أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت، 06 تشرين الأول 2012


المعارضة تُسقط طائرة حربية وتسيطر على قاعدة جوية في غوطة دمشق

نيويورك – راغدة درغام موسكو – رائد جبر أنقرة – يوسف الشريف

بيروت، إسطنبول – ا ف ب، رويترز – أسقط مقاتلو المعارضة السورية بعد ظهر امس طائرة حربية كانت تشارك في قصف مناطق في الغوطة في ريف دمشق. وكانت المعارضة أعلنت قبل ذلك سيطرتها على قاعدة للدفاع الجوي في المنطقة ذاتها تحوي مخزناً للصواريخ. وبثت المعارضة مقطع فيديو على موقع «يوتيوب» يظهر فيه عشرات المقاتلين يرتدون ملابس عسكرية ويحتفلون بالسيطرة على القاعدة الجوية بينما يتصاعد الدخان الأسود من منشأة عسكرية خلفهم. ولا تبعد منطقة الغوطة سوى بضعة كيلومترات عن العاصمة. وتقول مصادر المعارضة إن التقدم الأخير في ضواحي دمشق يعوض انتكاسات سابقة تعرضت لها مواقعها في العاصمة وضواحيها.

وتأتي هذه التطورات في أعقاب التوتر الذي شهدته الحدود السورية-التركية بعد قصف سوري لقرية تركية أوقع خمسة مدنيين قتلى وعدداً من الجرحى. ومساء أمس نقلت وكالة «أنباء الأناضول» التركية الرسمية عن حاكم إقليم هاتاي، أن الجيش التركي رد بإطلاق النار بعد سقوط قذيفة مورتر أُطلقت من سورية على منطقة ريفية بجنوب تركيا، وجاء ذلك بعدما وجّه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان تحذيراً جديداً لسورية امس من مغبة تكرار قصف الأراضي التركية، مؤكداً انه في حال تكرار هذا الأمر فإن دمشق ستدفع «ثمناً باهظاً». وقال إن اختبار قدرة تركيا على الردع سيكون «خطأً فادحاً».

وانتشرت الدبابات وقطع المدفعية التركية امس على الحدود ووجهت فوهاتها إلى الأراضي السورية، كما جابت آليات عسكرية شوارع البلدة المقابلة لمعبر تل أبيض الحدودي، الذي يسيطر مقاتلون معارضون على الجانب السوري منه منذ منتصف أيلول (سبتمبر) الماضي.

وأشار مراسلون إلى أن الكثير من سكان اكجاكالي عبروا الحدود بحرّية لتزويد جيرانهم السوريين المياه أو الأغذية بعد انقطاع المؤن عنهم بسبب المعارك الدامية بين المعارضين وقوات النظام السوري.

من جهة اخرى، خرجت تظاهرات حاشدة بعد صلاة الجمعة امس، تلبية لدعوة تنسيقيات الثورة السورية تحت شعار «نريد سلاحاً لا تصريحات لحماية أطفالنا من القتل»، فيما جددت قوات النظام قصفها المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، ولا سيما في حمص، حيث استَخدمت وللمرة الأولى منذ اندلاع النزاع الطيران الحربي في القصف.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حي الخالدية في حمص تعرض لقصف هو الأعنف منذ خمسة أشهر، حيث شاركت طائرة حربية للمرة الأولى باستهداف الحي، وتزامن ذلك مع قصف بالمدفعية وقذائف الهاون. وأكدت «الهيئة العامة للثورة السورية» ذلك، قائلة إن الحي يتعرض لقصف عنيف من قبل طائرات «الميغ»، كما تهز انفجارات هائلة الحي وتتصاعد أعمدة الدخان في سماء المدينة.

وتعتبر حمص معقلاً أساسياً لمقاتلي المعارضة الذين يسيطرون على غالبية الأحياء في حمص القديمة، لا سيما الخالدية وجورة الشياح، وشهدت هذه المدينة معارك عنيفة استمرت أشهراً، ولا تزال مناطق فيها تحت الحصار.

وفي ريف دمشق، قصفت قوات النظام مدينة حرستا وضاحية قدسيا، بعد مقتل 21 عنصراً على الأقل من قوات الحرس الجمهوري في تفجير وإطلاق نار أول من امس. وتقوم قوات النظام بتشديد حملتها على مناطق في ريف العاصمة حيث عزز المقاتلون المعارضون وجودهم.

وفي نيويورك، دان مجلس الأمن الدولي امس «بأقسى العبارات الاعتداء الإرهابي في مدينة حلب» الذي أعلنت «جبهة النصرة» المسؤولية عنه، وأكد في بيان اقترحته روسيا، أن «الإرهاب بكل أشكاله يشكل واحداً من أكثر التهديدات جدية للأمن والسلم الدوليين». ودعا الدول إلى «محاربة الإرهاب بموجب التزاماتها بميثاق الأمم المتحدة». وذكّر الدول بأن «محاربة الإرهاب يجب أن تتوافق مع القانون الدولي». وقال ديبلوماسيون في مجلس الأمن إن روسيا اقترحت «هذا البيان بعدما استطاعت الدول الغربية تمرير بيان في مجلس الأمن أول من امس الخميس، دان قصف الجيش السوري الأراضي التركية، رغم محاولة روسيا التخفيف من حدته». واعتبر مراقبون في الأمم المتحدة أن مجلس الأمن وافق على بيان امس في مقابل موافقة روسيا على إدانة القصف السوري الأراضي التركية، مما قد يشكل مدخلاً لتنسيق غربي روسي في مجلس الأمن بالنسبة إلى الأزمة السورية يمكن أن يتجنب التصويت بالفيتو الذي لجأت إليه موسكو ثلاث مرات من قبل.

وكانت دمشق أعربت في رسالة مزدوجة بعثت بها وزارة الخارجية أول من امس إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي-مون وسفير غواتيمالا غيرت روزنتال الذي تترأس بلاده المجلس هذا الشهر، عن تطلعها «إلى إدانة مجلس الأمن بشكل صريح وواضح الأحداث الإرهابية التي ضربت حلب»، والتي تبنتها «جبهة النصرة» الإسلامية المتطرفة.

وعلمت «الحياة» أن الممثل الخاص المشترك إلى سورية الأخضر الإبراهيمي سيزور المملكة العربية السعودية ثم تركيا خلال أيام قليلة، في إطار جولة إقليمية يرجح أن تشمل سورية وإيران.

وفي موسكو، ذُكر أن بعض الأطراف الإقليمية تسعى إلى ضمان مواصلة تمسك موسكو بمواقفها إلى حين، ويرى البعض أن زيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بعد أيام لتوقيع عقود سلاح تزيد قيمتها على خمسة بلايين دولار، تجري بتنسيق مع طهران وفي إطار تعزيز مواقع «صقور» الإدارة الروسية، خصوصاً في المؤسسة العسكرية، في مقابل تصاعد الأصوات التي تطالب بضرورة الاقتراب أكثر من المواقف الدولية قبل فوات الأوان والتخلي تدريجاً عن الرئيس السوري والنظام القائم في دمشق.

وفي أنقرة، قال مراسل «الحياة» إن تصرفات بعض عناصر «الجيش السوري الحر» في تركيا بدأت تثير غضب الأتراك الذين تظاهروا ضد الاتجاه الحكومي الذي قد يقود إلى الحرب.

وأشارت تحقيقات صحافية ومقالات تحليلية تركية، إلى حجم مشاركة «تنظيم القاعدة» داخل صفوف «الجيش الحر»، وطرحت تساؤلات عن مشاركة مطلوبين أتراك من تنظيم «القاعدة» في القتال داخل سورية، ونشرت ترجمة لتصريحات ومقابلات يجريها ضباط الجيش الحر في إسطنبول وأنطاكية تتوعد باستمرار الحرب في سورية حتى إسقاط النظام مهما كلف ذلك.

صرفات «الجيش الحر» تؤثر سلباً في صورة المعارضة السورية في الشارع التركي

أنقرة – يوسف الشريف

تغيرت تعابير وجه الصحافي التركي المشهور جونيت أوزدمير أثناء تقديم برنامجه الإخباري اليومي على قناة «سي أن أن ترك» وهو يعلق على قرار البرلمان منح تفويض للحكومة بشن هجمات عسكرية على سورية في حال استدعى الأمر، وقال في لهجة خليط بين الدهشة والغضب وهو يعرض على جانب الشاشة صوراً لمقاتلين من «الجيش السوري الحر» في تركيا: «إن الدستور أعطى البرلمان صلاحية تفويض الحكومة استخدام الجيش في عمليات خارج الحدود، لكن ما يتجاهله السياسيون هو أن الدستور أيضاً يقول بأن صلاحيات استضافة قوات أجنبية على الأراضي التركية مناطة بالبرلمان فقط، فمن سمح إذاً لهؤلاء – في إشارة إلى مقاتلي الجيش الحر – بالإقامة على أراضينا؟».

بدا هذا السؤال الصرخة الأعلى صوتاً بين تململات إعلامية وصحافية تحدثت دائماً بحذر واقتضاب عن أخبار تواجد «الجيش الحر» على الأراضي التركية، لكنها بدأت تتكاثر عدداً وتتصاعد جرأة في طرحها تساؤلات حول شرعية استضافة مسلحين أجانب على الأراضي التركية، حتى جاءت أحداث قرية أكتشه قالا التي طاولها قصف من داخل الأراضي السورية ما أدى إلى مقتل أم وأطفالها في منزلهم بالقرب من الحدود. وبعدما كانت الانتقادات لسياسة حكومة العدالة والتنمية تجاه سورية وتحديداً «الجيش السوري الحر» حكراً على العلويين والأكراد والسياسيين من حزبي المعارضة الجمهوري والقومي، بدأت نبرة الانتقاد والتساؤل تتوسع لتشمل وسائل إعلام وأتراك يساريين ويمينيين محافظين، وهو ما تجلى في موجة الغضب الشعبية التي استقبلت ممثلي الحكومة في قرية أكتشه قالا واللقاءات التي أجرتها وسائل الإعلام المحلية مع أهالي القرية التي ركزت على اهتمام الحكومة بالمعارضة السورية على حساب مواطنيها. إلى جانب ذلك أجمع محللون كتاب أتراك من مختلف التوجهات على أن الوثائق السرية التي قال التيار الوطني السوري أنه استطاع الحصول عليها من الاستخبارات السورية قبل أسبوع، ما هي إلا محاولة من المعارضة السورية للزج بتركيا في حرب مع سورية وأنه ليس لتلك الوثائق – التي قالت في ما قالته إن الطيارين التركيين الذين اسقط الجيش السوري مقاتلتهما قبل شهرين قتلا بأمر من الرئيس بشار الأسد بعد إلقاء القبض عليهما أحياء- أي صدقية.

بل إن التردد الذي ساد جميع وسائل الإعلام التركية لدى تعاطيها الأولي مع قضية القصف على قرية أكتشه قالا والتشكيك باحتمال أن يكون القصف خدعة جديدة قام بها أحد أطراف المعارضة السورية المسلحة لتوريط أنقرة في رد عسكري واسع، يظهر مدى تراجع ثقة الإعلام التركي ومن ورائه شرائح مهمة من الشارع والسياسيين في المعارضة السورية في شكل عام والمسلحة منها في شكل خاص، فعلى رغم التنديد الدولي الواسع بذلك القصف وتحميل دمشق مسؤوليته، إلا أن في تركيا لا يزال هناك من يصر على أن الأمر يحتاج تحقيقاً وتدقيقاً للتأكد من خلوه من أي مسؤولية للمعارضة السورية عنه.

يأتي هذا بالتزامن مع ازدياد التحقيقات الصحافية والمقالات التحليلية التركية التي تلقي الضوء على حجم مشاركة «تنظيم القاعدة» داخل صفوف «الجيش الحر»، وطرحها تساؤلات عن مشاركة مطلوبين أتراك من تنظيم «القاعدة» في القتال داخل سورية، وترجمة لتصريحات ومقابلات يجريها ضباط الجيش الحر في إسطنبول وأنطاكية تتوعد باستمرار الحرب في سورية حتى إسقاط النظام مهما كلف ذلك، وتتحدث علناً عن غض طرف الجيش التركي عن عمليات تسللها من وإلى سورية. هي مشاهد بدأت تتكرر وتزداد وتلفت الأنظار، وتخشى أوساط في الحكومة التركية من أن طول الأزمة السورية وبقاء المعارضة السورية غير موحدة سياسياً أو عسكرياً وازدياد التصريحات غير المسؤولة لهذه المعارضة، قد يؤدي إلى فقدان المعارضة السورية الدعم الشعبي التركي الذي وصل حد الخروج في تظاهرات قوية ضد النظام السوري قبل أشهر مضت، وتراجع بالتدريج مع الوقت لدرجة خروج تظاهرات ضد تدخل تركيا في الأزمة السورية أو الحل العسكري لها، وهو ما قد يزيد من الضغوط على حكومة رجب طيب أردوغان، التي تعاني من ضغوط سياسية واقتصادية وأمنية.

نازحون سوريون يشكون إغاثة هزيلة: الثورة ستستمر ولو أكلنا التراب

عرسال (شرق لبنان) – منال أبو عبس

بين آذار (مارس) الماضي وتشرين الأول (أكتوبر) الجاري تغيرّت عرسال كثيراً. البلدة الواقعة على الحدود الشرقية للبنان والمتاخمة لسورية، إذ تحدها محافظتا حمص وريف دمشق، صارت كأنها قرية من الريف السوري. خرجت عن هدوئها ورتابة عيشها، واكتظت منازلها التي لم يكتمل بناؤها كما دور العبادة فيها بالأطفال السوريين والنسوة، وقلة من الرجال العجّز والمرضى. عدد النازحين ارتفع خلال 7 أشهر من 327 عائلة إلى 1470 عائلة هرب أفرادها من دوامة العنف والقتل. 270 من هذه العائلات النازحة من سورية لبنانية، عاش أفرادها حياتهم سوريين في العلم والعمل، ونزحوا هرباً من آلة القتل إلى بلد آبائهم وأجدادهم، فما أخذهم البلد بالأحضان، ولا اعترفت المنظمات التابعة للأمم المتحدة بهم لاجئين، على قاعدة أن لا لاجئ في بلده. هؤلاء تركوا لمصيرهم ولمعاناة جعلت بينهم من يتمنى، حتى في هذه الظروف، لو كان سورياً!

«الحياة» جالت في عرسال ومحيطها للمرة الثانية منذ بدء حركة النزوح من سورية إلى البلدات اللبنانية القريبة من الحدود، ورصدت تغيراً في يوميات البلدة وأهلها والنازحين إليها، بدءاً من «استياء» الأهالي من تصوير بلدتهم مصدراً لـ «المقاتلين التكفيريين»، وموئلاً للمسلحين، وصولاً إلى ارتفاع حدة الخطاب الطائفي بين صفوف النازحين أنفسهم، إذ بات التصنيف المذهبي أكثر حضوراً، وأصبح من يومياتهم كما الأهالي رصد الجنازات التي يتكرر على ألسنة عدد منهم أنها يومية في القرى الشيعية المجاورة، لعناصر من «حزب الله» يقولون إنهم قضوا في القتال في سورية.

مزاحمة على الفقر

«لا طاقة لعرسال على تحمل المزيد»، تقول الحاجة الجالسة أمام دكان صغير في ساحة البلدة. تقصد النازحين السوريين الذين يتوافدون يومياً ويقطن معظمهم بيوتاً قيد الإنشاء موزعة بطريقة غير منتظمة في الأراضي الجردية الشاسعة. وتتحدث الحاجة عن مزاحمة السوريين لشباب البلدة الفقيرة في مصادر رزقهم القليلة، وإن كانت تبدي تعاطفاً إنسانياً كبيراً مع «مَن تركوا وراءهم بيوتهم وأرزاقهم هرباً من الموت».

في واحد من تلك البيوت غير المنجزة تعيش ثلاث عائلات سورية: 20 سورياً، بينهم 15 طفلاً. عدا عن الأرض والجدران يفتقر البيت إلى كل مسلتزمات السكن، لا أبواب ولا نوافذ ولا حتى إمدادات صرف صحي ومياه. يتراشق الأطفال بالحصى، ويرشقون صبياً يبدو أكبر سناً. الصبي يدعى محمد، عمره 14 سنة ولا يكف عن الضحك.

على فراش رقيق تجلس ثلاث نسوة نزحن وعائلاتهن قبل عشرة أيام من منطقة النظارية في ريف حمص. إحداهن من آل المصري تروي حكاية النزوح الشهيرة: «دخلنا إلى لبنان تهريب. مشينا لأيام على طرق وعرة حتى وصلنا إلى مشاريع القاع، ومنها إلى هنا». الرجال عادوا إلى سورية بعدما اطمأنوا إلى أوضاع عائلاتهم.

في عرسال تقول السيدة: «اهتموا بنا. الطبابة مؤمنة ومجانية»، أما الغذاء، فـ «الحصول عليه أكثر صعوبة. حين وصلنا أعطونا صندوق إعاشة واحد. وما فيه لا يكفي ولكن ما بيدنا حيلة. ليس بيننا شبان قادرون على العمل».

تشارك نازحة أخرى في الحديث، وتبدو أكثر استياء من ضآلة المساعدات. «اعطونا شيكات (كوبونات) لنصرفها ماء وطعاماً. لكننا نقتصد في صرفها كي تكفينا الكمية شهراً. حتى الخبز لم يصلنا منذ عشرة أيام حين وزعوا علينا ثلاث ربطات لتكفي عشرة أنفار».

يدور محمد في الغرفة ويضحك، فيما والدته التي تقيم في عرسال منذ أكثر من شهر، تجـــلس قبالته من دون أن تكف عن البكاء. والدة محمد زوجة ضابط في الجيش السوري من آل الصياصنة، من درعا. نسألها عن سبب بكائها، فتحتار من أين تبدأ.

تشير إلى ابنها الضاحك، وتسأل: «ما ذنب هذا الطفل ليفقدوه عقله»؟. محمد اقتادته القوات السورية من الصف السابع في المدرسة إلى المعتقل، بعد انشقاق والده عن الجيش. أودع الولد في السجن شهراً، تعرض خلاله للتعذيب ووالدته للابتزاز، للضغط على الوالد كي يسلّم نفسه.

يعيد محمد عبارات متقطعة عما حصل معه: «قال لي العساكر خلي أبوك يسلم حاله، أحسن ما نقوصك. جابوا عساكر دعسوا علي. قالوا لي إذا بدك تطلع على بيتك تلعب، قول وين أبوك. قلتـــلهم أبــوي ميت. جابوا صــورته وحــطوها قدامي. قلت هذا لا أعرفه. فضربوني وقالوا أنت واحد ابن ستين كلب». ويخرج محمد ليتراشق بالحصى مع الصغار.

تقول الوالدة إن ابنها «جنّ بعدما صعقوه بالكهرباء في رأسه مرات. اتصلوا بي وأسمعوني صوته وطلبوا أن أرشدهم إلى مكان والده، فرفضت. قلت لهم إن عندي تسعة أولاد آخرين وليس لي إلا زوج واحد. بعد شهر انشق أحد العناصر وهرّب معه محمد الذي هرّبته وأخوته إلى لبنان، وبعدها هرّب الشباب زوجي الذي صار مقعداً نتيجة إصابته».

ترفض الحديث عن إصابة زوجها، وتكتفي بالقول إنه «صاحب دين» أي أنه ينتمي إلى جماعة «الإخوان المسلمين». وتضيف: «ما الذي سأخاف عليه بعد هذا، عندي واحد جننوه والثاني أقعدوه… «الله ينتقم ممن ظلمنا، ويحرق قلبه جزاء ما فعله بنا… الآن نعيش في مسجد في رأس الجبل، تنقصنا الماء والكهرباء والتدفئة». ولكن، هل يدفعهم هذا الوضع لإعادة التفكير في الثورة؟ تجيب: «أبداً. ثورتنا لن نتراجع عنها. بشار ووالده ظلمونا 40 سنة، ولن نهدأ قبل أن يرحل». تروي كيف انطلقت الثورة من درعا «بعد اعتقال أطفال كتبوا على حائط إجاك الدور يا دكتور… لم يترك لنا ما نخاف عليه. أحلى شبابنا سقطوا شهداء، لكن الله سيعوضنا، ويقال إن كل شهيد يشفع لـ40 فرداً من عائلته. سنظل نحارب حتى يرحل. سنة وسنتين وثلاثاً، حتى لو أكلنا التراب».

نقص المياه مشكلة يتقاسمها النازحون مع الأهالي في عرسال، لكن غياب الإمدادات عن البيوت التي تؤوي النازحين يفاقم المشكلة، وتشكو أم حمزة من صاحب صهريج نقل المياه الذي «رفض الاعتراف ببطاقة الإعاشة، وطالب بأجرته نقداً».

إلى المياه، يتحسب النازحون لموسم الشتاء وهو قاسٍ في عرسال، والبيوت تفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات الصمود، من أبواب وشبابيك استعاض عنها الأهالي بقطع قماش، فضلاً عن الشكوى من عدم تأمين الكمية الكافية من الفرش والبطانيات «فيما الأطفال يرتجفون ليلاً من البرد والخوف».

لا مساعدات لبنانية لنازحي البقاع

الشكوى من عدم كفاية المساعدات لا تقتصر على النازحين، فمن خارج مبنى بلدية عرسال يمكن سماع النقاش الدائر في الداخل بين نائب رئيس البلدية أحمد الفليطي وناشطين في جمعيات أهلية ودولية، حول النواقص من أغطية شتوية وأغذية ومستلزمات الأطفال ووسائل تدفئة قبل حلول الشتاء.

يعرض الفليطي ملفاً دونت عليه عبارة: «مستعجل إنساني مأهول»، وفيه طلبات من مالكي 300 مبنى يقطنها نازحون، إلى المجلس النروجي لدعم اللاجئين الذي يتولى «تأهيل» المنزل بما يجعله صالحاً للسكن الاضطراري شرط قبول المالكين إسكان النازحين مدة لا تقل عن سنة من دون مقابل.

إلى المجلس النروجي تعمل جمعيات لدعم النازحين في عرسال، وليست بينها أي جمعية أو جهة حكومية لبنانية. المجلس الدنماركي لدعم اللاجئين يقدم مواد غذائية وحليباً للأطفال وحفاضات وأغطية وفرش. الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة خليفة بن زايد يقدمان خبزاً ومواد غذائية.

اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي تساعد في نقل الجرحى السوريين وتأمين أغطية وفرش. «أطباء بلا حدود» والمنظمة الطبية الدولية تقدمان مساعدات صحية، وتغطيان 85 في المئة من كلفة العلاج والنسبة الباقية يغطيها أزهر البقاع، فيما تعمل منظمة «ACF» لتأمين مساعدات مائية وإيجاد حلول لأزمة غياب الصرف الصحي التي يُتوقع أن تؤدي إلى مشاكل صحية وبيئية.

تلك المنظمات تؤمن جزءاً كبيراً من حاجات النازحــين الســـوريين، وإن كانت ثمة شكاوى من عدم التنسيق بينها، ما يؤدي إلى فائــض في مواد معينة وغياب في أخرى أساسية. لكن هذا الأمر يكشف مشكلة أخرى، هي مشكلة اللبنانيين النازحين من ســـورية. فأولئك بحسب الجمعيات الدولية ليســـوا لاجئين بل لبنانيون، بالتالي لا يحق لهم الاستفادة مما يُقَدم للاجئين السوريين. وبالنسبة إلى الحكومة اللبنانية هم نازحون شأنهم في ذلك شأن السوريين في البقاع أي التجاهل التام.

هذه المشكلة يتحايل عليها المعنيون بأمر النازحين في عرسال بأن يحصلوا على تقديمات من جمعيات لا تتبع معايير الأمم المتحدة في تصنيف اللاجئين، كالهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة خليفة بن زايد ومؤســـسات أخرى لا تعمل بالتعاون مع البلدية، مثل مؤسسة «قطر الخيرية» التي تنشط عبر جمعية «الإرشاد والإصلاح» و«الجماعة الإسلامية» وغيرهم. ولكن، يبقى وضع اللبنانيين أكثر صعوبة من أوضاع النازحين السوريين.

ليس بيننا مسلحون

يبدي أهالي عرسال تخوفاً من زج بلدتهم في الصراع السياسي على الأزمة في سورية. ويكثر بينهم من يحمّل المسؤولية للسلطات اللبنانية الغائبة عن ضبط الحدود، على رغم عدم وجود نقاط خلاف بين لبنان وسورية على طول الحدود في عرسال. مع ذلك يؤكد عدد من أبناء البلدة أنهم لم يشاهدوا مسلحين بين النازحين إلى البلدة ومحيطها، وإن كانت الأنباء عامة عن نقل جرحى عبر مشاريع القاع إلى عرسال، ومنها إلى المستشفيات لتلقي العلاج. هؤلاء وفق تأكيد البلدية يعودون إلى بلادهم، ولكن خمسة منهم ماتوا جراء الإصابة ودفنوا في عرسال بسبب عدم القدرة على نقل جثثهم إلى سورية.

كما دفنت في البلدة امرأتان واحدة مسنة وأخرى كانت مصابة بمرض السرطان في حين أعيد آخرون إلى سورية بعد تقديم رشوة إلى حرس الحدود.

لبنانيون يتمنون لو كانوا سوريين!

في الطبقة الثانية من منزل يملكه عضو في البلدية، تقطن عائلة لبنانية نزحت هرباً من القصف في بلدة جوسية السورية. العائلة مؤلفة من أب وأم وسبعة أطفال. يعمل الأب راعي ماشية يملكها أحد أبناء عرسال مقابل 300 ألف ليرة لبنانية (200 دولار) شهرياً، بينما يعمل ثلاثة من الأولاد في ورشة لبيع قطع السيارات المستعملة في البلدة.

تغيّب الأولاد عن المدرسة لعامين بسبب الأحداث في سورية. وعلى رغم قبول المدارس الرسمية تسجيل النازحين فيها، فإن كلفة الكتب وحدها لا طاقة للأهل على تحمّلها، فكيف إذا أضيف إليها بدل النقل (60 ألف ليرة لكل تلميذ).

تتحدث السيدة عن وضع عائلتها في سورية: «لم نكن من ذوي الأملاك، لكننا خسرنا بيتنا وعملنا وهربنا إلى عرسال، لنبدأ من الصفر». تحمل عتباً على البلد الذي تحمل هويته، وتقول: «دولتنا لم تنظر إلينا. والجمعيات تهتم بأمور السوريين فقط»، مشيرة إلى أن في سورية كثيرين من أصل لبناني عاشوا حياتهم سوريين واحتفظوا بالجنسية اللبنانية، فقط للتهرب من الخدمة العسكرية التي تصل في سورية إلى ثلاث سنوات ونصف السنة بينما لا تتعدى في لبنان السنة.

اللبنانيون الذين «تهجروا من سورية كما السوريون» متروكون لمصيرهم، فإن كانت المساعدات المقدمة إلى السوريين من مأوى إلى مأكل ومشرب ومدارس وطبابة، لا تكفي، فكيف حال مَن لم يُقدَّم إليهم شيء، سواء من مؤسسات بلدهم، أو من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التي تقدم شهرياً لكل فرد سوري (معدل أفراد العائلة هو 5) 46500 ليرة لبنانية. «لا أحد ينظر في وضعنا، وإذا قصدنا المستوصف للعلاج، يكون ذلك على نفقتنا»، تضيف السيدة.

                      الجيش التركي ردّ على قذيفة سورية جديدة

أردوغان لدمشق: لسنا بعيدين من حرب

    نيويورك – علي بردى/ العواصم – الوكالات

موسكو تدعو أنقرة الى ضبط النفس وتجنب تصعيد التوتر

الابرهيمي في السعودية الأربعاء ومجلس الأمن ندّد بانفجارات حلب

 حذر رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان أمس من ان بلاده “ليست بعيدة” من خوض حرب مع سوريا، ونبه الحكومة السورية الى انها سترتكب “خطأ فادحاً” اذا اختارت خوض حرب كهذه، الامر الذي يسلط الضوء على خطر انزلاق دول الجوار الى الصراع الدائر في سوريا والذي بدأ بانتفاضة لاسقاط الرئيس السوري بشار الاسد قبل اكثر من 18 شهراً. وتكررت الحوادث الحدودية لليوم الثالث بعد سقوط قذيفة من الجانب السوري على منطقة جبلية على مسافة 50 متراً داخل الاراضي التركية قرب قرية التينوزو في محافظة هاتاي، وردت المدفعية التركية بقصف مواقع سورية.

وسجل الحادث بعد يومين من قصف القوات التركية اهدافاً للجيش السوري رداً على سقوط قذيفة هاون على بلدة اكجاكالي المقابلة لمعبر تل ابيض في محافظة الرقة، مما اسفر عن مقتل خمسة أشخاص. وارسل الجيش التركي مزيداً من التعزيزات الى المناطق الحدودية مع سوريا.

 وفي وقت سابق قال مسؤول في وزارة الخارجية التركية ان سوريا سحبت دباباتها وقطع مدفعية أخرى بعيداً من الحدود مع تركيا عقب حادث اكجاكالي. وأضاف ان الخطوة السورية هي بمثابة جهد لازالة أي “مفهوم للتهديد”

 وفي موسكو، ناشدت وزارة الخارجية الروسية انقرة التحلي بضبط النفس وتجنب أي تحرك من شأنه تصعيد التوتر مع دمشق. وقالت: “نعبر عن أملنا في أن يتحلى الجانب التركي بضبط النفس وعدم الإقدام على أي خطوات تؤدي إلى مزيد من تدهور الوضع في المنطقة”.  وجددت تمسك موسكو بضرورة حل الازمة بين السوريين انفسهم بموجب قراري مجلس الامن 2042 و 2043 وبيان جنيف.

 وانضمت روسيا الخميس إلى سائر أعضاء مجلس الأمن في التنديد بالقصف السوري على اكجاكالي بعدما أدخل أعضاء المجلس الغربيون تعديلا على مسودة البيان لتهدئة بواعث القلق الروسية.

 وفي طهران، أعلن رئيس الأركان الإيراني الجنرال حسن فيروز آبادي ان نشوب حرب بين تركيا وسوريا لا يخدم الإسلام والمسلمين. ونقلت عنه وكالة “مهر” الإيرانية للأنباء ان “هذه الحرب مطلب أميركي وعلى مسؤولي البلدين السعي الى إحلال الهدوء على الحدود وعدم تدخل كل منهما في شؤون البلد الآخر”، وذلك في إشارة إلى الحوادث الحدودية الأخيرة بين تركيا وسوريا. وأضاف: “من الواضح ان أخطاء حدثت لكن الحرب لا تعالج هذه الأخطاء وستجعل هذين البلدين الإسلاميين يواجهان تحديات صعبة”.

     الابرهيمي

وفي نيويورك كشف ديبلوماسي دولي أن الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي سيصل الأربعاء المقبل الى السعودية في مستهل جولة جديدة في المنطقة تشمل أيضاً تركيا ومصر، وربما العراق ولبنان، في اطار مساعيه لايجاد تسوية للأزمة السورية.

وأوضح الديبلوماسي أن الابرهيمي “يرغب في زيارة ايران عندما تنجز الترتيبات الخاصة برحلة كهذه”، متوقعاً أن يزور سوريا بعد ذلك.

وقال ديبلوماسي غربي رفيع المستوى إن “هناك رغبة قوية لدى مجلس الأمن في الإستماع الى الابرهيمي بعد جولته الثانية في المنطقة”. ولم يستبعد أن يحصل ذلك مع نهاية الشهر الجاري. وأكد أن “من أولويات الابرهيمي ضم اللاعبين الإقليميين” الى المبادرة التي أطلقتها مصر بتشكيل رباعية اقليمية تضمها الى تركيا وايران والسعودية، مشيراً الى أن الأخيرة لم تشارك حتى الآن في اجتماعات هذه الدول. ولاحظ أن الابرهيمي “يعول كثيراً على بيان جنيف” الذي أصدر في نهاية حزيران الماضي بتوافق الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين، وعدد من اللاعبين الإقليميين. وهو “يشدد كثيراً أيضاً على عنصر توحيد المعارضة لايجاد مظلة قيادية يمكنها أن تنخرط في العملية السياسية المنشودة”.

وغداة توصل أعضاء مجلس الأمن ليل أول من أمس الى اتفاق على بيان صحافي يندد “بأشد العبارات” بالقصف السوري لبلدة أكجاكالي التركية مما “سلط الضوء على التأثير الخطير للأزمة السورية على أمن دول الجوار والسلام والأمن الاقليميين”، كما أصدر المجلس بياناً صحافياً ثانياً عن انفجارات حلب. وقال رئيس المجلس للشهر الجاري المندوب الغواتيمالي غيرت روزنتال إن أعضاء المجلس ينددون بـ”أشد العبارات” بـ”الهجوم الإرهابي” الذي تبنته “جبهة النصرة المتحالفة مع القاعدة”. وعبروا عن “تعاطفهم العميق وتعازيهم الصادقة لذوي ضحايا هذه الهجمات الشائنة وللشعب السوري”. وشددوا على أن “الإرهاب بكل أشكاله ومظاهره يشكل واحداً من الأخطار الجدية على الأمن والسلم الدوليين”، مذكرين الدول الأعضاء بأن “عليها أن تضمن أن الاجراءات المتخذة لمحاربة الإرهاب تمتثل لكل واجباتها بموجب القانون الدولي، وتحديداً القانون الدولي الإنساني والخاص باللاجئين وحقوق الإنسان”.

وفي التطورات الميدانية الداخلية في سوريا قال معارضون سوريون مسلحون إنهم سيطروا على قاعدة للدفاع الجوي فيها كمية من الصواريخ في الغوطة الشرقية قرب دمشق. وأعلن مقاتلون معارضون إسقاط مروحية فوق المنطقة. ص11

وللمرة الاولى استخدم النظام السوري طائرة حربية في قصف حي الخالدية بحمص التي قال ناشطون معارضون فيها إنها تعرضت لأعنف قصف مدفعي منذ أشهر.

أردوغان يحذر الأسد من «المغامرة» وموسكو تدعو أنقرة إلى «ضبط النفس»

قصف تركي على سوريا: لا تختبروا قدرتنا على الردع

جددت القوات التركية، أمس، قصف الأراضي السورية بحجة سقوط قذيفة هاون داخل أراضيها مصدرها سوريا، وذلك بعد ساعات من تهديد رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان دمشق من مغبة تكرار قصف الأراضي التركية، مؤكداً أن دمشق ستدفع «ثمناً باهظاً»، موضحاً «نحن لا نريد حرباً لكننا لسنا بعيدين عنها أيضاً»، فيما اعتبرت طهران أن «اندلاع الحرب بين تركيا وسوريا لا يخدم الإسلام والمسلمين»، وأن «هذه الحرب مطلب أميركي، وعلى مسؤولي البلدين السعي إلى إحلال الهدوء على الحدود وعدم التدخل في شؤون البلد الآخر».

وفي خطوة تعد تنازلاً لصالح الروس، أصدر مجلس الأمن الدولي بياناً يدين التفجيرات الانتحارية في حلب الأربعاء الماضي، وذلك بعد يوم من إصداره بياناً يدين القذيفة السورية التي سقطت على قرية اكجاكالي التركية، وأدت إلى مقتل خمسة أشخاص، مطالباً الطرفين بضبط النفس.

وأدان مجلس الأمن بـ«أشد العبارات الاعتداءات الإرهابية» التي خلفت 33 قتيلاً، وإصابة 122، في حلب الأربعاء الماضي. وقال المجلس، في بيان، إن هذه الاعتداءات تبنتها «جماعة جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة»، مقدماً «تعازيه الصادقة الى عائلات ضحايا هذه الأعمال الشنيعة وإلى شعب سوريا». وكرر «إدانة الارهاب بكل أشكاله وعزم (دول المجلس) على مكافحته».

وأكد المجلس أن «الارهاب يشكل» أحد أخطر التهديدات للسلم والأمن الدوليين»، موضحاً ان «أي عمل إرهابي يتصف بالإجرام ولا يمكن تبريره مهما كانت ظروفه». وكرر أن «التدابير المتخذة لمحاربة الارهاب ينبغي ان تحترم القوانين الدولية، وخصوصاً تلك المتعلقة بحقوق الإنسان».

وقال ديبلوماسيون في مجلس الأمن إن روسيا أصرت على البيان بشأن تفجيرات حلب مقابل دعمها للبيان بشأن سقوط قذيفة سورية على تركيا.

وذكرت قناة «إن تي في» التركية ووكالة «الأناضول» أن الجيش التركي رد على قصف مدفعي جديد مصدره سوريا للأراضي التركية، وتحديداً لمحافظة هاتاي في جنوب شرق البلاد.

ونقلت «الأناضول» عن مكتب محافظ هاتاي قوله إن قذيفة هاون مصدرها سوريا سقطت في منطقة جبلية داخل الأراضي التركية على مسافة 50 متراً من الحدود، من دون وقوع إصابات، موضحاً أن القوات التركية ردت فوراً على سقوط القذيفة.

ويأتي هذا الحادث الجديد بعد يومين من سقوط قذيفة سورية في قرية اكجاكالي التركية الحدودية، أسفرت عن مقتل خمسة أتراك، ورد الجيش التركي على دفعتين على القذيفة.

وكانت وكالة «اسوشييتد برس» نقلت عن مسؤول في وزارة الخارجية التركية قوله إن سوريا سحبت دبابات ومعدات عسكرية أخرى بعيداً عن الحدود التركية، بعد القصف المدفعي التركي أمس الأول. وأوضح أن عملية سحب سوريا للقطعات العسكرية تهدف إلى «إزالة أي فعل تهديدي».

وعزز الجيش التركي وجوده على الحدود مع سوريا، وانتشرت دبابات وقطع مدفعية وجهت فوهاتها إلى الأراضي السورية، كما جابت آليات عسكرية شوارع البلدة المقابلة لمعبر تل ابيض الحدودي، الذي يسيطر مسلحون على الجانب السوري منه منذ منتصف أيلول الماضي.

ووجه اردوغان تحذيراً جديداً لسوريا من مغبة تكرار قصف الأراضي التركية. وقال، في خطاب في اسطنبول، «نحن لا نريد حرباً لكننا لسنا بعيدين عنها أيضاً. هذه الأمة وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم بعد خوضها حروباً عبر القارات».

وأضاف «أقول لمن يحاولون اختبار قدرة تركيا على الردع والحسم وقدراتها، من هنا إنهم يرتكبون خطأ قاتلا. وعندما أقول إن من يريد السلام عليه أن يستعد للحرب فإن ذلك يعني أنه عندما يحين الوقت تصبح الحرب مفتاح السلام».

وتابع «أقولها مجدداً لنظام (الرئيس بشار) الأسد ولأنصاره: لا تغامروا باختبار صبر تركيا. تركيا ستخرج من هذا الحادث منتصرة من دون أي خدش وستواصل طريقها، أما انتم فستسحقون تحته، ستدفعون ثمناً باهظاً جداً».

وكررت موسكو دعوة أنقرة إلى التحلي بضبط النفس وتجنب أي تحرك من شأنه تصعيد التوتر مع دمشق. وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، «نعبر عن أملنا في أن يتحلى الجانب التركي بضبط النفس وعدم الإقدام على أي خطــوات تؤدي إلى مزيد من تدهور الوضع في المنطقــة». وكرر البيان «تمسّك روسيا بضرورة حل الأزمة السورية من قبل السوريين أنفسهم وفق قراري مجلس الأمن 2042 و2043 وبيان جنيف».

طهران

وقال رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء حسن فيروز آبادي، في طهران، إن «اندلاع الحرب بين تركيا وسوريا لا يخدم الإسلام والمسلمين»، مضيفاً إن «هذه الحرب مطلب أميركي، وعلى مسؤولي البلدين السعي إلى إحلال الهدوء على الحدود وعدم التدخل في شؤون البلد الآخر».

وتابع «من الواضح أن أخطاء حدثت، ولكن الحرب لا تعالج هذه الأخطاء، وستجعل هذين البلدين الإسلاميين يواجهان تحديات صعبة». وأكد «ضرورة إنهاء التحديات الراهنة بين تركيا وسوريا وضرورة إيلاء مسؤولي البلدين اهتمامهم بهذا الموضوع»، معرباً عن أمله أن «يتجاوز المسؤولون السوريون والأتراك هذه المرحلة الحساسة من خلال اعتماد اليقظة والالتزام بالقيم الدينية وضبط النفس». وقال «استناداً إلى العقل والدين فإن أي شخــص لا يقبل بوقوع حرب بين الدولتــين المسلمتين، لذا يجب وقف هذه الاشتباكات الحدودية والتدخلات الخارجية بأسرع وقت ممكن».

الإبراهيمي

وكرر المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، في مقابلة مع قناة «سي إن إن» بثت امس، أنه «ليس لديه خطة محددة لوقف أعمال العنف التي تشهدها سوريا»، مشيراً إلى أن «الحل يحتاج إلى خطة تلقى قبولا من قبل جميع الفصائل السورية من ناحية ومن الدول التي لها مصالح أو نفوذ (أو كليهما) داخل سوريا من جهة أخرى».

وأعرب الإبراهيمي عن أمله «ألا يتم تصعيد الموقف الملتهب حالياً بين سوريا وتركيا»، مشيراً إلى أنه «تحــدث إلى مســؤولين من كلا الطرفين في محاولة منه لتــهدئة مشاعر كل منــهما، وأن الجانب السوري حمله رسالة إلى تركيا مفــادها أن الحادث وقع عن طريق الخطــأ، وأن دمشق تأسف لسقوط هؤلاء القتــلى وتتمنى ألا يتــكرر ذلك، بينــما الجانب التركي طلب ضمانات لعدم حدوث ذلك مجدداً».

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان الى «مقتل 99 شخصاً في أعمال عنــف في مناطق سورية مختلفة، هم 38 مدنياً و24 مقاتلاً معارضاً و37 جندياً نظامياً».

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

«هلال كردي» ملتهب يحاصر تركيا:

«توازن رعب» في خضم الأزمة السورية

نادر عز الدين

في خضم المواجهات العنيفة التي يخوضها الجيش السوري مع المسلحين، وتركيز العدسات والأقلام على دمشق وحلب، يغيب الإعلام غيابا شبه كلي عن بعض الأحداث البارزة التي يمكن أن تؤثر على السياسة الإقليمية في التعاطي مع الملف السوري.

ومن أهم هذه الأحداث، تصاعد حدة هجمات حزب العمال الكردستاني داخل تركيا، حيث امتدت عملياته العسكرية مؤخرا لتطال العاصمة أنقرة، هذا عدا المعارك الضارية التي يخوضها يومياً ضد الجيش والقوى الأمنية التركية، والتي يسقط ضحيتها عشرات القتلى والجرحى من كلا الطرفين.

صحيح أن الصراع بين الطرفين ليس وليد اليوم، ولكن التطور النوعي الذي أحدثه «الكردستاني» في عملياته العسكرية منذ العام الماضي والتبدل في استراتيجيته المتبعة منذ عشرات السنين، كان محط تساؤلات واتهامات عديدة، خاصة أنه ترافق مع التطورات الدامية في سوريا.

واتهمت تركيا صراحة النظام السوري بدعم الأكراد لوجستياً وعسكرياً، ولمّحت إلى تورّط إيران، في العديد من التقارير الاستخباراتية التي أشارت فيها إلى تحركات مشبوهة لحزب «الحياة الحرة» (بيجاك) الكردي بعلم طهران. كما هددت باستهداف المناطق الكردية التي انسحب منها الأمن السوري إن تحولت لقواعد تشن منها عمليات عسكرية ضدها. حتى أن البعض تحدث عن «هلال كردي» ملتهب يحاصر أنقرة، يبدأ في إيران، ويمر بالعراق، وينتهي في سوريا.

اتهامات وتهديدات اعتبرها محللون سياسيون «فارغة من أي دليل» ووضعوها في خانة «التهويل الإعلامي» لحكومة تعيش مأزقاً حقيقياً مع جيرانها، مستندين في رأيهم إلى عدة عوامل، ومنها عدم استخدام الحدود السورية – التركية في أي عملية عسكرية للأكراد، وإلى الطبيعة الجغرافية لهذه الحدود التي لا تصلح لشن عمليات كهذه.

وفي ظل غياب أي تعليق رسمي من سوريا أو إيران حول هذا الموضوع، تبقى كل الاحتمالات واردة في سياسة تقاطع المصالح، حتى ولو اقتضى الأمر اللعب على «حافة الهاوية» مع طائفة تبدو كأنها تستعد بهدوء «للانفصال» عن سوريا وتحقيق حكم ذاتي في شمال البلاد في حال استمرار الأزمة أو سقوط النظام، حسبما أوردت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية.

فالخطر يكمن في إقحام الأكراد بالصراعات الإقليمية بأجندة هؤلاء الخاصة، أي حلمهم بإقامة دولة كردستان التي تتضمن أجزاء إيرانية وعراقية وسورية وتركية، لذا سعى الجميع في السنوات الأخيرة إلى الحد من الطموح الكردي حفاظاً على مصلحة هذه الدول. إلا أن التطورات الأخيرة في سوريا، أعادت خلط الأوراق، فبرزت الورقة الكردية من جديد على كل المستويات، السياسية والأمنية والاجتماعية، وكل طرف يسعى جاهداً لاستمالة الأكراد، فالمعارضة السورية استطاعت ضم «المجلس الوطني الكردي» و«حزب المستقبل الكردي» وبعض الشخصيات المستقلة، بغض النظر عن الخلافات الأساسية التي تعصف بين هذه الأحزاب من جهة و«المجلس الوطني السوري» من جهة أخرى.

سوريا تحاول استمالتهم إلى صفها

في المقابل، عملت القيادة السورية على ما يبدو، على إخراج الأكراد من تجاذبات الضغط ومحاولة استمالتهم إلى صفها، مستفيدة من عدة عوامل:

1ـ العلاقة التاريخية التي تربط ما بين القيادة السورية وحزب العمال الكردستاني، الذي تأسس في وادي البقاع في لبنان في العام 1978، وقد دعمت موسكو تطوره بهدف زعزعة استقرار تركيا التي كانت تمثل عضواً بارزاً في حلف شمال الأطلسي خلال «الحرب الباردة».

2ـ الاعتراف الرسمي بالأكراد كجزء من مكونات المجتمع السوري، والعمل على منحهم الجنسية السورية بعد أن كانوا يعتبرون من مكتومي القيد. وفي أواخر العام 2011 سمحت دمشق لـحزب الاتحاد الديموقراطي (الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني) بفتح ست مدارس لغات كردية في شمال سوريا.

3ـ العداوة بين الاكراد والسلطة منذ عهد أتاتورك، فهم في مواجهة دائمة ومفتوحة مع أنقرة.

لا إعلان رسمياً حتى اللحظة عن التقارب بين الطرفين، لا من جانب النظام السوري ولا من جانب قيادة «الكردستاني»، لكن الإشارات التي تدل على التحالف الصامت بينهما تتكثف، ومنها:

1ـ إنهاء «الكردستاني» هدنته مع تركيا مع بداية الأزمة السورية في شباط العام 2011. وكانت الرسالة الأولى في 14 تموز، أي بعد حوالي الشهر من الحديث عن «منطقة عازلة» على الحدود التركية – السورية، حين قتل مقاتلو الحزب 13 جندياً تركياً في واحدة من أعنف المواجهات بين الطرفين. وتتالت بعدها الهجمات والتفجيرات التي استهدفت ضباطاً وجنوداً وقوافل عسكرية، بالإضافة إلى وزارات في أنقرة.

2ـ تهديد رئيس اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني مراد قره يلان، بأن أي تدخل تركي في شؤون أكراد سوريا، أو أي هجوم عليهم، سيحوّل «كردستان» إلى ساحة حرب ضد تركيا.

3ـ انسحاب الأمن السوري فجأة من بعض المدن والقرى التي يقطنها الأكراد في مناطق شمال شرق سوريا وشمال غربها على الحدود مع تركيا، وتسليمها لحزب الاتحاد الديموقراطي، الذي رفع الأعلام الكردية على الإدارات والمؤسسات والمباني وصور زعيم «الكردستاني» عبدالله أوجلان، وأقام حواجز تفتيش، بالتوازي مع تدريبات لكوادره لإدارة هذه المناطق أمنياً وإدارياً وسياسياً واجتماعياً، والعمل على توسيع نطاق سيطرته. كما ساهمت هذه الخطوة بإنشاء «هلال» كردي ملتهب يطوّق تركيا، عبر حدودها في الجنوب من إيران مروراً بالعراق فسوريا، ويكون شوكة في خاصرتها، وينقل المعركة إلى أراضيها في ما لو حاولت التقدم باتجاه الأراضي السورية لإقامة منطقة عازلة أو آمنة، فينفجر اللغم الكردي فيها، وتغرق في حرب مدمرة مع عدوها التاريخي.

4ـ أصبحت الهجمات أكثر دقة في الأيام الماضية، مع ازدياد ملحوظ في حجم الخسائر العسكرية، كما شمل بنك الأهداف أيضاً طائرات استطلاع تركية، ومدعياً عاماً وغيره من الشخصيات المدنية التابعة للحكومة، مع تخوّف من توسع العمليات لتشمل نخبة المجتمع المقربة من حزب العدالة والتنمية الحاكم، في صورة تشبه تلك الموجودة في سوريا، حيث تقوم المجموعات المسلحة باغتيال إعلاميين وأطباء ومهندسين وقضاة ومحامين وغيرهم من النخبة المقربة من حزب البعث الحاكم.

سوريا وإيران و«الكردستاني»

وترى أنقرة أن طبيعة هذه الهجمات التي تشن منذ حوالي العام، بالإضافة إلى حجمها ونوع الأسلحة المستخدمة فيها والمناطق التي يتحرك فيها جغرافيا حزب العمال الكردستاني، تشير إلى تلقيه دعما قوياً من النظامين الإيراني والسوري. لكن الكاتب والمحلل السياسي التركي فائق بولوت يرى أن «اتهامات الحكومة التركية للنظامين السوري والإيراني بدعم حزب العمال الكردستاني واهية وفارغة وغير موضوعية، ولا دليل عملياً يثبت صحتها».

ويضيف «يمكن أن نقول إن الحكومة السورية تجاهلت تحركات الأكراد، ولكن هناك مخاوف جدية في سوريا من انفصال المناطق الكردية، ومن دون شك فإن حزب العمال الكردستاني استغل التوتر والأزمة في سوريا ليعزز مكانته هناك، ويصعّد هجماته ضد الأتراك، لكنه يتحرك فعلياً ضمن نطاق كردستان العراق، ويستفيد من الثغرات الأمنية التركية هناك، ولا يستخدم الأراضي السورية قواعد له أو منطلقاً لعملياته، فالطبيعة الجغرافية للحدود التركية – السورية غير ملائمة أصلاً لشن الهجمات، لذا لا يمكن القول إن النظام السوري هو من يحركه».

ويتابع بولوت لـ«السفير»، «حاولت الحكومة التركية تطبيق سياسة الانفتاح وإرساء هدنة مع حزب العمال، إلى أن بدأت أزمة سوريا وطلبت الولايات المتحدة من تركيا التدخل ودعم سياستها، وبالمقابل طلبت أنقرة الدعم الأميركي لسحق الحزب الكردي، وتخاذلت بعدم توقيعها على الاتفاق الذي توصلت إليه مع الأكراد في أوسلو، فرد الكردستاني بالتصعيد».

أما عن انسحاب الأمن السوري من المناطق الكردية، فيقول بولوت إن «النظام نقل القوات إلى المناطق الساخنة واستفاد منها، خاصة في حلب، ولم يكن الهدف أبداً تسليم هذه المناطق للأكراد، إلا أنهم استغلوا الفراغ الأمني واستولوا عليها».

في المقابل، يؤكد الصحافي التركي كمال بياتلي لـ«السفير» أنه منذ بدء الصراع التركي – الكردي «لم يحصل حزب العمال الكردستاني على دعم واسع كما اليوم، فالعمليات تشير إلى الدعم الكبير الذي يلقاه من جهات عدة». ويوضح «كانت عمليات حزب العمال الكردستاني بسيطة، وفي أحسن الأحوال كانت تتسلل مجموعة من 50 عنصرا وتنفذ عمليات محدودة النطاق، ولكن بعد الأحداث أصبحت العمليات المسلحة تأخذ طابعاً جديداً، حيث يقوم 300 عنصر بمهاجمة كتيبة ويحاولون السيطرة على بعض المناطق، وهذا تبدل في استراتيجية حزب العمال».

ويستشهد بياتلي بتصريح لـ«رئيس» إقليم كردستان مسعود البرزاني بأن «الإقليم يدرب عدداً من المقاتلين الأكراد السوريين بهدف تمكينهم من حماية مناطقهم». ويشكك الصحافي التركي بحجة البرزاني، واضعاً هذه التدريبات في خانة «استهداف تركيا». والجدير بالذكر هنا أن تصريحات البرزاني أحدثت جدلاً واسعاً في العراق، واتهم الإقليم بتدريب أكراد سوريا للقتال ضد النظام.

ويضيف بياتلي «مع تزايد الدعم التركي للمعارضة السورية، بدأت إيران تغض النظر عن حزب الحياة الحرة الكردي. وتقول بعض التقارير الاستخباراتية إن النظام الإيراني يدعمهم، بالإضافة إلى انسحاب الأمن السوري من المناطق الكردية في الشمال وتركها في عهدة الميليشيات، وكل هذا يدل على الدعم الإيراني ـ السوري للأكراد».

تركيا أمام «خيارين»

ومهما كانت أسباب سحب العناصر الأمنية من المناطق الكردية، والتي هي في المناسبة ليست بالضخامة التي صوّرها الإعلام، إذ انه بموجب «اتفاقية أضنه» لا يمكن لسوريا أصلاً إرسال جيشها إلى الحدود التركية، فإن خطوة النظام السوري أثارت الجانب التركي، وانصبّ النقاش الداخلي على الموضوع الكردي نظرا لحساسيته البالغة، كما لمفاعيله وانعكاساته الخطيرة في تركيا، وأمام هذه المعضلة سعت أنقرة إلى اجتراح الحلول للتصدي للخطر الكردي، فوجدت نفسها أمام خيارين:

1- الخيار الأمني: عندما قام الأمن السوري بالانسحاب من المناطق الكردية، أعلنت حكومة رجب طيب اردوغان إمكانية الدخول إلى سوريا لملاحقة العناصر الكردية المعادية إذا ما تحوّلت المنطقة إلى ملاذ آمن لحزب العمال الكردستاني، على غرار ما هو حاصل في شمال العراق. وقد أرسلت بالفعل وتواصل إرسال تعزيزات عسكرية على طول الحدود مع سوريا، لكن نوعية وحجم التعزيزات لا تشير إلى أنها مخصصة لمواجهة «الكردستاني» فقط، فهي تتضمن بطاريات صواريخ مضادة للطائرات ومدرعات، بالإضافة إلى وحدات متخصصة في الحرب الكيميائية.

2- خيار احتواء الأزمة: وهذا الخيار هو الأفضل لأنقرة حتى لا تصل إلى الانفجار في مرحلة سقوط سياسة «صفر مشاكل» وتعاظم الأزمات مع إيران وسوريا والعراق، إذ ان التوقيت ليس مناسباً للتهور وفتح جبهات قد تغرق تركيا في حرب مدمرة، خاصة أن آخر إحصاء في تركيا أظهر رفض المواطنين لأي تدخل عسكري في سوريا، حيث رفض 80 في المئة من الأتراك، بحسب استطلاع للرأي أجرته مؤسسة «مارشال» الأميركية، تورط بلادهم في أي عمل عسكري في سوريا. وتدل نتيجة الاستطلاع على خوف الشارع التركي من الانجرار إلى حرب مع سوريا، وعلى الاعتقاد بأن أنقرة انغمست في المشكلة السورية أكثر مما يجب، بحسب بياتلي وبولوت.

وفي هذا الإطار، يوضح بياتلي أن «تركيا لا تفكر بالتدخل العسكري في سوريا إلا في حال حدوث اعتداء كبير عليها»، مضيفا «الفوضى تعم سوريا ومن المنطقي أن تقوم تركيا بحماية أراضيها عبر إرسال تعزيزات عسكرية إلى الحدود»، كما أن «بعض العناصر الإرهابية، التابعة للنظام السوري وحزب العمال الكردستاني، بدأت تتسلل مع اللاجئين».

ويضع بولوت ردة الفعل التركية في إطار «التهويل الإعلامي والعسكري»، مستبعداً بدوره أي تقدم للجيش التركي باتجاه الأراضي السورية. ويضيف المحلل السياسي التركي قائلاً إن «الحكومة في مأزق، لذا طلب رئيس الحكومة الحوار مجدداً مع حزب العمال الكردستاني، فبعد مراجعة التطورات الأخيرة، فهم اردوغان أنه لا يمكن حل المشكلة عسكرياً، فهذه ليست حرباً تقليدية ولا يمكن للجيش التركي أن يتقدم نحو المعسكرات الكردية، وهو في أحسن الأحوال يبقى بعيداً عنها لمسافة 10 كيلومترات». لكن بياتلي يرى انه من الصعب جداً تحقيق ذلك، لأن الأكراد يعتبرون أن ما يحصل هو جزء من «الربيع الكردي».

في المحصلة، أدى التبدل في استراتيجية حزب العمال الكردستاني، والذي تبلور في تصاعد عنيف للعمليات العسكرية، إلى كبح الجماح التركي، وإلى طرح أردوغان مجدداً ورقة التفاوض مع الأكراد. أضف إلى ذلك ثني الحكومة التركية عن القيام بأي خطوة فعلية لإقامة مناطق عازلة أو آمنة أو غيرها في سوريا، فاقتصر دور أنقرة على التهديد والوعيد، وتمرير السلاح إلى مقاتلي المعارضة بالإضافة إلى إيوائهم وتدريبهم.

وإن كان لسوريا دور فعلي في دعم الأكراد، فيمكننا القول إنها حرب بالوكالة يخوضها النظام لإرساء «توازن رعب» مع أنقرة، وعلى ما يبدو، فإن حدتها ستزداد تباعاً في الأشهر المقبلة، وسيرتفع عدد القتلى الأتراك مع ارتفاع عددهم لدى الجيش السوري، بانتظار حل سياسي يحد من تدفق أنهار الدماء.

لهذه الأسباب لن تقع حرب تركية ـ سورية

محمد نور الدين

إصدار البرلمان التركي قرارا بالموافقة على مذكرة الحكومة السماح بضرب أهداف خارج البلاد، ومنها سوريا، تحوّل إلى موضوع جديد للانقسام في تركيا، حيث اعتبر المعارضون للمذكرة أنها دعوة للسقوط في الفخ السوري وإرسال الأبناء إلى الموت، بينما أكد مؤيدوها أنها ليست للحرب بل «للردع» كما أشار رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان شخصيا إلى ذلك.

وشنت صحف المعارضة حملة كبيرة على المذكرة، فجاء في عناوين صحيفة «جمهورييت» «التاريخ لن يغفر..الشعب قال لا» للحكومة. وفي صحيفة «بوكين» «دعوة أبنائنا إلى الموت»، وفي «أقشام» «الحرب على المذكرة»، وفي «بركون» «الأداة (الحكومة) نالت تفويضها»، وفي «آيدينليق» «مذكرة الجريمة»، وفي «ايفرينسيل» «لا للحرب»، وفي «غونيش» «هل ذاهبون إلى حرب عالمية؟» وفي «مللي غازيتيه» «انتهت الديبلوماسية». أما الصحف المؤيدة للحكومة فأجمعت على اعتبار المذكرة رسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد كي يفكر بالعواقب، والى أنها مذكرة ردع ودعوة للعقلانية.

ويكتب سادات ارغين في «حرييت» ان مذكرة الحكومة أعادت السجال حول سياسة الحكومة تجاه سوريا. وقال إن المذكرة لن تغير موقف الرأي العام، الذي أكد في خمسة استطلاعات رأي متتالية معارضته هذه السياسة حتى لو جاء قرار التدخل العسكري من جانب الأمم المتحدة.

ففي استطلاع لمؤسسة «مارشال» الأميركية أعرب 57 في المئة عن معارضتهم سياسة تركيا تجاه سوريا، وفي استطلاع لمؤسسة «آندي – آر» التركية عارض 67 في المئة هذه السياسة. وفي استطلاع لشركة «غزيجي» اعلن 64 في المئة انهم ضد هذه السياسة. وبين هذا الاستطلاع بالذات أن 29 من قاعدة حزب العدالة والتنمية نفسها تعارض سياسة الحكومة تجاه سوريا.

وفي استطلاع لصحيفة «خبر تورك» جاء ان 61,5 في المئة يعارضون هذه السياسة، بينما يعارض التدخل العسكري التركي في سوريا 80 في المئة. وفي استطلاع لشركة «متروبول» جاء ان 56 في المئة لا يؤيدون الحكومة في سياستها السورية. وهنا اشارة مهمة، وهي ان مؤيدي سياسة الحكومة قبل انتخابات حزيران العام 2011 كانت نسبتهم 45 في المئة بينما كان يعارضها 40 في المئة. وهذا يعكس التحول الكبير ضد الحكومة منذ سنة ونيف وحتى الآن. وحتى سياسة الحكومة بفتح معسكرات للاجئين السوريين يعارضها 52 في المئة ويؤيدها 42 في المئة.

وحتى داخل حزب العدالة والتنمية فإن مؤيدي إقامة مخيمات اللاجئين بلغت 50 في المئة فقط، وعارضها 45 في المئة. كما يعارض على مستوى تركيا 66 في المئة تدفق اللاجئين على تركيا.

ويقول الكاتب انه لا حاجة أبدا للتعليق على هذه الأرقام التي تحكي بنفسها عن المعارضة الكبيرة لسياسة تركيا تجاه سوريا، ولا سيما التدخل العسكري الذي لا يؤيده أكثر من 16 في المئة من الأتراك، بينما يعارضه فوق 76 في المئة بحسب آخر إحصاء.

ويقول الكاتب يالتشين دوغان انه «بمعزل عن الأسباب فإن السياسة الخارجية لأنقرة تأخذ تركيا إلى حافة الحرب ولا تعير انتباها للانتقادات. وانتقد مذكرة الحكومة التي كتبت على عجل، والتي تجعل الجغرافيا من البحر المتوسط الى الصين مجالا لوظيفة القوات التركية، بينما كان يجب تحديد المجال الجغرافي لعمل الجيش كما هو حاصل في المذكرة الخاصة بالعراق. كانت الحكومة بحاجة لهذه المذكرة، لكن أحدا لا يعرف ماذا ستفعل».

وفي «ميللييت» كتبت أصلي آيدين طاشباش قائلة انه «لا حاجة لتظاهرات في تركيا ضد الحرب، فلن تقع الحرب بين تركيا وسوريا. فكل القوى من روسيا والصين والغرب وايران لا يريدونها. وهي حرب ان حدثت فستكون حربا مذهبية، لذا يخافها الجميع، وأي محاولة لاحتلال سوريا او تدخل تركيا بمفردها ستكون انتحارا».

وتضيف الكاتبة «لم يعد أحد لا يعرف أن واشنطن لا تريد الحرب، ولا تعطي الضوء الأخضر لمنطقة عازلة او منطقة حظر طيران أو ممرات إنسانية. الهمّ الأساسي لضفتي الأطلسي الأزمة الاقتصادية ومن بعدها إيران. كل هذا يجبر تركيا على سلوك النهج السياسي، وهي لن تغامر في التدخل بمفردها، رغم الحقن الذي تتعرض له. لكن ما دامت الحرب في الداخل السوري مستمرة، وما دام الأسد لم يرحل، فإن تركيا لن تعرف الطمأنينة».

معارضون: مسلحون يسقطون طوافة وقصف عنيف وغارات على حمص

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، تعرض مناطق في حمص لغارات وقصف مدفعي عنيف، فيما تضاربت التقارير حول «تحرير» حي الصاخور في حلب.

وذكر المرصد، في بيانات، أن «المسلحين اسقطوا طوافة عسكرية سورية في الغوطة الشرقية بريف دمشق». وذكرت «الهيئة العامة للثورة السورية» إن «الطيارين هبطوا بالمظلات في البساتين الواصلة بين المحمدية وكفربطنا، وتم أسرهم فورا».

وبث معارضون على موقع «يوتيوب» الالكتروني أشرطة مصورة لسقوط الطوافة. وسمع صوت المصور وهو يقول «الله اكبر. لواء ابو موسى الأشعري. الله اكبر. إسقاط طوافة».

وقال مسلحون إنهم سيطروا على قاعدة للدفاع الجوي، بها كمية من الصواريخ، خارج دمشق. ويظهر مقطع مصور بث أمس على موقع «يوتيوب» اقتحام المسلحين للقاعدة في منطقة الغوطة الشرقية على بعد بضعة كيلومترات إلى الشرق من دمشق أمس الأول.

ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر رسمي قوله «حررت وحدات من قواتنا المسلحة في عمليات نوعية ثمانية مدنيين اختطفتهم مجموعات إرهابية مسلحة في قدسيا بريف دمشق».

وأشار المرصد إلى تعرض حي الخالدية في حمص «لقصف هو الأعنف منذ خمسة أشهر، حيث شاركت طائرة حربية للمرة الأولى باستهداف الحي، تزامنا مع قصف بالمدفعية وقذائف الهاون وتعزيزات في محيطه». وأشار معارضون إلى تعرض عدد من المناطق الأخرى في حمص وريفها إلى قصف مدفعي عنيف.

وفي حين ذكر التلفزيون السوري أن القوات النظامية «طهرت حي الصاخور من الإرهابيين والمرتزقة»، قال المرصد «يتعرض حي الصاخور شرق حلب لقصف عنيف، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة قرب دوار الصاخور».

وقال المرصد «شهدت مناطق سورية عدة تظاهرات رغم أعمال العنف المستمرة، طالبت بتسليح المعارضة وإسقاط النظام. وتخلل تظاهرات جمعة نريد سلاحا لا تصريحات لحماية أطفالنا من القتل اعتقال القوات النظامية 20 شخصا في حماه».

وفي كفرنبل بمحافظة إدلب رفع المشاركون في التظاهرات لافتة كتب عليها «كفرنبل تدين بشدة اعتداء العدو الاسدي على الجارة التركية وتدعو جميع الأطراف لضبط النفس».

الى ذلك، ذكرت وكالة «فرانس برس» انها تلقت بيانا من مجموعة تطلق على نفسها «علويون احرار» دعت فيه «العلويين للانضمام الى الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام». وتتألف المجموعة من نحو 20 ناشطا علويا شاركوا في مراحل مختلفة من الاحتجاجات المطالبة بسقوط النظام.

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

“المجلس الوطني السوري” يوسع مشاركة الميدانيين ويرفع عدد اعضائه الى 600

اعلن رئيس “المجلس الوطني السوري” عبد الباسط سيدا عن “اعادة هيكلة” للمجلس تشمل بشكل خاص توسيع مشاركة القوى الميدانية الموجودة في الداخل وزيادة عدد اعضائه من 300 الى 600 عضو.

وقال سيدا في مؤتمر صحافي عقده في اسطنبول ان “اعادة هيكلة المجلس تتضمن فتح المجال امام العديد من المكونات التي ستنضم الى المجلس كما سيصار الى انتخاب الهيئات القيادية” في هذا المجلس، مشيرا الى ان “القوى الشبابية ستشكل حوالى ثلث اعضاء المجلس كما ستأخذ المرأة مكانتها”.

من جهته، قال سمير النشار عضو المكتب التنفيذي ان لجنة العضوية واعادة الهيكلة في المجلس قررت “استيعاب المزيد من قوى الحراك الثوري والسياسي والميداني ومنظمات المجتمع المدني الناشىء، وتعزيز قيم الديموقراطية في المجلس بالانتقال من التوافق السياسي الى اختيار الهيئات القيادية عبر الانتخاب”.

واعلن النشار انه تقرر “زيادة تمثيل قوى الحراك الثوري والميداني الى ما يزيد عن ثلث اعضاء المجلس (اي اكثر من 200 عضو) عبر اضافة 39 مكونا ثوريا جديدا” موضحا ان “كل القوى التي نشأت خلال الثورة تمت اضافتها تقريبا”.

واضاف ان “منظمات المجتمع المدني باتت تشكل 10 في المئة من اعضاء المجلس بعد اضافة 24 منظمة مجتمع مدني جديدة الى المجلس، كما تم رفع نسبة تمثيل المرأة الى نسبة 15 في المئة من اعضاء المجلس”.

(ا ف ب)

مجلس الامن يدين “الاعتداءات الارهابية” التي استهدفت حلب الاربعاء

نيويورك (الامم المتحدة) ـ (ا ف ب) – دان مجلس الامن الدولي الجمعة ب”اشد العبارات الاعتداءات الارهابية” التي خلفت نحو خمسين قتيلا معظمهم من الجنود السوريين النظاميين الاربعاء في مدينة حلب بشمال سوريا.

وذكر المجلس بان هذه الاعتداءات تبنتها “جماعة جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة”، مقدما “تعازيه الصادقة الى عائلات ضحايا هذه الاعمال الشنيعة والى شعب سوريا”.

وكرر البيان الصادر عن الدول ال15 الاعضاء في المجلس “ادانة الارهاب بكل اشكاله” و”عزم (تلك الدول) على مكافحته”.

واعتبر اعضاء المجلس ان الارهاب يشكل “احد اخطر التهديدات للسلم والامن الدوليين”، مؤكدين ان “اي عمل ارهابي يتصف بالاجرام ولا يمكن تبريره” مهما كانت ظروفه.

وكرر المجلس ايضا ان “التدابير المتخذة لمحاربة الارهاب ينبغي ان تحترم القوانين الدولية، وخصوصا تلك المتعلقة بحقوق الانسان”.

وافاد دبلوماسيون ان روسيا اقترحت على المجلس ان يتبنى هذا الموقف عندما كانت المشاورات جارية لاتخاذ موقف من الحادث الحدودي الاخير بين تركيا وسوريا. وقد سهل هذا التنازل لمصلحة موسكو ودمشق التوصل الى تسوية بعد ساعات من التفاوض.

وقتل 48 شخصا على الاقل معظمهم من العسكريين واصيب مئة اخرون الاربعاء في ثلاثة اعتداءات بواسطة سيارات مفخخة استهدفت مدينة حلب التي تشهد منذ نهاية تموز/يوليو معارك شرسة بين الجيش النظامي السوري والمقاتلين المعارضين.

وبعد مفاوضات طويلة بين الدول الغربية وروسيا، اصدر مجلس الامن مساء الخميس بيانا ندد فيه بقصف سوريا لقرية تركية حدودية داعيا البلدين الجارين الى ضبط النفس.

قصف واشتباكات في حمص وانتشار أمني في حي المهاجرين بدمشق

بيروت- (ا ف ب): قتل عشرة اشخاص صباح السبت في قصف واشتباكات في قرية بريف حمص وسط سوريا، مع استمرار استهداف القوات النظامية لحي الخالدية وسط المدينة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد “ارتفع إلى عشرة عدد الشهداء الموثقين الذين سقطوا خلال الاشتباكات والقصف الذي تتعرض له بلدة الطيبة الغربية والتي نزح عنها غالبية سكانها”، مشيرا الى ان من بين هؤلاء “ستة مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة سقطوا خلال اشتباكات مع القوات النظامية التي تحاول اقتحام البلد”.

وكان المرصد افاد صباح السبت ان خمسة اشخاص قتلوا وجرح 20 آخرون جراء الاشتباكات والقصف.

كما ذكر المرصد ان حي الخالدية يتعرض لقصف عنيف من قبل القوات النظامية “التي تحاول اقتحامه من عدة محاور وتشتبك مع مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة على اطراف الحي”.

وكانت القوات النظامية استخدمت الجمعة الطيران الحربي للمرة الاولى في هذا الحي.

وتعد حمص ثالث كبرى مدن سوريا، معقلا اساسيا للمقاتلين المعارضين، وكانت شهدت معارك عنيفة استمرت اشهرا، ولا تزال مناطق فيها تحت الحصار وتخضع للقصف.

وفي دمشق يشهد حي المهاجرين انتشارا كثيفا لعناصر الأمن مع تمركز عدد من القناصة “رافقها عمليات دهم وتفتيش للمنازل في الحي”، بحسب المرصد.

وفي ريف دمشق تعرضت بساتين الغوطة الشرقية للقصف بحسب المرصد، الذي اشار إلى تركيز القوات النظامية على بلدة اوتايا “التي استهدفها الطيران الحربي”.

ورافق القصف على المنطقة “تحليق لمروحيات مقاتلة في سماء المنطقة”، بحسب المرصد، غداة اسقاط مقاتلين معارضين طائرة مروحية في الغوطة الشرقية بحسب اشرطة مصورة بثها ناشطون على شبكة الانترنت.

وفي حلب كبرى مدن شمال سوريا، تعرضت احياء السكري والعامرية والمرجة ومساكن هنانو والفردوس والصالحين والسكري والفردوس للقصف، بحسب المرصد.

وتشهد المدينة منذ 20 تموز/ يوليو الماضي اعمال عنف منها اشتباكات وقصف، كما شهدت سلسلة تفجيرات الاربعاء الماضي أدت إلى مقتل 48 شخصا غالبيتهم من القوات النظامية، بحسب المرصد.

واحصى المرصد الجمعة سقوط 133 شخصا في اعمال العنف في المناطق السورية المختلفة، هم 70 مدنيا و24 مقاتلا معارضا و39 جنديا نظاميا.

وأدى النزاع المستمر في سوريا منذ اكثر من 18 شهرا الى سقوط اكثر من 31 الف قتيل، بحسب المرصد.

سقوط قذيفة سورية جديدة في الجانب التركي من الحدود والدفاعات التركية ترد

أنقرة- (يو بي اي): أعلنت السلطات التركية أن قذيفة هاون سورية جديدة سقطت صباح السبت على قرية غوفيتشي في منطقة يايلا داغي التابعة لولاية هاتاي في جنوب شرق تركيا، وقامت الدفاعات التركية بالرد على مصدر النيران.

وذكرت وكالة أنباء الاناضول أن القذيفة أطلقت في إطار الاشتباكات، الدائرة في بلدة خربة الجوز بمحافظة إدلب السورية، وقامت القوات التركية المتمركزة على الحدود بالرد الفوري على موقع إطلاق القذيفة.

ولا تزال الاشتباكات دائرة في بلدة خربة الجوز ويمكن سماع أصوات إطلاق النار والانفجارات من الجانب التركي من الحدود، كما يمكن مشاهدة أعمدة الدخان المتصاعدة.

وكانت قذيفة هاون، قد سقطت مساء أمس في منطقة يايلا داغي أيضاً، من دون أن تسفر عن أية خسائر، وقامت قوات الجيش التركي بالرد الفوري على مصدر إطلاق النار. كما سقطت الخميس قذيفة سورية على بلدة حاجي باشا في منطقة ألتين أوزو، وقامت القوات التركية بالرد الفوري عليها.

وكان البرلمان التركي صدق الخميس على مذكرة تمنح الحكومة التركية تفويضاً بشن عمليات خارج البلاد، بعد مقتل خمسة أشخاص في بلدة حدودية تركية بقذيفة أطلقت من الجانب السوري من الحدود، وردّت القوات التركية باستهداف مواقع داخل الأراضي السورية.

مجلس الأمن يدين ‘الاعتداءات الارهابية’ في حلب.. والطيران الحربي السوري يقصف حمص

اردوغان يتوعد: تركيا ‘ليست بعيدة’ عن حرب مع سورية

المعارضة السورية تسيطر على قاعدة للدفاع الجوي قرب دمشق وتسقط مروحية

دمشق ـ بيروت ـ اسطنبول ـ وكالات: قال مقاتلون من المعارضة السورية انهم سيطروا على قاعدة للدفاع الجوي بها مخزن للصواريخ خارج دمشق فيما يمثل تقدما نادرا في المدينة التي تسيطر عليها قوات الرئيس بشار الأسد وفي وقت لاحق اعلنوا عن اسقاط مروحية سورية بالقرب من العاصمة دمشق.

وأضاف المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من لندن مقرا له أن المروحية اسقطت في بلدة السبخة في منطقة الغوطة بشرق البلاد .ولم يتضح بعد ما إذا كان العسكريون الاربعة الذين كانوا على متنها قد قتلوا أو تم احتجازهم كرهائن.

جاء ذلك في الوقت الذي حذر فيه رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان الجمعة من ان بلاده ‘ليست بعيدة’ عن خوض حرب مع سورية بعد هجمات عبر الحدود بين البلدين هذا الاسبوع مما يسلط الضوء على خطر انزلاق دول الجوار الى الصراع الدائر في سورية الذي بدأ بانتفاضة لاسقاط الرئيس بشار الاسد.

ورد الجيش التركي مساء الجمعة على قصف مدفعي جديد مصدره سورية للاراضي التركية وتحديدا لمحافظة هاتاي في جنوب شرق البلاد، وفق ما نقلت قناة ان تي في التلفزيونية التركية الخاصة.

واوضحت القناة ان القصف الذي مصدره سورية استهدف قرية التينوزو الحدودية التركية في محافظة هاتاي، ما استدعى ردا فوريا من الجيش التركي قرابة الساعة 16.30 ت غ.

ويأتي هذا الحادث الجديد بعد يومين من سقوط قذائف سورية الاربعاء في قرية اكجاكالي التركية الحدودية اسفر عن مقتل خمسة مدنيين اتراك واستدعى ردا من الجيش التركي استهدف مواقع عسكرية سورية اوقعت قتلى بين العسكريين في الجانب الاخر من الحدود.

واثر قصف قرية اكجاكالي الذي دانه مجلس الامن الدولي بشدة الخميس، اعلنت الحكومة التركية انها سترد في شكل منهجي على اي قصف سوري جديد.

وفي خطاب حماسي امام حشد من الجمهور في اسطنبول حذر اردوغان حكومة الاسد من انها سترتكب خطأ فادحا اذا اختارت خوض حرب ضد تركيا.

وجاء خطاب اردوغان بعد سقوط قذيفة مورتر على بلدة بجنوب شرق تركيا مما تسبب في مقتل خمسة مدنيين يوم الثلاثاء.

وقال اردوغان ‘نحن لا نريد حربا لكننا لسنا بعيدين عنها ايضا’.

وأضاف ‘وأقول لمن يحاولون اختبار قدرة تركيا على الردع والحسم وقدراتها من هنا إنهم يرتكبون خطأ قاتلا’.

وادان مجلس الامن الدولي الهجوم السوري على البلدة التركية ودعا إلى الوقف الفوري لمثل هذه الانتهاكات للقانون الدولي، كما دان الجمعة بـ’اشد العبارات الاعتداءات الارهابية’ التي خلفت نحو خمسين قتيلا معظمهم من الجنود السوريين النظاميين الاربعاء في مدينة حلب بشمال سورية.

وذكر المجلس بان هذه الاعتداءات تبنتها ‘جماعة جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة’، مقدما ‘تعازيه الصادقة الى عائلات ضحايا هذه الاعمال الشنيعة والى شعب سورية’.

وكرر البيان الصادر عن الدول الـ 15 الاعضاء في المجلس ‘ادانة الارهاب بكل اشكاله’ و’عزم (تلك الدول) على مكافحته’.

وقالت الولايات المتحدة انها تقف إلى جوار تركيا حليفتها في حلف شمال الاطلسي وتساند حقها في الدفاع عن نفسها ضد الاعمال العدائية التي تتعرض لها بسبب الحرب في سورية.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له إن نحو 180 شخصا قتلوا في انحاء سورية في اعمال عنف الخميس بينهم 48 جنديا من القوات الحكومية.

وقال معارضون سوريون مسلحون انهم سيطروا على قاعدة للدفاع الجوي بها كمية من الصواريخ خارج دمشق في تقدم نادر نحو المدينة بعد سلسلة من الانتكاسات التي واجهتها المعارضة في العاصمة.

ويظهر مقطع مصور على موقع يوتيوب اقتحام قوات المعارضة المسلحة للقاعدة في منطقة الغوطة الشرقية على بعد بضعة كيلومترات إلى الشرق من دمشق الخميس.

واظهر المقطع المصور عشرات من قوات المعارضة السورية يرتدون ملابس عسكرية ويحتفلون بينما يتصاعد الدخان الاسود من منشأة عسكرية من خلفهم.

ويقول رجل في منتصف العمر يحمل بندقية ان القوات التي شنت الهجوم على القاعدة هي كتيبة من بلدة دوما. وأظهرت اللقطات المصورة ايضا قوات معارضة بالقرب من كمية من الاسلحة بينها ما بدا انها صواريخ ارض-جو.

وجددت القوات النظامية السورية الجمعة قصفها لمناطق يسيطر عليها المقاتلون المعارضون ولا سيما في حمص حيث استخدمت وللمرة الاولى منذ اندلاع النزاع الطيران الحربي في قصف هذه المدينة الواقعة في وسط البلاد

مقاتلون سوريون معارضون يهددون بقتل رهائن ايرانيين

بيروت ـ ا ف ب: هدد مقاتلون سوريون معارضون بإعدام رهائن ايرانيين خطفوهم مطلع آب (اغسطس) الماضي، ما لم تنسحب القوات النظامية السورية من منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق، بحسب ما ابلغ قائد ميداني وكالة فرانس برس.

وهي ليست المرة الاولى التي يهدد فيها خاطفو الرهائن الايرانيين بقتلهم، بعدما ربطوا بين مصيرهم واستمرار القصف على المناطق التي يتواجدون فيها.

وقال قائد المجلس العسكري الثوري في دمشق وريفها ابو الوفا ‘منحنا النظام مهلة 48 ساعة بدءا من الخميس للانسحاب كليا من منطقة الغوطة الشرقية’.

واضاف لفرانس برس عبر سكايب ‘لدينا ايضا مطالب سرية عسكرية اخرى’، مؤكدا انه في حال عدم تلبية النظام السوري هذه المطالب ‘سنبدأ بالقضاء على الرهائن’.

وكان مقاتلون معارضون ينتمون الى ‘كتيبة البراء’ التابعة للجيش السوري الحر، بثوا على الانترنت في 5 آب (اغسطس) الماضي شريطا مصورا اعلنوا فيه خطف 48 ايرانيا قالوا ان من بينهم ضباطا في الحرس الثوري الايراني.

وباتت ‘كتيبة البراء’ جزءا من المجلس العسكري الثوري في دمشق وريفها الذي اعلن عن تشكيله حديثا، ويضم عددا من المجموعات التي تقاتل القوات النظامية السورية.

ونفت ايران بداية ان يكون اي من المخطوفين منتميا الى الحرس الثوري، لتعود وتقول بعد ايام الى ان من بين الرهائن الذين كانوا في سورية لزيارة عتبات شيعية مقدسة، عسكريين ‘متقاعدين’، طالبة مساعدة الامم المتحدة في اطلاقهم.

وكانت ‘كتيبة البراء’ اعلنت في 6 آب (اغسطس) عن مقتل ثلاثة من الرهائن جراء القصف العنيف الذي تعرض له ريف دمشق ذلك اليوم. وهدد احد قادتها النقيب عبد الناصر شمير في حينه بقتل ‘الاسرى الذين ثبت تورطهم بانهم عناصر للحرس الثوري اذا استمر القصف’.

واكد ابو الوفا الجمعة ان الرهائن ‘مستشارون ايرانيون لنظام’ الرئيس السوري بشار الاسد، مضيفا ان بعضهم ‘يقدم مساعدة تقنية لهذا النظام’.

وتحدث ابو الوفا الى فرانس برس بعد بث ناشطين الخميس شريطا على موقع ‘يوتيوب’ الالكتروني، يظهر فيه عدد من الرهائن يقفون جنبا الى جنب، وخلفهم حائط علق عليه علم ‘الثورة السورية’.

ويقول احد القادة العسكريين الذي لم يعرف عن نفسه ‘نعلم النظام السوري ومن ورائه النظام الايراني انه اذا لم يتم الافراج عن المعتقلين وايقاف القصف على المدنيين العزل والقتل العشوائي للابرياء خلال 48 ساعة (…) سيكون مقابل كل شهيد قتل احد الاسرى الايرانيين’.

وشهدت منطقة الغوطة الشرقية وريف دمشق في الايام الاخيرة اشتدادا في حدة الاشتباكات بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية، التي تحاول استعادة مناطق عزز المقاتلون وجودهم فيها.

وكانت آخر هذه المواجهات اسقاط المقاتلين طائرة مروحية تابعة للقوات النظامية مساء الجمعة.

المجلس الوطني السوري يوسع مشاركة الميدانيين ويرفع عدد اعضائه الى 600

اسطنبول ـ ا ف ب: اعلن رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا الجمعة عن ‘اعادة هيكلة’ للمجلس تشمل بشكل خاص توسيع مشاركة القوى الميدانية الموجودة في الداخل وزيادة عدد اعضائه من 300 الى 600 عضو.

وقال سيدا في مؤتمر صحافي عقده في اسطنبول ان ‘اعادة هيكلة المجلس تتضمن فتح المجال امام العديد من المكونات التي ستنضم الى المجلس كما سيصار الى انتخاب الهيئات القيادية’ في هذا المجلس، مشيرا الى ان ‘القوى الشبابية ستشكل حوالى ثلث اعضاء المجلس كما ستأخذ المرأة مكانتها’.

من جهته، قال سمير النشار عضو المكتب التنفيذي في المؤتمر الصحافي نفسه ان لجنة العضوية واعادة الهيكلة في المجلس قررت ‘استيعاب المزيد من قوى الحراك الثوري والسياسي والميداني ومنظمات المجتمع المدني الناشىء، وتعزيز قيم الديمقراطية في المجلس بالانتقال من التوافق السياسي الى اختيار الهيئات القيادية عبر الانتخاب’.

واعلن النشار انه تقرر ‘زيادة تمثيل قوى الحراك الثوري والميداني الى ما يزيد عن ثلث اعضاء المجلس (اي اكثر من 200 عضو) عبر اضافة 39 مكونا ثوريا جديدا’ موضحا ان ‘كل القوى التي نشأت خلال الثورة تمت اضافتها تقريبا’.

وتشكلت خلال الانتفاضة السورية لجان تنسيق في كثير من المدن والاحياء والبلدات والقرى السورية لتنسيق عمل المعارضة اضافة الى هيئات اخرى تنظم التحركات الميدانية للمعارضة.

واضاف ان ‘منظمات المجتمع المدني باتت تشكل 10 بالمئة من اعضاء المجلس بعد اضافة 24 منظمة مجتمع مدني جديدة الى المجلس، كما تم رفع نسبة تمثيل المرأة الى نسبة 15 بالمئة من اعضاء المجلس’.

اما بالنسبة الى الكيانات السياسية التي كانت تشكل غالبية اعضاء المجلس السابق، فاعلن النشار انه تم ‘ضم مكونات سياسية جديدة الى المجلس من مختلف الالوان تمثل تيارات اسلامية وليبرالية وقومية ويسارية اي 25 قوة وتكتلا سياسيا جديدا تمثل 45 بالمئة من اعضاء المجلس’.

واوضح النشار ان الهيئة العامة للمجلس الوطني باعضائها الـ600 ستعقد اجتماعا ‘في النصف الثاني من الشهر الحالي’.

ويعتبر المجلس الوطني اوسع هيئة تمثيلية للمعارضة السورية، وجرت تحت اشراف الجامعة العربية محاولات عدة لتوحيد قوى المعارضة كافة في هيكلية واحدة لم تلق نجاحا.

من جهة ثانية اعلن سيدا ايضا ان ‘نظام الاسد بدأ يصدر هذه الازمة الى الخارج، الى دول الجوار كما فعل في لبنان وكما فعل في تركيا التي فتحت ابوابها للاجئين السوريين’.

واضاف ‘هناك اكثر من ثلاثة ملايين ونصف مليون نازح داخل الوطن’ داعيا الى ‘التحرك لمساعدتهم لان فصل الشتاء قادم’.

تركيا تقر حملة عسكرية في سورية

صحف عبرية

بلغ الحساب الثأري والطويل الذي نشب بين تركيا وسوريا في السنة الاخيرة أول أمس الى ذروته، عندما سقطت ثلاث قذائف سورية اطلقت على ما يبدو نحو قوات الثوار في جنوب شرق تركيا فقتلت خمسة مواطنين. بعد أن تبين بأن هذه كانت قذائف من الجيش السوري وليس من الثوار، أمر اردوغان برد النار ‘وفقا لشدة العدوان السوري’. فاستخدم الجيش التركي أول أمس قاذفات هاون بعيار 155ملم، واطلق نحو منطقة تل عبيد، على مسافة نحو 10كم من الحدود، وقتل خمسة من رجال الجيش السوري. وبالتوازي زادت تركيا عدد الجنود المرابطين قرب الحدود.

ومع أن الحساب اليومي ‘توازن’، لكن القذائف التي أطلقتها القوات التركية نحو سوريا لم يكن بوسعها ولم تقصد ان تسوي الحساب الطويل. وحتى النقاش في البرلمان التركي أمس، والذي اقر فيه باغلبية الاصوات للحكومة بارسال قوات الى الاراضي السورية، ليس حاليا سوى اعلان نوايا وليس اعلان حرب. فحتى عندما تقرر الحكومة التركية الهجوم في الاراضي العراقية، فانها لا تطرح المسألة للبحث في البرلمان في كل مرة من جديد.

في ظروف اخرى، يحتمل ألا يكون اطلاق قذائف هاون سورية الى تركيا تجر رد فعل عنيف من جانب أنقرة. ولكن بعد اسقاط الطائرة التركية في شهر حزيران والتي لا تزال ملابسات سقوطها قيد التحقيق (الرواية الاخيرة وغير المؤكدة تلقي المسؤولية على القوات المضادة للطائرات التي توجد في القاعدة الروسية في سوريا)، فان تركيا لا يمكنها أن تمر مرور الكرام والاكتفاء باعتذار سوري آخر او بوعد بتحقيق معمق، مثلما وعد وزير الاعلام السوري.

الحدود بين تركيا وسوريا حارة ومتفجرة. على مقربة من نقاط العبور تنتشر في الجانب التركي قوات برية كثيرة، والى جانبها وحدات من المدرعات والمدفعية تضم صواريخ أرض جو وأرض أرض. واذا قررت تركيا العمل بالقوة ضد سوريا فيوجد تحت تصرفها الجيش السادس في حجمه في العالم. هذا جيش مزود بأكثر من 2.200 طائرة ومروحية، وقادر بلا صعوبة على مواجهة الجيش السوري الممزق، ذي التسليح القديم وتتميز قدراته العسكرية بالوهن في المعركة التي يديرها ضد الثوار. ولكن اجتياحا تركيا واحتلالا للاراضي في سوريا، حتى بتبرير النية لاقامة ‘مناطق آمنة’، من شأنه بالذات أن يخدم بشار الاسد ويخدم روسيا، التي امتنعت الى الان حتى من شجب النار السورية نحو الاراضي التركية.

وكانت تركيا أوضحت في الماضي بانها لا تستبعد تدخلا عسكريا في الاراضي السورية، ولكن فقط في ظل تحقيق اجماع دولي. حتى الان لم ينجح اعضاء مجلس الامن في توفير اجماع كهذا بسبب الفيتو الروسي والصيني. من هنا ايضا اللغة الحذرة التي يتخذها الناطقون الرسميون الاتراك مثل ابراهيم كالين، مستشار اردوغان، الذي أوضح بان أنقرة لا تعتزم الخروج الى حرب ضد سوريا، وكذا اردوغان نفسه الذي قال أمس ان دولته غير معنية بالشروع في حرب مع سوريا، ولكنها مصممة على الدفاع عن حدودها ومواطنيها. تركيا، التي اشتدت نبرتها المناهضة لسوريا، الملجأ الذي تمنحه لعشرات الاف اللاجئين السوريين والقاعدة اللوجستية التي توفرها لقوات الثوار جعلها السند الاساس للثورة، لا تزال غير مستعدة بان تستلقي على الجدار من أجل الدول الغربية.

تدير تركيا في الاشهر الاخيرة معركة مضرجة بالدماء ضد النشاط الارهابي لنشطاء حزب العمال الكردي، والتي يقتل فيها كل يوم جنود أو مدنيون أتراك. هذه الحرب تعتبر في تركيا حربا عادلة، وذلك لانها ترمي الى احباط ‘التهديد على الامن القومي’، ومن هناك ايضا استعداد المعارضة للتعاون مع الحكومة. ولكن الوضع بالنسبة لسوريا مختلف. فقد أعلن رئيس الحزب الجمهوري المعارض، كمال كلتشدرولي، بانه لن يؤيد طلب الحكومة اعطاءها الاذن بالعمل في الاراضي السورية وذلك لان ‘مثل هذا الاذن معناه اعلان الحرب’. ولكن هذه المعارضة لم تمنع اردوغان، الذي يحتل حزبه 326 مقعدا في البرلمان مقابل 135 من اعضاء الحزب الجمهوري، من أن ينال الاذن لاطلاق القوات نحو سوريا.

هذه سنة حرجة لاردوغان أيضا، الذي يدير حملة سياسية تاريخية لتغيير الدستور التركي. التاريخ المقرر الذي حدده للجنة متعددة الاحزاب التي انتخبت لصياغة الدستور هو نهاية السنة الحالية. وان كانت بعض المواد حظيت بالاجماع، الا أنه لا تزال هناك الغام عديدة أمام اللجنة. وفي العام 2013 ستجرى انتخابات للسلطات المحلية، وبعد سنة من ذلك الانتخابات للرئاسة، والتي سينتخب فيها الجمهور الرئيس مباشرة وليس البرلمان. هذه فترة سياسية حرجة، من شأن حرب مع سوريا أن تسفر عن نتائج غير مرغوب فيها لاردوغان الذي يسعى لان يكون الرئيس التالي لتركيا.

في ضوء جملة الكوابح الكفيلة بان تمنع الحرب بين تركيا وسوريا، لا تزال تبقى علامة استفهام كبيرة بالنسبة لنوايا سوريا. فاذا كان تطور قبل بضعة اشهر تقدير بان فتح جبهة مع اسرائيل كفيل بان يساعد الاسد، ويصرف الانتباه عن المعركة الداخلية نحو المعركة مع العدو الخارجي، فان هذا التقدير يوجد الان بالنسبة لتركيا. وذلك لان أنقرة، التي تقررت حتى الان كعدو للنظام السوري بصفتها ‘تخدم مصالح الغرب والصهيونية’، هي عدو ‘مناسب’ الحرب ضده كفيلة بان تحدث الانعطافة التي يتطلع اليها الاسد.

المبادرة الى استفزازات تجر تركيا الى داخل الاراضي السورية كفيلة بان تؤدي الى تدخل علني ومباشر لاصدقاء سوريا، وتحويل المعركة الداخلية الى معركة دولية تمنح الاسد مهلة اضافية. وفي نفس الوقت، رغم الصداقة الشجاعة مع روسيا، الصين وايران، التي أعلنت بان حربا في سوريا هي حرب ضدها، ليس في يد الاسد ضمانة في أن يوافق هؤلاء الاصدقاء على ارسال الجنود للدفاع عن اراضيه.

تسفي برئيل

هآرتس 5/10/2012

الجيش التركي يرد على قصف سوري جديد لأراضيه

أردوغان يحذر الأسد من اختبار صبر تركيا

لندن: «الشرق الأوسط»

تجدد تبادل القصف بين الجيش التركي والسوري بعدما رد الجيش التركي مساء أمس على قصف مدفعي جديد مصدره سوريا للأراضي التركية، وتحديدا لمحافظة هاتاي في جنوب شرقي البلاد، وفق ما نقلت قناة «إن تي في» التلفزيونية التركية الخاصة.

كما نقلت وكالة أنباء الأناضول الرسمية عن حاكم إقليم هاتاي قوله أمس إن الجيش التركي رد بإطلاق النار بعد سقوط قذيفة مورتر أطلقت من سوريا على منطقة ريفية بجنوب تركيا.

ويأتي هذا الحادث الجديد بعد يومين من سقوط قذائف سورية الأربعاء في قرية تركية حدودية أسفر عن مقتل خمسة مدنيين أتراك واستدعى ردا من الجيش التركي استهدف مواقع عسكرية سورية أوقعت قتلى بين العسكريين في الجانب الآخر من الحدود. ومن جانبه وجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس تحذيرا جديدا لسوريا من مغبة تكرار قصف الأراضي التركية والذي نتج عنه أول من أمس مقتل خمسة مدنيين أتراك وردت عليه أنقرة بقصف مواقع عسكرية حدودية سورية، مؤكدا أنه في حال تكرر هذا الأمر فإن دمشق ستدفع «ثمنا باهظا».

وقال أردوغان أمام جمع من أنصار حزبه العدالة والتنمية في إسطنبول «أقولها مجددا لنظام الأسد ولأنصاره: لا تغامروا باختبار صبر تركيا (…) تركيا ستخرج من هذا الحادث منتصرة من دون أي خدش وستواصل طريقها». وأضاف: «أما أنتم فستسحقون تحته، ستدفعون ثمنا باهظا جدا».

وعلى غرار ما فعل أول من أمس أكد رئيس الوزراء التركي أن بلاده لا تريد خوض حرب ضد سوريا ولكنها في الوقت نفسه لن تتردد في الرد على أي عمل يهدد «أمنها القومي». وقال: «نحن لسنا دعاة حرب ولكننا نعلم ما هي الحرب»، مشددا على أن تركيا خاضت الكثير من الحروب على مر تاريخها وهي اليوم «مستعدة للحرب من أجل السلام».

وكان أردوغان قال: إن بلاده «لا تنوي خوض حرب مع سوريا»، وذلك بعدما أذن البرلمان التركي للحكومة بتنفيذ عمليات عسكرية في سوريا ردا على سقوط قذائف سورية الأربعاء في بلدة تركية حدودية أدت إلى مقتل خمسة مدنيين أتراك بينهم أم وأطفالها الثلاثة.

وأسفر القصف التركي على مواقع سورية عن مقتل جنود سوريين من دون التأكد من الحصيلة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأول من أمس أوقفت تركيا قصف مواقع عسكرية سورية، فيما أعلن نائب رئيس الوزراء التركي أن موافقة البرلمان على تفويض الحكومة شن عمليات داخل سوريا «لا يعني الحرب». حسب رويترز.

الاتحاد الأوروبي يطالب بالإفراج عن عبد العزيز الخير وخليل معتوق

قال إن مستوى العنف والمعاناة الإنسانية يتزايد يوميا

بروكسل: عبد الله مصطفى

قال الاتحاد الأوروبي، إنه يشعر بقلق بالغ بسبب اختفاء الدكتور عبد العزيز الخير عقب مغادرته مطار دمشق بعد وقت قصير من عودته في 20 سبتمبر (أيلول) الماضي من الصين، وقال بيان صدر عن مكتب كاثرين أشتون، منسقة السياسة الخارجية الأوروبية ببروكسل، إن عبد العزيز الخير شخصية بارزة في حركة المعارضة السورية، وناشط في العمل من أجل حوار سياسي والعملية الانتقالية في سوريا، واختار العمل في داخل سوريا من أجل التغيير السلمي، ودعا البيان إلى ضرورة إطلاق سراحه، هو واثنان من زملائه كانا معه أثناء مغادرة المطار، كما أشار البيان إلى اعتقال المعارض خليل معتوق، في الثاني من شهر أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، وهو محامٍ وناشط بارز في مجال حقوق الإنسان في سوريا، وجرى اعتقاله أثناء مغادرته منزله «ولا بد من الإفراج الفوري عنه». وأضاف البيان أن مستوى العنف والمعاناة الإنسانية يتزايد يوميا في سوريا، ولا بد من الوقف الفوري لهذه الأمور. وجاء في البيان، إنه ومن أجل السلام لا بد من السماح لمن يعملون من أجل حقوق الإنسان والتغيير السلمي، للعمل دون مضايقة أو تهديد، وكذلك ضرورة تحرير كل المعتقلين منهم ودون تأخير، وأيد البيان الأوروبي ملاحقة جميع المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان قضائيا.

سبق وأن أعلنت هيئة التنسيق للتغيير الديمقراطي السورية المعارضة اختفاء ثلاثة من أعضائها أثناء عودتهم من مطار دمشق الدولي، عقب زيارتهم للصين. وكان وفد من هيئة التنسيق – أو ما يطلق عليها معارضة الداخل – قام بزيارة إلى بكين تلبية لدعوة من وزارة الخارجية الصينية لبحث الوضع في سوريا وإمكانيات إيجاد حل سياسي للأزمة. وذكر بيان لهيئة التنسيق أن سيارتين أقلت واحدة منهما حسن عبد العظيم ومحمود مرعي، إلى بيتيهما، في حين أقلت الثانية عبد العزيز الخير وإياس عياش وماهر طحان، لكنهم لم يصلوا إلى منازلهم

«المجلس الوطني» يوسع مشاركة الميدانيين

    إسطنبول ــ أ.ف.ب

أعلن رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبدالباسط سيدا، أمس، عن «إعادة هيكلة» للمجلس تشمل بشكل خاص توسيع مشاركة القوى الميدانية الموجودة في الداخل وزيادة عدد اعضائه من 300 الى 600 عضو.

وقال سيدا في مؤتمر صحافي عقده في اسطنبول، إن «إعادة هيكلة المجلس تتضمن فتح المجال أمام العديد من المكونات التي ستنضم الى المجلس، كما سيصار الى انتخاب الهيئات القيادية» في هذا المجلس، مشيراً الى ان «القوى الشبابية ستشكل نحو ثلث اعضاء المجلس كما ستأخذ المرأة مكانتها».

من جهته، قال عضو المكتب التنفيذي في المجلس سمير النشار، إن لجنة العضوية واعادة الهيكلة في المجلس قررت «استيعاب المزيد من قوى الحراك الثوري والسياسي والميداني ومنظمات المجتمع المدني الناشئ، وتعزيز قيم الديمقراطية في المجلس بالانتقال من التوافق السياسي الى اختيار الهيئات القيادية عبر الانتخاب».

وأعلن النشار أنه تقرر «زيادة تمثيل قوى الحراك الثوري والميداني الى ما يزيد على ثلث اعضاء المجلس (اي اكثر من 200 عضو) عبر اضافة 39 مكوناً ثورياً جديداً»، موضحاً ان «كل القوى التي نشأت خلال الثورة تمت اضافتها تقريباً».

وتشكلت خلال الانتفاضة السورية لجان تنسيق في كثير من المدن والأحياء والبلدات والقرى السورية لتنسيق عمل المعارضة، اضافة الى هيئات اخرى تنظم التحركات الميدانية للمعارضة.

وأضاف أن «منظمات المجتمع المدني باتت تشكل 10٪ من اعضاء المجلس بعد اضافة 24 منظمة مجتمع مدني جديدة الى المجلس، كما تم رفع نسبة تمثيل المرأة الى نسبة 15٪ من أعضاء المجلس». أما بالنسبة الى الكيانات السياسية التي كانت تشكل معظم اعضاء المجلس السابق، فأعلن النشار انه تم «ضم مكونات سياسية جديدة الى المجلس من مختلف الألوان تمثل تيارات اسلامية وليبرالية وقومية ويسارية اي 25 قوة وتكتلاً سياسياً جديداً تمثل 45٪ من اعضاء المجلس». وأوضح النشار ان الهيئة العامة للمجلس الوطني بأعضائها الـ600 ستعقد اجتماعاً «في النصف الثاني من الشهر الجاري».

قتلى بقصف حمص واشتباكات بدمشق

                                            قتل وأصيب عشرات السوريين في قصف عنيف لقوات النظام على مدينة الحولة في ريف حمص صباح اليوم، كما تعرضت الغوطة الشرقية بريف دمشق للقصف بالطيران الحربي وسط اشتباكات بين الجيش السوري الحر وقوات النظام في أحياء بالعاصمة دمشق، وحملات دهم واعتقال بمناطق في درعا وريف دمشق.

 ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان اليوم سقوط عشرة قتلى بالقصف العشوائي على مدينة الحولة، في حين أشارت لجان التنسيق المحلية وشبكة شام إلى أن عددا كبيرا من الجرحى سقطوا نتيجة القصف العنيف لقوات النظام على المدينة وعلى بلدة الطيبة الغربية التابعة لها بريف حمص، في حين ما زال الأهالي يبحثون تحت الأنقاض عن ضحايا أو ناجين.

وكانت أحياء مدينة حمص المحاصرة تعرضت أمس إلى أعنف قصف تشهده منذ أشهر، وتجدر الإشارة هنا إلى أن الحولة شهدت في 25 مايو/أيار 2012 مجزرة اتُهمت قوات النظام والشبيحة بارتكابها، وراح ضحيتها أكثر من 114 قتيلا معظمهم من النساء والأطفال، وأثارت ردود فعل دولية منددة.

وتعرضت مدينتا القصير والرستن بريف حمص إلى قصف عنيف بالمدفعية وراجمات الصواريخ، مما أسفر عن سقوط قتيل وعدد كبير من الجرحى وتهدم العديد من المنازل في الرستن.

كما قصفت قوات النظام أحياء حمص القديمة المحاصرة وحيي جورة الشياح والخالدية واقتحمت حي الشماس وشن جنودها حملة دهم واعتقالات وفق ما أفادت به شبكة شام.

في غضون ذلك اندلعت اشتباكات منذ صباح اليوم بين قوات النظام ومقاتلي الجيش الحر في حيي القدم ونهر عيشة بدمشق، وأفادت لجان التنسيق المحلية أن الجيش الحر اشتبك مع حاجز لقوات النظام في القدم بالقرب من مفرق ودمر دبابة وقتل أكثر من عشرة عناصر من قواته.

كما جدد جيش النظام عمليات تفجير وهدم الأبنية السكنية والمحال التجارية بحي التضامن، مع سماع دوي انفجارات ضخمة وفق ما ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية.

وفي ريف دمشق المحيط بالعاصمة، أفادت الهيئة العامة للثورة بقصف شديد على بساتين الغوطة الشرقية خاصة في سقبا وكفر بطنا بالتزامن مع إطلاق نار كثيف على عدة مزارع بالغوطة منذ الصباح الباكر من قبل آليات جيش النظام، في حين شهدت مدينتا قطنا والرحيبة حملة مداهمات واعتقالات عشوائية قامت بها قوات النظام في المدينتين وفق المصدر نفسه.

وقد أفاد ناشطون بأن آلاف العناصر من الأمن ومليشيات الشبيحة اقتحموا أمس قدسيا بريف دمشق وقاموا بعمليات نهب وإحراق مما أدى لنزوح عدد كبير من المواطنين.

اشتباكات

وفي مدينة حلب العاصمة الاقتصادية شمال البلاد وقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام بحي الصاخور إثر محاولة جيش النظام اقتحام الحي، كما تجدد القصف المدفعي على حيي العامرية والميسر طبقا للجان التنسيق وشبكة شام.

في هذه الأثناء أفاد ناشطون بأن قوات النظام جددت قصفها المدفعي لبلدة المزيريب بريف درعا جنوبي البلاد، في حين اقتحمت قوات أخرى مدعومة بالدبابات بلدة الكرك الشرقي وسط إطلاق نار كثيف وشنت حملة دعم واعتقالات وتفتيش وتخريب.

وفي دير الزور شرقا تعرض حي الرشدية لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة والهاون، فيما أشارت شبكة شام إلى استمرار نزوح الأهالي جراء القصف على المدينة.

وفي ريف اللاذقية على ساحل البحر الأبيض المتوسط تعرضت بلدة بكاس لقصف عنيف من الطيران المروحي وإلقاء عدد من البراميل المتفجرة على البلدة، وفق الهيئة العامة للثورة السورية التي أشارت أيضا إلى اشتباكات تدور بين الجيش الحر وقوات النظام في بلدة خور الجوز باللاذقية.

كما أشارت شبكة شام إلى اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في بلدة خربة الجوز بريف جسر الشغور بإدلب وسط سماع الانفجارات بالمنطقة.

توتر بالقرداحة

وفي شمال غرب سوريا، أشار ناشطون سوريون إلى تصاعد التوتر في مدينة القرداحة مسقط رأس عائلة الرئيس بشار الأسد، حيث استمرت الاشتباكات بين آل الأسد وعائلات أخرى، وسقط فيها عدد من القتلى والجرحى.

وذكر الناشطون أن حالة من الفوضى تعم القرداحة في الآونة الأخيرة، وأن ثلاث فتيات من عائلة الخيّر اختُطفن من قبل من يوصفون بالشبيحة الذين اقتادوهن إلى جهة مجهولة. وبحسب الناشطين فقد أرسل النظام تعزيزات عسكرية ضخمة إلى المنطقة بهدف الحفاظ على الاستقرار في المدينة.

5وجاءت هذه التطورات بعد يوم دام خلف 127 قتيلا على الأقل أمس الجمعة بنيران قوات نظام التي خسرت أمس طائرة ميغ فوق دير الزور ومروحية عسكرية بريف دمشق، تزامنا مع خروج مظاهرات بمعظم المناطق السورية في جمعة “نريد سلاحاً لا تصريحات”.

قصف سوري جديد وأنقرة ترد

                                            قالت وكالة أنباء الأناضول التركية إن الجيش التركي رد اليوم بإطلاق النيران بعد سقوط قذيفة هاون من الجانب السوري في منطقة ريفية جنوبي تركيا.

وذكرت وكالة أسوشيتدبرس أن القذيفة سقطت قرب قرية غوفيتشي الواقعة بمنطقة يايلا داغي خلال تبادل محموم لإطلاق النار في محافظة إدلب المجاورة بين الجيش السوري النظامي والجيش الحر، مضيفة أن أحدا لم يصب بأذى جراء سقوط القذيفة السورية.

وتأتي أحدث جولة لتبادل إطلاق النار عبر الحدود التركية السورية بعد يوم من تأكيد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بأن بلاده لا تريد حربا، ولكنه حذر سوريا قائلا إنها ترتكب “خطأ فادحا” باختبارها “قدرة تركيا على الردع والحسم”.

وتابع أردوغان -بحسب ما نقلته وكالة أبناء الأناضول التركية- أن “هذا الحادث لم يكن الهجوم الأول من جانب سوريا ضد تركيا.. كانت هناك سبع هجمات سورية ضد تركيا في الآونة الأخيرة.. نريد فقط السلام والأمن في منطقتنا، هذا ما نهتم به، ليس لدينا أي نية لخوض حرب”.

وكانت دمشق قالت إن قذائف هاون سقطت الأربعاء الماضي في تركيا عن طريق الخطأ وهو ما أدى إلى مقتل خمسة قرويين أتراك.

ردود ومواقف

وقوبل القصف السوري باستنكار دولي واسع في حين بادر البرلمان التركي إلى تفويض حكومة أنقرة بالرد على أي هجوم جديد يقع عليها عبر الحدود.

وفي نيويورك أدان مجلس الأمن الدولي بأقوى العبارات أمس الجمعة ما وصفه بالقصف غير المبرر من قبل القوات السورية على بلدة تركية، وطلب وقف مثل هذه الانتهاكات للقانون الدولي فورا وألا تتكرر.

وقال جيرت روزنتال سفير غواتيمالا ورئيس مجلس الأمن الدوري إن ما جرى يمثل انتهاكا للقانون الدولي وتهديدا خطيرا للأمن والسلم في المنطقة.

من جهته نفى مندوب سوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري أن تكون بلاده قد اعتذرت لتركيا عن القصف الذي طال بلدة تركية وأسفر عن مقتل خمسة مدنيين. وقال الجعفري في تصريحات صحفية إن السلطات السورية “تقوم بتحقيق دقيق لمعرفة مصدر إطلاق القذيفة التي سقطت في الجانب التركي وأدت إلى سقوط ضحايا”.

بدوره عبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون -حسب ما نقله عنه المتحدث باسمه مارتن نسيركي- عن انزعاجه من التوتر بين أنقرة ودمشق، وحذر من أن تتورط المنطقة كلها في الصراع الدائر بسوريا.

وفي سياق الردود أيضا، أدان الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة سقوط قذائف سورية في الأراضي التركية.

وأدانت الدول الأعضاء بالناتو القصف السوري للأراضي التركية، واعتبرته انتهاكا فاضحا للقانون الدولي وتهديدا لأمن إحدى الدول الأعضاء، مشددة على دعمها التام لأنقرة.

روسيا تدعو تركيا إلى “ضبط النفس

سيدا: النظام يسعى لتصدير الأزمة

                                            اتهم رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا النظام في دمشق بالسعي لتصدير الأزمة إلى دول الجوار. يأتي ذلك بينما ناشدت روسيا تركيا الجمعة التحلي بضبط النفس، وتجنب أي تحرك من شأنه تصعيد التوتر مع سوريا، وبعد تصريحات لوزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أعلن فيها أن “جرائم النظام السوري لن تمر دون عقاب”.

وقال سيدا أثناء مؤتمر صحفي في إسطنبول بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لمقتل الناشط الكردي مشعل تمو، إن نظام الرئيس بشار الأسد يسعى جاهدا لتصدير الأزمة إلى دول الجوار السوري مثل لبنان وتركيا.

وأضاف أن هدف ذلك تحويل الثورة السورية من ثورة شعبية للمطالبة بحقوق مشروعة إلى صراع إقليمي.

من ناحية أخرى، ناشدت روسيا أمس الجمعة تركيا التحلي بضبط النفس، وتجنب أي تحرك من شأنه تصعيد التوتر مع دمشق، بعدما أدت سلسلة من الهجمات عبر الحدود إلى صدور تحذيرات قوية من جانب أنقرة.

وقالت الخارجية الروسية في بيان لها “نعبر عن أملنا في أن يتحلى الجانب التركي بضبط النفس، وعدم الإقدام على أي خطوات تؤدي إلى مزيد من تدهور الوضع في المنطقة”.

وجاء البيان الروسي ردا على قرار للبرلمان التركي الخميس سمح بتحرك عسكري عبر الحدود في حال وقوع اعتداءات أخرى على التراب التركي.

ثمن باهظ

كما يأتي البيان بعد تصريحات لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان حذر فيها دمشق من مغبة تكرار قصف الأراضي التركية، وقال إن حدوث ذلك سيجعلها “تدفع ثمنا باهظا”.

وأكد أردوغان أن بلاده “لا تريد خوض حرب ضد سوريا، ولكنها في الوقت نفسه لن تتردد في الرد على أي عمل يهدد أمنها القومي”.

وأضاف “لسنا دعاة حرب ولكننا نعلم ما هي الحرب”، مشددا على أن تركيا خاضت الكثير من الحروب على مر تاريخها، وهي اليوم “مستعدة للحرب من أجل السلام”.

على صعيد آخر، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في رسالة سلمت الجمعة بأبو ديس في الضفة الغربية إلى مشاركين في مسابقة حول حقوق الإنسان، إن “جرائم النظام السوري لن تمر من دون عقاب”.

وقال فابيوس إن “لجنة التحقيق حول وضع حقوق الإنسان في سوريا جمعت ما يكفي من العناصر للتأكيد أن جرائم حرب وحتى جرائم ضد الإنسانية ارتكبت”، منددا بما وصفه “بالنظام المجرم”.

وأضاف في الرسالة التي نقلها وفد فرنسي يقوم بزيارة للقدس، أن “هذه الجرائم لن تمر دون عقاب، وستحرص فرنسا وشركاؤها على ذلك”.

الجزيرة نت في الجبهات الأمامية بحلب

                                            محمد النجار-حلب

عاشت الجزيرة نت تجربة الاشتباكات العنيفة لمقاتلين من الثوار السوريين على نظام الرئيس بشار الأسد في منطقة بستان الباشا وأطراف حي الميدان في حلب.

التجربة بدأت بالتنسيق مع قائد كتيبة صقور الشهباء “أبو الطيب” في مقر كتيبته في أحد أحياء حلب والذي كانت مجموعته تتولى محاولة التقدم من حي بستان الباشا باتجاه فرع المداهمة التابع للأمن العسكري ومفرزة الأمن الجوي في أطراف حي الميدان.

وينحدر مقاتلو الكتيبة جميعهم من بلدة منغ شمال حلب، وهي إحدى البلدات التي هجرها سكانها نتيجة تهديمها من قبل قوات النظام عبر القصف المستمر نتيجة مجاورتها لواحد من أهم مطارات الشمال العسكرية، وهو مطار منغ.

اشترط أبو الطيب على الجزيرة نت الالتزام بالتعليمات كون الاشتباكات في المنطقة عنيفة وهناك قصف من الطيران ومن المدفعية وقذائف الهاون، إضافة للرصاص ووجود القناصة في المكان.

وأوضح أبو الطيب أن الهدف من العملية هو محاولة اقتحام فرع المداهمة ومفرزة المخابرات الجوية وهو ما سيؤدي لسيطرة المقاتلين على الحارات المجاورة لهذه الأماكن وتخليص أحياء الشعار وأحياء عدة من القصف المدفعي الذي يستهدفها يوميا، وفتح الطريق بين أحياء الشيخ مقصود والميدان وبستان الباشا.

الانتقال للخط الأمامي للاشتباك كان يحتاج للركض أحيانا والإبطاء والانتظار أحيانا أخرى، كان قائد الكتيبة وأفرادها يحملون خلاله قنابل مصنعة محليا وأسلحة من كل الأنواع من الرشاشات الروسية حتى قاذفات آر بي جي ومضادات الطيران وبنادق القناصة.

ولم يتمكن المقاتلون من نصب مضاد الطيران بسبب القصف العنيف، كما قالوا، بينما تمكنوا من توزيع باقي أسلحتهم في المباني والشوارع المجاورة لمكان الاقتحام لاسيما في مبنى يتخذونه حصنا لهم.

ووفق قائد كتيبة صقور الشهباء فإن عدد عناصر الجيش والأمن المتحصنين داخل هذه المقار يبلغ ما بين أربعمائة وخمسمائة، وهم محاصرون منذ أكثر من شهر ويجري الاشتباك معهم يوميا، وقال إن عملية المداهمة قد تستمر لساعات أو أيام لكنهم عازمون على المضي على تحقيق الهدف منها.

سلاح مطور

وبدأت العملية بنصب “المنجنيق” وهو سلاح طوّره المقاتلون كما شرحوا لنا، وهو أشبه بمقلاع طوله متران وعرضه نصف متر مثبت بوسطه مطاط وكاوشوك مقوى، يقوم المقاتلون بإلقاء قنابل مصنعة محليا من خلاله على التحصينات العسكرية لقوات النظام.

وأبلغنا “أبو سامح” وهو قائد ميداني أن الغاية من المنجنيق هي محاولة الوصول لنقاط أبعد في تدمير تحصينات الجيش النظامي في مشابهة لقاذف الهاون تقريبا.

كان صوت الانفجارات الذي تحدثه قنابل المنجنيق قويا جدا، وخلال إلقائها كان مقاتلون يحالون التقدم للأمام وسط إطلاق نار كثيف بالرشاش المتحرك.

قوات النظام ردت بسرعة عبر القناصة من جهة وعبر قذائف الهاون التي سقطت اثنتان منها على مجموعة كانت تحاول التقدم للأمام مما أدى لإصابة أربعة عناصر إضافة لمراسل الجزيرة نت الذي أصيب برجله قبل أن يتم نقلنا جميعا للمستشفى عبر حافلة خاصة كانت تشغل صافرة الإسعاف وسائقها يسير بسرعة جنونية بين الحواجز والشوارع التي يكسوها الدمار من كل جانب حتى الوصول لمستشفى دار الشفاء في حي الشعار القريب.

طلاب وتجار

أثناء التحضير للعملية لفت الأنظار أن مقاتلي الكتيبة جميعهم إما من الطلاب وإما من التجار وإما من أصحاب الأعمال الذين تركوا أعمالهم وانخرطوا في الثورة على النظام.

فقائد الكتيبة أبو الطيب وأحد أهم أركانها “أبو عبد الله” هما من تجار الأجهزة المنزلية ولديهم محال تجارية في دمشق وحلب، أما المقاتلون فكانوا شبابا تتراوح أعمارهم بين 18 و45 عاما، وكان من ضمنهم شيخ يحفزهم ويذكرهم بـ”الأجر العظيم للجرحى والشهداء في سبيل الله”.

الشاب محمد قال إن عمره 22 عاما وكان قد أنهى السنة الثالثة في المعهد العالي للعلوم الشرعية في تخصص الأدب العربي، وإنه أجبر على ترك الدراسة والانخراط في صفوف المقاتلين.

محمد قال للجزيرة نت وهو يحمل سلاحا أوتوماتيكيا على ظهره “تركت الدراسة بعد أن هاجرنا من بلدة منغ إلى إعزاز نتيجة تدميرها من قبل قوات النظام (..) الدراسة لم تعد مجدية مع القصف المتواصل والتدمير وانتهاك الأعراض من قبل النظام”.

وعن كيفية التحاقه بالثوار، قال “تدربت على السلاح وإلقاء القنابل وقتال الشوارع في دورة لمدة أسبوع قبل أن أنخرط في صفوف المقاتلين منذ شهر ونصف الشهر وها أنا اليوم على الخطوط الأولى للجبهة”.

 هل يُقاتل حزب الله في سوريا؟

                                            عبد الرحمن أبو العُلا

أثار إعلان حزب الله اللبناني مقتل اثنين من عناصره فيما وصفها “بالمهمة الجهادية” تساؤلات عن دور الحزب في القتال الدائر بسوريا. ففي حين أكد الجيش السوري الحر مقتلهما داخل سوريا، رفض حزب الله أن يُعلق للجزيرة نت على هذا الخبر.

فقد شيع حزب الله في لبنان الثلاثاء اثنين من مقاتليه، أحدهما عضو بارز بالجناح العسكري. وفي بيان على موقعه الإلكتروني, قال حزب الله إنه “شيع وأهالي بلدة بوداي والجوار جثمان الشهيد القائد علي حسين ناصيف (أبو العباس) الذي قضى خلال قيامه بواجبه الجهادي”.

وأذاع تلفزيون المنار التابع للحزب لقطات لجنازة في بعلبك لزين العابدين مصطفى الذي قال إنه قتل أيضا “وهو يقوم بواجباته الجهادية” التي لم يكشف عنها.

ولم يذكر حزب الله تفاصيل بشأن وفاة الاثنين، لكن مصادر عدة في بعلبك بلبنان وداخل سوريا قالت إنهما ورجلا آخر من حزب الله قتلوا قرب بلدة القصير الحدودية السورية عندما أصاب صاروخ الغرفة التي كانوا يقيمون فيها.

اتهامات

وقال الناطق الإعلامي باسم شبكة سوريا مباشر أبو الهدى الحمصي للجزيرة نت إن كتيبة الفاروق في مدينة القصير استطاعت تفجير لغم أرضي عن بعد مما أدى لمقتل علي حسين ناصيف (أبو العباس) والعقيد بالجيش النظامي السوري قيس كنجو وثلاثة من مرافقيه.

وأكد الناشط السوري أن عناصر حزب الله يعبرون المنطقة الحدودية بمدينة القصير في ريف حمص ويقاتلون بجانب قوات النظام السوري في معظم أنحاء سوريا. ولفت إلى أن الثوار ألقوا القبض على أحد هذه العناصر قبل ثلاثة شهور.

وقد اتهمت قوى 14 آذار (المعارضة اللبنانية) ومعارضون سوريون في مناسبات عدة، حزب الله، بمساعدة نظام الرئيس بشار الأسد عسكريا. وسبق أن اتهم رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري، حزب الله، بإرسال مقاتلين إلى سوريا للمشاركة في قمع حركة الاحتجاجات.

ويقول مسؤولون لبنانيون ومحللون أيضا إن مقاتلي حزب الله يقاتلون ويموتون في الصراع السوري، ويشير المسؤولون اللبنانيون إلى دفن الجثامين بهدوء في المناطق التي يسيطر عليها حزب الله بلبنان مع تحذير أسر “الشهداء” من التحدث عن الظروف التي توفي فيها أبناؤها.

يُشار إلى أنه خلال الأشهر الماضية، أعلن حزب الله بشكل رسمي تشييع عدد من مقاتليه لقوا حتفهم من دون تحديد أي ملابسات.

وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد أعلنت عقوبات على زعيم حزب الله حسن نصر الله واثنين من القادة الآخرين لعلاقتهما بنشاطات الحزب في سوريا. واتهمت الوزارة حزب الله بتزويد الحكومة السورية بـ”التدريب، والاستشارات، والدعم اللوجستي الواسع”. وقالت أيضا إن حزب الله ساعد الحكومة السورية في إبعاد الثوار من بعض المناطق السورية.

مصالح

وفي الوقت الذي لا يخفي حزب الله دعمه السياسي القوي لحليفه في دمشق، إلا أنه لم يؤكد أن له وجودا عسكريا على الأرض خوفا من إذكاء توترات عرقية في لبنان حيث يدعم كثير من المسلمين السنة معارضي الأسد.

من جانبه قال الخبير العسكري العميد متقاعد صفوت الزيات إن وجود عناصر من حزب الله تساعد النظام السوري أمر مؤكد لا شك فيه.

وأضاف الزيات للجزيرة نت أن النظام السوري يسعى لتحقيق أكبر استفادة ممكنة من حزب الله من أجل أن يبعث برسالة لخصومه بأنه يتمتع بدعم من حلفائه. وأشار إلى أن النظام يطالب حلفاءه ومن بينهم حزب الله بسداد ديونهم له.

وقال الزيات إن حزب الله يخسر الدعم العربي له الذي وصل لذروته أثناء حرب لبنان 2006، لأنه لم يستطع أن يصيغ إستراتيجية متوازنة تجاه الأحداث في سوريا بتبنيه الموقف الرسمي السوري ومن ورائه الإيراني، وأضاف أنه كان من الأفضل لحزب الله أن يُراهن على الشعوب وليس على الأنظمة، وهو الأمر الذي نجحت فيه حركة حماس حين أعلنت أكثر من مرة كان آخرها على لسان رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل وقوف الحركة مع الشعب السوري.

وأشار الزيات إلى أن هناك نافذة ضيقة لحزب الله لتصحيح موقفه بما يقلل من الخسائر الأخلاقية والسياسية التي يتعرض لها، وذلك بأن يعلن وقوفه مع الشعب السوري، وذلك حتي لا يتحول من حركة مقاومة وطنية إلى مليشيا طائفية.

رفض

في المقابل رفض المكتب الإعلامي لحزب الله التعليق على تأكيدات الجيش الحر مقتل عناصر الحزب في سوريا، وقالت الدائرة الإعلامية في حزب الله للجزيرة نت إن الحزب لا يدلي بأي تصريحات في هذه الآونة، وقالت مسؤولة المكتب إن هذا بمثابة الرد الرسمي للحزب.

كما حاولت الجزيرة نت الاتصال بأكثر من نائب من نواب حزب الله في البرلمان اللبناني أو بأحد أعضاء المجلس السياسي للحزب دون جدوى.

لكن محللين يرون أنه لا يوجد مبرّر منطقي لأن يُشارك حزب الله في القتال بجانب قوات النظام السوري، فآلة القمع السورية ما زالت تعمل بكامل طاقتها، ولم تحدث حتى الآن انشقاقات مؤثّرة في الجيش أو الأجهزة الأمنية.

كما أن الحساسيات الطائفية والاجتماعية المرتبطة بمثل هذه الخطوة، وما قد ينتج عنها من تداعيات على الساحتين اللبنانية والسورية، تجعل منها أمرا بالغ الخطورة، إذ أنها تهدد بتحويل الصراع إلى “حرب طائفية”.

الجيش التركي يرد على نيران قصف من الجانب السوري

تشكيل الفيلق الأول من الجيش السوري الحر وتوحيد جميع الكتائب تحت لوائه

اسطنبول – رويترز، دبي – قناة العربية

أكدت وكالة الأناضول التركية للأنباء أن الجيش التركي رد بإطلاق النيران بعد سقوط قذيفة مورتر من الجانب السوري في منطقة ريفية في جنوب تركيا، السبت.

وأعلن مصدر رسمي أن الجيش التركي رد مرة جديدة صباح السبت على قصف مدفعي جديد مصدره سوريا، واستهدف محافظة هاتاي (جنوب شرق)، من دون أن يسفر عن ضحايا.

وقالت محافظة هاتاي في بيان إن “قذيفة مدفعية سقطت اليوم (السبت) عند الساعة 7.00 (4.00 تغ) في عمق 50 مترا داخل الأراضي التركية في أرض خالية تبعد 700 متر عن قرية غوفيتشي، و300 متر عن مركز للدرك”.

وأضاف البيان أن الجيش التركي رد بإطلاق 4 دفعات من قذائف الهاون، موضحاً أن القصف صدر عن بطارية لقوات موالية للنظام السوري، واستهدف معارضين سوريين مسلحين ينتشرون قرب الحدود السورية التركية.

وهذه هي أحدث ضربة من الجانب التركي، رداً على سقوط قذائف مورتر وقصف من القوات السورية والتي أسفرت قبل أيام عن مقتل 5 مدنيين أتراك. ولم يذكر التقرير المزيد من التفاصيل بخصوص الضربة التركية.

وإلى ذلك أوردت وسائل إعلام تركية وصحيفة الـ”غارديان” البريطانية أن سوريا وافقت على إنشاء منطقة عازلة على طول الحدود التركية، نقلا عن قناة “العربية”، السبت.

وذكرت هذه المصادر أن الرئيس الأسد وجه قواته بالبقاء بعيداً عن حدود تركيا نحو عشرة كيلومترات.

ولم تؤكد دمشق وأنقرة الإعلان بشأن المنطقة العازلة، والتي كانت وما زالت أحد المطالب الأساسية للمعارضة السورية.

وإلى ذلك، أعلن عبد الرزاق طلاس، قائد كتيبة الفاروق، أنه تم توحيد جميع كتائب الجيش السوري الحر تحت لواء الفيلق الأول.

وأضاف طلاس أن هذه الخطوة تأتي في إطار تطور المواجهات العسكرية مع جيش النظام، والتي تشهدها مختلف المدن السورية.

ومن ناحية أخرى، أفاد لواء تحرير الشام أن مقاتليه أسقطوا مروحية حربية في الغوطة الشرقية بريف دمشق.

وقال متحدث باسم اللواء لـ”العربية” إن الطيار وهو برتبة عقيد لقي مصرعه أثناء سقوط المروحية.

كما أعلن الجيش الحر إسقاط طائرة ميغ في الموحسن بدير الزور، يأتي هذا فيما ارتفع عدد القتلى في سوريا الجمعة إلى 127 قُتلوا برصاص قوات النظام، ومعظمهم في حمص ودمشق وريفها، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

كما بث ناشطون صورا قالوا إنها لما تبقى من طائرة ميغ كانت تقصف منطقة موحسن في دير الزور.

وقال العقيد الطيار، قاسم سعد الدين، رئيس المجلس العسكري في مدينة حمص، لـ “العربية” إن الطائرة التي تم إسقاطها في دير الزور هي من نوع ميغ 23 وهي مقاتلة قاذفة، وهذا السرب تم نقله من مطار السين إلى دير الزور”

تركيا ترد على قصف سوري جديد لأراضيها

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

تصاعد التوتر مجددا على الحدود التركية السورية بعدما رد الجيش التركي في وقت متأخر من مساء الجمعة وصباح السبت على قصف مدفعي جديد مصدره سوريا للأراضي التركية وتحديدا لمحافظة هاتاي في جنوب شرق البلاد.

ويأتي هذا الحادث الجديد بعد يومين من سقوط قذائف سورية، الأربعاء الماضي، في قرية أكشة قلي التركية، أسفر عن مقتل 5 مدنيين أتراك، واستدعى ردا من الجيش التركي استهدف مواقع عسكرية سورية أوقع قتلى بين العسكريين السوريين.

وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن قذيفة هاون من المدفعية السورية سقطت مساء الجمعة على منطقة ريفية ببلدة “يايلا داغي” التابعة لمحافظة هاتاي دون وقوع أي ضحايا أو إصابات، ما استدعى ردا فوريا من الجيش التركي وأضافت أن الجيش قصف بعض المواقع السورية من جديد أيضا صباح السبت.

وجاء الحادث بعد تحذير جديد أطلقه رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان لدمشق من مغبة تكرار قصف الأراضي التركية، مؤكدا أنه في حال تكرر القصف فإن سوريا ستدفع “ثمنا باهظا”.

في غضون ذلك، قال مسؤول تركي إن سوريا سحبت دبابات وآليات عسكرية بعيدا عن الحدود مع تركيا ضمن جهود لإزالة أي “شعور بالتهديد”.

وكان البرلمان التركي أقر إثر قصف أكتشة قلى الذي دانه مجلس الامن الدولي بشدة الخميس، قانونا يجيز للجيش التركي تنفيذ عمليات عسكرية في سوريا إذا قررت الحكومة ضرورة ذلك لحماية أمن تركيا.

لجان التنسيق: 41 قتيلا في سوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قتل 41 شخصا في محافظات سورية مختلفة السبت، حسبما أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: “قتل أكثر من 10 أشخاص خلال الاشتباكات والقصف الذي تتعرض له بلدة الطيبة الغربية التي نزح عنها غالبية سكانها”، مشيرا إلى أن من بين هؤلاء “6 مقاتلين من المعارضين سقطوا خلال اشتباكات مع القوات النظامية التي تحاول اقتحام البلد”.

وكان المرصد أفاد صباح السبت أن 5 أشخاص قتلوا وجرح 20 آخرون جراء الاشتباكات والقصف.

كما ذكر المرصد أن حي الخالدية في حمص يتعرض لقصف عنيف من قبل القوات النظامية “التي تحاول اقتحامه من عدة محاور وتشتبك مع مقاتلين معارضين على أطراف الحي”.

وكانت القوات النظامية استخدمت الجمعة الطيران الحربي للمرة الأولى في هذا الحي.

وتعد حمص ثالث كبرى مدن سوريا، معقلا أساسيا للمقاتلين المعارضين، وكانت شهدت معارك عنيفة استمرت عدة أشهر، ولا تزال مناطق فيها تحت الحصار وتخضع للقصف.

وفي دمشق يشهد حي المهاجرين انتشارا كثيفا لأفراد الأمن مع تمركز عدد من القناصة “رافقها عمليات دهم وتفتيش للمنازل في الحي”، بحسب المرصد.

وفي ريف دمشق تعرضت بساتين الغوطة الشرقية للقصف، فيما قال نشطاء إن القوات النظامية ركزت هجومها على بلدة أوتايا “التي استهدفها الطيران الحربي”.

ورافق القصف على المنطقة “تحليق لمروحيات مقاتلة في سماء المنطقة”، بحسب المرصد، غداة إسقاط مقاتلين معارضين طائرة مروحية في الغوطة الشرقية بحسب أشرطة مصورة بثها ناشطون على الإنترنت.

وفي حلب كبرى مدن شمال سوريا، تعرضت أحياء السكري والعامرية والمرجة ومساكن هنانو والفردوس والصالحين والسكري والفردوس للقصف، بحسب المرصد.

وتشهد المدينة منذ 20 يوليو الماضي أعمال عنف منها اشتباكات وقصف، كما شهدت سلسلة تفجيرات الأربعاء الماضي أدت إلى مقتل 48 شخصا أغلبهم من القوات النظامية، بحسب المرصد.

وأحصى المرصد الجمعة سقوط 133 شخصا في أعمال العنف في المناطق السورية المختلفة، هم 70 مدنيا و24 مقاتلا معارضا و39 جنديا نظاميا.

وأدى النزاع المستمر في سوريا منذ أكثر من 18 شهرا إلى مقتل أكثر من 31 ألف شخص، حسب تقديرات منظمات حقوقية.

تشومسكي: أميركا لن تتدخل بسوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

استبعد المفكر الأميركي نعوم تشومسكي أن تتدخل الولايات المتحدة عسكريا في سوريا، معللا ذلك بأن واشنطن “لا ترى أية مصالح لها في التدخل هناك”.

وقال تشومسكي في حديث مع “سكاي نيوز عربية” السبت: “الاستخبارات الأميركية لا ترى أية مصالح في التدخل عسكريا بالأزمة السورية”، وأضاف: “ليست هناك إشارات لتغير هذا الموقف بعد الانتخابات” الرئاسية الأميركية المقرر إجراؤها شهر نوفمبر المقبل.

ووصف تشومسكي الوضع في سوريا بأنه “تسابق على الموت”، مستبعدا “تغير المشهد قريبا. احتمالات وضع حد للقتل هناك منخفضة جدا”.

وفيما يخص القضية الفلسطينية، قال تشومسكي إن “(الرئيس الأميركي باراك) أوباما يدعم التوسع الاستيطاني الإسرائيلي. ولو فاز في الانتخابات سيزداد الاستيطان”.

وتابع: “أميركا وإسرائيل عرقلتا تسوية سياسية لمدة 35 عاما رغم التوافق بخصوص حل الدولتين”.

-وقال تشومسكي إن “الهيمنة الأميركية على العالم تراجعت إلى حد كبير”، موضحا أن “هذا التراجع بدأ منذ الأربعينات ومازال مستمرا”.

وأضاف أنه “خلال السنوات العشر الماضية تحديدا، أصبحت الولايات المتحدة تعاني من مشكلات في قيادتها”، مشيرا في هذا الصدد إلى ضخامة التوسع العسكري للولايات المتحدة خارج أراضيها، والذي أضعف قيادتها على ما يبدو.

وقال: “الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي لها آلاف القواعد العسكرية في الخليج والشرق الأوسط وفي مناطق كثيرة، وما من دولة في العالم لديها مثل هذه القوة العسكرية”، يكون بمقدورها الإدارة بكفاءة جيدة.

وفي ما يتعلق بالشأن الداخل الأميركي، أكد تشومسكي أن البطالة هي القضية الأهم بالنسبة للأميركيين، خصوصا وهم على أبواب انتخابات رئاسية جديدة مطلع نوفمبر المقبل. وأضاف أن مشكلة الاقتصاد ناتجة عن نقص في الطلب وتراجع في الاستثمارات.

وأشار إلى وجود “هوة كبيرة” في برنامجي المرشحين للرئاسة، باراك أوباما، وميت رومني، حول كيفية إيجاد حلول للمشكلات الاقتصادية.

وأوضح أن موقف المرشح الجمهوي رومني “يركز على خفض الضرائب، وهذا ما يؤكد أننا أمام عجز كبيرة في الموازنة الأميركية، لكنه لم يقدم حلولا لكيفية تطبيق هذا الخفض”.

وذكر أن ثمة 23 مليون عاطل عن العمل في الولايات المتحدة، واصفا ذلك بأنه “كارثة اجتماعية حقيقية”، فضلا عن “الكارثة الاقتصادية”، كما أن خدمات الرعاية الصحية تتبع في الغالب للقطاع الخاص، ما يرفع تكلفة الخدمات الصحية للفرد الواحد.

سورية: حصار حمص يدخل شهره الخامس

روما (6 تشرين أول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

دخلت مدينة حمص شهرها الخامس من الحصار المتواصل من قبل القوات العسكرية السورية، ومازالت نحو ألف عائلة تعاني تحت الحصار، ونحو 450 جريحاً مهددون بالموت، فيما يواجه الآخرون تحدياً قاسياً لتأمين الطعام وأساسيات الحياة، بعد أن تأقلموا مع الحياة القاسية في ظل انقطاع المياه والكهرباء عنهم

وقال الناشط الإعلامي الميداني هادي العبد الله، المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة السورية في المدينة، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “يشمل الحصار كل حمص تقريباً، لكن نسبته تختلف من حي إلى آخر، لكن أشدّه تشهده أحياء حمص القديمة كباب هود، باب الدريب، الصفصافة، الحميدية، الورشة، باب السباع، جب الجندلي، باب التركمان، وباب تدمر، بالإضافة إلى أحياء الخالدية وجورة الشياح والقصور والقرابيص”، وأضاف “هناك نحو 1100 عائلة محاصرة، وتمنع السلطات السورية إدخال الأغذية وتستهدف الأفران بشكل متعمّد، وهناك نقص حاد في الأدوية

وتنظر القيادة السورية إلى حمص على أنها رأس حرب الانتفاضة، حالها كحال درعا (مهد الثورة)، وتحاول جاهدة إعادة السيطرة عليها، ورغم أن القوات النظامية بدأت حملتها العسكرية في حمص قبل عام تماماً، وقصف أحياء المدينة بكافة أنواع الأسلحة، ودمّرت أكثر من نصفها تدميراً كاملاً بالدبابات والمدافع، واتهم ناشطون وسكان القوات الأمنية والعسكرية السورية بارتكاب مجازر ضد الإنسانية فيها، لكن جهوده لم تتكلل بالنجاح حتى الآن وفق الناشطين، على الرغم من استخدام كافة أنواع الأسلحة في المدينة

ويتهم معارضون وناشطون السلطات السورية بأنها “أفشلت جهود الصليب الأحمر ثلاثة مرات حلال السنة الحالية وعرقلت دخول المساعدات والإغاثة” إلى المدينة

وتحمي الأحياء القديمة كتائب غالبية عناصرها من أبناء حمص، وقدّمت محافظة حمص (وسط) أكبر عدد من الضحايا المدنيين خلال الانتفاضة ضد النظام الحاكم

معارض سوري: ما يجري بكواليس الاجتماعات الإقليمية والدولية يتعارض وأهداف الثورة

روما (5 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

رأى معارض سوري مستقل أن كواليس “بعض اجتماعات الدول المعارضة لنظام الرئيس بشار الأسد تتنافى وأهداف الثورة” باعتبار أنها تريد “إزاحة الأسد مع الإبقاء على جوهر النظام المتمثل بحكم الأقلية” في البلاد

وقال فواز تللو، العضو السابق في المجلس الوطني لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لقد طرحت لاءات للثورة السورية، ورغم أنها رأي شخصي، لكنه بُني استناداً إلى لقاءات ومؤتمرات واجتماعات عديدة شاركت بها وحضرت معها كواليس ما يجري”. وأضاف “ما يجري في الكواليس في الحقيقة أهم بكثير مما يُعلن، كانت أحياناً مع دبلوماسيين ومسؤولين حكوميين أوروبيين وأمريكيين وأتراك وعرب، وشخصيات المعارضة، ومنها ما جرى خلال اجتماعات المعارضة أو لقاءات أصدقاء سورية، وباتت الصورة المطلوبة لحل الأزمة السورية كما يراها أو يرغب بها ويعمل لها كل طرف من هؤلاء الأطراف واضحة لدي، وهي في أحيان كثيرة ليست ضمن ما يطمح له الثوار، بل هي متعارضة تماماً معها وتهدف بجوهرها لإزاحة بشار الأسد من السلطة ولو بطريقة كريمة له، مع الإبقاء على جوهر النظام المتمثل بحكم الأقلية، أي الطائفة العلوية وذلك بالإبقاء على سيطرتها على أدواتها الأساسية وعلى رأسها أجهزة الأمن والجيش، وذلك بعد ترك النظام يحاول ما يستطيع لسحق الثورة إن استطاع، أما إن باتت هزيمته محققة وقريبة فلا مانع من التدخل في اللحظات الأخيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من النظام ومصادرة إنجازات الثورة وانتصارها المكلف جداً، أو على الأقل إعطاء المهزوم الفرصة ليشارك في السلطة بشكل كبير وفعال” وفق تعبيره

وأضاف “من ناحية أخرى، ومع الأسف، فإن كثيراً من الواجهات السياسية للمعارضة السياسية (التقليدية) التي تسمي بعضها البعض تجاوزاً بالخارجية أو الداخلية (وهو وتقسيم مراوغ غير حقيقي)، وعلى رأسها المجلس الوطني وهيئة التنسيق وباقي التشكيلات، تعمل كلها بشكل متناغم ومتجاوب بدرجات مختلفة مع هذه المشاريع الدولية، مستسلمة لما يفرضه عليها بعض ممن يفترض أنهم أصدقاء للشعب السوري بهذا الشأن، مع العلم بأن هؤلاء المعارضين يقولون أمام الإعلام عكس ما يقومون به خلف الأبواب المغلقة للاجتماعات الرسمية التي يبنى عليها الموقف والتفويض الدولي الحقيقي والفاعل، والذي لا يبنى على تصريحات إعلامية شعبوية لا قيمة رسمية لها والمراد بها فقط كسب الشعبية الشخصية أو الحزبية”

وتابع “بنيت هذه اللاءات على عشرات اللقاءات والمحادثات مع هيئات وأشخاص منخرطين في الثورة ميدانياً في الداخل السوري، سواء في الجانب العسكري أو السياسي أو الإعلامي أو الإغاثي أو الطبي، استنتجت من خلالها هذه اللاءات، التي هي مطالب هؤلاء أو تخوفاتهم ومحاذيرهم، وبتقاطع كل هذه المعطيات يتبين عمق الفجوة ما بين مطالبهم وما يريد بعض المجتمع الدولي فرضه من حلول، وما يجري ما بين هذين الموقفين المتعارضين تماماً من مناورات مؤذية قامت وستقوم بها المعارضة السياسية التقليدية، وبما أن الثورة والصراع مع النظام حالياً وصل إلى مرحلة تقرير الحلول، كان لابد من جهد يحدد ما يريده الثوار عبر تحديد ما لن يوافقوا عليه من خلال هذه اللاءات”

ويعتمد المشروع على 38 مادة، هي ضوابط يجب أن يلتزم بها كل من يتبنى الثورة السورية، ومن أهمها: لا مفاوضات مع الأسد أو أي من القتلة في نظامه، والمفاوضات الوحيدة حول تسليم السلطة بشكل كامل وفوري مع تامين انسحاب آمن لأنصار النظام ممن لم يرتكبوا جرائم، وإطلاق سراح المعتقلين وإخلاء كل المناطق من أي تواجد عسكري أو أمني. وكذلك لا لقوات دولية أو عربية على الأرض السورية، ولا لأي وصاية أجنبية أو عربية، لا لإعطاء روسيا والصين وإيران أية ضمانات لمصالحهم المستقبلية في سورية، ولا لحكومة سياسيين ونعم لحكومة تكنوقراط، ولا للتقسيم الحزبي لأي مجلس حكم انتقالي ونعم للتقسيم الجغرافي، ولا لتسليم سلطة الحكم لمجالس عسكرية، ولا لمشاركة كبار المنشقين عن النظام الذين انشقوا بعد عام على الثورة، لا للإبقاء على أجهزة الأمن والشرطة والجيش بيد شخصيات محسوبة على النظام، لا للإبقاء على حزب البعث وأحزاب الجبهة، لا أنصار للنظام في المناصب الحساسة المدنية، لا لأي محاصصة طائفية أو قومية، لا لتقسيم الأرض، لا لإعطاء أية ضمانات دستورية لأي مجموعة سكانية عدا الاعتراف بوجودها وتأمين ضمانات لها، لا قيود على حرية التعبير، لا لتجاوز المحاسبة تحت مسمى التسامح، لا حصانة لكل من جمع ثروته بالفساد، لا لاستخدام المال السياسي، وغير ذلك

وفيما إن كانت هذه اللاءات إقصائية قال تللو “قد يرى البعض ذلك، وهي كذلك إن كان الأمر يتعلق بإبعاد كل من ساعد النظام السابق بأي شكل من الأشكال، إبعاده عن السلطة في المرحلة الانتقالية، أو منعه من التسلل من جديد إلى المراكز الحساسة في دولة سورية الجديدة وبخاصة مرافق الأمن والجيش التي كانت الأداة الأهم لدى النظام في قمع الثورة معتمداً فيها وفي غيرها من المرافق، معتمداً على بنية طائفية تساعدها مجموعات الفاسدين من الأكثرية الطائفية ومن باقي الأقليات”، وأضاف “هناك معركة أوصلها النظام إلى نقطة اللاعودة واللاتسوية، وستنتهي بانتصار حاسم ناجز لا يقبل القسمة لأحد الطرفين على الآخر، وليس هناك من شك في أن النظام سيقوم بسحق كل من أيدوا الثورة وجعلهم يدفعون ثمناً باهظاً معمماً في حال انتصاره، بالمقابل فإن هذه اللاءات تقول بمحاسبة المجرمين فقط، وتقول بإبعاد من ساهم في القمع بدرجة صغيرة أو بطريقة غير مباشرة، بإبعاده على الأقل عن مفاصل السلطة الجديدة، وهذا ليس بالإقصاء، ولا يعادل ما فعله وينوي فعله النظام بتعميم الانتقام، بل هو حماية للثورة من السرقة، وتثبيت للعدالة على أساس فردي بدل الانتقام المعمم المنفلت من أية ضوابط. على الطرف المهزوم، أي أنصار النظام بإذن الله، أن يعوا أن هناك ثمن عادل يجب دفعه، ولا يحق لأي جهة أن تساوم على ذلك، وأن تأخرهم في الانفكاك عن النظام يعني ثمناً أكبر عليهم دفعه، لا إعطائهم التطمينات في أنه يمكنهم القتال حتى اللحظة الأخير ليقمعوا الثورة، فإن نجحوا فلهم فعل ما يريدون بالثورة وأنصارها فليس هناك تسويات ستمنعهم من ذلك، أما إن هزمتهم الثورة، فالمجتمع الدولي المختبئ خلف المعارضة السياسية التقليدية سيحميهم ويعطيهم فرصة كبيرة ليستمروا في السلطة كشركاء أقوياء على الأقل، هذا إن لم يكونوا الطرف الأقوى مع الإفلات من العقاب بدرجة كبيرة وربما بشكل شبه كلي”

وأضاف “إن كان الأمر متعلقاً بالطائفة العلوية التي يختبئ النظام خلفها ويستخدمها، ومعظم أفرادها منخرطين مع الأسف مع النظام في صراعه للبقاء نتيجة تجييش طائفي عصبوي مجنون مارسه النظام الأسدي مع هؤلاء ونجح نجاحاً كبيراً في ذلك، وهو تجييش طائفي يختبئ كذباً خلف الخوف على المستقبل في ظل حكم ديموقراطي في دولة أكثريتها من المسلمين السنة، وهو ادعاء كاذب أثبتت الثورة عدم صحته، فهو ليس خوفاً من المستقبل بقدر ما ظهر حقيقة على أنه حقد عصبوي طائفي اختلط بمصالح مادية بناها النظام واختص العلويين بها تجاوزا خلال عقود، وعصبوية تطورت مؤخراً بعد قيام الثورة بانخراطهم بشكل كبير في أجهزة الأمن وميليشيات الشبيحة وتنفيذهم غزوات القمع والاعتقال والسلب والنهب التي باتت أيضا مصدر دخل سريع إضافي غير متوقع لهؤلاء، إن كان الأمر متعلقاً بالمنخرطين بكل هذه الجرائم بحق الشعب السوري من أفراد الطائفة العلوية، فهي لاءات إقصائية فقط لمن مارس أعمال القتل والاغتصاب والهدم والسلب والنهب والخطف والابتزاز والذين سيواجهون العدالة لا مفر، وهو الثمن الذي على الطائفة أن تدفعه لتستعيد ثقة الشعب السوري بهم بعدما شارك معظمهم النظام في الإساءة لهذا الشعب على مدى نصف قرن، وبشكل أدق لغالبية هذا الشعب السوري المنتمي للأكثرية السنية، وبمعنى آخر وبشكل أعم، إن على كل من يتخوف على مستقبله في ظل سورية الجديدة من أفراد أو أقليات متمثلة بقادتها الاجتماعيين من رجال ثقافة وسياسة ودين ورجال أعمال وعسكريين، على كل هؤلاء أن يصنعوا ضماناتهم بمستقبلهم اليوم بالانفكاك عن النظام، فإن لم يفعلوا فعليهم على الأقل التسليم بمحاسبة من ناصر النظام منهم، وهي محاسبة لن تأخذ منحى طائفي أو قومي حتما وستبدأ بمن ناصر النظام من أفراد الأكثرية السنية، كما أن عليهم القبول بفكرة التخلي عن امتيازات رشاهم بها النظام عن غير حق على حساب الكفاءة التي ستكون المعيار الوحيد المعتمد لا الانتماء الطائفي كما كان سائدا في ظل الحكم الأسدي، وجوهر اللاءات كان واضحاً في اعتماد معايير الكفاءة”.

وتابع “إن نظر البعض إلى هذه اللاءات على أنها إقصائية بحق الواجهات السياسية للمعارضة السياسية “التقليدية” التي تسمي نفسها تجاوزاً بالخارجية أو الداخلية وعلى رأسها المجلس الوطني وهيئة التنسيق وباقي التشكيلات، فهي كذلك أيضاً حيث أنها تهدف لإبعاد معظم هؤلاء عن رأس السلطة السياسية خلال المرحلة الانتقالية، حيث فشلوا فشلاً ذريعاً في القيام بدورهم في الثورة خلال عشرين شهراً، ولا يجب مكافئتهم على فشلهم هذا ناهيك عن انعدام أي قدرة لهم للسيطرة الميدانية في الداخل السوري، لذلك لابد من تسليم السلطة لمن يستطيع أن يفرض السيطرة الحقيقية على الأرض بعد سقوط النظام، وذلك منعاً للفوضى وتسييراً للحياة اليومية المدنية والأمنية، مع إضفاء الطابع المدني لا العسكري على مجالس الإدارة المدنية للمناطق التي لن تفلح إلا إذا قسمت على أساس جغرافي وليس حزبي وذلك نتيجة لانعدام الحياة الحزبية بعد نصف قرن من الحكم الاستبدادي. لكن وبالمقابل، يمكن لهذه الهيئات المعارضة أن تمارس دورها في دعم الثورة وفق هذه الرؤية التي تضعها في إطار حجمها وتأثيرها ودورها الحقيقيين كخادم للثورة لا كقائد لها، في أي مرحلة من المراحل سواء أثناء الثورة أو خلال المرحلة الانتقالية، وهذا معيار حقيقي لاختبار نيات هؤلاء المعارضين وترفعهم عن السلطة أو شراهتهم لها على حساب مصلحة انتصار الثورة كأولوية على حساب طموحاتهم الشخصية، فأي مشاريع أو دراسات أو جهود بذلت من قبل هؤلاء يمكن اعتمادها للمرحلة الانتقالية إن لم تتعارض مع لاءات الثورة على أن يدرك من قام بها أنه سيخضع للسلطة السياسية العليا المنبثقة من الداخل والتي لن تصادر دوره التنفيذي على الأرض لوضع هذه المشاريع موضع التطبيق حال اعتمادها من السلطة السياسية العليا المتمثلة في مجلس الحكم الانتقالي وحكومة التكنوقراط المختصين التي سيعينها هذا المجلس لإدارة مرافق الدولة الجديدة بإشرافه، ولنا في التجربة الليبية الناجحة إلى حد نسبي كبير أسوة حسنة فهي الأقرب لنا في كل مراحل الثورة”

وفيما إن كانت معايير لازمة لحل الأزمة السورية قال “إن هذه اللاءات لا تحدد فقط معايير الحل المطلوب بل تحدد عملياً معايير الحل الممكن تطبيقه على الأرض، لأن تجاوز هذا الممكن لن يؤدي إلا إلى إطالة الصراع، وهو عمليا ما يجري الآن لإنهاك الثوار في الداخل لدفعهم في النهاية لقبول هذه الحلول التي تصادر عمليا كل الثورة أو معظمها، مع دفع الحاضنة الاجتماعية لهم للضغط عليهم بهذا الاتجاه نتيجة كل هذا القتل والخراب الذي يسببه النظام لهذه الحاضنة الاجتماعية”

وأضاف “في النهاية هذه اللاءات هي معايير لنجاح أي حل أو مبادرة وليست عقبة في وجهها لأنها تعتمد العدالة والواقعية معا وفق المعطيات على الأرض، لا التفكير الرغبوي أو المؤامراتي الذي لن يفلح بأكثر من إطالة عمر الثورة وتكبير حجم الخسائر لا على الثوار فقط، بل على النظام وأنصاره، ومستقبل الوحدة الوطنية الذي تضرر ومازال كثيراً، بل على المنطقة كلها واستقرارها القريب والبعيد المدى” وفق تأكيده

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى