أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 11 كانون الثاني 2016

توازي المسارين السياسي والأمني في مؤتمر جنيف

لندن – إبراهيم حميدي

يجتمع مسؤولون أميركيون وروس في جنيف غداً لتوفير الغطاء السياسي للموفد الدولي ستيفان دي ميستورا كي يوجه دعوات خطية في منتصف الشهر إلى ممثلي الحكومة السورية والمعارضة إلى مفاوضات «جنيف – ٣» في ٢٥ الشهر الجاري. ويراهن دي ميستورا على أن تضغط كل من واشنطن وموسكو على حليفها السوري لتجاوز «الشروط المسبقة» وقبول التفاوض بجدول أعمال مرن يقوم على «التوازي» بين المسارين السياسي المتعلق بالعملية الانتقالية والعسكري القائم بـ «مكافحة الإرهاب».

والخلاصة التي توصل إليها دي ميستورا بعد محادثاته مع الهيئة العليا للمعارضة في الرياض ووزير الخارجية السوري وليد المعلم في دمشق ومسؤولين أتراك وإيرانيين وإقليميين، أن كل فريق لا يزال في العمق على موقفه مع «مرونة في الشكل» من حيث إبداء كل طرف الاستعداد للانخراط في العملية السياسية لتحقيق أهدافه، الأمر الذي سيشكل «اختباراً» لمدى صلابة التفاهم الأميركي – الروسي للدفع إلى مفاوضات في موعدها.

دي ميستورا كان سمع من المعلم «مرونة» في الإجراءات، قامت على الاستعداد للذهاب إلى مفاوضات جنيف وإسقاط لـ «شروط مسبقة» تتعلق بأن الحكومة لن ترسل أسماء وفدها قبل الاطلاع على قائمتي وفد المعارضة و «التنظيمات الإرهابية». لكن دمشق أكدت في الوقت نفسه ضرورة تنفيذ القرار ٢٢٥٣ الخاص بـ «خنق» تنظيمي «داعش» و «جبهة النصرة» وأن الأمر «في أهمية» تنفيذ القرار ٢٢٥٤ المتعلق بالعملية السياسية.

وكانت دمشق أبلغت الأمم المتحدة وحليفها الروسي رفضها مشاركة «حركة أحرار الشام» و «جيش الإسلام» وأي فصيل مسلح في الوفد إلى المفاوضات. وهي كانت بعثت إلى الأمم المتحدة لدى الحديث عن مفاوضات «العصف الفكري» في اللجان الأربع قائمة بحوالى ثلاثين عضواً ضمت نائب وزير الخارجية فيصل المقداد والمستشار القانوني أحمد عرنوس وموظفين من وزارات أخرى في الحكومة وكان لافتاً أن القائمة ضمت محمد حمشو المدرج على قائمة العقوبات الغربية. ويجرى الحديث حالياً عن قائمة مشابهة لـ «الوفد المفاوضات» وسط أنباء عن تعرض المقداد لعملية جراحية، ما طرح احتمال لعب السفير السوري في نيويورك بشار الجعفري دوراً رئيسياً في الوفد.

أما بالنسبة إلى الهيئة المعارضة، فقد تمسكت في لقائها دي ميستورا في الرياض الثلثاء والأربعاء الماضيين، أولاً بـ «خطوات حسن نية» قبل بدء التفاوض وتنفيذ المادتين ١٢ و١٣ من القرار ٢٢٥٤ المتعلقتين بإدخال المساعدات الإنسانية وإطلاق المعتقلين ووقف «البراميل المتفجرة»، إضافة إلى المرجعية السياسية لمؤتمر الرياض لجهة تشكيل أعضاء وفدها المفاوض والداعم والخبراء ومشاركة ممثلي الفصائل المقاتلة وبينهم ١١ في الهيئة العليا (ممثل أحرار الشام لم يعد يحضر الاجتماعات)، وهي أعدت قائمة من ٢٩ مفاوضاً – فنياً و٢٧ مفاوضاً – سياسياً استعداداً للمفاوضات. ومن المقرر أن يبدأ الفريق المفاوض في الرياض اليوم (الإثنين)، دورة تدريبية من خبراء أميركيين وغربيين حول أصول التفاوض والقانون الدولي والديبلوماسية.

الأمر المفاجئ أن دي ميستورا سمع من حلفاء المعارضة وتحديداً من المبعوث الأميركي إلى سورية مايكل راتني أن مؤتمر الرياض هو «ممثل المعارضة» مع بحث انخراط باقي الأطراف، بينها أن راتني سيلتقي رئيس «مجلس سورية الديموقراطية» هيثم مناع في جنيف في ١٣ الجاري. ودعمت الحكومة الألمانية «شرعية» مؤتمر الرياض، إضافة إلى الموقف الداعم المتوقع من باريس ولندن وأنقرة والدوحة وأبو ظبي. وعبرت هذه الدول عن تمسكها بمخرجات مؤتمر الرياض في أنها دعت المنسق العام للهيئة المعارضة رياض حجاب إلى جولة غربية – عربية بدءاً من اليوم لتشمل لقاءات مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ووزير الخارجية الألماني فرانك – فالتر شتاينماير ومسؤولة الشؤون الأمنية والخارجية في الاتحاد الأوروبي فريدريكا مورغيني ومسؤولين إماراتيين. (وتجرى مقايضات للاتفاق على رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض بعد انتهاء ولاية خالد خوجة. والمنافسة بين ميشال كيلو وجورج صبرا وعبدالباسط سيدا ما لم يجدد لخوجة).

الأمر المفاجئ الآخر، ما سمعه المبعوث الدولي من نائب وزير الخارجية التركي فريدون سينيرلي أوغلو إزاء التشديد على ضرورة «عدم اللعب» في وفد المعارضة وأن تشكيل وفد المعارضة «أمر يخص السوريين» وفق عملية فيينا وخلاصات «المجموعة الدولية لدعم لسورية»، إضافة إلى ضرورة تحديد «جدول زمني» للخروج في نتائج من المفاوضات وألا تكون «المفاوضات عملية لشراء الوقت» وسط شكوك تركي في النيات الحقيقية لروسيا.

العقدة الجوهرية في المفاوضات، وفق استنتاجات مسؤولين غربيين وسوريين، تكمن في جدول الأعمال لـ «جنيف – ٣» وهي تعكس الفجوة في النظر إلى العملية السياسية. بالنسبة إلى المعارضة، طلب منسقها العام جدول أعمال محدداً للمفاوضات وبرنامجاً زمنياً، بحيث تبدأ في مناقشة هيئة الحكم الانتقالية باعتباره «البند الأول» على الأجندة وفي القرار ٢٢٥٤ و «بيان جنيف»، لتخوفها من «تكرار تجربة جنيف – ٢، عندما تهرب وفد الحكومة من بحث هيئة الحكم وأراد التركيز على محاربة الإرهاب» و «قلقها من أن تكون مفاوضات غطاء لاستمرار الحل العسكري».

وبالنسبة إلى دمشق، فإن التاريخ يعيد نفسه أيضاً بعد سنتين من «جنيف – ٢»، إذ إن «الأولوية لمحاربة الإرهاب» و «الأولوية هي لتنفيذ القرار ٢٢٥٣، بحيث يجرى البحث في «وقف تمويل الإرهابيين وتسليحهم وتدريبهم»، إضافة إلى الضغط على تركيا لـ «إغلاق» حدودها مع شمال سورية، وإلى «استمرار العمليات العسكرية الهجومية ضد الإرهابيين» و «خيار التسويات والعودة إلى حضن الوطن لمن يريد من المسلحين».

«الوصفة السحرية» التي ابتكرها دي ميستورا لا تختلف عن اقتراح سلفه الأخضر الإبراهيمي، في أن تجرى المفاوضات موازية بين المسارين السياسي والعسكري، ذلك أن هناك مسارين: مسار سياسي ودستوري وإصلاحي، ومسار عسكري وأمني وميداني. والصيغة، التي يأمل دي ميستورا بأن يبيعها إلى المسؤولين الأميركيين والروس بعد أيام، في أن يباركوا «توازي المسارين»، بحيث يطرح وفد الحكومة ما يريد في المسار السياسي وفهمه العملية السياسية القائم على «مفاوضات من دون سقف زمني لتشكيل حكومة وحدة وطنية على الدستور الراهن لعام ٢٠١٢ وتمهد للتمديد للبرلمان الراهن الذي تنتهي ولايته منتصف العام، ثم تعديل الدستور وطرحه للاستفتاء ثم إجراء انتخابات برلمانية فقط».

كما يستطيع، وفق هذه الوصفة، وفد المعارضة طرح تصوره في هذا المسار، ويقوم على تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة ترث شرعية الدولة السورية وتمثلها في الأروقة الدولية وتمهد لدستور جديد وانتخابات برلمانية ورئاسية جديدة من دون مشاركة الرئيس بشار الأسد.

وفق مسؤول غربي، سيواجه الأميركيون والروس مرة أخرى اختبار التفاهمات القائمة بينهم: هل هناك رغبة للوصول إلى نظام سياسي جديد في سورية أم إعادة إنتاج النظام؟ هل هناك رغبة بعملية سياسية لإنتاج حل عميق للأزمة السورية أم إنه اهتمام بإطلاق عملية لمجرد العملية؟ هل يريد الرئيس فلاديمير بوتين مخرجاً سياسياً للتدخل العسكري إم شراء الوقت لإنهاء المعارضة المعتدلة ثم طرح معادلة النظام أو «داعش»؟ هل يريد الرئيس باراك أوباما استثمار آخر أيامه في إنتاج اتفاق نهائي، أم إنه يريد إطلاق عملية كي يقول أن ولايته لم تنته قبل أن يضع «أكبر كارثة إنسانية» منذ الحرب العالمية الثانية على سكة المسار السياسي؟

 

لقاء أميركي – روسي يمهد لمؤتمر جنيف «من دون شروط»

لندن – إبراهيم حميدي؛ طهران – محمد صالح صدقيان

يعقد مسؤولون أميركيون وروس اجتماعات في جنيف في اليومين المقبلين تمهيداً لتوجيه المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا الدعوات إلى ممثلي الحكومة السورية والمعارضة لعقد المفاوضات في جنيف في ٢٥ كانون الثاني (يناير) الجاري من دون أي شروط مسبقة، في وقت أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف دعم جهود إيجاد «حل سياسي». واستعادت المعارضة من «داعش» قريتين في ريف حلب قرب حدود تركيا، فيما ارتفع إلى حوالى ٩٠ عدد قتلى الغارات الروسية على ريف ادلب. (للمزيد)

وقالت وكالة الأنباء الإيرانية (ارنا) إن ظريف وجه خلال لقائه دي ميستورا في طهران أمس انتقادات إلى السعودية وأنه ربط التصعيد الأخير بـ «التأثير في حل الأزمة السورية». وأشارت إلى أن المبعوث الدولي «قدم لائحة بأسماء المعارضين السوريين الذين يشاركون في الاجتماع مع الحكومة السورية»، موضحاً «الآلية التي اعتمدها للحوار بناء على النتائج الأولية وأنه سيتم الأخذ بالنظر التنوع الاجتماعي والسياسي والقومي والمذهبي في اختيار لائحة المعارضين الذين يلتقون مندوبي الحكومة السورية في جنيف».

وكانت مصادر إيرانية أبلغت «الحياة» أن محادثات دي ميستورا ستتناول أيضاً «موضوع قوائم الجماعات الإرهابية التي هي عقبة أساسية في المسار السياسي بخاصة أن روسيا تعترض على تلك القوائم». ورأت أن الحكومة السورية «تريد معرفة الأطراف التي ستجلس أمامها من المعارضة».

في المقابل، قالت مصادر غربية لـ «الحياة» إن مسؤولين روساً وأميركيين سيجتمعون قريباً لتمهيد الأرضية لعقد مفاوضات جنيف وأن دي ميستورا «يراهن على قيام كل من واشنطن وموسكو بالضغط على حليفها السوري للذهاب إلى المفاوضات من دون شروط مسبقة» سواء طلب الهيئة العليا للتفاوض برئاسة رياض حجاب بإجراءات «حسن نية» مثل وقف القصف وإدخال مساعدات إلى مناطق محاصرة بينها مضايا التي يمكن أن تدخل قوافل المساعدات إليها اليوم بالتزامن مع نقاش غير رسمي للموضوع في مجلس الأمن أو بالنسبة إلى طلب الحكومة الاطلاع على قائمة وفد المعارضة ورفض وجود ممثلين للفصائل المقاتلة.

ومن المقرر أن يبدأ ٢٩ معارضاً دورة تدريبية على التفاوض والديبلوماسية في الرياض اليوم، بإشراف أميركيين وغربيين. ويبدأ حجاب من باريس اليوم جولة في دول غربية تشمل لقاءات مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ووزير الخارجية الألماني فرانك – فالتر شتاينماير ومسؤولة الشؤون الأمنية والخارجية في الاتحاد الأوروبي فريدركا مورغيني ومسؤولين إماراتيين.

ميدانياً، قال موقع «كلنا شركاء» المعارض أمس أن «كتائب الثوار استعادوا أمس قريتي قرة كوبر والخربة في ريف حلب الشمالي بعد اشتباكات عنيفة مع عناصر داعش»، في حين أشارت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة إلى دعم مدفعي تركي للفصائل وبينها «فيلق الشام» و «السلطان مراد».

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «جبهة النصرة» أخلت «مقر راديو فرش في بلدة كفرنبل في ريف ادلب بعدما اقتحم مسلحون ملثمون تبين أنهم ينتمون إليها صباح اليوم (أمس) مقر الإذاعة وصادروا حواسيب وأموال ومعدات واعتقالهم رائد الفارس مدير الإذاعة والناشط هادي العبد الله». وقالت مصادر مقربة من عاملين في الإذاعة، أن سبب الاعتقال هو «إذاعة أغان تخالف الشريعة الإسلامية وكتابة شعارات مسيئة للإسلام»، وأن هادي العبد الله اعتقل لأنه كان كفيلاً لرائد الفراس في أوقات سابقة، بـ «عدم نشر أي مواد تخالف الشريعة الإسلامية».

ورائد الفارس من مدينة كفرنبل المعروفة بلافتاتها ونشاطاتها المدنية وانتقد أكثر من مرة ممارسات «جبهة النصرة»، في حين أن الناشط هادي العبد الله كان بين صحافيين أجروا حواراً مع القائد العام لـ «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني الشهر الماضي. وأفاد «المرصد» أمس بارتفاع قتلى الغارات الروسية على ريف ادلب أول من أمس، إلى حوالى 90 كان بينهم 81 قتيلاً في معرة النعمان.

 

العبدالله طليقاً بعد ساعات من اعتقال «النصرة» له

الرياض – عيسى الشاماني

< في تغريدة على حسابه في «تويتر» أكد الناشط البارز في الثورة السورية هادي العبدالله أنه أصبح حراً طليقاً، بعد أن اعتقلته جبهة النصرة صباح أمس (الأحد)، مع زميله الناشط رائد فارس، من داخل مقر إذاعة يعملان فيها في مدينة كفرنبل بمحافظة إدلب في شمال غرب سورية، وفق ما أكد مسؤول في الائتلاف السوري المعارض. ولم يوضح هادي في تغريدته التي بثها في وقت متأخر من ليل أمس، ما إذا كان تم إطلاق سراحه من «النصرة»، أم أنه تمكن من الفرار. وتأتي الحادثة بعد المطاردة الشهيرة من جبهة النصرة لقائد كتيبة شهداء البياضة، عبدالباسط الساروت، أحد أهم حراس الثورة السورية كما يطلق عليه أو «بلبل الثورة»، بعد اتهامه من النصرة بمبايعة «داعش» وهو ما نفاه الساروت في تسجيل صوتي، بث أخيراً.

وقال منسق العلاقات العامة والإعلام في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، سونير طالب لوكالة الصحافة الفرنسية أمس إن جبهة النصرة اعتقلت الناشطيْن هادي العبدالله ورائد فارس عند الساعة السابعة صباح أمس (الأحد) من مقر الإذاعة في كفرنبل. وبحسب طالب، فقد صادرت المجموعة التي اقتحمت مقر الإذاعة «جميع أجهزة البث الموجودة فيها وكسَّرت المحتويات». وأوضح أنها «ليست المرة الأولى التي يُعتقل فيها فارس احتجاجاً على أداء الإذاعة التي تبث برامج منوعة وسياسية، وبعد اتهامه بالعلمانية وموالاة الكفار»، مضيفاً أن «هادي كان في كل مرة يتولى الدفاع عن رائد، لكن هذه المرة اعتُقل الاثنان معاً». ويدير فارس إذاعة «فرش إف إم» المحلية في كفرنبل، التي يعمل فيها العبدالله، وهو ناشط إعلامي بارز منذ اندلاع الثورة قبل نحو خمسة أعوام.

واشتهر العبدالله بظهوره المتكرر مع فصائل سورية معارضة، أثناء تحرير بعض المدن والمحافظات السورية، وشارك ضمن إعلاميين في مقابلة إعلامية مع زعيم جبهة النصرة أبي محمد الجولاني، بثت في 12 كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وكان العبدالله سأل الجولاني في المقابلة حول فك «‏جبهة النصرة» ارتباطها من تنظيم القاعدة، مذكراً إياه بما جلبه التنظيم من دمار في العراق وأفغانستان. فأجاب الجولاني: «في العراق هزمنا ‏أميركا وفي أفغانستان هزمنا الأميركان». من جانبه، قال رئيس الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة السابق والداعية السوري أحمد معاذ الخطيب: «إن اعتقال الإعلامي هادي العبدالله ورائد الفارس على يد أي جهة إهانة للثورة السورية كلها».

 

روسيا تستعد لـ «جنيف 3» بقصف مناطق المعارضة

لندن، بروكسيل، بيروت، دمشق – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

صعد الطيران الروسي غاراته على مناطق المعارضة في سورية ما أسفر عن مقتل عشرات بينهم ٤٠ بقصف مدينة معرة النعمان في ريف إدلب شمال غربي البلاد، وذلك بالتزامن مع المحادثات التي أجراها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا مع وزير الخارجية وليد المعلم للتحضير لاجتماعات جنيف المتوقعة في 25 الشهر الجاري. وطلب المعلم تسلم قائمتين بـ «التنظيمات الإرهابية» ووفد المعارضة التي ستشارك في الاجتماعات، واعتبرت دمشق هذين المطلبين شرطين أساسيين لمشاركتها في مؤتمر جنيف.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، إن الطيران الروسي قصف معرة النعمان بأربعة صواريخ ما أدى إلى مقتل ٣٩ شخصاً وجرح عشرات، فيما قال نشطاء معارضون إن الغارات أسفرت عن مقتل ٥٠ شخصاً في المدينة التي تخضع مع بقية مناطق إدلب لسيطرة «جيش الفتح» منذ الربيع الماضي. كما طاول القصف الروسي مدينتي سراقب وأريحا وبلدة أورم الجوز المجاورة لمعرة النعمان، علماً أن هذه المناطق شهدت أول من أمس (الجمعة) تظاهرات طالبت بفك الحصار عن بلدة مضايا في ريف دمشق التي يتوقع أن تدخل الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي قوافل إنسانية إليها اليوم أو غداً قبل مناقشات مجلس الأمن حول المساعدات الإنسانية الإثنين.

وقال «المرصد» إن ثمانية بينهم أربعة من عائلة واحدة قتلوا جراء قصف طائرات حربية على منطقة قرب مسجد العباس بين حيي السكري والعامرية بمدينة حلب، وذكر أن عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة.

وفي الجنوب، نفذت طائرات حربية يرجح أنها روسية أربع غارات على مناطق في محيط بلدة النشابية في الغوطة الشرقية لدمشق وسط استمرار الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين من جهة، والفصائل المقاتلة من جهة أخرى في محيط البلدة، وفق «المرصد»، الذي أشار إلى شن الطيران الروسي ١٢ غارة على بلدة الشيخ مسكين في ريف درعا بين دمشق والأردن.

في بروكسيل، قال مسؤول أميركي إن ثلث الغارات الروسية يستهدف تنظيم «داعش»، وإن هجمات روسيا غير الدقيقة تجبر السكان على الفرار، ما يفاقم أزمة اللاجئين في أوروبا. وأضاف المسؤول أن نحو 70 في المئة من خمسة آلاف ضربة نفذتها روسيا منذ بدء حملتها في أيلول (سبتمبر) استهدفت جماعات معارضة للرئيس بشار الأسد ولم تكن دعماً لجهود التحالف الدولي بقيادة أميركا.

من جهته، قال «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في بيان: «لم يعد مقبولاً من المجتمع الدولي وتحديداً مجموعة أصدقاء الشعب السوري، في هذه المرحلة التي يفترض أن تكون تمهيداً لحل سياسي تفاوضي، أن تستمر في التزام الصمت إزاء العدوان الروسي، وارتفاع عدد ضحاياه نتيجة غاراته الهمجية التي أدى تواصلها على مدن وقرى سورية خلال الأشهر الثلاثة الماضية إلى وقوع ١٧٣٠ قتيلاً، بينهم ١٣٥ طفلاً».

وأعلنت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا)، أن المعلم قال خلال استقباله دي ميستورا أمس، إن دمشق «مستعدة للمشاركة في اجتماعات جنيف في الموعد المقترح» في ٢٥ الشهر الجاري، مؤكداً «ضرورة الحصول على قائمة التنظيمات الإرهابية وقائمة بأسماء المعارضات السورية التي ستشارك». وشدد المعلم وفق الوكالة «على أهمية احترام قرارات مجلس الأمن وخصوصا المعنية بمكافحة الإرهاب»، لافتاً إلى أن «جهود الحل السياسي وقرارات مجلس الأمن الأخيرة بهذا الصدد مرتبطة بصدقية جهود مكافحة الإرهاب التي تستدعي إلزام الدول الداعمة للإرهاب بالتوقف عن ذلك».

من جهة أخرى، أعلن قادة ٢٤ فصيلا مقاتلاً أن هناك ضغوطا دولية على المعارضة لتقديم تنازلات ستطيل أمد الحرب، وهو ما يزيد من شكوكهم بشأن المساعي التي تقودها الأمم المتحدة، فيما أوضح منذر ماخوس ممثل «الائتلاف» في باريس، أنه من غير المؤكد ما إذا كانت المحادثات ستمضي كما هو مقرر بسبب وجود العديد من القضايا التي لم تحل بعد.

 

تراجع في مستوى التفاؤل بانعقاد جنيف السوري في موعده

المصدر: العواصم – الوكالات

جنيف – موسى عاصي

يصر المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا ، اعلامياً على الأقل، على الحفاظ على منسوب التفاؤل بانعقاد الحوار السوري – السوري في 25 كانون الثاني الجاري، وقد كرر ذلك في كل التصريحات التي أدلى بها بعد لقاءاته في العواصم الاقليمية التي زارها خلال الايام الاخيرة واختتمها في طهران أمس.

وفي طهران، شدد دو ميستورا على أن الأزمة المستجدة بين ايران والسعودية أثر اعدام الشيخ نمر النمر والاعتداء على السفارة السعودية في العاصمة الايرانية لن يكون لها أي تأثير على مجريات التحضير للحوار السوري.

لكن الوقائع تختلف عن التصريحات العلنية للمبعوث الاممي، فمنسوب التفاؤل بانعقاد جولة الحوار في موعدها يتراجع كثيراً، ويقوم الجانبان الروسي والاميركي بمحاولة أخيرة لجمع الاطراف السوريين ويعقدان لهذا الغرض لقاء مع ودو ميستورا غداً في جنيف، وتترأس الجانب الاميركي في الاجتماع مساعدة وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط آن بيترسون في حضور السفير الاميركي المعين في دمشق مايكل راتني، فيما يرأس الجانب الروسي مساعد وزير الخارجية الروسية غينادي غاتيلوف.

ولا تبدو الاوساط الاممية متفائلة بانطلاق الحوار بالصيغة المتفق عليها سابقاً، إنما “قد تستبدل هذه الصيغة بصيغة أخرى حفاظاً على ماء وجه الامم المتحدة”، خصوصاً ان دوميستورا هو المكلف استناداً الى بيان فيينا الأخير مهمة جمع الاطراف السوريين.

وتفيد معلومات “النهار” أن الصيغة البديلة هي عقد لقاء شكلي في 25 كانون الثاني يضم فريق الامم المتحدة وبعض فرق الدول المنضوية في مجموعة الدعم الدولية لسوريا (مجموعة فيينا) من دون حضور أي وفد سوري، على أن يعقد المبعوث الاممي لقاءات تمتد طوال المرحلة الفاصلة عن الموعد المفترض، مع أطراف سوريين، من النظام والآخرين.

واعلن دو ميستورا في تصريح له في طهران في ختام جولة شملت كلاً من الرياض ودمشق وبيروت وأنقرة أنه حصل من طهران على تطمينات الرياض نفسها، الى ان ارتفاع منسوب التوتر بين الطرفين لن يؤثر على انعقاد جولة المفاوضات في 25 كانون الثاني. وجاء في بيان لمكتبه في جنيف أنه يتطلع الى مجموعة الدعم الدولية في مجلس الامن لمواصلة العمل من أجل ضمان بداية الحوار السياسي لحل الازمة السورية في الموعد المقرر.

وأكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم السبت لدى استقباله دو ميستورا “ضرورة الحصول على قائمة التنظيمات الارهابية وقائمة بأسماء المعارضات السورية التي ستشارك في جنيف”. وكرر في الوقت عينه ان “سوريا مستعدة للمشاركة في اجتماعات جنيف في الموعد المقترح”.

وفي القاهرة، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إنه لا يتوقع أن يوثر النزاع على الجهود الرامية الى انهاء الحرب في سوريا.

 

“مجلس سوريا الديموقراطية”

والى العقد التقليدية التي تحول دون الانطلاق الطبيعي للحوار، أي غياب الاتفاق على لوائح الارهاب والخلاف على تشكيل فريق المعارضة السورية، يبدو أن اللاعب الجديد في المشهد السوري، أي “مجلس سوريا الديموقراطية” وهو تجمع لعدد من القوى السياسية والمدنية والعسكرية تطالب بحل سياسي للأزمة وتدعو الى محاربة المجموعات الارهابية، سيكون لاعباً ضاغطاً عشية الموعد المقرر لانطلاق الحوار. فالمجلس يملك امكانات عسكرية عددية كبيرة، ويحظى بمساعدة ميدانية من الخبراء الاميركيين وفي الوقت عينه يجري تنسيقاً عسكرياً مع القوات الجوية الروسية. وبفضل هذا التنسيق تمكن الاسبوع الماضي من السيطرة على عدد من القرى جنوب شرق سد تشرين بريف حلب الشرقي بعد سيطرته نهاية الشهر الماضي على السد بمساعدة الطائرات الروسية. وتوقعت أوساط ديبلوماسية أن يضغط الروس من أجل مشاركة المجلس طرفاً قائماً بحد ذاته في المفاوضات، فيما تصر الرياض على ان يكون وفدها هو الاساس على أن يتم “تطعيمه” بشخصيات من المجلس.

وقد عقد المجلس مؤتمراً لممثلية الخارج في جنيف وفي ختامه اعلن ان الحل السياسي للقضية السورية يتطلب مشاركة جميع الاطراف السياسيين وبحقوق متساوية في العملية التفاوضية المتعددة الطرف على اساس بيان جنيف وتفاهمات فيينا وقرارات مجلس الامن ولا سيما منها الرقم 2254.

وصرّح الرئيس المشارك للمجلس هيثم المناع لـ”النهار” بأن المجلس يرفض الانضمام الى وفد الرياض في المفاوضات مع الجانب الحكومي “فلنا خريطة طريق خاصة بنا ونرفض ان يفرض علينا لا برنامج الرياض ولا أي برنامج آخر”.

 

ميركل تتشدّد في طرد اللاجئين بعد الاعتداءات في كولونيا “بيغيدا” نظّمت مسيرة مناهضة للمهاجرين في المدينة

المصدر: (و ص ف، رويترز)

أعلنت المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل السبت انها تؤيّد تشديداً واضحاً لقواعد طرد طالبي اللجوء الذين يدينهم القضاء الالماني حتى بأحكام مع وقف التنفيذ، وذلك بعد الاعتداءات على نساء بشكل خاص ليلة رأس السنة في كولونيا.

وبعدما كانت الشرطة مقلة جداً في الادلاء بمعلومات عن الاعتداءات ذات الطابع الجنسي التي استهدفت نساء خلال ليلة رأس السنة في كولونيا، أعلنت شرطة كولونيا ان عدد الشكاوى ارتفع الى 379 بينها 40 في المئة ذات طابع جنسي في مقابل 170 شكوى أعلن عنها سابقاً.

وأعلنت الشرطة ان المشتبه فيهم في غالبيتهم من اللاجئين أو من المهاجرين غير الشرعيين الذين يتحدرون من أفريقيا الشمالية.

ولا بد من ان تؤدي هذه الأحداث الى زيادة ضغط الرأي العام على ميركل كي تغير سياسة الأبواب المفتوحة المتبعة حيال اللاجئين.

وقالت ميركل: “اذا ارتكب لاجئون جريمة… لا بد ان يكون لذلك عواقب… معنى ذلك ان حق (الاقامة) ينتهي اذا صدرت عقوبة بالسجن حتى مع وقف التنفيذ”.

وخلال اجتماع في ماينس لقادة الحزب المحافظ، تم الاتفاق على المطالبة بان يكون تطبيق اسقاط حق اللجوء في المانيا أكثر منهجية في حال ارتكاب جريمة. وسيتعين البحث في هذا الامر مع الحزب الكبير الآخر في الائتلاف الحكومي للاشتراكيين الديموقراطيين.

وصرحت ميركل في مؤتمر صحافي: “من المهم تعديل القانون حين لا يكون كافياً”، معتبرة ان في الأمر أيضاً “مصلحة كبيرة للاجئين”.

وينص القانون الالماني حالياً على طرد طالب اللجوء اذا حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات على الاقل ولكن شرط ألا تكون حياته أو صحته مهدّدتين في بلده الأصلي.

ووعد وزير الداخلية الالماني توماس دو ميزيير بالعمل على اصدار قوانين جديدة “سريعاً”، قائلاً: “لا بد من بذل كل ما هو ممكن كي لا تتكرر الاحداث التي وقعت في كولونيا، وهذا يعني الاحتراز وتركيب مزيد من كاميرات المراقبة في الساحات العامة، وزيادة انتشار الشرطة في الشوارع وجعل احكام القضاء سريعة مع أحكام صارمة”.

وسعت حركة “بيغيدا” المناهضة للمهاجرين وللاسلام عموماً الى استغلال ردود الفعل الغاضبة على احداث كولونيا فنظمت تظاهرة في هذه المدينة السبت شارك فيها نحو 1700 شخص حملوا لافتات تدعو ميركل الى التنحي.

وتفرقت التظاهرة بعد تدخل الشرطة واستخدامها قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه إثر تعرض رجالها للرشق بالزجاجات والالعاب النارية. وقالت الشرطة إن صحافياً وثلاثة شرطيين اصيبوا بجروح طفيفة.

وقال أحد منظمي التظاهرة من حركة “بيغيدا” أمام المشاركين فيها إن “ميركل باتت خطراً على بلادنا وعليها الرحيل”.

وفي مواجهة هؤلاء شارك نحو الف شخص في تظاهرة بوسط كولونيا تعبيراً عن رفضهم لتظاهرة “بيغيدا”.

 

طهران: قطع العلاقات الديبلوماسية كان مخططاً له

السعودية تنتزع دعماً عربياً واسعاً ضد إيران

انتزعت السعودية، يوم امس، دعماً عربياً شبه كامل في النزاع الديبلوماسي القائم بينها وبين ايران، إذ أدان وزراء الخارجية العرب الهجمات التي استهدفت البعثات الديبلوماسية السعودية في ايران، محذرين من أن الجمهورية الاسلامية ستواجه معارضة أكبر إذا واصلت تدخلها في شؤون الدول العربية.

وأتى الدعم العربي للسعودية، خلال اجتماع طارئ عقده وزراء الخارجية العرب في القاهرة، وسبقه اجتماع وزاري خليجي في الرياض.

وعقب اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن قطع العلاقات الديبلوماسية والتجارية مع إيران خطوة أولى وإن بلاده ستناقش مع حلفائها الدوليين والإقليميين إجراءات محتملة أخرى ضد الجمهورية الإسلامية، من دون أن يذكر مزيدا من التفاصيل.

وقال الجبير في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع إن إيران ستواجه معارضة من كل الدول العربية إذا واصلت دعم «الإرهاب والطائفية والعنف».

الى ذلك، أشار الجبير الى أن دولاً عدّة عرضت التوسط في الخلاف مع ايران، لكنه أشار إلى أن تلك الجهود لن تحقق أي تقدم على الأرجح.

وأوضح الوزير السعودي «في ما يتعلق بالوساطة هناك بعض الدول أعربت عن استعدادها للقيام بذلك، ولكن المهم هو الجدية في الموقف الإيراني».

وأكد مجلس وزراء الخارجية العرب في قرار أصدره في ختام الاجتماع «التضامن الكامل مع السعودية في مواجهة الاعمال العدائية والاستفزارات الايرانية ودعم جهودها في مكافحة الارهاب ودورها في تعزيز الامن والاستقرار في المنطقة».

كما عبر عن «استنكاره للتصريحات الايرانية العدائية والتحريضية ضد السعودية في ما يتعلق بتنفيذ الأحكام القضائية الصادرة بحق عدد من الإرهابيين» في إشارة الى إعدام رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر، أحد أبرز وجوه المعارضة الشيعية للأسرة السعودية السنية الحاكمة، و46 آخرين بتهمة «الارهاب».

وشدد الوزراء في قرارهم، الذي امتنع لبنان عن التصويت عليه، على «دعم» جهود السعودية «في مكافحة الارهاب ودورها في تعزيز الامن والاستقرار في المنطقة»، وأدانوا «تدخل ايران المستمر في الشؤون الداخلية للدول العربية على مدى العقود الماضية» معتبرين ان «هذا النهج يؤدي الى زعزعة الامن والاستقرار في منطقة الخليج العربي، كما يعتبر انتهاكا لقواعد القانون الدولي ومبدأ حسن الجوار».

وندد المجلس «بالتدخل الايراني فى الازمة السورية، وما يحمله ذلك من تداعيات خطيرة على مستقبل سوريا وأمنها واستقرارها ووحدتها الوطنية وسلامتها الاقليمية»، وكذلك «بتدخلات ايران في الشأن اليمني الداخلي عبر دعمها للقوى المناهضة لحكومة اليمن الشرعية، وانعكاس ذلك سلبا على أمن واستقرار اليمن ودول الجوار والمنطقة عامة».

وطالب الوزراء ايران بـ «الامتناع عن السياسات التي من شأنها تغذية النزاعات الطائفية والمذهبية والامتناع عن دعم الجماعات التي تؤجج هذه النزاعات في دول الخليج العربي»، ودعوها الى «وقف دعم الميليشيات والاحزاب المسلحة داخل الدول العربية».

ولم يقرر البيان أي إجراءات مشتركة محددة ضد إيران، لكنه شكل لجنة أصغر من أمانة جامعة الدول العربية وممثلين من مصر والإمارات والسعودية والبحرين لمواصلة بحث الخلاف.

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ان اللجنة المصغرة ستجتمع في الخامس والعشرين من كانون الثاني الحالي في الإمارات.

وكان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي قد قال في افتتاح الاجتماع الوزاري ان «المنطقة لا تتحمل أي أعمال استفزازية وأي محاولة لبث الفتنة الطائفية بين مواطني الدول العربية».

واعتبر انه «يقع على عاتق ايران مسؤولية ترجمة ما تعلنه عن رغبتها في تحسين العلاقات مع الدول العربية وإزالة التوتر الى خطوات جادة وملموسة وان تقوم بخطوات فعلية لإزالة كل أسباب التوتر والكف فورا عن أي تدخلات تمارسها».

بدورها، نددت مصر بـ «التدخـل الإيراني في الشؤون الداخلية السعودية» مؤكدة وقوف مصر «الى جانب المملكة العربية السعودية وإخوتنا في الخليج العربي وقفة صلبة».

وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري في كلمته ان «مصر ترفض رفضا تاما ما صدر عن المسؤولين الايرانيين من تهديدات» للسعودية «بسبب قيامها بإنفاذ قوانينها الداخلية على مواطن سعودي، بين آخرين لمجرد أنه ينتمي إلى الطائفة الشيعية التي تشكل غالبية الشعب الايراني».

وتساءل شكري «هل يقبل المسؤولون الإيرانيون أن تتدخل دول أخرى مثلاً عندما تطبق إيران قوانينها في التعامل مع مواطنيها من السُنة؟».

وكانت دول مجلس التعاون الخليجي قد أعربت، خلال اجتماع عقده وزراء خارجيتها في الرياض امس الاول، عن «تأييدها الكامل» للسعودية في الازمة القائمة.

وأكد مجلس التعاون الخليجي «إدانته الشديدة ورفضه القاطع للاعتداء على سفارة المملكة العربية السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مدينة مشهد الايرانية».

واستنكر المجلس الوزاري «التدخلات الايرانية السافرة في الشؤون الداخلية للمملكة العربية السعودية» في إشارة الى مواقف التنديد التي صدرت في ايران اثر إعدام الشيخ النمر، معتبراً ان هذه التصريحات «العدائية» تشكل «تحريضا مباشرا للاعتداء على البعثات الديبلوماسية للمملكة العربية السعودية» في ايران.

وفي المقابل، شكا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للأمم المتحدة من «استفزازات» سعودية للجمهورية الاسلامية.

وفي خطاب موجّه الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، قال ظريف إن «البعض» في الرياض يبدو عازما على جر المنطقة كلها الى الأزمة القائمة.

وقال ظريف إن إيران «ليست لديها رغبة» في تصعيد التوترات أكثر، لكنه لم يعرض تسوية، إذ ألقى باللائمة في الأزمة والاضطرابات الأوسع بالمنطقة على السعودية مباشرة.

وأضاف ظريف «يمكن لهم (السعوديين) مواصلة دعم الإرهابيين المتطرفين وتأجيج الكراهية الطائفية أو اختيار طريق حسن الجوار ولعب دور بناء في الأمن الإقليمي»، مشيراً الى أن السعودية قامت بسلسلة من «الاستفزازات المباشرة» للجمهورية الاسلامية، ومن بينها إعدام النمر، وما وصفها بأنها «إساءة المعاملة المستمرة» للحجاج الإيرانيين.

وصوّر ظريف السعودية، في الخطاب، على أنها تهديد للأمن الإقليمي والعالمي.

وجاء في الخطاب ان «معظم أعضاء (تنظيمات) القاعدة وطالبان والدولة الإسلامية وجبهة النصرة مواطنون سعوديون أو تعرضوا لغسيل مخ من قبل أشخاص يهيجون المشاعر ويملكون أموال النفط».

كما اتهم ظريف الرياض بمحاولة وأد الاتفاق النووي التاريخي.

من جهته، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الايرانية حسین جابر انصاري ان «السعودیة لن تكسب شیئاً من حرب السفارات وسترضخ للواقع الذي یحیط بها عاجلا أم آجلا».

وشدد علی أن «ایران لا تعاني من أزمة الهویة التي تعانیها السعودیة، بل تستمد شرعیتها من الشعب»، مؤكداً ان الجمهورية الاسلامية «لا ترید إثارة التوتر وقد حددت سیاساتها في هذا الاطار… ولیست في حاجة الی إثارة الازمات وانما تسعی الی استقرار المنطقة».

بدوره، قال رئيس لجنة الامن القومي والسیاسة الخارجیة في مجلس الشوری الاسلامي (البرلمان) علاء الدین بروجردي إنّ قطع السعودیة علاقاتها مع ایران «کان مخططا له نظراً للهزائم التی مُنیت بها السعودیة في المنطقة».

وأضاف بروجردي، خلال مشاركته في مراسم اربعینیة السفیر الایراني السابق في لبنان غضنفر رکن ابادي الذي قُتل مع مئات آخرین أثناء الحج، ان «قطع الریاض علاقاتها مع طهران قرار کان مخططا له مسبقا لان السعودیة لقیت الفشل فی سوریا والعراق ولبنان رغم الأثمان الباهظة جدا التي صرفتها».

(«السفير»، اف ب، رويترز، أب، «ارنا»، «مهر»)

 

دمشق توافق على موعد المفاوضات.. وتنتظر قائمة الأسماء

ظريف: السعودية تحاول تعطيل الحل السوري

أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للمبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، أمس، أن طهران لن تسمح لتوجهات السعودية المثيرة للتوتر بالتأثير سلباً على حل الأزمة السورية، وذلك بعد ساعات من مطالبة الحكومة السورية لدي ميستورا بالحصول على أسماء المفاوضين الذين سيلتقون بوفدها الرسمي في محادثات جنيف في 25 كانون الثاني الحالي، وذلك من دون ربط قرار المشاركة بتحقيق شروط سابقة، من بينها عدم وجود ممثلين لمنظمات إرهابية.

وأعلن دي ميستورا، في طهران، ان الأزمة الديبلوماسية بين السعودية وإيران لن تؤثر في المفاوضات حول النزاع السوري.

وقال إن «وزير الخارجية السعودي (عادل الجبير) أكد لي انه لن يكون هناك أي تأثير من جهتهم، وفي إيران وعدوني بالشيء ذاته».

وأشار إلى أن قطع العلاقات الديبلوماسية بين البلدين كان مصدر القلق الرئيسي لديه قبل زيارته للرياض وطهران، إلا انه أكد، عقب لقائه ظريف، أنه من الممكن أن تبدأ المحادثات حول سوريا «في جو مناسب».

وأوضح «استطيع أن أقول لكم على لسان الوزير ظريف انه لا توجد نية لأن تؤثر التوترات الحالية على المشاركة الحالية في مساعي فيينا، التي تعتبر إيران جزءا منها».

وأكد أن الخلاف «لن يؤثر على التزامهم ومشاركتهم في دعم مساعي الأمم المتحدة لتحقيق بداية بناءة لمحادثات سوريا في 25 كانون الثاني».

وقال ظريف، خلال لقائه دي ميستورا في طهران أمس، إن «ما نراه على ساحة التطورات الإقليمية هو النهج المثير للتوتر من قبل السعودية التي تسعى بإجراءاتها التصعيدية للتأثير سلباً على حل الأزمة السورية». وأضاف: «لن نسمح للتوجهات السعودية المثيرة للتوتر بالتأثير سلباً على حل الأزمة السورية، وأن تزداد مشاكل شعوب سوريا واليمن وأوروبا التي تصاعدت اثر هجرة الشعب السوري المظلوم إليها».

وكانت دمشق طالبت دي ميستورا بالحصول على أسماء المفاوضين الذين سيلتقون بوفدها الرسمي في محادثات جنيف في 25 الشهر الحالي، وذلك من دون ربط قرار المشاركة بتحقيق شروط مسبقة من بينها عدم وجود ممثلين لمنظمات إرهابية.

وابلغ وزير الخارجية السوري وليد المعلم دي ميستورا، في دمشق أمس الأول، «استعداد سوريا للمشاركة في اجتماعات جنيف في الموعد المقترح»، مشدداً على «ضرورة الحصول على قائمة بالتنظيمات الإرهابية وقائمة بأسماء المعارضات السورية التي ستشارك في جنيف».

وذكرت وزارة الخارجية السورية، في بيان، ان «دي ميستورا قدم عرضاً حول جهود الحل السياسي للأزمة، ومتابعة محادثات فيينا وقرارات مجلس الأمن الأخيرة بهذا الصدد، والتحركات لعقد جولة محادثات بين الحكومة والمعارضة أواخر كانون الثاني الحالي».

وشدد المعلم «على أهمية احترام قرارات مجلس الأمن، خصوصاً المعنية بمكافحة الإرهاب»، مؤكداً أن «جهود الحل السياسي وقرارات مجلس الأمن الأخيرة بهذا الصدد مرتبطة بصدقية جهود مكافحة الإرهاب التي تستدعي إلزام الدول الداعمة للإرهاب التوقف عن ذلك».

وتحول اشتراط استبعاد ممثلي المنظمات الإرهابية عن لائحة المفاوضين إلى تحفظ على ما يبدو، وذلك حتى الحصول على اللائحة والنظر فيها، وفقا لما سبق وقاله مسؤول سوري، لـ «السفير»، أبدى رفض دمشق المشاركة بحضور ممثلي منظمات إرهابية، كما اشترط الحصول على قائمة بأسماء المشاركين بشكل مسبق.

ومن المتوقع أن يحصل، الأسبوع المقبل، تبادل لقوائم المشاركين، عبر دي ميستورا، في توقيت متزامن، في الوقت الذي سيرسل فيه فريق المبعوث الأممي الدعوات للأطراف المعنية بهذه الجولة.

وينص البرنامج على جلسة مفاوضات تفضل دمشق تسميتها محادثات، تستمر أسبوعين يتولى ديبلوماسيون سويسريون الإشراف عليها، بوجود منسق «أممي» للمحادثات هو الخبير في الشأن السوري والأقرب لمناهضة النظام فولكر بيرتس الذي سيتحرك بين قاعتين لنقل الأفكار بين الطرفين، بعيدا عن أنظار الإعلام، الذي سينتظر بعيداً ومنعزلاً عن محاولات التدخل الدولي، على الأقل من الناحية التنظيمية.

ومن المفترض ان تلي الجولة المقبلة، التي يتوقع أن تنتهي قبل منتصف شباط، ثلاثة أسابيع من الاستراحة.

ونقلت صحيفة «الوطن» السورية عن مصادر لم تُسَمِّها أن دي ميستورا «سيشكل قائمة المعارضة كما تم الاتفاق في اجتماع فيينا 2، وأنه سيدخل عدداً من الشخصيات على اللائحة التي قدمتها السعودية، رافضاً أي شروط مسبقة لإطلاق الحوار».

ومن الأسماء التي تمت الإشارة إليها المعارض السوري هيثم مناع، الذي يترأس حالياً بالمشاركة «مجلس سوريا الديموقراطية». وقال مناع، في ختام اجتماع للمجلس في جنيف: «نحن مستعدون للمشاركة في أية مفاوضات تحت مظلة دي ميستورا»، لكنه أعرب عن معارضته لما قال إنها رغبة دي ميستورا بضم عدد من أعضاء هذا المجلس إلى الوفد الذي اقترحته جماعات المعارضة في الرياض.

من جهة ثانية، قال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا بافل كشيشيك إنّ إدخال المساعدات إلى بلدات مضايا في ريف دمشق والفوعة وكفريا في ريف ادلب قد يتم اليوم.

وقال مدير العمليات في منظمة الهلال الأحمر العربي السوري تمام محرز: «تم التوصل إلى اتفاق بين الأطراف المعنية كافة، ونعمل بأقصى طاقاتنا من اجل إدخال المساعدات إلى بلدة مضايا الأحد، وإن تتطلب الأمر تحضيرا لوجستيا أكثر، فإن ذلك سيتم يوم الاثنين على ابعد تقدير».

 

ناشط سوري: مضايا محاصرة من قبل 10 الاف عنصر من حزب الله والنظام و8 آلاف لغم

لندن- الأناضول – قال “عبدالله برهان”، الناشط السوري، الذي يعمل بتوزيع المساعدات في بلدة مضايا (شمال غرب دمشق): “نحن محاصرون من قبل 10 آلاف مسلح من حزب الله والنظام، و 8 آلاف لغم”.

وأضاف أن “المدنيون في مضايا يعيشون مأساة إنسانية، جراء الحصار الخانق الذي تفرضه عليها قوات النظام السوري وحزب الله اللبناني، منذ عدة أشهر، وإذا لم تقدم لنا الدول والمنظمات مساعدات، فإن مصيرنا سيكون الجوع والموت”.

وأوضح برهان (25 عاما)، الذي اعتقل سابقاً من قبل النظام، الاثنين، “يعيش في مضايا نحو 40 ألف شخص في ظل حصار خانق رهيب جداً، حيث لا يسمح بإدخال المواد غذائية والأدوية، والتيار الكهربائي مقطوع عنا منذ سبعة أشهر، ونحو 70 شخصاً يغمى عليهم يومياً بسبب الجوع، وشهدت البلدة أكثر من 45 حالة وفاة، جلهم من الأطفال والشيوخ بسبب الجوع″.

وأشار أن عناصر مليشيا حزب الله اللبناني، يبيعون مواد غذائية، لكن بسعر مرتفع جداً، حيث بلغ سعر كيلو من الرز أو السكر في مضايا 300 دولار، كما تباع علبة حليب أطفال بـ 400 دولار، ولا يملك جل سكان البلدة نقوداً لشراء السلع الضرورية.

ولفت برهان أن “ميليشيا حزب الله وقوات النظام السوري زرعوا الألغام على محيط المدينة، ويقتلون من يحاول الفرار، وقد قتلوا الأسبوع المنصرم 3 رجال وامرأة حامل”.

وتطرق إلى وجود طاقم مساعدات في البلدة، غير أن شح الأدوية والمواد الغذائية فيها، أدى إلى انعدام دورهم وإمكانياتهم.

ووجه برهان إلى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، مفادها أن “تقديم المساعدة حل مؤقت، ينبغي عليهم ممارسة الضغوط على نظام الأسد وميليشيا حزب الله من أجل رفع الحصار”.

وكانت الأمم المتحدة، أعلنت أن نظام “بشار الأسد”، وافق الخميس، على إدخال مساعدات إنسانية إلى “مضايا”، بالتزامن مع قيام فصائل معارضة تحاصر بلدتي “الفوعة” و”كفريا” بريف إدلب(شمال سوريا)، منذ أشهر، بإدخال مساعدات إنسانية إلى البلدتين.

وتشهد بلدة “مضايا” الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، منذ 7 أشهر حصاراً خانقاً، حيث منعت قوات النظام وحزب الله إدخال كافة أنواع المساعدات الإنسانية، الأمر الذي تسبب في ارتفاع جنوني في أسعار المواد الغذائية، والمستلزمات الطبية.

واضطر الأهالي في “مضايا”، إلى غلي الأعشاب وأكلها وجمع الطعام من القمامة، بحسب مشاهد مصورة نشرها ناشطون على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي.

 

الرئيس السوري يلتقي وزير الداخلية الايراني في دمشق

دمشق –  (د ب أ) – وصل وزير الداخلية الايراني عبد الرضا رحماني فضلي الى سورية صباح الاثنين وبدأ اجراء محادثاته مع نظيره السوري محمد الشعار .

وقال مصدر ايراني واسع الاطلاع في العاصمة السورية إن الوزير رحماني يبحث مع المسؤولين السوريين التعاون الامني الثنائي و مكافحة الارهاب و القضايا المستجدة في الوضع السوري و المنطقة تنفيذا لاتفاقات مشتركة سابقا بين البلدين .

وتشمل زيارة الوزير الايراني ” لقاءات مع رئيس الحكومة وائل الحلقي و رئيس مجلس الشعب محمد اللحام للتشاور في القضايا الراهنة و تطوير آليات العمل الثنائية ” وفق المصدر نفسه .

وقال المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه ان الرئيس السوري بشار الاسد يستقبل الثلاثاء الوزير فضلى لإجراء محادثات مرتبطة بالعلاقات المشتركة وهي كما يعرف الجميع علاقات تاريخية .

و اعتبر المصدر ان زيارة وزير الداخلية الايرانية الى دمشق اليوم تعتبر ” مؤشرا اضافيا على متانة العلاقات بين الاصدقاء الحلفاء” ، نافيا لحديث بات يشاع مؤخرا حول خلق فجوة بين حكومتي البلدين نتيجة الوجود العسكري الروسي على الاراضي السورية .

وقال :” قد يكون هناك خلافات في الرأي بين الاصدقاء الا ان العلاقات و المصالح متينة في الاستراتيجيات و زيارات المسؤولين الايرانيين الى نظرائهم السوريين لا تتوقف “.

واوضح المصدر أن زيارة وزير الداخلية الايراني الى سورية تستمر يومين.

وكان وزير الداخلية السوري محمد الشعار قد زار طهران قبل عدة أشهر ووقع مع الجانب الايراني مذكرة تفاهم للتعاون في شؤون الامن والأمن الداخلي بما يخص مكافحة الجرائم الارهابية والمنظمة ومكافحة المخدرات واقراص الهلوسة والتعاون في مجال الشرطة.

 

العرب يدينون تدخلات إيران في شؤون المنطقة… ولبنان يتحفظ

لندن ـ «القدس العربي»: حظيت المملكة العربية السعودية، أمس، بدعم عربي واسع إثر تضامن وزراء خارجية الدول العربية مع الرياض ضد الاستفزازات والتدخل الإيراني في شؤون المنطقة، وبإدانة الوزراء للاعتداءات التي تعرضت لها السفارة السعودية في طهران.

وأعلن وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماع طارئ عقد بناء على طلب الرياض «التضامن الكامل» معها وأدانوا «الأعمال العدائية والاستفزازات الإيرانية».

كما عبر المجلس عن «استنكاره للتصريحات الإيرانية العدائية والتحريضية ضد السعودية فيما يتعلق بتنفيذ الأحكام القضائية الصادرة بحق عدد من الإرهابيين»، في إشارة إلى إعدام رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر، أحد ابرز وجوه المعارضة.

وشدد الوزراء في قرارهم الذي امتنع لبنان عن التصويت عليه على «دعم» جهود السعودية «في مكافحة الإرهاب ودورها في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة». وأدانوا «تدخل ايران المستمر في الشؤون الداخلية للدول العربية على مدى العقود الماضية»، معتبرين أن «هذا النهج يؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي، كما يعتبر انتهاكا لقواعد القانون الدولي ومبدأ حسن الجوار».

وكان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي قال في افتتاح الاجتماع الوزاري إن «المنطقة لا تتحمل أي أعمال استفزازية وأي محاولة لبث الفتنة الطائفية بين مواطني الدول العربية».

وتحدث وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في الجلسة الاقتتاحية مؤكدا أن الاعتداءات الإيرانية على سفارة بلاده في طهران وقنصليتها في مشهد «تعكس بشكل واضح السلوك الذي تنتهجه السياسة الإيرانية في منطقتنا العربية بالعبث في مقدراتها والتدخل في شؤون دولها وإثارة الفتن الطائفية والمذهبية بها وزعزعة أمنها واستقرارها».

وقال الجبير، أمس الأحد، إن بلاده ستتعامل مع التدخلات الإيرانية في الشأن الداخلي العربي «بكل جدية وتتصدى لها بكل حزم».

وقبل نهاية الشهر الحالي، سيعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا تشاوريا مغلقا في الإمارات «لبحث التدخلات الخارجية في المنطقة العربية بما فيها مشكلات تدخل دول الجوار في الشأن العربي»، في إشارة ضمنية إلى إيران.

والأحد، اتهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف السعودية باستخدام خلافها مع طهران لكي «تؤثر سلبا» في محادثات السلام حول النزاع السوري.

إلا أن الجبير رد في مؤتمر صحافي عقب اجتماع الجامعة العربية مؤكدا أن الرياض «تدعم بقوة» محادثات فيينا حول سوريا.

والجمعة، أكد وزير الخارجية الإيراني في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أن بلاده لا تريد تأجيج التوتر مع السعودية وسائر جيرانها الخليجيين، مطالبا في الوقت نفسه الرياض بالكف عن «دعم الإرهابيين».

وكان المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي اعتبر ان السعودية ستواجه «النقمة الإلهية» بعد إعدامها رجل الدين الشيعي النمر.

والأسبوع الفائت، أعلنت الرياض قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران، وأعقب ذلك إعلان البحرين والسودان والصومال وجيبوتي وجزر القمر قطع العلاقات مع إيران واستدعاء الإمارات سفيرها في طهران وإعلانها خفض تمثيلها الدبلوماسي في إيران.

والشيخ النمر (56 عاما) كان أحد أشد منتقدي العائلة الحاكمة في السعودية، وأحد أبرز شخصيات حركة الاحتجاج التي اندلعت عام 2011 في شرق المملكة حيث تعيش غالبية الأقلية الشيعية.

وحكم عليه بالإعدام في 15 تشرين الأول/اكتوبر 2014 بتهم «إشعال الفتنة الطائفية» و»الخروج على وليّ الأمر» و»حمل السلاح في وجه رجال الأمن».

وفي السياق تضاربت الأنباء حول الأسباب الحقيقية لإقالة مساعد محافظ طهران.

وأكد نائب وزير الداخلية والمتحدث باسم الوزارة الإيرانية، حسين علي أميري، أن الوزارة أبلغت قبل عدة أشهر محافظ طهران بضرورة إقالة صفر علي براتلو، مساعد محافظ طهران للشؤون الأمنية، وأن الاعتداء على السفارة السعودية في طهران «سرّع الأمر»، غير أن حسين هاشمي، محافظ طهران، نفى وجود أي علاقة بين إقالة مساعده وحادث الاعتداء على مبنى السفارة.

 

حملة على مخرج لبناني سخر من ضحايا الجوع في بلدة مضايا السورية

انتقادات لـ«حزب الله» على مشاركته في الحصار وقطع طريق المصنع احتجاجاً

بيروت ـ «القدس العربي» من سعد الياس: لا يزال موضوع حصار بلدة مضايا السورية محور اهتمام في الداخل اللبناني، وسجلت في عطلة نهاية الأسبوع سلسلة تحركات رفضاً لاستمرار هذا الحصار، أبرزها قطع طريق المصنع ريثما تدخل قوافل المساعدات الغذائية إلى البلدة المحاصرة، إضافة إلى اعتصام نفّذته منظمة الشباب التقدمي في الحزب الاشتراكي أمام منظمة الاسكوا في وسط بيروت، إضافة إلى مؤتمر صحافي للمنظمات الشبابية في قوى 14 آذار.

وشدّدت المواقف على انتقاد تصرّف «حزب الله» الناكر للجميل تجاه هذه البلدة السورية المحاصرة التي كان أهلها بالذات في طليعة من استقبل اهالي الجنوب الهاربين من القصف الإسرائيلي في حرب تموز/يوليو 2006 حيث فتحوا لهم منازلهم، فيما يقابلهم «حزب الله» بقطع المواد الغذائية عنهم، لا بل يذهب جمهور الحزب إلى حد السخرية من هكذا حصار من خلال نشر صور عن الطعام والمقبّلات تحت عنوان «متضامن مع مضايا».

الى ذلك، نشر المخرج شربل خليل صورة لأشخاص نحيلين من الجوع من القارة الأفريقية وقال عنهم إنهم يمثلون المجلس البلدي لبلدة مضايا، ما أثار حملة شديدة عليه في ظل الانقسام حول هذه القضية. وفيما ذكّر خليل بأن الحذف جاهز لمن لا يتحمّل آراءه فقد كان حسابه عرضة لتعليقات وعبارات قاسية منها على سبيل المثال ما كتبه فراس السنيورة «أنا شايف وطاوة، بس الاستهزاء بناس محاصرين وعمّ بموتوا من الجوع درك ما توقعتك توصله، حتى الفكرة عنصرية».

وسأل أحدهم «حدا من مضايا كان ضاربك وانت صغير؟»، وقال حسام «كانوا يطعموه وقت انهزموا بحرب تموز وهلأ عم يردولهن الدين».

ونشر بعض مؤيدي حزب الله صورا محرفة لعارضات أزياء نحيلات مرفوقة بتعليقات تسخر من المجاعة.

وكتبت سيلينا ناصر «نكتة غير موفقة. فرق بين السخرية السوداء والاستهزاء على مأساة. أفهم أن تختلف مع سياسة المحاصرين، لكن أن تسخر من جوعهم فهذا مرفوض». اما محمد خليل فدافع عن خليل بقوله «من سخر من جوعهم هو وسائل الإعلام التي فبركت ووضعت صورا كاذبة من أمكنة مختلفة… هي كان يجب أن تُلام، وهو نقل صورة».

وكانت المنظمات الشبابية والطلابية في قوى الرابع عشر من آذار عقدت لقاء تضامنياً مع أهالي مضايا المحاصرين من قبل النظام السوري، ويعيشون حالة من الجوع القاسي، وأصدرت بياناً جاء فيه «شاهدنا في الأيام الماضية صورا مأساوية ترد من مضايا وبعض القرى السورية المحاصرة من قبل النظام و»حزب الله»، لم يعد جائزاً السكوت عنها لذا قررنا اللقاء في وقفة تضامنية رمزية لحث الدول على العمل الفوري والسريع لإنقاذ من بقيوا على قيد الحياة ويعانون أشد انواع الظلم، في حين غابت الإنسانية وانعدم الضمير لدى من يفرضون هذا الحصار على أطفال وشيوخ ونساء أبرياء».

وأضاف البيان «هل بات الحصار القاسي والتجويع عاملين طبيعيين لترهيب وترويع الشعوب؟ هل حبس نظام لأبناء بلدة وقرية وحرمانهم من المأكل والعيش هو أقل قسوة من القتل المتعمد من قبل الإرهاب؟». وأشار إلى أن «ما تشهده بلدة مضايا السورية لا يمكن ان نضعه إلا في خانة جريمة الحرب ضد الإنسانية، ما يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية الإسراع بإدخال المواد الإغاثية المطلوبة من أجل إنقاذ سكان هذه البلدة. كما يتطلب من دول العالم أجمع النظر جدياً بما يقوم به هذا النظام السوري بحق أبنائه واللجوء إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة بحق المرتكبين».

 

جمال سليمان: الأسد أبلغني أن إسرائيل لن توافق على إسقاط نظامه

«جبهة النصرة» تطلق سراح ناشطين إعلاميين بارزين

لندن – «القدس العربي» ووكالات: أكد الفنان السوري المعارض جمال سليمان، أن المعارضة ستذهب إلى المفاوضات مع النظام في نهاية الشهر الجاري وهي متمسكة بجنيف واحد كأساس لحل سياسي يفضي إلى عملية انتقالية، مهما مورست عليها ضغوط دولية او إقليمية .

وكشف سليمان، وهو نجم شهير في العالم العربي، في العاصمة المصرية القاهرة أمس الأحد، عن أن كلا من الدوحة وأنقرة اعترضتا على مشاركة مجموعة إعلان القاهرة في اجتماعات الهيئة العليا قبيل تشكلها في الشهر الأخير من عام 2015، علما أن الهيئة تضم 170 شخصية وطنية و40 تجمعا سياسيا وتيارا من مختلف الأطياف السورية.

ويقول سليمان «نود التذكير أن مخرجات إعلان القاهرة سبقت أوراق فيينا واحد وفيينا اثنين وتمت الإشارة إلى بعضها في قرار مجلس الأمن الأخير رقم 2254» .

وأشار سليمان الذي يرجح أن يكون أحد أعضاء الوفد المفاوض في مواجهة وفد النظام، إلى أن «المفاوضات تبنى على أرضية وطنية ونحن نفاوض النظام لاسترجاع وطن مسروق وليس سلطة، كما يفعل النظام، مطلب الشعب السوري هو الوطن القابل للحياة لكل السوريين تحت سيادة القانون».

وأشار سليمان إلى ما قاله له بشار الأسد حرفيا في أخر لقاء بينهم في عام 2011 من أن «إسرائيل لا تريد إسقاط النظام وإن أي تدخل عسكري على شاكلة التدخل الليبي لن يحصل في سوريا لذلك نحن سنحارب كل من يقف ضدنا».

وقال سليمان «من يومها قلت إن المشروعية في نظام الحكم لا تقوم بالوراثة بل بإصلاح حقيقي وتداول قانوني للسلطة وانتخابات ديمقراطية».

ويعتبر جمال سليمان الذي تقلب بين عدة تجمعات سياسية سورية منذ سنوات إلى اليوم، من الشخصيات المدنية الوسطية التي تؤمن «بحل سياسي».

إلى ذلك أكد الناشط الإعلامي السوري منهل باريش لـ»القدس العربي» أن «جبهة النصرة» قامت بإطلاق سراح الناشطين الإعلاميين السوريين البارزين هادي العبدالله ورائد فارس اللذين اعتقلتهما من داخل إذاعة يعملان فيها في مدينة كفرنبل في محافظة ادلب في شمال غرب سوريا، وفق ما أكد مسؤول في الائتلاف المعارض.

وقال سونير طالب منسق العلاقات العامة والإعلام في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية لوكالة فرانس برس «اعتقلت جبهة النصرة الناشطين هادي العبدالله ورائد فارس عند الساعة السابعة إلا خمس دقائق صباح اليوم من مقر الإذاعة في كفرنبل» في محافظة إدلب.

ويدير فارس إذاعة «فريش أف أم» المحلية، وهو مدير المكتب الإعلامي في مدينة كفرنبل، الذي يعد اللافتات الشهيرة التي ترفع دوريا في المدينة وتنطوي على رسائل معبرة تتوجه إلى الداخل السوري والخارج باللغتين العربية والإنكليزية، وتلقى صدى إعلاميا واسعا.

والعبد الله ناشط إعلامي بارز منذ اندلاع النزاع قبل نحو خمس سنوات، يقيم في كفرنبل ويعمل في الإذاعة ذاتها. وكان في عداد الصحافيين الذين شاركوا مؤخرا في إجراء مقابلة إعلامية مع زعيم «جبهة النصرة» ابو محمد الجولاني، بثت في 12 كانون الأول/ديسمبر.

ونشر راديو «فريش» على موقعه الإلكتروني خبرا أكد فيه أن فارس والعبدالله «اعتقلا صباح أمس من قبل عناصر جبهة النصرة الذين داهموا مقر المكتب الإعلامي في كفرنبل».

وأفاد بأن عناصر النصرة قاموا بـ»مصادرة كافة الموجودات من تجهيزات بث للراديو وتجهيزات تقنية ومولدات كهرباء، وفيما بعد بجمع كافة أعلام الثورة وحرقها أمام الجميع».

وقال الناشط إبراهيم الإدلبي عبر الإنترنت «رائد من الشخصيات التي بدأت الحراك الثوري ولم يحمل السلاح أبدا ولا حتى السلاح الشخصي».

وأضاف «هو مميز دائما بالأفكار التي ينتهجها ويسعى دائما للأفضل ويعمل لصالح المجموعة».

وبحسب الموظف في الإذاعة احمد البيوش، فإن فارس (41 عاما) يجسد بالنسبة إلى معارفه «الثورة بكل ما تعنيه للسوريين».

وتعرض فارس وفق البيوش للاعتقال مرات عدة في السابق، كما تعرض لإطلاق نار مباشر وأصيب إصابة بالغة قبل نحو عامين.

وانطلقت الإذاعة عام 2013 و»يعمل فيها أكثر من ثمانين موظفا وتبث أغاني ثورية ووطنية ودينية بالإضافة إلى برامج إخبارية ومنوعة» وفق البيوش.

 

الربيع العربي كشف عن هشاشة الدولة العربية وتمترس الدولة العميقة… بناء المؤسسات واحترام الحقوق أهم من الانتخابات وتدمير الطغاة

خمس سنوات عجاف أقامت جدران الخوف وأنتجت دولة حرة ودولاً فاشلة وكثيراً من الديكتاتوريات

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: عندما قام عبد الفتاح السيسي بانقلابه ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي في 3 تموز/يوليو كان أهم مبرراته هومنع الإسلاميين من اختطاف مصر.

وقام منذ ذلك بحملات قمع طالت الإسلاميين والليبراليين الذين دعم بعضهم انقلابه ليجدوا أنفسهم قابعين في الزنازين نفسها مع قادة وناشطي جماعة الإخوان المسلمين التي صنفها نظام السيسي بالإرهابية.

ومع أنه من الصعب تفكيك خطاب الرئيس المصري الذي يتميز بالتشتت وعدم اكتمال الجمل إلا أن المتابع للقطات المتوفرة على الإنترنت منها خاصة «يوتيوب» يكون فكرة عن خطاب رئيس لا يتميز بالعفوية أو السلاسة ويحاول التلاعب بعواطف المصريين.

وهذه النبرة أو الخطاب هو ما أدى لعودة الحرس القديم وخروج مبارك ونجليه من السجن وعودة الجيش إلى قواعد السيطرة وتخلي الناس عن الثورة التي لم تجلب لهم إلا المشاكل.

وفي ظل الأجواء السياسية التي تمر بها مصر وانهيار الاقتصاد المصري وتزايد هجمات الإسلاميين كثف الرئيس المصري والإعلام من استخدام التعبيرات والتفسيرات الدينية لكل خطوة يتخذها السيسي في محاولة منهم لتعزيز سلطة الرئيس بين الشعب.

فعندما افتتح الرئيس تفريعة قناة السويس في آب/أغسطس وصفها إعلامه بأنها «هبة من الله».

وعندما ذهب المصريون لصناديق الاقتراع لانتخاب نواب البرلمان في كانون الأول/ديسمبر طالب أحد الدعاة المعروفين على التلفزيون الناخبين بـ «طاعة أولي الأمر خاصة القيادة العليا» أي السيسي وأشار له بطريقة غير مباشرة بأنه «ظل الله على الأرض».

وعندما تحطمت الطائرة الروسية في تشرين الأول/أكتوبر وقتل ركابها الـ 224 شجعت وزارة الأوقاف المشايخ على قضاء العطلات في شرم الشيخ لأن الكثير منهم كان ينظر إليه كأرض للإثم. ولاحظ ديكلان وولش من صحيفة «نيويورك تايمز» الطريقة التي يتم فيها استخدام الدين في مصر السيسي من أجل تعزيز سلطة الحكم وقمع المعارضين مشيرا للبيان الصادر عن وزارة الأوقاف المصرية الذي حذرت فيه من النشاطات التي تخطط لها المعارضة في الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير 2011 التي أطاحت بنظام حسني مبارك. وحذرت الوزارة من أي نشاطات لأنها ستقود للتخريب والقتل والدمار مما يجعلها «جريمة كاملة».

ومع أن استخدام الدين ليس جديداً على القادة العرب فقد أطلق على الرئيس المصري السابق أنور السادات «الرئيس المؤمن» لكن السيسي ذهب أبعد من الالتزام التقليدي بالدين بل وقدم نفسه كمصلح ديني ودعا إلى «ثورة دينية» من أجل مواجهة التطرف.

قمع لا حوار

ويعلق وولش على أن الثورة هذه لم تشجع على النقاش بقدر ما خنقته وركزت على طرد الدعاة والأئمة غير المسجلين وإغلاق المساجد الشعبية. ويتحدث تقرير الصحيفة عن الجدل الذي أثاره إسلام البحيري عندما هاجم الأزهر ودعا في برنامج تلفزيوني إلى إعادة التفكير بالسنة التي يستخدمها الجهاديون لتبرير العنف وطالب بنقد الكتب القديمة التي يعتمدون عليها. واتهم بازدراء الدين وتشويه سمعة الأزهر.

ويعلق وولش قائلاً إن كلام البحيري بدا وكأنه تطبيق لدعوة السيسي التي أطلقها في كانون الثاني/يناير 2015 من باحة الأزهر وطالب فيها قادته بتطهير الإسلام من الأفكار التي يستخدمها المتطرفون.

وبحسب الصحيفة فمحاكمة البحيري تظهر محدودية مدخل السيسي «لتحديث الإسلام» فالأزهر وإن ارتبط بالحكم منذ أكثر من ستة عقود إلا أنه يحاول الحفاظ على موقعه في العالم الإسلامي كمرجعية دينية أولى.

ولاحظ الباحث ناثان براون، الأستاذ في جامعة جورج واشنطن أن بعض العلماء تعامل مع دعوات السيسي كهجوم على الأزهر وعلق قائلا «بالنسبة لعلماء الأزهر فقد كان هذا مدعاة للدهشة ولم يستسيغوا قيام رئيس وجنرال بالمحاضرة عليهم». ومع أنه من الصعب فهم العلاقة بين مؤسسات الدولة المصرية إلا أن محاكمة البحيري كانت طريقة لإظهار القوة من المؤسسة الدينية التي كانت واضحة في دعمها للسيسي.

فبعد سيطرته على الحكم جلس شيخ الأزهر أحمد الطيب في المؤتمر الذي أعلن فيه عزل مرسي. وبعد ذلك بفترة برر المفتي السابق علي جمعة القمع ضد الإخوان المسلمين الذين وصفهم بأوصاف كان يجب أن لا يتفوه بها رجل دين علاوة على كونه مفتي الجمهورية السابق وقال إن ملائكة السماء تؤيد رجال الأمن والشرطة. ويعلق وولش أن مباركة المؤسسة الدينية للسيسي قد تعطيه نوعاً من الشرعية في نظر الكثير من المصريين لكن هناك العديد من الإشارات التي تشير لمحدودية مدخل السيسي خاصة بين الشباب الذين شاهدوا فترة بعد ثورة 2011 لم يعد فيها للدولة تأثير على الخطاب الديني.

وأشار الكاتب لزيارة نادرة قام بها الشيخ الطيب الشهر الماضي إلى جامعة القاهرة حيث رد على أسئلة الطلاب المتذمرين من إجراءات إدارة الجامعة التي أغلقت كل المصليات وهدمت جامعاً في داخل الحرم الجامعي وأجبرت الطلاب على الصلاة في جامع واحد في محاولة لمنع التظاهرات، ولم تقنع أجوبة الشيخ الطيب الطلاب.

ونقل عن طالبة تعليقها على لقاء الشيخ «هذه وسيلة أخرى للسيطرة» وأضافت «لا توجد ديمقراطية أصلاً والآن يقولون لنا أين نصلي. وتقوم الحكومة بالضغط على الشباب وستنفجر في وجوههم» أي السلطة.

تدجين

ولاحظ وولش كيف تم تدجين الخطاب في حرم الجامعات التي كانت مركز المعارضة. واليوم يتردد الطلاب بالحديث خوفاً من المخبرين فيما يدعم موقف الإدارة بقوة ويرون أهمية في التحكم بالنقاش الديني. ولم يعدم وجود رافضين لكلام الشيخ الطيب، فهو في الحقيقة ليس شيخاً حقيقياً كما قالت أميرة محمد «والجميع يعرفون أن الفتوى جاءت من الرئيس».

وتدافع الحكومة عن الإجراءات التي تراها ضرورية لمكافحة التطرف عسكريا كما في سيناء التي تشهد تمرداً من أتباع تنظيم الدولة وأيديولوجيا من خلال مراقبة النشريات الصادرة عن المتطرفين بلغات عدة. ويرى البعض في التشريعات التي تصدرها الحكومة محاولة خفية للقمع السياسي.

وينقل عن علي قنديل المدرس الممنوع من الخطابة بسبب نقده للطغاة قوله «أي شخص يتحدث يقتل» و»إن لم يقتل يعتقل وإن لم يعتقل يهرب وإن هرب يعتبر خائنا».

ولعل استخدام الديني ضد المعارضين يعكس في النهاية الخوف من أحداث شغب واضطرابات تجري لإحياء ذكرى ثورة يناير ولذلك يجري التجييش السياسي والإعلامي لها في محاولة لإحباط دعوات المعارضين للإنقلاب.

وتمثل مصر بحسب قراءة مجلة «إيكونوميست» المثال الأبرز على مآلات الربيع العربي. ففي العدد الأخير قيمت المجلة حصاد خمسة أعوام مرة من البحث عن الحرية والديمقراطية في العالم العربي والتي انتهت كما تقول بدول فاشلة ومدمرة وديكتاتوريات عادت للتمترس.

وركزت على الوعود الجديدة للثورة المصرية والتي كانت انتصارا مهما للعالم العربي نظرا للثقل السياسي والتاريخي الثقافي لمصر في العالم العربي.

أحلام

وفي القراءة رؤية لطبيعة الحراك السياسي في العالم العربي. وبدأت المجلة رحلتها في «الشتاء العربي» بالعودة لأغنية التونسية أمل المثلوثي «أنا أحرار ما يخافوش، أنا أسرار ما يموتوش، أنا صوت إل ما رضخوش، أنا وسط الفوضى معنى، أنا حق المظلومين..»، والتي غنتها بداية عام 2011 في شارع بورقيبة وأعطت صوتا وأملا للكثيرين من مواطني بلدها. لكن الإطاحة بزين العابدين بن علي في 14 كانون الثاني/يناير تبعته مرحلة صعبة عوق فيها الإرهاب عمليات البناء والإصلاح السياسي.

وفي عام 2015 أصبحت تونس أول دولة عربية «حرة» حسب «فريدم هاوس» المؤسسة الأمريكية التي تقوم بمراقبة الحريات المدنية في العالم. وغنت المثلوثي الأغنية مرة ثانية في كانون الأول/ديسمبر في احتفال تسلم الرباعي الذي رعى الحوار في البلاد وأشرف على دستور عام 2014 ولكن الأجواء تغيرت.

انهيارات

والملاحظ أن الأجواء تغيرت ولا تزال تونس حالة شاذة من بين ست دول عربية انتفضت عام 2011 وطالبت سلمياً برحيل «حكام طول الحياة». ولم يحقق أي منها نهاية سعيدة. فقد انفجر الوضع في اليمن وليبيا واستبدلت الحكومات هناك بميليشيات متحاربة في جزء من البلاد أو معظمها.

وفي مصر عادت الديكتاتورية من جديد فيما تمترس النظام في البحرين وانحدرت سوريا نحو الهاوية حيث تحولت معظم مدنها إلى أنقاض وأهملت أرضها الخصبة وأصبح نصف سكانها نازحون في بلادهم وهاجر الملايين إلى الخارج وقتل مئات الألوف. فباستثناء دول الخليج الثرية والمغرب المزدهر والجزائر المنعزلة منذ 21 عاما فبقية دول العالم العربي لا تبدو في حال جيدة. وفي العراق أصبح جنوبه الشيعي وشماله الكردي منفصلاً عن بقية البلاد ويخضع وسطه لسيطرة «تنظيم الدولة».

ووجد الجزائريون والسودانيون الخارجون من حروب أهلية أنفسهم تحت رحمة أنظمة عسكرية مفترسة وغامضة.

وانقسم الفلسطينيون إلى كانتونين وصاروا أضعف من السابق. وفي الأردن واحة من الهدوء يتم الحفاظ عليها عبر الخوف من الفوضى المنتشرة على حدوده.

مرحلة اليأس

وتقول المجلة إن أحلام الربيع العربي بسياسات تشمل الجميع وحكومات متفاعلة مع سكانها ونهاية للمحسوبية السياسية قد انهارت وحل محلها اليأس «فآبار اليأس قد طفحت». ولم يكن الخليج العربي الثري بمعزل عن التأثيرات فقد انخفضت الوارادت الحكومية بسبب تراجع أسعار النفط وأدت سياسات الهجرة وتقليل اعتماد الدول على العمالة الأجنبية لتناقص التحويلات المالية التي كانت تساعد إخوانهم.

وتواجه هذه الدول ضغوطا ديموغرافية فنسبة 60% من سكان المنطقة هم من الشباب تحت سن الـ 25 عاما. وتظهر أرقام منظمة العمل الدولية زيادة نسبة البطالة في دول العالم العربي من 25% عام 2011 إلى 30% الآن. وتظهر الأرقام تراجعاً في مستويات المعيشة والتعليم والصحة وبطئًا أو جموداً في النمو الاقتصادي.

وأصبحت يد الأمن أشد مما كانت عليه في الماضي وفي كل مكان تعمقت الانقسامات الطائفية والخلافات الطبقية وهو ما منح أرضية خصبة للراديكاليين وتقديم رؤيتهم اليوتوبية عن الحل الإسلامي. وفي المحصلة فلم يجلب الربيع العربي إلا الأحزان. وهذا يستدعي تفسير ما حدث ولكن ليس عبر الرؤية الروسية والإيرانية التي تحمل «الغرب الساذج» مسؤولية انهيار الوضع القائم والتخلي عن الحلفاء في مصر وليبيا.

وترى المجلة أنه من الخطأ التعامل مع الربيع العربي كأحداث منعزلة كل واحد منها يقتضي رداً خاصاً لأن هذا يحرمنا من التعامل مع الواقع التاريخي والمنطقة ككل والإنتفاضات كحدث منسق هز المنطقة كلها وبالتالي التجني على الفاعلين: أي الجماهير التي صرخت «كفى».

وهذا لا يعني أن الربيع العربي نشأ من فراغ، فقد سبقته نذر سابقة من مثل الحرب الأهلية الجزائرية عام 1991 والإنتفاضتين الفلسطينيتين و»ثورة الإستقلال» في لبنان عام 2005 وحتى الثورة الخضراء في إيران فكلها أحداث تعبر عن رغبة المنطقة بالتغيير.

ومن هنا فقد كانت الديمقراطيات العالمية مصيبة عندما تعاملت مع عام2011 كحركة تغيير واسعة وليس كأزمات وطنية منعزلة.

ورأت فيها حركة قوية قد تقود لتغيير ديمقراطي على شاكلة أنظمة الحكم العالمية. ولكن الشارع العربي والغرب معه أساءا تقدير أمرين في السياق العربي وهما هشاشة عدد من الدول العربية وعدم قدرتها على تحمل هيجان شعبي بالطريقة نفسها التي تحملت فيها جنوب أفريقيا الوضع عندما انهار نظام التمييز العنصري. أما الأمر الثاني فهو التصميم الشرس من مؤسسات النظام للحفاظ أو استعادة السيطرة «من كان يصدق قيام المتحدث الهادئ، بشار الأسد بتدمير بلده بدلاً من مغادرة القصر؟». فمثلما لم يكن الربيع العربي مجرد أحداث وطنية كانت الثورات المضادة مسألة دولية أيضا. فقد تلقت القوى المحافظة دعماً من دول الخليج، وكان المثال الأول هو دعم السعودية للبحرين عام 2011 والحملة التي تقودها السعودية في اليمن، فالرياض لا تريد فقط هزيمة الحوثيين ولكن العودة للوضع القائم. ويظل المثال السوري هو أهم الأمثلة على تدويل النزاع حيث تتصارع فيه قوى محلية وإقليمية ودولية مع أنه في الجوهر يظل نزاعاً بين سكان مظلومين ونخبة ضيقة ذات قاعدة طائفية تريد البقاء في السلطة. ولكن المثال الأهم عن فشل الربيع العربي وعودة الحرس القديم يظل في مصر، فقد عاد النظام القديم بدعم من دول الخليج.

تكهنات

في عام 2010 وقبل ستة أشهر من تحول تظاهرات التحرير لانتفاضة اطاحت بمبارك تكهنت المجلة بثلاثة سيناريوهات لمآلات الأحداث في مصر. فقد توقعت ثورة على طريقة الثورة الإيرانية عام 1979 والتي اختطفها الملالي، وقد يحدث تغير على الطريقة التركية في بداية القرن الحالي، وبناء ديمقراطية حقيقية رغم ما شابها من عيوب ولكنها دجنت الدولة العميقة- الجيش، والثالث هو نظام حكم على غرار روسيا بوتين.

ولم تجرب مصر شكلاً واحداً من هذه بل مرت بها جميعاً: فمن ثورة شعبية أطاحت بمبارك إلى حكومة إسلامية حاولت تعزيز مكاسبها وليس مواجهة الدولة العميقة إلى إنقلاب شعبي أدارته قوى النظام السابق أوصل مصر إلى الخيار الروسي في حزيران/يونيو 2013.

وبعد عامين ونصف اكتملت ثورة السيسي المضادة حيث خرج مبارك ونجلاه من السجن وكذا رجال الشرطة المسؤولون عن مقتل مئات المتظاهرين وقتل حوالي 1.000 من مؤيدي مرسي بعد الانقلاب.

وقام رجال السيسي بجهود للتحرش بالشبان ممن يتقنون التعامل مع وسائل التواصل الإجتماعي وسيطرت الحكومة على الجامعات والمحاكم والإعلام. وتمت المصادقة على دستور صمم لتقوية الجيش والرئيس وانتخب برلمان موال للرئيس حيث تدخلت المخابرات في انتخابات عام 2015 لانتخاب الموالين للرئيس والنتيجة إقبال ضعيف على الإقتراع وابتعاد الشباب عن السياسة وهو ما يريده المستبدون.

وهناك الكثير من المصريين ممن يثنون على السيسي الذي خلصهم من الإخوان والثوار. فالاخوان مزقهم قمع الدولة أما المتشددون فيواصلون حملتهم في سيناء إلا أن عملياتهم لم تلق دعماً شعبياً مما يعني عدم اندلاع ثورة جديدة على غرار ثورة 2011.

جدار الخوف

ولكن الجهود لبناء «جدار الخوف» أدت لتنفير السكان من دولة ليست فقط متوحشة وعشوائية ولا تخضع للحساب بل وعقيمة كي تشتري سكوتهم. فالمستثمرون ابتعدوا عن مصر بسبب السياسات الشاذة وقوة الجيش والمخابرات والمحاكم الانتقامية. ولا يزال دين مصر هائلاً ووصل العجز في الميزانية نسبة 10% كل عام منذ 2011. وتعاني العملة من انخفاض في قيمتها وكذا تراجع في السياحة، فأحداث مثل مقتل السياح المكسيكيين ومعالجة ملف الطائرة الروسية كشفت عن عجز الدولة. وترافق كل هذا مع نفاد صبر داعمي السيسي في الخليج الذين قدموا له 30 مليار دولارعلى شكل قروض مخفضة وودائع في البنوك ونفط، ويواجهون أنفسهم مشاكل بسبب انخفاض أسعار النفط. ولم يعد لمصر منقذاً في الانتظار ليخرجها من ورطتها.

ولم يعد أمام هذه الدولة المحطمة الكثير من الخيارات سوى لعبة الانتظار والتعويل على فقدان السيسي سيطرته على الحكم أو انقلاب داخل النظام . ويرى المرشح الرئاسي السابق عبد المنعم أبو الفتوح «الخيار الأرخص هو انقلاب داخل القصر» فالثورات تحتاج لوقت طويل لانها تعبير عن تراكم.

فشل النخبة

وتعتقد المجلة أن ما يظلل العفن في مصر وغيرها هو فشل النخبة العربية في بناء حكومات تتعرض للمحاسبة ونشر التعليم. وفي الوقت نفسه لم تؤد الثورات العربية إلا لإنتاج قلة من القادة والبرامج وعدد قليل من الأفكار.

وفي المقابل انتجت الثورات وضوحاً حول عدد من القضايا مثل الإسلام السياسي وموقع العالم العربي في العالم وقوة الدول والمجتمعات العربية. فقبل وصول الإخوان للسلطة رفعوا شعاراً غامضاً «الإسلام هو الحل» وهو إن عنى نسخة تنظيم الدولة فلن يقبله أحد وإن عنى منح السلطة لقادة الدين الذين لا يتفقون على قضية واحدة فهذا لا يثير الحماس مثلما كشف الإخوان عن أنفسهم كمحافظين طلاب سلطة.

ولا تستبعد المجلة الغرب من مشاكل المنطقة فالكوارث التي حدثت من حرب العراق إلى الرد العاجز على الربيع العربي أقنع الكثير من سكان المنطقة بمنطق المؤامرة. وفي الوقت نفسه كشفت حوادث الخمس سنوات الماضية عن هشاشة العلاقات العربية- العربية رغم عقود من شعارات القومية العربية، كما كشفت عن ضعف الدولة نفسها وضعف سكانها أيضا كما هو الحال في العراق وسوريا، رغم الزعم بأن المسألة الطائفية لم تكن حاضرة قبل غزو العراق أو بداية الربيع العربي.

ومن المفارقة بمكان أن تنظيم الدولة رغم فظاعته ووحشيته يقدم نموذجاً عن الحكم الذي رامته موجات الثورات العربية، لكن مجرد بقاء التجربة رغم الحملة ضده يقدم دروساً للمنطقة.

فبعيداً عن قسوته يقدم التنظيم نموذجاً لا مركزياً في الحكم ويحاول تقديم الخدمات الطبية والإدارية للسكان في مناطقه ويبيع النفط الخام ويجمع الضرائب. ولكن العنصر الغائب هنا وهناك هو احترام حقوق الإنسان والتعددية والمحاسبة أمام القانون. فقد كشف الربيع العربي أن هذه العناصرهي مفتاح النجاح وأهم من الانتخابات الممسرحة أو الإطاحة بالطغاة.

وفي ضوء الهدوء الحذر في تونس ومصر والهدوء الذي سيحل في النهاية على العراق واليمن وسوريا فدروس الماضي تقول إن بناء المؤسسات هو ما يجب فعله. وقد يتعلم العرب من ثورتي 1948 و1968 في أوروبا اللتين لم تحققا في البداية الكثير بل أدتا لردود فعل سلبية.

وكما كتب المؤرخ إي جي بي تيلور فقد كان عام 1848 هو «العام الذي شهد فيه العالم نقطة تحول فشلت في التحول». وفي كلتا الثورتين حدث التغيير وإن متأخراً وعلى يد الجيل الثاني.

 

«الفيزا» التركية للسوريين… هل هي تنظيم أم تشديد إجراءات؟

محمد الحسين

إسطنبول ـ «القدس العربي»: أصبح قرار الحكومة التركية الذي تفرض فيه وللمرة الأولى، بعد انطلاق الثورة، تأشيرة دخول «فيزا» على السوريين الراغبين بالدخول إلى أراضيها، موضع جدل وأخذ ورد، بين تأكيده ونفيه، قبل أن تعلن الخارجية التركية في بيان لها تأكيد صدوره أواخر الشهر الماضي.

القرار ورغم أنه استثنى السوريين الداخلين إلى تركيا عبر منافذها البرية مع سوريا من الحصول على «الفيزا»، ليطبق على السوريين القادمين من الدول الأخرى، لاقى استهجاناً لدى الكثير من السوريين، وخاصة بعد الإعلان عن شروط التقدم للحصول على تأشيرة الدخول، والتي اعتبرها البعض شروطاً معقدة وصعبة، وخاصة لجهة المقارنة مع التسهيلات التي كانت ممنوحة للسوريين على وجه الخصوص، خلال السنوات الخمس الأخيرة.

مدحت حلاق، مدير شركة للاستشارات القانونية، يقول لـ «القدس العربي» في تصريح خاص: «الشروط التي تم الإعلان عنها تعتبر معقدة، ومنها أن يكون الجواز السفر صالحاً لمدة ستة أشهر، في حين أن تركيا كانت تسمح سابقاً حتى بجواز سفر منتهية صلاحيته، وأيضاً أن تكون هناك دعوة من كفيل تركي الجنسية، وتصريح إقامة ساري المفعول من قنصلية الدولة التي تطلب منها التأشيرة، وبيان من حساب بنكي، إضافة إلى حجز فندقي يغطي مدة الإقامة في تركيا، ودفع مبلغ 60 دولاراً تقريباً، للتأشيرة الواحدة، ونحو 200 دولار للتأشيرات المتعددة، وشروط أخرى».

ويضيف حلاق، والذي تقدم شركته خدمات الحصول على الإقامة في مدينة اسطنبول «كما أنك ربما تنتظر لفترة طويلة قد تصل لشهر حتى تتم الموافقة على الطلب، وليس كما أشيع أنه يتم الحصول عليها عبر ثلاث خطوات بثلاث دقائق من موقع إلكتروني خاص بتقديم الطلبات، كما أن الموقع المذكور، لا يمنح التأشيرة بشكل مباشر، فمثلاً للأشخاص الليبيين أو الفلسطينين، يحيلهم إلى قنصلية بلادهم، وهذا ما قد يطبق على السوريين، وبالتالي ندخل بإشكالية جديدة، كون الكثير من البلدان طردت السفير السوري وأغلقت قنصلياتها، كما أن الكثير من السوريين لا يرغبون بالتعامل مع القنصلية التي ما زالت تتبع للنظام، في ظل عدم ايجاد بديل تابع للحكومة السورية المؤقتة».

فيما يشير مروان بكو، سوري مقيم في إحدى الدول الأوربية إلى المعاناة التي سيتحمل أعباءها السوريون في أوروبا ودول الخليج وغيرهم، والذين كانوا يزورون أهاليهم المتواجدين في تركيا، أو حتى في مناطق سيطرة المعارضة داخل سوريا، حيث أنهم يتخوفون من القدوم إليها عبر مطار دمشق الدولي، عبر مطار بيروت، كي لا يتم اعتقالهم من قبل النظام، وخاصة أن بعضهم قد يكون مطلوباً للنظام.

في حين يرى مدحت حلاق في القرار أيضاً، «إجحافاً بحق السوريين، خاصة أن المعابر البرية تعتبر مغلقة، كونها لا تستطيع الدخول عبرها إلا قلة قليلة من الحالات الإنسانية، أو من المسجلين عبر قائمة الدور، والتي قد لا يأتي دور المسجل إلا بعد ثلاثة شهور وأكثر، بسبب أعداد المتقدمين الكبيرة، بالمقابل يسمح لبعض التجار، الدخول والخروج عبر بطاقة منحت لهم، من أجل شراء البضائع وإدخالها إلى سوريا»، وهذا ما رأى فيه حلاق، استثماراً تجارياً. ويرى محمود الحمام، المحامي في وزارة العدل في الحكومة السورية المؤقتة، ورئيس تيار الوعد السوري أن هدف القرار هو تنظيم تواجد السوريين على الأراضي التركية وادماجهم في النظام التركي والحد من هجرتهم لأوروبا بموجب اتفاقات مع دول الاتحاد الأوروبي، وهذا سيجعل تحرك السوريين صعباً للغاية خاصة للقادمين من دول أخرى أو الذين يريدون الانضمام لعائلاتهم المتواجدة في تركيا، وأن «القرار ما هو إلا تعهد تركي للدول الأوربية لوقف الهجرة أو التخفيف منها أو تنظيمها مقابل مكاسب سياسية واقتصادية للدولة التركية».

ويضيف «السوريون هم طالبو حماية وفارون من حرب، وواجب على جميع الدول حمايتهم وتأمين مأوى وطعام وشراب وصحة وتعليمهم، ويجب أن لا يطلب منهم أي شيء أو مبلغ أو وثيقة».

ويوافق أحمد كامل، الكاتب الصحافي السوري المقيم في اسطنبول، على ما ذهب إليه الحمام بالقول حول ان القرار هو لتنظيم الدخول إلى تركيا، وليس للحد من دخول السوريين إليها، فمن لديه إقامة تركية لا يحتاج لتأشيرة، في دخوله وخروجه من تركيا، ويرى أن «الذي أجبر تركيا على فرض التأشيرة هم أصحاب القلوب الرحيمة زعماء ألمانيا والسويد وفرنسا، وذلك للحد من ظاهرة استخدام الراغبين بالهجرة واللجوء إلى أوروبا، استخدامهم لتركيا كمنصة عبور إلى أوروبا».

ويضيف «ومع ذلك الباب مفتوح للحوار مع السلطات التركية للتأكد من عدم فرض شروط صعبة على منح التأشيرة التركية للسوريين القادمين من خارج سوريا، ولمطالبتهم بتيسير دخول السوريين إلى تركيا من سوريا عبر البر».

ويقلل سمير صالحة، الأستاذ في القانون والعلاقات الدولية في تركيا، من المخاوف التي صدرت من السوريين حول القرار، وينتقد في الوقت نفسه التصريحات والانتقادات التي أطلقها البعض تجاه تركيا «من أصحاب النوايا السيئة تجاه تركيا»، على حد وصفه، والذين كانوا ينتقدون في السابق «لماذا تركيا تفتح الحدود أمام السوريين، وأنها تساهم في تجييش الأوضاع السورية، والآن نفسهم هم من ينتقدون تركيا بفرضها تأشيرات للوافدين من الحدود الجوية والبحرية والتدقيق في المعابر البرية»، لافتاً إلى ما قدمته تركيا خلال السنوات الخمس الماضية من تسهيلات للسوريين.

ويقول في تصريح خاص لـ «القدس العربي»، «أظن أن هذا القرار ما هو إلا عملية قانونية تنظيمية اولاً تتعلق بضبط الحدود التركية السورية، وغيرها من المعابر الحدودية مع بقية الدول، وهي جزء من محاولة تنظيم قانوني مهني اجتماعي تعليمي وصحي لهؤلاء الوافدين، ومسألة تتعلق بنحو ثلاثة ملايين سوري متواجدين في الأراضي التركية، وليس للقرار أي بعد سياسي».

وينفي صالحة أن يكون هذا القرار مرتبطاً بالاتفاق الأخير بين تركيا والاتحاد الأوروبي، ويقول «هذه التدابير التركية كانت مطروحة قبل التنسيق مع الاتحاد الاوروبي».

وفي تعليقه حول الشروط المفروضة على طالبي «الفيزا» والتي وصفت بالصعبة والمعقدة ، يقول «طبعا هذه مسائل جديدة على الاخوة السوريين لكنها موجودة ومطبقة سابقاً بطريقة استقبال الوافدين إلى تركيا من جميع البلدان وليست فقط في تركيا، وهي ليست محاولة تشدد تجاه السوريين، وإنما هي جزء من العلاقات الدبلوماسية».

 

ناشطون ومثقفون سوريون يشككون في جدية المجتمع الدولي في التعامل مع حصار مضايا

محمد إقبال بلو

أنطاكيا ـ «القدس العربي»: «لا يمكن تصديق الهيئات الدولية على اختلاف أنواعها وأشكالها، تلك التي تقف عاجزة أمام مأساة الأهالي في مضايا، فأن يموت الأطفال جوعاً أمام العالم كله والذي بدوره يظهر بمظهر العاجز عن إدخال بعض الخبز والأرز إلى بلدة محاصرة في ريف دمشق، لهو أتفه موقف مر على التاريخ البشري بكل ما يحمل من كذب وتلوّ في العبارات والتبريرات»، هذا ما بدأ به حديثه أحد ناشطي ريف دمشق، يدعى «أبو وائل» وهو ناشط إغاثي يعمل في مختلف مناطق ريف دمشق ومنها الغوطة الشرقية.

ويعتبر الناشط الشاب أن «منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة والصليب الأحمر وغيرها كلها منظمات مسيسة تسير وفق الألاعيب السياسية العالمية، ولم تكن قط منظمات إنسانية مستقلة».

يقول ناشطون إن عشرات الآلاف من المدنيين محاصرون في بلدة مضايا يتعرضون للموت جوعاً على يد ميليشيات حزب الله اللبناني، والذي لم يعد عمله الرئيسي مساندة نظام بشار الأسد بل غدا قوة مستقلة تعمل على قتل السوريين بشتى الأساليب الممكنة، لاسيما أولئك العالقين على مشارف الحدود السورية اللبنانية، والتي يعتبرها الحزب محميات خاصة به لا بد له من تطهيرها من أهلها، بحسب الناشطين.

يقول أبو وائل «ما يحدث اليوم في مضايا لم يحدث قبل ذلك في المناطق السورية باستثناء المعضمية التي اقتات أهلها على الكلاب والقطط وأوراق الشجر والنفايات من قبل، أكاذيب المجتمع الدولي لم تعد مادة للتصديق بالنسبة لنا، فنحن السوريين أدركنا تماماً أن العالم بأسره اتفق على إهمال قضيتنا واستمرار قتلنا والأداة هو النظام ومن يتبع له من قوى وميليشيات».

ويضيف «كما ندرك تماماً أن مجلس الأمن وغيره عبارة عن أماكن لم تخلق للمظلومين والضعفاء بل أوجدت من أجل استمرار قوة الأقوياء وازدياد بطشهم، فلو رغبت تلك الدول التي توكل نفسها بمنصب شرطي العالم أن تدخل الطعام لأهلنا المحاصرين لما تطلب ذلك أكثر من أمر شفهي يصدر من قبلها ويوجه للنظام السوري».

وقال الناشط الإعلامي وسام الحلبي أنه بإمكان من يرغب بإنقاذ أهالي مضايا من الموت جوعاً أن ينقذهم بكل سهولة وبساطة، وأوضح: «كما يقوم طيران التحالف بإنزال الأسلحة والذخائر لبعض القوى العسكرية التي تنسق معه في مناطق الشمال السوري المحاذية لمواقع تنظيم الدولة، فإنه بإمكانه إنزال المواد الغذائية للأطفال المحاصرين بنفس الطريقة، وكما قامت مروحيات النظام على مدى سنوات بإرسال المؤن لأهالي نبل والزهراء، فإن طائرات التحالف الدولي بإمكانها فعل ذلك في سماء مضايا».

عبد الغني حمادة رئيس اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار سخر من تصريحات الأمم المتحدة حول توصلها لاتفاق مع النظام السوري بخصوص إدخال المساعدات إلى ثلاث مدن سورية هي الفوعة وكفريا الشيعيتان في ريف إدلب ومضايا المحاصرة، وتساءل بقوله «ترى هل كفريا والفوعة من البلدات المحاصرة أيضاً والجوع يفتك بأهلهما، أم أن المجتمع الدولي يكذب كالعادة، هل يموت الأطفال في كفريا والفوعة جوعاً؟ بالطبع لا».

فيما سخر ناشطون وإعلاميون من الدول التي تدعي مساندة الشعب السوري ووقوفها معه ضد جلاده، وعبروا بالكثير من العبارات التي تتحدث عن الفكرة التي طرحها «الحمادة» بتساؤلات كثيرة كان أهمها «ترى هل هذا مصير من يكون داعمه دول التحالف الإسلامي؟ وهل من الممكن مقارنة ذلك المصير بمصير من تدعمه إيران؟ بمقارنة حال الأهالي في بلدات كفريا والفوعة ونبل والزهراء، مع بلدة مضايا أو بلدات الغوطة الشرقية أو الغربية المحاصرة، نجد أن الوضع مختلف تماماً»، حسب قولهم.

 

قوات المعارضة السورية تتراجع في جبل التركمان بعد غياب التنسيق بينها والطيران الروسي يقصف بعشرات الصواريخ

سليم العمر

ريف اللاذقية ـ «القدس العربي»: استطاعت قوات النظام الوصول إلى برج القصب البرج الأعلى في جبل التركمان بعد حصار دام شهر كامل، لم تتمكن فيه قوات المعارضة من البقاء تحت وطأة الضربات الروسية التي مهدت بغارات جوية ضربت خلالها عشرات الصواريخ على أماكن تمركز مقاتلي المعارضة، وفي نهاية المطاف وقع ثلاثة شبان في مقتبل العمر في قبضة النظام نتيجة عدم التنسيق بين فصائل المعارضة التي انسحبت دون ان تبلغ باقي المقاتلين.

واكد مصدر خاص لـ «القدس العربي» رفض الكشف عن اسمه «كانت مجموعة من مقاتلين في قرية تدعى الشمسيات وهي تقع بالقرب من برج القصب انسحبت دون أن تبلغ باقي المجموعات مما أتاح الطريق لقوات النظام للوصول إلى قمة البرج وتفاجئ باقي المقاتلين الذين اعتقدوا أنهم من رفاقهم، وتم اسرهم من قبل قوات النظام المقتحمة للبرج ويبلغ عددهم ثلاثة وهم الان في قبضة ما يدعى «صقور الصحراء» التابع للأسد».

وتعد ميليشيا الصحراء من ابرز المؤيدين لنظام الأسد وجميع مقاتليها من أبناء الطائفة العلوية وهي تتبع لاحد أقرباء الأسد ويدعى «ايمن جابر» ابرز المسؤولين عن تصنيع البراميل المتفجرة في اللاذقية وريفها.

لم تتأخر قوات المعارضة من تجميع نفسها من جديد لاستعادة البرج الاستراتيجي وكان في مقدمة المقتحمين القيادي في جبهة النصرة «حجاج الليبي» وقال في تصريح خاص لـ «القدس العربي»، «اقتحمنا برج القصب، وبينما كان النصر قاب قوسين جاء الطيران الروسي وقصفنا الامر الذي اجبرنا على التراجع ولكننا قتلنا ضباطاً للنظام وجنوداً آخرين، وكنا من جميع الفصائل المجاهدة في جبال الساحل».

وفي السياق ذاته تقدمت قوات النظام لتصل إلى قرية الكبير وسط جبل التركمان دون أي مقاومة وتفيد المعلومات من نشطاء محليين بان قسما كبيرا من مقاتلي التركمان انسحبوا وألقوا السلاح وتوجهوا إلى تركيا، مما أفقد جبل التركمان أي خصوصية بسبب سكانه من الأقلية التركمانية التي تتحدث اللغة التركية، ويمكن سماع أصوات الاشتباكات بوضوح من الأراضي التركية المتاخمة للجبل.

ويقول ناشطون إن العديد من الشبان التركمان يتجولون في قرية يايلاداغ التركية وسجل المعبر الخاص في قرية اليمضية عبور مئات العائلات التركمانية والعربية خلال الأيام الماضية بطريقة غير رسمية وتساهل من السلطات المسؤولة عن المعبر.

ويشير ناشطون من جبل التركمان إلى ان تركيا تحاول ان تمنع الشبان من الدخول إلى أراضيها وتسد جميع الثغرات الحدودية الا ان العديد منهم يستطيع الوصول إلى الجانب التركي عبر طرق التهريب التي تنتشر على طول الحدود بين الجانبين، ويؤكد المصدر أن المقاتلين التركمان ليسوا وحدهم من يغادر الجبهات فهناك أيضا مقاتلون اخرون ألقوا السلاح وتركوا جبهات القتال في عموم سوريا بعد التدخل الروسي الأخير الذي عمد إلى قصف جميع الأهداف العسكرية لقوات المعارضة المعتدلة.

في جانب آخر لاتزال باقي قوات المعارضة ترسل التعزيزات العسكرية إلى منطقة الساحل حيث أرسل من «جند الأقصى وفيلق الشام ولواء السلطان مراد» عدا عن «جبهة الشام» التي أرسلت دفعة ثانية من المقاتلين إلى جبل التركمان، في محاولة لوقف التقدم خلال الأيام القادمة، وفق ما أكده أبو احمد احد مقاتلي المعارضة لـ «القدس العربي»، وقال «نتوقع خيرا على الرغم من جميع الانتكاسات التي منينا بها في الآونة الأخيرة ولكننا نقول دائما الحمد لله».

وعلى الصعيد الإنساني لاتزال العديد من العائلات تنزح باتجاه الشريط الحدودي وسط دخول الشتاء أوجه واستمرار هطول المطر في المنطقة عدا عن موجة البرد والصقيع التي طالت المنطقة خلال الأيام الماضية، لم تحصل أي كارثة إنسانية في المنطقة حتى الان على الرغم من انتشار المخيمات بشكل عشوائي، الا ان هناك حاجة ملحة لحليب الأطفال سيما وان غالبية النازحين هم من الأطفال والنساء.

 

وزير العدل الألماني: اعتداءات كولونيا كان مخططا لها

برلين- د ب أ: أشارت توقعات هايكو ماس وزير العدل الألماني، إلى أن اعتداءات ليلة رأس السنة على عشرات النساء في مدينة كولونيا كان مخططا لها.

وفي تصريحات لصحيفة «بيلد آم زونتاغ» الألمانية الصادرة أمس الأحد، قال ماس: «عندما يلتقي مثل هذا الحشد لارتكاب جرائم، فيبدو أن هذا كان مخططا له بأي شكل من الأشكال، ولا يمكن لأحد أن يقول لي إن هذا الأمر لم يجر التنسيق أو التحضير له». ولم يستبعد السياسي المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك في الائتلاف الحاكم وجود علاقة بين الاعتداءات على نساء في العديد من المدن الألمانية وقال: «يجب فحص كل العلاقات بعناية». وأشار إلى الاشتباه في انتقاء تاريخ بعينه وتجمع بشر بعينهم لهذه الاعتداءات «وعندئذ سيكون لهذا بعد آخر مرة أخرى».

كان ماس صرح يوم الأربعاء الماضي في إشارة إلى العنف الذي وقع في كولونيا بأن «الأمر برمته يبدو أنه تم التنسيق له». وقال «سيجري فحص ما إذا كان هناك أشخاص في الخلفية نظموا هذا الأمر الذي لا يحدث من لا شيء» .

وفي إشارة إلى احتمال ارتكاب اعتداءات كولونيا من قبل مهاجرين، حذر من أن تؤدي الهجمات إلى تعميم الحكم على التزام المهاجرين بالقوانين وقال: «أعتبر من المغامرة أن نحكم من خلال موطن شخص ما إذا كان هذا الشخص جانيا أم لا».

واستطرد ماس حديثه قائلا إن من الخطأ أيضا اعتبار وجود علاقة بين التجاوزات التي وقعت في كولونيا وتدفق اللاجئين «وبطبيعة الحال، فإنه بين أكثر من مليون شخص، هناك من يرتكب جرائم، لكن لا توجد إشارة إلى أن عدد الجرائم ارتفع عن معدلاته بسبب تدفق اللاجئين».

 

هولاند يبحث مع حجاب استعدادات المعارضة السورية لمفاوضات جنيف

باريس ــ عبد الإله الصالحي

يستقبل الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، اليوم الاثنين، رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب، بصفته منسقاً عاماً للهيئة العليا للمعارضة السورية المكلفة التفاوض مع النظام.

 

وتتناول المباحثات آخر تطورات الأزمة السورية، واستعدادات المعارضة على المستوى التنظيمي بعد مؤتمر الرياض، للمفاوضات المقبلة المتوقع عقدها في 25 من الشهر الجاري في جنيف.

 

ومن المرجح، أن يضع حجاب الرئيس هولاند في صورة المحادثات التي أجراها بالرياض مع موفد الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا، بخصوص موعد المفاوضات وتحديد أسماء الوفد المفاوض، على ضوء تمسك النظام السوري بشرط الحصول مسبقاً على قائمة بأسماء مكونات المعارضة التي تعتزم المشاركة في مؤتمر جنيف.

 

وبحسب مصادر مقربة من الرئاسة الفرنسية، سيجدد هولاند التعبير عن دعم فرنسا القوي للمعارضة السورية، ووقوفها إلى جانب الهيئة العليا في الجولة الجديدة من المحادثات، كما سيؤكد لضيفه السوري تمسك فرنسا بتطبيق سريع لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 المتعلق بالأزمة السورية وبالمرحلة الانتقالية التي رسم معالمها مؤتمر جنيف الأخير.

 

كان مجلس الأمن تبنى في الاجتماع، وللمرة الاولى منذ بدء النزاع، قراراً في 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي، يحدد خريطة طريق تبدأ بمفاوضات بين النظام والمعارضة الشهر الحالي.

 

وينص القرار على وقف إطلاق النار وتشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة أشهر وتنظيم انتخابات خلال 18 شهراً، من دون أن يذكر مصير الرئيس السوري بشار الأسد، وهي النقطة التي ما تزال محور خلاف جوهري بين واشنطن وموسكو.

وبعد هولاند يلتقي حجاب بوزير الخارجية، لوران فابيوس، في مقر وزارة الخارجية الفرنسية.

 

ومن المتوقع أن يستعرض حجاب آخر التطورات الميدانية السورية مع فابيوس، والأزمة الإنسانية في المناطق المحاصرة من طرف قوات النظام وحلفائه، وأيضاً تداعيات التدخل العسكري الروسي ومعاناة المدنيين السوريين من الغارات الجوية الروسية.

 

الطائرات الروسية تقتل 15 مدنياً بحلب وتقصف درعا

أحمد حمزة

قُتل خمسة عشر مدنياً على الأقل، أغلبهم أطفال، بغارة روسية استهدفت صباح اليوم الإثنين، قرية عينجارة بريف حلب الغربي، كما طاولت هجمات جوية مماثلة مناطق أخرى شمال البلاد، ودرعا جنوبها، إذ تتواصل المعارك بمحيط مدينة الشيخ مسكين منذ نحو أسبوعين.

وقال الناشط الإعلامي علاء الحلبي لـ”العربي الجديد”، إن “طائرة حربية روسية استهدفت بالصواريخ الموجهة صباح اليوم حياً سكنياً في قرية عينجارة”، مشيراً إلى أن ذلك أدى لـ”مجزرة راح ضحيتها خمسة عشر مدنياً، بينهم ثمانية أطفال وعدد من الجرحى”.

كما أشار الناشط المتواجد بريف حلب، إلى أن “غارة روسية أخرى استهدفت قرية معارة الأرتيق بريف حلب الشمالي الغربي، وأدت لمقتل شخص واحد وسقوط عدد من الجرحى المدنيين”.

إلى ذلك، شهدت ساعات الفجر الأولى اشتباكات بين قوات النظام وفصائل المعارضة على جبهة حي الراشدين شرقي مدينة حلب، سقط خلالها قتلى وجرحى لقوات النظام.

من جهته، ذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، أن مقاتلي “الفصائل الإسلامية والمقاتلة استطاعت السيطرة على قرية قره مزرعة، بريف حلب الشمالي، بالإضافة لقرى أخرى فجر اليوم، عقب طرد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)”، مؤكداً “مقتل ما لا يقل عن 15 مقاتلا من التنظيم” خلال المواجهات.

أما في درعا، جنوبي البلاد، فقد شنت المقاتلات الحربية الروسية، نحو إحدى عشرة غارة في مناطق متفرقة بالمحافظة، فيما تواصلت المعارك العنيفة بمحيط الشيخ مسكين، في الريف الشمالي لدرعا.

وقال الناشط الإعلامي أحمد المسالمة لـ”العربي الجديد”، إن “الطائرات الروسية شنت ست غارات في مدينة الشيخ مسكين”، لافتاً إلى أن “المدينة ما زالت تعيش حالة حرب حقيقية و اشتباكات على كافة المحاور، وتبادلا كثيفا للنيران من مختلف أنواع الأسلحة”.

كما أوضح الناشط أن “أربع غارات جوية نفذها الطيران الروسي على بلدة أبطع وغارتين في مدينة نوى”، فيما “قصفت مليشيات قوات النظام، المتمركزة بمطار الثعلة مدينة بصرى الشام بالقذائف المدفعية والقنابل العنقودية”.

 

جبهة النصرة تطلق سراح الإعلامي رائد الفارس بريف إدلب

رامي سويد

أكّدت مصادر مقرّبة من الإعلامي رائد الفارس لـ”العربي الجديد” أن جبهة النصرة أطلقت سراحه مع الناشط هادي العبدالله مساء اليوم الأحد، بعد نحو اثنتي عشرة ساعة على اعتقالهما من مقر “إذاعة فرش” التي تبث من مدينة كفرنبل السورية.

ووصل الفارس إلى منزله في كفرنبل وهو بصحة جيدة ومعه العبدالله الذي أصر على الذهاب مع مسلحي جبهة النصرة الذين اعتقلوا الفارس صباح اليوم، ورفض بعدها العودة إلى المنزل دون أن يكون رائد الفارس معه.

 

وكان ناشطون قد نددوا منذ الصباح بقيام جبهة النصرة بنهب وتخريب محتويات “إذاعة فرش” وممتلكات اتحاد المكاتب الإعلامية في كفرنبل، وطالبوا الجبهة بإطلاق سراح مدير الاتحاد رائد الفارس، معتبرين أن ممارسات الجبهة لا تختلف بشيء عن ممارسات النظام السوري التي هدفت على الدوام لإسكات أصوات المؤسسات الإعلامية المستقلة التي تعمل داخل سورية.

 

ويستمر مسلحو جبهة النصرة باحتلال المباني والممتلكات التابعة للإذاعة ولاتحاد المكاتب الإعلامية دون توضيح عن مصير أيّ من المباني.

 

“مساعدات” مضايا على مراحل.. والأولى بلا حليب للأطفال

علي دياب

انطلقت صباح الإثنين، قافلة تحتوي مساعدات إنسانية من دمشق متجهة إلى بلدة مضايا في ريفها الشمالي الغربي.وتتضمن القافلة 12 شاحنة؛ 10 منها تحمل 7800 سلة غذائية، و7800 كيساً من الطحين، أما الشاحنتان المتبقيتان فتحويان على مساعدات طبية غير جراحية، وستخلو هذه القافلة من حليب الأطفال.

 

وصرّح مصدر في “الأمم المتحدة” لـ”المدن” بأنه وبالتزامن مع قافلة مضايا، فإن قافلة مساعدات ستتجه إلى بلدة كفريا في ريف إدلب، وستنطلق من دمشق، حاملة معها 4000 سلة غذائية و4000 كيس طحين. ويبلغ عدد المدنيين في الفوعة وكفريا، اللتين تحاصرهما المعارضة المسلحة في ريف إدلب، بحسب أرقام “الأمم المتحدة” 12500 شخص.

 

واللافت أن دخول المساعدات إلى كفريا لم يتم من تركيا، على غرار القافلة السابقة. وقال المصدر لـ”المدن”، إن ذلك جاء نتيجة إصرار “حركة أحرار الشام” على تطابق مواصفات المواد المرسلة إلى المنطقتين، بعد التخوف من تكرار حادثة “البسكويت الفاسد” الذي أدخل إلى مضايا والزبداني في قافلة 18 تشرين الأول/أكتوبر 2015. وستسلك القافلة المتجهة إلى قريتي الفوعة وكفريا، طريق قلعة المضيق، على غرار قوافل صفقتي قدسيا والوعر.

 

وأضاف المصدر أن المساعدات، سيتم إرسالها على ثلاث دفعات، إلى بلدة مضايا، وبالتوازي إلى كفريا والفوعة، حيث ستدخل الإثنين، المساعدات الغذائية والطبية، في حين ستنطلق الدفعة الثانية، الخميس أو الجمعة، وتتضمن بطانيات وملابس شتوية والأملاح والمتممات الغذائية عالية الطاقة.

 

أما الدفعة الثالثة، فستتضمن محروقات التدفئة، وقال المصدر إن حصة مضايا ستكون 80 ألف لتر.

 

وكان من المفروض دخول القافلة مباشرة إلى مضايا، بعد تنفيذ عملية إخلاء الجرحى من الزبداني والفوعة-كفريا، بحسب اتفاقية الزبداني-الفوعة، إلا أن النظام ماطل في الموافقة على طلب إدخال المساعدات المقدمة من “الأمم المتحدة”، ثم وافق تحت الضغط الإعلامي للحملات والمظاهرات تضامناً مع المحاصرين في مضايا، والمناشدات الدولية وتصريحات المنظمات الحقوقية عن تردي الوضع الإنساني في البلدة.

 

رئيس “المجلس المحلي لبلدة مضايا” موسى المالح، قال لـ”المدن”: “قبيل إعلان قرب دخول المساعدات المترافق مع فضحنا لجرائم حزب الله واستخدامه الجوع سلاحاً لقتلنا، قامت مليشيا حزب الله ومليشيا الدفاع الوطني، بتهجير عشر عائلات من أهالي الزبداني المتواجدين في بلدة بلودان ومنطقة المعمورة الواقعتين تحت سيطرتهم، وترحيلهم بواسطة سيارات زيل عسكرية إلى بلدة مضايا، ليعيشوا الحصار مع بقية المدنيين المتواجدين فيها، كوسيلة ضغط”.

 

يتابع المالح قائلاً: “في حركة مفلسة للدفاع عن حصارهم غير الأخلاقي، قام عناصر حزب الله في حاجز قوس مضايا، الواقع على مدخل البلدة، باستغلال جوع الأطفال، وتقديم قطع بسكويت لهم، مقابل الهتاف لحزب الله وقوات النظام، والقول بإن (المسلحين) في مضايا استحوذوا على دفعة المساعدات الماضية، وذلك أمام كاميرا تلفزيون المنار”. كما رصدت كاميرا الحزب، بعض المدنيين، الذين أتوا إلى منطقة الحاجز بعد نشر إشاعة عن السماح للمُحاصَرِين بالخروج من مضايا، وتوزيع رغيف خبز واحد لكل شخص بالغ.

 

وإمعاناً في الفبركة، بثّت مليشيا الحزب، تلك المقاطع المصنوعة من جوع الناس، على أنها من داخل مضايا. ومنطقة الحاجز هي خارج البلدة، وتحت سيطرة مليشيا الحزب. عناصر المليشيا لم يفوتوا فرصة بيع ما تبقى لديهم من أرز وبرغل، بسعر 100-150 دولار للكيلوغرام الواحد، قبل أن تكسد بضاعتهم فور دخول المساعدات.

 

وتعيش مضايا حصاراً قاسياً دخل شهره السادس، وتخلله إدخال قافلة مساعدات في 18 تشرين الأول/أكتوبر 2015، لم تكفِ الـ42 ألف مدني المحاصرين داخلها، لأكثر من أسبوع. وعاش المُحاصَرون بعدها حالة جوع رهيب بلغت أوجها في الأسابيع القليلة الماضية، وأدت إلى وفاة 40 شخصاً بسبب نقص التغذية، وثقت أسماءهم “الهيئة الطبية في بلدة مضايا”، وكان آخرهم المهندس مصطفى زين الرفاعي، الذي قضى، الأحد، نتيجة توقف قلبه بشكل مفاجئ بسبب سوء التغذية. وذلك بالإضافة إلى مقتل 21 مدنياً أثناء محاولتهم الخروج من الحصار، بعدما تمّ قنصهم من قبل مليشيا “حزب الله” التي تحاصر البلدة، أو نتيجة تعرضهم لانفجار ألغام مضادة للأفراد، كانت الميليشيا قد زرعت منها حوالي 6000 لغم في البساتين المحيطة بمضايا.

 

وقد أشار مصدر “المدن” إلى أن المساعدات الغذائية لن تدخل مدينة الزبداني، الإثنين، رغم دخول مساعدات إليها المرة الماضية، وأن تفاوضاً يجري على هذا الموضوع، و”الأمور إيجابية” بحسب المصدر.

 

وفي الزبداني، أجريت الأحد، صفقة تبادل بين ميليشيا “حزب الله” وثوار الزبداني المُحاصَرين في مدينتهم، وتمت مبادلة جثامين سبعة قتلى من الثوار وتحرير أسير واحد هو عدنان رحمة، مقابل تسلم ميليشيا الحزب جثتي مقاتلين من عناصره وأسير واحد من قوات النظام.

 

وقال رئيس “الهيئة الطبية في مدينة الزبداني” لـ”المدن” أبو نضال، إنه خلال فترة الهدنة المليئة بالخروقات، من قبل “حزب الله” وقوات النظام، وحصار الثوار في مدينة الزبداني، كانت هناك محاولات من قبل المعارضة لكسر هذا الحصار، فشلت اثنتان منها نتيجة وقوع الثوار في كمائن أثناء محاولتهم إدخال الطعام، وقتل في المرة الأولى اثنان منهم وفي الثانية ستة. وقد تبيّن لاحقاً أن عدنان رحمة لم يقتل بل أصيب فقط، فبدأت المفاوضات لاتمام عملية المبادلة، وتم تسليمنا جثامين القتلى، وتحرير الأسير رحمة.

 

الأمم المتحدة ومضايا.. “إنها لعبة نلعبها

فادي الداهوك

أربك حضور قضية مضايا المكثف في الإعلام حزب الله والنظام وأنصارهما، الذين انفلتوا خلال الأيام الماضية وتفتّقت في أذهانهم أفكار سادية، متوحشة، لإغاظة الجوعى في مضايا، والمتضامنين معهم خارجها، فالتقطوا صوراً مع أطباق الطعام. كان من اللافت، في سياق التقاط صور “سيلفي” مع أطباق الأرز والدجاج المشوي! قيام عدد كبير من الكتّاب بالاستفاضة بتكذيب قصّة مضايا. أولئك طرحوا أيضاً أسئلة محقة عن دور المجتمع الدولي والأمم المتحدة في هذه الأزمة.

 

أين هي الأمم المتحدة فعلاً؟

 

“مؤسسات الدولة السورية ما زالت تعمل، وتقدم الخدمات لأعداد كبيرة من المدنيين حتى في المناطق التي هي ليست تحت سيطرتها”. هذا الكلام هو اقتباس من مقابلة مطوّلة، أجراها منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا السفير يعقوب الحلو، مع قناة “الإخبارية السورية” في مايو/أيار العام الماضي. مما قاله أيضاً “لا يمكن التلاعب ببلد مثل سوريا، لأن أي تلاعب بسلامتها وأمنها هو تلاعب مباشر بأمن وسلامة العالم”.

 

عُيّن الحلو في سوريا عام 2013، بعد اعتماد أوراقه من قبل وزير الخارجية السورية وليد المعلم، وتسلّم منصبه في سوريا مع تفاقم الأزمة الإنسانية بسرعة ملحوظة، نظراً لاشتداد التدخل الإيراني، وتدخل حزب الله، واعتماد النظام تجربة البراميل المتفجرة كسلاح رخيص وفتّاك.

 

قبيل قدوم الحلو، كانت الأمم المتحدة قد أطلقت نداءها الإنساني الأضخم في تاريخها “خطة الاستجابة الإنسانية”. وقتها، كان النظام يبرم اتفاقاً مع المنظمة يضمن له الحصول على ثلث ما ستحققه من ندائها ويخصص لعمليات إغاثية داخل البلاد، مقابل السماح لها بالعمل رسمياً في مجال الإغاثة في سوريا. ومن أجل ذلك، كان أحد شروط حكومة دمشق أن تختار الأمم المتحدة 44 منظمة من أصل 110، سجلتها الحكومة في قائمة أطلق عليها تسمية “الشركاء المحليين”. كانت مهمّة تلك المنظمات، وكلّها مرخّصة من قبل النظام وتعمل تحت رقابته أو تحت جناح مؤسسات تابعة لزوجة الأسد، تمرير مساعدات الأمم المتحدة إلى المحتاجين في سوريا من خلالها.

 

خضعت المنظمة الدولية لشروط النظام، وفي مقدمتها أن أي قرارات استراتيجية أو لوجستية تتخذها الأمم المتحدة في سوريا، كتوزيع للمساعدات أو إنشاء مكاتب ومواقع ميدانية في سوريا “ينبغي اتخاذها بعد الحصول على إذن وتراخيص من الحكومة السورية”.

 

تعززت العلاقة بين النظام السوري والأمم المتحدة بعد الخرق الفارق ل”خطة الاستجابة الإنسانية”، إذ أعطت حكومة دمشق، للمرة الأولى، إذناً لـ”برنامج الأغذية الإنمائي” للعمل في سوريا، وعلى هذا الواقع تقاس لحظات كثيرة، واتفاقات أخرى.

 

في تلك الفترة، وإلى الآن ربما، بدا وكأن سفير الأمم المتحدة هو الحل السحري لملفات المناطق المحاصرة. وللأسف، دائماً ما يكون اتفاق “تفريغ حمص” هو المثال الأبرز للدلالة على حجم “الجريمة الدولية” التي ترتكب في سوريا. فالحلو كان وسيط الأمم المتحدة في الاتفاق الذي أنجز في 2014، وأفضى إلى تفريغ الأحياء القديمة في حمص، من سكانها ومن المقاتلين، وإخراجهم إلى الريف الشمالي. وقد عمل على هذا الملف مع مستشاره الأمني محمد ندى، ومساعده ويليام سترينغيو، بتكليف من مبعوث الأمم المتحدة، آنذاك، الاخضر الإبراهيمي.

 

من المفترض أن يبدأ، اليوم أو غداً، إدخال مساعدات غذائية إلى مضايا في ريف دمشق، ومساعدات غذائية ومحروقات إلى كفريا والفوعة في ريف إدلب، بحسب مصادر عديدة. هذا الإعلان جاء في بيان، الأسبوع الماضي، لسفير الأمم المتحدة، الذي كان قد أشرف في وقت سابق أيضاً على اتفاق إخلاء الزبداني.

 

للوهلة الأولى، يبدو الحديث عن أن الطعام إلى مضايا، مقابل الوقود إلى كفرية والفوعة، نسخة مصغّرة عن برنامج “الغذاء مقابل النفط” الذي فرضته الأمم المتحدة على العراق سنة 1996. هذه الإشارة بالطبع ليست تلميحاً إلى أن أهل مضايا، المتظاهرين بالجوع- على رأي أهل “السيلفي”- يخفون تحت أسرتهم سلالم تقود إلى آبار للنفط، لكنها لحظة تاريخية واحدة من سجّل حافل بلحظات الفساد، تطبّعت به الأمم المتحدة بطبع من عملت معهم، وهي بالأمس القريب اعترفت بتوزيعها 320 طرداً من البسكويت المنتهي الصلاحية على المحاصرين في الزبداني ومضايا. كان ذلك في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وهذا يعطي إجابة على أسئلة المستهجنين: لماذا الآن بدأوا يقولون إن مضايا محاصرة؟

 

في أواخر العام 2011، أجرى الأسد أول مقابلة مع الإعلام الأميركي عقب اندلاع الاحتجاجات ضد نظامه. سألته الإعلامية الأميركية باربرا والترز في مقابلة لصالح شبكة “اي بي سي” الأميركية عن تقرير أصدرته الأمم المتحدة حينها، تضمّن شهادات لأشخاص تعرضوا للتعذيب في سوريا. ردّ الأسد “من الذي قال إن الأمم المتحدة هي مؤسسة ذات مصداقية؟ هي ليست شيئاً جديداً، بل هي من قبل جيلي، وهي شيء ورثناه كمفهوم..”، فسألته والترز “لكن لديكم سفير في الأمم المتحدة”، فأجاب “إنها لعبة نلعبها، وهذا لا يعني أن نصدقها”.

 

لا شك أن لكل لعبة نهاية، إلا أن نهاية لعبة الأم المتحدة لا تزال تأتي على ما يهوى الأسد. ففي العام الماضي اختيرت سوريا من قبل الأمم المتحدة لكتابة رسالة إدانة في مؤتمر “إنهاء الاستعمار”، ورسالة إدانة في مؤتمر لمكافحة “استعباد الشعوب”. وقبلها بسنة اختيرت أيضاً لتكون قاضية في لجنة حقوق الإنسان الخاصة بمنظمة اليونسكو.

 

هل صدرت تلك القرارات عن منظمة الأمم المتحدة حقاً، أم عن إحدى منظمات زوجة الأسد الخيرية التي اختارتها الأمم المتحدة لتنفيذ برنامجها الإغاثي في سوريا؟

 

اللاجئون السوريون في تركيا بين الحدود والقوانين

شناي أوزدن

مع تطبيق الإجراءات الجديدة لتأشيرات دخول السوريين القادمين إلى تركيا، تظهر معضلات سياسية وقانونية في سياق الهجرة واللجوء من وإلى تركيا التي تعتبر بلداً مصدّراً للاجئين من الأتراك أنفسهم. كما أن تركيا تستقبل اللاجئين من البلدان المحيطة، بصيغ مختلفة، وتُشكل أيضاً معبراً للكثيرين الذين يرغبون في الوصول إلى بلدان الشمال الأوروبي، قادمين من بؤر الصراع والبلدان الفقيرة.

 

وزارة الخارجية التركية كانت قد أعلنت رسمياً، في 30 كانون الأول/ديسمبر 2015، الإجراءات الجديدة للحصول على تأشيرات دخول للقادمين السوريين إلى تركيا، عبر المطارات والمعابر البحرية، والتي بدأ العمل بها ابتداءً من 8 كانون الثاني/يناير 2016.

وقد صرحت الحكومة التركية، أن هذه الإجراءات تأتي في سياق “مكافحتها للهجرة غير الشرعية”، بينما ستستمر بسياسة “الباب المفتوح” للسوريين الواصلين من الداخل السوري عبر البرّ.

 

وكان من النتائج الفورية المضرّة لهذه الإجراءات الجديدة، ترحيل أكثر من 100 سوري من قبل السلطات اللبنانية، كانوا قد علقوا في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، بتاريخ 8 كانون الثاني/يناير. ووصل هؤلاء إلى بيروت بنيّة السفر إلى تركيا، لكن لم يستطيعوا الإقلاع في 7 كانون الثاني/يناير، بعدما تم إلغاء الرحلتين اللتين كانتا مقررتين، لمغادرة السوريين على متنهما.

 

وتكمن المشكلة الأولى المتعلقة بالإجراءات الجديدة للحكومة التركية في تصريحها حول استمرارها بسياسة الحدود المفتوحة برياً مع سوريا. فوفقاً لتقرير منظمة “هيومن رايتس وتش”، المنشور في تشرين الثاني/نوفمبر 2015، أغلقت الحكومة التركية آخر معبرين بريين رسميين، في وجه معظم السوريين تقريباً، وذلك ابتداءً من آذار/مارس 2015، ويتم السماح فقط للحالات التي تحتاج رعاية طبية طارئة بالدخول. بالإضافة إلى ذلك، ووفق مصادر ذات إطلاع واسع من السوريين والأتراك، في مناطق الحدود جنوبي تركيا، فقد قامت الحكومة التركية أيضاً بتعزيز إجراءاتها للحماية في نقاط التهريب على الحدود منذ صيف 2015.

 

جدير بالذكر أنه حتى عندما اعتمدت تركيا سياسة الحدود المفتوحة، استثنت الفلسطينيين السوريين الذين يحتاجون إلى تأشيرة دخول “فيزا” للدخول إلى تركيا، مع العلم أن القوانين التركية المتعلقة باللجوء تقول بإن سياسة الحدود المفتوحة تطبق على “المواطنين السوريين واللاجئين أو الناس بلا وطن الذين يعيشون في سوريا”. كما أنه من غير الواضح إن كان سيتم العمل بمعايير “الفيزا” الجديدة مع الفلسطينيين السوريين أم لا؟.

 

أما حقيقة أن الحكومة التركية لا تعترف رسمياً بإغلاقها للحدود مع سوريا، وقولها إنها ما تزال تقبل دخول اللاجئين القادمين من سوريا بالطريقة ذاتها، فذلك بسبب إنكارها الاتفاق مع سياسات “الاتحاد الأوروبي” ذات الشأن. وتتجاهل سياسات “الاتحاد الأوروبي” أن زيادة الاجراءات الأمنية وإغلاق الحدود -التي دفعت بالأساس الكثير من السوريين للتشرد براً أو الغرق بحراً في غاية الوصول إلى أوروبا- هي من يمنع وصول الناس إلى “الحماية الدولية” التي ينشدها الأوربيون ويقرون بها. ولكن، عملياً، مع بقاء الحدود السورية-التركية مغلقة، تبدو الاجراءات التركية متماشية مع فهم “الاتحاد الأوروبي” لقضية اللجوء. وبهذا يُعتبر السوريون، حرفياً، مسجونين داخل سوريا بدون أي قدرة للوصول إلى “الحماية الدولية”.

 

الأمر الرئيس الثاني، المرتبط بالإجراءات الجديدة، يتعلق بمفهوم “البلد الآمن”، حيث أنه، وكجزء من الاتفاق التركي مع “الاتحاد الأوروبي” حول موضوع اللاجئين؛ “خطة العمل المشتركة”، والموقّعة في تشرين الثاني/نوفمبر 205، تبرع “الاتحاد الأوروبي” بمبلغ 3 مليارات يورو، للحكومة التركية -لم يتضح بعد إن كان سيقر تسليمه أم لا- لتحسين الأوضاع الإنسانية للاجئين، بينما التزمت تركيا تعزيز الإجراءات الأمنية للحدّ من تدفق المهاجرين واللاجئين إلى “الاتحاد الأوروبي”.

 

وتعرّض هذا الاتفاق إلى انتقادات حادة من قبل منظمات حقوق الإنسان والمنظمات المدافعة عن حقوق اللاجئين في تركيا لأسباب متعددة؛ فاعتبروا أن “الاتحاد الأوروبي” يغمض الطرف عن خروقات الحكومة التركية لحقوق الإنسان، كي تلعب تركيا في المقابل دور الحارس المفترض للحدود الأوروبية في وجه اللاجئين. كما تحاول الحكومة التركية، التي تصبح تسلطية بشكل متزايد، تعزيز شرعيتها على المستوى الدولي، ليستطيع المواطنون الأتراك بالنتيجة الدخول إلى أوروبا بدون تأشيرة، ولكن كل ذلك على حساب قيود أكبر لوصول السوريين إلى “الحماية الدولية”.

 

وفي جانب آخر من الاتفاق، تم التخطيط لبدء العمل ببرنامج “إعادة القبول” في الشهور المقبلة من عام 2016. ووفقاً لهذا الاتفاق، ستقوم تركيا باسترداد لاجئين وصلوا إلى “الاتحاد الأوروبي” بصورة غير شرعية. وليتم وضعه حيز التنفيذ، يحتاج “الاتحاد الأوروبي” إلى إعلان تركيا “بلداً آمناً”، بينما ما تزال تقبل الدول الأوربية 1 من كل 4 طلبات لجوء مقدمة من مواطنين أتراك لأسباب متعددة، بينها السياسي. ولكن الأوروبيون يرغبون في الوقت ذاته، بالتسريع في إعلانهم ذلك، ما يؤشر إلى مشكلة أساسية في مفهوم “البلد الآمن” على مستوى قوانين اللجوء الدولية الحالية.

 

وفي السياق، تعتبر الإجراءات الجديدة لتأشيرة دخول السوريين إعلاناً ضمنياً من تركيا، بأن بلداناً مثل لبنان والأردن، والتي تستضيف كماً هائلاً من اللاجئين، هي بدورها “بلدان آمنة”، على الرغم من الصراعات السياسة الداخلية الكبيرة في لبنان، وحالة الفراغ الدستوري المستمرة، بالإضافة إلى مشاركة “حزب الله” في الحكومة وحضوره الأمني الفعلي على الأرض، وهو الذي يعدّ شريكاً في جرائم نظام الأسد في سوريا، السبب الرئيس لهروب السوريين من بلدهم. وذلك عدا عن ظروف اللجوء الإنسانية السيئة في كلا البلدين، فلا يحق لللاجئين العمل والرعاية الصحية كما أن فرص التعليم فيهما محدودة للغاية.

 

ووفقاً لبيرل إيتشوبان من جمعية “التضامن مع اللاجئين” في مدينة إزمير التركية، فإن وجود اللاجئين خارج سوريا لا يعني بالضرورة أنهم في أمان، وما سينتج عن الإجراءات الجديدة للتأشيرة هو فقط تغيير وإطالة لطرق التهريب، لينتهي الأمر بالسوريين بدفع مبالغ أكبر للمهربين، وسلوكهم طرقاً أكثر خطورة للوصول إلى البلدان الأوروبية. وأظهرت التجارب دائماً قدرة المهربين على التأقلم مع الإجراءات الأمنية ومراقبة الحدود.

 

على الرغم من كون تركيا أحد الموقعين الأوائل على اتفاقية عام 1951 المتعلقة بأوضاع اللاجئين، والتي تعرّف اللاجئين، وحقوقهم، وتحدد إلتزامات الدول تجاههم، إلا أن تركيا ماتزال تحافظ على المحدودية الجغرافية لمنح حق اللجوء، والتي تتضمن منح إقامة اللجوء لأفراد من الدول الأوروبية فقط. كنتيجة لذلك، لا يحصل السوريون على إقامات لجوء، ولكنهم يعطون حق “الحماية المؤقتة”. وإن كانت تركيا لا ترغب بأن يخاطر السوريون بحياتهم في محاولة الوصول إلى أوروبا من خلال الطرق غير الشرعية، فإن الخطوة الرئيسية التي يجب اتخاذها، هي إلغاء المحدودية الجغرافية لمنح حق اللجوء، وضمان إقامة اللجوء للسوريين مع كامل الحقوق. أما على الطرف الآخر، فعلى “الاتحاد الأوروبي” فتح قنوات للسوريين للوصول إلى البلدان الأوروبية من خلال طرق أمنة وشرعية بدل زيادة الأمن على الحدود.

 

“جنيف-3”: “الاتحاد الديموقراطي” يجمد عضويته في “هيئة التنسيق”

سعيد قاسم

أعلن كلّ من حزب “الاتحاد الديموقراطي” والحزب “الديموقراطي الكردي السوري” وحزب “الاتحاد السرياني”، الجمعة، عن تجميد عضويتهم في “هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي”.

 

وقامت الأحزاب الثلاثة، بإصدار بيان لوسائل الإعلام، أوضحت فيه أسباب تجميد العضوية، بشكل موسع. وبحسب البيان، فإن السبب الأبرز، لتجميد العضوية، هو إصرار بعض أعضاء “المكتب التنفيذي” في “هيئة التنسيق” في جرّ الهيئة إلى “مواقع لا تليق بمستوى نضالاتها الوطنية السورية”، وأن الرؤى السياسية لبعض أعضاء “المكتب التنفيذي” امتازت بـ”التعصب القومي” الذي كان السبب الأساس فيما آلت إليه الأوضاع في سوريا.

 

وانتقد البيان ما وصفه بعدم التزام “هيئة التنسيق” بأخلاقيات التحالف بين القوى السياسية، مشيراً إلى وصول “هيئة التنسيق” مع “الائتلاف الوطني لقوى الثورة المعارضة السورية” إلى تفاهمات في مؤتمر الرياض، تمّ بموجبها استبعاد “الاتحاد الديموقراطي” من “هيئة التفاوض العليا” للمعارضة.

 

وركزّ البيان على أن استبعاد “الاتحاد الديموقراطي” من مؤتمر الرياض، كان مقدمة لإدراج “وحدات حماية الشعب” الكردية، في “قائمة الإرهاب”، ملوحاً باتهام “هيئة التنسيق” بالتآمر على حلفائها.

 

وعلى الرغم من اللهجة التخوينية القاسية، التي وصف بها “الاتحاد الديموقراطي” حلفاءه السابقين في الهيئة، إلا أن رئيسها حسن عبدالعظيم، أكد السبت، لوسائل الإعلام الكردية، أنهم سيعملون على إعادة الأمور إلى ما كانت عليه سابقاً، وإقناع حزب “الاتحاد الديموقراطي” بالعدول عن قرار التجميد، مضيفاً أنه تقدم بطلب رسمي إلى الموفد الدولي لحل الأزمة السورية ستيفان ديمستورا، الجمعة، بضرورة مشاركة رئيس حزب “الاتحاد الديموقراطي” صالح مسلم، في محادثات “جنيف-3″، المزمع عقدها نهاية كانون الثاني/يناير.

 

عبدالعظيم كان قد زار القامشلي، قبل أيام، والتقى برئاسة “المجلس الوطني الكردي” بعد فشل محاولاته إقناع حزب “الاتحاد الديموقراطي” في تقبّل اتفاقيات “هيئة التنسيق” الأخيرة في الرياض. “الإتحاد الديموقراطي” فسّر لقاء عبدالعظيم بمنافسه “المجلس الوطني الكردي” كتعزيز لتفاهمات الرياض.

 

وأوضح عضو رئاسة “المجلس الوطني الكردي” هجار حسن، لـ”المدن”، بأن عقد مؤتمر “سوريا الديموقراطية” في مدينة المالكية “ديرك” في 9 تشرين الثاني/نوفمبر 2015، بالتزامن مع انعقاد مؤتمر الرياض، كان خطوة استباقية لقرار التجميد، بغرض وضع العصي في عجلات مؤتمر الرياض، والمساعي الدولية لحل الأزمة السورية، وذلك لأن القوى التي شاركت في مؤتمر ديرك، متهمة من قبل معظم قوى المعارضة السورية بقربها من النظام.

 

وأشار حسن إلى أهمية لقاء رئاسة “المجلس الكردي” مع رئيس “هيئة التنسيق”، معتبراً أنها تؤكد فقدان ثقة “هيئة التنسيق” بالمستقبل السياسي لحليفها السابق “الإتحاد الديموقراطي”، مشيراً إلى احتمال تصفية حزب “الاتحاد الديموقراطي” سياسياً في المرحلة المقبلة.

 

عضو رئاسة “المجلس الكردي” رآى أيضاً، أن تجميد “الاتحاد الديموقراطي” لعضويته في “هيئة التنسيق” تأتي بغرض فتح قنوات أخرى، تعينه على حضور محادثات “جنيف-3” تحت مسمى “مجلس سوريا الديموقراطية”، عبر ضغوط روسية، أو حتى باسم “الإدارة الذاتية” التابعة له، عبر وساطة من إقليم كردستان العراق.

 

وأشار حسن إلى أن “الاتحاد الديموقراطي” يدرك تماماً فشله كحزب سياسي، خاصة بعد إدراجه في “قائمة الإرهاب” من قبل أكثر من طرفٍ راعٍ لحل الأزمة السورية، لذلك فالحزب يحاول الاستفادة من اسم “مجلس سوريا الديموقراطية” فكثف في الفترة الماضية من تحركاته الدبلوماسية أوروبياً، وفتح ممثليات له في بعض العواصم الأوروبية. وأكد حسن، أن “الاتحاد الديموقراطي” لن يوفر أي وسيلة في سبيل المشاركة في محادثات “جنيف-3” ضمن وفد المعارضة، حتى وإن كان ثمنها تبرؤه من “وحدات حماية الشعب” التابعة له.

 

بخلاف ذاك، وصف بعض المحللين السياسيين الأكراد، خطوة التجميد، من قبل “الاتحاد الديموقراطي” بالإيجابية رغم أنها جاءت متأخرة. ودعوا إلى الانسحاب من “هيئة التنسيق” وفكّ الارتباط بـ”تيار قمح” التابع لهيثم المناع، معتبرين أن القوى السياسية المنضوية في “هيئة التنسيق” هي نسخة أخرى من “النظام العروبي البعثي” في نظرتها إلى الحقوق الكردية.

 

وأكد الأستاذ الجامعي رضوان باديني، المقرب من رئاسة إقليم كردستان، لـ”المدن”، أن مواقف “هيئة التنسيق الوطنية” تجاه الحقوق الكردية، لا تختلف عن مواقف النظام السوري، موضحاً أنه على الرغم من تحالف الهيئة مع الاتحاد، إلا أنها عارضت في أكثر من مناسبة، إعلان “الإدارة الذاتية” واعتبرتها مقدمة لتقسيم سوريا.

 

باديني انتقد أيضاً سياسات “الاتحاد الديموقراطي”، ورآى أن تحالفاته السابقة مع “هيئة التنسيق”، والحالية مع “تيار قمح” وبعض القوى الأخرى ضمن “مجلس سوريا الديموقراطي” تندرج فقط ضمن تحقيق المكاسب الحزبية، وتنفيذ بعض الأجندات الإقليمية. وأكد بأن هدف “الاتحاد الديموقراطي” وحلفائه الحاليين والسابقين، ليس الوصول إلى حل للأزمة السورية، بقدر ما هو البحث عن مكاسب حزبية، لن يستطيعوا الحصول عليها من خلال صناديق الاقتراع، إن تمّ حل الأزمة السورية في المستقبل.

 

من جهة أخرى، يقرأ بعض المراقبين الأكراد، تجميد “الاتحاد السرياني” لعضويته في “هيئة التنسيق” بأنه يندرج ضمن سعي “الاتحاد السرياني” مع حليفه “الاتحاد الديموقراطي” في البحث عن تمثيل لـ”مجلس سوريا الديموقراطية”، وبالتالي إدراج قوة ثالثة في عملية التفاوض، خاصة أنها تضم ممثلين عن مكونات مختلفة ما، يُرجّح أن يؤدي ذلك إلى إفشال مباحثات “جنيف-3″ في الوقت الذي تسوّق فيه الولايات المتحدة الأميركية لـ”قوات سوريا الديموقراطية” إعلامياً، من خلال تصريحات أدلى بها أكثر من مسؤول عسكري أميركي.

 

ويرى هؤلاء، أن تأسيس “مجلس سوريا الديموقراطية” أفشل المساعي الدولية والإقليمية، في التوصل لوفد موحد للمعارضة، ما سيجعل من تشرذم المعارضة السورية، شماعة حاضرة في محادثات “جنيف-3″، مؤكدين بأنها ستكون مبرراً لروسيا للتنصل من أي اتفاق للتوصل إلى حلّ للأزمة.

 

تختلف وجهات النظر بخصوص أسباب تجميد “الاتحاد الديموقراطي” لعضويته في “هيئة التنسيق” إلا أن هناك اتفاقاً في الرؤى، بأن نتيجة ذلك ستؤثر بشكل سلبي، على سير محادثات “جنيف-3” سواء استطاع “الاتحاد الديموقراطي” المشاركة فيها أم لم يستطع.

 

انطلاق قوافل المساعدات إلى 3 بلدات سورية من بينها مضايا

انطلقت عشرات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية باتجاه بلدة مضايا في ريف دمشق وبلدتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب، تنفيذا لبنود الاتفاق الخاص بمضايا التي تعاني حصارا خانقا منذ شهور.

 

وقال مصدر صحفي في ريف إدلب إن قافلة مكونة من 21 شاحنة بدأت بنقل 129 طنا من المواد الغذائية والطبية من ريف حماة باتجاه الفوعة وكفريا، كما انطلقت إلى مضايا قافلة أخرى من الشاحنات بعد تعبئتها بمساعدات من مستودعات تابعة لـ«لأمم المتحدة» في حمص وطرطوس.

 

وتحمل الشاحنات وفق المنظمين حليبا للأطفال وبطانيات ومواد غذائية، بالإضافة إلى أدوية للأطفال وأدوية للإمراض المزمنة يجب أن تكفي لمدة ثلاثة أشهر، ومستلزمات ضرورية للجراحات الطارئة.

 

ويشرف كل من «الصليب الأحمر الدولي» و«الهلال الأحمر العربي» السوري و«برنامج الأغذية العالمي» و«الأمم المتحدة» على تجهيز المساعدات وإيصالها إلى البلدات الثلاث.

 

وينص الاتفاق الذي انعقد بين المعارضة والنظام على دخول المساعدات إلى البلدات الثلاث في الوقت نفسه، وسيتولى الهلال الأحمر السوري نقل الشاحنات الموجهة لبلدتي الفوعة وكفريا المؤيدتين للنظام من منطقة قلعة المضيق بريف حماة، ومنها عبر مناطق سيطرة المعارضة، ثم تتولى فصائل «جيش الفتح» المعارضة حماية القوافل حتى وصولها للبلدتين، ظهر اليوم وفق تقديرات المعارضة.

 

ووفق مصادر طبية في مضايا، سجلت المراكز الطبية عددا كبيرا من حالات التسمم بين السكان جراء تناولهم الأعشاب وأوراق الشجر، بينما استمر تدفق حالات الإغماء والإعياء الناتج عن الجوع لا سيما بين الأطفال.

 

وتقول منظمة «أطباء بلا حدود» إن مضايا تحتاج إلى إمداد مستمر من المساعدات لا مجرد شحنة واحدة، وتؤكد أنه في مستشفى واحد يعاني 150 شخصا على الأقل المرض الشديد، عشرة منهم قد يفارقون الحياة إذا لم تتوفر الأدوية عاجلا.

 

ويعيش في مضايا نحو 42 ألف شخص، حيث تفرض قوات «حزب الله» وجيش النظام السوري حصارا خانقا على المنطقة.

 

وسبق أن أعلن الناطق باسم مكتب الشؤون الإنسانية لـ«لأمم المتحدة» بالقاهرة، «إياد نصر» أن «الأمم المتحدة» تعمل منذ فترة على تأمين الاحتياجات الأساسية للسوريين في مناطق مختلفة، مضيفا أن المساعدات التي ستدخل إلى البلدات المحاصرة لن تكون كافية، واعتبرها مجرد فرصة لإبقاء السكان على قيد الحياة.

 

كما طالب «اتحاد الأطباء العرب» بتحرك دولي لوقف ما وصفها بالجريمة التي يرتكبها النظام في مضايا، مستنكرا الصمت الدولي والعربي.

 

وشهد النزاع في سوريا فرض الحصار على عدة مناطق، لكن محنة مضايا حظيت باهتمام دولي، وهو ما يرجع في جانب منه إلى صور واردة من البلدة لسكان يعانون سوء تغية حادا.

 

ويعيش ما يصل إلى 4.5 مليون شخص في مناطق يصعب الوصول إليها في سوريا، بينهم نحو 400 ألف في 15 موقعا محاصرا لا يستطيعون الحصول على إغاثات ضرورية لإنقاذ الأرواح.

 

ومنذ يوليو/تموز الماضي، تخضع مضايا لحصار قوات الحكومة وأنصارها في «حزب الله» اللبناني.

 

وتشير تقارير كذلك إلى أن الوضع في كفريا والفوعة، الخاضعتين لحصار مسلحي المعارضة، يزداد سوءا، إذ يبلغ عدد العالقين نحو 30 ألفا.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

 

«العفو الدولية»: إعادة لبنان 100 لاجئ إلى سوريا قسرا «انتكاسة صادمة»

علمت منظمة «العفو الدولية» أن السلطات اللبنانية قد قامت اليوم بإعادة أكثر من 100 لاجيءٍ سوري إلى سوريا قسرا، ولا يزال نحو 150 لاجئا آخرا عالقين في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، وهم عرضة أيضا لخطر ترحيلهم الوشيك في غضون الساعات القليلة القادمة.

 

وقيل إن السلطات تخطط لإجبارهم على مغادرة المطار على متن الطائرة التي من المتوقع أن تغادر في الساعة 9:30 مساء بالتوقيت المحلي.

 

ووصل اللاجئون بيروت على متن رحلات طيران قادمة من سوريا على أن يتابعوا سفرهم إلى تركيا  وكان من المفترض أن تغادر رحلاتهم، بتاريخ 7 يناير/ كانون الثاني، بيد أنه لم يتسنّ لهم القيام بذلك جراء إلغاء رحلتين على متن الخطوط الجوية التركية، بعد بدء سريان تطبيق التعليمات الجديدة التي أصدرتها السلطات التركية وتشترط فيها على السوريين استصدار تأشيرات قبل الدخول إلى أراضيها بغية الحد من إمكانية دخولهم إليها.

 

وفي ضوء هذه التطورات، قال مدير برنامج حقوق اللاجئين والمهاجرين بمنظمة العفو الدولية، «شريف السيد علي»: «لقد انزلقت الحكومة اللبنانية منزلقا صادما جديدا، وذلك بإقدامها على إعادة أكثر من 100 لاجئٍ إلى سوريا قسراً، وتعريض حياتهم لخطر مميت، ويعد ذلك مخالفة صريحة لالتزامات لبنان الدولية التي تقتضي منه توفير الحماية لجميع اللاجئين الفارين من حمام الدم والاضطهاد في سوريا، ويتعين على الحكومة اللبنانية أن تتوقف فورا عن ترحيل المزيد من اللاجئين السوريين».

 

واختتم «شريف السيد» علي تعليقه قائلا: «تمثل التعليمات الجديدة الخاصة بالحصول على تأشيرات من أجل دخول تركيا عقبة أخرى أمام السوريين الذين يسعون جاهدين للعثور على ملاذ آمن يقيهم ويلات النزاع، وتظهر الطبيعة المدمرة لتبعات فرض مثل هذه القيود على اللاجئين عموما».

 

ومؤخرا، أعلنت الخارجية التركية، فرض تأشيرة دخول (فيزا) على المواطنين السوريين الوافدين إلى تركيا عن طريق المنافذ البحرية والجوية، وذلك اعتبارا من 8 يناير/كانون الثاني الجاري.

 

جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الخارجية، «طانجو بيلغيج»، في مؤتمر صحفي عقده، في مقر الوزارة بالعاصمة أنقرة.

 

وقال «بيلغيج» إن القرار يستثني السوريين الوافدين إلى تركيا عبر المعابر البرية الموجودة بين البلدين.

 

وأوضح أن تطبيق نظام تأشيرة الدخول على السوريين القادمين من دول أخرى، يندرج ضمن إطار الحد من الهجرة غير الشرعية.

 

وتركيا التي  تستضيف أكبر عدد من اللاجئين في العالم- أنفقت 7.6 مليار دولار حتى الآن لرعاية 2.2 مليون لاجئ سوري.

 

طائرات روسية تقصف مدارس بحلب وتقتل أطفالا  

عاود الطيران الروسي اليوم الاثنين استهداف المدنيين شمالي سوريا، فأصابت صواريخه مدارس وقتلت أطفالا بريف حلب، وشن غارات مكثفة لمساعدة قوات النظام السوري في الجبهات المشتعلة في كل من حلب واللاذقية ودرعا.

 

فقد أفاد مراسل الجزيرة بمقتل 17 شخصا -أغلبهم أطفال- في غارات روسية استهدفت مدارس في بلدة عنجارة بريف حلب الغربي (شمالي سوريا).

 

وقال المراسل إن الطائرات الروسية قصفت مدارس تُؤوي نازحين في البلدة الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية المسلحة، وقامت فرق الدفاع المدني بمحاولات لإنقاذ العالقين تحت الأنقاض بعد تهدم الأبنية بشكل كامل نتيجة هذه الغارات.

 

وتحدثت شبكة شام عن استهداف ثلاث مدارس خلال الغارات على عنجارة، كما قتل شخص واحد وجرح آخرون جراء غارة روسية استهدفت قريتي معارة الأرتيق وكفر حمرة بريف حلب الشمالي.

 

وفي إدلب (شمالي البلاد) أيضا، أطلقت طائرات روسية صباح اليوم صواريخ فراغية على بلدة أورم الجوز، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص، وفقا للجان التنسيق المحلية. وكان الطيران الروسي ارتكب أمس مجزرة في محافظة إدلب، حين قصف مبنى دار القضاء وسوقا شعبية في مدينة معرة النعمان؛ ليقتل نحو ستين شخصا، بينهم عناصر من جبهة النصرة.

 

من جهته، قال مراسل الجزيرة في حمص (وسط سوريا) إن ثلاثة أشخاص قتلوا اليوم في غارات روسية على الرستن بريف المحافظة الشمالي.

 

ومنذ بدء التدخل العسكري الروسي في سوريا نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، أوقعت الغارات الجوية الروسية نحو ثمانمئة قتيل من المدنيين، فضلا عن بضع مئات من عناصر المعارضة السورية المسلحة، حسب تقارير لبعض المنظمات السورية.

إسناد روسي

وفي الإطار نفسه، قال ناشطون إن الطيران الروسي شن اليوم غارات مكثفة على جبهات القتال في كل من حلب واللاذقية (شمالا) ودرعا (جنوبا) لمساعدة قوات النظام السوري على إحراز تقدم على حساب قوات المعارضة.

 

وأفادت لجان التنسيق المحلية بأن طائرات روسية شنت أكثر من ثلاثين غارة اليوم على نقاط الكلارية ومزارع خان العسل ومزارع كفر ناها بريف حلب أثناء اشتباكات بين قوات النظام ومسلحي المعارضة.

 

ووفقا للمصدر نفسه، فقد صدّت فصائل المعارضة محاولة تقدم لقوات النظام انطلاقا من بلدة خان طومان (جنوب حلب)، وقتلت أكثر من ثلاثين جنديا، وتحدثت شبكة شام بدورها عن مقتل وإصابة عشرات الجنود النظاميين في كمين بحي الراشدين الجنوبي بحلب.

 

وبصورة متزامنة، شن الطيران الروسي اليوم غارات عنيفة على منطقة سلمى بريف اللاذقية، التي تحاول قوات النظام اقتحامها، حسب لجان التنسيق المحلية. كما تجدد القصف الروسي على مواقع المعارضة في مدينة الشيخ مسكين الخاضعة للمعارضة المسلحة بريف درعا الغربي، وشمل القصف بلدات أخرى بدرعا بينها إبطع.

 

كما تعرضت اليوم منطقة المرج في الغوطة الشرقية بريف دمشق الشرقي لغارات جديدة. وكانت غارات أوقعت أمس قتلى وجرحى في مدينة دوما. من جهتها، نقلت وكالة الأناضول عن ناشطين سوريين أن المعارضة المسلحة أفشلت محاولات بدأتها قوات النظام قبل أسبوع لفصل مدينتي داريا ومعضمية الشام بريف دمشق الغربي عن بعضهما.

 

قوات النظام السوري تهدد ريف حمص بالحصار  

المثنى الحارثي-الجزيرة نت

 

سيطرت قوات النظام على ثلاث قرى في ريف حماة الجنوبي، وهي الرميلة والشيخ عبد الله وحنيفة، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات المعارضة المتواجدة في المنطقة.

 

وتعتبر هذه القرى بوابة لريف حمص الشمالي والمنفذ الوحيد المتبقي لأهاليها. وكانت قوات المعارضة قد اضطرت للانسحاب من هذه القرى بسبب القصف المكثف المرافق للحملة العسكرية التي يشنها النظام على المنطقة.

 

يقول القيادي في لواء “أحرار تقسيس العامل” في المنطقة أبو محمد في حديثه للجزيرة نت “بدأ النظام أواخر الشهر الماضي بحملة عسكرية شرسة على قرى ريف حماة الجنوبي الخارجة عن سيطرته، حيث تقدم من محور جنان بعدد كبير من الآليات والعناصر بتغطية من الطيران الحربي الروسي، بالإضافة إلى قصف مدفعي من مطار حماة العسكري واللواء 47 وجبل البحوث العلمية”.

 

إشراف روسي

ويضيف أبو محمد “رغم أننا كبدنا قوات النظام خسائر بشرية حيث فقد حوالي خمسين عنصرا من أفراده، فإن القصف الكثيف اضطرنا للتراجع من هذه القرى، خصوصا أن المقاتلين في هذه المنطقة لا يمتلكون أسلحة ثقيلة وأسلحة مضادة للدروع، وأغلب الاعتماد على الأسلحة الخفيفة التي لم تُجد نفعا في صد الحملة”.

 

ويتابع أنه “بحسب المعلومات التي وصلتنا فإن ضباطا روسا يشرفون على الحملة، وقد لاحظنا غياب العشوائية في التحركات، وقد تزامن هذا الهجوم مع تقدم من الجهة الشرقية على محور “خنيفيس-دلاك-عبدون”، وإذا تمت السيطرة هناك سيصبح ريف حمص الشمالي محاصرا بالكامل، وقد طلبنا تعزيزات من القوات العاملة في ريف حمص الشمالي لاستعادة السيطرة على القرى التي خسرناها”.

 

وقد وصلت مؤخرا تعزيزات عسكرية من غرفة العمليات في ريف حمص الشمالي لأجل تقديم العون ومساعدة الفصائل العاملة في ريف حماة الجنوبي، حسبما أفاد به أبو موفق الحمصي للجزيرة نت.

 

وأضاف الحمصي أن “قوات النظام لم تصل بعد إلى ريف حمص الشمالي، وقد شددنا الرباط على نقاط التماس ورفعنا حالة الاستنفار عند المداخل القريبة، كما أرسلنا تعزيزات إلى المنطقة لأجل استعاد السيطرة على قرى ريف حماة، لأن سيطرة النظام على قرى جنان والرملية والجرنية وحنيفة تعني إغلاق المنفذ الأخير الذي يتم منه إدخال المواد الغذائية إلى ريف حمص الشمالي”.

 

وأوضح أنه “بعد إغلاق منفذ الدار الكبيرة عام 2013، بقي للريف الشمالي منفذان هما منفذ تيرمعلة ومنفذ جنان، ومنذ بدء المعارك في تير معلة أواخر العام الفائت تم إغلاق هذا المنفذ من قبل قوات النظام، واليوم يتم إغلاق آخر منفذ في قرية جنان بعد سيطرة قوات النظام عليها”.

تجويع وحصار

وعن آخر تطورات المعركة، أجاب الحمصي “قمنا أمس بقطع خطوط التغذية الكهربائية الواصلة لمدينة سلمية وريفها (شرق حماة)، وتجري مفاوضات الآن مع قوات النظام لأجل الانسحاب من قرى الريف الجنوبي مقابل إعادة الكهرباء إلى تلك القرى الموالية”.

 

أما عن الوضع الإنساني في ريف حمص الشمالي، فقد ساد الخوف لدى السكان المحليين من احتمال انقطاع الطريق عنهم، وتحديدا في فصل الشتاء، مما قد ينذر بحدوث كارثة إنسانية.

 

ويقول خالد -وهو ناشط من تلبيسة- للجزيرة نت إن “الناس متخوفون جدا مما يحدث في ريف حماة الجنوبي والأخبار القادمة من هناك غير مبشرة، فمناطقنا تعاني أصلا من نقص في المواد الغذائية والأدوية والمحروقات، وقد شهدت معظم المواد الغذائية كالأرز والسكر والطحين ارتفاعا كبيرا في الأسعار، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المحروقات”.

 

وأضاف خالد أن الأهالي يعرفون أن “طريق النظام لجعلنا نستسلم هو الحصار، فنحن نعاني من القصف اليومي منذ أربعة أعوام تقريبا ومع ذلك لم نستسلم، ولكن الجوع والحصار أمر مخيف، لذلك نحن نناشد كل القوى العسكرية العاملة في المنطقة التحرك من أجل إعادة فتح طريق ريف حماة الجنوبي”.

 

معاناة أطباء سوريا تحت وابل القصف الروسي  

يشير تقرير بصحيفة ديلي تلغراف إلى المخاطر والصعوبات التي يواجهها الأطباء السوريون تحت وابل القصف الروسي والنظام السوري أثناء تأديتهم لعملهم الإنساني لإنقاذ ضحايا هذه الحرب الشرسة.

ويحكي الطبيب يوسف جانبا من هذه المعاناة حيث يعمل في منطقة تحت سيطرة الثوار تعد الأكثر تعرضا للقصف في العالم، والمستشفيات وعيادات الأطباء فيها ليس بمنأى فقط عن هذه الأهوال ولكن يبدو أنها مستهدفة تحديدا.

 

ويروي أنه فقد خمسة أطباء من أعز أصدقائه وثلاثة ممرضين وفنيين، حيث قتل ثلاثة من الأطباء بطلقات نارية والاثنان الآخران قتلا بقنابل النظام. وأحد الفنيين قتلته قنبلة روسية والآخر ببرميل متفجر للنظام. ومن الممرضين الثلاثة قتل أحدهم بالقصف الروسي والاثنان الآخران بأيدي النظام.

 

وبعد أن كان طبيبا للأنف والأذن والحنجرة بأحد المستشفيات السورية أصبح الآن مطاردا ومطلوبا من قبل النظام لعلاجه الناس في مناطق الثوار، ومن قبل تنظيم الدولة لرفضه الانضمام والعمل مباشرة معهم عندما كان لهم وجود بمحافظتي حلب وإدلب.

 

ويقول يوسف إن الخطر على حياته ازداد لأن نظام الأسد كان دائما يعتبر ثوار تلك المناطق أخطر عليه من تنظيم الدولة، وبالتالي كان يقصفها بـالبراميل المتفجرة. ويضيف أنه منذ التدخل الروسي صارت القنابل أكبر وأكثر دقة.

 

وأشارت الصحيفة إلى ما قالته مجموعة من الأطباء التابعين لحقوق الإنسان إن الضربات الجوية الروسية أصابت عشرة مراكز طبية في أكتوبر/تشرين الأول فقط. ومن جانبها، سجلت منظمة أطباء بلا حدود إصابة 12 مستشفى هذا الشهر أيضا بما في ذلك ست منشآت تديرها أو تدعمها.

 

وإمعانا في معاناة الأطباء السوريين، يقول الطبيب سمير أحد زملاء يوسف إن العيادات الطبية تضطر للتخفي تحت الأرض “ونقضي معظم حياتنا الأسرية في هذه السراديب. وفي كل يوم يفحص نحو مئتي مريض من المدنيين أو المقاتلين”.

 

وإلى جانب هذه المعاناة، هناك أيضا المخاطر التي تعترض طرق الإمداد بالدواء حيث تختار روسيا استهداف المعابر الحدودية والطرق خاصة لأنها أطواق نجاة للثوار.

 

سيارات الهلال الأحمر بمضايا تمهيدا لدخول المساعدات  

أفادت مصادر للجزيرة بدخول سيارات الهلال الأحمر إلى بلدة مضايا في ريف دمشق تمهيدا لدخول قوافل المساعدات الإنسانية للبلدة، بالتزامن مع دخول قوافل مماثلة إلى بلدتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب، تنفيذا لبنود الاتفاق الخاص بمضايا التي تعاني حصارا خانقا منذ شهور.

 

وقال مراسل الجزيرة إن لجانا متخصصة ستتولى توزيع المساعدات على نحو أربعين ألف شخص من سكان مضايا، موضحاً أن مواد الإغاثة تكفي لشهر واحد فقط. في المقابل، تولى عناصر جيش الفتح التابع للمعارضة المسلحة حماية القوافل حتى وصولها لبلدتي الفوعة وكفريا.

 

وكان مراسل الجزيرة في ريف إدلب ميلاد فضل قال قبل ذلك إن قافلة مكونة من 21 شاحنة بدأت بنقل 129 طنا من المواد الغذائية والطبية من ريف حماة باتجاه الفوعة وكفريا، كما انطلقت إلى مضايا قافلة أخرى من الشاحنات بعد تعبئتها بمساعدات من مستودعات تابعة للأمم المتحدة في حمص وطرطوس.

 

وينص الاتفاق الذي انعقد بين المعارضة والنظام على دخول المساعدات إلى البلدات الثلاث في الوقت نفسه، وسيتولى الهلال الأحمر السوري نقل الشاحنات الموجهة لبلدتي الفوعة وكفريا المؤيدتين للنظام من منطقة قلعة المضيق بريف حماة، ومنها عبر مناطق سيطرة المعارضة، ثم تتولى فصائل جيش الفتح المعارضة حماية القوافل حتى وصولها للبلدتين ظهر اليوم وفق تقديرات المعارضة.

 

ووفق مصادر طبية في مضايا، سجلت المراكز الطبية عددا كبيرا من حالات التسمم بين السكان جراء تناولهم الأعشاب وأوراق الشجر، بينما استمر تدفق حالات الإغماء والإعياء الناتج عن الجوع لا سيما بين الأطفال.

 

وتقول منظمة أطباء بلا حدود إن مضايا تحتاج إلى إمداد مستمر من المساعدات لا مجرد شحنة واحدة، وتؤكد أنه في مستشفى واحد يعاني 150 شخصا على الأقل المرض الشديد، عشرة منهم قد يفارقون الحياة إذا لم تتوفر الأدوية عاجلا.

 

ويعيش في مضايا نحو 35 ألف شخص، حيث تفرض قوات حزب الله وجيش النظام السوري حصارا خانقا على المنطقة.

 

وسبق أن أعلن الناطق باسم مكتب الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة بالقاهرة إياد نصر أن الأمم المتحدة تعمل منذ فترة على تأمين الاحتياجات الأساسية للسوريين في مناطق مختلفة، مضيفا -في اتصال مع الجزيرة- أن المساعدات التي ستدخل إلى البلدات المحاصرة لن تكون كافية، واعتبرها مجرد فرصة لإبقاء السكان على قيد الحياة.

 

كما طالب اتحاد الأطباء العرب بتحرك دولي لوقف ما وصفها بالجريمة التي يرتكبها النظام في مضايا، مستنكرا “الصمت الدولي والعربي”.

 

مسيرة بنيويورك ضد تجويع مضايا  

مي ملكاوي-نيويورك

وصلت أصداء مأساة بلدة مضايا لمدينة نيويورك، ونظم ناشطون وقفة احتجاجية ومسيرة في المدينة تضامنا مع أهالي البلدة السورية بريف دمشق، والتي تعاني الحصار والتجويع منذ مدة، وطالب المحتجون المجتمع الدولي والأمم المتحدة والعالم بفك الحصار عن البلدة، وإدخال الطعام ووضع حد لجرائم النظام السوري ومليشيا حزب الله في سوريا.

وانطلقت المظاهرة في التايم سكوير بنيويورك، حيث حمل المشاركون يافطات تعرض صور بعض أطفال مضايا الذين تبدو أجسادهم جلدا على عظم من شدة الجوع، ووقفوا في عرض الساحة التي تعج بالسياح من مختلف دول العالم لإثارة انتباههم لقضية ومأساة مضايا.

 

وطالب المتظاهرون في نيويورك بالسماح بإدخال المساعدات والطعام للبلدات المحاصرة في سوريا مثل مضايا والفوعة وكفريا، منددين بسياسة تجويع الناس منذ أشهر التي تسببت بموت ما يزيد على أربعين شخصا.

 

وتوجهت المظاهرة سيرا على الأقدام نحو مقر البعثة الإيرانية ثم البعثة السورية لدى الأمم المتحدة، وهما متقاربتان في وسط المدينة، ورفع المشاركون أمام البعثة الأولى شعارات باللغة الإنجليزية من قبيل “إيران، اخرجي من سوريا”، و”يا نصر الله ألا تسمع، سوريا سوف تعود حرة”، و”إيران والأسد وداعش شيء واحد، الذي يختلف فقط هو الاسم”.

 

وأمام مبنى البعثة الثانية المحطة الأخيرة للمسيرة هتف المشاركون ضد الرئيس السوري بشار الأسد بشعارات كثيرة، أبرزها “ما في عنا للأبد.. يسقط بشار الأسد”، وأكدوا تحت أعلام الأمم المتحدة أن “لا حل إلا بالثورة”.

 

وقالت مشاركة أميركية في المسيرة -وهي من أصول فيتنامية- كيم وين إنها تشارك لعدد من الأسباب، أولها أنها عرفت بالأزمة من خلال أصدقائها السوريين واستاءت من أنه لا أحد يعرف عما يجري في سوريا، وأضافت للجزيرة نت أن بلادها عانت نفس الحرب منذ عشرات السنين، مشيرة إلى أن “التضامن هو كل ما بأيدينا أن نقوم به للفت انتباه الناس لما يحصل بهذه اللافتات”.

 

وطالب الناشط الأميركي المستقل بيتر كلوسترمان بلاده بإدخال المساعدات الفورية والعاجلة لأهل مضايا، وإسقاط الطعام على البلدة، معتبرا ذلك أبسط المطالب لأي إنسان.

 

وفي السياق نفسه، نددت الناشطة أوريانا برويكراير بـ”جرائم الأسد وقتله وتعذيبه وتجويعه لشعبه”، مضيفة في حديثها للجزيرة نت “جئت للتضامن مع السوريين، الآن يجب فك الحصار عن مضايا، وعلينا أن نستمر في القتال والمقاومة والتظاهر حتى تنتهي هذه الحرب، للأسف أن هناك من يدعم هذه الحرب وهما روسيا وبوتين، وعليهما أن يتوقفا عن ذلك لأنهما مسؤولان عما يجري”.

 

وعبر الناشط في شبكة تضامن الشمال-شمال أفريقيا آندي بولك عن استيائه من أعمال النظام السوري وحزب الله، واصفا في حديث للجزيرة نت تجويع مضايا بأنه خرق للقانون الدولي وجريمة حرب لا تغتفر.

 

وقال “مضت على الثورة السورية خمسة أعوام، ولا يزال الناس يطالبون بالديمقراطية والحرية اللتين تغيبان في ظل استمرار نظام الأسد في سوريا”.

 

يذكر أن دراجات وسيارات من شرطة مدينة نيويورك رافقت المسيرة منذ انطلاقها من ساحة التايم سكوير إلى نهايتها أمام المبنى الذي يضم البعثة السورية التابعة للنظام السوري لدى الأمم المتحدة.

 

السوريون بتركيا يتضامنون مع مضايا  

خليل مبروك-إسطنبول

 

يجوب الإعلامي السوري الشاب عبد الله الأقرع ميادين مدينة إسطنبول التركية التي تشهد فعاليات شعبية للتضامن مع مدينة مضايا التي تعاني الجوع تحت حصار النظام السوري المتواصل منذ أكثر من ستة أشهر.

 

ويرى الأقرع في كل ركن من سوريا مضايا يعاني أهلها من اضطهاد نظام بشار الأسد، ويقول للجزيرة نت “نحن نعبر عن وجودنا في سوريا بتضامننا مع مضايا من هنا، صحيح أننا لا نعاني ما يعاني الناس هناك، لكننا نقف معهم وندعو لهم”.

 

وأضاف أن السوريين لا ينتظرون الدعم من أي دولة غربية، مؤكدا أن شبابهم في تركيا يتجمعون في الميادين يوميا بترتيب مسبق أحيانا، ومن دون ترتيب أحيانا أخرى لبث رسائلهم التضامنية مع وطنهم إلى العالم.

 

وشارك عشرات الناشطين السوريين والأتراك في وقفتين احتجاجيتين بإسطنبول أمس الأحد مطلقين الهتافات التضامنية مع المحاصرين ومعبرين عن رفضهم ما وصفوها بـ”حرب الإبادة” في بلادهم.

 

تحريك الملف

وسلم المحتجون مذكرة للأمم المتحدة دعوها فيها إلى “تحمل مسؤولياتها تجاه المدنيين والأطفال الذين يموتون جوعا في المدن السورية، وفي مقدمتها مدينة مضايا”.

 

ووفقا للمذكرة، فإن الحصار بات يهدد حياة نحو أربعين ألف سوري في مضايا، نصفهم تقريبا قد نزحوا إلى المدينة من الزبداني فرارا من القصف والمعارك الدائرة هناك.

 

كما جاء في المذكرة أن من بين السكان 1400 حالة مرضية مزمنة، وأربعمئة طفل يعانون من سوء التغذية، إضافة لارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل غير محدود.

 

وقال عضو ائتلاف قوى المعارضة والثورة السورية هادي البحرة إن قوى الثورة تواصلت مع جميع الدول المؤثرة في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ووضعتها بصورة الحالة الإنسانية الصعبة للمحاصرين في مضايا.

 

وحمل البحرة في حديثه للجزيرة نت النظام السوري المسؤولية عن أوضاع المحاصرين في مضايا، مذكرا بأن النظام هو الذي خرق الهدنة مع قوى الثورة العسكرية هناك وأعاد حصار المدينة، في محاولة لتركيع أهلها عبر حرمانهم من الماء والغذاء والدواء.

 

وأشار المسؤول السوري إلى أن الجاليات السورية تنشط حاليا في كافة دول العالم للفت الأنظار إلى المحاصرين في مضايا وتحريك الرأي العام الدولي للتحرك وكسر الحصار عنهم.

 

وأعلن في مدينة إسطنبول عن صيام تضامني مع المحاصرين في مضايا اليوم الاثنين يتم في نهايته تناول إفطار تقشفي يخصص ريعه للمحاصرين في المدينة.

 

قتل ممنهج

بدوره، حمل المعارض السوري اليساري منصور الأتاسي موسكو جزءا من المسؤولية عن عمليات القتل بالجوع التي تشهدها مضايا، مشيرا إلى أن المتظاهرين السوريين وجهوا رسالة غاضبة بهذا الشأن إلى القنصلية الروسية بإسطنبول خلال وقفة أمامها.

 

ووصف الأتاسي في حديثه للجزيرة نت ما يجري في مضايا بأنه “قتل ممنهج باستخدام الجوع”، موضحا أن العالم شهد للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الأولى هذا الشكل من القتل على يد نظام الأسد.

 

وأشار الأتاسي إلى أن الصمت العالمي تجاه المجازر في سوريا قد أثر على حياة المدنيين، مما دفع السوريين للخروج بكل مكوناتهم للمطالبة برفع الحصار عن مضايا كرمز وعن كل المناطق السورية الأخرى.

 

أما الدكتور مهدي داود فأوضح أن تحرك السوريين في تركيا يهدف إلى لفت انتباه العالم إلى التجويع الممنهج الهادف لقتل الثورة في الداخل السوري، مؤكدا أن ما تشهده مضايا اليوم سبق أن عانت منه مناطق أخرى كالزبداني وحمص وغيرهما.

 

وأوضح رئيس الجمعيات السورية في تركيا أن رسالة المحتجين للأمم المتحدة تتمثل بدعوتها إلى التحرك لوقف مجازر النظام، وإفهامها أنها ستحاسب على صمتها إن لم تقم هي بمحاسبة من يرتكب تلك المجازر.

 

وحمل عشرات الشبان المشاركين بالوقفة أعلام الثورة السورية ولافتات تدعو للتضامن مع مضايا وفك الحصار عنها، ورددوا أغاني وطنية مناهضة لنظام الأسد وحزب الله والنظامين الروسي والإيراني، كما أدوا دبكات شعبية من تراث الثورة.

 

من جهته، ذكر الشاب محمد حسين -وهو من القامشلي في شمال سوريا- للجزيرة نت أن رسالة المحتجين بإسطنبول لمضايا تؤكد أن السوريين شعب واحد.

 

وأضاف “حتى لو غادر السوريون وطنهم فسيبقون منتمين إلى قضيته وينشطون في العمل لصالحها، رسالتنا اليوم تقول إننا وإن خرجنا من سوريا فإن سوريا باقية فينا”.

 

المعارضة ترفض تسريبات أميركية بشأن مصير الأسد  

فادي جابر

مع بداية الثورة السورية لم يكن أكثر المتشائمين يتوقعون أن يطول بقاء الرئيس السوري بشار الأسد أكثر من شهور معدودة، خاصة مع زخم التصريحات العالمية المطالبة برحيله.

 

لكن وبعد خمس سنوات من بدء الثورة التي انطلقت شرارتها في درعا بجنوب البلاد وما طرأ عليها من تطورات وتحول سوريا إلى ما يشبه ساحة صراع دولي انخفض سقف التصريحات الغربية المطالبة بسقوط النظام.

ويبدو أن أفضل سيناريوهات الحل الأميركي والذي كشفت عنه وثيقة سربتها وكالة أسوشيتد برس يتضمن بقاء الأسد حتى مارس/آذار 2017 أي بعد شهرين على تسليم الرئيس باراك أوباما مقاليد الحكم في بلاده للرئيس الأميركي الجديد.

 

ويرى الكاتب والمحلل السياسي عبد الله الغضوي أن الرئيس الأميركي باراك أوباما نجح في الهروب من مواجهة الأزمة السورية بترحيل الأمر إلى عام ٢٠١٧ وهو العام الذي سيتولى فيه رئيس جديد مقاليد الأمور في البيت الأبيض.

 

ومن وجهة نظر الغضوي فإن هذه الوثيقة لا قيمة لها في الصراع السوري، فهي عبارة عن مفردات مكررة لا توحي بنية حقيقية لحل الأزمة، وهي تتعلق بتوصيف الدور الأميركي حيال الأزمة السورية وليس بنواياه لحل الأزمة.

 

مقترح تمهيدي

بدورها، قللت الخارجية الأميركية من شأن الوثيقة ووصفتها على لسان متحدثها جون كيربي بأنها “مجرد مقترح تمهيدي على مستوى الموظفين وليست موقفا رسميا”.

 

أما المعارضة السورية فأكدت أنه لم تصلها أي تأكيدات أميركية بشأن الجدول الزمني، وأعلنت بشقيها السياسي والعسكري تمسكها برحيل الأسد بل ومحاكمته مع رموز نظامه، وضرورة ألا يفلتوا من العقاب.

 

وقال الأمين العام للائتلاف الوطني السوري المعارض للجزيرة نت يحيى مكتبي إن “الائتلاف سيكون له موقف في حال إبلاغه رسميا بما أشارت إليه الوثيقة، وذلك بعد دراسة الموضوع من قبل قيادة الائتلاف وبالتشاور مع الهيئة العليا للتفاوض”.

 

أما الدكتور رياض نعسان آغا من هيئة التفاوض العليا التي أنشئت بعد اجتماع المعارضة في الرياض فيرى أن الواقع لا يعطي أي مصداقية تجعل المعارضة تتعامل مع التسريبات الصحفية على أنها خطة أميركية، مشددا على أن دور الأسد ينتهي بنهاية التفاوض وبدء عمل هيئة الحكم الانتقالية.

 

هيئة انتقالية

وما يجب أن يسير عليه الأمر وفق المعارضة هو ما نصت عليه وثيقة فيينا 2 وقرار مجلس الأمن 2254 -اللذان وافقت عليهما مجموعة الدول الداعمة لسوريا وعلى رأسها الولايات المتحدة- وهو مفاوضات تستمر ستة أشهر يليها تشكيل هيئة حكم انتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة بما فيها الجيش والأمن وإجراء انتخابات بعد 18 شهرا كما يقول الأمين العام للائتلاف يحيى مكتبي.

 

وفي جميع الأحوال فإن المعارضة بشقيها العسكري والسياسي ترى أن لا مكان للأسد في مستقبل سوريا في المرحلة الانتقالية كما جاء في بيان الرياض وفق ما صرح به للجزيرة نت الناطق الرسمي باسم جيش الإسلام -أحد أكبر فصائل المعارضة السورية المسلحة- النقيب إسلام علوش.

 

بل إن علوش ذهب إلى أنهم تحفظوا على بيان الرياض، وطالبوا بمحاسبة الأسد ورموز نظامه وليس فقط عدم مشاركته في المرحلة الانتقالية.

 

وبينما يتسارع الحراك السياسي لبدء مفاوضات جنيف 3 بين وفدي المعارضة والنظام والمتوقعة نهاية الشهر الحالي فإن مؤسس “تيار غد سوريا” المعارض السوري فؤاد حميرة يشدد على أنه لا بديل من الخيار العسكري لسقوط النظام، وأن المطلوب الآن تقديم دعم حقيقي للثوار بأسلحة نوعية ترجح كفة المعارضة وتضع حدا لطيران النظام.

 

مجلس سوريا الديمقراطية يطلب المشاركة بالمفاوضات  

طالب ما يعرف بمجلس سوريا الديمقراطية الكردي العربي الأمم المتحدة يوم الأحد بمنحه مقعدا في محادثات السلام بين المعارضة والنظام السوري المقرر أن تبدأ يوم 25 يناير/كانون الثاني الحالي في جنيف.

 

وأكد المجلس في بيان أصدره عقب اجتماع له استمر يومين في جنيف، على أن “الحل السياسي للقضية السورية يتطلب مشاركة جميع الأطراف السياسية وبحقوق متساوية في العملية التفاوضية المتعددة الأطراف على أساس بيان جنيف وتفاهمات فيينا وقرارات مجلس الأمن ولا سيما رقم 2254”.

 

وقال رئيس المجلس هيثم مناع إنه “من المهم جدا أن تكون لجميع مكونات المعارضة السورية حقوق متساوية للمشاركة في المفاوضات المستقبلية”، مشيرا إلى أن المجلس مستعد للمشاركة في أية مفاوضات تحت مظلة مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستيفان دي ميستورا.

 

وأكد مناع أن دي ميستورا لم يعرض المشاركة في المحادثات على المجلس الذي تشكل قبل شهر ويهيمن عليه الأكراد ويضم ممثلين عن مجموعات عربية أخرى.

 

وقال إن عددا من أعضاء المجلس من المقرر أن يلتقوا بدي ميستورا وممثلين أميركيين وروس هذا الأسبوع في جنيف لمناقشة المسألة.

 

وعبّر عن أمله في أن تتم دعوة مجلس سوريا الديمقراطية إلى المحادثات، وأكد معارضته لما قال إنها رغبة دي ميستورا في ضم عدد من أعضاء هذا المجلس إلى الوفد الذي اقترحته جماعات المعارضة المسلحة والسياسية التي شاركت في اجتماع في الرياض الشهر الماضي.

 

وقال المناع إن مجلس سوريا الديمقراطية لا يريد أن يكون جزءا من هيئة الرياض المؤلفة من جماعات المعارضة، مؤكدا أن بعض عناصر الهيئة “تعارض التوصل إلى حل سياسي في سوريا، وستأتي فقط لتخريب المحادثات”.

 

وأكد أن مجلس سوريا الديمقراطية ملتزم تماما بالتوصل إلى تسوية سياسية من خلال مفاوضات سلمية متعددة تهدف إلى وضع نظام سياسي يعتمد على فصل السلطات والفصل بين الدين والدولة.

 

وخلال مؤتمر الرياض وافقت فصائل المعارضة على التفاوض مع نظام الرئيس بشار الأسد، مؤكدة على ضرورة تنحيه عند بداية المرحلة الانتقالية.

 

وأبلغ النظام السوري دي ميستورا السبت أنه مستعد للمشاركة في المحادثات، لكنه أكد ضرورة الحصول على قائمة بأسماء شخصيات المعارضة التي ستشارك.

 

وفي إشارة إلى تعقيدات محتملة أخرى، أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم الحاجة لأن تحصل الحكومة على قائمة بالجماعات التي ستصنف على أنها إرهابية كجزء من عملية السلام.

 

وكان مسؤولون في المعارضة شككوا بالفعل في أن تمضي المحادثات وفقا للموعد المحدد، مشيرين إلى ضرورة أن يتخذ الجانب الحكومي إجراءات لحسن النوايا.

 

ويقوم دي ميستورا حاليا بجولات في المنطقة للإعداد للمحادثات التي تأتي ضمن خطة وافق عليها مجلس الأمن الدولي الشهر الماضي لإنهاء الحرب المستعرة منذ خمس سنوات والتي أسفرت عن مقتل نحو 250 ألفا وشردت الملايين.

 

فابيوس يدعو روسيا والأسد لوقف قصف المدنيين

باريس – وكالات

دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، اليوم الاثنين إلى رفع الحصار الذي يفرضه النظام السوري على مضايا، وإلى وقف الغارات الروسية وقصف قوات النظام التي تستهدف المدنيين.

وقبل أيام من بدء المفاوضات بين الأطراف السورية تحت إشراف الأمم المتحدة، قال فابيوس لدى استقباله وسائل الإعلام بمناسبة العام الجديد، إن ثمة “ضرورة مطلقة لأن يوقف نظام الأسد وروسيا عملياتهما العسكرية التي تستهدف المدنيين، وأن تنتهي مأساة مضايا وكل المدن السورية التي يحاصرها النظام”.

وقال فابيوس للصحفيين بعد الاجتماع مع منسق المعارضة السورية رياض حجاب “رئيس النظام السوري بشار الأسد لا يمكن أن يبقى في السلطة.. وباريس ستتشاور مع مجلس الأمن الدولي للضغط على النظام لإنهاء الهجمات العشوائية”.

ومن المقرر أن يجتمع فابيوس مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا في وقت لاحق اليوم الاثنين.

 

ألمانيا تبرئ اللاجئين السوريين من التحرشات الجنسية

وزير ألماني: شبان من شمال إفريقيا يقيمون في فرنسا وبلجيكا تم تحريضهم بمواقع التواصل

لندن – كمال قبيسي

لم يكن هناك أي اتهام أصلاً بتورط لاجئين سوريين في سرقات بالعشرات، ومثلها تحرشات جنسية واغتصابات، حدثت ليلة رأس السنة الجديدة في مدينة كولونيا، القريبة بألمانيا من الحدود مع بلجيكا، بل شكوك بهم وتلميحات عنهم، انهارت كلها بتصريحات رسمية عدة صدرت في اليومين الماضيين، أهمها كلام حاسم ببراءتهم ورد عن وزير العدل الألماني، الملقي بالشبهة على جماعات متطرفة من الخارج خططت ونظمت وحرضت على ما نال من عشرات النساء.

في مقابلة أمس الأحد مع صحيفة Bild الألمانية، قال الوزير هايكو ماس، إن ما حدث من تحرشات جنسية وسرقات “سببت صدمة للألمان”، كما للأوروبيين عموماً، طبقاً لمراجعة “العربية.نت” لتغطيات إعلامية ببعض الوسائل، والبريطانية بشكل خاص، هو “عملية منسقة ومخطط لها مسبقاً” وفق تأكيده المستند إلى معلومات لديه.

“اللاجئون يرتكبون جرائم الألمان نفسها”

ذكر ماس أنه “عندما تتجمع حشود كبيرة لخرق القانون، فإن هذا يشير إلى أن ما حدث تم التخطيط له بطريقة ما، ومن الصعب إقناعي بأنه لم يكن كذلك” مشيراً بعبارته إلى ما تعرضت له ألمانيات من سرقة وتحرش جنسي في أهم ساحة بكولونيا، حيث تقع كنيستها الشهيرة ومحطة رئيسية للقطارات، وهناك شارك “أكثر من 1000 معظمهم من المنطقة العربية (الشرق الأوسط) وشمال إفريقيا” على حد ما ورد سابقاً في تقارير للشرطة، لم تتكرر في تقرير حديث صدر عنها السبت وتطرق إليه الإعلام الألماني.

قالها الوزير ماس صراحة في المقابلة التي أوجزت الوكالات أهم ما ورد فيها، خصوصا عبارته: “علينا الكشف بسرعة كيف تم الوصول إلى مثل هذه الحوادث” في رده على اشتباه الشرطة بأن لاجئين هم وراء أعمال العنف والتحرشات والسرقات، فحذر “من عدم الخلط بين مَن قاموا بها حقيقة واللاجئين إلى البلاد (..) والأمر الخطير هو أن نربط بين أصل شخص وميله إلى انتهاك القانون، لأن الإحصاءات تدل على أن اللاجئين يرتكبون الجرائم نفسها التي يرتكبها الألمان، وبالحجم نفسه”، وبالعبارة استبعد وزير العدل الألماني الشبهة كلياً باللاجئين السوريين في أحداث كولونيا.

متحرشون وسارقون جاؤوا من فرنسا وبلجيكا

وهناك مهم آخر، لم تأت عليه الوكالات من كلامه إلى “بيلد” التي استمدت مما ذكر، عبارة قالها وجعلتها عنواناً للمقابلة، وهي Ich schäme mich für den Hass gegen Ausländer بحسب ما يبدو من صورته التي تنشرها “العربية.نت” مع عنوان المقابلة الذي اعتمدته أيضاً وسائل إعلام ألمانية أخرى في مواقعها، منها صحيفة “دي فيلت” الشهيرة، ومعناه: أشعر بالخجل من الكراهية للأجانب.

مما قاله الوزير في “بيلد” الناشرة الاثنين مقابلة مهمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، دعا فيها إلى تحالف دولي ضد الإرهاب والجريمة، أن شرطة كولونيا “تملك أدلة” بأن التخطيط لما حدث أمام محطة القطارات الرئيسية ليلة رأس السنة بالمدينة، ونال بالسرقات والتحرشات من عشرات الألمانيات “تم تنظيمه عبر مواقع التواصل، بتحريض شبان من شمال إفريقيا يقيمون في فرنسا وبلجيكا لحثهم على السفر إلى المدينة” في تلميح إلى أن الأحداث قام بها مناصرون من خارج ألمانيا لتنظيمات متطرفة “داعشية” الطراز.

يعزز هذا التلميح أن التونسي طارق بالقاسم، القتيل برصاص الشرطة الفرنسية لمهاجمته أحد مراكزها الخميس الماضي في باريس، والذي تنشر “العربية.نت” أول صورة له نقلاً عن عدد “بيلد” الاثنين، كان يقيم سابقاً في مركز للاجئين بألمانيا ساعياً للحصول على اللجوء باسم وليد الصالحي، ربما لإعجابه بملحن ومطرب يحمل الاسم نفسه، ثم “اختفى” قبل شهر من المركز الذي داهمته الشرطة الألمانية السبت الماضي، وهو في مدينة Recklinghausen عاصمة المنطقة بالاسم نفسه بالغرب الألماني، حيث تقع أيضا كولونيا التي تبحث شرطتها بإمكانية مشاركته بالتحرشات قبل مغادرته إلى باريس.

عبارة “لاجئين من المنطقة العربية” تقيل كاتبها

وفي عدد الاثنين من “التايمز” البريطانية، أن شرطة كولونيا ذكرت في تقرير جديد السبت الماضي، أنها سجلت 516 حادثة في قرب محطة قطارات المدينة ليلة رأس السنة، نسبة 40 % منها تحرشات، إضافة لجريمتي اغتصاب، والباقي سرقات وعنف متنوع، من دون إشارة أو تلميح لمن قام بها، لكنها ذكرت أن معظم من تركز في تحقيقاتها معهم “هم من دول شمال إفريقيا، ومعظمهم من طالبي لجوء، أو من المقيمين غير الشرعيين”.

والأهم بالتقرير، أنه خلا هذه المرة من عبارة “لاجئين من المنطقة العربية” أي الشرق الأوسط، وهو التلميح المشير سابقاً إلى إمكانية مشاركة السوريين أو العراقيين، أو ربما الأتراك وغيرهم، بالتحرشات والسرقات والاغتصابات. أما معد التقرير الواردة فيه العبارة سابقاً، فأقال نفسه عن منصبه يوم الجمعة الماضي، وهو قائد شرطة كولونيا العتيد، وولفغانغ ألبيرس، ويبحثون الآن عن آخر، منطقي وباحث أكثر عن الدقة بالتحريات والمعلومات، ليحل مكانه.

 

بريطانيا تنشر صواريخ “بريمستون” لأول مرة في سوريا

لندن – رويترز

أعلنت متحدثة باسم رئيس وزراء بريطانيا، ديفيد كاميرون، اليوم الاثنين، أن بريطانيا نفذت عدة ضربات جوية استهدفت مقاتلي تنظيم داعش في سوريا يوم الأحد ونشرت صواريخ بريمستون للمرة الأولى هناك. وهي صواريخ قادرة على تدمير أهداف سريعة الحركة.

وانضمت بريطانيا إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يشن غارات جوية على التنظيم المتشدد أواخر العام الماضي، لكنها تواجه انتقادات بانها لم تشن سوى عددا قليلا من الضربات استهدفت في الأساس حقولا نفطية.

وقالت المتحدثة للصحافيين: “رأينا 5 هجمات جديدة شنتها قوات سلاح الجو الملكي في سوريا استهدفت مركبات لداعش قرب الرقة، وانفاقا للعدو قرب الرقة أيضا وحقل عمر النفطي. وفي إطار هذه الضربات تم نشر صواريخ بريمستون أيضا”.

وذكرت بريطانيا أن من شأن استخدام صواريخ بريمستون المصممة لاصابة أهداف سريعة الحركة أن يعزز المعركة ضد داعش من خلال تنفيذ هجمات دقيقة تقلل الخسائر في صفوف المدنيين.

 

تركيا تنوي منح اللاجئين السوريين تصاريح عمل

أنقرة- رويترز

بعد أن أعلنت تركيا قبل أسبوعين أنه ابتداء من 8 يناير سيفرض على السوريين الذين يسافرون إلى تركيا تأشيرة دخول، ما أدى إلى تعقيد الأمور، يبدو أن تركيا تتجه إلى منح تراخيص عمل للاجئين السوريين.

فقد قال فولكان بوزقر، وزير شؤون الاتحاد الأوروبي التركي، اليوم الاثنين، إن أنقرة تعتزم إصدار تصاريح عمل للاجئين السوريين من أجل تخفيف الضغط عليهم، وهو ما يدفعهم للهجرة.

وأضاف للصحافيين بعد لقاء فرانس تيمرمانز، نائب رئيس المفوضية الأوروبية في أنقرة، أن عدد المهاجرين بشكل غير مشروع تجاوز 150 ألفا في عام 2015، وأن السلطات التركية أوقفت 500 مهاجر يوميا.

وتعهدت تركيا -التي تطمح إلى الانضمام للاتحاد الأوروبي- باتخاذ خطوات لخفض العدد القياسي من المهاجرين بشكل غير مشروع الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا مقابل الحصول على حزمة مساعدات حجمها ثلاثة مليارات يورو.

 

الرياض.. معارضون سوريون يتدربون على “التفاوض

دبي – قناة الحدث

يبدأ معارضون سوريون دورة تدريبية على التفاوض والديبلوماسية في الرياض بإشراف أميركيين وغربيين.

وقالت مصادر غربية لصحيفة “الحياة” إن نحو 29 معارضا سيتلقون التدريب بالتزامن مع زيارة المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات السورية رياض حجاب إلى باريس.

حيث يجري حجاب جولة في عدة دول غربية تشمل لقاءات مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ووزير الخارجية الألماني فرانك شتاينماير ومسؤولة الشؤون الأمنية والخارجية في الاتحاد الأوروبي فريدركا مورغيني ومسؤولين إماراتيين.

من جهة أخرى، أفادت مصادر أن المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا يحاول الضغط على واشنطن وموسكو للضغط على حلفائهم السوريين للذهاب إلى المفاوضات من دون شروط مسبقة مثل وقف القصف وإدخال مساعدات إلى مناطق محاصرة أو طلب الحكومة الاطلاع على قائمة وفد المعارضة.

 

مسؤول بالأمم المتحدة لـCNN: وصول قافلة مساعدات غذائية إلى ضواحي مضايا.. ومصدر طبي: 7 وفيات جديدة

تقول منظمة أطباء بلا حدود إن ثلاثة وعشرين من المرضى، بما فيهم ستة أطفال، لقوا حتفهم بسبب الجوع في أحد المراكز التي تدعمها المنظمة. ولكن بسبب الواقع المر في الحرب السورية، أصابهم يأس بأن تصل أي مساعدات.

 

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)– قال مصدر مسؤول بالأمم المتحدة لـCNN، الاثنين، إن قافلة مساعدات غذائية إنسانية وصلت من العاصمة السورية دمشق إلى ضواحي بلدة مضايا، التي يقضي الجوع على أهلها في ظل الحصار المفروض عليها.

 

وأضاف المصدر أن قافلة المساعدات إلى مضايا تتكون من 44 شاحنة، وتابع أن هناك قافلة أخرى وصلت شمال إدلب لنقل مساعدات إلى بلدتي الفوعة وكفريا ضمن اتفاق توصيل المساعدات نفسه.

 

شاهد: استعداد برنامج الأغذية العالمي والأمم المتحدة لإرسال قافلة مساعدات إنسانية إلى مضايا السورية

 

في الوقت نفسه، أفادت تقارير بوقوع حالات وفاة جديدة بسبب المجاعة التي تشهدها مضايا، إذ قال أحد الأطباء في مستشفى مضايا لـCNN إن هناك 7 حالات وفيات جديدة بسبب الجوع خلال الـ48 ساعة الأخيرة.

 

مبعوث الأمم المتحدة: التوتر بين إيران والسعودية لن يؤثر على المفاوضات السورية.. وظريف: لن نسمح للرياض بذلك

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إنه حصل على تطمينات من المسؤولين السعوديين والإيرانيين، حول عدم تأثر المفاوضات السورية بتوتر العلاقات بين طهران والرياض.

 

وأكد دي ميستورا بعد زيارة إلى إيران، الأحد، سبقتها زيارة أخرى إلى السعودية الأسبوع الماضي أنه تم اتخاذ “الخطوات التحضيرية الأولية لجلسة المفاوضات المقررة في 25 يناير/ كانون ثان في جنيف، بعد الاجتماعات التشاورية الإقليمية التي أجراها في كل من طهران، والرياض، ودمشق، وبيروت”.

 

من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن إيران “لن تسمح لتوجهات الرياض المثيرة للتوتر بالتأثير سلبيا على حل الأزمة السورية”، وفق ما نقلته وكالة أنباء “فارس” الإيرانية.

 

وأضاف ظريف بعد لقاء دي ميستورا: “ما نراه في ساحة التطورات الإقليمية هو النهج المثير للتوتر من قبل السعودية التي تسعى بإجراءاتها التصعيدية للتأثير سلبيا على حل الأزمة السورية”، معتبرا أن إيران “تعمل بصورة مسؤولة وبناءة تجاه الأزمات دائما”.

 

ايطاليا: وفاة مهاجرة وفقدان أخرى من المجموعة التي وصلت البلاد

ليتشي (11 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قالت مصادر أمنية ايطالية إن جثة امرأة عُثر عليها على شاطئ قريب من مدينة ليتشي، التي رسا على سواحلها خمسة وثلاثين مهاجرا الليلة الماضية في منطقة سالينتو جنوب البلاد

 

وأضافت المصادر ذاتها أن “التحقيقات لا تزال جارية عن امرأة ثانية، وفقا لشهادة رفيقها في السفر، لم تتمكن من الوصول إلى الساحل ربما لأنها لا تجيد السباحة”، مشيرة إلى أن “عمليات البحث تجري من قبل غواصي قوات الإطفاء، وزوارق دورية قوات حرس ميناء، وطائرة مروحية”، أيضا

 

وخلصت المصادر الأمنية إلى القول إن “المهاجرين الـ35 الذين تم إنقاذهم، يعتقد أنهم من منطقة القرن الأفريقي”، وقد “نقلوا إلى مركز (دون تونينو بيلو) للإستقبال الأولي في بلدة أوترانتو”، على حد تعبيرها

 

المبعوث الأمريكي يلتقي معارضين سوريين من خارج الهيئة العليا للمفاوضات

روما (11 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

تحضيراً لمؤتمر جنيف الثالث الخاص بالأزمة السورية والمرتقب انعقاده في 25 الشهر الجاري في جنيف، يلتقي المبعوث الأمريكي الخاص إلى سورية، مايكل راتني عددا من ممثلي تيارات سياسية معارضة لم تشارك في مؤتمر الرياض الذي انبثقت عنه الهيئة العليا للمفاوضات.

 

ويلتقي راتني خلال هذا الأسبوع المعارضين السوريين في باريس وجنيف كل على حدة، من بينهم رئيس مجلس سورية الديموقراطية هيثم مناع، ومؤسس المنبر الديمقراطي سمير عيطة وممثلين عن المجتمع المدني في سورية وغيرهم.

 

ومن المتوقع أن يناقش المبعوث الأمريكي مع المعارضين السوريين موقف هؤلاء من مؤتمر جنيف التفاوضي والوفد التفاوضي الذي ستقدّمه الهيئة العليا للمفاوضات، فيما سيعرض بعضهم تحويل المفاوضات الثنائية إلى مفاوضات طاولة مستديرة تضم الجميع على اختلاف تياراتهم واصطفافاتهم.

 

وعلى التوازي، بدأ اليوم المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب جولة أوربية ـ عربية تشمل زيارة لباريس وبرلين وبروكسل وأبوظبي وغيرها يلتقي خلالها مسؤولين أوروبيين وعرب لحشد الدعم لمخرجات مؤتمر الرياض والدعم للوفد المفاوض الذي ستُعلن عنه الهيئة وضرورة عدم تعديله أو إضافة أسماء أخرى إليه.

 

المرصد: ضربة جوية يعتقد أن روسيا نفذتها قتلت 12 تلميذا في بلدة سورية

عمان (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن ضربة جوية قتلت 12 تلميذا على الأقل في بلدة سورية واقعة تحت سيطرة المعارضة في محافظة حلب يوم الاثنين عندما قصفت مدرسة.

 

وأضاف أن الضربة الجوية في بلدة عنجارة الواقعة على بعد نحو 15 كيلومترا غربي مدينة حلب تسببت أيضا في مقتل معلمة وهناك تقارير بسقوط جرحى آخرين بعضهم في حالة خطيرة.

 

وأوضحت تغطية بثها نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي دمارا هائلا في مبنى وفصلا به مقاعد مدمرة وكتبا ملقاة على الأرض وملطخة بالدم. ولم تتحقق رويترز من مصداقية التغطية بشكل مستقل.

 

(إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير سها جادو)

 

روسيا تقول إنها هاجمت 1097 هدفا في سوريا منذ بداية 2016

موسكو (رويترز) – نقلت وكالات أنباء روسية عن وزارة الدفاع قولها يوم الإثنين إن القوات الجوية الروسية نفذت منذ بداية العام الجديد 311 طلعة جوية في سوريا وهاجمت 1097 هدفا لإرهابيين هناك.

 

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن اللفتنانت جنرال سيرجي رودسكوي من وزارة الدفاع قوله إن من بين الأهداف بنية تحتية نفطية ومعدات عسكرية ومقاتلين تحت إمرة جماعات متشددة مسلحة.

 

(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية – تحرير سها جادو)

 

روسيا : الارهابيون في سوريا ما زالوا يتلقون تعزيزات عبر تركيا

موسكو (رويترز) – نقلت وكالة الإعلام الروسية عن سيرجي رودسكوي المسؤول بوزارة الدفاع قوله إن الجماعات الارهابية في سوريا ما زالت تتلقى تعزيزات عبر أراضي تركيا.

 

وتابع قوله “رغم كل الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لمنع وصول المساعدة للارهابيين.. يتم ارسال التعزيزات بصورة منتظمة للمتشددين في الجزء الشرقي من محافظة اللاذقية (السورية) من الاراضي التركية.”

 

(إعداد سها جادو للنشرة العربية – تحرير منير البويطي)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى