أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 23 أيار 2014

فيتو رابع روسي – صيني يعيد الانقسام إلى مجلس الأمن
نيويورك، لندن – «الحياة»
اعاد الفيتو الروسي – الصيني ضد مشروع القرار الفرنسي يوم امس، اجواء الانقسام في مجلس الامن بعد اجماعه على قرار 2118 الخاص بازالة الترسانة الكيماوية في أيلول (سبتمبر) الماضي والقرار ٢١٣٩ المعني بإيصال المساعدات الإنسانية.
لكن الفيتو المزدوج، وهو الرابع في الازمة السورية، شكل رافعة لحشد دولي لدعم للمحاسبة في سورية عبر البناء على دعم 64 دولة لمشروع القرار والانتقال سريعاً الى تحركين متوازيين إحدهما في الجمعية العامة يتعلق بالاحالة على الجنائية الدولية والثاني في مجلس الامن يتعلق بالمساعدات الانسانية. وقالت مصادر ديبلوماسية ان أوستراليا ولوكسمبورغ والأردن ستطرح مشروع قرار في المجلس يدعو الى الإجازة لمنظمات الأغاثة الدولية بنقل المساعدات الإنسانية «عبر ٤ نقاط حدودية مع تركيا والعراق من دون العودة الى الحكومة السورية».
وقال ديبلوماسي معني إن مشروع القرار الجديد «سيطرح قريباً، ربما خلال أيام قليلة بعد الاستماع الى إحاطة من مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة فاليري آموس». وأوضح أن «ثمة حرصاً على تجنب فيتو روسي آخر ضد مشروع القرار الجديد، لذلك فإننا لن نطالب بأن ينص مشروع القرار على فتح كل الحدود أمام مرور المساعدات، بل الإجازة للمنظمات الإنسانية باستخدام ٣ معابر حدودية مع تركيا، ومعبر واحد مع العراق، ستساهم في إيصال المساعدات الى نحو ١.٥ مليون سوري في المناطق الشمالية التابعة لسيطرة المعارضة».
واعتبر أن «روسيا ستفكر مرتين في استخدام فيتو آخر خلال أسبوعين في مجلس الأمن، ونحن حريصون على تمرير مشروع القرار ولذلك فإنه لن يتضمن أي عقوبات أو فرض منطقة حظر طيران أو أي من النقاط الخلافية الكبرى». وقال الديبلوماسي المعني بالمفاوضات الجارية لصياغة مشروع القرار إن «النص سيكون مركزاً ومحصوراً بمسألة مرور المساعدات عبر الحدود، ولن يكون تحت الفصل السابع».
وفي خط مواز، تستعد الدول التي دعمت مشروع القرار الفرنسي لـ «نقل الزخم الذي حشدته الى الجمعية العامة للنظر في خيارات عدة منها إنشاء محكمة دولة خاصة بسورية». وأوضح ديبلوماسي رفيع ان «الدول العربية تريد إصدار قرار يتعلق بالمحاسبة في سورية في الجمعية العامة والفرصة الآن مؤاتية لمثل هذا التحرك».
وكان نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان إلياسون شدد نيابة عن الامين العام بان كي مون في بداية الجلسة على «تجديد الدعوة الى المحاسبة على الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب في سورية»، داعياً مجلس الأمن الى «تحمل مسؤولياته الكبرى لتحفقيق العدالة». وشدد على ضرورة أن تشمل المحاسبة «ليس الأطراف السوريين فقط بل أيضا ًالأطراف الخارجيين الذي يؤججون النزاع».
واذ صوتت 13 دولة لصالح القرار، شنت الدول الغربية حملة انتقادات عنيفة ضد روسيا والصين، إذ قال السفير الفرنسي جيرار آرو «استخدام الفيتو هو تعطية للجرائم ومنع للعدالة في سورية». وتحدى آرو نظيره الروسي فيتالي تشوركين الذي انتقد تسليح المعارضة بأن «توافق روسيا على فرض حظر للأسلحة على كل الأطراف في سورية، إلا أنها لن تفعل لأنها تمد النظام بالسلاح».
واعتبرت السفيرة الأميركية سامنتا باور أن الفيتو الروسي – الصيني «ليس فقط حصانة وحماية لنظام (الرئيس بشار) الأسد ومرتزقته بل أيضاً للمجموعات الإرهابية التي ترتكب الجرائم».
ورد تشوركين باتهام الدول الداعمة لمشروع القرار بـ «تسييس» المسألة الإنسانية، متهما فرنسا بـ «تفريق وحدة الدول الخمس الدائمة العضوية من خلال طرح مشروع قرار تعلم مصيره مسبقاً». واتهم الدول الداعمة لمشروع القرار بأنها «تبحث عن أسباب جديدة للتدخل العسكري في سورية».
وقال السفير الصيني لوي جيي إنه صوت ضد مشروع القرار «لأن جهود المجتمع الدولي يجب أن تتركز على دعم الحل السياسي، ومشروع القرار لا يساهم في الاستئناف المبكر للمفاوضات في جنيف» المجمدة منذ شباط (فبراير) الماضي.واتهم السفير السوري بشار الجعفري الدول الداعمة للمشروع بالسعي الى فرض «الوصاية على سورية».
من جهته، أكد القائم بالأعمال الاردني إيهاب عميش ان بلاده العضو العربي في المجلس صوتت لصالح مشروع القرار لان موقفها جاء «تأييداً للعدالة ولوضع حد للإفلات من العقاب في سورية»،
ميدانيا، تمكنت القوات النظامية السورية من فك الحصار الذي فرضه مقاتلو المعارضة على سجن حلب المركزي (شمال) لأكثر من عام، ما يتيح لها قطع طريق امداد رئيسي للمعارضين، في تقدم اضافي لنظام الاسد قبل اقل من اسبوعين على الانتخابات الرئاسية، بحسب «المرصد السوري لحقوق الانسان». وافادت «الهيئة العامة للثورة السورية» ان مقاتلي المعارضة قتلوا «أكثر من 50 عنصرًا من قوات النظام ودمّروا 5 دبابات في محيط مدينة مورك في ريف حماة (وسط) وحرروا حاجز فخذة في حي المنشية في درعا (جنوب)». وزادت ان القوات النظامية «ارتكبت مجرزة في كفربطنا شرق دمشق بقتل ستة مدنيين بغارة».

قوات النظام استعادت سجن حلب وفيتو روسي – صيني رابع
نيويورك – علي بردى
قبل اسبوعين من الانتخابات الرئاسية السورية التي يصفها الغرب بانها “مهزلة”، تمكنت القوات النظامية من فك الحصار الذي فرضه مقاتلو المعارضة على سجن حلب المركزي طوال أكثر من سنة، الامر الذي يتيح لها قطع طريق امداد رئيسي للمعارضين، كما يتيح للجيش النظامي الاقتراب من مركز قيادة لـ”الجبهة الاسلامية” الذي يقع في مدرسة سابقة للمشاة استولى عليها مقاتلو المعارضة قبل سنتين.
ومع هذه الخطوة الميدانية التي تصب في مصلحة نظام الرئيس بشار الاسد، مارست روسيا والصين أمس امتيازهما حق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن، وأسقطتا مشروع قرار أعدته فرنسا يدعمها سائر الأعضاء في المجلس و50 دولة أخرى في الأمم المتحدة يخوّل المحكمة الجنائية الدولية التحقيق في جرائم الحرب والإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي في سياق الحرب الطاحنة التي تشهدها سوريا منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وإذ تخوف ديبلوماسيون من أن يكون هذا “الفيتو” المزدوج نذيراً بانعدام أي أفق قريب لحل الأزمة السورية، تجددت الدعوات الى الحد من استخدام هذا الحق عندما يتعلق الأمر بجرائم الإبادة والمجازر والمذابح والتطهير العرقي والديني والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب.
وهذه المرة الرابعة تستخدم روسيا والصين “الفيتو” في أرفع هيئة تنفيذية لصنع القرار في العالم، لمنعه من التعامل مع أزمة أوقعت حتى الآن أكثر من 162 ألف قتيل. واستخدم “الفيتو” المزدوج في المرة الأخيرة في تموز 2012 ضد مشروع قرار يتعلق بسوريا أيضاً.
ورأى نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان الياسون أن مجلس الأمن “يتحمل مسؤولية لا مفر منها حيال ما يجري في سوريا من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”.
وعقب ذلك، صوتت 13 دولة على مشروع القرار. وصوتت روسيا والصين ضده. وقال المندوب الفرنسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير جيرار آرو إن مشروع القرار “نداء الى الضمير الإنساني، وليس ذا طابع سياسي”. وحمل على الإفلات من العقاب، معتبراً أن “هناك أخوة في الجريمة. حق النقض سيذكر بذلك، حق النقض يغطي جميع الجرائم، سيكون بمثابة نقض للعدالة”.
أما نظيره الروسي فيتالي تشوركين فقال: “لا نفهم إصرار فرنسا على تقديم مشروع قرار يدعو الى احالة الملف السوري على المحكمة الجنائية الدولية على رغم علمها المسبق بمصيره”. وأضاف: “لا نريد حججاً وذرائع جديدة للتدخل العسكري في سوريا. مسودة مشروع القرار الفرنسي كانت حجة للتدخل العسكري”. لفت الى أن “تجربة المحكمة الجنائية الدولية في حل الصراعات لم تنجح كما حصل في ليبيا”.
ولاحظت المندوبة الأميركية سامانتا باور أنه نتيجة للتصويت “لن يصل الشعب السوري الى العدالة اليوم”. وقالت إن “أحفادنا سيسألوننا بعد سنوات من الآن، كيف فشلنا في إحقاق العدالة لأشخاص يعيشون الجحيم على الأرض”. وتحدثت طويلاً عن الشاب الشاهد قصي زكريا، الذي حضر في الجلسة، والذي نجا من الهجوم بالأسلحة الكيميائية في 21 آب 2013، وغيره من “ضحايا آلة القتل لدى نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد وضحايا الهجمات الإرهابية يستحقون اكثر من واقع احصاء المزيد من القتلى”.
وقال نظيرها البريطاني السير مارك ليال غرانت إنه “من المخزي أن روسيا والصين استخدمتا مجدداً حق النقض ضد جهود مجلس الأمن للقيام بتحرك” حول سوريا.
وشبه المندوب السوري بشار الجعفري الدول التي قدمت مشروع القرار بالدكتور جيكل والمستر هايد في رواية الكاتب الإسكوتلندي روبرت ستيفينسون. واعتبر أن هذه الدول تحاول تقمص دور الدكتور جيكل، الشخصية الطيبة، عندما تروج مبادىء نبيلة، بينما هي تمثل في الواقع المستر هايد، الشخصية الشريرة. وطالب مجلس الأمن بمساءلة الحكومة الفرنسية عن جرائمها في حق السوريين وشعوب عدد كبير من الدول التي احتلتها سابقا ونهبت خيراتها. كما طالب الحكومة الفرنسية بالاعتذار العلني عن حقبة الاستعمار وبدفع تعويضات للشعب السوري.
وفي خطوة إضافية للضغط على النظام، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون في تقرير رفع إلى مجلس الأمن، الى درس التحركات الواجب اتخاذها لإلزام الأطراف تنفيذ مطالب المجلس بوصول المساعدات الانسانية التي تشتد الحاجة اليها إلى ملايين السوريين المحاصرين الذين حرموا الحصول على مساعدات طارئة. وقال: “على رغم رغبة المجلس المعبر عنها بشكل واضح وعلى رغم بذل العاملين في الإغاثة أفضل الجهود، فإن القرار 2139 لم يحدث بعد فارقاً ملموساً بالنسبة الى حياة ملايين المحتاجين في سوريا”.
وبعد ثلاثة أشهر من الإجماع النادر للمجلس على القرار 2139 المطالب بإتاحة الوصول السريع والآمن ودون عرقلة للمساعدات بما في ذلك عبر الحدود، قال بان كي-مون إن الوقت حان للمجلس “ليدرس بشكل عاجل الخطوات التي سيتخذها الآن لضمان الامتثال لهذه المطالب”.

سجن حلب يكسر حصاره
فيتو روسي ـ صيني ضد محاكمة دمشق
شكل دخول الجيش السوري إلى سجن حلب المركزي المحاصر منذ نحو عام ونصف العام، وهو الحصار الأطول من جانب الفصائل المسلحة لموقع تابع للجيش السوري، انتصاراً معنوياً واستراتيجياً في مسار معركة حلب، وانقلاباً في موازين القوى على الأرض في المدينة وريفها لمصلحة الجيش الذي وجّه بذلك ضربة قاسية إلى المسلحين بإغلاقه طريق إمداد رئيسي لهم إلى المدينة.
في هذا الوقت، استخدمت روسيا والصين في مجلس الأمن الدولي حق النقض (الفيتو) بوجه مشروع قرار لإحالة سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب «جرائم حرب» من قبل طرفي النزاع.
وتمكنت القوات السورية من فك الحصار الذي فرضه مقاتلون متشدّدون على سجن حلب المركزي لحوالى العام ونصف العام، وذلك قبل حوالى 12 يوماً على الانتخابات الرئاسية. وأنهت بذلك محنة آلاف المساجين، بالإضافة الى حراس السجن الذين استطاعوا صدّ عشرات الهجمات، بعضها انتحاري.
ويمهد هذا التقدم لتطويق كامل مدينة حلب، لا سيما الأحياء التي يسيطر عليها المسلحون، وفرض تسويات على غرار تلك التي أفضت إلى خروج المقاتلين من أحياء حمص القديمة. ويأتي فك الحصار عن السجن بعد سلسلة تقدمات عسكرية للقوات السورية في الأشهر الماضية، لا سيما في ريف دمشق وفي مدينة حمص. كما أنها شنت عملية عسكرية ضخمة في ريف درعا، لاستعادة مواقع وتلال استراتيجية سيطر المسلحون عليها قرب القنيطرة.
وأعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، في بيان، أن «أهمية هذا الإنجاز تأتي لأنه يضيق الخناق على البؤر الإرهابية في الأطراف الشرقية والشمالية الشرقية لمدينة حلب، ويقطع طرق الإمداد التي كانت تستخدمها العصابات الإرهابية في التحرك من الريف الشمالي لحلب باتجاه المدينة، كما يشكّل ضربة قاصمة لتلك العصابات التي كانت تتخذ من الريف الشمالي منطلقاً لاستهداف مدينة حلب وسكانها الآمنين، ويكشف زيف الادعاءات والأكاذيب التي دأبت قنوات الفتنة والتضليل على ترويجها حول السيطرة على سجن حلب المركزي الذي سطّر المدافعون عنه أروع ملاحم البطولة والتضحية والفداء».
وأكدت القيادة «عزمها على مواصلة تنفيذ مهامها الوطنية، وضرب العصابات الإرهابية بيد من حديد وإعادة الأمن والاستقرار إلى مدينة حلب وكل شبر من أرض الوطن». (تفاصيل صفحة 15)
وفي درعا جدّد الطيران الحربي غاراته على مواقع في بلدة الشيخ مسكين، واستهدفت المدفعية الصنمين وبلدة بصرى الشام. وقال ناشطون إن «الجيش ألقى منشورات على نوى وانخل وجاسم تنذر المسلحين بتسليم أنفسهم خلال مهلة أقصاها 10 ساعات قبل بدء الحسم العسكري»، غير أن مصادر معارضة «أكدت رفض المقاتلين للتسوية وإصرارهم على المواجهة».
وعلمت «السفير» أن تسوية عدرا في ريف دمشق وصلت مراحلها الأخيرة، بانتظار إجراءات التنفيذ. ويهدف اتفاق عدرا إلى مبادلة 1500 أسرة تمّ اختطافها من عدرا العمالية اواخر العام الماضي، بـ1500 معتقل للمعارضة. وتمت الصفقة على ما يبدو مع تنظيم «الجبهة الإسلامية» الموجود في دوما. ونشرت شبكات التواصل الاجتماعي المعارضة أمس صوراً لأحد المعتقلين المفرج عنهم، مشيرة إلى أنه من مقاتلي «جيش الإسلام» حيث سلم إلى مجموعة مقاتلة في مخيم الوافدين في ريف دمشق الشرقي، وجرت مبادلته بعائلة من أشخاص عديدين.
مجلس الأمن
واستخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار عُرض في مجلس الأمن الدولي لإحالة سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب «جرائم حرب» من قبل طرفي النزاع.
وهي المرة الرابعة التي يستخدم فيها البلدان حق النقض لوقف مشاريع قرارات غربية. وصوّتت الدول الأعضاء الـ13 الأخرى في المجلس لمصلحة مشروع القرار، فيما نددت قوى غربية بخطوة موسكو وبكين، معتبرة أنها تحمي ليس فقط النظام السوري وإنما «مجموعات إرهابية» من المعارضة.
ومشروع القرار، الذي أعدّته فرنسا، دعمته 60 دولة بينها أعضاء في الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية ودول افريقية عدة. وبما أن سوريا لم توقع معاهدة المحكمة الجنائية الدولية، فسيكون على مجلس الأمن أن يقرر إحالتها على المحكمة لما يرتكب من «جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية» على أراضيها. ويندّد «بالفظاعات التي ترتكبها القوات الحكومية وميليشيات تابعة للحكومة ومسلحي المعارضة أيضاً».
وقال ديبلوماسيون في الأمم المتحدة إن الولايات المتحدة وافقت على دعم مشروع القرار، بعد أن ضمنت حماية إسرائيل من أي محاكمة محتملة أمام المحكمة الجنائية الدولية مرتبطة باحتلالها للجولان السوري.
وقال مندوب كوريا الجنوبية اوه جون، الذي تترأس بلاده المجلس للشهر الحالي، إن «مشروع القرار لم يعتمد بسبب تصويتين سلبيين من عضوين دائمين في المجلس».
واعتبرت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سامنتا باور أنه نتيجة للتصويت «لن يصل الشعب السوري إلى العدالة اليوم». وأضافت أن «أحفادنا سيسألوننا بعد سنوات من الآن، كيف فشلنا في إحقاق العدالة لأشخاص يعيشون الجحيم على الأرض». وتابعت أن «ضحايا آلة القتل لدى نظام (الرئيس بشار) الأسد وضحايا الهجمات الإرهابية يستحقون أكثر من واقع إحصاء المزيد من القتلى».
وقال المندوب البريطاني مارك ليال غرانت «من المخزي أنهما استخدمتا مجدداً حق النقض ضد جهود مجلس الأمن للقيام بتحرك حول انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا».
وأعلن المندوب الروسي فيتالي تشوركين «نرى في هذا القرار محاولة لاستخدام المحكمة الجنائية الدولية لتأجيج المشاعر السياسية، وفي نهاية المطاف للتدخل العسكري الخارجي». وأضاف أن «الرهان تحديداً على تغيير النظام في سوريا بالقوة أضحى السبب الرئيسي لإطالة الأزمة وتقويض مفاوضات جنيف»، مشيراً إلى أن «طرح مشروع آحادي الجانب للتصويت يؤثر على وحدة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن». وتابع «نثق بأن العدالة ستظهر في النهاية. ستتم معاقبة مرتكبي الجرائم الكبرى، ولكن يجب التوصل الى السلام أولاً من اجل حصول هذا الأمر».
من جانبه، دافع نائب المندوب الصيني وانغ مين عن «الفيتو»، موضحاً أن «تسليم الملف السوري للجنائية سيقوض جهود المجتمع الدولي لتسوية الأزمة، ولن يساعد على إيجاد ثقة بين الأطراف المتنازعة».
واعتبر المندوب السوري بشار الجعفري أن مشروع القرار محاولة لتقويض الانتخابات الرئاسية، موضحاً أن السلطات السورية ألفت لجنة للتحقيق في كل الجرائم.
(«السفير»، «سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

هكذا صمد سجن حلب: من أين جاءت الأسطورة؟
علاء حلبي
أسدل الستار أمس عن فصل، ظل لفترة طويلة «محورياً» في حكاية الحرب السورية. بناء قديم صمد لأكثر من عام ونصف العام، وتصدى لعشرات الهجمات، وعاش من فيه أشهراً من الجوع والعطش، فتحول إلى «أسطورة» في سوريا التي تعيش وقائع حرب دامية أزهقت، وما زالت تزهق الأرواح يومياً، فكيف صمد سجن حلب المركزي؟.
مع نهاية العام 2012، تمكن المسلحون من السيطرة على مدرسة المشاة في شمال حلب، وهي كانت تعتبر خط الدفاع الأول أمام هجمات المسلحين الذين يسيطرون على الشمال السوري الممتد إلى تركيا.
هجمات عديدة تعرضت لها المدرسة قبل أن تسقط في كانون الاول العام 2012، تاركة خلفها السجن المركزي المحاذي وحيداً في البقعة التي يسيطر المسلحون على كل محاورها، لتبدأ بعدها حكاية السجن، الذي تحول إلى نقطة رصد لأية تحركات في محيطه، قاطعاً بذلك احد أهم خطوط الإمداد للمسلحين من الحدود التركية إلى مدينة حلب.
إلا أنه ومع مرور الأيام، بدأ المسلحون يضيقون الخناق على السجن، الذي كان يضم حينها نحو 4500 سجين، وعددا كبيرا من الحراس، انضم إليهم بعض الجنود الفارين من مدرسة المشاة.
«لم تمض إلا أسابيع قليلة على سقوط مدرسة المشاة، حتى تمكن المسلحون من السيطرة على مخيم حندرات المواجه للسجن. ضاق الخناق أكثر. قطعت خطوط التواصل بين السجن ومدينة حلب، وأصبح محاصراً من جميع الجهات»، يقول أحد عناصر حماية السجن، خلال حديثه إلى «السفير». ويضيف: «شعرنا حينها بالخطر يقترب، خصوصاً أن مدرسة المشاة سقطت قبل فترة وجيزة»، موضحا: «بدأ الحديث عن تحرك عسكري كبير لإعادة فتح الطريق نحو السجن».
لم تمض فترة وجيزة على سيطرة المسلحين على مخيم حندرات حتى شن الجيش السوري حملة واسعة على المخيم، تمكن خلالها من تثبيت قواعد له في المخيم، وفي مبنى مستشفى الكندي، الذي تعرض لعملية نهب واسعة بعد دخول المسلحين إليه، إلا أن هذه الحال لم تدم طويلاً، ففي نيسان العام 2013 تمكن المسلحون، الذين ينتمون الى «الجبهة الإسلامية» و«جبهة النصرة»، من إعادة السيطرة على مخيم حندرات، ليصبح مبنى مستشفى الكندي محاصراً بدوره، وتقطع كل خطوط الإمداد نحو السجن، ليبدأ بعدها الحصار يشتد تدريجياً، مع انعدام قدرة الحكومة على إيصال المساعدات عبر الطوافات التي كانت تتعرض لمحاولات إسقاط من جهة، وبسبب عدم قدرة عناصر حماية السجن على التحرك في مناطق واسعة لالتقاط المساعدات.
«مع دخول فصل الصيف تدريجياً، بدأ الوقود ينفد. المياه كانت مقطوعة حينها، وكذلك التيار الكهربائي، حيث كنا نعتمد على الوقود لتشغيل مضخات المياه»، يشرح المصدر. ويتابع: «بدأ الغذاء ينفد بدوره، حاله كحال الأدوية التي نفدت، كثير من السجناء كانوا بحاجة إلى الأدوية، بعضهم كان يعاني مرض السكر، وآخرون كانوا يعانون من أمراض القلب، بدا الوضع كارثياً». مع اشتداد الحصار بدأ سجناء يرسلون نداءات استغاثة الى المنظمات الدولية، إلا أن أحداً لم يحرك ساكناً في البداية، حيث فارق بعضهم الحياة بسبب نقص الغذاء والدواء، بالتزامن مع بدء المسلحين هجمات عديدة على السجن بهدف السيطرة عليه.
عشرات الهجمات تعرض لها السجن منذ إطباق الحصار عليه، بعضها كان عن طريق استهدافه بالقذائف الثقيلة، وأخرى عن طريق الهجمات البرية والمفخخات، تسببت بمجملها بسقوط نحو 150 شهيداً، تم دفنهم في باحة السجن الخلفية، التي تحولت إلى مقبرة.
أعنف الهجمات التي تعرض لها السجن كانت بعد سيطرة المسلحين على مبنى مستشفى الكندي نهاية العام 2013، حيث تعرض للاستهداف بالرشاشات الثقيلة، بالتزامن مع هجوم بعربة مفخخة، تسببت بتدمير سور السجن، وغرفة كان يتحصن فيها عناصر حمايته عند مدخله، بالتوازي مع تصعيد إعلامي كبير، وصل في كثير من الأحيان لإعلان وكالات أنباء عدة عن تمكن المسلحين من السيطرة عليه، حتى أن «الائتلاف الوطني» المعارض هنأ، في بيان له في شباط الماضي المسلحين على «إنجازهم بالسيطرة على السجن وتحرير السجناء»، إلا أن الوقائع كانت غير ذلك، فالسجن ظل صامداً.
وعن أسباب صموده، يشرح المصدر أن «طبيعة بناء السجن، الذي بني في ستينيات القرن الماضي، يجعله حصناً منيعاً، فهو مبني من الاسمنت المسلح، يعتمد مبدأ الأجنحة، وكل جناح مفصول عن الجناح الآخر ببوابات حديدية. هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن آلية الدفاع عنه كانت ناجحة، حيث تم توزيع عناصر حمايته بشكل جيد، وتم تحصين جميع الطرق المؤدية إليه من جهة أخرى، الأمر الذي حال دون سقوطه».
ومع وصول الجيش السوري إلى السجن فجر أمس، ضمن العملية العسكرية التي بدأت في تشرين الثاني الماضي، بسيطرة الجيش على مدينة السفيرة، تطوى صفحة السجن الذي أبى أن يسقط، كما تطوى معه معاناة النزلاء الذين عانوا خلال الأشهر الماضية الجوع والعطش والحرمان، رغم محاولات الهلال الأحمر السوري التخفيف عنهم، خلال زياراته السريعة للسجن في أشهر حصاره.
إذا فسجن حلب الآن آمن، الطريق إليه مؤمنة، نزلاؤه باتوا بخير. «تناولنا صباح اليوم (أمس) الفطور مع عناصر الجيش»، يقول أحد عناصر حماية السجن، مضيفا: «طلب من جميع الحراس أن يستعدوا لمغادرة السجن، حيث سيتم استبدالنا بحراس آخرين، وسنزور نحن أسرنا». ويتابع: «كان عاماً طويلاً جداً، أظن أن ابني أصبح شاباً، كم اشتقت له»، يقاطعه عنصر آخر: «كثير من السجناء ينتظرون أيضاً أن يزورهم أقرباؤهم… لقد صمدنا وانتصرنا، سنزور أقرباءنا، ونعود».

جبهة النصرة تعتقل رئيس المخابرات الجوية بحماة في كمين
تنديد دولي بـ’فيتو’ روسي صيني لمنع قرار احالة سوريا للجنائية الدولية
دمشق ـ نيويورك – “القدس العربي” ووكالات من هبة محمد: أسقطت روسيا والصين، أمس الخميس، مشروع قرار يحيل الوضع في سوريا للمحكمة الجنائية الدولية عبر استخدام حق النقض (فيتو)، فيما أعلنت “جبهة النصرة” عن القاء القبض على اللواء انور رحمون رئيس فرع المخابرات الجوية بمدينة حماة، وقتل العشرات من قوات الأسد وأسر 15 آخرين خلال معارك مع المعارضة في ريف حماة.
مشروع القرار، الذي قدّمته فرنسا وعرقله “فيتو” روسيا والصين، يحيل الوضع في سوريا للمحكمة الجنائية الدولية تمهيدا لملاحقة قضائية محتملة عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتكبت خلال الحرب الدائرة هناك منذ أكثر من ثلاثة أعوام.
واستنكرت ممثلة الولايات المتحدة في مجلس الأمن، سامنثا باور، بشدة موقف روسيا والصين أمس في مجلس الأمن، واعتراضهما على صدور مشروع القرار الفرنسي.
وأكدت السفيرة الأمريكية في كلمتها إلى أعضاء المجلس أن “واشنطن ستظل تسعى مع شركائها الدوليين من أجل جميع الأدلة والبراهين على الجرائم التي يرتكبها النظام السوري والجماعات المسلحة المتطرفة في سوريا، ولن ينتقص تصويت اليوم من عزمنا على تحقيق العدالة للضحايا.”
واتهمت سامنثا باور كلا من الدولتين”بحماية نظام الرئيس بشار الأسد والجماعات الإرهابية في سوريا”، وذلك من خلال استخدامهما لحق النقض لمنع صدور مشروع القرار.
وفي السياق نفسه، اتهم ممثل بريطانيا لدى الأمم المتحدة، مارك غرانت، كلاً من روسيا والصين بإعاقة تحقيق العدالة أمس، وذلك من خلال استخدامهما حق النقض لمنع صدور مشروع القرار الفرنسي.
وقال غرانت، في كلمته: “لقد حظي مشروع هذا القرار بموافقة 13 دولة داخل مجلس الأمن وموافقة 65 دولة أخرى، ودعم 100 منظمة دولية وأهلية، ولهذا فإنه يتعيّن على روسيا والصين الآن أن يبررا موقفيهما اليوم أمام الشعب السوري وأمام العالم”.
وكانت “جبهة النصرة” قد أعلنت أن اللواء أنور رحمون اعتقل مع عدد من مرافقيه ومنهم الملازم محمد الحاكم وهو ضابط في فرع المخابرات الجوية، اثناء انتقاله من داخل حماة الى خارج المدينة برفقة الملازم وبسيارة مموهة.
من جهة أخرى، تبنت الجبهة الإسلامية عملية تفجير استهدف خلالها أحد مقرات تنظيم الدولة الاسلامية بقرية غريبة الشرقية في ريف دير الزور الشمالي، أسفر عن مقتل ثمانية من تنظيم الدولة وجرح آخرين.
وذكر محمد الشامي ابو المنذر الناطق باسم مؤسسة الراصد الإعلامية والمسؤول الإعلامي في حركة “أحرار الشام” بدير الزور لـ”القدس العربي” أن مقاتلي الجبهتين سيطروا على قريتي: جنة العلباوي، وعقيربات في البادية. وأضاف ان داعش تسيطر على عدد من النقاط التي تعتبر حساسة فهي تقطع خطوط الامداد للثوار المرابطين في نقاط الاشتباك والجبهات مع نظام الاسد.
فيما قطع داعش طريق دير الزور المدينة مع الريف الشرقي الذي يعتبر خط الإمداد لمدينة دير الزور المحاصرة، وايضا تم قطع طريق مدينة دير الزور مع محافظة الرقة الذي يعتبر خط إسعاف الجرحى الى تركيا. بالإضافة الى خط دير الزور الحسكة. وبهذا تصبح محافظة دير الزور محاصرة بالكامل.
وشهدت مدينة مورك في ريف حماة الشمالي أمس الخميس هجوما واسعا من قبل قوات الأسد التي حاولت اقتحامها إلا أن عناصر المعارضة تصدوا لها بعد اشتباكات عنيفة أسفرت عن تدمير 5 دبابات وآلية عسكرية، إضافة إلى مقتل عشرات من قوات النظام وأسر 15 آخرين، فيما قتل حوالي 12 عنصرا من المعارضة.
على صعيد آخر، تعرضت مدينة كفرزيتا بالريف الشمالي لقصف بالغازات السامة حيث ألقى الطيران المروحي برميلا متفجرا يحتوي على غاز الكلور، ما أدى إلى إصابة 20 شخصا بحالات اختناق، كما طال القصف المروحي قريتي لحايا وزور الحيصة وبلدة اللطامنة.
وفي الريف الغربي استهدفت قوات الأسد قرية الحواش في سهل الغاب بالمدفعية الثقيلة، في حين قامت ميليشيات الشبيحة باقتحام قرية معرزاف واعتقلت عددا من الأهالي.

معارض سوري: الانتخابات الرئاسية ستعمق الانقسام وتزيد “عنجهية” النظام
دمشق- (أ ف ب): أعرب المعارض السوري المقيم في دمشق لؤي حسين في تصريحات لوكالة فرانس برس، عن خشيته من ان تؤدي الانتخابات الرئاسية التي يتوقع ان تبقي الرئيس بشار الاسد في موقعه، الى تعميق الانقسام في البلاد وزيادة “عنجهية” النظام.
وقال حسين “أخشى ان تساهم الانتخابات في ما ألحظه من تغيير لهذا النظام (…) ان يقسم البلاد الى عرقين عرق سوري هو المشارك بالانتخابات، وعرق ارهابي الذي لم يشارك”، في اشارة الى العبارة التي يستخدمها النظام في وصف معارضيه.
ورأى ان ذلك من شأنه ان يؤدي الى “زيادة في عنجهية النظام”، الذي اعتبر انه “استباح مال وحرية ودم وروح” السوريين.
ويرأس حسين “تيار بناء الدولة” وهو جزء من معارضة الداخل المقبولة من النظام. ودعا التيار الاحد السوريين الى مقاطعة الانتخابات المقرر ان تجرى في الثالث من حزيران/ يونيو، ويتوقع ان تبقي الرئيس الاسد لولاية ثالثة من سبع سنوات.
وانتقدت المعارضة والغرب هذه الانتخابات، معتبرة انها “مهزلة” في خضم نزاع أودى باكثر من 162 الف شخص.
وقال حسين “على الدولة تامين الوصول الامن للناخب الى صندوق الاقتراع وليس ان تجعلها مسؤولية الناخب”، معتبرا انه “لا يحق لانتخابات ان تحدث بمن حضر، هذا غير مقبول”.
وكان رئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام دعا الاحد “كل سوري شريف” الى الادلاء بصوته في الانتخابات، معتبرا من يتخلف عن ذلك “مستقيلا” من دوره الوطني.
وادى النزاع الى لجوء نحو ثلاثة ملايين شخص إلى خارج البلاد. واعلنت دمشق ان الانتخابات ستقام في سفاراتها في 28 ايار/ مايو الا انه لن يحق لمن غادر البلاد “بطريقة غير شرعية”، الادلاء بصوته حيث يقيم.
وانتقد حسين هذا المنع قائلا “من حق السوري سواء خرج من البلاد بطريقة شرعية ام غير شرعية الانتخاب. طالما انه يحمل الهوية السورية، فهو يحق له الانتخاب ولو على سطح القمر”.
وكان التيار قال ان دعوته الى المقاطعة تأتي “تضامنا مع اكثر من نصف السوريين الذين لا يمكنهم المشاركة في هذه الانتخابات”.

الجربا يدين ‘الفيتو’ الروسي الصيني ضد إحالة الملف السوري إلى الجنائية الدولية
علاء وليد- الأناضول: أدان أحمد الجربا رئيس الائتلاف السوري المعارض الجمعة، استخدام كل من روسيا والصين لحق النقض “الفيتو” ضد صدور قرار في مجلس الأمن الدولي يقضي بإحالة الملف السوري إلى محكمة الجنايات الدولية.
وفي بيان أصدره، ووصل (الأناضول) نسخة منه، قال الجربا إن تعطيل روسيا والصين مشروع القرار الفرنسي في مجلس الأمن لإحالة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها نظام الأسد في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية، يعد “نقضاً للعدالة، ويعطي النظام المجرم والمتطرفين رخصة للقتل”.
وطالب الجربا باسم الائتلاف كل من روسيا والصين بوقف دعمهما لنظام الأسد وتعطيل الجهود الدولية الرامية لإحلال العدالة في سوريا، مشيداً بالجهود التي قامت بها فرنسا في تقديم مشروع القرار، إضافة إلى أعضاء مجلس الأمن والدول التي دعمته.
وأسقطت روسيا والصين الخميس، عبر استخدامهما حق النقض (الفيتو)، مشروع قرار طرحته فرنسا في 12 مايو/ أيار الجاري، وحظي بدعم 65 دولة، يحيل الوضع في سوريا للمحكمة الجنائية الدولية.
ووفق مراسل “الأناضول”، فإن مشروع القرار، الذي قدّمته فرنسا وعرقله “الفيتو”، كان يحيل الوضع في سوريا للمحكمة الجنائية الدولية تمهيدًا لملاحقة قضائية محتملة للمسؤولين عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتكبت خلال الحرب الدائرة هناك منذ أكثر من 3 أعوام.
ويعد استخدام (الفيتو) الروسي الصيني، رابع مرة تمنع فيها الدولتين، إقرار تحرك من جانب مجلس الأمن إزاء سوريا خلال الأزمة فيها التي دخلت عامها الرابع.

مذكرتا تبليغ سوريتان من محكمة اللاذقية بحق جنبلاط وخشّان… وريفي يتجه لردّهما
بيروت – ‘القدس العربي’- من سعد الياس: افادت معلومات ان الخارجية اللبنانية تلقت، عبر السفارة السورية، مذكرتي تبليغ صادرتين من محكمة الجزاء في اللاذقية بحق رئيس جبهة النضال النائب وليد جنبلاط والاعلامي في صحيفة المستقبل فارس خشان ‘بتهمة النيل من هيبة الدولة السورية’.
وأفيد ان القضية ‘ضد جنبلاط وخشّان تختلف عن قضية أخرى سيقت بحقهما وحق النائب مروان حمادة، في أواخر العام 2005 وأقيمت أمام محاكم دمشق، على اعتبار أن هذه القضية أسقطت الملاحقة فيها’.
وذكر وزير العدل أشرف ريفي في حديث صحافي ‘ان السفارة السورية هي التي سلّمت المذكرتين في حق جنبلاط وخشان الى الخارجية اللبنانية التي ارسلتهما بدورها الى وزارة العدل’. واضاف: ‘استغرب هاتين المذكرتين وخصوصاً وأن العفو الذي أصدره النظام السوري في 2013 يشمل هذه التهم وأتجه لردهما’.
من جهته، قال وزير الخارجية جبران باسيل إن ‘لا علم لي بهاتين المذكرتين بحق جنبلاط وخشان’.

جهادي هولندي اعد عملية سطو لتمويل الحرب في سوريا
لاهاي – أ ف ب: اعلنت النيابة العامة الهولندية الاربعاء ان اسلاميا متطرفا هولنديا يبلغ من العمر 21 عاما قاتل في سوريا اعتقل في هولندا وهو يعد لعملية سطو من اجل تمويل المعارضة السورية.
وقال المصدر ان الشاب ‘وبعد عودته بحث عن وسيلة لجمع مبلغ كبير من الاموال للمساهمة في الحرب بسوريا’.
وقد اعتقل في 15 ايار/مايو عندما كان متوجها الى مرفأ شيفينينجن بضاحية لاهاي حيث كان من المقرر ان تتم عملية السطو. وكان يحمل ثلاثة اسلحة بينها بندقية من نوع ‘شوتغان’.
وقالت المحكمة ان الشاب اتهم بـ’الاعداد لارتكاب جريمة ارهابية وانتهك قانون الاسلحة والذخائر’ مضيفة انه ‘كان يريد استعمال المال المسروق لتمويل الجهاد العالمي’.
وقال متحدث باسم المحكمة انه ‘كان يريد جمع المال من اجل الحرب في سوريا’.
ومثل المتهم الاربعاء امام قاض وقد مدد ايقافه لمدة اسبوعين.

روسيا والصين تستخدمان الفيتو ضد قرار يحيل سوريا للمحكمة الجنائية الدولية
عبد الحميد صيام
الامم المتحدة – ‘القدس العربي’ كما كان متوقعا إستخدم كل من الاتحاد الروسي والصين الفيتو ضد مشروع القرار الفرنسي والذي، فيما لو اعتمد، لتم تحويل ملف جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية الى المحكمة الجنائية الدولية سواء ارتكبت على أيدي النظام أو المعارضة. وقد صوت لصالح القرار 13 دولة بما فيها الولايات المتحدة الدولة التي لم تنضم إلى نظام روما الأساسي لعام 1998 ولكنها اشترطت على الوفد الفرنسي معارضة أية محاولة لمناقشة احتلال إسرائيل للأراضي العربية المحتلة بما فيها الجولان السوري على أنها جرائم حرب.
وقد بلغ عدد الدول التي انضمت لقائمة الدول المتبنية للقرار65 دولة وكانت سويسرا قد بدأت هذه الحملة قبل تسعة أشهر ثم عملت على جمع أكبر عدد ممكن من الدول الأعضاء والتي على استعدد لتبني فكرة تحويل مجرمي الحرب في سوريا الى المحكمة الجنائية الدولية.
وقد هاجم الممثل الدائم لسوريا بشار الجعفري مشروع القرار الفرنسي واعتبره منحازا ويهدف إلى تقويض فرصة للتسوية السياسية من خلال عملية سياسية يديرها السوريون أنفسهم كما نصت قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وبدل أن تعمل فرنسا لحفظ السلام والأمن الدوليين والتي من المفترض ان تتحمل جزءا من المسؤولية بصفتها عضوا دائماً في مجلس الأمن إلا أنها ما زالت تدعو إلى تدخل عسكري في سوريا كما صرح بذلك وزير الخارجية الفرنسي الذي عبر مؤخراً عن أسفه لتراجع الولايات المتحدة عن شن عدوان على سوريا.
وأضاف إن استبعاد المرتزقة والإرهابيين من مشروع القرار يشير إلى الطبيعة السياسية لمشروع القرار.
من جهتها هاجمت سامانثا باور الممثلة الدائمة للولايات المتحدة بشدة استخدام روسيا والصين الفيتو المزدوج وقالت إن هذا التصويت لا يحمي نظام الأسد فقط بل كافة الإرهابيين كذلك في كل مكان. وراحت تعدد روايات شهود عيان حضر بعضهم الجلسة ممن عاش مجزرة استخدام السلاح الكيميائي في الغوية الشرقية في 21 آب/أغسطس السنة الماضية.
وقالت ان التصويت قد وجه رسالة خاطئة للقتلة والإرهابيين من كل الطوائف وكل الأديان وكل الأعراق. وتساءلت لماذا يكون موقفنا موحدا عندما يتعلق بمجرمي الحرب في رواندا ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى والكونغو وسيراليون ودارفور والبوسنة وعندما يتعلق الامر بجرائم اكثر بشاعة في سوريا ينقسم المجلس وتتم حماية مرتكبي تلك الجرائم في سوريا. وأعلنت الممثلة الدائمة للكسمبيرغ ان انقسام مجلس الامن حول الأزمة السورية شئ مؤسف وأدى إلى زيادة معاناة الشعب السوري، وقالت إن بلادها تؤيد مشروع القرار ألذي تقدمت به فرنسا والذي يطالب الدول الخمس دائمة العضوية بعدم استخدام الفيتو في حالات الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية
فيتالي شوركين الممثل الدائم لروسيا قال: نحن نفهم دوافع كثير من الدول في تأييد مشروع القرار ولكننا لا نفهم موقف فرنسا التي تعرف سلفا مصير هذا المشروع والذي ينقصه وحدة الدول الخمس دائمة العضوية أتريد فرنسا ان تخلق المبرر للعودة الى الحل العسكري في المسألة السورية كما صرح وزير خارجيتها مؤخراً عندما عبر عن أسفه لعدم قيام الولايات المتحدة بعمل عسكري ضد سوريا.
واضاف: ان استقالة الابراهيمي كانت فرصة للدول الخمس ان تفكر مليا في الحل وقد وضعنا مشروع قرار لتعزيز الاتفاقيات المحلية كما جرى في حمص. وماذا عن الجبهة الاسلامية التي تدخل الإرهابيين من الحدود. رئيس الائتلاف السوري أحمد جربا الذي لم يأتِ الى جنيف للبحث عن حل سلمي بل يطوف الدنيا للبحث عن سلاح وقد ابعد أحمد الخطيب من قبله لانه طالب بفتح حوار مع النظام. ما زلنا نعتقد ان بيان جنيف -1 هو الأساس للحل السياسي.
أما المندوب الصيني فقال انه ‘لأكثر من ثلاث سنوات والمعاناة التي يعيشها الشعب السوري في ازدياد’ مؤكدا ان ‘الصين تعارض أي جرائم ضد الانسانية ونحن لسنا عضوا في المحكمة وعلى المجلس أن يحترم سيادة الدول ونظمها القضائية’.
واضاف ‘الصين تؤمن بان تحويل الملف الى المحكمة الجنائية الدولية سيصعد من المعاناة لدى السوريين، ومن جهة فعلى المجموعة الدولية في ظل أزمة سياسية كبيرة ان تبحث عن وسيلة لعقد جولة ثالثة في جنيف للبحث عن حل سياسي بدل تحويل الملف للمحكمة لا يخدم العودة الى المفاوضات’، واضاف ‘لقد شهد مجلس الأمن وحدة في التعامل مع الملف السوري مؤخراً ولكن عندما يكون هناك خلاف فالمفروض ان تستمر المشاورات الى ان تتم الوحدة بين أعضاء المجلس′.
كما رفض المندوب الصيني التهم التي وجهتها الدول الثلاث امريكا وفرنسا وبريطانيا ضد بلاده.
كما شن بشار الجعفري هجوما قاسيا على فرنسا وطلب منها ان تعتذر لبلاده وتدفع تعويضات للشعب السوري على الجرائم آلتي ارتكبتها ضده. وقال ‘منذ اتفاقية سايكس بيكو عام 1916 وفرنسا تحاول ان تلعب دورا إمبرياليا في المنطقة ولا ننسى ان فرنسا هي التي اقتطعت لواء الإسكندرونة من سوريا ومنحته لتركيا كما ساعدت إسرائيل في تحويلها الى دولية إرهاب نووية’.
وقال ‘ان هذا المشروع يحاول ان يخلط الأوراق وبلادي مقبلة على انتخابات رئاسية’. وقال ‘ان الذين يجب ان يقدموا للمحاكمة هي تلك الدول التي تبنت الإرهابيين وتسليحهم وزجهم في بلادي لارتكاب جرائم ارهابية’.

‘داعش’ تعتقل نساء مقاتلات من حزب العمال الكردستاني في عملية التفاف في ريف حلب الشرقي
محمد اقبال بلو
غازي عنتاب ـ ‘القدس العربيب نفذت دولة العراق والشام (داعش) عملية التفاف خاطفة في منطقتي ‘الجعدة’ و’خروص’ في عين العرب بريف حلب الشرقي، حيث تمكنت عناصر التنظيم من قتل عدد من مقاتلي الحزب الكردي ‘بي كي كي’، كما استولوا على عدة أسلحة وذخائر ومبالغ مالية.
كما وردت أنباء لـ’القدس العربي’ أكدت قيام جنود تنظيم الدولة بأسر عدد من المقاتلين الأكراد بينهم نساء متطوعات للقتال في صفوف الحزب الكردي.
ومن المعروف لأهالي المنطقة أن هناك توزعا غير رسمي للقوتين المسيطرتين على القرى والبلدات التابعة لعين العرب (كوباني)، يتضمن سيطرة عناصر تنظيم دولة العراق والشام على البلدات والقرى العربية في المنطقة واتخاذها كمقرات للتنظيم، بينما تتمركز قوات الحزب الكردي ‘بي كي كي’ في القرى والبلدات الكردية وفي كوباني ذاتها.
وما حدث يوم أمس من اشتباكات جراء عملية الالتفاف التي قام بها تنظيم الدولة كان بالقرب من الجعدة وخروص واللتين تعتبران من القرى العربية ويتمركز فيهما الحزب الكردي، وحسب ناشطين أن الاشتباكات وقعت في مناطق خارج البلدتين.
وتدور معارك عنيفة بين الطرفين بشكل مستمر في صراع دام للسيطرة على مناطق يعتبرها الحزب الكردي مناطق نفوذه وحمايته بينما يجدها تنظيم الدولة مواقع مناسبة لتمركز قواته لاسيما أنها تخلو من قوات ‘الجيش الحر’ وتتصف قراها بقلة عدد السكان وضعفهم أمام التنظيم المدجج بالسلاح هذا بالنسبة للبلدات العربية.
وأكد الناشطون أن قوات تنظيم الدولة انسحبت من البلدتين فور إتمام عمليتها التي أوقعت خلالها خسائر كبيرة في صفوف الحزب الكردي وأسرت بعض مقاتليه ومقاتلاته.
كما نفى بعض الناشطين الكرد أسر مقاتلات من تنظيم ‘بي كي كي’ الكردي من قبل تنظيم دولة العراق والشام، وقالوا أن من قام التنظيم بأسرهن هن نساء مدنيات ولم يحملن السلاح، وتصادف وجودهن في المنطقة لدى بدء المعارك وخاصة أن ما حدث هو عملية التفاف مفاجئة.
وقال الناشط هوار جميل شيخو لـ ‘القدس العربي’: ‘إنها واحدة من الجرائم التي يرتكبها التنظيم بحقنا كأكراد، صحيح أن هناك معارك تدور بين بعض الأحزاب الكردية وتنظيم داعش، إلا أن ما تخوضه هذه القوى التابعة للأحزاب الكردية من معارك ليس إلا دفاعاً عن الأرض والعرض ضد هؤلاء المجرمين، وحرب القوى الكردية معهم لا تختلف كثيراً عن حرب الكثير من الفصائل العسكرية في سوريا فالكل اكتشف حقيقة نوايا تنظيم داعش الإرهابي’
ويضيف هوار: ‘لم يأسر التنظيم أي مقاتل أو مقاتلة، بل ما حدث هو وقوع قتلى من الطرفين، وهذا أمر طبيعي في كل معركة بين طرفين مسلحين، أما عن الأسر فقلما يحدث خلال معارك كهذه، لاسيما أن الطرفين يحملان مواقف صلبة، فتنظيم داعش يقاتل لأجل مشروعه، والقوى الكردية تقاتل لأجل هدف سام وهو المحافظة على مناطقها وحماية مواطنيها’.
لكن ناشطون عربا من تلك المناطق أكدوا أن هذا الأمر وارد الحدوث، ولم يحدث لأول مرة أن يأسر تنظيم دولة العراق والشام مقاتلات كرديات، وحسب الناشط الإعلامي عدنان الحسين فإن التنظيم اعتقل منذ قرابة شهر واحد أربع نساء مقاتلات في صفوف حزب ‘بي كي كي’ الكردي أثناء اقتحامه لموقع استراتيجي يدعى (تلة الطيارة)، ويعلم كل أبناء المنطقة أن عناصر التنظيم قاموا بقتل النسوة الأربعة بعد أسرهن خلال المعارك.
وأضاف الحسين: ‘تحدث معارك كثيرة بين الطرفين وبشكل مستمر في المناطق المحيطة بعين العرب (كوباني) ويسقط خلالها العشرات من القتلى في صفوف الطرفين بشكل شبه يومي، ضمن صراع دام من أجل بسط النفوذ في المنطقة
يذكر أن تنظيم دولة العراق والشام يحاصر عين العرب منذ أكثر من ستة شهور، وذلك بعد تصريحات وردت من قبل ‘ريدور خليل’ الناطق الرسمي لوحدات الحماية الشعبية أعلن فيها عن بدء الصراع مع تنظيم داعش بشكل رسمي.

مخيم ‘الأزرق’ مدينة أشباح و’الزعتري’ مدينة فوضى وكل لاجىء يحمل معه كابوسه الحقيقي
إبراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’: في افتتاحية صحيفة ‘الغارديان’ عن الخطوة التي ناقشتها الأمم المتحدة يوم أمس حول تقديم طرفي الصراع في سوريا لمحكمة جرائم الحرب الدولية، قالت إنها تمنح أملا للذين فقدوا أعزاء عليهم، وفقدوا بيوتهم ومصادر معيشتهم.
وقالت الصحيفة إن سجلات المذابح والإنتهاكات في سوريا حاضرة منذ بداية النزاع، طويلة ووحشية: فهي تشتمل على أفلام فيديو، يوتيوب وتقارير مكتوبة هربت أو أرسلت عبر البريد الإلكتروني أو تم الاخبار عنها بالهاتف، وكلها تحدثت بتفاصيل عن إطلاق الرصاص، وتعذيب السجناء وقتل وانتهاك المدنيين، وحملات الإعتقال والإعدامات والقصف الروتيني لمناطق المدنيين بدون أن يكون هناك مبرر عسكري لها.
كما أن اكتشاف أدلة قوية ولكنها ليست قاطعة عن التعذيب والقتل الممنهج لـ 11 ألف سجين في سجون الحكومة يعتبر أسوأ مثال عن هذه الجرائم وقد اكتشف خلال الأشهر الماضية، ‘ولسوء الحظ هناك الكثير مثلها أو تساويها في الفظاعة’ وقد تم جمع هذه المواد وتصنيفها وفحصها من قبل منظمات خارج وداخل سوريا تحاول جمع تاريخ للإنتهاكات في سوريا قد يؤدي واحد منها في المستقبل لتوجيه اتهامات لمن قاموا بارتكابها من طرفي الصراع، ومن أدنى لأعلى مسؤول.
وسواء كانت هذه الأدلة متحيزة أو ذات طابع حزبي فهذه التقارير المروعة، تبقي على فكرة تحقيق العدالة في يوم ما حية، وهناك أدلة يمكن أن تؤدي لتحقيقها.
توثيق المذابح
وتشير الصحيفة في هذا السياق للجلسة التي عقدها مجلس الأمن يوم أمس الاول لمناقشة المشروع الذي تقدمت به فرنسا ووافقت عليه 58 دولة لإحالة الوضع في سوريا إلى محكمة جرائم الحرب الدولية. وتقول ‘نظريا يجب الترحيب بالقرار لأنه يعطي المحكمة مهمة الإحتفاظ بسجل الإنتهاكات ويقوم بفصل الحقائق عن المزاعم، ويصفي المواد ذات الطابع الدعائي التي تهدف للتضليل، وتقوم بالتحضير لملف قضائي ضد المسؤولين عن ارتكاب الجرائم حتى ولو لم تقم المحكمة بإصدار قرار يدين ويطالب بملاحقة أشخاص. وتعرف الصحيفة مقدما الموقف الروسي الذي سيقوم بالتصويت ضد المشروع، خاصة أن روسيا أظهرت موقفا معارضا وعدائيا في الأمم المتحدة ضد أي مشروع قرار ضد سوريا. وتضيف أن موسكو على ما يبدو نسيت مقولة القانوني والدبلوماسي السوفيتي أندريه فيشنسكي، والذي كان محقا عندما قال ‘يجب استخدام القانون الجنائي للدفاع عن السلام، ويجب تحشيده ضد الحرب وضد من يحرضون عليها’.
وفي الوقت نفسه فالولايات المتحدة نفسها ليست مبرأة خاصة أنها رفضت المصادقة على المعاهدة التي أقرت إنشاء محكمة جرائم الحرب، فحقيقة عدم مشاركة الولايات المتحدة قد أضعفت المحكمة رغم الدعم الذي تبديه واشنطن لها.
ورغم كل هذه المعوقات فمحاولة إشراك المحكمة الدولية في المسألة السورية يستحق الدعم. فهي تذكر العالم بالجرائم التي ارتكبت ولا تزال ترتكب وتحولت وصمة عار على جبين من قام بها. وتقدم في الوقت نفسه أملا وإن كان قليلا في هذه المرحلة أنه يمكن تحقيق العدل لمن فقدوا أهاليهم وبيوتهم وحياتهم. وفي الوقت نفسه تؤكد على المبدأ الذي قامت من أجله، سواء المحاكم بشأن يوغسلافيا أو رواندا وهو نهاية الحصانة من الملاحقة عن أي كان. فالمذنب لا يمكنه الإختباء وراء الحدود الوطنية وستتم ملاحقته دوليا.
وتشير الى أمير الحرب الصربي راتكو ميلاديتش الذي بدأ محامي الدفاع جلسته هذا الإسبوع قائلا إن لديه سببا لكي يفهم التغير الذي لم يفهمه عندما كان يتبختر خلال حقول الموت في البوسنة، وقد يرشح مفهوم مثل هذا ويصل للاعبين في الأزمة السورية.
حل سياسي
وأكدت الصحيفة على أهمية أن يترافق عمل المؤسسة الدولية هذه مع محاولات البحث عن حل سلمي للحرب في سوريا خاصة أن الجماعات التي تلقى دعما من الولايات المتحدة وتركيا والسعودية وقطر والدول الأوروبية تخسر فيما يحقق جانب الحكومة السورية بمساعدة من اصدقائها الكثر إنجازات، وقد يكون انتصارها ليس كاملا ولكنها قد تحاول في مرحلة ما توحيد سوريا مرة أخرى. وتعتقد الصحيفة أنه من الناحية الأخلاقية على الدول الغربية طرح سؤال على نفسها ـ هل إطالة أمد الحرب التي تقتل الناس كل يوم، في الوقت الذي لا نتوقع فيه انتصار الطرف الذي ندعمه، او علينا أن نقدم دعما كافيا كي يدافع هذا الطرف عن نفسه مما يعطيه نوعا من التميز ويسمح له بالمناورة التي قد تنهي الحرب عاجلا أم آجلا، وهما سؤالان صعبان يحتاجان لجواب بشكل عاجل، لان المعاناة السورية مستمرة واللاجئون لم يتوقفوا عن الوصول لدول الجوار وفي هذا السياق نشرت الصحيفة نفسها تقريرا لنيل غيمان، وهو كاتب بريطاني ومؤلف قصص قصيرة وروايات وكتب مصورة والذي زار مخيمين للاجئين تشرف عليهما المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة في الأردن واستمع فيها لقصص عن الموت والمعاناة في سوريا.
في الازرق
في مخيم الأزرق الذي افتتح قبل اسبوعين التقى غيمان مع أبو هاني الذي بدا متعبا وجالسا لا يتكلم الإ قليلا، حيث كانت زوجته يالدا تتحدث أكثر منه. وكان الزوجان يتحدثان في مكان سكنهما الجديد وسط الصحراء الحامية عن سبب رحيلهاعن بلدهما، فقد كان أبو هاني يملك متجرا صغيرا، لكن ‘المسؤولين’ الذين يديرون البلدة التي جاء منها قاموا بمداهمته وعاثوا فسادا فيه ومزجوا المواد الغذائية بمواد الغسيل، وأخذوا كل ما في المحل، وعندما أنفق كل ما يملكه وأعاد فتح المحل من جديد قاموا بإغلاقه بشكل دائم.
ويتحدث أبو هاني عن القتل في بلدته، حيأ إن الصحف المحلية مليئة بصور الجثث التي كان يعثر عليها ويطلب من الناس التعرف عليها، ومرة تعرف على واحد من أبناء عمومته الذي تشوه رأسه، ولم يبق من أقاربه أو أقارب زوجته أحدا. فقد كان شقيقان وابن عم ليالدا في طريقهم لإرسال وحدات من الدم لابن أخ لهم عندما أوقفوا على الحواجز وتم التحقيق معهم حول الدم الذي قالوا إنه لولد صغير تجرى له عملية في القلب. ولم يصل الثلاثة المستشفى ولم يظهر له أثر بعد ذلك.
وقالت يالدا إن أمها فقدت عقلها وهي تذهب من مركز شرطة لآخر ومن مستشفى لثان حتي ‘زهقت’ الشرطة منها وكتبوا ‘كلمة ناقص’ إلى جانب أسمائهم حتى يمنعوها من القدوم لمركز الشرطة.
وحاول أبو هاني عبور الحدود مع الأردن بدون أن يرشي الضابط على حاجز الجيش في الطرف الأخر، ومن ثم أخذ أبو هاني لمكتب حيث قام جنود بتوجيه لكمات له، وضربه والقفز عليه أمام زوجته وأولاده وصودرت كل أمواله، وترك نقطة التفتيش معدما من المال ووجهه وثيابه ملوثة بالدم.
وتقول يالدا إنهم كانوا ‘يصحون في الصباح ويشعرون بالسعادة لأنهم لا يزالون على قيد الحياة، وكانوا ينامون في الليل وهم يعرفون أنهم قد لا يصحون، فهناك عدة طرق للموت في سوريا’، فمن لا يموت بالقصف، يموت بالسجن او يختفي او يتعرض للإغتيال كما تقول يالدا. ولأن أبو هاني تعلم الدرس، فقد اقترض مالا من صديق له، وذهب لنقطة التفتيش حيث رشى الضابط الذي رحب به وسمح له بالمرور ووصل الحدود الأردنية.
وتقول يالدا ‘شعرت بالخوف من الجيش الأردني لأن زيهم العسكري ذكرني بزي الجيش السوري، لكنهم رحبوا بنا وساعدونا وابتسموا لنا’، وقدم لهم الجيش ماء وبسكويتا من مفوضية اللاجئين ‘وعندما وصلت المخيم شعرت كالطفل الذي استقبلته أمه’، مع أن مخيم الازرق ليس مكانا مريحا ‘فهو بلدة أشباح افتتح في نهاية نيسان/ أبريل واستقبل حتى الآن 4.000 شخص ولكنه مصمم لاستيعاب 130.000 شخص .
ويبدو أقل مكان في العالم يشعرك بالترحاب، فالإشارة الوحيدة إلى الحياة فيه أو اللون أو التفرد هو الغسيل المنشور والذي يرفرف بين البنايات- الأكواخ الحديدية البيضاء’. ويعمل أبو هاني وزوجته الآن في المخيم فهي ترحب بالقادمين الجدد اما هو فيعمل حمالا، ويريدان العمل وتوفير ما يكفي لشراء سماعات جديدة عوضا عن التي كسرت لأبنين من أبنائهما الأربعة اللذين يعانيان من الصمم. والأب والأم خائفان أنه بدون سماعة فقد تنسى ابنتهما البالغ عمرها 5 أعوام الكلمات التي تعلمتها. ويشير الكاتب إلى مشاكل المخيم وتأخر وصول المياه خاصة أن الأردن يعتبر رابع دولة في العالم يعاني نقصا من المياه وكل نقطة ماء تصل للمخيم تأتي من خارجه.
الأردن
مشيرا الى الكابوس الذي جلبته الأزمة السورية، حيث خلقت مثل بقية الحروب لاجئين، تركوا بيوتهم. فقد غادر أكثر من 2.5 مليون شخص بلدهم سوريا منهم 600 الف يعيشون في الأردن، ويمثل السوريون الآن نسبة 10 ‘ من عدد السكان في الأردن- 6 ملايين نسمة.
ويقول الكاتب إن الاردنيين استقبلوا السوريين ورحبوا بهم. وجاء السوريون للأردن نظرا للتشارك في اللغة والثقافة ولوجود أقارب لهم يعيشون أو يعملون في الأردن ولأن هذا البلد استقبل تاريخيا لاجئين- فلسطينيين وكويتيين وعراقيين. ويقول غيمان إن مفوضية الأمم المتحدة لا تحب المخيمات لأن الأموال التي تنفق على إنشاء البنى التحتية يمكن أن تنفق في مشاريع أخرى لمساعدة اللاجئين، وبسبب الإزدحام الذي سببته حركة اللاجئين وعدم توقف قدومهم اليومي فقد قررت فتح مخيم الزعتري الذي صمم لاستقبال 5.000 شخص ولكنه توسع وبلغ عدد سكانه 100.000 نسمة.
الزعتري
ويقول إنه تخيل قبل مجيئه للأردن شكل المخيم الذي سيكون صفوف خيام مقامة على ارض مغبرة نظرا لجفاف الأردن، لكنه لم يتخيل مخيمات تتحول لمدن. ففي الوقت الذي يعتبر الأزرق ‘مدينة أشباح’ فالزعتري ‘مدينة فوضوية’ مغبرة، حيث تنتشر فيها الخيام والبيوت التي تشبه الحاويات والتي ترتفع حولها الأسلاك الكهربائية التي يقوم من خلالها السكان بسرقة الكهرباء للإضاءة ولشحن أجهزة المحمول، وقد سلم ‘عمدة هذه المدينة’ ممثل مفوضية اللاجئين كيليان كلينزشميدت بدفع فاتورة شهرية بقيمة 50 ألف دولار وبدأ الآن ببناء أعمدة كهربائية كي تسمح للسكان الحصول على كهرباء بطريقة شرعية. وما يميز البيوت في الزعتري أنه يمكن تحريكها ونقلها على عجلات حيث تنقل من مكان لآخر. ويكتب غيمان أنه والفريق الذي ذهب معه راقبوا كيف يقوم الناس في مخيم الزعتري ببناء حياة عادية، ‘وهناك محلات حيث تناولنا أحسن بقلاوة التي تعمل من حاوية حولها صاحبها إلى فرن ومعمل للحلويات.
ويرى غيمان أن سؤال اللاجئين عمن ضرب بيوتهم أو أجبرهم على الرحيل، ومن قطع رؤوس أقاربهم، ومن قتل عائلاتهم وكيف وصلوا للحدود الأردنية يفقد معناه، فالجواب عادة لا نعرف، وكما تقول يالدا التي تقيم في مخيم الأزرق: هناك الكثيرون. وقصص القتل وذكريات الهروب، والمصاعب التي يواجهها السكان في المخيم لا تنتهي، فهناك امراة تحدثت عن المرأة التي تسقط الجنين في الأشهر الأولى من الحمل، حيث حاولت هي وزوجها أكثر من مرة، وتعب الرجل على ما يبدو وتركها ليتزوج امرأة أخرى تنجب له أطفالا.
رغم كل هذا فحفلات الزفاف لا تنتهي في المخيم وهناك من يؤجر فستان الزفاف. ولكن ‘كل شخص تحدثت إليه في المخيم يعاني كابوسا: فقد ظلوا في سوريا وعانوا من جحيم الحرب حتى لم يعد باستطاعتهم التحمل، وقرروا بعد ذلك الرحيل والوصول للحدود والرحلة نفسها هي مسيرة عبر الجحيم ويعرضون حياتهم للخطر لو استطاعوا الوصول للحدود فكل ما حصل لهم ينسى لأنهم نجوا ‘أنظر لمخيم الأزرق الذي يتسع لـ 12.000 شخص، كلهم سيأتون ومعظمهم خاطر بحياته للوصول وأنا أعرف أنهم يحملون معهم 126.000 كابوسا’.
بشر مثلنا
ويقول غيمان ‘لاحظت أنني توقفت عن الحديث عن الإنقسام السياسي، ومقاتلي الحرية أو الإرهابيين، الديكتاتوريين أو الجيوش، وكل ما أفكر به هو هشاشة الحضارة، وحياة اللاجئين التي يعيشونها هي حياتنا، فقد كانوا يملكون محلات صغيرة وورشات لتصليح السيارات، وعملوا في مزارعهم أو كانوا يملكون المصانع وكان بعضهم يعمل في شركات التأمين، ولم يكن أحد منهم يفكر أنه يوما سيفر بحياته تاركا كل شيء لأنه لم يبق لهم شيء يعودون إليه، يتم تهريبهم عبر الحدود أو يمشون مارين بالجثث المشوهة والمقطعة أوصالها لأشخاص حاولوا القيام بنفس الرحلة لكنهم وقعوا في الفخ أو تعرضوا للخيانة’.
ويضيف ‘اواصل المشي والحديث مع اللاجئين، للناس الذين يديرون المخيم أو يقدمون الرعاية لسكانه، وبعد ذلك رافقت أيمن وهو ممرض سوري يعمل متطوعا ويقوم بزيارات، حيث يقوم بتغيير غيارات جروح الشباب الذين طارت أرجلهم بفعل الألغام، وعن فتاة عمرها 11 عاما فقدت فكها نتيجة لقذيفة هاون قتلت والدها، وعندها شعرت أنني لم أعد افكر بطريقة منطقية، وكل ما أردت فعله هو البكاء، ربما كنت حساسا لكن سام المصور يبكي هو الآخر’.

النظام السوري يفك حصار سجن حلب المركزي ويوشك على حصار حلب’
وائل عادل
حلب ‘القدس العربي’ تمكنت القوات الحكومية فجر أمس من الدخول للسجن المركزي المحاصر منذ سنة و ثلاثة اشهر، و أكدت مصادر ميدانية أن دبابات و مدرعات تابعة للقوات الحكومية دخلت السجن صباح أمس الخميس.
و أعرب السجناء المعارضون والإسلاميون عن تخوفهم من تنفيذ حملة إعدامات بحقهم من قبل قوات النظام فأعطوا اسماءهم لجمعيات حقوق الإنسان كي لا تقوم القوات الحكومية بإعدامهم و ادعاء تبعيتهم لـ ‘جبهة النصرة’.
وبهذا التقدم لقوات النظام تكون كل مداخل مدينة حلب وقعت تحت سيطرة النظام ما عدا طريق الكاستيلو وهو الوحيد الذي يربط ريف حلب المدينة مع ريفها الشمالي، وحتى هذا الطريق تم رصده من قبل قوات النظام هذا منذ فترة ويتم استهدافه من حين لاخر من تلة الشيخ يوسف ومواقع اخرى تشرف عليه كما يقول قيادي عسكري في ‘جيش المجاهدين’ لـ ‘القدس العربي’.
و شن الناشطون حملة انتقادات لاذعة لـ ‘غرفة عمليات أهل الشام ‘ التي تقوم بعملية الدفاع عن السجن و الشيخ نجار، و التي استنفدت كل الطاقات و الذخائر دون فائدة استراتيجية و تحققت المخاوف التي حصلت أمس من اقتراب القوات الحكومية من طريق كاستيلو الطريق الاخير الواصل بين مدينة حلب و ريفها و تهديد مدينة حلب بالحصار و قطع طرق الإمداد و الطريق الواصل إلى تركيا.
يذكر أن سجن حلب المركزي الذي يحتوي بداخله ثلاثة آلاف سجين مات منهم المئات، كان محاصراً من قبل قوات المعارضة المسلحة منذ أكثر من عام و نفذت على أبوابه أكثر من أربعة عمليات تفجيرية بغية اقتحامه أسفرت عن عشرات القتلى من الطرفين دون نجاحها.
و كان الهلال الأحمر خلال الفترة الماضية يلعب دور الوسيط في إدخال الطعام والشراب للسجن مقابل الإفراج عن السجناء الذين انتهت مدد محكومياتهم و لم يستطيعوا الخروج بسبب الحصار و عددهم يقارب الخمسمائة سجين.

سورية: قوات المعارضة تبدأ معركة “فزعة حوران”
دمشق ــ العربي الجديد
أعلنت كتائب المعارضة السورية، اليوم الجمعة، بدء معركة “فزعة حوران” في ريف درعا، بهدف السيطرة على تل “أم حوران” وكتائب النظام المحيطة به، فيما تواصلت الاشتباكات بين قوات النظام والمعارضة في أكثر من مدينة، متسببة في سقوط قتلى وجرحى في مدينتي إدلب وحلب.
وأعلن “لواء المهاجرين والأنصار”، بالاشتراك مع ألوية أخرى، في تسجيل مصور نشر على موقع “يوتيوب”، بدء عملية عسكرية حملت اسم ” فزعة حوران”، “لنصرة أهلنا في مدينة نوى، وتحرير تل حوران وكتائب النظام” المحيطة.

وفور إعلان بدء العملية، سيطرت ألوية وكتائب “أبابيل حوران”، على الحاجز المتواجد غرب تل “أم حوران” شمال نوى، في حين قصف “لواء المهاجرين والأنصار”، براجمات الصواريخ وقذائف الهاون، مواقع قوات النظام في تل “أم حوران”. كما أفاد مركز “مسار” المعارض بأن كتائب المعارضة قتلت سبعة عناصر من قوات النظام، ودمرت آلية عسكرية في كمين جنوبي نوى.
في المقابل، قصف الطيران الحربي السوري أحياء درعا البلد ومدينة جاسم بالصواريخ، مما أسفر عن اصابة ستة مدنيين بجروح.
ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، ألقى طيران النظام منشورات على مدينة درعا طالب فيها قوات المعارضة بتسليم أسلحتها خلال عشر ساعات.
وحذرت قوات النظام،في منشوراتها، من الحزم في مواجهة “الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار إلى الوطن”. كما هددت المسلحين بأن “الضربات المقبلة ستكون أشد وأقسى وأكثر قوة”.
وكان 21 شخصاً قد قتلوا وأصيب 30، ليل الخميس ــ الجمعة، جراء استهداف الجيش الحر بقذيفة هاون خيمةً انتخابيةً لتأييد الرئيس السوري، بشار الأسد، في حي المطار في مدينة درعا.
وفي ريف ادلب، قالت شبكة “سورية مباشر” المعارضة إن “أربعة عناصر من قوات النظام قتلوا، بينهم ضابط برتبة نقيب، إثر اشتباكات عنيفة مع الجيش الحر في قرية العامودية”.
ودارت اشتباكات مماثلة في قرية كفر ياسين، أسفرت عن مقتل عنصر من المعارضة، فيما قصفت قوات النظام بالرشاشات الثقيلة مزارع قرية كفر نجد، مما أدى إلى إصابة عدد من المدنيين بجروح.
وفي مدينة خان شيخون، دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي جبهة النصرة في محيط معسكر الخزانات. وترافقت مع استهداف الكتائب الإسلامية بقذائف الهاون المعسكر، مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف قوات النظام.
كما اندلعت اشتباكات بين عناصر النظام والكتائب الإسلامية، في محيط حواجز كفر ياسين والمجرشة والمدجنة وبلدة حيش، تمكنت خلالها قوات المعارضة من قتل ثلاثة عناصر من قوات النظام، وفقاً لما ذكره مركز “مسار”.
وفي مدينة حلب، سقط العديد من عناصر النظام قتلى وجرحى، جراء تجدد المعارك قرب كتيبة المدفعية في حي جمعية الزهراء، وسط تقدم لقوات المعارضة وسيطرتها على عدد من المباني التي تتحصن فيها قوات النظام.
وأفاد مركز مسار أن طيران النظام استهدف بالبراميل المتفجرة حي الشيخ خضر، مما أسفر عن سقوط قتيل وعدد من الجرحى.
من جهته، ذكر التلفزيون السوري أن “وحدات من الجيش بسطت سيطرتها الكاملة على معمل السيف، مبنى مديرية الزراعة، مطعم سومر، جامع الجبيلة، محطة إم تي إن، ومزرعة الرعوان في ريف حلب، بعد القضاء على آخر تجمعات الإرهابيين فيها”.
وكانت قوات النظام قد كسرت الحصار المفروض، منذ أكثر من عام ونصف العام، على السجن المركزي في ريف حلب الشمالي الشرقي، بعد معارك عنيفة مع كتائب المعارضة المسلحة استمرت لنحو أشهر.
وفي ريف دمشق، ذكر نشطاء المعارضة أن قوات النظام قصفت بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون بلدة النشابية، مما أدى إلى مقتل إمرأة واصابة عدد من الجرحى.
من جهته، ذكر مركز “مسار” أن قوات المعارضة قتلت ثلاثة عناصر من قوات النظام قنصاً في محيط بلدة الملحية، إثر تجدد الاشتباكات في البلدة.
وفي ريف اللاذقية، دارت اشتباكات بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام مدعومة بقوات من جيش الدفاع الوطني في محيط بلدة قسطل معاف وجبل تشالما، من دون أنباء عن إصابات.

تركيا تشارك في مناورات “الأسد المتأهب” في الأردن
العربي الجديد -الأناضول
أعلنت تركيا، يوم الجمعة، أنها ستشارك في المناورات العسكرية (الأسد المتأهب 2014) المقرر إجراؤها في الأردن، من 25 مايو/أيار وحتى 8 يونيو/حزيران المقبل، حسبما ذكرت وكالة “الأناضول”.
وأفاد بيان لرئاسة هيئة الأركان التركية، في موقعها على الإنترنت، بأن “تركيا ستشارك في المناورات بـ5 طائرات من طراز F-4E/2020، ووحدات من القوات الخاصة، ومن قيادة القوات البرية، ووحدات من القوات البحرية، بمشاركة سبعة من ضباط الأركان”.
ويشارك في المناورات كل من “أستراليا، وبلجيكا، وبروناي، والإمارات العربية المتحدة، والتشيك، وفرنسا، والعراق، وبريطانيا، وإيطاليا، وكندا، وقطر، وكازاخستان، والكويت، ولبنان، ومصر، والنرويج، وباكستان، وبولندا، والمملكة العربية السعودية، وفيلق حلف شمال الأطلسي للاستجابة السريعة”.
وتهدف المناورات إلى “المساهمة في ضمان السلام في المنطقة، من خلال تعزيز التدريب على التحرك المشترك، لإجراء عمليات جوية وبحرية وبرية، وتعزيز التعاون بين القوات متعددة الجنسيات”.

21 قتيلاً بقصف للمعارضة على تجمع انتخابي مؤيد للأسد
فرانس برس، رويترز
قتل 21 شخصاً وجرح 30 آخرون على الأقل، في قصف لمقاتلي المعارضة على تجمع انتخابي مؤيد للرئيس السوري، بشار الأسد في مدينة درعا، حسب ما أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، يوم الجمعة.
ويأتي الهجوم، قبل أقل من أسبوعين من الانتخابات التي ستجرى في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، والتي يتوقع أن تبقي الأسد في موقعه.
وأفاد المرصد في بيان: “قتل 11 مدنياً بينهم طفل على الأقلّ، وقتل 10 آخرون بينهم ستة من عناصر اللجان الشعبية، وأربعة آخرون، إثر استهداف خيمة انتخابية لتجمع مؤيد للأسد في حي المطار بمدينة درعا، بقذيفة هاون”.
وأشار المرصد إلى أن الهجوم في الحي الواقع تحت سيطرة القوات النظامية، أدى كذلك إلى سقوط 30 جريحاً على الأقل، بعضهم في حالات خطرة.
ومن المقرر أن تجرى الانتخابات الرئاسية في الثالث من يونيو/حزيران المقبل، ويتوقع أن تبقي الأسد في موقعه لولاية ثالثة من سبع سنوات.
وانتقدت المعارضة، التي تطالب برحيل الأسد عن السلطة، إجراء هذه الانتخابات، معتبرةً أنها “مهزلة” و”غير شرعية”.

سورية ومجلس الأمن: حين يشعر الدبلوماسيون بالحزن
نيويورك ــ ابتسام عازم
كان الجميع على ثقة بأن روسيا والصين ستستخدمان حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي، ضد مشروع القرار الفرنسي حول سورية، الذي جرى التصويت عليه، الخميس، في نيويورك، وخصوصاً أن السفير الروسي، فيتالي تشوركين، صرّح عشية التصويت، بأن بلاده لن توافق على هذا المشروع، واصفاً إياه بـ”الحملة الدعائية”.
كل ذلك على الرغم من أن فرنسا عملت، في الأسبوعين الأخيرين، على تغيير وتبديل المسوّدة كي يتم تفصيلها على مقاسات الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن لتمرير نقل ملف النظام السوري وبعض قوى المعارضة المتشددة إلى محكمة الجنايات الدولية.
وأعلنت باريس، على لسان سفيرها في الأمم المتحدة، جيرارد أرود، أن “اليوم كان يوماً حزيناً. كنا قد تقدمنا بنص بسيط يتلخّص بقولنا إن أي جرائم حرب ترتكب في سورية، ولا يهم من قبل أي طرف، ستتم معاقبتها عاجلاً أم أجلاً”. وأضاف السفير الفرنسي أن مشروع القرار لم يكن متحيّزاً لأي من أطراف النزاع، وأن روسيا لم تقدم تفسيراً مقنعاً لمعارضتها للمشروع واستخدامها حق النقض.
وتتلخص مسودة المشروع الفرنسي بتقديم النظام السوري وأطراف من المعارضة إلى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. لكن المشروع، كما يرى الروس والنظام السوري، يستثني مسؤولين حاليين أو سابقين أو مواطنين من الدول التي لم تصادق على “اتفاقية روما”، المؤسِّسة للمحكمة الجنائية، ما عدا النظام السوري والمنظمات الداعمة له، إضافة إلى عناصر من المعارضة السورية المسلحة.
ونشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، الأسبوع الماضي، تقريراً يشير إلى أن واشنطن كانت متحفظة على مسودة المشروع الأولى، وأن باريس أخذت هذه التحفظات في صياغتها للقرار بالاعتبار.
ولخّصت الصحيفة الاعتراضات الأميركية بأنها تتعلق بكون واشنطن لم توقّع على “اتفاقية روما”، ما يعني أن أي تدخل أميركي محتمل في سورية، يمكن أن يؤدي إلى ملاحقة جنودها وحلفائها، وفي مقدمتهم إسرائيل، في ما يتعلق بهضبة الجولان السورية المحتلة.
ورداً على سؤالٍ حول التبريرات الروسية، وما إذا كان القرار يشمل، على سبيل المثال، ملاحقة جندي أميركي أنزل في سورية وارتكب جرائم حرب هناك، أجاب السفير الفرنسي: “نعم، بكل تأكيد. فنحن لا نتحدث هنا عن قوات لحفظ السلام، وسيتم تحويل أي طرف يرتكب جرائم حرب إلى المحكمة بحسب المشروع، ولا يهم مَن هو”.
وعقّب السفير الفرنسي على ما إذا كانت نتائج تصويت يوم الخميس، ستؤثر على اتفاقية بيع الأسلحة الفرنسية إلى روسيا، بالقول: “نرى أن هذين أمران مختلفان. فنحن سنلتزم بأي قرارات يفرضها المجتمع الدولي والاتحاد الاوربي بما يخص التعامل مع روسيا”.
وكان قد سبق التصريح الأخير قول أرود إنه “في بعض اللحظات، حتى الدبلوماسيين يشعرون فيها بالحزن. الناس سيموتون. عدد أكبر من السوريين سيموتون. لقد جربنا ثلاثة اقتراحات، وهناك لحظات تشعر فيها أنك من دون قوة أمام البرابرة ومؤيديهم”.
بدوره، لفت نائب الأمين العام للأمم المتحدة، يان أليسون، خلال الاجتماع، إلى أن “مجلس الأمن يتحمل مسؤولية لا مفر منها تجاه سورية”، مطالباً الدول الأعضاء بـ”ضمان العدالة لضحايا الجرائم التي لا توصف”، وإلا فإنّ “مصداقية هذه الهيئة والمنظمة ستستمر في التدهور”.
ورداً على سؤال لـ”العربي الجديد”، غداة انتهاء التصويت على مشروع القرار الفرنسي، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك: “نحاول إحياء عملية المفاوضات مرة أخرى، ولا نرى سبيلاً آخر لحل الأزمة السورية غير الطريق الدبلوماسي”.
يذكر أن دولاً عدة، من بينها الأردن، تعمل على مسودة مشروع قرار جديد وتحاول العمل على تطبيق القرار 2139، بخصوص تقديم المساعدات الإنسانية للسوريين.
ورداً على سؤال حول ما الذي يحاول الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون القيام به من أجل أن تقدم الدول الأعضاء المساعدات المالية المطلوبة لدعم اللاجئين السوريين، أجاب ستيفان دوجاريك أن الأمم المتحدة “لا يمكنها أن تجبر أي دولة على تقديم المساعدات. فهذا ليس قراراً ملزماً وإنما توصيات، ونأمل أن تقوم تلك الدول بدعمنا بصورة أكبر”.
ويبدو أن الأمل لا يفارق مسارح الأمم المتحدة ومجلس الأمن، حول ما يتعلق بالوضع في سورية، وكما يقول المثل الألماني، فإن “الأمل هو آخر الميتين”.

الفيتو الرابع.. خذلان صيني للائتلاف
عمر العبد الله
لم يكن الفيتو الروسي الرابع في مجلس الأمن مستبعداً، لكن توقعات الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية جاءت سلبية إزاء الصين. فالائتلاف اعتقد بأن زيارة رئيسه إلى بكين منتصف نيسان/إبريل الماضي قد غيرت موقفها تجاه الأزمة السورية. الفيتو الصيني الرابع خيب آمال الائتلاف.
الفيتو الروسي الصيني الجديد، جاء الخميس، ليسقط مشروع قرار دولي جديد تقدمت به فرنسا، ولقي دعم أربعة وستين دولة. مما أعاد مجلس الأمن الدولي، إلى الانقسام الذي عانى منه في الملف السوري لما يزيد عن ثلاثة أعوام. المجلس لم ينجح في التوافق
إلا بالقرارين 2118 الخاص بنزع السلاح الكيماوي السوري، و 2139 الخاص بإدخال مساعدات إنسانية للسوريين.
عضو الائتلاف الوطني فايز سارة، والذي رافق وفد الائتلاف إلى بكين الشهر الماضي، قال في حديث للـ”المدن” إن الفيتو الروسي-الصيني يمنع المجتمع الدولي من محاسبة المجرمين وإحالتهم الى العدالة، وإن “هذا الفيتو هو اعتداء واضح على الشعب السوري”. سارة وفي معرض تعليقه على نتيجة تصويت مجلس الأمن، أكد أن روسيا والصين تمنعان معاقبة الأسد، وبذلك “تنضمان الى جانب أعداء وقتلة الشعب السوري”. معتبراً أن الفيتو الجديد يفرض على المجتمع الدولي “موقفا أخلاقيا”، لإخراج مجلس الأمن والازمة السورية من أيدي “القتلة” على حد وصف سارة. وفي نفس الوقت أشار عضو الإئتلاف، إلى أن زيارة بكين كانت ذات نتائج متعددة، لكنها “لم تحقق المأمول منها”، وهو تغيير الموقف الصيني ودفع الصين “للانحياز الى جانب الشعب السوري”.
وبعد انتهاء التصويت، بواقع ثلاثة عشر صوتاً لصالح القرار، في مواجهة الفيتو الروسي والصيني، شنت الدول الغربية حملة انتقادات ضد روسيا والصين. السفير الفرنسي جيرار آرو، اعتبر بأن “استخدام الفيتو هو تغطية للجرائم ومنع للعدالة في سورية”. وتحدى آرو نظيره الروسي فيتالي تشوركين، الذي انتقد تسليح المعارضة بقوله أن “توافق روسيا على فرض حظر للأسلحة على كل الأطراف في سورية، إلا أنها لن تفعل لأنها تمد النظام بالسلاح”. في حين قالت السفيرة الأميركية سامنتا باور، أن الفيتو الروسي-الصيني “ليس فقط حصانة وحماية لنظام الأسد ومرتزقته بل أيضاً للمجموعات الإرهابية التي ترتكب الجرائم”. وفاجأت باور أعضاء مجلس الأمن عندما طلبت من الشاب قصي زكريا، وهو شاهد سوري من معضمية الشام في ريف دمشق، أن يقف أثناء نقل روايته، ما أثار حفيظة المندوب السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري.
من جانبه رد تشوركين باتهام الدول الداعمة لمشروع القرار بـ”تسييس” الأزمة الإنسانية، متهما فرنسا بـ”تفريق وحدة الدول الخمس الدائمة العضوية من خلال طرح مشروع قرار تعلم مصيره مسبقاً”. واتهم الدول الداعمة لمشروع القرار بأنها “تبحث عن أسباب جديدة للتدخل العسكري في سوريا”.
وكان الائتلاف الوطني قد أرسل إلى مجلس الأمن قبل التصويت رسالة، أعرب فيها عن دعم الائتلاف لمشروع القرار الفرنسي، لإحالة الملف السوري للمحكمة الجنائية وتقديم المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي للمحاسبة.
حق النقض كان قد شكّل عقبة قانونية أمام إحالة ملف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب في سوريا إلى الجنائية الدولية، وذلك لأن سوريا ليست عضواً في المحكمة الجنائية الدولية، مما تطلّب قراراً من مجلس الأمن. وعلى الرغم من ذلك، فلا يبدو بأن الفيتو الرابع سيوقف محاولات نقل الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية. إذ تسعى المجموعة الدولية المؤيدة للقرار الفرنسي لبدء حشد دولي جديد لدعم المحاسبة في سوريا، عبر تحركين متوازيين؛ الأول تقوده المجموعة العربية في الجمعية العامة للأمم المتحدة ويتعلق بإصدار قرار بإنشاء محكمة دولية خاصة بسوريا. والثاني في مجلس الأمن يتعلق بإصدار قرار خاص بالمساعدات الإنسانية. وقالت مصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة، أن كلاً من استراليا ولوكسمبورغ والأردن ستتقدم بمشروع قرار إلى مجلس الأمن، يجيز لمنظمات الإغاثة الدولية بنقل المساعدات الإنسانية، إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، عبر أربع نقاط حدودية مع تركيا والعراق، دون العودة إلى الحكومة السورية.

النظام يتقدم في محيط سجن حلب
21 قتيلاً في هجوم على تجمع مؤيد للأسد في درعا
أ. ف. ب.
قتل 21 شخصاً على الاقل في قصف لمقاتلين معارضين على تجمع مؤيد للرئيس السوري بشار الاسد، في هجوم هو الاول من نوعه قبل اقل من اسبوعين من الانتخابات الرئاسية، في وقت واصلت القوات النظامية التقدم في محيط سجن حلب المركزي غداة فك الحصار عنه.
دمشق: أتى هجوم على التجمع الانتخابي في مدينة درعا (جنوب) ليل الخميس، وهو الاول من نوعه ضد تجمع انتخابي موالٍ للنظام، قبل اقل من اسبوعين من الانتخابات الرئاسية التي يتوقع أن تبقي الرئيس الاسد في موقعه.
وقال المرصد في بريد الكتروني “استشهد 11 مدنيًا بينهم طفل على الاقل وقتل 10 آخرون بينهم ستة من عناصر اللجان الشعبية (المسلحة الموالية للنظام)، وأربعة آخرون لا يعرف ما اذا كانوا من المدنيين أو المسلحين (…) اثر استهداف كتيبة إسلامية ليل أمس (الخميس) بقذيفة هاون، خيمة انتخابية في حي المطار بمدينة درعا، ضمن الحملة الانتخابية المؤيدة لرئيس النظام السوري بشار الاسد”.
وادى الهجوم الذي وقع في حي تسيطر عليه القوات النظامية، الى سقوط 30 جريحًا على الاقل، بعضهم في حالات خطرة، بحسب المرصد.
وقالت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) من جهتها إن “المجموعات الارهابية المسلحة استهدفت مواطنين مدنيين في خيمة وطنية في مدينة درعا، ما ادى الى استشهاد عدد من المواطنين واصابة آخرين”.
وأتى الهجوم في وقت يستعد النظام لاجراء الانتخابات الرئاسية في الثالث من حزيران/يونيو، في المناطق التي يسيطر عليها. ويتوقع أن تبقي الانتخابات الاسد في منصبه لولاية ثالثة من سبع سنوات.
وانتقدت المعارضة ودول غربية داعمة لها، اجراء هذه الانتخابات، معتبرة أنها “مهزلة” و”غير شرعية”، في ظل النزاع الدامي.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن الهجوم “رسالة واضحة من المقاتلين للنظام، أنه لا توجد منطقة آمنة تستطيع أن تنظم فيها انتخابات”، مشيراً الى أن “المقاتلين هددوا باستهداف التجمعات المؤيدة في مناطق عدة”.
اضاف “هذه رسالة واضحة أن تنظيم انتخابات في ظل ما يجري في سوريا هو نوع من انواع الجنون وتزوير الحقائق”، في اشارة الى النزاع المستمر منذ منتصف آذار/مارس 2011، تاريخ اندلاع احتجاجات مناهضة للنظام.
وأتى الهجوم كذلك بعد ساعات من تمكن القوات النظامية مدعومة بعناصر من الدفاع الوطني وحزب الله اللبناني، من فك الحصار الذي فرضه مقاتلو المعارضة منذ نيسان/ابريل 2013 على سجن حلب المركزي، عند المدخل الشمالي لكبرى مدن شمال سوريا.
ويتيح التقدم للنظام قطع طريق امداد رئيسية لمقاتلي المعارضة بين ريف حلب والحدود التركية، والاحياء التي يسيطرون عليها.
وقالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية الخميس إن هذا التقدم “يضيق الخناق على البؤر الارهابية في الاطراف الشرقية والشمالية الشرقية لمدينة حلب، ويقطع طرق الامداد التي كانت تستخدمها”.
والجمعة، واصل النظام التقدم في محيط السجن. وقالت سانا إن “وحدات من الجيش والقوات المسلحة بسطت سيطرتها الكاملة على معمل السيف ومبنى مديرية الزراعة ومطعم سومر وجامع الجبيلة ومحطة +ام تي ان+ ومزرعة الرعوان”.
وافاد مصدر أمني سوري فرانس برس أن هذه المناطق “مجاورة للسجن في الريف الشمالي الشرقي، وتأتي ضمن خطة الجيش لتوسيع عملياته لتأمين المنطقة بشكل كامل، وقطع الامدادات عن مقاتلي المعارضة”.
واضاف “خلال فترة قريبة، سيكون الوضع اكثر راحة لمدينة حلب”.
وتشهد حلب معارك يومية منذ صيف العام 2012. ويتقاسم النظام والمعارضة السيطرة على احيائها. وكانت المدينة تعد بمثابة العاصمة الاقتصادية للبلاد قبل اندلاع النزاع منذ اكثر من ثلاثة اعوام.
وتواصلت المعارك الجمعة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في مناطق عدة، لا سيما في ريف ادلب (شمال غرب)، ومحيط بلدة مورك في حماة (وسط) التي يسيطر عليها المعارضون.
وادت المعارك حول مورك الواقعة على طريق رئيسية بين وسط البلاد وشمالها، الى مقتل 26 عنصراً من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها، وثلاثة مقاتلين معارضين على الاقل الخميس، بحسب المرصد.
وادى النزاع السوري الى مقتل اكثر من 162 الف شخص.
وفي مجلس الامن الدولي، استخدمت روسيا والصين، حليفتا دمشق، حق النقض (الفيتو) الخميس ضد مشروع قرار لإحالة النزاع السوري الى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب من قبل طرفي النزاع.
وعرضت القوى الغربية مشروع القرار في مواجهة تصاعد الفظاعات في سوريا، بما يشمل هجمات كيميائية وعمليات تعذيب منهجية اضافة الى قصف بالبراميل المتفجرة وعرقلة وصول المساعدات الانسانية.
وهي المرة الرابعة التي يستخدم فيها البلدان حق النقض لوقف مشاريع قرارات غربية قد تدين النظام السوري. ومنذ بدء النزاع، لم يتحقق اجماع في مجلس الامن حول سوريا سوى مرة وحيدة، عندما صدر قرار في ايلول/سبتمبر 2013 لنزع ترسانة دمشق من الاسلحة الكيميائية، اثر اتفاق روسي اميركي.
واكدت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية امس أن آخر هذه الاسلحة “تم توضيبها وباتت جاهزة” لنقلها ما أن تسمح الظروف الامنية بذلك. وتشكل هذه الكمية نحو ثمانية بالمئة من الترسانة المعلنة لدمشق.

مطالبات بـ«جنيف ثالثة» في جلسة مجلس الأمن.. واتهامات متبادلة بين روسيا وفرنسا والصين
واشنطن: هبة القدسي
صوتت كل من روسيا والصين بالفيتو ضد مشروع القرار الذي تقدمت به فرنسا لإحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية. ورغم التوقعات بالفيتو الروسي – الصيني المزدوج في مقابل موافقة 13 دولة من الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن على مشروع القرار، فإن مندوبي الدول نددوا بموقف روسيا والصين، وهاجموا التصويت السلبي للقرار في الجلسة التي عقدت في مجلس الأمن صباح أمس (الخميس) بنيويورك.
وسادت الجلسة اتهامات متبادلة من الولايات المتحدة وفرنسا لروسيا وموقفها المساند للنظام السوري واتهامات روسية لفرنسا والولايات المتحدة بالازدواجية ومحاولة الذهاب نحو الحل العسكري. وأظهرت الجلسة عمق الخلاقات بين الدول الغربية وروسيا، حيث اتهم المندوب الروسي فيتالي تشوركين لكل من فرنسا والولايات المتحدة بالازدواجية وتغليب المصالح السياسية، واتهم فرنسا بإشعال الصراع وإمداد المعارضة السورية بالسلاح، وأن الاقتراح الفرنسي بإحالة الملف للمحكمة الدولية للتمهيد لتدخل عسكري في سوريا مثلما حدث في ليبيا.
وقال تشوركين: «نتفهم المشاعر والأسباب التي دعت فرنسا لطرح المشروع رغم أنها تعي مستقبلا، أن (روسيا ستصوت بالفيتو) وتشكو من عدم الوحدة في المجلس رغم أن وحدة الدول الخمس دائمة العضوية في المجلس أدت إلى نتائج إيجابية، ومنها الاتفاق على تدمير الترسانة الكيماوية السورية وإصدار قرار لتوصيل المساعدات الإنسانية للسوريين». واتهم تشوركين الدول الغربية بالبحث عن «حجة جديدة لتبرير التدخل في سوريا»، مشيرا إلى انتقادات فرنسا للولايات المتحدة لعدم قصف سوريا في الصيف الماضي، وقال: «علينا دراسة الوضع بشكل جماعي لوضع حل لدوامة العنف، فالسلام السيئ أفضل من نزاع جيد».
واتهم المندوب الروسي فرنسا بتقديم أسلحة للمعارضة الجيدة، وأشار إلى أن تلك المعارضة تضم الجبهة الإسلامية التي اعترفت بارتكاب جرائم إرهابية ولم تقم بجهود لإخماد الحرب من خلال تعزيز مفاوضات جنيف. وقال تشوركين: «نتحدث عن العدالة وإحالة الملف السوري للمحكمة الجنائية الدولية التي ستؤدي إلى تأجيج الأزمة والذهاب نحو الحل العسكري مثلما حدث في ليبيا، والذي لم يحل الأزمة الليبية، بل زاد من حدة القتال ولم تسهم المحكمة في إعادة العدالة والوضع السلمي في ليبيا ورفض أعضاء حلف الناتو الاعتذار واتهموا الآخرين بالسلوك المشين». واتهم مندوب روسيا الولايات المتحدة بالازدواجية، وأنها تدعو لدعم سياسات عدم الإفلات من العقاب، بينما ترفض الانضمام لنظام روما الأساسي ولم تطالب بمحاسبة بريطانيا عن الجرائم التي ارتكبها الجنود البريطانيون في العراق. وطالب المندوب الروسي الدول الغربي بوضع مصالحهم جانبا والتوصل لحل سياسي، واصفا قول المندوب الفرنسي، إن العملية السياسية غير موجودة بأنه قول غير مسؤول مشككا في تقرير قيصر وصور التعذيب التي قدمها.
وإزاء الاتهامات الروسية لفرنسا، اتهم السفير الفرنسي جيرار آرو روسيا بالبجاحة في اتهام فرنسا بإمداد المعارضة بالسلام، بينما لم تتوقف روسيا عن إمداد النظام السوري بالأسلحة. وعدّ آرو تشكيك المندوب الروسي في تقرير قيصر بأنه إهانة، مشيرا إلى أن التقرير والصور التي قدمها قيصر قدمت لخبراء مستقلين في عدة دول وأكدوا أن الصور لا يمكن تزويرها أو أنه قد جرى تحريفها، وطالب السفير الفرنسي زميله الروسي بعدم توجيه الاتهامات والتركيز على الفظائع المرتكبة في سوريا.
وتبادل المندوبان الفرنسي والروسي كلمات مقتضبة علنية، حيث قال المندوب الروسي، إنه غير مقتنع بما قاله المندوب الفرنسي، فرد السفير الفرنسي: «لا يقتنع من لا يريد الاقتناع». ورد تشوركين: «لن ندخل في لعبتكم».
من جانبه، قال أحمد الجربا، رئيس الائتلاف السوري المعارض، في تصريح من إسطنبول: «إن الائتلاف يدين بأشد العبارات استخدام روسيا والصين لحق النقض ضد مشروع قرار لإحالة الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي يرتكبها نظام الأسد إلى المحكمة الجنائية الدولية ويدعو الائتلاف كلا من روسيا والصين لوقف دهم النظام المجرم في سوريا من خلال منع اتخاذ إجراءات دولية لمن الإفلات من العقاب في سوريا لأن نظام الأسد يعد مذنبا بارتكاب أعمال قتل جماعي مروعة ويجب أن يكون مسؤولا عنها».
وأضاف الجربا: «هذا الفيتو هو ضد تحقيق العدالة رغم وجود شاهد وهو أحد الناجين من عمليات الإعدام بالغاز في جلسة مجلس الأمن ليشهد على جرائم الحرب ضد الأسد، وهذا هو النقض الرابع لروسيا والصين خلال السنوات الثلاث الماضية ويعطي للنظام والمتطرفين في سوريا رخصة للقتل».
وعلق نجيب الغضبان، عضو الائتلاف السوري المعارض على الفيتو الروسي والصيني بقوله، إن «النقض الروسي والصيني يمثل محاولة مشينة لحماية المسؤولين عن ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية».
وأضاف: «ساعدت روسيا على تأجيج الحرب من خلال توفيرها الأسلحة الفتاكة لنظلم بشار الأسد، والآن أولوية روسيا هي التأكد أن الأعمال الوحشية التي ارتكبت بتلك الأسلحة تمضي دون عقاب وقد اختارت الصين الولاء لروسيا قبل إقرار العدالة، ونأمل أن تمارس الصين قدرا أكبر من الاستقلال في تحديد أولويات سياستيها الخارجية في مجلس الأمن، وذلك من خلال الوقوف مع الشعب السوري الذي يطالب بالمحاسبة والعدالة».
وقال الغضبان: «إن حق النقض اليوم واستمرار الجمود في مجلس الأمن لن يعوق مساعينا في تحقيق المساءلة وسيواصل الائتلاف السوري جمع الأدلة، وإثباتها بكل الوسائل القانونية الأخرى المتاحة لتحقيق العدالة للشعب السوري».
وكان الائتلاف السوري أرسل رسالة إلى مجلس الأمن قبل التصويت أعرب فيها عن دعم الائتلاف لمشروع القرار لإحالة الملف السوري للمحكمة الجنائية وتقيم المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي للمحاسبة. وخلال الجلسة التي شهدها مجلس الأمن صباح أمس، قال إيان إلياسون، نائب الأمين العام للأمم المتحدة، إن «مجلس الأمن عليه مسؤولية لا مفر منها لضمان تحقيق العدالة لضحايا جرائم حرب لا يمكن وصف بشاعتها».
وقبل إجراء التصويت قال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة جيرار آرو، إن الاقتراح الفرنسي يسعى لاستعادة وحدة مجلس الأمن حول قيم مشتركة، مشيرا إلى معاناة السوريين وتقرير قيصر الذي قدم لمجلس الأمن الشهر الماضي حول الفظائع التي يرتكبها النظام السوري من تجويع واعتقال وتعذيب وسياسات ممنهجة للترويع والعقاب. وقال المندوب الفرنسي: «لا يوجد شيء أسوأ من السكوت أمام تلك الفظائع، وهو معناه الموافقة والتواطؤ والتنازل». وشدد آرو على أن المزاعم بأن تدخل العدالة الدولية سيضر بالعملية التفاوضية لتحقيق السلام هي مزاعم خاطئة؛ لأنه لا توجد عملية سلام على المدى القصير. ودعا أعضاء المجلس إلى رفض مبدأ الإفلات من العقاب والاعتراف بصلاحية المحكمة الجنائية الدولية، وحماية شرف وسمعة مجلس الأمن في الوقوف مع المبادئ بغض النظر عن الخلافات والاستجابة لنداء ضمير الإنسانية.
وقد أعلن سفير كوريا الجنوبية الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الأمن نتيجة التصويت بموافقة 13 دولة واعتراض روسيا والصين، وبالتالي عدم اعتماد القرار.
وقد هاجمت مندوبة الولايات المتحدة سامنتا باور بشدة الفيتو الروسي الصيني، وقالت: «نتيجة دعم روسيا للنظام السوري، فإن الشعب السوري لن يشهد مساءلة للمسؤولين عن ارتكاب الجرائم وسيشهد ارتكابا للجرائم دون عقاب». وأشارت باور إلى تقرير قيصر الذي قدم آلاف الصور الصادمة للسوريين الذين قتلوا وعذبوا وسردت بعض الأمثلة للمعاناة داخل سوريا. وقالت المندوبة الأميركية: «إن الفيتو الروسي والصيني يمنع مساءلة ومحاسبة مرتكبي تلك الجرائم ويحمي هؤلاء الذين يقطعون رؤوس المدنيين والمجموعات التي لا تعرف إنسانية وتعيث فسادا في الأراضي السورية وارتكبوا أفظع جرائم في التاريخ المعاصر».
وطالبت المندوبة الأميركية بمساءلة أعضاء المجلس الذين منعوا تحقيق المساءلة لمرتكبي الجرائم في سوريا، في حين طالب مندوبو رواندا وبريطانيا ولوكسمبورغ بضرورة إصدار مسودة سلوك لمنع حق الفيتو في القضايا المتعلقة بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
وأشار مندوب الصين إلى أن بلاده ترى أن أي إحالة للمحكمة الجنائية الدولية يجب أن تستند إلى احترام سيادة الدولة، مشيرا إلى أن الصين ليست طرفا في نظام روما الأساسي، وأن لديها تحفظات في الإحالة للمحكمة الجنائية الدولية. وأوضح أن بلاده تفضل تعزيز الجهود السياسية والالتزام بالحل السلمي للنزاع وحث النظام السوري لبدء الجولة الثالثة لجنيف والدعوة لعملية انتقالية سلمية. وطالب المندوب الصيني ببذل الجهد للتوفيق بين الأطراف والاستمرار في التفاوض بدلا من إعاقة التعاون بإحالة الملف إلى المحكمة.

«داعش» تظهر مجددا في ريفي حمص وحماه بعد تمددها بمحاذاة العراق
المعارضة تتخوف من تجدد اقتتال يعيق العمليات ضد النظام
بيروت: نذير رضا
كشف مقتل أبو المقدام، قائد لواء المدفعية والصواريخ في حركة أحرار الشام الإسلامية، التابعة للجبهة الإسلامية، الأسبوع الماضي، على يد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف بـ«داعش»، عن عودة نفوذ التنظيم إلى أرياف وسط سوريا، وتحديدا في حمص وحماه، بعد إحكام السيطرة على شمال شرقي البلاد في الرقة، والتمدد إلى دير الزور حيث يقترب من السيطرة على كامل أريافه المتصلة بمناطق نفوذه في العراق.
وتحول التنظيم المتشدد، من التركيز على قتال القوات الحكومية السورية، إلى قتال المقاتلين المعارضين السوريين، منذ «تخطيطه للسيطرة على المناطق المحاذية للعراق الصيف الماضي». ويؤكد مصدر معارض لـ«الشرق الأوسط» أن نيات «داعش» لإعلان دولته الإسلامية في المناطق الغنية بالنفط والمتاخمة للحدود العراقية، كشف عنها في شهر يونيو (حزيران) الماضي، حين سيطر على مستودعات للذخيرة تابعة للقوات النظامية في ريف حماه الشرقي، ونقلها إلى شرق وشمال شرقي سوريا حيث خاض معارك مع فصائل المعارضة فيها، التابعة للجيش السوري الحر وكتائب إسلامية أخرى.
غير أن هذا التمدد، الذي بات يشكل خطرا على وحدة المعارضة السورية، كما يقول المصدر، بدأ يتضاعف خلال الشهر الماضي بظهور «داعش» في مناطق الوسط مجددا. وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» أن مقاتلي «داعش»، يوجدون في هذا الوقت في ريف حمص الشمالي وريف حماه، إلى جانب مناطق سيطرتهم الواسعة في ريف حلب الشمالي والرقة ودير الزور، كما يوجدون في ريف حمص الشرقي قرب حقول النفط، والمناطق الممتدة في البادية باتجاه دير الزور، أهمها المحطة الثانية، مشيرا أيضا إلى ظهور بعض المقاتلين التابعين للتنظيم في بلدات بريف دمشق الجنوبي وتحديدا في يلدا وببيلا والحجر الأسود. وكان مقاتلو تنظيم «داعش» انسحبوا من وسط وشمال سوريا باتجاه مناطق نفوذهم في ريف حلب الشمالي والرقة، في شهر فبراير (شباط) الماضي، بعد اشتباكات مع مقاتلي الجيش السوري الحر وكتائب إسلامية في المنطقة، بدأت في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، لمنع سيطرة «داعش» على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة. وفي ريف دمشق، كان آخر ظهور لمقاتلي «داعش» في الخريف الماضي، حين شنت القوات الحكومية السورية مدعومة بمقاتلي حزب الله اللبناني حملة عسكرية واسعة لطرد مقاتلي المعارضة من القلمون بريف دمشق والبلدات المحيطة بجنوب العاصمة السورية. وترى مصادر المعارضة أن محاولات تمدد «داعش» المستمرة، تهدد الهدف الاستراتيجي للمعارضة المتمثل في قتال قوات النظام، إذ تضاعفت احتمالات التقاتل الداخلي، مشيرة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن التنظيم المتشدد يحول وجهة البندقية ويستنزف الجهود، مما يستبعد طرد القوات النظامية.
وتنضم محاولات «داعش» للتمدد في وسط سوريا، إلى محاولاتها للسيطرة على كامل المناطق السورية المحاذية للحدود العراقية الخاضعة لسيطرة التنظيم في العراق، وأهمها محافظة الأنبار، بهدف وصل خطوط الإمداد بين العراق وسوريا، وشحن النفط السوري من حقول النفط السورية إلى مناطق نفوذها في العراق، كما تقول المصادر. وكان تنظيم «داعش» انسحب من معظم أنحاء دير الزور في فبراير الماضي بعد معارك عنيفة، قبل أن يجدد هجومه على فصائل المعارضة المسلحة في دير الزور الشهر الماضي.
ويقول عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط»، إن «جبهة النصرة والكتائب الإسلامية لا تحتفظ في هذا الوقت إلا بالمنطقة الشرقية بدير الزور، وانحصر وجودها في مناطق عشائرية توفر لها الحاضنة الشعبية، بعدما سيطرت (داعش) على منطقة جغرافية واسعة، تمتد من مدينة الباب التي تبعد 30 كيلومترا عن مدينة حلب إلى الشرق، وتصل إلى جديد عكيدات جنوب شرق دير الزور. ووفق هذا المبدأ، فإن (الدولة الإسلامية) باتت تسيطر على غالبية المنطقة الممتدة شرق نهر الفرات في محافظة دير الزور من الصبحة، وصولا إلى الرقة والحسكة التي تتنازل فيها مع المقاتلين الأكراد على النفوذ في بعض المناطق الكردية. أما في ريف حلب، فيمتد نفوذها من الباب إلى دير حافر مرورا بمنبج وسد تشرين الذي يصل إلى الرقة».
وإلى الشرق، لا تزال القوات المعارضة التي تقاتل «داعش» تحتفظ بعدد من البلدات، أهمها مركدة التي تشهد اشتباكات. ويقول الناشط عبد السلام الحسين لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «مقاتلي (داعش) يحاولون تعزيز نفوذهم ووصل دولتهم حتى البوكمال على الحدود العراقية السورية»، التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة السورية في بداية 2013. ويضيف أن «المعارك لم تتوقف منذ أكثر من 15 يوما في مناطق عدة من الريف الشرقي لدير الزور»، موضحا أن «داعش» أحرزت تقدما في بعض المناطق.
ويقول المتحدث باسم هيئة الأركان في الجيش الحر للجبهة الشرقية عمر أبو ليلى، إن «(داعش) تمكنت منذ ذلك الوقت من نشر ثلاثة آلاف مقاتل بين الرقة حتى دير الزور». ويضيف أن «معظم مقاتليه أجانب»، مؤكدا أن «داعش» تلقت أوامر من زعيمها أبو بكر البغدادي بالتركيز على دير الزور للسيطرة عليها «إنها بوابتهم الرئيسة إلى العراق».
وفيما يؤكد المعارضون أن التنظيم يملك النفط والمال والسلاح، يشرح الحسين أن عاملي النفط والانتماء العشائري لهما حصة في هذا الصراع، مشيرا إلى أن المسألة تحولت إلى ما يشبه الحرب العشائرية ويدخل النفط في الموضوع. ويضيف: «هناك قيادات سابقة في الجيش الحر قامت بمبايعتهم، والنفط الموجود داخل دير الزور تقدر قيمته بالمليارات، ومن خلاله يمكنهم أن يجمعوا مالا ليشتروا الذخيرة ويقووا جيشهم». ويشير إلى أن عناصر «الدولة الإسلامية» عمدوا قبل أيام في إحدى المناطق إلى توزيع الفاكهة، في محاولة لكسب ود الناس.

“داعش” يزرع الرعب في منبج: ذبح طفل وصلبه
خروج مدينة منبج الواقعة في ريف حلب الشرقي عن سيطرة النظام السوري قبل أكثر من عام، لم يكن حدثاً عادياً، إذ إن أبناء المدينة الذين يقدّر عددهم بـ200 ألف نسمة سارعوا إلى تأسيس مجالس محلية لإدارة شؤونهم المدنية والاقتصادية والاجتماعية، لتشكّل منبج آنذاك نموذجاً لبقية المناطق المحررة في القدرة على تنظيم اجتماعها من دون مشاكل تذكر.
وبالرغم من الحملة الشرسة التي شنّها طيران النظام السوري على معظم مناطق ريف حلب، من بينها منبج، فإن المدينة حافظت على استمرارية الحياة فيها، إلى أن دخلها منتصف شباط الفائت تنظيم “دولة العراق والشام الإسلامية” المعروف بـ”داعش” بعد معارك ضارية مع كتائب الجيش الحر، ليزرع الرعب في نفوس سكانها، فارضاً عليهم أحكامه المتشددة.
وبحسب ما يؤكد الناشط الحلبي “أبو الهدى” لموقع NOW، فإن تنظيم “داعش” اتّبع استراتيجية إخضاع المدينة منذ اليوم الأول لسيطرته عليها، فقام بـ”حملة اعتقالات استهدفت عدداً من عناصر الجيش الحر والإعلاميين والناشطين”، لافتاً إلى أن “عناصر تابعة للدولة قامت بمداهمة قائد كتيبة ثوار منبج واعتقال أخيه، كما اعتقلت أيضاً الشيخ طه علاوي أحد شيوخ المدينة المعارض للتنظيم، إضافة إلى إحراق مقار عدد من الكتائب في المدينة على رأسها كتيبتا الكرامة وثوار منبج التابعتان للواء التوحيد”.
وبعد ذلك بدأ التنظيم بفرض أحكامه المتشددة على سكان منبج، وفق “أبو الهدى”، الذي يؤكد أن “داعش” أصدر “عبر مكبّرات الصوت تعميماً بمنع النساء من دخول أي محلّ تجاري، إذا لم تكن منقّبة، على أن يعاقب صاحب المحل الذي يبيع امرأة بدون نقاب”. كما منع التنظيم، بحسب الناشط المعارض، “الشبان دون 16 عاماً من قيادة الدراجات النارية، متوعّداً كل من يقدم منهم على تسريح شعره بحلقه بالكامل”.
إضافة إلى ذلك، عمد التنظيم إلى تسيير دوريات يومية لمراقبة أداء السكان للواجبات الدينية، لاسيما الصلاة، مخصصاً دوار المنشية المعروف في المدينة، لجلد كل من يثبت تخلفه عن الصلاة.
لكن الجريمة التي صدمت سكان منبج، ارتكبها تنظيم “داعش” قبل حوالى أسبوعين، حيث أقدم عناصر من التنظيم على ذبح طفل يدعى محمد، بعد أن قامت إحدى النساء في المدينة بتقديم شكوى ضده إلى محكمة “الدولة الاسلامية” بتهمة السرقة والاغتصاب، فيفاجأ أهالي المدينة بمشهد الطفل مذبوحاً بساطور من رقبته، وفق ما يقول أحد أعضاء المجلس المحلي في مدينة منبج، مصطفى الدبلي لموقع NOW، مضيفاً أن “داعش قام بصلب الطفل في الساحة العامة للمدينة بعد ساعات على ذبحه لتبقى جثته معلقة دون أن يجرؤ أحد على إنزالها”.
وكان عناصر يتبعون لتنظيم “داعش” اعتقلوا محمد قبل شهر تقريباً، وفق ما يشير الدبلي، موضحاً أنّ “الطفل استدان من أحد أصدقائه مبلغ 3000 ليرة سوريا (20 دولاراً) وحين تأخر بتسديدها قامت والدة الصديق بتقديم شكوى ضده في محاكم تنظيم الدولة الإسلامية”، ويرجح الدبلي أن “داعش استغل هذه الشكوى حين علم أن خال الطفل هو أبو الفاروق قائد كتيبة “سيوف الحق” التابعة للجيش الحر، فحوّل التهمة إلى اغتصاب امرأة وسرقِ مالها”.
ونشرت صفحات المعارضة السورية على موقع ” فايسبوك” صورة الطفل وهو مصلوب على إحدى الأشجار في الساحة العامة بمدينة منبج وآثار الدماء تلطخ ثيابه. وأطلقت إحدى الصفحات على محمد لقب “حمزة الخطيب الجديد”، في إشارة إلى الطفل الدرعاوي الذي اعتقله النظام السوري خلال الأشهر الأولى من الحراك الشعبي وعذبه بأسلوب وحشي أدى إلى موته.
وكثيراً ما يعمد تنظيم “داعش” الى تعليق ضحاياه بوضعية الصلب في الساحات العامة كأسلوب لترهيب سكان المناطق التي يسيطر عليها، إذ جرى تعليق عدد من الأشخاص بعد تصفيتهم في ساحات مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة “داعش” أيضاً.
وتمكّن تنظيم “الدولة الاسلامية” من السيطرة على مدينة منبج بريف حلب الشرقي منتصف شباط الفائت، بعد حصارها لمدة أسبوع قام خلاله بقصف المدينة أكثر من مرة بقذائف الهاون والمدفعية موقعةً عدداً من القتلى والجرحى، كما استهدف المدينة بأربع سيارات مفخخة ذهب جرّاءها عدد من الضحايا.

النازحون السوريون للأردن.. التجارة تهزم الإنسانية
مهران الديري-ريف درعا
تضاعفت معاناة النازحين السوريين بعدما أقدم الأردن على إغلاق معابره الحدودية مع المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، الأمر الذي حوّل تسهيل النزوح إلى تجارة تتكسب منها عصابات تهريب البشر التي تتقاضى مبالغ طائلة مقابل توصيل الأفراد أو العائلات إلى الحدود الأردنية.
ورغم إغلاق معبر تل شهاب الذي مر منه أغلبية اللاجئين السوريين منذ أكثر من عشرة أشهر فإن آلاف النازحين من مختلف أنحاء سوريا يعيشون في تلك المنطقة وعدة قرى حدودية بانتظار إعادة فتح المعبر، حيث يخشون التحول إلى معبر الرويشد في السويداء خوفا من الاعتقال أو القتل على يد قوات النظام التي تسيطر على جميع الطرق التي توصل إلى المنطقة، فضلا عن أن أغلب العائلات لا تملك تكلفة النقل إلى المعبر الذي يقع على بعد 250 كلم.
المهربون نشطوا في المنطقة لتهريب العائلات إلى الأردن مقابل تسعمائة دينار أردني للفرد الواحد، وهو ما تأكدت منه الجزيرة نت عندما خضنا التجربة ووجدنا من يعرض علينا ذلك عندما لاحظ أننا غرباء عن المنطقة.
وبمجادلته دفع المهرب بأنه لا يحصل إلا على جزء يسير من هذا المبلغ، مؤكدا أنه يدفع للضباط الأردنيين الذين يتعامل معهم على معبر تل شهاب 850 دينارا ولا يبقى له إلا خمسون دينارا فقط.
وحسب هيئات إغاثة، يعيش بالمنطقة أكثر من ستة آلاف نازح يتوزعون على منازل ومدارس وأبنية كانت تتبع الحكومة، كما يقيم ثلاثة آلاف نازح في معسكر طلائع بلدة زيزون المجاورة.
لماذا العرقلة؟
ولا يخفي النازحون سخطهم من إغلاق الحدود في وجههم، ويقولون إن الأمم المتحدة والدول الداعمة تتحملان تكاليف اللاجئين بشكل كامل، في حين أن “الحكومة الأردنية هي المستفيد الأول على الصعيد المادي، فلماذا تضع العراقيل أمام مرور اللاجئين؟”.
ويقول قيادي بالجيش الحر في تل شهاب وأحد منظمي استقبال النازحين إلى البلدة قبل إيصالهم إلى الحدود الأردنية إن عمّان تغلق معبري تل شهاب ونصيب الواقعين في مناطق خاضعة لسيطرة الجيش الحر لأنها لا تعترف بالثورة السورية ولا بالمعارضة وما زالت تعترف بالنظام، ولذلك يسمح فقط بدخول اللاجئين عبر معبر الرويشد في السويداء الواقعة بشكل تام تحت سيطرة قوات النظام.
ويذهب القيادي -الذي تحدث للجزيرة نت بشرط عدم الكشف عن اسمه- إلى أن الأردن يريد إذلال المواطن السوري قبل وصوله إلى أراضيها ولذلك تسمح بدخوله فقط عبر معبر الرويشد الذي يستغرق الوصول إليه من خمسة إلى عشرة أيام مع ما يحمله ذلك من مشقة ومخاطر وتكاليف مادية، بينما يحتاج الوصول عبر معبر تل شهاب أو نصيب إلى ساعة واحدة على الأكثر.
آلاف العالقين
ويتابع القيادي إذا كان الأردن يتذرع بإغلاق معبر تل شهاب للحيلولة دون تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين فلا يحق له ذلك لأن الجيش الحر نسق معه في النصف الأول من عام 2013 قبل إغلاق المعبر ونظم إيصال اللاجئين إلى الحدود بحسب الأعداد التي يطلبها الأردن والتي كانت تتراوح بين خمسين ومائتي لاجئ يوميا عدا يوم الجمعة، وقبل التنسيق مع الجيش الحر كان الأردن يستقبل كل اللاجئين الذين يصلون إلى الحدود بشكل عشوائي.
وبحسب مصادر متطابقة، فإن الجانب الأردني يغلق المعابر المقابلة للمناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة منذ يوليو/تموز من العام الماضي، بينما يعلن المسؤولون الأردنيون باستمرار أن كافة المعابر مفتوحة لاستقبال اللاجئين السوريين.
وطالب القيادي الائتلاف الوطني السوري بإثارة قضية المعابر مع الأمم المتحدة للضغط على الحكومة الأردنية لتسهيل وصول اللاجئين إلى أراضيها.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014

22 قتيلاً في قصف على تجمع انتخابي مؤيد للأسد
بيروت – فرانس برس
قتل 22 شخصاً وأصيب 30 آخرون على الأقل في قصف لمقاتلي المعارضة على تجمع انتخابي مؤيد للرئيس السوري بشار الأسد في مدينة درعا (جنوب)، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة.
ويأتي الهجوم، وهو الأول من نوعه ضد تجمع انتخابي موال للنظام، قبل أقل من أسبوعين من الانتخابات التي ستجرى في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، والتي يتوقع أن تبقي الرئيس الأسد في موقعه لولاية ثالثة.
وقال المرصد إن الهجوم استهدف “خيمة انتخابية في حي المطار (الواقع تحت سيطرة القوات النظامية) في مدينة درعا، ضمن الحملة الانتخابية المؤيدة لرئيس النظام السوري بشار الأسد”، مضيفا في بريد إلكتروني “استشهد 11 مدنيا بينهم طفل على الأقل، وقتل 10 آخرون، بينهم ستة من عناصر اللجان الشعبية (المسلحة الموالية للنظام)، وأربعة آخرون لا يعرف ما إذا كانوا من المدنيين أو المسلحين إثر استهداف كتيبة إسلامية ليل أمس بقذيفة هاون خيمة انتخابية في حي المطار بمدينة درعا، ضمن الحملة الانتخابية المؤيدة لرئيس النظام السوري بشار الأسد”.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن الهجوم “هو الأول ضد تجمع انتخابي مؤيد” للنظام، وإنه يشكل “رسالة واضحة من المقاتلين للنظام، أنه لا توجد منطقة آمنة تستطيع أن تنظم فيها انتخابات”.
وأشار إلى أن “المقاتلين هددوا باستهداف التجمعات المؤيدة في مناطق عدة، وهذه رسالة واضحة بأن تنظيم انتخابات في ظل ما يجري في سوريا هو نوع من أنواع الجنون وتزوير الحقائق”.
ومن المقرر أن تجرى الانتخابات الرئاسية في الثالث من يونيو، ويتوقع أن تبقي الرئيس الأسد في موقعه لولاية ثالثة من سبع سنوات.
وانتقدت المعارضة والدول الغربية الداعمة لها، والتي تطالب برحيل الأسد عن السلطة، إجراء هذه الانتخابات، معتبرة أنها “مهزلة” و”غير شرعية”.
واندلعت منتصف مارس 2011 احتجاجات مناهضة للنظام السوري، تحولت بعد أشهر إلى نزاع دام أدى إلى مقتل أكثر من 162 ألف شخص، بحسب المرصد.

مشروع قانون في الكونغرس لتدريب وتسليح الجيش “الحر”
واشنطن – بيير غانم
تواجه المعارضة السورية الآن تحديات ميدانية كبيرة، فبعد فك الحصار عن سجن حلب يستعد جيش النظام لتطويق المدينة. ووصفت مصادر المعارضة في واشنطن التطور بالـ”خطير”، ولاحظت أن هجوم جيش الأسد ومعاونيه جاء مباشرة بعدما هاجمت قوات الجيش الحرّ تنظيم “داعش” وأخرجته منها.
وحذرت مصادر المعارضة في واشنطن من أن تنظيم “داعش” سيكون مستعداً لتسليم “منبج” لقوات النظام لأنه لا يحارب الأسد أصلاً، وأن النظام السوري سيتمكن من خلال ذلك من السيطرة على المدينة وعلى مفترق طرق استراتيجي ويفصل منطقة الحسكة عن حلب وادلب في الغرب.
وتستعجل المعارضة السورية المساعدات العسكرية الضرورية وتقول إنها تحصل على أسلحة فردية، لكن وصول الذخيرة للجيش الحرّ في جبهات القتال يتأخّر، ولا أحد يعلم لماذا يُغلق الأتراك البوابات الحدودية التي تسيطر عليها المعارضة.
ضرورة الدعم الأميركي
كما تشدد المعارضة السورية الآن في واشنطن على ضرورة أخذ الدعم من الأميركيين، وقد أبدى الرئيس الأميركي باراك أوباما التزاماً تجاه المعارضة السورية خلال لقائه أحمد الجربا ووفد الائتلاف في البيت الأبيض، لكن الإدارة الأميركية لم تبدأ حتى الآن أي تحرّك لتحويل هذا الموقف إلى سلاح أو تدريب أو ذخيرة.
وتشعر مصادر المعارضة السورية الآن أن عليها اتباع استراتيجية جديدة مبنية على استمالة زعماء الكونغرس الاميركي للضغط على الإدارة الاميركية وهذا ما بدأه الجربا خلال زيارته لواشنطن.
وفي أول مؤشّر على نجاح زيارته صوّتت لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي على مشروع قانون تمويل وزارة الدفاع الأميركية ويشير في بنوده الى تسليح وتدريب المعارضة السورية “المعروفة” من قبل الأميركيين.
وإذا أقر الكونغرس الاميركي بمجلسيه القانون، فسيكون هذا انتصاراً ضخماً للمعارضة، فهناك أعضاء في الكونغرس الاميركي ملتزمون بطلب تقديم مساعدات وتدريب المعارضة السورية، ومن بين الأعضاء الملتزمين كارل ليفن وجون ماكين وماركو روبيو وايد رويس، لكن سيكون الأهم منهم أعضاء ديموقراطيون مثل رئيسة لجنة الاستخبارات دايان فاينستين ورئيسة الأقلية الديموقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي.
ومن غرائب المسألة السورية أن العضوين الديموقراطيتين تمثلان ولاية كاليفورنيا، وأن الجالية الأرمنية في الولاية تضغط عليهن لمنع أي مساعدة عن المعارضة وتتهم الائتلاف والجيش الحرّ بالتحالف مع الجماعات الارهابية المتطرفة، لكن تغييراً ايجابياً طرأ على موقف السيدتين بعد زيارة وفد الائتلاف الذي أعلن نبذ التطرف والارهاب.
“مان باد”
كما علمت “العربية.نت” أن المعارضة السورية تريد من وزارة الدفاع الاميركية ان تلتزم بحسب القانون المقترح بتدريب وتسليح أكثر من ألف عنصر تابع للجيش الحرّ، كما تريد المعارضة ان تُقنع الاميركيين بتسليم المعارضة عدداً محدوداً من الصواريخ المحمولة المضادة للطيران “مان باد”، وأن تقوم بعملية تجريبية مثل عملية تسليم المعارضة صواريخ “تاو” المضادة للدروع.
ولن يكون من السهل على المعارضة السورية الحصول على طلبها فهي تطلب الدعم من الطرف الذي لا يريد أن يتعاون معها، خصوصاً قادة الجيوش الأميركية الذين يحاولون إيجاد كل عذر لعدم التعاون مع المجلس العسكري والجيش السوري الحرّ.

بان يدعو مجلس الأمن لتعزيز مساعدات السوريين
الأمم المتحدة – رويترز
دعا بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة مجلس الأمن اليوم الخميس، لدراسة التحركات الواجب اتخاذها لإلزام الأطراف بتنفيذ مطالبه بوصول المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة لها إلى ملايين السوريين المحاصرين الذين حرموا من الحصول على مساعدات طارئة.
وأضاف في تقرير رفع إلى المجلس أنه “على الرغم من رغبة المجلس المعبر عنها بشكل واضح وبرغم بذل العاملين في الإغاثة لأفضل الجهود، فإن القرار 2139 لم يحدث بعد فرقا ملموسا بالنسبة لحياة ملايين المحتاجين في سوريا”.
وبعد ثلاثة شهور من الإجماع النادر للمجلس على القرار 2139 المطالب بإتاحة الوصول السريع والآمن ودون عرقلة للمساعدات بما في ذلك عبر الحدود، قال بان إن الوقت حان للمجلس “ليدرس بشكل عاجل الخطوات التي سيتخذها الآن لضمان الامتثال لهذه المطالب”.

حالات اختناق بريف حماة وقصف على درعا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
ذكر ناشطون سوريون أن قصفا على بلدة اللطامنة بريف حماة أسفر عن حالات اختناق عديدة، الجمعة، في الوقت الذي تعرضت فيه بلدات في درعا لقصف مدفعي وجوي.
وقالت “شبكة سوريا مباشر” المعارضة إن القصف على بلدة اللطامنة تم بواسطة “براميل متفجرة تحمل غازات سامة”، وبثوا صورا على يوتيوب تظهر ما قالوا إنها بعض حالات الاختناق.
وفي درعا، تعرضت بلدات نوى وتل الجموع وتسيل ومخيم درعا واليادودة إلى قصف من القوات الحكومية حسبما ذكرت مصادر المعارضة.
كما قتل عدة أشخاص إثر استهداف المعارضة المسلحة تجمعا انتخابيا مؤيدا للرئيس السوري بشار الأسد بقذيفة هاون حسبما ذكرت وسائل إعلام رسمية ونشطاء في المعارضة الجمعة.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” إن القذيفة التي سقطت في وقت متأخر ليل الخميس أودت بحياة عدد غير محدد من الأشخاص.
في حين قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القصف أسفر عن مقتل واحد وعشرين شخصا بينهم أحد عشر مدنيا.
في هذه الأثناء أفادت مصادرنا بانفجار سيارة مفخخة أمام المقر الإداري للواء التوحيد، وهو أحد فصائل المعارضة المسلحة، في بلدة مارع في ريف حلب.
وتجددت المعارك بين كتائب المعارضة المسلحة من جهة والقوات الحكومية والمجموعات المسلحة الموالية لها من جهة أخرى حول نقاط عسكرية وأمنية في مدينة حلب شمالي سوريا.
وقال “اتحاد تنسيقيات الثورة” إن الاشتباكات تجددت قرب كتيبة المدفعية وفرع المخابرات الجوية في حي جمعية الزهراء في حلب، ويعتبر الفرع أهم مراكز إدارة العمليات العسكرية للقوات الحكومية في المدينة.
وقالت “شبكة “شهبا برس” المعارضة إن 10 عناصر من الجيش و”الميليشيا” الموالية له قضوا في مواجهات بمحيط كتيبة المدفعية في حي جمعية الزهراء بحلب، مشيرة إلى أن المعارضة سيطرت على مبان عدة في المنطقة.
أما حي مساكن هنانو بحلب أيضا، فقد تعرض لغارات شنتها المروحيات العسكرية، وفقا لناشطي المعارضة الذين نفوا فك الحصار عن سجن حلب، وقالوا إن الطيران الحربي شن سلسلة من الغارات الجوية على محيطه.

باور : بسبب روسيا والصين .. الشعب السوري لن يرى العدالة
دبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN)– حال الفيتو الروسي والصيني دون صدور قرار عن مجلس الأمن الخميس، لتحويل الملف السوري إلى التحقيق في جرائم الحرب لدى المحكمة الجنائية الدولية، وكان البلدان هما الوحيدان اللذان صوتا ضد القرار.
الخطوة لم تكن مفاجأة في الصراع السوري، الذي استخدمت فيه كل من الصين وروسيا الفيتو عدة مرات لمنع صدور قرار ضد النظام السوري، ودعت الولايات المتحدة ودول أخرى إلى اتخاذ خطوات بهذا الاتجاه.
وقالت سامانثا باور سفيرة الولايات المتحدة في المنظمة الدولية، أمام المجلس “بسبب قرار الفيدرالية الروسية دعم النظام السوري، بغض النظر عما يفعل، فإن الشعب السوري لن يرى العدالة اليوم، سيرون جرائم ولكن بدون عقاب.”
وأضافت ممثلة الولايات المتحدة أن “الفيتو اليوم منع ضحايا الأعمال الوحشية من الشهادة في لاهاي حتى الآن، ولكن برغم ذلك من الضروي لنا اليوم سماع نوع من الشهادة التي يمكن أن تدلي بها كل من روسيا والصين، الذي لم يرفعوا إيديهم لمعارضة الجرائم التي لا تحصى ضد الإنسانية.”
وأشارت إلى أحد الحضور واسمه قصي زكريا، الذي وصف بأنه أحد ضحايا الرئيس السوري بشار الأسد، وروت قصته التي شارف فيها على الموت في العنف الذي يمارسه النظام.
مارك ليال غرانت، سفير المملكة المتحدة في الأمم المتحدة قال إنه كان “من المخجل لروسيا والصين أن تختارا حجب الجهود لتحقيق العدالة للشعب السوري.”
ودافع السفير الروسي فيتالي تشوركين عن موقف بلاده، قائلاً، بأن التوقبت خاطئ وأن الجهود الدولية يجب أن تركز على إيجاد حل سياسي للأزمة، وليس تصعيدها. وقال “ما نوع العدالة التي يمكن أن ينشدها المرء عندما يتم القضاء على السياسة بهدف تصعيد الصراع؟” وأضاف في خطابه للمجلس أن ” رفض مسودة القرار اليوم يكشف عن محاولة مجلس الأمن إضفاء مزيد من الاشتعال وإذكاء العواطف السياسية، ووضع أساس للتدخل العسكري الخارجي.”

الجعفري يصف فرنسا بالشخصية الشريرة “مستر هايد” ويطالبها بتعويض الشعب السوري
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — قال السفير الروسي لدى مجلس الأمن، فيتالي تشوركين، إن مشروع قرار تحويل الملف السوري إلى التحقيق في جرائم الحرب لدى المحكمة الجنائية الدولية، الذي أجهضته بلاده والصين بالفيتو، مجرد ذريعة جديدة للتدخل العسكري في سوريا، في حين شبه نظيره السوري، بشار الجعفري، الدول التي قدمت المشروع، بـ”مستر هايد” الشخصية الشريرة في رواية “روبيرت ستفينسون.”
وأشار تشوركين إلى ليبيا كمثال على فشل تجربة المحكمة الدولية في حل الصراعات، مضيفا عقب جلسة فشل فيها مجلس الأمن التصويت على مشروع القرار الذي تقدمت به فرنسا لإحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية: نحن مقتنعون بأن العالة ستسود في سوريا في نهاية المطاف
وبالمقابل، قال نظيره السوري إن الدول مقدمة مشروع القرار “تحاول تقمص دور الدكتور جيغل الشخصية الطيبة عندما تقوم بالترويج لمبادئ نبيلة، بينما هي تمثل في الواقع المستر هايد الشخصية الشريرة”، على ما نقلت الأمم المتحدة بموقعها الإلكتروني.
وأضاف: “ايدي المستر هايد ملطخة بالدم السوري وإن أدعى زيفا صداقته لهذا الشعب.”
وتابع: ” وبما أن جرائم الحرب لا تسقط بالتقادم كما سمعنا فإننا نطالب مجلس الأمن اليوم بمساءلة الحكومة الفرنسية عن جرائمها بحق السوريين وشعوب الكثير من الدول التي احتلتها سابقا ونهبت خيراتها. ونطالب الحكومة الفرنسية بالاعتذار العلني عن حقبة الاستعمار وبدفع تعويضات للشعب السوري.”
حال الفيتو الروسي والصيني دون صدور قرار عن مجلس الأمن الخميس، لتحويل الملف السوري إلى التحقيق في جرائم الحرب لدى المحكمة الجنائية الدولية، وكان البلدان هما الوحيدان اللذان صوتا ضد القرار.
وإلى ذلك، أكد يان الياسون، نائب الأمين العام للأمم المتحدة، على أن مجلس الأمن يتحمل مسؤولية لا مفر منها حيال ما يحدث في سوريا من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.، مضيفا: “لأكثر من ثلاث سنوات، كان هذا المجلس عاجزا عن الإتفاق على التدابير التي يمكن أن تضع حدا لهذه الحرب الوحشية للغاية”، طبقا للمصدر.

المعارضة السورية تقصف تجمعا انتخابيا للأسد في درعا
قال المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض إن المعارضة السورية قصفت مساء الخميس مسيرة انتخابية لمؤيدي بشار الاسد في مدينة درعا الجنوبية.
وقال المرصد إن القصف اسفر عن مقتل 21 من الحاضرين واصابة اكثر من 30 بجروح.
يذكر ان الاسد سيخوض الانتخابات الرئاسية المزمع اجراؤها في الثالث من الشهر المقبل سعيا للفوز بفترة رئاسية ثالثة امدها سبع سنوات وذلك رغم استنكار المعارضة ورفض غربي.
ومن المتوقع أن يفوز الاسد في الانتخابات التى أعلنت المعارضة عدم مشاركتها فيها حيث تحمله شخصيا مسؤولية اندلاع الحرب الأهلية في البلاد و تتهمه بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين العزل من شعبه.
وتعتبر المعارضة أيضا ان الانتخابات التى ستجري في المواقع التى يسيطر عليها النظام فقط “مجرد دعاية سياسية ومسرحية هزلية” يسعى من خلالها الأسد للاستمرار في حكم البلاد.
وسقطت قذيفة هاون على خيمة كبيرة تجمع فيها عشرات من مؤيدي الأسد ما أدى إلى تزايد الخسائر والإصابات.
“لا يوجد مكان آمن”
يقول نشطاء المعارضة إن التجمعات الانتخابية “تهين” الشهداء
ويعد الهجوم هو الأول على تجمع لمؤيدي الأسد منذ بدء الحملات الانتخابية.
وقال أحد النشطاء البارزين في درعا لفرانس برس إن مثل هذه التجمعات الانتخابية تعد “اهانة للشهداء اذ ان الحاضرين يعمدون الى تشغيل الموسيقى العالية ورقص الدبكا داخل تلك الخيام”.
وأكد المرصد أن بين القتلى عدد من رجال الميليشيات المسلحة التابعة لنظام الأسد والتى تقاتل مع الجيش النظامي جنبا إلى جنب.
ويؤكد رامي عبد الرحمن مدير المرصد ومقره بريطانيا “أن الرسالة التى وجهتها المعارضة للنظام عبر هذا القصف كانت واضحة بشدة وهي تؤكد أنه لا يوجد مكان واحد في سوريا آمن بما يكفي لاجراء الانتخابات.”
ويقول المرصد، الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، إن أكثر من 160 ألف شخص قتلوا في الصراع السوري المستمر منذ ثلاث سنوات.
وكانت قوات الحكومة السورية تمكنت من كسر حصارا تفرضه قوات المعارضة منذ عام على سجن حلب الرئيسي لتقطع طرق إمداد رئيسية للمقاتلين وتتعهد بالمضي قدما لاستعادة السيطرة على أكبر مدينة سورية.
وعرض التلفزيون السوري لقطات لجنود داخل السجن بعد أن طردوا مقاتلي تنظيم القاعدة وكتائب إسلامية أخرى حاولت عدة مرات في الأشهر القليلة الماضية اقتحام وإطلاق سراح آلاف السجناء.
وتأتي المكاسب التي حققها الجيش قبل 12 يوما من انتخابات يتوقع أن يبقى إثرها الأسد في السلطة سبع سنوات أخرى فيما تعزز قواته سيطرتها على وسط البلاد.
BBC © 2014

روسيا والصين تجهضان مشروع قرار بإحالة الملف السوري لمحكمة الجنايات الدولية
إذا وافق مجلس الأمن على هذا المشروع، فسيلاحق قضائياً من يشتبه بتورطهم بارتكاب جرائم حرب في سوريا
استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) لاسقاط مشروع قرار تبنته فرنسا في مجلس الامن يدعو لاحالة طرفي النزاع في سوريا الى المحكمة الجنائية الدولية.
وكانت القوى الغربية قد دفعت في سبيل تبني القرار الذي يدعو الى إحالة الجرائم التي يرتكبها اطراف الصراع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي التي ستحقق في احتمالات وقوع جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في سوريا.
وهذه هي المرة الرابعة التي تستخدم فيها الصين وروسيا حق النقض الذي يتمتعان به بوصفهما عضوين دائمين في مجلس الامن ضد قرار يخص الوضع في سوريا.
وصوتت الدول الاعضاء الـ 13 الاخرى في المجلس لصالح مشروع القرار، فيما انتقد الغربيون روسيا والصين لقيامهما بحماية النظام السوري و”المجموعات الارهابية”.
ردود فعل
وقالت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة سامنتا باور “أحفادنا سوف يسألوننا بعد سنوات من الآن كيف فشلنا في جلب العدالة لاناس يعيشون في الجحيم على الأرض”.
وقال السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة مارك غرانت “إنه لأمر شائن أنهم استخدموا حق النقض مرة ثانية على جهود مجلس الأمن لاتخاذ موقف ازاء انتهاكات حقوق الانسان في سوريا”.
وسوريا ليست من الدول الاعضاء في المحكمة الجنائية الدولية لذا فمجلس الأمن فقط هو الجهة التي تستطيع أن تحيل جرائم الحرب أو الجرائم ضد الانسانية إلى المحكمة.
وكان المجلس قد فعل أمرا مماثلا في دافور غربي السودان عام 2005 وفي ليبيا عام 2011.
وقالت الدول الغربية إنها ستواصل توثيق الفظائع في سوريا والضغط من أجل تحقيق العدالة.
وكان السفير الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشيركين قال وصف المبادرة الفرنسية بطرح مشروع القرار بأنها ” حيلة دعائية” قد تقوض الجهود الرامية إلى ايجاد حل سياسي للصراع في سوريا.
وانتقدت منظمة العفو الدولية روسيا والصين لاستخدامهما حق النقض وقالت المنظمة في بيان إن كلا البلدين اظهرا لا مبالاة شديدة بضحايا الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان والتي لا تحص.
وقالت المنظمة إن “القرار كان سيسمح للمحكمة الجنائية الدولية للتقدم والتحقيق في جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية التي ارتكبت من قبل كل الأطراف
ويقول مراسل بي بي سي في الأمم المتحدة نيك براينت إن “روسيا لطالما دعمت نظام الرئيس السوري بشار الأسد في الأمم المتحدة، وستقوم باستخدام حق النقض لعدم المصادقة على مشروع القرار، وبالتالي محطمة أي أمل بالتوصل إلى حل سلمي للصراع الدائر في سوريا”.
وارتفعت حصيلة القتلى في النزاع السوري المستمر منذ منتصف آذار/مارس 2011 الى اكثر من 162 الف شخص، بحسب حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الانسان الاثنين.
BBC © 2014

الجيش السوري يسيطر على محيط سجن حلب المركزي بعد عام من حصاره من قوات المعارضة
اعلن ناشطون سوريون والاعلام السوري الرسمي ان قوات الجيش السوري نجحت في فك الحصار الذي كان يضربه مسلحو المعارضة على سجن حلب المركزي.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا إن القوات السورية تمكنت فجر الخميس من دخول السجن الذي يحاصره المسلحون المعارضون منذ ابريل / نيسان 2013.
وأكدت محطتا الميادين والمنار اللبنانيتان المقربتان من الحكومة السورية النبأ.
يذكر ان السجن شهد معارك دامية بين قوات الجيش والمعارضين في السنة الماضية.
ويضم السجن نحو اربعة آلاف سجين.
أهمية استراتيجية
وكان مسلحو المعارضة قد قاموا بمحاولات متعددة لاقتحام السجن باستخدام السيارات المفخخة كما استمرت المعارك حوله عدة أشهر.
ويكتسب السجن أهمية استراتيجية كبرى لأنه يشرف على الطريق الرئيسي الذي يربط خطوط الكتائب التابعة للمعارضة السورية في حلب.
وبذلك ستتمكن القوات الحكومية السورية من قطع خطوط الامداد والاتصال بين كتائب المعارضة التى تسيطر على مناطق مختلفة في حلب خاصة قرب الحدود التركية.
وتعتبر حلب أكبر مدن سوريا وقسمت خلال الاعوام الماضية إلى مناطق تابعة للمعارضة وأخرى تابعة لنظام الأسد.
وكانت القوات الحكومية تقوم بعمليات قصف جوي باستمرار لمواقع كتائب المعارضة خلال العام الماضي ما أدى إلى مقتل وإصابة الآلاف.
ويقول المرصد السوري لحقوق الانسان إن الحرب الاهلية السورية المستمرة منذ 3 سنوات تسببت في مقتل مايزيد عن 162 ألف شخص.
مساعدات
وتمكنت منظمة الصليب الاحمر الدولي من إيصال مساعدات غذائية للمشردين في حلب لأول مرة منذ أشهر بعدما حصلت على التصريح المطلوب لدخول المدينة.
ويعاني نحو 60 الف شخص من نقص شديد في إمدادات الغذاء والدواء في مدينة حلب والمناطق المجاورة.
وقال رئيس منطمة الصليب الاحمر إن عملية إيصال الإمدادات للمحتاجين في حلب ستستمر عدة أشهر واصفا إياها بالعملية الأضخم من نوعها خلال الأشهر الأخيرة.
BBC © 2014

نشطاء سوريون ينشرون فيديو قالوا إنه يظهر انتشار غاز الكلور في شوارع قرية
من أوليفر هولمز
بيروت (رويترز) – نشر نشطاء من المعارضة السورية تسجيل فيديو قالوا إنه يظهر انتشار غاز الكلور في شوارع إحدى القرى وهي أول لقطات من نوعها لما يصفونها بأنها حملة لإستخدام الأسلحة الكيماوية يقوم بها الرئيس بشار الأسد.
وكانت قرية كفر زيتا التي تقع في محافظة حماة على بعد 200 كيلومتر إلى الشمال من دمشق مركز ما يقول نشطاء ومسعفون أنها حملة مستمرة منذ شهرين أسقطت خلالها أسطوانات غاز الكلور من طائرات هليكوبتر.
وتنفي دمشق أن قوات الأسد تستخدم الكلور أو غازات أخرى أكثر سمية وتلقي باللوم في كل الهجمات الكيماوية على مسلحي المعارضة الذين تقاتلهم في الحرب الأهلية التي بدأت منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وجاء في النص المرافق لتسجيل الفيديو الذي نشره يوم الخميس مستخدم يدعى مصطفى جمعة أنه التقط يوم الخميس في كفر زيتا بواسطة الهيئة العامة للثورة وهي جماعة معارضة.
وأظهر التسجيل غازا لونه أخضر يضرب إلى الصفرة في شارع. ويركض رجل بعيدا عن سحابة الغاز مع إمرأة تضع قطعة قماش على فمها. ويظهر رجل آخر يرتدي سروالا مموها ويضع قناعا واقيا من الغاز ينادي على سيارة لمساعدة المرأة. ويقول خارج الصورة “قصف بغاز الكلور. دخان أصفر”.
ولم تتمكن رويترز من التحقق على الفور من صحة اللقطات. ولم يظهر الفيديو موقع سقوط أسطوانات الغاز أو يشر إلى المكان الذي سجل فيه.
وقال مصور يعمل لحساب رويترز بالقطعة إنه وصل إلى مكان الهجوم بعد ساعة من قيام طائرة هليكوبتر بإسقاط القنبلة.
وقال “رائحة الكلور كانت واضحة جدا. كانت تشبه رائحة الخل أو المادة المبيضة للغسيل. بدأت أسعل وأعاني من ضيق في التنفس. شعرت بحرقة في عيني.”
وأظهرت إحدى صور المرأة التي كانت تركض بعيدا عن الغاز في الفيديو. كانت تتلقى العلاج بالأكسجين في مستشفى ميداني. وقال “كان هناك 70 جريحا. الذين كانوا في مكان سقوط القنبلة أغشي عليهم.”
وقال ناشطون إن كفر زيتا تعرضت لهجومين يوم الخميس هي وقرية التمانعة في محافظة إدلب. وتم الإبلاغ عن أكثر من 10 هجمات بغاز الكلور في سوريا منذ 11 أبريل نيسان.
جاء الهجوم المزعوم في نفس اليوم الذي استخدمت فيه روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد قرار بإحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمات محتملة بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
واتفق الأسد مع الولايات المتحدة وروسيا على التخلص من الأسلحة الكيماوية بعد مقتل مئات الأشخاص في هجمات بغاز السارين على مشارف العاصمة في أغسطس آب الماضي.
وغاز الكلور أقل فتكا آلاف المرات من غاز السارين لكن استخدامه كسلاح غير مشروع بموجب معاهدة عالمية لحظر الأسلحة الكيماوية وقعت سوريا عليها.
كما أن استخدامه ينتهك أيضا شروط اتفاق مع واشنطن وموسكو.
ولم تعلن سوريا غاز الكلور بإعتباره جزءا من مخزونها مما يزيد عملية تجريد الأسد من الأسلحة الكيماوية تعقيدا.
وقالت مصادر لرويترز الشهر الماضي إن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تبحث بدء مهمة تقصي حقائق في التقارير الخاصة بهجمات غاز الكلور.
(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير دينا عادل)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى