أحداث الأربعاء 03 أيار 2017
اتصال ترامب – بوتين يحرّك مسار التسوية السورية
واشنطن، موسكو، لندن – «الحياة»
تصدرت الأزمة السورية أمس، أول اتصال هاتفي بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين منذ التوتر الذي شاب علاقة بلديهما في أعقاب الضربة الصاروخية الأميركية على قاعدة الشعيرات السورية رداً على ما أكدت واشنطن أنه هجوم كيماوي بغاز السارين شنته القوات النظامية ضد بلدة خان شيخون في إدلب في 4 نيسان (أبريل) الماضي. ويُفترض أن يفتح الاتصال، وهو الثالث بينهما منذ تولي ترامب منصبه مطلع هذا العام، الباب أمام تحريك مسار الحل السياسي للأزمة السورية من خلال تعاون أكبر بين الجانبين، لكنه يمكن أن يزيد الأزمة السورية تعقيداً في حال لم يتوصل الرئيسان إلى اتفاق على طريقة التقدم إلى أمام على جبهة سورية. وحصل آخر اتصال بين ترامب وبوتين بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف محطة قطارات في مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، وهو هجوم تبناه تنظيم مرتبط بـ «القاعدة»، وجاء قبل أيام فقط من الضربة الأميركية على قاعدة الشعيرات التي جمّدت مسار تحسين العلاقات بين البيت الأبيض والكرملين.
وجاء الاتصال بين ترامب وبوتين عشية بدء الجولة الجديدة من المفاوضات السورية في آستانة، وسط توقعات بحضور واسع لفصائل المعارضة وتمثيل أقوى للولايات المتحدة، وعلى خلفية معطيات عن «أفكار روسية» جديدة رحبت بها المعارضة وتركيا، لكن موسكو تجنبت كشف تفاصيلها. وأعلنت الخارجية الكازاخية أمس أن المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا سيشارك في المفاوضات، وسيجري محادثات ثنائية منفصلة مع الجانب الروسي ومع الأطراف السورية. كما أشارت إلى رفع مستوى تمثيل واشنطن إلى مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، بعدما كانت شاركت في جولات سابقة على مستوى السفير في آستانة.
وتجنبت موسكو أمس، التعليق أو كشف تفاصيل عن مقترحات سربتها المعارضة السورية، وقالت إن موسكو عرضتها على المعارضة وعلى الجانب التركي خلال اجتماعات عقدت أخيراً. وتوالت ردود فعل تركية وسورية معارضة ومرحبة بالأفكار، بينما قال ديبلوماسي روسي لـ «الحياة» أمس، إن لدى موسكو أفكاراً لم تتحول بعد إلى مبادرة لكنها ستعرض في آستانة. وأشادت وزارة الخارجية التركية بـ «المقترح الروسي حول إنشاء مناطق خاصة لتخفيف حدة التوتر في سورية»، وأعربت عن أملها بترجمتها إلى الواقع. وأضافت الخارجية التركية أن هذا المقترح سيناقشه الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان خلال لقائهما في مدينة سوتشي الروسية اليوم الأربعاء.
في غضون ذلك، تواصل الاقتتال لليوم الخامس بين الفصائل المسلحة في الغوطة الشرقية، وشن «جيش الإسلام» هجوماً ضخماً على معاقل «فيلق الرحمن» على محور بلدة حزة ومحور مدينة زملكا، بعد يوم من تلقيه دعماً كبيراً من فصائل «الجيش الحر» بشمال سورية في قتاله ضد فصيل آخر في الغوطة هو فصيل «هيئة تحرير الشام» («جبهة النصرة» سابقاً). ونعى «فيلق الرحمن» أمس النقيب سامر الصالح (أبو نجيب)، مدير مكتب قائده، واتهم «جيش الإسلام» بتصفيته بعدما أعطاه الأمان عندما حاول النقيب المنشق أن يتدخل لوقف الاشتباكات في زملكا، وفق ما أوردت شبكة «الدرر الشامية». وكان «جيش الإسلام» ابتدأ حملته بالسيطرة على عربين والأشعري وهما أبرز معاقل «هيئة تحرير الشام» في الغوطة. ومساء الإثنين أعلن 11 فصيلاً من فصائل «الجيش الحر» في شمال سورية مساندة «جيش الإسلام» في «استئصاله جبهة النصرة» من الغوطة.
وعلى صعيد ميداني آخر، أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن تنظيم «داعش» شن هجوماً على موقع عسكري لـ «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من الولايات المتحدة في الحسكة بشمال شرقي سورية، ما أسفر عن مقتل 24 شخصاً على الأقل. لكن حصيلة لاحقة أشارت إلى مقتل 40 شخصاً. وجاء الهجوم في وقت دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين في الحيين الأول والثاني من «مدينة الثورة» في الطبقة، المحاذية لسد الفرات على الضفاف الجنوبية للنهر. وأوضح «المرصد» أن الاشتباكات تدور بالتزامن مع مفاوضات يقوم بها أعيان المنطقة لـ «تأمين ممر لخروج من تبقى» من عناصر «داعش» من الطبقة نحو مدينة الرقة.
كازاخستان تتوقع عودة المعارضة السورية لمحادثات السلام غداً
آستانة، بيروت – رويترز
قال المسؤول في وزارة الخارجية في كازاخستان أيدر بك توماتوف اليوم (الأربعاء) إن بلاده التي تستضيف محادثات السلام في شأن الأزمة السورية تتوقع عودة المعارضة المسلحة إلى طاولة المفاوضات غداً.
وأضاف توماتوف للصحافيين في العاصمة «آمل بأن تشارك المعارضة مرة أخرى غداً (في المحادثات)».
وأعلنت المعارضة السورية اليوم أنها علقت مشاركتها في المحادثات لإنهاء الأزمة، مطالبة بوقف قصف النظام السوري للمناطق الخاضعة لسيطرتها.
ميدانياً، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن أربعة أشخاص على الأقل قُتلوا وأصيب آخرون في انفجار في بلدة أعزاز الواقعة تحت سيطرة المعارضة في شمال سورية قرب الحدود التركية. وأوضح أن الانفجار ناجم على الأرجح عن سيارة ملغومة. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير.
قتلى في هجوم لـ «داعش» على موقع عسكري في شمال سورية
بيروت – رويترز
أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» اليوم (الثلثاء)، أن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) شن هجوماً على موقع عسكري لـ «قوات سورية» المدعومة من الولايات المتحدة في شمال شرقي سورية، ما أسفر عن مقتل 32 شخصاً على الأقل.
وأشار المرصد إلى أن «الاشتباكات العنيفة تتواصل منذ فجر اليوم بين قوات سورية الديموقراطية المدعمة بطائرات التحالف الدولي من جانب، وعناصر من تنظيم داعش من جانب آخر، على محاور في محيط منطقة رجم الصليبي، وفي منطقة الشدادي بالريف الجنوبي للحسكة، نتيجة هجوم لعناصر وانتحاريين من التنظيم».
وأضاف المرصد أن الهجوم على منطقة رجم الصليبي التي توجد بها نقطة تفتيش ومخيم للنازحين قرب الحدود مع العراق، ما أدى إلى نشوب اشتباكات عنيفة أسفرت عن إصابة العشرات بجروح.
وقال إن «قوات سورية الديموقراطية تشتبك مع تنظيم داعش، منذ الفجر في مناطق قريبة بمحافظة الحسكة التي تسيطر عليها القوات الكردية إلى حد كبير». وأضاف مستشار لـ «القوات» ناصر حاج منصور، إن «الكثير من المدنيين قُتلوا من بينهم أشخاص فارون من داعش في منطقة دير الزور وفي العراق».
وكانت «قوات سورية الديموقراطية»، وهي عبارة عن تحالف بين فصائل مسلحة معارضة للنظام السوري عربية وكردية، سيطرت على مساحات واسعة من شمال سورية، وأخرجت مقاتلي تنظيم «داعش» منها على مدى الـ18 شهراً الماضية. وتخوض القوات قتالاً لطرد التنظيم من مدينة الرقة.
وذكرت «القوات» أمس، أنها سيطرت على معظم بلدة الطبقة الاستراتيجية التي تبعد 40 كيلومتراً غرب الرقة على امتداد نهر الفرات. وأشارت اليوم إلى أن القتال الشرس مستمر للسيطرة على آخر الأحياء الخاضعة للجماعة المتطرفة في البلدة والسد القريب منها، وهو آخر عقبة رئيسة أمام بدء الهجوم العسكري على الرقة.
وأوضح «المرصد» أن هجوم «داعش» على رجم الصليبي استهدف «الأسايش»، وهي قوات الأمن الداخلي الكردية التي تعمل في شمال شرقي سورية.
إيران ستواصل إرسال مستشارين عسكريين إلى سورية
بيروت – رويترز
قال رئيس القوات البرية بالحرس الثوري الايراني أمس (الثلثاء)، إن طهران ستواصل إرسال مستشارين عسكريين إلى سورية دعماً لقوات الرئيس بشار الأسد.
ونقلت «وكالة فارس للأنباء» عن القائد محمد باكبور قوله: «الدعم بالمشورة ليس في مجال التخطيط فقط ولكن في الطرق والأساليب، وبسبب هذا يجب أن تكون القوات موجودة في ميدان القتال».
وتابع: «سنواصل دعمنا الاستشاري ما داموا (السوريون) يحتاجون له».
وأوضح باكبور إن القوات البرية التابعة للحرس الثوري موجودة في سورية لمساعدة «فيلق القدس»، فرع الحرس الثوري المسوؤل عن العمليات خارج حدود إيران.
وأضاف باكبور: «هناك تنسيق وثيق للغاية بين الجيش السوري ومستشاري الحرس الثوري».
وكان مسؤول إيراني قال العام الماضي، إن أكثر من ألف إيراني قتلوا في الحرب الأهلية السورية. وذكرت تقارير إعلامية إيرانية أن من بين هؤلاء القتلى مجموعة من كبار قادة الحرس الثوري.
وتقدم إيران الدعم العسكري لقوات الأسد منذ عام 2012، لكنها لم تعلق في بادئ الأمر على دورها علانية.
إلى ذلك، قالت «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» أمس، إن قافلة مساعدات غذائية وطبية وصلت إلى بلدة دوما السورية المحاصرة للمرة الأولى منذ تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
وأوضحت اللجنة عبر صفحتها في موقع «تويتر»، أنها دخلت مع الأمم المتحدة و«الهلال الأحمر العربي السوري» إلى دوما بـ 51 شاحنة تحمل مساعدات إلى 35 ألف شخص.
وقال مسؤول في الأمم المتحدة في سورية إن «القافلة دخلت في ساعة متأخرة من الليل تحمل أغذية وإمدادات طبية وإن المهمة لا تزال مستمرة».
وكانت الأمم المتحدة قالت في آذار (مارس) الماضي، إن الازمة في سورية قطعت المساعدات عن 300 ألف شخص في ضواحي الغوطة الشرقية، لافتة إلى ان دوما لم تتلق أي مساعدات منها منذ تشرين الأول، وإن منطقة كفر بطنا لم تتلق أيضاً أي مساعدات منذ حزيران (يونيو) الماضي.
المرصد السوري: مقتل 146 شخصاً جراء استمرار القتال بين الفصائل المسلحة في الغوطة الشرقية
القاهرة – د ب أ – أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الأربعاء بمقتل 146 شخصاً على الأقل، جراء استمرار القتال لليوم السادس على التوالي بين كبرى الفصائل العاملة في غوطة دمشق الشرقية.
وقال المرصد ، في بيان صحافي اليوم ، إن القصف المتبادل والاشتباكات بين فيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام من جانب، وجيش الإسلام من جانب آخر تجري على محاور عدة في مدن وبلدات ومزارع زملكا وعربين وحزة وبيت سوى ومزارع الأفتريس والأشعري ومناطق أخرى.
وأشار المرصد إلى أنه وثق مقتل 133 مقاتلاً من الفصائل المتناحرة، بينهم نحو 50 مقاتلاً من جيش الإسلام، إضافة لـ 13 مدنياً من ضمنهم طفلان ، في حين أصيب عشرات المدنيين بجراح متفاوتة الخطورة، كما أصيب عشرات المتقاتلين بإصابات متفاوتة.
ويعد جيش الإسلام أحد أكبر جماعات المعارضة المسلحة وهو المهيمن على الغوطة الشرقية، وقتل قائده زهران علوش في ضربة جوية في كانون أول/ ديسمبر 2015.
بينما “هيئة تحرير الشام” تحالف فصائل تم تشكيله في كانون ثان/ يناير الماضي ويضم جبهة فتح الشام المعروفة سابقاً (جبهة النصرة) المرتبطة بتنظيم القاعدة.
ويقول المرصد إن الشلل لا يزال مستمراً في حركة المواطنين في غوطة دمشق الشرقية، حيث تعاني مئات العائلات المتواجدة في المنطقة الواقعة بين مدينة زملكا وبلدة حزة، أوضاعاً إنسانية صعبة مع استمرار القتال ، حيث وجهوا مناشدات لفك الحصار عنهم بسبب عدم قدرتهم على تأمين مستلزماتهم اليومية أو حتى تأمين المياه، وذلك منذ اليوم الأول من القتال بين الطرفين.
وطبقا للمرصد ، عمد جيش الإسلام إلى توجيه نداءات يطالب فيها مقاتلي فيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام بتسليم أنفسهم “حقناً للدماء”، كما طالب جيش الإسلام سكان الغوطة الشرقية ومناطق الاشتباك وما حولها، بالتزام منازلهم والنزول إلى الأقبية.
المعارضة السورية أكدت مشاركتها في مفاوضات أستانة… وخبراء عسكريون من الدول الضامنة يعقدون «اجتماعاً فنياً»
دي ميستورا يلتقي ممثلين عن روسيا وتركيا وإيران اليوم وغداً
عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: أعلن نائب وزير الخارجية الكازاخستاني مختار تليوبردي امس الثلاثاء أن المعارضة السورية أكدت مشاركتها في مفاوضات أستانة حول التسوية السورية.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عنه القول «من المتوقع (مشاركة المعارضة)، وهم قد أكدوا ونحن بانتظارهم».
وبشأن احتمال مشاركة ممثلين عن الولايات المتحدة في المفاوضات، قال نائب الوزير الكازاخستاني: «نحن نتوقع أن يصل مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط ونحن بانتظار تأكيد هذه المعلومات».
وأضاف: «المراقبون في المفاوضات ما زالوا كالسابق، وسيكون هناك وفد الأمم المتحدة رفيع المستوى، و(المبعوث الأممي إلى سوريا) ستافان دي ميستورا… الذي أكد مشاركته، وسيكون هناك الأردن والولايات المتحدة».
ومن المقرر أن يعقد في أستانة اجتماع للدول الضامنة لوقف إطلاق النار في سوريا، وهي روسيا وتركيا وإيران، على مستوى الخبراء، وبعد ذلك ستجرى المفاوضات على مدار اليومين القادمين.
وقد وصل إلى أستانة وفد الحكومة السورية برئاسة المندوب السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، والوفد الإيراني.
واعلنت الأمم المتحدة الاثنين في بيان ان الموفد الخاص للمنظمة الدولية في سوريا ستافان دي ميستورا سيشارك هذا الاسبوع في كازاخستان في محادثات مع ممثلين عن روسيا وتركيا وايران بشأن وقف لاطلاق النار في سوريا.
وجاء في البيان الذي اشار إلى مشاركة دي ميستورا في محادثات كازاخستان «في استانة سيدعم الموفد الخاص جهود ضامني وقف اطلاق النار ومشاركين آخرين لتهدئة الوضع العسكري».
وتابع البيان «سيكون ذلك من المناسب جداً لأنه يضع حالياً اللمسات الاخيرة على المشاورات الخاصة بالجولة المقبلة من المحادثات السورية في جنيف».
وأعلنت وزارة الخارجية الكازاخية، أن خبراء عسكريين من الدول الضامنة، يعقدون «اجتماعاً تقنياً»، بمشاركة ممثلين للأمم المتحدة، قبيل بدء اجتماع أستانة الرابع بشأن سوريا، الذي ينطلق اليوم، ويستمر يوم غد. وأضاف بيان للخارجية، امس، أن خبراء عسكريين من تركيا، وروسيا، وإيران، يعقدون في أستانة «اجتماعاً فنياً» مغلقاً، بمشاركة أغنيس مارسيللو، مسؤول خدمات قضايا إزالة الألغام في الأمم المتحدة.ويمثل الوفد التركي في اجتماع أستانة الرابع، نائب وكيل وزارة الخارجية التركية سادات أونال، فيما يمثل الوفد الروسي ممثل الرئيس الروسي الخاص في سوريا أليكساندر لافرينتيف، والوفد الإيراني نائب وزير الخارجية حسين جابري أنصاري.ويمثل وفد المعارضة العسكرية السورية، محمد علّوش، فيما يمثل بشار الجعفري وفد النظام السوري.وبالإضافة إلى ذلك، يشارك في الاجتماع الممثل الخاص للأمم المتحدة في سوريا، ستافان دي ميستورا، ومن المتوقع مشاركة مستشار وزير الخارجية الأردني نواف وصفي التل، ونائب مسؤول شؤون الشرق الأدنى في الخارجية الأمريكية ستيوارت جونسون.وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، عقد الاجتماع الأول في أستانة، برعاية تركية روسية، ومشاركة إيران والولايات المتحدة ونظام بشار الأسد والمعارضة السورية المسلحة، لبحث التدابير اللازمة لترسيخ وقف إطلاق النار في سوريا المتفق عليه في العاصمة التركية أنقرة في 29 كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي.وفي اجتماع «أستانة 2»، في فبراير/شباط الماضي، جرى الاتفاق بين روسيا وإيران وتركيا على إنشاء آلية حازمة لمراقبة وقف إطلاق النار، لكن المحادثات انتهت حينها من دون صدور بيان ختامي.واختتمت الجولة الثالثة من محادثات «أستانة 3»، منتصف مارس/آذار الماضي، في العاصمة الكازاخية، بالاتفاق على تشكيل لجنة ثلاثية تضم كلاً من روسيا وتركيا وإيران لمراقبة الهدنة.
وكانت الجولة الخامسة من مفاوضات السلام في جنيف تحت اشراف الأمم المتحدة انتهت في الحادي والثلاثين من آذار/مارس 2017 من دون تحقيق تقدم كبير، واقتصر الامر على الاتفاق على ضرورة مواصلة المحادثات.
وكان دي ميستورا دعا الشهر الماضي امام مجلس الأمن روسيا والولايات المتحدة إلى الاتفاق على الطريق الواجب سلوكها لانهاء الحرب في سوريا وفتح الطريق امام «مفاوضات فعلية». ولم يحدد أي موعد بعد لمحادثات مقبلة في جنيف.
وكان ممثلون عن الحكومة السورية التقوا مسؤولين من روسيا وايران وتركيا في استانة في اذار/مارس الماضي من دون مشاركة ممثلين عن المعارضة السورية.
الفصائل المعارضة تعلن تعليق مشاركتها في محادثات استانا حول سوريا
استانا – أ ف ب – أعلنت الفصائل المقاتلة المعارضة السورية الاربعاء، تعليق مشاركتها في المحادثات التي انطلقت اليوم مع النظام السوري في أستانا وذلك حتى يتم وقف القصف في سوريا.
واعلن مصدر في وفد الفصائل المعارضة، “الفصائل الثورية قامت بتعليق الجلسات بسبب القصف العنيف للطيران على المدنيين حتى يتوقف القصف على كامل الاراضي” السورية.
على خطى أمريكا روسيا تنشر قوات على الحدود التركية قرب عفرين السورية
عبد الرزاق النبهان
الحسكة ـ «القدس العربي»: أكدت مصادر إعلامية كردية الاثنين نشر روسيا قوات لها على الحدود التركية بمنطقة عفرين الخاضعة لـ»وحدات الحماية الكردية» في ريف حلب الغربي بحجة منع صدام محتمل بين حلفائها الأكراد وبين القوات التركية.
وتأتي هذه الخطوة بعد أيام من نشر الولايات المتحدة قواتها على الحدود التركية مع سوريا، لمنع وقوع اشتباكات جديدة بين القوات التركية والمقاتلين الأكراد، بعدما ما شنت تركيا الأسبوع الماضي غارات جوية ضد المقاتلين الأكراد مدعومين من قبل الولايات المتحدة، ما أسفر عن مقتل 18 شخصا على الأقل وتدمير مقرهم.
ويقول الصحافي الكردي مصطفى عبدي: «إن الانتشار الروسي الأخير في عفرين جاء بسبب تصاعد التهديدات التركية وزيادة انتشار العتاد العسكري التركي قبالة عفرين من داخل الحدود التركية بالاضافة لزيادة القصف التركي المدفعي على مواقع وحدات حماية الشعب».
وأضاف لـ»القدس العربي»: «إن الوجود الروسي على الحدود سيساهم في وقف الهجمات التركية، كما حدث في منبج حينما انتشرت هذه القوات في الريف الغربي، ضمن إطار التعاون الذي بدأته وحدات حماية الشعب مع الجانب الروسي بعد الاتفاق على اقامة قاعدة عسكرية روسية في عفرين من أجل التدريب والمساعدة على بناء قوات كردية بهيكلية الجيوش النظامية».
ويعتقد عبدي أن «الانتشار الأمريكي في شرقي الفرات والروسي شرقها سيساهم في ردع التهديدات التركية، فتركيا منذ عامين تقصف القوات الكردية على حدودها وتواصل تصعيدها مع كل حملة تعلنها وحدات الحماية وهذا ليس جديداً»، وفق قوله. من جهته يقول الناشط السياسي درويش خليفة أنه «في الوقت الذي تدعي روسيا رعايتها لعملية وقف إطلاق النار على الجغرافيا السورية تقوم بعمل مستفز لأصدقائها الاتراك وبدون تنسيق مسبق معهم بنشر قوات روسية على الحدود التركية مع عفرين».
وقال: «إن هذا ما يجعل المتابعين للشأن السوري في حالة استغراب مما يحصل، حيث الدعم المباشر من قبل دول تدعي راعيتها للحل السوري وبذات الوقت تعمل على دعم ميليشيا انفصالية».
وتساءل درويش أن «الموفد الدولي لسوريا ديميستورا دائما يذكرنا بوحدة الأراضي السورية، وهنا أقول لمن يدافع عن التواجد الروسي – الأميركي على ارض سوريا، خاصة ذات الغالبية الكردية، لماذا تكيلون بمكيالين عندما تصفون القوات التركية في جرابلس ومحيطها بقوات غازية، بينما ترحبون وتهللون لتواجد الروس والأمريكان في مناطق سوريا أخرى».
يشار إلى أن الصفحة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية أكدت نشر روسيا قواتها البرية على الحدود السورية – التركية بالقرب من مدينة عفرين وذلك لمواجهة التهديدات التركية بشن هجمات ضد وحدات الحماية الكردية المتواجدة في المنطقة، وفق قولها، فيما عمدت القوات الروسية لرفع علم النظام السوري فوق المركز الروسي بقرية كفر جنة، الذي من المرجح حسب تأكيدات مصادر ميدانية عدة ان يتم إرسال قوات تابعة للنظام السوري إليه بعد اعتماده مركزاً للمصالحة بين نظام الأسد وأطراف معارضة أخرى.
صواريخ روسيا المحرمة دولياً وأسلحة الأسد الفوسفورية والنابالم… تحوّل ريفي حماة وادلب إلى مناطق منكوبة
هبة محمد
دمشق ـ «القدس العربي»: أصدر مجلس محافظة حماة، التابع لوزارة الإدارة المحلية، لدى الحكومة السورية المؤقتة، بياناً أكد فيه أن ريف حماة الشمالي بمدنه وبلداته منطقة «منكوبة» بالكامل، بعد تهدم البنية التحتية بنسبة فاقت 90 بالمئة، جراء القصف الجوي العنيف والحملات العسكرية البرية، التي يقودها النظام السوري المدعوم من سلاح الجو الروسي والميليشيات الإيرانية والطائفية، وفق سياسة الأرض المحروقة، وخاصة في بلدات حلفايا وطيبة الإمام واللطامنة وكفرزيتا وصوران، في ريف حماه الشمالي حيث تركز قصف القوات المهاجمة على هذه البلدات.
الطيران الروسي اعتمد في بداية هجماته حسب البيان على تدمير المنشآت الحيوية من مشافي ومدارس وأفران وملاجئ وحتى دور العبادة ومراكز الدفاع المدني، مما أسفر بنتيجة طبيعة إلى تهجير المدنيين العزل، ممن تضرروا بعد خروج مشافي اللطامنة وكفرزيتا عن الخدمة بشكل كامل، وكذلك الفرن الآلي ومركز الدفاع المدني، الذي خسر عدداً من أفراد طاقمه.
وقال مجلس محافظة حماة الحرة في بيانه ان قوات الأسد والميليشيات المدعومة إيرانيا، شنت منذ بداية الشهر الماضي حملة عسكرية ضخمة مدعومة بالدبابات والراجمات، وتحت غطاء جوي من طيران الاحتلال الروسي ومقاتلات الأسد الحربية التي اتبعت سياسة الأرض المحروقة في قصفها العشوائي، فلم يسلم منها لا الحجر ولا البشر.
وأوضح الناشط الميداني محمد خضير في اتصال هاتفي مع «القدس العربي» ان الحملة العسكرية التي تشنها القوات السورية والروسية على مدينة جسر الشغور في ريف ادلب، مازالت متواصلة منذ قرابة الشهر والنصف، استهدفت خلال هذه المدة، جميع مفاصل الحياة بالأسلحة المحرمة شديدة التدمير، حيث كثفت الطائرات الروسية هجماتها على مراكز الخدمات، وأبرزها مركز الدفاع المدني، مما أسفر عن إخراجه عن العمل.
وأضاف ان النظامين الروسي والسوري تعمدا تدمير مدينة جسر الشغور وايصالها إلى ما هي عليه اليوم، على اعتبارها نقطة الوصل وبوابة العبور نحو المناطق والبلدات ذات الكثافة العلوية الموالية للنظام في حماة، مؤكدا لـ «القدس العربي» ان الحملة تسببت بتهجير أكثر من 60 ألف مدني من أبنائها، فيما تجاوزت نسبة الدمار الكلي 40 بالمئة، مضيفاً «ما فاق الامر صعوبة، امتناع كافة المنظمات والهيئات المدنية والخدمية من دخول المدينة بسبب اعتبارها خط نار».
وأشار الناشط الميداني إلى ان الحملة العسكرية التي بدأت منذ شهر شباط /فبراير خلفت 74 ضحية من أبناء المدينة، بينهم اثنان من الدفاع المدني، مضيفاً ان اعلان المدينة منكوبة جاء عقب تشرد عشرات الآلاف من المدنيين في السهول من دون مأوى وتحت ظروف إنسانية صعبة.
وفي هذه الخانة أصدر المجلس المحلي في مدينة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي، يوم الاثنين، بياناً قال فيه إن المدينة منكوبة بشكل كامل، بسبب الهجمة الشرسة التي تتعرض لها من طيران النظام وحليفه الروسي، واستهداف المنطقة بجميع الأسلحة الفراغية والارتجاجية والفوسفورية والنابالم.
وبيّن المجلس ان الحياة داخل المدينة توقفت بكل أشكالها، بسبب هجرة المدنيين منها نتيجة الضرر الكبير الذي أصاب المرافق الخدمية من مياه وصرف صحي ونظافة، وتردي أحوال المشافي، وابتعاد المنظمات الإنسانية عن العمل بداخلها، مطالباً المجتمع المدني بالضغط على النظام السوري لوقف آلة القتل، كما طالب المنظمات الإنسانية للعمل داخل المدينة لمساعدة ما تبقى من المدنيين القاطنين فيها، وتقديم يد العون لهم وإنقاذ المرافق الخدمية والمشافي.
وصول 100 من مقاتلي المعارضة إلى ريف دمشق الشرقي… ومقتل 4 من عناصر «الخوذ البيض» جنوب سوريا
عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: أفاد مصدر مسؤول بالمعارضة السورية بمقتل خمسة اشخاص بينهم أربعة من عناصر الدفاع المدني السوري (الخوذ البيض) امس الثلاثاء جراء انفجار عبوة ناسفة في محافظة درعا جنوب سوريا.
وقال المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إن عدداً من الجرحى سقطوا جراء الانفجار الذي وقع على الطريق الواصل بين بلدتي بصر الحرير والصورة بريف درعا الشرقي.
وأشار إلى أن المنطقة التي تم استهداف فريق الخوذ البيض فيها تخضع لفصائل المعارضة السورية .
وسقط عدد من القتلى والجرحى من عناصر الخوذ في محافظة درعا بسبب القصف الجوي الذي تقوم به الطائرات الحربية الروسية والسورية .
خرج اليوم مئة من مقاتلي المعارضة السورية المسلحة من بلدة سبنا شرقي منطقة سرغايا بريف دمشق الشمالي الغربي باتجاه منطقة الرحيبة بريف دمشق الشرقي.
وقال هيثم زرزور رئيس لجنة المصالحة المحلية في الرحيبة وأحد المشرفين على تنفيذ الاتفاق: «وصل إلى منطقة الرحيبة أكثر من مئة مسلح ونحو 430 من أفراد عائلاتهم في إطار تنفيذ اتفاق تم التوصل إليه مؤخراً بين القوات الحكومة والمجموعات المسلحة في منطقة سرغايا».
وأوضح زرزور أن المسلحين وصلوا مع أسلحتهم الخفيفة حيث تم تجهيز أماكن لإقاماتهم مع عائلاتهم في الرحيبة.
وتشهد بلدة الرحيبة شرق دمشق هدنة بين فصائل المعارضة والقوات الحكومية منذ أكثر من ثلاث سنوات بعد التوصل إلى اتفاق يقضي بإدخال جميع المواد الغذائية والأساسية إليها وأن تسير قوات المعارضة الأمور المدنية داخل البلدة التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 15 ألف نسمة.
وأفادت مصادر محلية في بلدة سبنا بأنه مع خروج المسلحين من البلدة تصبح خالية من جميع المظاهر المسلحة حيث يتهيأ الجيش السوري لدخول البلدة والسيطرة عليها خلال الساعات القليلة القادمة.
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إجلاء مسلحين من المعارضة من ريف دمشق الغربي إلى ريفها الشرقي حيث جرت العادة على نقل المسلحين وعائلاتهم إلى أرياف إدلب وحلب حصراً كما حصل في خان الشيخ وداريا والكسوة والتل وقدسيا.
هل بدأ الاختراق الأمني لكتائب القوقاز والتركستان والأوزبك في سوريا؟
سليم العمر
ريف اللاذقية ـ «القدس العربي»: منذ التدخل الروسي في سوريا نهاية العام 2015 حتى الآن لم تستطع أي من الطائرات الروسية استهداف فصائل جهادية متحدرة من أصول قوقازية او شيشانية او أوزبكية، وفق أبو عائشة المقاتل القوقازي المنضوي تحت راية «اجناد القوقاز» بسبب التدابير الأمنية التي تقوم بها مثل هذه الفصائل، ويرى ان تصفية صلاح الدين الاوزبكي مؤخراً تشكل اختراقا امنيا لهذه الفصائل.
أحد سكان حي القصر العدلي في مدينة ادلب يروي بعضا من تفاصيل الحادث نقلا عن باقي العناصر المنتمين لكتيبة صلاح الدين ويروون ان مقاتلا يدعى جابر الاوزبكي قام بإطلاق الرصاص بشكل مباشر على القائد صلاح الدين بعد صلاة المغرب، في المكتب الإعلامي التابع لكتيبة الامام البخاري وسط مدينة ادلب، حين كان يهم الجميع بالسجود في الركعة الثانية انسحب هذا المقاتل موجها رشاشه بشكل مباشر على المصلين وبدأ بإطلاق النار على الشيخ صلاح الدين مما أدى إلى مقتله على الفور، وحصل اشتباك اثر ذلك بين باقي افراد المجموعة الذين كانوا في الجوار يتجهزون للانضمام إلى صلاة الجماعة وتمكنوا من إصابة جابر في احدى ساقيه وعلى الفور تمكن من الهرب واستقل سيارة تتبع لكتيبة البخاري، وحاول باقي افراد الكتيبة اسعاف القائد الا انه فارق الحياة مباشرة ولم يتم صلاته مع أربعة من رفاقه.
أبو طه المهاجر قيادي من احرار الشام قال في اتصال خاص مع «القدس العربي»: «المجاهد صلاح الدين جاء من أفغانستان إلى سورية وقتل في سورية غدراً بعد مسيرة 20 عاما من الجهاد بدأها في بلده اوزباكستان ضد الروس والشيوعيين ثم انتقل إلى الشيشان لم يطل به المقام هناك ثم انتقل إلى أفغانستان حيث أمضى فيها جل سنوات الجهاد وجاء إلى سورية لتكتب له الشهادة هنا على ارض المحشر».ويؤكد القيادي ان «الشيخ صلاح الدين لم يكن يحمل أي فكر خاطئ كأفكار تنظيم الدولة بل على العكس كان من أوائل القادة الذين حاربوا التنظيم في مناطق ادلب وريف حلب، وتبلغ تعداد كتيبته وفق المهاجر أكثر من 900 مقاتل جميعهم من اوزباكستان والشيشان وعموم البلقان وحتى ان كتيبته لم تشهد أي انشقاقات على خلفية تشكيل هيئة تحرير الشام مؤخراً»، وتمكنت الأخيرة من القاء القبض على جابر بعد تعميم صورته على جميع الحواجز في مناطق ادلب وفق ما أكدته وكالة انباء الإخبارية التابعة للهيئة.
أبو طه في معرض حديثه عن الشيخ صلاح الدين قال «انه جالس ابنه الشيخ صلاح الدين ولم يعتقد للحظة سوى انه مقاتل يحمل فكراً مشابهاً للجيش السوري الحر، مؤكداً في نفس الوقت انه ووالده من الأشخاص الذين عملوا على الابتعاد عن كل اشكال الغلو وكانت سياسته التقارب مع «العوام» في إشارة إلى عموم السوريين».ما حصل يفتح الباب على مصراعيه وفق أبو عائشة بضرورة التدقيق بكل مقاتل انضم إلى فصائل القوقاز مؤخراً، ويرى ان «هذه الفصائل لا يمكن استهدافها واختراقها الا من الداخل وما حصل لم يكن حادثة فريدة من نوعها بل شهد الحزب التركستاني في شهر شباط/فبراير من العام الحالي فرار العديد من قادة الحزب إلى مناطق النظام».في ريف ادلب هناك العديد من الفصائل الجهادية ذي أصول شيشانية وروسية تنغلق في مجتمعات خاصة لم يشهد سكان ادلب لهم أي اجندات خاصة لا محاكم شرعية بل على العكس أبو عائشة المتزوج من شابة سورية يرى ان هناك تقارباً كبيراً بين عادات السوريين وباقي المجتمعات البلقانية وهذا التقارب ترجم على ارض الواقع إلى زواج وأطفال مختلطي النسب.
قصف مكثف وهجمات متلاحقة… النظام السوري يسعى لإنهاء وجود المعارضة خارج إدلب
حسان كنجو
غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: حاول النظام مؤخراً بشتى الطرق الممكنة التقدم والسيطرة على المزيد من المناطق الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة بريف حلب الشمالي، متبعاً بذلك سياسته المعهودة «دبيب النمل»، التي تعتمد على التقدم البطيء بمساندة الطيران الحربي والمدفعية الثقيلة، التي تمهد لقواته البرية وتتيح لها فرصة للتقدم بعد إجبار المعارضة على التراجع، حتى وإن كان في بقعة لا تتجاوز مساحتها 1 كم2، فمن وجهة نظر النظام «كيلومتر مضمون أفضل من عشرة قابلة للضياع».
وعلى مدار الأيام الماضية، شنت قوات النظام مدعومة بالميليشيات الإيرانية أكثر من عشر هجمات باتجاه مناطق المعارضة في شمال وغربي حلب، حيث شهدت جبهات حي الراشدين ومنطقة الصحافيين وبلدة المنصورة وجبل شويحنة غرب حلب اشتباكات عنيفة بين قوات المعارضة مدعومة بهيئة تحرير الشام من جهة وبين قوات النظام مدعومة بالميليشيات الإيرانية والأفغانية والطيران الروسي من جهة أخرى.
جاء ذلك تزامناً مع هجوم أكثر وطأة على المحور الشمالي الغربي لمدينة عندان، حيث تحاول قوات النظام والميليشيات الإيرانية المتمركزة في نبل والزهراء التقدم باتجاه الجبل الغربي لمدينة عندان والذي يشرف على عموم المدينة عبر محور بلدة الطامورة المجاورة، إلا أن جميع تلك الهجمات لم تجدِ نفعاً وكبدت قوات النظام العشرات من عناصرها.
خضر الأحمد قيادي عسكري في «الجبهة الشامية»، إحدى أبرز الفصائل الموجودة على محور الطامورة – الجبل الغربي، يقول في حديث لـ «القدس العربي» إن: «الهدف الظاهري الذي تسعى له قوات النظام تحقيق المزيد من المكاسب العسكرية على الأرض، مترافقة مع مكاسب لوجستية وصولاً لتحصيل أوراق لعب جديدة في حال استجد جديد في المحافل الدولية بشأن سوريا».
ويضيف أن «الهدف الحقيقي والرئيسي أو كما نستطيع تسميته الهدف المباشر، فيعود لرغبة النظام بدعم حلفائه من الروس والإيرانيين، لإنهاء أي وجود لقوات المعارضة خارج مدينة إدلب، وتحويلها، أي إدلب، لقطاع معزول في الشمال على غرار قطاع غزة الفلسطيني».
ولفت إلى أن «الهجوم في شمال وغرب حلب، ترافق مع هجوم مماثل باتجاه ريف حماة الشمالي، وقد تمكنت قوات النظام بالفعل من إحراز تقدم واسع على مدار الأيام الثلاثة الماضية وسيطرت على بلدات طيبة الإمام، وحلفايا، وسن سحر، وقرى أخرى تشكل العمق الدفاعي للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة في الشمال الحموي وبخاصة مدينتي اللطامنة وكفرزيتا، اللتين تعدان أكبر معاقل المعارضة في المنطقة».
وتوقع القيادي هجوماً محتملاً وقريباً لقوات النظام في مناطق الجنوب وخاصة في محافظة درعا، التي تمكنت فيها قوات المعارضة مؤخراً من السيطرة على أكثر من 80% من حي المنشية بدرعا البلد، لافتاً إلى أن قوات النظام تحاول تعويض خسائرها بهجوم وربما بهجمات تستهدف عدة مناطق حساسة ومهمة بالنسبة للمعارضة وأولها المعبر القديم بين درعا والأراضي الأردنية معبر نصيب.
أما القيادي في «جيش الإسلام» عبدالله العمر، فقد اعتبر في حديثه لـ «القدس العربي»، أن قوات النظام هدفها الأول والأخير التخلص من أي خطر قد يهدد مناطق سيطرتها، فمعارك شمال وغرب حلب، تسعى بالدرجة الأولى لتأمين حزام المدينة، لا سيما وأن المعارضة لا تبعد في هاتين المنطقتين أكثر من عشرة كيلومترات، أما معارك حماة فمن وجهة نظره إن قوات النظام تسعى جاهدة لإرجاع المعارضة حتى خطوط عام 2015، حيث كانت قوات النظام تسيطر حتى مدينة «مورك»، التي تعد نهاية الحدود الإدارية لمحافظة حماة وبداية الحدود الإدارية لمدينة إدلب انطلاقاً من مدينتي «خان شيخون وكفرنبل».
وقال «بالنسبة لريف حلب الشمالي الذي بات محصوراً ضمن خمس مدن هي: عندان وحريتان وحيان ومعارة الأرتيق وكفر حمرة، فالمسألة باتت مسألة رهان بين النظام وقوات المعارضة، فالنظام يسير وفق استراتيجية يتوقع بأنه من خلالها يستطيع السيطرة على أي منطقة، فيما تصر المعارضة على تغيير انطباعه عنها بمقاومة شرسة كلفته العشرات من عناصره، الذين باتوا متعددي الأصول الشيعية والإيرانية منها تارة والمحلية المكونة من عشائر المنطقة الشرقية بكافة مكوناتها العربية والتركمانية والكردية».
ويعتبر الإعلامي خليل المصري، بأن «النظام بمفرده لا يستطيع استعادة ولو متر واحد، وكل قوته تكمن في الميليشيات البرية والدعم الجوي المقدم له من قبل روسيا»، إلا أنه وفي الوقت ذاته لا يستبعد حدوث صفقة دولية بخصوص المدن الخمس على غرار ما حدث في حلب.
كازاخستان تأمل عودة وفد المعارضة السورية لمحادثات أستانة غداً
أحمد حمزة
عبرت كازاخستان، (الدولة التي تستضيف محادثات أستانة حول سورية)، اليوم الأربعاء، عن أملها في عودة المعارضة السورية المسلحة إلى المحادثات غداً، بعد أن أعلنت الأخيرة تعليق مشاركتها اليوم لاستمرار القصف الروسي.
وقال المسؤول بوزارة الخارجية في كازاخستان، أيدر بك توماتوف للصحافيين في العاصمة، “آمل أن تشارك المعارضة مرة أخرى غداً في المحادثات”، بحسب ما نقلت “رويترز”.
وكانت فصائل المعارضة قد علّقت المشارَكة في اجتماعات أستانة 4، بشكل مبدئي، بسبب تواصل قصف النظام وروسيا على المدن السورية، وعدم التزام موسكو بتعهداتها.
وقال مصدرٌ مطلعٌ على حيثيات اجتماعات أستانة الخاصة بسورية، والتي انطلقت صباح اليوم، إن “وفد المعارضة السورية ينتظر قبل العودة للمشاركة في اجتماعات أستانة، جواباً واضحاً من الدول الراعية حول المطالب التي كان قدمها في ورقةٍ تتضمن ضرورة وقف فوري للقصف الجوي والعمليات العسكرية البرية، التي تشنها قوات النظام في مناطق المعارضة”.
وأكد المصدر المعارض أن “وفد المعارضة العسكرية ليس بنيته الانسحاب من الاجتماعات بصورة نهائية، لكنه يطالب قبل العودة للمشاركة، الحصول على تعهداتٍ بوقف استهداف قوات النظام برعاية روسية لمناطق المعارضة في شمال سورية وشمالي شرقي دمشق والغوطة الشرقية ودرعا، حتى يبرهن الجانب الروسي عن صدق نواياه”.
وأشار إلى أن “وفد المعارضة أبلغ الدول الضامنة أن استمرار المحادثات في أستانة، في الوقت الذي تتواصل عمليات النظام وروسيا العسكرية في مختلف المناطق هو عبث وتضييع للوقت”.
وقال المصدر المطلع على كواليس الاجتماعات في أستانة، إن “وفد المعارضة لم يغادر العاصمة الكازاخستانية حالياً، بانتظار الحصول على ردٍ من الدول الضامنة حول المطالب التي قدمها، ومنها فضلاً عن ضرورة وقف القصف الجوي والعمليات العسكرية في مناطق المعارضة، البدء دون قيد أو شرط بإدخال المواد الإغاثية للمناطق المحاصرة في درعا وحمص ودمشق وريفها، والبدء وفق جدول زمني بالإفراج عن المعتقلين، والإفراج الفوري عن النساء والشيوخ والمرضى منهم”.
ومن المتوقع أن يكون مقترح روسيا، القاضي بإنشاء 4 مناطق لـ”تخفيف التصعيد” في سورية، محور اجتماعات “أستانة 4” التي بدأت أعمالها الرسمية في العاصمة الكازاخستانية، والتي تستمر يومين، وسط حضورٍ دولي، يُعتبر الأوسع من نوعه منذ انطلاق هذا المسار.
وسبق أن وصلت إلى أستانة وفود الدول الضامنة، تركيا وروسيا وإيران، ووفد النظام السوري، والمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، ووفدا الولايات المتحدة الأميركية والأردن.
واكتمل، صباح اليوم، وفد المعارضة السورية بوصول بعض الممثلين عن الفصائل المقاتلة جنوبي البلاد.
وتواصل روسيا قصفها مع النظام للمدن والبلدات التي تسيطر عليها المعارضة السورية، وسط تصعيد مستمر، وسقوط عشرات القتلى والجرحى.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، عُقد الاجتماع الأول في أستانة، برعاية تركية روسية، ومشاركة إيران والولايات المتحدة والنظام والمعارضة السورية المسلحة، لبحث التدابير اللازمة لترسيخ وقف إطلاق النار في سورية، الذي اتفق عليه في العاصمة التركية أنقرة في 29 ديسمبر من العام الماضي.
وفي اجتماع “أستانة 2″، في فبراير الماضي، جرى الاتفاق بين روسيا وإيران وتركيا على إنشاء آلية حازمة لمراقبة وقف إطلاق النار، لكن المحادثات انتهت حينها من دون صدور بيان ختامي.
واختُتمت الجولة الثالثة من محادثات “أستانة 3″، منتصف مارس/آذار الماضي، في العاصمة الكازاخستانية، بالاتفاق على تشكيل لجنة ثلاثية تضم كلاً من روسيا وتركيا وإيران، لمراقبة الهدنة.
ملتقى تشاوري لمعارضين سوريين في القاهرة
محمد أمين
تشهد العاصمة المصرية القاهرة، اليوم الأربعاء، لقاءً تشاورياً، يضم عدداً من الشخصيات في المعارضة السورية، بهدف إجراء “قراءة نقدية للأزمة السورية”، ومناقشة “أزمة المعارضة الوطنية الديمقراطية، والدستور، والعقد الاجتماعي الجديد”، إضافة إلى “أسس الحل الوطني الواقعي”، وفق ما جاء في جدول أعمال اللقاء.
ودعا للقاء تيار “الغد السوري”، برئاسة رئيس “الائتلاف الوطني السوري” الأسبق، أحمد الجربا، وتحضره شخصيات من “هيئة التنسيق الوطنية”، و”المجلس الوطني الكردي”، ومجلس “سورية الديمقراطية” و”جبهة التغيير والتحرير”، ومستقلون.
وأوضح مدير مركز الدراسات والبحوث في تيار “الغد السوري”، محمد خالد الشاكر، لـ”العربي الجديد”، أن الملتقى “سيناقش نجاحات الثورة وإخفاقاتها، وأسباب الفجوة بين المقدمات والنتائج”.
وأشار الشاكر إلى أن هناك العديد من القضايا الملحة على طاولة الملتقى، أبرزها: “الدستور، ودور المكونات الاجتماعية في الدولة السورية الجديدة، وشكل الإدارة التي تسمح لكل المكونات الاجتماعية السورية بإدارة شؤونها”.
كما يناقش الملتقى “أزمة المعارضة الوطنية الديمقراطية، وسبل الخروج منها”، إضافة إلى “أسس الحل الوطني القابل للتنفيذ”، وقضايا أخرى، وذلك بحسب الشاكر، مضيفاً أن الملتقى “يطمح إلى تجميع القوى الديمقراطية، في مواجهة الحالة الإسلاموية والتطرف، إذ أن السوريين دفعوا ثمن الاستبداد الذي يمثله النظام، والجماعات المتطرفة”.
بدورها، ذكرت مصادر مشاركة في الملتقى، لـ”العربي الجديد”، أن هناك مساعي لجمع منصتي “القاهرة”، و”موسكو”، وتيار “الغد السوري” في منصة تفاوضية جديدة.
وتشارك في الملتقى شخصيات عدّة من هيئة التنسيق الوطنية المنضوية في الهيئة العليا للمفاوضات، منها رئيس الهيئة حسن عبد العظيم، إضافة إلى عبد المجيد حمو، ومحسن حزام، وعمر المسالمة، وعارف دليلة، وإبراهيم معروف.
في المقابل، أكّد القيادي في هيئة التنسيق، أحمد العسراوي، في تصريحات لـ”العربي الجديد” أن الهيئة “لا تؤمن بالمنصات”، مشيراً إلى أن الهيئة العليا للمفاوضات هي الجهة الوحيدة المخولة الإشراف على التفاوض مع النظام.
وأوضح العسراوي أن هيئة التنسيق لا تؤمن بمبدأ “بناء الدولة السورية الديمقراطية على أساس اللامركزية”، مشيراً إلى أن الهيئة العليا للمفاوضات دعت منصتي القاهرة وموسكو للانضمام لها، ورفضتا، وفق العسراوي.
ويأتي ملتقى القاهرة قبل يومين من عقد الدورة العادية الجديدة للائتلاف الوطني السوري، والذي يعد نفسه ممثلاً لقوى الثورة والمعارضة السورية.
وتُتهم شخصيات مشاركة في ملتقى القاهرة تمثل تيارات سياسية بالتماهي مع رؤية روسية للحل في سورية تهدف إلى إعادة إنتاج النظام.
وبرز على هامش ملتقى القاهرة خلافٌ بين هيئة التنسيق الوطنية، وبعض أعضائها الذين شكلوا حركة جديدة تحت عنوان: “هيئة التنسيق الوطنية – حركة التغيير الديمقراطي”، في مؤشر على خلاف بين هؤلاء الأعضاء، وقيادة الهيئة.
وأكّدت الهيئة في بيان وصل لـ”العربي الجديد”، أنه “لا يملك البعض ممن أنهيت عضويته، أو جمدت أن يستخدم اسم الهيئة”، وفق البيان.
ولكن خلف داهود وهو أحد مؤسسي “حركة التغيير الديمقراطي”، قال لـ”العربي الجديد” إن الحركة حملت هذا الاسم “لنتمايز به عن المجموعة المنضوية في منصة الرياض، كونه لدينا جهود في بناء هيئة التنسيق، ورأينا أنه من حقنا الإشارة إليه”.
ورأى داهود أن اتهام أعضاء الحركة الجديدة بصفة الانتحال “غير قانوني، وتضليل للرأي العام”، قائلاً “صفة الانتحال تقال لمن يحمل نفس الاسم حرفياً ويدعي تمثيله”.
أردوغان: الحل السياسي في سورية هدف مشترك لتركيا وروسيا
أنقرة ــ العربي الجديد
قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، إنّ التوصّل إلى حل سياسي في سورية، هو هدف مشترك بين تركيا وروسيا.
وجاء تصريح أردوغان قبل مغادرة أنقرة، متوجهاً إلى منتجع سوتشي الروسي، للقاء الرئيس فلاديمير بوتين.
وقال أردوغان، للصحافيين، وفق ما أوردت “رويترز”، إنّه سيبلغ بوتين خلال الزيارة، بأنّه يريد رفع العقوبات الاقتصادية الروسية عن تركيا “على وجه السرعة”.
ونقلت “الأناضول” عن أردوغان قوله، إنّه “ليس لدى روسيا أو تركيا ثانية واحدة تضيّعانها ضحية للبيروقراطية. إذا أردنا بلوغ هدفنا بتجارة خارجية حجمها 100 مليار دولار، يتحتم علينا وبشكل مشترك، بذل جهود بنَّاءة”.
انطلاق جولة أستانة 4 بشأن سورية
انطلقت اليوم الأربعاء، في أستانة عاصمة كازاخستان، جولة جديدة من المباحثات بشأن سورية، من المتوقع أن يحضر فيها المقترح الروسي بإقامة “مناطق تخفيف التصعيد” في 4 مناطق داخل سورية.
وتأتي مباحثات “أستانة 4” التي تستمر يومين، غداة اتفاق الرئيسين الأميركي دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين، خلال مكالمة هاتفية، مساء الثلاثاء، على أنّ “المعاناة في سورية قد طالت بشكل كبير، وأنّ على جميع الأطراف أن يفعلوا كل ما بإمكانهم من أجل إنهاء العنف”، وفق ما قال البيت الأبيض، في بيان.
ووصف البيان، الحوار بين الرئيسين، بأنّه كان “جيداً جداً، وتضمّن مباحثات حول المناطق الآمنة أو الخارجة عن التصعيد، من أجل تحقيق سلام دائم لأسباب إنسانية وغيرها الكثير”.
وأكد أنّ واشنطن “ستبعث ممثلاً عنها إلى مباحثات وقف إطلاق النار في أستانة، يومي 3 و4 أيار/ مايو”.
ويتحدّث المقترح الروسي، الذي سيكون موضع نقاشٍ في “أستانة 4″، عن إنشاء مناطق لـ”تخفيف التصعيد”، هي أقرب ما تكون إلى مناطق عازلة، على الجبهات الساخنة بين النظام والمعارضة في إدلب، وريف حمص الشمالي، وغوطة دمشق الشرقية، وجنوب سورية، على أن يطبّق لثلاثة أشهر قابلة للتجديد.
وتحدّثت مصادر، عن أنّ تركيا طلبت إضافة منطقة التماس بين النظام والمعارضة، بريف اللاذقية الشمالي، يتراوح عرضها بين 1 و2 كيلومتر.
ويشارك في مباحثات “أستانة 4″، اليوم الأربعاء، وفد النظام السوري برئاسة بشار الجعفري، ووفد فصائل المعارضة الذي يمثله رئيس المكتب السياسي لـ”جيش الإسلام” محمد علوش، فضلاً عن ممثلين عن الدول الثلاث الضامنة لوقف إطلاق النار؛ تركيا وروسيا وإيران.
كما يشارك في المباحثات التي تختتم غداً الخميس، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، فيما لم يتم، بحسب مسؤول في المعارضة السورية، تأكيد توسيع دائرة الدول المشاركة لتشمل قطر والسعودية، وهو ما كانت الدولة المضيفة للمباحثات (كازاخستان) قد تحدّثت عنه.
وتحضيراً لاجتماعات اليوم، عقدت الدول الضامنة لمراقبة وقف إطلاق النار في سورية، أمس الثلاثاء، لقاءات “فنية” ثنائية على مستوى الخبراء، من دون مشاركة وفد المعارضة السورية المسلحة.
واجتمع الوفد التركي بشكل منفصل مع الوفدين الروسي والإيراني، بينما التقى وفد النظام السوري الوفد الإيراني، والوفد الروسي بوفد الأمم المتحدة.
(العربي الجديد)
أردوغان ينذر الاتحاد الأوروبي: سنقول له وداعاً
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الاتحاد الأوروبي يجب أن يفتح فصولاً جديدة لعملية انضمام تركيا له، وإلا فإن أنقرة ليس لديها ما تناقشه معه وستقول له “وداعاً”.
وقال أردوغان، خلال احتفالية عودة عضويته إلى حزب “العدالة والتنمية”، الثلاثاء، إن أمام أوروبا بعد الآن خيارين إثنين، إما فتح الفصول التفاوضية حول العضوية التي أحجمت عن فتحها حتى اليوم، و”إما نقول لهم وداعاً”.
واتهم أردوغان أوروبا بتقديم “مختلف أنواع الدعم” لمنظمتي “فتح الله غولن” وحزب “العمال الكردستاني”، لقطع الطريق أمام تركيا “التي تزداد قوة”.
وتأتي تعليقات اردوغان رداً على مفوض شؤون التوسعة في الاتحاد الأوروبي يوهانس هان، الذي اعتبر أن تركيا تحت قيادة أردوغان “أدارت ظهرها” لمسعى الانضمام. ويعتزم رئيس “المجلس الأوروبي” دونالد توسك، إجراء محادثات مع الرئيس التركي خلال قمة “حلف شمال الأطلسي”، التي تعقد في 25 ايار/مايو في بروكسل.
وقال أردوغان “أولاً، عليكم معالجة هذه الفصول، عليكم الوفاء بوعودكم. وبعد ذلك سنجلس إلى الطاولة. في الحالة المعاكسة لن يعود هناك أي شيء نبحثه معكم”. وتطرّق الرئيس التركي إلى احتمال تنظيم استفتاء شعبي لاتخاذ قرار حول مواصلة عملية الانضمام الى الاتحاد الاوروبي أم لا.
ومنذ بدء مفاوضات الانضمام رسمياً عام 2005، تم فتح 16 فصلاً فقط من أصل 35 كان آخرها في حزيران/يونيو 2016، ويتعلق بمسائل مالية وأخرى تخص الموازنة.
إلى ذلك، رجّح الناطق باسم حزب “العدالة والتنمية” ياسين اكتاي، إعادة انتخاب أردوغان رئيساً للحزب في مؤتمر استثنائي يُعقد في 21 أيار/مايو، وبالتالي سيحل أردوغان مكان رئيس الوزراء الحالي بن علي يلدريم الذي يترأس الحزب منذ 2016، والذي ستقتصر مهامه بعد ذلك على رئاسة الوزراء.
وستكون هذه المرة الأولى لتولي رئيس للجمهورية التركية رئاسة حزب في الوقت نفسه منذ نهاية الولاية الرئاسية لعصمت إينونو، الذراع اليمنى لمؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال اتاتورك.
مذكرة المعارضة الى”أستانة-4″:تعليق المشاركة حتى وقف القصف الروسي
قدّم وفد الثورة العسكري إلى مفاوضات “أستانة-4″، الأربعاء، مذكرة إلى الدول الراعية: روسيا وإيران وتركيا، قبل أن يعلق مشاركته في المفاوضات احتجاجاً على استمرار القصف من قبل روسيا والنظام على اللطامنة في ريف حماة ونصيب في درعا ومناطق آخرى.
وجاء في المُذكّرة التي حصلت “المدن” على نسخة منها: “إن وفد الثورة العسكري يؤكد مجدداً التزامه بتنفيذ اتفاقية أنقرة المبرمة في 30 كانون الأول 2016 والمتضمنة وقف إطلاق النار بضمانة تركية روسية، مطالباً في معرض ذلك بمعالجة خروقات النظام لهذه الاتفاقية، والتي لم تنقطع منذ أن وقّعَ عليها، مرتكباً جرائم حرب وإبادة وجرائم ضد الإنسانية… بهدف إنفاذ الحل العسكري وتعطيل الحل السياسي في أستانة وجنيف” بما يخدم أجندة النظام ومصلحة إيران في التهجير العرقي.
وأضافت المذكرة أن كل ما يحدث “يجري باشتراك ودعم مستغرب من روسيا” وهي طرف ضامن للاتفاق.
وطالبت المذكرة بـ”إلزام النظام والقوى الداعمة له بالتطبيق الكامل للاتفاقية (أنقرة) والايقاف الكامل لكافة هجماتهم البرية والجوية ضد مناطق المعارضة”. وطالبت بـ”الانسحاب عن المناطق التي قام النظام باجتياحها بعد 30 كانون الأول 2016 ومنها وادي بردى وحي الوعر والمعضمية والزبداني، وتمكين أهلها المُهجّرين عنها بالعودة إليها”. وطالبت المذكرة بالافراج عن المعتقلين وإدخال المساعدات الإنسانية وفك الحصار عن المناطق المُحاصرة، وإخراج كافة المليشيات الطائفية التابعة لولاية الفقيه من سوريا.
وطالبت بإلزام النظام وداعميه، بحسب الرسائل من قبل الدولتين الضامنتين لدى مجلس الأمن، بدفع تعويضات مدنية للمتضررين، وبفرض إجراءات عقابية جزائية رادعة بحقهم جراء ما ارتكب من خروقات. والتأكيد على تزامن الانتقال السياسي والحفاظ على وحدة سوريا مع أي هدنة أو حل في سوريا. وأشارت المُذكرة إلى أن المناطق الآمنة ليست سوى إجراء مؤقت لتخفيف معاناة السوريين.
وأكدت المُذكرة على أن “التخلص من الإرهاب بشكل كامل ونهائي يقتضي مكافحة أسبابه المتكثلة باستمرار نظام الأسد. البند العاشر والأخير من المذكرة اعتبر “إيران دولة معتدية على الشعب السوري ومعادية له، وهي جزء من المشكلة، ولا نقبل بأي دور لها في حاضر سوريا أو مستقبلها، راعياً أو ضامناً”.
“أستانة 4″ يسبقه تقارب أميركي روسي
تنطلق الأربعاء في العاصمة الكازاخية أستانا، الجولة الرابعة من المحادثات السورية، بمشاركة فصائل من المعارضة المسلحة، والدول الضامنة؛ روسيا وتركيا وإيران. وستناقش المفاوضات ورقة روسية تقترح إنشاء أربع مناطق آمنة لتخفيف التصعيد في إدلب وشمالي حمص والغوطة الشرقية وجنوبي سوريا.
وكانت الدول الضامنة لمراقبة “وقف إطلاق النار” في سوريا، قد عقدت الثلاثاء لقاءات “فنية” ثنائية على مستوى الخبراء في العاصمة الكازاخية؛ قبيل يوم واحد من محادثات “أستانة 4”.
وكان الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، قد تحدثا الثلاثاء هاتفياً، للمرة الأولى منذ توتر العلاقات الأميركية-الروسية، بعد الهجوم الصاروخي الأميركي على قاعدة الشعيرات الجوية التابعة للنظام السوري التي انطلق منها القصف بغاز السارين على بلدة خان شيخون في ريف إدلب في 4 نيسان/إبريل. ووضع الرئيسان، في اتصالهما، بحسب وكالة “رويترز” الأساس لما قد يكون أول اجتماع مباشر بينهما على هامش “قمة مجموعة العشرين” في هامبورغ، في 7 و8 تموز/يوليو.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن الاتصال الهاتفي جاء بناء على طلب من بوتين، ووصف الاتصال بأنه مسعى لطرح أفكاره من أجل سوريا. وقال البيت الأبيض إن الزعيمين اتفقا على أن “جميع الأطراف ينبغي أن تفعل ما في وسعها لإنهاء العنف” في سوريا. وذكر البيت الأبيض في بيان: “المحادثة كانت جيدة للغاية وشملت نقاشاً بشأن مناطق آمنة… لتحقيق سلام دائم لأغراض إنسانية والكثير من الاعتبارات الأخرى”.
وأضاف البيت الأبيض أن واشنطن سترسل ممثلاً إلى محادثات “وقف إطلاق النار” في سوريا في مباحثات “آستانة 4″، الأربعاء والخميس. وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن القائم بأعمال مساعد الوزير لشؤون الشرق الأدنى ستوارت جونز، سيحضر محادثات آستانة بصفة مراقب.
وقال الكرملين إن بوتين وترامب اتفقا على تكثيف الحوار بهدف إيجاد سبل لتعزيز “وقف إطلاق النار”. وذكر الكرملين في بيانه: “الهدف هو تهيئة الظروف لإطلاق عملية من أجل حل فعلي في سوريا. هذا يعني أن وزيري الخارجية الروسي والأميركي سيبلغان الزعيمين بشأن التقدم في هذا الاتجاه”.
من جهة أخرى، أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الثلاثاء، تأييدها إقامة “مناطق آمنة في سوريا خالية من القتال” وذلك لـ”حماية المدنيين”، خلال مؤتمر صحافي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد محادثاتهما في منتجع سوتشي الروسي المطل على البحر الأسود.
ونقلت إذاعة صوت ألمانيا “دويتشه فيله” عن ميركل قولها: “أعتقد أن منهج إقامة مناطق آمنة يستحق المتابعة والتطوير”، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن بلادها “مستعدة لفعل كل شيء لدعم وقف إطلاق النار في سوريا”.
وقال بوتين بخصوص مجزرة الكيماوي في خان شيخون: “يجب الوصول إلى المذنبين ومعاقبتهم. لكن لا يمكن فعل ذلك من دون تحقيق مستقل”.
إلا أن تقريراً جديداً لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” كان قد أشار إلى أن القذيفة التي استخدمتها قوات النظام السوري لقصف خان شيخون بغاز السارين، هي من صنع الاتحاد السوفياتي من نوع “خاب 250”. الأمر الذي يشير إلى تورط روسيا في القصف الكيماوي على خان شيخون، وسط تعطيل موسكو عبر استخدام الفيتو مشروع قرار غربي يطالب بتحقيق دولي في الجريمة.
وأضاف: “لا يمكن التوصل لحل للأزمة السورية إلا عبر الوسائل السلمية وتحت إشراف الأمم المتحدة”. وأشار إلى أن موسكو على تواصل مع واشنطن بشأن الأزمة، مضيفاً: “بلا شك لا يمكن حل هذه المشكلة من دون مشاركة دولة كأميركا”.
ودعا بوتين إلى تثبيت وقف إطلاق النار “الهش” في سوريا، وقال: “نعتبر أن هذا الوضع (وقف إطلاق النار) يجب أن يتعزز وهذا بالتحديد ما سيعمل عليه ممثلونا غدا واليوم التالي في أستانا إلى جانب أطراف النزاع السوري”.
ماذا يحدث في الغوطة الشرقية؟
عمر بهاء الدين
“جيش الإسلام” بدأ الاقتتال الداخلي الجديد في الغوطة الشرقية المُحاصرة، في الذكرى السنوية الأولى للاقتتال الماضي الذي يصرّ “جيش الإسلام” على تسميته بـ”البغي” بينما الفصائل التي قامت به تصفه بـ”ردّ اعتداءات جيش الإسلام”. حينها قالت الفصائل المناوئة لـ”جيش الإسلام” إنه كان يسيطر على مقرات لهم وعلى مقدراتهم، بالقوة، ما أوحى لهم أنه يريد إعادة سيناريو القضاء على “جيش الأمة” وتنفيذ “طموحه غير الخفيّ” في السيطرة على كامل الغوطة.
والاقتتال الداخلي ليس الأول من نوعه في الغوطة؛ فقد سبقته حملة القضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية” بالتعاون بين “جيش الإسلام” و”فيلق الرحمن” و”جبهة النصرة” بين شباط/فبراير وتشرين أول/أكتوبر 2014، ومن بعدها حدثت حملة القضاء على “جيش الأمة”، أحد فصائل الجيش الحر، من قبل “جيش الإسلام” في شباط/فبراير 2015. وفي 28 نيسان/إبريل 2016 جرت حملة القضاء على وجود “جيش الإسلام” في قطاع الغوطة الأوسط من قبل “فيلق الرحمن” و”الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام” و”جبهة النصرة” و”لواء فجر الأمة”.
ويرتبط الاقتتال الراهن باقتتال العام الماضي. وكأي اقتتال حدث سابقاً، يجب أن يوجد حدث ميداني ما لتبرير حدوثه؛ “جيش الإسلام” قال إن “هيئة تحرير الشام” قامت قبل يوم من الاقتتال الأخير باعتقال قوة مؤازرة له كانت ذاهبة إلى القابون شرقي دمشق، رغم عدم نقل أي شخصية في “جيش الإسلام” أو أي وسيلة إعلامية تابعة له أو مستقلة، حدوث ذلك قبل بدء الاقتتال.
نفت “هيئة تحرير الشام” حدوث ذلك، مع علمها أن هذا الهجوم يهدف للقضاء عليها، وتجنبت الحديث عن حتمية تواطؤ “فيلق الرحمن” في وصول “جيش الإسلام” إلى مناطق بعيدة جداً عن أماكن سيطرة “الجيش” والتي تتواجد فيها “الهيئة”. لكن “فيلق الرحمن” ما لبث أن بدأ القتال إلى جانب “هيئة تحرير الشام”. فما الذي حدث؟
قبيل الاقتتال وفي بدايته، شاع في الإعلام وجود عرض روسي على اللاعبين الإقليميين لإيجاد مناطق تخفيف نزاع، من بينها الغوطة الشرقية، بشرط عدم وجود “داعش” أو “هيئة تحرير الشام” فيها. فأتت أوامر خارجية للتخلص من “هيئة تحرير الشام” عبر “جيش الإسلام” الذي تطوع للقيام بالمهمة، مع افتراض تقديم كل التسهيلات من بقية الفصائل. وهذا ما يفسرّ وصول “جيش الإسلام” بعرباته ورشاشاته الثقيلة وعناصره، في أول ساعة من بدء العملية، فجر الجمعة 28 نيسان/إبريل 2017، إلى حزة وكفربطنا، اللتين تبعدان 10 كيلومترات عن أقرب منطقة يسيطر عليها “الجيش”. كما قام “الفيلق” بتسهيل فرض طوق على عربين، معقل قيادة “هيئة تحرير الشام” وكذلك منطقة الأشعري، مركز المقرات الأمنية لـ”الهيئة”.
لكن “جيش الإسلام” عمل على دفع جزء من قواته في عربين إلى زملكا المحاذية لها، حيث توجد قيادة “فيلق الرحمن” ومقرات أركانه. واستطاع السيطرة على جزء منها، قبل أن يستجمع “الفيلق” قوته ويقوم بشنّ معركة نجح فيها بدفع قوات “جيش الإسلام” إلى محيط زملكا.
وكذلك قامت قوات “جيش الإسلام” بالتوجه من منطقة الأشعري إلى كتيبة الإفتريس الاستراتيجية في قلب الغوطة، التي يسيطر عليها “فيلق الرحمن”، وجعلها منطلقاً لبدء العمليات للسيطرة على مدينة سقبا التي لا وجود فيها لـ”هيئة تحرير الشام”.
“جيش الإسلام” صرّح حينها أنه يقوم باستئصال “الهيئة” بينما “الفيلق” يدافع عنها. فجاء تصريح من “الفيلق” يوضح أنه يدافع عن نفسه. لكن “جيش الإسلام” نجح في زجّ خصمه اللدود في معركة يكون فيها فعلاً مع “هيئة تحرير الشام”، وهذا أقصى ما يريده “جيش الإسلام”. وهو ما بدا واضحاً أنه يثير ارتباكاً لدى قادة “الفيلق” في بياناته، خصوصاً أنه محسوب على الجيش الحر، وغير إسلامي التوجه. ولا وجود لما يُسمّى “شرعي” في “الفيلق” ولا يفرض دورات ممنهجة إسلامية أو غيرها من التفاصيل التي تتميز بها الفصائل الإسلامية، كما أن قادته ضباط ليسوا من المشايخ أو المحسوبين على تيارات إسلامية.
وبالتوازي مع حرب البيانات العسكرية، ومن ورائها حرب بيانات الجهات المدنية التابعة لأحد الطرفين، كانت وتيرة المعارك على كل الجبهات الداخلية تشتد يوماً بعد يوم، في زملكا والأشعري والمحمدية وجسرين والإفتريس وحزة، حيث ما زالت المعارك تشهد كراً وفراً غير منتهين في أغلب المناطق الساخنة.
الأحداث ما زالت تتفاعل، وكان آخرها مقتل النقيب أبو نجيب، معاون قائد “فيلق الرحمن” الملازم عبد الناصر شمير وأكثر المقربين له. وقتل أبو نجيب، الثلاثاء، عندما ذهب ليفاوض قائد حملة “جيش الإسلام” على مدينة زملكا، فقام “الجيش” بقتله، بحسب تصريح “فيلق الرحمن”. لكن “جيش الإسلام” يقول إنه قُتِلَ بسبب خلافات داخلية في “الفيلق”.
كما تم القضاء على معظم قيادات الصف الأول في “هيئة تحرير الشام”، الذين وقعوا ما بين قتيل وأسير بيد “جيش الإسلام”، عدا أميرهم أبو عاصم جبهة، الذي أصيب وقام بالتخفي. وقد صرح شرعيّ “جيش الإسلام” سمير كعكة، أنه تم القضاء على 70 في المئة من قوة “هيئة تحرير الشام”، وأسر 300 عنصر منها.
ولم يبدِ الطرفان أي استعداد لوقف المعارك أو طلب للتفاوض. ما ينذر باحتمال استمرار المعارك حتى استنزاف الغوطة نهائياً إذا لم يأتِ قرار خارجي بإنهاء الاقتتال.
“المدن” تنشر نص المقترح الروسي لـ”مناطق الفصل“
حصلت مراسلة “المدن” في جنيف دينا أبي صعب على نص المقترح الروسي “بشأن إنشاء مناطق لتخفيف حدة التصعيد في الجمهورية العربية السورية”.
وجاء في نص المقترح “إن الاتحاد الروسي وجمهورية تركيا وجمهورية إيران الإسلامية” رعاة “نظام وقف إطلاق النار في الجمهورية العربية السورية”، يقترحون “إنشاء مناطق التصعيد في محافظة إدلب، إلى الشمال من حمص، في الغوطة الشرقية (التي ينشئها الضامنون) وفي جنوب سوريا (التي ينشئها الضامنون والأطراف المعنية الأخرى) بهدف وضع حد فوري للعنف، وتحسين الحالة الإنسانية، وتهيئة الظروف المواتية للنهوض بالتسوية السياسية للنزاع المسلح الداخلي في الجمهورية العربية السورية”.
وتضمن البند الثاني من المقترح “وفي حدود مناطق تخفيف التصعيد:
- ضبط الأعمال القتالية بين الأطراف المتنازعة، بما في ذلك استخدام أي نوع من الأسلحة؛
- توفير وصول إنساني سريع وآمن وبدون إعاقة تحت سيطرة الضامن؛
- تهيئة الظروف اللازمة لتقديم المعونة الطبية للسكان ولتلبية الاحتياجات التجارية أو المدنية الأخرى للمدنيين؛
- اتخاذ التدابير اللازمة لاستعادة مرافق الهياكل الأساسية الاجتماعية وإمدادات المياه وغيرها من نظم دعم الحياة؛
- تهيئة ظروف العودة الآمنة والطوعية للاجئين، وعمل هيئات الحكم المحلي”.
أما البند الثالث فتضمن “وعلى طول حدود مناطق التصعيد، أنشئت المناطق الأمنية لمنع وقوع حوادث وإطلاق النار مباشرة بين الأطراف المتنازعة”.
وتشمل المناطق الأمنية ما يلي:
– نقاط التفتيش لضمان حرية تنقل المدنيين العزل، وإيصال المساعدات الإنسانية، فضلا عن الأنشطة الاقتصادية؛
– مراكز المراقبة لضمان تنفيذ أحكام نظام وقف إطلاق النار.
ويقوم ممثلو القوات الحكومية السورية وجماعات المعارضة المسلحة التي انضمت إلى نظام وقف إطلاق النار بمهامهم عند نقاط التفتيش ومراكز المراقبة. ويمكن نشر الوحدات العسكرية التابعة للدول المراقبة في المناطق الأمنية من أجل مراقبة الامتثال لنظام وقف إطلاق النار.
أما البند الخامس، فتضمن واجبات الضامنين، وهي:
- ضمان وفاء الأطراف المتصارعة بالاتفاقات؛
- اتخاذ جميع التدابري الالزمة ملواصلة القتال ضد تنظيم داعش وجبهة النصرة وغريها من األشخاص واملجموعات واملنظامت التابعة يف مناطق التصعيد.
- مساعدة القوات الحكومية والمعارضة المسلحة على مواصلة القتال ضد تنظيم داعش وجبهة النصرة والأشخاص والجماعات والمنظمات التابعة لها، فضلا عن المنظمات الإرهابية الأخرى التي أدرجتها الأمم المتحدة على هذا النحو خارج مناطق التصعيد؛
- مواصلة الأنشطة لإدراج جماعات المعارضة المسلحة التي لم تشارك حتى الآن في التسوية السلمية في نظام وقف إطلاق النار.
وينص المقترح على أن “يقوم الضامنون في غضون 5 أيام بعد التوقيع على المذكرة بتشكيل فريق عامل مشترك معني بالتصعيد (يشار إليه فيما يلي باسم “الفريق العامل المشترك”) على مستوى الممثلين المأذون لهم من أجل تحديد حدود نزع السلاح، ومناطق التصعيد، والمناطق الأمنية، فضلا عن حل المسائل التشغيلية والتقنية الأخرى المتصلة بتنفيذ المذكرة. ويتعين على الضامنين أن يتخذوا التدابير اللازمة لاستكمال تعريف خرائط مناطق التصعيد والمناطق الأمنية بحلول 22 أيار / مايو 2017″. كما “يعدّ الفريق العامل المشترك بحلول التاريخ المذكور أعلاه الخرائط مع مناطق التصعيد والمناطق الأمنية التي سيوافق عليها الضامنون فضلا عن مشروع نظام الفريق العامل المشترك. وسيقدم الفريق العامل المشترك تقاريره إلى الاجتماعات المتعلقة بتسوية الأزمة في سوريا في إطار عملية أستانة”.
وتركت الوثيقة خالية التواريخ إلى حين تحديدها، لكن النص يشير إلى أنها ستوقع في نسختين “لهما قوة قانونية متساوية، كل منهما باللغات العربية والتركية والفارسية والإنجليزية والروسية. ولحل الخلافات في التفسير، ينبغي استخدام نص الوثيقة باللغة الانكليزية”.
أنقرة تسلّمت مقترح “مناطق الفصل” في سوريا.. وتطلب توسيعه
يعتزم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التباحث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في العمليات العسكرية المحتملة في مدينتي منبج والرقة في سوريا، خلال زيارة رسمية يقوم بها إلى موسكو، الأربعاء، فيما كشف مسؤول في الخارجية التركية أن أنقرة “تنظر بإيجابية” لاقتراح روسي بإنشاء “مناطق فصل” في سوريا.
وقال أردوغان خلال مراسم احتفالية بعودته إلى عضوية حزب “العدالة والتنمية”، الثلاثاء، إنه ينوي أيضاً التباحث في الشأن السوري خلال لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وقت لاحق من الشهر الحالي. وأعرب الرئيس التركي عن أمله في أن تؤدي المباحثات مع بوتين وترامب إلى “بدء مرحلة جديدة” في سوريا والعراق، مكرراً تأكيده أن تركيا لن تسمح للمقاتلين الأكراد بتحقيق أهدافهم في شمال سوريا.
في غضون ذلك، كشف نائب مدير قسم الشؤون السورية في الخارجية التركية مصطفى يورلاكول أن لقاء أردوغان وبوتين، الذي سيُعقد في مدينة سوتشي جنوبي روسيا، سيتطرّق إلى مسألة تعزيز نظام وقف النار في سوريا، قائلاً إن “موضوع سوريا هو جزء هام من الحوار والرئيسيان سيبحثان أيضاً مسألة تعزيز نظام وقف النار ووضع الأسرى وإزالة الألغام. لدينا الكثير من الأفكار التي سنطرحها على الورق”.
ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن يورلاكول قوله، إن تركيا “تُقيّم إيجابياً” اقتراحات روسيا الخاصة بمناطق فصل “لتخفيف التصعيد” فى سوريا وتأمل بتنفيذها، مضيفاً أن تركيا “تسلّمت رسمياً” الاقتراحات الروسية، وستتم مناقشتها رسمياً خلال لقاء الرئيسين الروسي والتركي.
وكان عضو وفد “الهيئة العليا للتفاوض” الممثلة للمعارضة السورية، فاتح حسون، قد كشف أن روسيا اقترحت إنشاء مناطق فصل في سوريا بالإضافة إلى إدخال قوات من دول محايدة إلى خطوط التماس. وبحسب “سبوتنيك” فإن مناطق الفصل الأربع المُقترحة ستشمل إدلب وشمال حمص والغوطة الشرقية وجنوب سوريا. وتضمّن المقترح الروسي “إرسال وحدات عسكرية للدول الضامنة للاتفاق للإشراف على نظام وقف إطلاق النار”، و”إنشاء خطوط فاصلة على حدود المناطق الأربعة، ووضع حواجز لتأمين المساعدات الإنسانية”.
إلى ذلك، نقلت صحيفة “دايلي صباح” التركية عن مصادر في المعارضة السورية قولها، إن تركيا طلب
مقترحات روسية عن «المناطق الآمنة» في سوريا
نصر المجالي: نشرت في موسكو، اليوم الأربعاء، نسخة لـ”مسودة المقترحات الروسية” بشأن مناطق لتخفيف حدة التصعيد في سوريا (المناطق الآمنة)، وقال موقع “روسيا اليوم ـ RT”، الذي حصلت مراسلته على النسخة، إن الجهات الرسمية الروسية لم يصدر عنها أي إعلان أو بيان رسمي بشأنها.
وتؤكد الوثيقة على أن الاتحاد الروسي وجمهورية تركيا وجمهورية إيران الإسلامية ضامنون لمراعاة نظام وقف إطلاق النار في الجمهورية العربية السورية، (المشار إليهم في ما يلي بإسم “الضامنون”).
وتزامنًا مع تسريب الوثيقة، أعلن مصدر مطلع على مفاوضات سوريا في أستانة لوكالة “سبوتنيك”، اليوم الأربعاء، عن عدم وضوح الرؤية بعد، حيال القوة الدولية في المناطق الأربع الآمنة في سوريا.
وأشار المصدر إلى أن هناك خيارات عديدة منها: الجزائر، والإمارات، ومصر، ودول بريكس، ومعاهدة الأمن الجماعي. وقال المصدر: “لم نحدد بعد. نحن ننظر في جميع الخيارات، ونريدها أن تكون معتدلة ومستقلة”.
ومضى بقوله “الحديث يدور عن الجزائر والإمارات ومصر ودول بريكس ومعاهدة الأمن الجماعي، لكن الجميع لا يثق ببعضه البعض”.
مكالمة بوتين – ترامب
وجاء تسريب المسودة الروسية غداة الاتصال الهاتفي بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين على ضرورة تكثيف الجهود من أجل وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب الدائرة في سوريا.
وكانت المكالمة الهاتفية يوم الثلاثاء هي الاتصال الأول بين الرئيسين منذ الهجوم الصاروخي الأميركي على قاعدة عسكرية سورية قبل ما يقرب من شهر، وأدت إلى توتر العلاقات بين الجانبين.
وأشار بيان صدر عن البيت الأبيض والكرملين إلى أن المحادثة بين الزعيمين كانت مثمرة. وذكر البيان أن “الرئيس ترامب والرئيس بوتين اتفقا على أن المعاناة في سوريا مستمرة منذ فترة طويلة جداً، وأنه يجب على جميع الأطراف بذل كل ما تستطيع لإنهاء أعمال العنف.”
وأضاف البيان أن “المحادثة كانت جيدة جدًا وتضمنت النقاش بشأن (إقامة) مناطق آمنة أو منزوعة التوتر لتحقيق سلام دائم (في سوريا) لأسباب إنسانية وأسباب أخرى عديدة.”
رفض روسي
يذكر أن موسكو ظلت على الدوام تحذر واشنطن بشأن إقامة مناطق آمنة في سوريا، وهو القرار الذي كان أعلن عنه الرئيس الأميركي ترامب في يناير الماضي، وذلك لأن واشنطن لم تتشاور معها، حسب ما كان صرح بذلك المتحدث باسم الكرملين.
وقال المتحدث الروسي إنه يجب على الحكومة الأميركية أن تفكر في العواقب المحتملة لإقامة مناطق آمنة في سوريا، مؤكدة أن واشنطن لم تتشاورمعها قبل الإعلان عن هذه المناطق.
مع استمرار التشريد الحديث مستمر عن مناطق آمنة
تفاصيل المسودة
وتدعو الوثيقة إلى ما يلي:
1: إنشاء مناطق لتخفيف التصعيد في محافظة إدلب، إلى الشمال من حمص، في الغوطة الشرقية (التي ينشئها الضامنون) وفي جنوب سوريا (التي ينشئها الضامنون والأطراف المعنية الأخرى) بهدف وضع حد فوري للعنف، وتحسين الحالة الإنسانية، وتهيئة الظروف المواتية للنهوض بالتسوية السياسية للنزاع المسلح الداخلي في الجمهورية العربية السورية.
حدود المناطق
2: وفي حدود مناطق تخفيف التصعيد:
– ضبط الأعمال القتالية بين الأطراف المتنازعة، بما في ذلك استخدام أي نوع من الأسلحة؛
– توفير وصول إنساني سريع وآمن ومن دون إعاقة تحت سيطرة الضامن؛
– تهيئة الظروف اللازمة لتقديم المعونة الطبية للسكان ولتلبية الاحتياجات التجارية أو المدنية الأخرى للمدنيين؛
– اتخاذ التدابير اللازمة لاستعادة مرافق الهياكل الأساسية الاجتماعية وإمدادات المياه وغيرها من نظم دعم الحياة؛
– تهيئة ظروف العودة الآمنة والطوعية للاجئين، وعمل هيئات الحكم المحلي.
- وعلى طول حدود مناطق التصعيد، أنشئت المناطق الأمنية لمنع وقوع حوادث وإطلاق النار مباشرة بين الأطراف المتنازعة.
- تشمل المناطق الأمنية ما يلي:
– نقاط التفتيش لضمان حرية تنقل المدنيين العزل، وإيصال المساعدات الإنسانية، فضلاً عن الأنشطة الاقتصادية؛
– مراكز المراقبة لضمان تنفيذ أحكام نظام وقف إطلاق النار.
– ويقوم ممثلو القوات الحكومية السورية وجماعات المعارضة المسلحة التي انضمت إلى نظام وقف إطلاق النار بمهامهم عند نقاط التفتيش ومراكز المراقبة.
– ويمكن نشر الوحدات العسكرية التابعة للدول المراقبة في المناطق الأمنية من أجل مراقبة الإمتثال لنظام وقف إطلاق النار.
مهمة الضامنين
- على الضامنين: ضمان وفاء الأطراف المتصارعة بالاتفاقات.
– اتخاذ جميع التدابير اللازمة لمواصلة القتال ضد تنظيم داعش وجبهة النصرة، وغيرهما من المجموعات والمنظمات في مناطق التصعيد.
– مساعدة القوات الحكومية والمعارضة المسلحة على مواصلة القتال ضد تنظيم داعش وجبهة النصرة والأشخاص والجماعات والمنظمات التابعة لها، فضلاً عن المنظمات الإرهابية الأخرى التي أدرجتها الأمم المتحدة على هذا النحو خارج مناطق التصعيد؛
– مواصلة الأنشطة لإدراج جماعات المعارضة المسلحة التي لم تشارك حتى الآن في التسوية السلمية في نظام وقف إطلاق النار.
- يقوم الضامنون في غضون 5 أيام بعد التوقيع على المذكرة بتشكيل فريق عامل مشترك معني بالتصعيد (يشار إليه في ما يلي باسم “الفريق العامل المشترك”) على مستوى الممثلين المأذون لهم من أجل تحديد حدود نزع السلاح، ومناطق التصعيد، والمناطق الأمنية، فضلاً عن حل المسائل التشغيلية والتقنية الأخرى المتصلة بتنفيذ المذكرة.
خرائط
ويتعين على الضامنين أن يتخذوا التدابير اللازمة لاستكمال تعريف خرائط مناطق التصعيد والمناطق الأمنية بحلول 22 مايو 2017.
يعد الفريق العامل المشترك، بحلول التاريخ المذكور أعلاه، الخرائط مع مناطق التصعيد والمناطق الأمنية التي سيوافق عليها الضامنون، فضلاً عن مشروع نظام الفريق العامل المشترك.
وسيقدم الفريق العامل المشترك تقاريره إلى الاجتماعات المتعلقة بتسوية الأزمة في سوريا في إطار عملية أستانة.
أقرت في 2017 نسختان من المسودة، لهما قوة قانونية متساوية، وكل منهما باللغات العربية والتركية والفارسية والإنكليزية والروسية.
يشار في هذا السياق إلى أن صحيفة (دايلي صباح) التركية كانت نقلت عن مصادر في المعارضة السورية قولها إن تركيا طلبت إضافة منطقة خامسة للمقترح الروسي في منطقة الساحل، التي تسيطر القوات السورية على جزء كبير منها، وتشمل مناطق جبل التركمان.
نيويورك تايمز: الصفقة الأمريكية الروسية حول سوريا ما زالت بعيدة
ترجمة منال حميد – الخليج أونلاين
اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن الصفقة الأمريكية الروسية “الكبرى” حول سوريا لوقف إطلاق النار وتحقيق السلام في هذا البلد، ما زالت بعيدة، وذلك على الرغم من الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، مساء الثلاثاء، حيث أكدا أن الصراع في سوريا طال، وأن هناك ضرورة لوضع حد لهذا الصراع.
وقالت الصحيفة الأمريكية إنه وعلى الرغم من ذلك فإن مكالمة الرئيس الأمريكي مع نظيره الروسي، فتحت مجدداً الباب أمام تحقيق السلام في سوريا، خاصة أنها أول تواصل بين الرئيسين منذ الضربة الأمريكية على مطار الشعيرات التابع لنظام الأسد، مطلع أبريل/نيسان الماضي.
الرئيس ترامب وافق من جانبه على إرسال مبعوث خاص إلى مفاوضات أستانا بين المعارضة السورية ووفد النظام، والتي تقام برعاية روسية، كما أن ترامب أعرب عن أمله في لقاء نظيره الروسي في ألمانيا، يوليو/تموز المقبل.
المكالمة تطرقت إلى ضرورة إنشاء مناطق آمنة “لأسباب إنسانية”، بحسب بيان البيت الأبيض، في حين لم يشر بيان الكرملين حول المكالمة إلى المناطق الآمنة، وهو ما يعكس تبايناً في الرؤى بين البلدين حيال هذه النقطة.
روسيا تعتزم تقديم اقتراح لمفاوضات أستانة بإعطاء دور أكبر لقوات عازلة تفصل بين قوات النظام والمعارضة السورية، على الرغم من تشكيك حكومة بشار الأسد بجدوى مثل هذه المقترحات، التي اعتبرتها دمشق بأنها “خطوة أولى نحو تقسيم البلاد”.
المكالمة بين الزعيمين تستهدف أيضاً، بحسب الصحيفة، رأب الصدع الذي تسببت به الغارة الأمريكية على مطار الشعيرات التابع للنظام السوري، ومحاولة واشنطن البدء بإقامة علاقة تعاون، إلا أن المؤكد أن موعد الصفقة الكبرى بين الزعيمين حول سوريا ما زالت بعيدة المنال، بحسب الصحيفة.
وتنقل الصحيفة عن المحلل السياسي الروسي فلاديمير فرولوف، أن موسكو “ما زالت تخشى من التصرفات الأحادية التي قد يقدم عليها ترامب، وأنه رئيس لا يمكن التنبؤ بما يمكن أن يفعل، ولكن مع ذلك فإننا نأمل أن يكون هناك اتفاق”.
المكالمة التي جرت بين الزعيمين وصفها البيت الأبيض بأنها كانت “جيدة جداً”، في حين قال بيان الكرملين إن المكالمة كانت “عملية وبنّاءة” ولم تتطرق إلى أي خلاف حول الهجوم الكيمياوي الذي شنه نظام الأسد على بلدة خان شيخون، ولا للضربات الصاروخية الأمريكية على موقع للنظام رداً على الهجوم الكيمياوي.
بوتين قال في مؤتمر صحفي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق في سوريا من دون مشاركة الولايات المتحدة؛ “لذلك فإننا سنظل على اتصال مع شركائنا الأمريكيين، وآمل أن نقوم بخطوة مشتركة في هذا المجال”.
وشدد بوتين على أن وقف إطلاق النار في سوريا هو “أولوية، وسيكون محور المحادثات التي ستجري في أستانة، كما يمكن أن يكون للولايات المتحدة دور مهم في هذه المحادثات.
ترامب يُغضب أردوغان لأجل “سوريا الديمقراطية”.. فما مصير علاقتهما؟
عبدالله حاتم – الخليج أونلاين
بكل تأكيد لم يكن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، سعيداً عندما شاهد “قوات سوريا الديمقراطية” وقد أحكمت الخناق على مدينة الرقة (شمال شرق)، معقل “داعش” في سوريا؛ بسيطرتها على مدينة الطبقة الاستراتيجية.
ليس هذا وحسب، بل إن أكثر ما يثير غضب أنقرة أيضاً هو الدعم الأمريكي اللامحدود الذي تقدّمه لـ “سوريا الديمقراطية”، التي تصنّفها “إرهابية”، ووصل الأمر إلى قيام واشنطن بتسيير دوريات على الحدود السورية – التركية، بالتعاون مع عناصر قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكّل القوات الكردية الانفصالية عمودها الفقري، بعد هجمات جوّية لتركيا على مواقع وحدات حماية الشعب الكردية الانفصالية، الثلاثاء 25 أبريل/نيسان الماضي، أسفرت عن مقتل ما يزيد على 20 مقاتلاً منهم.
الرئيس التركي انتقد، الأحد 30 أبريل/نيسان 2017، دعم الولايات المتحدة الأمريكية لمقاتلين انفصاليين أكراد في سوريا، وقال إن رؤية دوريات مشتركة مكوّنة من جنود أمريكيين ومليشيات كردية “كان أمراً محزناً لتركيا”.
وأكّد أردوغان أنه يعتزم سؤال نظيره الأمريكي، دونالد ترامب، عن هذه القوات، وسيقدّم الصور والمشاهد المتعلّقة بها له، خلال زيارته المقبلة إلى الولايات المتحدة، منتصف شهر مايو/أيار الجاري، متعهّداً بمواصلة الضربات العسكرية التركية لسنجار (شمالي العراق)، وقره تشوك (شمال شرقي سوريا)، معاقل حزب العمال الكردستاني، وحزب الاتحاد الديمقراطي.
– مصالح تركيا
وتحظى مدينة الطبقة بأهمية استراتيجية مزدوجة؛ باعتبار أنها تفتح الطريق (على بعد 50 كم فقط) إلى الرقة، وتضم سد الفرات المائي الأكبر في البلاد.
وتضمّ “سوريا الديمقراطية” مقاتلين عرباً وأكراداً من وحدات حماية الشعب الكردية، “الفرع السوري” لحزب العمال الكردستاني الانفصالي.
وسبق أن أكّدت واشنطن أنه لم يتم بعد اتخاذ قرار بشأن توقيت وكيفية انتزاع الرقة من قبضة تنظيم “داعش”، لكن “قوات سوريا الديمقراطية” كثّفت هجومها لعزل المدينة والسيطرة عليها في نهاية المطاف؛ في مسعى منها لإقامة إقليم حكم ذاتي.
لكن جيف ديفيس، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، ألمح إلى أن بلاده سوف تعتمد على “سوريا الديمقراطية” في معركة الرقة، مطالباً إياه بالتركيز عليها وعدم الانجرار إلى صراعات أخرى.
واستخدم ديفيس، خلال مؤتمره الصحفي، الجمعة 28 أبريل/نيسان 2017، عبارة “شركائنا” في حديثه عن قوات سوريا الديمقراطية، في إشارة إلى تعاون بلاده مع المنظّمة التي تصنّفها تركيا جماعة “إرهابية”.
الدكتور باسل الحاج جاسم، الخبير في الشؤون الدولية، رأى أن المواقف التركية الأخيرة تشير إلى أن “الرقة ليست الهدف الرئيس لها، بل ما تريده من معركة الرقة فقط ألا تستفرد بحكمها المليشيات الكردية، الامتداد السوري للعمال الكردستاني، وتقوم بتهميش أهلها العرب”.
وأوضح في حديثه لـ “الخليج أونلاين”، أن “عين تركيا هي على ما هو قاب قوسين أو أدنى من حدودها بمنبج وتل أبيض، وغيرها الكثير من المناطق العربية والتركمانية التي احتلّتها المليشيات الكردية مستغلّة رغبة واشنطن بمحاربة داعش”.
ولم يستبعد الحاج جاسم قيام تركيا بعملية عسكرية، ضاربة عدم موافقة واشنطن عُرض الحائط، “إلا في حال تمّ التوصّل إلى تسوية مع المليشيات الكردية ترضى بها أنقرة، ولا بد أن يكون ذلك في إطار حل سوري شامل”، حسب قوله.
واتهم الخبير في السياسة الدولية، الولايات المتحدة بأنها تطمح لتكرار سيناريو إقامة إقليم كردي شمال العراق في سوريا، لكنه أشار إلى أن واشنطن “بدأت تصطدم مع واقع مختلف، ربما تم تضليلها أو هي تعرف، ومع ذلك تستمرّ في مشروعها”.
وبيّن أن “شمال سوريا يختلف كلّياً عن شمال العراق جغرافياً وديموغرافياً، بالإضافة لعامل آخر لم تأخذه واشنطن بعين الاعتبار”، متوقّعاً أن تؤدّي نهاية الحرب على “داعش” لـ “عدة حروب في سوريا والعراق، معظمها بين حلفاء أمريكا أنفسهم”.
وشدّد الحاج جاسم على أن تركيا لن تقف مكتوفة الأيدي حيال أي مشروع تقسيمي لسوريا “لا يأخذ مصالحها بعين الاعتبار”.
– خلاف طغى
وطالما عبّر أردوغان عن تطلّعه للتوصّل إلى اتفاق مع ترامب بشأن الرقة، وأكّد أنه سيعرض عليه خطة تجعل من الرقة مقبرة لـ “داعش”، إلا أن تعاون القوات الأمريكية مع قوات سوريا الديمقراطية استعداداً لمعركة الرقة يهدّد بتوتّر العلاقات بين الولايات المتحدة وحليفتها التاريخية تركيا.
وبينما تعتمد عليها واشنطن بصورة أساسية، ترى أنقرة أنه يجب ألا تشارك قوات سوريا الديمقراطية في معركة الرقة، وبات دورها قضية حساسة بالنسبة إلى سكان المدينة العرب؛ الذين يخشون هيمنة مقاتليها الأكراد على المدينة، ولتركيا أيضاً، التي تحارب تمرّداً كردياً على أراضيها منذ ثلاثة عقود، يقوده حزب العمال الكردستاني، وتخشى تنامي سطوة وحدات حماية الشعب الكردية عبر الحدود في شمال سوريا.
وفي ظل التحضيرات الجارية لقمّة أردوغان – ترامب، في واشنطن، في الـ 16 من مايو/أيار 2017، أوضح الدكتور خليل جهشان، مدير المركز العربي – الأمريكي للأبحاث في واشنطن، أن المشكلة القديمة بين البلدين حول الأكراد تطغى على هذا اللقاء، الذي يأتي بعد فترة انتعاش وودٍّ شهدتها العلاقة بعد مجيء ترامب للحكم.
وأضاف في حديث لـ “الخليج أونلاين”: “شكّلت قضيّة الأكراد، خصوصاً في سوريا، وتحفّظ أنقرة على التعامل مع المجموعات الكردية التي حول الرقة، خلافاً بين البلدين طغى على السطح مؤخراً، خصوصاً على الحدود التركية – السورية، بعد القصف التركي الذي أدّى إلى مقتل مقاتلين أكراد، خصوصاً أنهم ينتمون إلى مجموعات مقاتلة ترتبط بالولايات المتحدة”.
وأشار إلى أن “قيام أمريكا بإجراء قوات عسكرية على الحدود شكّل نقطة هامة في علاقات أنقرة مع الإدارة الأمريكية الجديدة، التي برّرت ذلك بأن الهدف منها هو تفادي أي سوء تفاهم، لكن ربما الغاية منه منع تركيا من تكرار هجماتها”.
وعلى الرغم من هذه التطوّرات السلبية التي أثّرت في العلاقة، و”أحزنت أردوغان”، كما قال هو نفسه، فإن جهشان “توقّع حل هذه الأمور، خلال قمة أردوغان – ترامب القادمة؛ لكون الطرفين لا يرغبان في التصعيد وجعل هذه الأمور حجر عثرة في العلاقات بينهما”.
– مسألة معقّدة
وتبدو مهمّة أردوغان في واشنطن ليست سهلة، لا سيما بعد أن منح ترامب البنتاغون سلطة تحديد مستويات القوات في العراق وسوريا، والتي قال عنها منتقدون إنها تعني أن جنرالات الجيش الأمريكي باتوا يتحكّمون في كل صغيرة وكبيرة من قرارات معارك “الموصل والرقة”.
وفي هذه السياق، سيكون أردوغان مضطرّاً للاستماع إلى وجهة نظر هؤلاء الجنرالات، الذي يرون في قوات سوريا الديمقراطية تحديداً شريكاً محلّياً لا يمكن الاستغناء عنه في معركة الرقة، كما سبق أن صرّح البنتاغون في أكثر من مناسبة.
الدكتور خليل جهشان من جهته وصف هذه النقطة بأنها “جعلت من المسألة معقّدة أكثر”، لكنه أوضح أنها “لا تعني أن الجيش الأمريكي هو من سيرسم سياسات واشنطن هناك، إنما يعطيه فرصة للتحرّك بشكل أسرع في ساحة المعركة”.
وبيّن أن الهدف من القرار هو “السماح للجيش الأمريكي للتحرّك عسكرياً، دون انتظار قرارات سياسية معقّدة قد تأخذ وقتاً”.
وحول الاتهامات التي توجّهها تركيا من جهة، والعرب السوريون من جهة أخرى، للولايات المتحدة؛ بأنها تسعى لإقامة “إقليم كردي في شمال سوريا” على غرار العراق، لم يستبعد جهشان ذلك، لكنه لا يتوقّع حدوثه حالياً؛ مرجعاً ذلك إلى أن “الإدارة الحالية ليس لها موقف واضح أو نزعة في هذا الخصوص”.
وبيّن أن “الولايات المتحدة ربما كانت تميل في الماضي لدعم هذه الفكرة، لكن الآن هناك جمود فيها؛ لكون سياستها حتى تجاه الأكراد غير مبلورة بالشكل المطلوب، وما زالت هذه الإدارة تتخبّط في قراراتها تجاه عددٍ من مناطق العالم”.
واشنطن بوست: الغارة الأمريكية لم تجلب الأمن للسوريين
ترجمة منال حميد – الخليج أونلاين
على الرغم من مرور ما يقرب من الشهر على الضربة الأمريكية على مطار تابع لنظام بشار الأسد، عقب استخدامه لغاز السارين ضد بلدة خان شيخون، فإن الوضع في سوريا لم يتغيّر.
وربما الشيء الوحيد الذي يمكن تسجيله بعد شهر تقريباً على الضربة الأمريكية؛ هو أن نظام الأسد لم يستخدم مرة أخرى غاز السارين ضد المدنيين، رغم أن القصف على البلدات الخاضعة للمعارضة السورية من قبل النظام شيء روتيني، فالغارة الأمريكية لم تجلب الأمن للسوريين، بحسب صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية.
الأخبار السيئة التي لا يمكن تجاهلها من قبل البيت الأبيض أن الطائرات السورية والروسية ما زالت تقصف أهدافاً مدنيّة في جميع أنحاء سوريا، وبشكل يومي، مستخدمة حتى القنابل العنقودية والبراميل المتفجّرة والفسفور، بل إنه في الأسبوع الماضي قتل في يوم واحد ما بين 70-80 شخصاً على الأقل، بحسب التقارير الواردة من المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو العدد نفسه الذي قُتل جراء استخدام النظام لغاز السارين في بلدة خان شيخون.
فهل جعل ترامب السوريين أكثر أمناً؟
يقول رائد الصالح، رئيس منظمة الدفاع المدني، والتي تعرف باسم الخوذ البيضاء: “للأسف لا، تمكّنوا من إجبار النظام على عدم استخدام الأسلحة الكيماوية، لكن القتل بكل الأسلحة مستمرّ”.
ويتابع: “كان هناك مشفى شام، والذي تم بناؤه تحت الأرض على بعد نحو 6 أميال غرب خان شيخون، حيث أسقطت الطائرات الروسية 6 قنابل عليه يوم 22 أبريل/نيسان الماضي، الأمر الذي أدّى إلى انهياره، واحتجاز عشرات الأطبّاء والمرضى تحت حجارته الثقيلة، كما تعرّضت ثلاث مستشفيات لقصف يومي، الأربعاء والخميس الماضيين”.
حتى منظمة الخوذ البيضاء، وفق الصالح، تحوّلت إلى هدف مفضّل للطيران الروسي؛ “ففي الأيام التي أعقبت الهجوم بغاز السارين على بلدة خان شيخون، ولأن الخوذ البيضاء هي من وثّقت الهجوم، فإنها باتت هدفاً للطيران الروسي، لقد نجا العاملون في ملجأ لهم تحت الأرض تعرّض للقصف، كما شنّت روسيا هجوماً إعلامياً كبيراً على المنظمة، حيث وصفها المتحدّث باسم وزارة الخارجية الروسية بأن الخوذ البيضاء تتعاون مع تنظيم الدولة والقاعدة”.
الواقع أن الخوذ البيضاء تعتبر منظراً إنسانياً وسط حالة من الحرب الهمجيّة التي تجري على الأراضي السورية، فمنذ أن أسهم الصالح وآخرون في تأسيس منظمة الخوذ البيضاء عام 2013، وهي تعمل على إنقاذ ما يمكن إنقاذه، حيث تشير تقديرات المنظمة إلى أنه تم إنقاذ ما يقرب من 91 ألف شخص من خلال 120 مركزاً للمنظمة منتشرة في 9 محافظات سورية، الأمر الذي كلّف المنظمة 180 شخصاً قتلوا جراء عمليات الإنقاذ، بالإضافة إلى 500 مصاب.
ويؤكد الصالح أنه رغم هذه التضحيات، فإن عدد المتطوّعين أو الراغبين بالانضمام للعمل في الخوذ البيضاء في تزايد، وهناك العشرات من الطلبات التي تنتظر البتّ بها”، عندما نطلب 10 متطوّعين تصلنا طلبات لـ 700 متطوع”.
تدفع المنظمة 150 دولاراً شهرياً للعاملين فيها، ولكن الدفاع الحقيقي -كما يقول الصالح- هو إنقاذ الأهل والجيران والأصدقاء.
ولكن كيف يمكن أن تنتهي الحرب في سوريا؟
يقول الصالح: “اليوم الوحيد الذي لم يشهد تسجيل أي حالة قتل كان هو 28 فبراير/شباط 2016، عندما أُعلن وقف إطلاق للنار بوساطة الولايات المتحدة وروسيا، إلا أنه سرعان ما انهار”.
ويتابع: “السبيل الوحيد لوقف دوامة الموت في سوريا هو حل سياسي ينبع من إرادة جادّة من قبل القوى السياسية الكبرى، بعبارة أخرى، غارة أمريكية واحدة لا تكفي ما لم يكن ترامب راغباً في بذل مزيد من الجهود لوقف الحرب في سوريا، بخلاف ذلك فإن أصحاب الخوذ البيضاء سيستمرّون بالعيش بين الحفر لإنقاذ ما يمكن إنقاذه”.
وفد المعارضة السورية المسلحة يعلق مشاركته بأستانا
قال مراسل الجزيرة إن وفد المعارضة السورية المسلحة علق مشاركته في الجولة الرابعة من مفاوضات أستانا بعد ساعات من انطلاقها، احتجاجا على استمرار القصف في سوريا.
وأضاف المراسل عامر لافي أن تعليق وفد المعارضة برئاسة محمد علوش مشاركته جاء بعدما قدم مذكرة للوفود المشاركة في الجولة الجديدة من المفاوضات التي بدأت صباح اليوم. وأضاف أن الوفد غادر الفندق الذي تعقد فيه اجتماعات بين الوفود المشاركة، وعاد إلى مقر إقامته في العاصمة الكزاخية.
وتابع أن المذكرة التي وردت فيها عشر نقاط تضمنت ضرورة التزام النظام والقوى الداعمة له بالتطبيق الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ يوم 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وانسحاب قوات النظام من المناطق التي سيطرت عليها بعد سريان الاتفاق، ومن تلك المناطق وادي بردى والمعضمية والزبداني بريف دمشق، وحي الوعر في مدينة حمص.
كما جددت المذكرة المطالبة برحيل نظام بشار الأسد، ووصفت إيران بأنها جزء من المشكلة وليست جزءا من الحل.
وأكد وفد الفصائل السورية المسلحة في المذكرة رفضه أن تكون إيران جهة راعية أو ضامنة، أو أن تشارك في أي حل يتعلق بحاضر سوريا ومستقبلها. كما أكد على ضرورة سحب المليشيات الموالية لها من سوريا.
وشدد بندان آخران على ضرورة إطلاق المعتقلين وفق جدول زمني، وإدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة. وقال مراسل الجزيرة إن المطالب التي وردت في المذكرة من شأنها أن تجعل المفاوضات أكثر صعوبة.
وبالإضافة إلى وفد الفصائل، يشارك في الجولة الرابعة بأستانا وفد النظام السوري برئاسة بشار الجعفري، ووفود من الدول الثلاث الراعية للمفاوضات (روسيا وتركيا وإيران)، والمبعوث الدولي إلى سوريا ستفان دي ميستورا، إلى جانب وفود من الولايات المتحدة والأردن والأمم المتحدة بصفة مراقبين.
ويناقش المشاركون في هذه الجولة مقترحا تقدمت به روسيا مؤخرا، ويقضي بإنشاء مناطق آمنة في محافظة إدلب، وريف حمص الشمالي، والغوطة الشرقية بريف دمشق، وجنوب سوريا، حيث يدور القتال أساسا في درعا.
وقال مراسل الجزيرة إن واشنطن ممثلة في هذه الجولة بنائب وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط بعدما كانت ممثلة في الجولات الثلاث السابقة بسفيرها لدى كزاخستان. وأضاف أن اجتماعات ثنائية تعقد اليوم بين مختلف الوفود، على أن يتقرر في ضوئها هل ستعقد غدا الخميس جلسة عامة أم لا.
لقاءات ثنائية
وقبل تعليق مشاركته في المفاوضات كان وفد الفصائل السورية يعتزم لقاء كل الوفود باستثناء وفدي إيران والنظام السوري، في حين يلتقي الأخير وفدي روسيا وإيران ودي ميستورا. أما الوفد الأميركي فالتقى وفد الفصائل السورية، ويعتزم الاجتماع بمختلف الأطراف.
وأشار المراسل إلى أن مشاركة نائب وزير الخارجية الأميركي والمبعوث الدولي إلى سوريا يعكس اهتماما دوليا بهذه المفاوضات التي تعقد في ظل تصعيد عسكري بعدة مناطق في سوريا.
وكانت مصادر في وفد فصائل المعارضة المسلحة قال للجزيرة إن لديها الكثير من التحفظات بخصوص الورقة الروسية، دون أن توضح ماهية هذه التحفظات. كما أن وفد الفصائل طالب مؤخرا بوقف القصف حتى يمكنه المشاركة في جولة “أستانا-4”.
وكان وفد فصائل المعارضة قاطع الجولة الثالثة التي عقدت منتصف مارس/آذار الماضي، وبرر ذلك باستمرار خرق النظام اتفاق وقف إطلاق النار الذي يسري منذ 29 ديسمبر/كانون الأول الماضي، لكنه لم يُطبق في على أرض الواقع.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
المعارضة السورية المسلحة تنسحب من أستانا
العربية.نت، رويترز
انسحبت فصائل المعارضة السورية المسلحة، الأربعاء، من مفاوضات العاصمة الكازاخية أستانا بسبب استمرار قصف المدنيين.
وقال المتحدث باسم الائتلاف الوطني السوري المعارض، أحمد رمضان، إن الوفد علق مشاركته بعد أن قدم مذكرة تطالب بالتزام تام من النظام بوقف القصف.
من جهته، توقع وزير خارجية كازخستان مشاركة المعارضة السورية في بقية اجتماعات أستانا غداً.
وكانت جولة جديدة من محادثات #أستانا قد انطلقت اليوم لبحث التهدئة في #سوريا بحضور المبعوث الأممي ستيفان #دي_ميستورا ووفدي #المعارضة_السورية و #النظام برعاية #روسيا و #إيران و #تركيا.
وأعلنت المعارضة السورية، التي قاطعت الجولة الماضية من المحادثات، في وقت سابق، أنها ستشارك في ظل معطيات إيجابية ترتبط بآلية تنفيذ وقف إطلاق النار ودخول أطراف ضامنة جديدة.
إردوغان: الحل السياسي في سوريا هدف مشترك لتركيا وروسيا
أنقرة (رويترز) – قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يوم الأربعاء إن التوصل لحل سياسي للصراع في سوريا هو هدف مشترك بين تركيا وروسيا.
وجاء تصريح إردوغان قبل مغادرة أنقرة متوجها إلى منتجع سوتشي الروسي للقاء الرئيس فلاديمير بوتين.
وقال إردوغان للصحفيين إنه سيبلغ بوتين خلال الزيارة بأنه يريد رفع العقوبات الاقتصادية الروسية عن تركيا على وجه السرعة.
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية – تحرير نادية الجويلي)
المرصد: مقتل خمسة في انفجار خارج مقر للمعارضة في شمال سوريا
بيروت (رويترز) – سقط خمسة قتلى على الأقل وأصيب آخرون في انفجار سيارة ملغومة بمدينة واقعة تحت سيطرة المعارضة في شمال سوريا يوم الأربعاء في هجوم قالت المعارضة السياسية السورية إنه استهدف مسؤوليها ومقرها المحلي.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عدد القتلى خمسة مضيفا أنه يتوقع أن يرتفع العدد لأن كثيرين أصيبوا بجروح بالغة جراء الانفجار الذي وقع في مدينة أعزاز الواقعة قرب الحدود التركية وهي قاعدة رئيسية لمقاتلي المعارضة بما في ذلك جماعات مدعومة من أنقرة منذ فترة طويلة.
وقال أحمد رمضان المتحدث باسم الائتلاف الوطني السوري ومقره تركيا لرويترز عبر الهاتف “انفجرت سيارة مفخخة أمام مقر للحكومة المؤقتة”.
وأضاف رمضان إن أحد القتلى حارس. وألقى باللوم في الهجوم على تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال “الهجوم كان استهدافا مباشرا للحكومة لأن هذا المقر يضم أقساما لعدة وزارات ومجالس محلية”.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها على الفور عن الانفجار.
وتقوم الحكومة المؤقتة المعارضة المتحالفة مع الائتلاف الوطني السوري بأعمال حكومية فنية وإدارية من داخل المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في سوريا. ويشارك أعضاء في الائتلاف الوطني السوري في الهيئة العليا للمفاوضات وهي كيان المعارضة السورية الرئيسي والذي يمثل كلا من الجماعات السياسية والجماعات المسلحة.
وتقاتلت جماعات المعارضة في أعزاز في نوفمبر تشرين الثاني ضمن عدة حوادث أوضحت الانقسامات بين بعض جماعات المعارضة المسلحة التي تتراوح بين جماعات معتدلة مدعومة من الغرب وإسلاميين متشددين بينهم مقاتلون على صلة بتنظيم القاعدة.
وفي واقعة منفصلة للاقتتال بين الجماعات في محيط دمشق منذ الأسبوع الماضي تشتبك جماعات شرقي العاصمة مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى من المقاتلين والمدنيين.
(إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير ليليان وجدي)
المعارضة السورية المسلحة تعلق مشاركتها في محادثات آستانة
آستانة (رويترز) – قالت المعارضة السورية المسلحة يوم الأربعاء إنها علقت مشاركتها في المحادثات الرامية لحل الأزمة السورية والجارية في آستانة عاصمة قازاخستان وطالبت بوقف القصف الحكومي للمناطق الخاضعة لسيطرتها.
وأبلغ مصدر قريب من المحادثات رويترز أن وفد المعارضة لم يغادر حتى الآن المبنى الذي تجرى فيه المفاوضات بينما قال مسؤول بوزارة الخارجية في قازاخستان للصحفيين إنه يتوقع عودة المعارضة المسلحة للمحادثات يوم الخميس.
وقال أحمد رمضان المتحدث باسم الائتلاف الوطني السوري المعارض إن الوفد علق مشاركته بعد أن قدم مذكرة تطالب بالتزام تام من الحكومة بوقف القصف. ولم يدل بمزيد من التصريحات.
وسعى الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين خلال مكالمة هاتفية يوم الثلاثاء لتخفيف حدة التوتر بعد هجوم صاروخي نفذته الولايات المتحدة في أبريل نيسان ضد سوريا حليفة موسكو. وعبر الزعيمان عن رغبتهما في تطبيق وقف إطلاق نار وإقامة مناطق آمنة للنازحين من الحرب الأهلية.
وقال البيت الأبيض إنه سيرسل مندوبا إلى محادثات وقف إطلاق النار في آستانة يوم الأربعاء يوم الخميس. وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية أن ستيوارت جونز القائم بأعمال مساعد الوزير لشؤون الشرق الأدنى سيحضر بصفته مراقبا.
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)