أحداث الأربعاء 23 كانون الأول 2015
تنسيق روسي – إسرائيلي ضد «الإرهاب» في سورية
موسكو – رائد جبر ؛ طهران – محمد صالح صدقيان
واصلت الطائرات الروسية أمس حملة القصف في أنحاء مختلفة من سورية، بما في ذلك ريف حلب الجنوبي حيث أعلنت المعارضة صد هجوم عنيف شنته قوات النظام و «ميليشيات شيعية» تشرف عليها إيران. وتزامن ذلك مع إعلان موسكو عن اتفاق مع تل أبيب على ضرورة «تنسيق العمل ضد الإرهاب»، في موقف لافت يأتي بعد أيام فقط من اغتيال القيادي في «حزب الله» سمير القنطار بغارة إسرائيلية قرب دمشق وتهديد الحزب بالانتقام.
في غضون ذلك، ذكرت وكالة «رويترز» أنه بعد قرابة عامين من لقائهما في معسكر الزعتري للاجئين في الأردن، التقت الفائزة بجائزة نوبل ملاله يوسفزي بالناشطة والطالبة السورية مزون المليحان في بيت الأخيرة الجديد في نيوكاسل بشمال إنكلترا، حيث تعهدت ملاله (18 عاماً) ومزون (17 عاماً) بالعمل من أجل حصول الأطفال السوريين اللاجئين على حق التعليم. وقالت ملاله لـ «رويترز»: «آمل أن يعد زعماء العالم أجيال المستقبل بعدم الحرمان من حقهم الإنساني الأساسي وهو التعليم».
وفي موسكو، أعلن الكرملين أن الرئيس فلاديمير بوتين أجرى محادثة هاتفية أمس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تناولت «التسوية في سورية والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب». ونقل عن بوتين إشارته خلال المحادثة إلى «عدم وجود بديل عن إطلاق مفاوضات سورية- سورية تحت إشراف دولي» وتشديده على «المواجهة الحازمة» ضد تنظيم «داعش» و «غيره من الجماعات المتشددة النشطة في سورية». ولفت الكرملين أيضاً إلى أنهما «اتفقا على مواصلة الحوار على مستويات عدة، بما في ذلك تنسيق العمل ضد الإرهاب».
ولا يُستبعد أن يكون النقاش قد تطرق إلى الغارة الإسرائيلية المزعومة على حي جرمانا قرب دمشق التي أسفرت عن مقتل سمير القنطار، وتجنّب الكرملين في وقت سابق التعليق على هذا الحادث، إذ أشار الناطق باسمه ديمتري بيسكوف إلى عدم وجود معطيات لديه حول ملابسات قتل القنطار، لافتاً إلى وجود «آليات لتبادل المعلومات بين هيئتي الأركان» (في الجيشين الروسي والإسرائيلي)، وموضحاً أن المعطيات التي يقدمها الجانب الإسرائيلي تذهب إلى وزارة الدفاع.
في غضون ذلك، أكدت الأمم المتحدة أنها سترعى «في نهاية كانون الثاني/ يناير» جولة محادثات سلام سورية في جنيف، في إشارة إلى استضافتها وفدين يمثلان النظام والمعارضة. وبالتزامن مع ذلك اعتبر رياض حجاب، المنسّق العام للهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة السورية، أن قرار مجلس الأمن (الرقم 2254) «أثار تساؤلات أكثر مما قدم إجابات» في شأن سبل تحقيق «التطلعات المشروعة للشعب السوري»، مشدداً على عدم تنازل المعارضة عن مطلبها الخاص برحيل بشار الأسد. ونقلت وكالة «مسار برس» المعارضة عن حجاب قوله أمس، إن «الوقت غير مناسب للشروع في أي عملية تفاوضية بشأن سورية في ظل تصعيد القصف الممنهج من طرف نظام الأسد وحلفائه»، مؤكداً ضرورة «أن تسبق العملية السياسية مبادرات حسن نية وإجراءات بناء ثقة». وطالب بـ «ملاحق ومذكرات تفسيرية لقرار مجلس الأمن لتثبيت ما نصت عليه قرارات الأمم المتحدة، وخاصة منها بيان جنيف1» القاضي بتشكيل حكم انتقالي. وشدد على أن «قضية الشعب السوري ومطالبه العادلة ليست محل مساومة»، رافضاً قبول المعارضة «بعملية تفاوض مبهمة المعالم».
وفي طهران، نفى مساعد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية العميد مسعود جزائري أنباء عن خفض عدد «المستشارين» الإيرانيين في سورية، قائلاً إنها «تندرج في إطار الحرب النفسية للعدو ولا أساس لها من الصحة» وهدفها «دعم الجماعات الإرهابية والتكفيرية التي تعمل على تدمير سورية». وشدد على «أن الحضور الاستشاري الإيراني في سورية استراتيجي وميداني وتقني، وسيتواصل بهدف دعم الحكومة والشعب هناك في مواجهة الإرهاب».
إلا أن نائب القائد العام لقوات الحرس الثوري العميد حسين سلامي، رأى أن «خفض أو زيادة عديد القوات في أي ساحة أمر طبيعي، إلا أن استراتيجيتنا في هذا المجال ودورنا في الساحة وكذلك على المستوى السياسي لن ينخفض أبداً وما زلنا نعتمد بشكل راسخ على خطوطنا ومبادئنا وأهدافنا واستراتيجيتنا السابقة ونقوم بدورنا بشكل يتناسب مع متطلبات الساحة». ونفى بدوره أي خفض في عدد «المستشارين العسكريين المنتسبين للحرس الثوري في سورية».
وذكر في دمشق أمس، أن الرئيس الأسد شارك في إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف في جامع الأكرم في حي المزة الواقع غرب العاصمة.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» في خبر عاجل: «السيد الرئيس بشار الأسد يشارك في الاحتفال الديني الذي تقيمه وزارة الأوقاف في ذكرى مولد الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في جامع الأكرم في دمشق».
وبث التلفزيون السوري مشاهد مباشرة لوقائع إحياء الذكرى، وظهر فيها الأسد جالساً على الأرض داخل الجامع متوسطاً وزير الأوقاف السوري محمد عبد الستار السيد ومفتي سورية أحمد بدر الدين حسون.
وتأتي مشاركة الأسد شخصياً في إحياء هذه المراسم بعد ثلاثة أيام على زيارته وعقيلته كنيسة سيدة دمشق الواقعة في شرق العاصمة، للاطلاع على الاستعدادات للاحتفال بعيد الميلاد.
المحادثات السورية تبدأ في جنيف نهاية كانون الثاني 2132 قتيلاً بينهم 710 مدنيين منذ بدء الغارات الروسية
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)
أعلن المدير العام للامم المتحدة في جنيف مايكل مولر ان المحادثات المقبلة حول سوريا في رعاية الامم المتحدة ستجرى في جنيف نهاية كانون الثاني.
وافاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان أكثر من الفي شخص، ثلثهم من المدنيين، قتلوا نتيجة الغارات التي تشنها الطائرات الحربية الروسية في سوريا منذ بدء حملتها الجوية في 30 ايلول.
وأحصى المرصد في حصيلة جديدة “مقتل 2132 شخصا، يتوزعون بين 710 مدنيين و1422 مقاتلا، جراء قصف الطائرات الحربية الروسية منذ 30 أيلول حتى فجر امس الاثنين”.
وكانت حصيلة سابقة للمرصد في 18 كانون الاول شملت مقتل نحو 1900 شخص، بينهم اكثر من 600 مدني، جراء الغارات الروسية.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان بين القتلى المدنيين الـ710، “161 طفلا دون سن الـ 18 و104 سيدات”، في حين يتوزع القتلى غير المدنيين بين “598 عنصرا من تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) و824 مقاتلا من الفصائل المقاتلة والإسلامية و”جبهة النصرة” (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا).
وأمس، تحدث المرصد عن مقتل 23 مدنيا في مدينة دير الزور في شرق سوريا، 11 منهم جراء قذائف أطلقها على احدى المدارس ومحيطها فيما قتل الآخرون في غارات لقوات النظام.
وفي الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المقاتلة في ريف دمشق، قتل 19 مدنيا على الاقل جراء غارات شنتها قوات النظام على بلدة بزينة.
وفي شمال البلاد، وثق المرصد تنفيذ التنظيم “تسع عمليات إعدام” في منطقة منبج ومحيطها في ريف حلب الشمالي “خلال الأيام الاخيرة”. ووجه التنظيم اليهم تهمة “العمالة للنظام النصيري وللوحدات الكردية وللصحوات”.
وفي ريف حلب الشمالي الشرقي، قتل خمسة أشخاص بينهم سيدة وأصيب أو فقد عشرات آخرون، في غارات جوية استهدفت مدينة الباب خلال الـساعات الـ24 الاخيرة.
وفي ريف اللاذقية في غرب البلاد، سجل المرصد “اكثر من 20 غارة نفذتها طائرات حربية يعتقد أنها روسية على مناطق في بلدة سلمى ومحيطها بجبل الاكراد ومناطق أخرى بجبل التركمان”.
وتزامنت الغارات مع “اشتباكات عنيفة” بين قوات النظام والقوات الموالية لها من جهة، والفصائل الاسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، على محاور عدة في ريف اللاذقية الشمالي.
وندد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو بغارات شنتها مقاتلات روسية مطلع الأسبوع على مدينة إدلب السورية وقال إن الأراضي السورية لن تكون جزءا من “الأهداف الروسية الإمبريالية”.
ومعلوم ان العلاقات تدهورت بين أنقرة وموسكو الى أدنى مستوياتها في التاريخ الحديث بعدما أسقطت تركيا طائرة حربية روسية فوق سوريا الشهر الماضي.
وقدمت وزارة الصناعة والتجارة الروسية اقتراحا للحكومة لمنع استيراد 80 في المئة من منتجات الصناعات التركية الخفيفة.
ونقلت وكالة “سبوتنك” الروسية للأنباء عن نائب وزير الصناعة والتجارة الروسي فيكتور يفتوخوف إن هذا الاقتراح يهدف إلى إيجاد بيئة مواتية لمنتجينا القادرين على إبدال البضائع التركية بالمصنوعات الروسية.
الاسد
من جهة أخرى، شارك الرئيس السوري بشار الاسد في احياء ذكرى المولد النبوي في جامع الاكرم بحي المزة في غرب دمشق.
وتحدثت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” في خبر عاجل: “السيد الرئيس بشار الاسد يشارك في الاحتفال الديني الذي تقيمه وزارة الاوقاف في ذكرى مولد الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فى جامع الاكرم في دمشق”.
وبث التلفزيون السوري مشاهد مباشرة لوقائع احياء الذكرى، وظهر فيها الاسد جالسا على الارض داخل الجامع متوسطا وزير الاوقاف السوري محمد عبد الستار السيد ومفتي سوريا احمد بدر الدين حسون.
وقد شارك الاسد شخصياً في احياء هذه المراسم بعد ثلاثة أيام من زيارته وزوجته كنيسة سيدة دمشق الواقعة في شرق العاصمة، للاطلاع على الاستعدادات للاحتفال بعيد الميلاد.
المعارضة السورية: لا تنازل عن رحيل بشار وزمرته والتفاوض مع النظام غير مناسب الآن
الأمم المتحدة تعلن عن بدء المفاوضات مع النظام السوري
لندن ـ «القدس العربي»: قال مدير مكتب الأمم المتحدة في جنيف مايكل مولر، في مؤتمر صحافي أمس الثلاثاء، إن مبعوث المنظمة الدولية إلى سوريا ستافان دي ميستورا يعتزم بدء محادثات سلام سورية في جنيف خلال نحو شهر، فيما حدد المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب مجموعة مما سماها الثوابت التي لا يمكن طرحها على طاولة المفاوضات، وعلى رأسها رحيل الرئيس السوري بشار الأسد.
وفي تصريح نشره المكتب الإعلامي للهيئة العليا للمفاوضات قال حجاب إن «رحيل بشار الأسد وزمرته ممن تلطخت أيديهم بدماء الشعب السوري، وصيانة وحدة الأراضي السورية، والحفاظ على مؤسسات الدولة وإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية والمؤسسة العسكرية هي من ضمن الثوابت التي لا يمكن طرحها على مائدة التفاوض والحوار»، مؤكدا «أنه في ظل الظروف الحالية المتمثلة في تصعيد القصف الممنهج ضد الشعب السوري، والمواقف المتشددة من طرف النظام وحلفائه، والتصريحات غير المسؤولة الصادرة عنه، فإن الوقت غير مناسب للشروع في أي عملية تفاوضية في الوقت الحالي».
وشدد حجاب على ضرورة أن «تسبق العملية السياسية مبادرات حسن نية وإجرءات بناء الثقة، وأن تصدر ملاحق ومذكرات تفسيرية لقرار مجلس الأمن 2254 لتثبيت ما نصت عليه قرارات الأمم المتحدة، وخاصة منها بيان جنيف الصادر في 30 حزيران/ يونيو 2012، وقرارات مجلس الأمن الدولي 2118 وقرار الجمعية العمومية 262/67، بحيث يتم التأكيد على معالم خارطة الطريق التي توافق المجتمع الدولي عليها، وأن يتزامن ذلك مع وقف آلة القتل وضمان خروج الميليشيات الإرهابية ومجموعات المرتزقة من البلاد».
وفي تعليقه على بعض بنود القرار التي أثارت جدلا في الأوساط السورية خلال الأيام القليلة الماضية، أكد حجاب أن الهيئة العليا هي جهة مفوضة من قبل مختلف فئات المعارضة السياسية والعسكرية ولا تقبل بأي وصاية على قرار الشعب السوري»، مضيفاً أن دور ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في الشأن السوري يقتصر على الوساطة بين أطراف النزاع، وليس من صلاحياته تسمية الوفود أو تحديد من يشارك فيها».
وأوضح حجاب «لن نقبل بعملية تفاوض مبهمة المعالم، ولا يمكن مسايرة النظام وحلفائه بإطالة أمد المفاوضات والمهل التي تمنحه المزيد من الوقت لارتكاب الجرائم في حق الشعب السوري وانتهاك القانون الدولي»، مؤكداً أن الهيئة العليا للتفاوض انبثقت من إجماع مختلف القوى السياسية والعسكرية، ولا يمكن أن تقبل بتجريم هذه القوى أو استهدافها بأي صورة من الصور.
وقال إن قضية الشعب السوري ومطالبه العادلة ليست محل مساومة أو تنازل بين القوى الدولية، بل يتعين تمثيل الشعب السوري بصورة لائقة في الأروقة الدولية والمحافل السياسية ولا يصح أن تصدر قرارات دولية في منأى عنه.
الصحافي المخضرم سايمون هيرش: هيئة الأركان الأمريكية المشتركة مررت للأسد معلومات أمنية عبر ألمانيا وروسيا وإسرائيل
نظام دمشق طلب رأس بندر بن سلطان.. والأمريكيون أرسلوا أسلحة منتهية الصلاحية لجماعات معارضة متشددة
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: ظلت استراتيجية الإدارة الأمريكية تجاه النظام السوري لبشار الأسد محلاً للنقد والتقييم سواء من داخل فريق باراك أوباما أم من الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة.
وبدت السياسة في جوهرها متناقضة، فواشنطن منذ قرار النظام السوري استخدام الحل الأمني ضد المتظاهرين، أكدت على ضرورة رحيل الأسد الذي فقد شرعيته ولم يعد له دور في سوريا المستقبل، ومن جهة أخرى رأت في رحيله معضلة لأن البديل عنه هم الجهاديون.
وهناك بعد آخر في التناقض الأمريكي وغياب الرؤية الواضحة حول سوريا هو الطريقة التي تعاملت بها مع حلفاء الأسد خاصة روسيا والصين.
فمنتقدو الإدارة من داخلها، ومن بينهم ضباط في هيئة الأركان المشتركة انتقدوا تركيز أوباما على فلاديمير بوتين حليف الأسد، حيث ظل الرئيس على ما يبدو أسير شروط الحرب الباردة ولم يعدل من الموقف الأمريكي ليتساوق مع موقف الروس والصينيين حول التهديد الذي بات يمثله «تنظيم الدولة» على الجميع ولهذه الاسباب يجب التخلص منه.
وقد فتح الموقف الأمريكي المتناقض بابا للتمرد كما يقول الصحافي الأمريكي الاستقصائي سايمون هيرش في مقال موسع كالعادة نشرته مجلة «لندن ريفيو أوف بوكس» والذي أعاده إلى عام 2013 عندما حذر تقرير سري للغاية أعدته وكالة الاستخبارات العسكرية (دي إي أي) وهيئة الأركان المشتركة بقيادة الجنرال مارتن ديمبسي من الفوضى التي ستنشأ في حالة انهيار النظام السوري مما سيفتح المجال لتولي الجهاديين السلطة في سوريا، كما حدث في ليبيا.
ونقل الكاتب عن مستشار سابق لهيئة الأركان المشتركة قوله إن الوثيقة كانت تقييماً «شاملاً» واستندت على معلومات جمعت الإشارات والساتلايت والمخبرين وقدمت رؤية قاتمة حول اصرار أوباما المستمر على تسليح المعارضة «المعتدلة». خاصة أن وكالة الإستخبارات الأمريكية (سي آي إيه) بدأت قبل عام تقريبا عملية شراء للسلاح والبضائع بالتعاون مع بريطانيا والسعودية وقطر من ليبيا ونقلها عبر تركيا إلى سوريا.
وتحدث التقرير عن تركيا بالذات كونها عقبة أمام تطبيق سياسة أوباما في سوريا، وكيف تحول برنامج تسليح المعارضة المعتدلة إلى عملية لوجيستية واسعة وتسليح شملت كل الفصائل بما فيها الجماعات المتشددة مثل جبهة النصرة.
وقلل التقرير من فكرة المعتدلين الذين قال إنهم تبخروا ومن تبقى من الجيش السوري الحر انتقل إلى تركيا.
وأكد الجنرال مايكل فلين، مدير وكالة الإستخبارات العسكرية ما بين 2012- 2014 أن وكالته أرسلت عددا كبيرا من الرسائل السرية حذرت فيها من مخاطر الإطاحة بنظام الأسد. وقال إن الجهاديين يسيطرون على المعارضة السورية وأن تركيا لم تكن معنية بنمو «تنظيم الدولة» في داخل سوريا.
وقال إن تقارير وكالته لم تحظ بردود إيجابية من إدارة أوباما «شعرت أنهم لم يكونوا يريدون الاستماع للحقيقة». وبحسب مستشار هيئة الأركان المشتركة «لم تكن سياستنا لتسليح المعارضة ضد الأسد ناجحة بل وتركت آثارا سلبية».
وكان موقف هيئة الأركان هو عدم استبدال الأسد بالأصوليين. وفي الوقت نفسه اتسمت سياسة الإدارة بالتناقض، فهي تريد رحيل الأسد ولكن المعارضة يسيطر عليها المتطرفون فمن نريد أن يتولى السلطة؟ وهو ما اعتبرته هيئة الأركان المشتركة تحديا مباشرا لسياسة أوباما.
قنوات سرية
ولهذا قامت في خريف عام 2013 باتخاذ خطوات ضد المتطرفين بدون المرور عبر القنوات السياسية ومن خلال تقديم معلومات استخباراتية لجيوش الدول الأخرى على أمل أن تصل هذه المعلومات للجيش السوري كي يستخدمها ضد العدو المشترك المتمثل بـ»جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة». وهذه الدول الثلاث هي ألمانيا وإسرائيل وسوريا.
ويتساءل هيرش عن سبب اختيار هذه الدول، ويجيب أن ألمانيا معنية بمخاطر توسع تنظيم «الدولة» على سكانها المسلمين البالغ عددهم 6 ملايين نسمة، أما إسرائيل فهي قلقة على الحدود بينها وسوريا فيما تعتبر روسيا الحليف القوي للأسد ولديها مصالح عسكرية على الشاطئ السوري.
ويؤكد المستشار لهيئة الأركان «لم يكن في نيتنا الانحراف عن سياسة أوباما المعلنة و»لكن نقل تقييماتنا عبر العلاقة العسكرية- العسكرية مع دول أخرى ربما كانت مثمرة. فمن الواضح أن الأسد كان بحاجة إلى معلومات أمنية تكتيكية ونصائح عملياتية».
واعتقدت هيئة الأركان المشتركة أنه في حال التصدي لهذه الاحتياجات فسيتم تعزيز القتال ضد الإرهاب الإسلامي، ولكن أوباما لم يكن يعرف ما تقوم به هيئة الأركان المشتركة في كل ظرف وهذا هو حال كل الرؤساء الأمريكيين».
ويواصل هيرش قائلاً إنه مع بداية تدفق المعلومات الأمنية من إسرائيل وألمانيا وروسيا حول مواقع الجهاديين وخططهم إلى الجيش السوري.
ولم تكن العملية مجانية بل مقابل تقديم الجيش السوري معلومات حول قدراته العسكرية وخططه. وفي عملية نقل وتبادل المعلومات لم يكن هناك اتصال مباشر بين الأمريكيين والسوريين.
وبحسب المستشار «قدمنا معلومات بما فيها تحليلات شاملة عن مستقبل سوريا أعدها متعهدون أو الكليات الحربية. ولهذه الدول الحرية باستخدامها بالطريقة التي تريد بما في ذلك إشراك الأسد بها. وكنا نقول للألمان وغيرهم: هذه بعض المعلومات المهمة والتي تخدم مصالحنا المشتركة».
وربما استنتجت هيئة الأركان المشتركة أن شيئا مفيدا قد يخرج منها، لكنها كانت تعبيرا عن تعاون بين مؤسسات عسكرية وليست خطة شريرة للتحايل ودعم الأسد من وراء ظهر أوباما بل «كانت خطة أذكى، ففي حال استمر الأسد في السلطة فليس لأننا دعمناه بل لأنه كان ذكيا واستخدم المعلومات الأمنية والنصائح المفيدة التي قدمناها للآخرين».
علاقات مضطربة
وفي هذا السياق يتحدث هيرش عن العلاقات الأمريكية – السورية التي طبعت بالعداء في العقود الماضية.
ورغم شجب الأسد لهجمات إيلول/سبتمبر 2001 لكنه عارض الغزو الأمريكي للعراق وهو ما دفع جورج دبليو بوش لربطه بمحور الشر «العراق- إيران- كوريا الشمالية».
وتظهر تسريبات ويكيليكس لبرقيات وزارة الخارجية الأمريكية أن إدارة بوش حاولت نشر عدم الاستقرار في سوريا واستمرت هذه الجهود في سنوات أوباما.
وأشار الكاتب إلى برقية كتبها ويليام روباك عام 2006 الذي كان مسؤولا عن السفارة الأمريكية في دمشق وتحدث فيها عن «مظاهر الضعف» في النظام السوري واقترح طرقا لاستغلالها مثل العمل مع السعودية ومصر على مفاقمة التوتر الطائفي والتركيز على جهود السوريين ضد الجماعات المتطرفة- الكردية والفصائل السنية بطريقة «تقترح ضعفا وعلامات عدم الاستقرار وتأثيرات لا يمكن السيطرة عليها».
وأكد روباك على أهمية التركيز على «عزلة سوريا» ودعم أمريكي لجبهة الإنقاذ الوطنية التي يتزعمها نائب الرئيس المنشق عبد الحليم خدام والمدعومة من السعودية والإخوان المسلمين.
وأظهرت برقية من عام 2006 أن السفارة أنفقت 5 ملايين دولار لدعم مرشحين مستقلين لمجلس الشعب السوري.
وحذرت برقية عام 2010 من تمويل أمريكا لقناة تلفزيونية معارضة في لندن حيث ستنظر إليها دمشق كـ»عملية سرية موجهة ضد النظام».
ورغم ذلك فهناك تاريخ من التعاون السري بين البلدين خاصة في محاربة «القاعدة» بعد هجمات 9/11 فقد كان «بشار ولسنوات مساعدا لنا».
في عام 2002 أمر الأسد المخابرات السورية بتسليم مئات الملفات الداخلية عن نشاطات الإخوان المسلمين في سوريا وألمانيا للأمريكيين. وفي نهاية ذلك العام أحبطت المخابرات السورية هجوما للقاعدة على المقر الرئيسي للأسطول الأمريكي الخامس في البحرين. ووافق الأسد على تقديم اسم مخبر عن «القاعدة» لـ»سي آي إيه».
واتصلت هذه مباشرة مع المخبر دون استشارة من السوريين، فرفض وقطع علاقته معهم فيما بعد. كما وسلم النظام السوري أقارب لصدام حسين لجأوا إلى سوريا. وفتح الأسد مثل حلفاء أمريكا في مصر والأردن وتايلاند سجونه لاستقبال وتعذيب معتقلي «القاعدة».
وبناء على هذا التاريخ من التعاون كان من الممكن لهيئة الأركان المشتركة التعاون بطريقة غير مباشرة مع الجيش السوري ولكن بشروط.
شروط
وتشمل الشروط أولا ـ قيام النظام السوري بضبط حزب الله ومنعه من الهجوم على إسرائيل. ثانياـ فتح المفاوضات من جديد مع إسرائيل لتسوية ملف الجولان. ثالثا ـ على نظام الأسد الموافقة على استقبال مستشارين روس وغيرهم ورابعا ـ الموافقة على عقد انتخابات حرة بعد نهاية الحرب ومفتوحة للجميع.
ويقول المستشار «حصلنا على رد إيجابي من الإسرائيليين الذين استعدوا لتنفيذ الفكرة ولكنهم كانوا يريدون معرفة رد فعل إيران وسوريا».
وبحسب مستشار للكرملين لشؤون الشرق الأوسط أخبر هيرش عام 2012 «أخبر الروس أنه لن يتخذ قرارا فرديا بدون الرجوع للجيش والطائفة العلوية. وأن الأسد كان يخشى من موافقة إسرائيل وعدم التزامها بالصفقة».
ومع ذلك اتصل النظام السوري بعد معاناته من انشقاقات في جيشه وعبر الروس مع إسرائيل وعرض عليها التفاوض حول الجولان ورفض طلبه. ذلك أن الإسرائيليين كانوا يرون أن «الأسد انتهى» وأنه «يقترب من نهايته».
وقال المستشار لهيرش إن الأتراك نقلوا نفس الفكرة لموسكو. وفي منتصف عام 2013 شعر السوريون أنهم تعدوا الأزمة ولهذا أرادوا الحصول على تأكيدات حول مساعدة الأمريكيين والآخرين لهم. ويقول المستشار إن هيئة الأركان المشتركة حاولت في البداية التعرف على ما يحتاجه الأسد كإشارة عن حسن النية.
فجاءت الإجابة من خلال صديق للأسد «أرسلوا لي رأس بندر» أي بندر بن سلطان الذي كان مسؤولا للأمن القومي السعودي ومن الداعين للإطاحة بالأسد، لكن هيئة الأركان المشتركة لم تكن مضطرة للرد على طلبه. واستقال بندر العام الماضي من منصبه ومع ذلك لا تزال الرياض من المزودين الكبار للمعارضة السورية.
وتقدر المخابرات الأمريكية ما قدمته السعودية لهم العام الماضي بقيمة 700 مليون دولار. وفي تموز/يوليو 2013 وجدت هيئة الأركان وسيلة أخرى كي تظهر للأسد جديتها لمساعدته.
وفي هذه الفترة كانت «سي آي إيه» تقود عملية لنقل الأسلحة من ليبيا عبر تركيا إلى المعارضة السورية، وبدأت العملية بعد مقتل القذافي في 20 تشرين الأول/أكتوبر 2011 إلى إيلول/سبتمبر 2013، وأدارها الملحق التابع لـ»سي آي إيه» في بنغازي.
وأظهرت وثائق أن السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز الذي قتل في 11 إيلول/سبتمبر 2011 التقى مع ممثل «سي آي إيه» في بنغازي وقابل قبل وفاته مسؤولين في شركة خدمات المرفأ للملاحة والخدمات البحرية ومقرها في طرابلس وكانت معروفة لدى هيئة الاركان المشتركة بكونها الجهة التي تشحن السلاح إلى سوريا. ولا شك أن تدفق السلاح الليبي خلق مشكلة لنظام الأسد.
ويقول المستشار الذي اعتمد عليه هيرش «لم تكن هناك أي طريقة لوقف شحنات أسلحة أمر بها الرئيس». وكان المخرج هو إقناع «سي آي إيه» بالبحث عن مصدر للأسلحة رخيص ومن تركيا التي تعتبر أقرب إلى سوريا من ليبيا.
ويقول المستشار «عملنا مع الأتراك الذين نثق بهم ولم يكونوا موالين لاردوغان وطلبنا منهم شحن أسلحة انتهت صلاحيتها للجهاديين، بما فيها بنادق أم1 كارباين التي لم تر منذ الحرب الكورية وأسلحة سوفييتة قديمة، وكانت رسالة للأسد يمكن أن يفهمها: لدينا القدرة لتعطيل سياسة الرئيس في مسارها».
مرحلة حرجة
ويقول هيرش إن تدفق المعلومات الأمنية وشحن أسلحة منتهية الصلاحية جاءت في وقت حرج للنظام السوري حيث عانى من خسائر في ربيع عام 2013 ضد «جبهة النصرة» وغيرها من الجماعات المتشددة وفشل في الحفاظ على مدينة الرقة، ولم تنجح الغارات ولا القصف المدفعي في منع سقوطها بيد المعارضة وعندها قرر الجيش الإنسحاب منها وغيرها من المواقع الضعيفة وذات الكثافة السكانية القليلة والتركيز على حماية المناطق المحيطة بالعاصمة دمشق بالإضافة لحماية الطرق التي تربطها مع اللاذقية.
ومع استعادة النظام زمام المبادرة، زادت السعوية وتركيا وقطر دعمها للجماعات السورية واستطاعت جبهة النصرة تحقيق تقدم في نهاية عام 2013 خاصة في المناطق الحدودية مع العراق.
ولكن الجماعات غير الجهادية وجدت نفسها مع بداية عام 2014 تقاتل حربا خاسرة مع الجهاديين حيث سيطر تنظيم «الدولة» على مدينة الرقة. ورغم سيطرة الأسد على نسبة 80% من السكان إلا أنه خسر مساحات واسعة من البلاد. وفي الإطار نفسه ظهرت علامات الفشل على برنامج «سي آي إيه» لتدريب المعارضة في الأردن.
وكان معسكر التدريب «سي آي إيه» في الأردن وتحت إدارة العشائر السورية. وهناك شكوك بأن من سجلوا للتدريب هم في الحقيقة قوات نظامية سورية ولكن بدون الزي.
وقد حدث هذا من قبل عندما دخلت عناصر من الميليشيات الشيعية لمعسكرات التدريب الأمريكية والدخول في الجيش العراقي.
وبالإضافة للبرنامج في الأردن بدأت البنتاغون برنامجا للتدريب في تركيا ولم ينتج سوى «أربعة أو خمسة أشخاص» لقتال الجهاديين فيما انشق 70 من الذين دخلوا إلى سوريا لجبهة النصرة.
لقاء استخباراتي
في كانون الثاني/يناير 2014 دعا جون برينان، مدير «سي آي إيه» قادة مخابرات الدول العربية ومن الشرق الأوسط للقاء سري عقد في واشنطن. وكان يهدف منه إقناع السعوديين بالتوقف عن دعم المقاتلين السوريين. ونقل عن المستشار لهيئة الأركان «أخبرنا السعوديون أنهم مستعدون للاستماع».
ولهذا جلس الجميع للاستماع لبرينان لإخبارهم أن عليهم دعم المعتدلين والتوقف عن دعم «جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة». ويقول المستشار إن رسالة برينان تم تجاهلها واستمرت السعودية بدعم المتشددين. ويناقش المستشار إن السعوديين لم يكونوا هم المشكلة فقط بل وتركيا التي يقول إنها دعمت «جبهة النصرة» لسنوات.
وقال «كان بإمكاننا معالجة أمر السعوديين، ويمكننا التصدي للإخوان. ويمكنك المناقشة أن مستوى القوة في الشرق الأوسط يقوم على الدمار المتبادل بين إسرائيل وبقية المنطقة، ويمكن لتركيا أن تشوش ميزان القوة هذا، وهذا هو حلم أردوغان. وطلبنا منه إغلاق خطوط تدفق المقاتلين الجهاديين إلى تركيا، ولكنه يحلم بإعادة حلم الإمبراطورية العثمانية».
روسيا
ويشيرهيرش للعلاقات العسكرية الأمريكية ـ الروسية والتي تطورت في مرحلة ما بعد انهيار الإتحاد السوفييتي حيث ساعدت واشنطن بعد عام 1991 موسكو على تأمين مجمعاتها النووية وأنفقت مليارات الدولارات على هذا العمل، منها عملية سرية للتخلص من أسلحة مخصبة باليورانيوم كانت مخزنة في مكان غير آمن في كازاخستان.
واستمر التعاون في هذا المجال على مدار العقدين الماضيين. وفي أثناء الحرب الأمريكية في أفغانستان سمحت روسيا للطائرات المحملة بالمعدات والأغذية باستخدام الأجواء الروسية.
وقدمت موسكو معلومات عن مكان وجود أسامة بن لادن وساعدت في التفاوض والسماح لأمريكا باستخدام قاعدة عسكرية في قيرغيزستان. وبالنسبة للحرب السورية فقد كان التعاون بين هيئتي الأركان الروسية والأمريكية طوال الحرب.
فقبل تقاعده في آب/أغسطس زار مارتن ديمبسي مقر القوات الايرلندية وأخبر من حضر المناسبة أنه ظل على علاقة مع نظيره الروسي الجنرال فاليري جيرارسيموف.
وعندما يتعلق الأمر بـ»تنظيم الدولة» فهناك أرضية مشتركة بين البلدين فهناك عدد من قادة التنظيم قاتلوا الروس في أفغانستان وفي حربي الشيشان التي بدأت عام 1994.
ويقول مستشار هيئة الأركان «تعرف روسيا قيادة تنظيم الدولة» ولديها رؤية حول تقنيته القيادية ولديها الكثير من المعلومات الأمنية حولها.
ونقل هيرش ما قال له مستشار سابق للبيت الأبيض قبل 9/11 حيث ذكر أن «بوتين كان يقول لنا دائما: لدينا نفس الكوابيس في أماكن مختلفة» وكان يشير إلى مشكلة الخلافة في الشيشان وبداية مشكلتنا مع «القاعدة». وبعد هجمات باريس وتحطم الطائرة الروسية فوق سيناء «فمن الصعب أن نتجاهل أنه أصبح لدينا الكوابيس ذاتها في نفس الأماكن».
ورغم كل هذا فلا تزال إدارة أوباما تشجب روسيا لدعمها الأسد. إلا ان مسؤولاً بارزاً عمل في السفارة الأمريكية بموسكو تعاطف مع موقف أوباما خاصة فيما يتعلق بعدوان روسيا على أوكرانيا «أوكرانيا قضية خطيرة ويتعامل معها اوباما عبر العقوبات. مع أن السياسة المتعلقة بروسيا دائما غير مركزة. ولكنها ليست عنا في سوريا. بل عن عدم خسارة الأسد. فبوتين لا يريد انتقال الفوضى للأردن ولبنان كما هو الحال في العراق. ولا يريد وقوع سوريا بيد تنظيم الدولة».
وأشار المسؤول هذا إلى ان بوتين لا يريد تكرار المشهد الليبي وأنه شعر بالروع عندما شاهد مصير القذافي، وشاهد فيديو اللحظات الأخيرة وقد انتهك عرض الزعيم بعصا، وأنه لام نفسه لعدم لعبه دورا وراء الستار في الأمم المتحدة.
واعتقد بوتين أنه بدون التدخل في سوريا فسيواجه بشار المصير نفسه الذي واجهه القذافي. وفي الوقت الذي اتهم فيه أوباما روسيا بضرب المعارضة المعتدلة، أكد مستشار الكرملين للكاتب أن روسيا ضربت كل الجماعات التي تهدد الإستقرار في سوريا وتهدد المواقع العسكرية في اللاذقية.
وقال إن الهدف من الغارات على الجميع كان فتح ممر خال من الجهاديين بين دمشق واللاذقية والقاعدة البحرية في طرطوس. وأضاف أن الطيران الروسي بدأ يخترق الأجواء التركية بعد التدخل مباشرة حيث تم التشويش على الرادارات التركية وكانت الرسالة كما يقول مستشار هيئة الأركان «نستطيع التحليق في أي مكان نريد وتشويش راداركم ولا تلعبوا معنا».
وظل الطيران الروسي يخترق الأجواء التركية متجاهلا الشكاوى التركية حتى 24 تشرين الثاني/نوفمبر عندما أسقطت مقاتلة تركية طائرة سوخوي 24 روسية. ولقي الأتراك دعما من أوباما وعندما التقى مع أردوغان في 1 كانون الأول/ديسمبر كرر التزام واشنطن بأمن انقرة.
لم تتغير السياسة
رغم الحفاظ على القنوات السرية في عهد ديمبسي كما هي بدون مشاكل إلا أن الجنرال مايكل فلين أثار غضب البيت الأبيض «عانى فلين من غضب البيت الأبيض لأنه ظل مصرا على قول الحقيقة حول سوريا» كما يقول باتريك لينغ، الذي عمل لمدة عقد من الزمان في الإستخبارات كمسؤول عن شؤون الشرق الأوسط الأمنية بوكالة الإستخبارات العسكرية. ويعتقد فلين ان المسألة لا تتعلق بسوريا فقط بل بالإصلاحات التي كان يقوم بها في الوكالة. وفي مقابلة مع مجلة «ديرشبيغل» الألمانية دعا فلين الإدارة للعمل وبشكل بناء مع روسيا «سواء أحببنا أم كرهنا فقد قررت روسيا التدخل عسكريا، وهم هناك وقد غير هذا الدينامية، ولهذا لا يمكنك القول إن روسيا سيئة ويجب أن ينسحبوا، لن يحدث هذا، أصحوا».
ويختم هيرش مقاله بالقول «الطريق العسكري غير المباشر للأسد اختفى بتقاعد ديمبسي في إيلول/سبتمبر وفي شهادته أمام لجنة القوات المسلحة بالكونغرس بتموز/يوليو قال خليفته الجنرال جوزيف دانفورد، أي قبل شهرين من توليه المنصب «لو سألتموني عن الأمـة التي يمكـن أن تمثل تهـديدا وجوديا على الولايات المتحدة فعلي أن أشير إلى روسـيا». و«لو نظرتم لتصرفاتهم فهي بالتأكيد مثيرة للـقلق». وفي شهادته أمام الكونغرس في تشرين الأول/أكتوبر رفض دانفورد كرئيس لهيئة الأركان العمل العسكري الروسي في سوريا مخبرا نفس اللجنة بأن روسيا «لا تقاتل» الدولة الإسلامية.
وأضاف أن على أمريكا العمل مع شركاء تركيا لتأمين الحدود الشمالية مع سوريا و»عمل ما يمكننا لمساعدة المعارضة الموثوقة لقتال تنظيم الدولة». لقد حصل أوباما على بنتاغون مذعنة ولن تكون هناك تحديات غير مباشرة من القيادة العسكرية لسياسته للتقليل من شأن الأسد ودعم أردوغـان» يقـول هـيرش.
ازدياد عدد المهاجرين نحو أوروبا رغم صعوبة الأجواء الشتوية
ياسين رائد الحلبي
أنطاكيا ـ «القدس العربي»: قال ناشطون سوريون إن حركة الهجرة نحو أوروبا ازدادت في الفترة الأخيرة رغم الأحوال الجوية السيئة، مما أدى لوقوع مزيد من الضحايا في عرض البحر ومعظمهم من السوريين.
نور الحلبي ناشط في المجال الإنساني ومؤسس فريق متابعة المهاجرين من السواحل التركية إلى اليونانية قال: «نحن نقوم يومياً بالاتصال مع كل المجموعات المهاجرة نحو السواحل اليونانية بغية المساعدة عند حصول مشكلة في البحر، ولكن لا نستطيع ان نتواصل مع كافة الزوارق المطاطية المهاجرة وقد نفقد الاتصال معهم في عرض البحر.
وأشار نور إلى أن الفريق يتواصل مع المهاجرين عن طريق برنامج الواتس آب، وعن طريق خاصية «تحديد المواقع» وفي حال حصول أي مكروه يتم إبلاغ الخفر التركي أو الخفر اليوناني حسب قرب الزورق من سواحل تركيا أو اليونانية.
وأكد نور الحلبي لـ «القدس العربي» أن أعداد المهاجرين ازدادت خلال الفترة الماضية وهي غير متوقعة في هذه الأجواء؛ وأدى ازديادها إلى استغلال بعض أصحاب الزوارق للمهاجرين، ووضع أعداد مضاعفة في الزورق أو ما يسمى لدى السوريين «البلم».
وفي حديث لـ «القدس العربي» مع الشاب أحمد زهير الدين وهو أحد الأشخاص الذين هاجروا إلى اوروبا مؤخرا خلال فصل الشتاء يقول: السبب الرئيسي لخروجنا رغم سوء الأحوال الجوية هو الاتفاقيات التي تم توقيعها بين الحكومة التركية والاتحاد الأوروبي، والأنباء عن اتجاه تركيا نحو ضبط حدودها وهذا ما دفع الكثير للسفر قبل نهاية شهر ديسمبر/كانون الأول ودخول العام 2016.
وأردف زهير الدين: «الكثير من الشباب والعائلات كانت متخذة قرار الهجرة، لكن كانت تنتظر تأمين المبلغ الكافي أو البعض متردد وآخرون ينتظرون أقاربهم للخروج سوياً إلى اوروبا، لكن الأنباء عن نية الحكومة التركية منع الهجرة أدت إلى حسم الكثير من السووريين قرارهم وسفرهم فوريا رغم دخول فصل الشتاء».
وأوضح نور الحلبي «مؤسس فريق المتابعة» أن الأمواج في البحر حالياً مقبولة وهي تصبح خطرة في الأسابيع القادمة؛ إلا أن سبب غرق الكثير من السوريين والأطفال هو تجميعهم في نقطة واحدة من قبل المهربين وجعلهم ينتظرون في النقطة لأيام، وهذا يدفع بالعائلات إلى ركوب أي زورق مطاطي في حال توفره بغض النظر عن العدد، فالمهم ان يغادر المهاجرون بسبب تململهم من الانتظار وهذا مقصود من قبل المهربين.
وطالبت صفحات مختصة مهتمة بالمهاجرين على مواقع التواصل الاجتماعي بالتبليغ عن كل المهربين في الفترة الحالية، وإعطاء معلوماتهم للأمن التركي، ووصفهم بعض الناشطين بتجار البشر؛ وذلك بسبب تسيير مراكب تحمل اعداد كبيرة في الأجواء الشتوية من أجل الربح، وحمّل الناشطون السوريون في المجال الإنساني المهربين مسؤولية غرق الكثير من الأطفال والنساء.
واختتم زهير الدين اللاجئ القادم من مدينة الرقة السورية حديثه قائلاً: «منذ صغري لم أتوقع يوماً أن اترك مدينتي ومنزلي وحارتي ولكن ماذا أفعل؟، أريد أن أكمل دراستي وأبني مستقبلي، فبلدي لا يحتاج فقط لحمل السلاح؛ بل يحتاج أيضاً لشباب مثقف لأننا لم نخرج مهاجرين لنبحث عن وطن بل خرجنا ريثما يعود وطننا الذي طلاه اللون الأحمر».
النظام السوري يقصف غرب دمشق بغازات سامة
أمين محمد
قُتل مدنيون، في بلدة معضمية الشام غرب العاصمة السورية دمشق، مساء اليوم الثلاثاء، بقصف ببراميل متفجرة من طيران النظام المروحي تحوي غازات سامة، وفق ما أكد الناشط فراس الدومي من المكتب الاعلامي في الدفاع المدني في ريف دمشق.
وأضاف الدومي لـ “العربي الجديد” أن “اختناقاً، ونزفاً بالرئة، وضيق تنفس أدى إلى وفاة خمسة مدنيين حسب التقرير الأولي للمركز الطبي في البلدة”.
وذكر المركز الإعلامي في البلدة، المحاصرة منذ أكثر من عامين، أن “خمسة مدنيين قتلوا وأصيب العشرات حالة بعضهم حرجة في قصف ببراميل متفجرة تحوي غازات سامة على الأحياء الجنوبية التي تشهد معارك، حيث تحاول قوات النظام فصل معضمية الشام عن داريا المجاورة لها”.
وذكر سكان في الأحياء الغربية لدمشق القريبة من معضمية الشام لـ “العربي الجديد”، أنهم “شمّوا رائحة غريبة مساء الثلاثاء”.
وتحاول قوات النظام ومليشيات طائفية موالية لها، منذ الاثنين اقتحام البلدة من الجهة الجنوبية وسط قصف مكثف بالبراميل المتفجرة وصواريخ أرض – أرض، والمدفعية الثقيلة، والقصف بقذائف الهاون.
وأشار ناشطون محليون أن هذه القوات استقدمت تعزيزات كبيرة لهذه الغاية.
المعضمية تدفن ضحاياها والنظام السوري يسعى لعزلها عن داريا
أحمد حمزة
مضت سنتان كاملتان على إبرام النظام والمعارضة السورية في بلدة المعضمية، بريف دمشق، هدنة خرقتها قوات النظام لاحقاً مرات عدة، لكنها بقيت قائمة حتى مساء أمس، حين تعرضت المدينة لقصفٍ بصواريخ يبدو أنها تحمل غازات سامة، وسط مؤشرات على انهيار الهدنة، فيما يسعى النظام لفصل المعضمية ذات الموقع الاستراتيجي، عن داريا القريبة منها.
وكان النظام السوري استهدف، مساء أمس، جنوبي المعضمية بصواريخ موجهة من مطار المزة العسكري، والتي تحوي غاز السارين السام، وفق الناشط الإعلامي محمد نور، الذي تحدث لـ”العربي الجديد”، ناقلاً معلومات حصل عليها من أطباء في المشفى الميداني.
ووصلت الحصيلة، بحسب الناشط الإعلامي، إلى 35 جريحاً وخمسة شهداء، فيما استقدم النظام منذ أيام عدداً كبيراً من الآليات وكاسحات الألغام، فضلاً عن مئات الجنود، لاقتحام المنطقة الجنوبية في المعضمية، بعد تعرضها لقصفٍ بالبراميل المتفجرة.
وكان ناشطون في المعضمية بثوا على شبكة الإنترنت، مشاهد مصورة تُظهر وصول الضحايا إلى مشفى ميداني، وتُظهر بعض المشاهد أحد القتلى ممداً عاري الصدر، ويشرح طبيبٌ حالته بالقول: “استهداف مدينة معضمية الشام بغازات كيميائية.. لا يوجد أي أصابة داخل الجسم، فقط نزف داخل الرئتين تؤدي إلى الوفاة”، وينتقل للتعليق على حالة قتيلٍ آخر ممد بجانب الأول قائلاً: “تَفجُّر في الرئة بدون أي إصابة في الجسم أدت للوفاة”.
وكانت المدينة نفسها تعرضت لقصف بالغازات السامة، فجر الواحد والعشرين من أغسطس/ آب قبل عامين، والذي تزامن حينها مع قصف بلدات الغوطة الشرقية بالسلاح الكيماوي، ما أدى لمقتل نحو 1200 شخص غالبيتهم من النساء والأطفال.
” وتحولت المدينة لميدان معارك، منذ أواسط العام الثاني للثورة (2012)، علماً أنها الأقرب للعاصمة، إذ لا يفصلها عن ساحة الأمويين (الميدان الأكثر أهمية في العاصمة السورية، ويحوي مبنى الإذاعة والتلفزيون الرسمي وهيئة الأركان العامة للجيش)، سوى أوتوستراد المزة، البالغ طوله نحو خمسة كيلومترات.
ولاحقاً نجح النظام بفرض هدنةٍ على المقاتلين المحليين في معضمية الشام، إذ إن المدينة حُوصرت بشكل خانق، خاصة أن محيطها يحوي عشرات القطع العسكرية التابعة للفرقة الرابعة والحرس الجمهوري والاستخبارات الجوية. وتسبب الحصار بمجاعةٍ لآلاف المدنيين داخل المدينة، فتم إبرام الهدنة في الخامس والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول سنة 2013، والتي نصت على وقف القصف والأعمال القتالية، ودخول المواد الغذائية.
ويؤكد الناشط نور في حديثه لـ”العربي الجديد”، أنه و”منذ إبرام الهدنة عاد جزء كبير من الأهالي لبيوتهم، وفي المعضمية الآن نحو أربعين ألف مدني جلهم نساء وأطفال”، ويشير إلى أن “النظام اعتمد منذ بدء الهدنة إغلاق المعبر (حاجز الأربعين الذي تدخل منه المواد) على فترات طويلة لاستنفاد أي شيء ممكن تخزينه من المواد الغذائية”.
ويضيف مؤكداً بأن “النظام الآن يحشد قواته لاقتحام المنطقة الجنوبية من المعضمية، ليفصلها عن داريا بشكل أساسي، ونجاحه في ذلك يؤدي لتقدمه بشكل كبير في طريق السيطرة على المدينتين”.
ولم يصدر أي تعليقٍ من النظام أو المعارضة حتى الساعة عن انتهاء الهدنة، لكن يبدو ضمنياً أن النظام الذي خرقها سابقاً، يحرك قواته العسكرية الآن بمعزلٍ عن وجود الاتفاق المبرم قبل سنتين، والذي كان أول اتفاق هدنة من نوعه، واستفاد النظام منه حينها بصورة كبيرة، بعد إغلاقه لباب تلك الجبهة.
وكانت هدنة المعضمية فاتحةُ لاتفاقياتٍ مماثلة، إذ جاءت في ذروة ازدحام جبهات قتال النظام مع المعارضة في محيط دمشق، قبل أن تُهادن مناطق أخرى على تخوم العاصمة في الربع الأول من السنة التالية، أبرزها برزة، يلدا، بيت سحم، ببيلا.
الهجمات بالقنابل العنقودية على سورية زادت في 2015
لبنى سالم
ذكرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” اليوم الأربعاء، أن كلاً من الحكومة السورية وروسيا وتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، استخدموا القنابل العنقودية في سورية.
وأشارت إلى أن الهجمات في البلد باستخدام الذخائر العنقودية الملقاة من الجو والبر، زادت كثيراً في العام الحالي، خاصة بعد أن بدأت روسيا عمليتها العسكرية هناك في 30 سبتمبر/أيلول 2015.
كما استخدمت القوات الحكومية الذخائر العنقودية في شتى أنحاء البلاد، منذ أواسط 2012، في حين استخدم تنظيم “داعش” صواريخ محملة بذخائر عنقودية، شمالي سورية في النصف الثاني من 2014.
ورفضت روسيا في7 ديسمبر/كانون الأول التصويت لصالح قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، بدعم المعاهدة الدولية لحظر الذخائر العنقودية.
بدورها، قالت مديرة المناصرة بمجال الأسلحة في المنظمة ماري وارهام، إنه “بدلاً من الدفاع عن الذخائر العنقودية، على روسيا أن تنضم إلى تجمّع من الدول يزداد حجماً، ويرفض هذه الأسلحة العشوائية”.
إلى ذلك، يُظهر قرار الأمم المتحدة المدعوم من نحو نصف الدول التي لم تنضم بعد للمعاهدة، تزايد الاصطفاف ضد الذخائر العنقودية.
يذكر أن التحالف الدولي المناهض للذخائر العنقودية، حذر في الأول من أكتوبر/تشرين الأول روسيا، من استخدام الذخائر العنقودية في سورية، بسبب الخطر المحدق بالمدنيين.
إلى ذلك، اعتبرت “هيومن رايتس ووتش” أن على روسيا الكف عن استعمال الذخائر العنقودية، والبدء في دعم الحظر الدولي على استخدامها، مؤكدة أن الذخائر العنقودية تفرض تهديداً مباشراً على المدنيين، إذ تتناثر منها ذخائر قنابل صغيرة، تنتشر على نطاق واسع.
وتمثل هذه الذخائر الصغيرة خطراً على المدى البعيد، لا سيما القنابل الصغيرة جداً، والتي لا تنفجر لدى الارتطام بالأرض، لتصبح كألغام تنتظر أي لمسة لتنفجر.
ضحايا مدنيون بغارات روسية استهدفت ريف حلب
أحمد حمزة
قتلت امرأة وجُرح مدنيون آخرون، بغاراتٍ شنها الطيران الحربي الروسي صباح اليوم الأربعاء في حلب، وطاولت هجمات مماثلة ريف اللاذقية الشمالي، فيما قصفت مروحيات النظام ريف حمص الشمالي بالبراميل المتفجرة.
وقال ناشط إعلامي متواجد بريف حلب لـ”العربي الجديد”، إن “الطيران الحربي الروسي، شن منذ صباح اليوم، غارات أدت لمقتل امرأة، فضلاً عن وقوع إصابات بين المدنيين في بلدة حيان بالريف الغربي، وطاولت الغارات كذلك قرية كفر حمرة (شمال غرب مركز المحافظة)وأورم” بريف حلب الغربي.
إلى ذلك، ذكرت مصادر ميدانية في ريف اللاذقية الشمالي اليوم، أن “الطائرات الحربية الروسية أغارت على عدة مناطق بمحيط جبل الأكراد”، في حين أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى “استمرار الاشتباكات اليوم في عدة محاور بريف اللاذقية الشمالي” بين قوات النظام والمليشيات التي تقاتل معه من جهة، مع مقاتلين من فصائل المعارضة من جهة أخرى.
أما في وسط البلاد، فقد ذكر “مركز حمص الإعلامي” صباح اليوم، أن “طيران النظام الحربي شن غارات استهدفت مدينة تلبيسة”، كما “ألقى الطيران المروحي برميلين متفجرين على قرية تير معلة” بريف حمص الشمالي.
“العفو الدولية”: الغارات الروسية على سورية ترقى لـ”جرائم حرب”
فرانس برس
اتّهمت منظمة “العفو الدولية”، يوم الأربعاء، روسيا بـ”قتل مئات المدنيين”، والتسبب “بدمار هائل” في سورية، جرّاء الغارات الجويّة التي تشنها على مناطق سكنية، معتبرةً أن هذه الضربات قد ترقى إلى حد كونها “جرائم حرب”.
وذكرت في تقريرها، أنّ “الضربات الجوية الروسية أسفرت عن مقتل مئات المدنيين وتسببت بدمار هائل في مناطق سكنية، إذ أصابت منازل ومسجداً وسوقاً مكتظاً بالناس بالإضافة إلى مرافق طبية، وذلك في نمط هجمات يُظهر أدلة على وقوع انتهاكات للقانون الدولي الإنساني”.
وأفادت المنظمة، التي تتخذ من لندن مقراً، بأنها وثّقت “أدلة تشير إلى استخدام روسيا للذخائر العنقودية المحظورة دولياً، والقنابل غير الموجهة في مناطق سكنية مكتظة”.
وتطرق التقرير إلى ست هجمات وقعت في محافظات حمص (وسط) وإدلب (شمال غرب) وحلب (شمال) في الفترة الممتدة بين سبتمبر ونوفمبر/تشرين الثاني، مشيراً إلى أنّها تسببت بـ”مقتل ما لا يقل عن 200 مدني ونحو 12 مقاتلاً”.
وقال مدير برنامج الشرق الاوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، فيليب لوثر “يبدو أن بعض الضربات الجوية الروسية قد أصابت مدنيين أو أهدافاً مدنية بشكل مباشر، وحتى مرافق طبية، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين”.
ولفت إلى أن “مثل هذه الضربات ربما تصل إلى حد جرائم الحرب”، مشدداً على أنّه “من المهم للغاية أن يتم إجراء تحقيقات مستقلة ومحايدة في الانتهاكات المشتبه بها”.
وبحسب التقرير، “لم تكن هناك أي أهداف عسكرية أو مقاتلين في المحيط المباشر للمناطق التي ضُربت، وهذا يشير إلى أن الهجمات ربما تكون قد شكلت انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني”.
كما بيّن التقرير في إحدى الهجمات، إطلاق ثلاثة صواريخ على سوق مزدحم في وسط مدينة أريحا في محافظة إدلب، ما تسبب بمقتل 49 مدنياً. ونقل عن شهود وصفهم “كيف تحول سوق الأحد الذي يعج بالحركة إلى مسرح لمذبحة في ثوان”.
وأشار إلى مقتل “46 مدنياً، بينهم 32 طفلاً و11 امرأة، ممن كانوا يلتمسون ملجأ في طابق التسوية لمبنى سكني طلباً للسلامة في 15 أكتوبر/تشرين الأول في الغنطو محافظة حمص”.
في المقابل، تنفي موسكو التقارير عن مقتل مدنيين جراء ضرباتها الجوية التي تطال محافظات سورية عدّة، في إطار مساندتها جيش النظام السوري في عملياته البريّة.
وفي حصيلة جديدة الثلاثاء، أعلن “المرصد السوري لحقوق الإنسان” مقتل 2132 شخصاً، يتوزعون بين 710 مدنيين و1422 مقاتلا، من جراء الغارات الروسية منذ بدء موسكو حملتها في سورية قبل أكثر من شهرين.
تصاعد النزاع بين “جيش ثوار الرقة” و”وحدات حماية الشعب“
سميان محمد
أعادت “جبهة ثوار الرقة”، الثلاثاء، السيطرة على قرية السكرية في ريف تل أبيض الغربي في محافظة الرقة، بعد يوم واحد من انسحابها منها لصالح “قوات سوريا الديموقراطية” التي تضم “وحدات حماية الشعب” الكردية. وتضم “جبهة ثوار الرقة” كلاً من “لواء ثوار الرقة” و”جيش العشائر”.
ودعا نشطاء إعلاميون يرافقون “جيش العشائر”، إلى التعبئة الجماهيرية، ونشروا مقاطع مصورة تُظهر الاستعدادات العسكرية لـ”جبهة ثوار الرقة”، وصوراً لدخول “جيش العشائر” قرية السكرية التي تتميز بأهميتها الاستراتيجية في الربط بين مدينتي كوباني غربي حلب، وتل أبيض الحدودية مع تركيا.
ويعود الخلاف بين “جيش العشائر” و”وحدات حماية الشعب” الكردية، إلى 13 كانون الأول/ديسمبر، بعد اشتباك بين دورية لـ”وحدات حماية الشعب” التابعة لحزب “الاتحاد الديموقراطي” وحاجز تابع لـ”جيش العشائر”. وذلك بعدما وردت معلومات لـ”جيش العشائر” عن خطف الوحدات لأحد سكان قرية المهرة، ما استدعى طلب مؤازرة وتعزيزات إلى حاجز قرية العنتر، الذي يتبع إلى “جيش العشائر”. وقتل نتيجة الاشتباك أحد عناصر الحاجز، وجرح اثنان، وسقط جريح، وأسر 3 مقاتلين من المليشيات الكردية.
الحادثة وضعت “جبهة ثوار الرقة” في صف أهالي تل أبيض، الذين بدأوا منذ أواخر تشرين الثاني/نوفمبر، بتنظيم احتجاجات ضد ممارسات الوحدات الكردية، ومنعها لـ”جبهة ثوار الرقة” من إدارة المناطق العربية في تل أبيض. وكان آخر الاحتجاجات تظاهرة للمئات من أهالي تل أبيض أمام مقر “جبهة ثوار الرقة” للمطالبة بخروج الوحدات الكردية من المنطقة.
“جيش العشائر” من جهته، خرج من صمته، واتهم في بيان له في 15 كانون الأول/ديسمبر، الوحدات الكردية، بالتهجير الممنهج للسكان العرب، وحذرها من الدخول لمناطقه. وقال متحدث باسم “جيش العشائر” في منطقة تل أبيض، بعد اجتماع لعشائر منطقة تل أبيض وريفها، إن “وحدات حماية الشعب” الكردية تمارس سياسة ممنهجة ومنظمة لتهجير العرب من تل أبيض وسلوك، بحجة “داعش”.
البيان طالب بفتح تحقيق دولي في عمليات القتل والاعتداءات التي طالت أهالي المنطقة، وناشد “الأمم المتحدة” ومنظمة “العفو الدولية” بتحمل مسؤولياتهم تجاه ما يحدث في تل أبيض. وأكد بيان “جيش العشائر” أن من يحكم تل أبيض ليسوا سوريين، بل هم من العراق وإيران وتركيا.
في 18 و19 كانون الأول، تدخلت الوحدات الكردية لحل الخلاف، بوساطة شخصيات عربية و”مجلس الأعيان” في “الإدارة الذاتية”. وعلى الرغم من إعلان الوحدات عدم مسؤوليتها عن مقتل عنصر من “لواء ثوار الرقة” والاعتذار الذي قدمته “الإدارة الذاتية” في بيان لها، والوعود بمعالجة القضايا العالقة، ومنها قضية التهجير، إلا أن جهود المصالحة باءت بالفشل، وسط ضغوط شعبية للتخلص مما وصف باحتلال حزب “العمال الكردستاني”.
رئيس “لجنة الصلح” في “الإدارة الذاتية” التابعة لـ”وحدات الحماية” الوجيه العربي ابراهيم عيسى، أنهى جهود المصالحة، الثلاثاء، قبل أن يُشهّر بـ”جيش العشائر” عبر وسائل الإعلام، متهماً إياه بالخيانة.
وتستمر لهجة التصعيد، ووجهت اتهامات الخيانة، من قبل بعض النشطاء، إلى قائد “كتائب شمس الشمال” أبو ليلى، الذي قال لوسائل إعلام مقربة من “الإدارة الذاتية” إنهم سيتعاملون مع “جيش العشائر” و”لواء ثوار الرقة” كتعاملهم مع تنظيم “الدولة الإسلامية”. واتهم أبو ليلى، التابع لقوات “بركان الفرات”، “جيش العشائر” بتلقي دعم عسكري من تركيا.
وبحسب نشطاء مقربين من “جيش العشائر” و”لواء ثوار الرقة” فإن “وحدات حماية الشعب” خدعت “لواء ثوار الرقة” في الوعود التي قطعتها له. ويؤكد نشطاء من “المكتب الإعلامي” لـ”لواء ثوار الرقة” بأن الوحدات الكردية ارتكبت ممارسات إجرامية بحق أهالي تل أبيض، حيث أعدمت الكثير من شبابهم بتهمة الانتماء لتنظيم “داعش”، كما قامت بتصفية عائلة الخليل في المدينة.
وأوضح عضو في “المكتب الإعلامي” لـ”ثوار الرقة”، أن الوحدات لم تلتزم بالوعود التي قطعتها بتسليم المدينة تدريجياً للواء، بل زادت من سيطرتها على المدينة، عبر إقامة الحواجز في ريف تل أبيض، وإضعاف قوة “لواء ثوار الرقة”، مضيفاً أن الوحدات أعطت صلاحيات لشخصيات عربية متهمة سابقاً بالتعامل الأمني مع النظام السوري، ومنهم عضو “مجلس أعيان تل أبيض” ابراهيم عيسى، الذي كان رئيس “لجنة المصالحة” بين قوات الحماية الكردية و”جيش العشائر”.
وأشار النشطاء إلى أن السبب الأبرز في التوتر الحاصل، هو خروج “غرفة عمليات بركان الفرات” عن هدفها الذي تأسست من أجله، وهو تحرير الرقة من تنظيم “داعش”. وتألف “بركان الفرات” من “لواء التحرير” و”كتائب شمس الشمال” و”وحدات حماية الشعب” و”لواء ثوار الرقة”، قبل أن يخرج منه “لواء ثوار الرقة” وتنضم بقية مكوناته إلى “قوات سوريا الديموقراطية”، ما أنهى وجود “بركان الفرات” فعلياً.
فيما اتهم القيادي في “جبهة ثوار الرقة” محمد الموسى، “وحدات حماية الشعب” بالسعي للتخلص من “لواء ثوار الرقة” بعد تحقيق قواته شعبية واسعة بين أهالي المنطقة، كونها تتميز بخلفية ثورية، بعكس الفصائل الأخرى كـ”كتائب شمس الشمال” و”لواء التحرير” المتهمة بارتباطاتها مع النظام السوري.
وأوضح الموسى أن “جبهة ثوار الرقة” لم يعد بإمكانها السكوت على جرائم حزب “العمال الكردستاني” ضد أهالي تل أبيض، خاصة في بلدة سلوك التي أصبحت فارغة تماماً، بسبب انتقام الوحدات من الأهالي، بعد قيام تنظيم “داعش” باستهداف حواجز للوحدات الكردية.
وكشف الموسى بأن الوحدات الكردية تبحث عن أتباع هزيلين، يأتمرون بأمرها، لتفرض بذلك سلطتها العسكرية عليهم، مؤكداً أن الوحدات أصبحت تتخوف من تشكل أرضية كبيرة من سكان ريف الرقة الشمالي، حول “جبهة ثوار الرقة”، وفتح معسكرات خاصة بهم. وهو الأمر الذي دفع الوحدات الكردية إلى الاستعانة ببعض قادة الفصائل العسكرية السابقة، وبعض رجال النظام، وعناصر “الدفاع الوطني” في محاولة لتجنيد الشباب في الريف الشمالي، مقدمين لهم رواتب وميزات مغرية، مستغلين حالة البطالة والفقر التي تسود المنطقة، وذلك كي يقطعوا الطريق على “جبهة ثوار الرقة”.
وطالب متحدث باسم “جيش العشائر” في خطاب ألقاه الثلاثاء، بمناسبة تخريج دفعة متدربين سميت بـ”دورة الشهيد مصطفى الهبال” الوحدات الكردية بضرورة الانسحاب من مواقعهم، متوعداً بالانتقام من العمليات الاجرامية التي ارتكبتها الوحدات بحقهم. ومصطفى الهبال كان قد قتل على يد الوحدات.
التصعيد بين “جبهة ثوار الرقة” والوحدات الكردية، وصل إلى مرحلة الاشتباكات المسلحة، في وقت تتسع فيه رقعة المطالبات الشعبية بالتخلص من حكم الوحدات الكردية التي يزداد اصرارها هي الأخرى على معالجة الأمور بمنطق السلاح، ما ينذر بوقوع حرب كردية-عربية.
ألمانيا تطارد حملة جوازات سورية مزورة
خشية أمنية من أنهم ربما تواصلوا مع داعش
نصر المجالي
قالت تقارير ألمانية إن الشرطة والأجهزة الأمنية في ألمانيا شنت حملة بحث ضخمة عن عدد من المهاجرين دخلوا أراضيها باستخدام جوازات سفر سورية مزورة.
نصر المجالي: نقلت وسائل إعلام ألمانية عن سياسي بارز في ولاية بافاريا قوله إن لاجئين يحملون جوازات سفر سورية مزورة اختفوا في ألمانيا، وإن هناك أسبابًا للشك في أنهم ربما تواصلوا مع تنظيم داعش.
ويجري البحث على قدم وساق عن 12 مهاجرًا اختفوا تمامًا بعد دخولهم الأراضي الألمانية باستخدام جوازات سفر سورية مزيفة من الجهة نفسها التي قامت بتزوير وثائق السفر التي استخدمها اثنان من منفذي هجمات باريس الأخيرة.
يشار إلى أن أعداد المهاجرين إلى أوروبا في 2015 تعدت الرقم القياسي لعدد المهاجرين الأوروبيين إلى أميركا في العام 1907.
دور داعش
وقال تقرير لصحيفة (إنديبندانت) البريطانية اليوم الأربعاء إن جوازات السفر يعتقد أن تنظيم الدولة الاسلامية استولى عليها عندما اجتاح مقاتلوه مدينة الرقة السورية عام 2013.
وكانت صحيفة (بيلد) أكثر الصحف الألمانية انتشارًا، قالت إن نحو 10 لاجئين في ألمانيا يحملون جوازات سفر مزورة، مصدرها مكان جوازي سفر اثنين من منفذي هجمات باريس نفسه، التي وقعت يوم 13 تشرين الثاني (نوفمبر)، وقتل فيها 130 شخصًا.
وأسندت الصحيفة إلى مصادر حكومية تأكيدها على أن جوازات السفر مسروقة، وتحمل “ملامح التزوير نفسها” التي كانت على جوازي سفر اثنين من منفذي هجمات باريس. وأضافت أن السلطات الألمانية لا تعرف الموقع الحالي لحاملي هذه الجوازات.
وصرح يواخيم هيرمان وزير الداخلية في ولاية بافاريا في جنوب ألمانيا بأن أجهزة الأمن الألمانية على دراية بأن بعض الأشخاص دخلوا في تشرين الأول (أكتوبر) وتشرين الثاني (نوفمبر) بجوازات سفر بأرقام مسلسلة مماثلة لأرقام جوازات سفر سورية سرقها تنظيم داعش.
ونشرت صحيفة “دي فيلت” ووسائل إعلام أخرى عن هيرمان قوله: “نعرف ذلك، لأننا قمنا بعمل نسخ من جوازات السفر هذه في حينها”، مشيرًا إلى أن اثنين من منفذي هجمات باريس كان بحوزتهما جوازا سفر يحملان أرقامًا مماثلة.
قائمة ضخمة
إلى ذلك، كان دبلوماسيون كشفوا في وقت سابق من الشهر الحالي أن دولًا أوروبية تتداول قائمة تضم جوازات سفر سورية وعراقية مفقودة، خشية أن يستخدمها أشخاص، بعد تزوير بياناتها في السفر إلى أوروبا وغيرها.
تمثل هذه الوثائق خطرًا أمنيًا إضافيًا للدول الأوروبية، التي تسعى جاهدة إلى مواجهة موجات من تدفق اللاجئين من دول، منها سوريا والعراق، لأنه من الصعوبة بمكان التيقن من إثبات تزييف هذه الجوازات.
وقال دبلوماسي إن القائمة تشمل أرقامًا مسلسلة لآلاف من جوازات السفر السليمة، التي لم يتم استيفاء بياناتها أصلًا، والتي كان يجري حفظها في مكاتب حكومية في مناطق في العراق وسوريا، والتي استولت عليها جماعات مسلحة في ما بعد منها تنظيم داعش.
وأضاف الدبلوماسي أن القائمة تضم نحو خمسة آلاف جواز سفر مفقود من محافظتي الرقة ودير الزور في سوريا، وعشرة آلاف جواز عراقي من مناطق الأنبار ونينوى وتكريت. ولم تتضح على الفور الجهة التي أمدّت الدول الأوروبية أساسًا بالأرقام المسلسلة للجوازات المفقودة.
الائتلاف السوري: الوقت غير مناسب للتفاوض
العربية نت
أعلن الائتلاف السوري على لسان رئيس الوزراء السوري الأسبق ورئيسِ لجنة التفاوض رياض حجاب أن الوقت غير مناسب للشروع في أي عملية تفاوضية بسبب هذا التصعيد الكبير اللافت من قبل قوات النظام وحلفائها ضد السوريين.
وقال رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرا بدوره في لقاء مع العربية، إن الوضع الحالي لا يسمح بإجراء مفاوضات في القريب العاجل إذا كانت هذه المفاوضات قاعدتها تدمير الشعب السوري وأشار صبرا إلى أن الشعب السوري لن يقبل أي حل لمصلحة السياسة الروسية.
وبينما يستمر النظام بالتصعيد على الأرض، أكدت الأمم المتحدة أن محادثات سلام سورية ستعقد خلال شهر في جنيف. وقال “مايكل مولر” مدير مكتب المنظمة الدولية في المدينة السويسرية إن المبعوث الدولي “ستيفان دي ميستورا” يعتزم بدء تلك المحادثات أواخر يناير.
رسمياً.. اللهجة السورية ممنوعة في كتابة الرسائل!
آخر بدع الأسد.. منع كتابة الرسائل القصيرة في الموبايلات!
العربية.نت – عهد فاضل
آخر “بدع” نظام الأسد تمثلت بمنع اللهجة العامية على الموبايلات. فبعد أن قتل من قتل وشرّد من شرد، لم يبق أمامه إلا لهجة السوريين، فمنعها عنهم بحجة الحفاظ على قومية الأجيال.
على الفور، ولدت سخرية حادة على مواقع التواصل الاجتماعي، رداً على قرار رسمي صدر بصيغة تعميم، يفرض على مديريات التربية في المحافظات السورية، منع الطلاب من استخدام اللهجة السورية على موبايلاتهم عندما يقومون بإرسال الرسائل القصيرة “الاس. ام. اس”.
وكانت وزارة التربية السورية قد عممت كتاباً رسمياً يعود تاريخه إلى 24-11-2015 وتحت رقم 3490/543 على 14 مديرية تربية منها دمشق وريفها واللاذقية وحمص وحلب، ويقول الكتاب الرسمي في صيغته الحرفية: “يطلب إليكم التعميم على المدارس العامة والخاصة والمعاهد التابعة لمديريتكم، توجيه التلاميذ والطلبة نحو استعمال اللغة العربية الفصحى، في الرسائل المنقولة على الهواتف المحمولة للحؤول دون استشراء اللهجات العامية والهجين اللغوي، نظرا لشيوع استعمالهما محل اللغة العربية الفصيحة”. وانتهى الكتاب الرسمي بأن القصد من هذا التعميم هو “الهوية القومية” لتلك الأجيال التي يستهدفها في تعميمه.
الكتاب السالف أثار سخرية حادة على مواقع التواصل الاجتماعي، وعبر كثير من “سوريي النظام والمعارضة” عن تهكمهم الشديد من قرار كهذا، وضجت الصفحات الموالية في شكل خاص في هذا الخبر، فقامت وكالة أنباء النظام “سانا” اليوم الأربعاء بنشر توضيح أكدت فيه أن المقصود من القرار هو الحد من المخاطر التي تتهدد اللغة العربية، بسبب استخدام اللهجة العامية.
وكذلك فعلت صحف النظام الرسمية كصحيفة تشرين التي أعادت نشر توضيحات وزارة التربية، اليوم الأربعاء، لما تسبب به هذا القرار من سخرية حادة طالت حكومة النظام بأسرها.
وصدرت تعليقات كثيرة على هذا القرار، فوصف بـ”الهراء والمسخرة” وقال آخر “شر البلية ما يضحك” وآخر قال: “ما الفرق بينها وبين منشورات داعش عن اللباس الشرعي؟!” وقال آخر: “قرار عشوائي وغير مسؤول” وتعليقات كثيرة سخرت من القرار السالف واعتبرته مضحكاً، خصوصا أن السوريين المقصودين بتطبيق القرار إما لاجئون بالملايين أو نازحون بالملايين، ومن لم يكن هذا ولاذاك “فعلى الأغلب لايجد فرصة لتعليم أولاده أي شيء” كما غمزت تعليقات كثيرة من هذا القرار الذي “سيحرم السوريين حتى من لهجتهم التي يحبونها”. كما قال تعليق: “يا أخي من لم يمت بسيف الأسد قتله الأسد باللسان ومنعه من التحدث بلهجته” وتعليقات كثيرة في الاتجاه نفسه.
تركيا تختار خوجة “ممثلاً وحيداً” لتركمان سورية
روما (23 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قال مصدر في المعارضة السورية إن إن تركيا اختارت المعارض السوري خالد خوجة، رئيس ائتلاف قوى الثورة المعرضة السورية “ممثلاً وحيداً” لتركمان سورية، “مُطلق الصلاحية فيما يتعلق بالملف التركماني السوري”، على حد وصفها.
وقال المصدر إن اختيار تركيا لخوجة يأتي مع اقتراب انتهاء دورة ثانية له كرئيس للائتلاف لا يمكن تجديدها لمرة ثالثة، وسيكون ممثل التركمان في كل ما يتعلق بالمفاوضات وغيرها.
وخوجة من السوريين التركمان، ترك سورية وهو لا يتجاوز العشرين من عمره ولم يعد لها أبداً، وهو يحمل الجنسية التركية ويعمل فيها في المجال الطبي، وبدأ نشاطه السياسي المؤيد للثورة مع انطلاقتها وشارك بتكتلات سياسية معارضة آخرها الائتلاف الوطني حيث تم اختياره رئيساً له قبل عام.
ولا تخفي تركيا دعمها لتركمان سورية الذين عانوا من سياسيات تهميشية من قبل النظام في دمشق منذ عقود، وتتحدث أيضاً عن مسؤوليتها عن حمايتهم وإنقاذهم من عنف النظام وتنظيم داعش، فيما يلعب تركمان سورية دوراً في وقف تمدد قوات عسكرية كردية ترتبط بحزب العمال الكردستاني، التي تصنفه تركيا “إرهابياً” وتسعى للسيطرة على كل الشمال السوري لتضمه لإدارة ذاتية كردية مستقلة عن بقية مناطق سورية.
لا توجد تقديرات واضحة لعدد التركمان في سورية، وهم في الواقع قسمان، قسم اندمج مع بقية مكونات المجتمع السوري وصار جزءاً منها ونسي لغته وثقافته ويُقدّر عددهم بنحو ثلاثة ملايين، أما من حافظ على خصائصه ووحدته القومية ولغته فهم، وفق تقديرات، نحو مائة ألف.
وزارة: القوات الجوية الروسية أصابت 1093 هدفا للدولة الاسلامية في سوريا
موسكو (رويترز) – قالت وزارة الدفاع الروسية يوم الأربعاء إن قواتها الجوية نفذت 302 غارة في سوريا بين 18 ديسمبر كانون الأول و23 من نفس الشهر ضد أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية.
وقالت متحدث باسم الوزارة إن الأهداف المدمرة شملت معسكرا للتدريب كان فيه متطوعون من تركيا ودول سوفيتية سابقة.
(إعداد حسن عمار للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)
الملك سلمان يحمّل الأسد مسؤولية “توفير أرض خصبة للتنظيمات الإرهابية“
© أ ف ب
حمل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الاربعاء نظام الرئيس السوري بشار الاسد، مسؤولية توفير “ارض خصبة” للتنظيمات “الارهابية”، مجددا دعوة بلاده الى حل سياسي في سوريا وتشكيل حكومة انتقالية.
وشارك الملك سلمان (90 عاما) في افتتاح الدورة السنوية لمجلس الشورى السعودي، وادلى بتصريح مقتضب. الا ان الخطاب الملكي الذي تحدد فيه السياسة الداخلية والخارجية للمملكة، وعادة ما يلقيه الملك امام المجلس، وزعته وكالة الانباء السعودية الرسمية.
وجاء في الخطاب ان “موقف المملكة من الازمة السورية واضح منذ بدايتها، وهي تسعى للمحافظة على أن تبقى سوريا وطنا موحدا يجمع كل طوائف الشعب السوري، وتدعو إلى حل سياسي يخرج سوريا من أزمتها”.
ورأى ان الحل يجب ان “يكون من قيام حكومة انتقالية من قوى المعارضة المعتدلة، تضمن وحدة السوريين، وخروج القوات الأجنبية، والتنظيمات الإرهابية التي ما كان لها أن تجد أرضا خصبة في سوريا لولا سياسات النظام السوري التي أدت إلى إبادة مئات الآلاف (…) وتشريد الملايين”.
وانطلقت منتصف آذار/مارس 2011 احتجاجات ضد النظام السوري، اعتمدت السلطات العنف في قمعها، لتتحول مع مرور الزمن الى نزاع متشعب دام، ادى الى مقتل اكثر من 250 الف شخص.
وتعد السعودية من ابرز داعمي المعارضة، وتطالب برحيل الرئيس الاسد الذي تعتبر روسيا وايران وحزب الله اللبناني ابرز داعميه سياسيا وعسكريا.
واوضح العاهل السعودي انه “نطلاقا من الحرص على تحقيق الأمن والاستقرار والعدل في سوريا استضافت المملكة اجتماع المعارضة السورية بكل أطيافها ومكوناتها سعيا لإيجاد حل سياسي” يضمن وحدة الاراضي السورية “وفقا لمقررات جنيف 1”.
وعقدت اطياف من المعارضة السورية السياسية والعسكرية مؤتمرا في الرياض في التاسع والعاشر من كانون الاول/ديسمبر، اتفقت خلاله على رؤية مشتركة لمفاوضات محتملة مع النظام، مشترطة الا يكون للاسد اي دور في المرحلة الانتقالية، وان يرحل مع بدايتها.
واتى المؤتمر بعد اتفاق دول معنية بالنزاع السوري خلال اجتماع لها في فيينا منتصف تشرين الثاني/نوفمبر، على خطوات للحل تشمل تشكيل حكومة انتقالية واجراء انتخابات يشارك فيها سوريو الداخل والخارج، والسعي الى عقد مباحثات بين طرفي النزاع في كانون الثاني/يناير.
وفي 18 كانون الاول/ديسمبر، اصدر مجلس الامن الدولي قرارا داعما للخطة، يستند الى اتفاق فيينا وبيان جنيف 1 الصادر في حزيران/يونيو 2012، والداعي لتشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة.
واعلن متحدث باسم الامم المتحدة الثلاثاء ان المباحثات المقبلة حول سوريا ستجرى برعاية المنظمة الدولية في جنيف مطلع السنة المقبلة.
اتهامات للنظام السوري باستخدام غازات سامة في المعضميّة قرب دمشق
اتهم ناشطون سوريون الاربعاء قوات النظام باستخدام “غازات سامة” خلال قصفها ليلا مدينة معضمية الشام القريبة من دمشق، ما تسبب بمقتل خمسة اشخاص على الاقل واصابة العشرات.
وذكرت “تنسيقية مدينة معضمية الشام” التي تضم ناشطين محليين في المدينة، على صفحتها على موقع “فيسبوك”، “مجددا الأسد يستخدم الكيماوي على مدينة معضمية الشام”، في اشارة الى هجوم سابق تعرضت له المدينة بالسلاح الكيميائي في اب/اغسطس 2013 وتسبب بمقتل المئات وبينهم عدد كبير من الاطفال.
واكدت تنسيقية المدينة مقتل “خمسة شهداء نتيجة القاء طيران النظام اربعة براميل متفجرة تحتوي على الغازات السامة” الثلاثاء على جنوب المدينة، بالاضافة الى اصابة العشرات بحالات اختناق.
ونشر ناشطون مقاطع فيديو من داخل احد المشافي الميدانية تظهر اما تنتحب على ابنها الذي قتل جراء هذه الهجمات وتقول وهي تصرخ “قل لي انك نائم”.
وفي مشاهد اخرى، تظهر جثتا رجلين على الاقل، احدهما يرتدي سروالا عسكريا، وتسيل الدماء من فم احدهما. ويقول احد الاشخاص في الشريط انهما قتلا جراء تنشق الغارات السامة رغم عدم تعرضهما لاي اصابة.
ويضع رجل اخر كمامة ليتمكن من التنفس، فيما يستلقي مصاب اخر على حمالة وحوله مسعفون يعمل احدهم على سحب الدماء من فمه بواسطة مضخة موصولة بأنبوب.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته عن مقتل “خمسة مقاتلين من الفصائل الاسلامية جراء قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على الاطراف الجنوبية لمعضمية الشام” من دون ان يتمكن من تاكيد استخدام غازات سامة في القصف.
ونفى مصدر امني سوري في دمشق استخدام غازات سامة في معضمية الشام. واوضح ان “الجيش يستخدم اسلحته التقليدية” معتبرا ان هذه الاتهامات “لا اساس لها من الصحة”.
وقال المصدر “هذه ترهات ودعاية رخيصة واسطوانة مشروخة يحاولون من خلالها تبرير هزائمهم امام مشغليهم”.
وتشهد معضمية الشام هدوءا نسبيا منذ نهاية عام 2013 وتعد منطقة مصالحة، وفق المرصد. لكنها تشهد منذ ايام اشتباكات على اطرافها الجنوبية وتتعرض لقصف مدفعي وجوي بالبراميل المتفجرة من قوات النظام.
واتهم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، ابرز تشكيلات المعارضة في الخارج، في بيان الاربعاء قوات النظام باستخدام “غاز السارين السام” في معضمية الشام، معتبرا ذلك بمثابة “تحد صارخ لقرارات مجلس الأمن واستهزاء بالشرعية الدولية”.
وقتل المئات في اب/اغسطس 2013 جراء هجوم لقوات النظام بالغازات السامة على الغوطة الشرقية ومعضمية الشام، ابرز معاقل المعارضة الواقع في ريف دمشق. ونفت الحكومة السورية حينها استخدام غازات سامة، لكن الامم المتحدة اكدت في ايلول/سبتمبر 2013 ان لديها “ادلة واضحة” على استخدام غاز السارين.
وتم في اللحظة الاخيرة تجنب ضربة عسكرية اميركية على مواقع للنظام بفضل اتفاق مع روسيا، ابرز حلفاء دمشق، حول تدمير الترسانة الكيميائية السورية.
واعلن البنتاغون في اب/اغسطس 2014 تدمير كل الاسلحة الكيميائية السورية على متن سفينة اميركية في البحر المتوسط تنفيذا لقرار مجلس الامن الدولي في 27 ايلول/سبتمبر 2013.
“لو تكلم الموتى” تقرير حقوقي موثق بآلاف الصور عن التعذيب في سجون نظام الأسد
أكدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” أن آلاف الصور التي تم تسريبها عن معتقلين ماتوا تحت التعذيب داخل السجون الحكومية في سوريا هي بمثابة “أدلة دامغة” على ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
أكدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في تقرير بعنوان “لو تكلم الموتى: الوفيات الجماعية والتعذيب في المعتقلات السورية” نشرته الأربعاء (16 كانون الأول/ ديسمبر 2016) أنها “وجدت أدلة على تفشي التعذيب والتجويع والضرب والأمراض في مراكز الاعتقال الحكومية السورية”.
ويستند التقرير الذي أصدرته المنظمة بعد تحقيق استمر تسعة أشهر، إلى 28 ألف صورة لمتوفين في معتقلات حكومية، سربها مصور سابق في الشرطة العسكرية السورية يعرف باسم قيصر بعد فراره من سورية في يوليو 2013، ونشرت صوره علناً للمرة الأولى في يناير 2014.
وأفادت المنظمة في تقريرها المؤلف من تسعين صفحة أن تلك الصور “تظهر ما لا يقل عن 6786 معتقلاً ماتوا إمّا في المعتقلات أو بعد نقلهم من المعتقلات إلى مستشفى عسكري”، بعد اعتقالهم جميعاً في “خمسة فروع لأجهزة المخابرات في دمشق”.
ونقل التقرير عن نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال افريقيا في المنظمة نديم حوري قوله “حققنا بدقة في عشرات الحالات والشهادات، وواثقون أن صور قيصر تقدم دليلاً موثقاً ودامغاً على ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في سورية”.
وأضاف “هذه الصور تظهر أناساً هم أولاد وأزواج وأعزاء على أسرهم، قضى أقاربهم وأصدقاؤهم شهوراً أو سنوات في البحث عنهم”.
وتمكن باحثو المنظمة من “التعرف على 27 شخصاً ظهروا في الصور”، بينهم صبي يدعى أحمد المسلماني كان في الـ14 من عمره حين ألقي القبض عليه عند إحدى نقاط التفتيش، بعد العثور على “أغنية مناوئة للأسد في هاتفه” عام 2012.
ونقل التقرير عن عم أحمد، ضاحي المسلماني الذي عمل قاضياً لمدة عشرين عاماً قبل أن يفر من سورية عام 2013، أنه “دفع أكثر من 14 ألف دولار أميركي كرشاوى في محاولة لتأمين الإفراج عن أحمد، دون جدوى”.
وبعد نشر صور قيصر، بحث ضاحي عن صورة أحمد، وقال للمنظمة “فتحت مباشرة ملف المخابرات الجوية، ووجدته”، وذكر التقرير أن ضاحي مسلماني انهار خلال الحديث معه، وقال “كانت صدمة حياتي أن أراه هنا، بحثت عنه 950 يوماً، كنت أعد كل يوم، قالت لي والدته وهي تحتضر: أتركه في حمايتك، أي حماية أقدمها؟”.
وقال حوري “لا يساورنا الشك في أن من ظهروا في صور قيصر جُوعوا وضُربوا وعُذبوا بطريقة منهجية، وعلى نطاق جماعي”، موضحاً أن “هذه الصور لا تمثل إلا شريحة ضئيلة ممن ماتوا في عهدة الحكومة السورية والآلاف غيرهم يعانون من المصير ذاته”.
ودعت المنظمة الحقوقية في تقريرها “الدول التي تجتمع بشأن مفاوضات السلام المحتمل في سورية إلى أن تعطي الأولوية لمصير آلاف المعتقلين”، معتبرة أن “ثمة مسؤولية خاصة على عاتق روسيا وإيران، الداعمين الأساسيين للحكومة السورية، للضغط على سورية كي تمنح حق الوصول الفوري ودون عوائق لمراقبين دوليين إلى جميع مرافق الاحتجاز”.
(أ.ف.ب)