أحداث الأربعاء، 09 كانون الثاني 2013
مليون سوري مهددون بالجوع… واللاجئون في مهب العواصف
لندن، دمشق، جنيف، عمان – رويترز، ا ف ب
اكدت الامم المتحدة في آخر ارقام اعلنتها امس ان نحو مليون سوري مهددون بالجوع بسبب معاناتهم من نقص في الطعام ومعظمهم يعيشون في مناطق الصراع. وقالت اليزابيث بايرز الناطقة باسم برنامج الاغذية العالمي التابع للمنظمة الدولية ان سبب النقص يعود الى القيود التي تفرضها حكومة دمشق على توزيع المساعدات. وذكرت ان البرنامج يقدم حصصا غذائية لنحو مليون ونصف مليون شخص في سورية كل شهر، وان ذلك أقل من عدد الذين يحتاجون الى مساعدات وهم حوالي مليونين ونصف مليون شخص. واوضحت ان النقص هو في امدادات الخبز والوقود على وجه الخصوص.
ويحتاج أربعة ملايين شخص في سورية الى مساعدات انسانية ملحة، بينهم مليونان نزحوا من ديارهم بسبب المعارك. وأظهرت ارقام الامم المتحدة ان عدد اللاجئين السوريين المسجلين قفز خلال الشهر الماضي من 500 ألف الى نحو 600 ألف.
في هذا الوقت يعاني اللاجئون السوريون في المخيمات عند الحدود مع الاردن ولبنان وتركيا من ظروف صعبة بسبب موجة البرد القارص والعواصف التي تضرب هذه المناطق. فقد ذكرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة ان الامطار داهمت نحو 500 خيمة في مخيم الزعتري للاجئين شمال الاردن، كما وقعت اعمال شغب عند توزيع المساعدات ادت الى وقوع اصابات في صفوف عمال الاغاثة.
وقال علي بيبي مدير التعاون والعلاقات الخارجية لمفوضية اللاجئين في الاردن ان هناك خطة لنقل المتضررين من الخيام المتضررة الى عربات متنقلة بالمخيم وقد تم تأمين جزء منها. ودعا الدول المانحة والمجتمع الدولي الى تقديم الدعم للاجئين السوريين واعادة تهيئة البنية التحتية الاساسية للمخيم لمواجهة الظروف الجوية القاسية.
وقال انمار الحمود الناطق الاعلامي لشؤون اللاجئين السوريين في الاردن ان هناك حاليا نحو 4500 خيمة في مخيم الزعتري الى جانب اربعة آلاف عربة متنقلة، واشار الى ان البطء في عملية تسليم العربات يؤدي احيانا الى تدافع واقتحام عشوائي الى عربات غير مكتملة».
ويستضيف الاردن اكثر من 290 الف لاجىء منهم حوالى 65 الف في مخيم الزعتري الذي يقع في محافظة المفرق، شمالي البلاد على مقربة من الحدود السورية. وتفيد المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ان عدد اللاجئين السوريين المسجلين والذين ينتظرون التسجيل في الاردن يبلغ نحو 143 الفا.
على الصعيد الامني تعرض مخيم اليرموك امس من جديد لقصف القوات السورية فيما عادت الاشتباكات الى المخيم والاحياء المحيطة به. وعقد ممثلو الفصائل الفلسطينية القريبة من النظام السوري مؤتمراً صحافياً في دمشق وطالبوا بجعل مخيم اليرموك منطقة «منزوعة السلاح»، كما دعوا قادة الفصائل الاخرى ومنظمة التحرير وحركة «حماس» الى القيام بحملة اتصالات عربية واقليمية ودولية لاعادة اللاجئين الذين نزحوا من المخيم الى بيوتهم. وكان عدد محدود من سكان اليرموك عادوا اليه بعدما هربوا منه بسبب المعارك التي وقعت في الشهر الماضي بين «الجيش الحر» والفصائل الفلسطينية المقربة من دمشق والتي استهدفت المواقع التي سيطرت عليها المعارضة في المناطق المحيطة بالمخيم.
من جهة اخرى، تواصلت العمليات العسكرية الواسعة في محافظة ادلب وفي ريف دمشق والاحياء الجنوبية للعاصمة. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات النظام تمكنت من صد هجوم على بلدة المسطومة التي تضم تجمعا كبيرا للدبابات بعد ايام من دخول مقاتلي المعارضة الى قسم منها. وتبعد هذه البلدة حوالى سبعة كيلومترات جنوب مدينة ادلب التي لا تزال تحت سيطرة قوات النظام، بينما معظم ريف ادلب بايدي مقاتلي المعارضة.
كما قال المرصد السوري ان مقاتلي المعارضة اسقطوا امس طائرة مروحية في قرية كراتين كانت في طريقها الى مطار تفتناز في محافظة ادلب الذي يحاصرونه منذ ايام ويحاولون اقتحامه.
إلى ذلك أعلن «الجيش الحر» القبض على مجموعة تابعة للنظام تعمل تحت اسم «فرقة التدخل السريع». وقال في بيان على شبكة الإنترنت إن هذه الفرقة قامت بعدة اغتيالات، منها اغتيال الصحافي الفرنسي جيل جاكيه في كانون الثاني (يناير) من العام الماضي في حمص. وافاد أنه على أتم الاستعداد لتسليم هؤلاء للسلطات الفرنسية، بشرط أن تتم محاكمتهم بشكل علني، ومن ثم تسليمهم لمحكمة الجنايات الدولية. وأكد «الجيش الحر» أنه بعد التحقيق مع من تم اعتقالهم، اعترفوا بأنهم قاموا بعدة عمليات اغتيال وأيضاً محاولات اغتيال، مثل محاولة قتل أفراد بعثة المراقبين العرب، وبالتحديد أنور مالك ومحمد حسين عمر. كما اغتالت هذه الفرقة عدداً من الناشطين السوريين.
تجدّد المعارك في اليرموك واجتماع في بريطانيا لما بعد الأسد
تعاون دولي حال دون استخدام النظام السوري الأسلحة الكيميائية
(و ص ف، رويترز، أ ب، ي ب أ، أ ش أ)
تجددت المعارك بعنف في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين قرب دمشق امس، فيما طالبت فصائل فلسطينية موالية للنظام السوري بجعل المخيم منطقة “منزوعة السلاح”. ووصل فريق هولندي مؤلف من 30 عسكرياً إلى قاعدة إنجرليك جنوب شرق تركيا لبدء التحضيرات لنشر بطاريتي صواريخ “باتريوت” هولنديتين على الحدود مع سوريا بمبادرة من حلف شمال الأطلسي لحماية الاراضي التركية من هجمات صاروخية سورية محتملة وذلك استجابة لطلب من انقرة.
ولم تؤثر الانتقادات الغربية والعربية لخطاب الرئيس السوري بشار الاسد، الذي القاه الاحد وتجاهل فيه الدعوات الى تنحيه عن السلطة، على مضي دمشق في الاجراءات العملانية لوضع اقتراح الاسد موضع التنفيذ. وبناء عليه، انعقد مجلس الوزراء السوري امس. وصرح وزير الاعلام عمران الزعبي بأن المجلس في حال انعقاد دائم “لتنفيذ التكليف الرئاسي لوضع الاليات وتنفيذ الافكار والبرنامج الوطني التي تضمنتها كلمة” الاسد. (راجع العرب والعالم)
في غضون ذلك، أوردت صحيفة “النيويورك تايمس” ان جهداً دولياً مشتركاً منع مضي النظام السوري في تجهيز اسلحة كيميائية لاستخدامها في القتال ضد المعارضة. وقالت انه في الايام الاخيرة من تشرين الثاني الماضي اتصل القادة العسكريون الاسرائيليون الكبار بوزارة الدفاع الاميركية “البنتاغون” لمناقشة معلومات استخبارية مقلقة تظهر ان القوات السورية تمزج اسلحة كيميائية في مستودعي تخزين وانها بدأت تعبئة عشرات القنابل زنة 500 باوند يمكن نقلها على متن طائرات.
وأضافت انه في غضون ساعات أحيط الرئيس الاميركي باراك اوباما بالامر ورفعت حال الانذار بعدما حملت الذخائر في شاحنات قرب قواعد لسلاح الجو السوري. وبعد ذلك اعلن مسؤولون اميركيون في تصريحات انه اذا ما امر الرئيس السوري الذي يشعر بيأس متزايد باستخدام هذا السلاح، فإن ذلك يمكن ان يحصل في اقل من ساعتين، بما لا يدع مجالاً للولايات المتحدة للتدخل في مثل هذه الحال.
وقالت الصحيفة ان ما جرى بعد ذلك كان تعاوناً دولياً لافتاً من الولايات المتحدة ودول عربية وروسيا والصين التي لم تكن تتفق على مسار واحد لعمل ما في سوريا. واسفر التحذير العلني الشديد اللهجة الذي اطلقه الرئيس اوباما والرسائل السرية التي وجهت الى الاسد وقادته العسكريين من طريق روسيا وآخرين مثل العراق وتركيا وربما الاردن، عن وقف مزج المواد الكيميائية وتجهيز القنابل التي تحملها. وبعد ذلك باسبوع قال وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا انه تم تجاوز الاسوأ في الوقت الحاضر.
ما بعد الأسد
من جهة أخرى، اعلنت وزارة الخارجية البريطانية ان اجتماعا مغلقا يشارك فيه خبراء ومسؤولون في المعارضة السورية سيعقد اليوم وغداً في جنوب بريطانيا تحضيرا لمرحلة ما بعد الاسد.
واوضحت ان خبراء وجامعيين متخصصين في سبل ادارة تجاوز الازمات واعضاء في قيادة “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” وممثلين للدول العربية ولوكالات دولية سيشاركون في هذا الاجتماع في مركز ويلتون بارك للمؤتمرات في ساسيكس.
وصرح ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية بان “هدف المملكة المتحدة هو حض المجتمع الدولي على التفكير والاعداد لانتقال سياسي يتولاه السوريون”، مضيفاً: “نبذل ما في وسعنا لوضع حد للعنف في سوريا والتوصل الى انتقال سياسي فعلي”.
وكرر وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ عبر تويتر ان تنحي الرئيس بشار الاسد “لا مفر منه”، مشددا على اهمية ان “يعد المجتمع الدولي للمرحلة التالية في سوريا”.
وسيشرف على الاجتماع مسؤول دائرة الشرق الاوسط وافريقيا في وزارة الخارجية البريطانية ديفيد كواري، على ان يختتمه بعد ظهر غد وزير الدولة اليستير بيرت.
واشنطن
وفي واشنطن، صرّحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نيولاند ردا على سؤال عن ارتفاع حصيلة القتلى في الحرب السورية الى اكثر من 60 الفاً استناداً الى احصاء للامم المتحدة: “على الصعيد الشخصي، اعتبر بالتأكيد ان ما قام به (الاسد) هو تجسيد للشر… لقد تجاوز الوحشية. ما قام به في حق شعبه غير انساني”. ورأت ان الاسد هو “احد الافرقاء الاكثر وحشية على الساحة الدولية اليوم… لا اعتقد ان شخصاً ارتكب جرائم بحق شعبه يمكن اعتباره عقلانيا بالمعنى الانساني للكلمة”.
يانغ جيتشي والإبرهيمي
¶ في بيجينغ، أجرى وزير الخارجية الصيني يانغ جيتشي اتصالا هاتفيا مع الإبرهيمي في شأن تطورات الأوضاع والأزمة المتفاقمة في سوريا، نقل الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الإبرهيمي خلاله وجهات نظره في الوضع الحالي في سوريا، وأطلع يانغ على جهوده الحالية.
وجاء في بيان صادر عن الخارجية الصينية أنه في معرض الإشادة بجهود الوساطة التي يجريها الابرهيمي للسعي إلى إيجاد حل سياسي للقضية السورية، قال وزير الخارجية الصيني إن قضية سوريا تمر بمنعطف حاسم، وان الحل السياسي يمثل المخرج البراغماتي الوحيد ويطابق المصالح الجوهرية والطويلة الاجل للشعب السوري. ودعا الاطراف المعنيين كافة لبذل جهود متواصلة للسعى إلى تحقيق تسوية سلمية على أساس بيان جنيف الصادر في 30 حزيران، مشيرا إلى أن الصين تتبنى موقفا موضوعيا وعادلا بالنسبة الى القضية وسوف تواصل تقديم الدعم الثابت لجهود الوساطة التي يقوم بها الإبرهيمي، فضلا عن كل المقترحات السياسية التي تساعد في تسوية القضية السورية.
لاريجاني
¶ في طهران، اعتبر رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني أن الخطة التي اقترحها الأسد لحل الأزمة الحالية التي تشهدها بلاده توضح عزم دمشق على تنفيذ إصلاحات سياسية.
ونقلت عنه قناة “برس تي في” الإيرانية للتلفزيون أن خطة الأسد تهدف إلى تنفيذ الإصلاحات على أساس الانتخابات وإرادة الشعب. وحذر الدول التي قال انها تتدخل في شؤون غيرها من أن معارضة هذه الخطة ورفضها هما بمثابة شن حرب على إرساء الديموقراطية في سوريا.
وأسف “لأنه خلال العامين الماضيين قام بعض الدول الغربية والإقليمية بتغذية انعدام الأمن في سوريا من طريق إرسال أسلحة ومعدات أخرى إلى هذه الدولة العربية”.
14 فصيلاًَ فلسطينياً في دمشق: اليرموك مخيـم منزوع السـلاح
طالب ممثلو 14 فصيلا فلسطينيا في دمشق، أمس، بجعل مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين «منزوع السلاح»، ودعوا قادة منظمة التحرير الفلسطينية وحركة حماس إلى القيام بحملة اتصالات عربية وإقليمية ودولية لإعادة اللاجئين الذين نزحوا عن المخيم بسبب العنف.
وعقد المؤتمر الصحافي في مكتب أحد مسؤولي جبهة النضال خالد عبد المجيد الذي تلا بيانا باسم الفصائل، وبينها الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة وفتح الانتفاضة والجبهة الديموقراطية وجبهة التحرير، فيما غابت فتح وحماس والجهاد الإسلامي.
وأعلنت الفصائل، في البيان، أن «الهدف الرئيسي» لتحركها هو «عودة أبناء المخيم إلى مخيمهم مخيما آمنا منزوع السلاح يمارسون فيه حياتهم الطبيعية ويتابعون فيه حمل قضيتهم الوطنية» ضد إسرائيل.
ودعت الفصائل «المسلحين إلى الانسحاب من مخيم اليرموك لإنهاء حالة التشرد التي يعاني منها أبناء المخيم، بالإضافة إلى الإضرار بالمكانة السياسية التي يمثلها مخيم اليرموك كرمز للاجئين»، والى «وقف إطلاق النار وكل العمليات العسكرية بما فيها عمليات القصف والقنص التي يتعرض لها المخيم».
كما دعا البيان «منظمة التحرير والفصائل الفلسطينية وقيادة حركة حماس إلى أوسع تحرك واتصالات سياسية على الصعد العربية والإقليمية والدولية لرفع المعاناة عن أبناء شعبنا وتأمين عودتهم إلى المخيم». وأكد ضرورة «تحييد المخيمات وأبناء شعبنا والنأي بالنفس عن الأزمة الداخلية السورية». وطالب «بتسهيل دخول الأفراد والمواد الغذائية والطبية إلى المخيم».
وكان مسلحون قد اقتحموا المخيم في كانون الأول الماضي واندلعت اشتباكات ضارية مع فلسطينيين، ما أدى إلى نزوح عدد كبير من اللاجئين. وبعد عودة الهدوء إلى المخيم، عاد عدد محدود من سكان المخيم إليه، لكنه لا يزال يشهد اشتباكات وعمليات قصف متقطعة.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، إلى «مقتل خمسة أشخاص في مخيم اليرموك، بينهم أربعة في سقوط قذيفة، وواحد برصاص قناص، والى اشتباكات عنيفة عند أطراف حي اليرموك وحي الحجر الأسود المجاور».
(ا ف ب، ا ب)
«حرب المطارات» المدنية والعسكرية في سوريا: صراع السـيطرة على السـماء… بأي ثمـن!
طارق العبد
لم تتوقف نداءات المعارضين في الشارع وفي معظم التشكيلات السياسية المعارضة عن المطالبة بالحظر الجوي وصولاً إلى المطالبة بضربات جوية محددة، لكن هذا الأمر أصبح منتهي الصلاحية مع قرار المعارضة المسلحة إعلان «معركة المطارات» في عموم البلاد.
ولم تستثنِ هذه المعركة المطارات المدنية وما حولها، وفي الوقت ذاته لم تتمكن بشكل تام من إبعاد الطائرات المقاتلة عن التحليق وإصابة الأهداف. وان نجحت في بعض المحطات في السيطرة على مطارات عسكرية، تعتبر أشبه بمستودعات للقطع الحربية إضافة إلى كتائب للدفاع الجوي تضم صواريخ مضادة للطائرات، فهي لم تنجح غالباً في إسقاط «الميغ» والمروحيات فيما تكفلت صواريخ «ستينغر» المستوردة بالأمر، خاصة في إدلب وريف حلب.
هناك تشتد المعارك للسيطرة على القواعد الجوية على طريقة الكر والفر، وبتوقيع الثنائي «جبهة النصرة – أحرار الشام»، فيما نجت المطارات المدنية ونجح النظام في كسب جولتها لصالحه، وإن ما زالت حركة الإقلاع والهبوط محفوفة بالقلق، وكذلك طريق بعضها.
وبالنسبة لتوزع المطارات في البلاد، فهي تُصنّف إلى أربعة مطارات مدنية وقرابة العشرين مطاراً عسكرياً أو قاعدة جوية، بالإضافة إلى مئات كتائب الدفاع الجوي. وتتمركز الأساسية منها في كل من دمشق وحلب وريف اللاذقية (مطارات دولية) والقامشلي ودير الزور (مطارات داخلية)، وباستثناء الأخير ما زالت الموانئ الجوية الثلاثة تعمل بعد إعادة فتح مطاري دمشق وحلب اثر المعارك التي دارت حولهما. ويشير البرنامج اليومي لهما إلى حركة إقلاع وهبوط للخطوط الجوية السورية وعدد من شركات الطيران كالمصرية والإيرانية والعراقية، فيما أحجمت شركات الطيران الأوروبية عن دخول الأجواء السورية منذ أكثر من عام.
أما حركة المطارين لجهة المسافرين فما زالت خجولة نوعاً ما، برغم إعلان السلطات أن طريق كل منهما بات آمناً مئة في المئة، إلا أن كثيرين يحجمون عن المغادرة عبرهما وخاصة إثر تهديد عدد من فصائل «الجيش الحر» باستهداف الطائرات المدنية فيهما، وهو ما حصل بالفعل في مطار حلب مؤخراً. وبالنسبة لمطار اللاذقية، تُعتبر حركته أقل من نظيريه في دمشق وحلب ويقتصر غالباً على الخطوط السورية.
أما المطارات العسكرية، فتبلغ حوالى العشرين مطاراً، مع الأخذ بالاعتبار أن المطارات المدنية تضم قسماً عسكرياً مجاوراً لها، وأهم هذه المطارات في المزة عند مدخل دمشق، الذي تقع على أطرافه بلدات داريا والمعضمية حيث تدور المعارك مع المعارضة المسلحة، بالإضافة إلى مرج السلطان والناصرية ومرج رهيل في ريف دمشق، فيما تتركز في الشمال في حلب (منغ، الجيزة) وفي إدلب (أبو الظهور، تفتناز) وفي حمص (القصير) كذلك في حماه والطبقة في ريف الرقة.
وإذا كان النظام قد عزّز مواقعه في مطارات دمشق وريفها، وكذلك في مطار حماه، فإن المعركة الأساسية تتركز اليوم في الشمال بعد أن هاجم «الجيش الحر» مطار أبو الظهور وتوجه لاقتحام مطار تفتناز. وتشير مصادر مقربة من النظام، بالإضافة لصفحات موالية له على الإنترنت، إلى أن الأخير ما زال على حاله بعدما نجح الجنود والضباط والطائرات في صد كل الهجمات، فيما يؤكد ناشطو المعارضة في إدلب أن عمليات استهداف الطائرات فيه لم تتوقف وإن تراجعت قليلاً بفعل الطقس العاصف في الأيام الأخيرة. وقد ذهب بعضهم أبعد من ذلك بالحديث عن أن الطائرات التي تحلق في أجواء إدلب قادمة إما من اللاذقية أو من حماه على ارتفاع عال، منعاً من استهدافها بالصواريخ المضادة للطيران.
وقد تحدثت «كتائب أحرار الشام» بالأمس عن تفجير طائرة محملة بالذخيرة إبان هبوطها في المطار، الذي تتبنى «جبهة النصرة» بالإضافة لـ«أحرار الشام» عمليات استهدافه. ويشير مقربون من «الجيش الحر» إلى استراتيجية يتبعها المقاتلون تتميز بتحييد الطيران وعطب الطائرات بدلاً من إسقاطها، حيث يعزو البعض ذلك إلى أن صواريخ «سام»، روسية الصنع، لا يمكنها إسقاط الطائرات بسبب اعتماد الأخيرة على البوالين الحرارية التي تتطلب إطلاق أكثر من صاروخ. مع العلم أن الصواريخ الأميركية من نوع «ستينغر» ما زال استخدامها محدوداً نظراً لصعوبة تحصيلها أو لحصر استخدامها بكتائب معينة تفضل تخزينها، فيما يتحدث آخرون عن حظر تركي على إيصالها للكتائب وتراجع كبير في الإمدادات العسكرية القادمة من الخارج مما فرض استراتيجية الهجوم على المطارات بدلاً من إسقاط الطائرات.
ولا تنسحب هذه الإستراتيجية بالضرورة على باقي القواعد العسكرية، كما يؤكد ناشطون في حماه، التي يُعتبر مطارها العسكري حصناً منيعاً تصعب السيطرة عليه، إضافة لكبر حجمه وسعته الأكبر للطائرات بما فيها المدنية.
وهو ما يتكرر في القصير في حمص وكذلك في دير الزور، التي تضم مطارين أحدهما مدني والآخر عسكري لا تتوقف الاشتباكات والمعارك قربهما، من دون أن يمنع ذلك طائرات «الميغ» و«السوخوي» من الانطلاق منه وإصابة أهداف يقول النظام إنها لفصائل المعارضة المسلحة.
في المقابل، تبدو الحالة بالنسبة للمطارات في دمشق وريفها مختلفة كلياً، إذ باستثناء مطار مرج السلطان، الذي يعتبر بحسب مصادر قريبة من النظام خالياً من الطائرات ومجرد مستودع لقطع الطائرات القديمة، لم ينجح المعارضون بالاستيلاء على أي من المطارات المتمركزة في ريف الشام. وما زال مطار المزة العسكري موقع الهجوم الأساسي على الأحياء الجنوبية التي تنتشر حولها كتائب «الجيش الحر»، والأمر ذاته بالنسبة إلى داريا ومعضمية الشام ومعظم مناطق الغوطة الشرقية، فيما يكشف طريق مطار دمشق الدولي عن حدة المعارك والاشتباكات مع عودته إلى قبضة النظام وتمكن الأخير من السيطرة على المساحات المحيطة بالمطار، بالإضافة للبلدات القريبة التي تحدثت فيها المعارضة المسلحة عن سيطرتها على بعض كتائب الدفاع الجوي في الغوطة والبساتين المحيطة بها.
وبين إسقاط الطائرات والسيطرة على المطارات وعمليات الكر والفر، يحاول المقاتلون فرض حظر جوي يحيد سلاح الطيران، فيما يؤكد النظام انه لن يقف مكتوف الأيدي ولا يتردد بتحصين مواقعه والهجوم على مختلف مواقع المعارضة المسلحة التي يتراجع إمدادها التسليحي من الخارج، وأصبح التعويل الأساسي هو على حجم المعارك في الداخل التي تحتكرها كتائب دون أخرى كمحاولة لفرض سطوتها ومنهجها على الشارع بالقوة.
حركة الإبراهيمي تتجدّد بمشاورات مع الصين وقطر وإيران
الأسد يرى أن مبادرته تتقاطع مع أفكار بين موسكو وواشنطن
لم يأت خطاب الرئيس السوري بشار الأسد الأخير من الفراغ. هذا هو الانطباع الذي يخرج به كل من التقى الرئيس السوري في الساعات الأخيرة، بحيث لم يكن متفاجئا بردود فعل بعض أطراف المعارضة السورية والعديد من العواصم الغربية، وقال أمام زواره ان التفاوض لا يحصل عادة عبر المنابر الإعلامية، وهم لن يقولوا ان المبادرة جيدة بل سيزايدون سياسيا، وهذا الأمر كان متوقعا.
وإذ أعلن الأسد تمسكه بالحل السياسي، رافضا في المقابل الاملاءات الخارجية، قال ان المبادرة التي أطلقها في خطابه الأخير لم تكن وليدة لحظتها بل هي تتقاطع إلى حد كبير مع ما يجري من «كولسات» (كواليس) في بعض عواصم الدول الكبرى، وبالتالي تنسجم مع أفكار لم تتبلور بصورة نهائية بين موسكو وواشنطن حيال تسوية الأزمة السورية.
وقال الأسد أمام زواره انه لا بد وقبل أية تسوية، من وقف أعمال العنف وإراحة السوريين إنسانيا واجتماعيا وخاصة لجهة إعطاء أولوية لعودة النازحين وإغاثتهم وتلبية حاجاتهم، «ونحن من جهتنا مستعدون للالتزام بوقف النار، لكن السؤال من هي الجهة الدولية التي سـتضمن وقف أعمال العنف من قبل الجانب الآخر؟».
واعتبر الأسد أن بعض العواصم الغربية بدأت تعيد النظر في مواقفها في ضوء ممارسات بعض التنظيمات التكفيرية المتطرفة. وقال ان الجيش السوري لن يتردد في مواجهة هؤلاء الإرهابيين التكفيريين.
وأبدى الأسد عتبه الشديد على بعض التنظيمات الفلسطينية التي تعاملت مع سوريا بوصفها مجرد فندق، وقال ان «الشعب السوري عندما
احتضنهم، لم يسأل لا عن هويتهم المذهبية ولا عن ميولهم السياسية. احتضنهم لأنهم مقاومون ومدافعون عن فلسطين، لكنهم قرروا فجأة أن يصبحوا شيئا آخر».
وشعر زوار دمشق بأن الأسد ما كان ليطل في «خطاب القوة» الأخير، لولا المعطيات الميدانية المتراكمة في الآونة الأخيرة، وبالأخص منها نجاح العمليات الأخيرة للجيش السوري، ومنها عملية داريا، بالإضافة إلى عمليات أخرى في مناطق مختلفة.
إلى ذلك، («سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا) مضت السلطات السورية في الإجراءات العملانية لوضع المبادرة التي طرحها الأسد لحل الأزمة موضع التنفيذ، متجاهلة الانتقادات والرفض التي قوبلت بها، إن كان من قبل المعارضة الخارجية أو الدول الغربية الداعمة لها.
وعقدت الحكومة السورية اجتماعا، برئاسة وائل الحلقي وظهر فيها وزير الداخلية محمد الشعار، لبحث كيفية تطبيق مبادرة الأسد لحل الأزمة.
وقال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي ان «الدعوة مفتوحة وموجهة إلى جميع قوى المعارضة للمشاركة في حوار وطني يعتمد على معطيات احترام السيادة الوطنية ورفض التدخل الأجنبي بكل أشكاله». وأضاف ان النقاش سيتناول «كل الجوانب بدءا بالعنف والإرهاب ووجود العناصر والتنظيمات الإرهابية مرورا بالقضايا الاقتصادية وقضايا الحريات العامة وحقوق الإنسان وقضايا الموقوفين وتفاصيل وجوهر الحوار الوطني وكيف يجب أن يتم ومع من».
الصين والإبراهيمي
وذكرت وكالة «شينخوا» الصينية ان وزير الخارجية يانغ جيتشي أجرى محادثات هاتفية مع المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي «الذي قدم وجهة نظره بشأن الوضع الراهن في سوريا، موجزا جهود وساطته».
وأثنى يانغ على جهود الإبراهيمي التي يبذلها للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية. وقال ان «الحل السياسي هو الطريق البراغماتي الوحيد للخروج من الأزمة ويتوافق مع مصالح الشعب السوري الأساسية والطويلة الأمد». ودعا «كل الأطراف المعنية لبذل جهود متواصلة للسعي إلى تسوية سياسية على أساس إعلان جنيف». وأضاف ان «الصين تبنت دائماً موقفاً موضوعياً وعادلاً من القضية، وستواصل تقديم الدعم الثابت لجهود وساطة الإبراهيمي وكل الاقتراحات السياسية التي تساعد على تسوية القضية».
ومن المرتقب أن يعقد الإبراهيمي اجتماعاً مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية وليام بيرنز في جنيف منتصف كانون الثاني الحالي.
وعلمت «السفير» من مصادر ديبلوماسية في نيويورك أنه من المتوقع أن يحضر الإبراهيمي إلى مجلس الأمن الدولي في الأسبوع الثالث من كانون الثاني الحالي، وذلك لتقديم إحاطة شاملة حول ما توصل إليه في مهمته لحل الأزمة السورية، لكن رئيس المجلس لم يعيّن حتى الساعة توقيت هذه الجلسة.
قطر وإيران
وقال رئيس الحكومة وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء المصري هشام قنديل بعد اجتماع مع الرئيس المصري محمد مرسي، تعليقا على مبادرة الرئيس السوري لحل الأزمة، «لقد صدمنا من هذا الخطاب. بعد سنتين من الأزمة يخرج الرئيس بشار بخطاب من هذا النوع، وهو يعاند نفسه وشعبه. هناك دماء سالت لا يمكن أن تضيع هباء منثورا».
وأضاف «الأسد مسؤول عما يحدث، وأتمنى عليه اتخاذ قرار شجاع لمصلحة شعبه. فانتصاره بانتصاره شعبه ولا يمكن أن يكون أحد منهزما إذا ما استجاب لشعبه». وتابع «لقد اجتمعت مع الإبراهيمي أمس (الأول) وأوضحت وجهة نظر بلادي في ما يخص هذا الموضوع».
إلى ذلك، يبدأ وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي زيارة للقاهرة اليوم. وقال رئيس بعثة رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة السفير مجتبى أماني لوكالة أنباء الشرق الأوسط ان «صالحي سيجري خلال الزيارة مباحثات مع شيخ الأزهر احمد الطيب ووزير الخارجية محمد كامل عمرو وكبار المسؤولين المصريين في إطار العمل على تعزيز العلاقات بين البلدين»، كما سيلتقي الإبراهيمي.
وأشاد رئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) الإيراني على لاريجاني، خلال جلسة البرلمان في طهران، «بمبادرة الرئيس السوري لتسوية الأزمة الراهنة في سوريا»، معتبرا أن «المبادرة تؤكد عزم الحكومة السورية على المضي قدما في مسيرة الإصلاح السياسي ما يستلزم توفير الأرضية الأمنية الكفيلة لذلك». وأضاف ان «الدول التي تعارض المبادرة السورية من خلال مواقفها، (تقوم) بمثابة إعلان حرب على الاستقرار الديموقراطي في سوريا».
ميدانياً
ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصدر عسكري ان القوات السورية تمكنت من صد هجوم على بلدة المسطومة قرب ادلب، التي تضم تجمعا كبيرا للدبابات بعد أيام من دخول المسلحين قسما منها.
وقال مصدر عسكري لوكالة «فرانس برس» ان «الجيش السوري بمؤازرة كتيبة المهمات الخاصة نجح في السيطرة على المسطومة»، مشيرا إلى مقتل أكثر من 20 مسلحا وجرح عدد كبير غيرهم في الاشتباكات التي سبقت السيطرة على البلدة. وأوضح أن المسلحين كانوا تمكنوا من دخول البلدة قبل حوالى خمسة أيام.
ونقل مراسل وكالة «فرانس برس» عن سكان في حلب قولهم ان الجيش السوري أعاد السيطرة على حي الاشرفية، ذي الغالبية الكردية، بعد محاولة مسلحين التقدم إليه خلال اليومين الماضيين.
وتابع المرصد «في ريف دمشق، تعرضت عدة مناطق لقصف من القوات النظامية في موازاة اشتباكات في منطقة السيدة زينب قرب دمشق وفي داريا ومحيطها»، مشيرا إلى «سقوط ثلاث قذائف على مدينة جرمانا، ذات الغالبية المسيحية والدرزية، أسفرت عن إصابة تسعة مواطنين».
المرصد السوري: قوات نظامية أعدمت اثنين من كوادر حماس
القاهرة- (د ب أ): أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الأربعاء بأنه تم العثور الليلة الماضية على جثماني كادرين اثنين من حركة المقاومة الإسلامية حماس في مخيم الحسينية بريف دمشق.
وبحسب ناشطين فإن القوات النظامية أعدمتهما ميدانيا بعد اعتقالهما وألقت بجثمانيهما قرب مسجد عائشة بمخيم الحسينية بريف دمشق الجنوبي.
وتعرضت مدينة داريا بريف دمشق صباح الأربعاء للقصف من قبل القوات النظامية رافقه قدوم تعزيزات جديدة مؤلفة من عدد من الجنود والمركبات إلى المدينة التي تحاول القوات النظامية فرض سيطرتها الكاملة عليها.
المقاتلون المعارضون يطلقون 48 ايرانيا مقابل اكثر من ألفي معتقل لدى النظام السوري
دمشق- (ا ف ب): اطلق المقاتلون المعارضون الاربعاء 48 ايرانيا كانوا يحتجزونهم منذ اشهر في سوريا مقابل افراج النظام عن اكثر من الفي معتقل، في اكبر عملية تبادل اسرى في النزاع المستمر منذ 21 شهرا، في وقت اعلن عن لقاء جديد بين الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي ومسؤولين روس واميركيين الجمعة.
ووصل الرهائن بعد ظهر الأربعاء على متن حافلات صغيرة إلى فندق شيراتون وسط العاصمة السورية، حيث من المقرر ان يعقدوا مؤتمرا صحافيا. وكان في استقبالهم السفير الايراني في دمشق محمد رضا شيباني.
وتعد هذه العملية اكبر تبادل للاسرى في النزاع المستمر منذ منتصف آذار/ مارس 2011، وهي الاولى تعلن رسميا. ويدل العدد الكبير للمعتقلين الذين وافق النظام السوري على اطلاقهم، على استعداده لتقديم الكثير في سبيل مصلحة طهران ابرز حلفائه الاقليميين.
واعلن التلفزيون الحكومي الايراني اليوم ان المقاتلين المعارضين افرجوا عن الزوار الايرانيين، بدون ان يوضح متى ولا في اي شروط تم الافراج عنهم.
وكان مقاتلون معارضون ينتمون الى (كتيبة البراء) التابعة للجيش السوري الحر بثوا على الانترنت في الخامس من آب/ اغسطس الماضي شريطا مصورا اعلنوا فيه خطف الايرانيين، قائلين ان من بينهم ضباط في الحرس الثوري الايراني.
ونفت ايران بداية صحة هذه المعلومات، لتعود وتقول بعد ايام ان من الرهائن الذين كانوا يزورون عتبات شيعية مقدسة، عسكريين “متقاعدين”. وطلبت ايران مساعدة الامم المتحدة في اطلاقهم، وتواصلت للغاية نفسها مع تركيا وقطر الداعمتين للمعارضة.
وافاد احمد الخطيب، وهو متحدث باسم الجيش الحر في دمشق وريفها، في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس في بيروت عن “اكتمال المفاوضات من الناحية النظرية” لاطلاق سراح 2135 معتقلا لدى النظام “بينهم اسماء مهمة”. ورفض تقديم تفاصيل اضافية قبل انجاز الصفقة التي تمت “برعاية قطرية تركية وتدخل ايراني مع النظام”.
وكان سيركان نرجس الناطق باسم مؤسسة الاغاثة الانسانية التركية الاسلامية قال لفرانس برس في اتصال هاتفي ان “النظام السوري بدأ اليوم (الاربعاء) الافراج عن 2130 معتقلا مدنيا في عدة مدن سورية مقابل اطلاق سراح 48 ايرانيا بين ايدي المعارضين”.
واكد انها “ثمرة مفاوضات اجرتها منظمتنا لاشهر في اطار نشاط دبلوماسي اهلي”.
واوضح ان اطلاق سراح المعتقلين المدنيين يتم منذ صباح الاربعاء خصوصا في دمشق وحمص (وسط) وادلب (شمال) واللاذقية (غرب) وطرطوس (غرب)، ومن بينهم اربعة اتراك.
وفي محاولة متجددة للتوصل الى حل للنزاع السوري المستمر منذ 21 شهرا وادى الى مقتل اكثر من 60 الف شخص بحسب ارقام الامم المتحدة، اعلن نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف ان “الاجتماع الثلاثي بين بوغدانوف و(مساعد وزيرة الخارجية الامريكية) وليام بيرنز والاخضر الابراهيمي مقرر في 11 كانون الثاني/ يناير في جنيف”، وذلك بعد اجتماع اول في المدينة نفسها في التاسع من كانون الاول/ ديسمبر الماضي.
ويأتي الاجتماع بعد خطاب الرئيس بشار الاسد الاحد، والذي قدم فيه “حلا سياسيا” يقوم على الدعوة الى مؤتمر وطني باشراف الحكومة الحالية بعد وقف العمليات العسكرية يتم خلاله وضع ميثاق وطني جديد، وتليه انتخابات وتشكيل حكومة.
واكد الاسد ان اي مرحلة انتقالية يجب ان تتم عبر “الوسائل الدستورية”، متجاهلا الدعوات الموجهة اليه للتنحي، ومشددا على ضرورة ان تستند اي مبادرة الى ما تقدم به.
وكان الابراهيمي الذي زار دمشق وموسكو نهاية الشهر الماضي، قال انه يحمل مقترحا قد يحظي بموافقة المجتمع الدولي، ويقوم على تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة لحين اجراء انتخابات برلمانية او رئاسية.
وقوبل طرح الاسد الذي تنتهي ولايته الحالية في العام 2014، برفض من المعارضة السورية في الداخل والخارج.
ميدانيا، قتل 83 شخصا الثلاثاء جراء اعمال العنف في مناطق سورية عدة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي اشار الى ان من الضحايا اربعة اطفال من عائلة واحدة قتلوا جراء غارة جوية نفذها الطيران الحربي السوري ليل الثلاثاء على قرية جباب حمد الى الشرق من مدينة حمص (وسط).
وفي ريف دمشق، تعرضت مناطق عدة للقصف مع استمرار القوات النظامية في محاولتها السيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين.
وافاد مصدر عسكري سوري ان نحو 4500 مقاتل معارض ما زالوا متواجدين في محيط دمشق، منهم 150 من “جبهة النصرة” الاسلامية المتطرفة في مدينة داريا (جنوب غرب).
وفي ظل العاصفة الشديدة التي تضرب دول المنطقة، يواجه الآلاف من السوريين المهجرين او النازحين الى الدول المجاورة ظروفا مأسوية، لا سيما في مخيم الزعتري في شمال الاردن حيث غرقت العديد من الخيم جراء فيضان المياه.
المجلس الوطني السوري يقترح على الائتلاف تشكيل حكومة مؤقتة في الاراضي المحررة
بيروت- (ا ف ب): طرح المجلس الوطني السوري على الائتلاف المعارض بدء المرحلة الانتقالية في سوريا عبر تشكيل حكومة موقتة تمارس مهامها “في الاراضي المحررة”، مشترطا تنحية الرئيس بشار الأسد ورموز نظامه، كما جاء في خطة حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها.
وفي ما سماها “خطة نقل السلطة وبدء المرحلة الانتقالية”، دعا المجلس الائتلاف الى تسمية “حكومة موقتة عند توفر الضمانات الدولية بالاعتراف بها وبعد توفير دعم لنشاطاتها”، على ان تمارس هذه الحكومة “مهامها في الاراضي المحررة”.
وتعني عبارة “الاراضي المحررة” المناطق التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون في سوريا، ولا سيما في شمال البلاد وشرقها.
واقترح المجلس ان تضم هذه الحكومة “شخصيات ثورية ووطنية ملتزمة باهداف الثورة السورية وفق المعايير الواردة في النظام الاساسي للائتلاف”.
وستتولى الحكومة كامل السلطات التنفيذية، وتشرف على “اتفاق بين قادة الجيش الحر وهيئة الاركان المشتركة وضباط الجيش السوري ممن لم تتلطخ ايديهم بدماء السوريين، لتنظيم عمليات وقف اطلاق النار وسحب الجيش إلى ثكناته، واستيعاب الثوار في الجيش والقوى الامنية، وضبط الامن وحفظ السلم الاهلي”.
في المقابل، اشترط المجلس “تنحية بشار الاسد ورموز النظام رضوخا لمطالب الشعب السوري”، وهو ما تصر عليه المعارضة كشرط مسبق لأي حوار أو تسوية.
ومن المقرر بحسب الخطة، ان يصدر الائتلاف مراسيم “اقالة حكومة النظام وحل مجلس الشعب والاجهزة الامنية باستثناء جهاز الشرطة”، واقالة “القيادات العليا للجيش وحل الفرقة الرابعة للجيش والحرس الجمهوري”.
وتعد الفرقة الرابعة واحدة من الفرق الاكثر تجهيزا في الجيش السوري وتتولى مسؤولية حماية دمشق، ويتولى قيادتها العقيد ماهر الاسد شقيق الرئيس السوري.
وتشمل الخطة دعوة الائتلاف الى مؤتمر وطني عام بمشاركة “جميع القوى السياسية ومكونات الثورة والمجتمع دون استثناء خلال مدة اقصاها شهر واحد من تاريخ اسقاط النظام”.
وسيطلق المؤتمر عملية المحاسبة عن “جرائم المرحلة السابقة ويشكل هيئة للحقيقة والعدالة والمصالحة الوطنية”، على ان يلي عقده حل الائتلاف “وتشكيل الحكومة الانتقالية”.
وكانت المعارضة السورية رفضت بشدة ما طرحه الرئيس السوري في خطاب الاحد، من “حل سياسي” دعا فيه الى مؤتمر وطني باشراف الحكومة الحالية بعد وقف العمليات العسكرية يتم خلاله وضع ميثاق وطني جديد، وتليه انتخابات وتشكيل حكومة.
واكد الاسد أن أي مرحلة انتقالية يجب أن تتم عبر “الوسائل الدستورية”، في اشارة واضحة الى انه لن يقبل أي انتقال الا بانتخابات.
والمجلس الوطني احد ابرز مكونات الائتلاف الذي يضم غالبية اطياف المعارضة.
الأخضر الإبراهيمي يلتقي مسؤولين روس وأميركيين في جنيف الجمعة
موسكو- (يو بي اي): أعلنت وزارة الخارجية الروسية الأربعاء، عن عقد اجتماع يضمّ المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي مع ممثلين عن الجانبين الروسي والأميركي في جنيف بعد غد الجمعة.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية (إنترفاكس) عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، قوله إن الاجتماع الذي سيضمه إلى الإبراهيمي ونائب وزير الخارجية الأميركية وليام بيرنز، سيعقد في 11 كانون الثاني/ يناير الجاري في جنيف.
وكان اللقاء الأخير للمسؤولين الثلاثة والذي يطلق عليه “اجتماع الباءات الثلاثة” عقد في 10 كانون الأول/ ديسمبر.
ويذكر أن الإبراهيمي كان قد زار روسيا في نهاية الشهر الماضي في إطار المساعي للتوصّل إلى حل للأزمة في سوريا.
مخاوف من مخزون سوريا من اليورانيوم غير المخصّب واحتمال استحواذ إيران عليه
لندن- (يو بي اي): ذكرت صحيفة (فايننشال تايمز) الأربعاء، أن خبراء نوويين في الولايات المتحدة والشرق الأوسط أثاروا مخاوف بشأن أمن ما يصل إلى 50 طناً من اليورانيوم غير المخصّب لدى سوريا، واحتمال استحواذ إيران عليه جرّاء الحرب الدائرة في البلاد.
وقالت إن الحكومات الغربية تركز بشكل كبير على مصير الأسلحة الكيماوية لدى سوريا منذ اندلاع الأزمة في البلاد قبل نحو عامين بسبب قلقها من وقوعها في أيدي الجماعات المسلحة.
وأضافت الصحيفة أن مسؤولين حكوميين وخبراء نوويين أبلغوها بأنهم يخشون أيضاً من وجود مخزون كبير من اليورانيوم داخل سوريا، حين حاول نظام الرئيس بشار الأسد بناء مفاعل نووي في موقع (الكبر) بشرق سوريا بمساعدة كوريا الشمالية، قبل أن تدمره اسرائيل بغارة جوية في أيلول/ سبتمبر 2007.
وأشارت إلى أن برنامج سوريا النووي لا يُعرف عنه سوى القليل جداً، كما أن دمشق قدّمت معلومات ضئيلة عنه للوكالة الدولية للطاقة الذرية، غير أن مسؤولي الاستخبارات والخبراء الغربيين يعتقدون منذ وقت طويل أن مفاعلها النووي شبيه بالمفاعل الذي بنته كوريا الشمالية في يونغبيون، وخلصوا بعد المقارنة إلى أن موقع (الكبر) قد يحتاج إلى نحو 50 طناً من وقود اليورانيوم لكي يبدأ العمل.
وقالت (فايننشال تايمز) إن بعض المسؤولين الحكوميين أثاروا مخاوف من أن إيران، الحليفة الوثيقة لنظام الرئيس الأسد، قد تكون تسعى لوضع يدها على مخزون سوريا من اليورانيوم بسبب حاجتها الماسّة له، وزعموا بأن إيران تقوم سراً بنقل اليورانيوم من منشأة بناها النظام السوري في بلدة مرج السلطان القريبة من العاصمة دمشق، استناداً إلى تحركات رصدتها الأقمار الاصطناعية.
وأضافت الصحيفة أنها اطلعت على ثلاثة صور التقطتها الأقمار الاصطناعية لموقع مرج السلطان في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، تُظهر عمليات تفريغ لمخزن كبير هناك من دون سبب واضح.
ونسبت الصحيفة إلى ديفيد أولبرايت، رئيس معهد العلوم والأمن الدولي للأبحاث في الولايات المتحدة والخبير في شؤون برنامج إيران النووي، قوله “هناك مخاوف مشروعة بشأن مخزون اليورانيوم في سوريا ومصير اليورانيوم الذي خططت لاستخدامه في مفاعل الكبر قبل تدميره عام 2007، وليس هناك أدنى شك من أن ذلك يثير قلق الحكومات الغربية إذا ما غرق البلد في حرب أهلية”.
مطالب بنزع سلاح مخيم اليرموك.. ومعارضون يسقطون طائرة في ادلب
‘النصرة’ تعدم ثلاثة جنود علويين بتهمة الاغتصاب واجتماع في بريطانيا لمناقشة ما بعد سقوط الاسد
دمشق ـ بيروت ـ لندن ـ وكالات: تواصلت العمليات العسكرية الواسعة في شمال غرب سورية وفي ريف دمشق والاحياء الجنوبية للعاصمة حيث قتل الثلاثاء خمسة اشخاص في قصف على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الذي طالبت فصائل فلسطينية موالية للنظام السوري بجعله ‘منزوع السلاح’.
تزامن ذلك مع اعلان وزارة الخارجية البريطانية الثلاثاء ان اجتماعا مغلقا يشارك فيه خبراء ومسؤولون في المعارضة السورية سيعقد الاربعاء والخميس في جنوب بريطانيا تحضيرا لمرحلة ما بعد الرئيس بشار الاسد.
وتنظم الخارجية البريطانية هذا الاجتماع. واوضحت الوزارة ان خبراء وجامعيين متخصصين في كيفية ادارة تجاوز الأزمات واعضاء في قيادة الائتلاف السوري المعارض وممثلين للدول العربية ولوكالات دولية سيشاركون في هذا الاجتماع الذي يعقد في مركز ويلتون بارك للمؤتمرات في سوسيكس (جنوب).
وقال متحدث باسم الخارجية ان ‘هدف المملكة المتحدة هو حض المجتمع الدولي على التفكير والاعداد لانتقال سياسي يتولاه السوريون’، مضيفا ‘نبذل ما في وسعنا لوضع حد للعنف في سورية والتوصل الى انتقال سياسي فعلي’.
جاء ذلك في الوقت الذي تبنت جبهة النصرة الاسلامية في شريط فيديو تم بثه على موقع ‘يوتيوب’ على شبكة الانترنت قتل ثلاثة جنود سوريين في دير الزور في شرق سورية بعد ان اتهمتهم باغتصاب فتاة سورية.
ويعود تاريخ الشريط المصور الى الخامس من كانون الثاني (يناير)، ويظهر فيه ثلاثة رجال جالسين امام علم اسود يحمل شهادة ‘لا اله الا الله’ ومحاطين بمسلحين برشاشات.
ويقوم احدهم من دون ان يظهر في الشريط باستجوابهم، فيصرحون عن اسمائهم ومن اي منطقة يتحدرون ويقولون انهم علويون يخدمون في صفوف الجيش.
ويتناول الاستجواب مسألة اغتصاب ثلاثة جنود قبل ايام لفتاة في العشرين، مع الاشارة الى ان احد الاسرى الثلاثة شارك في العملية.
بعد ذلك، تظهر في الصور ثلاث جثث في حفرة، ويقول صوت مسجل على الشريط ‘هؤلاء هم كتائب الاسد، هؤلاء الذين اغتصبوا النساء في دير الزور. هذا مصير كل من يتعدى على الحرائر’.
وفي الاستجواب، يفهم من الاسئلة والاجوبة ان هؤلاء الثلاثة موجودون مع جبهة النصرة، وانهم ‘اسروا في مركز الخدمات في مدينة دير الزور’.
وتشهد مدينة دير الزور غالبا معارك متنقلة بين احيائها بين القوات النظامية ومجموعات مقاتلة معارضة.
وتأتي هذه التطورات غداة حملة انتقادات واسعة من الغرب والمعارضة السورية للمبادرة التي تقدم بها الرئيس بشار الاسد لحل الأزمة في بلاده وتجاهل فيها الدعوات الى تنحيه عن السلطة، من دون ان تؤثر هذه الانتقادات على مضي دمشق في الاجراءات العملانية لوضع اقتراح الاسد موضع التنفيذ.
ونقلت وكالة الانباء الرسمية (سانا) عن وزير الاعلام السوري عمران الزعبي قوله الثلاثاء ‘ان الدعوة مفتوحة وموجهة الى جميع قوى المعارضة للمشاركة في حوار وطني يعتمد على معطيات احترام السيادة الوطنية ورفض التدخل الاجنبي بكل أشكاله’.
ولم يحدد الوزير الاطراف المدعوة الى الحوار، الا انه اشار الى انه سيكون ‘هناك لجنة من مجلس الوزراء للبدء بالاتصال مع كل القوى والشخصيات السياسية والوطنية والمجتمعية تمهيدا لعقد مؤتمر الحوار الوطني’.
واضاف ان النقاش سيتناول ‘كل الجوانب بدءا (…) بالعنف والارهاب ووجود العناصر والتنظيمات الارهابية مرورا بالقضايا الاقتصادية وقضايا الحريات العامة وحقوق الانسان وقضايا الموقوفين وتفاصيل وجوهر الحوار الوطني وكيف يجب أن يتم ومع من’.
الى ذلك طالب ممثلو الفصائل الفلسطينية القريبة من النظام السوري في مؤتمر صحافي عقدوه في دمشق الثلاثاء بجعل مخيم اليرموك ‘منزوع السلاح’، ودعوا قادة الفصائل الفلسطينية ومنظمة التحرير وحركة حماس الى القيام بحملة اتصالات عربية واقليمية ودولية لاعادة اللاجئين الذين نزحوا من المخيم بسبب العنف، الى بيوتهم.
ودعت الفصائل ‘المسلحين الى الانسحاب من مخيم اليرموك لانهاء حالة التشرد التي يعاني منها ابناء المخيم بالاضافة الى الإضرار بالمكانة السياسية التي يمثلها مخيم اليرموك كرمز للاجئين’، والى ‘وقف اطلاق النار وكافة العمليات العسكرية بما فيها عمليات القصف والقنص التي يتعرض لها المخيم’.
من جهة ثانية، قال المرصد السوري ان مقاتلين معارضين ‘اسقطوا الثلاثاء طائرة مروحية في قرية كراتين كانت في طريقها الى مطار تفتناز العسكري في محافظة ادلب الذي يحاصره مقاتلون من جبهة النصرة وكتائب احرار الشام والطليعة الاسلامية منذ ايام ويحاولون اقتحامه’.
وافاد المرصد وسكان في المنطقة عن تراجع المعارك في محيط مطار تفتناز الثلاثاء.
اسرائيل مصدر معلومات تحركات السلاح الكيماوي السوري ونتنياهو زار الاردن لبحث طرق منع نقلها لـ’حزب الله‘
ابراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’: من سيعلن الانتصار او من هو الذي يعيش فصاما عن الواقع، الاسد ام الولايات المتحدة وبريطانيا، اسئلة لا تزال تطرح حول خطاب الرئيس السوري بشار الاسد، الذي القاه يوم الاحد بعد غياب سبعة اشهر عن المشهد العام، حيث لم ير الا في لقطات تلفزيونية ومقابلة اخيرة له مع ‘روسيا اليوم’، التي اكد فيها انه سيعيش ويموت في سورية ولن يرحل.
لكن خطابه الاخير بدد كل الشائعات حول مصيره ومكان وجوده، مع ان المعارضة قالت ان اختيار دار الاوبرا مسرحا لخطابه ‘المسرحي’ جاء لانها تقع على بعد خمس دقائق من القصر الجمهوري، فالرئيس معتاد على القاء خطاباته المهمة في قاعة المؤتمرات الكبرى على طريق المطار.
ومهما تكن رمزية المكان فالخطاب منح اول رؤية واضحة للرئيس عن خطط المستقبل ورؤيته للوضع في سورية، فقد اعترف ان سورية تعيش ازمة وان الوضع لن يصح الا بعد ان تتوقف الدول الداعمة للجماعات المقاتلة ‘الارهابية’ بدعمها بالمال والسلاح. فخطاب اللاءات الكثيرة، حسبما جاء في افتتاحية ‘واشنطن بوست’ لديه قيمة واحدة على الاقل وهي وضوح الرؤية، لا تنحي، لا تفاوض مع المقاتلين، لا تنازل، وعوضا عن ذلك قال انه سيقاتل حتى النهاية اعداء الله ودمى الغرب.
ليس وحده المسؤول
وتشير الصحيفة الى رد الخارجية الامريكية على الخطاب بأن ملقيه منزوع من الواقع وان ما جاء فيه يقوض الجهود الدبلوماسية التي يقودها الاخضر الابراهيمي، المبعوث الدولي. وتضيف الصحيفة انه وبعد 22 شهرا من الانتفاضة والحرب التي خسر فيها مؤيدو النظام الكثير من الاراضي، يأتي الاسد ويعرض نفس الصيغة السياسية الفارغة والشعارات حول الارهابيين التي تمسك بها طوال الازمة. فالاسد وعلى الرغم من المأساة التي تعيشها سورية الا انه لا توجد اية اشارة تدفع الاسد لمواجهة الواقع في القريب العاجل.
وهذا يعود الى معضلة اخرى تتعلق بالخصم الذي يقاتل الاسد، فعلى الرغم من الانجازات التي حققها المقاتلون على الارض، الا انهم لا يزالون يفتقدون التماسك والمعدات العسكرية الثقيلة الكافية لانهاء النظام وقدراته العسكرية التي يستخدمها الاسد لضرب المدن.
فالتقارير الاخيرة تشير الى ان قدرات المقاتلين بدلا عن زيادتها وتطورها بدأت تقل، وهذا عائد الى عدم رغبة الغرب بتقديم دعم للمقاتلين، خاصة امريكا الخائفة من بعبع الجهاديين. كل هذا والازمة الانسانية تتفاقم كل يوم من تدفق اللاجئين الى دول الجوار، وتشردهم داخل بلادهم وتزايد في عدد القتلى، حيث وضع تقرير مكتب الامم المتحدة الارقام الذين قتلوا من الطرفين بحوالي 60 الفا، اي اكبر من العدد المتداول وهو 40 الفا، ويتوقع ان يرتفع العدد الى اكبر من هذا ان استمر القتال.
وبالعودة لافتتاحية ‘واشنطن بوست’ فخطاب الاسد الذي اظهر انه وزمرته متمسكون بمواقفهم كشف عن السياسة الامريكية تجاه الازمة السورية عديمة الجدوى. وتعلق على بيان الخارجية الامريكية الذي بدأ بشجب الخطاب، واصفة اياه بانه يقوض الجهود الدبلوماسية، وختمته بالقول انها ستواصل العمل لدعم المبادرة الاخيرة التي تقدم بها الابراهيمي والتي رفضها الاسد في خطابه، فالادارة الامريكية مثل النظام السوري اصبحت عصية على فهم الواقع الحقيقي وتطوراته. ومن هنا فالاسد لا يتحمل وحده مسؤولية المذبحة الجارية في سورية، ولكن المجتمع الدولي الذي حمله تقرير مكتب الامم المتحدة لحقوق الانسان في جنيف المسؤولية، وجاء على لسان نافي بيلاي مفوضة الامم المتحدة لحقوق الانسان قولها، ان فشل المجتمع الدولي، خاصة مجلس الامن باتخاذ موقف حازم يخجلنا جميعا، خاصة ان السوريين يتساءلون دائما ‘اين المجتمع الدولي؟’.
البعبع الجهادي
وبنفس السياق كتب المعلق السياسي في صحيفة ‘الغارديان’ سايمون تسيدال مقالا قال فيها ان ويليام هيغ واوباما ربما كانا هما المنفصلان عن الواقع لا الاسد. ويقول الكاتب ان اهم سلاح فعال يملكه الاسد هو اقناع الداعين للتدخل العسكري ان القادم هو الاسوأ ان تدخلوا. ويذهب الكاتب الى القول ان بيان الخارجية الامريكية يقول نفس الشيء عن ادارة اوباما والدول الغربية واعداء الاسد العرب وبمبرر قوي. فبعد عامين من حرب الاستنزاف في سورية، الحقيقة المرة تؤشر الى ان الاسد هو الذي سيقوم باخراج اعدائه من اللعبة لا هو ويعلن بالضرورة الانتصار. ويرى ان الانتصار هذا لا ينبع اولا من قدرات الاسد على الاقناع فهي محدودة، ولا من العدد المحدود من الانصار الذين يظلون اقلية، ولا من قسوة الاساليب العسكرية التي يستخدمها ضد اعدائه، ولكنه ينبع من حس النجاة عنده ومن قدرته على اقناع الداعين للتدخل العسكري ان الاسوأ سيحصل في سورية. فعندما يبدأ معلقون امريكيون كبار من امثال ديفيد اغناطيوس الكلام عن ‘الحقيقة والمصالحة’ فافهم ان الحرب قد انتهت او خسرها الخصم.
ويقول ان عمليات اعادة التعليم في اسس الجغرافيا السياسية للمنطقة كانت متدرجة ولكنها كان فعالة ـ ولعل اهم عنصر فيها هو التحذير من العنصر الجهادي، فعامل التخويف الجهادي يعود الى الفيديو الذي بث لزعيم ‘القاعدة’ ايمن الظواهري الذي دعا المسلمين في العالم للقتال في سورية للاطاحة بنظام الاسد.
ومنذ ذلك الوقت اي شباط (فبراير) العام الماضي والرسالة قد انتشرت في كل مكان، حسبما ينقل عن توبياس فيكن المحلل الاسترالي، فقد وصل عدد المتطوعين الاجانب في الحرب السورية الى 2500 من انحاء مختلفة وبعيدة مثل اقليم تشيانغاع المسلم في شمال الصين، وقد انتشروا في كل الوية الجيش الحر والفصائل الاسلامية، من لواء التوحيد وجبهة النصرة واحرار الشام وغيرها.
تغيرات في الموقف
ويرى الكاتب ان بزوغ الحقيقة التي تقول ان سورية لن تكون ليبيا او مصر، حيث كانت نتائج التغيير فيها واضحة، بل ستتحول الى دولة فاشلة وساحة جديدة لـ’القاعدة’ تركت اثرا كبيرا على المواقف الغربية وامريكا.
وقد تضاعفت هذه الجهود مع التقارير الاستخباراتية الامريكية والاسرائيلية من ان الاسلحة الكيماوية التي يملكها النظام قد تقع في يد الجماعات الجهادية. ويلحظ ان الطريقة التي يتصرف فيها الغرب تجاه النظام السوري قد تغيرت في الاشهر الاخيرة، فعلى الرغم من استمرار الدول الاوروبية، خاصة فرنسا المطالبة بخروج الاسد من السلطة مباشرة وبدون شروط ، الا انها وفي نفس الوقت لم تتخذ الاجراءات اللازمة كي يتم تحقيق هذا الهدف، ونعني هنا توفير الدعم اللوجستي والعسكري للمعارضة، حيث لم يعد خيار التسليح قائما. فالجيش الحر يعاني الان من ازمة سلاح، على الرغم من الائتلاف الذي شكل بدعم غربي، الذي كان من المفترض ان يكون القناة التي تصل منها الاسلحة للمقاتلين في الداخل، بل حتى صقور تسليح المعارضة مثل السعودية بدأوا يعيدون التفكير في مواقفهم، حيث اخذوا يفكرون في مرحلة ما بعد الاسد والفوضى التي ستنشأ.
ونفس الامر يقال عن الخطط الاسرائيلية لبناء جدار مانع على الحدود مع سورية وكذا ارسال منظومة صواريخ باتريوت الى الحدود الجنوبية لتركيا مع سورية، فالهدف ليس تحرير سورية ولكن منع عدوى الحرب الاهلية من الانتقال الى اراضيها.
ويقول تسيدال ان حقيقة تعامل بريطانيا والولايات المتحدة مع المهمة الثانية للامم المتحدة بقيادة الاخضر الابراهيمي بنوع من الفتور، وحقيقة غياب الضغط المتواصل على فلاديمير بوتين للتخلي عن الاسد، وحقيقة استمرار اصدار الاصوات المزعجة تستبعد التدخل العسكري، وحقيقة عدم وجود جهود دولية انسانية لمساعدة اللاجئين السوريين في دول الجوار كلها تشي بعدم جدية الغرب الاطاحة بنظام الاسد، مما يعني ان رسالة الاخير قد وصلت. وقد ادى هذا ببعض المحللين للقول ان غياب الضغط على الاسد يعني انه سيبقى في السلطة حتى العام المقبل 2014، فعلى الرغم من كل الزعيق والعويل فالاسد لم يظهر اية اشارات عن تزحزحه عن موقفه. ومن هنا يقول تسيدال ان الوقت حان ان تقوم بريطانيا والولايات المتحدة بالتعامل مع الواقع كما هو وليس كما كان.
السلاح الكيماوي
ولعل المخاوف من السلاح الكيماوي السوري تظل في قلب التردد الدولي او عاملا يدفع باتجاه التدخل العسكري، فقد قدمت صحيفة ‘نيويورك تايمز’ تفسيرا لما جرى من نقاش حول التهديد الكيماوي السوري، حيث قام قادة عسكريون اسرائيليون بارزون قاموا بالاتصال مع وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) لمناقشة المعلومات الاستخباراتية التي كشفتها صور فضائية واظهرت قوات سورية وهي تقوم بمزج مواد كيماوية في موقعين لتخزين السلاح الكيماوي السوري، حيث اعتقدوا ان المواد التي كانت تخلط هي غاز الخردل من اجل تعبئته في قنابل زنة الواحدة منها 500 رطل والقائها من الطائرات.
وكان هذا في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، حيث تم اخبار الرئيس باراك اوباما بالنشاط السوري، مما ادى لتزايد القلق عن ذخائر تم تحميلها على عربات قرب قاعدة جوية سورية. وبحسب التقرير المقدم للرئيس اوباما فالرئيس الاسد قد امر باستخدام السلاح الكيماوي والقائه من الطائرات في مدى ساعات بشكل لم يكن لدى الولايات المتحدة الوقت للرد.
وبحسب الصحيفة فما تبع ذلك من تحركات اظهر تعاونا دوليا حول الحرب الاهلية السورية، حيث اصدر اوباما تحذيراته بان الاسلحة الكيماوية وقيام النظام باستخدامها يعتبر تجاوزا للخط الاحمر الذي تحدث عنه اوباما، فيما تم ارسال رسائل تحذيرية للنظام السوري عبر روسيا، وتركيا والعراق وربما الاردن كي يوقف عمليات خلط المواد الكيماوية، وبعد اسبوع اعلن وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا انه تم تجاوز الازمة، على الاقل في الوقت الحالي، مشيرا الى ان النشاطات توقفت.
ومع ذلك فالمخاوف من استخدام الاسد للاسلحة لم تختف حسب مسؤولين امريكيين واوروبيين، فقد نقلت الصحيفة عن مسؤول دفاعي قوله ان روسيا ‘فهمت ان الاسلحة النووية ستجعلنا نتدخل’ عسكريا. وبحسب المسؤول فالاسلحة مخزنة في مواقع قرب القواعد العسكرية الجوية كي تكون جاهزة للاستخدام. ومن هنا فحادثة تشرين الثاني (نوفمبر) احيت النقاش من جديد، وان كان على الادارة الامريكية مساعدة المعارضة تدمير القواعد العسكرية الجوية، التي يحتاجها النظام لرمي القنابل هذه.
وكانت مجلة ‘دير شبيغل’ قد نقلت عن رئيس الاستخبارات الالمانية تحذيره الشهر الماضي من ان الاسلحة الكيماوية يمكن نشرها في غضون خمس او ست ساعات من اصدار الاسد الامر باستخدامها، حيث يعمل الى جانب الرئيس السوري مستشار يشرف عليها، ولكن مسؤولين امريكيين ومن دول حليفة يقولون ان القنابل المعبأة بغاز السارين يمكن ان تحمل في الطائرات في غضون ساعتين. ولا يعرف كيف سترد امريكا واسرائيل والحلفاء العرب، مع ان هذه الدول تحدثت عن خطط طارئة، خاصة ان البنتاغون تقول ان اية عملية عسكرية لتأمين الاسلحة تحتاج الى 75 الف جندي.
وكانت واشنطن قد ارسلت فريقا من 150 عسكريا ومخططا امنيا للاردن لمراقبة النشاطات العسكرية السورية، فيم زار رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الاردن في الاسابيع الماضية، وكان الموضوع الذي دار حوله النقاش هو امكانية نقل السلاح الكيماوي للبنان، حيث سيكون بامكان ‘حزب الله’ نشرها على الحدود مع اسرائيل. وتشرف على الاسلحة وحدة في القوة الجوية يطلق عليها ‘الوحدة 450 ‘ وتعتبر من اكثر الوحدات ولاء للنظام. ونقل عن مسؤول امريكي قوله ان الرسائل التي تم اعتراضها في الاونة الاخيرة اظهرت ان النظام ارسل للوحدة رسائل تحذرها وتحملها المسؤولية حالة تم استخدام الاسلحة، ورفض المسؤول الكشف ان كانت هذه الرسائل قد تم التأكد منها ام لا لحساسية الموضوع.
باتريوت للدفاع أم للاحتلال
كل هذا في الوقت الذي وصلت فيه منظومة اسلحة باتريوت للحدود التركية مع القوات الامريكية التي ستشرف عليها. وستكون القوات نفسها تحت الحماية خوفا من المشاعر المعادية لوجودها بين مواطني المناطق الجنوبية ومعظمهم من الطائفة العلوية، حيث نقلت الصحيفة عن مواطن قوله انهم لا يريدون هذه الاشياء ‘بيننا وبين جيراننا’، مضيفا انها خطأ وانها لن تؤدي الا الى المشاكل. لكن اتراكا اخرين يقولون ان المنظومة قد تسهم في حمايتهم وابنائهم من الصواريخ التي كانت تضل او تخطئ الهدف، وذلك حسب احد مواطني قرية ريحانلي التي يسكنها اتراك سنة.
وقال احد مواطني البلدة التي صارت تعرف بـ’سورية الصغيرة’ ان الكثير من الاطفال والنساء قتلوا وانه بوجود المنظومة سيواجه جيش جيشا في حالة حدوث مواجهة بعدما كان الجيش ـ اي السوري يواجه اطفالا ونساء. وحتى الآن تم نقل 400 جندي امريكي جوا من قاعدة انجريلك الجوية في جنوب تركيا للحدود وسيصل اخرون في القريب. وسيقوم الجنود بالاشراف على صواريخ باتريوت في بلدة غازي عينتاب، فيما ستقوم القوات الالمانية والهولندية بالاشراف على بطاريات باتريوت في عدد اخر من المدن التركية.
ويرى سكان قرى مثل ‘حاجي باشا’ ان المنظومة تعتبر درعا قويا، خاصة ان الحرب اصبحت جزءا من حياتهم اليومية. والبلدة القريبة من سورية سقطت فيها صواريخ، كما انهم يقومون باجتياز النهر للجانب الاخر لمساعدة الجرحى السوريين. ولاحظت الصحيفة ان الانتقاد الاكبر للمنظومة جاء من اهالي بلدة انطاكية التي يعيش فيها علويون، حيث قال احدهم ان الهدف ليس من اجل حماية القرى التركية، مضيفا انه لا يعتقد ان صواريخ سورية ستسقط على تركيا. ويرى اتراك ان ما يهمهم هو الوضع الاقتصادي لا صواريخ الباتريوت لان الازمة السورية اثرت كثيرا على اعمالهم التجارية.
بشار زعيم عربي آخر يقول هذا لن يحدث لي
صحف عبرية
نحو نصف سنة مرت منذ سمعنا صوت الرئيس السوري، بشار الاسد، عشرات الاف المواطنين السوريين الاخرين قتلوا في هذه الفترة، ومئات الالاف فروا الى دول مجاورة. في نصف السنة اياها تشكل جسم معارض جديد؛ مبعوث الامم المتحدة، الاخضر الابراهيمي راكم الاف النقاط الاخرى في بطاقات المسافر المواظب التي يحتفظ بها. روسيا أطلقت بيانات؛ الولايات المتحدة بعثت بتعقيبات؛ ولكن لم تُخبز اي بشرى في المخبز المتلظي لسورية.
الاسد لم يقترح في خطابه شيئا جديدا ولم يرسم خريطة طريق مثيرة للانفعال لانهاء الازمة التي تمتد منذ 22 شهرا. في خطابه الجاف كرر اتهاماته للدول الغربية، وبعض الدول العربية التي تسلح وتمول المعارضة. ومثلما في الماضي، القى بالمسؤولية عن الازمة على القوى المقاتلة واشترط وقف النار بان يتوقف الطرف الاخر أولا. ولكن لا يمكن الا يتأثر المرء حين يرى كيف يخطو الاسد في المسار السلس الذي سار فيه زعماء آخرون قبله. مسار لا يكون فيه الواقع مهما، بل الشكل الذي يقرأ فيه الزعيم هذا الواقع ويفسره.
هكذا كان صدام حسين حتى اللحظة الاخيرة مقتنعا بان الاستعدادات للحرب ضده زائفة وأن الغرب لا يزال معه، أو على الاقل ان روسيا وفرنسا اللتين وقعتا معه على اتفاقات اقتصادية كثيرة الوعود، ستحميانه.
والقذافي هو الاخر كانت له مصاعب كثيرة لفهم الواقع الذي نشأ في بنغازي وسرعان ما انتشر في أرجاء الدولة. هو الاخر لم يفهم كيف أن اصدقاء قريبين مثل ايطاليا وبريطانيا، وذوي مصالح مثل تركيا او الولايات المتحدة، يغيرون في لحظة واحدة جلدهم ويبعثون نحوه بالطائرات. كما يمكن الابتعاد قليلا لنتذكر العمى السياسي الذي ألم بالشاه الايراني قبل الثورة، حين آمن من كل قلبه بان الشعب يحبه. الاسد يعرف الحقائق، يعرف كم من جنوده قتلوا، كم من بين كبار قادته فروا من الجيش، والى أي مستوى انخفض احتياطي المال الذي تحت تصرفه، وما هو حجم الضرر الذي ألحقه الثوار بمدن الدولة. وهو ليس زعيما حبيسا ومنقطعا يمكن لمساعديه أن يبعدوه عن معلومات باعثة على الاكتئاب. وهو مقتنع بان كفاحه ضد ‘الارهابيين’ ليس فقط محقا وضروريا، بل هو ايضا يمكنه أن يهزمهم. لا يوجد من ناحيته خيار آخر. الاستسلام للثوار معناه فقدان الدولة العائلة، فقدان الارث طويل السنين وتصفية الرسالة ‘الخالدة’ التي كانت الاساس لايديولوجيا حزب البعث، التي باسمها حكمت العائلة.
ولكن هذه ليست فقط حربا على الكرسي أو على شرف العائلة. عندما تترسخ الحرب في سورية كحرب طائفية، فان مسؤولية الاسد تتسع الى المسؤولية عن طائفته، ويحتمل أن يكون ايضا يعتبر نفسه في هذه اللحظة المسؤول عن سلامة الشرق الاوسط. بدونه من شأن لبنان ايضا ان ينهار، العراق ان يعلق من جديد في حرب أهلية بين السُنة والشيعة، وايران من شأنها أن تصبح خائفة ومتطرفة أكثر فأكثر. اذا كان هذا هو مزاجه، مشكوك ان يكون حتى التغيير في سياسة روسيا أو الصين سيدفع الاسد الى الانصراف عن حكمه.
في الوضع الذي لا يزال فيه الاسد يرى نفسه الزعيم العربي الاصلي الوحيد امام سلسلة من الزعماء العرب ‘أشباه الرجال’، كما وصفهم بعد حرب لبنان الثانية، فلا يمكن لاي دولة اجنبية، روسيا أو أمريكا، ان تتخذ نيابة عنه القرارات المصيرية، إذ لا توجد دولة يمكنها أن تفهم حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه.
الاسد لا يقترح مصالحة او حوارا. وهو يطرح شروطا وكأن أمرا لم يتغير منذ بدء الثورة. وهو يقرر جدول الاعمال السليم من ناحيته ويعرضه على الثوار. ليس هو من ينبغي أن يستقيل ويتنازل بل ‘اعداء الدولة’ هم الذين يجب أن يقولوا نعم.
هذه أيضا هي وصفة دائمة يتمسك بها الزعماء الذين لم يعودوا في الحكم. الاسد واثق وهذا أيضا فهم معروف لديه فان ما حدث للاخرين لن يحدث له. ‘سورية’ قال قبل أن تندلع الثورة في بلاده ‘ليست مصر وليست تونس’.
تسفي بارئيل
هآرتس 8/1/2013
مصادر عسكرية رفيعة في تل أبيب: الجيش الإسرائيلي أنهى استعداداته لمواجهة عسكرية محتملة مع سورية تُستعمل فيها الأسلحة الكيماوية وتحذيرات من كارثة في منطقة حيفا
زهير أندراوس
الناصرة ـ ‘القدس العربي’ أفادت مصادر أمنية وُصفت بأنها رفيعة المستوى في تل أبيب بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي، انتهى من الاستعدادات والتدريبات، لمواجهة عسكرية محتملة قد تنشب بينه وبين الجيش السوري، يتخللها استخدام سلاح كيماوي ضد أهداف داخل العمق الإسرائيلي، على حد تعبير المصادر.
ونقلت صحيفة ‘جيروزليم بوست’ الإسرائيلية، الصادرة باللغة الإنكليزية عن مسؤول عسكري في جيش الاحتلال، قالت إنه عالي المستوى، قوله إن قيادة الجبهة الداخلية، التابعة لوزارة الجبهة الداخلية برئاسة الوزير آفي ديختر، تقوم في هذه الفترة بالذات بإعداد وتجهيز المستشفيات لمواجهة تلقي الدولة العبرية هجوما سوريا بالأسلحة الكيماوية.
ولفتت الصحيفة إلى أن مسؤولاً ثانيا في قيادة هيئة الأركان العامة أشار إلى أن تدريبات الجيش الإسرائيلي بوتيرة مرتفعة، ذلك أن التدريبات هي السلاح الوحيد للاستعداد لمواجهة كهذه، خاصة أنه ليس لدى إسرائيل خبرة في هذا المجال، على حد تعبيره. علاوة على ذلك، أكدت الصحيفة الإسرائيلية أن الجبهة الداخلية قامت ضمن الاستعدادات والتدريبات الأخيرة، بإنشاء مناطق ومساحات تحت الأرض، في عدد من المستشفيات الرئيسية، التي تبلغ 27 مستشفى.
في السياق ذاته، قال موقع صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’ على الإنترنت إلى وصف الكارثة التي ستحدث إذا ما تعرضت منطقة خليج حيفا إلى هجوم صاروخي، حيث يقارن التقرير، الذي اعتمد على خبراء إسرائيليين في هذا المجال، ما بين كارثة خليج حيفا وكارثة فوكوشيما النووية اليابانية، وقد قدر الموقع عدد الضحايا من المواطنين إذا ما حدث هذا السيناريو الكارثي بنحو 25 ألف مواطن بشكل فوري، وأكثر من سبعين ألف مواطن سيتأثرون من مثل هذا الهجوم وهذا التفجير، في حين يشير الخبراء في الدولة العبرية إلى أن المواد المشتعلة الموجودة في منطقة خليج حيفا، تكفي لإشعال حريق يستمر في الاشتعال لمدة خمسة أيام متواصلة، وبشكل وحجم لم يسبق لإسرائيل أن شهدت مثله.
وعن جهوزية إسرائيل للحرب أشار الموقع في تقريره إلى أن الكثير من الإسرائيليين بدأوا بترميم الملاجئ وتحضير الأقنعة الواقية من الغازات، حسبما أفاد به المسؤول عن توزيعها، حيث قال إننا نشهد زيادة في الطلب بنسبة 100 بالمئة.
وقالت المصادر في تل أبيب أيضا، إنه على الرغم من البيانات المثيرة للقلق والاستعداد للأسوأ، فإن إسرائيل لم تتلق بعد أي قرار، سواءً لتنفيذ الخيار العسكري لوقف أو إبطاء البرنامج النووي الإيراني. أما صحيفة ‘معاريف’، فقد قالت في تقرير خاصٍ أعدته إن الولايات المتحدة الأمريكية لن تترك إسرائيل وحدها في حال خوضها حربا مع إيران، وأنها ستنضم لهذه الحرب فور وقوعها، وزادت ‘معاريف’ قائلةً إن الدلائل تشير إلى أن الإدارة الأمريكية لن تترك إسرائيل وحدها في المعركة في نهاية المطاف، في حال قررت إسرائيل شن الضربة العسكرية ضد إيران.
في السياق ذاته، قالت صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’ إن إسرائيل ليست جاهزة للحرب مع إيران، لافتةً إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي الذي يتدرب منذ عدة سنوات على الضربة، لا يثق بأنه بات جاهزا لإخراج عملية من هذا القبيل إلى حيز التنفيذ، كما أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية ليست جاهزة، إذ أن 700 ألف إسرائيلي لا يملكون الملاجئ أو المناطق الآمنة، علاوة على ذلك، فإن خمسين في المئة من سكان إسرائيل لا يملكون الكمامات الواقية من الأسلحة غير التقليدية، كما أن المستشفيات الإسرائيلية غير جاهزة لمواجهة ضربة صاروخية من قبل إيران و’حزب الله’، لأنه حسب خطة وزارة الصحة، فإن الانتهاء من تجهيز المستشفيات سيكون بعد ثلاث سنوات.
كما أبرزت الصحيفة، تصريح محافظ بنك إسرائيل، ستانلي فيشر، الذي قال إن قيام إسرائيل بتوجيه الضربة لإيران سيُدخل الاقتصاد الإسرائيلي في أزمة صعبة، على حد تعبيره، وتابعت أن فيشر، أعلن أن البنك المركزي لإسرائيل أعد خططا لمواجهة أزمة اقتصادية كبيرة يمكن أن تضرب إسرائيل بعد شن هجوم ضد إيران. هذا في حين توقعت مجموعة معلومات الأعمال (بي.دي.آي كوفيس) وهي مجموعة بحثية مرموقة، أن يتكبد اقتصاد إسرائيل خسائر تصل إلى 167 مليار شيكل (42 مليار دولار) في حال مهاجمة إسرائيل لإيران، وتوقعت أن تصل الأضرار الاقتصادية المباشرة إلى 47 مليار شيكل، أو ما يعادل 5.4 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي الإسرائيلي في 2011. في حين أن الأضرار غير المباشرة ستصل إلى 24 مليار شيكل سنويا لمدة ثلاث إلى خمس سنوات بسبب انهيار أعمال.
وذهبت المصادر في تل أبيب إلى حد القول إن الصورة قاتمة في كل ما يتعلق بالاستعدادات على صعيد الجبهة الداخلية لمواجهة هجوم محتمل على إسرائيل، مع زيادة حدة التوترات في الشرق الأوسط، مشيرةً إلى أن التقصير ليس حسب المواصفات والمعايير فحسب، وإنما في الوسائل واللامبالاة والإهمال.
وبذا ولأول مرة في تاريخ إسرائيل، لا يكون هناك إجماع على حرب كالتي يجري الحديث عنها ضد البرنامج النووي الإيراني، وما يمكن أن تنتجه من تداعيات كبرى في منطقة تلتهب ضد الاستبداد وأنظمته، على حد تعبير المصادر عينها.
أما تقديرات وزارة الخارجية الإسرائيلية الاستخبارية، للعام 2013، فتبدو متفائلة على المدى المنظور، ضعف الجيش السوري يلائم تل أبيب، وضعف مصر ــ الإخوان المسلمين ــ لن يسمح لحركة حماس بالمواجهة، بينما الضغط على ‘حزب الله’ في الساحتين اللبنانية والسورية، يبعد تهديده. كما أن التقديرات تشير إلى أن الجيش السوري لن يشارك في أي مواجهة عسكرية بين إسرائيل وإيران، أما احتمالات أن يقدم ‘حزب الله’ على المشاركة في المواجهة، فباتت ضئيلة، خاصة أنه فقد الدعم السوري، ويواجهه خطر هائل على مكانته السياسية في لبنان’.
وثمن التقدير الاستخباري الإسرائيلي ما سماها بالحرب الحرب الأهلية في سورية، التي أنتجت واقعا أفضل للدولة العبرية، واستطاعت من ناحية عملية، أن تصفي تهديد محور الشر، المكون من إيران وسورية و’حزب الله’، وهو المحور الذي كان يعد، لدى صناع القرار في تل أبيب، التهديد المركزي لإسرائيل.
48 إيرانيّاً مقابل أكثر من ألفي معتقل لدى النظام السوري
أطلق المقاتلون المعارضون، اليوم، 48 إيرانياً كانوا يحتجزونهم منذ أشهر في سوريا مقابل إفراج النظام عن أكثر من ألفي معتقل، في أكبر عملية تبادل أسرى في النزاع المستمر منذ 21 شهراً، في وقت أعلن فيه عن لقاء جديد بين الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي ومسؤولين روس وأميركيين، الجمعة المقبل.
وأعلن التلفزيون الحكومي الإيراني أن المقاتلين المعارضين أفرجوا عن الزوار الإيرانيين، بدون أن يوضح متى، ولا بأي شروط تم الإفراج عنهم.
وأفاد متحدث باسم «الجيش الحر» في دمشق وريفها أحمد الخطيب عن «اكتمال المفاوضات من الناحية النظرية» لإطلاق سراح 2135 معتقلاً لدى النظام «بينهم أسماء مهمة»، وذلك في مقابل الأسرى الإيرانيين.
ورفض الخطيب تقديم أي تفاصيل قبل إنجاز الصفقة التي تمت «برعاية قطرية تركية وتدخل إيراني مع النظام».
وفي دمشق، ينتظر وصول السفير الإيراني مع وفد لاستقبال المخطوفين بعد إطلاق سراحهم في أحد الفنادق وسط العاصمة.
وكان الناطق باسم مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية الإسلامية سيركان نرجس قد قال إن «النظام السوري بدأ اليوم الإفراج عن 2130 معتقلاً مدنياً في عدة مدن سورية، مقابل إطلاق سراح 48 إيرانياً»، مؤكداً أنها «ثمرة مفاوضات أجرتها منظمتنا لأشهر في إطار نشاط دبلوماسي أهلي».
وأوضح نرجس أن إطلاق سراح المعتقلين المدنيين يتم منذ صباح اليوم، وخصوصاً في دمشق وحمص وإدلب واللاذقية وطرطوس، ومن بينهم أربعة أتراك.
وكان مقاتلون معارضون ينتمون إلى «كتيبة البراء» التابعة لـ«الجيش السوري الحر» قد بثّوا على الإنترنت في الخامس من آب/ أغسطس الماضي شريطاً مصوراً أعلنوا فيه خطف الإيرانيين، قائلين إن من بينهم ضباطاً في الحرس الثوري الإيراني.
ونفت إيران بداية صحة هذه المعلومات، لتعود وتقول بعد أيام إن من الرهائن الذين كانوا يزورون عتبات شيعية مقدسة، عسكريين «متقاعدين». وطلبت إيران مساعدة الأمم المتحدة في إطلاقهم، وتواصلت للغاية نفسها مع تركيا وقطر.
مرحلة انتقالية «في الأراضي المحررة»
وفي سياق متصل، طرح المجلس الوطني السوري على الائتلاف المعارض بدء المرحلة الانتقالية في سوريا عبر تشكيل حكومة مؤقتة تمارس مهماتها «في الأراضي المحررة»، في إشارة إلى المناطق التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون.
وفي «خطة نقل السلطة وبدء المرحلة الانتقالية»، دعا المجلس الائتلاف إلى تولي هذه الحكومة كامل السلطات التنفيذية، مشترطاً «تنحية بشار الأسد ورموز النظام رضوخاً لمطالب الشعب السوري»، وهو ما تصر عليه المعارضة كشرط مسبق لأي حوار أو تسوية.
كما نصت الخطة على الدعوة إلى مؤتمر وطني عام بمشاركة «جميع القوى السياسية ومكونات الثورة والمجتمع دون استثناء» خلال مدة أقصاها شهر من تاريخ إسقاط النظام.
وفي محاولة متجددة للتوصل إلى حل للنزاع السوري المستمر منذ 21 شهراً، وأدى إلى مقتل أكثر من 60 ألف شخص، بحسب أرقام الأمم المتحدة، أعلن نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف أن «الاجتماع الثلاثي بين بوغدانوف ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية وليام بيرنز والمبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي مقرر في 11 كانون الثاني/ يناير في جنيف»، وذلك بعد اجتماع أول في المدينة نفسها في التاسع من كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
ويأتي الاجتماع بعد خطاب الرئيس بشار الأسد، الذي قدم فيه «حلاً سياسياً» يقوم على الدعوة إلى مؤتمر وطني بإشراف الحكومة الحالية بعد وقف العمليات العسكرية، يتم خلاله وضع ميثاق وطني جديد، وتليه انتخابات وتشكيل حكومة.
(ا ف ب، سانا)
انشغال «أوروبي بـ«النصرة» وحصولها على الكيميائي
الكلام حول سوريا يعني لبنان أكثر من أي وقت مضى بعدما تفاقم الحديث دولياً عن الأسلحة الكيميائية وجبهة النصرة
هيام القصيفي
بدأ الحديث الديبلوماسي في لبنان يأخذ، منذ اسابيع قليلة، اتجاهات تختلف تماماً عن تلك التي كانت تسود اللقاءات الرسمية حول الأحداث السورية التي تقترب من بداية سنتها الثالثة، وتأثيرها على لبنان ودول الجوار.
ويركز ديبلوماسيون وزوار أوروبيون، تبعاً لذلك، على مستويين من الاهتمام مرتبطين بسوريا، محاولين استكشاف النظرة اللبنانية الموضوعية لاتجاهات الحرب فيها بعيدا عن التمنيات التي يعبّر عنها فريقا 8 و14 آذار حيال مصير نظام الرئيس السوري بشار الاسد. ويطرح هؤلاء اسئلة محددة عن طبيعة الاحتمالات التي قد تواجه سوريا نظرا الى معرفة المسؤولين اللبنانيين بالتفاصيل السورية الداخلية، لا سيما ان قلة من الباحثين والمسؤولين اللبنانيين تعاملوا مع تطورات سوريا بموضوعية. اما النقطة الثانية، فهي معرفة حقيقة وضع المنظمات الاصولية في سوريا وتسرّبها الى لبنان ودول الجوار، وربطا، احتمالات تسرب الاسلحة الكيميائية السورية اليها بعدما كان الحديث سابقا عن احتمال وصول هذه الاسلحة الى حزب الله.
ويترافق هذا التغير مع تطور نوعي يظهر دولياً في مقاربة جديدة للوضع السوري في ضوء عودة الحديث عن الاسلحة الكيميائية وارتفاع التحذير من الواقع الاصولي في سوريا مع تركيز الكلام على «جبهة النصرة».
فحين تحدث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عشية عيد الميلاد عن الاسلحة الكيميائية السورية، لم تكن عبارته عن الانتحار السياسي للنظام وحدها ذات دلالة معبرة فحسب. اذ ان لافروف كان حريصا على استخدام عبارة «حتى الساعة» حين قال: «حتى الساعة تشير معلوماتنا المتطابقة مع معلومات الغربيين الى ان الاسلحة الكيميائية تحت السيطرة. جمعتها السلطات السورية في مركز او اثنين، فيما كانت موزعة من قبل في مختلف انحاء البلاد». وهذه العبارة الاعتراضية أعادت تصويب النقاشات الامنية والعسكرية في المنطقة، في اتجاه خطر الاسلحة الكيميائية.
فمع بداية الكلام عن السلاح الكيميائي في سوريا، ظلت وتيرة الكلام عنه ترتفع وتخف، بحسب اتجاه المفاوضات الدولية حول سوريا، حتى بعدما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي آنذاك، في تموز عام 2012، ان «هذه الاسلحة مخزنة لدى القوات المسلحة السورية ولن تستخدم في الاحداث السورية». وتدريجا تراجع الكلام عنه، حتى اميركياً، الى ان عاد الحديث عنه مع كلام لافروف، وتحذير المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند الرئيس السوري من ان استخدام هذه الاسلحة خط احمر. وتبعها قول رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان هذه الاسلحة «تشكل عبئا على المنطقة كلها» لافتا الى ان تل ابيب على اتصال مع الولايات المتحدة وروسيا «للحيلولة دون وصول الأسلحة الكيميائية إلى أيدي الإرهابيين».
وهنا لب المعضلة الاقليمية اليوم. فروسيا، بحسب معطيات توافرت لجهات لبنانية حول الحوارات التي تقودها مع واشنطن، تهدف الى استخدام هذا الملف كورقة ضغط من اجل ترك سلاح الحل في يدها خلال وضع اللمسات الاخيرة على أي تسوية حول وضع النظام السوري ومصير الاسد وعائلته، في ظل اتجاهات دولية لاعادة تسليط سيف المحكمة الدولية على رأس النظام، وهو الامر الذي اعاد وزير الخارجية الفرنسي السابق برنار كوشنير التلويح به. وتحاول موسكو، وفق ذلك، ضمان حصة وازنة لها في أي حل لسوريا، وفق رؤيتها التي تركز فيها على ثلاث مسلّمات: ضمان استمرار تركيبة الدولة السورية والجيش والحفاظ على الاقليات. ويؤكد عدد من السفراء الاوروبيين في لبنان خلال لقاءات سياسية ان دولهم تلتقي مع الروس على ضرورة حماية وضع الجيش السوري من اجل تأمين الاستقرار سواء بقي الاسد ام لم يبق. لكنها لا تلتقي معهم حول طريقة اداء موسكو في ادارة المفاوضات واستمرار دعم النظام الى ما لانهاية. رغم ان بعضا منهم يتحدث صراحة عن ان الروس مقبلون ولا ريب على تغيير موقفهم عندما تنضج طبخة المصالح المتبادلة.
ويلمح مسؤولون لبنانيون معنيون الى تبدل نوعية الاسئلة في لقاءات الديبلوماسيين الغربيين خلال زيارتهم لبنان، عن تلك التي كانت تطرح مع بداية الاحداث السورية. وبدا بوضوح ان بعض الاسئلة الغربية تركز في معظم لقاءاتها المحلية وما يتسرب حتى من لقاءات ديبلوماسية تعقد خارج لبنان، عن المخاوف من استمرار الحرب في سوريا خلافا للتوقعات الاولية، وعن مدى انعكاس طول الازمة على لبنان والاردن، اضافة الى احتمالات تسرب الاسلحة الكيميائية الى المعارضة السورية، وتحديدا التنظيمات الاصولية منها. وما يثير مخاوف واهتمامات الدوائر الغربية بات يكمن في شكل لافت في ارتفاع منسوب التطرف الاصولي في الحديث عن المعارضة السورية. وما لفت في هذا الاطار تراجع الكلام عن الائتلاف السوري المعارض والمجلس الوطني لصالح الحديث عن «جبهة النصرة». وفي تقارير ديبلوماسية ان الكلام عن الجبهات الاصولية وطريقة عملها في سوريا بات الشغل الشاغل لكثير من الاجهزة الامنية الاوروبية والاميركية التي بدأت تدرس اخيراً مع اجهزة امنية في الشرق الاوسط، كل الاحتمالات المرتبطة بصعود نجم «جبهة النصرة» وتأثيره على الوضع السوري الداخلي وعلى دول الجوار. وتطرح هذه الاجهزة اسئلة شاملة عن ارتباط هذه الجبهات بأنظمة عربية معروفة عادة بمساعدتها للتنظيمات الاصولية وتمويلها ومدها بالمساعدات اللازمة. وتعكس هذه التقارير مخاوف جدية من احتمالات ما بعد سقوط الاسد، كنتيجة حتمية للمفاوضات بين واشنطن الرافضة لوجود الاسد في المرحلة الانتقالية، وموسكو ومعها ايران. وتركز تحديداً على صعود التنظيمات الاصولية دون غيرها من التنظيمات التي تقاتل في سوريا. وهي تخشى تبعا لذلك تسرب هذه التنظيمات الى لبنان في المرحلة الاولى، مع ما يمكن ان يؤدي اليه ذلك من مواجهات مع حزب الله او حتى مع القوى الامنية اللبنانية.
وصول الرهائن الايرانيين المفرج عنهم الى فندق في وسط دمشق
وكالات
يبدو أن المفاوضات التي اجرتها مؤسسة الاغاثة الانسانية التركية الاسلامية أتت بثمارها، حيث قرر النظام السوري الافراج عن 2130 معتقلاً مدنيًا مقابل 48 مواطنًا إيرانيًا محتجزين لدى مقاتلي المعارضة السورية.
طهران: وصل الرهائن الايرانيون الذين افرج عنهم مقاتلون سوريون معارضون كانوا يحتجزونهم منذ اشهر، الى احد فنادق وسط العاصمة السورية بعد ظهر الاربعاء، بحسب ما افادت صحافية في فرانس برس.
وقالت الصحافية ان الرهائن وصلوا على متن حافلات صغيرة الى فندق شيراتون في وسط دمشق، حيث كان في انتظارهم السفير الايراني محمد رضا شيباني.
ومن المقرر ان يعقد الرهائن مؤتمرا صحافيا في الفندق.
وكان التلفزيون الحكومي الايراني اعلن الاربعاء ان المقاتلين المعارضين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، افرجوا عن 48 زائرا ايرانيا خطفوا في آب/اغسطس الماضي قرب دمشق، من دون ان يقدم تفاصيل اضافية عن العملية.
من جهته، قال سيركان نرجس الناطق باسم مؤسسة الاغاثة الانسانية التركية الاسلامية في اتصال هاتفي مع فرانس برس ان “النظام السوري بدأ اليوم (الاربعاء) الافراج عن 2130 معتقلا مدنيا في عدة مدن سورية مقابل اطلاق سراح 48 ايرانيا بين ايدي المعارضين”، في عملية تبادل هي الاكبر منذ بدء النزاع السوري قبل 21 شهرا.
واكد نرجس انها “ثمرة مفاوضات اجرتها منظمتنا لاشهر في اطار نشاط دبلوماسي اهلي”، موضحا ان عمليات اطلاق سراح المعتقلين المدنيين تتم حاليا ومنذ صباح الاربعاء خصوصا في دمشق وحمص (وسط) وادلب (شمال) واللاذقية (غرب) وطرطوس (غرب)
واشار الى من بين المفرج عنهم اربعة مواطنين اتراك.
وكان احمد الخطيب، احد المتحدثين باسم الجيش السوري الحر في دمشق وريفها، قال في اتصال مع مكتب فرانس برس في بيروت ان الصفقة تشمل “اطلاق سراح 2135 معتقلا لدى النظام بينهم اسماء مهمة، مقابل الاسرى الايرانيين”، رافضا تقديم تفاصيل اضافية “قبل اتمام الصفقة” التي جرت “برعاية قطرية تركية وتدخل ايراني مع النظام”.
وكانت ايران اجرت اتصالات بقطر وتركيا الداعمتين للمعارضة السورية، اضافة الى الحكومة السورية والامم المتحدة، سعيا للافراج عن 48 من مواطنيها خطفهم مقاتلون معارضون ينتمون الى “كتيبة البراء” التابعة للجيش السوري الحر.
وبث الخاطفون على الانترنت في 5 آب/اغسطس الماضي شريطا مصورا اعلنوا فيه الايرانيين، قائلين ان من بينهم ضباط في الحرس الثوري الايراني.
ونفت ايران بداية صحة ذلك، لتعود وتقول بعد ايام ان من بين الرهائن الذين كانوا في سوريا لزيارة عتبات شيعية مقدسة، عسكريين “متقاعدين”.
وهدد المقاتلون المعارضون مرتين على الاقل بقتل الرهائن، آخرها في تشرين الاول/اكتوبر الماضي، رابطين بين مصيرهم واستمرار القصف على المناطق التي يتواجدون فيها، لا سيما في ريف دمشق.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/1/785242.html
مدارس سرية في حلب لمساعدة الأطفال على نسيان الحرب
أ. ف. ب.
في محاولة لاستئناف الحياة الطبيعية، رغم المعارك اليومية العنيفة، يتوجه عدد من التلامذة في حلب إلى مدارس سرية أعدتها مجموعة من المدرسين لمساعدة الأطفال على نسيان خوفهم اليومي من الحرب.
حلب: في حلب التي دمرتها المعارك، تحول عدد كبير من المدارس إلى أنقاض لكن مجموعة من المدرسين الشجعان استأنفت التدريس في صفوف أعدت على عجل لمساعدة الاطفال على نسيان خوفهم اليومي.
وقال مدرس في التاسعة والعشرين من العمر عرف عن نفسه بأنه ابو سالم مصطفى وفتح مدرسة في البلدة القديمة في حلب إن “ذوي التلاميذ قلقون من فكرة ارسال ابنائهم الى المدرسة. نحن قرب خط الجبهة. لكن يجب أن نستأنف حياتنا الطبيعية حتى لا نسمح للخوف بالسيطرة علينا”.
وشهدت كبرى مدن الشمال اعمال عنف بلغت ذروتها في تموز (يوليو) وتشرين الاول (اكتوبر) بمعارك شرسة في قلب المدينة التاريخي. وقال استاذ الديانة السابق الذي اصبح مدير معهد سري فتح قبل اسبوع إن “الجيش السوري الحر استخدم المدارس قواعد لمقاتليه فقام النظام بقصفها (…) ولم تعد آمنة للاطفال”.
ويعمل المدرس مع تلاميذه في قصر عثماني مقفر. وقال “قررنا أن نفعل شيئًا ما حتى لا يمضوا ايامهم في الشوارع”، ملمحًا بذلك الى آلاف الاطفال الذين لم يعودوا يتوجهون الى المدارس منذ اسابيع. من جهته، اكد ابو احمد (23 عامًا) الذي كان طالبًا جامعيًا يدرس الكيمياء “أنه مكان آمن جدًا. في الطبقة الاولى لدينا ملجأ في حال حدوث قصف”.
وحول باحة هذه التحفة المعمارية تستقبل بعض القاعات، وضعت فيها مقاعد مدرسية والواح، حوالي مئة تلميذ كل يوم من الساعة الثامنة حتى الظهر، باستثناء الجمعة يوم العطلة الاسبوعي. وقال المدير إن “خط الجبهة يبعد شارعين عن هذا المكان. لكن المبنى مرتفع جداً وجدرانه سميكة جداً ما يحمي الاطفال من القذائف”.
ومؤخرا قتل ثلاثة اشخاص في قصف في المنطقة. وقال ان “ثلاث مدارس سرية اغلقت ابوابها على الفور لان الاهالي لم يعودوا يرسلون ابناءهم اليها”. وفي الباحة، يسمع دوي انفجارات. ويلقي التلاميذ نظرة من النافذة قبل ان يتابعوا مجددا درس الاستاذ.
وقال ابو سلام مصطفى إن “احد اهدافنا هو محاولة مساعدتهم على تجاوز ما عاشوه في الاشهر الاخيرة. عدد كبير منهم فقدوا اقرباء ورأوا امواتاً. كثيرون منهم يعانون من مشاكل نفسية ويجهشون فجأة بالبكاء”.
لكن بعضهم لا يدركون الخطر ويصعدون الى السطح لتحية المروحيات التي تمر، على حد قوله. واوضح احمد سمان (13 عامًا) أن “اهلي يشجعونني على القدوم كل يوم” الى المدرسة. واضاف “أنهم يشعرون بالخوف لكن يمكن أن يحدث لي مكروه في المنزل ايضًا”.
اما محمد اسون (16 عامًا) فيريد العودة الى “حياة طبيعية يزول الخوف منها” ويمكنه أن يحقق خلالها حلمه بأن يصبح مهندسًا معمارياً. وقال الاستاذ “لا يمكننا أن نترك الحرب تدمر مستقبل هؤلاء الاطفال”.
وفي حي آخر من حلب، اقيمت مدرسة في مسجد. فمنذ شهر يدرس حوالي خمسين طفلاً تتراوح اعمارهم بين ست سنوات و12 عامًا كل يوم في ثلاثة صفوف اعدت بسرعة في مساكن هنانو شرق حلب، في المسجد الذي قاوم هجومًا كبيرًا لمدفعية النظام السوري في حزيران (يونيو).
وقالت مديرة المكان فاطمة (23 عامًا) “لا احد يدفع لنا المال لكننا لا نريد اموالاً. افضل أجر هو ابتسامة هؤلاء الاطفال الذين حاصرتهم الحرب”.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/1/785191.html
تزايد وتيرة الانشقاقات في صفوف الجيش النظامي السوري بعد خطاب الأسد
نائب رئيس «الضباط الأحرار» ينفي لـ «الشرق الأوسط» صحة تحليق طيران للجيش الحر
القاهرة: أدهم سيف الدين
تزايدت أعداد الانشقاقات على المستوى العسكري في صفوف قوات الجيش النظامي السوري، بعد خطاب الرئيس السوري بشار الأسد الأحد الماضي، والذي لم يلقى الترحيب في الأوساط السياسية. وقال المكتب الإعلامي للمجلس الثوري العسكري في حمص: «تم تأمين انشقاق عدد كبير من العسكريين من داخل الكلية الحربية في حمص بعد اشتباك عنيف بين مقاتلي المعارضة وعناصر الجيش النظامي، وتم إخراجهم لبر الأمان دون أي خسائر».
ولعب الجيش الحر دورا مهما في عمليات لتأمين فرار الجنود من صفوف الجيش النظامي، وتنوعت الرتب العسكرية للمنشقين في عدة محافظات. وأكد المكتب الإعلامي في اتصال خاص مع لـ«الشرق الأوسط» عبر موقع «سكايب» انشقاق العميد طيار خالد بركات قائد سرب الاستطلاع السوري، و22 عنصرا وصف ضابط بالأمن العسكري بحماه، بالإضافة إلى انشقاق نائب قائد المخابرات الجوية بدير الزور، والعقيد طيار إبراهيم سلامة من مطار منغ في حلب حيث التحق بالجيش الحر بدير حافر.
وأضاف المكتب الإعلامي أنه في ريف دمشق العاصمة انشق نحو 70 عنصرا وضابط بقطنا، بالإضافة إلى العقيد علي سليم حوجك من المقر العام للدفاع الجوي في محافظة حمص، ومعه أكثر من 60 عسكريا.
وأظهر فيديو فيه مجموعة من الأفراد يتقدمهم شخص يعرف عن نفسه بالمقدم طيار ياسر حميدي، قائد المجلس العسكري في المنبج وريفها، يعلن فيها تأمين انشقاق 62 عنصرا من أفراد الجيش السوري من رتب مختلفة بالتنسيق مع كتيبة شهداء التوحيد، وبالتعاون مع كتيبة مجاهدي حرستا ولواء الإسلام، وتوصيل هؤلاء الأفراد إلى ذويهم. وفي الفيديو تتوجه الكاميرا على وجوه الأفراد المنشقين ثم يعرفون أسماءهم ورتبهم والقطع العسكرية التي خدموا فيها.
وفي السياق ذاته، أفادت الصفحة الرسمية للمجلس الثوري العسكري لمدينة دمشق على موقع «فيس بوك» أمس، أن «الجيش الحر نفذ أول طلعة جوية فوق المناطق المحررة في الشمال السوري، وكان هدف هذه الطلعة هو إيصال المساعدات الإنسانية للمناطق، وكانت الطلعة الجوية بطائرتين مروحيتين والطياران من المنشقين الأوائل عن الجيش السوري النظامي»، لكن العميد حسام العواك نفى صحة الخبر، واصفا إياه في إطار «الحرب النفسية».
وقال العواك، وهو نائب رئيس تجمع الضباط الأحرار في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط»: «الجيش الحر لا يمتلك حاليا مثل هذه الإمكانيات، والطائرات التي حصلنا عليها غير مجهزة فنيا وميكانيكيا للإقلاع؛ لأنها بحاجة للتوجيه».
مصادر سورية لـ «الشرق الأوسط»: حزب الله يدرب مقاتلين شيعة لحماية قراهم
خطوط تماس مع مقاتلي المعارضة في «القصير».. ومشورة تقنية واستراتيجية للنظام
بيروت – لندن: «الشرق الأوسط»
أكدت مصادر شيعية سوريا لـ«الشرق الأوسط» تدخل حزب الله اللبناني وإيران في الأزمة السورية من أجل «حماية» القرى والبلدات الشيعية والمقامات الدينية التي يتعرض لها «التكفيريون». وكشفت المصادر عن وجود «مراكز تدريب للحزب في البقاع اللبناني تقوم بتدريب شبان من الشيعة السوريين على القتال، ودفع رواتب لهم للقتال في سوريا». ويؤكد معارضون سوريون أن أعداد هؤلاء تقارب الـ1500 عنصر، ومثلهم من الإيرانيين يساعدون النظام في إدارة المعركة، معتبرين أن الكلام عن 5 آلاف عنصر مبالغ فيه.
ومنذ أن اندلعت الأزمة السورية، وتحولها إلى «العسكرة»، ارتفع منسوب الكلام عن مشاركة حزب الله في القتال إلى جانب النظام السوري، من منطلق الترابط الاستراتيجي بين الحزب والنظام السوري الذي يعتبر الشريان الحيوي الذي يوصل المساعدات الإيرانية (على أنواعها) إلى الحزب في لبنان. وعلى الرغم من أن السياسيين اللبنانيين يتحدثون عن امتناع الحزب عن الانصياع لرغبة النظام بتفجير الساحة اللبنانية لتخفيف الضغط عنه، فإن هؤلاء أنفسهم ينتقدون انغماس الحزب في دعم النظام على حساب الشعب، بينما لا يكاد يخلو تصريح لقادة الجيش السوري الحر من الإشارة إلى دعم الحزب ومشاركته النظام في «قتل الشعب السوري».
ويعتبر الخبير الاستراتيجي اللبناني العميد المتقاعد نزار عبد القادر، أن مشاركة حزب الله في القتال في سوريا لم تعد سرا على أحد، لافتا إلى أنه، وعلى الرغم من المعلومات التي تم تناقلها منذ أشهر حول هذا الأمر، بقي الشك موجودا، إلى أن اعترف أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله بهذا الأمر بنفسه، عازيا ذلك إلى التداخل السكاني والجغرافي في المناطق الحدودية بين لبنان وسوريا في شمال البقاع ومحافظة حمص. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لا يمكن القبول بهذا السبب الذي يقدمه نصر الله بهذه البساطة، لأنه، وكما نعلم، الحزب الذي كان داعما لكل الثورات العربية تنكّر للثورة السورية بسبب ارتباطه مع النظام السوري الذي يدعمه بالسلاح، ومن خلال العمق الاستراتيجي السوري في حربه ضد إسرائيل»، مضيفا: «أعتقد أنه، وفي ظل إصرار الرئيس بشار الأسد على استكمال الحسم العسكري، وبذلك كل ما يمكن لديه للبقاء في السلطة، من الطبيعي أن حزب الله سيتورط أكثر فأكثر في المعركة إلى جانب حليفه، وليس بعيدا أن تأخذ عملياته الطابع العلني وتولي بعض المهمات لحماية النظام في العاصمة السورية». وتخوف عبد القادر من قيام حزب الله ببعض العمليات ضد معارضين سوريين، في حال وجودهم في لبنان، واصفا ما يقوم به حزب الله اليوم بـ«الورقة الخطيرة التي يلعبها الحزب»، لكن لا مفرّ له من أن يلعبها حتى النهاية.
ليس من السهل الكلام مع مسؤولي حزب الله عن موضوع «تدخل» الحزب لوجيستيا في الأزمة السورية. لكن الحزب الذي كان يصف في البداية هذه المزاعم بأنها «مضحكة» عاد ليلتزم سقف «الخطاب الرسمي»، الذي أدلى به أمينه العام السيد حسن نصر الله، الذي قال فيه إن هؤلاء «لبنانيون يعيشون في سوريا ويدافعون عن قراهم».
لكن «الحاج»، أحد مسؤولي الحزب في البقاع اللبناني يقول إن الحزب يدافع عن منطقة لبنانية، هي «الجزء اللبناني» من بلدة القصير الحدودية. ويقول «الحاج» الذي فضل الإشارة إلى نفسه بهذا الاسم لـ«الشرق الأوسط» إن قسما من هذه البلدة يقع داخل الأراضي اللبنانية، وهم يتعرضون إلى هجمات من قبل المعارضة السورية، مشيرا إلى أن «مسؤولي الرصد» في الحزب استطاعوا تسجيل مكالمة بين معارضين مسلحين يخططون فيها لمهاجمة البلدة وقتل الرجال وأسر النساء، فكمنوا لهم وأوقعوا في صفوفهم خسائر كبيرة جدا، بينما سقط لنا شاب كان يدافع عن المنطقة. ويوضح أن الوضع في تلك المنطقة تحول الآن إلى ما يشبه خطوط التماس بين الجانبين.
وتشكل الأزمة السورية هاجسا كبيرا لدى الحزب، لكن «الحاج» يؤكد أن الحزب مرتاح إلى المستقبل؛ فإذا انتصر النظام استمر الحال كما كان سابقا، وإذا سقط فإن هذا سوف يعد من «علامات الظهور المنصوص عليها (في الروايات الشيعية) عن خروج الإمام المهدي». ويعتبر هذا الكلام امتداد للتعبئة الآيديولوجية الموجود لدى الحزب، إذ تتحدث الروايات الشيعية عن «ظهور السفياني في الشام (سوريا) وتنكيله بالشيعة قبل ظهور المهدي». ويورد «الحاج» رواية عن «لعب الصبيان» يقول إنها منسوبة إلى علماء السنة والشيعة، مفاده «تكون فتنة كأن أولها لعب الصبيان كلما سكنت من جانب طمت من جانب فلا تتناهى حتى ينادي مناد من السماء ألا إن الأمير فلان، وفتل ابن المسيب يديه حتى أنهما لينفضان، فقال: ذلكم الأمير حقا (ثلاث مرات)».
ويشير «الحاج» إلى أن هذا الكلام يعززه بدء «المشكلات» في سوريا عبر صبيان كتبوا على الجدران، بالإضافة إلى امتداد هذه الأزمة.
ويقول مسؤول لبناني معارض إن حزب الله يتدخل فعليا في الحرب السورية، مشيرا إلى أن المعلومات المتوفرة لديه تشير إلى أن الحزب تكفل بمراقبة جزء من الحدود اللبنانية السورية لمنع تحرك المعارضين في الاتجاهين، وهو ما يفسر تراجع نشاط المعارضة السورية في تلك المنطقة، موضحا أن مرابض مدفعية وراجمات الصواريخ التابعة للحزب في الأراضي اللبنانية تشارك بفعالية كبيرة في المعركة، بينما يتحدث معارضون سوريون عن قصف من الأراضي اللبنانية (منطقة حوش السيد علي) وقرية زيتة (سكانها من الطائفة الشيعية) بالصواريخ على بساتين القصير وريف القصير الغربي (النهرية – الاذنية – أبو حوري).
وبينما يشكك خبراء عسكريون في إمكانية دخول حزب الله في المعركة إلى جانب النظام بشكل سافر، فإن هؤلاء لا يخفون شكوكهم حول تقديم الحزب «مساعدة تقنية» للنظام، لجهة المشاركة في غرف العمليات المخصصة لإدارة المعركة، علما بأن مسؤولي الحزب يتحركون بشكل كبير عبر الحدود.
لكن الجديد في هذا الخصوص، هو معلومات أكدها شيعة سوريون لـ«الشرق الأوسط» عن وجود للحزب في المناطق التي يسكنها الشيعة في سوريا، بالإضافة إلى مساهمة واضحة للحزب في حماية مرقد «السيدة زينب» المشهور في ضواحي دمشق، وللتدليل على ذلك وزع معارضون سوريون صورا لسيارة تحمل رقما لبنانيا عليها ملصق فيه صورة لشاب كتب تحتها أنه «سقط دفاعا عن مقام السيدة زينب»، قالوا إنها صورت في الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت التي تقع تحت نفوذ حزب الله.
وأكّد فهد المصري، مسؤول الإعلام في الجيش الحر، لـ«الشرق الأوسط» أنه «منذ أسبوعين تقريبا، أرسل حزب الله إلى جبل القلمون عشرات العناصر»، لافتا أيضا إلى أن عناصر حزب الله منتشرون بشكل رئيسي في الزبداني وريف حمص، وتحديدا في مدينة «دبلة» المسيحية إلى جانب الشبيحة من النظام، لافتا إلى أن الأيام المقبلة ستشهد معارك فاصلة بين حزب الله والجيش الحر في هذه المناطق.
واعتبر المصري أن القول بدخول 5 آلاف عنصر من حزب الله أخيرا إلى سوريا مبالغ فيه، مشيرا أيضا إلى أن وجود هؤلاء في العاصمة محدود، ويقتصر على مواقع وأماكن محددة، مؤكدا أنهم يتولون مهمة حراسة مقام السيدة زينب في دمشق.
وقال أحمد، إن شقيقه عباس وهو سوري من بلدة نبل في ريف حلب قد التحق بمركز تدريب للحزب في البقاع اللبناني مع عدد من أبناء البلدة، وبلدات شيعية أخرى في المنطقة ليتدرب على سبل الدفاع عن أهله. وأشار إلى أن الشبان ينقلون إلى دمشق بالسيارة ومنها إلى حلب بالطائرات، ليصار بعدها إلى نقلهم عبر المروحيات العسكرية إلى البلدات التي يفترض بهم الدفاع عنها. ويدافع أحمد، الذي يعمل في بيروت عن ما يقوم به هؤلاء، مؤكدا أن شقيقه «كغيره من الشبان يقومون بذلك مضطرين بسبب هجمات (المجموعات التكفيرية) التي تستهدف البلدات والقرى الشيعية في سوريا»، مشيرا إلى أن هؤلاء الشبان يتقاضون رواتب جيدة «للتعويض عن انقطاع أعمالهم»، كاشفا عن وجود خبراء إيرانيين أيضا يساهمون في هذا المجهود.
ولا يوجد معلومات دقيقة عن عدد الشيعة في سوريا، لكن تقريرا أعدته وزارة الخارجية الأميركية حول «الحريات الدينية» في عام 2010 يشير إلى أن نسبتهم تبلغ نحو 2.5 في المائة من عدد السوريين، وهم يتألفون من الشيعة الاثني عشرية، والإسماعيلية والزيدية. وفي حين يتركز وجود «الإسماعيليين» في ريف حماه وفي مدينة السلمية تحديدا. يتركز وجود الشيعة السوريون من المذهب الاثني عشري في محافظة إدلب، وأكبرها الفوعة، وكذلك في بعض قرى حمص وحلب مثل الزهراء ونبل التي تعد أكبر تجمع للشيعة الاثني عشرية في سوريا حيث يبلغ تعداد سكانها 30 ألف نسمة. ويوجد الشيعة السوريون في دمشق في حيي الأمين والجورة في دمشق القديمة، بالإضافة إلى وجودهم في محيط «السيدة زينب». ويقول أحمد إن الإيرانيين يقدمون المال والسلاح لنصرة أبناء الطائفة الشيعية «المهددة من قبل التكفيريين»، موضحا أن هذا «أقل الواجب» من قبل الحزب وإيران.
بدوره، أفاد ضابط منشق لـ«الشرق الأوسط» بأن هناك معلومات مؤكدة تفيد بأن عناصر من حزب الله وخبراء إيرانيين يوجدون في دمشق ويقيمون فيها كخبراء في مجال الإعلام والأمن، ويترددون على المؤسسات الإعلامية وعلى الأجهزة الأمنية، ويتنقلون في سيارات ضخمة ذات زجاج أسود داكن، ويشاركون في التخطيط وإدارة العمليات العسكرية، ومنهم من يقطن في كفرسوسة. وذكر الضابط الذي رفض الكشف عن اسمه، أنه وعندما ارتكب النظام مجزرة الحولة وانتظر حينها يوما حتى يصدر تعليقه على الأمر، تدخل الخبراء الإيرانيون الموجودون في وزارة الداخلية مستنكرين الوضع، ومتهمين تصرّف وزير الإعلام آنذاك، عدنان محمود، معتبرين أنه كان عليه أن يقول إن العصابات المسلحة ارتكبت المجزرة، الأمر الذي أدى إلى استبدال الوزير الحالي عمران الزعبي به.
ويؤكّد العقيد عارف الحمود، رئيس عمليات شهداء سوريا في الجيش الحر، أن لحزب الله مشاركة فعالة على أرض المعركة في سوريا، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «قياديون من الحزب يتولون مهمة تدريب عناصر النظام وضباطه، لا سيما من القوات الخاصة والمخابرات العسكرية والجوية، ويتركز وجودهم في منطقة الدريج بريف دمشق في (مدرسة الصاعقة والمظلات) حيث يخضعون لتدريبات تتراوح مدتها بين 3 و4 أسابيع»، لافتا إلى أن هذه المعلومات أكدها ضباط انشقوا أخيرا عن النظام.
ولفت الضابط إلى أن هناك بعض الجثث لعناصر من حزب الله لدى الجيش الحر الذي يبادله بهم عناصر معتقلين لدى النظام السوري، وهذا ما حصل عندما قتل القائد «أبو العباس» مع 15 عنصرا آخرين منذ شهرين تقريبا، وتم تشييعه في لبنان، مؤكدا في الوقت عينه أن هناك قائدا آخر لا يزال موجودا لدى الجيش الحر، بعدما تم اعتقاله في منطقة السيدة زينب حيث يوجد عناصر الحزب بشكل كبير.
الإبراهيمي: خطاب الأسد “فرصة ضائعة“
قمة ثلاثية بجنيف لبحث أزمة سوريا
ذكرت الخارجية الروسية أن محادثات جديدة ستعقد الجمعة في جنيف بين روسيا والولايات المتحدة والمبعوث الأممي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي الذي اعتبر في تصريح له خطاب بشار الأسد الأخير “فرصة ضائعة” لحل الأزمة. من ناحية أخرى، تستضيف العاصمة البريطانية لندن اليوم الأربعاء اجتماعا دوليا يستمر يومين للترتيب لفترة ما بعد الأسد.
وقال نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف إن “الاجتماع الثلاثي الذي سيجمعه ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية وليام بيرنز والإبراهيمي مقرر في 11 يناير/كانون الثاني بجنيف”، وذلك بعد اجتماع أول في المدينة نفسها في 9 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ويأتي هذا الاجتماع بعد خطاب الرئيس بشار الأسد الأحد الماضي حيث قدم فيه “حلا سياسيا” يقوم على الدعوة إلى مؤتمر وطني بإشراف الحكومة الحالية بعد وقف العمليات العسكرية، ويتم خلاله وضع ميثاق وطني جديد وتليه انتخابات وتشكيل حكومة.
رفض المعارضة
وقوبل طرح الأسد الذي تنتهي ولايته الحالية في العام 2014، برفض من المعارضة السورية في الداخل والخارج، وطرح المجلس الوطني السوري بالمقابل على الائتلاف الوطني السوري المعارض خطة لنقل السلطة تنص على بدء مرحلة انتقالية في البلاد عبر تشكيل حكومة مؤقتة تمارس مهامها “في الأراضي المحررة”، في إشارة إلى المناطق التي يسيطر عليها الثوار.
كما ستتولى الحكومة المشكلة بموجب هذه الخطة كامل السلطات التنفيذية، شريطة “تنحي الأسد وكافة رموز النظام”، وهو ما تصر عليه المعارضة شرطا مسبقا لأي حوار أو تسوية.
كما نصت الخطة على الدعوة إلى مؤتمر وطني عام بمشاركة “جميع القوى السياسية ومكونات الثورة والمجتمع دون استثناء” في مدة أقصاها شهر من تاريخ إسقاط النظام.
في سياق متصل، تستضيف بريطانيا اليوم الأربعاء وغدا اجتماعا دوليا للترتيب للفترة التي ستعقب رحيل الأسد.
وأوضحت الخارجية البريطانية في بيان أن خبراء وجامعيين متخصصين في كيفية إدارة تجاوز الأزمات، وأعضاء في قيادة الائتلاف السوري المعارض، وممثلين للدول العربية ولوكالات دولية، يشاركون في هذا الاجتماع.
ومن غير المتوقع أن يشارك في الاجتماع وزراء الخارجية، ولا زعيم الائتلاف الوطني السوري المعارض معاذ الخطيب، كما لن يسمح للصحفيين بحضوره وستعلن نتائجه في بيان ختامي.
انتقال سياسي
وقال متحدث باسم الخارجية إن “هدف المملكة المتحدة هو حض المجتمع الدولي على التفكير والإعداد لانتقال سياسي يتولاه السوريون”، وأضاف “نبذل ما في وسعنا لوضع حد للعنف في سوريا والتوصل إلى انتقال سياسي فعلي”.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ -على حسابه الشخصي في تويتر- “رحيل الأسد عن سوريا بات محتوما، من الضروري أن يخطط المجتمع الدولي لليوم التالي (لرحيله) في سوريا”.
يشار إلى أن كثيرا من الخبراء يميلون إلى أن مسألة الإطاحة بالرئيس الأسد أضحت مؤكدة، خاصة مع اقتراب المعارضة المسلحة من وسط العاصمة السورية دمشق، ورغم أنه ما زال يحظى بدعم حلفاء أقوياء كروسيا والصين وإيران.
اشتباكات بريف إدلب وقصف متجدد لليرموك
شهدت مدينة تفتناز السورية في ريف إدلب اليوم اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري الحر والجيش النظامي حول مطار تفتناز العسكري، بينما تجدد القصف على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، وسط مطالبات بتحويل المخيم إلى منطقة منزوعة السلاح.
وتمكنت القوات النظامية السورية من صد هجوم على بلدة المسطومة في محافظة إدلب، والتي تضم تجمعا كبيرا للدبابات، بعد أيام من دخول مقاتلي المعارضة إلى قسم منها، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصدر عسكري.
وتبعد المسطومة التي تضم تجمعا كبيرا للقوات النظامية العسكرية والدبابات، حوالي سبعة كيلومترات جنوب مدينة إدلب التي لا تزال تحت سيطرة القوات النظامية، بينما معظم ريف إدلب بأيدي مقاتلي المعارضة. وذكر المرصد السوري أنباء عن إعدام 36 مواطنا هم ثلاث نساء و33 رجلا في المسطومة على أيدي القوات النظامية.
وفي محافظة إدلب أيضا تعرضت الأحياء الغربية من مدينة معرة النعمان الإستراتيجية للقصف، بحسب المرصد الذي لم يتحدث عن سقوط ضحايا. وكان المقاتلون المعارضون سيطروا في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي على هذه المدينة، مما سمح لهم بإعاقة إمدادات القوات النظامية المتجهة من دمشق إلى مدينة حلب.
وكان المرصد قد قال في وقت سابق أمس إن المقاتلين المعارضين أسقطوا طائرة مروحية في قرية كراتين كانت في طريقها إلى مطار تفتناز العسكري في محافظة إدلب، الذي يحاصره مقاتلون من جبهة النصرة وكتائب أحرار الشام والطليعة الإسلامية منذ أيام ويحاولون اقتحامه.
كما كشف المرصد عن مقتل أربعة أطفال من عائلة واحدة من بين عشرة أشخاص مساء الثلاثاء في بلدة جباب حمد بالقرب من مدينة حمص وسط سوريا جراء غارة جوية نفذتها طائرات حربية. وأشار المرصد إلى أن أعمار الأربعة تبلغ سبعة أشهر و12 و14 و16 سنة.
وتقع جباب حمد شرق مدينة حمص قرب بلدة شهدت هجوما لمقاتلين من عدة كتائب على مفرزة للمخابرات عند مدخل بلدة الفرقلس، مما أدى لسقوط قتلى وجرحى في صفوف عناصر المفرزة.
وفي ريف دمشق، تحدث المرصد عن انفجارات في محيط مبنى إدارة المركبات بين مدينتي عربين وحرستا تبعها إطلاق نار كثيف. كما تعرضت بلدة حجيرة البلد والسيدة زينب ومدينة المعضمية للقصف، مع استمرار القوات النظامية في محاولتها السيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين في محيط دمشق.
مخيم اليرموك
جاء ذلك بينما قتل خمسة أشخاص في قصف على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الذي طالبت فصائل فلسطينية بجعله منزوح السلاح.
وقد طالب ممثلو الفصائل الفلسطينية القريبة من النظام السوري في مؤتمر صحفي عقدوه في دمشق بجعل مخيم اليرموك “منزوع السلاح”، ودعوا قادة الفصائل الفلسطينية ومنظمة التحرير وحركة حماس إلى القيام بحملة اتصالات عربية وإقليمية ودولية لإعادة اللاجئين الذين نزحوا من المخيم بسبب العنف.
ودعت الفصائل “المسلحين إلى الانسحاب من مخيم اليرموك لإنهاء حالة التشرد التي يعاني منها أبناء المخيم بالإضافة إلى الإضرار بالمكانة السياسية التي يمثلها مخيم اليرموك كرمز للاجئين”، وإلى “وقف إطلاق النار وكافة العمليات العسكرية بما فيها عمليات القصف والقنص التي يتعرض لها المخيم”.
يشار إلى أن معارك عنيفة اندلعت في اليرموك بين مقاتلين سوريين معارضين وإلى جانبهم فلسطينيون مؤيدون لهم، وقوات نظامية مدعومة من فلسطينيين موالين للنظام في ديسمبر/كانون الأول، تخللها قصف جوي من الجيش السوري على المخيم.
وفي حصيلة غير نهائية لمواجهات الثلاثاء، أفاد المرصد بسقوط 58 قتيلا هم 19 مدنيا و13 مقاتلا معارضا و26 جنديا نظاميا. كما عثر على خمس جثث مجهولة الهوية في حي الجبيلة بمدينة دير الزور.
مليون سوري يعانون نقص الطعام
قالت الأمم المتحدة الثلاثاء إن نحو مليون سوري يعانون من نقص في الطعام معظمهم يعيشون في مناطق الصراع بسبب القيود التي تفرضها حكومة دمشق على توزيع المساعدات.
وقالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إليزابيث بايرز إن البرنامج يقدم حصصا غذائية لنحو 1.5 مليون شخص في سوريا كل شهر، وإن ذلك أقل من العدد الذي يحتاج إلى مساعدات ويبلغ 2.5 مليون شخص.
وأضافت بايرز -في إفادة صحفية في جنيف- “شريكنا الرئيسي الهلال الأحمر (العربي السوري) مثقل بالمهام ولا يملك القدرة على التوسع أكثر من ذلك”.
نقص في الإمدادات
في سياق ذي صلة ذكرت بايرز أنه أصبح من المعتاد وقوف طوابير طويلة أمام المخابز في سوريا، وهناك تقارير عن نقص في طحين القمح في معظم أنحاء البلاد نظرا لتضرر المطاحن ومعظمها يوجد في منطقة حلب التي يعصف بها الصراع.
وهناك نقص في إمدادات الخبز والوقود على وجه الخصوص ولا يستطيع برنامج الأغذية العالمي زيادة المساعدات التي يقدمها لأن عددا محدودا من وكالات الإغاثة يسمح لها بتوزيع المساعدات في سوريا.
وفي هذا الصدد قالت بايرز “يقوم برنامج الأغذية العالمي باتخاذ التدابير لاستيراد الوقود للاستخدام الإنساني لتخفيف أثر نقص الوقود في شتى أنحاء البلاد والذي يؤثر على قدرة الوكالة على نقل الطعام في الوقت المناسب من الميناء إلى منشآت التعبئة وتوفير شاحنات لإرسال الطعام وتوزيعه”.
نداء
ووجهت الأمم المتحدة الشهر الماضي مناشدة لتوفير 1.5مليار دولار للمساعدة على إنقاذ ملايين السوريين الذين يعانون مما وصفته المنظمة الدولية بالتدهور الحاد في الوضع الإنساني.
ويحتاج أربعة ملايين شخص في سوريا إلى مساعدات إنسانية ملحة بينهم مليونان نزحوا من ديارهم بسبب القتال بين قوات الرئيس السوري بشار الأسد وقوات المعارضة التي تحاول إسقاطه.
وأظهرت أرقام الأمم المتحدة أن عدد اللاجئين السوريين المسجلين قفز خلال الشهر المنصرم من 500 ألف إلى نحو 600 ألف.
وتدرج المفوضية الدولية العليا لشؤون اللاجئين سوريا ضمن أربع دول تستدعي إجراءً عاجلاً إزاء المعاناة الإنسانية الناجمة عن الصراعات، وهي مالي وجنوب السودان والكونغو الديمقراطية.
وقد لبّى كلّ من لبنان والأردن دعوة الأمم المتّحدة إلى تسجيل السوريين على أراضيهما لاجئين، إلا أنّ الوضع القانوني لنحو 150 ألف لاجئ سوري في تركيا يبقى معلّقاً، إذ تسمّيهم أنقرة ضيوفاً، وهو ما يحرمهم من حقوق تكفلها القوانين الدولية والإنسانية.
بعد الكيماوي.. مخاوف من مخازن يورانيوم في سوريا
صحف بريطانية تؤكد أن اليورانيوم قرب دمشق وأنه جاهز للاستخدام خلال ساعتين
لندن – محمد عايش
كشفت جريدة “فايننشال تايمز” البريطانية لأول مرة عن مخاوف بشأن مخازن لليورانيوم غير المخضب في سوريا، يمكن أن يفقد النظام السيطرة عليها وتمثل تهديداً جديداً للمنطقة، في الوقت الذي لاتزال فيه المخاوف من الأسلحة الكيماوية تتصاعد، حيث قالت جريدة “ديلي تلغراف” إن النظام لديه أسلحة كيماوية يستطيع استخدامها خلال ساعتين فقط من اتخاذه القرار بذلك.
وأشارت “فايننشال تايمز” لأول مرة إلى أن لدى سوريا نحو 50 طناً من اليورانيوم، مشيرة إلى أن خبراء نوويين أمريكيين وشرق أوسطيين يتخوفون من أن ينهار تأمين هذه المخزونات ويفقد النظام سيطرته عليها.
أبدى خبراء نوويون ومسؤولون حكوميون في أحاديث للصحيفة البريطانية تخوّفهم من مخزونات اليورانيوم داخل سوريا، وذلك بعد مرور عامين على الثورة التي تطالب بالإطاحة بنظام بشار الأسد، والتي تخللها مخاوف واسعة من استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين، أو وقوع مخزونات هذه الأسلحة في أيدي مجموعات مسلحة قد تستخدمها في عمليات إرهابية، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي يجري فيها الحديث عن “يورانيوم”، وهو المادة التي تستخدم بشكل أساسي في صناعة الأسلحة النووية.
المخاوف مشروعة
وتقول الصحيفة البريطانية إن سوريا كانت تعتزم بناء مفاعل نووي في منطقة الكبر (شرقي البلاد) بمساعدة من كوريا الشمالية، وكانت توشك على الانتهاء من بنائه قبل أن تقوم طائرات إسرائيلية بقصف الموقع في شهر أيلول/سبتمبر 2007.
وعلى الرغم من أن سوريا لم تفصح عن أية معلومات تتعلق بما إذا كان لديها برنامج نووي، كما لم تبلغ وكالة الطاقة الذرية أي معلومات بهذا الخصوص، إلا أن مسؤولي استخبارات وخبراء نوويين يعتقدون أن سوريا كانت تعتزم بناء مفاعل نووي على غرار مفاعل كوري شمالي مقام في منطقة “يونغبون”.
وتنقل “فايننشال تايمز” عن ديفيد ألبرايت، رئيس معهد العلوم والأمن الدولي الأمريكي، قوله: “إن المخاوف بشأن مخابئ اليورانيوم في سوريا مشروعة الآن”.
ويضيف البرايت: “هناك مخاوف جدية بشأن ما حدث لليورانيوم الذي كانت سوريا تعتزم استخدامه في مفاعل الكبر النووي والذي تم تدميره في عام 2007″، مشيراً إلى أن أماكن وجود اليورانيوم السوري ومدى تأمينه في ظل الوضع الذي تشهده سوريا يثير قلق العديد من الحكومات في العالم.. لدينا دليل على أن حكومة واحدة على الأقل رفعت هذه القضية إلى وكالة الطاقة الذرية الدولية.
وتقول “فايننشال تايمز” إن مسؤولين حكوميين، لم تكشف لأي دولة يتبعون، أبدوا تخوفاً من أن تتمكن إيران بفضل علاقاتها القوية مع النظام السوري من الاستيلاء على مخزونات اليورانيوم، ومن ثم يتم استخدامها في البرنامج النووي الإيراني الذي يثير جدلاً واسعاً في المجتمع الدولي.
وكشفت الصحيفة البريطانية أن مخاوف المسؤولين الحكوميين الغربيين ظهرت بعد أن تم التقاط ثلاث صور بالأقمار الصناعية تظهر أن النظام السوري أقام منشآت في بلدة مرج السلطان القريبة من العاصمة دمشق ربما تكون على علاقة بمخزونات اليورانيوم.
وفي هذه الأثناء تتصاعد وتيرة المخاوف من أن يستخدم النظام السوري أسلحته الكيماوية ضد المدنيين، حيث قال جريدة “ديلي تلغراف” البريطانية إن مسؤولين أمريكيين أبلغوا الرئيس باراك أوباما بأن قوات النظام السوري تحتاج لساعتين فقط من أجل تنفيذ أي أمر باستخدام الأسلحة الكيماوية في حال صدوره.
وأبلغ مسؤولون أمريكيون البيت الأبيض بأن صوراً تم التقاطها بالأقمار الصناعية في نهاية العام الماضي، أي قبل نحو أسبوعين فقط من الآن تبين منها أن قوات النظام السوري قامت بتحميل أسلحة كيماوية على مركبات خاصة لتكون على أهبة الاستعداد من أجل استخدامها.
وقدر هؤلاء المسؤولون بأنه في حال أصدر الأسد أوامره لجيشه باستخدام هذه الأسلحة فإن الجيش النظامي السوري سيكون قد استخدمها في المعارك بعد ساعتين فقط.
المعارضة السورية تفرج عن 48 إيرانياً محتجزين لديها
صفقة التبادل شملت إطلاق الحكومة السورية 2130 معتقلاً مدنياً بينهم أتراك
طهران – فرانس برس، الأناضول
أعلن التلفزيون الحكومي الإيراني، الأربعاء، أن مقاتلي المعارضة السورية أفرجوا عن 48 إيرانياً خطفوا في أغسطس/آب الماضي قرب دمشق.
وأعلن التلفزيون الحكومي أن “الزوار الإيرانيين الـ48 أطلق سراحهم”، من دون أن يوضح متى ولا بأي شروط تم الإفراج عنهم.
ومن جهته، قال رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية التركية، بولنت يلدرم، في وقت سابق من صباح الأربعاء، إن عملية تبادل الأسرى بدأت في عدة أماكن من العاصمة السورية دمشق، في إطار صفقة لتبادل الأسرى بين الحكومة والمعارضة السورية.
وأوضح بولنت يلدرم أن المفاوضات لاتزال مستمرة حول صفقة تبادل الأسرى بين الحكومة والمعارضة السورية، التي تنص على إخلاء سبيل 48 إيرانياً يحتجزهم مقاتلو المعارضة، مقابل إطلاق الحكومة السورية لـ2130 معتقلاً مدنيا بينهم أتراك.
وبحسب يلدرم، فإن “قسماً من الوسطاء لايزالون متواجدين حالياً عند المعارضة، فيما تتوجه هيئة الإغاثة إلى موضع آخر سيتم فيه إطلاق سراح الأسرى. وأقامت مركزاً للعملية هنا تحت إشراف هيئة الإغاثة الإنسانية”.
وأفاد بأنهم لم يتوصلوا بعد إلى معلومات قاطعة عن الصحافي الفلسطيني الأصل، بشار القدومي، العامل في قناة الحرة التلفزيونية، التي تبث من ولاية فرجينيا الأمريكية، مؤكداً سعيهم من أجل تحديد مكانه. وناشد يلدرم، كل السوريين والعالم، إبلاغهم عن أي معلومات حول القدومي.
وكان رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية التركية، بولنت يلدرم، ساهم، من خلال الدبلوماسية الإنسانية العام الماضي في سوريا بإطلاق سراح عدد كبير من المعتقلين الأتراك في سوريا، وعلى رأسهم الصحافيين آدم كوسة وحميد جوشكون، إضافةً إلى 28 إيرانياً، و7 سوريين كانوا معتقلين في السجون السورية.
لاجئو سوريا في مخيم الزعتري يوجهون نداءات استغاثة
طالبوا بمدهم بالحاجيات الضرورية لمواجهة السيول الناجمة عن العاصفة الثلجية
دبي – العربية
وجه اللاجئون في مخيم الزعتري نداءات استغاثة لمدهم بالحاجيات الضرورية من وسائل تدفئة وغيرها، لمواجهة الصقيع والسيول الناجمة عن العاصفة الثلجية.
وأفاد مدير التعاون والعلاقات الخارجية للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأردن، بأن الفيضانات داهمت أكثر من خمسمئة خيمة في مخيم الزعتري الذي يكتظ بالآلاف من اللاجئين السوريين.
ويصارع اللاجئون السوريون في مخيم الزعتري الخيم الغارقة في البحيرات الموحلة التي تشكلت جراء الأمطار الغزيرة، حيث أعلنت السلطات الأردنية حالة الطوارئ، وتم نقل العديد منهم إلى مدارس قريبة، وإلى كرفانات قدمتها المملكة العربية السعودية على وجه السرعة لهم.
ويعيش اللاجئون في المخيمات التي تقع على الحدود اللبنانية نفس المعاناة والألم.
وتهدد الأحوال الجوية القاسية حياة النازحين السوريين الذين يفترشون الأرض في مخيمات الدول المجاورة لبلدهم الأم الذي طردوا منه وحرموا من أبسط حقوقهم الإنسانية.
الجيش الحر يقتحم مطار تفتناز العسكري بإدلب
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
بث ناشطون سوريون صورا على الإنترنت تظهر اقتحام مقاتلي المعارضة المسلحة مطار تفتناز العسكري في ريف إدلب، الأربعاء، في الوقت الذي ارتفع عدد القتلى في مناطق مختلفة من سوريا إلى 50 شخصا، من بينهم 10 قتلوا بانفجار سيارة مفخخة في معضمية الشام.
وقالت المعارضة السورية إن 10 أشخاص قتلوا وأصيب نحو 50 آخرين بانفجار سيارة مفخخة في معضمية الشام، واتهمت القوات الحكومية بتنفيذها.
وأفادت المعارضة السورية أن مدينة الرستن في حمص تعرضت لقصف عنف بالمدفعية وراجمات الصواريخ من كتيبة الهندسة أدى إلى سقوط جرحى وتدمير عدد من المباني.
وقالت المعارضة إن قصفاً عنيفاً استهدف مناطق الريف في حماة مصدره مطار حماة العسكري.
وذكرت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن اشتباكات عنيفة وقعت بين الجيش الحر والجيش الحكومي في شارع الثلاثين ومدخل مخيم اليرموك.
وفي ريف دمشق، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والقوات الحكومية في محيط إدارة المركبات بحرستا، وأخرى في محيط إدارة الدفاع الجوي بالمليحة.
في بصر الحرير بمحافظة درعا، تجدد القصف المدفعي العنيف على المدينة من الفوج 175 في إزرع.
وكان الجيش الحر أعلن الثلاثاء سيطرته على معظم أرجاء معرة النعمان بمحافظة إدلب بعد 3 أشهر من المعارك، إلا أن الجيش الحكومي مازال يحتفظ بموقعين له في أطراف المدينة.
لندن.. خبراء يبحثون “الرحيل المحتوم” للأسد
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
تستضيف بريطانيا الأربعاء والخميس اجتماعاً دولياً على مستوى الخبراء لبحث خطط لسوريا ما بعد “الرحيل المحتوم” للرئيس بشار الأسد.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية إن مؤتمر لندن يضم خبراء متخصصين بمراحل ما بعد النزاع، في محاولة لتبديد مخاوف أمنية لدى المجتمع الدولي في مرحلة ما بعد الأسد.
وأفاد مراسلنا أن المؤتمر، الذي لم يسمح لوسائل الإعلام بتغطيته، يهدف إلى طمأنة المجتمع الدولي حيال مرحلة ما بعد سقوط بشار الأسد، وعدم حدوث فوضى متوقعة وأن يتولى السوريون الحكم بأنفسهم.
وأشار إلى أن أطرافاً عربية ودولية وسورية، رفضت الخارجية البريطانية التصريح بهويتهم، يشاركون في المؤتمر، الذي تستضيفه بريطانيا يومي الأربعاء والخميس، منوهاً إلى أنه سيصدر بيان صحفي في نهاية الاجتماع يتضمن النتائج التي توصل إليها.
وكان وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، قال على حسابه الشخصي على موقع تويتر: “رحيل الأسد عن سوريا بات محتوماً. من الضروري أن يخطط المجتمع الدولي لليوم التالي (لرحيله) في سوريا”.
ورفض هيغ وزعماء غربيون آخرون خطاب الأسد الأحد الماضي، الذي وصفه الرئيس السوري بأنه خطة للسلام، لكنه رفض المحادثات مع خصومه، بينما وصفته المعارضة المسلحة بأنه “إعلان حرب” جديد.
وبينما يقول كثير من الخبراء إن إطاحة الأسد أضحت مؤكدة، فلا توجد مؤشرات على أن نهاية حكمه وشيكة، وفقاً لتحليلات حديثة.
ومن غير المتوقع أن يشارك في المحادثات وزراء خارجية ولا زعيم التحالف الوطني السوري معاذ الخطيب.
نجاح صفقة تبادل أسرى إيرانيين بأكثر من ألفي معتقل سوري نحو نصفهم نساء
روما (9 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أكّدت مصادر في المعارضة السورية أن “عملية تبادل أسرى إيرانيين مع معتقلين سورين تمت بالفعل”، وتم إطلاق سراح 2130 سجيناً مدنياً اليوم الأربعاء، نحو نصفهم من النساء، وبنيهم ناشطون سلميون، مقابل الإفراج عن 48 إيرانياً يحتجزهم معارضون سوريون
ووفق المصادر فإنه تم مساء الثلاثاء وصباح اليوم إطلاق سراح أكثر من ألفي معتقل سوري، بينهم 1155 معتقلاً مدنياً، و975 معتقلة في صفقة التبادل، في حين تم إطلاق سراح 48 إيرانياً كانوا في قبضة الجيش السوري الحر
وأشارت المصادر إلى أن “جميع الرهائن الإيرانيين أحياء”، ولم يُقتل أي منهم كما أشيع سابقاً أثناء معارك جرت بالقرب من مناطق قريبة من أماكن احتجازهم
ولاقت أنباء خطوة التبادل هذه ارتياحاً من المحتجين السوريين والمعارضين، خاصة وأن غالبية من تم إطلاق سراحهم هم من المعتقلين المدنيين السلميين ممن لا علاقة لهم بالقتال الجاري بين المعارضة وقوات النظام، إلا أن هذه الخطوة لاقت أيضاً انتقادات من بعض الموالين للنظام الذين اعتبروها رضوخ تحت القوة، وتنفيذ رغبات الحليف الإيراني بإطلاق سراح إيرانيين فقط بينما هناك جنود من جيشه معتقلون أيضاً لدى الجيش السوري الحر والكتاب المسلحة
وكان رئيس هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية التركية بولنت يلدرم أول من أعلن عن نجاح اتفاق التبادل، وأوضح أن هناك مواطنين أتراكاً ضمن من سيفرج عنهم، وأشار إلى أن تركيا وقطر توسطت في هذا الاتفاق
وكان لواء البراء التابع للجيش السوري الحر قد أعلن في آب/أغسطس الماضي احتجاز 48 إيرانياً وأظهر مقاطع فيديو لهم “يحملون بطاقات شخصية تثبت أنهم من الحرس الثوري الإيراني أُرسلوا لمساعدة قوات النظام لسحق المعارضة”، وهو ما نفته سورية وإيران وقالت إنهم كانوا يزورون مزارات شيعية في سورية
وتفيد المعارضة السورية ومراكز التوثيق بوجود ما بين 35 و60 ألف معتقل لدى النظام منذ انطلاق الاحتجاجات قبل نحو 22 شهراً، وتشدد على أن إطلاق سراجهم جميعاً هي من أولويات أي حل للأزمة
سوريا: إتمام عملية تبادل السجناء بين الحكومة والمعارضة
تمت في العاصمة السورية دمشق عملية تبادل السجناء والمختطفين بين الحكومة السورية من جهة والمعارضة المسلحة من جهة اخرى.
وكان التلفزيون الإيراني قد اعلن ان 48 ايرانيا كان قد اختطفهم المعارضون المسلحون في سوريا في اغسطس/ آب المنصرم وهددوا باعدامهم قد اطلق سراحهم اليوم، وأكد مراسلنا في العاصمة السورية ان الايرانيين الـ48 قد وصلوا إلى فندق شيراتون، حيث كان في استقبالهم السفير الإيراني لدى سوريا محمد رضا شيباني وأعضاء الفريق المفاوض.
قالت مصادر إيرانية لبي بي سي في دمشق إن الفريق الإيراني المفاوض الموجود في دمشق لمتابعة صفقة التبادل لإطلاق المخطوفين الإيرانيين قد تسلم الإيرانيين ألثمانية والأربعين منذ قليل وهم يتوجهون إلى فندق شيراتون دمشق حيث سيستقبلهم السفير الايراني لدى دمشق، ومن المتوقع أن يتوجهوا بعد ذلك الى طهران.
ولم يعلن حتى الآن عن أسماء أو مكان إطلاق سراح المعتقلين السوريين والأتراك الموجودين لدى السلطات السورية.
كما لم تصرح السلطات السورية بأي بيان حول مجريات عملية التبادل التي تمت بوساطة من بولند يلدريم رئيس هيئة الإغاثة التركية.
وقالت جمعية خيرية تركية لبي بي سي إن اطلاق سراح المختطفين الايرانيين – وبعضهم من عناصر الحرس الثوري “المتقاعدين” – جاء في نطاق صفقة سيتم بموجبها اطلاق سراح 2130 سجينا لدى الحكومة السورية.
وقالت الجمعية، وتدعى هيئة الإغاثة الانسانية التركية، إن فريقها الدبلوماسي نجح في الوصول إلى اتفاق مع السلطات السورية على صفقة تبادل للسجناء، تخلي بموجبها المعارضة السورية سبيل المدنيين الايرانيين الـ 48، بينما تخلي السلطات السورية سبيل 2130 سجينا منهم 70 امرأة وبينهم سجناء أتراك، وان تنفيذ الصفقة بدأ عمليا صباح اليوم.
وقالت الهيئة ان فريقها الدبلوماسي برئاسة رئيس الهيئة بولنت يلديريم موجود في دمشق لإشراف على تبادل السجناء، وأشارت الهيئة الى انها نجحت في مراحل سابقة في إخلاء سبيل عدد من الصحفيين والمدنيين الاتراك والسوريين الذين كانوا أسرى لدى النظام السوري.
وفي وقت لاحق، أكد يلديريم أن الصفقة تمت بنجاح، وأنهم تسلموا السجناء والمعتقلين السوريين، وسلمت المعارضة السورية المسلحة الايرانيين الثمانية والأربعين لمسؤولين ايرانيين وسوريين.
وتصر ايران على ان المختطفين الـ 48 عبارة عن زوار كانوا يقومون بزيارة مرقد السيدة زينب الوقع الى الجنوب من دمشق، وتنفي ان تكون لأي منهم علاقة بالأحداث الجارية في سوريا.
“فرصة ضائعة”
على صعيد آخر، قال الأخضر الإبراهيمى المبعوث العربى الأممى إلى سوريا إن الخطاب الذى ألقاه الرئيس السورى بشار الأسد أخيرا كان فرصة ضائعة لحل الأزمة فى البلاد.
نفى مصدر مسؤول في وزارة الخارجية التركية لبي بي سي ما نقلته وكالة فارس الايرانية عن مسؤول عسكري سوري أن عملية تبادل السجناء والمعتقلين التي تمت في دمشق اليوم كان فيها 4 طيارين أتراك كانت السلطات السورية قد اعتقلتهم في وقت سابق ، وكانت الصفقة التي توسطت فيها هيئة الاغاثة الانسانية التركية تم بموجبها اطلاق المعارضة السورية المسلحة 48 مدنيا ايرانيا مقابل 2130 سوريا بينهم 4 أتراك وعدد من الفلسطينيين.
وذكرت وكالة فارس الايرانية نقلا عن مصدر عسكري سوري رفيع رفض ذكر اسمه أن عملية تبادل الأسرى الايرانيين الثمانية والأربعين كانت مقابل 4 طيارين أتراك، وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو قد نفى في وقت سابق أيضا نفيا قاطعا وقوع أي طيار تركي في أسر السلطات السورية.
وفي تصريح اعلامي حول الصفقة قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ذكر أن بين السجناء المفرج عنهم 4 أتراك مدنيين ، وهذا ما أكده أيضا رئيس هيئة الاغاثة الانسانية التركية بولنت يلديريم التي توسطت للافراج عن المعتقلين.
وقال الإبراهيمى لبى بى سى إن خطاب الأسد كان تكرارا لمبادرات سابقة باءت بالفشل وإنه – أى الخطاب – كان حتى أكثر طائفية ومتحيزا حسبما قال الإبراهيمى.
وأكد المبعوث الأممى العربى التقارير التى ذكرت أن الأسد أبلغه خلال آخر لقاء معه الشهر الماضى أنه يأمل فى خوض الانتخابات الرئاسية القادمة المقررة العام القادم.
وقال الإبراهيمى معلقا على ذلك إن عام ألفين وأربعة عشر بعيد للغاية محذرا من أنه يجب حل المشكلة هذا العام وإلا فلن تكون هناك سوريا حسبما قال.
وأضاف أن الشعب السوري يعتقد أن حكم أسرة واحدة له على مدى أكثر من أربعين عاما، أمر طويل جدا.
وأقر الإبراهيمى أن مواقف الحكومة والمعارضة فى سوريا حاليا تعنى أنه لا توجد عملية سياسية، مشددا على أن السوريين يتحدثون الآن بلغات متباينة كلية.
وقال إنه سيركز جهوده الآن على حل الخلافات بين الفاعلين الرئيسيين فى الخارج، بما فيهم روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، مضيفا أنه سيحاول العمل من الخارج لدفع السوريين للقبول بفكرة أنه لابد من حل سياسى للأزمة فى بلادهم.
وعندما سئل الإبراهيمى عما إذا كان فكر فى الاستقالة من منصبه، اجاب انه يفكر فى الأمر عدة مرات فى اليوم الواحد خلال ما سماها بعملية محبطة للغاية، غير أنه أضاف أنه سيواصل مهمته.
صالحي
يبدأ وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي اليوم الأربعاء زيارة إلى القاهرة تستغرق عدة أيام يبحث خلالها مع المسؤولين المصريين الخطة التي طرحها الرئيس السوري بشار الأسد لتسوية الأزمة السورية.
ومن المنتظر أن يبحث صالحي خلال وجوده بالقاهرة مبادرة الرئيس السوري بشار الأسد لإنهاء الأزمة القائمة حاليا في بلاده حيث رحبت طهران بتلك المبادرة وقالت إنها تضع أساسا للحل.
ويلتقي مساء اليوم الأربعاء وزير الخارجية الإيراني مع المبعوث العربي الأممي إلى سورية الأخضر الابراهيمي بأحد فنادق العاصمة المصرية لبحث مستجدات الأزمة.
اجتماع في بريطانيا
في هذه الأثناء، يبدأ معارضون سوريون اليوم الأربعاء اجتماعا في بريطانيا يستمر يومين.
ويهدف الاجتماع للتحضير لمرحلة ما بعد الرئيس السوري بشار الأسد، بحسب ما أعلنت الخارجية البريطانية، التي اضافت ان لندن مقتنعة “بحتمية” سقوط الأسد، ولكنها متيقنة ايضا بمخاطر التغيير الجذري.
وسيجتمع العشرات من الخبراء في الشأن السوري من عدة دول في منزل في ريف ساسكس يعود لوزارة الخارجية البريطانية، حيث سيحاولون وضع خطط لفترة انتقالية سلسة في حال انهيار النظام السوري الحالي.
وفي حوار اجراه الزميل سعيد شحاته من راديو بي بي سي عربي مع المتحدثة باسم الحكومة البريطانية روزماري ديفس، قالت ديفس ان غياب معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري لا يقلل من اهمية الاجتماع وان قيادات اخرى من الائتلاف السوري والمعارضة يشاركون في الجلسات.
وستتركز المناقشات على التحديات التي ينبغي موجهتها في هذه الحالة مثل كيفية المحافظة على النظام العام والاستمرار في دفع مرتبات الموظفين وضمان استمرارية الخدمات العامة اضافة الى السبل المثلى لحماية المنشآت الحساسة بما فيها مخازن الاسلحة الكيماوية.
وقالت الوزارة إن الاجتماع سيضم كذلك ممثلين عن دول عربية ووكالات دولية وخبراء في كيفية إدارة وتجاوز الأزمات.
ويقول المراسل الدبلوماسي لبي بي سي جيمس روبنز إن الاجتماع مخصص للخبراء وليس للسياسيين، مضيفا ان وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ لن يحضر الاجتماع رغم انه سيستخدم نفوذه لضمان خروجه (الاجتماع) بنتائج عملية.
وكان الوزير هيغ قد ارسل تغريدة عبر تويتر قال فيها “الهدف هو تحفيز عملية التخطيط لتغيير سياسي في سوريا. ان تخلي الاسد عن السلطة امر حتمي، وانه من المهم ان يخطط المجتمع الدولي لما يجري بعد ذلك في سوريا.”
قتال
ميدانيا، قال مراسلنا في دمشق إن أصوات انفجارات سمعت صباح الاربعاء في ارجاء دمشق نتيجة اعمال القصف والاشتباكات في ريف دمشق الجنوبي والشرقي، مضيفا ان الاشتباكات تطال دوما وحرستا والمليحة وزملكا وجسرين وداريا وعقربا وببيلا وحجيرة وعقربا.
وقالت المعارضة السورية المسلحة إن مسلحيها هاجموا مقر الامن السياسي في حرستا، وإن الحكومة ارسلت تعزيزات عسكرية الى داريا والمعضمية. واضاف مراسلنا ان الاشتباكات مستمرة في مخيم اليرموك رغم اجتماع الفصائل يوم امس الذي دعا الى نزع السلاح من المخيم وسحب المسلحين منه.
وتواصلت الاشتباكات في تفتناز وطعوم ووادي الضيف والمسطومة في محافظة إدلب، إذ قالت المعارضة ان القوات الحكومية اعدمت فيها 35 شخصا بينما تقول الحكومة ان قواتها قتلت مسلحين من المعارضة.
وقالت المعارضة إنها أسقطت طائرة مروحية في مطار تفتناز التي كشفت المعارضة أنها بدأت عملية اقتحام للمطار فجر اليوم الاربعاء.
وفي دير الزور، قالت المعارضة إنها هاجمت مقرات عسكرية وامنية في حي الجبيلة بينما استمرت الاشتباكات في محيط مطار دير الزور العسكري.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، إن المواجهات التي وقعت أمس الثلاثاء خلفت نحو سبعين قتيلا، بينهم أكثر من أربعين مدنيا.
ولم يتسن لـ(بي بي سي) التحقق من صحة هذه الحصيلة من مصادر مستقلة.
“جوع”
وكانت الأمم المتحدة قد قالت في وقت سابق إن الصراع الدائر في سوريا منذ 22 شهرا يمنع وصول المساعدات الغذائية إلى نحو مليون سوري يعانون من الجوع.
وأوضح برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة أنه يقدم المساعدة لأكثر من مليون ونصف مليون سوري ولكن القتال المستمر وإغلاق ميناء طرطوس السوري يحولان دون وصول المساعدات لعدد كبير من هؤلاء.
وتقدر الأمم المتحدة عدد قتلى الصراع الدائر في سوريا بنحو 60 ألف شخص منذ اندلاع الاحتجاجات ضد الرئيس السوري بشار الأسد في مارس / اذار 2011.
وقالت المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي اليزابيث بايرز إن ” الأمم المتحدة سحبت موظفيها في عدة مناطق من سوريا مثل حمص وحلب وطرطوس والقامشلي بسبب خطورة الأوضاع هناك”.
مخيم الزعتري
أصيب عمال الاغاثة بسبب التدافع على معونات الغذاء
وأضافت المتحدثة أن ” نهاية عام 2012 شهد ارتفاع حاد في استهداف شاحنات توزيع الغذاء والمساعدات التابعة للأمم المتحدة”.
مخيم الزعتري
في هذه الأثناء، قال انمار الحمود المتحدث الإعلامي لشؤون اللاجئين السوريين في الأردن إن “عمال إغاثة بمخيم الزعتري شمالي الأدرن تعرضوا لاصابات مختلفة اثناء تقديمهم المعونات للاجئين اثر تراشق بالحجارة”.
ونقلت وكالة فرانس برس عن الحمود قوله إن ” أحد الجرحى اصابته بالغة ونقل الى مستشفى المفرق الحكومي”.
وأضاف أن ” هناك حاليا نحو 4500 خيمة بالمخيم الى جانب اربعة آلاف عربة متنقلة (كرفان) والبطء في عملية تسليم الكرفانات يؤدي احيانا الى تدافع واقتحام عشوائي عربات غير مجهزة”.
وأوضح ان “اعمال الشغب يقوم بها بعض الافراد بين اللاجئين وتتكرر بين حين وآخر ويجري التدافع عند استلام المؤن والمعونات التي يقوم بعضهم باستغلالها وبيعها”.
ويستضيف الأردن اكثر من 290 ألف لاجىء منهم حوالى 65 الف في مخيم الزعتري الذي يقع في محافظة المفرق شمالي الأردن على مقربة من الحدود مع سوريا.
وذكرت مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن نحو مئة ألف لاجئ سوري فروا من القتال في بلادهم خلال الشهر الماضي.
لمعارضة تقول إن مقترحات الأسد غير واقعية ولا عملية
من ناحية أخرى، دعا 14 فصيلا فلسطينيا عقب اجتماع عقده ممثلون عنهم في دمشق إلى عودة أبناء مخيم اليرموك إلى المخيم، وعلى أن يكون مخيماً آمناً منزوع السلاح يمارسون فيه حياتهم الطبيعية.
ودعا خالد عبد المجيد أمين عام جبهة النضال الشعبي الفلسطيني في بيان تلاه باسم المجتمعين إلى تحييد المخيمات الفسطينية والشعب الفلسطيني عن الأزمة الداخلية السورية.
كما دعا البيان المسلحين الموجودين في مخيم اليرموك إلى الانسحاب منه لإنهاء حالة التشرد التي يعاني منها أبناء المخيم، مع وقف لإطلاق النار ووقف كافة العمليات العسكرية بما فيها عمليات القصف والقنص التي يتعرض إليها المخيم، إضافة إلى تفعيل دخول الأفراد والمواد الغذائية والطبية.
وختم البيان بدعوة رئيس وأعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وقيادة حركة حماس لتحرك سياسي أوسع لرفع المعاناة عن أبناء الشعب الفلسطيني في مخيم اليرموك.
BBC © 2013
الابراهيمي: خطاب الأسد يعيد انتاج مبادرات فاشلة
بيروت (رويترز) – استنكر المبعوث الدولي بشأن الأزمة السورية الأخضر الابراهيمي خطاب الرئيس بشار الأسد وقال إن اقتراح الرئيس السوري لإنهاء الأزمة لم يكن أفضل مما طرح من مبادرات سابقة فاشلة.
وقال الابراهيمي في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية “أخشى أن يكون ما طرح لا يعدو أن يكون تكرارا لمبادرات سابقة لم تنجح عمليا… في الواقع هذا أمر لا يختلف وربما يكون طائفيا أكثر وأحادي الجانب.”
ومضى يقول “الزمن الذي تمنح فيه الاصلاحات من أعلى برحابة صدر قد ولى. الناس يريدون أن تكون لهم كلمة بشأن طريقة حكمهم ويريدون أن يتولوا أمر مستقبلهم بأنفسهم.”
(إعداد أحمد حسن للنشرة العربية – تحرير عمر خليل)
الابراهيمي: السوريون يعتقدون ان حكم اسرة الاسد أطول مما ينبغي
بيروت (رويترز) – قال المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي في مقابلة بثت يوم الاربعاء ان السوريين يعتقدون ان الفترة التي حكمت فيها أسرة الأسد البلاد على مدى 40 عاما فترة طويلة للغاية وهو ما يمثل اقرب تصريحاته الى الدعوة المباشرة لخروج الاسد من السلطة.
وأضاف الابراهيمي في المقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية “في سوريا بالذات اعتقد ان ما يقوله الناس هو ان حكم اسرة الاسد لمدة 40 عاما أطول بعض الشيء مما يجب. ولذلك فالتغيير يجب ان يكون حقيقيا. ينبغي له ان يكون حقيقيا واعتقد ان الرئيس الاسد يمكنه ان يتولى زمام القيادة في الاستجابة لتطلعات شعبه بدلا من مقاومتها.”
اللاجئون السوريون تحت رحمة عواصف الشتاء على الساحل اللبناني
قبة بشمرا (لبنان) (رويترز) – فر سيد علي من سوريا قبل أسبوعين ويقيم الآن مع زوجته وطفليهما في خيمة غير محكمة من الواح الخشب والبلاستيك محاطة بطين تغوص فيه القدم حتى الكاحل في قطعة أرض بشمال لبنان.
واجاد عامل البناء السابق البالغ من العمر 27 عاما اقامة الخيمة لكن الجدران الرقيقة لا تحمي من البرد ولا الرياح ولا الأمطار التي هطلت على المخيم على مدى أربعة ايام في واحدة من اعنف عواصف الشتاء التي تشهدها المنطقة في عشرات السنين.
وقال على في حين يتسرب ماء المطر من سقف خيمته “وكأننا عدنا إلى العصور السحيقة… نعيش بدون كهرباء وبدون ماء وبدون أي شيء.”
وفر نحو 190 ألف سوري إلى لبنان منذ بدء الانتفاضة ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد قبل نحو عامين لكن الحكومة اللبنانية المنقسمة تقاوم حتى الآن إقامة مخيمات رسمية مثل التي أقيمت في تركيا والاردن.
وترك ذلك العديد من السوريين يقيمون عند اصدقاء او اقارب لهم ومن لم يتسن لهم ذلك لجأوا الى مخيمات اقيمت كيفما اتفق مثل هذا المخيم في قبة بشمرا حيث نصبت بضع عشرات من الخيام على قطعة ارض تتناثر فيها القمامة على الطريق السريع الساحلي.
لكن العواصف التي اجتاحت بلاد الشام زادت الوضع سوءا بصورة مفاجئة. وقال علي “لم نشهد شدة مثل هذه من قبل… الليلة الماضية لم نستطع النوم كان الطقس شديد البرودة والرياح قوية.”
ويقول سكان المخيم إن ما لديهم من الغذاء والدواء وزيت التدفئة وغيرها من المواد الحيوية يتناقص بشدة بعدما امضوا أسابيع أو شهورا في بعض الاحيان يعيشون في هذه الخيام.
وأقاموا خيامهم بما أمكنهم الحصول عليه في المنطقة بما في ذلك لافتات بلاستيكية واجولة بن فارغة وفرشوا الخيام بالحشايا والبطاطين والأبسطة المنسوجة.
وتتناثر في الخيام مخزونات متناقصة لمواد قليلة مثل الشاي والبصل والثوم والزيتون.
وتقول فريال (30 عاما) التي فرت من مدينة إدلب في شمال سوريا وتغطي شعرها بحجاب “ما الذي يمكننا أن نطهوه؟ ليس لدينا شيء.”
واضافت “جئنا إلى هنا بحثا عن الأمان ولكن أنظر إلى حالنا.”
وبدأت الانتفاضة السورية بمظاهرات سلمية في مارس آذار 2011 لكنها تحولت إلى العنف بعد حملة لقمعها واصبحت منذ ذلك الحين الأعنف من بين انتفاضات الربيع العربي.
وقتل أكثر من 60 الف شخص في الصراع حتى الآن وهناك أكثر من 600 ألف لاجيء مسجلين.
وقالت الامم المتحدة امس الثلاثاء إن نحو مليون سوري يواجهون مجاعة بسبب صعوبة وصول الامدادات إلى مناطق الصراع ووكالات الإغاثة القليلة الحاصلة على موافقة الحكومة بلغت اقصى طاقتها.
وزادت الحرب السورية التي يقاتل فيها معارضون سنة بالاساس للاطاحة بالاسد المنتمي للطائفة العلوية المنبثقة عن الشيعة الاستقطاب الطائفي في لبنان حيث انتهت في 1990 حرب اهلية دامت 15 عاما لكن السلام هش.
ولطالما عاش لبنان البلد الصغير متعدد الطوائف في ظل جارته الكبرى سوريا التي كانت تتخذ مواقف منحازة في الخلافات اللبنانية الداخلية ونشرت الالاف من جنودها في لبنان حتى عام 2005.
وحاول لبنان رسميا ان ينأى بنفسه عن الصراع الدائر في سوريا لكن الطوائف المتناحرة التي تناصر أو تعارض الاسد تقاتلت بشكل متقطع في بيروت ومدن أخرى.
ووقعت بعض اعنف الاشتباكات على مسافة نحو عشرة كيلومترات فقط من قبة بشمرا في طرابلس ثاني اكبر المدن اللبنانية.
ويمثل استيعاب اللاجئين السوريين موضوعا مثيرا للجدل في دولة كان وجود 400 الف لاجيء فلسطيني سني بالاساس بها عاملا كبيرا في الحرب الاهلية ويثير اي تغيير في التوازن الطائفي الاعصاب. ودعا بعض المسؤولين المسيحيين الى اغلاق الحدود.
لكن جماعات الاغاثة تضغط على الحكومة لبذل مزيد من الجهد لمساعدة اللاجئين السوريين الذين تعادل اعدادهم الان حوالي خمسة في المئة من عدد السكان في لبنان البالغ حوالي خمسة ملايين نسمة.
وطلب لبنان من المانحين الدوليين الاسبوع الماضي تقديم 180 مليون دولار للمساعدة في العناية بالنازحين وقال انه سيسجل اللاجئين ويعترف بهم بعد نحو عام دون اجراء في هذا الشأن. ولم يذكر ما اذا كانت مخيمات ستقام لهم.
وجعلت عواصف الشتاء على مدى الاسبوع المنصرم المسألة اكثر الحاحا. واصبحت الثلوج تغطي خيام اللاجئين قرب بلدة المرج في وادي البقاع وتجتاح السيول مخيماتهم شرقي مدينة زحلة.
من الكسندر جاديش
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية – تحرير عماد عمر)
مقابلة الدكتور هيثم مناع: قراءات في حل الأسد
معنا من باريس الأستاذ هيثم مناع، رئيس هيئة التنسيق الوطنية في المهجر، أهلاً وسهلاً فيك سيد مناع. دعني أبدأ معك من الأخير، أنت ماذا فهمت من خطاب الأسد؟ هو مبادرة قابلة بالفعل للتطبيق كما طرحها، هو مناورة سياسية تفاوضية، هو إغلاق لكل التسويات السياسية؟
د. هيثم مناع:
باختصار شديد نحن أمام مهندس بدأ بعملية البناء من الطابق الثاني، يعني بدون طابق أول وبدون أساسات. الخطوات التالية التي وضع فيها كل ما سميناه في وقته بالمبادرات الأحادية الجانب مثل الدستور مثل إنتخابات برلمانية إنتخابات محلية، كلها وضعها على الطاولة بمعنى أنها للنقاش ويمكن أنها كلها تزول، لكن الأساس الذي يتوقف عليه العملية، لما نقول نحن عملية سلمية سياسية نحن نتكلم عن سمك يحتاج إلى ماء، لا يعيش السمك بدون ماء، وبالنفس الوقت العملية السلمية تحتاج إلى ظروف أساسية، نحن كنا لاعب كل أطراف المعارضة وأكثرها تطرفاً كان لاعباً في اللعبة السياسية منذ اليوم الأول، ويتذكر الدكتور بشار أن وفد درعا فيه أعضاء اليوم في قيادة الائتلاف وفي قيادة هيئة التنسيق وفي قيادة التنظيمات الأخرى بما فيها المسلحة، جاؤوا إليه إلى القصر قبل أن يحملوا سواء بندقيتهم أو رايتهم وبرنامجهم السياسي الخاص المعارض، وحاولوا بكل الوسائل.
نحن نريد أن نقول مسألة، نحن كنا أمام خطاب يزوّر في التشخيص، إذا احترمناه نقول يخطئ في التشخيص. أنا بدي أسأل سؤال للبشر كلهم في العالم: إذا كان الإرهاب بدأ منذ اليوم الأول في 18 آذار في درعا فهل يوجد حاكم مجنون يمكن أن يخطر على باله رفع حالة الطوارئ ؟! عندما يبدأ الإرهاب تعلن حالة الطوارئ، نحن رفعنا حالة الطوارئ لأنه لم يكون هناك إرهاب، كان هناك إرهاب السلطة وحركة إجتماعية مدنية سلمية تقول للعالم أجمع نريد الكرامة والحرية.
إذاً هنا أول شيء ناقض ما قاله قبل أشهر من أن الأشهر الستة الأولى كانت سلمية، ثانياً ناقض كل ما قاله من أن المطالب الأساسية للشعب كانت مشروعة باعتبار أن ما يحدث هو فقاعة، نحن مش أمام فقاعة، نحن أمام حركة عميقة جداً في المجتمع والدولة وستؤثر وأثرت عليه وعلى الفريق الحاكم كما أثرت على المجتمع ودمرت جزءاً بتبعاتها من المجتمع السوري وبنيته التحتية، كيف يمكن أن نتحدث عن ظاهرة عابرة ؟ نحن أمام الحدث الأهم منذ استقلال سورية قبل أكثر من ستين عام.
وبالتالي أمام حدث كهذا من المفترض أن يكون هناك تصور وبرنامج يساير الحدث ويأخذ بعين الإعتبار دروس العامين الماضيين، إذا لم يتمكن الحاكم من فعل ذلك فهو متأخر، متأخر على الأخضر الإبراهيمي، متأخر على روسيا نفسها، متأخر على إيران حتى، النقاط الستة المطروحة من صالحي متقدمة على خطاب بشار الأسد، فكيف إذا تحدثنا في برنامج المعارضة السورية في القاهرة.
إذاٌ نحن أمام حالة إنفصام كاملة.
المذيعة:
يعني أنت تسميه إنفصام.. بدي شوف معك قديش إحتمال يكون صحيح ما قاله بعض المراقبون بأن ما طرح على الطاولة من الأسد هو محاولة تفاوض، يعني اليوم يرفع السقف، يتجاوز يتكتك.. نوع من التكتيك حتى يحصل على شروط تفاوضية أفضل له، يعني ليس انفصاماً وهذا ليس موقفه الحقيقي وليست قناعته وإنما محاولة سياسية مع طبعاً الأخذ بعين الإعتبار أنه هو بحاجة لخطاب شعبي لمؤيديه.
د. هيثم مناع:
المبادرة التي قدمت لنا لم تقدم لنا من طرف يطرحها على طرف آخر، هو قدم نفسه باعتباره الحل الوطني للجميع، يعني بمعنى أن الحاكم أو الرئيس هو المظلة التي تجمع كل الأطراف وبالتالي تدعو كل هذه الأطراف إلى ميثاق وطني وإلى مؤتمر وطني، لو قدمها باعتباره طرف في وجه طرف آخر بالتأكيد أفهم أنا أن يذهب تطرفاً في اتجاه والآخر يذهب تطرف يقول لا حوار ولا تفاوض ولا شيء وبعدين يتنازلوا يقربوا من بعض.
لكن من الأساس نحن قدم لنا على الصحن وجبة أسمها الوجبة الشاملة، نحن من يمثل الشعب والدولة أي المادة التي أزيلت من الدستور عادت إلينا في المبادرة. وبالتالي تطرح السلطات على الآخرين أن يدخلوا في هذا الإقتراح باعتبارهم جزء من وباعتبار صاحب الإقتراح ممثل للجميع. ونحن للأسف وقعنا بهذه المشكلة في الدوحة ومن قبل اسطنبول لما طلعنا بمسألة هي الممثل الشرعي الوحيد القذرة التي يستعملها الحاكم ويستعملها المحكوم والتي تقتل المنطق الديمقراطي للأسف.
لذلك هو يكرر نفس اللعبة ويقول أنا هون، الرئيس رئيس كل السوريين، تعالوا إلى كلمة سواء يا أطراف المجتمع المتقاتلة وأمشوا في حل. إذا كان هذا هو الطرح فعندها تكون مبادرة عقلانية ومنطقية.
المذيعة:
يعني أنت برأيك هذا هو طرحه الأخير وليس محاولة مبادرة يعني؟ ما تكتيك؟ اليوم الذي سمعناه مبارح في خطاب الأسد هذا هو؟
د. هيثم مناع:
أنا أعتقد بأن الخطاب إبن اللحظة وليس إبن نظرة استراتيجية طويلة، الخطاب إبن انتصارات محلية حدثت في الميدان عسكرياً وشعور بتفكك وتراجع بالنسبة للجبهة العسكرية في الطرف الآخر، حاول فوراً أن يتحدث بنشوة انتصار أكثر منه بعقلانية حكيمة تسمح لنا باستعادة القوة للخطاب السياسي سواء في المعارضة أو الحكومة.
المذيعة:
لو سمحت لي أريد أن أسالك اليوم عن كيف يمكن سياسياً أن تجابه المعارضة هذا الموقف؟ ويعني رأيك بما يمكن أن نتوقعه في الأيام القادمة لسورية ولكن بعد فاصل قصير.
أهلاً وسهلاً بكم ونرحب مجدداً بضيفنا الدكتور هيثم مناع من باريس رئيس هيئة التنسيق في المهجر، قبل الفاصل شخصت خطاب الأسد بأنه خطاب نابع من لحظة ملغومة أو أنه مغشوش بأن هناك انتصارات عسكرية على الأرض من ناحية الجيش النظامي وبأن ليس بالخطاب إستراتيجية سياسية أبعد مما سمعنا اليوم ماذا عن الإستراتيجية السياسية من ناحية المعارضة؟ هناك عدة استراتيجيات وتكلمنا عن عدة معارضات فهل هناك استراتيجية سياسية برأيك يمكن أن تمشي على خطاها المعارضة؟
د.هيثم مناع :
بالتأكيد، بالتأكيد يمكن وبالتأكيد عندما نجعل من الحل السياسي السلمي غاية أساسية للخروج من الطريق المسدود الذي أوصلتنا إليه العسكرة من جهة ومن جهة ثانية إلى استعادة الخطاب الديمقراطي بمعنى استعادة مكانة الدولة المدنية والمشروع الديمقراطي ولكي نعود علينا أن ننطلق من الواقع باعتباره عملية كيميائية مركبة وصعبة وزاد في صعوبته التدخلات الخارجية والتدخلات الخارجية لها هرميتها أعلى طرفي الهرم اليوم يناقشان بجدية بعد أن أصبح الخطر على الإثنين كبيراً ليس متساوياً ولكن كبيراً وهما روسيا وأمريكا فاليوم الأمريكي يقول لنا بكل صراحة لم تعد الأمور تحت السيطرة حتى لحلفائنا .
المذيعة :
بأي معنى مالخطر ؟
د. هيثم مناع :
عندما يكون أبوالزبير الزنتان هو الذي يحكم أهل معربة وأهل بصرى الشام فالحوارنة لن يقفوا مع المقاومة المسلحة سيعيدون النظر أن هذا الشخص من بقايا سلوك وثقافة وأخلاقيات القذافي يأتينا باسم الإسلام باعتبار أننا أرض جهاد ورباط !!!!! هذا كلام فارغ … لذلك المجتمع اليوم لم يعد الحاضنة للعمل المسلح من جهة وبنفس الوقت المجتمع اليوم مصاب بحالة قرف عكس ماقاله بشار الأسد بالأمس فهو مصاب بحالة قرف من الحل الأمني العسكري لأن الحل الأمني العسكري هو حل إنتقامي وحل فصامي مع المجتمع على سبيل المثال في قرية قرفة وهي قرية صغيرة ولد بها رستم غزالي فاختطف ابن أخيه هذه القرية كانت تستقبل أكثر من 2500 نازح بعد عملية الإختطاف بالإنتقام تم تحطيم حوالي 25 بيت وتهجير الناس واعتقال أكثر من مئة شخص وانتقام جماعي من كل أبناء القرية فقط لأن شخص من بيت الكايد خطف إبن أخيه هذا هو الحل الأمني الثأري والإنتقامي وليس حلاً يشرّف السوري كما أن جبهة النصرة لا تشرّف أي مناضل ديمقراطي سوري.
المذيعة :
تكلمت لي عن الروس والأمريكان اليوم ماذا يمكن أن ينجم عن لقائهما بعد الخطاب بعدما قيل عن إمكانية تسوية جنيف2 وغيرها والإجتماع مع الأخضر الابراهيمي بشكل واضح هل تعلم ماذا يمكن أن يتوصل به الروس من خطوات مع الأمريكان؟
د. هيثم مناع :
بالتأكيد، هناك خطوات عملية ومنطقية ومرضية لمختلف الأطراف الخطوة الأولى في حال بقاء بشار في ثلاثة أشهر أو ستة أشهر إنتقالية في هذه المرحلة الإنتقالية يكون النظام قائماً على الأسس البرلمانية أي إعطاء رئيس الوزراء كامل الصلاحيات التنفيذية والنقطة الثانية في حال أراد أن يرشح نفسه في المستقبل فلا يحق لأي طرف في العملية الإنتقالية أن يكون مرشحاً وهي قاعدة تنطبق على الجميع بما فيهم بشار الأسد النقطة الثالثة نحن أمام عمليات إسعاف طارئة وبالتالي سيارة الإسعاف يجب أن تشغل المنبه وتبعد السيارات عن طريقها فهناك أربع ملايين سوري وهذه ليست لعبة أطفال أربعة ملايين سوري اليوم بين لاجئ ونازح بدون بيوت بدون كهرباء بدون طعام بدون خبز وإذا لم يستنفر المجتمع بحكومة وحدة وطنية من أجلهم فهذا المجتمع يخون نفسه والدولة خانت كل شعبها من هنا ضرورة إعطاء الأولويات وترتيبها في إعادة الكرامة للناس إعادة الحد الأدنى المطلوب للعيش للبشر هذه المسألة يجب أن يكون عليها التركيز ويجب أن يكون هناك اتفاق دولي من أجل المساعدة لأنه أيضاً أصبحنا في دولة فاشلة ومتسولة للأسف بالأوضاع التي أوصلونا إليها وهذه مسألة جداً أساسية وهنا يأتي الضغط على كل الأطراف التي ترسل سلاحاً إلى سوريا من إيران إلى تركيا كل من يرسل سلاح إلى سوريا مسؤول عن الدم السوري اليوم فليتوقف الجميع عن إرسال السلاح فسوريا اليوم يوجد بها سلاح لعشرين سنة ففكرة سلحونا للمعارضة المسلحة أو فكرة إلحقوا بالنظام حتى يستطيع النجاح بمقاومتها الإثنتين مدمرتين للمجتمع السوري يجب أن نخرج من منطق تسليح أو إدخال أي سلاح إلى سوريا هذه مسائل أولية فإذا تم الاتفاق عليها فستتراجع حدة العنف في سوريا وسيتم التوجه نحو الإنسان بعيداً عن الأيديولوجيات
المذيعة :
هل (إذا) يمكن أن تحول الحلم إلى كابوس وإذا كبيرة جداً إذا تم التوافق عليها وسأرجع معك بالتفصيل على معظم النقاط وخصوصاً النقطة الأولى وهي بقاء الأسد من عدمه في الفترة الانتقالية ومدى قبول الأطراف أي لا الأسد سيقبل بمرحلة إنتقالية كما قال في خطابه ولا المعارضة تقبل بوجوده في أي مرحلة بعد الفاصل لو سمحت هذه النقطة بالتحديد
المذيعة:
أهلاً بكم من جديد وإلى (هيدلاينز) وأهلا بالأستاذ هيثم مناع، رئيس هيئة التنسيق الوطنية السورية في المهجر.
أستاذ هيثم طرحت مبادرة تقول بأنها يعني هذه الأساسيات والتي تقول أولاً بقاء بشار الأسد في الفترة الإنتقالية، لا يحق لأي طرف في المرحلة الإنتقالية الترشح لما بعد هذه المرحلة، حكومة وحدة إسعاف سميتها وطنية إنقاذ، ورابعاً الضغط على الجميع في الخارج لوقف التسليح إن كان للنظام أو المعارضة. أريد أن أعرف أطراف مدى قبول هذه النقاط للأطراف اليوم التي مختص بالأمر.
أولاً المعارضة الأخرى على الجبهة الأخرى منكم هل تقبل اليوم بأنها لن تتابع حربها مع النظام حتى تكسر النظام وتدخل في حسم أو نصر.
د. هيثم مناع:
بالنسبة لطرف المعارضة الأخرى مع كل الإحترام للعديد من شخوصها مثل ما قالت لهم هيلاري كلنتون للمجلس الصلاحية انتهت، عندما يحتاج الأمر ستقول لهم إما أن تذهبوا إلى موسكو مثل ما اليوم مطلوب منهم من قبل أمريكا وليس من قبل الروس وإلا فأنتم خارج العملية السياسية أو تخرجون أنفسكم منها.
المذيعة:
يعني أنت تراهن على ضغط خارجي ليجبر المعارضة على إنهاء حربها، وليس على التغيير في تكتيكهم واستراتيجيتهم.
د. هيثم مناع:
يا أختي العزيزة إذا تذكري قبل سنة وأربعة أشهر أنا كنت ضد التسلح فسألني أحدهم أنه فقط موقف غاندي ولا موقف عقلاني، قلت له أنا ما عندي لا في هيئة التنسيق ولا في أي طرف من أطراف المعارضة ما نشتري به عشرة كلاشنكوف لأن مصروفنا الشهري في تنظيماتنا أقل من عشرة كلاشنكوف. إذاً سنصبح تابعين، التسلح يعني أن نبيع استقلال إرادتنا السياسية، قرارنا السياسي، وهذا ما فعله البعض.
إذاً المشكلة اليوم مع الأمريكي، عندما الأمريكي يصل مع الروسي إلى نقطة اتفاق على سورية الغد إنطلاقاً من مطالب الشعب أكيد ما رح يكونوا عم يسبحوا بالمريخ إنما يستمعوا للجميع ويأخذوا من الجميع.
المذيعة:
هل الجميع أيضاً بما فيها الدول الإقليمية يعني عندك تركيا وعندك إيران، هل تلتزم بهذا الإتفاق بشكل تلقائي؟
د. هيثم مناع:
مع أنه هيئة التنسيق يمكن تزعل، يعني حجم القاعدة الأمريكية في قطر أكبر من كل قصور العائلة المالكة، خليهم يزعلوا معليش ” يقصد هيئة التنسيق “. يعني أمريكا إذا قالت دقت على الطاولة بالتأكيد لن تترك أمير قطر الشيوخ السلفية يروحوا يمرقوا لطرابلس ولإسكندرون لا مال ولا سلاح.
المذيعة:
وطهران؟
د. هيثم مناع:
وطهران أيضاً، أنا أقول لك بصراحة سأعطيك على طهران مثل من مسؤول عالي جداً روسي سألناه إذا كان توصلتم إلى اتفاق نحن نعرف حجم استقلالية دول الخليج، قالوا ونحن نعرف حجم استقلالية إيران عنا فوراً.
المذيعة:
هذا مسؤول مين؟
د. هيثم مناع:
مسؤول عالي جداً في روسيا، يعني بدون أسماء الآن لكن هذه الجملة كانت جواب عفوي وطبيعي جداً. يعني بمعنى اليوم إيران لا تستطيع أن تخوض في صراع مع روسيا بأي شكل من الأشكال في القضية السورية، يجب أن تكون هذه المسألة واضحة.
المذيعة:
يعني بالنتيجة هذا العالم الذي نعيش به بالقطب الواحد يعني مسألة…
د. هيثم مناع:
أنت تقود حصان منفرداً.
المذيعة:
في عالم القطب الواحد أصلا، يعني اليوم الإستقلال صار مسألة نسبية بكل الدول.
د. هيثم مناع:
نسبية جداً.
المذيعة:
طيب، اليوم هل تأتي تعليمة للنظام السوري أيضاً بالقبول كما تأتي للمعارضة، هل يقبل؟ وقد رأينا في الخطاب كان متماسك من الأرض ومن القادم؟
د. هيثم مناع:
أنا أظن بأنه هذا التماسك ظاهري، يعني أكيد يحسب له هذا التماسك لأنه ليس في ظروف جيدة، ولكن ظاهري لسبب أساسي لا يمكن في لحظة يوجد فيها خارج نطاق الشرعية شرعية الدولة أكثر من مائة ألف مقاتل وفي منهم من حوالي 23 جنسية أحياناً أن يكون الحاكم قرير العين في نومه.
نحن في وضع لا يحسد عليه لا الحاكم ولا المحكوم.
المذيعة:
شكراً لك، هيثم مناع رئيس هيئة التنسيق الوطنية في المهجر.
مع خالص الشكر لفريق العمل الإعلامي بهيئة التنسيق الوطنية
رأي ميشيل كيلو بخطاب بشار
علق المعارض السوري المقيم في باريس ميشيل كيلو على الخطاب بالقول: «إن هذا الرجل لم يتعلم شيئاً من ثورة الشعب السوري، ولم يعد يحسب حساب أي شيء، ولم يراجع أي موقف، فهو افترض وجود مؤامرة ولم يزل يفترض ذلك، ودمر البلد في مطاردة عصابات مسلحة مفترضة ولم يكن …الأمر كذلك، وآخر إبداعاته اليوم أن سوريا ليس فيها شعب ولا معارضة، لأن الشعب بالنسبة له هم مؤيدوه والدائرة المحيطة به أما البقية فهم المتآمرون والإرهابيون والتكفيريون».
وأضاف كيلو أن الأسد لا يعيش في الواقع، يتحدث عن حب المناصب مع أنه جاء إلى السلطة بخرق القانون والتزوير وتعديل الدستور في دقائق، كما تحدث بطريقة مستفزة للشعب وللعالم، مؤكداً أن على كليهما أي الشعب والعالم أن يتغيروا ويأتوا صاغرين إليه، والغريب أنه ضد الربيع العربي، هو من كان يدعي تمثيل اليسار والاعتدال والعقلانية، يقف ليشتم الربيع ويقول عنه أنه فقاعة ويشتم الشعوب