجل بقائه» يدفعان الى «توقع نشوب حرب اهلية». وقال انه رغم تزايد اعداد الفارين من الجيش السوري، سيكون من الصعب على المعارضة قلب النظام من دون مساعدة خارجية.
ودعت موسكو الدول الغربية الى عدم توقع تغيير في موقفها من الازمة في سورية بعد فوز فلاديمير بوتين بالرئاسة. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: «نريد تذكير شركائنا الاميركيين والاوروبيين بان عليهم ان لا يأخذوا رغباتهم على انها حقائق. ان الموقف الروسي من تسوية النزاع في سورية لم يكن يوما مرتبطا باحداث جانبية، وهو لا يتقرر بناء على دورات انتخابية، خلافا لما يفعل بعض شركائنا الغربيين… ان هذا النزاع لا يمكن حله الا من خلال حوار بين كل الاطراف، يتخذ السوريون وحدهم في اطاره القرارات المتعلقة بمستقبل دولتهم».
وبالتزامن مع ذلك، طالب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان النظام السوري بفتح «فوري» لممرات انسانية للمدنيين من ضحايا العنف. ودعا الاسرة الدولية الى ممارسة ضغوط على دمشق في هذا الشأن. ودان اردوغان صمت و»تردد» بعض الدول التي لم يسمّها حيال «الفظائع» التي ترتكب في سورية. ورأى ان هذا الموقف «يشجع» النظام السوري على «التحرك بوحشية اكبر» ضد المعارضة.
وذكر الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان محادثات تجري بين الدول الاوروبية لطرد السفراء السوريين وذلك بعدما قررت باريس ولندن اضافة الى سويسرا والولايات المتحدة وكندا اغلاق سفاراتها في دمشق.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية امس ان سفير سورية في لندن سامي الخيمي ابلغها «ان فترة عمله انتهت» وقرر ان يترك منصبه في بريطانيا. وذكرت الوزارة ان السفارة ستستمر في العمل وسيحل سفير جديد محل الخيمي في الوقت المناسب.
وفي نيويورك، انطلقت أولى المشاورات على مستوى السفراء حول مشروع القرار الأميركي المتعلق بسورية بمشاركة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والمغرب الذي يمثل المجموعة العربية. وأشار ديبلوماسيون الى أهمية الاجتماع «لأنه فرصة لاستطلاع الآراء الفعلية للأطراف» حول مشروع القرار الذي كانت سبقته مشاورات بين العواصم والبعثات الديبلوماسية في نيويورك.
واستغرق السفراء الستة نحو ساعة وربع الساعة داخل أبواب مغلقة خرجوا بعدها بتصريحات شديدة التحفظ. ولخصت السفيرة الأميركية بعد الاجتماع ما دار خلاله بإجابة مقتضبة وهي «لا يجب توقع أي شيء». ورفض السفير الروسي فيتالي تشوركين الإجابة عن أي سؤال وكذلك السفير البريطاني مارك ليال غرانت، فيما قال السفير المغربي محمد لوليشكي إن «المزيد من المشاورات سيتواصل». أما السفير الصيني لي باودونغ فقال رداً على سؤال «الحياة» حول موقفه من مشروع القرار المقترح «أي مشروع قرار، ليس هناك من مشروع قرار».
ولفت ديبلوماسيون الى أن مشروع القرار صيغ بلغة هدفت الى محاولة تقريب روسيا من إجماع مجلس الأمن، أو تجنب استخدامها الفيتو على الأقل «ما يفسر اللغة المخففة في مشروع القرار وإسقاط عناصر مهمة من مشروع القرار الغربي العربي السابق في النص المتقرح الآن».
وأسقطت من مشروع القرار الأميركي المتداول الفقرات التي تنص على «تطبيق قرار جامعة الدول العربية المتخذ في ٢٢ كانون الثاني (يناير)، لكنه أبقى على الدعوة الى «عملية سياسية يقودها السوريون تهدف الى نظام تعددي ديموقراطي».
وأضاف فقرة تدعو «العناصر المسلحة في المعارضة الى الامتناع عن العنف بناء على تطبيق السلطات السورية قرار جامعة الدول العربية» المتخذ في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، والذي نص على سحب الجيش السوري من المدن والبلدات الى الثكنات التي كان فيها اساساً، وإطلاق الموقوفين والتعاون مع الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة والسماح للإعلام بالوصول الى كل المناطق السورية بحرية. وجاء مشروع القرار الجديد في عشر فقرات تنفيذية مقابل ١٦ فقرة في مشروع القرار السابق الذي أسقطه الفيتو الروسي الصيني.
ميدانيا، اقتحمت قوات الامن السورية مدينة الحراك في محافظة درعا. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات عسكرية كبيرة تضم دبابات وناقلات جند مدرعة وحافلات اقتحمت الحراك، وان اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية ومجموعات منشقة في المدينة تستخدم فيها القوات النظامية الرشاشات الثقيلة والقذائف وان الانفجارات تهز المدينة وتسمع اصواتها في القرى المجاورة. وذكرت لجان التنسيق المحلية ان عددا كبيراً من سيارات الاسعاف كانت تشاهد في شوارع الحراك، وان القصف طال مسجد ابو بكر الصديق، أكبر مساجد المدينة.
وفي محافظة حماة افاد المرصد السوري ان قوات عسكرية تضم دبابات وناقلات جند مدرعة تحاصر بلدة طيبة الامام شمال مدينة حماة. كما قامت القوات السورية بقصف جسر رئيسي قرب مدينة القصير كان يستخدمه الجرحى والهاربون من اعمال العنف الى لبنان خوفا من اعتقالهم من قبل السلطات السورية على المعابر الشرعية. ويمر هذا الجسر فوق نهر العاصي ويصل قريتي الربلة والجوسية الحدوديتين مع بلدة القاع في منطقة البقاع اللبناني.
وفي اطار تزايد الانشقاقات في الجيش السوري، أعلن امس العميد الركن عدنان قاسم فرزات من قيادات المنطقة الوسطى بالجيش السوري في الرستن عن انشقاقه عن الجيش النظامي.
اجتماع “واعد” عن مشروع أميركي لسوريا
عقدتان رئيسيتان أمام المفاوضات مع الروس
أوباما يؤكد ان نظام الاسد سيسقط، لكنه يستبعد الخيار العسكري
موسكو تتمسك بموقفها بعد فوز بوتين ومصر ترفض تسليح المعارضة
واصلت قوات النظام السوري تضييق الخناق على عدد من معاقل الناشطين المناهضين له والمنشقين عن الجيش باقتحامات في محافظة درعا وقصف جسر في منطقة القصير بريف حمص يهرب منه النازحون الى لبنان. وقال الرئيس السوري بشار الاسد انه مصمم على مكافحة ما وصفه بالارهاب والاستمرار في الاصلاحات. ويصل اليوم المبعوث المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي انان الى القاهرة في مستهل جولة ستشمل سوريا في نهاية الاسبوع في اطار مساع سياسية لحل الازمة السورية. (راجع العرب والعالم)
ورداً على دعوة السناتور الاميركي الجمهوري البارز جون ماكين الى توجيه ضربات جوية الى سوريا، استبعد الرئيس باراك أوباما احتمال استخدام القوة العسكرية ضد هذا البلد، لكنه قال إن نظام الأسد سيسقط. ومع طرح واشنطن مشروع قرار جديد في مجلس الامن (نصه في صفحة عرب وعالم) ، اعلنت موسكو ان موقفها من سوريا لن يتغير بعد انتخاب رئيس الوزراء فلاديمير بوتين رئيساً للدولة الاحد.
الموقف الاميركي
وفي اول مؤتمر صحافي هذه السنة في البيت الابيض، صرح اوباما: “ان ما يحدث في سوريا مؤلم وشائن، وشاهدنا المجتمع الدولي يحشد قواه ضد نظام الاسد”. وقال: “من جهة ثانية، اعتقد انه سيكون من الخطأ، كما يدعو البعض، القيام بعمل عسكري منفرد او الاعتقاد ان هناك حلاً بسيطاً” للوضع في سوريا.
واستبعد استخدام الحلّ العسكري ضد سوريا كما حصل مع ليبيا، لأن العالم ليس موحداً حول هذا الخيار كما كان حيال ليبيا. ولاحظ: “ان فكرة أن حلّ كلّ من هذه المشاكل هو استخدام قواتنا، لم يثبت أنه صحيح في الماضي”. وأضاف عن الاسد: “سيسقط هذا الديكتاتور في نهاية الامر… السؤال ليس هل يرحل الاسد بل متى يرحل؟”
وفي وقت سابق، صرح الناطق باسم البيت الابيض طومي فيتور: “دعا الرئيس مراراً إلى وقف فوري لأعمال العنف في سوريا. حالياً تركز الادارة على التوجهات الديبلوماسية والسياسية وليس التدخل العسكري… أفضل فرصة لتحقيق ذلك وبدء انتقال سياسي هو مواصلة عزل النظام وقطع مصادر الدخل الرئيسية له ودفع المعارضة إلى التوحد في اطار خطة انتقال واضحة تضم السوريين من كل العقائد والأعراق”.
وسئل رئيس مجلس النواب الاميركي الجمهوري جون بوينر عن دعوة ماكين الى قصف سوريا، فأجاب ان اللجوء الى الخيار العسكري سابق لأوانه.
وفي نيويورك، عقد مندوبو الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، الأميركية سوزان رايس والبريطاني السير مارك ليال غرانت والروسي فيتالي تشوركين والصيني لي باودونغ ونائب المندوب الفرنسي مارتان بريان، الى المندوب المغربي الدائم لدى الأمم المتحدة محمد لوليشكي اجتماعا وصفه الأخير بأنه “واعد” من حيث توصلهم المحتمل الى اتفاق على مشروع قرار اميركي للتعامل مع الأوضاع المتدهورة في سوريا.
وعقب الاجتماع الذي استمر ساعة في مقر الامم المتحدة في نيويورك، اكتفى باودونغ بأن “المشاورات ستتواصل” في شأن مشروع القرار الأميركي، بينما كانت رايس أكثر حذرا، اذ دعت الى “عدم توقع اي امر جديد”.
وعلمت “النهار” ان المشاركين اكتفوا بـ”عرض المواقف السياسية العامة” لبلادهم من النقاط الواردة في مشروع القرار الاميركي، وبعضها “اشبع درسا ونقاشا”، على حد تعبير احد الديبلوماسيين المعنيين بالمفاوضات الجارية حاليا. واوضح ان “هذه المفاوضات تتسم بحساسية خاصة مع الروس”، الذين “اعادوا تكرار مطالبهم” في شأن اي مشروع يتعلق بسوريا، لافتا الى ان الصين “تبدو اكثر مرونة”. بيد انه لاحظ ان “الجميع كانوا يعبرون عن مواقفهم بهدوء، ولا احد يستعجل شيئا”. وختم بأن “الاجتماع انتهى بتوافق على معاودة اللقاءات. غير ان الجميع يعرفون ان هناك خط تفاوض موازياً بين الاميركيين والروس على حدة”.
وتوقع ديبلوماسي غربي ان تكون نقطة الخلاف الرئيسي تتركز على الفقرة الرابعة من مشروع القرار الاميركي، والتي تنص على ان مجلس الامن “يدعو العناصر المسلحة التابعة للمعارضة السورية الى الامتناع عن كل العنف فور تطبيق الفقرة الثالثة” التي تنص على “سحب كل القوات العسكرية والمسلحة السورية من المدن والبلدات، واعادتها الى ثكنها الاصلية”، الى متطلبات اخرى من السلطات السورية. ورجح ان يتوقف الروس عند الجملة الاخيرة من الفقرة التي تنص على ان مجلس الامن “يقرر ان يراجع تنفيذ هذا القرار في غضون 14 يوما، وفي حال عدم الامتثال، يدرس بسرعة اتخاذ اجراءات اضافية”.
وافاد ديبلوماسيون ان “لا شيء متوقعاً في مجلس الامن” قبل ذهاب انان الى دمشق السبت المقبل، واللقاءات المتوقعة لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، فضلا عن رحلة منسقة الامم المتحدة للشؤون الانسانية والمعونة الطارئة فاليري آموس الى سوريا بدءا من اليوم.
المبعوث الصيني
على صعيد آخر، وصل مبعوث الحكومة الصينية سفيرها السابق لدى سوريا لي هوا شين الى دمشق حيث سيلتقي مسؤولين ومعارضة الداخل لشرح الرؤية الصينية لحل الأزمة السورية.
والتقى شين فور وصوله معاون وزير الخارجية السوري احمد عرنوس، على ان يلتقي الوزير وليد المعلم اليوم، وكذلك قادة المعارضة السورية في الداخل (هيئة التنسيق الوطني و تيار بناء الدولة – الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير).
وقال شين في تصريح مقتضب في مطار دمشق الدولي: “جئت لعرض وشرح الرؤية الصينية لحل الازمة السورية، ولقاء جميع الاطراف”.
وتتضمن الرؤية الصينية لحل الازمة السورية، وجوب أن يلتزم أعضاء مجلس الأمن مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقواعد الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية، وتدعو الحكومة السورية والأطراف المعنيين لوقف فوري وشامل وغير مشروط لكل أعمال العنف، ومختلف الأطراف السوريين للتعبير عن مطالبهم السياسية بطرق غير عنيفة.
الموقف الروسي
ورداً على توقعات غربية أن الموقف الروسي حيال سوريا سيتغير بعد انتخاب بوتين رئيساً، قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: “موقف روسيا في ما يتعلق بتسوية المشكلة السورية لم يخضع قط لاعتبارات سياسية ولم يتخذ تحت تأثير أوضاع انتخابية عكس مواقف بعض زملائنا الغربيين”. وأكدت ان “نهجنا في تسوية الصراعات الداخلية يقوم على القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. نحن نتحدث في المقام الأول عن الالتزام الصارم لمبدأ عدم جواز التدخل الخارجي”. وقالت إن الصراع في سوريا لا يمكن تسويته “إلا على أساس الحوار الوطني الموسع الذي يتخذ فيه السوريون ولا أحد سواهم القرارات في شأن مستقبل بلدهم”. وأعادت الوزارة الى الاذهان ان “روسيا أيدت فوراً مبادرة جامعة الدول العربية الصادرة في 2 تشرين الثاني الماضي والتي يكمن جوهرها في وقف العنف وبدء الحوار الوطني بمشاركة كل السوريين من دون تدخل خارجي. وقد وضعت تلك المبادىء في اساس الموقف الذي تتخذه روسيا والصين في مجلس الامن. واننا ندعو الجميع الى العودة الى هذه المبادىء الاساسية المذكورة لجامعة الدول العربية”.
وأعرب نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف عن قلق بلاده من فقدان الغرب الارادة السياسية لتسوية القضية السورية. وقال: “إننا نعتقد أنه يمكن حل أية مشاكل إذا أظهر من لديهم نفوذ في البلاد بشكل خاص والذين لديهم نفوذ على المعارضة، إرادتهم السياسية”.
فرنسا
■ في باريس، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية برنار فاليرو بان السلطات الفرنسية لم تطلب من سفير سوريا لدى فرنسا مغادرة البلاد بعد، لكن محادثات تجري لطرد السفراء السوريين من عواصم اوروبية أخرى. وقال: “اننا نبحث في هذا الأمر مع الاوروبيين. في هذه المرحلة لم نتوصل الى قرار بعد”، مضيفاً ان القرار قد تتخذه كل دولة على حدة.
اسبانيا
■ في مدريد، اعلن ناطق باسم وزارة الخارجية الاسبانية “تعليق نشاط سفارتنا” في دمشق من دون مزيد من الايضاحات.
مصر تعارض التسليح
■ في القاهرة، رأى وزير الخارجية محمد كامل عمرو أن فكرة تسليح المعارضة السورية يعني الدخول في حرب أهلية، مبرزاً ضرورة أن تحل الأزمة الراهنة من طريق الحوار والتدخل العربي وليس تدويل القضية.
وقال في مقابلة خاصة بالحلقة الاولى من برنامج “منتدى العرب” على قناة “النيل” المصرية للأخبار :”إن ما يحدث في سوريا الآن من قتل النظام لمواطنيه غير مقبول بالمرة، وشدد على ضرورة إعطاء انان فرصة من أجل العمل على حل الأزمة. ولفت إلى أن هناك خلافاً في التعامل مع الأزمة في ليبيا وبين الأزمة السورية نظراً الى طبيعة الوضع في البلدين، اذ تختلف ليبيا في وضعها الجغرافي ووضع المعارضة وقت اندلاع ثورتها عن الوضع في سوريا. واشار إلى أن التدخل العسكري دونه الكثير من العقبات، وقد ظهر ذلك في تجربة أخرى، وأن هذا التدخل سيكون بتحرك أجنبي، والوضع السوري وضع له خصوصية.
وعن تأخر سحب السفير المصري من دمشق، قال إن وجود السفير المصري في سوريا اخيراً كانت له أسبابه، وهي الاطلاع على الوضع من أرض الواقع ومن أجل أن يضعنا السفير في صورة واضحة لما يجري في سوريا.
شريط تعذيب
في غضون ذلك، صرح الناطق باسم المفوضة السامية للامم المتحدة لحقوق الانسان روبرت كولفيل بإن لدى الأمم المتحدة لقطات مصورة مشابهة لتسجيل فيديو بثته القناة الرابعة في التلفزيون البريطاني يظهر من يفترض أنهم مرضى سوريون يتعرضون للتعذيب في مستشفى حمص العسكري. وأضاف في مؤتمر صحافي: “بل انها قد تكون اللقطات نفسها التي أرسلت الى لجنة التحقيق في شأن سوريا. الصور صادمة في الحقيقة”.
ويظهر الفيديو المصور سراً والذي بثته القناة الرابعة من قالت إنهم مرضى سوريون يتعرضون للتعذيب على يد طاقم طبي في مستشفى حكومي في حمص. ويظهر صوراً لرجال جرحى معصوبة عيونهم ومقيدين في أسرة. وكان هناك سوط مطاط وسلك كهربائي على طاولة في أحد الاجنحة. وتظهر على بعض المرضى دلائل على تعرضهم لضرب مبرح.
مشروع القرار الأميركي عن سوريا: سحب الجيش وامتناع المعارضة عن العنف
باشرت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والمغرب أمس محاولة جديدة لتضييق هوة خلافاتها مع روسيا والصين، واقناعهما بمشروع قرار أميركي بدأت المفاوضات في شأنه بين أعضاء مجلس الأمن للتعامل مع الأوضاع المتدهورة في سوريا.
وعقد مندوبو الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، الأميركية سوزان رايس والبريطاني السير مارك ليال غرانت والروسي فيتالي تشوركين والصيني لي باودونغ ونائب المندوب الفرنسي مارتان بريان، الى المندوب المغربي الدائم لدى الأمم المتحدة محمد لوليشكي اجتماعاً هو الأول على هذا المستوى في موضوع سوريا منذ أسقطت روسيا والصين مشروع قرار سابقا باستخدامهما حق النقض في 4 شباط الماضي.
ووزعت البعثة الأميركية مشروع القرار على الدول الخمس الأخرى المعنية بالمفاوضات الأولية. وهو ينص على الآتي:
إن مجلس الأمن،
إذ يأخذ علماً بأن الوضع الحالي في سوريا يزداد تهديدا للأمن والسلم الدوليين ويرجح أن يزداد تدهوراً إلا إذا تم التوصل الى حل سياسي سلمي،
إذ يعبر عن قلقه البالغ من أزمة حقوق الإنسان الخطيرة والوضع الإنساني المندد به وخصوصاً في مناطق القتال،
وإذ يذكر ببيانه الرئاسي في 3 آب 2011، وقرار الجمعية العمومية الرقم 66/253 في 16 شباط 2012 وقرارها الرقم 66/176 في 19 كانون الأول 2011، اضافة الى قرارات مجلس حقوق الإنسان أس/16-1 وأس/17-1 و أس/18-1 وتقرير لجنة التحقيق الدولية المستقلة آي/أتش آر سي/19/69،
وإذ يعيد تأكيد التزامه القوي لسيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها،
وإذ يذكر بمقررات جامعة الدول العربية، وإذ يدعم كل الجهود الديبلوماسية الهادفة الى التعامل مع الأزمة، وبالتحديد تلك التي تبذلها جامعة الدول العربية والأمين العام (للأمم المتحدة)، وإذ يرحب بتعيين مبعوث خاص مشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، كجزء من الجهود المتواصلة لوضع حد فوري لكل أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان، وتشجيع حل سلمي للأزمة السورية،
1 – يطالب بوقف فوري لكل أشكال العنف في سوريا.
2 – يدين استمرار الانتهاكات الواسعة النطاق والجسيمة لحقوق الإنسان والحريات الأساسية من السلطات السورية، ويطالب الحكومة السورية بأن تضع حداً فورياً لانتهاكات كهذه، ويدعو الى محاسبة أولئك المسؤولين عن هذه الإنتهاكات،
3 – يطالب الحكومة السورية، طبقاً لخطة العمل لجامعة الدول العربية المؤرخة 2 تشرين الثاني 2011 بأن تقوم فوراً بـ:
أ – وقف كل العنف وحماية سكانها،
ب – اطلاق كل الأشخاص الموقوفين اعتباطاً بسبب الأحداث الأخيرة،
ج – سحب كل القوات العسكرية والمسلحة السورية من المدن والبلدات، واعادتها الى ثكنها الأصلية،
د – السماح بإمكان الوصول والحركة الكاملين ومن دون عراقيل لكل مؤسسات جامعة الدول العربية المعنية، ووسائل الإعلام العربية والدولية في كل أنحاء سوريا للوقوف على حقيقة الوضع على أرض الواقع ورصد الأحداث التي تقع،
4 – يدعو العناصر المسلحة التابعة للمعارضة السورية الى الإمتناع عن كل عنف فور تطبيق الفقرة الثالثة من هذا القرار،
5 – يدعم تماماً دور الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في تيسير عملية سياسية بقيادة سورية الى نظام سياسي تعددي ديموقراطي، يتساوى فيه المواطنون بصرف النظر عن انتماءاتهم أو اعراقهم أو معتقداتهم، بما في ذلك من خلال بدء حوار سياسي جدي بين الحكومة السورية وكامل طيف المعارضة السورية،
6 – يندد بالوضع الإنساني المتدهور باطراد، وتحديداً العدد المتزايد من المدنيين المتأثرين، والإفتقار الى وصول آمن الى الخدمات الطبية المناسبة، ونقص الأغذية، وبالتحديد في المناطق المتأثرة بالقتال،
7 – يطالب السلطات السورية بأن تسمح فوراً بوصول انساني غير معرقل الى كل السكان الذين يحتاجون الى مساعدة، ويدعو الحكومة السورية الى التعاون التام مع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى لتسهيل توفير المساعدة الإنسانية،
8 – يطلب من المبعوث الخاص المشترك أن يعمل مع الحكومة السورية، وأطراف آخرين في سوريا، والدول الأعضاء، في اتجاه التنفيذ الكامل لهذا القرار، ويطلب من الأمين العام أن يقدم تقريراً عن تنفيذ هذا القرار في غضون 14 يوماً،
9 – يقرر أن يراجع تنفيذ هذا القرار في غضون 14 يوماً، وفي حال عدم الإمتثال، يدرس بسرعة اتخاذ اجراءات إضافية،
10 – يقرر أن يبقي المسألة قيد نظره الفعلي”.
أوباما يستبعد التدخل العسكري ويتوقع رحيل النظام … وموسكو لن تغيّر موقفها … وأردوغان يطلب ممرات إنسانية
الأسد يتمسّك بالإصلاح ومكافحة الإرهاب … وأنان في دمشق غداً
أكد الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، أن الشعب السوري «مصمم على متابعة الإصلاحات بالتوازي مع مواجهة الإرهاب المدعوم من الخارج»، مشددا على أن «قوة أي دولة هي في الدعم الشعبي الذي تتمتع به»، فيما وجهت موسكو ضربة إلى المحاولات الغربية لتعديل موقفها من الأزمة السورية بعد الانتخابات الرئاسية الروسية، مؤكدة أنها لا ترى أي سبب لتغييره.
إلى ذلك، ذكرت وكالة «اسوشييتد برس» أن واشنطن اقترحت مسودة قرار جديد حول سوريا، تدعو إلى وقف القوات الأمنية السورية «العنف» أولا ومن بعد ذلك يوقفه مقاتلو المعارضة. وقال دبلوماسيون، في نيويورك، إن مندوبي الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، بالإضافة إلى المغرب الذي يمثل الدول العربية في المجلس، بدأوا دراسة مسودة القرار أمس. وأشار الدبلوماسيون إلى أن واشنطن تحاول من مسودة القرار الجديد القيام بمقاربة اكثر توازنا، في محاولة لثني موسكو وبكين عن رفضها. واعلنوا ان الدول الغربية لا تريد طرح مسودة القرار على التصويت إذا كانت ستتعرض لـ«فيتو» ثالث.
وأكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن «الحل في سوريا ليس سهلا»، مشددا على أن واشنطن لن تقوم بأي عمل عسكري منفرد في هذا البلد، وذلك بعد ساعات من تحذير القائد العسكري الأميركي لمنطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى الجنرال جيمس ماتيس من أي تدخل عسكري في سوريا، موضحا ان «لدى النظام السوري إمكانات كبيرة في مجال التسلح الكيميائي والجرثومي، إضافة إلى نظام دفاعي كبير مضاد للطيران، وآلاف المضادات الجوية المحمولة» على الكتف.
ودعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان النظام السوري إلى فتح «فوري لممرات إنسانية» للمدنيين من ضحايا «العنف». وقال «نحن، تركيا، سنواصل العمل لإبقاء الفظائع في سوريا على جدول أعمال العالم بأسره»، مذكرا بان أنقرة تنوي تنظيم دورة ثانية لمؤتمر «أصدقاء سوريا» في اسطنبول منتصف آذار الحالي (تفاصيل ص 14).
الأسد
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الأسد بحث مع رئيسة لجنة الصداقة الأوكرانية – السورية في البرلمان الأوكراني آلا الكسندروفسكا والوفد المرافق، في دمشق، «مستجدات الأحداث في سوريا، حيث عبر أعضاء الوفد عن تضامنهم مع سوريا في وجه الهجمة الخارجية التي تتعرض لها، مؤكدين أن أي زعزعة للاستقرار في سوريا تؤثر على استقرار المنطقة والعالم».
وأضافت «عبر أعضاء الوفد عن دعمهم للإصلاحات التي تجري في سوريا وعزمهم على نقل الصورة الحقيقية لما يجري على الأرض، مؤكدين أن زيارتهم سوريا أتاحت لهم الاطلاع على حقيقة الأوضاع فيها، وكشفت لهم حجم التهويل وتشويه الحقائق الذي تتعرض له».
وأكد الأسد أن «ما تتعرض له سوريا هو تكرار لمحاولات سابقة تستهدف إضعاف دورها وضرب استقرارها». وشدد على أن «قوة أي دولة هي في الدعم الشعبي الذي تتمتع به، وأن الشعب السوري الذي أفشل المخططات الخارجية في السابق بإرادته ووعيه أثبت قدرته مجددا على حماية وطنه وبناء سوريا المتجددة، من خلال تصميمه على متابعة الإصلاحات بالتوازي مع مواجهة الإرهاب المدعوم من الخارج».
العربي
ونقلت وكالة الأنباء القطرية (قنا) عن مصدر مسؤول في جامعة الدول العربية قوله، في القاهرة، ان «مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي انان سيصل إلى القاهرة غدا (اليوم)، وذلك تمهيدا لزيارته المرتقبة دمشق بحثا عن حلول سياسية للأزمة». وأوضح أن «الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي سيلتقي انان الخميس في مقر الأمانة العامة للجامعة للتشاور حول خطوات التحرك التي سيقوم بها المبعوث ونائبه الفلسطيني ناصر القدوة وذلك في إطار المهمة المكلف بها من قبل الأمم المتحدة والجامعة العربية».
روسيا
وقالت وزارة الخارجية الروسية، «لفتتنا التصريحات التي أدلى بها بعض المسؤولين في الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، التي تزعم أن الموقف الروسي إزاء سوريا له علاقة بالحملة الانتخابية الرئاسية في بلادنا، كأن روسيا يمكن أن تعيد النظر في مواقفها بعد انتهاء الانتخابات». وأضاف البيان «في هذا السياق نود أن ندعو شركاءنا الأميركيين والأوروبيين إلى عدم تصور ما يرغبون به على انه واقع، ونقول إن الموقف الروسي من التسوية السورية لم يكن يتعرض أبدا لأي منطلقات آنية، ولا يتم تشكيله تحت تأثير الحملات الانتخابية، كما هو الحال لدى بعض شركائنا الغربيين».
وتابع بيان الخارجية الروسية أن «إحلال التسوية السورية الراسخة لا يمكن تحقيقه إلا على أرضية الحوار الوطني الواسع الذي سيتخذ السوريون أنفسهم في إطاره قرارات بشأن مستقبل تطور دولتهم، وليس هناك حل غير ذلك. كما أننا نرى أن محاولات بعض اللاعبين الخارجيين فرض نماذج تسوية متعلقة بدعم احد أطراف النزاع فقط غير مقبولة».
وذكّرت وزارة الخارجية «بان روسيا أيدت فورا مبادرة جامعة الدول العربية الصادرة في 2 تشرين الثاني الماضي التي يكمن جوهرها في وقف العنف وبدء الحوار الوطني بمشاركة كل السوريين من دون تدخل خارجي. وقد وضعت تلك المبادئ في أساس الموقف الذي تتخذه روسيا والصين في مجلس الأمن الدولي. وإننا ندعو الجميع للعودة إلى هذه المبادئ الأساسية المذكورة لجامعة الدول العربية». وأكدت أن «روسيا الاتحادية مستعدة للتعامل البناء مع كل الشركاء المعنيين بهدف المساعدة في العملية السورية العامة الهادفة إلى التوصل إلى الاستقرار الراسخ للوضع في سوريا».
وكان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أعلن أن «موسكو قلقة من عدم وجود إرادة سياسية لدى الغرب بشأن سوريا»، موضحا أن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيناقش هذه القضية مع وزراء الخارجية العرب في القاهرة السبت المقبل. وأضاف «نعتقد أن كافة المشاكل يمكن أن تحل في مكانها إذا وجدت الإرادة السياسية لدى كل من له تأثير في سوريا. وليست موسكو الوحيدة التي تؤثر على دمشق، لكن اللاعبين الأساسيين، جامعة الدول العربية البلدان الغربية تؤثر بقدر غير كاف على المعارضة، وربما ليس في الاتجاه الصحيح. لذلك من المهم الاتفاق على عمل مشترك. وهذا يتضمن المسائل الإنسانية ومراعاة حقوق الإنسان والمسائل المتعلقة بإجراء الإصلاحات في البلاد».
ونقلت وكالة «شينخوا» الصينية عن وزير الخارجية الصيني يانغ جيتشي قوله إن «المشاكل في الشرق الأوسط يتعين حلها من قبل السكان المحليين أنفسهم، وإن مستقبل ومصير الشرق الأوسط ينبغي أن يكونا في أيدي شعوبه».
وقال يانغ، قبل ساعات من وصول مبعوث صيني إلى دمشق ردا على سؤال حول الوضع في سوريا، «تحدث بعض التغيرات الكبيرة في ما يتعلق بظروف الشرق الأوسط، وشعوب المنطقة أكثر دراية بالوضع الراهن».
ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن نائب وزير الخارجية الإيراني حسين عبد الأمير اللهيان قوله، في تصريح في موسكو، إن «الاضطرابات التي تشهدها سوريا انتشرت إلى بعض المدن الحدودية التي يتدفق السلاح والمرتزقة إليها، ولدينا معلومات دقيقة ووثائق تثبت أنه يتم إرسال عشرات الآلاف من قطع السلاح إلى الأراضي السورية بمساعدة الولايات المتحدة، وتشارك في ذلك أيضا بعض الدول العربية».
واشنطن
وأكد اوباما، في أول مؤتمر صحافي له هذا العام يعقده في البيت الأبيض، أن واشنطن لن تقوم بأي عمل عسكري منفرد ضد سوريا. وجدد اوباما موقفه ان السؤال «ليس اذا كان (الاسد) سيرحل لكن متى سيرحل»، مشيرا إلى انه «من الخطأ التفكير في ان هناك حلا بسيطا» في القيام بعمل عسكري مقارنة مع ليبيا حيث كان هناك قرار في مجلس الأمن الدولي وفرصة لتنفيذ هذا القرار في فترة محدودة من الوقت. وأكد أن واشنطن ستواصل مشاوراتها مع حلفائها حول الملف السوري و«في نهاية المطاف سيسقط هذا الدكتاتور». وأكد انه يجب التفكير بحذر قبل اتخاذ أي عمل عسكري وإذا كان لصالح الأمن القومي الأميركي.
وكان المتحدث باسم البيت الأبيض طومي فيتور قال ردا على دعوة السناتور جون ماكين الى ضرب اهداف عسكرية سورية «ان الرئيس (اوباما) دعا مرارا إلى وقف فوري لأعمال العنف في سوريا. حاليا تركز الإدارة على التوجهات الدبلوماسية والسياسية وليس التدخل العسكري». وأضاف «أفضل فرصة لتحقيق ذلك وبدء انتقال سياسي هي مواصلة عزل النظام وقطع مصادر الدخل الرئيسية له ودفع المعارضة إلى الاتحاد في إطار خطة انتقال واضحة تضم السوريين من كل العقائد والأعراق».
وحذر القائد العسكري الأميركي لمنطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى الجنرال جيمس ماتيس، أمام لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ، من أي تدخل عسكري في سوريا، معتبرا انه سيكون «بالغ الحساسية». وقال «لدى النظام السوري إمكانات كبيرة في مجال التسلح الكيميائي والجرثومي، إضافة إلى نظام دفاعي كبير مضاد للطيران، وآلاف المضادات الجوية المحمولة، وقيادة سياسية مزعزعة الوضع».
واعتبر ماتيس، أن «اتساع حملة القمع ضد السكان وكفاح النظام من اجل بقائه يدفعان إلى توقع نشوب حرب أهلية». وقال «إن شجاعة الشعب السوري جديرة بالاحترام، إلا أن الخيارات المتوافرة لحل هذه المشكلة بالغة الحساسية والدقة».
وردا على سؤال للسناتور جون ماكين قال ماتيس انه «على الرغم من تزايد أعداد الفارين من الجيش السوري، سيكون من الصعب على المعارضة قلب النظام من دون مساعدة خارجية». وشدد على أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لم تطلب منه «وضع خطط تفصيلية لإقامة مناطق آمنة في سوريا تستقبل اللاجئين»، كما حصل مع الأكراد في شمال العراق في العام 1991. وقال «إن الوضع يختلف عن المناطق الجبلية في شمال العراق»، معتبرا انه لا بد «من تأمين موارد مهمة» في المجال العسكري لانجاز مهمة من هذا النوع.
بريطانيا وفرنسا
وأشار رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون إلى قلقه من وجود متشددين، بينهم أعضاء في تنظيم القاعدة، داخل سوريا. وقال «تتزايد الأدلة على أن عناصر متشددة تريد التورط أكثر في سوريا، وهناك بعض الأدلة على تورطهم بالفعل، ولهذا فإن هناك خطرا واضحا هناك».
وقالت وزارة الخارجية البريطانية إن «السفير السوري سامي الخيمي أبلغ وزارة الخارجية بأن فترة عمله انتهت». وقال مصدر في الوزارة إن بريطانيا تفهم أن السفارة ستستمر في العمل وسيحل سفير جديد محل الخيمي في الوقت المناسب.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إن الحكومات الأوروبية تنظر في طرد سفراء سوريا من بلدانها، ردا على حملة «القمع». وعاد سفير فرنسا في دمشق اريك شوفالييه إلى باريس بعد إغلاق السفارة نهائيا أمس. وذكرت وكالة «المركزية» اللبنانية أن شوفالييه غادر إلى باريس عبر بيروت بعد دخوله لبنان عن طريق المصنع.
ودعا رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فييون، في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لتهنئته بانتخابه رئيسا، موسكو إلى «العمل مع باريس من اجل تسوية المأساة السورية».
وأعلنت اسبانيا تعليق أنشطتها الدبلوماسية في سوريا بعد شهر تقريبا من استدعاء سفيرها في هذا البلد بسبب «تزايد قمع المدنيين».
ميدانيات
أعلن العميد الركن السوري عدنان قاسم فرزات، في شريط فيديو بث على موقع «يوتيوب» على الانترنت، «انشقاقه عن الجيش السوري»، مشيرا إلى انه «انضم إلى الجيش السوري الحر بعد قصف الجيش قريته الرستن». وأشارت وكالة «رويترز» إلى أن فرزات اظهر في الشريط بطاقته العسكرية لكن لم تظهر رتبته عليها.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، «اقتحمت القوات السورية مدينة الحراك في محافظة درعا، حيث تدور اشتباكات عنيفة بينها وبين مجموعات منشقة قامت باستهداف ناقلة جند، ما أدى إلى مقتل 5 عناصر وإصابة عدد آخر». وذكرت «لجان التنسيق المحلية» ان «عددا كبير من سيارات الإسعاف تشاهد في شوارع الحراك، وان القصف طال مسجد أبي بكر الصديق، أكبر مساجد المدينة».
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن القوات السورية «قصفت جسرا يمر عليه كل الجرحى في طريقهم إلى لبنان قرب مدينة القصير» في محافظة حمص. ويقع الجسر فوق نهر العاصي ويصل قريتي الربلة الحدودية مع منطقة القاع اللبنانية في البقاع.
وأضاف المرصد «قتل شاب من قرية الصورة المجاورة لمدينة الحراك اثر إصابة منزله بقذيفة من القوات السورية. وقتل ثلاثة أشخاص في حمص ومعرة النعمان في محافظة ادلب».
وبث التلفزيون السوري لقطات لسكان عائدين إلى حي بابا عمرو في حمص. وظهر في اللقطات عشرات من الرجال والنساء والأطفال يسيرون وسط شوارع قذرة وأمام مبان شبه مدمرة حملت آثار طلقات النيران.
وما زالت السلطات السورية تمنع اللجنة الدولية للصليب الأحمر من الدخول إلى بابا عمرو لتوزيع مساعدات. وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في دمشق صالح دباكة إن أعضاء اللجنة لم يدخلوا بابا عمرو بعد، مضيفا انه لن يندهش بعودة السكان لأن ما يسمعه من فرق اللجنة أن الحي أصبح أكثر هدوءا من اي مكان آخر في حمص.
وقالت «سانا» إن «الجهات المختصة ضبطت في حي بابا عمرو معملا للأسلحة وعثرت في داخله على طائرة استطلاع شبيهة بالتي يستخدمها كيان الاحتلال الإسرائيلي وكاميرات مراقبة وقذائف مضادة للدروع وقواعد لإطلاق الصواريخ وصواريخ متنوعة».
(«السفير»، سانا، ا ف ب، ا ب، رويترز)
لاءات الكرملين السورية.. هل تتغير في ولاية بوتين الثالثة؟
سلام مسافر
بعد الفوز الكبير لفلاديمير بوتين بولاية رئاسية ثالثة، هل يمكن الحديث عن تحول جوهري في مواقف موسكو على الجبهة الدبلوماسية، وتحديدا في الملف السوري الذي تجمع غالبية المراقبين على أن الكرملين استخدمه بفعالية في الدعاية الانتخابية لرئيس الوزراء الحائز قصب السبق في انتخابات أمس.
منافسو بوتين، غينادي زيوغانوف وفلاديمير جيرينوفسكي وسيرغي ميرونوف، التحفوا أيضا بأوراق الملف السوري، من منطلق التأشير على التضامن مع الكرملين في موقفه «الصارم» إزاء «العنجهية الغربية والأميركية». إلا أن ضربتي الفيتو اللتين سددتهما الدبلوماسية الروسية بعد سنوات طويلة من التخادم مع الغرب في مجلس الأمن الدولي، خلقت التفافاً شعبياً حول بوتين كان لفترة قريبة يبدو مهزوزاً، وسط تكهنات ذهبت إلى أن رئيس الوزراء قد لا يفوز من الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية. واستندت مخاوف المتشائمين إلى الأداء الضعيف لحزب السلطة «روسيا الموحدة» في الانتخابات النيابية الأخيرة.
لاءات الكرملين السورية
لكن حزب الثنائي بوتين ميدفيديف أطلق حملة دعائية غير مسبوقة عبر تعبئة شعبية عالية الوتيرة، انخرطت فيها كل أدوات التأثير على الرأي العام، في مقدمتها وسائل الإعلام الرسمية وشبه الرسمية، و«نصائح» مدراء المؤسسات والمصالح الحكومية لموظفيهم بالاقتراع لمصلحة بوتين… والكنيسة الأرثوذكسية التي قام راعيها بطريرك عموم روسيا كيريل بزيارة إلى أرض الشام في أواسط شباط الماضي، وهي زيارة ما كانت لتتم من دون ضوء أخضر من الكرملين، حفلت بإشارات تحذر من «الضغوط الخارجية» على سوريا، الأمر الذي فسر داخليا وإقليميا وكأن الكنيسة الروسية تقف إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد، وتدعو معارضيه إلى الحوار، في تطابق مع موقف مؤسسة الحكم الروسية.
وعلى مدى ثلاثة أشهر من الحملة الانتخابية، لم تنقطع الدوائر الروسية عن التذكير بموقفها من الأزمة في سوريا في سياق واحد، الكرملين، وزارة الخارجية، مجلس الدوما (النواب)، ومجلس الاتحاد (الشيوخ)، ودوائر المخابرات، إضافة إلى معاهد الأبحاث والدراسات الرسمية، وتلك التي توصف بأنها «خاصة».
موقف يتلخص بثلاث لاءات: لن نسمح بالتدخل العسكري في سوريا، لن نقبل بتبرئة المعارضة من أعمال العنف المسلح، ولن نوافق على أي قرار يدين قيادة الأسد.
فلاديمير بوتين الذي استعاد تقليداً سوفياتياً غابراً بكتابة مقالات «رئاسية» في الصحف، أفرد مساحة واسعة للأزمة السورية، مشددا على «المنطلقات المبدئية» لتعامل موسكو مع «النظام العالمي» الذي «لن يستقيم بهيمنة طرف واحد على صنع القرارات الدولية».
عشاء صحافي
بيد أن الفائز بولاية رئاسية ثالثة ستمتد لأعوام ستة، استقبل عشية الانتخابات مجموعة من رؤساء التحرير ومراسلي عدد من الصحف العالمية الكبرى، وتحدث معهم خلال مائدة عشاء بلغة لا تختلف في الجوهر عن خطابه السياسي إلى مواطنيه، لكنها تتمايز في الإيقاع، فقد ركز بوتين، الحائز لحزام الأسود في لعبة «الجودو» التي تمتاز بمباغتة الخصم، على فكرة أن الأسد ليس الحليف الأثير لموسكو، قائلاً «ليست لدينا علاقات مميــزة مع الأسد، حتى أنه زارنا بعد ثلاث سنــوات من توليــه الرئاســة، وقبلنا زار لندن وباريس».
وأبلغ بوتين ضيوفه بأن مصالح بلاده في سوريا «أقل بكثير من مصالح الغرب هناك»، وقال «لسنا محامي دفاع عن طرف ما بل لدينا موقف مبدئي حول كيفية حل النزاعات المماثلة»، واصفا ما يجري في سوريا بأنه «صراع أهلي مسلح». وأبدى بوتين استعداد بلاده للتعاون مع الغرب وصولا إلى «التسوية السياسية في سوريا إذا عرضت على النظام ومعارضيه الشروط نفسها».
مواقف لا تحمل جديداً، لكنها فسرت على أن بوتين الرئيس يختلف عن المرشح للرئاسة، وان الغرب سيجد أخيرا لغة مشتركة مع موسكو في الشأن السوري. وترافقت تصريحات بوتين لضيوفه الصحافيين مع مقابلة مطولة نشرت في اليوم ذاته على صفحات «راسيسكايا غازيتا»، لسان حال الحكومة الروسية لوزير الخارجية سيرغي لافروف، قال فيها إن «روسيا لا تدافع عن النظام السوري بل عن العدالة».
وفي المؤتمر الصحافي المشترك مع نظيره الأردني ناصر جودة يوم 5 آذار في موسكو، أكد لافروف انه سيشارك في مؤتمر وزراء خارجية الجامعة العربية المزمع في القاهرة يوم العاشر من آذار الحــالي، مشــيرا إلى أن موسكو «توافق على مبادرات الجامعة العربية من حيث الاستراتيجية، وإذا كان ثمة خلافات فإنها تتعلق بالناحية التكتيكية».
وقال «نسمع من الولايات المتحدة مطالبات بالشأن السوري عليهم أيضا الاستماع إلى مطالبنا بشأن نزاع الشرق الأوسط ومكافحة تجارة المخدرات في أفغانستان».
تعاون سياسي
يرى المراقبون في العاصمة الروسية، ان الكرملين ليس في وارد تغيير الموقف من القيادة السورية بزاوية حادة، إلا أن مزيدا من إشارات التفاهم مع الغرب ستظهر في الفترة المقبلة.
ويذهب بعض المحللين إلى الاعتقاد بأن أي تحول في موقف موسكو من الملف السوري سيترافق مع شروط روسية بشأن حزمة قضايا متعثرة في طريق «إعادة تشغيل» العلاقات الروسية الأميركية، وعلى رأسها التخلي عن مشروع الدرع الصاروخية الأميركية في وسط وشرق وجنوب أوروبا، والتي ترى فيها روسيا تهديدا لأمنها القومي، بالإضافة على رفع واشنطن القيود على التجارة مع الولايات المتحدة ومنح روسيا وضع الدولة الأولى بالرعاية في المعاملات التجارية، والاتفاق على ميثاق أمن الطاقة العالمي ومنظومة مشتركة للأمن الأوروبي، والكف عن اللعب في الحديقة الخلفية لروسيا أي آسيا الوسطى السوفياتية سابقا والقوقاز، فضلاً عن العمل الجدي المشترك لمكافحة الاتجار بالمخدرات من أفغانستان، والتي يذهب آلاف الروس ضحية أزهارها النامية في بلد تقول الولايات المتحدة إنها تريد إعادته إلى الحياة العصرية فيما تغمض عيونها على تجارة المخدرات وفق التقارير الروسية، إلى جانب عدد آخر من الملفات العالقة بين موسكو وواشنطن نكأتها الأزمة السورية.
وقد ذكّر بوتين على العشاء ضيوفه الصحافيين الغربيين بكل تلك الملفات قائلا «إذا استمعتم إلى ما يقوله الأميركيون بخصوص حملتنا الانتخابية فإننا نعتبرها معادية لروسيا».
فائض قيمة العداوة
يبدو أن العلاقات الروسية الأميركية لن تشهد خطوات واسعة نحو التحسن في المدى القريب وربما المتوسط، وتداعيات ذلك على الملف السوري الذي يتهم نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي ريباكوف الغرب بغياب «الإرادة السياسية» في تسويته، ويطالب الولايات المتحدة وحلفاءها والجامعة العربية بالتأثير على المعارضة السورية. وقد قال في مؤتمر صحافي أمس «ليست موسكو وحدها تؤثر على دمشق»، وأضاف «ينبغي الاتفاق على عمل مشترك يتضمن المسائل الإنسانية ومراعاة حقوق الإنسان وإجراء إصلاحات في سوريا».
وفي مؤشر إلى أن واشنطن لا تخفي عدم ارتياحها من فوز بوتين، لم يغفل البيان الصحافي الصادر عن وزارة الخارجية الأميركية لمناسبة انتهاء الانتخابات الروسية على «الخروقات التي رافقت الانتخابات»، وجاء فيه «نهنئ الشعب الروسي بانتهاء عملية الانتخابات»، وهي صيغة يرى فيها المراقبون دلالة على أن البيان لا يتوجه إلى بوتين. وأكد البيان تأييد الخارجية الأميركية لتقرير بعثة مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والذي شكك في نزاهة الانتخابات.
في واقع الحال فإن العداء الأميركي لروسيا بوتين كان سعر صرفه عاليا، عشرات ملايين الأصوات لمصلحة سيد الكرملين غير المنازع في انتخابات كانت المأساة السورية أحد أبرز شعاراتها. ومن الصعب تخيل أن بوتين سيدير الدفة باتجاه معاكس، وربما سيكون ملف سوريا مادة لتصريف الكثير من الأزمات بين الكرملين والبيت الأبيض بعد أن تلبي واشنطن وحلفاؤها في الناتو المطالب الروسية وتتعامل مع موسكو على أنها قطب يجب سماع صوته في الملفات الدولية والإقليمية «بآذان منصتة وعيون مفتوحة»، وهي العبارة التي رددها بوتين أمام أنصاره كثيرا في معرض الحديث عن موقع روسيا في العالم.
تقرير يحذر من «المراوحة القاتلة» في سوريا: القوى الخارجية تُفاقمها.. ولا حلّ إلا بالتفاوض
اعتبر تقرير نشرته «مجموعة الأزمات الدولية» أن كل يوم يمر على الأزمة السورية يزيد من خطر إجهاض فرص التوصل لحلّ سياسي من خلال التفاوض، محملاً المسؤولية للقوى الخارجية التي تصبّ الزيت على النار «نتيجة اختيارها النظر إلى المشكلة السورية من خلال حصصها الإستراتيجية والإقليمية، أي من يفوز ومن يخسر في حال انهيار النظام، فيما لم تقدّم أي باب للتغيير عن طريق التفاوض».
وأكد التقرير أن «تمسك اللاعبين الخارجيين، سواء من أعداء النظام أو حلفائه بالنهج نفسه في سياساتهم، يهدّد بتأزيم الأمور، فتزايد الاستقطاب الدولي على سوريا يعطي النظام الحجة والمساحة للحفاظ على سلوكه نفسه، كما يترك الباب أمام المعارضة للتسلح، ثم جرّ البلاد إلى حرب أهلية، ويفتح المجال أمام الدول الأخرى لتقوم بحروبها بالوكالة على الساحة السورية».
وفيما يرى التقرير، الذي ينشر قبل أيام على زيارة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان، أن «زيارة أنان بمثابة فرصة لإنقاذ آخر احتمالات حلّ الأزمة بالتفاوض السلمي لنقل السلطة»، يؤكد على وجوب وضع خطة تحظى بإجماع دولي وتتضمن: النقل المبكر للسلطة مع ضمان الحفاظ على المفاصل الرئيسية في المؤسسات الرسمية، إجراء إصلاح تدريجي لكن شامل للخدمات الأمنية، وضمان عملية انتقال عادلة في ظل عملية مصالحة وطنية تطمئن الدوائر السورية الخائفة من تصفية الحسابات في المرحلة المقبلة.
ويؤكد تقرير المجموعة أن هذه الاقتراحات ستلقى في الأغلب معارضة من النظام والمعارضة على السواء، لكنها «ستكون موضع ترحيب من السوريين الذين ينشدون خياراً بديلاً من الخيارين المخيفين اللذين يقدمان على أن لا ثالث لهما: إما بقاء النظام بأي ثمن وإما إسقاطه بأي ثمن».
مسؤولية «المراوحة القاتلة»، حسب التقرير، بات واضحاً أن الجميع يتحملها.. من حلفاء النظام الذين قدموا له دعما غير مشروط، إلى الدول العربية التي تفتقد الديموقراطية وتنادي بها، فيبدو واضحاً أن أولويتها إزالة نظام موال لإيران وليس التحول نحو آخر أكثر ديموقراطية، إلى الدول الغربية التي ترفع الصوت لإسقاط النظام لكنها غير متأكدة من كيفية تحقيق ذلك، وهي متهمة بازدواجية المعايير وعدم الفعالية…
وفي النهاية يتجلى «الأثر الصافي» لهذا التنافر في المصالح، وفق التقرير، في إحساس السلطة بعدم الحاجة لأن تغير في سياستها الحالية، «فالحلفاء أثبتوا أنهم جديرون بالثقة والأعداء لم يشكلوا خطراً حقيقياً». في المقابل، يتابع التقرير، ترتفع أصوات عديدة في العالمين العربي والغربي لتدافع عن خيار إسقاط النظام مهما كلّف الثمن، ولكن «هذه ليست الطريقة التي يتم التغلب فيها على المخاوف التي تسيطر في الداخل والخارج السوري نظراً لتداعيات سيناريو مماثل: انعدام الاستقرار والأمن لفترة طويلة»، مضيفاً «مناصرو الأسد باتوا يقرون بأنه لم يعد هناك الكثير أمام النظام ليقدمه، بينما يصرون على أن أي بديل سيكون أسوأ من الحالي. ولذلك هم مستعدون لقبول التغيير على ألا يكون تصفية للنظام بالجملة».
من هنا، يعيد التقرير التأكيد على أن «كل ذلك دليل على ضرورة ان تُدار المرحلة الانتقالية عن طريق التفاوض، لمحاولة التعامل مع هذه التحديات المذكورة آنفاً».
وعلى هامش زيارة أنان يطالب التقرير بمبادرة دولية، تتضمن إجماعاً دوليا حول نقاط مفصلة مع جداول زمنية محددة أهمها: إصلاح القطاع الأمني لضمان انخراط جميع القوى الامنية تحت سلطة وزارة الدفاع، إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، تأليف حكومة وحدة وطنية تضم جميع مكونات المعارضة الداخلية والخارجية، حماية الجماعات الأكثر عرضة للأعمال الانتقامية بانتظار إنشاء نظام للعدالة الانتقالية وإنشاء آليات للمصالحة الوطنية الشاملة. («السفير»)
لجان التنسيق تدعو الى اعادة النظر في اداء المجلس الوطني السوري
دعت “لجان التنسيق المحلية” في سوريا الى اعادة النظر في اداء “المجلس الوطني السوري” الذي “عجز حتى اللحظة عن الظهور بمظهر الجسم الواحد القوي”، والى قيادة موحدة لـ”الجيش السوري الحر” باشراف المجلس، والى تفعيل الحراك المدني، من اجل الوصول بـ”ثورة الحرية والكرامة” الى مآلها.
وجاء في بيان صادر عن “لجان التنسيق” لمناسبة “مرور عام على الثورة”، “لا يزال وضع المجلس الوطني السوري كممثل عن الثورة السورية يشوبه الكثير من الضعف والفوضى في العمل والافتقار الى التنظيم المؤسساتي وغياب كامل لآليات الاتصال والتواصل بين هيئاته”.
واشارت اللجان الى غياب آلية داخل المجلس “لصناعة قرار جماعي” والى استمرار “الخلافات الشخصية بين المعارضين، معتبرة ان المجلس “عجز حتى اللحظة عن الظهور بمظهر الجسم الواحد القوي الذي يخاطب المجتمع الدولي بخطاب واضح ومطالب محددة، ويقود الشارع سياسيا”. ورات انه “من غير المقبول ان يستمر أداء المجلس الوطني بهذا الشكل”.
وتابع البيان “ليس من المستحيل على المجلس الوطني إعادة هيكلة نفسه والعمل على خطاب أكثر تماسكا واقناعا للسوريين قبل العالم”، معتبرا ان “استمرار الفراغ السياسي بسبب الأداء المرتجل للمجلس الوطني من شأنه أن يطيل أمد الأزمة ومعاناة السوريين بل يكاد يصبح عبئا على ثورتهم”.
وادرجت لجان التنسيق بيانها في اطار “وقفة تقييم لوضعنا الحالي” على “أعتاب مرور سنة كاملة على ثورتنا”. واشار البيان الى ان “عناصر الجيش الحر دافعوا ببسالة وشجاعة نادرة عن المدنيين وعن مناطقهم، بما تيسر لهم من سلاح خفيف وذخيرة قليلة. لكن وكما هو متوقع، فقد تمكنت آلة القمع العسكرية للنظام من استعادة مواقعها في غير مكان، والتنكيل بأهالي المناطق التي نشط فيها الجيش الحر والانتقام منهم بوحشية”.
واعتبر ان “غياب دعم منظم وواضح للجيش الحر ادى الى عدم وجود قيادة فاعلة ومؤثرة وذات قرار على مستوى العمل العسكري المعارض”، مشددا على “ضرورة تبعية القرار العسكري للقرار السياسي متمثلا بالمجلس الوطني وبالتالي ضرورة أن يكون الدعم عبر المجلس الوطني حصرا”.
(ا ف ب)
لوفيغارو: تسليح المقاومة السورية يمكن أن يؤدي إلى تصاعد وتيرة الحرب الأهلية
باريس- (د ب أ): قالت صحيفة (لوفيغارو) الفرنسية المحافظة في عددها الصادر الأربعاء إن تسليح المقاومة في سورية والتي يدور حولها مشاورات لبعض الدول يمكن أن يؤدي إلى إذكاء نار الحرب الأهلية في البلاد كما يمكن أن تهيئ الجو للمتشددين.
وأضافت الصحيفة أن هناك بعض الدول ليس لديها تردد في هذا الصدد مشيرة إلى أن السعودية وقطر قررتا إدارة ظهرهما لنظام بشار الأسد الذي تحالف مع “العدو إيران”.
وأضافت الصحيفة أن من دواعي المنطق استنفاد كل الحلول الدبلوماسية للأزمة إذا شق على الغرب الإنهاء المتعجل لنظام الأسد.
واشارت الصحيفة إلى أن “العجز الغربي” أصبح من الوضوح بحيث أصبح رئيس الوزراء الروسي والرئيس المنتخب فلاديمير بوتين هو الإنقاذ الأخير للنظام السوري.
واختتمت الصحيفة تعليقها قائلة إن إلقاء “ورقة لعب جديدة” في هذه الأزمة مرهون بإمكانية انسحاب “سيد الكرملين الجديد من الجبهة الأمامية”.
صحيفة سورية: الجيش عثر على جثة مقاتل أوروبي في بابا عمرو بحمص
دمشق- (د ب أ): ذكرت صحيفة سورية الأربعاء أن إحدى الجثث المكتشفة في منطقة بابا عمرو بحمص قد تعود إلى شخص أوروبي من “القياديين” في بابا عمرو.
وذكرت صحيفة (الوطن) شبه الرسمية أن “اللغز الأكثر غموضاً بالنسبة للمتابعين هو لغز الجثة التي أعلن أنها تعود للصحفي الإسباني خافيير سبينوزا الذي تبين لاحقاً أنه حي يرزق وموجود في لبنان”.
ونقلت الصحيفة المقربة من الحكومة السورية عن مصادر لم تسمها أن القتيل الذي اعتقد أنه الصحفي الإسباني كان بحوزته جواز سفر سبينوزا وبطاقته الصحفية.
ورداً على سؤال، قال الصحفي الإسباني إنه فقد أوراقه خلال تسلله إلى بابا عمرو دون أن يفصح عن مزيد من المعلومات حول مكان وزمان فقدان الأوراق، وفي حال كانت رواية الصحفي الإسباني صحيحة يبقى السؤال الأهم: من القتيل ولماذا كان بحوزته أوراق الصحفي الإسباني دون سواها؟
ولكن الصحيفة نقلت عن “خبراء أمنيين” أن الجثة :”تعود لشخص أوروبي كان من القياديين في بابا عمرو وحين وجد نفسه محاصراً ومصاباً، إذ تشير تقارير غير رسمية إلى أن الجثة كانت تحتوي على إصابة في القدم، أخذ أوراق الصحفي الإسباني في محاولة للخروج من بابا عمرو منتحلاً صفة الصحفي وخاصة بعد أن تداولت وسائل إعلام تأكيدات رسمية سورية بأن الحكومة السورية تبذل جهوداً كبيرة بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري لإخراج الصحفيين الأجانب وتسليمهم إلى سفارات بلادهم دون أي ملاحقة.
وأضاف الخبراء أن الجثة تعود دون أدنى شك لشخصية قيادية ذات ملامح أوروبية جنوبية وقد تكون إما شخصية تتبع لجهاز أمني أو لإحدى الشركات الأمنية التي تنشط في لبنان وكان من مهامها في الأسابيع الأخيرة إخراج أكبر عدد ممكن من المقاتلين من بابا عمرو.
ورجحت المصادر أن يكون الصحفي الإسباني على معرفة بهوية من أخذ أوراقه أو أنه تعمد تسليم أوراقه للشخصية المجهولة بعد أن عبر إلى لبنان بأمان، لكن يبقى كل ذلك ترجيحات تحتاج إلى تدقيق مع سبينوزا مباشرة.
لجان التنسيق السورية: المجلس الوطني عجز عن الظهور بمظهر الجسم الواحد
بيروت- (ا ف ب): دعت لجان التنسيق المحلية في سوريا الثلاثاء إلى اعادة النظر في أداء المجلس الوطني السوري الذي “عجز حتى اللحظة عن الظهور بمظهر الجسم الواحد القوي”، والى قيادة موحدة للجيش السوري الحر باشراف المجلس، والى تفعيل الحراك المدني، من اجل الوصول بـ”ثورة الحرية والكرامة” الى مآلها.
وجاء في بيان صادر عن لجان التنسيق، احد الاطراف الاساسية في المعارضة السورية، لمناسبة “مرور عام على الثورة”، “لا يزال وضع المجلس الوطني السوري كممثل عن الثورة السورية يشوبه الكثير من الضعف والفوضى في العمل والافتقار الى التنظيم المؤسساتي وغياب كامل لآليات الاتصال والتواصل بين هيئاته”.
واشارت اللجان إلى غياب آلية داخل المجلس “لصناعة قرار جماعي” والى استمرار “الخلافات الشخصية بين المعارضين”، معتبرة ان المجلس “عجز حتى اللحظة عن الظهور بمظهر الجسم الواحد القوي الذي يخاطب المجتمع الدولي بخطاب واضح ومطالب محددة، ويقود الشارع سياسيا”.
ورأت انه “من غير المقبول أن يستمر أداء المجلس الوطني بهذا الشكل”.
ودعت المجلس الوطني إلى “إعادة هيكلة نفسه والعمل على خطاب أكثر تماسكا واقناعا للسوريين قبل العالم”، معتبرة ان “استمرار الفراغ السياسي بسبب الأداء المرتجل للمجلس الوطني من شأنه أن يطيل أمد الأزمة ومعاناة السوريين بل يكاد يصبح عبئا على ثورتهم”.
وادرجت لجان التنسيق بيانها في اطار “وقفة تقييم لوضعنا الحالي” على “أعتاب مرور سنة كاملة على ثورتنا”.
واشار البيان إلى أن “عناصر الجيش الحر دافعوا ببسالة وشجاعة نادرة عن المدنيين وعن مناطقهم، بما تيسر لهم من سلاح خفيف وذخيرة قليلة.
لكن وكما هو متوقع، فقد تمكنت آلة القمع العسكرية للنظام من استعادة مواقعها في غير مكان، والتنكيل بأهالي المناطق التي نشط فيها الجيش الحر والانتقام منهم بوحشية”.
واعتبر ان “غياب دعم منظم وواضح للجيش الحر ادى الى عدم وجود قيادة فاعلة ومؤثرة وذات قرار على مستوى العمل العسكري المعارض”، مشددا على “ضرورة تبعية القرار العسكري للقرار السياسي متمثلا بالمجلس الوطني وبالتالي ضرورة أن يكون الدعم عبر المجلس الوطني حصرا”.
ورأت لجان التنسيق المحلية أن “الثورة عجزت حتى اللحظة عن إفراز نشاط مدني وسلمي فعال ومؤثر ينال من قوة النظام وبطشه وينهك قواه”.
وقال البيان “ان التركيز على المطالبة بتسليح الجيش الحر (…) يجب ألا يشغلنا كحراك ثوري في الداخل عن تطوير الحراك واستمراريته وفعاليته”، مشيرا الى ان “خطاب الحراك المدني السلمي لا يزال قاصرا عن الوصول الى الأغلبية واقناعهم بجدواه، وأكثر وسائل النضال المدني لا تزال غائبة”.
وانتقد البيان المواقف الدولية التي “تقتصر حتى اللحظة على التنديد والإدانة من دون اي اجراءات عملية تذكر، حتى على الصعيد الإنساني والإغاثي”، والموقف العربي “المنقسم على نفسه”.
ودعا المجتمع الدولي والعربي الى الادراك بان اطالة امد الأزمة يزيد من مخاطر الاقتتال الطائفي و”نزعات التطرف”.
وتابع “من يريد الآن +ضمانات+ ضد التطرف والارهاب في سوريا (…) فهو يطالب بدولة قمع جديدة ونظام شبيه بنظام الأسد”.
وذكر البيان من جهة ثانية ان حصيلة “ثورة الحرية والكرامة” حتى الآن بلغت “أكثر من تسعة آلاف شهيد وعشرات آلاف الجرحى والمفقودين والمعتقلين والمشردين”.
الا انه اكد ان الذكرى الاولى التي تقترب “تدون أن ملايين السوريين قد كسروا جدران الخوف والعزلة ورفضوا حياة الذل والقهر والظلم (…) وحسموا أمرهم بالاستمرار في ثورتهم حتى نيل الحرية وبناء الوطن الذي يستحقونه”.
ضابط سوري كبير يعلن انشقاقه وينضم لقوات المعارضة
بيروت- (رويترز): أعلن ضابط سوري كبير انشقاقه عن الجيش وذلك في تسجيل فيديو بث على موقع يوتيوب الثلاثاء وقال إنه انضم لقوات المعارضة اعتراضا على قصف بلدته في إطار الحملة الرامية لقمع الانتفاضة ضد حكم الرئيس بشار الأسد.
وقال العقيد ركن عدنان قاسم فرزات في شريط الفيديو إنه يعلن انشقاقه عن الجيش بسبب القصف المدفعي الكثيف للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة قائلا إن “هذا ليس من أخلاق الجيش السوري”.
ولم يتسن التحقق من صحة تسجيل الفيديو. وإذا تأكد انشقاق فرزات فسيكون هو ثاني ضابط برتبة عقيد ركن ينشق عن الجيش السوري.
والعقيد الركن خامس أعلى رتبة في الجيش.
وقال فرزات إنه من الرستن وهي معقل محاصر للمعارضة السورية في محافظة حمص التي تشهد قمعا عنيفا للانتفاضة ضد حكم عائلة الأسد الممتد منذ 40 عاما.
وقال فرزات الذي كان يضع نظارة طبية ويعتقد انه في منتصف الخمسينات من العمر “أنا العقيد ركن عدنان قاسم فرزات من مرتبات قيادة المنطقة الوسطى من أهالي مدينة الرستن… أعلن انشقاقي على الجيش السوري وانضمامي إلى الجيش السوري العربي الحر.”
وعرض فرزات بطاقة هوية عسكرية لكنها لم تحدد رتبته. والرستن التي ينتمي إليها كانت من أوائل البلدات التي سيطرت عليها المعارضة السورية لفترة قصيرة رغم أن الجيش استعاد السيطرة عليها عدة مرات وتعرضت لدمار شديد بسبب القتال.
وقال إن انشقاقه جاء “بسبب إعلام بعض القيادات أن الرستن تقصف بالمدفعية ورغم هذا استمر هذا القصف المدفعي وبعمق. وقد هدمت البيوت وقتل الأطفال والنساء وهذا ليس من أخلاق الجيش السوري ولهذا السبب أعلن انشقاقي”.
ومن المعتقد أن ثلث من قتلوا في الحملة التي تشنها قوات الأمن السورية سقطوا في محافظة حمص.
ويقول الجيش السوري الحر إنه يقوم بدور دفاعي فقط لكن كتائب محلية تشن هجمات على القوات الحكومية. ومن المعتقد أن الجيش السوري الحر يضم ما بين 15 ألفا و20 ألفا من الجنود المنشقين.
والمكان الحالي لفرزات غير معروف. ولم يتمكن مقاتلون آخرون من المعارضة من تحديد ما إذا كان فرزات يعتزم القتال من الرستن أم سيتوجه إلى الخارج لقيادة العمليات.
وقال النقيب أحمد العربي وهو ضابط من المعارضة في محافظة حمص إن فرزات سيتولى على الأرجح قيادة المعارضة في الرستن إذا بقي في سوريا أما إذا غادرها فقد يصبح نائبا لزعيم المقاتلين أو أنهم قد يتوصلون إلى اتفاق بخصوص دور قيادي جديد.
والضابطان اللذان يقودان الجيش السوري الحر هما العقيد رياض الأسعد والعميد ركن مصطفي الشيخ ويعملان من جنوب تركيا.
ومن المحتمل أن يؤدي انشقاق فرزات إلى توتر في صفوف قوات المعارضة أو إعادة هيكلة للقيادة. وحدث توتر وقت انشقاق الشيخ في يناير كانون الثاني والذي كان آنذاك أكبر ضابط ينشق عن الجيش السوري.
وتم الاتفاق على تحديد أدوار منفصلة لكل منهما في وقت لاحق حيث عين الأسعد قائدا للعمليات وعين الشيخ قائدا لمجلس عسكري يقود الضباط على الأرض. ومع هذا يشير معظم مقاتلي المعارضة في سوريا إلى الشيخ كزعيم لهم.
القوى الكبرى تجتمع بالأمم المتحدة لبحث مشروع قرار أمريكي لسوريا
الأمم المتحدة- (رويترز): اجتمع الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن الدولي والمغرب خلف أبواب مغلقة يوم الثلاثاء لمناقشة مشروع قرار صاغته الولايات المتحدة يطالب الحكومة السورية بإنهاء حملتها على المتظاهرين وقال بعض المبعوثين الغربيين إن المشروع ضعيف للغاية.
وكانت روسيا والصين اعترضتا بحق النقض (الفيتو) على مشروعي قرارين سابقين يدينان دمشق. ولم يتضح بعد هل لهذا المشروع الأمريكي فرصة للنجاح في مجلس الأمن الذي وصل إلى طريق مسدود بسبب الخلاف بشأن العمليات العسكرية للقوات السورية ضد المحتجين المطالبين بالديمقراطية.
ويطالب المشروع الامريكي الذي حصلت رويترز على نسخة منه “بالسماح بلا قيد بوصول المساعدات الانسانية” و”يدين استمرار وتفشي الانتهاكات الجسيمة والممنهجة لحقوق الانسان والحريات الاساسية من جانب السلطات السورية ويطالب الحكومة السورية بإنهاء هذه الانتهاكات على الفور”.
وينص المشروع على أن المجلس سيطالب سوريا ايضا “بانهاء كل اعمال العنف والافراج عن كل السجناء الذين اعتقلوا بشكل تعسفي نتيجة للأحداث الأخيرة وسحب كل قوات الجيش والقوات المسلحة السورية من المدن والبلدات وإعادتها الى ثكناتها الأصلية”.
وتفادي سفراء الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا والمغرب البلد العربي الوحيد في مجلس الأمن الإدلاء بتصريحات مفصلة حينما غادروا الاجتماع الذي استمر ساعة ونصفا بشان مشروع القرار يوم الثلاثاء.
وقالت السفيرة الأمريكية سوزان رايس في تصريح لرويترز “بدأنا للتو اليوم مناقشات أولية… بشأن ما اذا كانت هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق”.
واضافت قولها “هذه المناقشات بدأت للتور وسوف تستمر. وحالما يظهر انه يوجد أساس لمشروع جدي وفعال سنقترح ذلك على مجلس الأمن بكامل هيئته”.
وقال احد المبعوثين أنه لن يكون هناك تسرع في إجراء تصويت على مشروع القرار هذا إذا تقرر أصلا التصويت عليه.
وقال دبلوماسي غربي دافع عن المشروع الأمريكي ان مثل هذا القرار قد يرسل إلى الأسد برسالة مفادها ان المساندة التي يلقاها من موسكو وبكين ليست مطلقة بلا حدود. واضاف قوله “نحن نعتقد أنه من المفيد اقناع الروس والصينيين بالموافقة على شيء يشير الى انهم … لا يقرون السلوك السوري”.
ولم يشارك السفير الهندي هارديب سينغ بوري في الاجتماع لكنه قال للصحفيين انه يجب الا يتخذ المجلس اى خطوات قبل ان يستمع الى تقارير من مسؤولة الشؤون الانسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس والمبعوث المشترك للجامعة العربية والامم المتحدة كوفي عنان اللذين سيزوران سوريا في الأيام القادمة.
وعبر بعض الدبلوماسيين الغربيين عن خيبة أملهم في مشروع القرار الأمريكي قائلين إنه لا يتضمن إدانة قوية لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد وحملته التي تقول الامم المتحدة انها اودت بحياة أكثر من 7500 مدني.
وقال دبلوماسي غربي رفيع طلب ألا ينشر اسمه “المشروع المطروح على مائدة البحث ضعيف للغاية.”
وقال الدبلوماسي الرفيع وعدة دبلوماسيين آخرين ان الأوروبيين والعرب سيؤيدون مع ذلك المشروع على الرغم مما يساورهم من شكوك إذا طرح للتصويت.
وقال أحد الدبلوماسيين لرويترز “إذا كان لنا أن نستصدر قرارا من المجلس بشأن سوريا فهذا هو النوع الذي يمكن إجازته.” واضاف قوله ان المشروع ترديد لصدى بيان عن سوريا وافق عليه كل أعضاء مجلس الامن الخمسة عشر الاسبوع الماضي ومنهم روسيا والصين.
واستدرك الدبلوماسي بقوله “قد تريد روسيا والصين الاعتراض عليه بحق النقض على اي حال.” واضاف قوله ان الوفد الامريكي يفضل سحب القرار إذا وجد ان موسكو وبكين تعتزمان عرقلته.
وانتقدت روسيا الحليف الوثيق لسوريا مشروع القرار.
وقال نائب وزير الخارجية جينادي جاتيلوف يوم الاثنين على موقع تويتر “مسودة قرار مجلس الأمن الدولي الجديدة بشأن سوريا التي صاغتها الولايات المتحدة هي نسخة معدلة تعديلا طفيفا من الوثيقة السابقة التي تم نقضها. وينبغي أن تكون أكثر توازنا.”
ويحجم مشروع القرار الامريكي عن اقرار خطة للجامعة العربية تدعو الأسد إلى التنحي عن الحكم والاعداد لاجراء انتخابات حرة كما طلبت دول اوروبية واخرى عربية.
وقال بعض الدبلوماسيين ان واشنطن تريد التوصل الى نسخة نهائية لمشروع القرار بحلول يوم الاثنين حينما يعقد مجلس الامن مناقشة وزارية بشأن ثورات “الربيع العربي” في الشرق الأوسط وشمال افريقيا ومنها سوريا. وقال دبلوماسي آخر ان يوم الاثنين ليس موعدا مستهدفا وان النجاح في ذلك الأمر ليس مؤكدا.
وسيكون وزير الخارجية البريطاني وليام هيج ونظيره الفرنسي ألان جوبيه من بين الذين أكدوا أنهم سيحضرون مناقشة يوم الاثنين التي تهدف إلى تقييم الثورات المطالبة بالديمقراطية والتي اطاحت بحكومات في بلدان منها ليبيا ومصر وتونس.
تعهد بتبني نهج ‘رزين’ بشأن ايران.. واوروبا تفشل في الاتفاق على اجراء ضد النظام السوري
أوباما: الاسد سيسقط في نهاية الامر ولن نتدخل عسكريا في سورية
عواصم ـ وكالات: استمرت الاتصالات على المستوى الدولي بهدف ايجاد حل للازمة السورية، لا سيما مع موسكو التي يحول دعمها للنظام السوري دون استصدار قرار عن مجلس الامن الدولي يدين حملة القمع في سورية، حيث اعرب الرئيس الامريكي باراك اوباما الثلاثاء عن ‘الالم’ ازاء الوضع في سورية، الا انه اكد في الوقت نفسه ان الولايات المتحدة لن تقوم بأي عمل عسكري منفرد وقال متحدثا عن الرئيس السوري بشار الاسد: ‘سيسقط هذا الدكتاتور في نهاية الامر’، وفيما يتعلق بالملف الإيراني، قال أوباما إن العقوبات ساهمت في ‘شلّ’ الحكومة، مشيراً إلى أنه لا يزال يؤمن أنه من الممكن حلّ المسألة النووية الإيرانية بالطرق الدبلوماسية، مشيراً إلى ان العالم لن يقبل بإيران نووية.
كما عارض التصريحات التي توحي بأن واشنطن موشكة على اتخاذ قرار بشأن القيام بتحرك عسكري ضد ايران وتعهد بتبني نهج ‘رزين’ في التعامل مع البرنامج النووي الايراني.
وفي ظل تصاعد التكهنات بشأن هجوم إسرائيلي محتمل على المواقع النووية الايرانية في الشهور القادمة قال أوباما إن السياسيين الأمريكيين ‘الذين يدقون طبول الحرب عليهم مسؤولية توضيح تكلفة العمل العسكري وفوائده’.
واضاف أن فكرة أنه ينبغي للولايات المتحدة اتخاذ قرار خلال اسابيع أو شهور ‘لا تدعمها الحقائق’.
وقال اوباما في مؤتمر صحافي عقده في البيت الابيض ‘ان ما يحدث في سورية مؤلم وشائن، وشاهدنا المجتمع الدولي يتجند ضد نظام الاسد’، مضيفا ‘من جهة ثانية اعتقد انه سيكون من الخطأ، كما يدعو البعض، القيام بعمل عسكري من طرف واحد او الاعتقاد بان هناك حلا بسيطا’.
أضاف أوباما: ‘ليس السؤال عما إذا كان الأسد سيسقط بل: متى سيسقط؟’.
وكان السيناتور الجمهوري جون ماكين قد طالب أمس بشن غارة جوية على سورية ‘لوقف المذبحة’، كما حذر القائد العسكري الامريكي لمنطقة الشرق الاوسط وآسيا الوسطى الجنرال جيمس ماتيس من اي تدخل عسكري في سورية معتبرا انه سيكون ‘بالغ الحساسية’.
ودعت روسيا الثلاثاء الدول الغربية الى عدم توقع تغيير في موقفها من الازمة بعد فوز فلاديمير بوتين في الانتخابات الرئاسية، واثر دعوات وجهت لها بهذا الصدد من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان ‘نريد تذكير شركائنا الامريكيين والاوروبيين بان عليهم الا يأخذوا رغباتهم على انها حقائق. ان الموقف الروسي من تسوية النزاع في سورية لم يكن يوما مرتبطا باحداث جانبية، وهو لا يتقرر بناء على دورات انتخابية’.
وكان رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون دعا في اتصال هاتفي الثلاثاء مع بوتين لتهنئته بانتخابه رئيسا، موسكو الى ‘العمل’ مع باريس من اجل ‘تسوية المأساة السورية’.
وتصل الى سورية اليوم الاربعاء مسؤولة العمليات الانسانية في الامم المتحدة فاليري آموس في زيارة تستغرق ثلاثة ايام. كما يزور دمشق السبت موفد الامم المتحدة الخاص كوفي انان.
وطالب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الثلاثاء النظام السوري بفتح ‘فوري’ لممرات انسانية للمدنيين من ضحايا العنف في سورية. ودعا الاسرة الدولية الى ممارسة ضغوط على دمشق في هذا الشأن.
جاء ذلك فيما اعلن الرئيس السوري بشار الاسد الثلاثاء تصميمه على مكافحة الارهاب بدعم من الشعب، في وقت تواصل قوات النظام تشديد الخناق على عدد من معاقل الناشطين المناهضين للنظام السوري والمنشقين عن الجيش عبر اقتحامات وعمليات قصف واعتقالات.
واكد الرئيس السوري، بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا)، ان ‘الشعب السوري الذي أفشل المخططات الخارجية في السابق بارادته ووعيه اثبت قدرته مجددا على حماية وطنه وبناء سورية المتجددة من خلال تصميمه على متابعة الاصلاحات بالتوازي مع مواجهة الارهاب المدعوم من الخارج’.
في باريس، اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان اغلاق سفارة فرنسا في دمشق الذي قرره الرئيس نيكولا ساركوزي اصبح نافذا الثلاثاء.
وقال ‘ان اغلاق السفارة الفرنسية مقرر اليوم (امس). و(السفير) اريك شوفاليه يغادر اليوم (امس) او صباح غد (اليوم)’.
واعلنت اسبانيا الثلاثاء تعليق انشطتها الدبلوماسية في سورية بعد شهر تقريبا من استدعاء سفيرها بسبب ‘تزايد قمع المدنيين’.
وقال دبلوماسيون في بروكسل ان محادثات الاتحاد الاوروبي بشأن ما اذا كان يتعين على الدول الاعضاء في التكتل ان تبقي سفارتها مفتوحة في سورية انتهت بدون اتخاذ قرار في هذا الصدد امس الثلاثاء.
وصرح دبلوماسي لوكالة الانباء الالمانية ان المحادثات بين سفراء الاتحاد الاوروبي لم تحرز تقدما كافيا للخروج بتوصية.
كان قادة التكتل قد هددوا باتخاذ اجراء قضائي ضد المسؤولين عن حملة قمعية ضد المعارضة في سورية. وفرض الاتحاد الأوروبي أيضا العديد من العقوبات ولكنه فعل القليل حتى الآن لوقف العنف.
في هذا الوقت، واصلت القوات السورية عملياتها العسكرية. وعمدت الى قصف جسر اساسي يستخدم لعبور الجرحى والهاربين من اعمال العنف من سورية الى لبنان.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون ان القوات السورية قصفت بالمدفعية جسر الربلة الذي يمر عليه كل الجرحى في طريقهم الى لبنان قرب مدينة القصير في محافظة حمص.
وتحدثت المفوضية العليا لحقوق الإنسان، الثلاثاء، عن حوادث تتعلق بتعذيب مرضى سوريين في المستشفيات، وقالت إن المعلومات لديها تتطابق مع مشاهد بثتها قناة بريطانية أمس الاول قالت إنها لمرضى سوريين يتعرضون للتعذيب في مستشفى في حمص. وتعليقاً على المشاهد، قال روبرت كولفيل المتحدث باسم مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان، إن ما ذكرته لجنة تقصي الحقائق تشرين الثاني (نوفمبر) يطابق إلى حد كبير ما ورد على لسان الشهود وظهر في المشاهد التي أذاعتها القناة البريطانية الرابعة.
وقال كولفيل إن ‘تقرير لجنة تقصي الحقائق الصادر في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) وثّق حالات لجرحى تم اصطحابهم إلى المستشفى العسكري حيث تم ضربهم وتعذيبهم أثناء التحقيق. كما أفيد عن إرتكاب أعمال قتل وتعذيب في المستشفى العسكري في حمص، التي ظهرت في صور القناة الرابعة، من قبل قوات أمن ترتدي أزياء أطباء وبتواطؤ كما يُدعى من العاملين الطبيين’.
وقال المتحدث باسم المفوضة السامية لحقوق الإنسان، إن استخدام التعذيب على نطاق واسع وبشكل منهجي يصنف بأنه جريمة ضد الإنسانية.
وكانت القناة البريطانية الرابعة بثّت أمس مشاهد إلتقطت سراً لمن قالت إنهم مرضى سوريون يتعرضون للتعذيب من قبل طاقم طبي في مستشفى حكومي في مدينة حمص السورية.
استمرارا للسجال الدائر بين قائد شرطة دبي والداعية القرضاوي وحركة ‘الاخوان‘
الإمارات تعتقل ناشطا بتهمة ‘اثارة الفتنة’ انتقد ترحيل الدولة لسوريين معارضين
دبي ـ وكالات: اعتقلت الشرطة الاماراتية ناشطا بعد أن انتقد أجهزة الأمن في الإمارات واتهمها بالتدخل في حياة المواطنين في أحدث خطوة للحد من المعارضة السياسية في الدولة.
واعتقل صالح الظفيري في ساعة مبكرة صباح امس الثلاثاء من منزله في إمارة رأس الخيمة الشمالية بعد أن نشر تعليقات عبر موقع ‘تويتر’ للتواصل الاجتماعي تنتقد قرار الإمارات ترحيل مغتربين سوريين نظموا مظاهرة احتجاج أمام القنصلية السورية في دبي دون تصريح.
وقال متحدث رسمي باسم شرطة دبي في بيان ‘صالح الظفيري ألقي القبض عليه بتهمة الترويج بالقول أو الكتابة أو بأية وسيلة اخرى لأفكار من شأنها إثارة الفتنة والإضرار بالوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي’.
ولم تشهد الإمارات احتجاجات مطالبة بالديمقراطية كتلك التي هزت بلدانا أخرى في المنطقة.
وقال محمد المنصوري صهر الظفيري إن رجال شرطة يرتدون ملابس مدنية وصلوا في سيارات بدون لوحات معدنية أثتاء الليل وقبضوا عليه دون أمر اعتقال. ورفض الظفيري في البداية الذهاب معهم لكنه وافق فيما بعد.
وأبلغت الشرطة عائلة الظفيري أن إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية في دبي اصدرت أمر اعتقال ضد الظفيري. وقالت شرطة دبي إنه سيحاكم أمام محكمة اتحادية.
وكتب الظفيري على حسابه الشخصي على خدمة تويتر منتقدا تدخل أجهزة الأمن الإماراتية في الحياة المدنية.
وكانت جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان انتقدت الإمارات لطردها بعض السوريين في أعقاب مظاهرة في دبي الشهر الماضي ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد.
وكان مسؤول إماراتي قال إن السلطات قررت عدم تجديد تصاريح الإقامة لحوالي 30 سوريا رفضوا التفرق بعد انتهاء مظاهرة احتجاج نظمت دون تصريح من السطات.
وقال المنصوري إن صهره بدأ نشر تعليقاته عبر خدمة تويتر بعد أن سحبت السلطات الجنسية من ستة نشطاء إماراتيين في كانون الأول/ ديسمبر الماضي لاتهامهم بأنهم يشكلون تهديدا للأمن القومي.
وهدد قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان باعتقال الداعية القطري المصري المعروف يوسف القرضاوي بسبب هجومه على قيادة دولة الامارات عبر قناة ‘الجزيرة’، متابعا في الوقت نفسه هجومه على الاخوان المسلمين في الخليج.
وقال خلفان ان القرضاوي، الذي يعد من ابرز القيادات الروحية للاخوان المسلمين في العالم ومن الدعاة الاكثر نفوذا، اراد ان يقول للامارات ‘يا تخلوا تنظيم الاخوان ياخذ راحته يا اشتمكم في الجزيرة وفي خطبة الجمعة … استغفر الله هي بلطجة’.
ويشن خلفان منذ مدة حملة عبر ‘تويتر’ على اتباع تيار الاخوان المسلمين الذي يعتبر انه لا يقل ‘خطرا’ على الخليج من ايران، حسب ما اكد في كلمة القاها امام مؤتمر امني في المنامة الشهر الماضي وتسرب مضمونها عبر وسائل الاعلام.
الا ان التوتر احتدم بشكل كبير بعد ان انتقد القرضاوي قيادة الامارات بشدة على خلفية قرارات الغاء اقامة السوريين وسحب جنسيات الاسلاميين المجنسين.
وقال ان الداعية المصري القطري ‘يوهم العالم بان حكام الامارات لا يحترمون حقوق مواطنيهم. هل هو احرص من كل انسان اماراتي على مصلحة المواطنين الاماراتيين؟’.
وكان الشيخ يوسف القرضاوي عالم الدين المصري المقيم في قطر قد انتقد طرد السوريين والغاء جنسية الاماراتيين الستة الذين كانوا اعضاء في جماعة إسلامية.
وأدين خمسة نشطاء سياسيين آخرين العام الماضي بإهانة زعماء الإمارات والتحريض على الاحتجاجات وتعطيل النظام العام قبل أن يصدر عفو عنهم.
سكان: رائحة الموت تملأ حي بابا عمرو في سورية
بيروت ـ من مريم قرعوني: قال سكان حي بابا عمرو في حمص السورية ممن فروا إلى لبنان إن رائحة الجثث المتحللة والصرف الصحي والدمار تملأ أجواء المدينة التي قصفتها قوات الجيش الساعية لسحق الانتفاضة ضد الرئيس بشار الاسد لاخضاعها والسيطرة عليها. ومع استمرار عجز عمال الإغاثة عن الوصول الى معقل المعارضين السابق ومنع معظم الصحافيين الأجانب من دخول سورية ترسم روايات الشهود من السكان الذين فروا عبر الحدود صورة قاتمة للأوضاع في حمص.
قال أحمد الذي هرب الى لبنان الاسبوع الماضي ‘كانت رائحة الموت في كل مكان. كان يمكننا في كل وقت ان نشم رائحة الجثث المدفونة تحت الانقاض’.
وأضاف وهو يتحدث من منزل أحد أقاربه في لبنان وقد بدت عليه علامات التعب وظهرت هالات سوداء حول عينيه ‘الجثث في الشوارع.. العديد منها متحلل لكن لا يمكننا دفنها.. لقد رأينا الموت كثيرا حتى أنه في النهاية لم تعد رؤية جثة مقطعة الاوصال لقريب أو صديق تثير مشاعرنا’.
علم السكان بأن النهاية باتت قريبة عندما فجر الجيش السوري بعد شهر من القصف نفقا طوله ثلاثة كيلومترات كانوا يستخدمونه في تهريب الضروريات لبقائهم على قيد الحياة.
وبعدها حث مقاتلو الجيش السوري الحر المنشق الناس على الرحيل مشيرين الى نقص الذخيرة وسقوط العديد من الضحايا.
وفر الرجال إلى لبنان بينما لجأ الاطفال والنساء إلى قرى في محافظة حمص. لكن لم ينجح البعض. وقال نشطاء الاسبوع الماضي إن ما لا يقل عن 62 شخصا قتلوا عندما كانوا يحاولون مغادرة بابا عمرو.
وقال الذين غادروا إن القصف العنيف دمر معظم الحي. وسوي العديد من المباني والبيوت بالارض وتم تفجير انابيب المياه والصرف الصحي وملأت النفايات الشوارع.
وقال ساكن اخر يتحدث من مكان غير معلوم نظرا لعدم شرعية تواجده ‘توقفت عن الشعور بأي شيء حين أرى أناسا أعرفهم أمواتا… كثير من الناس بدأوا يشعرون بنفس الشيء. الفظائع التي شهدناها كانت أبعد من خيالنا’.
وذكر التلفزيون السوري ان السكان يعودون الى بابا عمرو وبث لقطات الثلاثاء لعشرات من الرجال والنساء والأطفال يسيرون في شوارع قذرة أمام مبان شبه مدمرة حملت آثار طلقات النيران.
وتقول سورية انها تحارب مسلحين يتم تمويلهم وتسليحهم من الخارج في حين يقول السكان ان هدف حملة القمع هي سحق المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية والمعارضين للأسد.
ولا تزال قافلة أرسلتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر وجمعية الهلال الأحمر السوري لتقديم المعونات وإجلاء الجرحى في انتظار السماح لها بدخول بابا عمرو. وقال نشطاء ان الجيش ربما يعطل القافلة لحين إزالة آثار الدمار والجثث من الشوارع.
وقال رجل فر بعد يوم واحد من دخول الجيش لحي بابا مرو ان جنودا اقتحموا المنازل واعتقلوا الرجال الذين بقوا في المنطقة وأعدموا بعضهم. ويقول نشطاء إن ما لا يقل عن 60 رجلا اعدموا منذ يوم الجمعة.
وأضاف عمر الذي كان يتحدث عبر الهاتف من داخل حمص في اليوم الذي فر فيه من بابا عمرو’أنهم يطهرون الحي ويسرقون المنازل ويعتقلون الناس ثم يعدمون البعض. بابا عمرو محاصر من جميع الجهات. انها كارثة’.
وتابع بصوت مرتجف ‘قالوا إن لديهم قائمة تضم 1500 رجل ويريدونهم جميعا… انهم يطلقون النار على كل ما يتحرك حتى الحيوانات. هناك جثث في الشوارع بعضها منتفخ وتحمل اثار تعذيب’.
وقال ناشط كان يتحدث الى رويترز من محافظة حمص الثلاثاء انه تم ابلاغ نشطاء بما لا يقل عن تسع حالات اغتصاب وأن الجيش يواصل قتل الشبان في الحي.
وطوال شهر من القصف المتواصل شعر السكان بأن العالم تخلى عنهم بتركهم دون طعام أو ماء وتحت رحمة هجمة عسكرية قاسية بشكل غير متوقع.
وقال ساكن آخر من الحي يدعى عمر فر الى لبنان الاسبوع الماضي ‘فوجئنا بطول الوقت الذي استغرقه (القصف). لم نكن على استعداد لذلك كله. كنا نقول: ‘الآن بابا عمرو سيحطم ظهر النظام’ وكنا نقول: ‘حسنا.. دعهم يأتون’.
وأضاف مع ابتسامة باهتة منكسرة ‘بعد اليوم الثالث من القصف شعرنا أننا وحدنا. لقد تخلى العالم عنا وأنه حتى لو استخدم (الأسد) طائراته ضدنا لن يتحرك أحد’.
وفقد الكثير من هؤلاء في لبنان الاتصال بأسرهم. وقالوا انهم دفنوا في شهر واحد ألف شخص لكن لا يزال كثيرون تحت الأنقاض ومن المستحيل التأكد من عدد القتلى.
وقال عمر ‘في كل بيت هناك شهيد ان لم يكن أكثر.. من المستحيل معرفة العدد الدقيق للقتلى.. علينا أن نعود إلى بابا عمرو والتجمع في ساحة لنحصي بعضنا البعض لمعرفة عدد المفقودين’.
وعلى الرغم من خسائرهم قال الرجال انهم سيعودون لاستعادة حيهم واسقاط الأسد.
وقال احمد ‘هذه ليست سوى جولة واحدة. والحرب لم تنته. نحن عائدون ولن نتوقف بعد ذلك. سيترك الجيش بابا عمرو بارادته او رغما عنه’. (رويترز)
دراسة إستراتيجية إسرائيلية: اقتراب نظام الأسد من النهاية سيدفع جماعات المقاومة إلى التصعيد ضد إسرائيل لمنع انهيار نظام البعث
زهير أندراوس
الناصرة ـ ‘القدس العربي’ أكدت دراسة إسرائيلية أن التطورات الأخيرة في العالم العربي، أيْ الثورات، تخدم (معسكر المقاومة) في الشرق الأوسط، والذي تقوده إيران، خاصة وان الزلزال ضرب في الأساس دولا من المعسكر المعتدل وعلى رأسها مصر، وهذه الدول المعتدلة كانت تقف في وجه معسكر المقاومة، وهو أمر يضعف من موقف الولايات المتحدة أيضا، خاصة وان هناك دلائل على قوة وضع المعسكر الإسلامي خاصة في مصر، في ظل انشغال العالم أيضا عن الملف النووي الإيراني.
وعلى الرغم من أن الثورات في العالم العربي لم تكن بمبادرة من المعسكر الإسلامي، ولكنها تسهم في إحداث زخم يصب في مصلحته، وتضعف في المقابل المعسكر المعتدل الذي ينهار تماما. كما أن الاحداث في الشرق الأوسط ستؤدي لانغلاق اللاعبين الأساسيين داخليا، وهو ما يزيد من عجزهم على الاحتشاد والعمل ضمن تكتل عربي، ومن يملأ الفراغ تدريجيا هي قوة غير عربية كانت توجد على هامش العالم العربي، وعلى رأسها إيران و تركيا وإسرائيل، وهذه الدول تعمق تدريجيا من تأثيرها على الساحات الأساسية في العالم العربي وعلى رأسها العراق والخليج العربي والساحة الفلسطينية ولبنان، وساحة البحر الأحمر. هؤلاء اللاعبون، خاصة إيران، سوف يرون في زلزال الشرق الأوسط فرصة إضافية لزيادة نفوذهم في الساحات التي شهدت الاضطرابات الأكبر خاصة في مصر وشمال إفريقيا والجزيرة العربية، هذا ما جاء في دراسة جديدة أعدها مركز الأمن القومي الإسرائيلي التابع لجامعة تل أبيب، والتي شارك في إعدادها كوكبة من الباحثين المختصين في شؤون الشرق الأوسط، وتم نشرها على الموقع الالكتروني للمركز. وتابعت الدراسة قائلةً إن الشارع العربي الذي بدا خاضعا ومستكينا وغير مبال، ظهر كعنصر محفز يحمل تأثيرا هائلا، يستطيع أن يغير أنظمة امتدت سنوات. أما الجيوش في العالم العربي التي اعتبرت على أنها خاضعة تماما للنظم، فقد أبدت قوة غير متوقعة، والحركات الإسلامية التي وصفت بصفة عامة على أنها تهديد مركزي على الأنظمة في المنطقة، ظهرت، على الأقل في المرحلة الحالية، منضبطة تماما.
علاوة على ذلك، تتساءل الدراسة عن المغزى من شعار (الشعب يريد إسقاط النظام) وما هي المطالب الفعلية للمجتمع، والذي في النهاية اظهر قوة وتأثيرا كبيرين، وكيف أن الثورة في تونس كانت الأولى، غير أن الثورة في مصر كانت الأهم والأكثر تغطية إعلامية. وعلى الرغم من خلع رأسي النظام في مصر وتونس، غير أن الجيش ما زال يسيطر على مقاليد الأمور، وبذلك فان الأمور لم تُستكمل بعد، ومع ذلك من الصعب تحديد سمات القوة الاجتماعية الجديدة، والتي تقوم في الأساس على الشباب، وهي ظاهرة لم تحدث سوى في الثورة الإيرانية، لذا فان الشعوب العربية لم تنضج بعد لترسيخ نظام سياسي عصري وإدارة ديمقراطية سليمة، مع انه اثبت نفسه في الأحداث الأخيرة. ومع ذلك لا تعتبر الدراسة أن تطلع الشعوب العربية للديمقراطية مصحوب بتطلع للغرب في البعد الثقافي والفكري، ولكن العكس هو الصحيح، حيث أن قسما بارزا من الحركة الاحتجاجية، حتى غير الإسلامية تحمل عداءً للغرب بصفة عامة، وللولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بصفة خاصة.
وركزت الدراسة على وضع الجيش المصري في التطورات الجديدة، خاصة وأنه يدير شؤون البلاد حاليا بعد سقوط النظام. وفي دول أخرى مثل سورية والبحرين والأردن يمثل الجيش مصالح الأقلية الحاكمة، لذا فهو يواجه نظرة عدائية من القطاع الأكبر من المواطنين، ولكن بصفة عامة أثبتت الجيوش العربية أنها تعود لتحتل المكانة السياسية الأهم بصفتها المؤسسة الأكثر تنظيما في العالم العربي، وبذلك سيكون وضع هذه الجيوش أشبه بوضع الجيش التركي الذي حافظ على الطابع العلماني وقيد صعود الإسلاميين.
وحذرت الدراسة المحللين من التسرع في اعتبار موجة الاحتجاج في العالم العربي مماثلة لما يعرفونه من تجارب الماضي. فما حدث لا يشترط أن يكون ما يريده الغرب من الشرق الأوسط، ولا يحتم انه توجه فكري وثقافي نحو القيم الغربية، أو العلمانية والتعددية الفكرية، وليس دليلا على تبلور معسكر سلام يريد التصالح مع أعداء العالم العربي والإسلامي، خاصة إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.
وتقول الدراسة: إنه تطلع لديمقراطية أخرى، منعزلة بشكل كبير عن الوصف العالمي أو الغربي، وتغيير أساسي، جزء كبير من سوابقه من الصعب تحديد صورتها بدقة.
وأضافت أن التطورات في الشرق الأوسط خاصة في مصر تحمل أبعادا إستراتيجية كبيرة بالنسبة لإسرائيل، ولخصتها في عدد من النقاط كالتالي: استقرار اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، كأساس استراتيجي مهم جدا لإسرائيل، والذي قامت عليه نظرية الأمن الإسرائيلي في العقود الثلاثة الماضية.
ثانيا: انشغال العالم، خاصة أمريكا بما يحدث في الشرق الأوسط، يشتت الانتباه عن قضية البرنامج النووي الإيراني، كما انه يدفع عددا من الدول إلى وقف خطواتها ضد إيران على الصعيد الاقتصادي والسياسي، والعسكري، خشية تفاقم عدم الاستقرار في المنطقة.
وتزعم الدراسة أن معسكر المقاومة يستمد طاقة وقوة من ضعف الأنظمة العربية المعتدلة، ومن الورطة العميقة لأمريكا، وسوف ترى عناصر المعارضة في ذلك بداية لمجال عمل مريح جدا على جميع الأصعدة خاصة الصعيد العسكري، وفرصة لتعميق تأثيرها على دول المنطقة التي توجد حاليا في مرحلة إعادة التشكل من جديد، وفي المقابل، زعزعة نظام بشار الأسد سوف يمس بقوة وتكتل معسكر المقاومة بصفة عامة وتأثير إيران على المنطقة بصفة خاصة. وفي حال اقترب نظام الأسد من نهايته، فان جزءا من جماعات معسكر المقاومة سيحاول التصعيد مقابل إسرائيل في محاولة لمنع انهيار نظام البعث في دمشق.
وتقول الدراسة إن التطورات في الشرق الأوسط خاصة في مصر وسورية تضع أمام إسرائيل تحديات أمنية أكثر، وتقلل فرص دفع المسيرات السياسية بالنسبة لتل أبيب.
القدس العربي
والدة بشار الأسد تخاف أن يلاقي ابنها مصير القذافي
عبدالاله مجيد
لندن: تشير وثائق جديدة نُشرت على موقع ويكيليكس إلى خيبة أنيسة مخلوف والدة الرئيس بشار الأسد بابنها لما الحقه من خراب بالبلد.
وتشعر انيسة مخلوف بالقلق من ان ينتهي ابنها الى المصير الذي لاقاه الزعيم الليبي السابق معمر القذافي.
وتقول الوثائق الجديدة على ويكيليكس ان والدة الرئيس السوري الذي يواجه انتفاضة مستمرة منذ عام ضد حكمه الاستبدادي تشعر بخيبة أمل بإبنيها بشار وماهر على ما انزلاه من دمار بسوريا.
واستنادا الى معلومات اوردتها شركة “ستراتفور” الاميركية المختصة بالتحليلات الأمنية في رسالة الكترونية بتاريخ 10 كانون الأول/ديسمبر 2011 فان والدة الأسد اعربت عن عدم رضاها على طريقة ابنها في التعاطي مع الانتفاضة وانها “تقول اشياء من قبيل: لو كان والدك حيا لما وصلت الأمور الى ما وصلت اليه”.
وتعتبر انيسة مخلوف، بحسب التقرير، امرأة “ذات تأثير بالغ في تطور بشار سياسيا”. وكانت انيسة مخلوف تزوجت من الرئيس السابق حافظ الأسد عام 1958 رغم انه ذو مكانة أدنى اجتماعيا بمعايير المجتمع السوري وقتذاك.
كما تنقل شركة ستراتفور عن مراسل لوكالة رويترز يُقال انه طُرد من سوريا ان انيسة مخلوف “تشعر بقلق بالغ من ان يلاقي ولداها مصير القذافي واولاده”.
وتنتمي عائلة مخلوف الى الطائفة العلوية التي ينتمي اليها غالبية اركان النظام في سوريا. واتهم الأسد قوى خارجية بالتخطيط لاسقاطه معربا عن ثقته بسحق ما يسميها “مجموعات ارهابية مسلحة” تقف وراء الانتفاضة.
واعلنت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الانسان ان نحو 7500 شحص قُتلوا في سوريا منذ اندلاع الانتفاضة قبل عام.
مسيحيو سوريا محاصرون بين دعم الأسد والخوف من الإسلاميين
أشرف أبو جلالة
يحظون بقدر كبير من الحريات في أمور عدة مقارنة بدول الجوار
في الوقت الذي يبدو فيه أن الرئيس السوري بشار الأسد يشنّ حرباً على شعبه من خلال حملة قمعية وحشية مستمرة منذ قرابة العام، راح ضحيتها حتى الآن ما لا يقلّ عن 7000 شخص، أبرزت تقارير صحافية حقيقة حالة الحصار التي يعيش في داخلها الآن المسيحيون السوريون بين دعم الأسد والتخوف من هيمنة الإسلاميين.
أشرف أبوجلالة من القاهرة: تحدث مور فان دن برغ، الخبير المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، عن السمات الديموغرافية لسوريا، ولاسيما طائفتها المسيحية. وهي التصريحات التي أبرزتها له اليوم صحيفة انترناشيونال بيزنس تايمز الأميركية، بعدما قال إن الطائفة المسيحية في سوريا تقدر في العموم بنسبة تتراوح ما بين 8 و10 % من إجمالي عدد السكان هناك. مع العلم، والكلام على لسان برغ، أن تلك الأرقام التي عادةً ما يتم الإشارة إليها من جانب المسؤولين الحكوميين تكون مرتفعة.
وتابع أن أعداد المسيحيين في سوريا تزايدت خلال الآونة الأخيرة، بسبب تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين المسيحيين العراقيين، حيث قالت الأمم المتحدة إن ما يصل إلى 80 ألف قد عبروا إلى داخل الحدود السورية آتين من العراق. فضلاً عن أن الطائفة المسيحية في سوريا، وعلى خلاف وضعها في مصر، تعتبر منوعة للغاية.
وبسؤاله عن حقيقة تمتع المسيحيين في سوريا بحريتهم وكامل حقوقهم، رغم أن الدستور هناك ينصّ على ضرورة أن يكون الرئيس مسلماً، أكد برغ على حقيقة تلك المسألة، منوهاً بأن مسيحيي سوريا، وعند مقارنتهم بمسيحيي العراق، وحتى بمسيحيي تركيا، فإنهم يحظون بقدر كبير من الحريات في أمور عدة، من بينها بناء كنائس وأديرة في العديد من الأماكن، وتأسيس مدارس ومؤسسات أخرى، وإظهار هوياتهم المسيحية على العلن (من خلال الأزياء التي يرتدونها وأمور أخرى).
وأشار برغ إلى أن المسيحيين الذين هاجروا من سوريا لم يقدموا على تلك الخطوة نتيجة لأعمال عنف أو قيود حكومية، وإنما بحثاً من جانبهم عن فرص عمل وتعليم أفضل في أماكن أخرى، جنباً إلى جنب مع تلك الضغوطات الاجتماعية المتزايدة.
في ما يتعلق بالسبب وراء إقدام المسيحيين على دعم الرئيس بشار الأسد خلال تلك الأزمة الجارية، قال برغ إن معظم المسيحيين يعتقدون أن بشار هو رهانهم الأفضل في ما يتعلق بتأمين استقرار وسلام نسبي. وأضاف: “كما لن تسمح الحكومة المتشددة بزيادة تقييد الخيارات الاجتماعية للمسيحيين فحسب، بل قد تسمح كذلك للمتشددين بشنّ هجمات فعلية على المسيحيين. لكن إلى أي مدى تلك المخاوف مرتكزة على حقائق فهذا أمر غير يقيني، ولا يمكنني التأكد منه، وبالفعل قليلون هم من يعرفوا الشكل الذي ستكون عليه الحكومة المقبلة، وإن كان من المحتمل أنها ستكون أكثر تمسكاً بالطابع الإسلامي، مقارنةً بنظام الرئيس الأسد الحالي. وبخصوص ما إن كانت ستضطهد المسيحيين بالفعل، فإنني أرى أن هذا أمر غير وارد”.
وأضاف برغ في إطار متصل أن الأسد دخل في تحالفات كذلك مع أقليات أخرى في البلاد بغية مواجهة الغالبية السنية المهيمنة، وأن المسيحيين ينتمون بالتأكيد إلى قاعدة سلطة بشار واسعة النطاق.
ولفت برغ كذلك إلى تمتع الأقليات والسيدات في سوريا بمستوى من الحرية، لا تشهده معظم الدول العربية الأخرى، رغم وحشية حملة القمع التي تمارسها قواته في مواجهة الحركات والثوار المطالبة برحيله عن السلطة.
وعن توقعاته المتعلقة بإمكانية فرار المسيحيين من البلاد، في حال سقوط نظام الأسد في نهاية المطاف، قال برغ إن ذلك أمر وارد، رغم صعوبة التنبؤ بالمكان الذي قد يتوجهون إليه، مضيفاً “أعتقد أن معظمهم سينتظر ليرى ماذا سيحدث خلال الفترة المقبلة”.
وأشار كذلك إلى أن مسيحيي العراق لم يلوذوا بالفرار من بلادهم عقب سقوط نظام صدام على الفور، بل بدأوا ذلك بعدما بدأ المتطرفون في مهاجمة المسيحيين عن طرق تفجير الكنائس (خاصة بعد شهر آب/أغسطس عام 2005) وكذلك إقدامهم على تنفيذ عمليات اختطاف ضد المسيحيين، بما في ذلك رجال الكنيسة.
وتابع برغ حديثه بالقول إن سوريا لم ترحّب بلاجئي العراق المسيحيين بأذرع مفتوحة، لكنها سمحت لهم بالبقاء. وبسؤاله في الختام عمّا إن كان هناك أي وجود للمسيحيين في المعارضة السورية، أشار برغ إلى أنه غير متأكد من الأعداد أو النسب الدقيقة، وإن كان هناك كما هو واضح أعداد من المسيحيين في صفوف المعارضة.
تضارب الأنباء حول توقف مصنع سيارات “شام” في سوريا
ملهم الحمصي من دمشق
بين نفي وتأكيد فإن العقوبات بدأت تضر بمعظم القطاعات
لم تترك الأزمة الراهنة في سورية شيئاً إلا وألقت بظلالها عليه، مؤذنة بارتفاع أسعار المواد المعيشية الرئيسية، وانهيار الصناعات التي كانت ترفد الاقتصاد السوري، وتوقف نشاط التجار بحكم العقوبات المفروضة على النظام والحكومة وقطاعات اقتصادية كثيرة.
دمشق: آخر القطاعات المتأثرة بالعقوبات الغربية قطاع صناعة السيارات في سورية، وهو قطاع نشط خلال السنوات الخمس الأخيرة، حيث نشأ عدد من المصانع السورية الإيرانية المشتركة، ودخل مصنع صيني على خط المنافسة قبل أن تشل العقوبات القطاع برمته.
وبعد أنباء عن توقف مصنع السيارات الأكبر والأهم في سورية (شام)، وهو شركة مساهمة سورية إيرانية تأسست عام 2007، نفى مدير عام الشركة العامة للصناعات الهندسية، ونائب رئيس مجلس إدارة شركة “سيامكو”، نضال فلوح، توقف إنتاج الشركة المنتجة لسيارات شام، مؤكداً استمرار عملها.
وقال فلوح، بحسب مصادر إعلامية، إن “الشركة تجاوزت الصعوبات التي كانت تواجهها في نقل القطع والمواد من إيران، والتي تمر عبر العراق وتركيا إلى سورية، وتم حل المشكلة، وأن القطع في طريقها إلى سورية”.
وكان مصدر مطلع أعلن السبت، عن توقّف الإنتاج في مصنع الشركة السورية الإيرانية “سيامكو” المنتجة لسيارات شام في المدينة الصناعية بعدرا في ريف دمشق، مشيراً إلى أن سبب التوقف يعود لوجود فائض من السيارات التي تنتجها الشركة، وأنه توقف “تكتيكي”!
وبين المصدر أن سبب التوقف عن الإنتاج يعود لوجود فائض من السيارات التي تنتجها الشركة، ووجود نحو 1500 سيارة معروضة للبيع، إضافة إلى توقف البنوك عن الإقراض مع وجود صعوبات كبيرة في الدفع نقداً حالياً من قبل المواطنين، يضاف إلى ذلك صعوبات توريد القطع الداخلة في صناعة السيارات من إيران، والتي كانت تنقل بالقطار عبر العراق وتركيا إلى سورية، ويواجه نقلها صعوبات عديدة.
وتنتج الشركة سيارة “شام” بالاشتراك مع شركة “خودرو” الإيرانية، حيث تبلغ طاقة المعمل الإنتاجية السنوية “سيامكو” أكثر من عشرة آلاف سيارة سنوياً. وفيما تساهم الشركة الإيرانية بـ 40% من رأس مال الشركة البالغ 60 مليون دولار، تساهم وزارة الصناعة السورية بـ35% وشركات في القطاع الخاص بـ25%”.
جائزة تشيكية لاطباء سوريين عالجوا متظاهرين في السر
أ. ف. ب.
برغ: حصلت مجموعة من الاطباء السوريين كانت تعمل في السر لمعالجة متظاهرين جرحوا برصاص قوات الامن السورية، على جائزة تشيكية لحوق الانسان “هومو هوميني”، حسب ما اعلنت اللجنة المنظمة مساء الثلاثاء.
وتمنح هذه الجائزة منذ العام 1995 من قبل المنظمة غير الحكومية التشيكية “محرومون” التي تقدم مساعدات للمناطق التي تشهد ازمة وتعمل ضد انتهاكات حقوق الانسان.
وقال مدير المنظمة سيمون بانيك ان “المساعدة التي قدمها في السر الاطباء السوريون التابعون لمنظمة +اطباء دمشق+ مجازفين بحياتهم وحريتهم، هي ذات اهمية استثنائية”.
واقام “اطباء دمشق” عيادات ميدانية بالقرب من التجمعات السكانية لتقديم المساعدة للمتظاهرين الجرحى الذين كان يخشى ان يتعرضوا للاعتقال في المشافي.
ومنحت الجائزة التي تمنح لشخصيات ساهمت بطريقة مميزة في الدفاع عن حقوق الانسان، للاطباء السوريين مع افتتاح الدورة ال14 للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي حول حقوق الانسان “عالم واحد” في براغ.
أردوغان للأسد: لن تفلت كما أفلت والدك
بيروت: بولا أسطيح ويوسف دياب واشنطن – لندن: «الشرق الأوسط»
حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الرئيس السوري بشار الأسد من مغبة استمراره في انتهاج سياسة العنف ضد معارضيه من الشعب السوري، موجها إليه رسالة مفادها أنه لن يفلت من العقاب كما أفلت والده. وقال أردوغان أمس في البرلمان التركي إن «الأسد سيدفع ثمن هذا العنف في ما بعد، وإراقة الدماء في المدن لن تمر دون حساب. إن والده لم يحاسب على أفعاله في هذا العالم، ولكن نجله سيحاسب على هذه المذبحة». وطالب رئيس الوزراء التركي الحكومة السورية بتمهيد الطريق فورا لفتح ممرات لتقديم مساعدات إنسانية للمدنيين المتضررين في سوريا.
من جهته أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما في مؤتمر صحافي أمس, أن الولايات المتحدة لن تقوم بهجمات عسكرية أحادية ضد قوات نظام الرئيس السوري، على الرغم من أنه اعتبر أن ما تقوم به تلك القوات «يفطر القلب». واعتبر أوباما أن سقوط الأسد «مسألة وقت».
وبينما قال مسؤول فرنسي أمس إن الحكومات الأوروبية تنظر في طرد سفراء سوريا من بلدانها، أكد السفير البريطاني لدى سوريا سايمون كولينز في تصريحاته لصحيفة «التايمز»، أن نظام الرئيس الأسد يمكن أن ينهار قبل نهاية العام.
وفي غضون ذلك، استمرت أمس المذابح في بابا عمرو، حيث تحدث ناشطون عن أن «كتائب الأسد داهمت بيوت ومزارع وبساتين المدنيين الآمنين في حي بابا عمرو وقامت بذبح عائلتين كاملتين مع أقربائهم وعددهم 19 شخصا».
وبالتوازي، أفادت عدة مصادر باقتحام القوات السورية لمدينة الحراك في محافظة درعا، مستخدمة آليات عسكرية وأسلحة رشاشة. من جهة أخرى، قال روبرت كولفيل، المتحدث باسم المفوضة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي، أمس، إن الأمم المتحدة لديها شرائط تظهر تعذيب جرحى سوريين بأحد المستشفيات، مشيرا إلى أن «الصور صادمة».
مجازر في بابا عمرو والرستن.. و«الحراك» ساحة معارك جديدة بين قوات الأسد و«الجيش الحر»
ناشطون: الصليب الأحمر ما زال ممنوعا من الدخول.. وحمص معزولة عن العالم
بيروت: بولا أسطيح
في حين تحولت مدينة الحراك بمحافظة درعا إلى بؤرة جديدة للصراع بين القوات السورية النظامية والجيش السوري الحر أمس، عاد الوضع داخل حي بابا عمرو في مدينة حمص أولوية ميدانية بعد إعلان المعارضة عن ارتكاب قوات الأمن مجزرة جديدة في بساتين الحي؛ إذ تحدث ناشطون عن أن «كتائب الأسد مدعومة بعناصر من الحرس الجمهوري داهمت بيوت ومزارع وبساتين المدنيين الآمنين في حي بابا عمرو وقامت بذبح عائلتين كاملتين مع أقربائهم وعددهم 19 شخصا»، فيما وصل إجمالي عدد القتلى بمختلف المناطق السورية إلى نحو 41 قتيلا برصاص قوات الأمن حتى مساء أمس، بحسب اتحاد تنسيقيات الثورة السورية.
وفي حين وثقت لجان التنسيق المحلية في الداخل السوري أسماء القتلى الذين قضوا في مجزرة بابا عمرو؛ وبينهم أطفال ونساء، لا يزال الصليب الأحمر وكذلك الهلال الأحمر، ممنوعين من الدخول إلى الحي. وفي هذا الإطار، أكد عضو «تنسيقيات الثورة السورية» في حمص وائل الحمصي أن «النظام السوري ارتكب أمس مجزرة في بابا عمرو، حيث قام بذبح 19 أو 20 شخصا من عائلتين» موضحا أن «عناصر النظام يريدون إلصاق التهمة بالجيش السوري الحر»، وأضاف الحمصي: «حمص معزولة تماما عن العالم.. لا طعام ولا كهرباء ولا اتصالات، فالنظام يريد أن يرتكب المجازر دون أن يعرف العالم».
بدوره، قال عضو تنسيقية حمص عمر التلاوي إن قصفا بالهاون والقذائف الصاروخية والمسمارية استهدف أحياء حمص ومدن الرستن وتلبيسة إضافة إلى حصارها بالدبابات. وتحدث عن مجازر ارتكبت في الرستن، وقال إن «الأمن والشبيحة يقومون بإحراق المنازل والمحلات التجارية وسط انتشار القناصة على المراكز الحكومية»، مشيرا إلى أن حمص مقطوعة عن العالم الخارجي بعد قطع الاتصالات عنها.
وكشف التلاوي أن الأمن يسيطر على المستشفى الحكومي في حمص الذي انحصر العلاج فيه للشبيحة والأمن الذين يمنعون المرضى المدنيين من دخوله «حتى مرضى القلب والأمراض المستعصية»، في ما يشبه العقاب الجماعي لأهالي المحافظة، وفق وصفه.
كما أعلن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن القوات السورية «قصفت جسرا يمر عليه كل الجرحى في طريقهم إلى لبنان قرب مدينة القصير (محافظة حمص) وهو قريب جدا من الحدود اللبنانية». ويعتبر هذا الجسر بالنسبة للناشطين بالغ الأهمية في عملية تأمين مرور النازحين والجرحى. ومن القصير، تحدث الناشط أنس لـ«الشرق الأوسط» عن «نزوح معظم أهالي المنطقة، وبالتحديد مدينة القصير، باتجاه لبنان»، لافتا إلى أنها «تتعرض ومنذ أيام لقصف صاروخي ومدفعي، فيما يسيطر الجيش السوري الحر على قسم كبير منها».
وبالتزامن، أعلن المرصد أن «قوات عسكرية كبيرة تضم دبابات وناقلات جند مدرعة وحافلات، اقتحمت مدينة الحراك في محافظة درعا وسط سماع أصوات انفجارات وإطلاق رصاص كثيف».
وفي بيان لاحق، أوضح المرصد أن «اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية ومجموعات منشقة» في مدينة الحراك، «تستخدم فيها القوات النظامية الرشاشات الثقيلة والقذائف»، مشيرا إلى أن «الانفجارات تهز المدينة وتسمع أصواتها في القرى المجاورة».
أما «لجان التنسيق المحلية»، فذكرت أن «عددا كبيرا من سيارات الإسعاف يشاهَد في شوارع» الحراك، لافتة إلى أن القصف طال «مسجد أبو بكر الصديق، أكبر مساجد المدينة».
وفي السياق ذاته، قال الناشط محمود السيد من «مجلس الثورة» في درعا، عبر موقع التواصل الاجتماعي «سكايب»، إن «قصفا من الدبابات يستهدف الأبنية السكنية»، موضحا أن «أعدادا هائلة من الأمن والجيش توغلت في المدينة».
من جهتها، أفادت شبكة «شام» الإخبارية بأن الأمن اقتحم بلدة الحراك في درعا من محاورها الأربعة وسط إطلاق نار عشوائي في البلدة، كما قام الجيش بقصف مئذنة جامع أبو بكر الصديق بقذيفة دبابة.
وقال متحدث باسم تنسيقيات حوران إن «هجوما بربريا» يشنه أكثر من أربعة آلاف عنصر من الجيش ومائة حافلة من الأمن يأتي بعد خطف رائد في الجيش السوري، وأضاف أن الجيش الحر انسحب من المنطقة «حفاظا على أرواح المدنيين، ولعدم تكرار ما جرى في حي بابا عمرو لأن النظام لا يفرق بين مدني وعسكري ولا حجر ولا بشر».
وقالت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» إنها وثقت ظروف مقتل شخصين عذبا حتى الموت بعد يوم من اعتقالهما في مدينة درعا البلد بمحافظة درعا التي شهدت حملة اعتقالات شملت العشرات.
كما اندلعت اشتباكات بين الجيش ومقاتلين من الجيش الحر في أحياء في حماه وريفها وقرب مطار حلب الدولي. وشنت قوات الأمن حملة اعتقالات في مدينة الباب بريف حلب. وأفاد المرصد السوري أن «قوات عسكرية تضم دبابات وناقلات جند مدرعة تحاصر بلدة طيبة الإمام شمال مدينة حماه» لافتا إلى العثور على جثمان الطبيب زين العابدين العيسى بعد اختطافه من عيادته في حي الخالدية بحلب على يد مسلحين مجهولين.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن قوات الأمن قامت باحتلال مستشفى الفارابي وتحويله إلى ثكنة عسكرية وتم نشر قناصة على السطح، في حين تعاني المنطقة من حصار خانق ونقص في المواد الطبية والغذائية وقطع مستمر للكهرباء والاتصالات.
وتشهد مدينة إدلب حركة نزوح للأهالي، بعد تهديد الجيش باقتحامها في حال لم ينسحب منها الجيش الحر. وشهدت أحياء الحارة الغربية والحارة الشمالية حركة نزوح، خاصة من الأطفال والنساء وكبار السن، خوفا من اقتحام قوات الأمن تلك الأحياء أو قصفها.
وتحدث المرصد السوري عن اشتباكات دارت بعد منتصف ليل الاثنين – الثلاثاء بين مجموعات منشقة والقوات النظامية السورية في مدن القورية والميادين ودير الزور.
وخرجت مظاهرات في المناطق السورية كافة أمس، وبث الناشطون مقاطع فيديو لمظاهرات في حي قناة السويس في القامشلي، وفي دير الزور، والمعضمية (ريف دمشق)، فيما أفاد المرصد السوري أن قوات الأمن هاجمت مظاهرة كانت قد انطلقت من كلية الآداب بجامعة حلب، وحاصرت عددا من الطلاب واعتقلت آخرين.
في غضون ذلك، بث ناشطون صورا على الإنترنت تظهر خروج مظاهرات مسائية ليل الاثنين – الثلاثاء في أحياء الشاغور وجوبر ومخيم اليرموك بدمشق. وهتف المتظاهرون بسقوط نظام الرئيس بشار الأسد.
كما بث ناشطون صورا تظهر قيام المتظاهرين بقطع أحد الطرق الرئيسية في حي الميدان بدمشق، ردا على اعتقال عدد من المتظاهرين. وبثوا أيضا صورا تظهر خروج مظاهرة مسائية في حي الميسر بحلب، حيث أحرق المتظاهرون صورا للأسد.
وفي اللاذقية خرجت مظاهرة مسائية في حي الطابيات، حيث ردد المتظاهرون هتافات تضامنا مع مدينة حمص والمدن السورية التي تتعرض لحملات أمنية.
في المقابل، قالت وكالة «سانا» إن «مجموعة إرهابية مسلحة سطت ليل الاثنين – الثلاثاء على مبنى فرع الخزن والتسويق في مدينة إدلب وسرقت نحو 100 أسطوانة غاز بعد كسر وخلع أبواب المبنى» لافتة إلى أن «مجموعة إرهابية مسلحة أخرى أحرقت إعدادية البنين في مدينة سلقين بريف إدلب».
وأشارت «سانا» إلى أن «مجموعة إرهابية مسلحة اختطفت رجل أعمال في الحمدانية بحلب»، لافتة إلى أن «الجهات المختصة عثرت على جثة طبيب الجراحة العظمية زين العابدين عيسى، مواليد نبل، 43 عاما، وعليها آثار تعذيب وتنكيل في منطقة على طريق المسلمية – حلب».
الجيش السوري يفجر جسر العاصي الذي يعبره النازحون والجرحى إلى لبنان
ناشط لـ«الشرق الأوسط»: تدميره يهدف إلى محاصرة القصير
بيروت: يوسف دياب
زاد الجيش السوري من المشقات على النازحين والجرحى السوريين، بعد تفجيره أمس الجسر الذي يربط مدينة القصير بالحدود اللبنانية، والذي يشكّل الممر الإلزامي للنازحين والجرحى الذين ينقلون إلى لبنان. وأعلن الناشط في تنسيقية القصير مالك عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» أن «دبابات الجيش النظامي قصفت الجسر الذي يقع فوق مجرى نهر العاصي في قرية ربلة بالقرب من مزار السيدة العذراء، وهو الجسر الذي كان يمر عبره الجرحى والمدنيون النازحين إلى لبنان». واعتبر عبد الرحمن أن «النظام السوري مصر من خلال هذا العمل العدواني على عزل القصير عن محيطها، في محاولة لتدميرها والقضاء على الثوار والجيش الحر الموجودين بداخلها تكرارا لسيناريو بابا عمرو». وقال «إن تدمير هذا الجسر لن يمنعنا من نقل الجرحى إلى لبنان، لكن المهمة ستكون أكثر مشقّة لأننا سنلجأ إلى اجتياز مياه نهر العاصي لإيصال المصاب من ضفة إلى أخرى».
ونقلت ظهر أمس سيارات تابعة للصليب الأحمر اللبناني خمسة سوريين جرحى إلى مستشفيات الشمال، بعد أن دخلوا الأراضي اللبنانية من منطقة النيزارية السورية إلى منطقة مشاريع القاع، كما تولت سيارة إسعاف للصليب الأحمر نقل جريح سوري آخر صباح أمس من منطقة الهرمل إلى مستشفى سيدة السلام في القبيات (شمال لبنان) لكنه ما لبث أن توفي متأثرا بجروحه.
إلى ذلك، بقيت قضية وصول أكثر من ألفي نازح جديد من سوريا إلى لبنان عبر بلدة البقاع البقاعية، موضع متابعة إنسانية واجتماعية، فأشار مصدر في المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان إلى أن «المفوضية جندت كل طاقاتها للاهتمام بالنازحين الجدد إلى البقاع، وهي أوفدت فرقا مختصة لتقييم الوضع». موضحا أن «عدد النازحين الجدد يفوق الألفين غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال، ووضعهم يشبه إلى حدّ كبير وضع النازحين إلى شمال لبنان، بحيث يقيمون عند أقاربهم لكن الوضع لا يمكن أن يستمر على هذا النحو، إذ لا بد من توفير المأوى لهم لأن إقامتهم المؤقتة في لبنان قد تطول كثيرا، وهي مرشحة أن تمتد طيلة مرحلة الأزمة في سوريا». مؤكدا أن «هناك تعاونا مع العديد من المنظمات الإنسانية لتقديم المساعدات اللازمة لهؤلاء النازحين».
في هذا الوقت أكد مصدر قيادي في الجيش السوري الحرّ لـ«الشرق الأوسط»، أنه «لا وجود لعناصر أو ضباط من الجيش الحر على الأراضي اللبنانية»، ونفى أن «يكون الأشخاص المسلحون الذين قيل أن الجيش اللبناني أوقفهم (يوم الأحد الماضي) لدى دخولهم مع نازحين ينتمون إلى الجيش الحر». وقال «ليس من مصلحة عناصرنا أو ضباطنا الانتقال إلى لبنان، لأن عملهم الفعلي هو على الأرض السورية بأن يكونوا بين أهلهم ويدافعون عنهم».
وأقرت السفيرة الأميركية في لبنان مورا كونيللي بجهود الدولة اللبنانية في تقديم المساعدة إلى السوريين الذين فروا من العنف في بلادهم، وشجعت الحكومة اللبنانية على «مواصلة التعاون مع المجتمع الدولي، وتقديم الاحتياجات الإنسانية والأمان لجميع السوريين الذين فروا إلى لبنان بما في ذلك المنشقون والمعارضون».
وإذ اعترفت بـ«حق الحكومة اللبنانية ومسؤوليتها لجهة تأمين حدودها»، دعت إلى «حماية جميع السوريين المجردين من السلاح، بما في ذلك أفراد الجيش السوري الحر». وعبرت عن «قلق الحكومة الأميركية من أن تؤدي التطورات في سوريا إلى المساهمة في عدم الاستقرار في لبنان»، مجددة «التزام الولايات المتحدة بلبنان مستقر وسيد ومستقل».
أما السفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم علي، فبحث مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، الأوضاع على الحدود، وقال «إن الرئيس ميقاتي شدد على ضرورة متابعة الجيش والقوى الأمنية لواجبهما في ضبط الحدود ومنع تسريب المسلّحين والسلاح، والتعاون مع الأجهزة السورية المعنية في الطرف المقابل». معتبرا أن «ما يجري على الأرض في سوريا الآن، هو ملاحقة الجيوب التي عبثت، ولا تزال تحاول العبث بأمن المواطن السوري والمؤسسات والبنى التحتية لسوريا»، مشيرا إلى أن «قوات حفظ النظام تحقق نتائج ممتازة، وبالتالي فإن جميع السوريين هم الأحرص على التعاون مع قوات حفظ النظام، ومع الجيش وكل مؤسسات الدولة للخروج من هذه المؤامرة التي شارك فيها كثيرون، وشارك فيها المال المعادي والإعلام بالدرجة الأولى».
العقيد مالك الكردي لـ«الشرق الأوسط»: لو كان لدينا مصنع للأسلحة لقضينا على الأسد ونظامه منذ زمن
قال إن وضع تسليح «الجيش الحر» يزداد تأزما بعد تشديد الرقابة الحدودية
بيروت: كارولين عاكوم
وضع نائب قائد «الجيش السوري الحر» العقيد مالك الكردي، إعلان السلطات السورية عن ضبطها معملا للأسلحة في بابا عمرو يحتوي إضافة إلى المتفجرات والصواريخ على طائرة استطلاع، في خانة الأكاذيب التي يبتكرها النظام، وسخر من هذا الخبر بالقول «هو تحفة من تحف بشار الأسد الخيالية».
وقال الكردي لـ«الشرق الأوسط»: «لو كان لدينا هذا النوع من الأسلحة، لكنا قضينا على الأسد ونظامه منذ زمن»، متسائلا «هذا المعمل الذي عجز نظام عمره أكثر من 44 عاما عن إنشائه، سنتمكن نحن بقدراتنا المحدودة وبفترة لا تزيد على 10 أشهر من امتلاكه؟».
وكشف الكردي هن أن قوات النظام كانت تستخدم طائرات استطلاع في بابا عمرو إيرانية الصنع، وتعمد إلى توجيهها لا سلكيا من سيارة على بعد ثلاثة أمتار، وتمكن «الجيش الحر» من استهدافها وتعطيلها مرات عدة.
وأضاف «إذا كان هذا الخبر صحيحا، أين هو هذا النظام الذي يدعي أنه ممسك بالأمن طوال هذه الفترة ولم يكشفه لغاية اليوم؟ ألا يخجلون من أكاذيب كهذه، وهم الذين أعطوا تعليمات للدفاع الجوي السوري بعدم التصدي لطيران الاستطلاع الإسرائيلي الذي خرق الأجواء السورية وحلق فوق مناطق سورية عدة منذ ثلاثة أيام؟».
من جهة أخرى، وعلى صعيد تسليح «الجيش الحر»، وعن مصدر الأسلحة التي يواجه بها قوات النظام، أكد الكردي أن «الإشارات التي نتلقاها من الدول هي متناقضة، إذ إنهم من جهة يقولون إنهم يدعمون الجيش الحر، ومن جهة أخرى يعلنون أنهم ضد تسليحنا». وقال: «يبدو واضحا أن أوروبا وأميركا لم تتخذا أي موقف إيجابي في ما يتعلق بهذا الأمر، وذلك بناء على رغبة إسرائيل التي لا تريد أن تتخلى عن ابنها المدلل بشار الأسد.. وهذا ما يعطي لروسيا والصين ذريعة للتمسك بمواقفهما».
وفي حين أكد الكردي أن الأسلحة التي بحوزة «الجيش الحر»، ليست إلا أسلحة خفيفة، لفت إلى «أن الوضع بالنسبة إلينا يزداد تأزما في المرحلة الأخيرة، بعدما كنا نعتمد على صغار المهربين والشبيحة لشراء بعض الأسلحة الخفيفة، أما اليوم وبعدما عمدت الدول المحيطة إلى تشديد الرقابة وإحكام السيطرة على حدودها صار الأمر بالنسبة إلينا أصعب، وهذا الأمر ينسحب أيضا على الأسلحة التي كانت تصل إلينا من خلال المافيات عبر دول المرور من روسيا، بعدما شددت الرقابة وبات التهريب صعبا».
وكانت وكالة الأنباء السورية (سانا) قد نقلت عن مصدر رسمي قوله إن «الجهات المختصة ضبطت في حي بابا عمرو، الاثنين، معملا للأسلحة تستخدمه المجموعات الإرهابية المسلحة لإعداد المتفجرات والعبوات الناسفة والصواريخ اليدوية التي تطلق على الأحياء السكنية من دون تحديد الهدف، وعثرت بداخله على طائرة استطلاع شبيهة بالتي يستخدمها كيان الاحتلال الإسرائيلي وكاميرات مراقبة وقذائف مضادة للدروع وقواعد لإطلاق الصواريخ وصواريخ متنوعة».
وأضاف المصدر أن الجهات نفسها «ضبطت في الحي دهاليز وأنفاقا استخدمها الإرهابيون لتهريب الأسلحة والتنقل بين الأحياء والاختباء بداخلها، كما تم ضبط أسلحة وذخيرة في شاحنة على طريق حماه حمص»، مشيرا إلى أن هذه الجهات «ضبطت على طريق حماه – حمص شاحنة من نوع (هوندا براد) بداخلها كمية من الأسلحة والقذائف في مخبأ فيها وألقت القبض على السائق ومرافقه»، وموضحا أن «الأسلحة المضبوطة شملت 5 بنادق آلية و10 قذائف (آر بي جي) و10 حشوات (آر بي جي) وكمية من الذخائر المتنوعة».
أوباما يؤكد أن الأسد «سيسقط في النهاية».. ويرفض «هجمة أحادية» ضد قواته
قائد عسكري أميركي: يصعب على المعارضة قلب النظام من دون مساعدة خارجية
واشنطن – لندن: «الشرق الأوسط»
أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس أن بلاده لن تقوم بهجمات عسكرية أحادية ضد قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد، على الرغم من أنه اعتبر أن ما تقوم به تلك القوات «يفطر القلب». واعتبر أوباما أن «الأسد سيسقط في النهاية»، لكنه لم يوضح استراتيجية لدعم المعارضة.
وعبر أوباما، في مؤتمر صحافي، عن رفضه لـ«ضربة أحادية» ضد القوات السورية التي تهاجم المدنيين وتواصل القتل في أرجاء البلاد، في وقت تتعالى الأصوات المطالبة بدعم عسكري واضح للمعارضة السورية، بما فيه دعم عسكري. وكان السيناتور الجمهوري البارز جون ماكين قد طالب مساء أول من أمس بالقيام بضربات عسكرية لإضعاف القوات السورية ومساعدة المعارضة على قلب النظام السوري، ولكن رد أوباما في مؤتمر صحافي بشكل مباشر على هذا الطرح، قائلا «من الخطأ القيام بتحرك عسكري أحادي الجانب أو التصور بأن هناك حلا سهلا لهذه القضية». وأعتبر اوباما ان «ما يحدث في سوريا يفطر القلب.. السؤال ليس ما إذا كان النظام سيسقط النظام أم لا، لكن السؤال هو: متى سيسقط الأسد؟».
وحدد أوباما 3 طرق تتبعها واشنطن في التعامل مع الملف السوري، هي «مواصلة العزلة السياسية والاقتصادية» للنظام السوري، و«تقديم المساعدات الإنسانية» و«العمل مع المجتمع الدولي لدعم المعارضة»، من دون توضيح نوع الدعم. ولكن شدد مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» على أن «الدعم العسكري غير مطروح حاليا». وأكد المسؤول الأميركي أنه لم يتم اتخاذ قرار بعد حول طبيعة الدعم الذي ستقدمه واشنطن للمعارضة السورية، مقللا من أهمية خبر نشرته مجلة «فورين بوليسي» على موقعها أمس أفاد بأن إدارة أوباما أخذت تتحرك لمنح «مساعدات مباشرة للمعارضة داخل سوريا.. تشمل المساعدات الإنسانية والمساعدات للاتصالات».وكان من اللافت أن القائد العسكري الأميركي الأرفع المختص بمنطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى الجنرال جيمس ماتيس صرح أمس بأنه من الصعب أن تقوم المعارضة السورية بقلب النظام السوري «من دون مساعدة خارجية». لكن في الوقت نفسه، لفت ماتيس في جلسة استماع في الكونغرس إلى أن أي تدخل عسكري في سوريا سيكون «بالغ الحساسية». وقال أمام لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ «لدى النظام السوري إمكانات كبيرة في مجال التسلح الكيميائي والجرثومي، إضافة إلى نظام دفاعي كبير مضاد للطيران، وآلاف المضادات الجوية المحمولة، وقيادة سياسية مزعزعة الوضع». ويلعب التقييم العسكري هذا دورا أساسيا في تحديد سياسة أوباما تجاه سوريا، والخيار العسكري تحديدا. وحذر ماتيس من أن اتساع حملة القمع ضد السكان و«كفاح النظام من أجل بقائه» يدفعان إلى «توقع نشوب حرب أهلية». وتابع أن «شجاعة الشعب السوري جديرة بالاحترام، إلا أن الخيارات المتوافرة لحل هذه المشكلة بالغة الحساسية والدقة». وردا على سؤال ماكين، قال ماتيس إنه رغم تزايد أعداد الفارين من الجيش السوري، سيكون من الصعب على المعارضة قلب النظام من دون مساعدة خارجية. وأوضح ماتيس أن وزارة الدفاع لم تطلب منه «وضع خطط تفصيلية» لإقامة مناطق آمنة في سوريا تستقبل اللاجئين.
وخلال جلسة في مجلس الشيوخ الأميركي أول من أمس، أكد ماكين أن الجهود الدبلوماسية عن سوريا «تجاوزتها الأحداث على أرض الواقع»، داعيا إلى «ضربات جوية لحماية المراكز السكانية الرئيسية»، ولتأمين «ملاذ أمن» في المناطق الشمالية في سوريا. وعلى الرغم من انشغال دوائر سياسية وإعلامية في واشنطن خلال اليومين الماضيين حول إمكانية توجيه ضربات ضد نظام الأسد، تشدد إدارة أوباما على الدبلوماسية في الوقت الراهن، بما في ذلك مناقشة مشروع قرار أميركي جديد لدى مجلس الأمن. وقال الناطق باسم البيت الأبيض تومي فيتور «دعا الرئيس مرارا إلى وقف فوري لأعمال العنف في سوريا. حاليا تركز الإدارة (الأميركية) على التوجهات الدبلوماسية والسياسية وليس التدخل العسكري».وربما الموقف الأكثر تعبيرا عن الانقسامات حيال استخدام القوة لوقف نظام الأسد تجسد في تصريح عضو الكونغرس ورئيسة لجنة الشؤون الخارجية فيه إلينا روس – ليتانان، التي قالت مساء أول من أمس «قلبي يقول لي نعم.. لكن عقلي يقول لي لا».
انقسامات في المجتمع الدولي حول سبل التدخل في سوريا
أغلبها يميل لاستبعاد تكرار السيناريو الليبي
القاهرة: زينب البقري*
دفع ازدياد وتيرة العنف وازدياد عدد القتلى خلال عام من أحداث الثورة السورية التي اندلعت في مارس (آذار) من العام الماضي، إلى مطالبة البعض بضرورة التدخل لوضع حد لنزف الدم، لكن مواقف الدول والمنظمات الدولية والإقليمية تباينت حول تأييد التدخل العسكري الصريح، وتسليح الجيش السوري الحر، وبين فرض عقوبات اقتصادية وتأمين ممرات لإدخال مساعدات إنسانية.
وتجد الولايات المتحدة نفسها في مأزق داخلي أمام طرح الخيار العسكري ضد سوريا، حيث يؤيد الجمهوريون؛ ومن أبرزهم السناتور جون ماكين، الخيار العسكري. ودعا ماكين إلى ضرورة توجيه ضربات جوية ضد نظام الرئيس بشار الأسد لإجباره على التنحي، فيما أكد السناتور الجمهوري ليندسي غراهام على أهمية تسليح الثوار في سوريا.
واستبعدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون خيار التدخل العسكري على غرار التجربة الليبية، وهو ما أكدته تصريحات رئيس أركان الجيش الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي، التي استبعد فيها التدخل العسكري لوقف الآلة العسكرية السورية.
وحول تسليح المعارضة السورية، قالت كلينتون: «نحن لا نعلم، في الحقيقة، ما الجهة التي سنسلحها». أما في فرنسا، التي قادت حملة دولية بقيادة رئيسها نيكولا ساركوزي لإقناع العالم بضرورة التدخل العسكري في ليبيا، فقد استبعد وزير خارجيتها، ألان جوبيه، فرضية التدخل العسكري في سوريا، مفضلا التدخل الإنساني وتوفير «ممرات إنسانية آمنة» لمساعدة المنكوبين.
ولم يختلف الموقف البريطاني كثيرا عن موقف باريس، فقد أكد وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ على أن التدخل العسكري في سوريا خيار غير محتمل لعدم وجود قرار من الأمم المتحدة وكذلك بسبب وقوعها في منطقة مضطربة، مؤكدا أن «بريطانيا تقوم، جنبا إلى جنب مع المجتمع الدولي، بتشديد الخناق دبلوماسيا واقتصاديا على دمشق». وحذرت ألمانيا على لسان وزير خارجيتها، غيدو فيسترفيلي، من التدخل العسكري في سوريا.
وعبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، عن مواقف الاتحاد الأوروبي الرافض للتدخل المباشر، حيث استبعدت تكرار السيناريو الليبي. واكتفى الاتحاد الأوروبي بتشديده العقوبات الاقتصادية على دمشق التي تضمنت تجميد أرصدة البنك المركزي السوري، وفرض حظر على استيراد المعادن الثمينة، ووقف حركة الطيران مع سوريا وتجميد أرصدة الأسد، وفرض حظر على تصدير الأسلحة والمعدات، كما فرضت عقوبات بحق 13 مسؤولا سوريا.
أما عن موقف الناتو، فقد أكد أمينه العام، آندريه فوغ راسموسن أنه ليست هناك أي نية للناتو للتدخل في سوريا أو حتى تسليح الثوار، في الوقت الذي صرح فيه القائد العسكري لحلف (الناتو) جيمس ستافريديس، في 1 مارس (آذار) الحالي بأن تسليح المعارضة السورية وتزويدها بأنظمة اتصالات ومعلومات استخباراتية تكتيكية يمكن أن يؤدي إلى الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
أما عن الجانب العربي والإقليمي، فتعد المملكة العربية السعودية وقطر من أكثر الدول العربية ترحيبا بالتدخل العسكري المباشر في سوريا وعدم الاكتفاء بالدعم الإنساني والعقوبات الاقتصادية فقط؛ فقد أعلن الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، أن الحل الوحيد للأزمة هو نقل السلطة «إما طوعا أو كرها». وكذلك أيدت قطر ودول الخليج تمويل وتدريب المعارضة وتسليح الجيش السوري الحر.
وقال وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، في مؤتمر «أصدقاء سوريا» الذي عقد في تونس قبل أسبوعين: «نتطلع لوقف العنف؛ ولا يكون ذلك إلا بتشكيل قوة عربية دولية لحفظ الأمن وفتح ممرات إنسانية آمنة لإيصال المساعدات إلى سوريا وتنفيذ قرارات الجامعة العربية التي تم اعتمادها بتاريخ 22 يناير (كانون الثاني)».
وأعلنت تونس والدول المغاربية تمسكها بالحل السلمي للأزمة السورية ورفض تسليح المعارضة والتدخل العسكري الأجنبي في سوريا لأنه قد يؤدي إلى حرب أهلية، نظرا للتركيبة العرقية والطائفية في سوريا.
وأكد وزير الخارجية المصري، محمد كامل عمرو، رفض القاهرة لأي تدخل أجنبي في الشأن السوري تحت أي اسم. وكذلك يرفض الأردن الخيار العسكري، بل ويطالب باستثنائه من العقوبات الاقتصادية التي فرضت على سوريا.
واستبعدت تركيا الخيار العسكري لحل الأزمة، مشددة على عدم مشاركة تركيا في حلف الناتو في حال توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا، رغم أن تركيا استضافت مؤتمرات للمعارضة وتفتح أراضيها للاجئين السوريين.
أما الجامعة العربية، فقد قال أمينها العام، نبيل العربي، في يناير الماضي إن «استخدام القوة ضد سوريا ليس واردا».
* وحدة أبحاث «الشرق الأوسط»
روسيا تنصح الغرب بعدم توقع تغير موقفها تجاه سوريا بعد انتخاب بوتين
قالت إن موقفها لم يكن يوما مرتبطا بأحداث جانبية
لندن: «الشرق الأوسط»
دعت روسيا، أمس، الدول الغربية إلى عدم توقع تغيير في موقفها من الأزمة في سوريا، بعد فوز فلاديمير بوتين في الانتخابات الرئاسية الروسية، إثر دعوات صدرت بهذا الصدد إلى موسكو من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان «نريد تذكير شركائنا الأميركيين والأوروبيين بأن عليهم ألا يأخذوا رغباتهم على أنها حقائق. إن الموقف الروسي من تسوية النزاع في سوريا لم يكن يوما مرتبطا بأحداث جانبية، وهو لا يتقرر بناء على دورات انتخابية، خلافا لما يفعل بعض شركائنا الغربيين». وأضاف البيان «لا ينبغي قياس كل شيء بمعيار شخصي»، مكررا رفض موسكو لأي تدخل في النزاع السوري.
وتابعت وزارة الخارجية الروسية في بيانها أن «هذا النزاع لا يمكن حله إلا من خلال حوار بين كل الأطراف، يتخذ السوريون – وحدهم السوريون – في إطاره القرارات المتعلقة بمستقبل دولتهم».
وكانت الدول الغربية دعت روسيا إلى تغيير موقفها من الأزمة في سوريا بعد انتخاب فلاديمير بوتين رئيسا يوم الأحد الماضي. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون في تصريح أمس «الآن، وبعد انتهاء الانتخابات (الرئاسية الروسية)، من المهم مواصلة السعي لإقناع روسيا بالقيام بدورها في مجلس الأمن».
كما أعربت الولايات المتحدة عن أملها في أن تعتمد موسكو «نظرة جديدة للمأساة في سوريا»، والتي أوقعت خلال نحو عام أكثر من 7600 قتيل حسب الأمم المتحدة. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند «نأمل في نظرة جديدة (من جانب روسيا) حيال المأساة في سوريا بعد انتهاء الانتخابات». وأضافت «أملنا بعد أن أصبحت الانتخابات وراءهم، في أن ينضموا إلينا في عملنا باتجاه تقديم المساعدة الإنسانية لأهل حمص وللناس في سوريا».
وسبق أن استخدمت روسيا مع الصين حق الفيتو مرتين لمنع صدور قرار في مجلس الأمن يندد بالنظام في سوريا.
وفي سياق ذي صلة، حذر نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، ليل الاثنين الثلاثاء، من أن روسيا ترى أن مشروع قرار جديد حول سوريا أعدته على ما يبدو الولايات المتحدة «ليس متوازنا». وكتب غاتيلوف على حسابه على موقع «تويتر» أن «مشروع القرار الأميركي الجديد بشأن سوريا في مجلس الأمن هو صيغة معدلة بشكل طفيف جدا للنص السابق الذي قوبل بالفيتو. يجب أن يكون النص متوازنا في أساسه».
وكان دبلوماسيون ذكروا الأسبوع الماضي أن واشنطن تعد مشروع قرار جديدا يطالب بدخول مساعدات إنسانية إلى المدن السورية التي قتل فيها الآلاف. وإذا عرض هذا النص للتصويت فسيكون المحاولة الثالثة للدول الغربية لاستصدار قرار بشأن الأزمة السورية بعد محاولتين سابقتين فشلتا بسبب استخدام روسيا والصين في كلتا المرتين حقهما في النقض (الفيتو).
أردوغان يطالب بفتح ممرات إنسانية.. وباريس تدعو لحرية تنقل آموس في أرجاء سوريا
قال إن الأسد سيدفع الثمن فيما بعد.. وإراقة الدماء لن تمر دون حساب
رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أثناء حديثه إلى البرلمان أمس (رويترز) ومتظاهر يحمل لافتة تنتقد رئيس الوزراء التركي في مظاهرة طلابية في بلدة نصيب أمس في صورة من موقع سوري معارض
لندن: «الشرق الأوسط»
بينما طالبت فرنسا أمس بالسماح لفاليري آموس مسؤولة العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة بالتجول في كافة الأراضي السورية بحرية، طالب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الحكومة السورية بتمهيد الطريق فورا لفتح ممرات لتقديم مساعدات إنسانية للمدنيين المتضررين في سوريا، محذرا من مواصلة استخدام العنف، وقائلا إن الرئيس السوري بشار الأسد سيدفع ثمن هذا العنف فيما بعد.
وقال أردوغان أمس في البرلمان التركي أمام نواب حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه «يجب فتح ممرات إنسانية شاملة. يجب على المجتمع الدولي أن يمارس ضغوطا على الحكومة السورية لتصل المساعدة إلى الشعب السوري وخاصة في حمص. يتعين تطبيق خطة الجامعة العربية دون أي إبطاء ووضع حد لإزهاق الأرواح».
وحذر رئيس الوزراء التركي الرئيس السوري بشار الأسد من مواصلة استخدام العنف ونقلت وكالة أنباء «أناضول» التركية عن أردوغان قوله إن «الأسد سيدفع ثمن هذا العنف فيما بعد، وإراقة الدماء في المدن لن تمر دون حساب. إن والده لم يحاسب على أفعاله في هذا العالم، ولكن نجله سيحاسب على هذه المذبحة».
وفي هذا الصدد أشار أردوغان إلى «الانتقام» بسبب نزيف الدم في سوريا. وأكد رئيس الوزراء التركي على أن الشعب السوري «ليس وحده ولن نتخلى عنه في محنته».
وأدان أردوغان صمت و«تردد» بعض الدول التي لم يسمها حيال «الفظائع» التي ترتكب في سوريا، ورأى أن هذا الموقف «يشجع» النظام السوري على التحرك بوحشية أكبر ضد المعارضة.. وقال: «أدعو الدول التي تلتزم الصمت إزاء المذابح في سوريا والمنظمات الدولية العاجزة عن إيجاد حل إلى أن تفكر في أن قطرة دم واحدة تنزف من (جسد) طفل بريء تعلو فوق كل استراتيجية».
وعن الموقف التركي، قال أردوغان: «نحن تركيا، سنواصل العمل لإبقاء الفظائع في سوريا على جدول أعمال العالم بأسره»، مذكرا بأن أنقرة تنوي تنظيم دورة ثانية لمؤتمر «أصدقاء دمشق» في اسطنبول منتصف مارس (آذار) الجاري.. وأضاف «أحيي من جديد الشعب والمعارضة على مقاومتهما النبيلة والثابتة.. الشعب السوري لن يبقى أبدا وحده وتركيا ستكون دائما إلى جانبه».
وفي سياق ذي صلة، طالبت فرنسا أمس بالسماح لفاليري آموس مسؤولة العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة بالتجول في كافة الأراضي السورية بحرية، وذلك عشية وصولها إلى سوريا في زيارة تستغرق ثلاثة أيام.
وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في تصريح صحافي «نطالب بتمكين السيدة آموس من التحرك بحرية وسريعا في كافة الأراضي السورية»، مضيفا أنه يجب أن تكون قادرة على «التوجه إلى أي مكان تراه مناسبا».
وتابع المتحدث الفرنسي «نكرر دعوتنا الملحة لكي تتمكن اللجنة الدولية للصليب الأحمر من الدخول إلى مدينة حمص». وأضاف «تعرض سكان حمص لعذابات كثيرة وهم بحاجة إلى مساعدة إنسانية عاجلة».
وكانت فاليري آموس أعلنت الاثنين أنها حصلت على موافقة السلطات للقيام بزيارة إلى سوريا ابتداء من اليوم وحتى الجمعة، معربة عن الأمل أن تتمكن من القيام بمهمتها الإنسانية «من دون عوائق».. ولم يعرف بعد ما إذا كان سيسمح للمسؤولة في الأمم المتحدة بالخروج من دمشق وزيارة مناطق سورية أخرى.
وكان مجلس الأمن طالب بالإجماع الخميس من السلطات السورية «السماح بوصول الطاقم الإنساني بشكل فوري وكامل إلى كل السكان الذين هم بحاجة إلى مساعدة».
الإعلان عن تشكيل أول سرية علوية في الجيش الحر
دعت الضباط الشرفاء للانضمام إلى الثورة
بيروت: «الشرق الأوسط»
أظهر شريط فيديو بثه ناشطون على مواقع الإنترنت، سرية من الجنود المنشقين عن نظام الرئيس بشار الأسد ينتمي معظمهم إلى الطائفة العلوية، وقد أطلقوا على أنفسهم اسم سرية «الطائفة العلوية الأحرار».
والمجموعة التي يرأسها النقيب المنشق صالح حبيب صالح أعلنت انضمامها إلى الجيش السوري الحر وعزمها على إسقاط نظام الحكم في سوريا بالمقاومة العسكرية. ودعا صالح الذي أعلن انشقاقه عن الجيش النظامي الأسبوع الماضي «ضباط وصف ضباط الجيش الشرفاء وخاصة من الطائفة العلوية للانضمام إلى الثورة السورية المباركة».
ويعد هذا الانشقاق الأول من نوعه في صفوف العسكريين الذين يتحدّرون من الطائفة العلوية، وهي الطائفة نفسها التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد، حيث برزت أسماء علوية في صفوف المعارضة السورية وتم تمثيل الطائفة بأعضاء في المجلس الوطني المعارض، كما انضم العديد من الشباب العلوي إلى التنسيقيات واللجان المحلية التي تنظم الاحتجاجات في الداخل السوري. أما على الصعيد العسكري فقد بقيت الانشقاقات محصورة بأبناء الطائفة السنية، ليشكّل هذا الانشقاق اختراقا واضحا في بنية نظام الأسد، الذي يعتمد على تخويف الطائفة بشكل أساسي للمحافظة على تماسكه أمام موجة الاحتجاجات التي تعصف بجميع المدن السورية.
ويرى أحد الناشطين المعارضين في تعلّيقه على هذا الانشقاق أنه «سيشكل بداية لانشقاقات عديدة يقوم بها ضباط وجنود ينتمون إلى الطائفة العلوية الكريمة»، ويضيف: «نحن على تواصل مع ضباط علويين، ينتظرون اللحظة المناسبة لإعلان انشقاقهم عن نظام الأسد، لكنهم يريدون أن يكون هذه الانشقاق ذا فاعلية وليس انشقاقا عابرا يقوم النظام بالقضاء عليه وإخماده بسرعة». ويؤكد الناشط أن «هناك ضباطا وجنودا علويين يحملون رتبا كبيرة في الجيش السوري بدأوا يعيدون حساباتهم بعد اتساع رقعة الانشقاقات ويتساءلون عن جدوى البقاء إلى جانب نظام سيسقط لا محالة».
وعن تأثير هذا الانشقاق في أوساط الطائفة العلوية يقول الناشط «قد لا نلمس تأثيره في الوقت الحالي بسبب إطباق النظام السوري على الطائفة ومنع بروز أي حالة مؤيدة للثورة السورية في داخلها». ويضيف: «الناشط العلوي الذي يتم اعتقاله يعاني من التعذيب أكثر من سواه، فقط لأنه علوي». إلا أنه يجزم أن «النظام لن يستطيع خداع الطائفة العلوية إلى وقت طويل خاصة بعد نشوء حالات مسلحة من أبنائها تحارب ضده وتنضم إلى ثورة الشعب السوري».
ناشط علوي لـ «الشرق الأوسط»: الأسد يستخدم الطائفية لتبرير القتل والقمع
قال إن الإعلام يتجاهل مشاركة العلويين في الثورة
القاهرة: عمرو أحمد وهيثم التابعي
قال ناشط علوي لـ«الشرق الأوسط»، إن الكثير من القرى العلوية خرجت في مظاهرات ضد النظام السوري، مشيرا إلى مشاركة الكثير من الشباب العلوي في المظاهرات وفعاليات الثورة. وكشف الناشط عن مشاركة الكثير من شباب الطائفة العلوية في تنسيقيات بعض المدن السورية، إلا أن الإعلام تجاهل دور العلويين في الثورة.
وبينما يحاول نظام الأسد إيهام الرأي العام السوري والعالمي بأن الثورة في سوريا مذهبية الطابع، ليضمن تأييد الطائفة العلوية في سوريا له، قال نشطاء سوريون لـ«الشرق الأوسط»: «إن الشعب السوري فطن لهذه النقطة، وإن الشعب السوري بجميع طوائفه يشارك في الثورة بهدف إسقاط نظام الأسد».
وينتشر العلويون، ثاني أكبر طائفة في سوريا، في الجبال الساحلية السورية، من عقار جنوبا إلى طوروس شمالا، حيث يتوزعون في محافظات اللاذقية، حمص وحماه وبعض أحياء العاصمة دمشق الراقية، حيث يشكلون نسبة من 8 – 9 في المائة من السكان.
وقال الناشط العلوي، علي علي، في اتصال تليفوني مع «الشرق الأوسط»، إن الرئيس بشار الأسد منذ بداية الثورة السورية يتعمد وصف الأحداث داخل سوريا بالمذهبية، حيث تقوم قوات الأمن بقمع الأقليات الدينية في سوريا تحت غطاء ما يدعيه بشار بحماية الطائفة العلوية، إلا أن معظم شباب الطبقة الوسطى والمثقفين بالطائفة العلوية، التي تتمركز على الساحل السوري، يشاركون في الثورة السورية منذ اندلاعها مارس (آذار) الماضي، كما أنهم يقودون تنسيقيات الثورة ببعض المدن.
وأضاف علي (28 عاما)، والذي اعتقل عام في سجون الأسد وشارك في الثورة السورية لـ«الشرق الأوسط»: «أصدرنا عدة بيانات عن الطائفة العلوية، كان آخرها حول الانتهاكات التي يشنها النظام الأسدي على سكان حي بابا عمرو بحمص، فنحن ندين الأساليب القمعية التي يمارسها الأسد ضد الشعب السوري ونتبرأ منه».
وتابع علي، الذي هرب إلى القاهرة قبل شهرين «الشعب السوري يدرك لمحاولات بشار الأسد الإيقاع بين طوائف الشعب السوري، ومنذ بداية الثورة وضع الشعب هذا في اعتباره»، مشيرا إلى أن بعض القرى العلوية خرجت في مظاهرات ضد الأسد وتم قتل بعض شيوخ القرى العلوية، ولكن الإعلام يتجاهل مشاركة العلويين في سوريا، كما أن الإعلام الرسمي يخشى نقلها حتى لا تنقلب عليه سوريا بأكملها.
ويقول البروفسور منذر ماخوس، وهو اقتصادي سوري منتم للطائفة العلوية، إن معظم العلويين لا يناصرون النظام السوري، وقال ماخوس: «النظام السوري ليس نظاما علويا، ولكنه نظام مافيا يخلط الدين بالسياسية من أجل مصالحه الضيقة، ما يحدث هو عبارة عن استغلال سياسي بامتياز للدين»، مضيفا في لقاء مع «الشرق الأوسط»، أن «أغلب العلويين لا يؤيدون النظام السوري، ويقفون ضد أفعاله وتصرفاته بحق الشعب السوري».
وعلى النقيض من ذلك، قال مواطن نازح من مدينة اللاذقية الشاطئية في سوريا، إن النظام السوري يقوم بتسليح القرى العلوية في المدينة وذلك بهدف ترويع أهالي القرى السنة، ومحاولة منع مشاركتهم في فعاليات الثورة السورية.
وقال أبو أحمد (36 عاما)، مواطن سوري من مدينة اللاذقية، إن القيادة السورية، والأجهزة الأمنية سلحت القرى العلوية بريف اللاذقية بكافة الوسائل مثل قذائف الـRBJ والرشاشات والصواريخ المحمولة على الكتف. وقال أبو أحمد، في اتصال عبر الإنترنت من مخيمات اللاجئين بتركيا «شباب تلك القرى يشاركون في تعقب النشطاء باللاذقية، ويبلغون الأمن عنا ويتم التنكيل بنا بناء على معلوماتهم للأجهزة الأمنية».
لكن علياء محفوظ (26 عاما) وهي مواطنة سورية علوية من اللاذقية، أوضحت أن الروايات عن تسليح أهالي اللاذقية العلويين غير صحيحة وعارية تماما من الصحة، وقالت محفوظ لـ«الشرق الأوسط»: «أنا علوية ومن اللاذقية ولم يتلق أهلي أي أسلحة من النظام السوري على الإطلاق».
وقبل ستة أشهر، أصدر مجموعة من كبار مثقفي الطائفة العلوية بيانا أدانوا فيه قمع السلطات السورية للناشطين السوريين والمواطنين المطالبين بالحرية والكرامة الإنسانية.
دمشق: العقوبات الأميركية «تناقض» حرية التعبير
الأسد: الشعب مصمم على «الإصلاحات» مع «مواجهة الإرهاب»
لندن: «الشرق الأوسط»
اعتبرت دمشق، أمس، أن إدراج الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون على اللائحة السوداء للعقوبات المالية الأميركية يشكل «تناقضا سافرا مع ادعاءات واشنطن الدفاع عن حرية الرأي»، ويعكس «الانزعاج» من دور الهيئة في «فضح حملة التضليل الإعلامي».. فيما صرح الرئيس السوري بشار الأسد أن الشعب السوري «مصمم على متابعة الإصلاحات بالتوازي مع مواجهة الإرهاب»، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أمس إن العقوبات الأميركية الخاصة بالهيئة السورية العامة للإذاعة والتلفزيون تندرج «في إطار مصادرة حرية الرأي والإعلام التي تتشدق بها الولايات المتحدة والدول الغربية».
وأضافت الوكالة الرسمية أن ذلك المسلك «يكشف زيف الحديث الغربي الأميركي عن حرية الإعلام وإبداء الرأي، ويثبت أن مبادئ الحرية الإعلامية والديمقراطية التي تتغنى بها هذه القوى ليست إلا شعارات تستخدمها لخدمة مصالحها وأجنداتها السياسية فقط».
وقالت الوكالة إن هذه العقوبات «تعكس حقيقة الانزعاج الغربي الأميركي من الدور الذي تقوم به الهيئة والمؤسسات الإعلامية الوطنية الأخرى في فضح حملة التضليل والتزييف الإعلامي ضد سوريا وتعبيرها عن صوت الشعب السوري ومصالحه الوطنية وطموحاته».
وكانت واشنطن أعلنت أول من أمس أنها أدرجت الهيئة العامة السورية للإذاعة والتلفزيون على لائحتها السوداء للمستهدفين بالعقوبات المالية الأميركية المفروضة على النظام السوري. وكتبت وزارة الخزانة الأميركية أن هيئة الإذاعة والتلفزيون السورية «استخدمت أداة في يد النظام السوري فيما كان يشن هجمات همجية بشكل متزايد على شعبه ويسعى إلى إخفاء أعمال العنف أو إلى إضفاء صفة شرعية عليها».
ولفتت الوزارة في بيانها إلى أن هذا الإجراء الرمزي لا يضيف شيئا على مجموعة العقوبات الأميركية المفروضة على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وموضحة أن واشنطن أصدرت في أغسطس (آب) الماضي قرارا بتجميد أرصدة الدولة السورية وكل المجموعات التي تسيطر عليها، والتي قد تكون تملكها في الولايات المتحدة.
من جهة أخرى، أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن الشعب السوري «مصمم على متابعة الإصلاحات بالتوازي مع مواجهة الإرهاب»، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). وقال الأسد خلال استقباله رئيسة لجنة الصداقة الأوكرانية السورية في البرلمان الأوكراني ووفدا مرافقا، إن «الشعب السوري الذي أفشل المخططات الخارجية في السابق بإرادته ووعيه أثبت قدرته مجددا على حماية وطنه وبناء سوريا المتجددة، من خلال تصميمه على متابعة الإصلاحات بالتوازي مع مواجهة الإرهاب المدعوم من الخارج». وشدد الأسد على أن «قوة أي دولة هي في الدعم الشعبي الذي تتمتع به»، وجدد التأكيد على أن «ما تتعرض له سوريا هو تكرار لمحاولات سابقة تستهدف إضعاف دورها وضرب استقرارها».
ورغم أن دولا مثل إيران وروسيا والصين تساند وتعاضد الرواية السورية الرسمية حول وجود أياد خارجية تسعى لضرب استقرار دمشق، فإن أغلب المراقبين علقوا على كلام الرئيس السوري بأن «بشار الأسد إما أنه يحاول ممارسة الكذب المفضوح، في وقت أصبح فيه الكذب أمرا عسيرا للغاية؛ بعد التقدم الهائل في وسائل الاتصال ومشاهدة العالم لما يحدث على الأرض في سوريا لحظة بلحظة، وإما أنه مغيب ويصدق وهما لا يحيا فيه أحد سواه».
سفير بريطانيا لدى سوريا: نظام الأسد قد ينهار قبل نهاية العام
دول أوروبية تغلق سفاراتها في دمشق.. ومسؤول فرنسي: نبحث طرد السفراء السوريين
لندن: «الشرق الأوسط»
في حين يتوالى إغلاق السفارات الأوروبية في دمشق، ويناقش سفراء الاتحاد الأوروبي مسألة بقاء سفارات الدول الأعضاء بالتكتل مفتوحة في سوريا، قال مسؤول فرنسي أمس إن الحكومات الأوروبية تنظر في طرد سفراء سوريا من بلدانها، ردا على حملة قمع الانتفاضة المناهضة للرئيس بشار الأسد، فيما اعتبر السفير البريطاني لدى سوريا أمس أن نظام الرئيس بشار الأسد يمكن أن ينهار قبل نهاية العام، أو حتى قبل ذلك بكثير. وبعد إعلان بريطانيا سحب جميع موظفيها الدبلوماسيين من سوريا وتعليق عمل سفارتها هناك الأسبوع الماضي، صرح السفير البريطاني في دمشق سايمون كولينز أمس لصحيفة الـ«تايمز» أنه يعتقد أن نظام الرئيس بشار الأسد يمكن أن ينهار قبل نهاية السنة، أو حتى قبل ذلك بكثير.
وأكد السفير البريطاني، في أول حديث له منذ مغادرة دمشق، أن نظام الأسد «شبيه بجذع شجرة منخور من الداخل.. شبيه بسد متصدع»، مضيفا أن «الضغط يزداد.. وأحد السيناريوهات المحتملة هو أنه (الأسد) عندما يسقط، سيحدث ذلك بطريقة سريعة جدا. شخصيا، أعتقد أنه لن يبقى حتى آخر السنة، وسقوطه يمكن أن يحدث حتى قبل نهاية السنة». وقال كولينز، الذي شغل منصب السفير في دمشق لأربع سنوات، إن «خوف السوريين يتضاءل من الأجهزة الأمنية، وعدد الانشقاقات عن الجيش يزداد، والقوات التي يعتمد عليها النظام تتناقص، ورجال الأعمال يبتعدون عنه سرا»، مضيفا أن «ثمة انهيارا اقتصاديا، ولا يتوقع أحد إصلاحا يتسم بالمصداقية».
وأشار كولينز إلى أن هناك «عددا كبيرا من الأشخاص الذين لا يجرؤون على التخلي علنا عن النظام، خوفا على عائلاتهم وأعمالهم، لكنهم ينتظرون اللحظة المناسبة للكشف عن مواقفهم». لكنه أوضح أنه «من الممكن أن يحدث حدث يؤدي إلى انهيار سريع جدا. دعائم النظام باتت هزيلة؛ ويزداد عدد الأشخاص الذين يدركون أنه متجه إلى الزوال ولا يريدون الغرق معه».
وأعرب السفير البريطاني عن «غضبه واستيائه» من وحشية القمع في سوريا، ووصف الوضع في حمص بأنه «ستالينغراد مصغرة»، مشيرا إلى أن أعمال العنف في هذه المدينة وسواها من البلاد أسوأ مما يتوقعه الغرب. في غضون ذلك، قالت متحدثة باسم الممثلة العليا لشؤون السياسة الخارجية كاثرين آشتون للصحافيين في بروكسل أمس، قبيل اجتماع لسفراء الاتحاد الأوروبي: «سوف تناقش اللجنة السياسية والأمنية قضية الوجود الدبلوماسي في سوريا في وقت لاحق بعد ظهر اليوم (أمس)»، وأضافت أن الاتحاد الأوروبي «ينظر في إمكانية عرض الدعم للدول الأعضاء» من خلال وفدها في سوريا في حال الحاجة إليه. من جهة أخرى، قال مسؤول فرنسي أمس لوكالة «رويترز» إن الحكومات الأوروبية تنظر في طرد سفراء سوريا من بلدانها ردا على حملة قمع الانتفاضة المناهضة للرئيس بشار الأسد. وكان من المقرر أن يعود سفير فرنسا في دمشق إلى باريس أمس بعد إغلاق السفارة في أعقاب قرار الرئيس نيكولا ساركوزي إنهاء الوجود الدبلوماسي في سوريا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية برنار فاليرو إن السلطات الفرنسية لم تطلب من سفير سوريا لدى فرنسا مغادرة البلاد بعد؛ لكن محادثات تجري لطرد السفراء السوريين من عواصم أوروبية أخرى. وأضاف: «نبحث هذا الأمر مع الأوروبيين. في هذه المرحلة لم نصل إلى قرار بعد»، موضحا أن القرار قد يتخذ من جانب كل دولة على حدة.
وقالت مدريد إنها قد تخفض علاقاتها مع دمشق وفقا لنتيجة اجتماع لسفراء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في بروكسل أمس، وأفاد وزير خارجيتها خوسيه مانويل غارثيا مارجايو أن إسبانيا ستحتفظ بوجود دبلوماسي في إطار وفد الاتحاد الأوروبي لدى سوريا «لمراقبة وضع الإسبان في المنطقة والإبقاء على اتصالات مع المعارضة وإرسال رسالة سياسية بأن ما يحدث في سوريا غير مقبول».
وأغلقت الولايات المتحدة وبريطانيا وسويسرا وكندا بالفعل سفاراتها في العاصمة السورية مع اشتداد العنف في أنحاء البلاد. وقال فاليرو: «لم يعد هذا نظام حكم.. إنه عشيرة تغوص إلى أعماق جديدة في سياسة قمعية تقود البلاد إلى الانهيار». وبعد اجتماع الاتحاد الأوروبي، قال دبلوماسيون إن الدول اجتمعت لبحث تنسيق الموقف الدبلوماسي تجاه سوريا بهدف خفض العلاقات الدبلوماسية في عواصم الاتحاد الأوروبي ودمشق. وعرض الجهاز الأوروبي للعمل الخارجي استضافة دبلوماسيين من الدول الأعضاء في مبناه في دمشق، وقال إن لديه مكانا لخمسة أفراد إجمالا.
وقال دبلوماسي في بروكسل إن إسبانيا أبدت حرصها على قبول العرض، وقالت إنها ستنقل واحدا أو اثنين من دبلوماسييها في سوريا إلى هناك، فيما قال دبلوماسي إن إسبانيا تريد الإبقاء على سفارتها مفتوحة وأن يديرها موظفون محليون؛ في ما يعني أن الدبلوماسيين الإسبان الذين ما زالوا في دمشق ويعملون في الجهاز الأوروبي للعمل الخارجي سيحتفظون بوضعهم الدبلوماسي، بينما قالت دول أخرى إن فكرة الجهاز الأوروبي للعمل الخارجي مثيرة للاهتمام لكنها تريد إبقاء سفاراتها مفتوحة ما دام الوضع الأمني يسمح بذلك. وقالت وزارة الخارجية البريطانية أمس إن سفير سوريا في لندن من المقرر أن يترك منصبه بعد انتهاء فترة عمله في بريطانيا. وقال متحدث باسم الخارجية البريطانية: «السفير السوري السيد سامي خيامي أبلغ وزارة الخارجية بأن فترة عمله انتهت». ولم تعلن تفاصيل أخرى بشأن موعد سفره من بريطانيا. وقال مصدر بوزارة الخارجية البريطانية إن بريطانيا تفهم أن السفارة ستستمر في العمل وسيحل سفير جديد محل خيامي في الوقت المناسب.
طهران قدمت عرضا للأسد بالتنحي عبر مسؤول عراقي كبير
«ويكيليكس»: أم الأسد «محبطة» بسبب الفوضى التي تسبب فيها بشار وماهر
لندن: «الشرق الأوسط»
أفادت معلومات جديدة من مجموعة أخبار سربها موقع «ويكيليكس» عن شركة استخبارات خاصة، بأن الإيرانيين كانوا قد قدموا عرضا لبشار الأسد يطلبون من خلاله أن يتنحى عبر مسؤول عراقي كبير ، ولم يرد الإيرانيون تقديم هذا العرض بشكل مباشر للأسد، وأن يصدر عنهم، لذلك حاولوا تمريره عبر المسؤول العراقي الذي تجمعه علاقة شخصية بعائلة الأسد. وتقول الوثيقة، إن الأسد لم يكن ليثق بأي مبادرة مشابهة لو أنها جاءته من العرب السنة، لكنه من الممكن أن يستمع لهذا المسؤول العراقي. وحسب المصدر، فإن الأميركيين عارضوا هذه الخطة لأنها ستسمح لإيران بمواصلة نفوذها في سوريا بعد الأسد. وأبدى كاتبها استغرابا لأنه عند عرض الفكرة أبدى الأسد انفتاحا على التنحي حسب المصادر.
وحسب البرقية، فإن «الإيرانيين يقيمون الوضع في سوريا بعناية كبيرة، ويجب قراءة ما وراء البيانات الرسمية، فخامنئي وأحمدي نجاد وصلا إلى نتيجة أن هذا نظام غير قابل للإنقاذ، وسينهار النظام هناك على طريقة انهيار نظام القذافي في ليبيا، إلا إذا كان هناك انقلاب في دمشق سواء كان سياسيا أو عسكريا». ويقول المصدر إنه يجب أن لا يتم التقليل من براغماتية خامنئي، فطهران تبدو مستعدة لاستخدام نفوذها في سوريا لتشجيع انقلاب، وقد توجهوا إلى الأميركيين في هذا الشأن، ولهم تجربة سابقة عندما تعاونوا مع واشنطن في الإطاحة بصدام حسين، ولن يمانع الإيرانيون في التعاون إذا حصلوا على نتائج جيدة، ويشعر الإيرانيون بأن عليهم التحرك بسرعة في سوريا لأن الأتراك لديهم خططهم في سوريا، ولا يتعاونون مع طهران، ولا تريد إيران أن تحصل تركيا على سوريا، وبينما يتعاون الأتراك مع الجيش الحر والإخوان المسلمين، فإن الإيرانيين يفضلون «انقلاب قصر» حتى يحافظوا على علاقاتهم مع النظام الذي سيأتي بعد الأسد، وما يؤخر المسألة هو أن الولايات المتحدة لم تقرر بعد شكل النظام الذي سيأتي بعد الأسد. وتسرد البرقية المسربة نقاشا حول مصداقية المصدر الذي تحدث عن أن إيران تستطلع رأي الولايات المتحدة في «انقلاب قصر» بدلا من الاستراتيجية التركية في تقوية المعارضة. وفي النقاش، يقول أحد المصادر إنه يعتقد أن نظام الأسد سيسقط في 2012، عكس الشائع بأنه سيصمد، معتبرا أن ذلك أصبح شيئا من الماضي، وأن نقطة التحول ستبدأ عندما تشعر المؤسسة العسكرية أن الأسد يجب أن يرحل، وأن هناك علامات على أن المؤسسة العسكرية بدأت في التفكك. ويقول المصدر إنه تحدث إلى شخصيات أبلغته أن ضباطا علويين بدأوا ينضوون تحت الجيش الحر، وأن هذا يعد تطورا مهمّا، وأن الضباط العلويين منقسمون وكثير منهم ليسوا سعداء بالاستخدام المفرط للقوة ضد المحتجين السنة. كما أن الضباط العلويين على وعي بأن الأسد يحاول البحث عن ملجأ له ولعائلته إذا أصبح نظامه غير قابل للإنقاذ، وأن هذا يشكل إحباطا كبيرا لكثير من العلويين الذين يشعرون أن الأسد سيتخلى عنهم، وأنه إذا حدث ذلك، فسيكون من قبيل الانتحار محاولة الانتصار على غضب السنة، وأن هناك مسؤولا كبيرا في الحكومة ذكرت اسمه البرقية عرض استقالته ورفضت، وهو دليل واضح على أن رجال الأسد يشعرون بأنهم يخوضون معركة خاسرة.
كما تحدثت الوثيقة عن أن والدة بشار الأسد، والتي كانت تحكم العائلة بشكل متواز مع أم زوجها، محبطة بسبب الفوضى التي تسبب فيها كل من بشار وماهر، مما جعلها تردد عبارات مثل «لو كان والدكما على قيد الحياة لما وصلت الأمور لما هي عليه الآن»، وبأنها قلقة جدا من أن يلقى ولداها نفس مصير القذافي وأبنائه، وهي تضغط على ماهر وبشار لأن يبحثا عن «مخرج استراتيجي» قبل أن تغلق بسرعة النوافذ أمامهما تماما. وحسب نفس الوثيقة يذكر مصدر أن الصحافة التركية تناقلت وفي عدة مرات مدى تأثير أم الأسد وأنها هي التي كانت تتخذ القرارات المهمة. وأن لها تأثيرا كبيرا على ابنيها.
كما تحدثت الوثيقة عن الدور الذي لعبته جدة بشار الأسد في العائلة، حيث كانت تلعب دور الوسيط بين رفعت وحافظ، وعرفت الجدة كذلك بدورها الفعال في العائلة، وكتب كُتاب حول الحاكمين في عائلة الأسد. وقد كتب الكثير حول الجدة والدور الذي لعبته، والذي أدى لإرسال رفعت إلى أوروبا بعد أن حاول الانقلاب على أخيه.
السلطات الليبية تمنع 850 سوريا عند الحدود المصرية من دخول أراضيها
ناشط سوري لـ«الشرق الأوسط»: الأسد لعب دور «القاتل الذكي»
القاهرة: هيثم التابعي لندن: نادية التركي
قال مواطنون سوريون عالقون بمعبر السلوم الحدودي بين مصر وليبيا، إن أوضاعهم تتفاقم في ظل غياب المساعدات الإنسانية لهم من أطعمة وأدوية إلا ما يقدمه لهم أهالي المدينة المصرية الصغيرة في أقصى غرب البلاد، وأوضح أحد السوريين العالقين على الحدود منذ شهر، أنه ينام في الشارع ولا يجد طعاما أو دواء.
ومنعت السلطات المصرية بمنفذ السلوم البري نحو 850 سوريا من مغادرة الأراضي المصرية إلى الأراضي الليبية، لعدم حصولهم على تأشيرة مسبقة من السلطات الليبية تطبيقا لقرارات طرابلس، وهو ما تسبب في تجمهر المسافرين السوريين بمدخل مدينة السلوم وأمام بوابة المنفذ أعلى هضبة السلوم.
وقال علي العلي في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إن السوريين على الحدود المصرية – الليبية هم من «طالبي اللجوء في الأراضي الليبية أتوا هاربين من سوريا عبر الحدود اللبنانية أو التركية، قسم منهم عائلات». وأضاف «ينامون بالشارع من دون أي رعاية طبية بلا أموال ولا أغطية، هناك جزء منهم ينام بجامع، وبعض النساء والأطفال ينامون بالفنادق التي يدفع أجرها متبرعون».
وعن دوافعهم في التوجه نحو ليبيا تحديدا، قال العلي «أعتقد أن الثورة التي حصلت بليبيا، وقرب شخصية القذافي من شخصية الأسد، والمجلس الوطني السوري معترف به من المجلس الوطني الليبي – جعلهم يأملون خيرا في ليبيا».
وأكد العلي المقيم بالقاهرة حاليا وعدد من السوريين الموجودين على بوابة منفذ السلوم، أن السلطات المصرية بالمنفذ أبلغتهم بالقرار الليبي، وأنهم ليسوا هم أصحاب المنع.
وقال مازن رشيد، (30 عاما)، مدرس لغة عربية، «إن أوضاع السوريين العالقين في المعبر سيئة للغاية وتتفاقم مع مرور الوقت، فبعضهم يقيم بمخيمات في معبر السلوم، والبعض الآخر يقيم بالمساجد»، مشيرا إلى وجود نساء حوامل وعجائز، بالإضافة إلى أطفال.
وأضاف رشيد الذي اضطرته الظروف لمغادرة بلاده عقب إيقافه عن عمله بسبب معارضته لنظام الأسد، أنه ينام في الشارع في درجة حرارة منخفضة للغاية ودون وجود أي مساعدات إنسانية من أطعمة أو أدوية، وتابع: «ألتحف غطاء وأجلس على الآخر، والأطعمة والأدوية قليلة للغاية».
وطالب رشيد، الموجود بمنفذ السلوم منذ شهر، السلطات الليبية بالتدخل لحل أزمتهم والنظر إليهم بعين الرحمة، متابعا «السلطات الليبية أبلغتني طوال تلك المدة أنه ممنوع على السوريين دخول ليبيا إلا بتأشيرة مسبقة.. وأنهم ينتظرون تعليمات المجلس الانتقالي بشأننا».
ومنذ بداية الثور السورية، لجأ نحو مائة ألف سوري إلى دول مجاورة لبلادهم لتقيهم ويلات النظام، منهم 80 ألفا لجأوا للأردن المجاورة، و73 ألفا منهم دخلوا بشكل شرعي، بينما دخل 10 آلاف بشكل غير رسمي، وفقا لوزير الإعلام الأردني، في حين لجأ نحو 25 ألفا آخر لتركيا، وتقول السلطات التركية إن عشرة ’لاف منهم يقيمون بمخيماتها في بلدة أنطاكيا على الحدود التركية – السورية.
وفي سياق آخر، قال علي العلي أيضا وهو من أول الناشطين الذين شاركوا في تنظيم الاحتجاجات في سوريا وتأسيس التنسيقيات بالداخل في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن الأسد في حمص لعب دور «القاتل الذكي». وأضاف «مارست قواته حرب ميليشيات ضمن اختصاصات مخابراتية، ولم يشارك عدد كبير من الدبابات، بل قاموا بعمليات تكتيكية ونوعية ذهب ضحيتها ضحايا بشكل هائل من أبناء هؤلاء الأسر».
وقال العلي إن النظام أراد من السوريين أن «يعتبروا» بما حصل في بابا عمرو، وقال «هي محاولة من النظام لخلق نموذج من حرب طائفية مصغرة بمدينة حمص يهدد من خلالها بقية المناطق». كما أكد العلي أن التراجع الاقتصادي الذي تعيشه سوريا بسبب «الحراك الأمني وليس المتظاهرين أو (الجيش الحر)».
أوباما يؤكد أن الديكتاتور سيسقط وأردوغان ينتقد من يتابعون مجازر الأسد وكأنها فيلم سينمائي
الليرة السورية تتدهور ولندن تتحدث عن انهيار اقتصادي
يظهر أن الوضع الاقتصادي في سوريا يسابق الوضع العسكري في حسم المعركة على أرض الواقع ما بين الليرة التي تتهاوى إلى حدود لم يسبق لها مثيل بعد فقدانها نحو 40 في المائة من قيمتها منذ اندلاع الثورة قبل نحو سنة، وانهيار اقتصادي تراه لندن من خلال تهريب رؤوس الأموال من البلاد وابتعاد رجال الأعمال من السوق السورية وتناقص العملة الصعبة التي بلغت مستويات شحيحة، ما يجعل سلطات دمشق تحت ضغوط كبيرة ولا سيما بعد العقوبات التي أقرت أخيراً في الولايات المتحدة وأوروبا ضد القطاع المصرفي السوري.
وفيما لا يزال الوضع الميداني حامياً حيث تلاحق السلطات التظاهرات الطيارة في دمشق وتستهدف المدنيين في المدن الثائرة ولا سيما في جبل الزاوية أمس حيث اتخذت النساء والأطفال رهينة بانتظار تسليم الثوار أنفسهم، كان الرئيس الأميركي يؤكد أن “الديكتاتور” في إشارة إلى الرئيس السوري بشار الأسد “سيسقط في النهاية”، مستبعداً في رد على السناتور الجمهوري جون ماكين أي عمل عسكري منفرد تقوم به الولايات المتحدة، إزاء انتقاد لاذع وجهه رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان إلى المجتمع الدولي الذي يتابع المذابح التي تقوم بها القوات السورية ضد المدنيين وكأنها فيلم سينمائي.
وفي مؤشر على تدهور واضح للقطاع الاقتصادي السوري، قال تجار عملة ومصرفيون أمس إن الليرة السورية هبطت إلى مستوى قياسي جديد عند نحو 80 ليرة مقابل الدولار في السوق السوداء المزدهرة في البلاد حيث أدى تزايد العنف إلى إحجام البنوك عن بيع العملة الأجنبية الشحيحة.
وتزايد الضغط على الليرة بسبب عدم تدخل البنك المركزي في السوق. وقال مصرفيون وتجار عملة إن الليرة فقدت فعليا نحو 40 في المئة من قيمتها منذ اندلاع الانتفاضة ضد حكم الأسد قبل عام حين كان الدولار يعادل 47 ليرة.
واستقرت الليرة منذ منتصف كانون الثاني (يناير) عند نحو 70 ليرة مقابل الدولار في مكاتب الصرافة المرخصة وفي السوق السوداء بعد تدهور سريع في قيمتها بدأ في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
ويحاول السوريون تكديس الدولارات لقلقهم بشأن العنف وتراجع قيمة مدخراتهم بالعملة المحلية. وقال مصرفيون إن العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي على البنك المركزي وسبعة وزراء سوريين تسببت في مزيد من الضغوط على الليرة.
ويقول المصرفيون إن البنك المركزي السوري أحجم عن مواصلة التدخل في السوق على نطاق واسع، ما يعتقد أنه كان يفعله خلال الأشهر الثمانية الأولى للانتفاضة لأنه يحاول حاليا الحد من تأكل احتياطياته من النقد الأجنبي التي كانت تقدر بنحو 17 مليار دولار قبل اندلاع الاضطرابات.
وقال مصرفيون إن سوق العملة المنظمة بدرجة كبيرة في البلاد لا تسمح إلا لمستوردي سلع أساسية محددة بالحصول على دولارات من البنوك بالسعر الرسمي 59.5 ليرة مقابل الدولار.
وسمحت السلطات لشركات الصرافة المرخصة في الآونة الأخيرة بعرض الدولار مقابل 70 ليرة، لكن مصرفيين يقولون إنه لم تكن هناك تعاملات تذكر عند هذا المستوى لمدة أسبوع.
اقتصادياً أيضاً، اعتبر السفير البريطاني في سوريا في تصريح لصحيفة “التايمز” امس، ان نظام الاسد يمكن ان ينهار قبل نهاية السنة او حتى قبل ذلك بكثير.
وهذه اول مقابلة تجرى مع سايمون كوليس منذ اعلنت بريطانيا الخميس الماضي سحب جميع موظفيها الديبلوماسيين من سوريا وتعليق عمل سفارتها “لأسباب امنية” كما اوضحت الصحيفة.
وأكد السفير البريطاني ان نظام الاسد “شبيه بجذع شجرة منخور من الداخل، شبيه بسد متصدع”. وأضاف السفير الذي شغل منصبه في دمشق أربع سنوات، أن “الضغط يتزايد وأحد السيناريوات المحتملة هو أنه عندما سيسقط، سيحصل ذلك بطريقة سريعة جدا. شخصيا، اعتقد انه لن يبقى حتى آخر السنة، وسقوطه يمكن ان يحصل حتى قبل نهاية السنة”.
واشار كولينز إلى ان خوف السوريين يتضاءل من الاجهزة الامنية وعدد الانشقاقات عن الجيش يزداد، والقوات التي يعتمد عليها النظام تتناقص ورجال الاعمال يبتعدون عنه سراً. ولفت الى ان “ثمة انهياراً اقتصادياً ولا يتوقع أحد اصلاحاً يتسم بالصدقية”.
دولياً كذلك، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما متحدثاً عن الأسد أمس، “سيسقط هذا الدكتاتور في نهاية الامر”، وحذر أوباما من مخاطر اللجوء الى الخيار العسكري في سوريا، متهما خصومه الجمهوريين بالتعامل بخفة مع هذه المسألة عبر الدعوة الى التدخل العسكري.
وقال الرئيس الأميركي إن “السؤال ليس هل يرحل الاسد بل متى يرحل”، وفي اول مؤتمر صحافي له هذا العام يعقده في البيت الابيض اعرب اوباما عن “الالم” ازاء العنف القائم في سوريا، الا انه اكد في الوقت نفسه ان الولايات المتحدة لن تقوم بأي عمل عسكري منفرد في هذا البلد. وقال اوباما “ان ما يحدث في سوريا مؤلم وشائن، وشاهدنا المجتمع الدولي يحشد قواه ضد نظام الاسد”.
وكان السناتور الجمهوري جون ماكين دعا أول من أمس الى توجيه ضربات عسكرية ضد النظام في سوريا لمساعدة المعارضة السورية.
وأضاف أوباما “اعتقد انه سيكون من الخطأ كما يدعو البعض، القيام بعمل عسكري منفرد او الاعتقاد بأن هناك حلا بسيطا” للوضع في سوريا.
وفي سياق الحذر الاميركي من التدخل العسكري في سوريا حذر القائد العسكري الاميركي لمنطقة الشرق الاوسط وآسيا الوسطى الجنرال جيمس ماتيس أمس، من اي تدخل عسكري في سوريا معتبرا انه سيكون “بالغ الحساسية”.
وقال هذا العسكري الاميركي الرفيع امام لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ “لدى النظام السوري امكانات كبيرة في مجال التسلح الكيميائي والجرثومي، اضافة الى نظام دفاعي كبير مضاد للطيران، والاف المضادات الجوية المحمولة، وقيادة سياسية مزعزعة الوضع”.
واعتبر ان اتساع حملة القمع ضد السكان و”كفاح النظام من اجل بقائه” يدفعان الى “توقع نشوب حرب اهلية”، وتابع في مداخلته “ان شجاعة الشعب السوري جديرة بالاحترام، الا ان الخيارات المتوافرة لحل هذه المشكلة بالغة الحساسية والدقة”.
وانتقد رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان صمت العالم الذي يتابع المجازر التي تحدث في سوريا وكأنها فيلم سينمائي، مشدداً أمس على ضرورة فتح ممر إنساني إلى سوريا، قال في كلمة أمام الكتلة البرلمانية لحزب “العدالة والتنمية” الحاكم في أنقرة، “يجب تطبيق خطة الجامعة العربية من دون تضييع أي وقت وبدون فقدان المزيد من الأرواح”، واصفا الهجمات الأخيرة لقوات الأسد بأنها “غير إنسانية”.
وأشار إلى أن القرارات التي لم تتبنها الأمم المتحدة وموقف بعض الدول، يزيدان من قبضة النظام السوري ويدفعانه إلى إرتكاب المزيد من المجازر. وأكد أنه “يجب على المجتمع الدولي ممارسة الضغوط على الإدارة السورية للمساعدة في توصيل المساعدات الإنسانية للشعب السوري ولا سيما سكان مدينة حمص”، مشيرا إلى أن “النظام السوري صعد من أعمال العنف ضد شعبه”، وتابع “إنني أخاطب العالم أجمع والدول التي لا تزال تلتزم الصمت وتغض الطرف وتتسامح مع المجازر في سوريا، كما أخاطب المنظمات الإنسانية التي تقف عاجزة عن اتخاذ قرار في هذه الأزمة مما يزيد من حالة العسرة بالتأكيد على كل نقطة دم وكل دمعة يذرفها كل طفل بريء ستخضب أيدي وضمير هؤلاء الذين يتفرجون على المذابح وكأنهم يشاهدون فيلما سينمائيا”.
وأشار أردوغان إلى أن “العشرات من الشعب السوري الأعزل ومنهم الأطفال والنساء فقدوا حياتهم في تلك الهجمات التي شنها الجيش باستخدام الأسلحة الثقيلة وبمعاونة الميليشيات المسلحة والقناصة في العديد من المدن والبلدات السورية”.
وقال “نحن، تركيا، سنواصل العمل لابقاء الفظائع في سوريا على جدول اعمال العالم بأسره”، مذكرا بأن انقرة تنوي تنظيم دورة ثانية لمؤتمر “اصدقاء دمشق” في اسطنبول منتصف آذار (مارس) الجاري. واضاف “احيي من جديد الشعب والمعارضة على مقاومتهما النبيلة والثابتة(..) الشعب السوري لن يبقى ابدا وحده وتركيا ستكون دائما الى جانبه”.
أما فرنسا، فقد دعا رئيس وزرائها فرانسوا فيون موسكو الى “العمل” معا من اجل “تسوية المأساة السورية”، وذلك في اتصال هاتفي امس مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لتهنئته بانتخابه رئيسا.
وكشف رئيس الحكومة الفرنسية ان فرنسا تأمل “ان تعمل روسيا معها في التوصل الى تسوية المأساة السورية”، كما دعا وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه بوتين الى “اعادة النظر في السياسة الروسية حيال سوريا، بعد انتهاء الانتخابات”.
الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو قال ان اغلاق سفارة فرنسا في دمشق الذي اعلنه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أصبح نافذا اعتبارا من يوم أمس، وأضاف”ان المحادثات تتواصل” لمعرفة اي بلد سيمثل المصالح الفرنسية في سوريا من اليوم فصاعدا. ويوجد نحو الفي مواطن فرنسي في سوريا معظمهم يحمل الجنسيتين.
وقال فاليرو ان السلطات الفرنسية لم تطلب من سفير سوريا لدى فرنسا مغادرة البلاد بعد، لكن محادثات تجري لطرد السفراء السوريين من عواصم اوروبية اخرى، وقال “اننا نبحث هذا الامر مع الاوروبيين. في هذه المرحلة لم نصل الى قرار بعد” مضيفا ان القرار قد يتخذ من جانب كل دولة على حدة.
واعلنت اسبانيا أمس تعليق انشطتها الدبلوماسية في سوريا بعد شهر تقريبا من استدعاء سفيرها بسبب “تزايد قمع المدنيين”.
وأمس بدأ السفراء الدائمون لدول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين اجتماعاً مكرساً لبحث مواقف دولهم بشأن مستقبل الحضور الديبلوماسي الأوروبي في سوريا. وقال مصدر أوروبي إنه “في الوقت الذي قررت فيه بعض الدول غلق سفاراتها بدمشق، إلا أن عدة دول تتجه إلى سحب سفرائها مع الإبقاء على حضور ديبلوماسي محدود لمتابعة الموقف”.
وحذرت روسيا الغرب أمس من توقع تغيير في موقفها بخصوص سوريا في أعقاب فوز فلاديمير بوتين في انتخابات الرئاسة قائلة إن موقفها لا علاقة له بالشؤون السياسية الداخلية.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان “موقف روسيا بخصوص تسوية المشكلة السورية لم يخضع قط لاعتبارات سياسية ولم يتخذ تحت تأثير أوضاع انتخابية على عكس مواقف بعض زملائنا الغربيين”. وأضافت الوزارة إن الصراع في سوريا لا يمكن تسويته “إلا على أساس الحوار الوطني الموسع الذي يتخذ فيه السوريون ولا أحد سواهم القرارات بشأن مستقبل بلدهم”.
في غضون ذلك، أعربت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، عن دعم الاتحاد الكامل لمهمة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص الى سوريا كوفي أنان الذي أبلغها نيته زيارة المنطقة خلال الأيام القليلة المقبلة.
وتصل الى سوريا اليوم مسؤولة العمليات الانسانية في الامم المتحدة فاليري آموس في زيارة تستغرق ثلاثة ايام، كما يزور دمشق السبت موفد الامم المتحدة الخاص كوفي انان.
وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الانسان أمس إن الأمم المتحدة لديها لقطات مصورة مشابهة لتسجيل فيديو بثته القناة الرابعة البريطانية يظهر من يفترض أنهم مرضى سوريون يتعرضون للتعذيب في مستشفى.
وقال كولفيل المتحدث باسم نافي بيلاي مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الانسان “ارسلت القناة الرابعة (أول من) أمس هذه اللقطات للمفوضة السامية. نحن في الواقع لدينا بعض اللقطات المشابهة.” وأضاف في مؤتمر صحافي “بل انها ربما تكون نفس اللقطات التي أرسلت للجنة التحقيق بشأن سوريا. الصور صادمة في الحقيقة”.
ويظهر الفيديو المصور سراً والذي بثته القناة الرابعة أمس من قالت إنهم مرضى سوريون يتعرضون للتعذيب على يد طاقم طبي في مستشفى حكومي في حمص.
وسط هذه المواقف، شهر الرئيس السوري أمس سيف الحسم الأمني مجددا، وقال في تصريح ان الشعب السوري “مصمم على متابعة الاصلاحات بالتوازي مع مواجهة الارهاب”، بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا). وشدد الاسد على ان “قوة اي دولة هي في الدعم الشعبي الذي تتمتع به”.
ميدانيا، تشدد قوات النظام الضغط على عدد من معاقل الناشطين المناهضين للنظام السوري والمنشقين عن الجيش عبر اقتحامات وعمليات قصف واعتقالات، وعمدت امس الى قصف جسر اساسي يستخدم لعبور الجرحى والهاربين من اعمال العنف الى لبنان.
وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبدالرحمن ان القوات السورية “قصفت جسرا يمر عليه كل الجرحى في طريقهم الى لبنان قرب مدينة القصير (محافظة حمص)”، مشيرا الى انه قريب جدا من الحدود اللبنانية.
وافاد المرصد في بيان ان “قوات عسكرية كبيرة تضم دبابات وناقلات جند مدرعة وحافلات اقتحمت مدينة الحراك”، وان “اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية ومجموعات منشقة” في المدينة “تستخدم فيها القوات النظامية الرشاشات الثقيلة والقذائف وان الانفجارات تهز المدينة وتسمع اصواتها في القرى المجاورة”.
يشار إلى سقوط 41 شهيداً أمس برصاص القوات السورية حسبما أفادت لجان التنسيق المحلية.
وقال الناشط محمود السيد من مجلس الثورة في درعا عبر سكايب ان “قصفا من الدبابات يستهدف الابنية السكنية”، وان “اعدادا هائلة من الامن والجيش توغلت في المدينة”. في محافظة حماة (وسط)، افاد المرصد ان “قوات عسكرية تضم دبابات وناقلات جند مدرعة تحاصر بلدة طيبة الامام شمال مدينة حماة”.
وفي مسلسل الانشقاقات، اعلن العميد عدنان فايز فرزات من مدينة الرستن، انشقاقه عن الجيش التابع للأسد والتحاقه بـ”الجيش السوري الحر”، علما ان عميدا اخر كان انشق عن الجيش السوري هو مصطفى الشيخ الذي لم ينضم الى “الجيش السوري الحر” وهو يعمل بمعزل عنه.
(أ ف ب، رويترز، يو بي أي، ا ش ا، واس، “العربية”)
شهود يؤكدون حدوث إعدامات ميدانية وعمليات اغتصاب
رائحة الموت تملأ بابا عمرو
رائحة الجثث المتحللة والصرف الصحي والدمار تملأ أجواء المدينة التي قصفتها قوات الجيش الساعية لسحق الانتفاضة ضد الرئيس بشار الاسد لاخضاعها والسيطرة عليها، على ما قال سكان حي بابا عمرو في حمص السورية ممن فروا إلى لبنان.
ومع استمرار عجز عمال الإغاثة عن الوصول الى الحي المنكوب ومنع معظم الصحفيين الأجانب من دخول سوريا، ترسم روايات الشهود من السكان الذين فروا عبر الحدود صورة قاتمة للأوضاع في حمص، حيث يؤكد شهود حدوث حالات إعدامات ميدانية وعمليات اغتصاب بعد احتلال الحي.
يقول أحمد الذي هرب الى لبنان الاسبوع الماضي “كانت رائحة الموت في كل مكان. كان يمكننا في كل وقت ان نشم رائحة الجثث المدفونة تحت الانقاض”. يضيف وهو يتحدث من منزل أحد أقاربه في لبنان وقد بدت عليه علامات التعب وظهرت هالات سوداء حول عينيه: “الجثث في الشوارع.. العديد منها متحلل لكن لا يمكننا دفنها. لقد رأينا الموت كثيرا حتى أنه في النهاية لم تعد رؤية جثة مقطعة الاوصال لقريب أو صديق تثير مشاعرنا”.
علم سكان بابا عمرو بأن النهاية باتت قريبة عندما فجر الجيش السوري، بعد شهر من القصف، نفقا طوله ثلاثة كيلومترات كانوا يستخدمونه في تهريب الضروريات لبقائهم على قيد الحياة.
وبعدها حض مقاتلو “الجيش السوري الحر” الناس على الرحيل، مشيرين الى نقص الذخيرة وسقوط العديد من الضحايا.
الرجال لجأوا إلى لبنان بينما لجأ الاطفال والنساء إلى قرى في محافظة حمص. لكن لم ينجح البعض. وقال نشطاء الاسبوع الماضي إن ما لا يقل عن 62 شخصا قتلوا عندما كانوا يحاولون مغادرة بابا عمرو.
وأشار الذين غادروا إلى أن القصف العنيف دمر معظم الحي. وسوي العديد من المباني والبيوت بالارض وتم تفجير انابيب المياه والصرف الصحي وملأت النفايات الشوارع.
يقول أحد سكان الحي: “توقفت عن الشعور بأي شيء حين أرى أناسا أعرفهم أمواتا… كثير من الناس بدأوا يشعرون بالشيء نفسه. الفظائع التي شهدناها كانت أبعد من خيالنا”.
حتى التلفزيون السوري لم يتمكن من اخفاء المأساة، وفي تقرير بثه أمس وقال ان السكان يعودون الى بابا عمرو وأظهر عشرات من الرجال والنساء والأطفال يسيرون في شوارع الحي، الا ان تلك الشوارع ظهرت قذرة والمباني شبه مدمرة وقد حملت آثار طلقات النيران.
وعلى الرغم من احتلال قوات الاحسد الحي قبل نحو أسبوع، لا تزال قافلة أرسلتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر وجمعية الهلال الأحمر السوري لتقديم المعونات وإجلاء الجرحى في انتظار السماح لها بدخول بابا عمرو. وقال نشطاء ان الجيش ربما يعطل القافلة لحين إزالة آثار الدمار والجثث من الشوارع.
وكشف رجل فر بعد يوم واحد من دخول الجيش التابع لبشار الأسد لحي بابا عمرو، ان جنودا اقتحموا المنازل واعتقلوا الرجال الذين بقوا في المنطقة وأعدموا بعضهم.
ويؤكد نشطاء إن ما لا يقل عن 60 رجلا اعدموا منذ يوم الجمعة الماضي.
ويقول الرجل ويدعى عمر وقد كان يتحدث عبر الهاتف من داخل حمص في اليوم الذي فر فيه من بابا عمرو: “إنهم يطهرون الحي ويسرقون المنازل ويعتقلون الناس ثم يعدمون البعض. بابا عمرو محاصر من جميع الجهات. انها كارثة”. ويتابع بصوت مرتجف: “قالوا إن لديهم قائمة تضم 1500 رجل ويريدونهم جميعا… انهم يطلقون النار على كل ما يتحرك حتى الحيوانات. هناك جثث في الشوارع بعضها منتفخ وتحمل اثار تعذيب”.
وقال ناشط كان يتحدث الى وكالة “رويترز” من محافظة حمص امس انه تم ابلاغ نشطاء بما لا يقل عن تسع حالات اغتصاب وأن الجيش يواصل قتل الشبان في الحي.
وطوال شهر من القصف المتواصل شعر السكان بأن العالم تخلى عنهم بتركهم دون طعام أو ماء وتحت رحمة هجمة عسكرية قاسية بشكل غير متوقع.
وقال ساكن آخر من الحي فر الى لبنان الاسبوع الماضي: “فوجئنا بطول الوقت الذي استغرقه (القصف). لم نكن على استعداد لذلك كله. كنا نقول: الآن بابا عمرو سيحطم ظهر النظام، وكنا نقول: حسنا.. دعهم يأتون”. وأضاف مع ابتسامة باهتة منكسرة: “بعد اليوم الثالث من القصف شعرنا أننا وحدنا. لقد تخلى العالم عنا وأنه حتى لو استخدم (الأسد) طائراته ضدنا لن يتحرك أحد”.
وفقد الكثير من هؤلاء في لبنان الاتصال بأسرهم. وقالوا انهم دفنوا في شهر واحد ألف شخص لكن لا يزال كثيرون تحت الأنقاض ومن المستحيل التأكد من عدد القتلى.
وتابع: “في كل بيت هناك شهيد ان لم يكن أكثر. من المستحيل معرفة العدد الدقيق للقتلى. علينا أن نعود إلى بابا عمرو والتجمع في ساحة لنحصي بعضنا البعض لمعرفة عدد المفقودين”.
وعلى الرغم من خسائرهم قال الرجال انهم سيعودون لاستعادة حيهم واسقاط الأسد.
وقال احمد: “هذه ليست سوى جولة واحدة. والحرب لم تنته. نحن عائدون ولن نتوقف بعد ذلك. سيترك الجيش بابا عمرو بارادته او رغما عنه”.
(رويترز)
مهمة كوفي أنان صعبة لكن ضرورية
اعلن خبراء وديبلوماسيون ان المهمة التي يبدأها كوفي انان اليوم (الاربعاء) تشكل فرصة للتفاوض على وقف لاطلاق النار على الاقل في سوريا بينما تبدو الاسرة الدولية غير قادرة على وقف العنف المستمر منذ نحو السنة.
ويلتقي موفد الامم المتحدة والجامعة العربية اليوم في القاهرة الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي، قبل ان يتوجه السبت المقبل الى دمشق للقيام بـ “مهمة بالغة الصعوبة وتحد صعب”، كما قال.
وحدد كوفي انان الخطوط العريضة لمهمته في مؤتمره الصحافي الاول وهي السعي الى وقف الصدامات والمعارك وعمليات القصف التي اسفرت عن 7500 قتيل على الاقل والعمل على ادخال المساعدة الانسانية” و”ايجاد حل سلمي مع السوريين يحترم تطلعاتهم ويؤمن الاستقرار في البلاد”.
وذكرت مجموعة الازمات الدولية “انترناشونال كرايزس غروب” ان “فرصه بالنجاح ضئيلة لكنه يمثل اليوم افضل امل” في التوصل الى حل تفاوضي، وهو امل “يجب عدم التفريط به”.
واعتبرت رئيسة هذه المجموعة لويز اربور ان “كل يوم من اعمال العنف وكل ضحية جديدة يؤخر امكانية التوصل الى تسوية سياسية”.
واوجز سفير غربي المسألة، رفض الكشف عن مهمته، بقوله “حتى لو ان فرص النجاح تبلغ خمسة في المائة، من الضروري ان نقوم بالمحاولة”.
ويملك كوفي انان اوراقا وامكانيات عدة.
فهو الامين العام السابق للامم المتحدة (1997-2006)، ووسيط موهوب اتخذ مواقف انتقد بها حرب الخليج وتدخل حلف شمال “الاطلسي” في ليبيا. واكسبته هذه المواقف صفة محاور نزيه حتى من قبل حلفاء دمشق.
وقال السفير الايراني في الامم المتحدة محمد خزاعي الذي التقاه في نيويورك، انه دهش “بتصميمه الكبير على معالجة الملف السوري معالجة مستقلة ومن دون مواقف مسبقة”. اضاف “نظرا لفهمه الدقيق للمشاكل وشخصيته القوية المحترمة، نعتقد ان انان يستطيع الاضطلاع بدور فعال”.
وقال ريتشارد غاون من جامعة نيويورك ان “انان هو افضل من يسعى الى تأمين الحماية للمدنيين في سوريا لأنه ابدى شكوكا حول ليبيا”. لكنه اضاف ان مشكلته هي انه يمثل في الوقت نفسه الامم المتحدة والجامعة العربية، المقسومتين بين فريق يدعو الى التدخل (السعودية وقطر) وآخر يدعو الى التريث.
واكد ديبلوماسي غربي ان “الروس هم الذين يمسكون بمفتاح” نجاح مهمة كوفي انان. وتساءل “هل سيبتعدون عنه ام سيتعاملون معه كما نتعامل نحن معه، اي باعتباره افضل فرصة لكسر حلقة العنف؟”.
وغداة انتخاب فلاديمير بوتين، حض الاوروبيون والاميركيون موسكو على اعادة النظر في دعمها الثابت لبشار الاسد.
لكن اقدام موسكو وبكين على ارسال مبعوثين الى الشرق الاوسط، هما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الى القاهرة، والسفير الصيني السابق لدى دمشق، اثار الشكوك.
وقال كوفي انان ايضا ان “لمن الاهمية القصوى الا يكون هناك سوى وساطة واحدة”.
لكن ديبلوماسيا علق على هذا الوضع بالقول ان المهم هو ان “الروس والصينيين بعثا بالرسالة الجيدة” الى الرئيس السوري.
من وجهة نظير تكتيكية، يقول الخبير من مؤسسة “سنتشري فاونديشن” مايكل وحيد حنا من مصلحة كوفي انان البدء بالجانب الانساني من مهمته، اي “التفاوض على وقف لاطلاق النار او على الاقل على هدنة تتيح وصول المساعدة الانسانية، ثم اقامة وجود دائم في (سوريا) واختيار فريق لاجراء عمليات تقويم”. اضاف “من المبكر الحديث عن عملية انتقالية سياسية تلي خطة الجامعة العربية، فالنظام غير موافق والمعارضة ليست مستعجلة” للتفاوض بعد قمع قاس مستمر منذ اشهر.
(ا ف ب )
قتلى واقتحامات ومظاهرات بدمشق
قال ناشطون سوريون إن أربعة أشخاص على الأقل قتلوا في القصير بحمص، مع استمرار حملات الاقتحام والدهم والاعتقال، كما خرجت مظاهرات الليلة الماضية ضد نظام الرئيس بشار الأسد في عدة مناطق من العاصمة السورية أبرزها مظاهرة في ساحة العباسيين التي تعد ثاني أهم الساحات العامة وسط دمشق.
وكان 42 شخصا قتلوا أمس برصاص قوات الأمن والجيش معظمهم في مدينة حمص، في حين أعلن ضابط سوري كبير انشقاقه عن الجيش النظامي وانضمامه للجيش السوري الحر.
وقال المتحدث باسم تنسيقية القصير إن من بين القتلى شخصا قضى تحت التعذيب. وأضاف في حديث للجزيرة أن أكثر من نصف السكان البالغ عددهم خمسين ألفا نزحوا منها خوفا من تكرار تجربة بابا عمرو، مشيرا إلى الحالة الاقتصادية المزرية التي تعيشها المدينة مع نقص الوقود والمواد الغذائية والطبية.
بدورها قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن الأمن قتل عسكريا منشقا في منزله فجر اليوم ببلدة حاس بريف إدلب. وفي حمص أفادت لجان التنسيق المحلية بأن قوات النظام قتلت ثمانية أشخاص من عائلة واحدة بينهم طفل في منطقة البساتين في حي بابا عمرو.
وفي بابا عمرو أيضا قال عضو مجلس الثورة محمد الحمصي إن الأمن جمع النساء اللواتي لم يغادرن الحي في ملجأ ويقوم عناصر الأمن على التناوب على اغتصابهن وهذا ما تحدثت عنه أيضا نساء هربن من حي بابا عمر أمس.
وقد بث ناشطون على الإنترنت صورا لما قالوا إنها مجزرة ارتكبت بحق عائلة سورية في بلدة الحراك بدرعا، وأضافوا أن قوات الأمن قتلت أربعة أفراد, هم أب وثلاثة من أبنائه أمام النساء والأطفال, وذلك بسبب دعمهم للثورة.
اقتحامات وجثة أجنبي
كما شيع أهالي مضايا في ريف دمشق ثمانية أشخاص قال ناشطو الثورة إن الأمن السوري اعتقلهم ثم قتلهم.
وفي جبل الزاوية في منطقة إدلب قالت الهيئة العامة للثورة إن الأمن السوري يهدد بقتل المدنيين إذا لم يستسلم المنشقون.
ميدانيا أيضا قالت لجان التنسيق المحلية إن قوات الجيش مدعومة بالدبابات والحافلات اقتحمت مدينة قارة في ريف دمشق. كما دوت أصوات انفجارات في يبرود في ثاني اقتحام للمدينة صباح اليوم.
وتحدث ناشطون عن اقتحام بلدة كفرنبل في إدلب وعمليات إطلاق نار عشوائي واعتقالات.
وتحدث الناشطون أيضا عن اقتحام بلدتي سلمى والمارونيات في ريف اللاذقية.
في المقابل ذكرت صحيفة سورية اليوم أن إحدى الجثث المكتشفة في بابا عمرو قد تعود إلى شخص أوروبي من “القياديين” في بابا عمرو.
وذكرت صحيفة “الوطن” شبه الرسمية أن “اللغز الأكثر غموضاً بالنسبة للمتابعين هو لغز الجثة التي أعلن أنها تعود للصحفي الإسباني خافيير سبينوزا الذي تبين لاحقاً أنه حي يرزق وموجود في لبنان”.
ونقلت الصحيفة المقربة من الحكومة السورية عن مصادر لم تسمها أن القتيل الذي اعتقد أنه الصحفي الإسباني كان بحوزته جواز سفر سبينوزا وبطاقته الصحفية.
ولكن الصحيفة نقلت عن “خبراء أمنيين” أن الجثة “تعود لشخص أوروبي كان من القياديين في بابا عمرو”، وأضاف الخبراء “أن الجثة تعود دون أدنى شك لشخصية قيادية ذات ملامح أوروبية جنوبية”.
وأضافوا “أن الجثة قد تكون إما لشخصية تتبع لجهاز أمني أو لإحدى الشركات الأمنية التي تنشط في لبنان وكان من مهامها في الأسابيع الأخيرة إخراج أكبر عدد ممكن من المقاتلين من بابا عمرو”.
انشقاق
وعلى صعيد مواز، أعلن العقيد الركن عدنان قاسم فرزات انشقاقه عن الجيش، وقال إنه انضم لقوات المعارضة اعتراضا على “قصف بلدته الرستن بالمدفعية”، وذلك ضمن حملة القمع التي تواجهها الثورة السورية المطالبة بإسقاط حكم الرئيس بشار الأسد.
وقال في تسجيل فيديو بث على موقع يوتيوب أمس الثلاثاء، إنه يعلن انشقاقه عن الجيش بسبب القصف المدفعي الكثيف للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة، مؤكدا أن “هذا ليس من أخلاق الجيش السوري”.
شريط فيديو أظهر جرائم تعذيب بحمص
أوباما يرفض تدخلا عسكريا في سوريا
أوباما أكد عدم وجود حل سهل للأزمة في سوريا (الفرنسية) قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد “سيسقط لا محالة”، لكنه أكد عدم وجود حل سهل للأزمة السورية التي اعتبرها أكثر تعقيدا مما كان عليه الأمر في ليبيا، وفي المقابل قال الأسد إن الشعب السوري أفشل المخططات الخارجية في السابق “بإرادته ووعيه”.
وأضاف أوباما، في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض أمس الثلاثاء، أن القول بأن على الولايات المتحدة القيامَ بعمل عسكري أحادي ضد سوريا يعتبر خطأً، وقال “المسألة ليست هل يسقط بشار الأسد بل متى سيحدث ذلك؛ لأنه فقد شرعيته في عين شعبه وما يقوم به من سلوكيات تجاه شعبه لا يمكن أن يعذر أو أن يقبل فالمجتمع قال ذلك بشيء من الوحدة في الموقف، لكن من جهة أخرى من يعتقد أن هناك حلولا بسيطة أو أننا سنقوم نحن بعمل عسكري من جانب واحد كما يوحي به البعض في كلامه فهو مخطئ”.
وأوضح أن العنف ضد المدنيين في سوريا “يمزق القلب ويستثير السخط”، مضيفا أن الولايات المتحدة تتعاون بشكل وثيق مع الدول العربية للتخطيط لحماية المدنيين في سوريا والاستمرار في عزل الرئيس السوري بشار الأسد، معتبرا أن ذلك هو الطريق الصحيح لإسقاط الأسد.
وتأتي تصريحات أوباما وسط حراك دبلوماسي غربي وعربي وصيني وروسي، حيث قالت موسكو إنها لن تغير موقفها من الملف السوري.
وعقد أعضاء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن اجتماعا لبحث مشروع قرار جديد طرحته الولايات المتحدة بشأن سوريا، اعتبرت موسكو أنه لا يختلف كثيرا عن سابقه الذي أسقطته بالفيتو مع الصين، وليس من المتوقع التصويت عليه حاليا.
من ناحية ثانية، قال مسؤول فرنسي إن حكومات الاتحاد الأوربي تنظر في طرد السفراء السوريين من بلدانها، ردًّا على قمع النظام السوري للمظاهرات.
ومن المقرر أن يناقش سفراء الاتحاد الأوروبي، اليوم الأربعاء، مسألة بقاء سفارات الدول الأعضاء في الاتحاد مفتوحة بسوريا. وقالت متحدثة باسم الممثلة العليا لشؤون السياسة الخارجية كاثرين أشتون للصحفيين في بروكسل حيث سيعقد الاجتماع إن “اللجنة السياسية والأمنية ستناقش قضية الوجود الدبلوماسي في سوريا في وقت لاحق”.
وقرر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في وقت سابق إنهاء الوجود الدبلوماسي لبلاده في سوريا وإغلاق السفارة الفرنسية في دمشق, كما أعلنت إسبانيا تعليق نشاطها الدبلوماسي واستدعاء سفيرها من دمشق، احتجاجا على أعمال القتل التي يمارسها النظام السوري ضد المتظاهرين.
في المقابل، قال الرئيس السوري بشار الأسد إن الشعب السوري “أفشل المخططات الخارجية في السابق بإرادته ووعيه” وشدد على أن قوة أي دولة هي في الدعم الشعبي الذي تتمتع به.
وأشار الأسد، خلال لقائه ألا الكسندروفسكا رئيسة لجنة الصداقة الأوكرانية السورية في البرلمان الأوكراني، إلى أن الشعب أثبت قدرته مجددًا على حماية وطنه وبناء ما سماه “سوريا المتجددة” من خلال تصميمه على متابعة الإصلاحات بالتوازي مع مواجهة ما وصفه بالإرهاب المدعوم من الخارج.
جرائم تعذيب
من ناحية أخرى، قال مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالتعذيب خوان منديز إن تسجيل فيديو بثته قناة تلفزيونية بريطانية، ويظهر من يبدو أنهم مرضى سوريون يتعرضون للتعذيب في مستشفى، يدعم على نحو متزايد المزاعم الخطيرة التي تشير إلى ارتكاب جرائم في حق الإنسانية.
وقال منديز إنه لم يطلع على تسجيل فيديو القناة الرابعة البريطانية، لكن هذا التسجيل يبدو متمشيا مع تقارير تلقاها في الآونة الأخيرة تفيد بأن القوات السورية تعذب المعارضين.
ونقلت رويترز عن منديز قوله في جنيف “للأسف هذا الادعاء الجديد ينسجم مع ما تلقته لجنتي على مدى الأشهر القليلة الماضية، والادعاء الجديد يزيد من خطورة الوضع”.
ويظهر الفيديو الذي تم تصويره سرا والذي بثته القناة الرابعة يوم الاثنين الماضي، من قالت إنهم مرضى سوريون يتعرضون للتعذيب على أيدي طاقم طبي في مستشفى حكومي بمدينة حمص.
ويظهر أيضا صورا لرجال جرحى معصوبي الأعين ومقيدين في أسرة وكان هناك سوط مطاطي وسلك كهربائي على طاولة في أحد الأجنحة ويظهر على بعض المرضى دلائل على تعرضهم لضرب مبرح. وقالت القناة الرابعة إنها لم تتمكن من التحقق من مصداقية التسجيل.
ومنديز أستاذ قانون أرجنتيني يقيم في الولايات المتحدة، وتعرض هو نفسه للتعذيب أثناء احتجازه من قبل الدكتاتورية العسكرية في السبعينيات، وتولى هذا المنصب المستقل في الأمم المتحدة في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2010 وهو يقدم التقارير لـمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
وقال منديز “أعتقد أن مجلس الأمن يتحمل مسؤولية حماية الشعب السوري من هذه الجرائم الخطيرة جدا، أحد سبل تحقيق ذلك ممارسة المحكمة الجنائية الدولية لسلطتها القضائية”.
وكانت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي، وهي قاضية سابقة في المحكمة الجنائية الدولية، قد دعت مرارا مجلس الأمن إلى إحالة ملف سوريا إلى مدعي المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي للتحقيق.
وقال المتحدث باسم مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان روبرت كولفيل أمس الثلاثاء إن الأمم المتحدة لديها لقطات مصورة مشابهة لتسجيل الفيديو الذي بثته القناة الرابعة البريطانية.
وأضاف في مؤتمر صحفي “بل إنها ربما تكون نفس اللقطات التي أرسلت للجنة التحقيق بشأن سوريا. الصور صادمة في الحقيقة”. وأضاف أن محققين مستقلين يرفعون تقارير لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان تلقوا صورا مماثلة وشهادات تفيد بوقوع ذلك.
وأوضح كولفيل أنه “تردد أن عمليات تعذيب وقتل وقعت في المستشفى العسكري في حمص، وهو ما عرضته لقطات القناة الرابعة على أيدي أفراد من قوات الأمن يرتدون ملابس أطباء ويبدو أنهم يعملون بالتواطؤ مع الطاقم الطبي”.
وقال إن لجنة التحقيق وثقت أدلة على أن قطاعات من المستشفى العسكري في حمص والمستشفى الحكومي في اللاذقية تم تحويلها إلى مراكز تعذيب فعلية داخل المستشفيين”.
25 ألف لاجئ سوري بالأردن
محمد النجار-عمان
سجلت جمعيات إغاثية أردنية تدفقا لافتا للاجئين السوريين على المملكة تزامنا مع تزايد العمليات العسكرية لقوات الجيش السوري ضد المدن في حمص ودرعا وريف دمشق وغيرها من المناطق.
ووفقا لرئيس جمعية الكتاب والسنة زايد حماد فإن جمعيته وحدها استقبلت أكثر من 220 عائلة سورية خلال اليومين الماضيين يبلغ عدد أفرادها نحو ألف فرد، وهو ما يمثل رقما مضاعفا ثلاث مرات عن الوضع الطبيعي.
وقال حماد للجزيرة نت إن فروع الجمعية في المفرق والرمثا وإربد القريبة من الحدود مع سوريا سجلت تدفق عائلات جديدة بمعدل خمسين عائلة يوميا خلال اليومين الماضيين، بينما سجل الفرع الرئيس للجمعية في عمان 53 عائلة الأحد و65 عائلة أمس الاثنين، وإن التسجيل مستمر منذ صباح اليوم.
وكشف عن أن الجمعية رصدت تدفقا للاجئين خارج الحدود الرسمية، وأن أغلب من جرى تسجيلهم أفادوا بهربهم من العمليات العسكرية والقصف الذي يمس العديد من المناطق في حمص ودرعا ودمشق وأريافها.
ووفق رئيس الجمعية فإن المعدل اليومي لتسجيل العائلات السورية في فروع الجمعية يبلغ عشرين عائلة، وإن هذا التدفق الكبير “أربك عمل الجمعية وجمعيات أخرى تعمل في مجال إغاثة اللاجئين السوريين”.
وتحدث حماد عن تلقي الجمعية قوائم جديدة لعائلات سورية لجأت لضاحية القويسمة شرقي العاصمة عمان وبلغ عددها 108 عائلات، إضافة للكشف عن ثلاثمائة عائلة سورية تعيش بمنطقة غور الصافي
(150 كلم جنوب عمان).
غير أن حكومة الأردن قالت بتصريحات لأكثر من وزير مؤخرا إن عدد اللاجئين السوريين الذين دخلوا المملكة منذ مارس/ آذار الماضي بلغ أكثر من ثمانين ألفا عن طريق الحدود الرسمية وغير الرسمية.
وتكشف أحدث إحصاءات للاجئين السوريين بالأردن والمسجلين لدى الجمعيات الإغاثية المدنية عن وجود نحو 25 ألف لاجئ بالمملكة يشكلون خمسة آلاف عائلة، طبقا لتقرير قدمته الهيئات والجمعيات العالة في إغاثة اللاجئين السوريين بالأردن لجامعة الدول العربية مطلع الأسبوع الجاري.
وجاء بالوثيقة التي حصلت الجزيرة نت على نسخة منها -والتي أعدت بالأول من الشهر الجاري من قبل جمعيات الكتاب والسنة والمركز الإسلامي والتكافل الاجتماعي ورابطة المرأة السورية وجمعيات أخرى- أن عشرات الآلاف من السوريين لم يسجلوا لأسباب عدة.
ومن هذه الأسباب طبقا للتقرير المخاوف الأمنية أو عدم معرفة اللاجئين بوجود جهات إغاثية، أو تعفف هؤلاء اللاجئين عن السؤال وطلب المساعدة بالإضافة لاكتفاء عدد من الأسر أو عدم حاجتها للمساعدة.
ويتحدث التقرير عن معاناة بعض الأسر السورية اللاجئة من أوضاع صحية متردية نتيجة ما عاشته داخل سوريا وأثناء رحلة اللجوء.
وجاء بالتقرير أن “أكثر ما يقلق هو الوضع النفسي للاجئين السوريين ولا يملك المريض ما يعالج به نفسه أو يذهب من خلاله إلى المشفى مما يؤدي إلى تفاقم حالته المرضية حيث يقدر عدد مصابي وجرحى الثورة أكثر من ثلاثمائة حالة وهي بازدياد بسبب الأوضاع الصعبة داخل سوريا”.
وقدر التقرير الحالات المرضية لكبار السن والأمراض المزمنة التي تحتاج لعلاج مستمر بنحو خمسة آلاف حالة يعاني أصحابها من أمراض السكري والضغط وغيرهما، إضافة لمرضى العمليات الطارئة وحالات الولادة.
ووصف الحالة المعيشية للعائلات اللاجئة بأنها “تحت خط الفقر وإن تحسنت فهي لا تتجاوز الكفاف” وأن غالبيتها تعتمد على الطرود الغذائية التي يحصلون عليها من الجمعيات مرة أو مرتين في الشهر.
وأشار التقرير إلى أن المشكلة الأكبر التي تواجه اللاجئين السوريين بدل الإيجار الشهري للمساكن، وأن هناك عائلات تضطر للسكن مع بعضها البعض حيث وصل الأمر لسكن عائلتين أو ثلاث بذات المنزل.
أما الأوضاع التعليمية، فأشار التقرير إلى أن قرار الحكومة الأردنية باستقبال السوريين بالمدارس الحكومية مجانا ومعاملتهم معاملة الأردنيين “كان له أثر طيب على طمأنة اللاجئين على مستقبل أبنائهم التعليمي والدراسي” كما أشار إلى أن مدارس خاصة قبلت بعض الطلاب وتكفلت بمصاريفهم.
ورصد التقرير العديد من الصعوبات التي تعاني منها الجمعيات القائمة على إغاثة اللاجئين، وقال إن أهم احتياجات اللاجئين السوريين تتلخص في إيجار البيوت الشهري التي تصل لنحو نصف مليون دولار شهريا لأكثر من خمسة آلاف أسرة لاجئة، إضافة لإسطوانات الغاز وحاجيات الأطفال وفرش البيوت وأثاث البيت البسيط والطرد الغذائي الشهري.
وعن الاحتياجات الطبية، تحدث التقرير عن حاجة اللاجئين لإجراء عمليات جراحية للمصابين وتغطية حالات الولادة، والمتابعة الفيزيائية للمصابين وتوفير العلاجات الطبية المستمرة للأمراض المزمنة. كما طالب بتوفير كفالات للأيتام من ذوي “شهداء الثورة” والعناية بهم ماديا ومعنويا وتعليميا وإيجاد متابعة حثيثة لهم وتخفيف الجانب النفسي لوضعهم المعيشي.
التعذيب يزداد خطورة بسوريا
الأمم المتحدة تؤكد وجود دلائل
قال مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالتعذيب خوان منديز إن تسجيل فيديو بثته قناة تلفزيونية بريطانية يظهر من يقال إنهم مرضى سوريون يتعرضون للتعذيب في مستشفى، يدعم فيما يبدو على نحو متزايد المزاعم الخطيرة التي تشير إلى ارتكاب جرائم في حق الإنسانية.
وقال منديز إنه لم يطلع على تسجيل فيديو القناة الرابعة البريطانية, لكن هذا التسجيل يبدو متمشيا مع تقارير تلقاها في الآونة الأخيرة تفيد بأن القوات السورية تعذب المعارضين.
وأضاف “للأسف هذا الادعاء الجديد ينسجم مع ما تلقته لجنتي على مدى الأشهر القليلة الماضية, والادعاء الجديد يزيد من خطورة الوضع”.
ويظهر الفيديو المصور سرًّا الذي بثته القناة الرابعة يوم الاثنين من قالت إنهم مرضى سوريون يتعرضون للتعذيب على أيدي طاقم طبي في مستشفى حكومي في حمص. كما يظهر صورا لجرحى معصوبي الأعين ومقيدين في أسرة, وكان هناك سوط مطاطي وسلك كهربائي, ويظهر على بعض المرضى دلائل تعرضهم لضرب مبرح.
وقالت القناة الرابعة إنها لم تتمكن من التحقق من مصداقية التسجيل.
منع المساعدات
وواجه الرئيس السوري بشار الأسد غضبا متزايدا من الغرب يوم الثلاثاء لمنعه المساعدات من دخول حي مدمر في حمص وبسبب اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان, بما في ذلك صور قيل إنها تظهر ضحايا تعذيب في أحد مستشفيات المدينة.
واستنكر منديز منذ العام الماضي استخدام سوريا للقوة المفرطة ضد المتظاهرين, وذكر أنه تلقى تقارير ذات مصداقية عالية تفيد أن السجناء يتعرضون للتعذيب في مراكز الاحتجاز. وأضاف “أنا أؤيد دعوة المفوضة السامية بأن تحقق المحكمة الجنائية الدولية فيما إذا كانت الجرائم ترقى إلى أن تكون جرائم في حق الإنسانية”.
وقال منديز “أعتقد أن مجلس الأمن يتحمل مسؤولية حماية الشعب السوري من هذه الجرائم الخطيرة جدا. أحد سبل تحقيق ذلك ممارسة المحكمة الجنائية الدولية لسلطتها القضائية”.
ولدى سؤاله عن فرص مجلس الأمن في تناول هذه المسألة في ظل اعتراض الصين وروسيا بحق النقض الفيتو على القرارات المدعومة من الغرب التي تدين الأسد وتدعم الدعوة إلى تنحيه عن السلطة قال منديز “إذا حكمنا من خلال التصويت في مجلس الأمن آخر مرة فلا يوجد لدي آمال كبيرة جدا”.
وأضاف “لكني أعتقد أننا مدينون للشعب السوري بمطالبة جميع الدول الخمس الدائمة العضوية بممارسة مسؤولياتها لحماية حق الشعب السوري في عدم التعرض للتعذيب والجرائم في حق الإنسانية”.
ودعت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي وهي قاضية سابقة في المحكمة الجنائية الدولية مرارا مجلس الأمن إلى إحالة ملف سوريا إلى مدعي المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي للتحقيق.
وقال المتحدث باسم مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان روبرت كولفيل إن الأمم المتحدة لديها لقطات مصورة مشابهة لتسجيل الفيديو الذي بثته القناة الرابعة.
وقال في مؤتمر صحفي “ربما تكون نفس اللقطات التي أرسلت للجنة التحقيق بشأن سوريا. الصور صادمة في الحقيقة”.
وأضاف أن محققين مستقلين يرفعون تقارير إلى مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان تلقوا صورا مماثلة وشهادات تفيد بوقوع ذلك.
جرائم ضد الإنسانية
واستخدم المحققون ذلك في تقرير في 23 فبراير/شباط اتهم القوات السورية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بينها التعذيب.
ووثق أول تقرير ترفعه لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي حالات لمصابين نقلوا إلى مستشفى عسكري حيث تعرضوا للضرب والتعذيب أثناء التحقيق معهم.
وقال كولفيل “تردد أن عمليات تعذيب وقتل وقعت في المستشفى العسكري في حمص -وهو ما عرضته لقطات القناة الرابعة- على أيدي أفراد من قوات الأمن يرتدون ملابس أطباء ويبدو أنهم يعملون بالتواطؤ مع الطاقم الطبي”.
وتابع كولفيل أن عمليات تعذيب كانت توثق في سوريا على مدى 40 عاما, وأضاف “وحشية قوات الأمن في البلاد معروفة”.
وقال إن وسائل التعذيب وأغلبها من المعروف أنه كان يستخدم في سوريا على مدى سنوات طويلة وليس فقط في العام الماضي تشمل الضرب المبرح والصدمات الكهربائية والتعليق من بالأطراف لفترات طويلة والتعذيب النفسي والإهانة المستمرة.
مصداقية الصور
وعبرت منظمة الصحة العالمية عن غضبها بسبب التسجيل الذي بثته القناة الرابعة, رغم أن فضيلة الشايب المتحدثة باسم المنظمة قالت إن المنظمة التابعة للأمم المتحدة لا يمكنها تأكيد مصداقية الصور.
وقالت فضيلة “أيا كانت الحقيقة بشأن احتمال وقوع أفعال من هذا النوع, فهي غير مقبولة على الإطلاق من جانب منظمة الصحة العالمية, المستشفيات يجب أن تظل أماكن محايدة يتعين فيها تأمين من يطلبون الرعاية، والأطباء الذين يعملون بها يجب أن يكونوا قادرين على العمل في مناخ من الأمن والحيادية”.
وقال كولفيل إنه مع تنامي خوف السوريين من المستشفيات الحكومية أقيمت عيادات مؤقتة في المساجد والمنازل وأصبحت أهدافا للهجوم.
وأضاف “ورد عدد من الشهادات المتعلقة بعرقلة ومنع المساعدة الطبية للمصابين والمرضى, كثير من المصابين منعوا من تلقي العلاج في المستشفيات العامة في العديد من المناطق منها اللاذقية وبانياس وحمص وإدلب”.
وقال كولفيل إنه تردد أيضا أن قوات الأمن أغارت على مستشفيات في حماة في يونيو/حزيران ويوليو/تموز وأضاف “المتظاهرون المصابون تردد أنهم اعتقلوا ونقلوا إلى مستشفيات عسكرية حيث تحدثت مزاعم عن أنه تم التحقيق معهم وتعذيبهم وهو مرة أخرى ما يشبه تماما ما شاهدناه في تسجيل الرابعة”.
وتوصل المحققون إلى أن الأشخاص الذين يشتبه في أنهم ساعدوا في إقامة عيادات سرية اعتقلتهم قوات الأمن وعذبتهم.
أرواح شهداء سوريا تحلق في ساحة العباسيين
أكبر ساحات دمشق تدخل خارطة الثورة متحدية قوات النظام وأسلحته
دمشق- جفرا بهاء
أعلنت دمشق أمس أنها نزلت إلى الساحة، ومن لا يعرف ساحة العباسيين ربما يرى في هتاف شباب مظاهرة العباسيين وهو “نزلنا ع الساحة” هتافاً مبالغاً به، وأما من يدرك ويعرف أن ساحة العباسيين هي واحدة من أهم وآخر معاقل النظام السوري في دمشق سيعرف سبب الفرح والحماس الشديدين بوصول التظاهر إلى ساحة العباسيين أكبر ساحات دمشق وأكثرها حماية من الجيش والأمن والتشبيح السوري.
جغرافياً.. ساحة العباسيين منطقة وصل ما بين الريف الثائر (القابون- برزة- دوما- حرستا- مناطق الغوطة) ودمشق..
نفسياً واجتماعياً.. ساحة العباسيين واحدة من أكثر المناطق انتشاراً للجيش السوري وأسلحته، حتى إن ملعب العباسيين الممتد على مساحة لا بأس بها في الساحة تحول إلى ثكنة عسكرية منذ ما يقارب أربعة أشهر، وحلت بنادق ورشاشات النظام الأسدي محل المتفرجين والمتابعين للمباريات الرياضية التي غادرت أرض الملعب وتشردت باحثة عن مكان أكثر أمناً وأماناً لتلعب فيه.
دمشق ستدفع الثمن
ثمة أنواع من العقاب الجماعي يمارسه النظام السوري، وهو وإن كان من الممكن أن يتساهل بخروج مظاهرة في المزة أو القابون أو حتى كفرسوسة، فإنه لن يتساهل أبداً بدخول ساحة العباسيين خارطة التظاهر.
ثمة مدن متهمة بالتقصير مهما حاولت أن تطلب الرضا، ومن وجهة نظر النظام دمشق الأكثر تقصيراً من بين المدن السورية، ولا يمكن لمسيرات السبع بحرات المؤيدة أن تشفع لها، ولا يجوز لسيارات الهمر المتمركزة على أتوستراد المزة أن تنجي دمشق من عقاب قرره وبدأ بتنفيذه النظام، فالجرم كبير والعقاب يماثل الجرم في حجمه.
لا يمكن لنظام اعتاد حكم البلاد بالنار الرضا بأن يعلو صوت من ساحة العباسيين، كما لم ترق أحلام ثوار سوريا في أحسن حالاتها إلى الوصول لمجرد الحلم بالتظاهر في تلك الساحة، ولا يدري أحد إلى الآن كيف أن أولئك الشباب عادوا إلى بيوتهم أحياء.
اليوم أغلقت السلطات السورية جميع الطرق المؤدية لساحة العباسيين، وأعادت الانتشار الكثيف للجيش ضمن الساحة وما حولها، وكثفت تفتيش السيارات والحواجز في المنطقة، فالنظام يعرف أن ساحة العباسيين كانت هدفاً منذ بداية الحراك في دمشق، والثوار يدركون أنه “أي النظام” سيستميت في الدفاع وحماية تلك الساحة.
احتلال ساحة
لعل أهم سخريات القدر في سوريا أن يستعمل تعبير احتلال كناية عن الشعب وليس عن النظام، فالناس يتداولون كلمة “احتلال الساحات” كأمل بعيد المنال، ولعل المفردة هي من التعابير القليلة المشتركة بين المعارضين والمؤيدين للثورة، فبينما اجتمع أولئك وهؤلاء اليوم على حديث خروج مظاهرة في العباسيين، تساءل الطرفان “هل من المعقول أن يستطيع معارضو النظام احتلال ساحة في دمشق”.
ساحات دمشق لا تخفي حزنها وغضبها بوجود المؤيدين والجيش والشبيحة على أرضها بشكل دائم.
ساحات دمشق تعرف أنها آخر من سينضم للثورة السورية، ولكنها في ذات الوقت لا تفقد الأمل، تبحث عن نفسها في خارطة الثورة، تجد المفردات والمعاني ولكنها لا تزال أسيرة قوات النظام.
ساحات دمشق اليوم وجدت وطناً يحترمها، فانحنت لساحة العباسيين متوجة إياها الأم الروحية لساحات عاصمة سوريا وآخر معاقل النظام.
طيف الوطن وجد طريقه أخيراً لساحة العباسيين، احتلها لدقائق، ترك الهزيمة وغادرها إلى الأبد.
المظاهرات ضد الأسد تصل إلى ساحة العباسيين بدمشق
انتشار أمني غير مسبوق.. وقوات النظام ما زالت تواصل تشديد الضغط على الرستن بحمص
العربية
وصلت تظاهرة للمرة الأولى إلى ساحة العباسيين الواقعة في قلب العاصمة السورية دمشق، وشهدت الساحة انتشاراً أمنياً غير مسبوق بعد التظاهرة.
وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية أن قوى الأمن أخرجت المدنيين من بيوتهم في جبل الزاوية بإدلب، وهددت بقتلهم ما لم يسلم المنشقون أنفسهم.
وبينت لجان التنسيق المحلية أن أصوات الطلقات النارية كانت تدوي خلال الليل في مناطق بريف دمشق مثل الكسوة ويلدا وجسر مسرابا، وارتفعت وتيرة الاحتجاج في قلب العاصمة دمشق وخرجت خلال الليل مسيرات متزامنة في عدة أحياء وهتف المتظاهرون في حي العسالي ضد نظام الأسد رافعين يافطات تؤكد عدم التخلي عن دماء أطفال سوريا.
وتواصل قوات النظام تشديد الضغط على مدينة الرستن في حمص، إذ ما تزال هذه المدينة تعاني من حصار مطبق فرض عليها أسوأ الظروف الإنسانية كنقص الغذاء والماء والدواء والوقود.
شبيحة سوريا.. سرقة وتخريب خلال الاقتحامات
عناصر عسكرية قامت بخلع أقفال محلات تجارية ونهب محتوياتها بالإضافة إلى هدم المنازل
بيروت – محمد زيد مستو
تعمد قوات الأمن السورية والشبيحة أثناء حملات الاعتقال ومداهمات الأحياء السكنية إلى سرقة المحال التجارية والمنازل، وتقوم بعمليات تخريب للممتلكات والسيارات كعملية انتقامية للمطالبين بالحرية.
وحسب إفادات سكان محليين في مناطق مختلفة بسوريا، فإن عناصر المخابرات قاموا بعمليات نهب واسعة طالت أثاثا منزليا وأدوات كبيرة من داخل البيوت.
وأظهرت العشرات من مقاطع الفيديو محال تجارية ومنازل محطمة بعد قيام قوات الأمن باقتحامها وقيامها بعمليات هدم وتكسير، واستطاع أحد الناشطين قبل أشهر تصوير جنود سوريين يكسرون أقفال محال تجارية ونهب محتوياتها.
وأكدت سيدة منزل في ريف دمشق أن قوات الأمن سرقت مجوهرات ونقودا أثناء اقتحام المنزل بحثا عن زوجها المطلوب، وأن عناصر الأمن والشبيحة سرقوا حتى الألبسة والأحذية والمعلبات من داخل منزلها، مشددة على أنهم لجأوا إلى تكسير أثاث المنزل كاملا، بما في ذلك ألعاب أطفالها وألقوا بالمصاحف على الأرض كعمل انتقامي على مشاركة زوجها في المظاهرات.
وفي مدينة حمص، أكد آخرون أن عمليات الاقتحام التي شهدتها بعض أحياء المدينة تخللتها سرقات ضخمة، وبلغت إلى درجة سرقة أثاث المنازل كاملاً من طرف ضباط أرسلوا شاحنات عسكرية لحملها ونقلها إلى أماكن سكناهم.
كما أظهرت شرائط فيديو نشرت على الإنترنت قيام عناصر عسكرية بخلع أقفال محلات تجارية ونهب محتوياتها، ويعزو البعض قيام عناصر الأمن بعمليات سرقة واسعة إلى حصولهم على الضوء الأخضر من قادتهم للنيل من المعارضين بكل الوسائل الممكنة، كما أن جزءا كبيرا منهم وصل إلى قناعة بسقوط النظام وباتوا يلجأون إلى اقتناء أكبر قدر ممكن من المال.
عمليات انتقامية
وبعد الانتهاء من عمليات السرقة، تقوم العناصر الأمنية بعمليات تكسير للمحال التجارية والمنازل والسيارات.
وقبل يومين اقتحمت قوات الأمن منزل أحد النشطاء في مدينة قدسيا بريف دمشق، وقامت بإحراقه قبل أن تلجأ إلى تكسير جميع السيارات في ذات الشارع وكتابة شعارات مؤيدة للأسد وشتائم بحق المتظاهرين.
وأكد أحد الأهالي في منطقة قريبة أن جميع مقتنيات منزله تعرضت للتكسير من قبل رجال الأمن أثناء اقتحامه، مدللا على ذلك بشريط فيديو أرسله لـ”العربية.نت”.
وأثناء اقتحام الأحياء، يكتب شبيحة مؤيدون شعارات مناصرة للرئيس السوري على الجدران والسيارات من قبيل “الأسد أو لا أحد” وشتائم موجهة للمطالبين بالحرية.
ويبدو أن هدف عمليات الاقتحام والمداهمات وتكسير المحال التجارية والسيارات بشكل عشوائي داخل الأحياء هو إقناع الناس بالعدول عن الاحتجاج وأن المعارضة تدفع باتجاه عدم الأمان.
تظاهرات في دمشق ومداهمات في جميع أنحاء سوريا
في إدلب أخرجت قوى الأمن السوري المدنيين من بيوتهم مهددة بقتلهم ما لم يسلم المنشقون أنفسهم
العربية.نت
استمرت اليوم حملة النظام السوري لقمع الثورة، مسفرة عما يزيد عن 41 قتيلاً، فيما شهدت دمشق مظاهرات غير مسبوقة.
وخرجت لأول مرة تظاهرة في ساحة العباسيين الواقعة في قلب العاصمة اليوم، وتلى ذلك انتشار أمني كثيف. كذلك شهدت منطقة القابون بدمشق تظاهرة مسائية رداً على حملة الاعتقالات التي نفذها الجيش السوري.
وفي ريف دمشق، سمع دوي انفجارات وإطلاق للنار، تحديداً في منطقة الغوطة، أما دمشق العاصمة فكان حي القابون ومعضمية الشام عرضة لحملات دهم واعتقال.
وفي إدلب ايضاً، أفادت الهيئة العامة للثورة بأن قوى الأمن السوري أخرجت المدنيين من بيوتهم في جبل الزاوية وهددت بقتلهم ما لم يسلم المنشقون أنفسهم.
كما هزت انفجارات ضخمة عدداً من القرى القريبة من جسر الشغور، فيما شهدت منطقة معرة النعمان قصفاً عشوائياً.
أما بلدة الحراك في محافظة درعا فكانت اليوم مسرحاً لتصعيد عسكري جديد نفذه الجيش النظامي السوري الذي قصف المنطقة قصفاً عنيفاً مستخدماً المدفعية الثقيلة، قبل أن يقتحمها من أربعة محاور ويشتبك مع الجيش الحر.
وأشارت لجان التنسيق المحلية أيضا إلى حملة دهم واعتقالات نفذتها القوات السورية في البلدة، وسط صعوبات كبيرة في إسعاف الجرحى.
قوات الأسد قتلت أكثر من 10 آلاف سوري في أقل من عام
في الفترة الأخيرة أصبح عدد القتلى يزيد عن ألف شخص شهرياً
بيروت – محمد زيد مستو
أشارت إحصاءات غير رسمية لنشطاء سوريين، أن عدد القتلى الموثقين الذين سقطوا على أيدي قوات النظام والميليشيات التابعة له في البلاد، ارتفع إلى أكثر من 10135 قتيلاً منذ اندلاع الثورة وحتى يوم أمس الإثنين، فيما أفادت مصادر أخرى بوقوع 11 قتيلاً آخر على الأقل اليوم الثلاثاء.
وأوضحت المصادر أن القتلى الذين سقط عدد كبير منهم في مدينة حمص التي واجهت أعنف الحملات العسكرية للنظام السوري، بينهم 725 طفلاً، وأكثر من 605 من النساء.
وبحسب موقع إلكتروني يُعرّف نفسه بـ”قاعدة بيانات شهداء الثورة السورية”، فإن القتلى الذين تحدث عنهم هم فقط من الموثقين بالاسم والمدينة وبمقاطع الفيديو في بعض الأحيان، وسط ترجيح مصادر حقوقية أن يفوق العدد الحقيقي للقتلى ذلك بكثير.
ويأتي ارتفاع عدد الضحايا مع اقتراب أكبر انتفاضة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد من عامها الأول، حيث اندلعت أول مظاهرة في 15 مارس/آذار من العام الماضي.
فبراير هو الأعنف
إلى ذلك، أكدت المصادر أن شهر فبراير/شباط الماضي، كان الأكثر دموية في البلاد منذ اندلاع الثورة، لافتة إلى أن معظم قتلى الشهر الماضي سقطوا في محافظة حمص، لا سيما حي بابا عمرو، الذي يتعرض لقصف وحصار متواصل منذ نحو شهر.
وأفادت الإحصائية أن الشهر الماضي شهد سقوط 2369 قتيلاً على أيدي الجيش وقوات الأمن السورية.
وأشارت الإحصاءات إلى أن نسبة عدد قتلى الاحتجاجات السورية، زادت وتيرتها بشكل كبير منذ شهر نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، حيث بات عدد القتلى يزيد شهرياً عن 1000 ألف شخص، فيما تضاعف العدد خلال الشهر الماضي.
عاصمة الثورة
إلى ذلك، أكدت الهيئة العامة للثورة السورية، أن عدد القتلى في حمص، بلغ الشهر الماضي 1228 شخصاً بينهم 83 طفلاً وأكثر من 61 امرأة، موضحة أن معظم القتلى قضوا في حي بابا عمرو وحي الخالدية، حيث ارتكب النظام السوري مجازر جماعية عدة خلال الشهر.
وفي حي بابا عمرو وحده خلف الهجوم العنيف لقوات النظام التي استعملت في قصفها المدافع والدبابات وصواريخ غراد، نحو 610 قتلى، بينهم 21 طفلاً و27 امرأة.
ومع سقوط ذلك العدد من القتلى في حمص خلال الشهر الماضي، والتي يطلق عليها المحتجون والمعارضون لقب “عاصمة الثورة”، بلغت حصيلة القتلى في المحافظة 4202 منذ اندلاع الثورة في 15 مارس/آذار من العام الماضي.
كما فاق عدد القتلى الموثقين في كل من إدلب ودرعا وحماة أكثر من 1000 شخص، في حين قارب عدد الضحايا في ريف دمشق 930 شخصاً.
ويأتي ذلك فيما تغيب إحصاءات رسمية لعدد القتلى من طرف الجيش النظامي والمؤيدين للرئيس السوري، حيث باتت تقدر أعدادهم بالآلاف مع تزايد الاشتباكات المسلحة بينهم وبين عناصر الجيش الحر.
أنور البني: لا جدوى من مهمة آموس والنظام لن يسمح لأحد طوعاً بمعاينة “جرائمه“
روما (7 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أعرب محام سوري ناشط في مجال حقوق الإنسان عن قناعته بـ”عدم جدوى” زيارة فاليري آموس مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إلى سورية الأربعاء، ورأى أن “النظام السوري لن يسمح لأحد طوعاً بمعاينة الجرائم التي تحصل على الأرض”، والتي “لا تحتاج لتوثيق جديد لأنها موثقة وواضحة لدى منظمات وهيئات دولية”، على حد وصفه
ولقد أعلنت الأمم المتحدة أن أموس التقت وزير الخارجية السوري وليد المعلم واتجهت صحبة مسؤولين في الهلال الأحمر إلى مدينة حمص
وحول زيارة المسؤولة الأممية، قال رئيس المركز السوري للأبحاث والدراسات القانونية المحامي أنور البني، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لا أعتقد أنه ستكون للزيارة أية نتائج حقيقية على الأرض، أولاً لأنها زيارة شخص مسؤول وليس زيارة للجنة تتنقل في كل المناطق، وهي للتفاوض مع النظام وليس للبحث والتقصي”، وفق تقديره
واستبعد الناشط الحقوقي السوري أن تسمح السلطات السورية لمنسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالتنقل بحرية في البلاد كما طلبت، وقال “لن يسمح النظام لأحد طوعاً بمعاينة الجرائم التي تحصل على الأرض والتي لا تحتاج لتوثيق جديد لأنها موثقة وواضحة وسبق أن صدر قرار عن مجلس حقوق الإنسان والجمعية العامة بهذا الشأن”. وأضاف “سبق أن عرف العالم كله كيف يلاحق النظام كل من يقدم المساعدة للشعب السوري حتى الأطباء الذين يقومون بواجبهم هدف للاعتقال والقتل، ومن يقدم المساعدة الإنسانية من طعام ولباس هدف للقتل والاعتقال، وقد شاهد العالم كيف تم قتل وملاحقة الصحفيين الأجانب الذين حاولوا نقل الصورة لما يجري، كما أن مساعدات الصليب الأحمر حتى الآن لم يسمح لها بالدخول ومساعدة الشعب في المناطق المحتاجة، والجميع يعرف ماذا فعلت لجنة المراقبين العرب وكيف فشلت بالقيام بأي دور حقيقي بحماية الشعب أو تقديم أي عون له” حسب قوله
وفيما يتعلق بطريقة تعامل السلطات السورية مع بعثات الإغاثة الإنسانية عموماً، قال البني “سيقوم النظام بمحاولة تزوير الحقائق كعادته، وسيطلق حملة دخانية من الاتهامات الجوفاء يميناً وشمالاً ويرفع صوته حول الإصلاح، ثم يعود ليمارس مهمة قتل الشعب، وستعود آموس وغيرها في المجتمع الدولي إلى بيوتهم بضمير مرتاح بأنهم قاموا بما يجب، ويبقى السوريون يعانون ولكن إلى حين”، على حد تعبيره
عضو بالمجلس الوطني السوري: لا مجال لحل سياسي والنظام يحاول كسب الوقت لقمع الثورةروما (6 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أعرب عضو في المجلس الوطني المعارض عن قناعته “بعدم جدوى” المبادرة الصينية التي تدعو جميع الأطراف في سورية إلى الحوار دون شروط مسبقة، واستبعد وجود أي إمكانية لحل سياسي في سورية واتهم النظام بأنه “لا يملك أي أفق سياسي”، على حد وصفه
ويصل اليوم الثلاثاء السفير الصيني السابق في دمشق لي هوا شين إلى العاصمة السورية حاملاً مبادرة من ست نقاط لحل الأزمة السورية سيبحثها على مدى يومين وسيطرحها على القيادة السورية وبعض قوى المعارضة
وحول هذه المبادرة، قال عضو المجلس الوطني المعارض المحامي رديف مصطفى لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لا يمكن بأي حال من الأحوال إجراء حوار بعد كل هذه الانتهاكات الممنهجة والواسعة النطاق والتي ارتقت بالفعل إلى جرائم ضد الإنسانية، لقد فقد الناس الثقة بالنظام تماماً وبألاعيبه في كسب الوقت عبر حلفائه روسيا والصين” حسب قوله
وتستند المبادرة الصينية بأهم بنودها على ضرورة تسوية الأزمة السورية بصورة سلمية من خلال وقف العنف من قبل جميع الأطراف، ثم إطلاق فوري لحوار سياسي شامل بدون شروط مسبقة بوساطة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية للتوافق حول خريطة طريق شاملة ومفصلة للإصلاح مرتبطة بجدول زمني
وأضاف مصطفى “لقد أثبت النظام عموماً وبالدليل القاطع من خلال مجمل سلوكياته ومنذ بداية الثورة بأنه غير جاد في أي شيء سوى القمع والقمع فقط”، وتابع “بصراحة ووضوح، لا وجود لهذا النظام بكافة رموزه ومرتكزاته في سورية المستقبل” حسب تعبيره
وحول ما يتم تداوله عن عدم وجود مساحة للحل السياسي في سورية بعد ازدياد العنف، قال مصطفى “لا مجال ولا إمكانية لأي حل سياسي، لأن النظام لا يملك أي أفق سياسي “، وأضاف “النظام في سورية ومن خلال كافة المبادرات العربية والإقليمية والدولية يهدف إلى كسب المزيد من الوقت عبر المماطلة والتسويف بغاية قمع الثورة وإنهائها”، وفق تأكيده
ومن المتوقع أن يلتقي الموفد الصيني اليوم وغداً وزير الخارجية السوري ومسؤولين سوريين فضلاً عن معارضين
سوريا: آموس تجري محادثات مع المعلم وتتوجه إلى حمص
آموس توجهت مع الوفد المرافق لها إلى حمص للاطلاع على الأوضاع الانسانية هناك
وصلت مسؤولة الشؤون الانسانية في الامم المتحدة فاليري اموس إلى دمشق في زيارة تستغرق ثلاثة أيام تسعى خلالها لحث الحكومة السورية على السماح بإيصال المساعدات إلى المدن التي تضررت جراء أعمال العنف.
وذكرت مصادر لبي بي سي إن آموس أجرت بالفعل محادثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم صباح الأربعاء كما التقت رئيس الهلال الاحمر السوري عبدالرحمن العطار.
وأضافت المصادر أن اموس والوفد المرافق لها توجهوا إلى مدينة حمص للاطلاع على الأوضاع فيها وسط توقعات بأن تزور آموس حي بابا عمرو أكثر اللأحياء تضررا في المدينة جراء تعرضه لقصف متواصل خلال شهر.
وترفض السلطات السورية حتى الآن السماح بدخول الصليب الأحمر الدولي إلى حمص لتقديم المساعدات لـ”دواعي أمنية”.
وقالت آموس إنها تسعى خلال زيارتها إلى حث ” كافة الأطراف على السماح بدخول عمال فرق الإغاثة إلى المدن المنكوبة لتقديم المساعدة وإجلاء المصابين”.
ومن المتوقع أن يزور مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان دمشق خلال الأيام المقبلة.
أسرة
في غضون ذلك، افادت تقارير بشن قوات الامن لعمليات عسكرية في مدينة دير الزور وانتشار للدبابات في وسط واطراف منطقة حيراك في درعا.
ويقول الناشطون إن اسرة كبيرة من ستة عشر فردا من بينهم رضيع في عامه الاول ذبحوا بسكاكين في منزلهم.
لكن قناة تلفزيونية مقربة من النظام السوري قالت ان مسلحين معارضين هم من قتلوا الاسرة.
من جانبه أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 8500 شخص قتلوا في سوريا غالبيتهم من المدنيين منذ اندلاع الاحتجاجات ضد الرئيس بشار الأسد في منتصف ماسر / اذار الماضي.
وكانت آخر حصيلة للأمم المتحدة عن ضحايا العنف في سوريا تتحدث عن مقتل أكثر من 7500 منذ اندلاع الاحتجاجات.
من ناحية أخرى دعت الصين مواطنيها الذي يعملون في سوريا لترك الأراضي السورية جراء العنف المستمر هناك، وقال وزير التجارة تشين ديمنغ ان حوالي مئة عامل سيبقون في سوريا لتامين مناطق العمل والمعدات.
مجلس الامن
وعلى الصعيد الدبلوماسي، تبحث القوى الكبرى في مجلس الامن الدولي مشروع قرار جديد بشأن سوريا يدعو إلى وقع العنف في البلاد، على ان تكون القوات الحكومية هي البادئة تليها قوات المعارضة من اجل تجنب معارضة روسيا والصين.
ويحاول مشروع القرار الجديد الذي صاغته الولايات المتحدة ان يكون اكثر توازنا في مسعى للحصول على موافقة الصين وروسيا اللتين اجهضتا مشروعين سابقين يدينان النظام السوري.
وناقش المشروع الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الامن الدولي إضافة إلى المغرب الممثل العربي في المجلس.
ويطالب المشروع الامريكي “بالسماح بلا قيد بوصول المساعدات الانسانية” و “يدين استمرار وتفشي الانتهاكات الجسيمة والممنهجة لحقوق الانسان والحريات الاساسية من جانب السلطات السورية ويطالب الحكومة السورية بانهاء هذه الانتهاكات على الفور.
وكانت روسيا والصين قد عرقلتا قرارين داخل مجلس الأمن في شأن سوريا وقالتا إن القرارين كانا غير متوازنين ويطلب فقط من القوات الحكومية وقف العنف.
تشديد الضغوط
من ناحية أخرى، قال الرئيس الامريكي باراك اوباما إن سقوط الرئيس السوري بشار الاسد مسألة وقت فقط لكنه استبعد القيام بعمل عسكري امريكي بشكل منفرد.
وعارض أوباما دعوة السناتور الجمهوري جون مكين لتوجيه ضربات جوية أمريكية ضد القوات الحكومية السورية
الا انه اضاف متحدثا عن الاسد “سيسقط هذا الدكتاتور في نهاية الامر” مضيفا أن السؤال ليس هل يرحل الاسد بل متى يرحل.
على نفس الصعيد قال المتحدث باسم وزارة الخارجية برنار فاليرو إن الحكومات الاوروبية تنظر في طرد سفراء سوريا من بلدانها ردا على حملة قمع الانتفاضة المناهضة للرئيس بشار الاسد.
وعاد سفير فرنسا في دمشق الى باريس الثلاثاء بعد اغلاق السفارة الفرنسية في أعقاب قرار الرئيس نيكولا ساركوزي انهاء الوجود الدبلوماسي في سوريا.
واضاف فاليرو ان السلطات الفرنسية لم تطلب من سفير سوريا لدى فرنسا مغادرة البلاد بعد لكن محادثات تجري لطرد السفراء السوريين من عواصم اوروبية اخرى.
المزيد من بي بي سيBBC © 2012
أوباما: أي تدخل عسكري أمريكي في سوريا سيكون خطأ
مشروع قرار أمريكي جديد في مجلس الأمن يدعو لإنهاء العنف في سوريا
قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن أي تدخل عسكري أحادي الجانب من الولايات المتحدة في سوريا سيكون خطأ ، مشيراً إلى أن الوضع في سوريا أكثر تعقيداً من ليبيا.
وقال أوباما ، في مؤتمر صحفي الثلاثاء ، إن المجتمع الدولي غير قادر على حشد التأييد ضد النظام السوري ، كما حدث في ليبيا وأطاح بالعقيد معمر القذافي العام الماضي.
وكانت روسيا قد أعاقت قراراً داخل مجلس الأمن الدولي ضد النظام السوري.
ويسعى الرئيس الأمريكي إلى استخدام العقوبات الدولية وسياسة العزل السياسي للضغط على الرئيس السوري لتسليم السلطة.
مشروع قرار جديد
وقد قالت مصادر دبلوماسية إن الولايات المتحدة ستطرح مشروع قرار جديد داخل مجلس الأمن يدعو إلى إنهاء العنف في سوريا ويطالب القوات الحكومية السورية أولاً بوقف استخدام السلاح ثم يطالب من قوات المعارضة نفس الأمر.
وأضافت المصادر لوكالة أسوشيتدبرس أن مشروع القرار سيناقش في اجتماع يحضره مندوبو الأعضاء الخمسة الدائمين في المجلس وهم الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا ، إضافة إلى المغرب الممثل العربي في المجلس.
وكانت روسيا والصين قد عرقلتا قرارين داخل مجلس الأمن في شأن سوريا وقالتا إن القرارين كانا غير متوازنين ويطلب فقط من القوات الحكومية وقف العنف.
لا تتوقعوا تغييراً
وقد أعلنت روسيا أن الدول الغربية يجب ألا تتوقع تغيراً في الموقف الروسي حيال سوريا عقب فوز الرئيس فلاديمير بوتين بالانتخابات الرئاسية ، وقالت إن “الموقف الروسي لا علاقة له بالسياسة الداخلية”.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان “نرغب بتذكير شركائنا الأمريكيين والأوروبيين بعدم أخذ رغباتهم على أنها حقائق، الموقف الروسي من تسوية النزاع في سوريا لا يتخذ بناء على دورات انتخابية ، خلافا لما يفعله بعض زملائنا الغربيين”.
وأضاف البيان الروسي أن “هدفنا الوصول إلى حل ينهي الصراع الداخلي في سوريا ويستند إلى القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.
وأضافت الخارجية الروسية في بيانها أن “الحل في سوريا ممكن فقط عن طريق حوار وطني شامل يتيح للسوريين أنفسهم تحديد مصيرهم ومستقبلهم.”
ممارسات وحشية
من جهة أخرى قال نشطاء في سوريا إن القوات الحكومية السورية واصلت “ممارساتها الوحشية” في حي بابا عمر بمدينة حمص الذي سيطرت عليه قبل أيام.
وتحدث ناشطون في مدينة حمص عن “مجزرة” بحق أسرة ، مكونة من 16 شخصاً بينهم طفل ، في منزلهم باستخدام أسلحة بيضاء.
وقد أعلنت محطة تلفزيونية موالية للنظام السوري أن “جماعات متمردة مسلحة” هي المسؤولة عن ارتكاب هذه المجزرة.
مساعدات إنسانية ولاجئون
من ناحية أخرى، دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان السلطات السورية إلى فتح ممرات انسانية فورا للمدنيين من ضحايا العنف.
وقال اردوغان في البرلمان إن “الممرات لنقل المساعدة الانسانية يجب أن تُفتحَ فوراً” داعياً في الوقت نفسه المجتمع الدولي إلى ممارسة الضغوط على دمشق في هذا الشأن.
من جانبها أعلنت متحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في جنيف أن حوالى ألفي لاجىء سوري وصلوا منذ نهاية الاسبوع الماضي إلى هرباً من اعمال العنف وبخاصة في منطقة حمص.
المزيد من بي بي سيBBC © 2012
أوباما يقول ان الاسد “سيسقط” والامم المتحدة تقيم مسودة قرار
واشنطن/بيروت (رويترز) – قال الرئيس الامريكي باراك أوباما ان ترك الرئيس بشار الاسد لمنصبه مجرد مسألة وقت لكنه عارض تماما الدعوة للقيام بعمل عسكري لاجباره على التنحي.
وقال أوباما ان ما يحدث في سوريا “يوجع القلب ويثير الغضب” وان أقوال شهود عن الدمار الذي لحق بحي بابا عمرو بعد قصف القوات الحكومية تجعل محاولات الوصول الى حل دبلوماسي ضرورة ملحة.
وقال أحد السكان السابقين متحدثا من مكان لم يكشف عنه “الفظائع التي رأيناها فاقت خيالنا.”
ومن المقرر أن تزور فاليري اموس وكيلة الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية ومنسقة الاغاثة وكوفي عنان المبعوث المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية سوريا هذا الاسبوع كي يرى كل منهما بنفسه اثار الصراع الذي تقول الامم المتحدة انه أسفر عن مقتل أكثر من 7500 مدني.
وعقدت قوى عالمية اجتماعات مغلقة في الامم المتحدة يوم الثلاثاء لبحث مسودة قرار صاغتها الولايات المتحدة وتحث على انهاء قمع قوات الاسد للانتفاضة والسماح بدخول المساعدات الانسانية دون معوقات.
لكن على الرغم من التصريحات الغاضبة استبعد زعماء غربيون تدخلا عسكريا في سوريا على غرار ما حدث في ليبيا خشية أن يشعل ذلك صراعا أوسع نطاقا في الشرق الاوسط.
وقال البيت الابيض ان أوباما ملتزم بالجهود الدبلوماسية لانهاء العنف وان واشنطن تريد عزل الاسد وقطع موارد ايراداته وتشجيع الوحدة بين معارضيه.
وقال أوباما في مؤتمر صحفي بواشنطن يوم الثلاثاء “سيسقط هذا الدكتاتور في نهاية الامر” مضيفا أن السؤال ليس هل سيرحل الاسد بل متى سيرحل.
لكنه عارض دعوة من السناتور الامريكي جون مكين الذي تعرض للهزيمة أمام أوباما في انتخابات الرئاسة عام 2008 كي تقود الولايات المتحدة مساعي دولية لحماية التجمعات السكانية في سوريا مع شن ضربات جوية تستهدف قوات الاسد.
ومضى أوباما يقول “بالنسبة لنا.. أعتقد أن من الخطأ القيام بعمل عسكري من جانب واحد كما اقترح البعض أو الاعتقاد بأن هناك حلا بسيطا من نوع ما بطريقة ما.”
وجاءت تصريحات أوباما في وقت يواجه فيه الرئيس السوري غضبا غربيا متناميا لمنعه دخول مساعدات الى حي بابا عمرو المدمر في مدينة حمص وبشأن اتهامات بانتهاكات لحقوق الانسان تشمل صورا قيل انها التقطت لضحايا للتعذيب في مستشفى بالمدينة.
وقال الصليب الاحمر انه ما زال ينتظر الموافقة على توزيع المساعدات على بابا عمرو وتحدث سكان فروا عبر الحدود الى لبنان عن الدمار هناك.
وقال أحمد الذي هرب الى لبنان الاسبوع الماضي “كانت رائحة الموت في كل مكان. كان يمكننا في كل وقت ان نشم رائحة الجثث المدفونة تحت الانقاض.”
وأضاف وهو يتحدث من منزل أحد أقاربه في لبنان وقد بدت عليه علامات التعب وظهرت هالات سوداء حول عينيه “الجثث في الشوارع.. العديد منها متحلل لكن لا يمكننا دفنها.
“لقد رأينا الموت كثيرا حتى أنه في النهاية لم تعد رؤية جثة مقطعة الاوصال لقريب أو صديق تهزنا.”
وبث التلفزيون الحكومي السوري لقطات لعشرات الرجال والنساء والاطفال وهم يعودون الى حي بابا عمرو سيرا على الاقدام مرورا بمبان عليها اثار طلقات نارية وأبنية متضررة بعد ايام من انسحاب مقاتلي المعارضة في اعقاب قصف استمر قرابة شهر.
كما عرض صورا لقذائف صاروخية ومدافع موجودة في الشوارع. وتقول حكومة الاسد ان الانتفاضة ما هي الا حملة من اسلاميين مسلحين مدعومين من الخارج أسفرت عن مقتل ألفي فرد من الجيش والشرطة منذ اندلاع الاحتجاجات في مارس اذار.
وبثت قناة تلفزيون بريطانية يوم الاثنين لقطات فيديو صورت سرا لاشخاص قالت انهم مرضى سوريون تعرضوا للتعذيب من جانب عاملين طبيين في مستشفى تديره الحكومة في حمص.
وأظهر الفيديو الذي قالت القناة الرابعة بالتلفزيون البريطاني انه لم يتسن التحقق من صحته من مصادر مستقلة جرحى معصوبي الاعين ومقيدين بالسلاسل في الاسرة. وشوهد سوط مطاطي وكبل كهرباء على منضدة في أحد العنابر. وأظهر المرضى علامات تظهر تعرضهم لضرب مبرح.
وقالت القناة الرابعة ان اللقطات صورها سرا موظف في المستشفى العسكري في حمص وتم تهريبها بواسطة مصور صحفي فرنسي عرفته باسم “ماني”.
وقال خوان مينديز مقرر الامم المتحدة الخاص لشؤون التعذيب انه لم يشاهد فيديو القناة الرابعة الا أنه يبدو متسقا مع تقارير تلقاها في الاونة الاخيرة بشأن تعذيب القوات السورية للمعارضين وانه يتسق مع مزاعم خطيرة تشير الى ارتكاب جرائم ضد الانسانية.
وفي حمص قال نشطاء ان قوات الامن شنت غارات على حي مجاور لبابا عمرو يوم الثلاثاء وتحدثوا عن دوي اطلاق نار وانفجارات في منطقة أخرى.
وفي مدينة الحراك بمحافظة درعا التي اندلعت منها الانتفاضة قبل نحو عام قال سكان ان عربات مدرعة ودبابات احتشدت على المشارف الغربية للمدينة وفي اجزاء بوسطها. وتحدثت تقارير عن مداهمات في مدينة دير الزور.
وفي أنحاء العالم ارتفعت أصوات النداءات المطالبة بتحرك لحماية المدنيين في الوقت الذي شدد فيه الجهاز الامني السوري حملته على المحتجين.
وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وهو حليف سابق للاسد ان العنف في سوريا “بدأ يكشف عن وحشية غير ادمية في الايام الاخيرة” داعيا الى اقامة ممرات انسانية في سوريا لمساعدة المدنيين.
وعقدت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن التابع للامم المتحدة والمغرب ما أطلقت عليه السفيرة الامريكية في الامم المتجدة سوزان رايس “مناقشات أولية… بشأن ما اذا كانت هناك امكانية للتوصل الى اتفاق” بشأن مسودة قرار صاغته الولايات المتحدة.
وتطالب مسودة القرار التي حصلت رويترز على نسخة منها “بالسماح بلا قيد بوصول المساعدات الانسانية” و”تدين استمرار وتفشي الانتهاكات الجسيمة والممنهجة لحقوق الانسان والحريات الاساسية من جانب السلطات السورية وتطالب الحكومة السورية بوقف مثل هذه الانتهاكات على الفور.”
وعبر بعض الدبلوماسيين الغربيين عن خيبة أملهم من مسودة القرار الامريكية قائلين انها لا تتضمن ادانة قوية للحكومة السورية.
ووصل دبلوماسي صيني الى دمشق يوم الثلاثاء لعرض خطة بكين للسلام.
وتحاشى سفراء الامم المتحدة من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا الى جانب المغرب البلد العربي الوحيد في مجلس الامن المؤلف من 15 عضوا التعقيب بشكل مفصل عندما خرجوا من اجتماع استغرق ساعة ونصف الساعة حول مسودة القرار أمس.
وقال السفير الصيني لي باودونغ للصحفيين “مازلنا نعكف على هذا الامر.”
(شارك في التغطية أوليفر هولمز ومريم قرعوني من بيروت وسليمان الخالدي وخالد يعقوب عويس من عمان ولويس شاربونو من الامم المتحدة)
من تبسم زكريا ودومينيك ايفانز
محقق بالامم المتحدة: التعذيب يزداد خطورة في سوريا
جنيف (رويترز) – قال خوان منديز مقرر الامم المتحدة الخاص المعني بالتعذيب يوم الثلاثاء إن تسجيل فيديو بثته قناة تلفزيونية بريطانية ويظهر من يفترض أنهم مرضى سوريون يتعرضون للتعذيب في مستشفى يدعم فيما يبدو على نحو متزايد المزاعم الخطيرة التي تشير الى ارتكاب جرائم في حق الإنسانية.
وقال منديز انه لم يطلع على تسجيل فيديو القناة الرابعة البريطانية لكن هذا التسجيل يبدو متمشيا مع تقارير تلقاها في الاونة الاخيرة تفيد بأن القوات السورية تعذب المعارضين.
وقال منديز لرويترز في جنيف “للاسف هذا الادعاء الجديد ينسجم مع ما تلقته لجنتي على مدى الاشهر القليلة الماضية. والادعاء الجديد يزيد من خطورة الوضع.”
ويظهر الفيديو المصور سرا والذي بثته القناة الرابعة يوم الاثنين من قالت انهم مرضى سوريون يتعرضون للتعذيب على يد طاقم طبي في مستشفى حكومي في حمص.
ويظهر أيضا صورا لرجال جرحى معصوبة عيونهم ومقيدين في أسرة. وكان هناك سوط مطاطي وسلك كهربائي على طاولة في أحد الاجنحة. ويظهر على بعض المرضى دلائل على تعرضهم لضرب مبرح.
وقالت القناة الرابعة انها لم تتمكن من التحقق من مصداقية التسجيل.
وواجه الرئيس السوري بشار الاسد غضبا متزايدا من الغرب يوم الثلاثاء لمنعه المساعدات من دخول حي مدمر في حمص وبسبب اتهامات بانتهاك حقوق الانسان بما في ذلك صور قيل انها تظهر ضحايا تعذيب في أحد مستشفيات المدينة.
ومنديز أستاذ قانون من الارجنتين ويقيم في الولايات المتحدة وتعرض هو نفسه للتعذيب أثناء احتجازه من قبل الدكتاتورية العسكرية في السبعينات وقد تولى المنصب المستقل في الامم المتحدة فى اكتوبر تشرين الاول عام 2010 وهو يقدم التقارير لمجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة.
واشار الى انه استنكر بالفعل في العام الماضي استخدام سوريا للقوة المفرطة ضد المتظاهرين وقال “الناس يتعرضون في الشوارع لضرب شديد يصل الى معاملة قاسية وتعذيب في بعض الحالات.”
وقال منديز انه منذ ذلك الحين تلقى مزاعم ذات مصداقية عالية تفيد بأن السجناء يتعرضون للتعذيب في مراكز الاحتجاز.
واضاف “لكن كل ذلك يبدو زيادة في الخطورة.”
وتابع قوله “فيما يتعلق بالتعذيب فهو خطير كما كانت تشير المزاعم قبل ستة الى ثمانية اشهر مضت وهذا الذي وقع في الاونة الاخيرة يبدو أكثر من ذلك بخطوة أو خطوتين. وأنا أؤيد دعوة المفوضة السامية بأن تحقق المحكمة الجنائية الدولية فيما اذا كانت الجرائم ترقى لان تكون جرائم في حق الانسانية.”
ودعت نافي بيلاي مفوضة الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان -وهي قاضية سابقة في المحكمة الجنائية الدولية- مرارا مجلس الامن لاحالة ملف سوريا الى مدعي المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي للتحقيق.
وقال منديز “أعتقد أن مجلس الامن يتحمل مسؤولية حماية الشعب السوري من هذه الجرائم الخطيرة جدا. أحد سبل تحقيق ذلك ممارسة المحكمة الجنائية الدولية لسلطتها القضائية.”
وبسؤاله عن فرص مجلس الامن في تناول هذه المسألة في ظل اعتراض الصين وروسيا بحق النقض الفيتو على القرارات المدعومة من الغرب والتي تدين الاسد خلال الحملة وتدعم الدعوة الى تنحيه عن السلطة قال منديز “اذا حكمنا من خلال التصويت في مجلس الامن اخر مرة فلا يوجد لدي امال كبيرة جدا. لكني أعتقد أننا مدينون للشعب السوري بمطالبة جميع الدول الخمس دائمة العضوية بممارسة مسؤولياتها لحماية حق الشعب السوري في عدم التعرض للتعذيب والجرائم في حق الانسانية.”
وفي وقت سابق يوم الثلاثاء قال روبرت كولفيل المتحدث باسم مفوضة الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان ان الامم المتحدة لديها لقطات مصورة مشابهة لتسجيل الفيديو الذي بثته القناة الرابعة البريطانية.
وقال في مؤتمر صحفي “بل انها ربما تكون نفس اللقطات التي أرسلت للجنة التحقيق بشأن سوريا. الصور صادمة في الحقيقة.”
لكن كولفيل قال ان محققين مستقلين يرفعون تقارير لمجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان تلقوا صورا مماثلة وشهادات تفيد بوقوع ذلك.
واستخدم المحققون ذلك في تقرير في 23 من فبراير شباط اتهم القوات السورية بارتكاب جرائم في حق الانسانية بينها التعذيب.
ووثق أول تقرير ترفعه لجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة في نوفمبر تشرين الثاني الماضي حالات لمصابين نقلوا لمستشفيات عسكرية حيث تعرضوا للضرب والتعذيب أثناء التحقيق معهم.
وقال كولفيل “تردد أن عمليات تعذيب وقتل وقعت في المستشفى العسكري في حمص – وهو ما عرضته لقطات القناة الرابعة- على يد أفراد من قوات الامن يرتدون ملابس أطباء ويبدو انهم يعملون بالتواطؤ مع الطاقم الطبي.”
وقال ان لجنة التحقيق وثقت أدلة على أن قطاعات من المستشفى العسكري في حمص والمستشفى الحكومي في اللاذقية تم “تحويلها الى مراكز تعذيب فعلية داخل المستشفيين.”
من ستيفاني نيبيهاي
ضابط سوري كبير يعلن انشقاقه وينضم لقوات المعارضة
بيروت (رويترز) – أعلن ضابط سوري كبير انشقاقه عن الجيش وذلك في تسجيل فيديو بث على موقع يوتيوب يوم الثلاثاء وقال انه انضم لقوات المعارضة اعتراضا على قصف بلدته في اطار الحملة الرامية لقمع الانتفاضة ضد حكم الرئيس بشار الاسد.
وقال العقيد ركن عدنان قاسم فرزات في شريط الفيديو انه يعلن انشقاقه عن الجيش بسبب القصف المدفعي الكثيف للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة قائلا ان “هذا ليس من أخلاق الجيش السوري”.
ولم يتسن التحقق من صحة تسجيل الفيديو.
واذا تأكد انشقاق فرزات فسيكون هو ثاني ضابط برتبة عقيد ركن ينشق عن الجيش السوري .
والعقيد الركن خامس أعلى رتبة في الجيش.
وقال فرزات انه من الرستن وهي معقل محاصر للمعارضة السورية في محافظة حمص التي تشهد قمعا عنيفا للانتفاضة ضد حكم عائلة الاسد الممتد منذ 40 عاما.
وقال فرزات الذي كان يضع نظارة طبية ويعتقد انه في منتصف الخمسينات من العمر “أنا العقيد ركن عدنان قاسم فرزات من مرتبات قيادة المنطقة الوسطى من أهالي مدينة الرستن… أعلن انشقاقي على الجيش السوري وانضمامي الى الجيش السوري العربي الحر.”
وعرض فرزات بطاقة هوية عسكرية لكنها لم تحدد رتبته. والرستن التي ينتمي اليها كانت من أوائل البلدات التي سيطرت عليها المعارضة السورية لفترة قصيرة رغم أن الجيش استعاد السيطرة عليها عدة مرات وتعرضت لدمار شديد بسبب القتال.
وقال إن انشقاقه جاء “بسبب اعلام بعض القيادات أن الرستن تقصف بالمدفعية ورغم هذا استمر هذا القصف المدفعي وبعمق. وقد هدمت البيوت وقتل الاطفال والنساء وهذا ليس من أخلاق الجيش السوري ولهذا السبب أعلن انشقاقي.”
ومن المعتقد أن ثلث من قتلوا في الحملة التي تشنها قوات الامن السورية سقطوا في محافظة حمص.
ويقول الجيش السوري الحر انه يقوم بدور دفاعي فقط لكن كتائب محلية تشن هجمات على القوات الحكومية. ومن المعتقد أن الجيش السوري الحر يضم ما بين 15 ألفا و20 ألفا من الجنود المنشقين.
والمكان الحالي لفرزات غير معروف. ولم يتمكن مقاتلون اخرون من المعارضة من تحديد ما اذا كان فرزات يعتزم القتال من الرستن أم سيتوجه الى الخارج لقيادة العمليات.
وقال النقيب أحمد العربي وهو ضابط من المعارضة في محافظة حمص ان فرزات سيتولى على الارجح قيادة المعارضة في الرستن اذا بقي في سوريا أما اذا غادرها فقد يصبح نائبا لزعيم المقاتلين أو أنهم قد يتوصلون الى اتفاق بخصوص دور قيادي جديد.
والضابطان اللذان يقودان الجيش السوري الحر هما العقيد رياض الاسعد والعميد ركن مصطفي الشيخ ويعملان من جنوب تركيا.
ومن المحتمل أن يؤدي انشقاق فرزات الى توتر في صفوف قوات المعارضة أو اعادة هيكلة للقيادة. وحدث توتر وقت انشقاق الشيخ في يناير كانون الثاني والذي كان انذاك أكبر ضابط ينشق عن الجيش السوري.
وتم الاتفاق على تحديد أدوار منفصلة لكل منهما في وقت لاحق حيث عين الاسعد قائدا للعمليات وعين الشيخ قائدا لمجلس عسكري يقود الضباط على الارض. ومع هذا يشير معظم مقاتلي المعارضة في سوريا الى الشيخ كزعيم لهم.
جنرال أمريكي: الوضع بسوريا سيزداد سوءا قبل أن يتحسن
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — توقع قائد القيادة الأمريكية الوسطى، الجنرال جيمس ماتيس، أن يزداد العنف في سوريا بشكل متسارع، وذلك مع لجوء نظام الرئيس بشار الأسد المدعوم من إيران وروسيا إلى استخدام السلاح لقمع الثورة التي تهدده، كما أشار لصعوبة التدخل الجوي الدولي، غير أن توقع سقوط الأسد في نهاية المطاف.
وقال ماتيس، في شهادته أمام لجنة القوات المسلحة في الكونغرس الأمريكي، إن الانشقاقات العسكرية تتزايد في الجيش السوري، ولكن الأسد مازال يحتفظ بموارد عسكرية كبيرة.
وأضاف ماتيس: “سيستخدم (الأسد) المزيد والمزيد من الأسلحة الثقيلة ضد شعبه مع مرور الوقت، وأعتقد أن الأمور ستزداد سوءا قبل أن تبدأ بالتحسن.”
وتابع الضابط الأمريكي بالقول إن الأسد “سيبقى في السلطة لبعض الوقت،” وأنه “يحقق بوضوح ما يريد تحقيقه من أهداف،” قبل أن يعود ليستطرد قائلاً إن الرئيس السوري “سيسقط في نهاية الأمر، ” وأن القضية باتت مسألة وقت.
وحذر ماتيس من القدرات العسكرية السورية، قائلاً إن ترسانة دمشق تشمل كميات كبيرة من الأسلحة البيولوجية والكيماوية، إلى جانب أنظمة الدفاع الصاروخي المتطورة، وكذلك آلاف الصواريخ المضادة للطائرات، من الأنواع التي يمكن حملها على الكتف.
ورأى ماتيس أن الأسد يتلقى المساعدة العسكرية من روسيا وإيران، وأضاف أن موسكو زودته دمشق بأنظمة رادار وصواريخ مضادة للطائرات، ما سيصعب فرض مناطق حظر جوي، بينما تقدم إيران أسلحة أخرى ووسائل تقنية تسمح بالتجسس على شبكات المعارضة.
واتهم ماتيس إيران بإرسال مستشارين لديهم “خبرات” في قمع المعارضة، وسبق لهم أن مارسوها في بلادهم، وجزم بأن لدى طهران اهتمام كبير بالحفاظ على نظام الأسد.
واعتبر ماتيس أن لدى سوريا واحد من أكبر مخزونات السلاح الكيماوي في العالم، وقال إنه يمكن في حال عدم توفير الحماية له أن يسقط بين يدي مجموعات “إرهابية” على غرار حزب الله اللبناني، كما أبدى خشيته من إمكانية إساءة استخدام تلك المواد من قبل من يضع يده عليها في حال عدم حصوله على التدريب الضروري للتعامل معها.
وبحسب ماتيس، فإن الأسد لم يحاول حتى الآن استخدام المخزون الكيماوي لديه لضرب شعبه، ولكنه أكد “استمرار مراقبة الوضع،” مرجحاً ألا يقوم الرئيس السوري باستخدام هذا النوع من السلاح خشية إثارة المجتمع الدولي.
ولم يستبعد ماتيس إمكانية وجود من وصفها بـ”الجماعات الإرهابية” في صفوف القوات المناهضة لنظام الأسد، مشيراً إلى أن الانفجارات الكبيرة التي جرت في البلاد تشير إلى دورها.
غير أن ملاحظات ماتيس هذه استدعت رداً قاسياً من السيناتور الجمهوري، جون ماكين، الذي توجه لماتيس قائلاً: “كلما اندلعت أزمة من هذا النوع يثور سؤال حول هوية المعارضة، ويصار إلى القول بأننا لا نعرف هؤلاء الناس وهم ربما من تنظيم القاعدة، لقد سمعت هذا الكلام عن تونس وعن مصر وعن ليبيا.”
وأضاف ماكين: “أتعلم ما يثير الغضب أيها الجنرال؟ أن الناس خرجوا مطالبين بالحرية ولرفض الوقوع تحت حكم طاغية قمعي، واليوم سنعود فجأة إلى افتراض أنهم من تنظيم القاعدة؟”
وحذر ماكين من إمكانية موت الكثير من الأشخاص في سوريا، في حال السماح باستمرار الوضع الحالي و”المذبحة” القائمة، على حد تعبيره.
آموس لدمشق وعنان إلى القاهرة و39 قتيلاً بسوريا
أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)– قتل 39 شخصا، الثلاثاء، مع استمرار استهداف القوات الحكومية السورية للمدنيين في شتى أنحاء البلاد، فيما تبدأ وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ومنسقة الإغاثة الطارئة، فاليري آموس، زيارة لدمشق، في حين يصل المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص بسوريا، كوفي أنان، للقاهرة في بداية مهمته بحثا عن حلول سياسية للأزمة.
وفي الغضون، أعربت المفوضية السامية لحقوق الإنسان عن صدمتها إزاء صور تفيد بارتكاب تعذيب في سوريا.
نشطاء: 39 قتيلاً برصاص الجيش السوري الثلاثاء
وأوضحت “لجان التنسيق المحلية في سوريا” المعارضة، إن من بين القتلى 23 شخصا قتلوا في مدينة حمص، عصب انتفاضة شعبية انطلقت في مارس/آذار عام 2011، وراح ضحيتها أكثر من 7 آلاف قتيل بحملة عسكرية أطلقها النظام لسحقها، كما دفعت بالآلاف للفرار من البلاد.
وذكرت اللجان أن 13 شخصاً من أفراد عائلتين قتلوا على يد قوات الأمن السوري، في ما وصفته بـ”المذبحدة الجديدة” بالقرب من حي “بابا عمرو.”
وفي الأثناء، قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان أن أكثر من ألفي لاجئ سوري عبروا من محافظة “حمص” إلى لبنان، منذ الأحد.
وكانت كتائب الأسد قد قامت بتفجير الجسر الذي يقع على نهر العاصي في قرية ربلة “بالقرب من مزار السيدة العذراء” وهو الجسر الذي كان يستخدمه الجرحى والأسر الفارة من العنف للعبور إلى لبنان.
وبدأ المدنيون في الفرار من أدلب بعد تهديدات أطلقتها القوات النظامية بقصف المدينة ما لم يسلم مقاتلو “الجيش السوري الحر” أسلحتهم، بحسب نشطاء.
ويشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد بشكل مستقل عن هذه التقارير جراء قيود تفرضها السلطات السورية على تحركات المراسلين الأجانب داخل أراضيها.
وتشهد سوريا منذ منتصف مارس/آذار العام الماضي احتجاجات شعبية غير مسبوقة تطالب بإسقاط نظام الأسد أسفرت حتى الآن عن سقوط آلاف القتلى والجرحى بين المدنيين وقوات الأمن حيث تلقى السلطات السورية باللائمة فى هذا الأمر على ما تصفها بـ”الجماعات المسلحة المدعومة من الخارج” فيما يتهم المعارضون السلطات السورية بارتكاب مجازر ضد المدنيين.
آموس تبدأ زيارة إلى سوريا
ومن المتوقع أن تبدأ وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ومنسقة الإغاثة الطارئة، فاليري آموس، الأربعاء، زيارة إلى سوريا تستغرق يومين.
وقالت آموس إن هدف الزيارة حث كافة الأطراف على السماح بتوفير فرص وصول، وبدون عوائق، فرق الإغاثة الإنسانية، حتى يتمكنوا من إجلاء الجرحى ونقل الإمدادات الأساسية.
وعنان إلى القاهرة
كما من المتوقع أن يصل عنان إلى القاهرة الأربعاء ليجري مشاورات مع الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، حول خطوات التحرك التي سيقوم بها المبعوث ونائبه الفلسطيني ناصر القدوة، وذلك في إطار المهمة المكلف بها من قبل الأمم المتحدة والجامعة العربية.
وسيتوجه عنان إلى دمشق الجمعة لبدء مهمته سوريا.
مفوضية حقوق الإنسان “مصدومة” إزاء صور تفيد بارتكاب تعذيب في سوريا
وفي شأن متصل، قال المتحدث باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان، روبرت كولفيل، الثلاثاء إن تسجيل فيديو بثته قناة تلفزيونية بريطانية ويظهر من يفترض أنهم مرضى سوريون يتعرضون للتعذيب في مستشفى يتطابق إلى حد كبير مع الأدلة التي جمعتها بعثة تقصي الحقائق التي شكلتها المفوضية وتقارير لجان التحقيق حول سوريا
وذكر، في تصريح نقله موقع الأمم المتحدة، إن الصور التي عرضت على “القناة الرابعة” البريطانية “مروعة.”
وأشار كولفيل إلى أن التقرير الذي أصدرته لجنة تقصي الحقائق في فبراير/شباط الفائت يفيد بأن الوكالات الأمنية تواصل اعتقال الجرحى بشكل منهجي في المستشفيات الحكومية والتحقيق معهم باستخدام التعذيب في أغلب الأحيان.
وكانت بعثة تقصي الحقائق التي شكلها مجلس حقوق الإنسان للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا قد خلصت إلى أن جرائم ضد الإنسانية ربما ارتكبت منذ آذار/مارس الماضي.