أحداث الأربعاء 20 تشرين الثاني 2013
موسكو ترفض ممرات إنسانية … وتدعم حكومة انتقالية
موسكو – رائد جبر
لندن، نيويورك، دمشق، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب – جددت موسكو امس دعوتها نظام الرئيس بشار الأسد الى ضمان المساعدات الإنسانية «في أسرع وقت من دون بيروقراطية»، لكنها رفضت في الوقت نفسه إقامة ممرات إنسانية، متمسكة بأن يتم ذلك «عبر الحكومة». ونوهت بـ «مرونة» لدى المعارضة، داعية إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة.
وأعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في كلمة مطولة خلال لقائه في موسكو امس نائبَ وزير الخارجية السوري فيصل المقداد والمستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة بثينة شعبان، عن ارتياحه لتنشيط جهود التحضيرات لعقد مؤتمر «جنيف 2»، وقال إن الجهود جارية حالياً لبلورة فريق موحد عن المعارضة السورية، مشدداً على ضرورة أن «يحضر كل الأطراف السورية من دون استثناء». وقال إن بلاده تعمل على إنجاح مؤتمر يصل إلى نتائج ملموسة، وإن الحضور وحده لا يكفي، إذ «لا بد من طرح ومناقشة كل وجهات النظر» من أجل الوصول إلى الأهداف المعلنة وعلى رأسها تشكيل هيئة انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة ووضع آليات لوقف العنف وإطلاق المعتقلين السياسيين وفتح ممرات إنسانية للمناطق المنكوبة وغيرها من الأولويات الملحة». وقال إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري اتصل به هاتفياً قبل يومين، مؤكداً أن التنسيق الروسي- الأميركي متواصل ومكثّف. وأشار إلى «تطورات إيجابية في مواقف الشركاء الغربيين ونلمس جدية الولايات المتحدة في دعم مسار التسوية السياسية في سورية».
وفيما دعا لافروف النظام الى «القيام بالمزيد لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في أسرع وقت ممكن ومن دون إجراءات بيروقراطية»، أعرب في حديث نشرته أمس صحيفة «روسيسكايا غازيتا» الحكومية عن معارضته وضع ملف فتح ممرات إنسانية إلى المناطق المنكوبة في سورية كشرط مسبق لحضور «جنيف 2». وقال إن الممارسة العملية أظهرت أنه في كل الحالات التي تم فيها إنشاء ممرات إنسانية كانت تعبر من خلال هذه الممرات ليس المساعدات الإنسانية فحسب «بل أيضاً السلاح والأموال وغير ذلك من أشكال الدعم لخصوم النظام». وزاد أن «الأعراف الدولية تقتضي بأن يتم إيصال المساعدات الإنسانية عبر قنوات حكومة الدولة المعنية حصراً».
في الأثناء، قال نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الزائر لموسكو: «نقدر للسلطات السورية عدم الخضوع للاستفزازات وتعزيز التعاون مع الوكالات الإنسانية للتخفيف عن كاهل الشعب مع مواصلة الحرب على الإرهاب في الوقت نفسه».
وفي نيويورك، استعدت اللجنة الثالثة في الجمعية العامة للأمم المتحدة المعنية بانتهاكات حقوق الإنسان لتبني قرار مساء أمس يدين للمرة الأولى مشاركة «حزب الله» في القتال في سورية، إضافة إلى كل المقاتلين الأجانب، ويدعم عقد مؤتمر «جنيف ٢» في أسرع وقت لتنفيذ «جنيف 1».
وقدمت السعودية مشروع القرار الذي انضمت إلى رعايته أكثر من ٤٢ دولة، بينها قطر والكويت والإمارات العربية المتحدة ومصر والأردن واليمن وتونس والمغرب وموريتانيا، إضافة إلى الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وتركيا واليابان وسواها.
ويدين مشروع القرار «استمرار الانتهاكات الجسيمة والممنهجة والواسعة النطاق لحقوق الإنسان وجميع الانتهاكات من جانب السلطات السورية وميليشيات الشبيحة المرتبطة بها». كما يدين «جميع أعمال العنف بغض النظر عن مصدرها ويدعو جميع الأطراف إلى إنهاء جميع أشكال العنف بما فيها الأعمال الإرهابية أو التخويف التي يمكن أن تثير التوترات الطائفية». ويدين مشروع القرار «تدخل جميع المقاتلين الأجانب في سورية بمن فيهم الذين يقاتلون باسم الحكومة السورية ولا سيما حزب الله، ويعرب عن القلق البالغ من أن مشاركتهم تتسبب في استمرار تفاقم التدهور الذي تشهده حالة حقوق الإنسان، مما يرتب تبعات سلبية على المنطقة برمتها».
ويشدد على ضرورة «إنهاء الإفلات من العقاب ومحاسبة المسؤولين عن انتهاكات القانون الدولي الإنساني وانتهاكات حقوق الإنسان بما فيها التي ترقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية» ويشجع مجلس الأمن على «النظر في التدابير المناسبة لمساءلة سورية، مؤكداً على دور العدالة الجنائية الدولية في هذا الصدد». ويؤكد على أن «التقدم السريع في عملية الانتقال السياسي يمثل أفضل فرصة لتسوية الوضع في سورية.
ميدانيأ، افادت وسائل إعلام رسمية أمس أن الجيش السوري طرد مقاتلي المعارضة من بلدة قارة في القلمون وعزز قبضته على طريق سريع يربط العاصمة دمشق بمعاقل للحكومة على طول الساحل. وأكد مصدر أمني لوكالة «فرانس برس» أهمية مدينة قارة «كونها همزة وصل بين الحدود اللبنانية والداخل السوري لجهة المنطقة المتوسطة». كما تقع في المنطقة مستودعات أسلحة ومراكز ألوية وكتائب عسكرية عدة للجيش السوري. وأشار المصدر إلى أن «العملية استغرقت ثلاثة أيام» اضطر خلالها آلاف السوريين إلى النزوح إلى لبنان عبر بلدة عرسال الحدودية مع سورية.
انفجاران انتحاريان في منطقة القلمون شمال دمشق
بيروت – ا ف ب
فجر جهاديون سيارتين مفخختين في منطقة القلمون الاستراتيجية شمال العاصمة السورية، احداهما امام مبنى الامن العسكري والاخرى امام حاجز عسكري، حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وياتي الانفجاران اللذان نفذهما جهاديون ينتمون الى جبهة النصرة والدولة الاسلامية في العراق والشام غداة سيطرة القوات النظامية على بلدة قارة الواقعة كذلك في هذه المنطقة المتاخمة للحدود اللبنانية.
وكان الجهاديون توعدوا بالرد والعودة الى قارة، حسبما نقل المرصد عن نشطاء في المنطقة.
وافاد المرصد عن “استهداف جبهة النصرة بسيارتين مفخختين حاجز الجلاب ومبنى الامن العسكري قرب المدينة” التي تبعد عن العاصمة 80 كلم شمالا.
ولم يتمكن المرصد الذي وصف الانفجارين بانهما “عنيفان وهزا مدينة النبك وطريق دمشق حمص الدولي”، من تقديم حصيلة لضحايا الانفجارين.
واشار المرصد الى ان الانفجارين “ترافقا مع قصف القوات النظامية مناطق في مدينة يبرود … وسط استمرار الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي جبهة النصرة والدولة الاسلامية وعدة كتائب مقاتلة في مناطق مدينة دير عطية”.
واكد مصدر امني من جهته حدوث انفجار بالسيارة المفخخة بالقرب من حاجز على اطراف مدينة النبك.
واوضح المصدر ان “عناصر الحاجز اوقفوا سيارة اشتبهوا بها ما حدا بالسائق الذي كان انتحاريا ويضع حزاما ناسفا، الى الهرب، الا ان عناصر الحاجز تمكنوا من ملاحقته واردوه قتيلا”، مشيرا الى ان السيارة انفجرت.
واشار المصدر الى وقوع ضحايا دون ان يتمكن من تحديدها.
وبالتوازي مع ذلك، طال النزاع مدنا اخرى في منطقة القلمون بالقرب من النبك وبخاصة في يبرود، احد معاقل المعارضة المسلحة، والتي قامت القوات النظامية بشن غارات عليها الاربعاء، وفي بلدة دير عطية التي يقطنها موالون للنظام وبقيت بمنائ عن النزاع حتى الان.
واكد الجيش بعد سيطرته على قارة، تصمصمه على مواصلة “ملاحقة الارهابيين” الذين فروا من البلدة ولجأوا الى الجبال والبلدات المجاورة.
وتعتبر منطقة القلمون التي يسيطر مقاتلو المعارضة على اجزاء واسعة منها، استراتيجية كونها تتصل بالحدود اللبنانية وتشكل قاعدة خلفية اساسية لمقاتلي المعارضة لمحاصرة العاصمة.
وبالنسبة الى النظام، فان هذه المنطقة اساسية لتامين طريق حمص دمشق وابقائها مفتوحة. كما توجد في المنطقة مستودعات اسلحة ومراكز الوية وكتائب عسكرية عديدة للجيش السوري.
لافروف يتحدث عن «مرونة» المعارضة: هيئة انتقالية بصلاحيات كاملة
موسكو – رائد جبر
أعربت موسكو عن ارتياحها لوتيرة التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر «جنيف2» وتحدثت عن «مرونة» من جانب المعارضة السورية. ووجّه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رسائل قوية إلى طرفي الأزمة السورية، وشدد على ضرورة «حضور كل أطراف الأزمة» المؤتمر، مكرراً موقف بلاده الرافض وضع شروط مسبقة على الحضور. لكنه شدد على «حق كل طرف – مئة في المئة – في طرح ما يريد على طاولة الحوار»، وأشار إلى أن بلاده لمست «جدية الولايات المتحدة في دعم التسوية السياسية للأزمة في سورية».
واستهل لافروف، أمس، جلسة محادثات مع وفد رسمي سوري ضم نائب وزير الخارجية فيصل المقداد ومستشارة الرئيس بثينة شعبان بمقدمة طويلة جداً استمرت نحو خمسين دقيقة، خلافاً لتقاليد البروتوكول الروسي، وجّه خلالها رسائل قوية إلى طرفي الأزمة السورية، حكماً ومعارضة.
وبدأ لافروف حديثه بالإعراب عن ارتياحه لتنشيط جهود التحضيرات لعقد مؤتمر «جنيف2»، وقال إن الجهود جارية حالياً لبلورة فريق موحد عن المعارضة السورية، معرباً عن تأييده هذا التوجه، و «لكن إذا فشلنا في ذلك يجب البحث عن خيارات أخرى»، مشدداً على ضرورة أن «يحضر كل الأطراف السورية، من دون استثناء أي طرف» .
وأكد أن بلاده تعمل على إنجاح مؤتمر يصل إلى نتائج ملموسة، وأن الحضور وحده لا يكفي إذ «لا بد من طرح ومناقشة كل وجهات النظر» من أجل الوصول إلى الأهداف المعلنة وعلى رأسها تشكيل هيئة انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة ووضع آليات لإيقاف العنف وإطلاق المعتقلين السياسيين وفتح ممرات إنسانية للمناطق المنكوبة وغيرها من الأولويات الملحة».
وشدد لافروف على أن موقف بلاده لا يقتصر على رفض الشروط المسبقة من أي طرف، مصرّاً على «حق كل الأطراف المشاركة – مئة في المئة – في طرح ما تريد من ملفات للنقاش».
وقال إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري اتصل به هاتفياً قبل يومين، مؤكداً أن التنسيق الروسي – الأميركي متواصل ومكثّف. وأشار إلى «تطورات ايجابية في مواقف الشركاء الغربيين ونلمس جدية الولايات المتحدة في دعم مسار التسوية السياسية في سورية».
وكان لافروف أشار قبل اللقاء إلى ما وصفها «مرونة» من جانب المعارضة السورية، وقال إن «الائتلاف الوطني السوري المعارض بدأ يُظهر واقعية أكثر في مواقفه». وأكد أن موسكو مهتمة بأن تشكّل المعارضة السورية وفداً موحداً في هذا المؤتمر يشارك في عمل «جنيف 2» على أساس بيان جنيف دون شروط مسبقة من أجل وقف العنف وإطلاق العملية السياسية وإقامة هيئة انتقالية. لكنه اعتبر أن تشكّل وفد موحد ليس شرطاً للمشاركة في «جنيف 2». وقال ديبلوماسيون روس لـ «الحياة» إن موسكو تعتبر أن لقاء جنيف المقرر الإثنين المقبل بحضور المبعوث الدولي – العربي الأخضر الإبراهيمي، سيكون حاسماً لجهة محاولة تحديد موعد نهائي لعقد المؤتمر، مشيرين إلى «توافق روسي – أميركي على الموعد نحو منتصف الشهر المقبل». لكن المصادر ذاتها أضافت أن ذلك سيعتمد بالدرجة الأولى على نتائج زيارة مرتقبة لرئيس الائتلاف أحمد الجربا إلى موسكو، متوقعة أن تتم نهاية الأسبوع الجاري، على رغم أن بعض المصادر تحدث عن إبلاغ الجربا موسكو بأنه سيرسل وفداً من المعارضة لإجراء محادثات في العاصمة الروسية مع إمكان أن يزورها هو لاحقاً في ضوء نتائج محادثات وفد المعارضة مع المسؤولين الروس.
إلى ذلك، أعرب لافروف في حديث نشرته أمس صحيفة «روسيسكايا غازيتا» الحكومية عن معارضته وضع ملف فتح ممرات إنسانية إلى المناطق المنكوبة في سورية كشرط مسبق لحضور «جنيف2». وقال إن الممارسة العملية أظهرت أنه في كل الحالات التي تم فيها إنشاء ممرات إنسانية كانت تعبر من خلال هذه الممرات ليس المساعدات الإنسانية فحسب «بل أيضاً السلاح والأموال وغير ذلك من أشكال الدعم لخصوم النظام». وزاد أن «الأعراف الدولية تقتضي بأن يتم إيصال المساعدات الإنسانية عبر قنوات حكومة الدولة المعنية حصراً».
ونقلت عنه «فرانس برس» قوله في مقابلة مع صحيفة روسية: «حين توضع المطالب جميعها على الطاولة من هذا الجانب وذاك، يمكننا أن نتوصل إلى تسوية من خلال تنازلات متبادلة. وحتى الآن لم نصل إلى هذه المرحلة، لأنه بالرغم من أننا نلاحظ علامات واقعية أكثر فأكثر في صفوف المعارضة، فإنها لم تشكّل حتى الآن الوفد الذي يمثّل مجمل المجتمع السوري». وأضاف أن «الائتلاف الوطني السوري المدعوم من قوى إقليمية وغربية بوصفه الممثل الرئيسي للشعب السوري، وهذا مبالغ فيه لأن الائتلاف لا يمثّل حتى المعارضة كلها، يحاول احتكار هذه العملية».
وأكد لافروف «لكن المشكلة انه لا توجد أرضية بناءة يمكن توحيد المعارضين كافة حولها». وأضاف «أن المعارضة السورية في الداخل التي هي بعكس معارضة الخارج التي يمثلها الائتلاف، لديها رؤية تقترح الإبقاء على دولة سورية علمانية وسلمية تحترم حقوق المواطنين. ومن المهم الاتحاد حول أرضية من هذا النوع».
وتابع لافروف أن «المثالي هو أن تتمثل المعارضة بوفد واحد وان تتحدث بصوت واحد في جنيف2». ومضى يقول «واذا كان ذلك غير ممكن بسبب أن المعارضين المتشددين يصرون على شروط غير مقبولة، يتعين على المعتدلين العمل على أن يتمثل مجمل القوى السورية بطريقة صحيحة في المؤتمر».
في الأثناء قال نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الزائر لموسكو، إن بلاده لم ترسل سلاحاً أو مقاتلين إلى سورية، لكنه أوضح أن «مسستشارينا العسكريين يقدمون المشورة للسوريين ليتمكنوا من محاربة الإرهاب». وأضاف عبداللهيان في مؤتمر صحافي عقده أمس، أن «مساعدتنا لسورية ستستمر.. وايران بدون شك ستلعب دوراً بناء وفعالاً في تسوية الأزمة السورية سياسياً».
وأوضح أن الديبلوماسيين الايرانيين التقوا في موسكو الوفد السوري الرسمي الزائر لروسيا، و «أعتقد أننا نقترب من عقد المؤتمر.. وبحسب معلوماتنا الأولية فإنه تم التأكيد على مشاركة بعض الدول».
الجيش السوري النظامي أعلن سيطرته على قارة / موسكو: الأولوية لمحاربة الإرهاب وليس لتغيير الأنظمة
(و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)
أعلن الجيش السوري النظامي سيطرته أمس على بلدة قارة الواقعة في منطقة القلمون الاستراتيجية شمال العاصمة السورية. وأكد مصدر أمني أهمية هذه البلدة على مسافة 100 كيلومتر شمال دمشق “كونها همزة وصل بين الحدود اللبنانية والداخل السوري لجهة المنطقة المتوسطة”. وتوالى سقوط القذائف على احياء وسط العاصمة السورية ومنها ما اصاب الجدار الداخلي للجامع الاموي في دمشق القديمة.
وفي ريف دمشق، تحدث “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له عن ارتفاع حصيلة قتلى تفجير مبنى ادارة المركبات في حرستا “ليصل إلى 68 عسكريا بينهم 13 ضابطا على الاقل أحدهم برتبة لواء وثلاثة برتبة عميد”، مشيراً الى ان “العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود المزيد من الجرحى”.
وفي حلب، افادت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” ان “أربعة مواطنين قتلوا وان عشرة آخرين أصيبوا من جراء اعتداء ارهابي بقذيفتين صاروخيتين على القصر البلدي في مدينة حلب”.
سياسياً، رأت موسكو أن وضع حد لنشاطات “الارهابيين” الذين يقاتلون في سوريا يجب ان يكون من المواضيع التي تتصدر جدول اعمال مؤتمر السلام في جنيف.
ومن المرجح ان تثير تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف استياء المعارضة المسلحة في سوريا، كما يخشى معارضو الرئيس السوري بشار الاسد ان يكون احتمال خروجه من السلطة لم يعد في رأس اولويات القوى الغربية.
وقال لافروف: “بدأت الغالبية الساحقة من شركائنا في جميع المناطق تدرك أن محاربة الارهابيين اينما أطلوا برؤوسهم وليس تغيير الانظمة الحاكمة هو اولويتنا المشتركة بلا تحفظ”. واضاف: “نحن نعتقد ان هذا يجب ان يكون من المواضيع الرئيسية على جدول اعمال المؤتمر الدولي”، ودعا دمشق الى بدء العمل مع جماعات المعارضة المعتدلة للاتفاق على سبل محاربة “الارهابيين الذين يحاولون الاستيلاء على السلطة”.
واعتبر بعد لقائه مع المستشارة الرئاسية السورية بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في موسكو، ان مؤتمر جنيف- 2 يجب ان يبحث ايضاً في سبل انهاء العنف في سوريا واطلاق السجناء السياسيين والاسرى وزيادة امكان وصول المساعدات الانسانية.
من جهة أخرى، صرّح نائب وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان في موسكو ان بلاده تعتقد ان جنيف- 2 قد يعقد قريباً لكن جماعات المعارضة السورية لم تلتزم بعد التزاماً كاملاً بحضوره. وقال: “يبدو اننا نقترب من عقد مؤتمر جنيف – 2”. واضاف: “نحن نعتقد ان الاستعداد الكامل للمشاركة لا يزال غائبا في صفوف المعارضة”.
ويلتقي مبعوثان من الولايات المتحدة وروسيا الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي في 25 تشرين الثاني لمناقشة احتمالات عقد مؤتمر جنيف.
موسكو ودمشق: مكافحة «الإرهاب» أولاً
استرجاع الجيش لقارة يمهّد لمعركة القلمون
زياد حيدر
مع دخول الجيش السوري بلدة قارة أمس، يكون العد التنازلي قد بدأ عملياً، للسيطرة على القلمون، انطلاقا من البلدات التي شكلت عنصر المد اللوجستي والبشري لمسلحي شمالي وجنوبي دمشق، وأبرزها قارة ويبرود ورنكوس، وصولاً إلى الجرود التي سيطل منها على بقية السلسلة الجبلية التي تشتهر تاريخياً بخطوط التهريب المتبادل بين لبنان وسوريا.
بدت عملية الجيش سهلة بالمقارنة مع عمليات أخرى، بالصعوبة ذاتها، كما في القصير، وقبلها بابا عمرو في حمص، والمعارك المستمرة منذ أكثر من عام في داريا ودوما وجوبر.
وفسر عسكريون هذا النجاح مجدداً، بوجود جهد استخباري واستطلاعي مثمر سبق العملية، مشيرين إلى تعاون الكثير من المناطق المستهدفة مع الجيش. كما ذكر متحدث عسكري باسم الجيش أمس، أن استراتيجية الجيش تمثلت باستهداف «مقار ومخازن الفصائل الإرهابية» بعد تحديد أماكنها بدقة، ما سمح باستنزاف سريع لقوى المعارضة. (تفاصيل ص 14)
وبالتزامن مع إعلان الجيش انتصاره السريع بخسائر بشرية معدومة تقريباً، أطلق الجانبان السوري والروسي نداء منسقاً بعد يومين من المشاورات، نحو ضرورة أن يكون موضوع التوافق في مؤتمر «جنيف 2» المرتقب، هو «التحالف ضد الإرهاب».
وبينما اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد لقاء الوفد السوري الذي ترأسه نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، أن «الأولوية في مؤتمر جنيف هي لمكافحة الإرهاب وليس لتنحي الرئيس (السوري بشار) الأسد»، سارع المقداد إلى اقتراح إنشاء «تحالف وطني معاد للإرهاب والتدخل الخارجي في سوريا»، مشدداً على أن محاربة الإرهاب أمر مسلم به وهو موضوع يجب أن تتوافق عليه الأطراف السورية قبل الدخول في مفاوضات جنيف».
وأنهى الوفد السوري الذي ضم كلا من المقداد والمستشارة الرئاسية بثينة شعبان ومعاون وزير الخارجية أحمد عرنوس مشاوراته في العاصمة الروسية أمس، في «أجواء اعتيادية من التفاهم بين الطرفين».
وبينما انطلقت شعبان في مهمة رسمية إلى الهند، يعود اليوم الوفد الديبلوماسي إلى دمشق، حيث علمت «السفير» بأن الجانبين السوري والروسي، «لا يشعران بتفاؤل كبير بقرب انعقاد جنيف 2»، بالرغم من ترجيح موعد غير رسمي لانعقاده الشهر المقبل.
وطرح الروس مجدداً عقد لقاءات موسعة غير رسمية بين الحكومة السورية والمعارضة، حيث من المرجح أن تسعى موسكو إلى هذه العملية بعد تقييم نتائج اجتماع الخامس والعشرين من الشهر الحالي.
وكان الرئيس السوري بشّار الأسد أشار أمس، إلى أن «السعودية تحاول تعطيل بعض التفاهمات الدوليّة والإقليمية، كما أنها تسعى بكلّ ما أوتيت من قوّة إلى تأجيل انعقاد مؤتمر جنيف 2».
وقال الأسد، خلال لقائه 22 شخصية سياسية تمثّل الأمانة العامة لـ«المؤتمر العام للأحزاب العربية» المنعقد في دمشق بدورته الطارئة، إن «سوريا لن تؤكل من جديد»، لافتاً إلى أن «دمشق يمكن أن تعقد مصالحات مع المعارضة الخارجية، لكنها لا تستطيع أن تعفو عن الذين خانوا سوريا وأهدروا دم شعبها».
وأعلن لافروف أمس، أنه اتفق مع نظيره الأميركي جون كيري على اللقاء خلال الأيام المقبلة، قائلاً خلال محادثاته مع الوفد الحكومي السوري في موسكو، «شعرت من جهته (كيري) بتأكيد التوجه نحو عمل ثابت وفق مبادرتنا لعقد جنيف 2».
المعركة التي ستحسم حكم الاسد
صحف عبرية
‘الشروط المسبقة للمؤتمر الذي يفترض أن يؤدي الى اختراق في الازمة السورية لم يقبلها بعد الرئيس السوري بشار الاسد ولا المعارضة ايضا. وبينما تجري على المستويات العليا محادثات على حل الازمة، تستعد القوى في الميدان للمعركة الكبرى.
تأتي الجهود لانهاء الحرب في سوريا وجمع الاطراف في مؤتمر مشترك وصولا الى تسوية سياسية بينما تنقسم سوريا عمليا الى ثلاث دول مختلفة. الحدود العراقية يسيطر عليها مقاتلو جبهة النصرة وداعش المتماثلون مع منظمة القاعدة. ومن هذه المنطقة يأتي مقاتلون وذخيرة دون أي تدخل من الجيش السوري. وفي الشمال الغربي من سوريا يسيطر الاكراد أساسا.’ وتشكل منطقة الحدود مع تركيا والعراق في الشمال الشرقي من سوريا منطقة كردية بكل معنى الكلمة منذ أكثر من سنة، ومؤخرا أعلن الاكراد بان في نيتهم الاعلان عن المنطقة كدولة عمليا.
على الحدود الاردنية تعمل منظمات الثوار تحت قيادة الجيش السوري الحر وفي منطقة هضبة الجولان لا تزال قوات الثوار تقاتل ضد قوات الاسد وحزب الله، وتلقى الاخيرون مؤخرا تعزيزا من مقاتلين دروز من لبنان.
بشار الاسد تشرين الثاني 2013 هو رئيس دولة ضيقة الحجوم، تمتد من دمشق عبر الطريق الصاعد الى حمص وادلب، وحتى اللاذقية في الشمال مركز الطائفة العلوية. معارك السيطرة بين الجيش السوري المعزز بقوات حزب الله وقوات الثوار المختلفين تجري على حدود دولة الاسد الجديدة من جنوب دمشق، في شرق حمص، في شرق ادلب وفي شمال اللاذقية. ويحرص الاسد على الاحتفاظ بمدن الميناء، التي هي عمليا الحدود الوحيدة التي يسيطر عليها الرئيس السوري.
منذ البداية رأى الرئيس السوري في لبنان الساحة الخلفية لسوريا. اتفاقات سايكس بيكو التي مزقت لبنان عن ‘سوريا الكبرى’ لم تكن جزءا من قاموس الاسد. ولشدة المفارقة، فان لبنان اليوم، الذي يسيطر عليه بمفاهيم عديدة حزب الله هو الذي ينقذ الاسد من الهزيمة.’
في حزيران الماضي تجند مقاتلو حزب الله بجموعهم للحرب في القُصير، بل وفقدوا هناك مقاتلين كثيرين في المعركة. ودارت المعركة على محور دمشق بيروت. الطريق المركزي لبشار الاسد الى لبنان.
في الاشهر الاخيرة بدأت معركة استراتيجية اخرى على جبال قلمون. سلسلة الجبال هذه هي عمليا استمرار لسلسلة جبل الشيخ وقد شكلت دوما مسارات للتهريب. وفي الجبال توجد المعابر السرية التي كان يستخدمها مهربو الافيون من لبنان الى سوريا وتستخدم اليوم معابر لمقاتلي حزب الله الذين يصلون الى سوريا للانضمام الى حماية حليفهم السوري. كما أنها طريق هروب لمن هو معني بممر آمن من سوريا الى المطار في بيروت فيقطع الطريق الملتوي والجبلي.
يستخدم هذه المعابر اساسا مهربو السلاح الذين يقطعون الطريق المعاكس من سوريا الى لبنان. وحسب تقارير اجنبية، تنقل في هذا المسار صواريخ بعيدة المدى من طراز فاتح 110 التي يزعم ان اسرائيل قصفتها في ايار الماضي. هذا السلاح، الذي يصل في معظمه من ايران، ينقل مباشرة الى المخزن الكبير لحزب الله في بعلبك في البقاع.
قرار الاسد الاستراتيجي للالتصاق بلبنان لضمان معبر آمن الى خارج سوريا يجلب نحو 20 الف مقاتل لحزب الله الى المعركة على المنطقة. وبالمقابل، ليس أقل من أربع منظمات ثوار مختلفة، ومنها جبهة النصرة تسعى الى السيطرة على معابر الحدود على أمل شل قوات الرئيس.
وفي الافلام التي ينشرونها على الشبكة يمكن للمرء أن يرى مقاتلين يتحركون’ بسيارات تجارية ارفقت بها مدافع ثقيلة. كما تظهر في الافلام ايضا دبابات سقطت في ايدي الثوار.
‘تدخل حزب الله
‘يحاول الثوار الان السيطرة على الطريق المؤدية من دمشق الى قلمون بهدف التشويش على انتشار الجيش السوري. ومع بدء المعارك اعلن المسؤولون في سوريا عن اغلاق الجامعة والمؤسسات الحكومية في مدينة قلمون واخلاء المستشفيات والمدارس بشكل فوري. وسارع السكان الى ترك بيوتهم قبل المعركة وفهمت العائلات في الجانب اللبناني من السلسلة الجبلية التي تعرضت لصواريخ الثوار السوريين الرسالة فأخلوا هم ايضا منازلهم. واذا كان حسن نصرالله الامين العام لحزب الله وصف في بداية المعركة في سوريا نشاط منظمته في سوريا بانه ‘دفاع عن النفس يقوم به اللبنانيون الشيعة الذين يعيشون في سوريا’، ففي اثناء الاحتفال في يوم عاشوراء الاسبوع الماضي أوضح نصرالله بان في نية حزب الله البقاء في سوريا بقدر ما يلزم في ضوء الهجوم الدولي على سوريا.
”هدف وجودنا في سوريا هو مشاركة مقاتلين في الحرب على الارض السورية واضح. نحن ندافع عن أمن لبنان، عن فلسطين وعن الانتفاضة الفلسطينية’، قال نصرالله واضاف: ‘سوريا حرصت دوما على دعم الثورة ضد اسرائيل رغم كل الخطوط الدولية والاقليمية التي تعرضت لها’. ونقل عن مسؤول في المنظمة اللبنانية الشيعية في وسائل الاعلام الاجنبية قوله انه ‘لو لم يتدخل حزب الله في سوريا لكان نظام الاسد سقط في غضون ساعتين’. واضاف المسؤول بان منظمة حزب الله اتخذت القرار بالعمل داخل سوريا انطلاقا من التفكير بان سقوط نظام الرئيس السوري هو أمر غير مقبول ومحظور أن يحصل. وقال المسؤول ان ‘سقوط سوريا في يد الثوار سيؤدي الى وضع يكون فيه حزب الله محاصر بالاعداء من كل جانب. حزب الله يساعد النظام السوري في القتال في عدة جبهات، والجيش السوري يعمل حسب الخطة التي وضعناها’.
أساف جبور
معاريف 19/11/2013
فوبيا إسمها معركة ‘درعا’ تثير قلق الأردنيين: رسائل من الأسد بعنوان إنتظرونا في الجنوب بعد القلمون.. تحذيرات من التيار السلفي ونشاط سعودي
بسام البدارين
عمان ـ ‘القدس العربي’: يرسم الأردن سيناريوهات متعددة لما سيكون عليه المشهد قريبا في عمق حدوده الشمالية مع سورية بعدما أرسل الرئيس السوري بشار الأسد رسالة واضحة عبر احدى القنوات الفلسطينية يحدد فيها أولويات معركته العسكرية في اخضاع المتمردين المسلحين تحت عنوان قرب إستحقاق معركة درعا مباشرة بعد الإنتهاء من معركة القلمون.
هذه الأولويات التي تحدث عنها الرئيس السوري بصورة واضحة وعلنية خلال استقباله وفدا من انصاره الأردنيين مؤخرا أثارت الكثير من الهواجس السياسية والأمنية لدى المؤسسة الأردنية لكنها انتهت في الوقت نفسه بتنشيط حركات الإستشعار والإتصال خلف كل الأضواء مع مؤسسة الأمن السورية تحت عنوان تبادل المعلومات والتقييم فيما يخص العدو المشترك وهو الجماعات المتشددة.
التيار السلفي والجهادي الأردني المؤيد لصورة علنية لجبهة النصرة المتمركزة بدورها في منطقة درعا حيث مسرح عملياتها الرئيسي بدأ يجمع الملاحظات ويراكم التحذيرات من اي تسهيلات أردنية يمكن أن تقدم للنظام السوري. محامي التنظيمات الجهادية موسى العبد اللات حذر مجددا عبر ‘القدس العربي’ من الحسابات الخاطئة التي يمكن ان يتورط بها صانع القرار الأردني اذا ما شارك في أي حملة تستهدف المجاهدين خصوصا في سورية.
جرعة التخدير بالنسبة للعبداللات كانت مضاعفة عندما قال بأن بعض المعطيات تشير لأن النظام في الأردن يحاول مغازلة النظام السوري المجرم معتبرا ان هذه المغازلة لا تنطوي على أي حكمة من اي نوع ويمكنها ان تخلط الكثير من المعادلات والأوراق مضيفا: اتجاهات الشعب الأردني واضحة في الوقوف ضد نظام دمشق ولا مجال للمزاودة عندما يتعلق الأمر بمصالح الأردن.
نفس المنطق يستخدمه السفير السوري في عمان الجنرال بهجت سليمان وهو يتحدث باسم الشعب الأردني المناصر لسورية بشار الأسد كما وصفها مع وجود قلة من هذا الشعب الطيب كما قال سليمان ضد سورية وهي قلة تورطت في التآمر أو انزلقت نحو الإرتزاق أو تأثرت بالدعاية المضادة.
وجهة نظر رئيس الوزراء الأردني الاسبق الجنرال معروف البخيت وهو أيضا خبير عسكري وأمني تتمحور حول المفاجأة التي سجلها الجيش السوري طوال السنوات الثلاث الماضية بعدما تمكن بصلابة من الصمود معاكسا لتلك السيناريوهات والنظريات التي كانت تتوقع انهياره إما بالانشقاق او بالضخ الميداني.
البخيت تحدث امام ‘القدس العربي’ عن فهم خاطىء تمأسست عليه حسابات الأطراف التي فكرت في البداية بتقويض المؤسسة السورية وهي وجهة نظر تنسجم مع ما يقوله المحلل الاستراتيجي الدكتورعامر السبايلة وهو يشير الى أن المؤسسة العسكرية السورية لاعب اساسي كان في الماضي القريب وسيبقى خصوصا عندما يتعلق الأمر بطاولة التسوية.
لا يخفي خبراء من وزن البخيت شعورهم بان المعارضة السورية خصوصا في الخارج تبرز نفسها أحيانا على شكل ظاهرة صوتية فبعض المعارضين لا يوجد لهم ولو مسلح واحد في الميدان السوري والقوات المسلحة السورية أظهرت قوتها وصلابتها وفي وضع يشير الى تقديم الدعم اللوجستي والسياسي والمالي لها من لاعبين كبار في المنطقة والعالم. هذا الوضع الميداني والواقعي مع تنامي شعور الدول القوية بان الجماعات الأصولية المتشددة تتحشد في شمال وجنوب سورية خلق تعقيدات مبالغ فيها على المستوى الميداني.
وفي الوقت الذي يقول فيه الناطق الرسمي الأردني محمد المومني بان أهم ما يقلق بلاده هو وجود دولة سورية قوية قادرة على احتواء مشكلاتها خلف الحدود مع الأردن تراقب السلطات الأمنية ما يوصف بانه جيش من المسلحين المجاهدين، الأمر الذي يعكس في الواقع مخاوف يصفها احد المراقبين السياسيين بـ’فوبيا درع′.
هذه المخاوف تنامت في الآونة الأخيرة لدى الأردنيين حيث بدأ كبار المسؤولين منهم يرددون عبارات واضحة يفهم منها بأن عمان قلقة ومتوترة من العدد الكبير للمتطرفين والجهاديين الذي يتجمع في العمق السوري بعد الحدود الشمالية.
مخاوف من هذا النوع سمعتها ‘القدس العربي’ من المومني ومن رئيس الوزراء شخصيا الدكتور عبد الله النسور مما يعكس تزايدا في مستوى القلق انعكس في الواقع على الأحكام القضائية القاسية التي صدرت من محكمة امن الدولة طوال الأسابيع الماضية بحق من تصفهم السلطات بالمتسللين الى سورية وهم سلفيون مجاهدون يحاولون تلبية نداء الواجب كما يصفهم العبداللات رافضا مسلسل العقوبات المغلظة بحق كل من يحاول العبور نحو الضفة الأخرى في الوطن السوري الذي يحكمه الظلم والطغيان كما يقول.
جبهة النصرة بدورها تبدو الطرف الاقوى في المعادلة ميدانيا في درعا، ونشاطات الأمير السعودي بندر بن سلطان تتمركز في عمق ومحيط مركز حدود نصيب في درعا وسط محاولة سعودية محمومة لتقليص حضور السلفيين الجهاديين من جبهة النصرة لصالح قوات علمانية من المعارضة السورية يتردد ان السعودية تدعمها.
هذه المؤشرات مجتمعة تعني بأن نيران تصفية الحسابات مع النفوذ الميداني العسكري لفصائل المعارضة المسلحة تقترب من حدود الأردن الشمالية لأن أولويات بشار الأسد التي جدد التأكيد عليها أمام أنصاره الأردنيين تقول بأن معركة استعادة درعا ستبدأ فورا بعدما أسماه بتحرير القلمون.
ما يمكن قوله باختصار وبساطة أن الوضع معقد جدا في درعا والأردن يراقب ما يجري عن كثب وبحالة قلق.
ايطاليا متخوفة من وجود عناصر جهادية بين المهاجرين غير الشرعيين
عواصم ـ وكالات: قالت وزيرة الخارجية الايطالية إيما بونينو إن عناصر من تنظيم القاعدة ربما يكونون ضمن آلاف المهاجرين الذين يعبرون البحر المتوسط بقوارب من أفريقيا إلى أوروبا، وهو ما يشكل خطرا أمنيا محتملا على الاتحاد الأوروبي.
وتسعى ايطاليا للحصول على المزيد من المساعدة من شركائها في الاتحاد الأوروبي للتصدي لأزمة وصول آلاف المهاجرين الأفارقة إلى جزيرة صقلية هذا العام ومقتل المئات منهم أثناء هذه الرحلة.
وقالت بونينو في مؤتمر صحافي أثناء اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل ناقش هذه القضية ‘نحن لدينا شكوك أن بين المهاجرين كانت هناك عناصر جهادية وأعضاء في تنظيم القاعدة’.
وأضافت انها لن تتحدث عن خطر إرهابي في هذه اللحظة لكنها تحذر من ‘خطر أمني’ يشكله الجهاديون.
وتريد ايطاليا أن يشن الاتحاد الأوروبي مهمة لمكافحة الاتجار بالبشر والجريمة المنظمة في البحر المتوسط في إطار السياسة الأمنية المشتركة للاتحاد.
وقالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون إن وزراء خارجية الاتحاد ناقشوا التداعيات الأمنية للهجرة غير الشرعية على الدول الثماني والعشرين الأعضاء.
وزادت ايطاليا من عدد الدوريات في الطرق البحرية بينها وبين ليبيا وتونس منذ غرق أكثر من 360 مهاجرا معظمهم من اريتريا مطلع شهر تشرين الأول بعد أن انقلب المركب الذي يقلهم قبالة سواحل جزيرة لامبيدوسا. وغرق قارب اخر بعد ذلك بأسبوع ولا يزال مصير نحو 200 شخص مجهولا.
وحسب الأرقام الصادرة عن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وصل أكثر من 3200 مهاجر من أفريقيا والشرق الأوسط إلى ايطاليا ومالطا هذا العام.
صحف بريطانية: في سورية لم يعد هناك ثورة بل حرب أهلية لم نعد نتحدث عن مواجهة النظام بل تآمر المعارضين على بعضهم البعض
إبراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’ ‘ لم هذه تعد ثورة بل تحولت إلى حرب أهلية’، فقد حل الإقتتال والتنافس بين الجماعات المعتدلة والجهادية محل الآمال العالية للإنتفاضة وجعلت قادتها الأول يعيشون حالة يأس′. هذه الحالة المأساوية التي وصلت إليها الثورة السورية جعلت من رجل أعمال ذي نزعة سلفية يتمنى بقاء الأسد في السلطة عامين أطول لأن انهيار نظامه سيضع الختم على الكارثة التي تعيشها سورية، وستتقسم البلاد.
ورجل الأعمال هذا واحد من مجموعة من الرجال الذين قابلهم مراسل صحيفة ‘الغارديان’ غيث عبدالأحد على الحدود التركية، حيث وصفوا حال الثورة التي انزلقت من حالتها السلمية إلى عنف طائفي، حيث حلت الشعارات الأولى للثورة ‘حرية، إسلام، عدالة اجتماعية’ بشعارات’خيانة، هزيمة وغضب موجه ضد الميليشيات والجهاديين والقوى الأجنبية التي تقاتل على أرض سورية’.
ويعبر رجل الأعمال وآخرون عن استغرابهم من حال الثورة وما آلت إليه، حيث تتغير التحالفات ومعها تتغير الأهداف التي يودون تحقيقها، فالعدو/ النظام بعيد عنهم والجهاديون يعملون قربهم، فيما تتراجع مواردهم أما عائلاتهم فممزقة، وخسروا مزارعهم وقراهم للميليشيات التابعة للنظام، فيما أظهر حلفاء الثورة عدم مصداقية او في أحسن حال يقومون بالتآمر على بعضهم البعض.
وتحدث الصحافي إلى رجل أعمال ومهرب ومنشق عن الجيش السوري حيث قرأ من خلال شهاداتهم حال الثورة السورية اليوم. ويقول إن رجل الأعمال اكثر الرجال دهاء وحنكة، فهو سلفي ملتزم، وكان مرة رجلاً ثرياً من مدينة حمص، ولكنه بعد عامين ونصف من الحرب، أنفق كل ثروته على شراء الأسلحة والذخيرة، وما تبقى منها ينفق على عائلات القتلى والجرحى وعائلات المفقودين الذين يقبعون في مخيمات اللجوء.
3 بدل من 10 دويلات
وعبر رجل الأعمال عن مخاوفه على سورية حيث قال ‘أريد بقاء بشار لمدة عامين’، و’ستكون كارثة لو سقط نظامه الآن، لأننا سنقسم الى دويلات ستتقاتل فيما بينها وسنذبح بعضنا البعض، سواء كنا قبائل وإسلاميين او كتائب’ مقاتلة. ويضيف أنه لو بقي النظام لعدد من السنوات فقد يتفق خلالها المقاتلون المعارضون له على شكل ‘سورية الجديدة’ وعندها ‘قد ننتهي بثلاث دول لا عشر’كما هو متوقع. ولكن رجل الأعمال توقع استمرار القتل الطائفي حتى يتم تحقيق التطهير الطائفي في كل سورية والمنطقة مضيفاً ‘ إما العلويون او السنة، إما هم أو نحن، ربما بعد عشرة أعوام قد نشعربالملل من قتل بعضنا البعض ونتعلم كيف نتعايش’، ولكن هذا سيكون بعد عشرة أعوام وليس الآن على حد قوله.
وما يجمع الثلاثة أنهم يعملون في كتيبة واحدة وكانت تعتبر المفضلة للقطريين والدعاة السعوديين والنواب الكويتيين الذين كانوا يتبرعون اليها بالمال. ويلتقي رجل الأعمال بشكل دوري مع المسؤولين الأمنيين التركيين الذين يعملون على تأمين شحنات الأسلحة عبر الأراضي التركية. ولكن تزايد تأثير الجهاديين والتنافس على الموارد الذي تدفعه عوامل شخصية أكثر من كونه أيديولوجيا أدى إلى إخراج الكتيبة من مركزها في شرق البلاد الغني بالنفط ، ورحيل الكثير من مقاتليها إلى كتائب أخرى فيما قام بعضهم بالإعلان عن انشاء كتائبهم الجديدة.
وكانت نتيجة ما حدث هو اتهام المتبرعين الخليجيين للثلاثة بأنهم يقومون ببذر بذور الفرقة في المجتمع، وقرروا التوقف عن دعمهم وتقديم الدعم لجماعات إسلامية متشددة بدلاً من ذلك. ويقول رجل الأعمال في أثناء الحديث ان ما يجري في سورية ‘لم يعد ثورة ضد النظام بل هي حرب أهلية’.
المهرب
في اليوم الثاني قابل الصحافي المهرب الذي جلس مع رجلس الأعمال في غرفة أثاثها قليل حيث تحادثا حول شحنة مفقودة للصواريخ، ويشير إلى تاريخ المهرب هذا الذي أنشأ أول شبكة تهريب له عندما كان في عمر الـ17 ولم يحمل في حياته جواز سفر أو هوية، لكنه يتاجر في كل شيء من الأسلحة إلى السيارات، ويعرف كل طرق التهريب عبر لبنان.
ويشير إلى بيت عائلته من خلال ‘غوغل ارث’ حيث كانت تعيش عائلته الممتدة فيه، ويقول إنها الآن مشتتة، فعندما كانت في سورية كان يخاف عليها، وفي الوقت الحالي ‘خرجوا، وفقدت ارضي، فإني وصلت حالة من اليأس′ لدرجة أنني في بعض الأحيان ‘لا أستطيع التنفس′ لثقل العبء الذي يحمله تجاه عائلة مكونة من 20 فرداً وعلاقته بالثورة التي قال إنها بدأت منذ البداية ‘وكنت أظن ان هناك تقدما سيحصل، أما الآن فقد خسرنا كل شيء ولم نعد نتحدث عن خطط عسكرية وضرب النظام بل نتآمر على بعضنا البعض’.
الملازم المنشق
أما الرجل الثالث فهو المنشق عن الجيش، بدوي قضى طفولته في الرعي وكان يقضي أسابيع مع مواشيه وهو يتنقل معها عبر التلال الجرداء. وكانت المدرسة تبعد عن محل إقامتهم 3 كيلو مترات. ومثل بقية البدو انضم للجيش بعد إكماله الشهادة الثانوية وتدرج في سلك العسكرية حتى أصبح برتبة ملازم.
وعندما اندلعت الإنتفاضة انضم للمقاتلين في الشمال، وصنع سمعته عندما قام بمهاجمة قاعدة عسكرية وغنم منها العديد من الدبابات ليصبح قائد أول فرقة مدرعات في المعارضة.
وفي تلك الأيام كان بلحيته التي تشبه لحية تشي غيفارا يقرأ كتب التاريخ ويحاول استلهام دروس منها خاصة التكتيكات التي استخدمها الروس في الحرب العالمية الثانية. وهو لا يتحدث كثيراً وان فتح فمه فإنه يتحدث بصراحة لدرجة الوقاحة حسب التقرير. ويقول التقرير إن الملازم كان حريصاً على فرض الانضباط في فرقته العسكرية والذي لم يكن يتحقق بدون الإحترام والسجل القتالي في المعركة، فهو كما يقول الملازم السابق ليس لديه سجن أو مال ليقدمه للمقاتلين.
في المعسكر
وفي زيارة لسورية، بمعية المهرب ورجل الأعمال حيث قابلوا الملازم في معسكره، وقال لهم إنه ‘في وضع مستحيل، فالجيش متقدم علي وهم يحاصرونني من الخلف’، وكان يقصد بـ ‘هم’ مقاتلو القاعدة المرتبطين بالدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، فهو لا يستطيع والحالة هذه هزيمة ‘الدولة’ كما يطلق على ‘داعش’ في مناطق الشمال. واعترف القائد العسكري بأنه غير قادر على هزيمة القاعدة وقال إنه قواته على حافة الإنهيار ‘وقد أواصل لمدة شهر، لكن داعش تتوسع بطريقة مخيفة’. وأشار القيادي إلى مشكلة المقاتلين وهي عدم قدرتهم على توفير الإحتياجات الخاصة للسكان، والتعامل مع المدنيين مقارنة مع الجهاديين الذين يقومون بتوفير الخدمات الأساسية.
ويرى أن سيطرة هؤلاء على المدن تعني امتداد سيطرتهم على الأرياف، وهم يتقدمون لإحكام السيطرة على كل المنطقة القريبة من الحدود مع تركيا. ويعني هذا مزيداً من نقاط التفتيش. ويضيف أن مصير كتيبته معلق بمصيره ‘اقتلني وتنهار الكتيبة’ أما داعش فلديها بنية قادرة على المواصلة. ويقول ‘قلت للقادة دعونا نتفق على شيء واحد ونتحد ضد الجهاديين، وفي حالة سيطرنا على الجزء الشمالي من البلاد فسنخنقهم’ و ‘لكننا لم نقرر حتى الإتحاد ضد بشار الأسد فكيف نتحد ضد الإسلاميين’.
وأضاف في الطريق للقاعدة أن الجهاديين في غضون شهر قد يسيطرون على المنطقة ويقيمون والحالة هذه نقاط تفتيش ‘ولن نتمكن الدخول لهذه المناطق بدون المرور عليها’.
ماذا أنجزت؟
وقيم القائد تجربته في القتال قائلا إنه يقاتل منذ عامين ونصف ‘قل لي ماذا حققت؟ كل ما أفكر به هو الهجوم على نقاط التفتيش وتحضير الدبابات للهجوم عليها’. فلم يكن لديه الوقت الكافي للإهتمام بشؤون الحكم والإدارة ‘هل فكرت بالعمل مع المدنيين التي تقع تحت سيطرتي وإيصال الكهرباء أو توفير أي شيء لهم؟’ مضيفاً إلى قدرة الجهاديين على توفير الخدمات حتى لو ‘قتلت الجهاديين فمؤسساتهم تظل قائمة’.
ويقول إنه يشعر وكأنه غائص في بحر من القيل والقال و’أريد الإبتعاد عنها ونسيان كل سخافة الحرب، فالمناطق المحررة تعيش حالة فوضى، وهناك براءة وطهر أكثر على الجبهات’.
ويشير التقرير إلى محاولات رجل الأعمال التوصل لهدنة مع الجهاديين مشيراً إلى أن المواجهة معهم قد بدأت فعلاً. ويقول القيادي إنه لا يخشى من الجنود لأنهم مسلحون، فإما أن تشتري أسلحتهم او تقتل قائدهم ولكنه يخشى من أبناء القبائل والإسلاميين، فهولاء موالون لقبائلهم ولعقيدتهم. ويضيف أنه لا مشكلة لديه مع داعش لانها لن تكون قادرة على قتالهم ولا يوجد أي مبرر للقتال. ولهذا تقوم داعش بمهاجمة الوحدات الصغيرة والضعيفة تحت ذريعة ان قائدها رجل عصابات أو قام بعمليات نهب.
إقتربنا من النهاية
ويعترف القائد أنه وصل خط النهاية في المعركة، خاصة أن الجبهة التي حاول المقاتلون فتحها في ريف حماة من أجل لفتح جبهة جديدة مع قوات النظام وللحصول على غنائم تباع لتوفير الطعام للمقاتلين. ويقول القيادي أنه يواجه خيارات صعبة في كل الإتجاهات: هل يبيع دباباته؟ ويوزع الأموال على جنوده، يخسرها للأسلاميين؟ أم يقوم بتدميرها؟ ويقول إنه ‘لو لم نحصل على الدعم فسنخسر وسنصل مرحلة لا خيار فيها إما تقديم قسم الولاء للإسلاميين او القتل’.
وعلى الرغم من حضور المراسل بعض المواجهات بين المقاتلين وجيش النظام في ريف حماة إلا ان القائد العسكري يصف وضعه بالقول ‘منذ ثلاثة أيام وأنا اقوم بضرب نقاط التفتيش، وأسأل نفسي لماذا؟ أنا لا أعرف، ربما لأنني اريد ان أشغل المقاتلين بشيء، لا أعرف ما الهدف من كل هذا، في سورية كل شيء انتهى ولا أحد ينتصر’. وفي الطريق إلى القاعدة يقول القيادي ‘بعد ثلاثة أعوام تقرييا اكتشفنا أننا مقاتلون أشداء ولكن ساسة ضعفاء، نعرف كيف نحمل البندقية، ولكن لا نعرف من هو المستفيد من كل هذا’.
في اجازة
بعد يوم قرر الملازم أخذ إجازة من الحرب وبمعية المهرب وضابط آخر كانوا يتجولون في واحد من مراكز التسوق في اسطنبول التي تزدحم بالسياح العرب. فقد قرروا بعد عامين ونصف من القتال ترك سورية وللأبد. وفي مقهى ‘ستار باكس′ جلسوا يتمازحون ويشربون القهوة ومعهم أكياس التسوق، وهنا تساءل المهرب ماذا نفعل هنا، فيما ينهار العالم كله في سورية.
وفي قاعة من قاعات الطعام التقوا مع رجل أخبرهم أنه قادر على تهريبهم لليونان ومنها لإيطاليا ليبدأوا حياة جديدة مع عائلاتهم.
ويختم الصحافي تقريره في اسطنبول حيث ذهب رجل الأعمال لحضور مؤتمرنظمه الإسلاميون لدعم الأخوان المسلمين في مصر، وقد ضم الإجتماع ممثلين من كل أنحاء العربي. ويعلق رجل الأعمال على بعض المشاركين ومنهم نائب كويتي كان يدعو للإعتدال مع أنه نفسه كان يبعث التبرعات للجهاديين. وفي النهاية لم يذهب الملازم إلى اليونان ولم يبق في تركيا بل عاد إلى سورية لأنه لم يكن قادراً على ترك جنوده وحدهم.
تقارب بين روسيا والائتلاف
فادي الداهوك
تزداد فرص حسم موعد مؤتمر “جنيف 2” يوماً بعد يوم. يظهر ذلك من خلال سلسلة التصريحات واللقاءات المكثفة خلال اليومين الماضيين.
تصدر تلك التصريحات موقف جديد لموسكو جاء على لسان وزير الخارجية الروسية، سيرغي لافروف، أظهر فيه موقفاً أقل صرامة في ما يتعلق بمشاركة المعارضة السورية في المؤتمر بوفد موحد، معلناً أخيراً أن ذلك “ليس شرطاً للمشاركة في (جنيف 2)”.
بدوره أبدى الائتلاف السوري لقوى المعارضة رغبة في زيارة روسيا، وأعلن عن ذلك المتحدث الرسمي باسم الائتلاف، لؤي صافي، خلال لقاء مع قناة “الجزيرة”، أعلن فيه أن الائتلاف تلقى دعوة رسمية لزيارة موسكو، لكن الائتلاف طلب من الخارجية الروسية تغيير موعد اللقاء بسبب ما قال عنه صافي “التزامات مسبقة”.
كذلك أعرب صافي عن ترحيب الائتلاف بالتقرب الروسي من المعارضة، مضيفاً أنهم طلبوا “فتح ممرات إنسانية” قابلتها روسيا بتطمينات اعتبرها المتحدث باسم الائتلاف “أمراً مبشراً”، ما دفع لافروف إلى الثناء على موقف الائتلاف أثناء مؤتمر صحافي عقده مع نظيره البيلاروسي، فلاديمير ماكي، الثلاثاء، قال فيه إن “الائتلاف بدأ يظهر واقعية أكثر في مواقفه”.
وفيما أكد لافروف أن “شركاء روسيا باتوا يدركون أكثر أن محاربة الإرهاب، وليس تنحية الأسد، لها اليوم الأولوية المطلقة في الأزمة السورية”، جدد وزير الخارجية الروسي موقف بلاده المؤيد لمشاركة إيران في المؤتمر. واعتبر لافروف أنه “من غير المجدي إقصاء أي من الأطراف الدولية”، وذلك على عكس الموقف الأميركي.
مسؤول الملف السوري في الخارجية الأميركية، والسفير السابق في سوريا، روبرت فورد، أكد رفض بلاده مشاركة إيران في “جنيف 2″، معللاً بأن إيران ترسل مقاتلين باللباس العسكري الرسمي إلى “ميدان القتال في سوريا، وبالمثل، تقوم بتنظيم ميليشيات وترسلها إلى سوريا هي وحزب الله والعراقيين”.
وبعيداً عن السجال اللفظي غير المباشر بين الجانبين الأميركي والروسي حيال مشاركة إيران، أكد نائب وزير الخارجية السورية، فيصل المقداد، الذي ترأس وفداً سورياً زار موسكو الاثنين، أن “الموقف الروسي لم يتبدل ولم يتغير”.
وأشار في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا” إلى أن النظام السوري مستعد لتنفيذ التوجه الروسي حول “ضرورة أن تتوحد القوى المعتدلة في سوريا لمحاربة الإرهاب”، لكن المقداد ربط تنفيذ هذا الأمر بأن تكون القوى الأخرى “وطنية وراغبة في وقف سفك الدماء” متهماً بعضها بالتبعية للسعودية وبريطانيا وأميركا وإسرائيل، في إشارة إلى الائتلاف السوري المعارض.
أما إيران، فتوقعت انعقاد “جنيف 2” قريباً. ونقلت وكالة “رويترز” عن نائب وزير الخارجية الإيرانية، حسين أمير عبد اللهيان، اتهامه للمعارضة السورية بأنها “لم تلتزم بعد بالمؤتمر بشكل كامل”.
ميدانياً، تواصل قوات الجيش السوري تقدمها على الأرض، إذ أعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان مقتضب، إحكام سيطرتها على مدينة قارة إثر حملة عسكرية بدأت ليل الخميس الماضي.
وأضاف البيان أن هذا الإجراء من شأنه أن يساهم في “قطع خطوط الإمداد والمعابر الممتدة حتى الحدود مع لبنان وإغلاق البوابة الشرقية للقلمون باتجاه المنطقة الوسطى”، كذلك “يحد من تسلل الإرهابيين وتهريب السلاح إلى الداخل السوري”.
مدير المكتب الإعلامي في القلمون، عامر القلموني،أوضح في حديث لـ”المدن”، أن سبب تقدم قوات النظام يعود لانسحاب “جيش الإسلام” من المعركة بشكل مفاجئ، على الرغم من امتلاكه أسلحة ثقيلة ودبابات.
وفيما اعتبر أن النظام يقوم بتضخيم معركة القلمون، أكد أن الأحداث على الأرض مختلفة عما تظهره وسائل الإعلام الرسمية السورية، مفسراً ذلك بأنه محاولة من النظام لصنع نصر قبل “جنيف 2″، والدليل أن النظام لم يحاول التقدم نحو مناطق أخرى في القلمون.
النظام يسيطر على «قارة» في القلمون ويحكم قبضته على طريق استراتيجي
توالي سقوط القذائف على دمشق وإحداها تصيب جدارا للجامع الأموي
بيروت: «الشرق الأوسط»
سيطرت القوات النظامية السورية أمس، على بلدة قارة الواقعة في منطقة القلمون الاستراتيجية شمال العاصمة السورية، بعد طرد مقاتلي المعارضة منها، لتعزز بذلك قبضتها على الأتوستراد الدولي الذي يربط العاصمة دمشق بمعاقل النظام على طول الساحل. ويأتي ذلك فيما يتوالى سقوط القذائف على أحياء وسط العاصمة السورية ومنها من أصاب الجدار الداخلي للجامع الأموي الواقع في دمشق القديمة.
ونقلت وكالة أنباء (سانا) عن مصدر عسكري أن «جيشنا الباسل يحكم السيطرة الكاملة على بلدة قارة بريف دمشق بعد القضاء على آخر التجمعات الإرهابية فيها (…) وتدمير أدوات إجرامها».
وأكد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية أهمية بلدة قارة (100 كلم شمال دمشق) «كونها همزة وصل بين الحدود اللبنانية والداخل السوري لجهة المنطقة المتوسطة». كما تقع في المنطقة مستودعات أسلحة ومراكز ألوية وكتائب عسكرية كثيرة للجيش السوري.
وأشار المصدر إلى أن «العملية استغرقت ثلاثة أيام» اضطر خلالها آلاف السوريين إلى النزوح إلى لبنان عبر بلدة عرسال الحدودية مع سوريا.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، من جهته، سيطرة القوات النظامية على قارة «بعد انسحاب مقاتلي جبهة النصرة من المدينة».
ونقل المرصد عن نشطاء مقربين من جبهة النصرة أن «جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) توعدوا بالعودة إلى قارة قريبا».
وبث التلفزيون السوري لقطات مباشرة من قارة وبدت طرقاتها خالية من السكان والمارة، وبدت المحال التجارية مغلقة ولم يصبها أي ضرر.
وقال أحد الضباط المشاركين في العملية للتلفزيون «تم القضاء على كل الإرهابيين في بلدة قارة وسنواصل العمل على ملاحقتهم أينما وجدوا».
وكشف الضابط عن وجود «مشفى ميداني ومحكمة شرعية وسجلاتها في المدينة».
وقال التلفزيون، إن «الهدف من السيطرة على قارة هو تضييق الخناق على يبرود وصولا إلى سلسلة الجبال اللبنانية حتى تطهير كامل التراب السوري فلا حياة للإرهابيين هنا ولا أفق لهم».
وأفادت مراسلة قناة «الإخبارية»، من جهتها، «أن المسلحين الذين كانوا في المنطقة فروا نحو الجبال باتجاه بلدة عرسال (اللبنانية)».
ونقلت عن أحد القادة الميدانيين «أن دخول الجيش كان بعملية نوعية» مشيرة إلى أن «الغارات التي استهدفت المنطقة على معاقل المسلحين أضعف من قدراتهم وخفف قدرتهم على المواجهة إلى أن كان الدخول البري ودحر المسلحين باتجاه الجبال». وذكرت أن «تطهير البلدة كان بانتظار تطهير البلدات الأخرى التي تتخذ منها المجموعات الإرهابية معاقل لها للهجوم باتجاه العاصمة دمشق».
وتعرضت مدينة قارة التي يتحصن فيها عدد كبير من مقاتلي المعارضة منذ صباح الأحد لقصف بالطيران الحربي، وسط محاولات من قوات النظام لاقتحامها، بحسب ما أفاد المرصد السوري.
ومنذ الجمعة، شهدت المعارك بين القوات النظامية مدعومة من حزب الله ومقاتلي المعارضة وبينهم جهاديون، تصعيدا في منطقة القلمون، لا سيما على طريق حمص دمشق القريبة من قارة.
وفي ريف دمشق، أفاد المرصد بارتفاع حصيلة قتلى تفجير مبنى إدارة المركبات في حرستا «ليصل إلى 68 بينهم 13 ضابطا على الأقل أحدهم برتبة لواء وثلاثة برتبة عميد» مشيرا إلى أن «العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود المزيد من الجرحى».
وكانت حصيلة سابقة للمرصد أفادت بمقتل 48 عنصرا من القوات النظامية بينهم 13 ضابطا وإصابة ما لا يقل عن 20 عنصرا.
وفي العاصمة، نقلت الوكالة الرسمية عن مصدر في قيادة الشرطة أن قذيفة هاون «أطلقها إرهابيون سقطت على جدار الجامع الأموي من الداخل وخلفت أضرارا مادية فيه دون وقوع إصابات بين المواطنين».
وأضاف المصدر أن «قذيفة هاون سقطت بالقرب من مشفى الهلال الأحمر في شارع بغداد أسفرت عن إصابة ستة مواطنين بجروح» مشيرا إلى أن «أضرارا مادية لحقت بست سيارات».
كما سقطت قذيفة أخرى في منطقة العباسيين «أسفرت عن إصابة ثلاثة مواطنين بجروح وإلحاق أضرار مادية بعدد من المحال التجارية والسيارات»، وألحقت قذائف هاون سقطت في حي التجارة وسط دمشق «أضرارا مادية دون حدوث إصابات».
وفي حلب، أفادت الوكالة بمقتل «أربعة مواطنين وإصابة 10 آخرين جراء اعتداء إرهابي بقذيفتين صاروخيتين على القصر البلدي في مدينة حلب».
وبعد أكثر من عام على اندلاع المعارك فيها، انقسمت حلب التي كانت تعد العاصمة الاقتصادية لسوريا، بين مناطق يسيطر عليها المقاتلون وأخرى تحت سيطرة النظام.
وفي وسط البلاد، «قتل ثمانية أشخاص بينهم ممرضة وسيدة إثر قصف القوات النظامية بصاروخ يعتقد أنه من نوع أرض أرض ليل أمس لمشفى الوليد الحكومي في حي الوعر المعروف بمشفى التوليد والأطفال وتسيطر على منطقته الكتائب المقاتلة» بحسب المرصد.
في غضون ذلك، أصدرت مجموعة من المنظمات السورية والدولية التي تعنى بحقوق الإنسان بيانا طالبت فيه السلطات السورية «بإطلاق سراح معتقلي الرأي في سجونها بشكل فوري ودون شروط، وعلى رأسهم كل من مازن درويش وحسين غرير وهاني الزيتاني، وإسقاط جميع التهم الموجهة إليهم».
ودعت المنظمات الحكومة السورية إلى «احترام التزاماتها في تنفيذ قرارات الأمم المتحدة من أجل تعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية المعترف بها دوليا، والمكفولة في المادة رقم 19 من الميثاق الدولي للحقوق المدنية والسياسية».
ووقع على البيان كل من مؤسسة الكرامة، والشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان، والمنظمة الدولية لدعم الإعلام ومنظمة فرونت لاين ديفيندرز، ومركز الخليج لحقوق الإنسان، ومرصد حماية المدافعين عن حقوق الإنسان، ومنظمة القلم الدولية، ومنظمة مراسلون بلا حدود، والمركز السوري للإعلام وحرية التعبير، ومركز توثيق الانتهاكات في سوريا، والشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان.
الطيران السوري يقصف جرود عرسال.. وإجراءات لبنانية لاستقبال المزيد من اللاجئين السوريين
توقيف جزائري و14 سوريا بعد دخولهم خلسة إلى لبنان
بيروت: «الشرق الأوسط»
تعرضت جرود بلدة عرسال الحدودية في منطقة البقاع الشمالي، أمس، لقصف صاروخي من الطيران الحربي السوري، وفق ما ذكرته الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان، في حادثة هي الثانية من نوعها خلال أقل من أسبوع، بالتزامن مع استمرار تدفق المزيد من العائلات السورية النازحة من بلدة قارة وجوارها إلى عرسال التي استقبلت منذ بدء «معركة القلمون» الجمعة الماضي، نحو 2150 عائلة، وفق ما أعلنته وزارة الشؤون الاجتماعية في لبنان.
وأفادت معلومات صحافية بأن القوى الأمنية لم تتمكن من الوصول إلى المنطقة البقاعية المستهدفة بسبب استمرار تحليق الطيران السوري في سماء المنطقة.
وكان الطيران الحربي السوري قصف يوم الخميس الماضي منطقة جرود عرسال، إثر إطلاق صواريخ أصابت بلدات بقاعية حدودية يتمتع فيها حزب الله بنفوذ قوي، أبرزها بلدتا النبي شيت وسرعين، بالتزامن مع إحياء حزب الله لمسيرة عاشوراء.
في موازاة ذلك، أعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية، أن «فريقها يعمل وفق خطة الاستجابة المطبقة للتعامل مع حالة النزوح الحاصلة من سوريا، تحديدا إلى منطقتي عرسال في البقاع، وشبعا في حاصبيا». وأفادت في بيان صادر عنها أمس بأن «عدد العائلات التي حصلت على المساعدات الأساسية بلغ 900 عائلة، من أصل 2150، وقد عمدت الوزارة بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى زيادة كثير الفريق الموكل بمهام تسجيل النازحين».
وأشارت إلى أن «عدد العائلات الوافدة منذ مساء الاثنين وحتى ظهر أمس إلى عرسال بلغ 33 عائلة»، متوقعة «حصول حركة نزوح كثيفة خلال ساعات الليل نظرا للمعلومات الواردة عن التطورات الميدانية في الداخل السوري».
بدورها، لفتت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، إلى أن نحو 100 عائلة انتقلت من سوريا عبر عرسال إلى مناطق لبنانية قريبة في البقاع، منها الفاكهة والجديدة والعين، في حين اختارت 300 عائلة العودة إلى بلدة يبرود في القلمون يوم الأحد الماضي، وفق المفوضية.
وقد وزعت المفوضية العائلات النازحة في عرسال على عدد من المساجد والقاعات العامة في البلدة، مبدية كذلك استعدادها العمل على إقامة مخيمات لهذه العائلات إذا وافقت الحكومة اللبنانية على ذلك.
وكان فريق من وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية جال أمس في عرسال برفقة الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان روبرت واتكنز وممثلة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين نينت كيلي على مراكز التسجيل والتوزيع، وجرى الاتفاق مع بلدية عرسال على السير باقتراحات سريعة للتخفيف من أزمة الإيواء المتفاقمة.
وفي بلدة شبعا، جنوب لبنان، شهدت حركة النزوح انخفاضا واضحا، بحسب وزارة الشؤون، مشيرة إلى دخول 9 أشخاص فقط، منذ مساء الاثنين، ورغم ذلك فإن فرق الوزارة لا تزال مستمرة في جهوزيتها تحسبا لأي جديد.
من جهة أخرى، ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن الجيش اللبناني أوقف 14 سوريا وجزائريا واحدا في جرود عرسال لدخولهم الأراضي اللبنانية خلسة، وجرى تسليمهم لقوى الأمن الداخلي الذي أجرى تحقيقا معهم لدخولهم إلى لبنان بطريقة غير شرعية، ثم جرى تسليمهم إلى الأمن العام اللبناني الذي سيبت بأمر احتجازهم أو ترحيلهم إلى خارج لبنان.
لافروف ينتقد «الائتلاف» ويدعو المعارضة إلى الذهاب بوفد موحد إلى جنيف
الغضبان: لا نمانع التعامل مع «هيئة التنسيق» بل مع قدري جميل ورفعت الأسد
بيروت: «الشرق الأوسط»
اعتبر قياديون في الائتلاف السوري المعارض، أمس، أن الموقف الروسي لا يزال «سلبيا» تجاه المعارضة السورية بخصوص المشاركة في مؤتمر «جنيف 2» للسلام الخاص بسوريا، على خلفية انتقادات وجهها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لـ«الائتلاف»، معتبرا أنه «يحتكر تمثيل الشعب السوري»، وأنه لا يمثل جميع المعارضة السوري، داعيا إياه إلى التفاهم مع معارضة الداخل التي أشاد بها وبمواقفها. كما دعا الوزير الروسي المعارضة إلى أن تتمثل بوفد واحد وأن تتحدث بصوت واحد في «جنيف 2».
وتزامنت تصريحات لافروف مع إعراب نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان عن تفاؤله بإمكانية عقد مؤتمر «جنيف 2»، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن «فصائل المعارضة السورية لم تلتزم بعد بالمؤتمر بشكل كامل». وجاءت تصريحات المسؤول الإيراني بعد مباحثات أجراها مع ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، ووفد سوري رسمي برئاسة نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد.
وفي حين وصف عبد اللهيان هذه المباحثات بأنها «مهمة ومفيدة للغاية»، اعتبر أن «موعد عقد مؤتمر (جنيف 2) بات قريبا»، لكنه أضاف «نعتقد أنه لا يوجد استعداد كامل من المعارضة السورية للمشاركة فيه».
وكان بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، أعلن أن موعد المؤتمر سيكون منتصف الشهر المقبل، لكنه ترك تحديد اليوم إلى اجتماع ثنائي روسي – أميركي في جنيف الأسبوع المقبل.
وكان لافروف سبق تصريحات المسؤول الإيراني بالإشارة إلى أن «المعارضة السورية في الداخل هي بعكس معارضة الخارج التي يمثلها الائتلاف، لديها رؤية تقترح الإبقاء على دولة سوريا علمانية وسلمية تحترم حقوق المواطنين»، معتبرا أنه «من المهم الاتحاد حول أرضية من هذا النوع». وأشار لافروف في لقاء مع صحيفة «نيزافيسمايا غازيتا» الروسية، إلى أن «وضع المطالب جميعها على الطاولة من هذا الجانب وذاك يمكن أن يؤدي إلى تسوية من خلال تنازلات متبادلة»، موضحا أنه «حتى الآن لم نصل إلى هذه المرحلة، لأنه على الرغم من علامات واقعية أكثر فأكثر في صفوف المعارضة، فإنها لم تشكل الوفد الذي يمثل مجمل المجتمع السوري».
واتهم لافروف «الائتلاف الوطني السوري المدعوم من قوى إقليمية وغربية باحتكار تمثيل الشعب السوري»، مشيرا إلى أن «هذا الأمر مبالغ فيه، لأن الائتلاف لا يمثل حتى المعارضة كلها، إضافة إلى عدم وجود أرضية بناءة يمكن توحيد المعارضين على أساسها». ودعا من سماهم بالمعارضين المعتدلين إلى العمل من أجل تمثيل جميع القوى السورية في مؤتمر «جنيف2» ما دام «المعارضون المتشددون يصرون على شروط غير مقبولة».
وفي حين أشاد لافروف «بجهود الائتلاف في الانخراط في الحوار مع معارضة الداخل، بما فيها التنظيمات الكردية»، أكد أن «المثالي هو أن تتمثل المعارضة بوفد واحد وأن تتحدث بصوت واحد في (جنيف 2)».
وتأمل الأمم المتحدة أن يعقد مؤتمر «جنيف2» الذي ترتب له موسكو وواشنطن في منتصف ديسمبر (كانون الأول) المقبل في محاولة لإنهاء عامين ونصف العام من النزاع الدموي في سوريا.
وبدوره، اعتبر عضو الائتلاف الوطني المعارض وممثله في الولايات المتحدة نجيب الغضبان أن «الموقف الروسي لا يزال سلبيا تجاه المعارضة»، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أن «الحديث عن وفد موحد هو أمر إجرائي وشكلي، فلو كان الروس جادين في حل القضية السورية لضغطوا على النظام السوري للقبول ببنود (جنيف1) واعترفوا بالائتلاف مثلهم مثل بقية دول العالم». ورأى أن «الروس يريدون محاورة أصدقائهم مثل قدري جميل (نائب رئيس الوزراء السوري المقال) ورفعت الأسد (عم الرئيس السوري بشار الأسد)».
ورحب الغضبان بفكرة «مشاركة المعارضة السورية ضمن وفد موحد إلى مؤتمر (جنيف 2)»، مشيرا إلى أن «الأهم هو توحيد الرؤية والاتفاق على أنه لا دور لبشار الأسد (الرئيس السوري) في أي عملية انتقالية توقف النزاع الدائر». وفي حين اعتبر الغضبان أنه «داخل هيئة التنسيق الوطنية المعارضة شخصيات وطنية، يمكن التعامل معها على قاعدة تحديد مصير الأسد»، أبدى رفضه لأن «يكون قدري جميل والجهة التي يمثلها جزءا من مؤتمر (جنيف 2) لأنه جزء من النظام وليس من المعارضة».
وتأخر عقد مؤتمر «جنيف 2» بسبب الانقسام في صفوف المعارضة والخلاف حول السماح للأسد بلعب دور في المستقبل وخلافات حول دعوة إيران لحضور المؤتمر. وفيما تريد روسيا أن تشارك إيران ترفض الولايات المتحدة والائتلاف الوطني السوري هذه المشاركة.
بدوره، أعرب أمين سر هيئة التنسيق الوطنية في المهجر ماجد حبو، لـ«الشرق الأوسط»، عن اعتقاده أن «لافروف يقصد بمعارضة الداخل هيئة التنسيق التي تضم معارضين قوميين ويساريين على النقيض من الائتلاف المعارض الذي يمثل تحالف الإسلام السياسي مع القوى الليبرالية». وعبر حبو عن طموح هيئة التنسيق للمشاركة في «جنيف 2» ضمن وفد موحد للمعارضة السورية، مشترطا وجود «الحد الأدنى من التوافق السياسي مع الائتلاف المعارض». وكشف عن «لقاء كان من المزمع أن يعقد في العاصمة المصرية القاهرة ويضم ممثلين عن الائتلاف وآخرين عن هيئة التنسيق للتشاور بشأن إمكانية تشكيل وفد موحد للمشاركة في (جنيف 2)». واتهم حبو «أطرافا في الائتلاف بإفشال هذا اللقاء، أبرزهم رئيس كتلة الديمقراطيين في الائتلاف المعارض ميشال كيلو».
ويجتمع مبعوثون أميركيون وروس مع الأخضر الإبراهيمي، المبعوث الدولي إلى سوريا، في الخامس والعشرين من الشهر الحالي، لمناقشة آفاق مؤتمر «جنيف 2» للسلام والذي يفترض أن يستند إلى اتفاقية صاغتها القوى العالمية في «جنيف 1» في يونيو (حزيران) 2012. ودعا المؤتمر الأول إلى انتقال سياسي في سوريا لكنه لم يحسم مسألة قيام الأسد بدور في مستقبل البلاد.
تضارب الأنباء حول الوضع في قارة بين تأكيد سقوطها ونفي السيطرة عليها
النظام السوري يعلن مقتل رئيس فرع المركبات العماد أحمد رستم بتفجير حرستا
(كلنا شركاء، المرصد السوري، أ ف ب، يو بي أي)
أعلن نظام بشار الأسد أمس مقتل العماد شرف مدير إدارة المركبات العسكريّة أحمد شعبان رستم، من ضهر شيحا ـ صافيتا بتفجير مبنى الادارة بحرستا في دمشق.
وكانت صفحة لشبيحة الاسد على “الفايسبوك” اعلنت أول من أمس مقتل اللواء شرف محمود علي حسن (أبو يعرب) بتفجير إدارة المركبات.
وكشف قائد “لواء شهداء دوما” في “الجيش السوري الحر” أحمد طه للموقع الإلكتروني “كلنا شركاء” تفاصيل التفجير في إدارة المركبات والذي أدى إلى مقتل أكثر من سبعين عنصرا وضابطا في صفوف النظام.
وقال إن التفجير طال أكثر من مبنى وليس بناء واحدا، فقد طال مبنى الإدارة العامة لإدارة المركبات، ومبنى الضباط المجاور له. واضاف أن الإعداد للعمل بدأ منذ عدة شهور باشتراك “كتائب الجيش الحر” بحفر نفق وصل إلى داخل الإدارة، ثم تم تفخيخ الأبنية.
وأشار أن “لواء درع العاصمة” نفذ العملية، ولكن في حقيقة الأمر أن عدة كتائب ووحدات في “الجيش الحر” شاركت في التحضير للعملية منذ شهور، بما في ذلك لواء “شهداء دوما”.
وقال إن “الجيش الحر” كان قد سيطر على مناطق وأبنية واسعة داخل الإدارة باستثناء المبنى الذي تم تفجيره.
وكان مبنى إدارة المركبات تحول إلى مركز لتجمع قوات النظام بعد تحرير دوما عندما انسحب حاجز “الجرة” إلى بوابة الإدارة أو ما يسمى “دوار حرستا” منذ 2 تشرين الثاني سنة 2012، وفي إثر ذلك تقدم “الجيش الحر” وتمكن من دخول إدارة المركبات حيث سيطر على مستودعات للذخيرة وعلى خمس دبابات في 6 كانون الأول 2012، قبل أن يسيطر على كامل المعهد الفني الملحق بالإدارة في العاشر من الشهر نفسه.
القلمون
في غضون ذلك، نفى “المركز الاعلامي السوري في القلمون” أمس سيطرة قوات النظام على مدينة قارة بريف دمشق، التابعة لمنطقة القلمون، وأكد المركز أنه “لليوم الرابع ننفي وبشدة دخول الجيش الى مدينة قارة في القلمون بريف دمشق، ما زال الحصار مستمراً ولكن لا تقدم ولا مترا واحدا داخل المدينة، والثوار مازالوا مرابطين على ثغورهم والحملة العسكرية من قبل قوات الأسد مستمرة على المدينة”.
وأكد المركز لموقع “كلنا شركاء” تعرض المدينة لقصف صاروخي ونقل أنه “مساء (أول من) أمس شهدت المدينة قصفا بصواريخ أرض ـ أرض، حيث سقط 12 صاروخا نوع “لونا” كما أكد لنا الخبراء، حيث أحدثت دمارا هائلا في المدينة وكان احدّ الصواريخ التي سقطت فتحت حفرة قطرها 15 مترا وتناثرت الشظايا لمسافة تزيد عن 400 متر”.
وقال موقع “كلنا شركاء”: “نشرت وسائل اعلامية حكومية وموالية للنظام كقناة الميادين؛ خبراً مفاده سيطرة الجيش النظامي على مدينة قارة واحراز تقدم باتجاه السيطرة على باقي مناطق القلمون، مما دفع المركز الاعلامي الى نفي الخبر ونشر تعميم طلب فيه من جميع المراكز والتنسيقيات الاعلامية في المنطقة عدم التعاطي مع أي جهة اعلامية موالية للنظام سواء كانت عربية او اجنبية، والاكتفاء بالاعتماد على الكفاءات المحلية ونشر الاخبار في صفحات التنسيقيات والمراكز الاعلامية للثورة فقط”.
وأكد المركز الاعلامي السوري للقلمون أنه “منذ الصباح الباكر (أمس) بدءاً من السادسة صباحاً لم يهدأ القصف الجنوني على المدينة، من جميع النقاط العسكرية بالمدفعية الثقيلة والدبابات وراجمات الصواريخ، ويعتبر القصف هو الأعنف من نوعه، ثم قامت قوات النظام بضرب صواريخ حرارية على المدنيين الفارين من مدينة قارة باتجاه جبلها؛ ما أدى لحرق 4 سيارات واستشهاد شخصين وإصابة آخرين”.
وكان “المرصد السوري لحقوق الإنسان” ووكالات أنباء عالمية (نقلت معلوماتها عن وكالة أنباء النظام “سانا”) قالت إن قوات النظام سيطرت على مدينة قارة بعد انسحاب “جبهة النصرة” و”داعش” منها.
وللقلمون أهمية استراتيجية بالنسبة لقوات النظام المدعومة من “حزب الله” من ناحية، وتشكيلات “الجيش الحر” في القلمون من ناحية أخرى، إذ يسيطر الثوار على مساحة واسعة من يبرود والزبداني وفليطا وقارة والمشيرفة ورأس العين والمعرّة وعسال الورد ومزارع رنكوس، أضافةً الى جزء من ريف النبك، حيث تنتشر عناصر “جبهة النصرة” و”لواء الحق” و”ألوية الصحابة” و”أسود السُنّة”، إلى جانب “جيش الإسلام” بقيادة زهران علوش.
وتعد سلسلة الجبال الشرقية، حيث تمتد منطقة القلمون، مدخلاً رئيسًا لدمشق من جهة الغوطة الشرقية، فالقلمون أقرب نقطة تربط بين حمص ودمشق، وتسمح جغرافيتها بتأمين تنقل المقاتلين المعارضين بحرية، بفضل أوديتها وأحراجها وجرودها الفسيحة، وينتشر فيها أكبر القطع العسكرية النظامية ومخازن الأسلحة والمطارات العسكرية، كالناصرية والضمير واللواء 155.
دمشق وحلب
وفي تطورات ميدانية أخرى، سقطت قذيفتا هاون على شارع حلب في دمشق و3 قذائف اخرى على مناطق في شارع بغداد، وقذيفة في منطقة البحصة، وساحة العباسيين حيث أصيب مدنيون بجروح. وترافق ذلك مع قصف الطيران الحربي مناطق في حي جوبر مما ادى لسقوط جرحى. كما قصفت قوات النظام مناطق في حي برزة. ودارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام يؤازرها عناصر جيش الدفاع الوطني وبين الثوار في حي التضامن وسط انباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين .
وتواصلت الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام مدعمة بقوات “جيش الدفاع الوطني” ومقاتلي “حزب الله” و”لواء ابو الفضل العباس” الذي يضم مقاتلين من الطائفة الشيعية من جنسيات سورية واجنبية من جهة وقوات من المعارضة، على اطراف بلدة بيت سحم من جهة مطار دمشق الدولي وقد سجلت خسائر بشرية في صفوف الطرفين، كما تجدد القصف من قبل قوات النظام على مناطق في مدينة معضمية الشام وبلدة جراجير.
وفي حلب، نفذ الطيران الحربي التابع لنظام الأسد غارة على منطقة في كفر حومد بحي الميسر، ما أدى لاستشهاد عدد من المدنيين بينهم أطفال. كما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة، أطراف منطقة النقارين، بالتزامن مع اشتباكات على أطراف النقارين ومحيط اللواء 80 بين الثوار وقوات النظام مدعمة بضباط من “حزب الله” و”لواء أبو الفضل العباس” وقوات “الدفاع الوطني”.
الأسد هاجم بندر والفيصل: الحسم في 6 أشهر
بيروت – حمَّل الرئيس السوري بشار الأسد “السعودية ممثلة بالأميرين بندر بن سلطان وسعود الفيصل، مسؤولية رعاية الارهاب في سوريا والدفع في اتجاه استمرار العمليات العسكرية لتدميرها، عقاباً على وقوفها مع المقاومة وتحالفها مع محور الممانعة”.
كلام الأسد نقلته مصادر في قوى 8 آذار بعد عودة وفد أحزابها الى بيروت، مساء أمس، من دمشق، بعد مشاركته في مؤتمر الاحزاب العربية الذي انعقد الاثنين، وفق ما ذكرت الوكالة المركزية. وتوج الوفد اللبناني زيارته أمس بلقاء الرئيس السوري بشار الاسد في حضور 17 شخصية عربية أخرى عن أحزاب من سوريا ومصر والأردن وفلسطين والمغرب وتونس والبحرين.
وصباح أمس، استقبل الرئيس الاسد الوفد في حضور الامين العام المنتخب للاحزاب العربية قاسم صالح، وكان حريصاً على الاستفاضة في الرد على استفسارات أعضاء الوفد وتوضيح وجهة نظره من كل القضايا المطروحة.
ونقلت المصادر نفسها أجواء اللقاء حيث أكد الرئيس الاسد “صمود سوريا في وجه الهجمة التي تتعرض لها والتصميم على مواجهتها حتى النهاية، فلا معنى لأي تسوية سياسية في ظل وجود عناصر إرهابية أجنبية وتكفيرية على الارض السورية، والشعب السوري والجيش سيستمران في الدفاع عن أنفسهم”.
وأضافت المصادر ان “القيادة السورية تدعم انعقاد جنيف 2 ، لكنها ترى وجوب تهيئة الظروف الملائمة لعقده، فإذا كان الهدف منه إيقاف النزاع ونزف الدم السوري وإيجاد تسوية وحلول، فلا بدّ أولاً من وقف إرسال المسلحين ودعمهم بالمال والسلاح ورفع الغطاء عن المجموعات التكفيرية ولا سيما القاعدة وفروعها”.
وتابعت المصادر ان النقاشات تنقلت بين الازمة السورية والقضية الفلسطينية والتبدل في المشهد المصري والدور الروسي الفاعل لإعادة التوازن الى النظام العالمي الذي كان محصوراً بالقطب الاميركي الاوحد”.
ورداً على سؤال عن إمكانية عودة التواصل بين سوريا وبعض الدول والقيادات العربية والاجنبية التي شاركت في الحرب لإسقاط النظام، أكد الرئيس الاسد أن “هناك معايير وضعت وستعتمد لإعادة النظر في اي علاقة”.
وعن الوضع الميداني ومعركة القلمون وحمص وحلب، طمأن الاسد المجتمعين الى “ان الحسم الميداني للعمليات سيتم خلال الاشهر الستة المقبلة
النظام السوري يستبق معركة دمشق بمعركة القلمون
دمشق – تتقدّم التطورات الحاصلة في منطقة القلمون في سوريا على غيرها من المواجهات، نظراً لكمّ التوقّعات القائمة حول نتائجها، لاعتبارات جغرافية أهمّها وقوع هذه المنطقة على خطّ دمشق – حمص الحيوي بالنسبة للنظام السوري. ومن الواضح أن استراتيجية النظام في القلمون تختلف عن غيرها في باقي المناطق، وما حصل في بلدة قارة يؤكد ذلك، حيث يعمد إلى القصف والحصار، لا إلى المواجهات العسكرية المباشرة. وبدا واضحاً أن المعركة باتت مفروضة بحكم الضرورة على النظام القلق على نمو المعارضة هناك، وخطرها على العاصمة في وقت لاحق.
مع نهاية عام 2012، وبعد أشهر طويلة من الاستنزاف، عانى النظام السوري من انتشار الكتائب الثائرة على امتداد الأراضي السورية، فلجأ في مواجهة ذلك، إمّا إلى ضرب هذه المناطق بما يملك من سيل ذخائر لا يتوقّف عبر ما تبقى له من قوة عسكرية متنقلة تُدين له بالولاء الكامل، مستهدفاً منطقة تلو أخرى، وإما إلى إرساء حالة من الهدنة غير المعلنة في مناطق أخرى.
وفي هذا الإطار انسحب الجيش السوري من سلسلة جبال القلمون الوعرة في ريف دمشق في نهاية عام 2012، لينقل هذه القوات إلى النقاط الساخنة في حمص ودمشق، ويترك القلمون تحت سيطرة كتائب محلّية من الثوار، ويجنّب هذه المنطقة وتجمّعاتها السكنية جحيم ذخائره مقابل اتفاق غير معلن على عدم قطع الثوار لأوتوستراد دمشق حمص، وألاّ يبادر الثوار إلى الهجوم على المراكز العسكرية المحاذية لأماكن سيطرتهم.
بقي الوضع هادئاً نسبياً الى أن سقطت مدينة القصير في ريف حمص بيد الجيش النظامي ومقاتلي حزب الله في حزيران الماضي، فانسحبت معظم كتائب الثوار من القصير باتجاه القلمون، وبعد أقل من شهرين، وتحديداً في 3/8/2013 كانت أول عملية مشتركة بين كتائب المغاوير ولواء “بشائر النصر” التابع لـ”لواء الاسلام”، بالهجوم على مستودعات دنحة والسيطرة على عدد كبير من الصواريخ المضادة للدروع.
بعد هذه العملية بأيام، ظهر زهران علوش، قائد لواء الاسلام، ليقود عملية عسكرية للسيطرة على اللواء 81 دبابات في القلمون حيث غنم عدداً منها. في 21 من الشهر الماضي أعلنت كتائب المغاوير و”جبهة النصرة” عن عملية أطلقوا عليها اسم “أبواب الله لا تغلق”، في إشارة الى إقفال الدول الداعمة لخط التسليح الشحيح أصلاً بالتزامن مع ممارسة ضغوط على المعارضة للقبول بمؤتمر جنيف-2، وكان الهدف من تلك العمليّة السيطرة على مستودعات مهين (في حمص) الاستراتيجية.
وكانت انطلاقة هذه الكتائب من القلمون، وانتهت هذه العملية بالسيطرة الكاملة على المستودعات، بما فيها من كميات هائلة من الأسلحة يصفها مخطط العملية الملازم أول المنشق عرابة إدريس بأنها “كافية لمدّ كل جبهات سوريا من دون حاجة الى الخارج”. وحاول النظام سُدى استعادة المخازن أو منع تفريغها، ثم عمد بعد ذلك إلى محاولة تطويقها ومنع الأسلحة من الوصول، تحديداً الى القلمون.
كل هذه العوامل، مضافة إلى تعاظم حجم الكتائب المعارضة في القلمون وانضمام أعداد من المنشقين إليها بوتيرة نشطة، لاسيما تلك التي لم يربطها أي اتفاق ضمني يوماً مع النظام، تضع النظام أمام خيارين متعارضين: ضرورة وضع حدّ لنمو المعارضة المسلّحة عسكرياً وإعلامياً في القلمون وما يطرحه ذلك من تهديد على العاصمة وعلى صورة النظام “المستعيد للمبادرة” من جهة، وعدم الدخول في معركة قد تكون باهظة التكاليف البشريّة عليه وعلى حليفه اللبناني حزب الله، ولا سيما في شتاء القلمون الوعرة القارس، من جهة ثانية.
إزاء ذلك، يبدو النظام في المدى المنظور مضطراً إلى القيام بالممكن فقط، وهو التركيز على حلب مع حلفائه الذين يستميتون لتقديمها له هدية قبل جنيف، والاكتفاء بمحاصرة بلدات القلمون وقصفها ومحاصرتها والدخول إلى تلك التي تسقط منها بفعل القصف والحصار، من دون الاضطرار إلى خوض معارك عسكرية ومواجهات مباشرة، وهذا يساعده في تصوير أنّه يحقق تقدماً واسعاً فيها، يوظّفه في تحسين شروطه وشروط المحور الذي وراءه، في أي مفاوضات قد تحصل.
مقتل جنود سوريين بتفجير مزدوج بالقلمون
أفاد ناشطون بأن عشرات الجنود السوريين النظاميين قتلوا اليوم الأربعاء في منطقة القلمون شمال دمشق حيث شنت فصائل معارضة هجوما مضادا لاستعادة مواقع خسروها حديثا. وفي الوقت نفسه تجدد القتال في حلب ومناطق أخرى وسط قصف جوي وبري.
وقال محمد الأشمر -الناطق باسم شباب نبض العاصمة- للجزيرة إن مقاتلين اثنين فجرا سيارتين ملغمتين في مبنى الأمن العسكري في النبك بالقلمون وفي حاجز الجلاب على الطريق السريع بين دمشق وحمص بالقرب من البلدة ذاتها.
وتسبب التفجيران في مقتل وجرح عشرات من الجنود النظاميين وفقا لناشطين, بينما ذكرت لجان التنسيق لاحقا اليوم أن مقاتلي المعارضة سيطروا على المبنى المستهدف وكذلك على حاجز الجلاب، من جهته, قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن منفذي العملية من جبهة النصرة.
وجاء هذا التطور بعد يوم واحد من إعلان الجيش النظامي السوري أنه استعاد بلدة قارة المهمة على مسافة ثمانين كيلومترا شمال دمشق, وتقع البلدة بالقرب من طريق دمشق حمص.
وكانت القوات النظامية قد سيطرت على البلدة استكمالا لعمليات واسعة مكنتها خلال الأسابيع الأخيرة من استعادة بلدات أخرى في ريف دمشق بينها السبينة, وتسعى لوصل القلمون مجددا بحمص والساحل بما يقطع على المعارضة بعض طرق الإمداد.
هجوم مضاد
وقال الناشط محمد الأشمر للجزيرة إن فصائل معارضة بدأت عملية عسكرية مضادة بالقلمون في محاولة لاسترجاع ما فقدته. وأضاف أن الفصائل نصبت كمينا محكما للقوات النظامية التي دخلت بلدة قارة أمس, مؤكدا أن مقاتلي تلك الفصائل التفّوا على تلك القوات في قارة.
وتابع أن القوات النظامية ردت بغارات جوية وقصف مدفعي لبلدات النبك ودير عطية ويبرود, مشيرا إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين الطرفين على الطريق السريع دمشق حمص.
من جهته, قال المرصد السوري إن اشتباكات عنيفة تدور في دير عطية القريبة من النبك بين فصائل تضم جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام من جهة, والقوات النظامية من جهة أخرى, مشيرا إلى معلومات عن خسائر في الطرفين. يشار إلى أن المعارك الأخيرة التي انتهت بسقوط قارة اضطرت ستة آلاف مدني إلى اللجوء للبنان.
وفي وقت سابق اليوم, قالت شبكة شام ولجان التنسيق المحلية إن بلدات أخرى في ريف دمشق بينها “مضايا” و”الزبداني” و”بقين” تعرضت للقصف. وتقول المعارضة السورية إن مقاتلين من حزب الله اللبناني يشاركون في العمليات العسكرية الجارية في القلمون.
معارك حلب
وفي حلب, تجدد اليوم القتال في محيط مقر اللواء ثمانين, وكذلك بالقرب من مطار حلب الدولي. وقال ناشطون إن الجيش الحر وفصائل أخرى معارضة اشتبكت أمس مع القوات النظامية في محيط مطار حلب, وقصفت المطار بعدة صواريخ, كما تتواصل الاشتباكات في حي صلاح الدين.
ووقعت الليلة الماضية اشتباكات في محيط الفرقة 17 بالرقة, وفي مناطق بدرعا بينها حي السد, وأسفرت عن خسائر في صفوف الجيشين النظامي والحر.
كما سُجلت اشتباكات في حي القابون بدمشق حيث قتل مدني برصاص قناص من القوات النظامية. وقد تجدد اليوم القصف المدفعي والصواريخ على أحياء دمشق الجنوبية حسب ناشطين.
وفي دمشق أيضا, سقطت صباح اليوم قذيفة هاون على مبنى هيئة الأركان, في حين سقطت قذيفة أخرى في شارع الملك فيصل مما تسبب في قتل وجرح عدد من الأشخاص وفقا لشبكة شام ولجان التنسيق.
وفي الوقت نفسه, أغار الطيران الحربي على حرستا وبلدات أخرى بريف دمشق, وكذلك على أحياء في حلب بينها مساكن هنانو.
وفي ريف القنيطرة جنوب دمشق, اندلعت اليوم اشتباكات عنيفة بين الجيشين النظامي والحر وفقا لشبكة شام. وأحصى المرصد السوري أمس 140 قتيلا بينهم 104 من القوات النظامية وفصائل الجيش الحر.
بحث تدمير الكيميائي السوري بالبحر
قالت مصادر مطلعة على المناقشات الجارية بشأن الأسلحة الكيميائية السورية إنه قد يتم تدميرها في البحر، بعد أربعة أيام على رفض ألبانيا طلبا أميركيا بإقامة مصنع لإبطال مفعول تلك الأسلحة على أراضيها.
وذكر دبلوماسيون غربيون ومسؤول في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي بهولندا لوكالة رويترز، إن المنظمة تدرس إمكانية القيام بهذه المهمة في البحر على متن سفينة أو منصة بحرية.
وقال مسؤول إممي إن هذا الأمر قابل للتنفيذ من الناحية الفنية، مشددا على أن أي قرار بهذا الشأن لم يتخذ بعد.
ومن جهتهم قال خبراء مستقلون إنه “رغم تعامل دول أخرى أبرزها اليابان مع أسلحة كيميائية في البحر، فإن إجراء عملية واسعة ومعقدة بهذا الشكل سيكون أمرا غير مسبوق في ضوء التحدي الكبير لإبطال أكثر من ألف طن من المواد الكيميائية ورغبة حكومات مثل ألبانيا في تجنب احتجاجات شعبية مناهضة لإقامة أي منشأة لهذا الغرض”.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد وافق على الانضمام إلى اتفاق لحظر الأسلحة الكيميائية بعد تهديد واشنطن بشن ضربات جوية على بلاده عقب هجوم كبير بغاز السارين في أغسطس/آب الماضي على منطقة الغوطة بريف دمشق التي تخضع لسيطرة المعارضة المسلحة.
وتفقد مفتشو منظمة حظر الأسلحة الكيميائية المواقع المعلنة لهذه الأسلحة، كما قررت المنظمة الأسبوع الماضي ضرورة شحن معظم المواد المميتة خارج البلاد بحلول نهاية العام وتدميرها بحلول منتصف 2014.
نقل للخارج
وقد أثارت المعارك الدائرة للسيطرة على طريق سريع بين العاصمة السورية دمشق وميناء اللاذقية على البحر المتوسط تساؤلات بشأن نقل المواد الكيميائية السورية إلى الخارج، وجاء رفض ألبانيا يوم الجمعة مفاجئا للمفاوضين.
وكانت اليابان قد دمرت مئات القنابل الكيميائية في منشأة بحرية قبل عدة سنوات، وقال رالف تراب المتخصص المستقل في نزع الأسلحة الكيميائية إن إقامة منشأة لتفكيك الأسلحة على متن منصة عائمة ربما لا يختلف كثيرا عن تدمير الولايات المتحدة لمعظم ترسانتها الكيميائية في المحيط الهادي في حقبة التسعينيات.
وأشار تراب إلى أن مخزون سوريا يتطلب معالجة أكثر تعقيدا من قنابل الحرب العالمية الثانية التي عثرت عليها اليابان في قاع البحر واستخرجتها ودمرتها قبالة ميناء كاندا في الفترة من 2004 إلى 2006.
التيفوئيد.. فاتك جديد بالشعب السوري
عمر أبو خليل-ريف اللاذقية
وكأن السوريين لا ينقصهم سوى وباء جديد يفتك بهم ويسجل اسمه في سجل جلاديهم، الوافد الجديد للسجل، هو مرض التيفوئيد الذي يجتاح مخيمات اللاجئين بريف اللاذقية، الجزيرة نت زارت أحد هذه المخيمات لتقف على حجم معاناة الناس مع هذا المرض.
تقول المرأة المسنة أم مسعود بحرقة “سنموت جميعا، هذه الحمى عششت في بيتنا، سكنت أجسادنا، لم يعد العلاج ينفع معها” وتضيف أنها يائسة من شفائها وأسرتها، فقد أصيبت مع زوجها وابنتها المتخلفة عقليا بالتيفوئيد، وراحت صحتهم تتدهور يوما بعد يوم.
وتفشت بشكل كبير الأمراض والأوبئة في ريف اللاذقية، الخاضع لسيطرة قوات المعارضة، وباتت تهدد حياة المدنيين، فبعد انتشار التهاب الكبد الفيروسي الوبائي، ظهرت أوبئة أخرى كالتيفوئيد، والحمى المالطية بدرجة أقل، وأمراض الجلد مجهولة السبب، إضافة لحشرة القمل والجرب، على نطاق واسع.
وتفيد إحصاءات أحد المشافي الميدانية في المنطقة، بتسجيل 762 إصابة، بأمراض وبائية مختلفة، خلال الشهر الماضي.
المصابون يتضاعفون
وقد أطلق الطبيب أبو ابراهيم، صرخة عبر الجزيرة نت، نداء استغاثة على خلفية انتشار المرض قائلا “بات الأمر مقلقا، لم تعد الأدوية المتوفرة لدينا، تكفي لعلاج كل الإصابات، نحتاج استنفارا طبيا، وتعاونا من الجميع، لإيقاف انتشار الأوبئة”.
ويعد التيفوئيد المرض الأكثر انتشارا، حيث يتضاعف عدد المصابين به أسبوعيا تقريبا، حيث سجل أحد المشافي الميدانية إصابة مائة وعشرة أشخاص، بعدما كان سجله الطبي يشير الأسبوع الماضي، إلى 58.
ويشرح الدكتور أبو إبراهيم أعراض المرض التي تتمثل بالوهن العام، وارتفاع بدرجة الحرارة وإسهالات، وآلام في المفاصل، وأضاف أن هذا المرض يترك عواقب خطيرة، تهدد حياة المصاب إن لم يتم علاجه، حيث يتسبب بانثقاب الأمعاء، والتهاب المرارة.
وتكمن خطورته الكبرى، بأن معالجته لا تنجح إلا بعزل المريض، وامتناع المحيطين به عن استخدام مستلزماته الشخصية، ويبدو هذا مستحيل التطبيق، خصوصا في المخيمات المكتظة باللاجئين، حيث يسكن كل أفراد الأسرة في خيمة واحدة.
تلوث المياه
وتشكل المخيمات، والتجمعات السكانية المزدحمة، ملجأ خصبا للمرض، وتزيد من احتمالات انتشاره أفقيا بين السكان، الأمر الذي يهدد بكارثة صحية تحل بهم.
“يعود سبب انتشار التيفوئيد، وأمراض كثيرة أخرى، إلى تلوث المياه، واختلاطها بالصرف الصحي، حيث يشرب السكان مياه الينابيع السطحية، والأمطار والسواقي”، وفق ما أفاد للجزيرة نت الدكتور أبو طارق، المكلف بمتابعة الأوبئة في ريف الساحل.
ويحتاج المصاب بالمرض إلى العلاج، لمدة تتراوح بين 15 و21 يوما كحد أدنى، ولا يتمكن أكثر المصابين من الحصول على الدواء بكميات كافية بسبب عدم توفره في المشافي والصيدليات، حيث انتشر المرض وتحول إلى وباء بسرعة قياسية.
وتحاول المنظمات والمؤسسات المعنية، علاج أسباب الوباء، كتطوير البنى التحتية الصحية في القرى والمخيمات، لا سيما تمديدات الصرف الصحي، وتوفير المياه الصالحة للشرب.
كما تبذل جهودا لتأمين المستلزمات العلاجية للمرضى، إذ وزعت كمية من الدواء، إلا أنها لم تكن كافية، ويحتاج إيقاف انتشار الوباء إلى أضعاف هذه الكمية، ومستلزمات كثيرة أخرى.
ناشطون يوثقون مقتل أكثر من 12 ألف طفل سوري
الأزمة تخلّف 300 ألف طفل مُصاب فضلاً عن 9000 طفل معتقل
دبي – قناة العربية
في اليوم العالمي للطفل نشرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، الأربعاء، تقريراً وثقت فيه ضحايا الحرب السورية من الأطفال. وقالت إن أكثر من 12 ألف طفل قتلوا بنيران قوات النظام السوري.
وأوضح التقرير أن نسبة الأطفال من المجموع الكلي للضحايا المدنيين بلغ 12%.
وأشار التقرير أيضاً إلى أن هناك أكثر من 300 ألف طفل أصيبوا في الصراع، بعضهم جراحه خطيرة.
وألمحت تقديرات الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى وجود ما لا يقل عن 9 آلاف طفل معتقلين داخل أفرع المخابرات وفي السجون بهدف الضغط على أقرباء لهم.
وكشفت تقارير دولية سابقة عن المآسي التي يعاني منها الأطفال في سوريا من جراء فرض الحصار الكامل على مناطق مدنية، والقصف العشوائي على مناطق أخرى.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن حالات شلل أطفال ظهرت في عدة مدن سورية بسبب تردي الأوضاع.
السلطات السورية تعتقل قيادي بارز بهيئة التنسيق
روما (20 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أكّدت هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي المعارضة في سورية اعتقال السلطات اليوم الأربعاء لأمين سر الهيئة والقيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي المعارض المحامي رجاء الناصر، وطالبت بالإفراج عنه فوراً
وقالت الهيئة إن السلطات الأمنية السورية أقدمت قبل ظهر اليوم على “اختطاف الناصر واعتقاله خلال مروره راجلاً في منطقة البرامكة وسط العاصمة” دمشق
وأدانت الهيئة هذا الاعتقال ورأت أنه “يأتي استمراراً لنهج النظام في اعتقال الكوادر القيادية للهيئة وأحزابها وشخصياتها”، وطالبت بوضع حد لموجات الاعتقال والإفراج السريع عنه وعن بقية المعتقلين
وكانت هيئة التنسيق قد اتهمت السلطات السورية بإلقائها القبض على القيادي عبد العزيز الخير فور مغادرته مطار دمشق الدولي في سبتمبر 2012 بعد عودته من جولة مباحثات عقدها في الصين بشأن العملية السياسية في سورية، ولكن السلطات نفت ذلك على الرغم من تأكيد الهيئة على وجود أدلة لديها على ذلك
والناصر معارض سوري مخضرم من مدينة حلب، وهو قاض سابق، قُتل ابنه الطبيب خلال مساعدته في معالجة الثوار، وعضو في الهيئة التنفيذية للهيئة، منعته السلطات من المغادرة أكثر من م
سوريا: تفجيران انتحاريان قرب بلدة قارا
قالت مصادر سورية ان سيارتين مفخختين يقودهما انتحاريان انفجرتا في دوار بلدة دير عطية القريبة من بلدة قارا التي قالت القوات الحكومية انها احكمت السيطرة عليها أمس بعد اشتباكات مع مسلحي المعارضة.
ونقل مراسلنا في دمشق عن تلك المصادر أن هناك ضحايا سقطوا في انفجار السيارتين.
وتتدور اشبتاكات قرب مشفى الباسل في دير عطية بين مسلحي المعارضة الذين هاجموا المشفى والقوات الحكومية.
جنيف – 2
وعلى صعيد متصل، اتهمت تركيا الرئيس السوري بشار الأسد باستغلال التلكؤ في عقد مؤتمر “جنيف – 2” حل سوريا في تصعيد الهجمات التي تشنها قواته على المعارضة السورية، وقالت إنه ينبغي عقد المؤتمر في اقرب وقت ممكن اذا كان له ان يفي بالغرض من عقده.
وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو للصحفيين في اسطنبول “إن نظام الأسد يدبر مأساة انسانية حقيقية بتصعيد القصف وتجويع شعبه.”
واضاف “يجب عقد جنيف – 2، ويجب ان يخرج المؤتمر بنتائج. لا ينبغي ان نسمح باستغلال التلكؤ في عقده.”
وكان بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة قد عبر الاثنين الماضي عن امله في امكانية عقد المؤتمر اواسط الشهر المقبل، ولكنه لم يتمكن من تعيين موعد دقيق.
BBC © 2013
تركيا تقول إن الأسد يستغل التأخير في عقد محادثات السلام
اسطنبول (رويترز) – اتهمت تركيا الرئيس السوري بشار الاسد يوم الاربعاء باستغلال التأخير في عقد مؤتمر السلام المقترح في تصعيد هجماته على المعارضة وقالت ان المؤتمر ينبغي ان يعقد على وجه السرعة حتى يكون مجديا.
وكانت روسيا والولايات المتحدة أعلنتا في مايو ايار أنهما ستحاولان ترتيب محادثات للسلام بين الحكومة السورية والمعارضة فيما أطلق عليه مؤتمر جنيف 2 للسلام لكن لم تنجح حتى الان محاولات تحديد موعد لبدء المحادثات.
وقال وزير الخارجية التركي احمد داود أوغلو في مؤتمر صحفي في اسطنبول “النظام (السوري) يدير مأساة إنسانية مكتملة بتصعيد القصف في الآونة الأخيرة ويترك شعبه يتضور جوعا من خلال حصار.”
وأضاف “جنيف 2 يجب أن يعقد وأن يحقق نتائج… وينبغي عدم السماح باستغلال التأخير في تحديد الموعد.”
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون يوم الاثنين إنه يأمل في عقد المؤتمر في أواسط ديسمبر كانون الأول لكنه لم يتمكن من التصريح بموعد محدد.
وتميل كفة الصراع الان لصالح الأسد على حساب المعارضة المفتتة.
وتؤيد تركيا التي تساند المعارضة السورية جهود السلام الدولية لكنها تشعر باستياء متزايد لعدم تحقيق اي تقدم ملموس.
وقال دواد أوغلو “نحن في تركيا نؤيد كل المبادرات الدبلوماسية. لكن منذ مايو يستمر الحديث عن جنيف 2 وتزيد الآمال ثم ينتهي الأمر بخيبة أمل لعدم تحقيق نتائج إيجابية.”
(اعداد عمر خليل للنشرة العربية – تحرير عماد عمر)
لافروف يتحدث عن «مرونة» المعارضة: هيئة انتقالية بصلاحيات كاملة
موسكو – رائد جبر
أعربت موسكو عن ارتياحها لوتيرة التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر «جنيف2» وتحدثت عن «مرونة» من جانب المعارضة السورية. ووجّه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رسائل قوية إلى طرفي الأزمة السورية، وشدد على ضرورة «حضور كل أطراف الأزمة» المؤتمر، مكرراً موقف بلاده الرافض وضع شروط مسبقة على الحضور. لكنه شدد على «حق كل طرف – مئة في المئة – في طرح ما يريد على طاولة الحوار»، وأشار إلى أن بلاده لمست «جدية الولايات المتحدة في دعم التسوية السياسية للأزمة في سورية».
واستهل لافروف، أمس، جلسة محادثات مع وفد رسمي سوري ضم نائب وزير الخارجية فيصل المقداد ومستشارة الرئيس بثينة شعبان بمقدمة طويلة جداً استمرت نحو خمسين دقيقة، خلافاً لتقاليد البروتوكول الروسي، وجّه خلالها رسائل قوية إلى طرفي الأزمة السورية، حكماً ومعارضة.
وبدأ لافروف حديثه بالإعراب عن ارتياحه لتنشيط جهود التحضيرات لعقد مؤتمر «جنيف2»، وقال إن الجهود جارية حالياً لبلورة فريق موحد عن المعارضة السورية، معرباً عن تأييده هذا التوجه، و «لكن إذا فشلنا في ذلك يجب البحث عن خيارات أخرى»، مشدداً على ضرورة أن «يحضر كل الأطراف السورية، من دون استثناء أي طرف» .
وأكد أن بلاده تعمل على إنجاح مؤتمر يصل إلى نتائج ملموسة، وأن الحضور وحده لا يكفي إذ «لا بد من طرح ومناقشة كل وجهات النظر» من أجل الوصول إلى الأهداف المعلنة وعلى رأسها تشكيل هيئة انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة ووضع آليات لإيقاف العنف وإطلاق المعتقلين السياسيين وفتح ممرات إنسانية للمناطق المنكوبة وغيرها من الأولويات الملحة».
وشدد لافروف على أن موقف بلاده لا يقتصر على رفض الشروط المسبقة من أي طرف، مصرّاً على «حق كل الأطراف المشاركة – مئة في المئة – في طرح ما تريد من ملفات للنقاش».
وقال إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري اتصل به هاتفياً قبل يومين، مؤكداً أن التنسيق الروسي – الأميركي متواصل ومكثّف. وأشار إلى «تطورات ايجابية في مواقف الشركاء الغربيين ونلمس جدية الولايات المتحدة في دعم مسار التسوية السياسية في سورية».
وكان لافروف أشار قبل اللقاء إلى ما وصفها «مرونة» من جانب المعارضة السورية، وقال إن «الائتلاف الوطني السوري المعارض بدأ يُظهر واقعية أكثر في مواقفه». وأكد أن موسكو مهتمة بأن تشكّل المعارضة السورية وفداً موحداً في هذا المؤتمر يشارك في عمل «جنيف 2» على أساس بيان جنيف دون شروط مسبقة من أجل وقف العنف وإطلاق العملية السياسية وإقامة هيئة انتقالية. لكنه اعتبر أن تشكّل وفد موحد ليس شرطاً للمشاركة في «جنيف 2». وقال ديبلوماسيون روس لـ «الحياة» إن موسكو تعتبر أن لقاء جنيف المقرر الإثنين المقبل بحضور المبعوث الدولي – العربي الأخضر الإبراهيمي، سيكون حاسماً لجهة محاولة تحديد موعد نهائي لعقد المؤتمر، مشيرين إلى «توافق روسي – أميركي على الموعد نحو منتصف الشهر المقبل». لكن المصادر ذاتها أضافت أن ذلك سيعتمد بالدرجة الأولى على نتائج زيارة مرتقبة لرئيس الائتلاف أحمد الجربا إلى موسكو، متوقعة أن تتم نهاية الأسبوع الجاري، على رغم أن بعض المصادر تحدث عن إبلاغ الجربا موسكو بأنه سيرسل وفداً من المعارضة لإجراء محادثات في العاصمة الروسية مع إمكان أن يزورها هو لاحقاً في ضوء نتائج محادثات وفد المعارضة مع المسؤولين الروس.
إلى ذلك، أعرب لافروف في حديث نشرته أمس صحيفة «روسيسكايا غازيتا» الحكومية عن معارضته وضع ملف فتح ممرات إنسانية إلى المناطق المنكوبة في سورية كشرط مسبق لحضور «جنيف2». وقال إن الممارسة العملية أظهرت أنه في كل الحالات التي تم فيها إنشاء ممرات إنسانية كانت تعبر من خلال هذه الممرات ليس المساعدات الإنسانية فحسب «بل أيضاً السلاح والأموال وغير ذلك من أشكال الدعم لخصوم النظام». وزاد أن «الأعراف الدولية تقتضي بأن يتم إيصال المساعدات الإنسانية عبر قنوات حكومة الدولة المعنية حصراً».
ونقلت عنه «فرانس برس» قوله في مقابلة مع صحيفة روسية: «حين توضع المطالب جميعها على الطاولة من هذا الجانب وذاك، يمكننا أن نتوصل إلى تسوية من خلال تنازلات متبادلة. وحتى الآن لم نصل إلى هذه المرحلة، لأنه بالرغم من أننا نلاحظ علامات واقعية أكثر فأكثر في صفوف المعارضة، فإنها لم تشكّل حتى الآن الوفد الذي يمثّل مجمل المجتمع السوري». وأضاف أن «الائتلاف الوطني السوري المدعوم من قوى إقليمية وغربية بوصفه الممثل الرئيسي للشعب السوري، وهذا مبالغ فيه لأن الائتلاف لا يمثّل حتى المعارضة كلها، يحاول احتكار هذه العملية».
وأكد لافروف «لكن المشكلة انه لا توجد أرضية بناءة يمكن توحيد المعارضين كافة حولها». وأضاف «أن المعارضة السورية في الداخل التي هي بعكس معارضة الخارج التي يمثلها الائتلاف، لديها رؤية تقترح الإبقاء على دولة سورية علمانية وسلمية تحترم حقوق المواطنين. ومن المهم الاتحاد حول أرضية من هذا النوع».
وتابع لافروف أن «المثالي هو أن تتمثل المعارضة بوفد واحد وان تتحدث بصوت واحد في جنيف2». ومضى يقول «واذا كان ذلك غير ممكن بسبب أن المعارضين المتشددين يصرون على شروط غير مقبولة، يتعين على المعتدلين العمل على أن يتمثل مجمل القوى السورية بطريقة صحيحة في المؤتمر».
في الأثناء قال نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الزائر لموسكو، إن بلاده لم ترسل سلاحاً أو مقاتلين إلى سورية، لكنه أوضح أن «مسستشارينا العسكريين يقدمون المشورة للسوريين ليتمكنوا من محاربة الإرهاب». وأضاف عبداللهيان في مؤتمر صحافي عقده أمس، أن «مساعدتنا لسورية ستستمر.. وايران بدون شك ستلعب دوراً بناء وفعالاً في تسوية الأزمة السورية سياسياً».
وأوضح أن الديبلوماسيين الايرانيين التقوا في موسكو الوفد السوري الرسمي الزائر لروسيا، و «أعتقد أننا نقترب من عقد المؤتمر.. وبحسب معلوماتنا الأولية فإنه تم التأكيد على مشاركة بعض الدول».