أحداث الأربعاء، 25 نيسان، 2012
تفجير ومقتل 3 ضباط استخبارات في دمشق باشتباكات بين الجيش ومنشقين
دمشق، بيروت – «الحياة»، أ ف ب، رويترز، أ ب – في مؤشر على تدهور الأوضاع الأمنية في العاصمة السورية دمشق، هز انفجار عبوة ناسفة العاصمة السورية أمس، فيما قتل 3 ضباط استخبارات في حي البرزة في العاصمة بعد اشتباكات بين القوات الحكومية ومنشقين. وتزامن مع ذلك التصعيد الأمني اتهام الرابطة السورية لحقوق الإنسان القوات النظامية بعملية «إعدام ميداني» لتسعة نشطاء في حماة كانوا قد التقوا مع المراقبين الدوليين الذين زاروا المدينة أول من أمس. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ثلاثة من ضباط الاستخبارات السورية قتلوا في العاصمة دمشق أمس، بينهم مساعد أول في الاستخبارات، فيما دارت اشتباكات بين القوات النظامية وعناصر من المجموعات المنشقة. وأضاف المرصد أن الثلاثة قتلوا في وقت مبكر من صباح أمس بحى البرزة من دون أن يقدم مزيداً من التفاصيل. ولم تصدر الحكومة السورية تعليقاً، كما لم تصدر أي جهة بياناً تعلن مسؤوليتها عن العملية. وحي البرزة كان مسرحاً للكثير من التظاهرات ضد النظام في الأسابيع الأخيرة وهدأت حدة الاحتجاجات فيه مع زيادة الوجود الأمني في الحي ونشر المزيد من الجنود والحواجز الأمنية. في موازاة ذلك، أعلنت الوكالة الرسمية (سانا) أن «مجموعة إرهابية مسلحة اغتالت مساء أمس ضابطاً متقاعداً برتبة مقدم وشقيقه في منطقة جديدة الفضل» في ريف دمشق. وزادت أن «المجموعة الإرهابية أطلقت النار على المقدم المتقاعد أسعد أحمد إسماعيل وشقيقه المساعد أول سليمان أحمد إسماعيل أثناء وجودهما في محل لبيع الأدوات المنزلية ما أدى إلى استشهادهما على الفور».
وتزامن مع عملية البرزة تفجير عبوة ناسفة في دمشق ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى. وجاء في شريط عاجل على قناة «الإخبارية» السورية أن «مجموعة إرهابية مسلحة فجرت عبوة ناسفة بسيارة بالقرب من مجمع يلبغا في منطقة المرجة في دمشق، ما أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص وأضرار مادية بالأبنية المجاورة». وأنحت «الإخبارية» باللائمة في الانفجار على «إرهابيين مسلحين». فيما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن «مجموعة إرهابية مسلحة» ألصقت العبوة تحت سيارة من نوع مازدا انفجرت بالقرب من مجمع يلبغا في منطقة المرجة من جهة السائق ما أدى إلى إصابته بجروح». وذكرت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية أن الانفجار وقع أمام المركز الثقافي الإيراني لكن لم تلحق أضرار بالمركز.
وتسببت قنبلة انفجرت على بعد أمتار من المكان في بداية نيسان (أبريل) بإصابات وأضرار مادية. ووقعت تفجيرات عدة في دمشق خلال الأشهر الأخيرة، كان آخرَها انفجاران قويان وقعا قرب مركزين أمنيين في دمشق في 18 آذار (مارس) الماضي، ما أسفر عن مقتل 27 شخصاً وجرح 140 آخرين، وفق وزارة الداخلية.
إلي ذلك، ذكرت الرابطة السورية لحقوق الإنسان أن القوات السورية النظامية قامت بعملية «إعدام ميداني» لتسعة نشطاء كانوا قد التقوا وفد المراقبين الدوليين أثناء زيارتهم حماة (وسط) بعد أن قصفت أحياء في المدينة ما أسفر عن مقتل 45 شخصاً.
وذكرت الرابطة السورية في بيان أمس أن حماة «تعرضت الإثنين لحملة عسكرية وأمنية كبيرة في اليوم التالي لزيارة أعضاء لجنة المراقبين الدوليين الذين زاروا أحياء المدنية والتقوا أهاليها الذين أطلعوهم على معاناتهم ونتائج العمليات العسكرية والأمنية التي تعرضت لها المدينة».
وتابع البيان «استهدفت القوات العسكرية أحياء المدينة بقصف شديد وتركز القصف في شكل أساسي في حي الأربعين ومشاع الأربعين وحي البياض وأسفر عن سقوط أكثر من 45 قتيلاً و150 جريحاً».
وزادت المنظمة في بيانها «ثم قامت القوات العسكرية والأمنية بمرافقة ميليشيات مدنية مسلحة موالية للنظام باقتحام حي الأربعين ومشاع الأربعين واعتقلت الكثير من الناشطين وقامت بعمليات إعدام ميدانية بحق تسعة من الناشطين الذين قاموا بلقاء أعضاء وفد المراقبين الدوليين».
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد بأن «31 مواطناً قتلوا في إطلاق نار من رشاشات خفيفة وثقيلة من القوات النظامية السورية في حي الأربعين ومشاع الأربعين» في مدينة حماة.
ووزع ناشطون أشرطة فيديو تحدثوا فيها عن «مجزرة» في حي الأربعين، وأظهر أحدها شارعاً شبه مقفر فيه بقع كبيرة من الدماء. وبدت فتاتان تبكيان وهما تحملان صورة رجل قالت إحداهما إنه عمها والأخرى إنه والدها، بينما كانت امرأة أخرى تجلس أرضاً تنتحب حاملة قميصاً لأحد أفراد عائلتها.
ودانت الرابطة «بأقوى العبارات هذه الجريمة المروعة»، معتبرة أنها «جريمة جديدة ضد الإنسانية تضاف إلى سجل الجرائم المتكررة التي يرتكبها النظام السوري بحق المدنيين».
كما تساءلت المنظمة عن «دور المراقبين الدوليين في حماية الشهود الذين من المفترض توفير الأمان لهم وضمان عدم تعرضهم للانتقام والترهيب من قبل أجهزة الأمن السورية».
وأظهر فيديو التقطه هواة ونشر على الإنترنت دماء في شوارع حماة. وأظهر فيديو آخر خمس عشرة جثة موضوعة في صفوف وملفوفة بقماش أبيض.
وفي حمص (وسط)، أفاد المرصد السوري عن تشييع جثامين ثلاثة مواطنين من عائلة واحدة هم أم وابنها وابنتها الثلثاء قتلوا متأثرين بجراح أصيبوا بها إثر إصابة منزلهم بقذيفة آر بي جي في حي القصور بحمص.
وفي درعا (جنوب)، نفذت القوات النظامية حملة مداهمات بعد منتصف ليل الاثنين – الثلثاء في مدينة انخل اعتقلت خلالها 23 شخصاً، فيما سمعت أصوات إطلاق رصاص كثيف في مدينة بصرى الشام، وفق المرصد.
وقطع متظاهرون طريق دمشق الدولي المؤدي إلى درعا بإشعال مواد نفطية، وكذلك طريق قدسيا – دمشق، أو طريق بيروت القديم.
وخرجت تظاهرات مسائية في كفربطنا وعين ترما في ريف دمشق، وتظاهرات في أحياء في حماة وحلب رفعت فيها لافتات وشعارات تنتقد بطء مهمة المراقبين وعدم التزام النظام بخطة المبعوث الدولي كوفي أنان. وكتب المتظاهرون «الشهداء بالجملة، المراقبون بالتقسيط، من دون دفعة أولى»، وأخرى «آخر كذبة نيسان الالتزام بخطة أنان» رفعها متظاهرون في حي القابون الدمشقي. في موازاة ذلك، قالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) إن مسؤولي الجمارك على الحدود السورية – اللبنانية صادروا سيارة كانت محملة بالذخائر والأسلحة ومن بينها ثلاثة رشاشات وقاذف للصواريخ.
أنان: الوضع في سوريا لا يزال غير مقبول
كلينتون: نستعد لاحتمال فشل مهمة المراقبين
(و ص ف، رويترز، أ ش أ)
لافروف يحذر من أي محاولة لعرقلة عمل المراقبين
تقارير استخبارية تركية عن انشقاق خمس الجيش السوري
انفجرت عبوة ناسفة بسيارة متوقفة قرب المركز الثقافي الايراني في حي المرجة بدمشق فأصيب ثلاثة اشخاص بجروح، فيما واصل المراقبون الدوليون جولاتهم على عدد من المدن السورية، وتمركز اثنان منهم بصفة دائمة في مدينة حماه على غرار مدينة حمص. واعلنت مصادر حكومية ومعارضة اغتيال ثلاثة ضباط في الجيش السوري. وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أي محاولة لعرقلة عمل وفد مراقبي الامم المتحدة في سوريا. وتحدثت تقارير استخبارية تركية عن انشقاق خمس الجيش السوري منذ بداية الاحتجاجات على نظام الرئيس بشار الاسد في اذار 2011، وأوضحت ان معظم الانشقاقات حدثت في الوحدات المتمركزة على الحدود السورية – اللبنانية والحدود السورية – التركية. (راجع العرب والعالم)
وفي احاطة قدمها الى مجلس الامن في وقت متقدم امس، أكد المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان عبر دائرة تلفزيونية مغلقة “أن الوضع الحالي في سوريا لا يزال غير مقبول، ويأتي على العكس تماما من إرادة المجتمع الدولي”.
وقال ان “الحاجة ملحة الى اتخاذ اجراءات لنشر سريع لبعثة المراقبين لأن ذلك من شأنه ان يكون له تأثير ايجابي على الوضع”. واضاف ان رئيس عمليات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة الفرنسي ايرفيه لادسو أبلغ مجلس الامن ان مئة مراقب سيتوجهون الى سوريا خلال شهر بينهم 30 قبل نهاية الاسبوع.
وأفاد ديبلوماسيون ان انان سيعين رئيس المراقبين “خلال الايام المقبلة”. ويبدو ان الجنرال النروجي روبرت مود الذي اجرى محادثات مع النظام السوري لنشر بعثة المراقبين هو الاوفر حظا في رئاسة البعثة.
وقال ديبلوماسيون غربيون إن أنان أكد لأعضاء مجلس الأمن صحة التقارير التي تحدثت الاثنين عن دخول القوات الحكومية بأسلحتها الثقيلة إلى قلب مدينة حماه.
وفي ظل تزايد الخروقات لوقف النار، صرح احمد فوزي الناطق باسم أنان لشبكة التلفزيون التابعة للامم المتحدة بأن “وقف النار هش جداً وندعو الحكومة السورية الى الوفاء بالتزاماتها التزاما كاملا”. واضاف ان تطبيق وقف النار “يعني سحب كل العتاد الثقيل من المدن”، مشيرا الى ان صوراً التقطت بالاقمار الاصطناعية أثبتت ان “هذا الامر لم يحصل كليا” و”هذا غير مقبول”. وذكر ان مراقبي الامم المتحدة الذين انتشروا في سوريا دخلوا مدينتي حمص وحماه اللتين شهدتا مواجهات عنيفة، وحين يصلون “يتوقف اطلاق النار”. لكنه استدرك بأن “لدينا تقارير موثوقا بها تفيد انهم عندما يغادرون يتجدد”.
ونقل الناطق عن أنان تأكيده وجود 11 او 12 مراقباً في سوريا هو عدد غير كاف ولا بد من “وجود اكبر”. وشدد على انه “مع نحو 300 سنكون قادرين على مراقبة مزيد من المدن”.
وأعلن مصدر ديبلوماسي صيني في دمشق ان مراقبين صينيين هما جانغ بو وتشو دينغ انضما الى بعثة المراقبين الصينيين في سوريا . وأضاف ان المراقبين الصينيين اللذين قدما من بيروت، كانا يعملان ضمن القوة الموقتة للامم المتحدة في لبنان “يونيفيل”.
وفي واشنطن، صرحت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بأن بلادها تستعد لما بعد احتمال اعلان فشل خطة أنان، من طريق اتخاذ خطوات اضافية ضد الحكومة السورية.
وانتقدت التقارير الواردة عن عدم قدرة المراقبين على القيام بمهماتهم. وقالت ان واشنطن وشركاءها ملتزمون خطة أنان ويريدون لها النجاح. لكنها أضافت ان لا رهان على ان الاسد سيلتزمها. وأكدت ان العمل جار من أجل فرض مزيد من العقوبات الاميركية على نظام الاسد لزيادة عزلته.
برهان غليون
¶ في القاهرة، أمل رئيس “المجلس الوطني السوري” برهان غليون ان يفتح وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم غداً في العاصمة المصرية الباب لقرار يتخذه مجلس الامن تحت البند السابع لارغام النظام السوري على وقف العنف.
وقال في مؤتمر صحفي: “هناك تحد امام الجامعة العربية ومجلس الامن ومجموعة اصدقاء الشعب السوري يتمثل في رفض النظام السوري تنفيذ المبادرة العربية الدولية” التي طرحها انان. واضاف: “هذا يقتضي موقفا حاسما من الجامعة العربية التي لا ينبغي ان تظل شاهد روز”.
ورأى ان “النظام السوري لا يفي بالتزاماته” بموجب مبادرة انان وتالياً “يجب ان نذهب الى مجلس الامن للتصويت على قرار جديد تحت البند السابع (الذي يتيح اللجوء الى القوة القسرية) على الاقل من اجل فرض مناطق آمنة والسماح بدخول منظمات الاغاثة الدولية… أعتقد ان اجتماع وزراء الخارجية العرب مهم في رسم ملامح رد المجتمع الدولي على رفض النظام الانصياع للارادة الدولية”.
ويعقد الوزراء العرب اجتماعا غير عادي مساء اليوم لمناقشة الاوضاع في سوريا وفي السودان.
عدم تعرّض طليعة المراقبين الدوليين يشجّع بان كي – مون على إرسال المزيد
استمرت الاشتباكات في سوريا بين القوات النظامية ومسلحين مجهولي الهوية، بعدما التزم المنشقون من الجيش وقف النار الذي وجهه الامين العام للأمم المتحدة بان كي – مون ابتداء من 12 من الجاري.
استمرت عمليات القتل على الرغم من بدء وفد طليعي من المراقبين الدوليين جولاته الميدانية التي شملت ريف دمشق وحمص وحلب ودوما والزبداني بهدف التحقق من وقف النار التي تتجدد فيها الاشتباكات من حين الى آخر.
وأفادت دوائر ديبلوماسية “النهار” ان بان يأخذ في الاعتبار ان الاشتباكات مستمرة بالرغم من تراجعها بنسبة مرتفعة، وهو يدرك الخطر الذي يمكن ان يتعرض له أي مراقب، ويحرص على أمنه وسلامته. واستنادا الى تفويض مجلس الأمن له تحديد ما اذا كان “تعزيز” وقف النار يتيح هذا الانتشار، وبناء على التقارير التي ترده من المراقبين في سوريا، قرر ارسال دفعة جديدة منهم، وما يشجعه على ذلك ان أفرادا منهم وصلوا الى الاماكن التي شهدت اشتباكات ساخنة، وان بعض حاملي السلاح لم ينسحبوا منها، وبعض الاسلحة الثقيلة أزيلت من بعض الشوارع في المدن التي زارها المراقبون، كما أن أيا منهم لم يتعرض لسوء كاطلاق النار عليه او احتجازه من معارضين او حاملي سلاح مجهولي الهوية، بل جال في الاحياء التي زارها. وما ينطلق منه بان ايضا هو التزام السلطات السورية حماية المراقبين ومرافقتهم لدى تنقلاتهم، وهم عزّل، تطبيقا لما ورد في البروتوكول المبدئي الموقع بين الجانبين. ويشار الى انها المرة الاولى يرسل جنود لحفظ السلام الى منطقة نزاع من دون أن يكونوا مسلحين.
وأفادت الدوائر ان الامين العام لا يهمل ما يرده من السلطات الامنية السورية بعد تداوله مع قيادة قوات حفظ السلام في نيويورك، من اسباب للاشتباكلات التي لا تزال تقع حتى مع مباشرة المراقبين بعددهم الرمزي، وقد تحدثت وكالة الانباء الرسمية السورية “سانا” عن سقوط مسؤولين عسكريين ومدنيين آخرين على يد مسلحين، مما اضطر القوات النظامية الى الرد. وتقاطع ذلك مع معلومات المعارضة عن نفس الموضوع.
وقارنت بين ما أوردته الوكالة الرسمية في بيان لها عن اغتيال ضابطين، الاول برتبة عقيد في مدينة حماه، والثاني برتبة مقدم في بلدة المسمية التابعة لمدينة الصنمين، اضافة الى اغتيال طبيب في مدينة درعا، وهذا ما أدى الى الرد على مصادر النيران، فسقط أمس 28 قتيلا في مدينة حماه وفقا لـ”المرصد السوري لحقوق الانسان”. واستخصلت ان الرد أوقع هذا العدد الكبير من الضحايا، بذريعة ان هناك مسلحين يطلقون النار في اتجاه أفراد القوات النظامية.
وأشارت الى ان المرصد أكد ان الاسلحة التي استعملت في الرد كانت رشاشات خفيفة وثقيلة وليست بالدبابات، أي ان الاسلحة الثقيلة لم تستعمل، لافتة الى ان مطلقي النار على العسكريين مجهولون، وهنا يكمن خطر هشاشة الوضع، وثمة استحالة لكشف هويتهم مما يفيد أن احتمال الاشتباكات سيستمر.
ولم تتوافر معلومات عما اذا كان ارسال المراقبين سيظل تدريجيا وببطء ليصل الى العدد المطلوب بعد فترة زمنية قريبة من انتهاء المدة الزمنية التي حددها مجلس الامن بثلاثة أشهر وأنه سيسرّع.
وذكرت أن الاولوية لدى بان هي تثبيت الامن من طريق الشق الامني وفق خطة المبعوث الدولي والعربي المشترك كوفي أنان المؤلفة من سحب السلاح الثقيل والوحدات المسلحة الرسمية حيث هي واعادتها الى ثكنها واحترام الساعة الصفر التي مضى على اعلانها 12 يوما التي لا تزال تخرق مدعوما بشكل مطلق من روسيا والصين.
وأكدت ان الشق السياسي لتلك الخطة يتبع ترسيخ الهدنة ولا يمكن ان يتزامن معها او ينفذ بشكل مستقل عنها.
انفجار في المرجة بدمشق واغتيال ثلاثة ضباط
تقرير استخباري تركي عن انشقاق خمس الجيش السوري
في خروقات جديدة لوقف النار الهش في سوريا، أوردت وسائل اعلام حكومية وأخرى معارضة ان ثلاثة ضباط في الجيش السوري قتلوا في دمشق وأن ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص أصيبوا في انفجار سيارة مفخخة بالعاصمة. وزارت بعثة المراقبين التابعة للأمم المتحدة محافظة حمص السورية وتمركز اثنان من المراقبين بصفة دائمة في مدينة حماه التي شهدت اعمال عنف الاثنين.
أفادت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” ان “مجموعة ارهابية مسلحة” قتلت بالرصاص ضابطين في الجيش قرب دمشق، بينما قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له، ان ضابطا ثالثا قتل في حي البرزة بالعاصمة.
وجاء في شريط عاجل على قناة “الاخبارية” السورية ان “مجموعة ارهابية مسلحة فجرت عبوة ناسفة بسيارة بالقرب من مجمع يلبغا في منطقة المرجة في دمشق، مما اسفر عن اصابة ثلاثة اشخاص واضرار مادية في الابنية المجاورة”.
الا ان “سانا” أوردت ان “مجموعة ارهابية مسلحة” الصقت العبوة تحت سيارة من جهة السائق مما ادى الى اصابته بجروح. ووصف سكان دمشق الانفجار الذي حصل في شاحنة صغيرة امام المركز الثقافي الايراني في حي تسوق شهير، بانه كان مدوياً جداً، لكنه لم يوقع سوى اضرار محدودة.
في غضون ذلك، يتابع فريق المراقبين الذي بلغ عدد افراده 11 مراقبا زياراته الى عدد من المناطق السورية.
وصرح الناطق باسم الوفد نيراج سينغ: “بلغ عدد فريق ذوي القبعات الزرق احد عشر مراقبا بينهم اثنان يمكثان في حمص، فيما يتابع التسعة الآخرون جولاتهم الميدانية”. وقال ان “اثنين من المراقبين سيرابطان في مدينة حماه كما هو الحال في حمص”.
وأكد ناشطون ان فريق المراقبين الدوليين توجه الى حماه للمرة الثانية خلال ثلاثة ايام، غداة تعرضها لعملية عسكرية عنيفة اسفرت عن مقتل 31 شخصا وتلت زيارة اولى للمراقبين الاحد.
وصرح عضو المكتب الاعلامي لـ”مجلس الثورة” في حماه ابو غازي الحموي بان “المراقبين الدوليين زاروا ظهر اليوم ساحة العاصي ثم حي الاربعين ومشاع الاربعين حيث وقعت مجزرة كبيرة امس (الاثنين) على ايدي القوات النظامية”. واضاف ان “المراقبين التقوا اليوم الاهالي وعوائل الشهداء، لكنهم لم يستجيبوا لرغبة السكان في زيارة المقبرة الجماعية التي دفن فيها شهداء الامس”.
واتهمت “الرابطة السورية لحقوق الانسان” القوات النظامية بتنفيذ عملية “اعدام ميداني” الاثنين في حق تسعة ناشطين التقوا وفد المراقبين الاحد.
وقالت “سانا” ان “وفداً من المراقبين الدوليين زار صباح اليوم (الثلثاء) مدينة دوما في ريف دمشق”، بعد زيارة الاثنين استقبلهم فيها آلاف من المتظاهرين المناهضين للنظام.
وسمعت في دوما صباحا اصوات انفجارات واطلاق نار كثيف. واقتحمت القوات النظامية الاحد هذه المدينة التي تعد مركز الاحتجاجات في الريف الدمشقي بعدد من الدبابات تحت غطاء مدفعي وناري كثيف.
وتحدث “المرصد السوري” عن سقوط قتيل في دوما بنيران القوات النظامية.
الى ذلك، أعلن مدير “المركز السوري للدراسات والابحاث القانونية” المحامي انور البني ان الاجهزة الامنية السورية اعتقلت المفكر الفلسطيني سلامة كيلة من منزله في دمشق.
برنامج الغذاء العالمي
وفي جنيف، قال برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة إنه يهدف إلى ايصال المساعدات الغذائية إلى 500 ألف شخص في سوريا “خلال الأسابيع المقبلة” مما يعني تقريبا مضاعفة العدد الذي يتوقع أن يصل في نيسان.
وأقر بأنه يواجه تحديات في توصيل المواد الغذائية، لكنه في صدد زيادة مساعدته بناء على طلب من منظمة الهلال الأحمر العربي السوري وهو مستعد لزيادة عملياته في البلاد أكثر “عندما يتاح الدخول”.
ولاحظت المديرة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمي ارثارين كازين “مع استمرار الصراع يجد السوريون في مناطق متضررة من العنف صعوبة بالغة في إطعام أسرهم ويشعر برنامج الغذاء العالمي بقلق بالغ من احتمال عدم توافر الأمن الغذائي”.
لافروف
وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في دو شانبه من أي محاولة لعرقلة عمل وفد مراقبي الامم المتحدة في سوريا. وقال في مؤتمر صحافي ان “عمل المراقبين عنصر ايجابي، وآمل في الا يتمكن الذين يحاولون عرقلة عمل وفد الامم المتحدة في سوريا، من تنفيذ مشاريعهم”.
وأكد أن “البعثة لعبت دورا إيجابيا… وأتمنى أن يزداد عدد المراقبين في أقرب وقت إلى 300 شخص، كما جاء في قرار مجلس الأمن”. وأوضح أنه “كلما كان عدد المراقبين كبيراً، حصلنا على معلومات أكثر تستند إلى وقائع موضوعية”، مبدياً أسفه لوجود “ابتزاز في وسائل الإعلام، التي تستند إلى مصادر لا تبعث على الثقة”. وكرر أن “عمل المراقبين هو من دون شك عمل إيجابي”.
تقارير تركية
¶ في أنقرة، نشرت صحيفة “صباح” التركية أن المعلومات الواردة في تقرير لجهاز الاستخبارات التركية تؤكد أن خمس الجيش السوري انحل وانضم الى صفوف “الجيش السوري الحر” المعارض لنظام الاسد وهذا يعني انضمام ما يقارب 60 الفاً الى 65 ألف عسكري وضابط سوري من مجموع عدد الجيش السوري البالغ 300 ألف عسكري إلى صفوف الجيش المعارض.
وقال التقرير المعد لعرضه على اجتماع مجلس الامن القومي التركي آخر الشهر الجاري أن أهم الانفكاكات في الجيش السوري شهدها الجيش السوري الثاني المرابط على الحدود السورية – اللبنانية والجيش الثالث المرابط على الحدود مع تركيا.
وأضاف أن إدارة الاسد تحاول استغلال بطاقة “حزب العمال الكردستاني” الانفصالي ضد تركيا وتحاول اجراء اتصالات مع قياديين في الحزب في جبال قنديل في مقدمهم القيادي الارهابي السوري الملقب ” فهمان حسين”، ولكن نتيجة محاصرة جبال قنديل واستمرار الغارات الجوية عليها لم يستطع رجال المخابرات السورية عقد لقاءات مع فهمان وتالياً اضطروا الى عقد لقاءات مع مجاميع ارهابية صغيرة اخرى لمحاولة استغلالها ضد تركيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن مجلس الامن القومي التركي سيعقد اجتماعه الدوري في القصر الجمهوري برئاسة الرئيس عبدالله غول في 30 نيسان الجاري في حضور رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان ورئيس الاركان وقادة القوات المسلحة والاعضاء الدائمين في المجلس.
واشنطن تعدّ لما بعد فشل خطة أنان .. وموسكو تحذر من عرقلتها
مهمة المراقبين تواجه عقبات .. وأسئلة في مجلس الأمن
حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، من أي محاولة لعرقلة عمل وفد مراقبي الأمم المتحدة في سوريا، موضحا انه «كلما كان عدد المراقبين أكبر، كلما حصلنا على معلومات أكثر تستند إلى حقائق موضوعية»، فيما رأى مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان أن الوضع في سوريا «غير مقبول» ويتطلب المزيد من الالتزام من جانب الحكومة السورية والمزيد من المراقبين، ملمحا في خطاب في السويد لم يذكر فيه سوريا بالاسم الى ان التدخل العسكري الدولي قد يكون مطلوبا في بعض الحالات، لكن القرار يجب الا يتخذ باستهتار.
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في نيويورك، على ضرورة أن توفر السلطات السورية لمراقبي الأمم المتحدة الحرية التامة في التنقل وان تؤمن للبعثة وسائل نقل جوية. وقال «من المهم فعلا أن تقدم الحكومة السورية حماية تامة للمراقبين وان تضمن حريتهم في التنقل والحركة». وأوضح انه يتوجب على دمشق أن تقدم لهذه البعثة «كل التعاون» الممكن بما في ذلك «وسائل جوية»، موضحا انه بعث برسالة بهذا الخصوص إلى مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري لنقلها إلى الرئيس السوري بشار الأسد. وتابع «آمل أن تتعاون الحكومة السورية كليا» مع وسيط الأمم المتحدة كوفي انان.
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، إن واشنطن تستعد لإمكانية فشل خطة انان في إيقاف العنف في سوريا وستتخذ إجراءات إضافية ضد الحكومة السورية إذا حصل هذا الأمر. وأدانت تواصل العنف وعدم قدرة المراقبين على القيام بعملهم. وأشارت الى ان الولايات المتحدة والحلفاء ملتزمون بخطة انان، ويريدون ان تنجح، لكنها اضافت «انها لا تثق بان حكومة الرئيس السوري بشار الاسد ستذعن لها». وأوضحت انه اذا فشلت خطة انان فإن واشنطن تخطط لعقوبات إضافية على النظام السوري وعزله.
وأعلنت الحكومة السورية، بعد اجتماع برئاسة عادل سفر، أنها قررت «تشكيل لجنة إنجاز برئاسة وزير الإدارة المحلية وعضوية وزراء الداخلية والصحة والإسكان والتعمير والكهرباء والدولة للمشاريع الحيوية تقوم بحصر وتقدير الأضرار الواقعة في حمص، ومنحها الصلاحيات والإمكانات لإنجاز مهامها لإعادة الحياة وعودة المواطنين إلى بيوتهم بالسرعة القصوى».
ونقل دبلوماسي في نيويورك عن انان إبلاغه مجلس الأمن أن الوضع في سوريا لا يزال «غير مقبول».
وأبلغ قائد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة هيرفيه لادسوس مجلس الأمن الدولي بأن نشر مئة عنصر من بعثة المراقبين الدوليين في سوريا يتطلب شهراً واحداً، حسبما نقل عنه دبلوماسي في نيويورك.
وكان المتحدث باسمه احمد فوزي قال، لشبكة التلفزة التابعة للأمم المتحدة، إن «وقف إطلاق النار هش للغاية وندعو الحكومة السورية إلى الوفاء بالتزاماتها في شكل كامل».
وأضاف أن تطبيق وقف إطلاق النار «يعني سحب كل العتاد العسكري الثقيل من المدن»، موضحا أن «صورا التقطت بالأقمار الاصطناعية أثبتت أن هذا الأمر لم يحصل كليا، وهذا غير مقبول. وسيقول انان هذا لمجلس الأمن عندما يتحدث إليه في جلسة مغلقة».
وتابع فوزي أن مراقبي الأمم المتحدة الذين انتشروا في سوريا دخلوا مدينتي حمص وحماه، وحين يصلون «يتوقف إطلاق النار»، لكنه أضاف أن «لدينا تقارير موثوقة تفيد أنهم عندما يغادرون يتجدد» إطلاق النار. وتابع إن «أفراد الجيش وقوات الأمن السورية يتعرضون لمن يتحدثون مع مراقبي الأمم المتحدة بعد مغادرة المراقبين المدينة، وأحيانا يتعرض هؤلاء الأشخاص للقتل».
وكانت الرابطة السورية لحقوق الإنسان اتهمت، في بيان، «القوات النظامية بتنفيذ عملية إعدام ميداني في حماه أمس (الأول) في حق تسعة نشطاء التقوا وفد المراقبين الأحد الماضي». وزار وفد المراقبين حماه وحمص.
وأشار فوزي إلى أن انان سيبلغ مجلس الأمن بوجود حاجة «لوجود أقوى» للمراقبين في سوريا. ونقل عن انان تأكيده أن 11 أو 12 مراقبا هو عدد غير كاف ولا بد من «وجود اكبر». وشدد على انه «مع نحو 300 (مراقب) سنكون قادرين على مراقبة مزيد من المدن».
وقال انان، في خطاب في جامعة لوند السويدية، إن استخدام المراقبين يتطلب «موظفين أكفاء، وتفويضا قويا ودعما دوليا واضحا»، مضيفا انه لا يمكن ضمان
سلامتهم دائما. وشدد على انه يجب ألا ينتظر المجتمع الدولي النزاعات «لتنفجر» قبل إرسال مبعوثين أو مراقبين. وتابع «في الغالب، يكون رد مجلس الأمن ضعيفا أو غير موجود. إن أعماله لا تنطلق من المبادئ بل عبر السياسة أو انتقائيا».
واعتبر أن على العالم أن يكون مستعدا للتدخل عسكريا عندما «لا تتم حماية السكان من أبشع الجرائم». وقال، من دون أن يذكر سوريا بالاسم، «بالتأكيد يجب أن يكون الحل العسكري آخر ما يتم اللجوء إليه، لكنه قد يكون مطلوبا في بعض الحالات، لكن يجب الا يتم اتخاذ القرار باستهتار».
روسيا
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في العاصمة الطاجيكية دوشنبه، إن «عمل المراقبين عنصر ايجابي، وآمل ألا يتمكن الذين يحاولون عرقلة عمل وفد الأمم المتحدة في سوريا، من تنفيذ مشاريعهم». وأضاف أن «الوفد قد أدى دورا ايجابيا وإننا نعول على زيادة عدد المراقبين قريبا جدا إلى 300 كما ورد في قرار الأمم المتحدة». وتابع «كلما كان عدد المراقبين أكبر، كلما حصلنا على معلومات أكثر تستند إلى حقائق موضوعية»، معربا عن أسفه لوجود «وسائل إعلام تستند إلى مصادر لا تبعث على الثقة».
ونقلت وكالة «ايتار تاس» عن مصدر دبلوماسي روسي قوله إن لافروف سيلتقي في موسكو غدا وفدا من «الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير، التي هي احد أطياف المعارضة الداخلية في سوريا».
وأعلن مندوب روسيا الدائم لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيغوف، في تصريح لوكالة «انترفاكس»، أن «تقرير مصير سوريا يجب أن يكون بيد السوريين أنفسهم من دون تدخل خارجي. أما كيف سيكون هذا القرار فهذا ما سيقرره السوريون أنفسهم، ومن سيترأس البلاد فهذا ما سيقرره السوريون فقط».
وحول العقوبات الأوروبية الجديدة، قال تشيغوف إن «نهج العقوبات المفروضة ضد السوريين ليس هو ذلك الطريق الذي يؤدي إلى تسوية سياسية». وأضاف «موقفنا معروف للجميع بما فيه الكفاية، بمن فيهم لواضعي قرار الإجراءات الجديدة ضد دمشق. من الضروري وقف العنف ومراقبة تنفيذ قرار وقف إطلاق النار، بما في ذلك عبر إشراك مراقبي الأمم المتحدة بعدد اكبر، وبالطبع عبر إنشاء حوار سياسي بمشاركة كافة القوى السياسية السورية الأساسية، والذي بمقدوره أن يؤدي إلى حل من قبل السوريين أنفسهم».
وقال نائب رئيس الحكومة الروسية المشرف على المجمع الصناعي العسكري ديميتري روغوزين «سنستمر بالتعاون في المجال العسكري التقني مع سوريا، تنفيذا للاتفاقيات الموقعة في هذا المجال، ولكن منظومة صواريخ أس 300 ليست من ضمنها».
وقالت باريس إنها لا تزال تدعم خطة انان لكنها لا تستطيع الاستمرار في ذلك للأبد من دون حدوث تغييرات على الأرض لا سيما في ما يتعلق بانتشار القوات السورية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو «يجب على النظام ألا يخطئ هذه المرة. لا يستطيع أن يواصل تضليل المجتمع الدولي لفترة أطول كثيرا. عندما يحين الوقت سيتعين علينا اتخاذ الإجراءات الضرورية المطلوبة إذا لم يتغير الوضع على الأرض».
غليون
وأعرب رئيس «المجلس الوطني السوري» برهان غليون، في مؤتمر صحافي في القاهرة، عن امله في ان يفتح وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم في القاهرة غدا «الباب لقرار يتخذه مجلس الامن الدولي تحت البند السابع لارغام النظام السوري على وقف العنف».
وقال «هناك تحد امام الجامعة العربية ومجلس الامن ومجموعة اصدقاء سوريا يتمثل في رفض النظام السوري تنفيذ المبادرة العربية الدولية» التي طرحها انان. واضاف ان «النظام السوري لا يفي بالتزاماته» وفقا لمبادرة انان وبالتالي «يجب ان نذهب الى مجلس الامن للتصويت على قرار جديد تحت البند السابع (الذي يتيح اللجوء الى القوة القسرية) على الاقل من اجل فرض مناطق آمنة والسماح بدخول منظمات الاغاثة الدولية».
ميدانيات
وأعلن برنامج الأغذية العالمي، في بيان، مضاعفة مساعداته الغذائية في سوريا لتصل إلى ربع مليون متضرر نهاية نيسان الحالي، ونصف مليون خلال الأسابيع المقبلة، إلا انه حذر من عجز في الميزانية بسبب عدم تحصيل المبلغ اللازم لإتمام العملية.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) «انفجرت عبوة ألصقتها مجموعة إرهابية مسلحة في سيارة نوع مازدا قرب مجمع يلبغا في منطقة المرجة في دمشق». وقال مصدر في قيادة شرطة المحافظة إن «العبوة كانت ملصقة تحت السيارة من جهة السائق، ما أدى إلى إصابته بجروح». وذكرت وكالة «فارس» الإيرانية أن الانفجار وقع أمام المركز الثقافي الإيراني، لكن لم تلحق أضرار بالمركز.
وأضافت الوكالة السورية «اغتالت مجموعة إرهابية مسلحة ضابطا متقاعدا برتبة مقدم وشقيقه في منطقة جديدة الفضل في ريف دمشق». وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، «اغتيل مساعد أول في الاستخبارات في حي برزة الدمشقي، ودارت اشتباكات بين القوات النظامية وعناصر من المجموعات المنشقة. كما قتل شخص في دوما».
(«السفير»، سانا،
ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)
مفتي سوريا يحذر من أن سقوط سوريا سيتبعه سقوط الدول المحيطة بها
بيروت- (يو بي اي): حذر مفتي سوريا الشيخ أحمد بدر الدين حسّون من ان سقوط سوريا سيتبعه سقوط الدول المحيطة بها كالسعودية والاردن والعراق.
وقال حسّون في مقابلة مع اذاعة النور الناطقة بلسان حزب الله الاربعاء “اذا سقطت سوريا سيتوالى سقوط الدول المحيطة بدءاً من لبنان وصولاً الى السعودية مروراً بالاردن والعراق”.
واضاف “أن المخطط للأمة العربية والاسلامية ان لا تبقى هناك دولة قوية وأن يقتل ابناء الامة بعضهم بعضا”.
وقال “ما يحدث في سوريا اليوم هو ليس عملية اسقاط نظام انما عملية ادخال سوريا في تفتيت ديني ثقافي عرقي يبقي مئة سنة من الفوضى في العالم العربي .. الفوضى التي تريحهم وتجعل المستفيد هو الكيان الصهيوني الذي يعلن قيام أول دولة دينية في المنطقة كلها وبكل وقاحة”.
ونبه حسون المعارضة السورية “من الانخداع بالمشروع الغربي والوصول الى السلطة لتجعل من سوريا دولة ديمقراطية على النموذج الغربي” ، وتوجه اليهم بالقول ” انها أضغاث احلام “.
وأعرب عن ثقته أن الرئيس السوري بشار الاسد “مستعد للتخلي عن الحكم في حال استطاعت المعارضة ان تأتي ببرنامج مقنع للشعب ودخلت في الحوار وقالت للرئيس السوري بشار الاسد اننا جئنا بهذا البرنامج والشعب رضي به إما ان تزول وإما ان نحاربك فإن الرئيس الاسد سيتنحى ويذهب ليتابع علمه وعمله”.
دمشق ترفض المراقبين التابعين لدول أعضاء في مجموعة أصدقاء سوريا
نيويورك- (ا ف ب): اعلنت سفيرة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة سوزان رايس ان الحكومة السورية ترفض مراقبي الامم المتحدة التابعين للدول الاعضاء في مجموعة اصدقاء سوريا.
ونقلت رايس عن رئيس عمليات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة هيرفيه لادسو قوله إن دمشق رفضت السماح لعضو من فريق المراقبين المكلفين مراقبة وقف اطلاق النار من الدخول الى اراضيها.
واوضحت رايس أن السلطات السورية اعلنت “انها لن توافق على اي عضو في بعثة المراقبة التابعة للامم المتحدة يتحدر من بلد في مجموعة اصدقاء سوريا”.
وحسب رايس، فان لادسو الذي تحدث الى مجلس الامن “اشار الى انه امر غير مقبول تماما من جهة نظر الامم المتحدة”.
وتضم مجموعة (اصدقاء سوريا) 14 دولة من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والسعودية وتركيا وقطر وكلها قالت إن الرئيس السوري بشار الاسد فقد شرعيته بسبب الحملة الدموية التي شنها على مدى الثلاثة عشر شهرا الماضية لقمع المحتجين المطالبين بالديمقراطية والتي أوصلت سوريا إلى شفا حرب أهلية.
الأسد: الأزمة السورية لا تزال في بدايتها والموقف الدولي حيالها يتطور إيجابياً
بيروت- (يو بي اي): قال الرئيس السوري بشار الأسد إن أزمة بلاده لا تزال في بدايتها لكن الموقف الدولي يتطور إيجابياً تجاهها، لافتاً الى أنه ليس من الضروي أن يتمثل حزب البعث العربي الإشتراكي الحاكم في الحكومة التي ستنبثق عن الإنتخابات النيابية المقررة في 7 أيار/ مايو المقبل.
ونسبت صحيفة (الأخبار) اللبنانية الأربعاء، الى الرئيس الأسد قوله لمعارض سوري في الداخل إلتقى به مؤخراً، إن “الأزمة السورية لا تزال في هذه اللحظة في بدايتها”، لكنه أشار إلى أن “الموقف الدولي يتطور إيجاباً”.
وأشار إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما “ستكون مضطرة مع حلول الصيف، إلى البحث عن تهدئة بسبب موجبات تفرضها الإنتخابات الأمريكية، ما يعزز فرص تعاونها مع موسكو للمساهمة في إنتاج حل للأزمة السورية”.
ولاحظ الأسد أنه “باستثناء قطر والسعودية وتركيا، فإن الموقف الدولي هو الآن أفضل”.
ومن جهة أخرى، نسبت الصحيفة اللبنانية إلى الرئيس السوري قوله إنه لم يقرر بعد ما إذا كان سيستجيب لطلب مجلس الشعب منه تأجيل الإنتخابات النيابية المزمع عقدها في 7 أيار/ مايو المقبل، لبعض الوقت لأسباب تقنية، مشيرة الى أنه “مبدئياً عازم على إجرائها في موعدها، وإذا وافق على التأجيل، فإنها ستجري في الصيف على أبعد تقدير”.
وأعلن الأسد خلال لقائه المعارض السوري في الداخل أنه “ليس رئيس حزب البعث، بل هو رئيس كل سوريا”، وأنه “مؤمن بإيجاد تعددية حزبية في سوريا”.
وقال إن “حزب البعث إن أراد البقاء في الساحة، فعليه أن يعمل بين الناس وينافس لضمان وجوده السياسي”.
وكشف عن تطلّعه إلى “إنتاج جبهة سياسية أبعد أثراً في تأثيرها على مسار بناء المستقبل السياسي الجديد لسوريا، من صيغة الجبهة الوطنية الحالية”.
ولفت الرئيس الأسد الى أنه “ليس من الضروري أن يتمثل حزب البعث في الحكومة الجديدة المنوي تأليفها بعد الإنتخابات، فقد يصار إلى الإكتفاء بتمثّله في البرلمان”.
وحول العلاقات السورية ـــ اللبنانية، قال إن “دمشق ستتعامل بشروطها مع القوى اللبنانية”، موحياً بأن “مصالح سوريا سيكون لها إعتبار في هذه العلاقات”.
وأوضح أنه فور الإنتهاء من الإنتخابات النيابية في سوريا “ستعاود دمشق الإهتمام بالعلاقات اللبنانية السورية وفق معايير جديدة للنظرة إلى طرائق العمل ضمن هذا الملف”.
ونسبت (الأخبار) الى الشخصية السورية الممثلة لإحدى فصائل معارضة الداخل، والتي التقت الرئيس الأسد مؤخراً، قولها إن “هناك تفكيراً مشتركاً بين موسكو ودمشق للعمل من أجل إنتاج طاولة حوار وطني بين النظام ومن يقبل بالحوار معه”، وإن ا”لأسد يرحّب بدور روسيا التي تدافع عن إيجاد حل للأزمة السورية”.
ويذكر أن الرئيس السوري بشار الأسد قد حدّد في مرسوم رئاسي، يوم 7 أيار/ مايو المقبل موعداً لإجراء الإنتخابات النيابية في البلاد، سبقها في 26 شباط/ فبراير الماضي إستفتاء على مشروع الدستور الجديد الذي أقر التعددية السياسية في البلاد وأسقط ما يشير في المادة الثامنة منه إلى أن حزب البعث الحاكم هو قائد البلاد.
مقتل ثلاثة ضباط سوريين وانفجار سيارة ملغومة في دمشق
عنان: سورية لم تسحب الاسلحة الثقيلة من المدن
جنيف ـ بيروت ـ دمشق ـ وكالات: قال المتحدث باسم المبعوث الدولي كوفي عنان ان افراد الجيش وقوات الامن السورية يتعرضون لمن يتحدثون مع مراقبي الامم المتحدة بعد ان يغادر المراقبون المدينة واحيانا يتعرض هؤلاء الاشخاص للقتل، في الوقت الذي ذكرت فيه وسائل اعلام حكومية وجماعات بالمعارضة ان ثلاثة ضباط بالجيش السوري قتلوا في دمشق الثلاثاء وأن ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص أصيبوا في انفجار سيارة ملغومة بالعاصمة في ضربات اخرى لهدنة هشة تراقبها الأمم المتحدة.
وقال المتحدث احمد فوزي في تصريحات بثها تلفزيون الامم المتحدة ان صور الاقمار الصناعية بينت ان القوات السورية لم تسحب الاسلحة الثقيلة من المدن ولم تعد الى ثكناتها كما ينبغي لها وفقا لخطة عنان.
وتابع أن السلطات السورية ‘تزعم ان هذا تحقق. لكن صور الاقمار الصناعية وتقارير يوثق في دقتها تبين ان هذا لم يتحقق بالكامل وهذا غير مقبول وسيقول المبعوث الخاص المشترك كوفي عنان هذا لمجلس الامن اليوم عندما يتحدث اليه في جلسة مغلقة’.
وقالت الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) ان ‘مجموعة ارهابية مسلحة’ قتلت بالرصاص ضابطين بالجيش قرب دمشق، في حين قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا ان ضابطا ثالثا قتل في حي البرزة بالعاصمة.
ووصف سكان دمشق الانفجار الذي وقع في شاحنة صغيرة امام مركز ثقافي ايراني مباشرة في حي تسوق شهير بأنه كان مدويا للغاية لكنه لم يسفر سوى عن اضرار محدودة. ولم تتأثر واجهات المتاجر القريبة ولم تكن هناك اي دلالة على حدوث اضرار بالمركز الذي تديره طهران الحليف الاقليمي القوي للأسد. وقال اصحاب المتاجر ان اربعة اشخاص اصيبوا بينهم سائق سيارة اجرة.
الى ذلك يتابع فريق المراقبين والذي بلغ عدد افراده احد عشر مراقبا زياراته الثلاثاء الى عدد من المناطق السورية، بحسب ما افاد المسؤول في الوفد نيراج سينغ لوكالة فرانس برس.
وقال سينغ ‘بلغ عدد فريق القبعات الزرق احد عشر مراقبا بينهم اثنان يمكثان في حمص (وسط)، فيما يتابع التسعة الاخرون جولاتهم الميدانية’.
واشار الى ان الفريق ‘سيزور اليوم مناطق متعددة في البلاد’، دون اعطاء المزيد من التفاصيل.
وقال عضو المكتب الاعلامي لمجلس الثورة في حماة ابو غازي الحموي لوكالة فرانس برس ان ‘المراقبين الدوليين زاروا ظهر الثلاثاء ساحة العاصي ثم حي الاربعين ومشاع الاربعين حيث وقعت مجزرة كبيرة امس (الاثنين) على يد القوات النظامية’.
واضاف الحموي ان ‘المراقبين التقوا الثلاثاء الاهالي وعوائل الشهداء لكنهم لم يستجيبوا لرغبة السكان في زيارة المقبرة الجماعية التي دفن فيها شهداء الاثنين’.
واتهمت الرابطة السورية لحقوق الانسان القوات النظامية بتنفيذ عملية ‘اعدام ميداني’ الاثنين في حق تسعة نشطاء التقوا وفد المراقبين الاحد.
وسمعت في دوما صباحا اصوات انفجارات واطلاق نار كثيف. واقتحمت القوات النظامية الاحد هذه المدينة التي تعد مركز الاحتجاجات في الريف الدمشقي بعدد من الدبابات تحت غطاء مدفعي وناري كثيف.
الى ذلك، اعتقلت الاجهزة الامنية السورية فجر الثلاثاء المفكر الفلسطيني سلامة كيلة من منزله في دمشق، بحسب ما افاد مدير المركز السوري للدراسات والابحاث القانونية المحامي انور البني.
سياسيا، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء في دوشانبي من اي محاولة لعرقلة عمل وفد مراقبي الامم المتحدة في سورية.
وقال لافروف في مؤتمر صحافي في العاصمة الطاجيكية ان ‘عمل المراقبين عنصر ايجابي، وآمل ان لا يتمكن الذين يحاولون عرقلة عمل وفد الامم المتحدة في سورية، من تنفيذ مشاريعهم’.
وشدد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين على ضرورة ان توفر السلطات السورية لمراقبي الامم المتحدة الحرية التامة في التنقل وان تؤمن لهم وسائل نقل جوية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند ‘نتوقع ان تكون للمراقبين حرية تامة للحركة والوصول بدون عوائق الى السوريين في مناطق سورية التي يعتبرونها مهمة لمراقبتها’.
انفجار في دمشق والمراقبون يواصلون جولاتهم في ظل خروق واعتقالات
هز انفجار عبوة ناسفة امس العاصمة السورية غداة مقتل نحو ستين شخصاً، رغم مرور 12 يوماً على بدء تطبيق وقف اطلاق النار ووجود فريق من المراقبين الدوليين الذين يواصلون جولاتهم
أعلن المتحدث باسم المبعوث الدولي كوفي انان أن افراد الجيش وقوات الامن السورية يتعرضون لمن يتحدث إلى مراقبي الامم المتحدة بعد ان يغادر المراقبون المدينة، واحياناً يتعرض هؤلاء الاشخاص للقتل، فيما ذكرت الرابطة السورية لحقوق الانسان ان القوات السورية النظامية قتلت اول من امس تسعة نشطاء كانوا قد التقوا وفد المراقبين الدوليين اثناء زيارتهم لمدينة حماة.
وقال المتحدث احمد فوزي، في تصريحات بثها تلفزيون الامم المتحدة، ان صور الاقمار الاصطناعية بينت ان القوات السورية لم تسحب الاسلحة الثقيلة من المدن ولم تعد الى ثُكنها كما ينبغي لها وفقاً لخطة انان. وتابع قائلاً إن السلطات السورية «تزعم أن هذا تحقق. لكن صور الاقمار الاصطناعية وتقارير يوثق في دقتها تبين ان هذا لم يتحقق بالكامل، وهذا غير مقبول، وسيقول المبعوث الخاص المشترك كوفي أنان هذا لمجلس الامن عندما يتحدث اليه في جلسة مغلقة».
وفي السياق، شدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اول من امس على ضرورة ان توفر السلطات السورية لمراقبي الامم المتحدة الحرية التامة في التنقل وان توفر لها وسائل نقل جوية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند: «نتوقع ان تكون للمراقبين حرية تامة للحركة والوصول بدون عوائق الى السوريين في مناطق سوريا التي يعتبرونها مهمة لمراقبتها».
في هذا الوقت، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من اي محاولة لعرقلة عمل وفد مراقبي الامم المتحدة في سوريا. وقال، في مؤتمر صحافي في العاصمة الطاجيكية دوشانبي، ان «عمل المراقبين عنصر ايجابي، وآمل ان لا يتمكن الذين يحاولون عرقلة عمل وفد الامم المتحدة في سوريا، من تنفيذ مشاريعهم».
وتابع فريق المراقبين الذي بلغ عدد افراده احد عشر مراقباً زياراته امس لعدد من المناطق السورية، بحسب ما افاد المسؤول في الوفد نيراج سينغ. وقال سينغ: «بلغ عدد فريق القبعات الزرق احد عشر مراقباً، بينهم اثنان يمكثان في حمص، فيما يتابع التسعة الآخرون جولاتهم الميدانية». واشار الى ان الفريق «سيزور اليوم مناطق متعددة في البلاد»، وأن «اثنين من المراقبين سيرابطان في مدينة حماة كما هي الحال في مدينة حمص».
ووصل الى دمشق مساء امس مراقبان من جمهورية الصين الشعبية للانضمام الى وفد طليعة المراقبين الدوليين العاملين في سوريا. وقال مصدر دبلوماسي صيني في دمشق إن «المراقبين الصينيين اللذين قدما من بيروت، كانا يعملان ضمن بعثة قوات حفظ السلام (اليونيفيل) في جنوب لبنان». وافادت «سانا» بأن «وفداً من المراقبين الدوليين زار مدينة دوما في ريف دمشق»، بعد زيارة امس استقبلهم فيها آلاف المتظاهرين المناهضين للنظام.
أمنياً، هز انفجار عبوة ناسفة العاصمة السورية. وجاء في شريط عاجل على قناة «الاخبارية» السورية ان «مجموعة ارهابية مسلحة فجرت عبوة ناسفة بسيارة بالقرب من مجمع يلبغا في منطقة المرجة في دمشق، ما أدى إلى إصابة ثلاثة اشخاص واضرار مادية بالابنية المجاورة». الا ان وكالة الانباء الرسمية (سانا) ذكرت ان «مجموعة ارهابية مسلحة» الصقت العبوة تحت سيارة من جهة السائق، ما ادى الى اصابته بجروح. وذكرت وكالة أنباء فارس الايرانية أن الانفجار وقع أمام المركز الثقافي الايراني، لكن لم تلحق أضرار بالمركز.
كذلك اغتيل الثلاثاء مساعد اول في الاستخبارات في حي برزة الدمشقي، ودارت اشتباكات بين القوات النظامية وعناصر من المجموعات المنشقة، ولم ترد انباء عن سقوط ضحايا بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وفي حمص، افاد المرصد عن تشييع جثامين ثلاثة مواطنين من عائلة واحدة هم ام وابنها وابنتها، قتلوا متأثرين بجراح اصيبوا بها اثر اصابة منزلهم بقذيفة ار بي جي في حي القصور بحمص مساء الاثنين.
وفي درعا، نفذت القوات النظامية حملة دهم بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء في مدينة انخل اعتقلت خلالها 23 شخصاً، فيما سمعت اصوات اطلاق رصاص كثيف في مدينة بصرى الشام، بحسب المرصد.
واعتقلت الاجهزة الامنية السورية المفكر الفلسطيني سلامة كيلة من منزله في دمشق، بحسب ما افاد مدير المركز السوري للدراسات والابحاث القانونية المحامي انور البني. وطالب البني باطلاق سراح كافة المعتقلين بمن فيهم سلامة كيلة «الذي يعاني مرضاً عضالاً وحالته الصحية سيئة». وانشأ ناشطون صفحة على موقع التواصل الاجتماعي، فايسبوك للمطالبة بإطلاق سراح كيلة. وسلامة كيلة سبق أن سجن ثماني سنوات في السجون السورية، وهو يكتب في العديد من الصحف والمجلات العربية. واردف البني، من جهة اخرى، بأن هناك «توجهاً واضحاً باعتقال نخبة الاطباء التي تعمل في مجال الإغاثة والمساعدة الانسانية».
وشهدت مدينة حماة إضراباً عاماً احتجاجاً على القتلى والجرحى الذين سقطوا في حي الأربعين، فيما أفاد شهود بأن «أغلب مدارس المحافظة والمحال التجارية في أسواقها الرئيسية نفذت إضراباً»، وأن الحركة في شوارع المدينة شبه معدومة. وقال سكان من حي الأربعين إن المواجهات التي جرت امس في الحي بين قوات الجيش والامن السوري ومسلحين سقط خلالها 38 قتيلاً على الأقل وعشرات الجرحى، إضافة الى مقتل 4 مسلحين. وأضافوا أن «المواجهات اندلعت بعد مقتل ضابطين سوريين أحدهم برتبة عقيد على أيدي مسلحين بين حيي المزارب ودوار السباهي بالقرب من حي الأربعين»، وأنه «لدى دخول قوات الجيش والأمن لتعقب المسلحين جرت المواجهات» التي أدت الى مقتل أشخاص لا علاقة لهم بالحادثة.
إلى ذلك، شكل مجلس الوزراء السوري خلال جلسته الأسبوعية، التي عقدها الثلاثاء، لجنة تضم عدداً من الوزراء لحصر وتقدير الأضرار في مدينة حمص نتيجة التخريب التي لحق بها بفعل الاشتباكات التي جرت هناك. وقال برنامج الأغذية العالمي إنه يهدف إلى توصيل المساعدات إلى 500 ألف شخص «خلال الأسابيع المقبلة»، أي زهاء ضعف العدد الذي يتوقع البرنامج أن يصل إليه هذا الشهر.
وقال السفير السوري في طهران حامد حسن إن إيران وسوريا تسعيان إلى رفع التبادلات التجارية بينهما إلى مليار دولار.
(سانا، يو بي أي، رويترز، ا ف ب)
جوبيه يعتبر رفض دمشق لمراقبين “غير مقبول“
أ. ف. ب.
باريس: صرح وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الاربعاء ان “من غير المقبول” ان ترفض دمشق مراقبين من الامم المتحدة، وذلك بعد اعلان الولايات المتحدة ان النظام السوري لا يريد جنودا لحفظ السلام ينتمون الى دول مجموعة اصدقاء سوريا.
وقال جوبيه للصحافيين بعدما استقبل في باريس معارضات سوريات “في ما يتعلق برفض الحكومة السورية لهذه القوة او تلك فانه امر غير مقبول. لا يعود الى النظام السوري الاختيار بين الامكانيات التي تستطيع الامم المتحدة اتخاذ قرار في شانها”.
واضاف “في ما يخص فرنسا فهي ستكون جاهزة تبعا لما ستطلبه الامانة العامة” للامم المتحدة.
وكانت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة سوزان رايس قالت الثلاثاء ان الحكومة السورية رفضت مراقبين من الامم المتحدة آتين من دول اعضاء في مجموعة اصدقاء سوريا.
وسبق ان رفضت دمشق دخول عضو من فريق تمهيدي لمراقبي وقف اطلاق النار كما نقلت رايس عن قائد عمليات الامم المتحدة لحفظ السلام ايرفيه لادسو.
وتضم مجموعة اصدقاء سوريا خصوصا الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والمانيا والسعودية وقطر.
أنان يطالب بنشر “سريع” لمراقبي الأمم المتحدة الـ300 في سوريا
أ. ف. ب.
نيويورك: قتل تسعة اشخاص اليوم الاربعاء بنيران القوات النظامية في مناطق عدة من سوريا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. ففي ريف ادلب (شمال غرب) قتل اربعة اشخاص اثر اطلاق النار من قبل حاجز أمني على حافلة قرب خان شيخون.
وقتل طفل في العاشرة من عمره اثر اصابته باطلاق نار من قبل القوات النظامية في قرية المريعية في دير الزور (شرق). وقتل شخصان في مدينة حرستا بريف دمشق برصاص عشوائي مصدره القوات النظامية.
وقتل شخص في مدينة دوما بريف دمشق برصاص قناصة. وفي ريف حمص (وسط)، قتل مواطن في مدينة الرستن برصاص الجيش النظامي الذي يحاصر المدينة منذ اشهر.
وسلمت الاجهزة الامنية جثماني مواطنين اثنين الى ذويهما بعد ايام من اعتقالهما في مدينة حماة (وسط)، كما سلم جثمان مواطن لذويه في قرية دار عزة بريف حلب (شمال) بعد ان قضى تحت التعذيب، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
هذا ودعا موفد الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان الى نشر “سريع” ل300 مراقب تابعين للامم المتحدة في هذا البلد لكن مسؤولا في المنظمة الدولية قال ان نشر اول مئة من هؤلاء سيستغرق شهرا على الاقل.
ودعت الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي الى تسريع نشر المراقبين. وقال كوفي انان ان الرئيس السوري بشار الاسد لم ينفذ حتى الآن وعدا بوقف العنف، مؤكدا ان الوضع “خطير” و”غير مقبول”.
واضاف مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية انه “يشعر بقلق خاص” حيال تقارير تشير الى ان القوات الحكومية دخلت مدينة حماة بعد زيارة للمراقبين وقتلت عددا “كبيرا” من الناس. وتابع انان “اذا تأكد ذلك فهو امر غير مقبول ومدان”.
وكانت الرابطة السورية لحقوق الانسان اتهمت القوات النظامية بتنفيذ عملية “اعدام ميداني” لتسعة ناشطين غداة لقائهم وفد مراقبي الامم المتحدة في المدينة. وظهر في شريط فيديو وضعه ناشطون على الانترنت شارع في حي الاربعين في حماة فيه برك دماء ونساء يصرخن.
وتبلغ مجلس الامن الدولي بوجود احد عشر مراقبا في سوريا حاليا وان اكتمال هذا الفريق الذي يشكل طلائع المراقبين ويضم ثلاثين منهم سيتم في نهاية الاسبوع الجاري. لكن رئيس ادارة عمليات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة هنري لادسو قال ان انتشار مئة من افراد البعثة البالغ 300 سيحتاج الى شهر.
وصرح دبلوماسي ان عددا من الدول الاعضاء في مجلس الامن وخصوصا فرنسا وبريطانيا والمانيا وروسيا، فوجئوا بالمهلة الضرورية لنشر المراقبين. وذكر خبراء في الامم المتحدة ان نشر البعثة باكملها مع تجهيزاتها وخصوصا الآليات المدرعة سيتطلب عدة اشهر وان كان قسم من المراقبين استقدم من قوات حفظ السلام المنتشرة اصلا في الشرق الاوسط.
وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة سوزان رايس للصحافيين ان “جميع اعضاء مجلس الامن شددوا على الحاجة الى نشر سريع للمراقبين”. من جهته، صرح السفير الروسي فيتالي تشوركين “دعوناهم فقط الى البحث عن وسائل غير تقليدية لنشر اسرع للمراقبين”.
وقال لادسو ان دمشق ترفض استقبال مراقبين من الدول الاعضاء في مجموعة “اصدقاء سوريا”. واضاف ان سوريا رفضت السماح لواحد على الاقل من المراقبين بدخول اراضيها بسبب جنسيته. وقالت رايس ان رئيس عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة “اشار الى ان هذا امر غير مقبول اطلاقا من وجهة نظر الامم المتحدة”.
وصرح دبلوماسيون ان انان الذي كان يتكلم عبر الفيديو اكد ان “الانتشار السريع لبعثة المراقبة التابعة للامم المتحدة في سوريا امر حاسم” وان “كان اي حل لا يخلو من المخاطر”. واضاف “نحتاج لان تكون لدينا عيون واذان على الارض قادرة على التحرك بحرية وسريعا”.
واشار الى “تراجع العنف بشكل كبير” بعد وصول “عدد ضئيل” من المراقبين الى حمص (وسط سوريا). وتابع ان مهمة بعثة المراقبين الذين سينتشرون لمدة ثلاثة اشهر في البدء “لن تكون لاجل غير محدود” ولكنه لم يحدد اي مهلة لها.
واوضح انان انه تلقى في 21 نيسان/ابريل رسالة من السلطات السورية اعلنت فيها انها سحبت كل قواتها وكل اسلحتها الثقيلة من المدن السورية ولكنه طلب ايضاحات من دمشق حول هذا الانسحاب. واشار الى انه في حال تأكد هذا الانسحاب فسيكون امرا “مشجعا” مضيفا مع ذلك ان “الوعود الوحيدة التي يؤخذ بها هي التي يتم احترامها”.
واوضح لادسو ان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون سيعين رئيسا للمراقبين “خلال الايام المقبلة”. ويبدو ان الجنرال النروجي روبرت مود الذي اجرى محادثات مع النظام السوري لنشر بعثة المراقبين هو الاوفر حظا لقيادة البعثة، حسب دبلوماسيين.
وقالت سوزان رايس ان “الشعب السوري يطالب بالمراقبين الذين بامكانهم ان يقدموا معلومات وان يكون وجودهم مؤثرا في عملية تخفيف العنف (…) لكن عددهم ليس كبيرا حاليا”. وزار بعض المراقبين الموجودين في سورياالثلاثاء عدة مدن بينها حماة (وسط) حيث قتل اكثر من 30 مدنيا بالامس على ايدي قوات نظام بشار الاسد بالرغم من وقف اطلاق النار.
ومن جهته، قال مسؤول في وفد المراقبين هو نيراج سينغ إن أحد عشر مراقبا قاموا بزيارات الثلاثاء الى عدد من المناطق السورية. وقال سينغ “بلغ عدد الفريق احد عشر مراقبا بينهم اثنان يمكثان في حمص (وسط)، فيما يتابع التسعة الاخرون جولاتهم الميدانية”.
تباعد كبير بين الدول في قراءة دور البعثة واحتمالات نجاحها
بعثة المراقبين إلى سوريا خطوة ضرورية في غياب حل الأزمة
أ. ف. ب.
يرى محللون أن بعثة المراقبين الدوليين إلى سوريا، الأولى من نوعها في الأمم المتحدة، خطوة لا بد منها في المرحلة الحالية في غياب أي حل بديل للأزمة، على الرغم من أنها تتيح للنظام كسب مزيد من الوقت وتثير شكوكًا حول إمكان نجاحها.
بيروت: يقول مدير مركز بروكينغز للابحاث في الدوحة سلمان شيخ لوكالة الأنباء الفرنسية إن “المجتمع الدولي مستمر في اعطاء دفع لمهمة المراقبين لانها القاسم الادنى المشترك في الوقت الحالي، والامر الوحيد الذي يوافق عليه الجميع”.
ويشير في الوقت نفسه الى “تباعد كبير في قراءة دور البعثة واحتمالات نجاحها. في الغرب ولدى بعض الدول العربية، هناك شعور قوي بانها خطوة ضرورية حتى لو انتهت بالفشل. في الجانب الروسي، يسود الاعتقاد بانها الفرصة الافضل لفرض واقع وجود الامم المتحدة على الارض وارساء نوع من الاستقرار”.
واقر مجلس الامن الدولي الاسبوع الماضي ارسال 300 مراقب الى سوريا للتحقق من وقف اطلاق النار وتطبيق خطة الموفد الدولي الخاص كوفي أنان لحل الازمة. وكان اقر الاسبوع الفائت ارسال فريق صغير من ثلاثين مراقبا للتحضير للبعثة، وهو القرار الاول الذي يصدر عنه خلال 14 شهرا من اضطرابات تسببت بمقتل اكثر من احد عشر الف شخص.
وتعرقل الصين وروسيا، حليفتا النظام السوري، صدور اي قرار يدين النظام او يفرض عقوبات عليه بسبب قمعه الحركة الاحتجاجية القائمة منذ منتصف آذار/مارس 2011. ويقول بيتر هارلينغ من مجموعة الازمات الدولية للابحاث (انترناشونال كرايزيس غروب) “في غياب اي سياسة بديلة واضحة ومقبولة في الوقت الحاضر، مهمة المراقبين هي الخيار الوحيد المتاح”.
ويضيف “الاهداف المعلنة لهذه البعثة هي حل الازمة، لكن الاهداف الواقعية اكثر تواضعا وهي تعزيز نوع من التوافق الدولي، والحصول على موطىء قدم على الارض (…) وايجاد فسحة جديدة للعودة الى السياسة”. الا ان الخبراء يأخذون على خطة أنان انها تسمح للنظام السوري بكسب الوقت، وهو بالضبط ما يسعى اليه.
ويقول شيخ “ما تقوم به هذه البعثة هو شراء الوقت للاسد ليواصل القيام بما يقوم به”، معتبرا ان “حصيلة القتلى اليومية باتت تخضع لما يعتبر +مقبولا+ في معايير المجتمع الدولي، بينما على هذا المجتمع ان يشدد معاييره لكي يصبح سقوط قتيل واحد امرا غير مقبول”.
ويضيف ان على المجتمع الدولي “ان يتحلى بالشجاعة الكافية ليقول بوضوح: هذا ليس وقف اطلاق نار، والوضع لا يتحسن”.
ورغم انحسار اعمال العنف بعض الشيء، سقط في سوريا اكثر من 300 قتيل في اقل من اسبوعين منذ بدء تطبيق وقف اطلاق النار. وتنص خطة أنان على سحب الاليات الثقيلة من الشوارع، ووقف العنف من كل الاطراف، والسماح بالتظاهر السلمي ودخول المساعدات الانسانية، واطلاق المعتقلين، وبدء حوار حول عملية سياسية انتقالية.
ولم يتم الالتزام باي بند من هذه البنود بشكل كامل، بحسب مراقبين وناشطين. ويقول شيخ “من الآن وحتى تنفيذ هذه الامور، لا اعرف ان كان في استطاعتنا ان نواصل الادعاء او الامل بان مراقبي الامم المتحدة قادرون على تحقيق السلام”.
وطالب أنان في مجلس الامن الدولي الثلاثاء بنشر “سريع” للمراقبين الثلاثمئة، معتبرا ان الوضع في سوريا ما زال “غير مقبول”. ويشدد الخبراء على “الطابع الاستثنائي” للمهمة، فهي المرة الاولى التي يرسل فيها مراقبون غير مسلحين للنظر في نزاع داخلي فيما العنف المسلح لم ينته بعد. وهذا ما يجعلها معرضة لاخطار كثيرة.
ويرى المتحدث السابق باسم قوات الطوارىء الدولية في لبنان تيمور غوكسيل ان السلطات السورية “لديها خبرة كبيرة مع بعثات الامم المتحدة في الجولان” (على الحدود مع اسرائيل)، و”سيتعاملون بلطف وتحبب مع المراقبين، لكنهم سيبذلون اقصى جهدهم لمنعهم من التحرك بحرية والذهاب الى حيث يريدون”.
ويشير الى “ان العنف سيستمر مهما كان مصدره، وستلام الامم المتحدة على ذلك، وهذا امر خطير”. ويضيف غوكسيل، استاذ العلوم السياسية في الجامعة الاميركية في بيروت، ان على مسؤولي الامم المتحدة ان يقولوا للعالم “نعم، سنرسل هؤلاء الاشخاص، وسنتحمل كل الاخطار، لكن لا تتوقعوا العجائب ولا حل الازمة”.
ويجمع الخبراء على ان مهمة المراقبين قد تفتح بابا الى الحل في حال تجاوبت السلطات مع خطة أنان كاملة، ولا مؤشرات على ذلك بعد.
ويتخوف هارلينغ من “تصعيد كبير على الارض”، في حال فشل مهمة المراقبين كما حصل بعد فشل بعثة مراقبي الجامعة العربية. ويقول شيخ ان الحل “في حال استمرت اضاعة الوقت قد يستغرق سنوات، وتأثير ذلك على سوريا والمنطقة سيكون مأسويا”.
دوافع النظام السوري لتصعيد حربه الإلكترونيّة ضد قطر
الأسد يصوّر الثورة على أنها صراع تخوضه دول خليجيّة ضد حكمه
عبدالاله مجيد
اعتقال ابنة رئيس الوزراء القطري في لندن. انقلاب يقوم به قائد الجيش القطري على الأمير. إقالة رئيس الوزراء حمد بن جاسم. هذه كلها قصص كاذبة بالطبع. ولكنّ النظام السوري حاول تسويقها بفضل مجموعة من القراصنة الالكترونيين الموالين، من بين أطراف أخرى.
كان ما يُسمّى الجيش الإلكتروني السوري، وهو مجموعة من القراصنة الالكترونيين الذين يغرقون فايسبوك وتويتر بالرسائل المؤيدة للنظام، اخترق يوم الاثنين حساب قناة “العربية” الفضائية على تويتر ودسّ نبأ إقالة رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم.. وعندما سارعت العربية الى الإعلان بأن شبكاتها الاجتماعية تعرضت للاختراق، بث القراصنة أنباء عن وقوع انفجار في حقل غاز قطري.
وتأتي الحرب الالكترونية ضد قطر في إطار محاولات متزايدة يقوم بها الرئيس السوري بشار الأسد لتصوير الانتفاضة ضد حكمه على أنها صراع جيوسياسي تخوضه ممالك خليجية ثرية عقدت العزم على تدمير سوريا وليست حملة بطش لإخماد ثورة شعبية.
ويرى مراقبون أن الصراع الإقليمي صراع حقيقي الى حدّ ما. فإن السعودية وقطر، اللتين كانتا لفترة طويلة قوتين إقليميتين متنافستين، اتخذتا موقفًا موحدًا من سوريا وهما الأشد حزما الآن في مواجهة الأسد. وإن إسقاط النظام السوري، حليف إيران الرئيس في العالم العربي، سيغيّر ميزان القوى في الشرق الأوسط لصالح ممالك الخليج السنية، على حد تعبير صحيفة فايننشيال تايمز.
وجاهرت الدوحة والرياض بالدعوة الى تسليح المعارضة السورية في مجهود من المرجح أن يتصاعد إذا فشلت مهمة المبعوث الأممي العربي كوفي أنان في التوصل الى حلّ سلمي للأزمة السورية. ولم يخف المسؤولون القطريون شكوكهم في جدوى مهمة انان قائلين إنهم يتوقعون أن يستغلها الأسد لا أن يلتزم ببنودها.
ونقلت صحيفة فايننشيال تايمز عن محلل سياسي قالت إنه قريب من دوائر صنع القرار في الدوحة “ان هذه معركة حتى الموت الآن وان القطريين لن يتهاودوا في محاولة التخلص من الأسد”.
ومن وجهة نظر دمشق، فإن قطر تبدو هدفا أسهل من السعودية ربما لأنها دولة عربية أصغر، كثيرا ما كان جيرانها يرون أن سياساتها الخارجية سياسات مثيرة للجدل، بحسب فايننشيال تايمز.
ويعمل الموالون لنظام الأسد على ترويج نظرية المؤامرة القائلة إن ما يجري في سوريا ليس انتفاضة بل عدوان بتحريض قطري هدفه السيطرة على البلد وضمان وصول قطر الى البحر المتوسط منفذا لصادراتها من الغاز.
وقال المحلل السياسي السوري المقيم في دبي سمير الطاقي “إن هذه واحدة من الخرافات التي يفبركها النظام مدّعيا أن قطر تريد أن تمدّ أنبوب غاز عبر الأراضي السورية ولكنّ بشار رفض ذلك”. وأضاف الطاقي “ان النظام السوري يطلع بهذه النظريات لتبرير بطشه”.
ويقول محللون إن النزاع بين سوريا وقطر يزداد ضراوة لأنه أصبح نزاعا شخصيا ايضا تشتبك فيه عائلتان بعدما كانتا صديقتين، مشيرين الى أن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني كان من أكبر مساندي الأسد مقدما له الدعم الدبلوماسي ومشجعا الاستثمار في سوريا.
وفي حين برزت الدوحة نصيرة للانتفاضات العربية منذ العام الماضي، فإنها اتخذت موقفا حذرا عندما اندلعت الانتفاضة السورية في آذار/مارس 2011. وكان الأمير أول من أشار على الأسد بأن يجري إصلاحات سياسية تطفئ الحريق.
ونقلت صحيفة فايننشيال تايمز عن سلمان شيخ المحلل في مركز بروكنز الدوحة “ان القطريين كانوا هادئين بوعي في الشهرين الأولين من الانتفاضة وشعروا ان بشار هو الرجل المناسب لقيادة سوريا الى حقبة مختلفة ولكنهم خلصوا الى انه كذاب كبير”. واضاف شيخ ان الكثير مما يقف وراء السياسة القطرية هو “خيبة أمل مريرة”.
وتبدت العلاقة بين قطر وسوريا في رسائل إلكترونية مسربة نشرتها مؤخرا صحيفة الغارديان البريطانية. وهي تضم على ما يُفترض رسائل متبادلة بين الشيخة مياسة آل ثاني، ابنة امير قطر، واسماء الأسد، زوجة الرئيس السوري، تصور الاثنتين صديقتين يزداد التباعد بينهما.
وتنصح الشيخة مياسة في احدى الرسائل اسماء الأسد بأن تقنع زوجها بالتنحي وتشير الى ان قطر مستعدة لاستقبالهما. وتنقل صحيفة فايننشيال تايمز عن الرسالة “ان والدي يعتبر الرئيس بشار صديقا رغم الاحتقانات الحالية وكان دائما يقدم له نصيحة صادقة، وقد ضاعت فرصة التغيير والتطور الحقيقيين منذ زمن طويل. ومع ذلك، فعندما تفوت فرصة تتوفر فرص أخرى، وآمل ألا يكون الوقت فات للتفكير والخروج من حالة الانكار”.
سوريا: إعدامات ميدانية.. وحصاد «وقف النار» 685 قتيلا
المتحدث باسم أنان: النظام لم يسحب دباباته ويتعرض لمن يتحدث لمراقبينا بعد مغادرتهم * انفجار قرب المركز الثقافي الإيراني بوسط دمشق
متظاهرون سوريون يلوحون بشعارات مناوئة للنظام السوري وبعثة المراقبين الدولية في كفرنبل بإدلب أمس (موقع أوغاريت السوري المعارض)
واشنطن: هبة القدسي بيروت: بولا أسطيح ـ لندن: «الشرق الأوسط»
أكدت مصادر المعارضة السورية امس، ان القوات السورية النظامية قامت بإعدامات ميدانية انتقامية أول من أمس، لنشطاء سوريين كانوا التقوا وفد المراقبين الدوليين أثناء زيارتهم لمدينة حماه الأحد الماضي.
وذكرت الرابطة السورية لحقوق الإنسان، في بيان نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، أن مدينة حماه «تعرضت الاثنين لحملة عسكرية وأمنية كبيرة في اليوم التالي لزيارة أعضاء لجنة المراقبين الدوليين، والتقوا أهاليها، الذين أطلعوهم على معاناتهم ونتائج العمليات العسكرية والأمنية التي تعرضت لها المدينة». واكدت الرابطة ان القوات السورية قامت باعدام 9 منهم. وفي هذا السياق أكد المتحدث باسم المبعوث الدولي الى سوريا أمس، ان أفراد الجيش وقوات الأمن السورية يتعرضون لمن يتحدث مع مراقبي الأمم المتحدة بعد أن يغادر المراقبون المدينة، وأحيانا يتعرض هؤلاء الأشخاص للقتل. وقال المتحدث أحمد فوزي في تصريحات بثها تلفزيون الأمم المتحدة، إن صور الأقمار الصناعية بينت أن القوات السورية لم تسحب الأسلحة الثقيلة والدبابات من المدن، ولم تعد إلى ثكناتها كما ينبغي لها وفقا لخطة أنان.
وقالت مصادر المعارضة ان نحو 685 شخصا قتلوا منذ بدء مهمة المبعوث الأممي إلى سوريا كوفي أنان، وفقا لإحصاءاتها اليومية لعدد القتلى الذي أعلنته لجان التنسيق المحلية في سوريا، في بياناتها المتلاحقة منذ العاشر من الشهر الحالي.
وكان السوريون استيقظوا أمس على دوي انفجار في وسط العاصمة دمشق، قالت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» إنه ناتج عن عبوة ناسفة ألصقتها «مجموعة إرهابية مسلحة» بسيارة بالقرب من مجمع «يلبغا» في منطقة المرجة بدمشق. وتضاربت الأنباء حول الانفجار، حيث قال شهود عيان إن الانفجار كان عبارة عن قنبلة صوتية وضعت في سيارة «بيك آب» عسكرية كانت تقف قريبا من المركز الثقافي الإيراني في حي المرجة، وإن الأضرار اقتصرت على تضرر السيارة.
القوات السورية تقتل 9 نشطاء التقوا المراقبين الدوليين في حماه
685 قتيلا في سوريا منذ بدء تنفيذ خطة أنان.. والمعارضة تعول على آليات عمل المراقبين الدوليين
بيروت: ليال أبو رحال لندن: «الشرق الأوسط»
قامت القوات السورية النظامية، أول من أمس، بعملية «إعدام ميداني» لتسعة نشطاء كانوا قد التقوا وفد المراقبين الدوليين أثناء زيارتهم لمدينة حماه (وسط) الأحد بعد أن قصفت أحياء في المدينة، مما أسفر عن مقتل 45 شخصا، بحسب منظمة حقوقية.
وذكرت الرابطة السورية لحقوق الإنسان، في بيان تلقت وكالة الصحافة الفرنسية نسخة منه، أن مدينة حماه «تعرضت الاثنين لحملة عسكرية وأمنية كبيرة في اليوم التالي لزيارة أعضاء لجنة المراقبين الدوليين الذين زاروا أحياء المدنية والتقوا أهاليها، الذين أطلعوهم على معاناتهم ونتائج العمليات العسكرية والأمنية التي تعرضت لها المدينة».
وأضاف البيان «استهدفت القوات العسكرية أحياء المدينة بقصف شديد، وتركز القصف بشكل أساسي في حي الأربعين ومشاع الأربعين وحي البياض، وأسفر عن سقوط أكثر من 45 قتيلا و150 جريحا».
وتابعت المنظمة في بيانها «ثم قامت القوات العسكرية والأمنية، بمرافقة ميليشات مدنية مسلحة موالية للنظام، باقتحام حي الأربعين ومشاع الأربعين واعتقلت الكثير من الناشطين وقامت بعمليات إعدام ميدانية بحق 9 من الناشطين قاموا بلقاء أعضاء وفد المراقبين الدوليين».
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد بأن «31 مواطنا قتلوا في إطلاق نار من رشاشات خفيفة وثقيلة من القوات النظامية السورية في حي الأربعين ومشاع الأربعين» في مدينة حماه.
ووزع ناشطون أشرطة فيديو تحدثوا فيها عن «مجزرة» في حي الأربعين، وأظهر أحدها شارعا شبه مقفر فيه بقع كبيرة من الدماء. وبدت فتاتان تبكيان وهما يحملان صورة رجل قالت إحداهما إنه عمها والأخرى إنه والدها، بينما كانت امرأة أخرى تجلس أرضا تنتحب حاملة قميصا لأحد أفراد عائلتها.
وأدانت الرابطة «بأقوى العبارات هذه الجريمة المروعة»، معتبرة أنها «جريمة جديدة ضد الإنسانية تضاف إلى سجل الجرائم المتكررة التي يرتكبها النظام السوري بحق المدنيين».
كما تساءلت المنظمة عن «دور المراقبين الدوليين في حماية الشهود، الذين من المفترض توفير الأمان لهم وضمان عدم تعرضهم للانتقام والترهيب من قبل أجهزة الأمن السورية».
يأتي ذلك في الأسبوع الثاني على بدء مهمة المراقبين الدوليين المكلفين التثبت من وقف إطلاق النار. وبلغ عدد الذين قتلوا منذ بدء تنفيذ خطة المبعوث الأممي إلى دمشق كوفي أنان، 685 قتيلا على الأقل محصلة عدد السوريين، استنادا إلى مجموع الإحصاء اليومي لعدد القتلى الذي أعلنته لجان التنسيق المحلية في سوريا، في بياناتها المتلاحقة منذ العاشر من الشهر الحالي.
مائتا قتيل سقطوا في الثماني والأربعين ساعة الفاصلة عن بدء تنفيذ الخطة وسريان مهلة وقف إطلاق النار، في 12 الحالي، ليواصل النظام السوري في الأيام اللاحقة عملياته العسكرية، غير آبه بوجود المراقبين، حتى إن ناشطين سوريين أكدوا أن قوات الأمن السورية لم توقف عملية إطلاق النار في بعض المدن، حتى خلال وجود المراقبين الدوليين فيها.
من جهته قال المتحدث باسم المبعوث الدولي كوفي أنان أمس إن أفراد الجيش وقوات الأمن السورية يتعرضون لمن يتحدثون مع مراقبي الأمم المتحدة بعد أن يغادر المراقبون المدينة، وأحيانا يتعرض هؤلاء الأشخاص للقتل.
وقال المتحدث أحمد فوزي في تصريحات بثها تلفزيون الأمم المتحدة إن صور الأقمار الصناعية بينت أن القوات السورية لم تسحب الأسلحة الثقيلة من المدن ولم تعد إلى ثكناتها، كما ينبغي لها وفقا لخطة أنان.
وتابع أن السلطات السورية «تزعم أن هذا تحقق. لكن صور الأقمار الصناعية، وتقارير يوثق في دقتها، تبين أن هذا لم يتحقق بالكامل.. وهذا غير مقبول، وسيقول المبعوث الخاص المشترك كوفي أنان هذا لمجلس الأمن اليوم (أمس) عندما يتحدث إليه في جلسة مغلقة».
وأضاف فوزي: «ندعو الحكومة السورية من أجل التنفيذ الكامل لالتزاماتها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار».. وكان من المقرر أن يطلع أنان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أمس بتقريره عبر دائرة تلفزيونية مغلقة.
وتابع المتحدث: «سوف نضع التحديات على الأرض، ومنها تحدي الرصد من خلال عدد قليل جدا من المراقبين، وكذلك البدء في عملية سياسية مع عدم توقف الأعمال العدائية.. لأنه يجب وقف الأعمال العدائية للبدء في عملية ذات مصداقية».
وأكد فوزي أن المراقبين الأحد عشر «يدخلون المناطق التي يبرز فيها الصراع، مثل حمص وحماه، وعندما يذهبون (هناك) تصمت المدافع»، وأضاف «لدينا تقارير موثوقة أنهم عندما يغادرون، يبدأ تبادل (إطلاق النار) من جديد. وأن هؤلاء الأشخاص الذين يقتربون من المراقبين يتم التعرض لهم من قبل قوات الأمن أو الجيش السوري.. بل أيضا قد يتم قتلهم، وهو أمر غير مقبول على الإطلاق».
وتابع فوزي: «نشعر والسيد أنان يشعر أننا نحتاج إلى حضور أقوى للتنقل والمرونة، والقدرة على أن تكون موجودا في معظم الأماكن في نفس الوقت. ومع 11 أو 12 مراقبا، لا يمكنك أن تكون في كل مكان، فهناك العديد من المدن التي شهدت دمارا وقتالا، ويجب أن نكون موجودين».
وفي إشارة إلى القرار الذي اتخذه مجلس الأمن يوم السبت الماضي بالسماح بنشر 300 مراقب جديد، قال فوزي: «مع ما يصل إلى 300 مراقب، سوف نكون قادرين على رصد مدن أكثر، بدلا من اثنتين أو ثلاث، في ذات الوقت».
وفي حين من المقرر أن يبدأ الأسبوع المقبل انتشار المراقبين الدوليين الذين سيصل عددهم إلى 300، على مراحل في سوريا، يتابع المراقبون الموجودون في سوريا راهنا، وعددهم أحد عشر مراقبا، مهمتهم في زيارة عدد من المدن السورية. وبدت لافتة أمس عودة المراقبين إلى حي مشاع الأربعين في حماه، غداة سقوط 50 قتيلا فيه، وذلك بعد يوم على مظاهرات حاشدة شهدتها حماه بالتزامن مع زيارة وفد المراقبين لها. وبعد تثبيت مراقبين اثنين في مدينة حمص التي تشهد هدوءا نسبيا منذ زيارة المراقبين إليها، أعلن المتحدث الرسمي باسم وفد طليعة المراقبين الدوليين نيراج سينغ أمس، أن «اثنين من المراقبين سيرابطان في مدينة حماه، كما هو الحال في مدينة حمص».
وكان فريق المراقبين الدوليين توجه إلى حماه أمس، بينما شهدت المدينة إضرابا عاما حدادا واحتجاجا على سقوط ضحايا فيها. وبث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أمس صورا للمراقبين في حماه وهم يطلعون من المواطنين على ما شهدته المدينة، وتحديدا حي مشاع الأربعين.
وقالت «لجان التنسيق المحلية» في سوريا إن مجموعة من قوات الأمن السورية دخلت أمس إلى منطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وتحديدا في كفربطنا، وسقبا وحمورية، حيث «قامت عناصر الأمن بشن حملة دهم واعتقالات شرسة، عقب خروج وفد المراقبين، وطالت جميع الأهالي الذين صادفوهم». كما أكدت قيام قوات الأمن بحملة اعتقالات في حرستا بعد زيارة المراقبين إليها، وفي مدينة دوما التي جرى اقتحامها بالدبابات وباصات الأمن، بالتزامن مع إطلاق نار كثيف بشكل عشوائي على الرغم من وجود المراقبين، وفق «لجان التنسيق».
وأفادت لجان التنسيق بـ«استبدال هويات الجيش النظامي ولباسه الرسمي بهويات ولباس الشرطة في منطقة جسر الشغور في إدلب، وذلك تحسبا لزيارة المراقبين الدوليين إليها»، بينما بث ناشطون مقاطع فيديو أظهرت سيارة وفد المراقبين في طريق مغادرتها من جورة الشياح بحمص، بسبب عدم استطاعة الفريق الدخول إلى حي القرابيص، الذي تعرض لإطلاق نار كثيف.
وتبدي المعارضة السورية أسفها لاستمرار النظام السوري في مواصلة عملياته العسكرية وعدم التزامه بوقف إطلاق النار، وفق خطة أنان. وقال خليل الحاج صالح، وهو أحد الناطقين الرسميين باسم لجان التنسيق المحلية في سوريا، لـ«الشرق الأوسط»، إنه يتم يوميا رصد عشرات المخالفات من القوات النظامية لبند وقف إطلاق النار وسحب الآليات العسكرية، فضلا عن استمرار النظام السوري في سفك دماء السوريين يوميا. وقال صالح: «نحن ندرك سلفا جوهر آلية تفكير النظام، فهو غير معني بكل هذه المبادرات، ولا نبالغ إذا قلنا بأن إعطاء الفرصة لأي حل سياسي هو بمثابة مهلة إضافية للنظام من أجل مواصلة قتله للمدنيين»، موضحا أن «دخول النظام في الحل السياسي يعني اعترافه بوجود معارضة في سوريا وبالثورة الشعبية».
ووصف صالح النظام السوري بأنه «نظام عدمي من الناحيتين الأخلاقية والسياسية، ولا شك لدينا في أنه سيستمر في قتل المدنيين والتضييق على الناشطين بطريقة أو بأخرى». واعتبر أن «عمل النظام يتركز في الوقت الحالي على اكتشاف آلية عمل المراقبين الدوليين من أجل إيجاد صيغة يبقي بموجبها قبضته العسكرية محكمة على المدن السورية المنتفضة، ويظهر في الوقت عينه متعاونا مع المراقبين»، مشددا على أهمية أن «يضع المراقبون آليات مراقبة تتجاوز ألاعيب النظام وتحرجه أمام المجتمع الدولي».
وأعرب عن اعتقاده أن «آليات عمل المراقبين الدوليين واستقلاليتهم وحيادهم أهم بكثير من عددهم». وأضاف: «أعتقد أن الخلل الأساسي في عمل المراقبين العرب مرده إلى أن كل مواردهم في التحرك والتنقل وزيارة المناطق كانت مرتبطة بالنظام الذي تحكم في حركتهم وعملهم، من هنا فإن تحديا كبيرا أمام المراقبين الدوليين اليوم بأن ينظروا إلى ما يجري فعلا على الأرض، بعيدا عن أي تأثير أو ضغط».
وفي مراجعة سريعة لعدد القتلى الذين سقطوا يوميا منذ بدء تنفيذ خطة أنان، وفق إحصاء «لجان التنسيق»، يتبين أن 101 شخص قتلوا في العاشر من الشهر الحالي. كما سقط تباعا 100 قتيل في 11 الحالي، و22 قتيلا في 12 منه، و13 قتيلا في 13 الحالي، مقابل 27 قتيلا في 14 الحالي، و25 قتيلا في 15 منه، و45 قتيلا في 16 الحالي.
وفي السابع عشر من الشهر الحالي، قتل 66 شخصا، تبعهم ستة وأربعون يوم الأربعاء الماضي، ثم ثلاثون قتيلا يوم الخميس الماضي، ليرتفع عدد قتلى يوم الجمعة إلى سبعة وخمسين قتيلا.
وانتهى يوم السبت الماضي بمقتل 40 شخصا، مقابل مقتل 13 شخصا يوم الأحد، و80 قتيلا يوم أول من أمس، بينما بلغ عدد قتلى يوم أمس 20 قتيلا في محصلة أولية، ليصل بذلك عدد القتلى إلى 685 قتيلا على الأقل منذ دخول خطة أنان حيز التنفيذ.
انفجار أمام المركز الثقافي الإيراني في دمشق.. ودبابات النظام تقصف دوما ودرعا
بيروت: بولا أسطيح لندن: «الشرق الأوسط»
استمرت العمليات الأمنية التي تشنها قوات الأمن السورية في مجمل المحافظات على وتيرتها. وقد أدت هذه العمليات بحسب لجان التنسيق السورية إلى سقوط ما لا يقل عن 25 قتيلا معظمهم في دمشق وريفها وحمص وحماه والبوكمال.
وكان السوريون استيقظوا أمس على دوي انفجار في وسط العاصمة دمشق قالت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» إنه ناتج عن عبوة ناسفة ألصقتها «مجموعة إرهابية مسلحة» بسيارة بالقرب من مجمع «يلبغا» في منطقة المرجة بدمشق.
وتضاربت الأنباء حول الانفجار، حيث قال شهود عيان إن الانفجار كان عبارة عن قنبلة صوتية وضعت في سيارة «بيك آب» عسكرية كانت تقف قريبا من المركز الثقافي الإيراني في حي المرجة، وإن الأضرار اقتصرت على تضرر السيارة. وأكد شهود العيان حالة الاستنفار الأمني الكبير الذي جرى في حي المرجة إثر الانفجار، حيث قطع بعض الطرق المؤدية للمنطقة، ومنع الناس من الوصول إلى موقع الانفجار، مما جعل الناس يظنون أن انفجارا كبيرا حصل هناك، سيما أن التلفزيون الرسمي كان أول الواصلين إلى مكان الحادث، كما أن قناة «الإخبارية» السورية التي كانت أول من أورد النبأ قالت إن هناك «ثلاثة جرحى على الأقل في انفجار سيارة مفخخة بساحة المرجة».
من جانبها، ذكرت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية أن الانفجار وقع أمام المركز الثقافي الإيراني لكن لم تلحق أضرار بالمركز. وجاء في شريط عاجل على التلفزيون: «مجموعة إرهابية مسلحة تفجر عبوة ناسفة بسيارة بالقرب من مجمع يلبغا في منطقة المرجة في دمشق، ما أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص وأضرار مادية بالأبنية المجاورة».
وقالت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» إن ما سمتها «مجموعة إرهابية مسلحة» ألصقت العبوة تحت سيارة من جهة السائق مما أدى إلى إصابته بجروح.
وفي سياق متصل، قالت الوكالة إن «مجموعة إرهابية مسلحة اغتالت مساء الاثنين ضابطا متقاعدا برتبة مقدم وشقيقه في منطقة جديدة الفضل».
ونقلت الوكالة عن مصدر في قيادة شرطة المحافظة قوله إن «المجموعة الإرهابية أطلقت النار على المقدم المتقاعد أسعد أحمد إسماعيل وشقيقه المساعد أول سليمان أحمد إسماعيل أثناء وجودهما في محل لبيع الأدوات المنزلية»، وذلك في وقت يواصل فيه فريق من المراقبين الدوليين مهمته في مراقبة سحب المظاهر المسلحة، ووقف إطلاق النار. لكن ناشطين قالوا إنه تمت تصفية مساعد أول في المخابرات في حي برزة، ودارت اشتباكات بين القوات النظامية وعناصر من المجموعات المنشقة. من جانبها، نشرت صفحة «الثورة السورية في دمشق» بيانا في وقت متأخر من مساء يوم الاثنين يقول إن ما سمته «كتيبة أبو بكر الصديق» بالاشتراك مع «كتيبة فرسان الشام» قامتا «بتصفية المساعد أول بالمخابرات الجوية أبو شادي في مساكن برزة في مكان عمله»، وقال البيان إن «أبو شادي مسؤول عن اعتقال العديد من الأحرار والحرائر في برزة ومساكن البرزة» وأضاف البيان أن الكتيبتين قامتا «بتصفية العوايني أبو رامي في ساحة الشهبندر بمكان عمله، أبو رامي أيضا مسؤول عن اعتقال العديد من الأحرار».
بالتزامن، تحدث ناشطون في ريف دمشق عن حملة اقتحامات واسعة نفذتها قوات الأمن السورية وبالتحديد في دوما وسقبا وحمورية وجسرين وكفربطنا. وقال الناشط أبو محمد (اسم حركي) من مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق لـ«الشرق الأوسط» إن «قوات النظام اقتحمت دوما أمس بالدبابات والباصات وسط إطلاق نار عشوائي وكثيف أرعب الأهالي»، وتحدث عن «حملة اعتقالات ومداهمات شرسة شنتها قوات الأمن في حرستا»، وأضاف: «بعد يوم تحدى فيه الأحرار الاحتلال المحكم للمدينة، وخرجوا بعدد من المظاهرات لاستقبال اللجنة التي رفضت الحديث مع أحد من الناس، طالت الحملة عددا من الشباب والمنازل، كما تمت سرقة المحتويات وتخريب الممتلكات».
وكانت لجان التنسيق المحلية تحدثت عن تعرض دوما أمس لقصف وإطلاق نار، وعن حملة دهم شنتها قوات الأمن في الضمير بعد اقتحام المدينة. وقال ناشطون إن دوي انفجاريين سمعا في حيي السلطانية وجوبر في حمص.
بدورها، أشارت الهيئة العامة للثورة إلى اقتحام قوات النظام مدينة الضمير بريف دمشق بالمدرعات الثقيلة وأنها شنت بعده حملة مداهمات، إضافة لإطلاق نار عشوائي في مدينة دوما ودخول تعزيزات أمنية لبلدة كفر بطنا بريف دمشق بعيد منتصف ليل الاثنين – الثلاثاء.
وأفادت الهيئة عن سماع دوي انفجارات ضخمة هزت مقر اللواء 38 من المدفعية، ببلدة صيدا في درعا، تبعتها اشتباكات وصفها ناشطون بأنها عنيفة جدا من أسلحة ثقيلة ودبابات، كما تحدثوا عن سماع انفجارات متتالية وإطلاق نار كثيف من جميع حواجز بلدة داعل بدرعا أيضا.
وذكر نشطاء أن عدة أحياء بمدينة حماه تعرضت منذ فجر أمس لإطلاق نار من أسلحة ثقيلة ومتوسطة، كما تعرض حي جوبر وحي السلطانية في حمص لقصف عشوائي ترافق مع إطلاق نار كثيف من الحواجز في حي بابا عمرو من قبل قوات النظام.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن مدينة القصير في ريف حمص تعرضت لإطلاق نار، مشيرة أيضا إلى انتشار واسع لعناصر الأمن والشبيحة في دير الزور.
وفي دمشق قامت قوات الأمن بحملة مداهمات في حي ركن الدين بحثا عن العائلات الحمصية النازحة، حيث تم اعتقال العديد من النازحين الحماصنة مع صاحب البيت المؤجر.
وكان متظاهرون قد قاموا بقطع طريق دمشق الدولي المؤدي إلى درعا بإشعال مواد نفطية، وكذلك طريق بيروت القديم. وخرجت مظاهرات مسائية في كفربطنا وعين ترما في ريف دمشق، ومظاهرات في أحياء في حماه وحلب، وذلك بالتزامن مع مواصلة فريق المراقبين الدوليين مهمتهم في سوريا وقد بلغ عدد أفرادهم أحد عشر مراقبا وزار الثلاثاء عدة مناطق، وقال نيراج سينغ، مسؤول في الوفد، لوكالة الصحافة الفرنسية: «بلغ عدد فريق القبعات الزرق أحد عشر مراقبا؛ بينهم اثنان يمكثان في حمص (وسط)، فيما يتابع التسعة الآخرون جولاتهم الميدانية».
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» أن «وفدا من المراقبين الدوليين زار صباح أمس (الثلاثاء) مدينة دوما في ريف دمشق».
وفي سياق آخر، أعلنت وزارة الداخلية السورية عن «رغبتها في تطويع عدد من الشبان السوريين بجهاز قوى الأمن الداخلي بصفة شرطيين أفراد من حملة الشهادة الثانوية بكل فروعها».
وقالت الداخلية السورية إن «المقبولين سيخضعون لدورة تدريبية عسكرية مدتها ثمانية أشهر»، وحددت شروط القبول «بأن لا يقل عمر المتطوع عن 18 عاما بتاريخ تقديم الأوراق وألا يزيد على 27 عاما بتاريخ القبول، وأن يكون حائزا الشهادة الثانوية وغير محكوم بجناية أو بجرم شائن أو بعقوبة الحبس التي تتجاوز مدتها الثلاثة أشهر وحائزا الكفاءة البدنية ولا يقل طول القامة عن 168 سم».
من جانبهم، قال ناشطون في محافظة الرقة إنهم شاهدوا جنود الجيش النظامي وقد استبدلوا بالزي العسكري زي قوات حفظ النظام، كما قال آخرون إن بعض الآليات العسكرية جرى استبدال لوائح حفظ النظام بلوائحها وذلك ضمن «خطة النظام لإخفاء المظاهر العسكرية المسلحة في المناطق بهدف التحايل على المراقبين الدوليين، حيث جرى في كثير من المناطق لا سيما حمص وريفها حفر خنادق ورفع سواتر ترابية عالية جرى وضع الدبابات خلفها»، بحسب ما أفاد به الناشطون.
وفي حين تحدثت «سانا» عن أن مجموعة إرهابية مسلحة اغتالت مساء الاثنين – الثلاثاء ضابطا متقاعدا برتبة مقدم وشقيقه في منطقة جديدة الفضل في ريف دمشق، نفت مصادر قيادية في الجيش السوري الحر المعلومات التي تحدثت عن سيطرته على 70% من محافظة دير الزور، وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «هذه المعلومات غير دقيقة ولم تصدر عنا كما أنها قد تصب في مصلحة النظام الذي قد يخترع ذريعة لاقتحام مناطق في دير الزور».
سوزان رايس: مهمة الأمم المتحدة في سوريا محفوفة بالمخاطر
الرئيس الأميركي: ضمائرنا تتمزق ونحن نرى الشعب السوري يتعذب
واشنطن: هبة القدسي
قالت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس في تصريحات للصحافيين اول من امس «إن حجم الحملة الوحشية التي يشنها نظام الأسد مثير للصدمة مع عشرات الآلاف من القتلى والجرحى والمعتقلين مع تفاقم الأزمة الإنسانية من النازحين واللاجئين وزعزعة استقرار الدول المجاورة لسوريا». وأوضحت رايس أن «عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين لجأوا إلى الأردن وتركيا ولبنان ويواجهون عنفا مميتا عند الحدود».
وقالت رايس «إن الولايات المتحدة مستمرة في تقديم المساعدات الإنسانية وتوفير أكثر من 33 مليون دولار من المساعدات والكثير منها من خلال وكالات وبرامج الأمم المتحدة». وأشارت رايس إلى قرار الأمم المتحدة يوم السبت الماضي بإرسال بعثة مراقبين وترحيب رموز المعارضة السورية بمهمة المراقبين وقالت «السوريون قالوا إنهم يأملون أن تساعد مهمة المراقبين في كبح جماح وحشية النظام وتساعدهم على التمسك بحقوقهم في التعبير عن أنفسهم بحرية لكننا جميعا حذرون في توقعاتنا، ولدى النظام السوري سجل حافل بالخداع والتضليل وبالتالي فإن مهمة الأمم المتحدة أمر محفوف بالمخاطر على نحو غير عادي». وحذرت مندوبة الولايات المتحدة النظام السوري من ارتكاب أي أخطاء وقالت «ينبغي ألا يرتكب النظام السوري أي خطأ وسنراقب الإجراءات التي يتم اتخاذها ليلا ونهارا وسنعمل على ضمان فرض عقوبات إذا استمر النظام السوري في تجاهل قرارات مجلس الأمن والمضي في حملته الإجرامية والاستخفاف بإرادة المجتمع الدولي».
وبإعلانه مجموعة من العقوبات على النظام السوري ووكالة الاستخبارات السورية، أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أنها خطوة تجاه اليوم الذي سيشهد نهاية نظام الأسد وقال «إنها خطوة أخرى نتخذها لنصل إلى اليوم الذي سيشهد نهاية نظام الأسد الذي عامل الشعب السوري بوحشية، ونعلم أن هذا اليوم سيأتي وهو اليوم الذي سيسمح للشعب السوري بتحديد مصيره بنفسه».
وكان الرئيس باراك أوباما قد أشار في خطابه أمام متحف واشنطن لمحرقة الهولوكوست أول من أمس إلى أن «السيادة الوطنية لا تعني مطلقا ترخيصا لتذبح شعبك» في إشارة واضحة إلى الرئيس السوري بشار الأسد. وأشار أوباما إلى القرارات بفرض عقوبات جديدة ضد الحكومة السورية والجهات التي تستخدم التكنولوجيا لتعقب المواطنين وقال «هذه التقنيات ينبغي أن تستخدم لتمكين المواطنين وليس لقمعهم».
وقال الرئيس الأميركي «إننا نفعل كل ما نستطيع ولا يمكننا التحكم في كل حدث، وعندما يعاني الأبرياء فإن ضمائرنا تتمزق، ونحن نرى الشعب السوري يتعرض لعنف لا يوصف لمجرد أنهم يطالبون بحقوقهم العالمية، وعلينا أن نفعل كل ما بوسعنا وأن نتذكر أنه رغم الدبابات والقناصة وكل أنواع التعذيب الوحشية التي تم ممارستها ضدهم، فإن الشعب السوري ما زال يقف بشجاعة في الشوارع، ويطالب بأن يكون صوته مسموعا». وأضاف أوباما «إنهم ما زالوا يطالبون بكرامتهم ولم يستسلموا وهذا هو السبب أننا لا نستطيع أن تستسلم لليأس».
وأوضح أوباما أن استراتيجية الولايات المتحدة لا تزال بذل مزيد من الجهود الدبلوماسية والضغط على نظام الأسد وقال «سنستمر في زيادة الضغوط مع الحلفاء والشركاء مع بذل جهود دبلوماسية لعزل الأسد ونظامه، بحيث يدرك الذين يساندون الأسد أنهم يراهنون الرهان الخاطئ». وأضاف «سنستمر في فرض عقوبات متزايدة لمنع النظام من الحصول على الأموال التي تبقيه على قيد الحياة وسنواصل القيام بجهد قانوني لتوثيق أعمال القتل لتقديم الجناة للعدالة، وجهد إنساني لتوصيل الإغاثة والأدوية للشعب السوري وسنواصل العمل مع مجموعة أصدقاء سوريا لزيادة دعم المعارضة السورية التي تزداد قوة».
بينما طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن تقوم دمشق بتأمين الحماية لمراقبي الأمم المتحدة البالغ عددهم 300 شخص وقال في تصريحات للصحافيين الثلاثاء «من المهم للغاية أن تقوم الحكومة السورية بتأمين الحماية والأمان الكامل لمراقبينا وضمان حرية دخولهم وتحركاتهم». وأوضح مون أن نشر عدد كبير من المراقبين سيجبر السلطات السورية على تخفيض وتيرة العنف الذي استمر طيلة 13 شهرا، ونتج عنه عشرة آلاف قتيل ومئات المعتقلين والنازحين. وأضاف مون «أتمنى أن تبدي الحكومة السورية التعاون اللازم مع المبعوث المشترك كوفي أنان».
ورفض أحمد فوزي المتحدث باسم المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان الإدلاء بمعلومات حول جنسيات المراقبين وخطة عملهم موضحا أنه سيتم الإعلان عن تلك المعلومات لاحقا عندما تتوافر كافة التفاصيل عنهم. وقال وكيل الأمين العام للشؤون السياسية لين باسكو «يحدونا الأمل أن نشر المراقبين سيساعد في وقف أعمال القتل وترسيخ الهدوء والهدف ليس تجميد الوضع لكن تهيئة الظروف لعملية سياسية جادة وذات مصداقية».
وأكد باسكو في إفادته أمام مجلس الأمن الثلاثاء أن وقف العنف المسلح في سوريا ما زال «غير مكتمل» حيث تستمر انتهاكات حقوق الإنسان دون مساءلة. وأشار باسكو إلى أنه لم يتم إحراز أي تقدم في مجال السماح للوكالات الإنسانية بحرية الوصول دون عائق للمحتاجين للمساعدات الإنسانية وقال «نحث الحكومة السورية على اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لتسهيل الاستجابة الإنسانية لأكثر من مليون شخص بحاجة إليها».
فيما أكدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند رفض بلادها لفرض قيود على عمل المراقبين وهددت باتجاه بلادها للنظر في الفصل السابع في مجلس الأمن إذا فشلت خطة أنان، وقالت «نتوقع أن يتاح للمراقبين الحرية الكاملة للحركة والوصول الكامل إلى كل أجزاء سوريا التي يعتقد أنها مهمة لرصد الأوضاع، ونتوقع أن يكون لهم الحرية الكاملة في الاتصال واختيار الموظفين».
وأضافت نولاند «هذه القضية تدعو للقلق ونحن نرى بداية لنشر المراقبين، وسيكون أول إنزال للمراقبين هو اختبار لجدية نظام الأسد فيما يتعلق بخطة أنان من الست نقاط». وأشارت نولاند إلى أن بلادها مستمرة في العمل مع الشركاء الدوليين، وأضافت «قالت وزيرة الخارجية الأميركية في باريس إنه إذا فشلت خطة كوفي أنان، وفشلت بعثة المراقبة فإننا في طريقنا للعودة لمجلس الأمن والبحث في الفصل السابع وفي وسائل أخرى لزيادة الضغط». ورفضت التحدث حول إطار زمني لذلك وأوضحت أن قرار مجلس الأمن رقم 2043 يعطي بعثة المراقبة الأولية مهلة 90 يوما وقالت «السؤال هو في خلال تلك المهلة هل نحن قادرون على الحديث مع الناس، هل بعثة المراقبين قادرة على القيام بمهمتها أم لا».
وأشارت نولاند إلى أن الأمم المتحدة ستقرر جنسيات المراقبين وليس الحكومة السورية من تقرر من يقوم بمهمة المراقبة، وقالت نولاند «استقبل المراقبون بحرارة من السوريين الدين يريدون التعبير عن أنفسهم سلميا والقلق هو من أماكن مثل حماه وحمص وتوفير بعض المساحة لقادة المعارضة ليخرجوا ويعربوا عن آرائهم، وقد بدأ المراقبون في مقابلة الناس، لكن بمجرد مغادرتهم، تستأنف المدفعية ضربها وهو شيء يدعو للقلق ونراقبه كل يوم».
رابطة الصحافيين السوريين احتفلت بيوم «المواطن ـ الصحافي»: مراسلون من أجل الحقيقة
أحصت أسماء مواطنين استهدفهم النظام خلال تصويرهم الأحداث الميدانية في سوريا
بيروت: ليال أبو رحال
أحيت «رابطة الصحافيين السوريين»، المندرجة في إطار الحراك السوري الثوري أول من أمس، يوم «المواطن – الصحافي» وفق ما سمته «روزنامة الثورة السورية»، مجددة إدانتها التعرض لمواطنين دفعوا حياتهم ثمنا لنقل حقيقة ما يجري في سوريا إلى العالم أجمع منذ أكثر من عام، في ظل التعتيم الإعلامي الذي يمارسه النظام على وسائل الإعلام كافة.
وقالت الرابطة في بيان أصدرته إن «حالات استهداف الصحافيين المصورين والمراسلين هي حالات تدينها كل التشريعات والقوانين الدولية، واليوم بات واضحا وجليا الاستهداف المقصود من قبل النظام لهؤلاء المصورين، وبات واجبا على العالم أن يدين قتلهم المقصود وأن يعتبرهم صحافيين ينقلون الحقيقة على أرض الواقع ضمن مواثيق حماية الصحافيين التي وضعتها الاتفاقيات الدولية». وعددت أسماء مواطنين قتلوا أثناء قيامهم بتصوير الأحداث الميدانية في مناطق عدة، هم: مصور حي باب سباع سمير شلب الشام (14 الجاري)، والناشط الصحافي خالد محمود قبيشو الذي أعدم ميدانيا ودهس رأسه بدبابة، والمصور والناشط فرزات جربان (19 نوفمبر/ تشرين الثاني)، ومصور بابا عمرو رامي السيد (27 ديسمبر/ كانون الأول)، والصحافي شكري أبو برغل (2 يناير/ كانون الثاني)، والمصور أحمد عبد الله فخرية (14 الجاري)، والصحافي المواطن محمد عبد المولى الحريري الذي قتل تحت التعذيب (17 الجاري)، والناشط الإعلامي علاء الدين حسن الدوري (14 الجاري) ومعه مصور باب سباع في حمص أنس الحلواني.
ورأى عضو رابطة الصحافيين السوريين هيفيدار ملا لـ«الشرق الأوسط» أنه كان للثورات العربية الممتدة في باقي الدول العربية دور كبير ومؤثر، وإفادة للناشطين السوريين في تغطية الأحداث ونقلها عبر الوسائل المتاحة مثل الـ«فيس بوك» والـ«يوتيوب» و«تويتر»، وقد أثبت السوريون بجدارة قدرتهم على نقل الحدث بدقة عالية حتى بات لصحافة المواطن، والتي تعتبر صحافة ناشطين عامية أو تشاركية تتطلبها الظروف، الناقل الوحيد للحدث، حتى لأكبر المحطات والوكالات العالمية.
وقال: «منذ اليوم الأول للثورة السورية، قام أبطال درعا بنقل الحقيقة خصوصا بعد أن انحاز الإعلام الرسمي لجهة السلطة ومحاولته تزييف الأخبار وحجب الحقيقة عن العالم كله، إلا أن طرق التواصل الحديثة التي اعتمد عليها الشباب السوري كانت لهم بالمرصاد، وربما كانت هذه الحقائق المنقولة جزءا كبيرا وأساسيا في كشف الحقيقة للعالم، الذي منح اهتماما عاليا متابعة الشأن السوري».
وشدد على أنه «بات لزاما منح المواطن الصحافي الذي حمل كاميرته ناقلا للحقيقة، وأصبح في عصر السرعة مراسلا ومصورا يجازف بحياته من أجل إيصال المعلومة، اهتماما أكبر»، مشيرا إلى أن «هؤلاء يضحون بأنفسهم وحياتهم في سبيل إظهار الحقيقة، ما يتطلب من المنظمات العالمية كافة تسليط الضوء على عملهم ومنحهم صفة المراسل الصحافي أو الصحافي المواطن».
وكانت رابطة الصحافيين السوريين أشارت في بيانها الذي أصدرته أمس إلى أنه «مر أكثر من عام على الثورة السورية وما زال هذا النظام يقتل ويسفك دماء أبناء شعبه من دون رقيب أو حسيب»، لافتة إلى أنه «بات معلوما أن أحد عوامل استمرارية هذه الثورة في ظل التعتيم الإعلامي ومنع دخول الوكالات والمحطات العالمية يعود الفضل فيه إلى أبناء الشعب السوري الذين خرجوا من رحم هذه الثورة كصحافيين مصورين ومراسلين هواة استطاعوا نقل الحقيقة والواقع لكل العالم كي لا تبقى الرواية الرسمية الموالية الكاذبة وحدها المسيطرة».
واعتبرت أن «روح هؤلاء الشباب وإيمانهم الثوري قد نجحت بهز رواية النظام الكاذبة وترسانته العسكرية من خلال فضح ممارساته، وذلك عبر سلاحهم الوحيد المتمثل بكاميرات تكون عين الثورة والحقيقة، بل وعين الشعب السوري في نقل حقيقة حراكهم».
وجددت إدانتها لحوادث «قتل المواطنين الصحافيين من أبناء الشعب السوري»، معتبرة إياهم «ناقلين للحقيقة وإعلاميين في ظل عدم السماح للصحافة العربية والعالمية بالدخول إلى سوريا». وطالبت «المنظمات الصحافية والحقوقية والعالمية كافة بتسليط الضوء على هذا الانتهاك الواضح بحق هؤلاء الصحافيين واعتبارهم مراسلين في نقل الحقيقة».
«بروباغندا سورية» في مواجهة الثورة
بيروت: كارولين عاكوم
وضع الناشطون السوريون إعلان «الإخبارية» السورية عن انفجار عبوة ناسفة بسيارة في دمشق يوم أمس، إضافة إلى محاولة وكالة «أنباء فارس» الإيرانية توظيف الحادثة سياسيا بتحديدها موقع الانفجار أمام المركز الثقافي الإيراني، في خانة «البروباغندا الإعلامية والاستخفاف بعقول المواطنين».
وأتت هذه الحادثة لتعود بالذاكرة إلى «فبركات» إعلامية وروايات غير قابلة للتصديق، كان النظام ولا يزال يعتمد عليها في مواجهة الثورة الشعبية وما ينقله الناشطون من أخبار ومعلومات تجري على أرض الواقع. ويأتي على رأس القائمة، الفيديو الذي كان المادة الأساسية على طاولة المؤتمر الصحافي لوزير الخارجية السوري وليد المعلم في نهاية العام الماضي، عرض خلاله مشاهد تظهر مسلحين في شمال لبنان في أحداث وقعت قبل أكثر 3 سنوات على أنها جرت في اللاذقية خلال الثورة السورية. وفي السياق الإعلامي نفسه، شكل الفيديو الذي نشره المعارضون على موقع «يوتيوب» تحت عنوان «فضيحة تفجير دمشق الميدان» في 6 يناير (كانون الثاني) الماضي، الذي يعتمد على مشاهد منتقاة من تلك التي بثها التلفزيون السوري عن طريق الخطأ، خلال نقله المباشر من الموقع بعد وقوع الانفجار، والذي اتهم فيه النظام المجموعات المسلحة والجيش السوري الحر، وأهم هذه المشاهد تلك التي رفع فيها أحد المصابين المفترضين رأسه أمام الكاميرا وطلب وقف التصوير، إضافة إلى إحضار شخص يحمل مذياعا تلفزيونيا وأكياس خضار ووضعها إلى جانب المصابين. وفي السياق نفسه، كانت قد عمدت وكالة «سانا» إلى الإعلان عن عثور السلطات الأمنية على معمل للأسلحة ضبطت فيه طائرة استطلاع وآليات عسكرية ثقيلة في حي بابا عمرو في حمص.
ولا تغيب عن لائحة الروايات المفبركة، تلك التي أطلقت على لسان أحد إعلاميي النظام السوري طالب إبراهيم، والتي قال فيها إن بارجة حربية ألمانية تسللت إلى الأراضي السورية عن طريق تركيا عبر نهر الفرات ورست مقابل مدينة الرقة بهدف توجيه الإرهابيين على شواطئ بانياس ولكن سلاح الإشارة في الجيش السوري تمكن من الدخول على الخط بين الألمان والإرهابيين وتم رصد دردشتهم بالألمانية ومن ثم الاتصال فورا بفرع التوجيه المعنوي قسم اللغات، ليؤكد لهم الفرع أن الضابط المناوب المتوفر حاليا في هو ضابط يتقن اللغة البرتغالية، ولكنه لحسن الحظ (يلطش) ألماني، وتمت الاستعانة به فورا ليكتشف حقيقة المؤامرة.
إضافة إلى هذه الروايات المصورة، يضع الناشطون الاتهامات التي يسوقها النظام بحق المعتقلين منهم، في خانة فبركات النظام عينها، والبعيدة عن المنطق أو التصديق، وكان آخرها التهمة الموجهة إلى الناشطة المسيحية يارا ميشال شماس، بأنها تنتمي إلى «السلفية الجهادية». وفي الإطار نفسه كانت رواية القبض على النائب اللبناني عقاب صقر متخفيا في زي امرأة في داخل سوريا في بدايات الثورة.
وفي تعليقه على سياسة النظام هذه أو «البروباغندا» المتبعة في مواجهة الثورة، قال عضو المجلس الوطني السوري والناشط الحقوقي عبيدة فارس لـ«الشرق الأوسط»: «لا يهدف النظام من خلال سياسة البروباغندا التي يعتمدها منذ أكثر من 40 سنة، إلى تصديق الناس له، إنما الأهم بالنسبة إليه هو أن يشكك هؤلاء في الأخبار التي ينقلها المعارضون من دون تقديم أي دليل مقنع في المقابل». ويرى فارس أن النظام يتوجه من خلال هذه الفبركات أو البروباغندا الإعلامية إلى 3 فئات، الأولى هي الفئة المحايدة في الداخل والخارج والتي مما لا شك أنها تتأثر بهذه الفبركات وتصبح غير قادرة على اتخاذ موقف صريح إلى جانب أي طرف، والثانية هي الفئة المؤيدة للثورة، وذلك بهدف إلهائهم عن قضيتهم الأساسية وجعلهم ينشغلون في البحث عن حقيقة الرواية وإثبات عدم صدقيتها، ومما لا شك فيه يبقى الهدف الأول والأخير لهذه البروباغندا السورية، هي الفئة المؤيدة للنظام في الداخل والخارج، وذلك كي تقدم لها دعما في الحجج التي يقدمونها، وإن كانت روايات سخيفة لا يمكن تصديقها. ويعطي فارس مثلا على هذا الواقع، الفيديو المفبرك الشهير الذي قدمه وزير الخارجية وليد المعلم الذي نقل عنه بعد ذلك قوله في مجلس خاص «ذلك اليوم كان أسوأ يوم في حياتي»، واتضح بعد ذلك الفبركات الفاضحة التي ارتكبها الضباط الأمنيون الذين لا يزالون ممسكين بالإعلام الرسمي ولا يزالون ينتمون إلى «عصر الانغلاق الإعلامي السوري»، حين كان النظام يعمد إلى بث الأكاذيب التي يجرؤ المواطنون على تكذيبها وتشكل دليلا أو إثباتا على خضوع المواطنين لهذا النظام. وفي حين اعتبر فارس أن الصوت الأعلى في النظام السوري هو للصوت الأمني المتحكم بألف السياسة إلى يائها، قال ساخرا «لو يأتي النظام بالمخرجين المحترفين الذين أبدعوا في إخراج الأعمال الدرامية سينتجون له أفلاما تكون على الأقل قابلة للتصديق»، مضيفا «فليعمدوا على الأقل إلى تغيير السيناريو الوحيد المعتمد، وهو تلك الانفجارات التي يضعونها في دمشق في كل مرة يكون موعد زيارة المراقبين، أو يغيروا هذا المخرج الفاشل».
الإسلاميون يؤكدون مقتل عدد من قيادييهم في معارك داخل سوريا
عمر بكري: عدد من المجاهدين اللبنانيين دخلوا سوريا مؤخرا لدعم الثوار
بيروت: بولا أسطيح
أكد الداعية الإسلامي السلفي الشيخ عمر بكري مقتل القياديين البارزين في تنظيم «فتح الإسلام» عبد الغني جوهر ووليد البستاني في المعارك الحاصلة في سوريا بين قوات الأمن والناشطين، لافتا إلى أن «خبر مقتلهما تأكد بعد وروده رسميا على المواقع الجهادية الرسمية للإسلاميين عبر شبكة الإنترنت، التي تعد الأخبار المنشورة فيها مؤكدة وموثقة».
وأوضح بكري أن الخبرين نشرا على موقع «منتدى الشموخ الإسلامي» الذي يستمد أخباره من «مركز الفجر للإعلام» الذي يعتمد عليه الإسلاميون، مشيرا إلى أن «نشر هذين الخبرين على هذه المواقع يؤكد أنه تم توثيقهما من قبل الإخوة في الداخل السوري».
وبينما كشف بكري عن ورود خبر مؤكد على هذه المواقع يفيد بـ«دخول عدد من المجاهدين اللبنانيين مؤخرا لدعم الثوار السوريين»، أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «معظم هؤلاء من المطلوبين من قبل السلطات اللبنانية دخلوا إلى سوريا من شمال لبنان أو من منطقة المصنع أو من العراق». وأضاف: «نشك أن يكون لهؤلاء مرجعية في الداخل السوري لأننا نسمع عن كثير من التخبط في العمليات التي يقومون بها أدت إلى استشهاد عدد منهم».
وكانت مجلة «تايم» الأميركية أعلنت عبر موقعها الإلكتروني أن «أحد كبار قادة تنظيم (فتح الإسلام) عبد الغني جوهر توفي بانفجار في مدينة القصير السورية يوم الجمعة الماضي». ونقلت المجلة عن «الشيخ أسامة الشهابي، مؤسس التنظيم، تأكيده خبر وفاة جوهر»، كما قامت بمقابلة عبر «سكايب» مع من وصفته بأنه أحد المقاتلين إلى جانب جوهر يدعى «أبو علي»، أوضح أن عبد الغني جوهر كان وصل إلى مدينة القصير السورية قبل أسبوعين من مقتله، برفقة مجموعة مؤلفة من 30 عنصرا، مردفا: «كان جوهر يعد قنبلة تستهدف وحدة من الجيش السوري النظامي تستعد لدخول منطقة قريبة من مدينة حمص يسيطر عليها الثوار، عندما انطلق الصاعق قبل أوانه فقتل على الفور».
بدوره نفى قائد المقر العام لحركة فتح في لبنان منير المقدح المعلومات التي تحدثت عن مقتل جوهر داخل حي الطوارئ في مخيم عين الحلوة، وأن الهدف من تسريب خبر مقتله في بلدة القصير السورية المحاذية للحدود اللبنانية هو تضييع البوصلة، وله أسبابه الأمنية الخاصة بعمل «فتح الإسلام» والتنظيمات الأصولية، وأبرزها عدم لفت الأنظار مجددا إلى مخيم عين الحلوة. وقال المقدح لـ«الشرق الأوسط»: «لا شيء لدينا في هذا الإطار، ولو قتل جوهر داخل المخيم لكنا أول من علم بالموضوع لأن مساحة المخيم ككل لا تتخطى الكيلومتر المربع الواحد».
وكان أحد المواقع الجهادية نعى وليد البستاني المطلوب بجرم قتل جنود من الجيش اللبناني في اليوم الأول لمعارك نهر البارد، والذي فر من سجن رومية عام 2010،، قائلا: «نزفّ إليكم استشهاد البطل ابن طرابلس الشام الذي فر من سجن رومية (في عام 2010) الشهيد وليد البستاني، نحسبه والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدا، لبى أخونا نداء العفيفات الطاهرات في سوريا. فلله دره وعلى الله أجره. لم يرضَ بالسلمية والدنية وإنما حمل البندقية». بالمقابل أعلنت صفحة «شبكات أخبار سوريا المتحدة» على موقع «فيس بوك» المحسوب على النظام السوري في وقت سابق «مقتل وليد البستاني على يد حماة الديار في سوريا الأسد»، لافتة إلى أن «وليد البستاني من طرابلس (باب التبانة) فر من سجن رومية في 16 نوفمبر (تشرين الثاني) 2010، وكان أمير خلية تتألف من شبان من مدينة طرابلس في الداخل السوري».
ويتهم القضاء اللبناني القيادي في تنظيم «فتح الإسلام» عبد الغني جوهر (أبو هاجر) بتنفيذ التفجير الذي استهدف الجيش في محلة التل في طرابلس في 13 أغسطس (آب) 2008، وأدى إلى مقتل 10 عسكريين و3 مدنيين. كما تعتبره السلطات اللبنانية المخطط لـ«متفجرة البحصاص» التي استهدفت حافلة للجيش في طرابلس وأدت إلى مقتل 4 عسكريين ومدنيين اثنين في 29 سبتمبر (أيلول) من العام نفسه. كذلك يتهم بزرع عبوة ناسفة لم تنفجر على طريق مطار القليعات لاستهداف قائد الجيش العماد جان قهوجي. وهو متهم بالتخطيط لقتل المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، وبقتل صاحب محل لبيع المشروبات الروحية في العبدة.
أما في سوريا فإن جوهر ضالع في تفجير «القزاز» الذي وقع في إحدى ضواحي دمشق في سبتمبر 2008، وأدى إلى وفاة 17 شخصا وجرح 14 آخرين.
الحكومة السورية تمارس لعبة القط والفأر ضد مراقبي الأمم المتحدة
بيروت: نيل ماك فاركوهار*
يبدو أن القوات الحكومية السورية بدأت لعبة القط والفأر الشهيرة ضد مراقبي الأمم المتحدة منذ الاثنين الماضي، من خلال معاقبة مدن مثل حماه وغيرها عقب مغادرة المراقبين الدوليين؛ لأن هذه المدن تجرأت على إقامة مظاهرات احتجاجية، في حين حدت من عملياتها أثناء وجود المراقبين في ضواحي العاصمة دمشق.
وفي مدينة حماه، جاب جنود موالون للنظام السوري شوارع حي الأربعين وغيره من الأحياء السكنية التي شهدت مظاهرات واقتحموا المدارس واعتقلوا التلاميذ، وطردوا السكان من منازلهم، وأطلقوا النار على أي شخص يقاومهم، ثم أشعلوا النيران في المنازل، وفقا لمنظمة «أفاز» الحقوقية. وأظهرت مقاطع فيديو على موقع «يوتيوب» منازل محترقة ودوريات من الجنود، علاوة على ما بدا كأنه جثث ملفوفة في ملاءات.
وقد دوى صوت الانفجارات في مدينة حماه التي كانت تشهد حالة من الهدوء قبل يوم واحد من زيارة مراقبي الأمم المتحدة لها، وانفجرت القذائف في حي الأربعين ومشاع الأربعين، وفقا للنشطاء ومقاطع الفيديو على موقع «يوتيوب» التي أظهرت أعمدة الدخان المتصاعدة فوق المنازل المنخفضة.
ويبدو أن قدرة واستعداد القوات الحكومية لضرب المراكز المدنية، حتى مع وجود مراقبين في البلاد، تؤكد على المشاعر واسعة الانتشار في سوريا التي ترى أن هذه المهمة لن تؤدي إلى أي نتيجة. وكان عدم رغبة المراقبين في التجول في جميع أنحاء البلاد يوم الجمعة من كل أسبوع – وهو اليوم الذي تشتد فيه الاحتجاجات – بمثابة أول إشارة إلى الكثير من المعارضين الذين يرون أن هذه العملية عديمة الجدوى منذ البداية.
وقال أحمد، وهو ناشط من مدينة حماه تم التواصل معه عبر «سكايب»: «كان هناك انتشار غير مسبوق من قوات الأمن في الجزء الشمالي من المدينة. وكانت هذه هي هدية أنان»، في إشارة إلى كوفي أنان الذي تفاوض على وقف إطلاق النار «المزعوم» تحت رعاية الأمم المتحدة. وصرحت منظمات حقوقية بأن 30 شخصا تقريبا قد سقطوا في ذلك اليوم، وتشير تقارير إلى أن بعضهم قد قتل بواسطة نيران المدافع الرشاشة.
وقال أحمد، الذي ذكر اسمه الأول فقط خوفا من الانتقام، إن القوات المسلحة تستهدف تلك الأحياء في مدينة حماه لأن المئات قد تظاهروا ضد الحكومة، في الوقت الذي كان فيه المراقبون يتجولون في المدينة يوم الأحد.
وقال شهود عيان في ضاحية دوما بالعاصمة السورية دمشق، التي شهدت هجمة عنيفة من قبل الحكومة يوم الأحد، إن الجنود اختفوا من المشهد هناك، واحتشد المئات في الشوارع، وتجمهروا ضد مجموعة صغيرة من المفتشين، وهتفوا بشعارات تطالب بسقوط النظام السوري.
وفي مدينة الزبداني القريبة من دمشق، قال الناشطون إن المفتشين الستة لم يقضوا وقتا طويلا في التجول في شوارع المدينة، وقضوا معظم الوقت في زيارة المقرات الحكومية ولم يذهبوا لرؤية المناطق التي تم تدميرها. وأظهر مقطع فيديو، وصف بأنه تم تصويره في منطقة الزبداني يوم الاثنين، سيارات الأمم المتحدة المميزة بلونها الأبيض وهي تسير خلف دبابة وناقلة جنود مدرعة كانت متوقفة في الساحة الرئيسية، في انتهاك صارخ لخطة السلام المكونة من ست نقاط رئيسية والتي تدعو الجيش إلى العودة إلى ثكناته.
وقال فارس محمد، وهو ناشط تم التواصل معه عبر «سكايب»: «على الأقل، كان المراقبون العرب يستمعون إلينا»، في إشارة إلى بعثة جامعة الدول العربية التي لم تستمر طويلا هناك، والتي أنهت عملها في وقت سابق من العام الجاري في مواجهة العنف المتصاعد. وأضاف محمد أن الكثير من الناشطين قد خاطروا بأنفسهم في محاولة لمقابلة المراقبين، وهو ما يتكرر في أماكن أخرى، وبمجرد أن يغادر المفتشون المنطقة تقوم قوات الأمن بحملات واسعة للقبض على من تجرأ وتقدم بشكوى للمراقبين.
وجاء التعليق الرسمي الوحيد من سوريا في صورة نبأ قصير بثته وكالة الأنباء السورية التي تديرها الدولة، والتي قامت بالإعلان عن المدن التي سيذهب إليها المفتشون، وقالت الوكالة: «إن الجماعات الإرهابية المسلحة»، وهي التسمية التي اعتادت عليها لوصف معارضي الحكومة، قد اغتالت اثنين من رجال الجيش في حماه، فضلا عن ضابط وطبيب في مدينة درعا الجنوبية.
ومن جهتها، لم تعلق الأمم المتحدة على زياراتها، حيث صرح المتحدث الرسمي بأنه ينتظر استلام تقرير من المراقبين. وقد وصل 10 مراقبين إلى سوريا، ضمن بعثة مكونة من 300 مراقب وافق عليها مجلس الأمن في نهاية الأسبوع الماضي. وفي الأمم المتحدة، أشار رئيس قسم الشؤون السياسية إلى أن تصريحات الحكومة السورية حول التزامها باتفاق الهدنة كان حبرا على ورق.
وقال بي لين باسكو، وهو وكيل الأمين العام للشؤون السياسية، لمجلس الأمن خلال مناقشة حول الشرق الأوسط: «وقف العنف المسلح لم ينته بعد».
وفي الوقت الذي اتضح فيه عجز بعثة المراقبة، سعت أوروبا والولايات المتحدة للوصول إلى وسائل أخرى لمواصلة الضغط على الحكومة السورية، حيث وافق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بالإجماع، يوم الاثنين الماضي، على حظر بيع السلع الفاخرة، وسوف يتم الإعلان عن القائمة التي تشمل تلك السلع خلال الأسابيع المقبلة، ومن المرجح أن تشمل السيارات الفخمة واليخوت والمجوهرات والنبيذ الفاخر، واللوحات الفنية والمفروشات المنزلية باهظة الثمن.
وقالت ماجا موسيتانسيك، وهي المتحدثة باسم رئيسة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون: «إننا نحاول حقا التأكد من أن العقوبات تستهدف النظام السوري»، وليس الشعب السوري.
* ساهم في كتابة التقرير هويدا سعد من بيروت وبول غيتنر من بروكسل
* خدمة «نيويورك تايمز»
غليون يأمل موقفاً عربياً يفتح الباب أمام قرار دولي تحت الفصل السابع
أنان لمجلس الأمن: الوضع في سوريا غير مقبول
ألقى مبعوث مجلس الأمن وجامعة الدول العربية كوفي أنان بمسؤولية استمرار العنف في سوريا على نظام الأسد الذي أوضحت صور التقطت بالأقمار الصناعية أنه لم يسحب كل العتاد العسكري الثقيل من المدن، وأن لدى الأمم المتحدة تقارير موثوقة أن القصف يتجدد ضد التجمعات السكنية بعد مغادرة مراقبي الأمم المتحدة تلك المدن والقرى.
وأعرب رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون مساء أمس عن أمله أن يفتح وزراء الخارجية العرب الباب لقرار في مجلس الأمن تحت البند السابع لإرغام النظام السوري على وقف العنف الذي لم يتوقف على الرغم من إعلان دمشق موافقتها على خطة مجلس الأمن المؤلفة من ست نقاط.
وأبلغ موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي أنان مجلس الأمن أمس، أن الوضع في سوريا لا يزال “غير مقبول” وفق ما نقل عنه ديبلوماسي رفض كشف هويته.
وأعلن المتحدث باسم أنان أمس أن وقف إطلاق النار الذي أعلن في سوريا رسمياً “هش للغاية”، معتبراً أن استمرار العنف أمر “غير مقبول”.
وقال أحمد فوزي لشبكة التلفزة التابعة للأمم المتحدة إن “وقف إطلاق النار(..) هش للغاية وندعو الحكومة السورية الى الوفاء بالتزاماتها في شكل كامل”. وأضاف ان تطبيق وقف إطلاق النار “يعني سحب كل العتاد العسكري الثقيل من المدن”، موضحاً أن صوراً التقطت بالأقمار الصناعية أثبتت أن “هذا الأمر لم يحصل كلياً” و”هذا غير مقبول”.
وتابع فوزي ان مراقبي الأمم المتحدة الذين انتشروا في سوريا دخلوا مدينتي حمص وحماة اللتين شهدتا مواجهات عنيفة، وحين يصلون “يتوقف إطلاق النار”. وتدارك ان “لدينا تقارير موثوقة تفيد أنهم عندما يغادرون يتجدد (القصف)”.
وقدم أنان إفادة لمجلس الأمن في ساعة متقدمة أمس من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة.
وتابع فوزي “سيستعرض التحديات على الأرض.. تحديات المراقبة بعدد قليل جداً من المراقبين.. تحديات الشروع في عملية سياسية من دون توقف الأعمال القتالية لأنه ينبغي أن يكون هناك وقف للأعمال القتالية لبدء عملية جديرة بالثقة”.
وقال فوزي إن “أنان يشعر بأننا نحتاج الى وجود أقوى من أجل قابلية الحركة والمرونة والقدرة على الوجود في أغلب الأماكن في الوقت نفسه. فمع وجود 11 أو 12 مراقباً فقط لا يمكن أن نكون موجودين في كل مكان وهناك كثير من المدن التي شهدت تدميراً وشهدت قتالاً ويجب أن نكون موجودين فيها”.
وفي إشارة الى قرار مجلس الأمن الذي أجاز نشر 300 مراقب آخرين، قال فوزي “مع قرابة 300 سنتمكن من مراقبة مزيد من المدن في الوقت نفسه بدلاً من مدينتين أو ثلاث فقط”.
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس إن الولايات المتحدة تتحضر لاحتمال فشل خطة أنان في سوريا، وإنها في هذه الحال ستقوم بزيادة الضغط من خلال المزيد من العقوبات على نظام الأسد.
وقالت فرنسا إنها لا تزال تدعم خطة أنان للسلام لكنها لا تستطيع الاستمرار في ذلك للأبد بدون حدوث تغييرات على الأرض ولا سيما في ما يتعلق بانتشار القوات الموالية للأسد.
وقال برنار فاليرو المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية “يجب على النظام ألا يخطئ هذه المرة.. لا يستطيع أن يواصل تضليل المجتمع الدولي لفترة أطول كثيراً. عندما يحين الوقت سيتعين علينا اتخاذ الإجراءات الضرورية المطلوبة إذا لم يتغير الوضع على الأرض”.
وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في دوشانبي أمس، من أي محاولة لعرقلة عمل وفد مراقبي الأمم المتحدة في سوريا. وقال لافروف في مؤتمر صحافي في العاصمة الطاجيكية إن “عمل المراقبين عنصر ايجابي، وآمل أن لا يتمكن الذين يحاولون عرقلة عمل وفد الأمم المتحدة في سوريا، من تنفيذ مشاريعهم”.
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أول من أمس على ضرورة أن توفر السلطات السورية لمراقبي الأمم المتحدة الحرية التامة في التنقل وأن تؤمن لها وسائل نقل جوية.
وفي القاهرة، أعرب رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون مساء أمس عن أمله أن يفتح وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم الخميس المقبل في القاهرة، الباب لقرار يتخذه مجلس الأمن الدولي تحت البند السابع لإرغام النظام السوري على وقف العنف.
وقال غليون في مؤتمر صحافي “هناك تحدٍ أمام الجامعة العربية ومجلس الأمن ومجموعة أصدقاء سوريا يتمثل في رفض النظام السوري تنفيذ المبادرة العربية – الدولية” التي طرحها موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي أنان. وأضاف “هذا يقتضي موقفاً حاسماً من الجامعة العربية التي لا ينبغي أن تظل شاهد روز”.
وتابع غليون أن “النظام السوري لا يفي بالتزاماته” وفقاً لمبادرة أنان، وبالتالي “يجب أن نذهب الى مجلس الأمن للتصويت على قرار جديد تحت البند السابع (الذي يتيح اللجوء الى القوة القسرية) على الأقل من أجل فرض مناطق آمنة والسماح بدخول منظمات الإغاثة الدولية”. وقال “أعتقد أن اجتماع وزراء الخارجية العرب مهم في رسم ملامح رد المجتمع الدولي على رفض النظام الانصياع للإرادة الدولية”.
ويعقد الوزراء العرب اجتماعاً غير عادي مساء الخميس لمناقشة الأوضاع في سوريا.
وأكد غليون أن المعارضة السورية “تبلغ معلومات يومية” حول ما يجري على الأرض الى بعثة المراقبين الدوليين في سوريا “حتى تتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب”.
واتهم غليون النظام السوري “بنشر قناصة إضافيين فوق الأسطح في كل المناطق التي تم سحب الأسلحة الثقيلة منها، كما أن بعض البيوت دخلها عسكريون للإقامة فيها والخروج عند الحاجة”، كما أشار الى مقتل العديد من المدنيين في حماة غداة زيارة المراقبين لها.
وأعلنت لجان التنسيق المحلية ارتفاع عدد شهداء سوريا أمس إلى 38 شهيداً بينهم أطفال ونساء وثلاث شهداء تحت التعذيب، اثنا عشر شهيداً في حمص، سبعة شهداء في ريف دمشق معظمهم في دوما نتيجة القصف العنيف على المدينة، ثلاثة شهداء في دمشق، ثلاثة شهداء في إدلب، شهيدان في حلفايا بحماة وشهيد في كل من درعا، حلب والبوكمال.
وخرجت تظاهرات مساء أمس في عدد من المدن السورية رفعت فيها لافتات وشعارات تنتقد بطء مهمة المراقبين وعدم التزام النظام بخطة المبعوث الدولي، منها “الشهداء بالجملة، المراقبون بالتقسيط، من دون دفعة أولى”، وأخرى “آخر كذبة نيسان الالتزام بخطة أنان” التي رفعها متظاهرون في حي القابون الدمشقي.
وهز انفجار عبوة ناسفة أمس العاصمة السورية غداة مقتل نحو ستين شخصاً في أعمال عنف، وذلك برغم مرور 12 يوماً على بدء وقف إطلاق النار ووجود فريق من المراقبين الدوليين الذين يواصلون جولاتهم في عدد من المناطق السورية.
واغتيل أمس مساعد أول في المخابرات في حي برزة الدمشقي، ودارت اشتباكات بين القوات النظامية وعناصر من المجموعات المنشقة، ولم ترد أنباء عن سقوط ضحايا بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ومساء، أفاد المرصد السوري أن “اربعة شهداء سقطوا الثلاثاء إثر إطلاق نار من رشاشات ثقيلة وشظايا القنابل بمدينة دوما” في ريف دمشق، إضافة الى “شهيد خامس سقط برصاص القوات النظامية في حي القصور بمدينة حمص”.
كذلك، أشار المرصد الى “استشهاد ثلاثة أفراد من عائلة واحدة هم سيدة مسنة وابنها وابنتها متأثرين بجروح أصيبوا بها إثر إصابة منزلهم بقذيفة ار بي جي في حي القصور بحمص مساء الاثنين، فضلاً عن استشهاد اثنين من بلدة تلبيسة (في محافظة حمص) هما رجل ونجله اختطفا قبل ستة أيام من منزلهما في مدينة السلمية وعثر على جثمانيهما اليوم (أمس)، إضافة الى شهيدين من مدينة القصير فقدا قبل أيام وعثر على جثمانيهما اليوم (أمس) في البساتين المجاورة للقصير”.
وفي مدينة حماة، “سلم جثمان شاب الى ذويه بعد تسعة أشهر من الاعتقال لدى الأفرع الأمنية”، وفق المرصد الذي تحدث أيضاً عن “استشهاد مواطن في مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب متأثراً بجروح أصيب بها قبل 20 يوماً”.
الى ذلك تابع فريق المراقبين الذي بلغ عدد أفراده أحد عشر مراقباً زياراته أمس الى عدد من المناطق السورية، بحسب ما أفاد المسؤول في الوفد نيراج سينغ الذي قال “بلغ عدد فريق القبعات الزرق أحد عشر مراقباً بينهم اثنان يمكثان في حمص (وسط)، فيما يتابع التسعة الآخرون جولاتهم الميدانية”. وأشار الى أن الفريق “سيزور اليوم (أمس) مناطق متعددة في البلاد”، من دون إعطاء المزيد من التفاصيل.
وأفاد ناشطون أن فريق المراقبين الدوليين توجه الى مدينة حماة في وسط سوريا للمرة الثانية أمس خلال ثلاثة أيام، غداة تعرضها لعملية عسكرية عنيفة أسفرت عن مقتل 50 شخصاً وتلت زيارة أولى للمراقبين الأحد.
وقال عضو المكتب الإعلامي لمجلس الثورة في حماة أبو غازي الحموي إن “المراقبين الدوليين زاروا ظهر اليوم (أمس) ساحة العاصي ثم حي الأربعين ومشاع الأربعين حيث وقعت مجزرة كبيرة أمس (الاثنين) على يد القوات النظامية”.
وأضاف الحموي إن “المراقبين التقوا اليوم (أمس) الأهالي وعوائل الشهداء لكنهم لم يستجيبوا لرغبة السكان في زيارة المقبرة الجماعية التي دفن فيها شهداء (أول من) أمس”.
وغداة زيارة المراقبين لحماة الأحد، قتل 50 شخصاً فيها بإطلاق نار من رشاشات خفيفة وثقيلة من جانب القوات النظامية.
واتهمت الرابطة السورية لحقوق الإنسان القوات النظامية بتنفيذ عملية “إعدام ميداني” الاثنين في حق تسعة نشطاء التقوا وفد المراقبين الأحد.
وسمعت في دوما صباحاً أصوات انفجارات وإطلاق نار كثيف. واقتحمت القوات النظامية الأحد هذه المدينة التي تعد مركز الاحتجاجات في الريف الدمشقي بعدد من الدبابات تحت غطاء مدفعي وناري كثيف.
وأفاد المرصد السوري بسقوط قتيل في دوما أمس بنيران قوات النظام.
وكان أعضاء من فريق طليعة المراقبين زاروا الاثنين بلدات ومدناً في ريف دمشق، ومدينة حمص في وسط البلاد، ومدينة حلب في الشمال.
وتوقع سينغ وصول مراقبين “آخرين في الأيام القادمة”.
ويفترض أن يصل عديد الفريق الحالي الى ثلاثين بموجب قرار مجلس الأمن على أن يبدأ الأسبوع المقبل نشر بعثة المراقبين الموسعة التي أقرها المجلس السبت والتي سيصل عددها الى 300.
وفي حمص (وسط)، أفاد المرصد عن تشييع جثامين ثلاثة مواطنين من عائلة واحدة هم أم وابنها وابنتها الثلاثاء قتلوا متأثرين بجراح أصيبوا بها إثر إصابة منزلهم بقذيفة آر بي جي في حي القصور بحمص مساء الاثنين.
وفي درعا (جنوب)، نفذت قوات النظام حملة مداهمات بعد منتصف ليل الاثنين – الثلاثاء في مدينة انخل اعتقلت خلالها 23 شخصاً، فيما سمعت أصوات إطلاق رصاص كثيف في مدينة بصرى الشام، بحسب المرصد.
يأتي ذلك في الأسبوع الثاني على بدء مهمة المراقبين الدوليين المكلفين بالتثبت من وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 12 نيسان (ابريل) الجاري وشهد خروقات يومية، أسفرت أمس الاثنين عن سقوط 59 قتيلاً، بحسب ما أفاد المرصد السوري.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، ا ب)
الأمن السوري يعتقل المفكر الفلسطيني سلامة كيلة
اعتقلت اجهزة الامن التابعة لنظام بشار الأسد فجر امس المفكر الفلسطيني سلامة كيلة من منزله في دمشق، بحسب ما افاد مدير “المركز السوري للدراسات والابحاث القانونية” المحامي انور البني.
وقال البني لوكالة “فرانس برس” ان “عناصر من احد الأجهزة الأمنية السورية لم تعرف هويته اعتقلت عند الساعة الثانية (صباح امس) الناشط في المجتمع المدني والمفكر سلامة كيلة دون ان تبين سبب الاعتقال”.
ودان مدير المركز اعتقال كيلة معتبرا “ان ذلك لا يهدف الى خنق حرية التعبير فحسب وانما الى محاربة الفكر نفسه”.
وطالب البني باطلاق سراح كافة المعتقلين بمن فيهم سلامة كيلة “الذي يعاني من مرض عضال وحالته الصحية سيئة”.
وانشأ ناشطون صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك للمطالبة باطلاق سراح كيلة.
وكتب المفكر الفلسطيني عزمي بشارة في صفحة التضامن مع كيلة على “فيسبوك”: “يذكرني اعتقال الصديق الكاتب والناشط اليساري سلامة كيله (وهو خريج السجون في سوريا مثل كثيرين غيره من المثقفين) بحقيقة أغفلت وتم تجاهلها طويلا وغطى عليها السجال اللفظي الرسمي وبراعة الكتبة وانصاف المثقفين التابعين في تلطيخ من هم أكثر ثقافة منهم والتشدق بالشعارات وكليشيهات الأنظمة. وهذه الحقيقة هي أن ضحايا النظام السوري كانوا عموما أكثر وطنية منه”.
وكتب سماح إدريس على الصفحة نفسها: “بأيّ منطق يُعتقل شخص رقيق ونبيل ومستقلّ كسلامة كيلة؟ سلامة مثقف يهجس بفلسطين والعدالة الاجتماعية. أعرف سلامة منذ أكثر من 20 عامًا: كاتبًا في الآداب، ورفيقًا في مقاطعة العدو الصهيوني، ورفيقًا في حركة قومية عربية (فاشلة) أسسناها قبل سنوات طويلة. سلامة أيضًا يخضع لعلاج منذ سنوات (…) إنه مناضل فلسطيني ـ سوري على جبهة الحرية. سلامة في السجون السورية الآن: هذا يعني أننا كلنا سجناء. كل لحظة، سلامة في السجن وصمةُ عارٍ على سجّانه، أيا كان. اطلقوا سراحه فورًا. السجن للسجّان، لا للأحرار!”.
وسلامة كيلة من مواليد مدينة بيرزيت في فلسطين سنة 1955، حائز شهادة بكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة بغداد سنة 1979.
وسبق أن سجن ثماني سنوات في السجون السورية، وهو يكتب في العديد من الصحف والمجلات العربية.
(أ ف ب، “المستقبل”)
19 قتيلا بسوريا وانتقاد للمراقبين
أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بسقوط ما لا يقل عن 19 قتيلا برصاص الأمن في سوريا اليوم معظمهم في إدلب وفي قصف لبلدات إنحل وطفس وبصرى الشام بدرعا، في وقت أعلن فيه المجلس الأعلى لقيادة الثورة السورية أنه سيطلب من التنسيقيات والناشطين الامتناع عن استقبال وفود لجنة المراقبين الدوليين ما دامت هذه الوفود عاجزة عن حماية المناطق التي تقوم بزيارتها.
وقد أعلنت الهيئة أن الجيش النظامي واصل قصفه لمدينة دوما مما أدى إلى حركة نزوح كبيرة للسكان.
وفي خان شيخون أفادت الهيئة بأن قوات الجيش النظامي أطلقت النار على حافلة ركاب على طريق حلب دمشق، مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص بينهم امرأتان وإصابة ستة آخرين.
وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أن أربعة أشخاص قتلوا في إطلاق نار من حاجز أمني على حافلة قرب خان شيخون في ريف إدلب.
وفي دير الزور قتل طفل في العاشرة من عمره إثر إصابته بإطلاق نار في قرية المريعية. وفي ريف دمشق قتل شخصان بإطلاق رصاص عشوائي من القوات النظامية في بلدة حرستا، وثالث في مدينة دوما برصاص قناص. وفي مدينة الرستن في ريف حمص قتل شخص بنيران القوات النظامية التي تحاصر المدينة منذ أشهر.
وأشار المرصد من جهة ثانية إلى أن قوات الأمن سلمت جثماني مواطنين إلى ذويهما في مدينة حماة بعد أيام من الاعتقال. كما سلم جثمان مواطن لذويه في قرية دار عزة في ريف حلب بعد أن قضى تحت التعذيب، بحسب المرصد.
وفي ريف بانياس الحدودية قال ناشطون إن الأمن السوري والشبيحة اعتدوا على ممتلكات مدنيين في قرية بساتين سلام. وأفاد ناشطون في منطقة جسر الشغور بأن 16 شخصا اختطفوا، في حين اعتقل الجيش السوري النظامي أربع نساء من منزلهم في المنطقة.
ونقل مراسل الجزيرة في أنطاكيا عن ناشطين سوريين قولهم إن عدة أشخاص أصيبوا بجراح في قرية الرامة بجبل الزاوية بعد أن تعرضت لإطلاق نار وقصف مدفعي من الجيش النظامي.
المراقبون
من ناحية أخرى تفقد وفد المراقبين الدوليين في سوريا اليوم مدينتي حماة وحمص فضلا عن دوما في ريف دمشق.
وأظهرت صور بثها ناشطون معارضون على الإنترنت سيارات وفد المراقبين في دوما وهي تتجول في شوارع المدينة دون ترجل المراقبين منها.
وقال ناشطون إن قصف الجيش النظامي لدوما توقف قبيل وصول المراقبين. وفي حمص أظهرت الصور أحد المراقبين وهو يجري حديثا مع عدد من أهالي الحي من داخل سيارته.
في غضون ذلك أعلن المجلس الأعلى لقيادة الثورة السورية أنه سيتوجه بطلب رسمي إلى كافة التنسيقيات والناشطين للامتناع عن استقبال وفود لجنة المراقبين الدوليين والامتناع عن التعاون معهم ما دامت هذه الوفود عاجزة عن حماية المناطق السكنية التي تقوم بزيارتها.
وأضاف المجلس أن على البعثة الإبقاء على مراقب على الأقل في كل منطقة تزورها للحيلولة دون انتقام النظام من أهلها.
واتهم ناشطون سوريون الأمم المتحدة “بالتلاعب بأرواح السوريين” لتلكؤها في نشر المراقبين الدوليين.
وسخرت لقطات صورها نشطاء من المراقبين، وصوّر من التقطها أنفسهم وهم يرتدون ملابس المراقبين الزرقاء وتظاهروا بأنهم لا يمكن أن يروا أو يسمعوا شيئا عن العنف، في انتقاد لمراقبي الأمم المتحدة الذين يقول كثيرون إنهم بلا فائدة.
وكان مسؤول في لجنة المراقبين الدوليين أفاد الأربعاء بأن مراقبين اثنين استقرا في حماة التي شهدت الاثنين عملية عسكرية عنيفة للقوات النظامية أسفرت عن مقتل 31 مدنيا.
وقال نيراج سينغ لوكالة الصحافة الفرنسية إن مراقبين استقرا في مدينة حماة للقيام بمهمات اللجنة هناك. وأضاف “لدينا الآن مراقبان في حمص، ومراقبان في حماة يقومون بمهامهم في تلك المنطقتين، ولدينا فريق يقوم أيضا بجولات ميدانية في دمشق”.
ووصل أربعة مراقبين ليلا إلى سوريا ليصل عدد الفريق الإجمالي إلى خمسة عشر مراقبا، فيما ينتظر وصول عدد إضافي اليوم، بحسب سينغ.
إحباط محاولة
من ناحية أخرى قالت السلطات السورية اليوم الأربعاء إنها أحبطت محاولة تسلل من وصفتها بمجموعة إرهابية مسلحة قدمت من الأراضي التركية وقتلت أحد عناصرها.
وقال مصدر رسمي سوري في محافظة إدلب إن “الجهات المختصة تصدت اليوم للمجموعة الإرهابية التي حاولت التسلل من موقع خربة الجوز التابعة لجسر الشغور بريف إدلب وتمكنت من قتل أحد الإرهابيين ومصادرة سلاحه فيما لاذ باقي أفراد المجموعة بالفرار إلى داخل الأراضي التركية”.
كما أفادت وكالة أنباء “سانا” الرسمية السورية بأن “إرهابيا فجر نفسه بسيارة مفخخة في إحدى نقاط قوات حفظ النظام في موقع مصرف بلدة سيجر على طريق إدلب سلقين”، مما أدى إلى مقتل عنصر أمن.
دمشق ترفض مراقبين وأنان يتهمها بعدم الالتزام
رفضت الحكومة السورية مراقبا واحدا على الأقل ضمن بعثة مراقبي الأمم المتحدة بسبب جنسيته، وقالت إنها لن تقبل بدخول مراقبين ينتمون لدول ضمن مجموعة أصدقاء سوريا والتي تضم 14 دولة. وفي هذه الأثناء وصف المبعوث الأممي العربي المشترك كوفي أنان الوضع في سوريا بأنه لا يزال غير مقبول، وأبلغ مجلس الأمن بعدم التزام دمشق بسحب القوات والأسلحة الثقيلة من المناطق السكنية.
وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس إن وكيل الأمين العام الأممي لعمليات حفظ السلام أرفيه لادسو، أبلغ مجلس الأمن الدولي بأن دمشق تضع قيودا على نشر مراقبي الهدنة.
وأضافت أن “لادسو أفاد بأن الحكومة السورية رفضت مراقبا واحدا على الأقل على أساس جنسيته، وقررت أنها لن تقبل أعضاء من العاملين في بعثة الأمم المتحدة للإشراف في سوريا (يونسميس) من أي دولة عضو في مجموعة أصدقاء الشعب السوري”، وهو ما اعتبره لادسو “غير مقبول مطلقا”.
وأكدت رايس أن لادسو أبلغ مجلس الأمن بأنه سيمر شهر آخر قبل أن يصل 100 من عناصر بعثة قوامها 300 مراقب عسكري غير مسلح إلى سوريا، للمساعدة في الإشراف على وقف إطلاق النار الهش الذي دخل حيز التنفيذ قبل 12 يوما، وأضافت أن أعضاء المجلس اعتبروا أن نشر المراقبين يسير بخطى بطيئة جدا.
وتضم مجموعة “أصدقاء الشعب السوري” التي عقدت اجتماعا لوزراء خارجيتها في باريس مؤخرا، 14 دولة منها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والسعودية وقطر، وكلها قالت إن الرئيس السوري بشار الأسد فقد شرعيته بسبب الحملة الدموية التي شنها على مدى 13 شهرا لقمع المحتجين المطالبين بالديمقراطية.
أنان يحذر
في السياق نفسه، طالب مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية المشترك إلى سوريا كوفي أنان بنشر سريع للمراقبين، معتبرا أن وجودهم له تأثير إيجابي، ووصف الوضع في سوريا بأنه لا يزال غير مقبول.
وأبلغ أنان مجلس الأمن بأن “الانتشار السريع لبعثة المراقبة التابعة للأمم المتحدة أمر حاسم، حتى وإن كان حلا لا يخلو من المخاطر”. وأضاف “نحتاج لأن تكون لدينا عيون وآذان على الأرض قادرة على التحرك بحرية وبسرعة”.
وتابع أنان الذي كان يتحدث عبر مؤتمر بالفيديو، أنه بعد وصول عدد ضئيل من المراقبين إلى حمص انخفض العنف بشكل كبير في هذه المدينة، غير أنه أعرب عن قلقه من أن قوات النظام دخلت إلى حماة عقب مغادرة المراقبين وأطلقت نيران أسلحة آلية وقتلت عددا كبيرا من الأشخاص، وقال “إذا تأكد هذا فإنه غير مقبول تماما ومدان”.
وأضاف أنه قلق لتقارير عن قتال في مناطق لم تذهب إليها طليعة المراقبين في الأيام الماضية، ومنها إدلب ودرعا، وقال “لا يمكن للحكومة أن توقف العمليات في منطقة وتواصلها في منطقة أخرى”، محذرا من أن بعثة المراقبين الذين سينتشرون لمدة ثلاثة أشهر “لن تكون لأجل غير محدود”.
ونقل دبلوماسيون عن أنان قوله خلال إحاطةٍ في جلسة مغلقة لمجلس الأمن، إن على النظام السوري الوفاء بالتزاماته بشأن وقف العنف بكل أشكاله، وإن على جميع الأطراف الالتزام كذلك.
ونقلوا عن أنان قوله إنه سيطلب من الرئيس السوري سرعة تعيين مفاوض ذي صلاحيات لبدء حوار بشأن عملية انتقالية سياسية، وأضافوا أن أنان أكد أن المظاهرات في سوريا زادت منذ سريان اتفاق وقف النار، رغم الإجراءات الأمنية المشددة.
وقال أنان إنه رغم السماح للصليب الأحمر بزيارة معتقلات فإن أوضاع السجناء فيها غير معروفة، والتقارير عن استمرار أعمال التعذيب مستمرة.
وبحسب خبراء في الأمم المتحدة، فإن النشر التام للبعثة مع تجهيزاتها -خصوصا الآليات المدرعة- سيتطلب عدة أشهر.
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد أعربت أمس الثلاثاء عن استيائها حيال شهادات تحدثت عن تعرض مواطنين تعاونوا مع مراقبي الأمم المتحدة للقتل، معتبرة أن هذا الأمر قد يجهض خطة السلام.
وأفادت منظمة حقوقية بأن القوات السورية النظامية قامت بعملية “إعدام ميداني” لتسعة نشطاء التقوا وفد المراقبين الدوليين أثناء زيارتهم لمدينة حماة الأحد بعدما قصفت أحياء في المدينة، مما أسفر عن مقتل 45 شخصا.
الطريق إلى الرمثا.. قصة معاناة سورية
محمد النجار-عمان
تحكي قصص لاجئين سوريين المعاناة التي يكابدونها بحثا عن العلاج من إصابات تعرضوا لها على أيدي قوات الجيش النظامي حيث نقل هؤلاء إلى الجانب الأردني من الحدود محمولين على الأكتاف فنجا بعضهم وتوفي آخرون ودفنوا بالرمثا الأردنية.
يروي أبو نضال (58 عاما) أنه قدم إلى الأردن مطلع شهر مارس/آذار الماضي، وقد تكفل بحمله جنود من الجيش الحر ومن يعاونهم من المدنيين مسافة تزيد على ثلاثة كيلومترات تحت جنح الظلام.
وأصيب أبو نضال قبل 8 أشهر برصاص في قدميه عندما كان ينقل بسيارته الطعام والشراب لأبناء الحي ولجنود الجيش الحر الذين قال إنهم يتولون حماية المدنيين من الأمن والشبيحة وجنود الجيش النظامي.
رحلة شاقة
ويذكر أبو نضال أنه كان في سيارته عندما استهدفه حاجز عسكري بإطلاق الرصاص مما أدى إلى إصابته في القدم حيث انفصل الكعبان عن الرجل، كما تعرض للقصف من قبل دبابة قريبة لدى خروجه من السيارة.
ويتحدث أبو نضال عن رحلته الشاقة مع العلاج، ويقول إنه نقل إلى مستشفى في حي الوعر بـحمص حيث تلقى إسعافات سريعة وطلب منه الأطباء المغادرة خوفا من قوات الأمن والشبيحة الذين يهددون أي مستشفى أو طبيب يساعد الجرحى دون الإبلاغ عنهم، حسب قوله.
ويصف أبو نضال معاناته طوال فترة الإصابة بأنها كانت سباقا مع الموت ويستشهد بتحذيرات الممرضين من احتمال الإصابة بمضاعفات قد تؤدي لبتر رجله اليسرى، وباضطرار المقربين منه لنقله من منطقة إلى أخرى خوفا من مداهمات الأمن.
ويقول إنه وجد سبيلا للانتقال إلى درعا تمهيدا للانتقال إلى الأردن، مشيرا إلى أن جنود الجيش الحر حملوه على الأكتاف أكثر من ثلاثة كيلومترات إلى أن وصل الجانب الأردني من الحدود هو وعائلته التي تعيش بمدينة المفرق الحدودية مع سوريا، وأنه يتلقى العلاج الآن بتبرع من إحدى الهيئات الأردنية.
أما أبو مصعب ونجله الأكبر فإن قصتهما مع “العودة للحياة” بدأت بعد إصابة مصعب في جورة الشياح بحمص أثناء مروره وأصدقاء له بمنطقة حاجز عسكري مما أدى إلى إصابته بشلل نصفي وأجريت له عمليات وتم استئصال إحدى كليتيه وطحاله.
الأب ونجله
وظل مصعب متنقلا بين مستشفيات ميدانية وعيادات أطباء مدة شهرين ليكتمل فصل المأساة للعائلة بإصابته والده.
يقول أبو مصعب للجزيرة نت “أعمل سائق أجرة وكنت مع زوجتي في السيارة عائدين للمنزل عندما تفاجأنا بإطلاق رصاص كثيف باتجاهنا ولم أشاهد سوى بحر من الدماء تحتي ونجت زوجتي بأعجوبة”.
وتابع الحديث قائلا “نقلت بعد ذلك لمستشفى ميداني بحمص مدة 6 أيام وبعدها تيسر لي عن طريق أقارب أن أنقل إلى دمشق حيث تبين أن العظم لدي قد تهتك برجلي اليمنى ولم يتمكن الأطباء من عمل الكثير إلى أن تمكنت من التواصل مع أصدقاء للوصول إلى درعا تمهيدا للخروج إلى الأردن”.
ويروي أبو مصعب قصة نقله ونجله محمولين على الأكتاف من قبل جنود الجيش الحر، وبألم يروي كيف سقط مصعب عن الحمالة خلال الطريق الموحشة ليلا مرتين إلى أن تمكنوا من الوصول إلى الجانب الأردني حيث أجريت له ولنجله عمليات جراحية.
وطوال رواية أبي مصعب ونجله الذي لم يكن قادرا على الكلام كثيرا كانت أم مصعب تذرف دموعها وتحتسب عند الله وتدعو على الرئيس السوري بشار الأسد.
وبينما كتب لهؤلاء النجاة من الموت، لم يكتب ذلك لآخرين وصلوا إلى الأردن جرحى ثم لقوا حتفهم.
شيع أردنيون ولاجئون سوريون بمدينة الرمثا الحدودية مع درعا العديد من السوريين الذين توفوا بعد الوصول إلى الأردن، اثنان منهم من عناصر الجيش الحر.
وقضى أحد اللاجئين السوريين بعد إصابته بجلطة فور وصوله إلى الأردن في مشهد يلخص قصص المرض والخوف في طريق الفرار التي لم تعد آمنة بعد استهداف مجموعات من اللاجئين واعتقال بعضهم قبل أيام.
وقد أصبح السوريون والأردنيون يتجاورون ليس فقط في المسكن وفي سرير العلاج، بل أيضا في القبور.
النظام السوري يعاقب المدن المنتفضة بالقمامة
موظفو ترحيلها مشغولون بضرب المتظاهرين واعتقالهم
مشق – جفرا بهاء
ابتكر النظام السوري وسيلة جديدة لمعاقبة الشعب على ثورته وانتفاضته، ولعل انتشار أكوام القمامة في تلك المدن هي آخر ابتكاراته في هذا المجال.
ريف دمشق، حمص، حماة، دير الزور وإدلب، جميعها مدن تتلقى انتقام النظام السوري بشتى الطرق، وفي بعض الأحيان بطرق يصعب على أي إنسان متحضر ينتمي لهذا العالم تصديقها.
موظفو القطاع العام المسؤولون عن جمع القمامة وترحيلها في إجازة مفتوحة، وتبدو هذه الإجازة مجزية المردود، إذ أنها مدفوعة مسبقاً مع مكافآت تكبر كلما عبر ذلك الموظف عن إخلاصه، والتعبير عن الإخلاص في هذه الحالة يتمحور في حمل الهراوات والعصي الكهربائية التي تم توزيعها عليهم، والخروج لتفريق أي مظاهرة تخرج هنا أو هناك، وكلما زاد عدد ضحايا تلك العصي كلما نال الموظف علاوة ومكافأة أكبر.صيف سوريا شديد الحرارة، والحشرات بدأت بالظهور وبأعداد ضخمة على أكوام القمامة المتروكة في الشوارع، ما جعل الناس في يقين من أن انتشار الأمراض أمر محتوم.
ورغم أن معظم سكان تلك الأحياء والمدن حاولوا أن يشكلوا لجان شعبية فيما بينهم تتحدد مهمتها في ترحيل القمامة، إلا أن ذلك المجهود لا يأتي بنتائج ملموسة على الأرض، بسبب القصف المستمر على بعض تلك المدن وحالة القتل والاعتقال العشوائية التي أصبحت أشبه بالرجل الأعمى فاقد البصر والبصيرة، فالقتل والاعتقال يمكن أن يصيب أي مار في الشارع في دوما وحمص وحماة وإدلب.
النظام السوري قرر أن يعاقب شعبه بالقمامة والحشرات والأمراض السارية المؤكدة، وهي بالتأكيد ابتكار جديد يحسب له على اعتبار أنه استنفذ الأساليب الأخرى من قتل وقصف واعتقال وتعذيب.
فرنسا تحذر من فشل خطة عنان وتلمح الى امكانية لجوء مجلس الامن للقوة العسكرية
قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه إن مجلس الامن الدولي قد يضطر الى دراسة اتخاذ إجراءات مدعومة بالقوة العسكرية في سوريا في حال فشل خطة السلام الحالية.
وطالب جوبيه بنشر 300 مراقب تابعين للامم المتحدة في أسرع وقت ممكن.
وقال إن تقرير المبعوث الدولي كوفي عنان الذي سيقدمه إلى مجلس الأمن في الخامس من مايو/ ايارالمقبل حول الاوضاع في سوريا سيمثل لحظة فاصلة.
واضاف أنه في حال فشل خطة كوفي عنان فإن الأمم المتحدة قد تلجأ الى الفصل السابع من ميثاقها، والذي يسمح بعمل عسكري.
وكان كوفي عنان قد قال في مجلس الأمن الدولي إن سوريا ما زالت تشهد مستويات غير مقبولة من العنف وطالب بنشر سريع للمراقبين الدوليين الـ 300 ، مشيرا الى ان وجودهم سيكون له تأثير ايجابي على الاوضاع في سوريا.
جاء ذلك في وقت انضم فيه أربعة مراقبين جدد إلى فريق المراقبين في سوريا، اثنان منهم من الصين والثالث من اندونيسيا والرابع من غانا، ليصبح مجمل عدد المراقبين العسكريين 15 مراقبا.
وظلت وتيرة العنف متصاعدة، اذ قالت الشبكة السورية لحقوق الانسان ان خمسة وعشرين شخصا قتلوا اليوم برصاص القوات السورية أغلبهم في حماة ودرعا.
وأشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن بلدة بصر الشام في درعا تعرضت للقصف من قبل الجيش النظامي، كما قتل شخصان في بلدة طفس رغم وجود المراقبيين، وقال النشطاء إن قوات الأمن شنت حملات اعتقالات في عدة مناطق بدوما التي شهدت مقتل أحد مسعفي الهلال الاحمر السوري وإصابة آخر.
عدنان ومود
توقع دبلوماسيون ان يكون المرشح الاوفر حظا لقيادة المراقبين الجنرال النرويجي روبرت مود.
وفي محافظة درعا قتل رجل مسن في مدينة بصرى الشام اثر سقوط قذيفة هاون على منزله اطلقتها القوات النظامية السورية، وقتل آخر في اشتباكات بين القوات النظامية ومجموعات منشقة، حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
كما قتل شخص في طفس اثر اطلاق نار عشوائي من القوات النظامية. وقتل ثلاثة عناصر من القوات النظامية في البلدة نفسها في اشتباكات.
ونقل دبلوماسيون عن تقرير عنان الذي قدمه لمجلس الامن في جلسة مغلقة قوله إن الانتشار السريع لبعثة المراقبين التابعين للامم المتحدة في سوريا سيكون امرا حاسما”.
وحذر عنان من ان مهمة المراقبين الذين سينتشرون في البداية لمدة ثلاثة اشهر “لن تكون لأجل غير محدود”، دون أن يقدم موعدا محددا لنهاية مهمتهم.
100 مراقب
وطالب عنان السلطات السورية بتقديم توضيحات عن اعلانها سحب قواتها ومعداتها العسكرية الثقيلة من المدن الذي اعلنته في رسالة وجهتها إليه في 12 ابريل الجاري، مضيفا انه لو تأكد هذا الانسحاب فأنه سيكون امرا “مشجعا”.
من جانبه ابلغ أرفيه لادسو وكيل الامين العام للامم المتحدة مجلس الامن ان نشر 100 من المراقبين الدوليين على الارض في سوريا سيستغرق نحو شهر.
ونقلت وكالة رويترز عن دبلوماسيين تعهد لادسو بنشر نحو 30 مراقبا، من المراقبين الـ300 الذين دعا مجلس الأمن إلى نشرهم، في سوريا بنهاية شهر أبريل/ نيسان، على ان يتم نشر نحو 100 من المراقبين خلال شهر.
وكانت سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة سوزان رايس اتهمت السلطات السورية بمنع دخول احد المراقبين العسكريين الدوليين بسبب جنسيته.
BBC © 2012
الهلال الأحمر السوري يطالب بحماية طواقمه بعد مقتل متطوع في ريف دمشقطالب الهلال الاحمر السوري في بيان يوم الاربعاء الأطراف المعنية بحماية طواقمه أثناء عمليات تقديم المساعدة الى المحتاجين في سوريا.
جاء ذلك بعد مقتل أحد متطوعي المنظمة الثلاثاء في اطلاق نار في مدينة دوما في ريف دمشق.
ولم يتضمن البيان اي اشارة الى الجهة التي أطلقت النار، وأكد أن 21 متطوعا لا يزالون محاصرين في دوما دون أي تفاصيل حول الجهة التي تحصارهم أوظروف الحصار.
و أعرب رئيس منظمة الهلال الأحمر العربي السوري عبد الرحمن العطار، بحسب البيان ، عن “تعازيه الحارة وتعاطفه الصادق” مع عائلة القتيل وأصدقائه وزملائه.
وأكد إصرار المنظمة على متابعة تنفيذ رسالتها الانسانية التي تقضي بمساعدة كل من هم بحاجة “بغض النظر عن الانتماء السياسي أو الديني”.
وطالبت المنظمة “الجهات المعنية باجراء تحقيق حول ملابسات استشهاد المتطوع وجرح المتطوع الآخر”.
ودعت جميع الأطراف المعنية إلى حماية طواقم الإسعاف الموجودة في دوما والمتطوعين، وتسهيل إجلائهم بشكل آمن، مؤكدة التزامها بالحياد.
كما طالبت المنظمة بتسهيل عمل موظفيها والمتطوعين وتسهيل مرور سياراتها واحترام شارة الهلال الأحمر ، وعدم التعرض لهم وهم يقدمون العون والمساعدة
وأشارت إلى ضرورة الالتزام بالاتفاقيات التي وقعت عليها سوريا لا سيما اتفاقيات جنيف الخاصة بحماية العاملين في المجال الإنساني.
BBC © 2012
فرنسا: الخامس من مايو “لحظة الحقيقة” بشأن سوريا
باريس (رويترز) – قال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه يوم الاربعاء ان فرنسا تريد ان ترى 300 مراقب على الاقل من مراقبي الأمم المتحدة ينشرون في سوريا خلال أسبوعين وانها ستسعى لاستصدار قرار بموجب لبند السابع من ميثاق الامم المتحدة اذا لم تلتزم دمشق بحلول أوائل مايو ايار.
وقال جوبيه “لا يمكن ان يستمر ذلك الى ما لا نهاية. نريد ان نرى مراقبين بأعداد كافية.. 300 على الاقل… ينشرون بأسرع ما يمكن.”
وأضاف ان الخامس من مايو وهو الموعد المقرر لتقديم المبعوث الدولي كوفي عنان تقريرا الى مجلس الامن بشأن سوريا سيكون “لحظة الحقيقة”.
وقال “اذا لم يجد ذلك نفعا فلا يمكننا السماح للنظام (السوري) بتحدينا. سيكون علينا الانتقال الى مرحلة جديدة مع قرار بموجب البند السابع في الامم المتحدة لاتخاذ خطوة جديدة لوقف هذه المأساة.”
(اعداد عماد عمر للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)
القوات السورية تطلق النار على حافلة والسخرية من الامم المتحدة
بيروت (رويترز) – قال معارضون ان قوات الأمن السورية قتلت بالرصاص أربعة مدنيين في حافلة بمحافظة ادلب في شمال البلاد يوم الاربعاء مع تزايد الضغط الدولي على دمشق لكي تحترم تعهداتها بوقف اطلاق النار واصدار الامر لجنودها ودباباتها بالعودة الى الثكنات.
وفي أحدث أعمال عنف لتقويض هدنة هشة بدأت منذ 13 يوما قال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا ان الاربعة قتلوا عند نقطة تفتيش على الطريق الرئيسي من حلب الى العاصمة.
وقال المرصد ان رجلا مُسنا قتل في قتال عنيف في مدينة درعا بجنوب البلاد التي كانت مركز المعارضة ضد الرئيس بشار الاسد.
وقالت امرأة زارت بلدة دوما مساء يوم الثلاثاء ان البلدة التي توجد بها أغلبية معارضة تتعرض لقصف مستمر ولا يوجد بها ماء أو كهرباء أو شبكة للهاتف المحمول.
وقالت المرأة لرويترز في لبنان “كان يوجد قصف طوال الليل. بالمدفعية والدبابات. لم نتمكن من النوم على الاطلاق ولا للحظة واحدة.”
واضافت “معظم السكان نزلوا ليقيموا بالطابق الاول لان غالبية الطوابق الثاني والثالث أُصيبت.”
ولم يرد ذكر لاطلاق الرصاص في وسائل الاعلام السورية التي تخضع لرقابة صارمة أو تعليق من السلطات في دمشق التي حظرت دخول معظم الصحفيين الاجانب اثناء الانتفاضة التي تفجرت قبل 13 شهرا ضد الرئيس بشار الاسد.
وأبلغ كوفي عنان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الذي توسط في اتفاق وقف اطلاق النار مجلس الامن يوم الثلاثاء بأن سوريا لم تسحب الاسلحة من المراكز السكنية في انتهاك لشروط الهدنة التي بدأ سريانها يوم 12 ابريل نيسان.
والهجوم على الحافلة الذي وقع بعد يومين من مقتل 31 شخصا في مدينة حماة فور مغادرة مراقبي وقف اطلاق النار التابعين للامم المتحدة قد يؤدي الى مزيد من الضغوط الدبلوماسية على دمشق.
وقال عنان وفقا للنص الذي تم الحصول عليه “الموقف في سوريا مازال غير مقبول.” وأضاف “يجب على السلطات السورية ان تنفذ تعهداتها كاملة وان يتوقف الانتهاك بكل اشكاله من جانب كل الاطراف.”
كما أشار الى تقارير بأن قوات الامن تستهدف الاشخاص الذين التقوا مع أفراد من الفريق الطليعي للمراقبة التابع للامم المتحدة والذي يهدف الى إنهاء الصراع الذي تقول الامم المتحدة ان 9000 شخص قتلوا فيه.
وتقول دمشق ان جماعات مسلحة مناهضة للاسد تعمل في البلد الذي يبلغ تعداد سكانه 23 مليون نسمة قتلت 2600 من قوات الامن.
وأكد عنان الذي كان يتحدث الى المجلس المكون من 15 عضوا الحاجة الى ان تكون هناك “عيون واذان على الارض” رغم انه حتى الان لا يوجد سوى 15 مراقبا غير مسلحين في سوريا من بين فريق من المزمع ان يبلغ قوامه 300 فرد.
ولم تتضح أسباب البطء في نشر هؤلاء المراقبين.
ويقول ناشطون انه رغم الوجود المحدود للمراقبين على الارض فقد أدى بالفعل الى تراجع عدد القتلى الذين يسقطون يوميا لكن هيرفيه لادسو رئيس عمليات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة قال ان نشر اول 100 مراقب سيستغرق شهرا وهو جدول زمني جلب سخرية من العديد من السوريين.
وتساءل أحد سكان حمص وهي المدينة التي تحملت القصف المستمر من جانب الجيش “هل يستغرق الامر شهرا لكي يصلوا؟ .. هل سيأتون على ظهور جياد؟…” وامتنع عن ذكر اسمه الحقيقي.
والتقط هاو فيلما لمجموعات صغيرة من المراقبين الذين يرتدون البيريهات الزرقاء والسترات الواقية من الرصاص الزي المميز للأمم المتحدة وهم يلتقون مع معارضين وسكان ضواحي قصفت في بلدات ومدن في أنحاء البلاد.
وفي محاكاة ساخرة لمراقبي الامم المتحدة ظهر بعض السوريين في الفيلم وهم يرتدون ازياء زرقاء ونظارات سوداء ووضعوا مناديل ورقية في اذانهم وهم يتظاهرون بأنهم لا يرون ولا يسمعون أي شيء غير موات.
وتساءل مصعب الحمادي وهو من السكان المعارضين في محافظة حماة معقل الانتفاضة “بعد شهر سيكون لدينا ربما 1000 أو 2000 شخص قتلوا – انه أمر مثير للسخرية. كيف يراقب المجتمع الدولي دون التحرك بسرعة…”
وقال عنان ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم بعث له برسالة مكتوبة اشار فيها الى ان انسحاب القوات والاسلحة الثقيلة من المراكز السكنية والاجزاء المحيطة اكتمل الان وان العمليات العسكرية قد توقفت.
كن فريق عنان اشار الى صور التقطت بالاقمار الصناعية كدليل على ان الدبابات تتوارى عن الانظار على مشارف المدن وعبرت روسيا حليف سوريا عن قلقها.
وقال فيتالي تشوركين سفير روسيا لدى الامم المتحدة ان الامر سيكون مثيرا للقلق اذا تقاعست دمشق عن سحب قواتها واسلحتها.
واضاف “اذا كان هذا هو الحال واذا لم ينفذ بالفعل التعهد في الرسالة فهذا سيعني خرقا للتعهد الذي قطعوه يوم السبت الماضي.. وسالفت نظر موسكو الي ذلك بالتاكيد.”
(اعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير نبيل عدلي)
من اوليفر هولمز
نشطاء سوريون ينتقدون النشر البطيء لمراقبي الامم المتحدة
بيروت (رويترز) – اتهم نشطاء في المعارضة السورية الامم المتحدة يوم الاربعاء “بالتلاعب بأرواح السوريين” لتلكؤها في نشر مراقبي وقف اطلاق النار في البلاد.
وكان رد أغلب النشطاء على اعلان أن نشر مئة مراقب عسكري أعزل اخر سيستغرق شهرا للاشراف على الهدنة الهشة التي تم التوصل اليها في 12 ابريل نيسان خليطا من الغضب والفتور.
وقال أحد سكان مدينة حمص التي عانت قصفا متواصلا من الجيش السوري “يستغرق وصولهم شهرا.. هل سيأتون على ظهور الخيول..” وطلب الاشارة فقط الى اسمه المستعار وهو “سامي” خشية الاعتقال.
ويوجد حاليا 15 مراقبا في سوريا يزورون مناطق مزقها العنف الذي أعقب الانتفاضة الشعبية التي قامت ضد حكم الرئيس السوري بشار الاسد الذي كان رد حكومته على الاحتجاجات اطلاق النار وقصف معاقل المعارضين قائلة انها تحارب “مجموعات ارهابية مسلحة”.
وقال ايرفيه لادسو قائد قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة لمجلس الامن الذي سمح بنشر 300 مراقب في سوريا ان نشر اول مئة منهم سيستغرق شهرا.
وقال مصعب الحمادي وهو أحد سكان محافظة حماة وهو من المعارضة “بعد شهر ربما يكون قد قتل ألف أو ألفين .. هذه مسألة سخيفة. كيف يمكن للمجتمع الدولي أن يرقب الاوضاع دون التصرف سريعا.” ويقول نشطاء في حماة ان 31 شخصا قتلوا يوم الاثنين عندما قصف الجيش واقتحم حي الاربعين في مدينة حماة بعد يوم من زيارة المراقبين له.
وقال الحمادي “عندما يحدث القتل في فلسطين حتى على الرغم من أن الولايات المتحدة حليفة لاسرائيل فان المجتمع الدولي بأسره يضغط على اسرائيل اكثر مما يضغط على نظام الاسد.”
وقال وليد الفارس وهو نشط يقيم في مدينة حمص القريبة والتي شهدت قصفا استمر شهورا ان الامم المتحدة “تتلاعب بأرواح السوريين” بسبب البطء في ارسال المراقبين الى هناك.
وأضاف عبر موقع سكايب ان هذا منح النظام المزيد من الوقت لقتل المعارضين وانهم يتعرضون للقتل الان وليس بعد شهر.
والتقط مصورو فيديو هواة لقطات للمراقبين وهم يتحركون في فرق صغيرة وهم يرتدون الخوذات الزرقاء المميزة والسترات الواقية ويلتقون بمقاتلي المعارضة وسكان الاحياء التي تعرضت للقصف في أنحاء البلاد.
وسخرت لقطات صورها نشطاء من المراقبين وصور من التقطوها انفسهم وهم يرتدون ملابس المراقبين الزرقاء وتظاهروا بأنهم لا يمكن أن يروا أو يسمعوا شيئا عن العنف في انتقاد لمراقبي الامم المتحدة الذين يقول كثيرون انهم بلا فائدة.
وقال الحمادي “مدى استجابتنا لمراقبي الامم المتحدة يتوقف على ما اذا كانوا نشطين أم لا… جاءوا أمس الى حماة. وبعد أن رحلوا بدأ الناس يفرون لانهم يعلمون أنه بعد مغادرة مراقبي الامم المتحدة ستأتي قوات الامن وتعتقل الناس الذين تحدثوا اليهم.”
وأضاف “نحن نريدهم اذا كانت لديهم حقا وسائل للضغط على النظام. لكن اذا كان وجودهم هنا لمجرد مراقبة كيف نقتل فلا نريد المزيد من المراقبين” لكنه أقر بأن حماة التي يقيم فيها حاليا اثنان من المراقبين اتسمت بالهدوء يوم الأربعاء.
وقال وسيط السلام كوفي عنان لمجلس الامن التابع للامم المتحدة يوم الثلاثاء انه حتى عدد صغير من المراقبين يمكن أن يكون له أثر كبير.
لكن طبقا لنص مكتوب لتصريحاته قال عنان أيضا انه “قلق بشكل خاص من تقارير افادت ان قوات حكومية دخلت حماة أمس (الاثنين) عقب مغادرة المراقبين واطلقت نيران أسلحة الية وقتلت عددا كبيرا من الاشخاص.”
وقال “اذا تأكد هذا فانه غير مقبول تماما ومدان .. تمركز مراقبان في حماة اليوم (الثلاثاء).”
كما أبدى قلقه من أنباء عن قتال في مناطق لم يوجد فيها الفريق الطليعي للمراقبين في الايام القليلة الماضية مثل ادلب ودرعا.
وقال سامي ان الوضع في حمص تحسن بصورة كبيرة منذ أن وصلت مجموعة من المراقبين يوم السبت. وأضاف أن قصف القوات الحكومية توقف تماما للمرة الاولى منذ شهرين ونصف الشهر لكنه ما زال بامكانه سماع أصوات متقطعة لنيران الاسلحة الالية.
وتابع “لدينا مراقبان في المدينة وانظر الى أثر ذلك. تخيلوا اذا زاد العدد.”
ويقدر أن عدد سكان سوريا 23 مليون نسمة وهم منتشرون في أنحاء المناطق الجبلية والصحراوية والزراعية على مساحة 180 ألف كيلومتر مربع مما يثير شكوكا في أن تتمكن قوة المراقبين بكامل عتداها والبالغ قوامها 300 فرد من الاشراف على وقف لاطلاق النار يتجاهله الطرفان فيما يبدو.
وتقول الامم المتحدة ان قوات الامن السورية قتلت تسعة الاف شخص على الاقل خلال الصراع. وتقول دمشق ان “مسلحين” قتلوا 2600 فرد من قوات الجيش والشرطة.
(اعداد دينا عفيفي للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)
من أوليفر هولمز
معارضون سوريون: 32 قتيلاً معظمهم بحماه وإدلب
الأمم المتحدة (CNN) — اتهم معارضون سوريون القوات التابعة للحكومة بقتل 36 شخصاً الأربعاء، معظمهم في إدلب وحماه، وقالت لجان التنسيق المحلية، وهي هيئة سورية معارضة تقوم برصد الأوضاع الميدانية على الأرض، إن مدينة حماه شهدت مقتل عشرة أشخاص، بينما قتل ستة في مدينة إدلب.
ولفتت اللجان إلى تعرض منازل في حي الخالدية بحمص إلى إطلاق قذائف مضادة للدروع ورصاص كثيف من قبل الجيش، بينما تعرض حي “مشاع المطار” في حماه لقصف أدى إلى سقوط قتلى فيه، إلى جانب سقوط قتيل في حلب بحي السكري، وآخر في دير الزور.
كما أفادت اللجان أن العاصمة السورية، دمشق، شهدت خروج مظاهرة حاشدة انطلقت قرب مسجد “أبو أيوب الأنصاري” وجرى قطع الطريق العام بالمواد المشتعلة.
من جانبه، أشار المجلس الوطني السوري، الممثل الأكبر للمعارضة، إلى المأزق الذي وصلت إليه الأمور رغم وجود بعثة المراقبة الدولية قائلا: “ما هي الخطوة القادمة؟؟ .. لن ننتظر تقرير (المبعوث الدولي كوفي) عنان.. وقرار مجلس الأمن.. نحن سنصنع قرارنا… كما صنعنا ثورتنا.. عاشت سوريا حرة.. عاش شعبنا البطل.”
من جانبها، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية إن قوات الجيش والأمن وشيعة سبعة قتلى “استهدفتهم المجموعات الإرهابية المسلحة أثناء تأديتهم لواجبهم الوطني في حمص ودرعا وريف دمشق واللاذقية.”
كما اتهمت الوكالة “المجموعات الإرهابية المسلحة” على حد تعبيرها، والتي قالت إنها مدعومة من “قوى إقليمية ودولية” بتنفيذ عمليات بينها استهداف سيارة اسعاف تابعة لفرع ريف دمشق لمنظمة الهلال، وإصابة ثلاثة بانفجار عبوة ناسفة بحلب وجرح ستة بعبوة ناسفة استهدفت حافلة على طريق إدلب جسر الشغور.
يشار إلى أن CNN لا يمكنها تأكيد صحة المعلومات الميدانية في سوريا نظرا لرفض السلطات السماح لها بالعمل على أراضيها.
وكان مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا كوفي عنان قد عن استيائه من التقارير التي تفيد بأن الحكومة السورية تستأنف الهجمات الوحشية على المدن التي ينتهي المراقبون الدوليون من زيارتها، في أحدث علامة على أن الجهود الدبلوماسية أخفقت في قمع أعمال العنف في البلاد.
وقال كوفي أمام مجلس الأمن يوم الثلاثاء “يساورني انزعاج بصورة خاصة حول التقارير التي تفيد بأن القوات الحكومية دخلت مدينة حماة (الاثنين) بعد مغادرة المراقبين، وأطلقت نيران الأسلحة الآلية وقتلت عددا كبيرا من الناس.. إذا تأكد ذلك هذا أمر غير مقبول تماما.”
وأشار عنان إلى أن وزير الخارجية السوري ابلغه بأن الأسلحة الثقيلة والقوات سحبت من المراكز السكانية، وأن العمليات العسكرية قد انتهت، وفقا لخطة سلام من ست نقاط وضعها عنان وقبلها النظام السوري.
ووصف عنان تصريحات الخارجية السورية تلك بأنها “مشجعة،” لكنه أضاف “أن الوعود المهمة والتي يعتمد عليها هي تلك الوعود التي يتم الوفاء بها.”
وقال نشطاء المعارضة إن العنف تصاعد بشكل ملحوظ، مع سقوط ما لا يقل عن 38 قتيلا يوم الثلاثاء، وهو دليل على أن دمشق تحنث بوعودها.
وأيد أحمد فوزي المتحدث باسم عنان وجهة النظر هذه، وقال إن “النظام السوري يدعي أنه سحبت المدرعات الثقيلة، وبعد “صور من الأقمار الصناعية، وتقارير موثوقة.. تبين أن هذا لم يحدث تماما.”
وزارت مجموعة صغيرة من مراقبي الأمم المتحدة المدن المحاصرة مثل حماة، وحمص في الأيام الأخيرة، لكن الحكومة تستأنف الهجمات على المدن بعد مغادرة المراقبين، وتستهدف السكان الذين تحدثوا إلى مراقبي الأمم المتحدة، وفقا لنشطاء المعارضة.