أحداث الأربعاء 17 أيار 2017
انطلاق جولة من مفاوضات جنيف والمعارضة تركز على «الانتقال السياسي»
لندن، جنيف – «الحياة»، رويترز
بدأت أمس جولة جديدة من مفاوضات السلام السورية في جنيف تحت إشراف المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا وسط تأكيد وفد المعارضة أن مفتاح الحل والنجاح مرتبط بتحقيق الانتقال السياسي في سورية وتشكيل حكم انتقالي بكامل الصلاحيات بحيث لا يكون للرئيس بشار الأسد ونظامه أيّ دور مستقبلي خلال المرحلة الانتقالية.
وكان وفدا الحكومة والمعارضة وصلا مساء الاثنين إلى جنيف حيث قال دي ميستورا إن الجولة الجديدة ستكون أقصر من حيث المدة وستركز على اللقاءات المباشرة حتى تحقق تقدماً حقيقياً.
وأضاف أنه لن يتم التوصل إلى إنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ ستة أعوام من دون أن تلوح في الأفق مقدمات لتسوية سياسية، مشيراً إلى أن البديل هو الاستسلام للحقائق على الأرض وهو تعبير تستخدمه الأمم المتحدة للإشارة إلى الحرب.
وأسفرت جولات سابقة من المحادثات عن اتفاق على أن تناقش الأطراف المتحاربة جدول أعمال من أربعة أجزاء، هي دستور جديد وإصلاح نظام الحكم وإجراء انتخابات ومحاربة الإرهاب، لكن لم يتحقق بعد أي تقدم في شأن أي منها.
وانتقد وفد المعارضة السورية اتفاق مناطق «تخفيف العنف» الذي اتفقت عليه روسيا وإيران وتركيا، ودعا لوقف إطلاق نار شامل في كل أنحاء سورية.
وقال المفاوض المعارض نصر الحريري للصحافيين الاثنين: «ما نريده هو وقف نار شامل وليس تخفيف عنف… يكون شاملاً لكل المناطق السورية وكل الفصائل العسكرية التي اعترفت بنظام وقف النار أو تلك المستعدة للانخراط بنظام وقف النار شرط أن تكون هذه الإجراءات هي مقدمة للحل السياسي».
وتابع: «الطريق إلى حرية سورية يمر من جنيف. هذا هو السبب الذي جعل المعارضة تأتي إلى جنيف ملتزمة بالتفاوض لحل سياسي، وهذا هو السبب الذي يجعل الأسد يخشى هذه العملية. الأسد يخشى الانخراط مع الأمم المتحدة في جدول أعمال حل سياسي».
وتابع الحريري أن «مفتاح الحل والنجاح لمحادثات جنيف مرتبط بتحقيق الانتقال السياسي في سورية، وتشكيل حكم انتقالي بكامل الصلاحيات بحيث لا يكون لبشار الأسد ونظامه أيّ دور مستقبلي خلال المرحلة الانتقالية. جئنا إلى جنيف من أجل الانخراط بالعملية التي توصل إلى الحل السياسي، وصراحة هذا الذي يخيف المجرم بشار الأسد من الانخراط بهذه العملية، ونحن نؤكد انخراطنا الجادّ والفعال بأجندة الأمم المتحدة ومبعوثها الدولي».
ورحَّب رئيس الوفد بتصريحات وزارة الخارجية الأميركية الأخيرة والتي تتحدث عن الانتهاكات التي ارتكبها النظام في سجن صيدنايا، وارتكابه محرقة جماعية بحق المعتقلين الذين قُتلوا تحت التعذيب.
ولفت الحريري أن اتفاق آستانة لم يحقق أهدافه «حيث لا يزال النظام وداعموه يرتكبون الخروقات ويستمرون في القصف المدفعي والصاروخي، بالإضافة لاستكمالهم مخطط التهجير القسري والتغيير الديموغرافي، وهذا ما يحصل أخيراً في دمشق.
وكان رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» رياض سيف ووفد من الهيئة السياسية التقوا المجلس الإسلامي السوري والتقى رئيس المجلس فضيلة الشيخ أسامة الرفاعي وأعضاء مجلس الأمناء.
واتفق الطرفان، بحسب بيان لـ «الائتلاف»، على «ضرورة التعاون والتنسيق بين كافة مؤسسات الثورة السورية للنهوض بواقع الثورة، والتخفيف من آلام الشعب السوري الذي يتعرض للظلم والقهر على يد نظام الأسد وحلفائه». ونقل عن سيف قوله: «إننا بحاجة لجهودكم ودعمكم وأن نعمل برفقة جميع المؤسسات الثورية الفاعلة لنكون صفاً واحداً في تحقيق نهضة شاملة»، مضيفاً: «هناك الملايين من السوريين الذين ينتظرون من مؤسسات الثورة العمل على تأمين متطلبات الحياة اليومية والتي حرمهم منها نظام الأسد بسبب جرائم الحرب التي يمارسها في شكل يومي من قتل وحصار وتهجير واعتقال».
وأكد سيف «أهمية الدعم الشعبي»، مشيراً إلى أن ذلك يتطلب وجود «قيادة واعية ورشيدة»، ورجح أن «تشهد المرحلة المقبلة إدخال أعضاء فاعلين إلى الائتلاف الوطني، وذلك لتنفيذ الاستراتيجية التي تتضمن إصلاح الائتلاف وإعادة دوره المنوط به». كما أكد «ضرورة العمل على المشروع الوطني والإصلاحي. نعول على الإخوة في المجلس الإسلامي للتعاون في هذا المجال».
التحالف ينفي شن ضربات جوية على دير الزور
عمان – رويترز
نفى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) أمس (الثلثاء)، قصف طائراته لبلدة حدودية يسيطر عليها التنظيم في محافظة دير الزور بشرق سورية، بعد يوم من قول «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ونشطاء إن ضربات جوية هناك قتلت «عشرات المدنيين بينهم أطفال».
وقال المرصد إن «42 شخصاً على الأقل بينهم 11 طفلاً قتلوا الاثنين الماضي حين قصفت طائرات يعتقد أنها تابعة للتحالف بلدة البوكمال قرب الحدود مع العراق»، مضيفاً أن «الضربات وقعت قرب منطقة سكنية ومسجد»، ما أسفر عن إصابة عشرات آخرين.
وقال الناطق باسم الجيش الأميركي الكولونيل ريان ديلون، إن «طائرات التحالف لم تقصف البلدة يومي الأحد والاثنين، وإنما استهدفت فحسب منشآت لإنتاج النفط يديرها المتشددون على بعد أكثر من 50 كيلومتراً خارج البلدة».
وأضاف ديلون «لم ننفذ ضربات في الفترة الزمنية التي سقطت خلالها الخسائر البشرية المزعومة»، متابعاً أن «دولاً أخرى لم يسمها نفذت ضربات على البوكمال في هذين اليومين».
ويسيطر «داعش» على معظم محافظة دير الزور باستثناء جيب في وسطها، وقاعدة جوية قريبة تسيطر عليها القوات الحكومية السورية. وتربط المحافظة بين أراض يسيطر عليها التنظيم المتشدد في العراق وسورية.
أميركا تفرض عقوبات على سوريين متهمين بدعم الحكومة
واشنطن – رويترز
فرضت وزارة الخزانة الأميركية امس (الثلثاء)، عقوبات على أشخاص سوريين وهيئات متهمة بتقديم الدعم للحكومة السورية أو مرتبطة بمن سبق خضوعهم لعقوبات في ظل استمرار العنف في البلاد.
وأدرجت الوزارة على قائمتها السوداء للعقوبات شقيقا رامي مخلوف، ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد، إيهاب وإياد مخلوف، لمساعدتهما رامي في التهرب من العقوبات، إضافة إلى محمد عباس الذي كان يدير المصالح المالية لمخلوف.
وإيهاب مخلوف هو نائب رئيس شركة «سيريتل» السورية للهواتف المحمولة المملوكة لرامي، كما فرضت الوزارة عقوبات على «جمعية البستان الخيرية» ومديرها، قائلة إن «الجمعية مملوكة لمخلوف أو تقع تحت سيطرته«.
وفرضت وزارة الخزانة عقوبات على مخلوف في العام 2008 متهمة إياه بـ «الاستفادة من فساد مسؤولي الحكومة السورية ومعاونتهم على الفساد».
وتهدف الخطوات التي اتخذتها وزارة الخزانة إلى تجميد أي أصول ربما يملكها هؤلاء الأشخاص أو تلك الكيانات في الولايات المتحدة وإلى منع الأميركيين من الدخول في تعاملات مالية معهم.
وأدرجت أميركا الشهر الماضي، 271 موظفاً من وكالة حكومية سورية على قائمة سوداء للعقوبات، بعد أسابيع من هجوم بغاز سام أودى بحياة عشرات الأشخاص في محافظة تسيطر عليها المعارضة في سورية.
وقال الناطق باسم وزارة الخزانة الأميركية، ستيفن منوتشين، إن «271 من موظفي المركز السوري للبحوث والدراسات العلمية يعملون خبراء في الكيمياء أو عملوا دعماً لبرنامج الأسلحة الكيماوية للمركز منذ العام 2012 على أقل تقدير أو يعملون في المجالين».
وكان الرئيس الاميركي دونالد ترامب وجه انتقاداً شديداً إلى مجلس الامن بسبب «فشله» في التحرك رداً على هجوم الاسلحة الكيماوية في بلدة خان شيخون السورية.
تحقيق دولي يكشف استخدام غاز«خردل الكبريت» في حلب
الأمم المتحدة – رويترز
كشف تقرير قدم إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن محققين من منظمة «حظر الأسلحة الكيماوية»، توصلوا إلى أن امرأتين سوريتين تعرضتا لغاز «خردل الكبريت»، في هجوم على ما يبدو في محافظة حلب في أيلول (سبتمبر) الماضي.
ولم تتمكن بعثة «تقصي الحقائق» التابعة للمنظمة من زيارة الموقع. وبنى المحققون النتائج على مقابلات مع المرأتين وتحليل لعينات دم أُخذت تحت إشرافهم، إلى جانب مراجعة لمعلومات قدمتها الحكومة السورية وروسيا.
وقالت البعثة في تقرير إلى مجلس الأمن في وقت سابق هذا الشهر وأعلن اليوم (الثلثاء): «تؤكد بعثة تقصي الحقائق أن المرأتين الضحيتين اللتين ذكرت التقارير أنهما أصيبتا في الحادث، في أم حوش في حلب 16 أيلول 2016 تعرضتا لخردل الكبريت».
وزار فريق من المحققين الروس الموقع بعد شهرين من الهجوم المزعوم. وفحصت البعثة قذيفة «مورتر» قيل أنها على صلة بالهجوم، وجمعها الفريق الروسي وسلمها للحكومة السورية. وقال التقرير «بدعم من نتائج تحاليل معملية، توصلت بعثة تقصي الحقائق إلى أن قذيفة المورتر هي ذخيرة تحتوي على خردل الكبريت». والبعثة موكلة فقط بتحديد ما إذا كانت أي أسلحة كيماوية استخدمت في هجمات بسورية.
وقد يدرس بعد ذلك تحقيق مشترك تجريه الأمم المتحدة والمنظمة الحادث لتحديد المسؤول عنه. وتوصل هذا الفريق بالفعل إلى أن قوات الحكومة السورية مسؤولة عن ثلاث هجمات بغاز «الكلور» في 2014 و2015، وأن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) استخدم «خردل الكبريت».
وقامت البعثة بالتحقيق أيضاً في هجوم بالغاز الشهر الماضي في سورية، أودى بحياة عشرات الأشخاص ودفع الولايات المتحدة إلى تنفيذ ضربات صاروخية على قاعدة جوية سورية. وقالت المنظمة، إن «غاز السارين أو مادة تشبهه استخدم في الهجوم».
وتتهم قوى غربية قوات الحكومة السورية بالمسؤولية عن الهجوم الذي وقع على منطقة في شمال سورية تسيطر عليها المعارضة، فيما تنفي الحكومة السورية ذلك.
واشنطن تبلغ أردوغان دعم مبادرة لحل سياسي في سورية
لندن، واشنطن، نيويورك، أنقرة، جنيف، بيروت – «الحياة»، رويترز
أعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب في مؤتمر صحافي عقده في البيت الابيض بعد محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان «دعم تركيا في حربها على «داعش» وحزب العمال الكردستاني. وشدد الرئيس التركي بدوره على أنه لن يكون هناك وجود للمنظمات الارهابية في المنطقة. وأكد أردوغان أن «استخدام» الولايات المتحدة وحدات حماية الشعب الكردية في المنطقة يتعارض مع الاتفاقات الموقعة مع الولايات المتحدة و«لن يكون مقبولا على الاطلاق». وأكد الرئيس الاميركي بدوره دعم أي مبادرة لخفض أعمال العنف في سورية للوصول الى حل سياسي للأزمة. وشدد الرئيس الاميركي على أنه أعطى تعليماته لتزيد تركية اسلحة ومعدات طلبتها بـ «سرعة» للمساعدة في حملتها على الارهاب.
وانطلقت أمس جولة جديدة من مفاوضات جنيف بين وفدي الحكومة السورية والمعارضة بحضور مسؤول روسي رفيع المستوى سعى إلى توسيع مروحة لقاءاته لتشمل أطراف المعارضة، بمن فيها وفد «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارِضة الذي ركز أمس على الانتقال السياسي.
وأعرب رئيس وفد «الهيئة العليا» المعارضة نصر الحريري، عن أمله في أن يطرح المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا خلال الجولة السادسة من مفاوضات جنيف التي بدأت أمس، «خطة عملانية أكثر، تسهّل عملية الانتقال والحل السياسي». وقالت مصادر معارضة إن الوفد سيقدم ورقة حول الانتقال السياسي وهيئة الحكم الانتقالي والدستور، فضلاً عن وثائق تتعلق بالملفات الإنسانية. وقال الحريري إن «مفتاح الحل والنجاح لمحادثات جنيف مرتبط بتحقيق الانتقال السياسي في سورية، وتشكيل حكم انتقالي بكامل الصلاحيات بحيث لا يكون لبشار الأسد ونظامه أيّ دور مستقبلي خلال المرحلة الانتقالية. جئنا إلى جنيف من أجل الانخراط بالعملية التي توصل إلى الحل السياسي، وصراحة هذا الذي يخيف المجرم بشار الأسد من الانخراط بهذه العملية، ونحن نؤكد انخراطنا الجادّ والفعال بأجندة الأمم المتحدة ومبعوثها الدولي».
ويشارك في المفاوضات غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي، الذي التقى أمس دي ميستورا على أن يلتقي اليوم وفد «الهيئة العليا».
وإذ رحَّب الحريري بتصريحات وزارة الخارجية الأميركية الأخيرة، والتي تتحدث عن الانتهاكات التي ارتكبها النظام في سجن صيدنايا، وارتكابه محرقة جماعية بحق المعتقلين الذين قُتلوا تحت التعذيب. نفت دمشق تصريحات واشنطن، في حين دعت المسؤولة الأوروبية للسياسة الخارجية فيديريكا موغيريني إلى ضرورة محاسبة كل من ارتكب جرائم حرب في سورية.
ميدانياً، حققت «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة بقوات خاصة أميركية تقدماً جديداً أمس في محافظة الرقة، وباتت على أبواب مدينة الرقة عاصمة «داعش» المفترضة في سورية. وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، إلى استمرار الاشتباكات بين قوات عملية «غضب الفرات» («قوات سورية الديموقراطية» و «قوات النخبة السورية») من جهة، وعناصر تنظيم «داعش» من جهة أخرى، في محافظة الرقة، موضحاً أنها تتركز في الريفين الشرقي والشمالي الغربي لمدينة الرقة، مركز المحافظة. وأكد أن قوات «غضب الفرات»، بدعم من جنود أميركيين وبغطاء من طائرات التحالف، «تمكنت من تحقيق تقدم في المنطقة والسيطرة على قريتين جديدتين ومزرعتين بالقرب منهما في الريف الشمالي الغربي للرقة.
واستبق رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم لقاء الرئيسين ترامب وأردوغان في البيت الأبيض مساء أمس، بهجوم جديد على خطط الإدارة الأميركية لتسليح «وحدات حماية الشعب» الكردية- السورية، وقال لأعضاء حزب «العدالة والتنمية» الحاكم إن تعاون الولايات المتحدة مع الأكراد «ليس شيئاً مقبولاً» من تركيا.
وفي نيويورك أبلغت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية مجلس الأمن أنها توصلت الى تأكيد رواية الحكومة السورية بأن امرأتين أصيبتا بغاز الخردل الكبريتي في قرية أم حوش العام الماضي جراء قصف من مناطق المعارضة، لكن البعثة طالبت بالوصول الى موقع الحادث لإثبات أن الإصابة نتجت عن قصف وقع بالفعل، وللتحقق من البيانات الطبية وإجراء مقابلات مع الشهود.
وقدمت المنظمة تقريراً الى مجلس الأمن عن خلاصة تحقيق أجرته بعثة تقصي الحقائق التابعة لها حول حادثة قالت السلطات السورية إنها وقعت في قرية أم حوش في حلب في ١٦ أيلول (سبتمبر) العام الماضي، ولم تتمكن البعثة من زيارة موقعها حتى الآن.
وأشار التقرير الى أن المعاينة الطبية للمصابتين أثبتت أنهما تعرضتا لإصابة بغاز الخردل الكبريتي، لكن البعثة لم تتمكن من إثبات أن الإصابة نتجت عما قالت الحكومة السورية إنه قصف بأسلحة كيماوية تعرضت له قرية أم حوش في ذلك التاريخ.
وأكدت البعثة أنها تحتاج لإثبات هذا الارتباط من خلال القيام بزيارة الى موقع الحادث، ومعاينته ميدانياً، وإجراء مقابلات مع شهود ومصابين آخرين، ومع العاملين الطبيين في مستشفى عفرين الذين عالجوا المصابتين، والاطلاع على بيانات المستشفى وسجل المرضى.
ولا يزال مجلس الأمن ينتظر تقريراً آخر لبعثة تقصي الحقائق حول هجوم خان شيخون الكيماوي الذي وقع مطلع الشهر الماضي، وقالت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أن غاز السارين استخدم فيه وأودى بنحو مئة ضحية.
وبعد تسلم مجلس الأمن تقرير البعثة عن حادثة خان شيخون، سيُحال التقرير الى لجنة التحقيق الدولية المشتركة التي أوكل مجلس الأمن إليها مهمة تحديد الجهات المسؤولة عن استخدام هذه الأسلحة لكي تبدأ تحقيقاتها في شأنه.
في جانب آخر، اتهمت الحكومة السورية الأمانة العامة للأمم المتحدة «بمواصلة تجاهل الأسباب الحقيقية لمعاناة السوريين وفي مقدمها الإرهاب والعقوبات الأميركية الأوروبية المفروضة على الشعب السوري».
وجاء هذا الاتهام في رسالة سلمتها البعثة السورية في الأمم المتحدة الى الأمانة العامة ومجلس الأمن رداً على تقرير الأمين العام أنطونيو غوتيريش الأخير حول الوضع الإنساني في سورية، الذي حمل فيه القوات الحكومية مسؤولية استهداف المدنيين وعرقلة وصول المساعدات إليهم.
مصدر عسكري أردني ينفي وقوع انفجار في مخيم للنازحين السوريين
عمان- بيروت- رويترز- نفي مصدر عسكري أردني وقوع انفجار في مخيم للنازحين السوريين قرب الحدود مع الأردن الأربعاء بعدما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن انفجارا وقع هناك.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قنبلة صغيرة انفجرت في سيارة بمخيم الركبان دون سقوط قتلى كما أورد النبأ عضو في جماعة جيش أحرار العشائر ومقاتل آخر.
لكن المصدر العسكري الأردني قال لرويترز “معلوماتنا هي أنه لم يقع انفجار في مخيم الركبان”. ونفى عضو آخر في جيش أحرار العشائر وقوع انفجار.
ولم يرد تفسير فوري لتضارب الأنباء.
وكان تفجير مزدوج بسيارتين ملغومتين في نفس المكان أسفر عن مقتل ستة أشخاص على الأقل يوم الاثنين وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنه.
بوتين “مستعد لتقديم تسجيل” المحادثات بين ترامب ولافروف
موسكو – أ ف ب – أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاربعاء، انه مستعد لتقديم تسجيل المحادثات بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والرئيس الامريكي دونالد ترامب المتهم بتقاسم معلومات سرية للغاية مع موسكو.
وقال بوتين خلال مؤتمر صحافي “إذا ارتأت الادارة الامريكية ان ذلك امر ممكن، نحن مستعدون أن نقدم تسجيلاً للحوار الذي دار بين لافروف وترامب الى الكونغرس الامريكي ومجلس الشيوخ”.
باريس تطالب بتحقيق دولي حول «محرقة الأسد»… ووزير إسرائيلي يدعو لاغتياله
دي ميستورا سيركز على ملف الدستور الجديد في «جنيف 6» ويلتقي وفدي النظام والمعارضة
عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي» من احمد المصري: أعلنت فرنسا، أمس الثلاثاء، أنها تلقت بـ»قلق ورعب» المعلومات الأمريكية حول الاتهامات لحكومة دمشق بحرق جثامين معتقلين في أحد سجون هذا البلد، مطالبة بـ»فتح تحقيق دولي في أقرب وقت ممكن».
واعتبر المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، رومان نادال، أمس، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية، أن الاتهامات الأمريكية تعتبر في «منتهى الخطورة».
وأضاف أن النظام السوري «يجر وراءه رصيدا ثقيلا من الرعب»، لافتا إلى أن بلاده «تطالب بفتح تحقيق دولي حول سجن صيدنايا السوري في أقرب وقت ممكن».
كما طالب «حلفاء النظام السوري، وخصوصا روسيا، باستخدام نفوذها على دمشق» للسماح بدخول اللجنة الدولية لتقصي الحقائق واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
من جانبه أكد المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستافان دوجاريك بأن مبدأ المحاسبة على الجرائم المرتكبة في سوريا «في غاية الأهمية والحساسية»، وذلك في تعليقه على ما أكده القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، ستيوارت جونز، بأن نظام الأسد يحرق جثث المعتقلين السوريين في سجن صيدنايا شمالي سوريا بهدف إخفائهم.
وقال خلال مؤتمر صحافي عقده في نيويورك، إن «الأمم المتحدة تلقت مرارا وتكرارا تقارير مروعة عن وقوع فظائع في سوريا خلال السنوات الست أو الخمس الماضية، وهو ما يجعل مبدأ المحاسبة في غاية الأهمية والحساسية». وتابع «لقد وضعت الجمعية العامة للأمم المتحدة آلية للمحاسبة على الجرائم المرتكبة في سوريا وظهور مثل ذلك التقرير يؤكد الحاجة لضرورة جلوس جميع الأطراف إلى طاولة التفاوض للتوصل إلى حل سلمي للأزمة».
ودعا وزير إسرائيلي، أمس الثلاثاء، إلى اغتيال الرئيس السوري بشار الأسد. وقال وزير البناء والإسكان، يؤاف غالانت، خلال حديثه في مؤتمر عقد في مدينة القدس المحتلة:» باعتقادي، لقد حان الوقت لاغتيال الأسد، الأمر بهذه البساطة».
ونقل موقع «تايمز أوف إسرائيل»، الإخباري المستقل، عن غالانت قوله: «لا مكان له (الأسد) في هذا العالم».
وتابع غالانت وهو ضابط إسرائيلي متقاعد «واقع الحال في سوريا هو أنهم يعدمون الناس، ويستخدمون الأسلحة الكيميائية في هجمات مباشرة ضدهم، والتطرف الأخير كان إحراق جثثهم، وهو أمر لم نره منذ 70 عاما»، في إشارة إلى «المحرقة النازية».
وأشار غالانت إلى أن أفعال الأسد في سوريا تصل إلى حد «الإبادة الجماعية حيث تم قتل مئات الآلاف».
وقال إن اغتيال الأسد سيكون بمثابة «قطع ذيل الثعبان»، مضيفا «بعد ذلك ينبغي التفرغ للرأس وهو طهران (العاصمة الإيرانية)».
من جهة أخرى انطلقت أمس الثلاثاء، في مدينة جنيف السويسرية، اجتماعات مؤتمر «جنيف 6»، الذي تشارك فيه أطراف الصراع في سوريا. واجتمع المبعوث الدولي بوفدي المعارضة والنظام كل على حدة، فيما قالت مصادر أممية لـ»القدس العربي» إن المبعوث الدولي سيركز في هذه الجولة من المفاوضات على طرح ملف الدستور الجديد للنقاش.
وأعرب رئيس وفد المعارضة نصر الحريري، عن أمله في أن تطرح الأمم المتحدة هذه المرة «خطة عملية أكثر، تسهّل عملية الانتقال والحل السياسي».
ورحّب الحريري، خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر إقامة وفد المعارضة في جنيف، بأن «تكون المفاوضات عملية ومنتجة، إلا أنه ليس لدينا حتى الآن تصور عن طبيعة هذه المفاوضات».
وحسب مصادر في المعارضة السورية، فإن وفدها سيقدم للمبعوث الأممي خلال هذه الجولة رؤية الهيئة العليا للمفاوضات حول الانتقال السياسي، وهيئة الحكم الانتقالي، والدستور، فضلا عن وثائق تتعلق بالملفات الإنسانية.
ووجهت إحدى الصحافيات العاملات في وسائل إعلام موالية للنظام السوري، أمس، كلمات مسيئة وشتائم بحق وفد المعارضة السورية، عند وصوله إلى المقر الأممي في جنيف، من أجل لقاء مع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، ضمن مفاوضات جنيف6.
ولدى دخول وفد المعارضة إلى لقاء المبعوث الأممي المقرر بعد ظهر أمس، وصل رئيس الوفد نصر الحريري أولا، فحاولت الصحافية والمذيعة في قناة «الإخبارية» السورية التابعة للنظام ربى الحجلي، توجيه سؤال له، وخاطبته لاحقا «تواصوا بالعمالة والإرهاب».
وبعد دقائق وصل بقية أعضاء وفد المعارضة، فبادرت الصحافية إلى توجيه السباب والشتائم والإهانات للوفد، مخاطبة إياهم بالقول: «أقبح ما عندكم أظهروه» ووصفتهم بـ»المجرمين».
وعند مواصلة أعضاء الوفد الدخول واستخدامهم الأدراج للوصول إلى قاعة المفاوضات في المكان المخصص للصحافيين، واصلت صراخها بالقول «مجرمين ببدلات عسكرية»، وأمطرتهم بألفاظ نابية.
وتقدم وفد المعارضة بشكوى رسمية إلى المكتب الإعلامي في الأمم المتحدة، للمطالبة بطرد هذه الصحافية من مقر الأمم المتحدة، وعدم السماح لها بالتغطية نتيجة لسلوكها غير اللائق الذي يتنافى مع أخلاقيات العمل الصحافي، وهو ما تم حيث اتخذ قرار الطرد المكتب الإعلامي للأمم المتحدة.
النزاع المسلح لفصائل المعارضة السورية في غوطة دمشق يهدد بتقسيمها حسب النفوذ
هبة محمد
دمشق ـ «القدس العربي»: يرى مراقبون للشأن السوري أن معارك الإلغاء التي سببتها النزاعات الأخيرة وحالة الاقتتال المستمر بين فصائل المعارضة السورية في غوطة دمشق الشرقية، تعتبر الأكثر خطراً على السوريين وخاصة المحاصرين داخلها، حيث بدأت هذه الصراعات بفرز نتائجها على المدنيين بتقسيم مدنهم وبلداتهم الصغيرة إلى قطاعات بناء على مناطق نفوذ الفصائل، ويتجسد ذلك في الغوطة الشرقية على تخوم العاصمة دمشق، بالتزامن مع التهديد الأكبر والذي يتمثل بتفريغ كامل محيط دمشق من فصائل الثوار.
وحسب مصادر أهلية فإن جميع المساعي الرامية لإيجاد حل توافقي بين «جيش الإسلام» و«فيلق الرحمن» و»جبهة فتح الشام» وإنهاء الاقتتال والخلافات الحادة، قد باءت جميعها بالفشل، أو هي كذلك حتى الساعة على أقل تقدير، فيما لا تزال جميع التشكيلات المتناحرة متشبثة بقرارها ويسيطر عليها «داء الفصائلية».
وقال الناشط الإعلامي أنس الشامي من الغوطة الشرقية لـ»القدس العربي» خلال اتصال هاتفي «الغوطة الشرقية أمام تهديد كبير لا تستوعبه أي من الفصائل المقتتلة، وأن تقسيم الغوطة حسب مناطق النفوذ قد اقترب فعلياً من واقع التنفيذ، وتم تطبيق أجزاء منه على مدينة دوما، فيما يعيش الأهالي تحت رحمة رصاص شبان أولادهم وحبر البيانات، تتقاسم جبهة فتح الشام» وفيلق الرحمن مناطق زملكا وكفر بطنا وعين ترما وأجزاء من عربين ومزارع حمورية والأشعري بينما بات جيش الإسلام يفرض سيطرته داخل مدينة دوما وعلى بلدات الريحان والشيفونية وأوتايا والنشابية، فيما أسفر الاقتتال السابق خلال عام 2016، بين «فيلق الرحمن وجيش الإسلام عن سقوط القطاع الجنوبي الذي يعتبر السلة الغذائية للغوطة الشرقية، ونزوح 2800 عائلة».
وأضاف «جيش الإسلام ما زال مصراً على استئصال جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) من الغوطة الشرقية بشكل كامل، ويعتبرها الوجه الآخر لتنظيم الدولة، أما فيلق الرحمن، فهو يريد إنهاء جيش الإسلام» أو تحجيمه على أقل تقدير داخل معقله الرئيسي في مدينة دوما، أما «جبهة فتح الشام «النصرة» فإنها حسب المصادر، تشارك فيلق الرحمن مشروعه الرامي لإنهاء جيش الإسلام، وفي الوقت نفسه فهي تستثمر فيلق الرحمن لتنفيذ مشروعها «نظراً للأهداف الموحدة بينهما».
ورأى الناشط صهيب الشيخ من محاصري مدينة دوما أن «فيلق الرحمن في الأيام القليلة الماضية كشف عن أنيابه، فاعتقل أطباء وحاصر مدينة «دوما»، التي تعتبر معقل جيش الإسلام، في سياسة واضحة يريد من خلالها حشر جيش الإسلام ضمن منطقته فقط، واقتطاع بقية المناطق التي ما زالت خاضعة لسيطرة المعارضة ما بين الفيلق وجبهة فتح الشام، وهذا يعني أن الغوطة الشرقية قد بدأت تعيش الانقسام الجغرافي، كلاً حسب المناطق التي ينتشر فيها، والحاضنة التي تؤيده». كما نوه إلى «ان الغوطة شهدت تحولاً جديداً في دائرة الصراع بين الفصائل المتناحرة، فقط بات هنالك معبر بين مدينة دوما والقطاعات التي يسيطر عليها فيلق الرحمن وجبهة فتح الشام، وهذا المعبر دخلت عبره بعض المواد الغذائية بأسعار خيالية، لم تعرفها الغوطة من قبل رغم أنها محاصرة بشكل كامل من قبل النظام السوري والميليشيات الموالية له من الأطراف كافة».
كما رأى صهيب أن «أخطر عامل داخلي يواجه الغوطة اليوم، ليس الاقتتال الفصائلي أو تقسيم الغوطة حسب مناطق النفوذ فحسب، بل الخطير في الأمر هو انقسام الحاضنة الشعبية، وأهالي ريف دمشق المحاصرين، حسب التوزع الفصائلي، وضياع البوصلة لدى الغالبية».
الاقتتال الأخير أشار حسب مصادر أهلية إلى أن كل فصيل استخدم الحاضنة لتبرير هجمته على الفصيل الآخر، وكل منهما أنزل مؤيديه إلى الشارع للتنديد ومهاجمة «الأخ الخصم».
المعارضة السورية تبحث “الآلية التشاورية” وتقدم مذكرة خاصة بالمعتقلين
ريان محمد، محمد أمين
تتواصل، اليوم الأربعاء، مباحثات جنيف السورية بجولتها السادسة، لليوم الثاني على التوالي، بمشاركة المعارضة السورية ووفد النظام، حيث تتصدر سلة الدستور وملف المعتقلين جدول أعمالها.
وقالت مصادر مسؤولة من المعارضة السورية، طلبت عدم الكشف عن هويتها، في حديث مع “العربي الجديد”، إنه سيتم “اليوم بحث الآلية التشاورية حول المسألة الدستورية والقانونية، ضمن مجموعات العمل المقترحة، والتي لم نقرر بعد مشاركتنا بها”، لافتةً إلى أن “المعارضة ستقدم للمبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا مذكرة خاصة بالمعتقلين، في حين من المزمع أن يبحث بشكل منفصل في جلسة خاصة وهو ملف حاضر دائماً بكل اللقاءات”.
وأشارت المصادر إلى أن “المبعوث الدولي يعمل على إنجاز اتفاق خاص بالمعتقلين، تكون حاضرة فيه الدول الضامنة لأستانة والأمم المتحدة ودول فاعلة أخرى، في حين طالبت المعارضة بعملية إطلاق سراح كاملة، بداية بالنساء والأطفال من قبل الطرفين، في حين رفضت مسألة التبادل التي طرحها الروس جملة وتفصيلاً”.
وفي السياق ذاته، أكد أحد مستشاري وفد المعارضة السورية المفاوض في جنيف أن لدى الوفد “ملاحظات وأسئلة”، على الوثيقة الذي قدمها الموفد الأممي لوفدي المعارضة والنظام، الثلاثاء، وتنص على إنشاء آلية تشاورية حول المسائل الدستورية والقانونية، يشارك فيها جميع الأطراف.
وقال مستشار الوفد، يحيى العريضي، لـ”العربي الجديد”، إن “هناك جملة من الأسئلة والملاحظات لا بد من الإجابة عنها، وأخذها بعين الاعتبار”، مشيراً إلى أن هذه الأسئلة صيغت في ورقة ستقدم للموفد الأممي دي ميستورا للإجابة عنها، رافضاً الخوض في التفاصيل.
وتنص الوثيقة على إنشاء آلية تشاورية حول المسائل الدستورية والقانونية، يشارك فيها جميع الأطراف، وتستند إلى بيان جنيف (1) الصادر في 30 يونيو/حزيران 2012، وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، التي حددت متطلبات عملية انتقال سياسي متفاوض عليها بهدف حل النزاع.
كما تهدف إلى تقديم الدعم للمباحثات بين طرفي النزاع السوري، من أجل المساعدة على تحقيق تقدم سريع يكون مبنياً على أسس دستورية وقانونية صلبة، ورؤى قانونية محددة، وضمان عدم وجود فراغ دستوري في أي وقت خلال عملية الانتقال السياسي المُتفاوض عليه.
وأشارت الوثيقة إلى أن مكتب المبعوث الأممي سيترأس هذه الآلية، مستعيناً بعدد من الخبراء من المكتب، إضافة إلى إجراء مشاورات منفصلة يجريها المكتب، مع عدد من الخبراء القانونيين تسميهم حكومة النظام والمعارضة السورية.
من جانبه، اعتبر دبلوماسي سوري معارض، بسام العمادي، طرح الموفد الأممي “ألعوبة جديدة” تضاف إلى العوبة السلال الأربع، قائلاً “خرج دي ميستورا بألعوبة جديدة ليزيد في تضليلنا وتضليل الآخرين بوهم تحقيق إنجازات هامة في العملية التفاوضية”.
واعتبر العمادي في منشور له على وسائل التواصل ربط ما سماه الموفد الأممي بـ”إنشاء آلية تشاورية حول المسائل الدستورية والقانونية” بإعلان جنيف لعام 2012، “محاولة لإعطاء شرعية مزعومة لاقتراح خبيث هدفه إدخال الوفد في دوامة جديدة”.
وتتكثف الجهود في الجولة الحالية من جنيف، على الرغم من قصر مدتها، بهدف إحراز تقدم في إقرار الآلية التشاورية في مجموعات العمل حول المسألة الدستورية والقانونية، والتي ستكون عبر مجموعتين، الأولى ستضم وفد التفاوض المعارض ومنصتي موسكو والقاهرة، والأخرى للنظام، حيث يبدو أن هناك شبه توافق دولي، للبدء من مسألة الدستور ليكون مدخلاً لعملية الانتقال السياسي، لما قد يشكله من خرق لحالة الاستعصاء الواقعة حالياً في العملية السياسية، ومن ثم الانتقال إلى السلة الأولى وهي الانتقال السياسي.
استراتيجية الاتحاد الأوروبي بسورية: دعم المعارضة وانتقال شامل للسلطة
عرضت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، أمس الثلاثاء، ملامح استراتيجية الاتحاد لإدارة الأزمة السورية، والتي ترتكز بشكل أساسي على إيجاد حل سياسي، وتقديم الدعم للمعارضة، بهدف “تحقيق انتقال هادف وشامل”.
واعتبرت موغيريني، خلال الجلسة العامة للبرلمان الأوروبي في ستراسبورغ أن دور الاتحاد الأوروبي في سورية هو “الأقوى عندما يتعلق الأمر بالوساطة السياسية، والعمل على إيجاد الحل السياسي للأزمة”.
وشددت المسؤولة الأوروبية، في كلمتها أمام النواب، على ضرورة “السعي إلى إيجاد حل سياسي للنزاع ضمن إطار الأمم المتحدة، ودعم المعارضة -بما في ذلك لجنة التفاوض العليا- لتطوير عملها”.
وقالت إنها (الاستراتيجية) تهدف إلى “تحقيق انتقال هادف وشامل، والعمل على إنقاذ الأرواح، وتعزيز حقوق الإنسان، وتعزيز المجتمع المدني، ودور المرأة، وتعزيز المساءلة عن جرائم الحرب ودعم صمود الشعب السوري”.
وبلهجة حاسمة، أضافت: “غايتنا هي مساعدة الشعب السوري على إنهاء الحرب في بلده”.
وتابعت موغيريني: “رغم انتقادات البعض (لم تحددهم) بأن الاتحاد الأوروبي لاعب أقل قوة في المنطقة، وليس فاعلًا عسكريًا في الأزمة السورية، إلا أن ذلك يجعلنا أقوى في السياق السياسي لمحاولة حل المشكلة والأزمة هناك، عن طريق محاولة إنقاذ حياة كل فرد في سورية، وجلب كل طفل إلى المدرسة، وضمان الحد الأدنى من الظروف المعيشية الأساسية للسوريين”.
وزادت: “الاتحاد الأوروبي لم يشارك في دمار البلد، الا أنه في الوقت نفسه كان بجانب السكان المدنيين، طوال فترة الحرب كأول مانح إنساني للسوريين داخل البلد وخارجه على السواء، لهذا السبب نعتبر دورنا أكبر، رغم الانتقادات”.
وأوضحت موغيريني في ردها على الانتقادات الموجهة للدور الأوروبي بشأن سورية، أن “جوهر استراتيجية الاتحاد الأوروبي لم يرتكز على التدمير، بل اختار مساعدة الناس في حياتهم اليومية، وهو ما يعتبر مساعدة أفضل للسوريين على إعادة بناء مستقبل البلاد”.
وأشارت، إلى أنها تحدثت بمناسبة استئناف المحادثات بين السوريين، الثلاثاء، في جنيف مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة (إلى سورية) ستيفان دي ميستورا، حول الدخول في مضمون المحادثات حول الانتقال السياسي، بما في ذلك الدستور.
وبدأت أمس أولى جولات اجتماعات جنيف 6، بين النظام السوري والمعارضة، وستقدم المعارضة في هذه الجولة رؤية الهيئة العليا للمفاوضات حول الانتقال السياسي، وهيئة الحكم الانتقالي، والدستور، فضلاً عن وثائق تتعلق بالملفات الإنسانية.
(الأناضول)
دي ميستورا يقدّم آلية دستورية جديدة في جنيف
عبد الرحمن خضر
قدّم المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، مساء الثلاثاء، وثيقة خاصة بالمسائل الدستورية والقانونية لوفدي النظام والمعارضة، في الجولة السادسة من محادثات جنيف السورية.
وتنص الوثيقة على إنشاء آلية تشاورية حول المسائل الدستورية والقانونية، يشارك فيها جميع الأطراف، وتستند إلى بيان جنيف 1 في 30 حزيران/يونيو 2012، وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، التي حددت متطلبات عملية انتقال سياسي متفاوض عليها بهدف حل النزاع.
كما تهدف إلى تقديم الدعم للمباحثات بين طرفي النزاع السوري، من أجل المساعدة على تحقيق تقدم سريع يكون مبنياً على أسس دستورية وقانونية صلبة، ورؤى قانونية محددة، وضمان عدم وجود فراغ دستوري في أي وقت خلال عملية الانتقال السياسي المتفاوض عليه.
وأشارت الوثيقة إلى أن مكتب المبعوث الأممي سيترأس هذه الآلية، مستعيناً بعدد من الخبراء من المكتب، إضافة إلى إجراء مشاورات منفصلة يجريها المكتب، مع عدد من الخبراء القانونيين تسميهم الحكومة والمعارضة المشاركة في المباحثات السورية السورية في جنيف.
وأضافت أنّ الآلية ستقوم بدراسة الجوانب الفنية المتعلقة بالمسائل الدستورية والقانونية، كما ستعمل على صياغة عدد من الخيارات وعرضها على الأطراف حول عملية صياغة دستور، وعقد مؤتمر وطني.
وستحدّد الآلية عدداً من البدائل التي تتضمن إيجاد أسس دستورية وقانونية صلبة، لأي اتفاق إطاري يتم التواصل إليه بجنيف، ويكون متضمناً حزمة متكاملة، بما في ذلك ضمان إنشاء حكم شامل ذي مصداقية، وغير قائم على الطائفية وفق القرار الأممي 2254.
وكان المبعوث الأممي قد قدّم الوثيقة لوفدي النظام والمعارضة، في الاجتماع الذي أجراه مع الوفدين كل على حدة، حيث طلبت المعارضة وقتاً للرد عليها.
مراسلة سورية تشتم وفد المعارضة… وتطرد من الأمم المتحدة
عبد الرحمن خضر
طرد رجال الأمن في مقر الأمم المتحدة، في جنيف، مساء أمس الثلاثاء، مراسلة قناة الإخبارية السورية، من مقر التفاوض في جنيف، وسحبت منها تصريح تغطية المفاوضات.
وذكر عضو وفد الهيئة العليا للمفاوضات في جنيف، ومسؤول الدائرة الإعلامية في الائتلاف السوري، أحمد رمضان، على حسابه على موقع “تويتر” أنّ، الأمم المتحدة طردت ربى الحجلي مراسلة قناة الإخبارية التابعة للنظام السوري، بعد صراخها بألفاظ نابية عند دخول وفد المعارضة السورية، مقر التفاوض.
وقال مصدر مطلع في وفد المعارضة بجنيف لـ”العربي الجديد” إنّ “الحجلي بدأت بسب وشتم وفد المعارضة، لدى وصول الوفد إلى مقر الأمم المتحدة، كما كرّرت ذلك أثناء حديث لرئيس الوفد، نصر الحريري”.
وأضاف أنّ “رجال الأمن أخرجوا المراسلة من القاعة” مشيراً إلى أنّه، “تم سحب تصريح التغطية الإعلامية منها، ولن تتمكن من دخول القاعة مرة أخرى”.
وانطلقت أمس الثلاثاء أعمال الجولة السادسة من مفاوضات جنيف الخاصة بالحل السياسي للأزمة السورية، التقى خلالها المبعوث الدولي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا بوفدي النظام السوري والمعارضة في سياق المفاوضات غير المباشرة.
القابون: النظام يطلق سراح ناشطين إعلاميين لتسيير اتفاق التهجير
تعرض مراسل قناة “أورينت” المعارضة يمان السيد ووالده، الثلاثاء، لاعتداء بالضرب من قبل عناصر حركة “أحرار الشام” في مدينة عربين بريف دمشق، والتي شهدت مؤخراً اقتتالاً داخلياً بين فصائل المعارضة المتواجدة فيها.
وقال السيد (27 عام) لـ “رابطة الصحافيين السوريين”، وهي هيئة مستقلة معنية بمراقبة حرية الإعلام والتعبير في سوريا، ، أن “أحرار الشام” التي تتواجد بكثافة في عدة أحياء بمدينة عربين، قامت برفع متاريس على مداخل تلك الأحياء تخوفاً من أي هجوم مرتقب لـ “فيلق الرحمن”، ما أدى إلى عرقلة وصول المدنيين إلى منازلهم.
وبعد ذلك خرجت مظاهرة تطالب “أحرار الشام” بتحييد المناطق السكانية المكتظة بالمدنيين عن الاقتتال الداخلي، وأبدى المدنيون استعدادهم لتحمل ويلات القصف في حال كان هناك أي عمليات عسكرية ضد قوات النظام السوري، معبرين عن رفضهم للاقتتال الداخلي.
وحصل الاعتداء على السيد خلال مشاركته في المظاهرة، حيث فوجئ بضرب أحد عناصر “أحرار الشام” لوالده بأخمص البندقية، ولدى تدخله لحماية والده وسؤال العنصر عن سبب الضرب قام الأخير بصفع السيد على وجهه، ووصفه بأنه “إعلامي الدولار”، مشيراً إلى أن المدنيين عبروا عن غضبهم لهذا الاعتداء.
يذكر أن عدداً من الإعلاميين والناشطين تعرضوا لانتهاكات مختلفة جراء الاقتتال الداخلي بين فصائل المعارضة في غوطة دمشق الشرقية، كان آخرها مقتل الناشط الإعلامي فراس منور في وقت سابق من الشهر الجاري، إثر إصابته برصاصة طائشة في أحد أحياء مدينة زملكا.
في سياق منفصل، أطلقت قوات النظام السوري، سراح الناشطين الإعلاميين محمد معاذ وعبدالله محمد، بعد مصادرة معداتهم وتعرضهما للضرب والشتم والتهديد بالقتل، إثر اعتقالهما لعدة ساعات من حي القابون بدمشق أثناء ذهابهما إلى مركز تجمع المقاتلين وعائلاتهم الذين تم تهجيرهم قسرياً باتجاه محافظة إدلب، الأحد الماضي.
ويعمل الناشطان بشكل مستقل، ويقومان بإعداد تقارير إعلامية لعدد من القنوات التلفزيونية والمواقع الإخبارية.
ونقلت “رابطة الصحافيين السوريين” الأربعاء، عن محمد (24 عاماً)، أن نقطة تفتيش تابعة لعناصر النظام السوري اعترضت طريقه مع زميله معاذ في تمام الساعة العاشرة والنصف من صباح الأحد الماضي، خلال توجههما إلى مركز تجمع المقاتلين وعوائلهم للخروج من حي القابون باتجاه الشمال السوري، وعند رؤية العناصر للكاميرات والمعدات الإعلامية التي بحوزتهما، استدعوا ضابطاً برتبة رائد يتبع للمخابرات الجوية، والذي بدوره أخبرهما بأنه سيصادر جميع المعدات، والتي تتضمن آلات للتصوير والاتصال بالإنترنت والعرض السينمائي.
وأضاف محمد، أنه بعد اعتراضهما على كلام الرائد، وإخبارهما لجنة التفاوض بالأمر، تم أخذهما الى مبنى شركة “سيرونيكس” التابع لقوات النظام على أطراف حي القابون، حيث تم استجوابهما، مشيراً إلى أنهما امتنعا عن تقديم أي إجابات خوفاً على حياتهما. ليصدر الضابط هناك أمراً لعناصره بتوقيفهما، حيث قام العناصر برفع قميصيهما لأعلى رأسيهما لمنعهما من رؤية ما يجري وقاموا بتكبيلهما ووضعهما بسيارة، ومن ثم انهالوا عليهما بالضرب وبدأوا بشتمهما بأقبح العبارات، إضافةً إلى تهديداتهم بتصفيتهما.
في أعقاب ذلك، تم نقل الناشطين إلى فرع المخابرات الجوية بدمشق واستجوابهما، وتم وضعهما في الزنزانة قبل أن يطلق سراحهما لاحقاً، بسبب مطالبة لجنة التفاوض في القابون بهما وتهديدها بعرقلة عملية التهجير في حال عدم الاستجابة لهذا الطلب. علماً أنه تم إجبارهما على وضع بصماتهما على أوراق لا يعلمان محتواها، مع تهديدات بعدم المطالبة بالمعدات المصادرة.
جنيف 6: آلية تشاورية لدعم المفاوضات
انطلقت الثلاثاء الجولة السادسة من مفاوضات جنيف، بين وفدي النظام والمعارضة، بحضور نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، الذي التقى المبعودث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، الثلاثاء، على أن يلتقي وفد “الهيئة العليا” الأربعاء.
فريق المبعوث الدولي طوّر “آلية تشاورية” بشأن المسائل الدستورية والقانونية، كشفتها وثيقة سلمها دي ميستورا، للأطراف المشاركة في مفاوضات “جنيف 6”. وتستند هذه الآلية إلى بيان “جنيف 1” في 30 حزيران/يونيو 2012، وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، والتي “حددت متطلبات عملية انتقال سياسي متفاوض عليها بهدف حل النزاع”.
وعرض دي ميستورا المقترح على وفدي النظام والمعارضة، وطلب وفد المعارضة وقتاً للرد عليها، ما دفع المبعوث الدولي للقاء الوفدين كل على حدة.
وتشير الوثيقة إلى أن الهدف من الآلية هو “تقديم الدعم للمباحثات السورية-السورية، بهدف المساعدة على تحقيق تقدم سريع يكون مبنياً على أسس دستورية وقانونية صلبة، ورؤى قانونية محددة، وكذلك ضمان عدم وجود فراغ دستوري في أي وقت خلال عملية الانتقال السياسي المتفاوض عليه”. وركزت الوثيقة على موضوع الانتقال السياسي، إذ “ستقوم الآلية بدراسة الجوانب الفنية المتعلقة بالمسائل الدستورية والقانونية التي ستحتاج الأطراف السورية إلى النظر فيها وحلها، لدى تقديم مقترحات أو مواقف خلال الجلسات الرسمية”.
الآلية بحسب الوثيقة سيترأسها مكتب المبعوث الأممي “مستعينا بعدد من الخبراء من المكتب، وتشمل الآلية مشاورات منفصلة يجربها مكتب المبعوث الخاص، مع عدد من الخبراء القانونيين تسميهم الحكومة والمعارضة المشاركة في المباحثات السورية السورية في جنيف”.
كما ستعمل الآلية التشاورية على “صياغة عدد من الخيارات للعرض على الأطراف حول عملية صياغة دستور، وعقد مؤتمر وطني، وكذلك تحديد عدد من البدائل التي تتضمن إيجاد أسس دستورية وقانونية صلبة، لأي اتفاق إطاري يتم التواصل إليه بجنيف، ويكون متضمناً حزمة متكاملة، بما في ذلك ضمان إنشاء حكم شامل وذا مصداقية، وغير قائم على الطائفية وفق القرار الأممي 2254”.
ويلتقي وفد المعارضة السورية الأربعاء مع دي ميستورا، ومن المنتظر أن يتم خلال هذا اللقاء، تقديم الرد الأولي على هذه الورقة التي تسلمها وفد المعارضة، خلال جلسة الثلاثاء. وما زالت النقاشات تدور بين أعضاء وفد المعارضة لتقييم ورقة دي ميستورا، التي وصفها أحد أعضاء الوفد بأنها معقدة وتحتاج إلى الكثير من الدراسة.
كما تتناول نقاشات وفد المعارضة قضية التوازي، إذ تُصر المعارضة على توازي نقاش قضايا المفاوضات المتعلقة بالحكم الانتقالي والمبادئ الدستورية التي تحكم العملية الانتقالية، فضلاً عن الانتخابات وإجراءات بناء الثقة التي تتضمن إطلاق سراح المعتقلين خاصة. كما يعكف وفد المعارضة على إعداد ورقتين؛ الأولى تتعلق بملف المعتقلين، خاصة بعد تقارير وزارة الخارجية الأميركية بشأن المجازر المرتكبة في سجن صيدنايا، وعدم وصول المساعدات للمناطق المحاصرة، في حين تتعلق الورقة الثانية برفض أي دور لإيران في الملف السوري.
المفاوضات التي بدأت الثلاثاء من المقرر أن تستمر لأربعة أيام، وستكون بحسب دي ميستورا “مركزة وحيوية” وستتناول السلال الأربع التي تم بدء بحثها في الجولة الماضية من المفاوضات، والمتعلقة بالحكم والانتخابات والدستور ومكافحة الإرهاب. وقال دي ميستورا إن “الجولة الجديدة من جنيف ستكون مختلفة عن الجولات السابقة لأن هناك جدول أعمال واضحاً”. وأضاف أن “جنيف 6 ستكون مهمة في ظل مذكرة أستانة حول مناطق تخفيف التصعيد في سوريا”.
وتعهد وفد “الهيئة العليا للمفاوضات” بعدم مغادرة الجولة السادسة من مباحثات السلام غير المباشرة مع النظام في جنيف. وقال المتحدث باسم “الهيئة” سالم المسلط: “لن نغادر محادثات جنيف طالما نرى أفق حل لشعبنا”، وأشار إلى “جولة مفاوضات قصيرة من 4 أيام لن تحقق شيئا”، مطالباً بـ”مفاوضات مستمرة دون توقف لتحقيق تقدم”.
وبحث الوفد في أول اجتماع عقده بعد ظهر الثلاثاء مع دي ميستورا ملفي الدستور والمعتقلين في سجون النظام. واعتبر وفد المعارضة اتفاقات “المصالحة” و”إخلاء” مناطق المعارضة، بأنها عملية ترحيل إجباري للسكان تلك الأحياء التي كانت تخضع تحت سيطرة المعارضة.
وألقى التقرير الأميركي بشأن محرقة جثث داخل سجن صيدنايا، بظلاله على مفاوضات جنيف، وطالب وفد المعارضة المبعوث الدولي بإدراج تلك المجزرة لمناقشتها ضمن موضوع الإرهاب في جنيف. كما قدمت المعارضة لدي ميستورا وثائق حول الانتقال السياسي وهيئة الحكم الانتقالي، والدستور والملفات الإنسانية.
وكان رئيس وفد “الهيئة العليا” نصر الحريري، قد أعرب عن أمله في أن يطرح المبعوث الدولي خلال الجولة السادسة من مفاوضات جنيف، “خطة عملانية أكثر، تسهّل عملية الانتقال والحل السياسي”. وقال الحريري إن “مفتاح الحل والنجاح لمحادثات جنيف مرتبط بتحقيق الانتقال السياسي في سوريا، وتشكيل حكم انتقالي بكامل الصلاحيات بحيث لا يكون لبشار الأسد ونظامه أيّ دور مستقبلي خلال المرحلة الانتقالية. جئنا إلى جنيف من أجل الانخراط بالعملية التي توصل إلى الحل السياسي، وصراحة هذا الذي يخيف المجرم بشار الأسد من الانخراط بهذه العملية، ونحن نؤكد انخراطنا الجادّ والفعال بأجندة الأمم المتحدة ومبعوثها الدولي”.
وأضاف الحريري: “ننظر لأستانة وجنيف كعمليتين مكملتين لبعضهما البعض”، موضحاً أن “أستانة تركز على ما يمكن عمله في وقف إطلاق النار، وجنيف تركز على تنفيذ جوهر قرارات الأمم المتحدة حول الانتقال السياسي”.
اسرائيل قلقة على إختراقاتها التجسسية ل”داعش“
تلتزم اسرائيل الرسمية صمتاً حيال قضية كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب معلوماتها الاستخباراتية الحساسة أمام وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، وسط تقارير إعلامية تشير إلى تخوّف اسرائيلي على مصير جاسوس زرعته في صفوف “داعش”، وهو مصدر المعلومات التي تحدثت عن تخطيط “داعش” لتفجير طائرة ركاب متجهة إلى الولايات المتحدة عبر حواسيب الكترونية ملغومة.
وتكتفي جميع التصريحات الصادرة من تل أبيب بالتأكيد على عمق العلاقات الأمنية والاستخباراتية مع الولايات المتحدة، إذ أشاد وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان بالعلاقات الأمنية الإسرائيلية-الأميريكية، قائلاً إنها “عميقة، كبيرة، وغير مسبوقة في حجمها”.
وكان السفير الإسرائيلي لدى واشنطن رون دريمير قد أكد على “ثقة اسرائيل الكاملة في ما يتعلق بعلاقات التعاون الإستخباراتي مع الجانب الأميركي”.
لكن مصادر أكدت وجود تخوف وانزعاج اسرائيلي من مغبة كشف ترامب لمعلومة استخباراتية عن “داعش” لضيفه الروسي، ليس انطلاقاً من ماهيتها وطبيعتها، ولكن من مُنطلق أن كشفها بهذا السياق وهذه الطريقة حساس جداً بالنسبة لمصدر المعلومة، من شأنه أن يضرّ بالتكتيك الذي جعل اسرائيل تعتقد بأنها المتميزة وصاحبة المعلومة الإستخبارية الحصرية والوحيدة على مستوى الشرق الأوسط والعالم.
وأضافت المصادر أن الوسيلة ليست بالضرورة معتمدة على عميل أو جاسوس اسرائيلي مزروع في “داعش”، بل هناك نهج آخر لا يقل أهمية، وهو عن طريقة منظومة الاتصالات والرصد التي كانت اسرائيل تتبع من خلالها ما يدور بين قيادات الصف الأول والثاني في التنظيم، إذ إن هذه المعلومة كان يعلم بها عدد ضئيل من قيادات التنظيم في سوريا، الأمر الذي سيجعل “داعش” تأخذ احتياطاتها وتغير أسلوبها في التواصل في ما بينها لتلافي الإختراق سواء بتغيير طريقة تواصلها سواء عبر برنامج معين للإتصال، أو باكتشاف أمر العميل إذا كان كذلك.
وعلمت “المدن” من مصادر مطلعة أن المعلومة الأمنية الإستباقية- نظراً لحساسيتها وأهميتها- قام بنقلها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتنياهو شخصياً إلى ترامب، وليس عبر منظومة التواصل اليومي بين الأمنيين الإسرائيليين ونظرائهم الأميركيين، ارتباطاً بالأسلوب المتبع في مثل هذه الحالة في اسرائيل “فالمعلومة ذات الأهمية الكبيرة والحساسة كثيراً تُنقل على أعلى مستوى سياسي اسرائيلي إلى نظيره الأميركي”.
إلى ذلك، نقلت شبكة “إي.بي.سي” الأميركية عن مسؤولين كبار في الاستخبارات الأميركية تأكيدهم أن ترامب هدّد حياة عميل اسرائيلي مزروع في صفوف “داعش”، وأن المعلومات كانت “موثوقة للغاية” ودفعت بالإدارة الأميركية للإعلان عن حظر صعود الحواسيب اللوحية إلى الطائرات القادمة من بلدان في الشرق الأوسط.
ونقل موقع “بازفيد” الأميركي عن ضابط في الاستخبارات الإسرائيلية قوله إن لدى اسرائيل مخاوف على منظومتها التجسسية، وانتقد تصرّف ترامب قائلاً إن “هناك تفاهمات خاصة بكل ما يتعلق التنسيق والتعاون الأمني، إلا أن نقل معلومات سرية لطرف ثالث دون تنسيق مسبق، يثير مخاوف لدينا”.
ولم يستبعد “بازفيد” أن يستغلّ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو هذا الموضوع للضغط على ترامب لتحقيق إنجازات سياسية ودبلوماسية. ويزور ترامب اسرائيل والأراضي الفلسطينية هذا الاسبوع، ومن المقرر أن يجتمع مع نتنياهو الإثنين، وأن يتوجّه بعد ذلك إلى مدينة بيت لحم في الضفة الغربية للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
في هذا السياق، كشف السفير الأميركي الجديد في إسرائيل ديفيد فريدمان، الثلاثاء، أن ترامب لن يحمل معه خطة سلام، خلال زيارته المرتقبة. وقال فريدمان، الذي تسلم الإثنين مهامه الرسمية، إن ترامب سيصل إلى إسرائيل من دون “خطة دبلوماسية محددة أو خريطة طريق”.
وصرّح فريدمان لصحيفة “إسرائيل اليوم”، بأن ترامب يريد أولاً رؤية الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي “يجلسان سوياً وأن يتحدثا من دون شروط مسبقة”، مضيفاً أن مواقف ترامب من الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، “مختلفة تماماً” عن مواقف الرئيس السابق باراك أوباما.
وقال فريدمان إن ترامب لا يرى المستوطنات عقبة في طريق السلام، ولم يقل إنه معني بتجميد الاستيطان، بل “إنما قال إنه معني بالتوصل إلى تفاهم مع الحكومة الإسرائيلية حول كيفية التعامل مع الاستيطان، واعتقد أن الظروف مختلفة كلياً”.
وأضاف السفير الأميركي بأنه ينبغي على الأطراف نفسها “أن ترغب بالتوصل إلى اتفاق، وليس رئيس الولايات المتحدة، نحن فقط يمكننا المساعدة ولكن يتعين على الأطراف اتخاذ القرار، ونحن لن نجبر أحداً على فعل ما لا يريد”.
وحول نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، أشار فريدمان إلى أن ترامب “يتشاور بهذا الشأن”، مضيفاً أن “وظيفة الرئيس هي الاستماع إلى كل الآراء واتخاذ القرار بشأن ما هو صائب”.
“نيويورك تايمز”: “زلّة”ترامب مصدرها الاستخبارات الاسرائيلية
كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، الثلاثاء، أن المعلومات الاستخباراتية الحساسة التي كشفها الرئيس دونالد ترامب أمام وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، مصدرها الاستخبارات الإسرائيلية.
وبحسب “نيويورك تايمز”، رفضت اسرائيل تأكيد أو نفي أن تكون هي مصدر المعلومات المسرّبة، فيما كشف مسؤولون أميركيون أن الاستخبارات الاسرائيلية كانت قد طلبت من نظيرتها الأميركية بأن “تكون حذرة” حيال هذه المعلومات.
وكانت “واشنطن بوست” قد كشفت، في تقرير الإثنين، أن ترامب أطلع لافروف والسفير الروسي لدى واشنطن خلال زيارتهما البيت الأبيض الأسبوع الماضي، على معلومات “حساسة للغاية” استقتها واشنطن من “استخبارات دولة حليفة”، حول عملية يحضر لها “داعش” باستخدام أجهزة الكمبيوتر المحمولة في الطائرات.
ورجّحت تقارير أن يكون الأردن هو مصدر هذه المعلومات، قبل أن تكشف “نيويورك تايمز”، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، أن المخابرات الإسرائيلية هي المصدر، وأنها لم تعطِ إذناً لواشنطن بمشاركتها مع روسيا.
ونقلت الصحيفة عن السفير الإسرائيلي لدى واشنطن رون دريمير قوله، إن “اسرائيل لديها ثقة تامة في مشاركة معلوماتها المخابراتية مع الولايات المتحدة وتتطلع إلى تعميق هذه العلاقات فى السنوات القادمة تحت قيادة الرئيس ترامب”، الذي سيزور اسرائيل خلال هذا الأسبوع.
يُذكر أن صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية كانت قد كشفت مطلع 2017، أن المخابرات الأميركية إبان عهد الرئيس السابق باراك أوباما، قد نبهت نظيرتها الإسرائيلية الى ضرورة أخذ الحيطة والحذر حين تزويد الإدارة الجديدة، أي إدارة ترامب، بمعلومات سرية، كونها قد تتسرب إلى روسيا، ومن روسيا إلى ايران. واستندت مخاوف المخابرات الأميركية آنذاك إلى الاشتباه بعلاقة فريق ترامب مع روسيا، والتدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية، وهو تحقيق لا يزال جارياً.
ونزل خبر “زلّة لسان” ترامب مثل صاعقة سياسية في واشنطن، وأغضب أطرافاً جمهورية وديموقراطية طالبت ترامب بتوضيح فوري لما جرى.
وفي رده على ما نشر، قال ترامب في تغريدة عبر حسابه في “تويتر” إنه “من حقه المطلق” تبادل معلومات تتعلق “بالإرهاب والأمن الجوي” مع مسؤولين روس، وأوضح أنه قام بذلك “لأسباب إنسانية” ولأنه يريد “أن تكثف روسيا أكثر فأكثر حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية والإرهاب”. وندّد في تغريدة أخرى بـ”التسريبات” التي يقوم بها أشخاص في الاستخبارات، وهو ما ردده مستشار الأمن القومي الأميركي هربرت ريموند ماكماستر، الذي قال في مؤتمر صحافي إنه “لا يمكن بأي حال من الأحوال” أن يكون ترامب قد عرّض “الأمن القومي” الأميركي للخطر، مضيفاً أن أمن الولايات المتحدة “تعرّض للخطر من قبل الذين يخرقون السرية ويقدّمون معلومات الى الصحافة”.
وأكد ماكماستر إن “ما قاله الرئيس كان مناسباً في إطار هذه المحادثة”، مضيفاً أن ترامب “لم يكن أصلاً على علم بالمصدر أو بكيفية الحصول على المعلومة”.
“مجلس شورى أهل العلم في الشام”: البحث عن الذات
عقيل حسين
مقابل هيمنة التيار الأشعري على “المجلس الإسلامي السوري”، يقتصر “شورى أهل العلم” على التيار السلفي تقريباً (انترنت)
البيان الذي أصدره “مجلس شورى أهل العلم في الشام” الأسبوع الماضي، حول دعوة تركيا لفصائل المعارضة السورية إلى تشكيل “جيش وطني”، أعاد “المجلس” إلى الواجهة من جديد بعد غياب طويل. وآخر حضور بارز لهذه المؤسسة، التي تضم مشايخ وعلماء دين من المسلمين السنة المعارضين للنظام في سوريا، ومن بينهم العديد من غير السوريين “المهاجرين”، كان مع الموقف القوي الذي تبناه “المجلس” ضد الهجمات التي شنتها “جبهة فتح الشام” قبل انضوائها في “هيئة تحرير الشام”، ضد فصائل معارضة معتدلة مطلع العام 2017، ما أدى إلى حدوث استقالات عديدة من صفوف “المجلس”.
وهذه الاستقالات لم تكن الأولى خلال مسيرة “مجلس شورى أهل العلم” الذي تم الإعلان عنه في آب/أيلول 2015، إذ شهدت السنة الأولى من تأسيسه استقالات متكررة، كانت تأتي معظمها على إثر مواقف أو فتاوى يصدرها “المجلس” لا تتوافق مع روئ أو توجهات من يستقيل. الأمر الذي كان يكشف باستمرار عن عدم تجانس أعضائه وتبايناتهم الفكرية والسياسية.
ورغم أن مجلس “شورى أهل العلم في الشام” جاء بحسب بيان تشكيله “لتخرج عنه الفتاوى والقرارات بما فيه مصلحة الأمة، بالإضافة إلى ضبط الفتوى، والقضاء على ما يحصل فيها من الفوضى، وأن يكون مرجعاً للفصائل والكتائب في الساحة الشامية”، إلا أنه كان واضحاً ومنذ البداية، أن الغاية الرئيسية من تأسيس هذا التجمع، كانت تشكيل مؤسسة تكون بديلة، أو على الأقل منافسة “للمجلس الإسلامي السوري”.
فمقابل “المجلس الإسلامي” الموجود في الخارج، فإن جميع أعضاء “مجلس أهل العلم” من العاملين في الداخل، وذلك بحسب ما ركزت عليه، بشكل مباشر أو غير مباشر، الحملات الترويجية التي نشطت لصالح المؤسسة الجديدة، على الأرض، وفي وسائل التواصل الاجتماعي وقتها.
وبحسب هذه الحملات، فإنه مقابل هيمنة التيار الأشعري على “المجلس الإسلامي السوري”، يقتصر”مجلس شورى أهل العلم” في عضويته على التيار السلفي تقريباً.
وفتح “أهل العلم” أبوابه لانضمام كل من يرغب من الدعاة والعلماء والمشايخ العاملين في سوريا، بغض النظر عن جنسيتهم، سواء أكانوا سوريين أو غير سوريين. لكن “الإسلامي السوري” الذي تأسس في نيسان/أبريل 2014، كان يرد باستمرار، بعدم موضوعية هذه المعطيات، إذ أنه وبحسب خريطة الانتشار الجغرافي لأعضائه وبالنظر إلى تنوع انتماءاتهم الفكرية، فإن ما لا يقل عن ثلث هؤلاء الأعضاء هم من العاملين في الداخل السوري، ناهيك عن أنه يضم في عضويته ممثلين عن كافة المدارس والتيارات الإسلامية دون استثناء.
ومع ذلك، فإن “أهل العلم”، وإلى جانب استغلال هذه الصورة النمطية التي لم يتمكن “الإسلامي السوري” حتى الآن من معالجتها، كان بإمكانه أن يستفيد من القصور الكبير الذي يعاني منه “الإسلامي السوري” وعدم الفاعلية والقدرة على التأثير، وضعف أدائه الإداري والفكري والإعلامي. إلا أن “أهل العلم” لم يستطع تحقيق أي انجاز، بل وفشل في المحافظة على تماسكه، إلى حد أن غالب البيانات الي كان تصدر عنه، كان يخرج العديد من أعضائه ليعلنوا عدم موافقتهم عليها.
ولم يحدث ذلك فقط بسبب الاستقالات المتكررة التي عانى منها “أهل العلم” على الدوام، أو عدم الانسجام بين أعضائه وحسب، بل وكذلك بسبب أنه استنفد المهام التي أرادها منه بعض من انتسب إليه أو روج له في البداية، على ما يقول خصومهم.
فالشخصيات المؤيدة لـ”جبهة النصرة/فتح الشام/تحرير الشام” والذين كانوا من المسارعين للانضمام إلى “أهل العلم”، وفي مقدمتهم الدعاة والعلماء من غير السوريين، الذين انضموا له بعد الإعلان عنه، وأبرزهم السعودي عبدالله المحيسني، والمصريان أبو الحارث وأبو اليقظان المصري وغيرهم، غادروا المجلس في ما بعد وعلى فترات متقاربة، لينضموا جميعهم إلى “هيئة تحرير الشام” قبل أو بعد الإعلان عنها، في شباط/فبراير 2017.
في هذه النقطة يؤكد الخصوم على أن “أهل العلم” لم يكن بالنسبة للتيار المؤيد أو المنضم لـ”هيئة تحرير الشام”، أكثر من واجهة يستغلونها لدعم مشروعهم الفكري المخالف لبقية التيارات الإسلامية السياسية السورية، وصولاً إلى الإعلان عن “الهيئة”، وعندما لم يستطيعوا الهيمنة عليه غادروه تباعاً.
وإذا ما صحت هذه الخلاصة، فإنه بالفعل لم يكن سهلاً لهذا التيار الهيمنة على “أهل العلم” وذلك مع وجود شخصيات قوية وأسماء بارزة، الكثير منها مختلف وبشدة مع فكر تنظيم “القاعدة”، وفي مقدمة هؤلاء، أبو بصير الطرطوسي وعباس شريفة وعلي الشحود وماهر علوش وأيمن هاروش وصالح الحموي وغيرهم، ممن لم يكن بالإمكان تجاوزهم وفرض توجهات معينة عليهم، حتى وإن كان بين هؤلاء أنفسهم من استقال او استقال ثم عاد للمجلس لاحقاً.
وبغض النظر عن الهدف من تأسيسه والملاحظات الكبيرة التي رافقت فترة عمله، فإن “مجلس شورى أهل العام في الشام” لم ينجح حتى اليوم في تحقيق أي فاعلية، ولم يكتسب أي شرعية تمكنه من لعب دور مهم، وهذا يعود أيضاً إلى عدم توفر تيار عسكري من قوى المعارضة يعترف به ويعتبره مرجعية رسمية، على عكس “المجلس الإسلامي السوري” الذي فرض نفسه، رغم كل الضعف الذي ما زال يعانيه، كمرجعية، حتى وإن كانت رمزية أحياناً، لطيف واسع من القوى العسكرية، وخاصة العاملة تحت اسم “الجيش الحر”، ناهيك عن كونه يضم ممثلين عن جميع الفصائل الفاعلة، حتى تلك التي لا تعترف بمرجعيته، باستثناء “هيئة تحرير الشام” بالطبع.
ورغم أن “مجلس أهل العلم” عند تأسيسه كان شبه مغلق على التيار السلفي، مع تمثيل مختلف مدارس هذا التيار فيه، على عكس “المجلس الإسلامي السوري” الذي يضم مختلف التيارات الإسلامية، من أشعرية وسلفية وحركية واخوان وصوفية، إلا أن “أهل العلم” ورغم ذلك فشل، في الحصول على اعتراف رسمي به من قبل القوى الإسلامية السلفية الرئيسية، كـ”حركة أحرار الشام الإسلامية” و”جبهة النصرة”، على الرغم من وجود أعضاء فيه ينتمون إلى الفصيلين، كأحمد نجيب وأبو محمد الصادق من “حركة أحرار الشام”، قبل انتقال الأخير إلى “هيئة تحرير الشام”، وصالح العلوان ومصلح العلياني ومظفر الويس وأبو مارية القحطاني من “النصرة/فتح الشام/تحرير الشام”.
بل إن “فتح الشام” كانت قد هاجمت “مجلس شورى أهل العلم” بشدة، عقب اصداره بيان إدانة لمهاجمتها بقية الفصائل في الشمال، عقب انعقاد مؤتمر “أستانة-1″، إذ ندد الناطق الرسمي باسم “فتح الشام” وقتها وبشدة ببيان “أهل العلم”، واعتبر انه لا يستند على شيء ولا قيمة له، مطالباً بالتراجع عنه مع غمز صريح من قناة الأهلية العلمية للموقعين على هذا البيان، الذي أعقبه الانسحاب شبه الكامل لمؤيدي الجبهة من المجلس.
وبينما يرى البعض أن “مجلس شورى أهل العلم في الشام” انتهى عملياً ولم يعد له أي وجود فعلي، بعد الاستقالات الواسعة في صفوفه وفشل القائمين عليه في انجاز مؤسساته، إذ بقي بعد مرور عام ونصف مجرد تجمع يضم شخصيات تتدارس الأفكار وتتبادل الآراء حول القضايا والأحداث، ثم تصدر، إن تمكنت من التوافق، بياناً أو فتوى حولها، بل وكثيراً ما كان يخرج أعضاء من هذا المجلس ليعلنوا عدم توقيعهم على هذا البيان أو تلك الفتوى عقب صدورهما عن المجلس.
في المقابل، يرى آخرون أن القائمين على “أهل العلم” اليوم، يسعون بشكل جدي وعلى أسس تنظيمية للنهوض بالمجلس، وخاصة مع تضييق الهوة بين المنتسبين لها. ويقول هؤلاء إن كل من تبقى في “أهل العلم” اليوم، يمثلون حالة فكرية وسياسية أكثر انسجاماً، بعد مغادرة ممثلي التيار السلفي الجهادي المؤيدين لتنظيم “القاعدة” له.
ويبدو أن هناك بالفعل محاولات جدية يبذلها المسؤولون والأعضاء في “أهل العلم” من أجل تحقيق انطلاقة جديدة له، وهي معطيات تؤكدها المفاوضات التي جرت مؤخراً بين “المجلس الإسلامي السوري” و”مجلس شورى أهل العلم” بهدف الاندماج، لكن المفاوضات باءت بالفشل وتم تعليقها.
وحسب هذه المصادر، فإن “الإسلامي السوري” دعا القائمين على “أهل العلم” للانضمام إليه، لكن الأخيرين رفضوا هذه الدعوة للاندماج، مطالبين بتشكيل مؤسسة جديدة وفق شروط طرحوها، وبدت مبالغاً فيها حسب مصادر في “الإسلامي السوري”.
وكشفت هذه المصادر لـ”المدن” عن أن “الإسلامي السوري”، وبهدف توسيع قاعدته وضم جميع المؤثرين في الساحة إليه، أجرى مفاوضات مع المسؤولين في “أهل العلم”. لكن أعضاء “أهل العلم” طالبوا بكيان جديد يضم الكيانين بإسم ومؤسسات ونظام داخلي جديد، أو إذا لم يكن ممكناً، فعلى الأقل إيجاد صيغة من أجل تعاون وثيق لتوحيد المواقف وإصدار فتاوى مشتركة، مع رفض قاطع لاندماج يذيب مجلسهم الشورى في “الإسلامي السوري”. وذلك انطلاقاً منهم بالتمسك بمؤسستهم التي يرون أنها أحق بتمثيل الثورة السورية على هذا الصعيد، باعتبار أن جميع اعضاءها موجودون على الأرض، ما يجعلها أكثر فاعلية.
وعليه، يضيف المصدر، فقد رفض “المجلس الإسلامي السوري” القبول بهذه الصيغة، خاصة وأنها تجانب الوقع والموضوعية. كما أن “أهل العلم” يضم في صفوفه شخصيات من جنسيات أخرى يرى “الاسلامي السوري” أنهم غلاة جروا الثورة إلى مواقع ليست هي من أهداف الثورة ولا تمثل مطالب السوريين ولا تتناسب وامكاناتهم، الأمر الذي أدى إلى نتائج كارثية.
بعد خروج الشخصيات المؤيدة لـ”جبهة تحرير الشام” منه، يمكن القول إن من تبقى في “مجلس شورى أهل العلم في الشام” هم بالمجمل أسماء معتبرة على الصعيد الشخصي، ويمتلك معظمهم حضوراً رمزياً يكاد يكون عابراً للفصائل، ولكن من دون أن يعني ذلك القدرة على الفعل والتغيير بأي حال، خاصة مع عدم التمكن من الانتقال بالمجلس إلى الحالة المؤسساتية، وهي مشكلة تكاد تعاني منها مختلف مؤسسات المعارضة والثورة. ولا يتقدم “الإسلامي السوري” على “أهل العلم” من هذا الجانب إلا من الناحية التنظيمية، ناهيك طبعاً عن غياب الهوية الواضحة واستخدام الخطاب الفضفاض مقابل اهمال انجاز أي أدبيات أو أفكار محددة.
“هيئة تحرير الشام”:موسم الهجرة إلى الجنوب السوري؟
أحمد الحوراني
أعلن الأمير الجديد لـ”هيئة تحرير الشام” في درعا أبو جابر الشامي، عن البدء بتشكيل “قوات النخبة” في الجنوب لـ”استرجاع أمجاد حوران”. وأبو جابر الشامي، من سراقب والقادم حديثاً من إدلب، تم تعيينه قائداً لـ”الهيئة” خلفاً ﻷبو أحمد أخلاق، ابن درعا. ونُقل عن الشامي قوله إن “الهيئة” تنوي إقامة معسكرات تدريب للشباب لتخريجهم كإنغماسيين ومقاتلين ضد قوات النظام.
وبعد الاتفاق الذي أبرمته “جبهة النصرة” مع النظام، في كانون الأول/ديسمبر 2015، والذي قضى بخروج مجموعة من قياداتها ومقاتليها من درعا إلى إدلب، مروراً بمناطق سيطرة النظام، عادت مجموعة من قيادات “هيئة تحرير الشام” ومعهم أبو جابر الشامي، في مطلع أيار/مايو، في رحلة معاكسة إلى الجنوب السوري، ربما لاستعادة الدور الذي كانت قد خسرته “جبهة النصرة” سابقاً.
وأكدت “هيئة تحرير الشام” مؤخراً، ما تداوله ناشطون عن وصول 30 قيادياً عسكرياً وشرعياً منها إلى محافظة درعا. واعتبرت “الهيئة” أن إرسال هذه المجموعة في هذا الوقت هو أمر ضروري لاستمرار معركة “الموت ولا المذلة” الهادفة لتحرير حي المنشية في مدينة درعا، بالإضافة إلى ضرورة إشعال الجبهات مع النظام، بحسب قولها. “الهيئة” لم تُشر إلى الطريق الذي سلكته المجموعة من نقطة انطلاقها في إدلب، إلى أن وصلت منطقة اللجاة شمال شرقي درعا، وسط ترجيح بأن يكون الطريق ذاته الذي سلكته مجموعة تتبع لها في رحلتها من مدينة إزرع جنوباً وصولاً إلى إدلب. ويمر طريق المجموعة من إدلب إلى درعا، بمناطق سيطرة النظام، ومناطق سيطرة “داعش” في البادية السورية.
ورجّحت مصادر “المدن” أن يكون من بين الشخصيات التي وصلت إلى درعا حديثاً أبو ماريا القحطاني، القيادي البارز في “الهيئة”، والذي كان متواجداً في درعا سابقاً قبل مغادرتها إلى الشمال. وقالت المصادر إن مغادرة القحطاني السابقة من درعا قد تكون لأداء مهمة موكلة إليه، وإن عودته جاءت بعد انتهاء المهمة في الشمال.
وألغت قيادة “الهيئة” الجديدة تقسيمات “قواطعها” في درعا، واستبدلتها بثلاثة ألوية عسكرية؛ “لواء المنطقة الغربية” و”لواء المنطقة الشرقية” و”لواء مدينة درعا”، وحرّمت قتال الجيش الحر، وأكدت على قتال “الدولة الإسلامية” ومبايعيها.
واستبعد ناشطون أن يكون الهدف من وصول هذه المجموعة هو قيادة أعمال عسكرية ضد قوات النظام، خاصة أن المعارك في حي المنشية تقودها فصائل الجيش الحر، وأن “الهيئة” لا تمتلك القرار باستمرار المعركة. ويحتمل مشاركة “الهيئة” في درعا، بالعمليات ضد “جيش خالد بن الوليد” المبايع لتنظيم “الدولة الإسلامية” في حوض اليرموك، والتي تقودها فصائل “الجبهة الجنوبية”.
ويبدو أن الهدف المباشر من عودة قيادات “الهيئة” هو استعادة توازنها في المنطقة الجنوبية بعدما طرد الجيش الحر تنظيم “الدولة الإسلامية” من المناطق المحاذية لمنطقة اللجاة شمال شرقي درعا في منتصف آذار/مارس، بالإضافة إلى تقلّص أعداد مقاتلي “الهيئة” بشكل كبير خلال العامين الماضيين، نتيجة المعارك مع “لواء شهداء اليرموك” حينها، والذي غيّر اسمه إلى “جيش خالد بن الوليد” بعد اندماجه مع “حركة المثنى” ومبايعتهما لـ”داعش”. “جبهة النصرة” كانت قد قادت لأكثر من عام المعارك ضد “شهداء اليرموك”، وخسرت خلالها العشرات من العناصر والقادة الميدانيين.
واعتبر البعض أن تكون هذه العملية بداية لسلسلة متواصلة من العمليات المشابهة، التي تهدف لنقل قيادات “تحرير الشام” من الشمال باتجاه الجنوب، تحسباً لتصعيد محتمل ضد “الهيئة” هناك، قد تقوده فصائل معتدلة بدعم تركي.
قادة عسكريون في درعا، قللوا من أهمية وصول قيادات من “هيئة تحرير الشام” إلى مناطق المعارضة في درعا، معتبرين أن “جبهة النصرة”، رغم حلتها الجديدة، فقدت حاضنتها في الجنوب عموماً، ودرعا خصوصاً، نتيجة ممارساتها بحق أهالي المناطق التي سيطرت عليها. فـ”النصرة” قامت بقتل قائد “المجلس العسكري في درعا” أحمد النعمة، في العام 2013، ونفّذت عمليات اعتقال بحق أبناء درعا والقنيطرة، من دون الرجوع إلى “دار العدل في حوران” بتهمة الانتماء لتنظيم “الدولة الإسلامية”. واختفى معظم المعتقلين من دون التمكن من معرفة مصيرهم، منذ سنوات.
تلك الذاكرة الحية بانتهاكات “النصرة” تُقلّل من فرصتها في تحقيق مكاسب جديدة وكسّب ثقة الأهالي، وبالتالي فإن محاولتها تجنيد الشباب وزيادة أعداد مقاتليها ستكون أشبه بالحلم.
مصادر إعلامية اعتبرت أن ما تسعى إليه “تحرير الشام” في الجنوب لن يتم إلا بعد الحصول على ضوء أخضر من دول الجوار، خاصة الأردن، والذي كان العشرات من أبنائه قد انضووا تحت راية “النصرة” سابقاً، وظلوا على اتصال مع مخابرات بلدهم. ولا تستبعد تلك المصادر أن يكون الهدف المباشر لـ”تحرير الشام” في الجنوب، هو قيادة المعارك ضد “جيش خالد بن الوليد” بعد عجز المعارضة عن إحراز تقدم يذكر خلال العام الماضي، وبالتنسيق المباشر مع الأردن، أكثر المتضررين من وجود “داعش” بالقرب من حدوده الشمالية.
ويبقى باب الاحتمالات حول هدف “تحرير الشام ” من إرسال قيادات عسكرية وميدانية إلى الجنوب السوري مفتوحاً، لكن الثابت هو اختلاف الوضع في جنوب سوريا عما هو في الشمال. فأهالي حوران فضلوا إنضمام أبنائهم إلى فصائل “الجبهة الجنوبية” التابعة للجيش الحر بعدما خبروا مسالك “النصرة”، ويشكل هذا عائقاً أمام طموحات “هيئة تحرير الشام” المستجدة في السيطرة والتمدد جنوباً، خاصة بعد تغيير قائدها في الجنوب أبو أحمد أخلاق، وتعيين أبو جابر الشامي، من ادلب، أميراً لها.
ترامب وأردوغان:توافق على المخاوف من”العمال الكردستاني“
أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، الأربعاء، أنّه تمّ التوافق على المخاوف بشأن حزب “العمال الكردستاني” خلال لقاء وزيري الدفاع؛ التركي فكري إشيق، والأميركي جيمس ماتيس. وقال بيان للمتحدثة باسم البنتاغون دانا وايت، إن ماتيس يدعم مكافحة تركيا لحزب “العمال الكردستاني”. وأوضحت وايت أن “بي كا كا” الذي يشن هجمات ضدّ مدنيين وعسكريين أتراك، مدرج ضمن لوائح التنظيمات الإرهابية الأجنبية لدى واشنطن. وأشارت المتحدثة إلى أنّ ماتيس أبلغ نظيره التركي، بأنّ واشنطن خططت لرفع مستوى التعاون مع أنقرة في ما يخص مكافحة “بي كا كا”.
وأشارت وايت إلى أنّ ماتيس وإشيق تناولا الأزمة السورية خلال لقائهما في البيت الأبيض، واتفقا على مواصلة التعاون لتخفيف حدة العنف والأزمات الإنسانية الحاصلة في هذا البلد. وأضافت أنّ ماتيس عبّر لنظيره التركي عن امتنان واشنطن للمساعدات الإنسانية التي تقدّمها أنقرة إلى اللاجئين السوريين الفارين من آلة القتل التي تعصف في بلادهم، وأكّد على استمرار التعاون الأمني بين الطرفين.
لقاء الوزيرين جرى في البيت الأبيض، عقب لقاء زعيمي البلدين دونالد ترامب، رجب طيب أردوغان، مباشرةً.
ويرافق الرئيس أردوغان في زيارته الرسمية إلى الولايات المتحدة، وزير الدفاع فكري أشيق، ورئيس هيئة الأركان خلوصي أكار، ووزير العدل بكير بوزداغ، ووزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، ووزير الطاقة والموارد الطبيعية براءت ألبيراق، ورئيس هيئة الاستخبارات هاكان فيدان.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الأميركي دونالد ترامب، قد عقدا الثلاثاء، جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين عقب لقائهما الثنائي في البيت الأبيض.
وأبلغ إردوغان ترامب بأن بلاده لن تقبل بوجود مقاتلين سوريين أكراد في المنطقة، لكنه أحجم عن توجيه انتقاد مباشر لقرار الولايات المتحدة تسليح “وحدات حماية الشعب” الكردية. وكان ترامب قد وافق في 9 أيار/مايو على خطط لتزويد “الوحدات” الكردية بالسلاح في معركة الرقة. وترى واشنطن أن “وحدات حماية الشعب” كيان مختلف عن حزب “العمال” وشريك مهم في الحرب على “الدولة الإسلامية”.
وخلال اجتماع البيت الأبيض أثنى ترامب على إردوغان، ووصفه بأنه حليف مهم في “الحرب على الإرهاب”. وقال ترامب وهو يقف إلى جوار إردوغان: “بيننا علاقة رائعة وسنجعلها أفضل”. وقال إردوغان إن زيارته ستكون “نقطة تحول تاريخية” وأثنى على “العلاقات الرائعة” بين البلدين عضوي “حلف شمال الأطلسي”.
وقال ترامب: “ندعم تركيا في الحرب ضد الإرهاب وضد الجماعات الإرهابية مثل الدولة الإسلامية وحزب العمال الكردستاني، وضمان ألا يكون للجماعات الإرهابية أي مكان آمن”. وشدد الرئيس الأميركي على أنه أعطى تعليماته لتزويد تركيا بأسلحة ومعدات طلبتها بـ”سرعة” للمساعدة في حملتها على الارهاب. وأضاف: “نقدر أيضا الدور القيادي الذي تقوم به تركيا سعيا لإنهاء القتل المروع في سوريا”.
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، في بيان له، إن الزعيمين بحثا “الخطوات المحتملة ضد منظمة غولان”، لكنه لم يحدد الخطوات التي جرت مناقشتها. وتتهم تركيا منظمة “الخدمة” التابعة للداعية فتح الله غولان، المقيم في أميركا، بالوقوف خلف محاولة فاشلة للانقلاب الدامي على حكومة أردوغان العام الماضي.
عقوبات أميركية تطال أقارب رامي مخلوف
أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، الثلاثاء، أنها فرضت عقوبات على خمسة أشخاص وخمسة كيانات، متهمين بتقديم الدعم للنظام السوري أو مرتبطين بمن سبق خضوعهم لعقوبات، بشأن العنف الذي يمارسه النظام ضد المواطنين السوريين.
ومن بين المدرجين على قائمة وزارة الخزانة السوداء للعقوبات، محمد عباس، أحد أقارب رجل الأعمال وابن خال بشار الأسد، رامي مخلوف. وكانت وزارة الخزانة قد فرضت عقوبات على مخلوف في العام 2008 متهمة إياه بالاستفادة من فساد مسؤولي النظام ومعاونتهم على الفساد.
وعباس مسؤول عن إدارة شركتي “الأجنحة” في دمشق، و”بارلي أوف شور” في بيروت، وهما شركتان مستخدمتان في “نقل الواردات المالية لرامي مخلوف إلى خارج سوريا”، بحسب ما أشار بيان وزارة الخزانة.
كما فرضت الوزارة عقوبات على “جمعية البستان الخيرية” ومديرها سمير درويش، المملوكة لمخلوف أو تقع تحت سيطرته. ولـ”جمعية البستان الخيرية” مليشيا مسلحة موالية للنظام، معروفة باسم مليشيا “البستان”.
ومن المدرجين أيضاً على القائمة السوداء إيهاب وإياد مخلوف، شقيقا رامي مخلوف، لمساعدتها رامي، أو النظام في التهرب من العقوبات. وإيهاب مخلوف هو نائب رئيس شركة “سيريتل” السورية للهواتف المحمولة المملوكة لرامي.
كما فُرضت العقوبات على “بنك الشام” الإسلامي المتمركز في العاصمة السورية دمشق، بسبب “تقديمه الدعم لحكومة النظام السوري”. وكذلك على مدير العقود في “مركز البحوث والدراسات العلمية” محمد بن محمد بن فارس قويدر، بسبب ضلوع المركز في تطوير وإنتاج أسلحة غير تقليدية للنظام السوري.
وكانت الولايات المتحدة قد أدرجت، في نيسان/إبريل الماضي 271 موظفاً من “مركز البحوث” على قائمة سوداء للعقوبات، بعد أسابيع من هجوم لقوات النظام بغاز السارين على بلدة خان شيخون في ريف إدلب، وأودى بحياة مائة شخص منهم أطفال ونساء. وقال الناطق باسم وزارة الخزانة الأميركية، ستيفن منوتشين، إن “271 من موظفي المركز السوري للبحوث والدراسات العلمية يعملون خبراء في الكيمياء أو قدموا دعماً لبرنامج الأسلحة الكيماوية للمركز منذ العام 2012 على أقل تقدير أو يعملون في المجالين”.
وتهدف الخطوات التي اتخذتها وزارة الخزانة أيضاً إلى تجميد أي أصول ربما يملكها هؤلاء الأشخاص أو تلك الكيانات في الولايات المتحدة، وإلى منع الأميركيين والكيانات الأميركية من الدخول في تعاملات مالية معهم.
إلى ذلك، كشف تقرير قدم إلى “مجلس الأمن” أن محققين من منظمة “حظر الأسلحة الكيماوية”، توصلوا إلى أن امرأتين سوريتين تعرضتا لغاز “خردل الكبريت”، في هجوم في محافظة حلب في أيلول/سبتمبر 2016.
وبحسب وكالة “رويترز”، لم تتمكن بعثة “تقصي الحقائق” التابعة للمنظمة من زيارة الموقع. وبنى المحققون النتائج على مقابلات مع الإمرأتين وتحليل لعينات دم أُخذت تحت إشرافهم، إلى جانب مراجعة لمعلومات قدمتها الحكومة السورية وروسيا. ويُعتقد بمسؤولية تنظيم “الدولة الإسلامية” في استخدام “خردل الكبريت”.
وقالت البعثة في تقرير إلى “مجلس الأمن” في وقت سابق من أيار/مايو، وأعلن عنه الثلاثاء: “تؤكد بعثة تقصي الحقائق أن الإمرأتين الضحيتين اللتين ذكرت التقارير أنهما أصيبتا في الحادث، في أم حوش في حلب 16 أيلول 2016 تعرضتا لخردل الكبريت”.
وزار فريق من “المحققين الروس” الموقع بعد شهرين من الهجوم المزعوم. وفحصت البعثة قذيفة “مورتر” قيل أنها على صلة بالهجوم، وجمعها الفريق الروسي وسلمها للحكومة السورية. وقال التقرير “بدعم من نتائج تحاليل معملية، توصلت بعثة تقصي الحقائق إلى أن قذيفة المورتر هي ذخيرة تحتوي على خردل الكبريت”. والبعثة موكلة فقط بتحديد ما إذا كانت أي أسلحة كيماوية استخدمت بهجمات في سوريا.
إبراهيم العامل السوري.. قتلته قنبلة قديمة كأنه في حلب
جنى الدهيبي
في حادثٍ غريب، وقع إبراهيم نبهان، وهو سوري الجنسية، ظهر الثلاثاء في 16 أيار، ضحيّة قذيفةٍ قديمة انفجرت بيده، أثناء عمله مع شركة جينيكو، التي تلتزم مشروع تشييد جسرٍ حديدي يربط طرابلس بالمنيّة.
إبراهيم البالغ 20 عاماً، الذي لجأ مع شقيقه جلال (30 عاماً) إلى لبنان هرباً من الحرب، من ريف حلب، كان الموت يترصّده. وبينما هو يركب على الجرافة للبدء بالحفريات، اصطدم بجسمٍ ثقيلٍ وغريب أعاق عمله. فـ”نزل من الجرافة لإزاحته، وبدا جسماً قديماً ومتلفاً ووزنه نحو 50 كلغ”، يقول جلال. وما إن أقدم على لمسه ليحمله ويرميه بعيداً، حتى دوى انفجار كبير في محيط المنطقة، إلتفّ الناس حوله.
بعد انقشاع غبار الانفجار، كان المشهد قاسيّاً ومفجعاً. “إبراهيم جثّة هامدة على الأرض تغرق بالدماء. يداه تطايرتا من حوله. ورجله اليمنى بترت. لم نصدق المشهد، كأن قدره أن يموت كما لو أنّه من ضحايا حلب التي هرب منها”.
إبراهيم وشقيقه كانا ينامان كلّ ليلةٍ في مكتب المشروع. فـ”لا قدرة لنا على استئجار غرفةٍ نسكنها”. وقد نقله مسؤولو المشروع إلى المستشفى الإسلامي الخيري في طرابلس، وكشف الطبيب الشرعي على جثته، لوضع شهادته في التحقيق.
وفيما تسبب الحادث بمخاوف لدى أهالي المنطقة وعمال المشروع من احتمال وجود قذائف أخرى مخفيّة، تشير معلومات “المدن” إلى أنّه بعدما حضرت مخابرات الجيش وطوقت القوى الأمنية مكان الحادث، تبيّن أن هذه القذيفة تعود إلى أكثر من 25 سنة وكانت مدفونة تحت الأرض، وثمّة عملية مسحٍ للمنطقة، لضمان عدم وجود قذائف أخرى.
محارق صيدنايا تستفز إسرائيل:آن الأوان لاغتيال الأسد
أثارت الصور التي نشرتها وزارة الخارجية الأميركية، الاثنين، لمبان تقع بجوار سجن صيدنايا قرب دمشق، وقالت إنها تستخدم كمحارق لإخفاء جثث المعتقلين الذين يقضون تحت التعذيب في سوريا، عاصفة من ردود الفعل في إسرائيل، وصلت إلى حد دعوة أحد الوزراء لاغتيال الرئيس السوري بشار الأسد.
البداية كانت على مستوى النشطاء والصحافيين في إسرائيل، حيث كتب الصحافي باراك ربيد على تويتر “على سلاح الجو الإسرائيلي إبادة المحارق التابعة لنظام الأسد كلياً. وإلا سنكون قد اخترنا الجلوس مكتوفي الأيدي رغم أننا عرفنا في القضية وكان في وسعنا العمل ضدها”.
الهلع الإسرائيلي من مقارنة محارق الأسد مع الهولوكوست انتقل إلى وسائل الاعلام، حيث كتب الصحافي الإسرائيلي من أصول يمنية بن درور في “معاريف” إنه أمر يدعو للدهشة أن يعرف العالم ماذا يلاقيه السوريون من تعذيب وإبادة جماعية على يد الأسد ويصمت. وأضاف “ليست هناك إجابة عن السؤال لماذا لم يتم بعد التخلص من أتون الإبادة (..) لماذا لم يحدث ذلك أثناء عصور الظلام في أوروبا ولا في عصرنا هذا”.
ردود الفعل الأعنف، جاءت من المستوى الرسمي، حيث قال عضو المجلس الوزاري الإسرائيلي المُصغّر للشؤون السياسية والأمنية (كابينيت)، وزير الإسكان والبناء يؤاف غالانت، إن “الأسد هو الحاكم الأسوأ منذ عهد النازيين في ألمانيا.. ما يحدث في سوريا يعتبر إبادة جماعية، بكل معنى الكلمة. وصل الأسد إلى ذروة الانحطاط منذ الحرب العالمية الثانية”.
وأضاف خلال كلمة ألقاها على هامش مؤتمر يقام في تل أبيب: “بحسب نظري، نحن نتجاوز خطاًً أحمر. وبحسب نظري، آن الأوان لإغتيال الأسد. الأمر بهذه البساطة”، الأسد “قاتل شرير يرتكب جرائم إبادة ضد شعبه”.
جنيف 6… لا أمل قريب بالحل السياسي
اجتماعات قصيرة وأوراق جديدة في المفاوضات السورية
بهية مارديني
لندن: تستمر مفاوضات الجولة السادسة من جنيف اليوم بلقاءات قصيرة للتركيز على القضايا السياسية والإنسانية في سوريا، وعلمت “إيلاف” أن المعارضة تعد أوراقا جديدة حول المعتقلين خاصة في سجن صيدنايا كما أن ما يجري في حي برزة في دمشق من تصعيد عسكري يقوم به النظام السوري يحتل الجانب الأكبر من طروحات المعارضة.
هذا وطرح المبعوث الأممي لسوريا ستيفان دي ميستورا آلية تشاورية بشأن المسائل الدستورية والقانونية، ومن المفترض أن يرد عليها بعد دراسة وبحث، وفد المعارضة في وقت لاحق.
ويترأس الآلية المقترحة مكتب المبعوث الأممي مستعيناً بخبراء كان قد دعاهم خلال الجولة السابقة إضافة إلى خبراء قانونيين من طرفي النظام والمعارضة المشاركيْن في جنبف.
وتستمر النقاشات بين أعضاء وفد المعارضة لتقييم ورقة دي ميستورا التي ما زالت قيد الدراسة.
وما زالت النقاشات حامية حول قضية التوازي وهو الملف الشائك منذ الجولات السابقة دون حل، حيث تصر المعارضة على توازي نقاش قضايا المفاوضات المتعلقة بالحكم الانتقالي والمبادئ الدستورية التي تحكم العملية الانتقالية، فضلا عن الانتخابات وإجراءات بناء الثقة التي تتضمن إطلاق سراح المعتقلين كأولوية.
ورغم أنه كان لابد أن تكون كل الملفات جاهزة منذ وقت سابق الا أن وفد المعارضة مازال عاكفا على إعداد ورقتين وتجديد معلومات خاصة بملف المعتقلين، وعدم وصول المساعدات للمناطق المحاصرة.
والتقى وفد النظام السوري برئاسة بشار الجعفري مع غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي الذي وصل أمس الى جنيف لإجراء عدة لقاءات في إطار الجولة السادسة من الحوار السوري السوري للوصول الى الحل السياسي المنشود.
وقالت مواقع تابعة للنظام انه تم خلال اللقاء بحث الجولة الحالية من الحوار السوري السوري والتأكيد على أهمية هذه اللقاءات التي تأتي في إطار التشاور والتنسيق المستمرين بين الجانبين، مضيفة ان الوفد سيعقد اجتماعا ثانيا اليوم مع دي ميستورا عند السابعة والنصف بتوقيت جنيف.
طرد مراسلة
وشهد بعد ظهر أمس وهو اليوم الأول للمفاوضات واقعة طرد الأمم المتحدة لمراسلة قناة الإخبارية السورية التابعة للنظام ربى الحجلي بعد تهجمها لفظيا على وفد المعارضة اذ وجهت الشتائم وتهم الارهاب الى الوفد المفاوض من المعارضة.
وانطلقت مفاوضات الجولة السادسة من مفاوضات جنيف في وقت سابق من أمس بلقاء جمع بين وفد النظام السوري والموفد الاممي.
ومن المفترض أن تستمر المفاوضات حتى 20 الشهر الجاري إذ أكد المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا أن الجولة السادسة ستكون عبارة عن “اجتماعات عمل قصيرة مكثفة وتفاعلية” ومن المقرر أن يتم من خلالها مناقشة إقامة مناطق أخرى غير المناطق التي تم تحديدها في استانة ووصفت بالآمنة أو الأقل تصعيدا.
من جانبها أكدت منظمة الأمم المتحدة، أمس إنها تشعر “بقلق بالغ” بشأن مصير آلاف المدنيين المعتقلين في سجون النظام السوري، ولديها “أسباب للاعتقاد بأنهم يتعرضون بشكل منهجي لمعاملة قاسية ولا إنسانية ومهينة، بينها التعذيب والعنف الجنسي”.
وخلال مؤتمر صحافي في مقر المنظمة الدولية بمدينة نيويورك، أضاف استيفان دوغريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن “هيئات الأمم المتحدة، وعلى مدار السنوات الماضية، وثقت بانتظام، وأبلغت عن انتهاكات لحقوق الإنسان في السجون ومراكز الاحتجاز التابعة للنظام السوري”.
وأعلن مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، ستيوارت جونز أن واشنطن “لديها أدلة حول إحراق نظام بشار الأسد جثامين معتقلين في بناء داخل سجن صيدنايا بعد قتلهم”.
ولكن المتحدث الأممي اعتبر أنه “لا تستطيع الأمم المتحدة التحقق بشكل مستقل من المعلومات عن محرقة في سجن صيدنايا. وقد رفضت الحكومة السورية الطلبات المتكررة من هيئات الأمم المتحدة المختلفة للوصول إلى مراكز الاحتجاز والسجون”.
وحول ما يجري في محافظة الرقة قال دوغريك إن “الأمم المتحدة تدعو إلى الوصول غير المشروط وغير المقيد والمستدام إلى 300 ألف من المتضررين من القتال في الرقة وعلى نطاق أوسع إلى 4.5 مليون شخص في المناطق التي يصعب الوصول إليها بجميع أنحاء سوريا”.
المعارضة تطرح عشرات الأسئلة بشأن آلية دي ميستورا
أنهى وفد المعارضة السورية بجنيف مشاوراته بشأن مقترحات المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، وأعدّ مذكرة تتضمن أسئلة بشأنها، كما أبدى الوفد مخاوفه من “تأثر” المبعوث بالطرح الروسي، وقال إنه سيقدم وثيقتين عن وضع المعتقلين ورفض الدور الإيراني.
وأفاد مراسل الجزيرة في جنيف بأن وفد المعارضة السورية إلى مفاوضات جنيف أنهى مشاوراته بشأن الاقتراح الذي قدمه دي ميستورا لأطراف المفاوضات السورية ويتعلق بتشكيل آلية استشارية بشأن القضايا الدستورية والقانونية خلال المرحلة الانتقالية.
وأضاف المراسل أن وفد المعارضة أعدّ مذكرة تتضمن عشرات الأسئلة الاستفسارية عن عدد من النقاط التي تضمنها اقتراح دي ميستورا، ولا سيما ما يتعلق بتنظيم الآلية الاستشارية لمؤتمر للحوار الوطني، وهو ما تخشى المعارضة أن يؤدي إلى تقويض مجمل العملية السياسية.
وفي تصريح للجزيرة، عبّر المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات رياض نعسان آغا عن خشيته أن يكون دي ميستورا متأثرا بالطرح الروسي، وقال مراسل الجزيرة رائد فقيه إن المعارضة ترى أن الآلية التي اقترحها المبعوث تتضمن “ألغاما سياسية” وتحتاج إلى توضيحات، إذ تقترح الآلية إيجاد حل سياسي للأزمة السورية عن طريق وضع دستور جديد للبلاد.
وأكد نعسان آغا أن وفد المعارضة سيقدم قبل نهاية الجولة السادسة من المفاوضات وثيقتين للمبعوث الدولي، تتعلق الأولى بوضع المعتقلين في سجون النظام، أما الثانية فتتعلق برفض المعارضة أي دور لإيران في سوريا.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن وفد المعارضة سيلتقي غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي مساء اليوم، في وقت يُنتظر أن يقدم وفد النظام رده على مقترحات دي ميستورا.
وحصلت الجزيرة على وثيقة تخص الآلية التشاورية المقترحة، التي تنص على ضمان غياب أي فراغ دستوري أو قانوني في أي مرحلة انتقالية، وأن يترأس الآلية مكتب المبعوث الدولي مستعينا بخبراء، إضافة إلى خبراء قانونيين تسميهم الحكومة والمعارضة المشاركتان في مباحثات جنيف.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
المعارضة تصدّ هجوما بدرعا وقتلى بغارات بريف حلب
قال مراسل الجزيرة بدرعا إن المعارضة السورية المسلحة صدت هجوما للنظام والمليشيات الموالية له على حي المنشية بدرعا البلد جنوبي سوريا، وذكر ناشطون أن خمسة مدنيين من عائلة واحدة قتلوا في غارات شنتها مقاتلات على قرية رسم الحمام بريف حلب الشرقي.
ونقل مراسل الجزيرة بدرعا عمر الحوراني عن مصادر بالمعارضة أنها صدت هجوما للنظام السوري والمليشيات الموالية له على حي المنشية بدرعا البلد، وأضاف المراسل أن قوات النظام قصفت بصواريخ أرض أرض والمدافع الثقيلة الأحياء السكنية في درعا البلد، بالتزامن مع الاشتباكات العنيفة في الحي.
وتندرج مواقع المعارضة في درعا ضمن اتفاق خفض التصعيد الموقع في أستانا في بداية مايو/أيار الجاري بضمانة روسيا وإيران وتركيا.
وتسعى قوات النظام لإعادة السيطرة على النقاط التي فقدتها في الحي الإستراتيجي، وقد قصفت حي المنشية منذ الصباح بسبعة صواريخ أرض أرض من طراز “فيل”، كما استهدفت طائرات حربية يعتقد أنها روسية أحياء درعا البلد، وألقت مروحيات النظام أربعة براميل متفجرة أدت لحدوث دمار واسع في الأبنية.
قتلى
وفي ريف حلب الشرقي، أفاد ناشطون بأن خمسة مدنيين -بينهم طفلان- قتلوا جراء خمس غارات جوية استهدفت منازل بقرية رسم الحمام في محيط مدينة مسكنة، وهي منطقة خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية. والقتلى من عائلة واحدة، وقد أصيب باقي أفراد العائلة بجروح وبعضهم في حالة حرجة.
وكان طيران النظام السوري قتل أمس الأربعاء خمسة مدنيين جلهم من الأطفال من عائلة واحدة في القرية نفسها (رسم الحمام)، وأصيب العشرات بجروح متفاوتة، فضلا عن دمار هائل في المباني السكنية.
وفي ريف دمشق، ذكر مراسل الجزيرة أن اشتباكات اندلعت بين المعارضة والنظام على أطراف بلدة بيت نايم في الغوطة الشرقية على خلفية استهداف قناصة النظام مناطق المعارضة في المنطقة، وأوضح مصدر في المعارضة أن الاشتباكات أسفرت عن تدمير دبابة وإصابة عدد من جنود النظام، وذكرت وكالة مسار برس أن النظام يحاول اقتحام بيت نايم ولكن المعارضة صدت محاولاته.
واستهدفت قوات النظام بلدة المحمدية بالغوطة الشرقية بـ18 صاروخ أرض أرض بالتزامن مع قصف مدفعي استهدف البلدة.
غارات
وفي ريف حمص الشمالي، شن الطيران الحربي السوري غارتين فراغيتين، كل غارة بصاروخين على الأحياء السكنية في مدينة تلدو بمنطقة الحولة. وقال مراسل الجزيرة بحمص إن مدنيين أصيبوا بجروح جراء غارات جوية شنها النظام على المدينة، مما تسبب في أضرار مادية في ممتلكات المدنيين. علما بأن منطقة ريف حمص الشمالي مشمولة باتفاق خفض التصعيد الموقع في أستانا.
وفي ريف حماة الشرقي، قال مصدر عسكري في هيئة تحرير الشام إن الهيئة استعادت منطقة سنجار عقب عملية عسكرية، ونشرت قوة في المنطقة لملاحقة من وصفتهم بعصابات المفسدين وقطاع الطرق “وتقديم المطلوبين منهم للقضاء”.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
جنيف 6.. وثيقة أممية تضمن عدم دخول سوريا بفراغ دستوري
اقتراح بتشكيل فريق يمهد الطريق أمام إعداد دستور سوري جديد
دبي – قناة العربية
في اليوم الثاني للجولة السادسة من #محادثات_جنيف تبحث #المعارضة_السورية ورقةً قدمها المبعوث الأممي #ستيفان_دي_ميستورا تقترح تشكيل فريق من الناشطين في المجتمع المدني والتكنوقراط لتمهيد الطريق أمام إعداد #دستور جديد.
وتنص #الوثيقة وفق مصادر المعارضة على آلية تشاورية تعمل على رؤى قانونية محددة، وكذلك ضمان عدم وجود فراغٍ دستوري أو قانوني في أي وقت خلال عملية الانتقال السياسي الذي يتم التفاوض عليه.
مسؤولون في #وفد_المعارضة بجنيف قالوا إن الوثيقة لم تكن ضمن جدول الأعمال وإن لديهم تحفظات كثيرة حولها، مشيرين إلى أنها لا تزال قيد الدراسة، وعبروا عن مخاوف من أن تزيد هذه التفاصيل من تعقيد العملية التفاوضية.
ووسط غموض المواقف من وثيقة دي ميستورا، يبحث وفد المعارضة السورية مع نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف المسار السياسي للحل في #سوريا، وتفاصيل متعلقة باتفاق أستانا، فيما ينتظر دي ميستورا الرد على مقترحه المتعلق بتشكيل آلية تشاورية لدراسة سلة الدستور.
دي ميستورا: سنركز على دستور سوريا وليس الانتقال السياسي
دبي – قناة الحدث
تتواصل لليوم الثاني جولة جديدة من محادثات السلام السورية في #جنيف بين وفدي المعارضة والنظام رغم أجواء التشاؤم، ومن المفترض أن تجتمع المعارضة مساء اليوم بالمبعوث الروسي #جينادي_غاتيلوف لمناقشة المسار السياسي واتفاق أستانا. هذا وينتظر المبعوث الدولي #ستيفان_دي_ميستورا من الوفود الرد على مقترحه بتشكيل آلية تشاورية لدراسة سلة الدستور.
وشنت المعارضة من خلال هيئة المفاوضات هجوما على وفد النظام واتهمته بعدم الجدية، مبدية في الوقت نفسه مواصلة التفاوض وعدم الانسحاب .
المعارضة قالت إنها بحثت مع الموفد الدولي ستيفان دي ميستورا، مسألة الدستور وأيضا المعتقلين مع رفض الأخير الخوض في الانتقال السياسي باعتباره من أكثر القضايا إثارة للجدل.
وتحدثت هيئة التفاوض بهذا الشأن عن تباعد في وجهات النظر بينها وبين الموفد الدولي.
وتأتي جولة التفاوض السادسة بعد تحقيق وُصف بالإنجاز في #أستانا، وتمثل بالتوصل لاتفاق المناطق الهادئة والذي تريد موسكو توسيعه ليشمل كافة الأراضي السورية.
المعارضة: لن نغادر محادثات جنيف طالما نرى أفق حل لشعبنا
المسلط: نطالب بمفاوضات مستمرة دون توقف لتحقيق تقدم
دبي – قناة العربية
تعهد وفد #الهيئة_العليا_للمفاوضات السورية بعدم مغادرة الجولة السادسة من مباحثات السلام غير المباشرة مع #النظام_السوري في #جنيف.
وقال المتحدث باسم الهيئة سالم #المسلط: “لن نغادر محادثات جنيف طالما نرى أفق حل لشعبنا”، وأشار إلى “جولة مفاوضات قصيرة من 4 أيام لن تحقق شيئا”، مطالباً بـ”مفاوضات مستمرة دون توقف لتحقيق تقدم”.
وبحث الوفد في أول اجتماع عقده بعد ظهر الثلاثاء مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا ستافان #دي_ميستورا ملفي الدستور والمعتقلين في السجون #نظام_الأسد.
وتأتي جولة المفاوضات الجديدة التي تنظم برعاية الأمم المتحدة، إثر استعادة النظام ثلاثة أحياء مهمة في #دمشق بفضل ما أُطلِق عليه “اتفاقات مصالحة”. واعتبر وفد #المعارضة_السورية تلك الاتفاقات عملية ترحيل إجباري للسكان تلك الأحياء التي كانت تخضع تحت سيطرة المعارضة.
هذا وألقى التقرير الأميركي بشأن وجود محرقة جثث داخل سجن #صيدنايا، بظلاله على #مفاوضات_جنيف، وطالب وفد #المعارضة السورية المبعوث الأممي بإدراج تلك المجزرة لمناقشتها ضمن موضوع الإرهاب في #جنيف. كما قدمت المعارضة لدى ميستورا وثائق حول الانتقال السياسي وهيئة الحكم الانتقالي، والدستور والملفات الإنسانية.
وكانت محادثات جنيف بجولتها السادسة قد انطلقت أمس الثلاثاء باجتماعات متتالية بين المبعوث الأممي والوفود المشاركة.
رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض يلتقي غدا دي ميستورا بجنيف
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 17 مايو 2017
روما- يلتقي رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية رياض سيف، المبعوث الدولي إلى سورية ستافان دي ميستورا في مقر الأمم المتحدة في مدينة جنيف السويسرية يوم غد الخميس.
ووفق الدائرة الإعلامية للائتلاف، “يبحث سيف الذي يرافقه كل من عضوي الهيئة السياسية هادي البحرة وحواس خليل مع المبعوث الدولي، العملية السياسية الجارية في جنيف”.
وأكد رئيس الائتلاف أن “الوصول إلى الانتقال السياسي هو أهم ما نطمح إليه، وذلك من أجل الخلاص من الحكم المستبد الذي يمارسه نظام الأسد منذ أكثر من أربعة عقود”. كما شدد على “ضرورة أن تتحمل الأمم المتحدة مسؤولياتها بشكل كامل، وأن يكون دورها شامل وكامل في عملية وقف إطلاق النار، والسعي لأن تكون جميع المناطق السورية آمنة وخالية من القصف بكافة أشكاله.”
ولفت رئيس الائتلاف الوطني المعارض إلى أن “قضية المعتقلين هي من أهم القضايا التي سيتم إثارتها خلال الاجتماع مع المبعوث الدولي،” مؤكداً أن هناك “جرائم حرب يمارسها النظام داخل السجون والتي تظهر أدلتها كل يوم”. وقال “يجب أن يكون للأمم المتحدة موقف واضح من تلك الجرائم وفي محاسبة مرتكبيها”.
جهود لتوحيد موقف المعارضة السورية بجنيف ومقترح أممي لتشكيل لجنة دستورية
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 17 مايو 2017
روما- في خطوة اعتبرها البعض قد تساهم في توحيد جهود قوى وأطراف ومنصات المعارضة السورية، قام عدد من المعارضين السوريين من ممثلي (منصة القاهرة) بعقد اجتماع مع وفد للهيئة العليا للمفاوضات الممثل للمعارضة السورية في مؤتمر جنيف في نسخته السادسة.
ووفق مصادر حضرت اللقاء، كانت هناك محاولة لتوحيد جهود المعارضة والالتقاء على قواسم مشتركة في الجولة الحاليّة للمفاوضات وفِي الجولات القادمة، ومحاولة توحيد رد المعارضات السورية على اقتراح المبعوث الأممي لسورية ستافان دي ميستورا تشكيل لجنة استشارية قانونية ودستورية.
وكان دي ميستورا قد عقد لقاءات منفصلة مع وفود المعارضة السورية، وعلى رأسها الهيئة العليا للمفاوضات ومنصة القاهرة، وقدّم للهيئة العليا للمفاوضات اقتراحاً لتشكيل هيئة تشاورية حول القضايا القانونية والدستورية، رأت المعارضة السورية أنها إشكالية وتزيد من سلطة المبعوث الأممي ومكتبه، وتُهمّش وفد المعارضة، وتضع قيوداً على أي اتفاق مستقبلي يمكن أن تتفق عليه الأطراف المتفاوضة.
وقالت مصادر في المعارضة السورية من جنيف، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، فإن المعارضة السورية تجتمع اليوم (الأربعاء) مع خبراء وتقنيين من مكتب المبعوث الأممي وتبحث معهم اللجنة الاستشارية التي اقترحها دي ميستورا، لتوضيح أبعاد الاقتراح وأهدافه ومخاطره، ومن المرتقب أن تنتهي هذه الاجتماعات مساء اليوم، فيما تستمر المعارضة السورية بالتحفظ على الموافقة على تشكيل هذه اللجنة.
وتقضي الآلية التشاورية الدستورية والقانونية التي قدّمها المبعوث الأممي لوفد المعارضة المفاوض لضمان الحيلولة دون وجود فراغ دستوري أو قانوني في أي مرحلة خلال عملية الانتقال السياسي المتفاوض عليها. وستقوم هذه الآلية التشاورية “بتقديم الدعم للمباحثات السورية – السورية للمساعدة على تحقيق تقدم سريع مبنيًا على أسس دستورية وقانونية صلبة ورؤى قانونية محددة”، في إطار بيان جنيف 1 كما اعتمده مجلس الأمن 2218 و2254 و2268 و2336، على أن يترأسها مكتب المبعوث الخاص، مع ضمان حقّه بالاستعانة بعدد من الخبراء من مكتبه. وللجنة حرية التشاور بشكل منفصل مع خبراء قانونيين تسميهم الحكومة والمعارضة، كما تتشاور مع خبراء من المجتمع المدني يختارهم مكتب المبعوث الأممي من غرفة دعم المجتمع المدني والمجموعة الاستشارية النسائية أو خبراء يقترحهم مكتبه – قد تعقد اجتماعات ما بين جولات المباحثات أو أثناء المباحثات، وقد يستعين المبعوث الخاص بخبراء فنيين من الدول المعنية لمراقبة ومساندة عمل الآلية التشاورية.