أحداث الأربعاء 7 أيار 2014
سورية: المعارك تتواصل على كل الجبهات
واشنطن، نيويوك، لندن – «الحياة»
في وقت استمرت المعارك على جبهات القتال المختلفة في سورية، من درعا جنوباً وحتى حلب شمالاً، مروراً بالعاصمة دمشق وغوطتها، واصل رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد الجربا زيارته للعاصمة الأميركية وعقد لقاءات واسعة مع أبناء الجالية أمس، إلى جانب سفراء دول عربية وأجنبية، علماً بأن إدارة الرئيس باراك أوباما أعلنت منح مقرات «الائتلاف» صفة بعثات خارجية. ومن المتوقع أن يجتمع الجربا بوزير الخارجية جون كيري في الخارجية الأميركية اليوم، وبأعضاء في الكونغرس الخميس والجمعة.
وتتزامن زيارة الجربا لواشنطن مع إصرار النظام السوري على تجاهل الانتقادات الدولية الواسعة لقراره تنظيم انتخابات رئاسية الشهر المقبل يُتوقع أن تمنح الرئيس بشار الأسد ولاية جديدة. وقال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي إن دمشق ترفض أي «تدخل خارجي» في الموضوع الرئاسي.
وأكد ممثل «الائتلاف» في الأمم المتحدة نجيب الغضبان لـ «الحياة»، أن زيارة الجربا تأتي في ضوء «تنسيق إقليمي أكبر حول دعم المعارضة السورية» و «تفاؤل حول الدور الأميركي». وأوضح أن الجربا سيقدم عدة مطالب للجانب الأميركي تشمل الحصول على مساعدات عسكرية بينها صواريخ مضادة للطائرات.
وأعلن «الائتلاف» أمس أن الجربا تلقى دعوة من وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية دول النواة الصلبة لـ «أصدقاء الشعب السوري» في لندن في ١٥ أيار (مايو) الجاري. وتوقع رئيس «الشؤون الرئاسية» في «الائتلاف» منذر أقبيق «أن يخرج الاجتماع بقرارات تؤكد قرارات الاجتماعين السابقين في لندن وباريس بأنه لن يكون للأسد وأعوانه الملطخة أيديهم بدماء السوريين أي دور في مستقبل سورية».
أما وزارة الخارجية البريطانية، فأوضحت على لسان ناطق باسمها أن اجتماع «النواة الصلبة» سينعقد على مستوى وزراء الخارجية، وأن «هذا اللقاء يأتي في وقت يقوم فيه النظام بعنف عشوائي واسع النطاق ضد المدنيين، ويخطط لإجراء انتخابات ستكون مسخرة للديموقراطية، وفشل تماماً في تأمين ممرات إنسانية (لإيصال المساعدات للمناطق المحتاجة). الوقت الحالي هو الوقت المناسب لتلك الدول التي تدعم مستقبلاً ديموقراطياً لسورية متحررة من الأسد، أن تناقش كيف يمكننا أن نتقدم إلى الأمام نحو هذا الهدف».
وتابع الناطق أن «وزراء الخارجية سيناقشون كيف تمكن زيادة دعمنا المعارضة السورية في شكل كبير… وإعادة تنشيط العملية السياسية التي تعرضت للجمود بسبب معاندة النظام».
وفي نيويورك، يبحث مجلس الأمن غداً الخميس «خيارات الأمم المتحدة لمراقبة استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية في ضوء التقارير عن استخدام مواد كيماوية سامة وتولي منظمة حظر الأسلحة الكيماوية التحقيق فيها»، وفق ما نقل ديبلوماسيون عن المشاورات بين أعضاء المجلس.
وقال ديبلوماسي غربي إن «تسليم النظام السوري مخزونه من الأسلحة الكيماوية، في حال إنجازه، لن يعني أنه سيتوقف عن استخدام مواد كيماوية أخرى، مما يتطلب إبقاء بعثة تدمير الأسلحة الكيماوية في سورية بهدف المراقبة والتحقق». وأضاف أن «هناك مسألة أخرى مهمة وهي ضرورة تدمير منشآت إنتاج المواد الكيماوية، وهو ما لم يحصل بعد ويتطلب إشراف البعثة الدولية». وأشار إلى أن منسقة البعثة سيغرد الكاغ كانت أبلغت مجلس الأمن أن «١٢ منشأة لإنتاج المواد الكيماوية لم تدمر بعد»، وهو «ما ينبغي أن ينجز من ضمن عمل البعثة».
وأكد ديبلوماسيون في مجلس الأمن أن روسيا تسعى إلى نقل ملف الأسلحة الكيماوية في سورية إلى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في لاهاي، بعد انتهاء مهمة البعثة الدولية في سورية المحدد في ٣٠ حزيران (يونيو) المقبل، فيما تصر الدول الغربية على إبقاء الملف في مجلس الأمن.
في جانب آخر، يواصل الممثل الخاص إلى سورية الأخضر الإبراهيمي مشاوراته في نيويورك مع أعضاء مجلس الأمن، كما أجرى اتصالاً هاتفياً مع وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف الإثنين. وقال ديبلوماسي غربي: «إننا نعمل على إقناع الإبراهيمي بالبقاء في منصبه إلى ما بعد إجراء الانتخابات الرئاسية السورية» في وقت ازدادت التوقعات بعزمه على الاستقالة الشهر الحالي. ومن المقرر أن يقدم الإبراهيمي إحاطة إلى مجلس الأمن في ١٣ الشهر الحالي.
مقتل 30 عنصرا من القوات النظامية في العملية
سوريا: قوات المعارضة تنسف اضخم معسكرات الشمال بأطنان من المتفجرات
ادلب ـ ‘القدس العربي’ من ياسين رائد الحلبي: قال ناشطون إن قوات المعارضة السورية المسلحة قامت امس بهجوم نوعي على معسكر وادي الضيف، الذي يعد من أضخم وأهم معسكرات النظام في عموم الشمال السوري، وريف إدلب خصوصا.
وقامت قوات من المعارضة المسلحة بنسف ‘حاجز الصحابة’ ودمروا مبانيه الأربعة بالكامل، وهو الحاجز الذي يشكل البوابة الشمالية الغربية لمعسكر وادي الضيف.
واكد أبو عيسى الشيخ رئيس شورى الجبهة الإسلامية وقائد ألوية صقور الشام، العملية، بقوله: ‘تم تحرير حاجز الصحابة في معرة النعمان، بعد عمل دام حوالى شهرين لحفر نفق ونسفه بالكامل’.
وقال ناشطون إن رد النظام على العملية الاستثنائية كان عنيفا، حيث بادر لقصف المنطقة المحيطة بالمعسكر بسيل من قذائف الدبابات والرشاشات الثقيلة، فيما كانت قوات المعارضة تقصف مواقع السماد والزعلانة بوادي الضيف.
وقالوا انه قتل 30 عنصرا على الاقل من القوات النظامية السورية بينهم ضابطان، في التفجير، وان العملية تمت عبر تفخيخ نفق بأطنان من المتفجرات، واضاف الناشطون ان النفق ‘امتد مسافة تصل لاكثر من 200 متر’.
وبث ناشطون معارضون اشرطة مصورة على موقع ‘يوتيوب’، قالوا انها لتفجير النفق واستهداف الحاجز. وتظهر الاشرطة من بعيد تفجيرا هائلا ادى الى قذف كتل هائلة من الاتربة عشرات الامتار في الهواء.
ولجأ مقاتلو المعارضة مرارا خلال النزاع المستمر منذ ثلاثة اعوام، الى تكتيك الانفاق في المعارك ضد القوات النظامية، لا سيما في ريف دمشق وحمص (وسط) وحلب (شمال). ويقوم المقاتلون بحفر انفاق بدءا من مناطق يسيطرون عليها، وصولا الى مواقع تابعة للنظام. ويقومون عادة بتفخيخها وتفجيرها، او يتسللون منها لشن هجمات.
ويحاول مقاتلو المعارضة منذ اكثر من سنة اقتحام المعسكرين والسيطرة عليهما. وتستخدم القوات النظامية الطيران لالقاء المؤن والذخيرة للمعسكرين، نتيجة قطع مقاتلي المعارضة طرق الامداد المؤدية اليهما، لا سيما من محافظة حماة (وسط).
الجيش الحر يلقي القبض على أحد مرشحي الرئاسة في سوريا
دمشق ـ ‘القدس العربي’ ـ من هبة محمد: قالت مصادر عسكرية من الجيش السوري الحر لـ’القدس العربي’ ان فصيل ‘لواء تبارك الرحمن’ قام بأسر ضابط سوري مرشح للرئاسة، ونشر مقطعا على موقع ‘يوتيوب’ يظهر القبض عليه.
وقال الشخص الظاهر في الفيديو وهو يجلس على أريكة، إنه العقيد محمد حسن كنعان من مرتبات الفرقة الأولى دبابات، فيما رافقت كلماته لقطة مقربة على هويته العسكرية التي يظهر فيها اسمه واسم والديه ومكان ولادته.
وقال كنعان إنه تم إلقاء القبض عليه أثناء عودته من دمشق نحو درعا، على الطريق الدولية بين المدينتين، موضحا أن النظام هو من طلب منه الترشح إلى انتخابات الرئاسة في سوريا، وأن قائد الفرقة الأولى محمود حسن القوزي هو من نقل له طلب النظام بالترشح، وعندما رفض – أي كنعان – هدده ‘القوزي’ بتصفية عائلته.
وقال كنعان إن بقية المرشحين أجبروا كما أجبر هو على الترشح للانتخابات، واصفا الأمر بأنه ‘لعبة سياسية وفبركة إعلامية’.
تنسيقية سورية معارضة: 222 مقاتلاً معارضاً خرجوا من أحياء حمص المحاصرة
علاء وليد- الأناضول: أعلنت تنسيقية سورية معارضة الأربعاء، أن 222 مقاتلاً من أحياء مدينة حمص المحاصرة من قبل قوات النظام منذ 22 شهراً، وصلوا إلى بلدة “الدار الكبيرة” بريف المحافظة الشمالي.
ويأتي ذلك كدفعة أولى من “الخروج الآمن” لمقاتلي المعارضة، الذي قضت به “هدنة حمص” التي تمت مؤخراً ما بين قوات المعارضة والنظام وبرعاية أممية.
وفي بيان مقتضب أصدرته الأربعاء، قالت شبكة “سوريا مباشر” (تنسيقية إعلامية تابعة للمعارضة)، إن الدفعة الأولى من مقاتلي المعارضة الذين انسحبوا من أحياء حمص المحاصرة والبالغ عددهم 222 مقاتلاً وصلوا إلى بلدة “الدار الكبيرة” بريف حمص الشمالي التي تسيطر عليها قوات المعارضة.
ولم تبيّن التنسيقية ما إذا كان برفقة المقاتلين مدنيون كانوا محاصرين في مدينة حمص، كما لم تبيّن العدد الإجمالي للمحاصرين الذين سيتم إجلاؤهم.
وكان ناشطون سوريون، ذكروا في تصريحات سابقة لـ”الأناضول”، إن عشرات من مقاتلي المعارضة والمدنيين بدؤوا بالخروج عبر حافلات من أحياء حمص المحاصرة باتجاه ريف حمص الشمالي، وهو ما أكده محافظ حمص طلال البرازي بتصريح له، نقلته وكالة أنباء النظام(سانا).
وذكرت “سوريا مباشر”، في وقت سابق اليوم، أن عدد الذين سيتم إجلاؤهم من مدينة حمص يبلغ 1925 شخصاً، 600 منهم من المدنيين والباقي من مقاتلي المعارضة.
وفي بيان أصدرته، ووصل مراسل “الأناضول” نسخة منه، أشارت الشبكة إلى أن الانسحاب سيتم اليوم على شكل دفعات باتجاه بلدة “الدار الكبيرة” بريف حمص الشمالي التي تسيطر عليها قوات المعارضة.
وتحاصر قوات النظام منذ أكثر من 22 شهراً 13 حياً في مدينة حمص، يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، وبدأت تلك القوات حملة عسكرية جديدة لاقتحامها أبريل/ نيسان الماضي، ونجحت في التقدم بشكل محدود فيها.
وقال ناشطون من حمص، في تصريحات سابقة لمراسل “الأناضول”، الجمعة الماضي، إن اتفاقاً لوقف إطلاق النار برعاية الأمم المتحدة دخل حيز التنفيذ ظهر اليوم نفسه، يفضي في نهايته لانسحاب آمن لقوات المعارضة من الأحياء التي تحاصرها قوات النظام.
ولحمص، أكبر محافظة سورية من حيث المساحة، أهمية استراتيجية كونها تتوسط البلاد وتشكل عقدة طرق بين أنحائها، كما أنها صلة الوصل بين منطقة الساحل التي ينحدر منها بشار الأسد ومركز ثقله الطائفي، مع العاصمة دمشق.
ويقول معارضون إنه من دون حمص لا يستطيع النظام إعلان دويلة “علوية” له، ضمن أي سيناريو محتمل لتقسيم البلاد على أساس طائفي، أو في حال فشله في بسط سيطرته مرة أخرى على كامل أنحاء البلاد.
مصدر سوري معارض: الائتلاف الوطني يتجه لتحويله إلى “منظمة تحرير” على الشاكلة الفلسطينية
واشنطن- الأناضول: علمت وكالة (الأناضول) من مصدر سوري معارض الأربعاء، إن قيادة “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” تتجه للموافقة على فكرة تحويله “لمنظمة تحرير” على شاكلة “منظمة التحرير الفلسطينية”.
وفي تصريح لوكالة (الأناضول)، أوضح المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أن تحول الائتلاف إلى منظمة تحرير على شاكلة منظمة التحرير الفلسطينية سيمكنه من التحرك دولياً بشكل أفضل، كما سيتيح له إنشاء مكاتب قانونية ودبلوماسية، في حال الاعتراف به.
ومنظمة التحرير الفلسطينية، منظمة سياسية تأسست عام 1964، ومعترف بها في الأمم المتحدة والجامعة العربية كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني داخل وخارج فلسطين.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، الاثنين الماضي، أن واشنطن قررت اعتبار الائتلاف “الممثل الشرعي للشعب السوري”، وكذلك اعتبار مكاتب تمثيل الائتلاف “بعثات دبلوماسية”، الأمر الذي رحب به “الائتلاف الوطني” على لسان رئيسه أحمد الجربا الذي بدأ زيارة للولايات المتحدة قبل يومين من المتوقع أن تستمر حتى 14 الشهر الجاري.
ولم يتسنّ الحصول على تأكيد رسمي من قيادة الائتلاف السوري المعارض حول الموضوع حتى الساعة 6.27 تغ.
وتأسس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” في الدوحة نوفمبر/ تشرين الثاني 2012?، ليكون المظلة الأكبر للمعارضة السورية، وممثلها الأساسي في المؤتمرات والمناسبات الدولية.
ولا يزال الائتلاف المعارض يواجه صعوبات في الحصول على الاعتراف الدولي والعربي الكامل بأنه “الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري”، على الرغم من اعتراف بعض الدول به كممثل للمعارضة.
ثاني محاولة إغتيال في مدينة دوما تستهدف ‘أبو عمار خبية’ أحد قادة الجيش الحر
نوران النائب
دوما ـ ‘القدس العربي’ للمرة الثانية خلال أسبوع يتم اغتيال شخصية قيادية في مدينة دوما في ريف دمشق الخاضعة لسيطرة كتائب المعارضة المسلحة.
‘عدنان خبية’ الملقب بـ’أبو عمار اليهودي’ قتل ومرافقه أثناء مرورهما في شارع الجلاء قرب مشفى حمدان.
‘القدس العربي’ زارت منطقة الإغتيال ليلاً لترصد شهادات عيان للأشخاص الذين تواجدوا وقت وقوع الحادثة ، فشبان كثر كانوا قرب الشارع الذي تمت فيه حادثة الإغتيال.
من بينهم عمر وهو شاب كان يتجول مع أصدقائه في التاسعة مساء، يقول ‘بداية الأمر سمعنا صوت طلقات الرصاص دون أن نفهم شيئا ‘ ثم ما لبث عمر وأصدقاؤه أن سمعوا أصوات ضجيج تملأ الأحياء مترافقة مع مرور سيارة مسرعة ‘ كياريو ـ بيضاء’ سوداء النوافذ، قام الحر في المدينة بالتعميم على نوعها عبر الأجهزة اللاسلكية بغية استنفار جميع الكتائب واللحاق بها.
يوضح عمر أن الشارع الذي قتل فيه المغدور يعتبر من الشوارع المهجورة ليلاً، والحالكة الظلام، لذلك من الصعب أن ترى إصبعك في هذا الطريق فكيف إذا كانت سيارة مسرعة، يضيف عمر أن عددا كبيرا من المدنيين والعسكريين حاولوا اللحاق بالسيارة والتي قتل بنيرانها أيضا ‘محمد فليطاني’ عضو الإتحاد الاشتراكي قبل أيام، لكن كل المحاولات باءت بالفشل حينما اختفت السيارة تماماً في مدينة مسرابا القريبة.
أبو عمار لم يكن يتحرك بمفرده دون مرافقيه، وليس أمر اغتياله ببالغ السهولة ، لذلك وعلى ما يبدو أنه كان مراقبا بشدة قبل أن يفارق الحياة.
وحول طريقة العمل التي انتهجها أبو عمار مذ بدء الإنتفاضة يقول المقربون منه إنه كان يشغل سرية القيادة في أحد ألوية الجيش الحر المدعو ‘بلواء شهداء دوما’ وشارك في العديد من الجبهات والمعارك القتالية منها معركة دوما والقابون وشبعا وغيرها أكثر من أن تحصى.
يرى البعض أن هناك مخططا جديدا للنظام يتمثل في زرع الإختلاف بين صفوف فصائل المعارضة المتواجدة على الأرض بعد فشله في إثارة الفتنة في أمور أخرى وعدم قدرته على اقتحام الغوطة الشرقية بشتى الأسلحة، وما يؤكد ذلك هو اعتبار مدينة دوما من ألد الخصوم للنظام السوري مع بدء الأحداث السورية وقد حاول السيطرة عليها وعلى ناشطيها بشتى الوسائل دون جدوى.
فيما تقول فئة قليلة من النشطاء أن حادثة الإغتيال الثانية قد تكون منفردة ومستقلة عن الحادثة الأولى وربما كان لها ثأر شخصي مع أحد العسكريين فاستغل حادثة اغتيال ‘محمد فليطاني’ وركب الموجة لتمويه فعلته.
والسؤال الذي راود جميع الناس في الغوطة الشرقية، هو من سيكون الشخص التالي الذي سيوضع على قائمة الإغتيالات القادمة؟
فالأحداث المتسارعة خلقت قلقا ً لدى جميع الفئات العاملة على الأرض، لا سيما بعد تنوع المستهدفين ما بين سياسيين وعسكريين أو حقوقيين مثل ‘رزان زيتونة وأصدقائها’.
وحسب مصادر عسكرية فإن الجهة التي تقوم بتنفيذ عمليات الإغتيال هي جهة تتبـع لفصيل عسكري له مقر ضمن الغوطة الشرقية دون شك، وهو مخترق أمنياً من قبل القوات النظامية، ويرجح البعض الآخر أنه ربما تكون هناك خلايا نائمة لداعش مسؤولة عن عذه العمليات.
ساعات بعد خطاب الظواهري الداعي لوقف القتال ‘داعش’ تقتل 20 عنصرا من كتائب المعارضة
عمر الهويدي
في دير الزور حرقا بـ’الأسيد’ الرقة ـ ‘القدس العربي’ أقدم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام داعش على ارتكاب مجزرة بحق أكثر من 20 عنصرا تابعين للواء شهداء بدر في محافظة دير الزور شرق سوريا، بعد ساعات من بيان زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري الداعي لوقف القتال بين تنظيم جبهة النصرة و تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال الناشط الميداني الليث العبد الله (وهو اسم حركي) أن تنظيم الدولة الإسلامية قتل عناصر اللواء في قرية الكبر وقد ظهرت أثار حرق الجثث بمادة الأسيد والتمثيل بها، وعرف منهم أحمد السلمان المطالة وياسر الضاحي الشحاذة وإبراهيم الحسن العبار ومنتصر صالح الأسود و محمد حسين الهادي وأحمد الصالح الحميد و حسين علي المحيسن و عبيد سيباط العبار.
وجاء ذلك بعد أن أعلنت جبهة النصرة امتثالها لأوامر زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري بوقف القتال في محافظة دير الزور شمال شرق سوريا، ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام داعش.
وقد حاول تنظيم الدولة الإسلامية اقتحام قرى تحت سيطرة جبهة النصرة لكن النصرة تحالفت مع الكتائب بصد هجوم تنظيم الدولة الإسلامية وتقدمت إلى قرية جديد عكيدات والتي تعتبر الحاضنة الأكبر لعناصر تنظيم الدولة.
وبعد الهجوم الذي شنه تنظيم الدولة الإسلامية على مقرات تنظيم جبهة النصرة و الجيش الحر و الجبهة الإسلامية في قرى الكبر ومنطقة الجزرة بريف دير الزور الغربي والذي أدى إلى مقتل أكثر من 45 شخص وأسر عدد من عناصر جبهة النصرة شهدت منطقة الكسرة، قصبي، الجزرة في الريف الغربي، حركة نزوح كبيرة.
ويعتبر ريف دير الزور الشرقي تحت سيطرة جبهة النصرة ومقاتلي المعارضة الإسلامية المعتدلة بشكل كامل وذلك بعد معارك طاحنة شهدتها المنطقة،
أما القرى والمناطق التي تقع تحت سيطرة تنظيم الدولة في الريف الشمالي فهي الحريجية وبلدة الصور وقرية غريبة شرقية ومويلح.
وأضاف العبد الله أن هناك دور واضح وملحوظ لجيش العشائر في التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية في محافظة دير الزور الذي تشكل مؤخراً بعد الهجوم الذي شنه تنظيم الدولة على مدينة البوكمال شرق سوريا على الحدود العراقية، والذي يعتبر الشرارة التي جعلت العشائر في دير الزور تتخذ هذا القرار الجريء.
ومن الحوادث الأخرى التي أثارث غضب العشائر هي قيام تنظيم الدولة بقتل أكثر من 60 شخصا من مدينة البوكمال هم من أبناء العشائر كانوا يقاتلون في صفوف تابعة للجيش الحر والكتائب الإسلامية. ومعظم عناصر كتائب المعارضة في محافظة دير الزور ينتمون لعشائر كبيرة مثل عشيرة العكيدات والبوجامل وعشيرة البكير وعشيرة المشاهدة والتي تعتبر من أكبر العشائر في محافظة دير الزور.
ويذكر أنها فقدت الكثير من أبنائها على يد تنظيم الدولة الإسلامية في هجومها على البوكمال، ولها أيضاً امتداد عشائري داخل العراق، وكذلك عشيرة العنابرة والبوخابور وعشيرة الشعيطات والقبيصات والبو بدران وعشيرة البكارة وعشيرة الدليم.
ترفيع التمثيل الدبلوماسي للمعارضة السورية تطور ‘رمزي’ وإدارة أوباما مترددة في تقديم السلاح الفتاك
إبراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’: جاء ترفيع مستوى تمثيل البعثة التابعة للإئتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة إلى درجة دبلوماسية والإعتراف الأمريكي بها كمحاولة من الإدارة الأمريكية لتعزيز وضع الائتلاف دوليا، مع أن التمثيل للمعارضة لن يكون في مستوى ‘سفارة’ بل ‘بعثة أجنبية’ بموجب القانون الأمريكي.
وترى صحيفة ‘نيويورك تايمز′ أن القرار الذي أعلنته الخارجية الأمريكية يظل رمزيا ويعطي الإدارة القدرة على تحويل الأموال والمساعدات للمعارضة وتوفير المساعدات الأمنية لها، خاصة أن إدارة أوباما قررت تعزيز هذا بتقديم 27 مليون دولار أمريكي على شكل مساعدات عسكرية غير فتاكة.
ولم يحدث أي تغيير في موقف الحكومة الأمريكية لتقديم مساعدات عسكرية ثقيلة وهو ما كان يأمل أحمد الجربا، زعيم الائتلاف الوطني الذي بدأ زيارة لواشنطن يوم الإثنين.
وقالت الصحيفة إن التحرك الأمريكي لن يغير من موقف الإدارة المتردد في الإنخراط وبشكل عميق في الحرب السورية.
دعم المعتدلين
وعلقت الصحيفة بالقول ‘رمزيا، قالت الإدارة إن الوضع الجديد يعلن الدعم الأمريكي للمعارضة المعتدلة، والتي همشت في المعارك الشرسة بين نظام الأسد والجماعات المتطرفة، والتي تقيم بعضها صلات مع القاعدة’.
وقالت إن لقاءات الجربا تشمل على مقابلة وزير الخارجية جون كيري ووزير الخزانة ولا يعرف إن كان الوفد سيقابل الرئيس أوباما فمقابلته للوفد حسب محللين ستكون مهمة، خاصة أنه متردد بشأن التدخل العسكري.
وأضافت أن المعارضة السورية حصلت على صواريخ مضادة للدبابات، وتم تزويدهم بها من خلال طرف ثالث، وهذه أول مرة يحصل فيها المقاتلون على أسلحة أمريكية الصنع. وطالما طالب قادة المعارضة المسلحة بتزويدها بأسلحة ثقيلة وهو ما يحمله معه الجربا إلى واشنطن حيث يريد طرحه في اجتماعاته مع المسؤولين الأمريكيين هذا الأسبوع، لكن الولايات المتحدة ظلت تقاوم هذه الطلبات خشية وقوعها في أيدي المتطرفين. وتنقل الصحيفة عن مسؤول بارز في الإدارة قوله إن منح المعارضة وضعا رسميا لا يسهل الأمور على الولايات المتحدة من الناحية القانونية خاصة عندما يتعلق الأمر بتقديم الأسلحة الفتاكة لها، لكن الوضع الجديد يعطي المعارضة المصداقية ويعزز موقعها عندما تطلب المساعدة من الولايات المتحدة وغيرها من الدول.
وترى المعارضة أن حصولها على أسلحة فتاكة يجعلها قادرة على مواجهة كل من النظام والجماعات المتشددة التي فتحت معها ومنذ نهاية العام الماضي جبهة جديدة.
حروب ونفط
وشهدت الأيام الأخيرة مواجهات بين جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، وأدى القتال الذي اندلع بين الجماعتين اللتين تتنافسان للسيطرة على الأراضي وتجارة النفط المربحة إلى رحيل الآلاف من السكان. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أكثر من 60.000 هربوا من المعارك التي تدور منذ أربعة أيام في بلدات البصيرة والزير في محافظة دير الزور.
ومنذ بداية العام الحالي قتل الآلاف من المقاتلين في المواجهات الدائرة بين الفصائل المختلفة من جهة وداعش من جهة أخرى.
وقدر ناشط يعمل في اتحاد تنسيقيات الثورة السورية في دير الزور عدد من شردوا بسبب القتال بحوالي 40.000 شخص.
ونقلت صحيفة ‘فايننشال تايمز′ عنه قوله ‘لقد هربوا إلى المدن الأكثر أمنا ويقيمون الآن في المدارس والبنايات أو مع أقاربهم’، وأضاف أن جبهة النصرة والجماعات المتحالفة معها هي التي طلب من السكان مغادرة مناطقهم خشية أن يكونوا ضحايا المواجهات.
وتقول الصحيفة إن الإقتتال الداخلي بين المقاتلين خاصة الجماعات الإسلامية أعطى الرئيس بشار الأسد الفرصة لتحقيق إنجازات صغيرة في الشمال فيما ظلت منطقة الشرق بيد المقاتلين من جبهة النصرة، داعش والتجمعات القبلية.
وكانت الجماعات المتشددة قد أوجدت لها موطئ قدم بعد دخولها للمساعدة في الثورة ضد نظام الأسد قبل ثلاثة أعوام، وفي العامين الماضيين تحولت إلى قوى رئيسية في الثورة السورية. وقامت داعش التي نشأت من خلال الفرع العراقي ببناء قواعدها في الشمال قبل أن تطرد منها ولكنها لا تزال تتمتع بتأثير قوي في الرقة ومناطق الشرق حيث تقوم بربط الفرع العراقي مع السوري رغم تخلي زعيم القاعدة أيمن الظواهري عنها.
وتتحدث صحيفة ‘فايننشال تايمز′ عن منطقة الشرق وغناها الطبيعي وثروتها النفطية التي يمكن أن تشكل مصدر تمويل للجماعات دون الإعتماد على الممولين الخارجيين.
وتمثل المعركة بين الجماعات المتشددة ومعها وجهات من الثورة السورية، يحاول فيه ‘المعتدلون’ استعادة زمام المبادرة، فيما يطمح الناشطون المدنيون بالعودة إلى المسار الأول للإنتفاضة واتباع أساليب العصيان المدني وهو ما يحاوله بعضهم في مدينة الرقة.
مواجهة داعش
ففي هذه المدينة يحاول الناشطون مواجهة الجماعات المتشددة بما لديهم من وسائل، رغم مخاوفهم من العمليات الإنتقامية التي قد تقوم بها هذه الجماعات خاصة الدولة الإسلامية في العراق والشام التي تسيطر على المدينة منذ كانون الثاني/يناير الماضي.
وقد حاول الناشطون الدعوة لاضراب عام السبت الماضي احتجاجا على الضريبة أو الأتاوات التي فرضتها الدولة الإسلامية المعروفة بداعش على المواطنين مقابل توفير الكهرباء والماء وتنظيف الشوارع والحماية للسكان.
لكن الإضراب كان جزئيا حيث فتح أصحاب المحال محلاتهم وانشغل التجار في الشارع الرئيس بالبيع والشراء، باستثناء عشرات من المحلات أغلقت أبوابها، وهو ما لم يخطط له الناشطون الذين كانوا يأملون بإضراب عام وشامل يشمل كل المدينة.
وفي الوقت الذي ضحك أصحاب المحلات من فرض الأتاوات على السكان إلا أنهم يخشون من رد فعل انتقامي على أي عمل يتحدى داعش.
ونقلت صحيفة ‘لوس انجليس تايمز′ عن الناشط أبو إبراهيم قوله ‘إنهم خائفون جدا، وقالوا إنهم يخشون من قيام داعش بحرق أو السيطرة على محلاتهم’.
وتضيف الصحيفة أن هذه ليست المرة الأولى التي يدعو الناشطون فيها لإضراب عام، فقبل ثلاثة أعوام قام أصحاب المحلات والمتاجر بالإستجابة لدعوات وأغلقوا محلاتهم احتجاجا على ممارسات النظام السوري لبشار الأسد في الأيام الأولى للإنتفاضة السورية.
ويقول أبو إبراهيم ‘كأننا عدنا للأيام الأولى للثورة، ولكننا سنقاتل أي شخص يقف في طريق حريتنا’، مضيفا ‘كما قام النظام باحتلال المدينة تقوم داعش باحتلالها’.
وتأتي جهود الناشطين ضمن حملة تحمل شعار ‘الرقة تذبح’ والتي بدأت في منتصف نيسان/إبريل الماضي وتهدف إلى لفت الأنظار إلى ممارسات داعش والجماعات الإسلامية التي تهدف إلى إقامة موطئ قدم لها في سوريا من خلال اضطهاد وقمع المواطنين.
وتهدف الحملة أيضا لاستعادة الرقة من أيدي هذه الجماعات وإعادتها لجماعات المعارضة التي بدأت الثورة والتي تتسم بالإعتدال. ولدى الحملة صفحة على فيسبوك’ يقوم الناشطون من خلالها بنشر البيانات والمعلومات والدعوة للإضرابات، وهي أساليب تشبه الوسائل التي استخدمها الناشطون في بداية الإنتفاضة السورية في آذار/مارس 2011.
ومثل الحكومة التي ردت بتطبيق الخيار الأمني ردت داعش بقوة ولم تتسامح مع المعارضة.
وكمثال على وحشية رد داعش يشير التقرير لقيامها في الأسبوع الماضي بإعدام سبعة اتهموا بزرع قنابل وصلبت اثنين منهم على أعمدة وتركت جسديهما معلقين لمدة 3 أيام. ولهذا السبب يرى أبو إبراهيم أن عملية الصلب كانت بمثابة تهديد له وللناشطين.
وكرد على الحملة قام مسؤولو داعش بشجب الناشطين من على منابر الجمعة ووصموهم بالكفر وأنهم يريدون سوريا علمانية وديمقراطية، وعليه أطلقوا تهديدات بقتلهم. وكرد على دعوات الإضراب ردت داعش باستعراض عسكري قامت به مجموعة من المسلحين على متن شاحنات صغيرة محملة بالرشاشات والمدافع، وتم تجنيد الصبيان كي يهتفوا شعارات داعش، واعتبر الإستعراض بمثابة استفزاز كما يقول سرمد جيلاني.
ورغم تعرض داعش لهجوم من تحالف ضم فصائل متعددة ‘الجبهة الإسلامية’ و’جبهة ثوار سوريا’ حيث تم إجبارها على الإنسحاب من مناطق متعددة في شمال سوريا مثل الباب وأحياء في حلب ومن مناطق في إدلب إلا أن داعش تحصنت في الرقة والتي عززت فيها وجودها بوصول مقاتلين عدد كبير منهم أجانب.
وتقوم داعش الآن بتطبيق نظام إسلامي في الرقة وتصدر تعليمات وفتاوى تعبر عن الطريقة التي تفسر فيها الشريعة الإسلامية. ويقول تقرير الصحيفة إن الحملة المدنية لتحدي داعش في الرقة تزامنت مع حملة أخرى عسكرية يقوم بها ثوار الرقة التابعين للجيش الحر، وقد استطاع هؤلاء استعادة بعض القرى في ريف المدينة ووصلوا إلى تل أبيض التي تقع قرب الحدود التركية لكنهم أي المقاتلين لا يزالون غير منظمين وينقصهم العتاد الكافي والذخيرة حسب الناشط أبو إبراهيم.
وتأتي ردود فعل أهالي الرقة متناقضة مع موقفهم الأول من داعش التي حاولت في بداية أمرها التقرب من السكان المحافظين في الأعم الأغلب.
وبحسب ناشط اسمه خالد هرب لتركيا فبعد فترة اكتشف الناس الطبيعة الحقيقية لداعش، ‘لم يأتوا بحثا عن حرية أو ثورة’ والدفاع عن السكان المستضعفين، بل جاؤوا ‘بالإضطهاد والاسترقاق وهو ما انتفصنا ضده’.
ويقول خالد إنه وبسبب الحملة التي يقوم بها الناشطون قام عدد من الداعمين الخارجيين لداعش بوقف الدعم لها.
وحتى الآن نجح الناشطون في تنظيم ثلاث احتجاجات استمرت لمدة قصيرة منها احتجاج ضم 10 أشخاص ولم يستغرق سوى دقائق قبل وصول جنود داعش.
ونظمت نساء احتجاجاً طالبن فيه داعش إطلاق سراح أزواجهن وأبنائهن من السجون.
ويتم تنظيم التظاهرات وتوزيع المنشورات في الليل تماما كما كان يفعل الناشطون أيام الثورة الأولى ويقول الناشط جيلاني ‘لم نعد نخاف من أجهزة الأمن (النظام) مثلما نخشى داعش’ لأن ‘داعش تعدم الناس حالا وسريعا’.
مقاتلو المعارضة يغادرون حمص والائتلاف “ثوار الداخل أدرى”
العربي الجديد
باشرت القوات النظامية السورية والمعارضة، اليوم، بتنفيذ وقف إطلاق النار في حمص، بعد بدء عملية خروج المسلّحين من المدينة.
وأكد محافظ حمص، طلال البرازي، في حديث الى وكالة “سانا”، بدء “خروج الدفعة الأولى من مسلّحي أحياء المدينة المحاصرة”، مشيراً الى أن “وحدات من القوات النظامية ستقوم بعد اتمام عملية الخروج، بعملية التفتيش وتفكيك العبوات الناسفة والألغام وإزالة السواتر الترابية”.
وأضاف “بالتزامن مع عملية خروج المسلّحين، من المرجّح أن تبدأ عملية التسوية والمصالحة، لجعل مدينة حمص خالية من السلاح والمسلحين”.
من جهتهم، أشار نشطاء سوريون الى أن “العشرات من مسلّحي المعارضة استقلّوا خمس حافلات، وصلت الى مركز قيادة الشرطة، الواقع على طرف المناطق التي تخضع لسيطرة المعارضة، قبيل عملية الاخلاء”.
ولفتوا الى أن “مقاتلي المعارضة سيسمحون بدخول المساعدات الى القرى الشمالية، الموالية للحكومة، في مقابل إخلاء المدينة”.
وأشار أحد المعارضين، أبو ياسين الحمصي، الى ان “من المتوقع مغادرة ما يصل الى 1200 مقاتل المدينة، اليوم الأربعاء، وتسليمها الى الرئيس السوري، بشار الأسد”.
وقال الناشط أبو الحارث الخالدي، لوكالة “فرانس برس”، إن “ثلاث حافلات تحمل على متنها 120 شخصاً، خرجت من أحياء حمص القديمة”، مشيراً الى أن هؤلاء هم “من المدنيين والمقاتلين المصابين وغير المصابين”.
وأضاف “سيتوجهون الى بلدة الدار الكبيرة” في الريف الشمالي لحمص، (20 كلم من حمص).
وبثّ النشطاء شريطاً مصوراً يظهر فيه عدد من الرجال، بعضهم ملثّم، وهم يصعدون على متن حافلتين خضراوين. وحمل بعضهم حقائب على ظهورهم. وبدت في الشريط حافلة ثالثة، اضافة الى سيارتين رباعيتي الدفع. ويُسمع المصوّر وهو يقول “لحظة ركوب المقاتلين الحافلات ليخرجوا من الأحياء المحاصرة”.
ويأتي الخروج بموجب اتفاق بين النظام والمعارضة بإشراف الأمم المتحدة، يقضي بخروج المسلحين، وادخال مساعدات انسانية الى بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين، اللتين يحاصرهما مقاتلون معارضون في ريف حلب (شمال).
ومع انتهاء عملية الاجلاء، تتسلم القوات النظامية الأحياء المحاصرة. ولا يشمل الاتفاق حي الوعر الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة في مدينة حمص. ويقع الحي الذي يقطنه عشرات الآلاف غالبيتهم من النازحين من أحياء أخرى، في جوار أحياء حمص القديمة. وفي حال خلو المدينة من مقاتلي المعارضة، يكون الجزء الاكبر من محافظة حمص قد بات تحت سيطرة القوات النظامية، باستثناء بعض المعاقل في الريف الشمالي مثل تلبيسة والرستن.
الائتلاف
وأعلن الائتلاف السوري المعارض، اليوم الأربعاء، أن “ثوار الداخل هم الأقدر على تقدير الظروف”، وذلك في أول تعليق رسمي له على “هدنة حمص”.
وأشار الأمين العام للائتلاف، بدر جاموس الأمين، لوكالة “الأناضول”، الى أن “حمص وقعت خلال عامين ضحية تدمير شامل ومبرمج ووحشي من قبل قوات النظام، إضافة إلى تهجير مطلق وتجويع للسكان بهدف الإركاع”، مؤكداً أن “ثوار الداخل هم الأقدر على تقدير الظروف”.
وأضاف “كان لا بد من أن يعمل الثوار في كل سورية على فك الحصار عن حمص، وبأية وسيلة”، في إشارة إلى قبول “الهدنة”.
المعارضة تتقدّم في درعا وتواصل الاشتباكات في المليحة
دمشق ــ العربي الجديد
واصلت فصائل المعارضة المسلحة، اليوم الأربعاء، تقدمها في ريف درعا الشمالي، ونجحت في السيطرة على تلّين وحاجز عسكري، في وقت تتواصل فيه الاشتباكات بين قوات النظام وكتائب إسلامية في بلدة المليحة بريف دمشق، بينما تحدث ناشطون في حماة عن إسقاط طائرة استطلاع.
وذكرت مصادر ميدانية أن “كتائب إسلامية، يساندها الجيش الحر، سيطرت على تلّتي المطوّق الكبير والمطوّق الصغير في ريف درعا الشمالي، إثر اشتباكات مع قوات النظام، أسفرت عن وقوع إصابات في صفوف الجانبين”.
كما تمكّن المقاتلون من “السيطرة على حاجز خربة فادي، جنوبي مدينة إنخل، بعد قتل عدد من عناصر الجيش السوري، واستحوذوا على أسلحة وذخائر”.
وكانت المعارضة قد أطلقت قبل يومين معركة تحت شعار “الله أكبر”، بهدف السيطرة على تلتي المطوق الكبير والصغير وخربة فادي، تمهيداً لوصولها إلى طريق دمشق ـ درعا.
وشهدت مدينة جاسم، ليل الثلاثاء، قصفاً عنيفاً براجمات الصواريخ، من الفوج 175 التابع للجيش السوري، استهدف محيط المسجد الكبير وسط المدينة، وأودى بحياة خمسة مدنيين، وإصابة 10 آخرين.
وفي ريف دمشق، تتواصل المعارك بين قوات النظام مدعومة بمقاتلي “حزب الله”، وكتائب إسلامية في بلدة المليحة في الغوطة الشرقية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن “ثمانية مقاتلين سقطوا من الكتائب الإسلامية، في حين خسرت قوات النظام عدداً من العناصر، إضافة إلى دبابة، خلال المعارك المتواصلة بين الجانبين”.
من جهته، نفى المتحدث الرسمي باسم “فيلق الرحمن”، أبو عدي، “سيطرة قوات النظام على المليحة”، موضحاً أن “المعارك متواصلة مع قوات الأسد”.
كما أفاد المرصد السوري عن تعرّض “مدينة الزبداني وأطراف مدينة دوما ومزارعها لقصف عنيف من قوات النظام”، في حين دارت “اشتباكات عنيفة بين الكتائب المعارضة وقوات النظام على أطراف مدينة داريا ومدخل بلدة بيت سحم”.
وفي حي جوبر، سُجّل سقوط عدد من القذائف التي أطلقتها قوات النظام في محيط برج المعامين والمنطقة القريبة من حي القابون، في حين تعرّض حي زملكا “لقصف عنيف استهدف منازل المدنيين ما أسفر عن استشهاد طفلتين واصابة والدتهم بجروح خطيرة، إثر تهدم منزلهم نتيجة القصف”.
وفي حماة، أفاد ناشطون، اليوم الأربعاء، أن “الجيش الحر أسقط طائرة استطلاع كانت تقوم بعمليات رصد في الريف الشمالي، مرجّحين سقوطها في منطقة حصرايا”.
اء ذلك، بعد مقتل طفلة وجرح عدد من المدنيين، ليل الثلاثاء، خلال قصف قوات النظام بقذائف الهاون أحياء مدينة حلفايا، في حين قتل مدني في مدينة كفرزيتا، بعد إلقاء الطيران المروحي أربعة براميل متفجرة.
وفي حلب، أفادت مصادر إعلامية لـ”العربي الجديد”، أن “قوات النظام تسعى إلى فك الحصار عن سجن حلب المركزي”، مشيرة إلى “توجه أرتال عسكرية إلى محيط السجن، وسط اشتباكات عنيفة هناك، مع فصائل جبهة النصرة والجبهة الإسلامية”.
كما أفادت مصادر ميدانية عن “وفاة معتقل وإصابة عدد من السجناء في الجناح السياسي للسجن، نتيجة إطلاق قوات النظام قنابل دفاعية”.
في المقابل، أعلنت وكالة الأنباء السورية “سانا”، أن “وحدات من الجيش تصدّت لمحاولة مجموعات إرهابية مسلّحة الاعتداء على سجن حلب المركزي، وكبّدتهم خسائر فادحة في العديد والعتاد”.
حمص القديمة.. المقاتلون خرجوا
بدأ الأربعاء، تنفيذ اتفاق عقد بين قوات المعارضة السورية، ومسؤولين إيرانيين، لإجلاء مقاتلي أحياء حمص القديمة، بعد حصار خانق للمنطقة من قبل قوات النظام دام قرابة سنتين.
وأكد ناشطون سوريون، بأن عملية إجلاء مقاتلي المعارضة من حمص القديمة، قد بدأت قرابة العاشرة صباحاً من الأربعاء، بخروج حافلتين من الأحياء المحاصرة، باتجاه بلدة الدار الكبيرة في ريف حمص الشمالي. في المقابل، وبمجرد وصول مقاتلي المعارضة، إلى الدار الكبيرة، سوف يتم الإفراج عن دفعة من المختطفين والأسرى من بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب، وهما مواليتان للأسد وتقطنهما أغلبية شيعيّة. كما تمّ فتح الطريق إلى البلدتين، تمهيداً لإدخال مساعدات إنسانية وطبية.
وأوضح مراسل وكالة “مسار برس” السورية المعارضة، أن الحافلات كانت تضم حوالي 200 عنصر من كتائب الثوار مع أسلحتهم الخفيفة، مشيراً إلى أنها خرجت من جانب ساحة الساعة لتسلك بعدها طريق حمص ـ حماة، وصولاً إلى بلدة الدار الكبيرة في ريف حمص الشمالي؛ حيث كان في استقبالها مجموعة من الأهالي وكتائب الثوار.
وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان، وناشطون أن بعض اللمسات الأخيرة، وضعت على الإتفاق يوم الثلاثاء. ومنها قيام فريق من الأمم المتحدة بالكشف على الطريق، التي من المفترض أن تسلكها الحافلات نحو بلدة الدار الكبيرة التي تسيطر عليها المعارضة في الريف الشمالي لحمص. ويتضمن نص الاتفاق الذي تم التوصل اليه بمشاركة إيرانية واشراف من الأمم المتحدة، بنوداً عديدة؛ منها خروج المسلحين مع سلاحهم الفردي، ووجود قذيفة صاروخية على متن كل حافلة. ومع انتهاء عملية الاجلاء، تتسلم القوات النظامية الأحياء المحاصرة.
ومنذ حزيران/يونيو 2012، تحاصر قوات النظام، المنطقة القديمة بشكل وحشي، وهي مساحة تمتد على كيلومترين مربعين، تقريباً، داخل حمص. وعانى سكان هذه المنطقة من نقص مميت في المواد الغذائية والأدوية واقتاتوا على الأعشاب لسنتين. وتعرضت المنطقة المحاصرة للهجوم بالصواريخ والبراميل يومياً، وسط صمود، يصفه ناشطون سوريون بـ”المذهل”. ورفضت قوات النظام مراراً السماح بإدخال المساعدات الغذائية إلى حمص القديمة، على الرغم من وجود قرار دولي بهذا الشأن.
ولا يشمل هذا الاتفاق، حي الوعر الذي ما زال مقاتلو المعارضة يسيطرون على أجزاء منه في مدينة حمص. ويقع الحي الذي يقطنه عشرات الآلاف غالبيتهم من النازحين من أحياء أخرى، في جوار أحياء حمص القديمة.
الحافلات أمام جامع خالد بن الوليد في انتظار المقاتلين والأهالي لنقلهم إلى الدار الكبيرة في ريف حمص الشمالي
بدء خروج مقاتلي المعارضة من الأحياء المحاصرة في حمص
أ. ف. ب.
ب. المسلحون يسمحون بدخول مساعدات لبلدتي نبل والزهراءخرج نحو 120 شخصًا من أحياء حمص القديمة اليوم، وهم من المدنيين والمقاتلين أيضًا، في إطار اتفاق مع النظام باشراف الامم المتحدة، يقضي بخروج المسلحين، وادخال مساعدات انسانية الى بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين يحاصرهما مقاتلون معارضون.
بيروت: بدأت صباح الاربعاء عملية خروج المقاتلين والمدنيين من الاحياء المحاصرة لنحو عامين في حمص، بموجب اتفاق غير مسبوق اشرفت عليه الامم المتحدة.
ويتيح الاتفاق خروج 1200 مقاتل على الاقل من الاحياء المحاصرة للمدينة التي كانت تعد “عاصمة الثورة” ضد نظام الرئيس بشار الاسد، في مقابل ادخال مساعدات الى بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين يحاصرهما مقاتلو المعارضة في ريف حلب (شمال) والافراج عن مخطوفين لديهم. ويمثل هذا الاتفاق نقطة عسكرية لصالح النظام قبل شهر من الانتخابات الرئاسية المقررة في الثالث من حزيران (يونيو)، والتي يتوقع أن تبقي الرئيس بشار الاسد في موقعه.
وقال ابو الحارث الخالدي، وهو احد المشاركين في التفاوض على الاتفاق من جهة المعارضة، لوكالة فرانس برس عبر الانترنت، “قرابة الساعة العاشرة صباحًا (07:00 تغ)، خرجت ثلاث حافلات تحمل على متنها 120 شخصاً من احياء حمص القديمة”.
واوضح ان هؤلاء هم “من المدنيين والمقاتلين المصابين وغير المصابين”، وانهم “توجهوا الى بلدة الدار الكبيرة”، على بعد 20 كلم شمال حمص. واكد محافظ حمص طلال البرازي “بدء خروج مسلحي حمص القديمة”، بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء الرسمية (سانا).
وبث ناشطون معارضون شريطًا مصورًا قالوا إنه لبدء عملية الخروج. ويظهر الشريط عدداً من الرجال، بعضهم ملثم والآخر يضع قبعة على رأسه، وهم يسيرون في صف منتظم للصعود الى متن حافلتين خضراوين وقف بجانبهما عناصر من الشرطة السورية.
وحمل بعض الخارجين حقائب على ظهورهم ورشاشات خفيفة. وبدت في الشريط حافلة ثالثة، وسيارة رباعية الدفع تحمل شعار الامم المتحدة. ويسمع المصور وهو يقول “لحظة ركوب المقاتلين الحافلات ليخرجوا من الاحياء المحاصرة”.
وبعد نحو ساعة، اكد ابو الحارث بدء وصول المقاتلين الى مقصدهم في الدار الكبيرة. واظهر شريط مصور بثه ناشطون على موقع “يوتيوب”، وصول المقاتلين الى “الريف الشمالي لحمص”، من دون تحديد المكان بدقة. وبدأ مقاتلون ينزلون من حافلتين، قبل ان يصعدوا على متن شاحنتين صغيرتين من نوع “بيك اب”. وبدأ أحدهم يستند الى عكازين للمشي، في حين تجمع عدد من المقاتلين في البلدة على متن دراجاتهم النارية.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن 222 مقاتلاً على الاقل وصلوا حتى ظهر اليوم الى الدار الكبيرة. ويأتي الاتفاق بعد مفاوضات بين النظام والمعارضة باشراف الامم المتحدة، يفترض بموجبه أن تدخل القوات النظامية الاحياء المحاصرة بعد انتهاء عملية خروج المقاتلين.
ولا يشمل الاتفاق حي الوعر الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة في مدينة حمص. ويقع الحي الذي يقطنه عشرات الآلاف غالبيتهم من النازحين من احياء اخرى، في جوار احياء حمص القديمة. ونقلت سانا عن البرازي قوله إنه “بالتزامن مع عملية خروج المسلحين من المرجح أن تبدأ عملية التسوية والمصالحة لجعل مدينة حمص خالية من السلاح والمسلحين”.
وفي حال خلو المدينة من مقاتلي المعارضة، يكون الجزء الاكبر من محافظة حمص بات تحت سيطرة القوات النظامية، باستثناء بعض المعاقل في الريف الشمالي مثل تلبيسة والرستن.
وتعد مدينة حمص ذات رمزية كبيرة في الاحتجاجات ضد النظام السوري، وشهدت العديد من التظاهرات ضده منذ منتصف آذار (مارس) 2011. واستعاد النظام غالبية احياء المدينة عبر حملات عسكرية عنيفة، ادت الى دمار كبير ومقتل نحو 2200 شخص منذ بدء الحصار في حزيران/يونيو 2012، بحسب المرصد السوري.
ويضع الاتفاق عمليًا حدًا للمعارك في مدينة حمص، قبل شهر من الانتخابات الرئاسية التي ستنظم في المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام، والتي اعتبرتها المعارضة السورية والدول الغربية “مهزلة”. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع فرانس برس: “هذه هزيمة للمجتمع الدولي وليست انتصاراً للنظام. ثمة صمود اسطوري في حمص رغم سنتين من الحصار”.
اضاف “رغم ذلك لم يفعل المجتمع الدولي أي شيء”، معتبراً ما يجري اليوم “انتصارًا اعلاميًا للنظام لأن لحمص رمزية مرتبطة بالثورة السورية”. ونقل ناشطون ألمًا في صفوف المقاتلين الذين غادروا المدينة. وقال ناشط في بلدة تيرمعلة في ريف حمص التي انتقل اليها بعض المقاتلين الذين خرجوا من حمص، إن هؤلاء “جائعون” و”يشعرون بالغصة”.
وقال وائل لفرانس برس عبر الانترنت “هم جائعون جدًا. سألت احدهم عن شعوره، فنظر اليّ دامعًا، وقال اشعر بالجوع والغصة لمفارقة حمص”. ونقل الناشط عن المقاتل قوله “احسست أن روحي خرجت من جسدي وانا انظر الى حمص اثناء مغادرتها”.
وكان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة وجه تحية الى مقاتلي المعارضة في حمص قبل ايام، مشيدًا “بصمودهم الاسطوري على مدى أكثر من عامين رغم محاولات النظام المستمرة لكسر إرادتهم عن طريق تدمير الأبنية على رؤوس أصحابها، كما قصفه المتواصل بالأسلحة الثقيلة في ظل الحصار والتجويع ونقص الذخيرة”.
وكان اتفاق اشرفت عليه الامم المتحدة، اتاح في شباط (فبراير) خروج نحو 1400 شخص من الاحياء المحاصرة وادخال مساعدات انسانية اليها.
قيادات «داعش» استغلت «البعد العقدي» في سوريا.. ومعظمهم يجهل علوم الشريعة
استعانت ببعض طلبة العلوم الشرعية لإيجاد المبررات لخطاب التنظيم الإرهابي
لندن : ناصر الحقباني ومحمد الشافعي
زاد ارتفاع عدد «الجهاديين» الذين شدوا الرحال من بلدان خليجية وأوروبية نحو سوريا من حدة القلق والانشغال لدى المسؤولين الامنيين في الدول العربية والاوروبية، فيما اوضحت مصادر فرنسية ان عدد المجندين من الشباب الفرنسي والذي يوجد حاليا في مسرح المواجهات يصل سبعة مئة وهو رقم يذهل مسؤولي العدل والمخابرات الذين تفيد معلوماتهم وجود 285 عنصر، فيما كشفت مصادر للاسلاميين في لندن انه من ضمن ثماني آلاف الى عشر آلاف من المقاتلين في سوريا، فان الثلثين ينحدرون من السعودية وليبيا وتونس، اتجهوا نحو دمشق منتصف سنة 2012، لكن عدد المجندين من تلك المناطق تراجع خلال الستة اشهر الاخيرة لفائدة الجهاديين الأوروبيين خاصة بعد الهجمة الكيماوية التي أودت بحياة 1400 شخص. وكانت السعودية أقرت قانونًا يمنع على السعوديين الخروج من المملكة للمشاركة في أعمال قتالية، مهما كان نوعها، وذلك في إطار سياستها في محاربة الارهاب والتشدد الاسلامي. واستهدفت هذه الخطوة في الدرجة الأولى جهاديين يتولون تجنيد الشباب السعوديين للقتال في سوريا، خصوصاً في صفوف «جبهة النصرة» وتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام «داعش»، وهما التنظيمان اللذان صنفتهما السعودية بين المنظمات الارهابية. كما تحاول السعودية، ومعها دول مجلس التعاون الخليجي، تمتين التعاون في ما بينها، من أجل إنشاء شبكة أمنية متكاملة، قوامها إجراءات وقوانين وتدابير ميدانية، تمنع تسرب الارهاب إلى الخليج. وكشفت مصادر مطلعة لـ»الشرق الأوسط» أن عددا من السعوديين انضموا إلى تنظيم «داعش» الذي تزعم أنها تقاتل نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك من مناطق الصراعات في خارج السعودية، إذ جرى التغرير بهم سابقاً، والتحقوا في معسكرات تابعة للتنظيم الأم في أفغانستان.
وقالت المصادر أنه جرى رصد سعوديين في سوريا، التحقوا سابقاً إلى صفوف «القاعدة»، وكانوا يتنقلون بين المثلث الباكستاني-الأفغاني-الإيراني، واتضح في ما بعد مشاركتهم في القتال إلى جانب تنظيم (داعش)، وذلك بناء على بعض التحقيقات التي أجريت مع من بادر بتسليم نفسه إلى السلطات السعودية. وأضافت: «لا يمكن حصر أعداد السعوديين في سوريا، وذلك بسبب تنقل بعضهم من مناطق القتال في أفغانستان وإيران وباكستان إلى داعش أو جبهة النصرة». وكان المطلوب في إحدى قوائم المطلوبين في السعودية ماجد الماجد تسلل الحدود السعودية – اليمنية، وغادرها إلى باكستان، ثم التحق بكتائب عبدالله عزام تحت قيادة السعودي صالح القرعاوي (سلم نفسه إلى السعودية بعد إصابته بعاهة مستديمة)، وتدرب في مناطق إيرانية على القتال، ثم إنتقل إلى سوريا خصوصا وأنه تولى قيادة الكتائب بعد إصابة زميله القرعاوي، والتحق حين وصوله إلى هناك مع جبهة النصرة، وتوفي متأثراً بمرضه في لبنان بعد القبض عليه، فيما قتل المطلوب في قائمة الـ85 عبدالمحسن الشارخ باللاذقية في مارس (آذار) الماضي، وذلك بعد أن مكث فترة طويلة إلى جانب صفوف كتائب عبدالله عزام في وزيرستان. وأشارت المصادر إلى أن هناك عدد ممن إلتحقوا في سوريا، راحوا ضحية خداع من قبل مجرمين، وصفتهم المصادر بأنهم «خلايا نائمة سيتم إستئصالهم عبر العمليات الإستباقية التي تنفذها أجهزة الأمن السعودية منذ إندلاع ظاهر الإرهاب بالسعودية في عام 2003»، إذ يصل المغرر بهم إلى تركيا، بكل سهولة نتيجة سلامة وضعه الأمني عبر أي مطار دولي في السعودية، ويحمل معه رقم الهاتف المحمول لأحد المهربين من الجنسية السورية الذي يعمل على مساعدته في إيصاله إلى الجماعات المقاتلة في (داعش) مقابل 150 دولار على الشخص الواحد، وحين وصوله يجري إستقباله من قبل قائد الكتيبة أو الجناح العسكري المسؤول عن المنطقة الذي يتحفظ على جواز السفر وجهاز الهاتف الذي يحمله.
وأضافت: «معظم القيادين في داعش يجهلون العلم الشرعي، وبالتالي يتم الإستعانة ببعض طلبة العلوم الشرعية الذين يلتحقون إلى تنظيم دولة العراق والشام، ويكلفون بالتنقل بين الكتائب لعرض المبررات والاسانيد لخطاب داعش».
وأكدت المصادر أن عثمان آل نازح هو أحد السعوديين الذين ألتحقوا في داعش العام الماضي، وذلك بعد أن أطلق سراحه نتيجة تورطه في قضايا أمنية. ويحمل آل نازح شهادة الماجستير في قسم الشريعة من جامعة الملك خالد في منطقة عسير، ويتنقل بين الكتائب لتأيد السعوديين على المبادرة في المشاركة بالقتال ضد جبهة النصرة من جهة، ويحرض على حسابه في أحدى مواقع التواصل الإجتماعي، طلبة العلم الشرعي بالإنضمام إلى القتال في سوريا من جهة أخرى، وذلك نتيجة جهل المقاتلين من معظم الجنسيات بالعلم الشرعي.
ولفتت المصادر إلى أن آل نازح لم يخرج لوحده إلى ساحة القتال في سوريا، بل اصطحب معه شقيقه خالد وعدد من أبناء قريته إلى هناك، حيث جرى إستغلاله من قبل القيادين في داعش نتيجة ضعف شخصيته، وهو منفذ بناء على أوامرهم في التنظيم. وذكرت المصادر أن الجهات الأمنية، أبلغت بعض مكاتب القضاة في المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض، إيقاف النظر في عدد من القضايا لمتورطين في خلايا الفئة الضالة، وذلك بعد هروبهم إلى مناطق القتال في سوريا، إذ جرى الإفراج عنهم بكفالة بناء على رأي القاضي، واستغلوا خروجهم من السجن من أجل الالتحاق مع الجماعات المسلحة هناك. وأضافت «القضاة في المحكمة الجزائية المتخصصة يستقبلون طلبات إطلاق السراح بكفالة من الموقوفين خلال المثّول في مجلس القاضي، إذ يجمع القضاة على الموافقة بالإفراج أو التريث من ذلك، وذلك بعدة اعتبارات، من بينها خطورته الأمنية، ومدى انضباطه داخل السجن، وموقفه من القضية نفسها، حيث يستغل بعض المتأثرين بالفكر المتطرف إلى التغرير بالمفرج عنه، وتقديم التسهيلات بالهروب إلى مناطق القتال».
وحول عودة التائبين بعد أن اتضحت لهم الرؤية الحقيقية في التنظيمات الإرهابية، قالت المصادر أن معظم العائدين كانوا عبر تركيا، حيث سهلت السفارة السعودية في تركيا إجراءات عودة الكثير من السعوديين، ومنحت البعض منهم تذكرة عبور نتيجة احتجاز جواز السفر من قبل القيادين في داعش، في المقابل الأعداد الذي استقبلتهم السفارة السعودية في بيروت كانت محدودة جداً.
وأكدت المصادر أن الجهات الأمنية في الرياض تستقبل العائدين في الرياض في مطار الملك خالد الدولي، بالتنسيق مع أسرهم، وتمنح لهم فرصة الإلتقاء بهم، ومن ثم يتم التحفظ عليه للتحقيق معه، حول تورطه في دخوله مناطق الصراع.
غير ان قيادات اصولية في بريطانيا فسرت لـ»الشرق الاوسط» اقبال الشباب الخليجي والسعودي على السفر الى سوريا، بسبب «البعد العقدي»، اي ان هؤلاء الاسلاميين الخليجيين يعدون ديار المسلمين واحدة ولا فرق بين مصر او السعودية او سوريا، عندا تتعرض احدها لعدوان، فيكون القتال من منظورهم «فرض عين».
يقول الدكتور هاني السباعي الاسلامي المصري مدير مركز المقريزي للدراسات في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الاوسط» ان «الشباب الخليجي جميعهم يؤمن بالبعد العقدي، بالاضافة الى ان سوريا من جهة البعد المكاني هي الاقرب لشد الرحال اليها لنصرة اخوانهم في الدين هكذا يؤمن هؤلاء الشباب في ادبياتهم التي تربوا عليها منذ سنوات طويلة».. وكشف السباعي الى ان ابو خالد السوري الذي ارسله زعيم القاعدة أيمن الظواهري وهو مؤسس «احرار الشام» للصلح بين «داعش» و»جبهة النصرة « كان محتجزا مع ابو مصعب السوري في سجون النظام الرئيس السوري بشار الاسد، قبل ان يفرج عنه 2011، ويتوجه الى الشريط القبلي. وقال ان ابو خالد السوري، الذي «قتل لاحقا من عناصر داعش كان من ابرز قيادات القاعدة». وأبو خالد وهو من حلب أمضى فترة في العراق وأفغانستان مقربا من زعيم القاعدة الظواهري وسلفه أسامة بن لادن أرسل إلى سوريا لمحاولة إنهاء الحرب الضروس بين جبهة النصرة وتنظيم «داعش». وحمل مقاتلون إسلاميون منافسون تنظيم « داعش» المسؤولية عن مقتل السوري 2014 ، وبعد ذلك بيومين دعا زعيم جبهة النصرة مسلحي تنظيم الدولة إلى قبول تحكيم العلماء المسلمين خلال خمسة أيام لإنهاء الاقتتال فيما بينهما، أو مواجهة حرب ستؤدي إلى إبادتهم. وقد انتهت هذه المهلة بالفعل». وتطرق السباعي الى مقال بصحيفة الاندبندنت الاحد الماضي, التي نقلت مشاهد من شريط فيديو مثير للقشعريرة وضعته الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) على الإنترنت، حيث يظهر مجموعة من الجهاديين الأجانب وهم يحرقون جوازات سفرهم للتأكيد على التزامهم الدائم بالجهاد». وفي عملية التخلص من الجوازات قام كل شخص بالإعلان عن ولائه للتنظيم , ولكن الخوف ليس مما يحدث الان , ولكن بعد عودة هؤلاء من اتون الحرب والقتال , مشبعين بخبرات قد تثير بالطبع قلق اجهزة الامن العربية والغربية, كما حدث من قبل في تفجيرات لندن 2005». ويظهر في الشريط جهادي كندي وهو يلقي خطابا قصيرا بالإنجليزية قبل أن يتحول للعربية وجاء فيها ‘هي رسالة موجهة إلى كندا ولكل القوى الأميركية، «نحن قادمون «، فيما قال جهادي أردني :»نحن أحفاد أبو مصعب الزرقاوي ونحن قادمون «. وعلق مراسل الاندبندنت كوكبيرن على أصالة وحرفية فيلم الفيديو قائلا إنه مصنوع بطريقة جيدة وربما أنتج في مناطق شمال أو شرق سوريا. ويضيف قائلا إن هذا ‘يستحق النظر إليه وبهدوء مع الأخذ بعين الإعتبار أن هؤلاء ليسوا عصابة معزولة تختبئ في الصحراء أو مغاور الجبال، ف»داعش» اليوم تسيطر أو تستطيع العمل من داخل منطقة شاسعة تمتد ما بين الفرات والبحر المتوسط، ومن الحدود الأردنية إلى جنوب تركيا». ويقول كوكبيرن إن تهديدات كهذه وحرق الجوازات أثارت ذعرا لدى الاجهزة الامنية في كثير من البدان, وأن الجماعات القتالية بدأت تسيطر عليها الجماعات المرتبطة بالقاعدة أو المستنسخة عنها. من جهته قال ياسر السري مدير «المرصد الاسلامي» وهو هيئة حقوقية بلندن تهتم باخبار الاصوليين حول العالم: «لا بد ان تفكر مثل هؤلاء الشباب حتى تقترب من السبب الذي دفعهم الى الذهاب الى هناك». واضاف السري لـ»الشرق الاوسط»:» ان الشباب يذهب الى هناك للفوز باحد الحسنيين، اما النصر او الشهادة، هذا ماتعلموه وحفظوه عن ظهر قلب».
ريما الجريش دفعت بابنها إلى «داعش السورية» وهربت إلى «قاعدة اليمن» وزوجها يحاكم
زوجها يمثل أمام المحكمة الجزائية المتخصصة
الرياض: «الشرق الأوسط»
قال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» إن السلطات المختصة قامت بمساعدة السعودية ريما الجريش التي هربت إلى اليمن بمساعدة عناصر من الخلية الإرهابية التي أعلن عن القبض عليها أمس، نتيجة وضعها الأسري وإيقاف زوجها لتورطه في علاج المصابين من المطلوبين أمنيا منذ بداية الإرهاب بالسعودية في عام 2003، مشيرا إلى أن الجريش دفعت بابنها معاذ (16 عاما) إلى القتال في صفوف تنظيم دولة العراق والشام (داعش) منذ ستة أشهر.
وأوضح المصدر أن ريما الجريش تتلقى مساعدات مالية وعينية محدودة، تعينها على التصرف بشؤون أسرتها الصغيرة ومقاومة العيش، كون أن مصدر دخلهم، تورط في علاج مطلوبين أمنيا وتوفير المواد الطبية، لأنه يعمل في أحد المراكز الطبية في مدينة بريدة.
وأشار المصدر إلى أن الهاربة الجريش، لم تبادل الاهتمام من الجهات المختصة لوضعها الاجتماعي، بل عمدت إلى التجمعات أمام مبنى المباحث العامة وسجن الطرفية في القصيم تطالب بالإفراج عن زوجها، إذ جرى إيقافها أكثر من مرة وأخذ التعهدات على أفراد أسرتها.
وأضاف: «اتخذت ريما من وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة لترويج قضية زوجها، وتطالب بالإفراج عنه، مما دفع عددا من المتطرفين في مناطق الصراع خارج السعودية إلى تأييدها ودعمها، مستغلين بذلك وضعها الاجتماعي».
ولفت المصدر إلى أن زوج الجريش تورط في الانضمام إلى خلايا الفئة الضالة، وهو حاليا يمثل أمام المحكمة الجزائية المتخصصة، إذ عثر في منزله على أسلحة وذخائر، دفنها في حديقة منزله، فيما دفعت بابنها معاذ للالتحاق لتنظيم داعش الذي يزعم أنه يحارب نظام بشار الأسد.
وكانت الشبكة الإرهابية التي أعلنت السلطات السعودية القبض عليها أمس، ساعدت ريما الجريش وأروى بغدادي على تهريبهما خارج المملكة، إذ إن الشبكة الإرهابية على معرفة بخطوط التهريب، خصوصا عبر الحدود الجنوبية للسعودية، وذلك لتهريب الأشخاص والأسلحة مع إعطاء أولوية قصوى لتهريب النساء.
سوريا ودول الفراغ الأمني الحاضن الرئيس للجماعات الإرهابية المسلحة
مختصون وصفوها بالتنظيمات «عابرة القارات»
جدة: سعيد الأبيض
أجمع مختصون في الشأن السياسي والأمني، على أن دول الجوار التي تعاني فراغا أمنيا تكون أراضي خصبة لتنامي الجماعات الإرهابية وتشكل قلقا لكافة دول المنطقة والعالم، وخاصة أن عدد الفرق والمنظمات في سوريا وحدها وصل إلى أكثر من 90 جماعة تقاتل بعضها البعض من جهة، والنظام السوري من جهة أخرى.
وقال الدكتور عبد الله العسكر، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى لـ«الشرق الأوسط»، إن الأسباب الحقيقية وراء زيادة المنظمات الإرهابية في المنطقة، تعود للفراغ السياسي والأمني في عدد من دول المنطقة، إذ أصبحت تلك الدول جاذبة لمثل هذه المنظمات الإرهابية من مختلف دول العالم، مثل تردي الأوضاع الأمنية والسياسية في سوريا والتي تحتضن قرابة 90 منظمة وجماعة تحارب بعضها البعض، واستمرار مثل هذه الفوضى في أي دولة يعد سببا لجذب واستقطاب هذه الجماعات.
ولفت العسكر إلى أن هذه المناطق تشكل قلقا على دول الجوار في تصدير مثل هذه المنظمات الإرهابية، وتشكل هاجسا على دول العالم في كيفية كبح جماح توسع الجماعة الأفقي أو العمودي في الدول، وخاصة أن هذه المنظمات تؤمن إما بالتشدد الديني أو السياسي، ويكون الهدف هو إسقاط وزعزعة الأمن في بعض الدول، لافتا إلى أن غالبية المنتسبين لمثل هذه الجماعات يعملون في الميدان وليس لديهم تخطيط واضح ولا يمتلكون العلم والمعرفة، ويكون أداؤهم عشوائيا أو بأوامر خارجية.
وأردف رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى، أن التنظيمات الحالية لا تعترف بالتوجه السياسي أو الديني، أو اللغة، فهي عابرة للقارات ويمكن الدخول في أي تنظيم بشكل مباشر، وهو تطور حديث في التنظيمات الإرهابية نتيجة للعولمة والتقدم التقني والتواصل الاجتماعي، الذي أزال الحدود وسهل معرفة فكر أي مجموعة وسهولة الانتساب إليها، دون السفر وأخذ الأوامر والتوجيهات بشكل سريع ومباشر، مشيرا إلى أن السنوات الأخيرة سجلت الكثير من الحالات لانتقال عناصر إرهابية من جماعة لأخرى، وهو تحول خطير في مسيرة الجماعات الإرهابية.
ودعا العسكر، المجتمع الدولي والمنظمات المدنية الفاعلة ومجلس الأمن، إلى رفع مستوى الدعم بين الدول لمحاربة الإرهاب، وذلك من خلال تبادل المعلومات، وتجفيف منابع التمويل في كل الدول، وتشديد الرقابة على التقنية الحديثة، مع أهمية الدعم اللوجيستي للدول غير القادرة على مواجهة الجماعات الإرهابية، لافتا إلى أهمية المشروع الكبير الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والمتمثل في إنشاء مركز عالمي لمحاربة الإرهاب والتصدي له بكل الوسائل، وهي فرصة سانحة لدعم هذا المشروع بين جميع دول العالم للقضاء على ظاهرة الإرهاب.
من جانبه، أكد الدكتور سعود السبيعي، رئيس لجنة الشؤون الأمنية في مجلس الشورى، أن سقوط مثل هذه المنظمات الإرهابية غير مستغرب، فالمملكة قطعت شوطا كبيرا في تفكيك مفاصل الإرهاب، ولدى الأجهزة الأمنية تراكم معرفي وتحليلي للمعطيات يساعد الأجهزة في الوصول لهذه المنظمات والمنتسبين إليها.
المهربون الحدوديون وسيلة تجنيد السعوديين في «داعش»
يستقبلون صغار السن ويأخذونهم إلى معسكرات العزل
لندن: عضوان الأحمري
مشاهد السعوديين المنضمين لما يعرف بـ«الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) بات مألوفا بعد انتشار عشرات المقاطع على «يوتيوب» لأفراد «داعش»، وهم يقدمون السعوديين متصدرين تلك المشاهد المرئية، متوعدين بتنفيذ هجمات إرهابية لتحرير «الجزيرة»، ويقصد به الجزيرة العربية جغرافيا، والمعنى في كلامهم استهداف المملكة العربية السعودية. عبارات مثل «بلاد الحرمين» و«الجزيرة» و«جزيرة العرب» دأب أفراد التنظيمات الإرهابية على استخدامها حين يأتي الحديث عن السعودية، في محاولة لتجريدها من أي هوية أخرى وربطها بالعبارات التي تؤدي الغرض لديهم.
هناك من يحاول الربط بين السعوديين كأفراد وتنظيم «داعش»، كونهم غالبية متصدري مقاطع الفيديو على موقع «يوتيوب» أو غيره، إلا أن اعترافات بثها التلفزيون الرسمي السعودي شهر مارس (آذار) الماضي لمجموعة من الشباب العائدين إلى السعودية بعد اكتشافهم حقيقة الصراع في سوريا، قالوا إنهم ذهبوا إلى سوريا عن طريق مهربين على الحدود التركية، دون معرفة منهم إذا ما كانوا سيقاتلون في صفوف «داعش» أو جبهة النصرة أو حتى الجيش السوري الحر، فالمهرب هو من يأخذ الشاب المتحمس المندفع الذي يظن أنه سينصر الشعب السوري أو الأمة الإسلامية بنفيره إلى سوريا أو غيرها من مناطق الصراع في العالم، ليجد نفسه عبدا مأمورا بقيادة تكفيريين في تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية أو غيرها من الكتائب المتقاتلة والمقاتلة على الأراضي السورية.
وحسب خبراء أمنيون، فإن جماعات مثل «داعش» وجبهة النصرة، تسعى لعزل الشبان السعوديين عديمي العلم الشرعي، وتعرضهم على ما يعرف بـ«الشرعيين» في التنظيم لإعطائهم جرعات دينية وأسس في الجهاد والسمع والطاعة وتنظيم الجماعات من الداخل، وبعد أن يصبح الشاب جاهزا للقتال يقوم القائمون على التنظيم بإشراكه في عمليات قتالية وبعدها ينقل إلى مجاميع شبابية أخرى بقيادات من شمال أفريقيا ودول عربية، ويكون فيها السعوديون مستمعين، فيعرض لهم وعليهم قضايا المعتقلين من تنظيم القاعدة في السعودية ومحاولة تصوير ذلك بالحرب على الإسلام والجهاد والمجاهدين، ومن ثم تخويف شباب السعودية بعواقب عودتهم إلى المملكة لضمان بقائهم عناصر فاعلة في «داعش» يستخدمون في أي وقت.
ومن القضايا التي عرضت أكثر من مرة على مجموعات من صغار السن من السعوديين في تنظيم «داعش» بعض حالات الإرهاب النسائي لمعتقلات سعوديات عرفن بدعم أو تمويل تنظيم القاعدة حين كان نشطا على الأراضي السعودية، ويقوم قادة بعض كتائب ومجاميع الدولة الإسلامية في العراق والشام بعرض تلك القضايا على صغار السن ومحاولة إقناعهم بضرورة التحرك لنصرة ما أطلقوا عليه «الحرائر».
اعترافات الشبان السعوديين كانت تدل على أن المهربين الحدوديين بين تركيا وسوريا كانوا حلقة الوصل والتوزيع بين المندفعين للقتال بهدف نصرة القضية السورية، لكن دون أن يعرف ذلك المندفع مصيره، فالمهرب بات يتصرف بشكل تلقائي يقوم بإيصال الضحية الجديدة لما يسمى ببيوت الضيافة للجماعات الإرهابية وتسمى «مضافة»، يتم فيها استقبال المستجد الحدث وتهيئته ومحاولة زرع الطمأنينة بداخله، إلا أن كل هذا الكرم وحسن الاستقبال لا يلبث أن يستمر أياما يبدأ بعدها أفراد في التنظيم باستفزازه وطلب جواز سفره لضمان عدم عودته إلى بلاده.
في الـ28 من أبريل (نيسان) الماضي، عرض برنامج «الثامنة» مع داود الشريان على محطة تلفزيون الشرق الأوسط «إم بي سي» حلقة خاصة عن عودة أحد الشباب السعوديين المغرر بهم والذين عادوا من القتال في سوريا، وعمره لم يتجاوز 19 سنة.. يروي الشاب قصة تنقله بين كتائب مقاتلة متضادة بقوله: «وصلت إلى تركيا وبعدها وجدت مهربا عن طريق المطار، وصلت إلى داخل سوريا ثم استقبلوني في مكان للضيافة وكان في البداية مع فصائل سورية ليست جهادية ثم تنقلت إلى جبهة النصرة وبعدها (داعش)». مسفر، الذي كان يروي بكل براءة تنقله بين الفصائل والجماعات القتالية والإرهابية المختلفة فكرا وهدفا، كان ضحية لمهربين يقومون بتسليم الشبان القادمين من بعض البلدان العربية إلى التنظيم الذي يدفع أكثر، وصاحب المهربين الأقرب والأشهر. هذا لا يعني أن هناك شبانا غادروا السعودية أو أي بلد آخر دون هدف الانضمام إلى «داعش»، بل العكس. حيث بث التلفزيون السعودي الرسمي في شهر مارس الماضي اعترافات لثلاثة شبان سعوديين في برنامج «همومنا»، وهو برنامج يعنى بتقويم المسار الفكري لدى بعض المغرر بهم، ومحاولة إعادتهم وتهيئتهم للانخراط مع المجتمع، قام البرنامج بعرض اعترافات لشابين اثنين منهم صرحا أنهما نسقا مع معرفات تابعة لـ«الدولة» حسب تعبيرهم، وهي المعرفات التي سهلت وصولهم إلى الأراضي السورية لينضموا بعد ذلك إلى «داعش»، ولم تمض أيام على انضمامهم لدولة العراق والشام الإسلامية، إلا وبدأوا بالهجوم على السعودية وعلى هيئة كبار العلماء فيها (المؤسسة الدينية الرسمية)، وتحريض الشبان على الخروج للقتال في سوريا إلى جانب «داعش»، وعرض مقاطع مرئية لشبان سعوديين يدعون أبناء وطنهم للخروج.
يروي سليمان السبيعي والمعروف بـ«السمبتيك» في البرنامج أنه بعد وصوله إلى سوريا وبعد أيام من انضمامه لـ«داعش» طلبوا منه استخدام معرفاته على وسائل التواصل الاجتماعي لدعوة السعوديين للقتال ثم للتهجم على رموز دينية وسياسية محاولين إقناعه أن ذلك من الجهاد، في وقت كان يعترض عليهم وعلى أوامرهم له بذلك الهجوم.
قصة السبيعي وغيرها من عشرات القصص، لا سيما وأن قادة التحريض في كل من أفغانستان والعراق والآن سوريا هم من نفس الجنسيات التي تحاول تأسيس ما يشبه معسكرات العزل الفكري للسعوديين المندفعين وتأسيسهم فكريا على أساس تكفيري وبتحريض مستمر على بلدهم ومواطنيهم، يأتي التساؤل: من يقف خلف أولئك القادة، ولماذا تنحصر جنسياتهم بين ثلاث جنسيات من شمال أفريقيا امتهنت تحريض الشبان والمقاتلين السعوديين على استهداف بلدهم ومقدراته.
المعارضة تفجر نفقا وتوقع 30 قتيلا من القوات النظامية في إدلب
تكتيك جديد تستخدمه للتسلل إلى المواقع الحكومية وتفجيرها
بيروت: «الشرق الأوسط»
تعتمد كتائب المعارضة السورية استراتيجية حفر الأنفاق للوصول إلى مواقع القوات النظامية وتدميرها في ظل التحصينات المنيعة التي تتمتع بها هذه المواقع، مما دفع النظام إلى استخدام أجهزة رصد خاصة تستشعر الحركة تحت الأرض لكشف أنفاق المعارضة وقصفها.
وأعلن أمس عن تمكن مقاتلي المعارضة من نسف «حاجز الصحابة»، التابع لمعسكر وادي الضيف في معرة النعمان بإدلب، حيث حفر مقاتلو المعارضة نفقا تحت الحاجز مباشرة بطول 290 مترا، استمر العمل على حفره 50 يوما، وشارك فيه أكثر من 60 مقاتلا معارضا. ونسف بأكثر من 40 طنا من المتفجرات.
وتتبع كتائب المعارضة سياسة «حرب الأنفاق» لتدمير الحواجز النظامية، بسبب التحصينات التي تحيط بهذه الحواجز، وفق ما يؤكد المتحدث باسم المجلس العسكري الأعلى العميد قاسم سعد الدين لـ«الشرق الأوسط»، موضحا أن «القوات النظامية تخصص عددا من الدبابات لحماية حواجزها يصل مدى نيرانها إلى نحو سبعة كيلومترات، الأمر الذي يمنع قوات المعارضة من الاقتراب قرب المنطقة».
وأشار سعد الدين إلى أن «استخدام هذه الأنفاق لا يقتصر على الصعيد العسكري وإنما تستخدم أيضا لنقل المقاتلين من منطقة إلى أخرى في ظل الحصار النظامي الخانق، كما تستخدم لإدخال المساعدات الإغاثية».
واعتمدت فصائل المعارضة على الأنفاق بشكل رئيس للخروج والدخول إلى أحياء حمص المحاصرة خلال الفترة الماضية، لكن القوات النظامية كشفت عددا منها عبر استخدام أجهزة رصد خاصة تستشعر الحركة تحت الأرض، وفق ما تؤكده مصادر عسكرية.
وبدأت المعارضة باستخدام الأنفاق في جنوب دمشق بعد شيوع أنباء عن قيام مقاتلين من حركة حماس الفلسطينية بتدريب كتائب المعارضة على اعتماد هذا التكتيك ضد القوات النظامية. وكثيرا ما اعتمدت حركة حماس على الأنفاق الأرضية السرية كتكتيك عسكري في مواجهتها مع إسرائيل في قطاع عزة.
ومع تزايد استخدام الأنفاق من قبل المعارضة، وجدت القوات النظامية نفسها مضطرة إلى اتباع الأسلوب ذاته عبر حفر أنفاق مضادة توصل إلى المناطق التي يتمركز فيها المقاتلون المعارضون. إذ أعلن لواء «شهداء الإسلام» المعارض في بلدة درايا بريف دمشق، قبل نحو شهر، تفجير نفق بالعبوات الناسفة، كانت القوات النظامية حفرته بطول 70 مترا يصل بين نقطة للنظام وأخرى للمعارضة عند الجبهة الشمالية في المدينة، مما أوقع أكثر من خمسين قتيلا في صفوف القوات النظامية، بحسب ما أكد اللواء المعارض. وأشار إلى أن «القوات النظامية حفرت هذا النفق للتسلل وتفخيخ أماكن تمركز مقاتلي المعارضة والتي لا يستطيع الوصول إليها أو اقتحامها».
وتمكنت فصائل المعارضة من قلب الميزان العسكري لصالحها في محافظة حلب عبر استخدام الأنفاق، التي حفرها عناصرها، وتمتد من نقاط تمركزهم إلى الأبنية التي تتحصن بداخلها العناصر النظامية، كي تفخخ تلك الأبنية وتفجر عبر زرع أطنان من المواد المتفجرة، الأمر الذي جنب المقاتلين المعارضين قناصة النظام وسهل عليهم التقدم والسيطرة على مواقعه في أكثر من جبهة استراتيجية.
واستطاعت المعارضة في الفترة الأخيرة تفجير عدد من المباني عبر الأنفاق كمبنى الكارلتون والقصر العدلي وغرفة صناعة حلب والأبنية المحيطة بها، كما تمكن مقاتلوها من قتل العشرات من الجنود النظاميين المتحصنين داخلها، وفق ما أفاد «مركز حلب الإعلامي».
ودفع هذا الواقع القوات النظامية في حلب إلى الدفاع عن نفسها بالأسلوب نفسه فحفرت أنفاقا بمحيط الفروع الأمنية وبعض الأحياء الواقعة تحت سيطرتها. وأفاد ناشطون بحفر نفق في محيط فرع المخابرات الجوية في حي جمعية الزهراء وآخر بمحيط فرع الأمن السياسي في حي ميسلون. وغالبا ما تمتد الأنفاق التي تحفرها المعارضة، وفق مصادر فيها، لأكثر من 200 متر وهي مجهزة بفتحات تهوية ومزودة بإنارة ووسائل اتصالات حديثة. ويتسع بعض هذه الأنفاق لعربة مدرعة، فيما بعضها الآخر مجهز بغرف عمليات عسكرية وكاميرات مراقبة.
صفقة الطائرات الروسية لسوريا تضاعف قدرات سلاحها الجوي في معاركها الداخلية
المعارضة تعدها «إجهاضا للحل السياسي»
بيروت: نذير رضا
لا ينظر خبراء إلى الكشف عن نية روسيا تسليم طائرات حربية إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد، على أنه خارج سياق الدعم السياسي والعسكري والاستراتيجي للنظام، لكن هذا الإعلان الأول من نوعه لجهة تزويد دمشق بأسلحة تُستخدم في حربها الداخلية ضد فصائل المعارضة، «يندرج ضمن إطار الحرب النفسية». وفيما تشير تقارير دولية إلى أن الدعم الروسي لدمشق «ليس خافيا على أحد»، تنظر المعارضة إلى هذا الدعم على أنه «إجهاض للمساعي الدولية في إيقاف نزيف الدم السوري، وإصرار من الجانب الروسي على إطلاق رصاصة الرحمة على جهود الحل السياسي». ويعد الكشف عن نية موسكو تسليم النظام السوري نهاية العام الحالي أولى دفعات طائرات روسية من طراز «ياك 130» من أصل 36 طائرة تعاقدت سوريا على شرائها في عام 2011، الأول من نوعه منذ بدء الأزمة السورية التي اندلعت في مارس (آذار) من العام ذاته، وانخراط القوات الحكومية في حرب ضد فصائل المعارضة في البلاد. ولطالما اقتصر إعلان موسكو عن التعاون مع دمشق عسكريا، على الأسلحة الاستراتيجية، وكان آخرها منظومة صواريخ الدفاع الجوي «إس 300» التي أثارت موجة اعتراض إسرائيلية.
ويؤكد رئيس «مركز الشرق الأوسط للدراسات»، الدكتور هشام جابر، أن تجربة تزويد روسيا الدول العربية بالسلاح، تشير إلى أن موسكو «لا تسلم أسلحة قادرة على خلق توازن مع السلاح الإسرائيلي»، كما أن هذه المنظومة من الطائرات التدريبية التي طورت إلى قاذفات في ما بعد، «لا تحقق التفوق الجوي على سلاح الجو الإسرائيلي»، مما يؤكد أن هذه الدفعة من سلاح الجو «معدة للاستخدام الداخلي».
ويوضح جابر، وهو عميد ركن متقاعد من الجيش اللبناني، أن روسيا منذ أيام الاتحاد السوفياتي «لا تسلم جيلا من الأسلحة قبل أن تدخل الأكثر تطورا إلى ترسانتها»، مشيرا إلى أن تلك الصفقات «لا تغير في مسار المعركة مع إسرائيل التي تمتلك أحدث منظومات الدفاع والطائرات الأميركية».
وطورت طائرة «ياك 130» إلى قاذفة للإسناد الجوي، بعدما صممت لأول مرة في عام 1996 بوصفها طائرة تدريبية. وبفعل التطوير، تحولت إلى طائرة مقاتلة خفيفة، يمكنها أن تنفذ، بحسب مطوريها، مهمات الاستطلاع، أو يمكن تخصيصها لمهمات الدعم والإسناد، بفضل قدرتها على حمل ما يقارب ثلاثة أطنان تشمل أنواعا مختلفة من الصواريخ والقنابل.
وكانت دمشق عقدت الصفقة مع موسكو نهاية عام 2011 وتتضمن عقدا لشراء 36 طائرة من هذا الطراز. وفي يونيو (حزيران) الماضي، سددت سوريا نحو 100 مليون دولار من ثمن الطائرات، على أن تتسلم تسعا منها نهاية العام الحالي، بحسب ما نقلته صحيفة «كوميرسانت» الروسية عن مصدر قريب الصلة من شركة تصدير الأسلحة الروسية «روس أوبورون أكسبورت». وأوضح أن دمشق ستتسلم 12 طائرة منها في عام 2015، و15 طائرة في عام 2016 طبقا لخطة تسليم طائرات «ياك 130».
وينظر جابر إلى الكشف عن موعد تسليم الطائرات على أنه «جزء من حرب نفسية تمارسها موسكو، مقابل الإعلان عن تسليم أسلحة أميركية (صواريخ تاو المضادة للدروع) إلى مقاتلي المعارضة»، كون هذا الإعلان «مخالف لاستراتيجية روسيا السابقة». فمن جهة النظام السوري، يوضح جابر أن القوات الحكومية «لا تحتاج إلى تحديث سلاح الجو إلا بأسلحة كاسرة للتوازن مع إسرائيل، كون 80 في المائة من أسطولها الجوي الحربي لا يزال فاعلا، ويُستخدم في المعارك الداخلية»، فضلا عن أن سوريا تمتلك «طائرات الـ(ميغ) بأجيال مختلفة، وطائرات (سوخوي)، باستثناء الجيلين الأخيرين».
ومن جهة روسيا، يقول جابر، إن موسكو لم تتوقف عن تزويد النظام بالكثير من قطع غيار المعدات الحربية والذخيرة والعتاد العسكري، إضافة إلى أسلحة استراتيجية مثل صواريخ «يوخونت البحرية»، من غير أن تؤكد أو تنفي صحة التقارير عنها، معربا عن قناعته بأن تلك المنظومة من صواريخ الدفاع البحري «كانت سببا من مجموعة أسباب منعت الولايات المتحدة من تنفيذ عملية عسكرية على سوريا» في أغسطس (آب) الماضي.
أمام هذا الواقع، يرى إن الإعلان «أرادت منه موسكو توجيه رسائل ضمن حربها النفسية، تقول فيها إنه إذا زودتم المعارضة بأسلحة نوعية، فسنزود النظام بهذه الأسلحة».
وفي حين بدا استخدام هذه الطائرات، على نحو شبه مؤكد، محصورا في المعارك الداخلية، وصف عضو الهيئة السياسية في الائتلاف السوري المعارض نصر الحريري إعلان الخطوة الروسية بأنها «إجهاض للمساعي الدولية في إيقاف نزيف الدم السوري، وإصرار من الجانب الروسي على الولوغ بدماء السوريين، وإطلاق لرصاصة الرحمة على جهود الحل السياسي». وقال الحريري في بيان، «إن مثل هذه التصرفات ليست غريبة عن روسيا، فمن يرفع (الفيتو) من أجل إيقاف إدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، ويستخدم تجويع الأهالي ورقة ضغط سياسية، لن يخجله الاستمرار في الدعم العسكري، بغية محاولة إيقاف عجلة الثورة السورية».
خروج محاصرين من حمص والمعارضة تسيطر على تلّين
أفاد مراسل الجزيرة في مدينة حمص السورية بأن أول دفعة من المحاصرين في حمص القديمة خرجت اليوم برفقة بعثة الأمم المتحدة باتجاه بلدة الدار الكبيرة بريف حمص الشمالي، وتضم الدفعة نحو ثمانين مقاتلا من المعارضة ينتمون إلى الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة وجبهة النصرة.
وكان اتفاق المعارضة مع النظام يقضي بتحديد اليوم موعدا لخروج مقاتلي المعارضة من حمص القديمة، وسيتم في هذه العملية خروج نحو 2400 شخص من حمص القديمة بمرافقة بعثة من الأمم المتحدة.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حافلتين تقلان مقاتلي المعارضة من حمص غادرتا وسط المدينة المحاصرة، وأضاف أنه في الوقت نفسه فتح مقاتلو المعارضة في شمال البلاد الطريق المؤدية إلى بلدتين شيعيتين هما نبل والزهراء في ريف حلب كانوا يحاصرونهما للسماح بدخول المساعدات الغذائية والطبية إليهما.
جزء من اتفاق
وهذه الخطوات جزء من اتفاق بين مقاتلي المعارضة والجيش السوري النظامي الذي حاصر مقاتلي المعارضة في مدينة حمص منذ أكثر من عام، وسينهي الاتفاق أي وجود لمقاتلي المعارضة في وسط المدينة التي كان يطلق عليها عاصمة الثورة السورية.
وأعلن محافظ حمص طلال البرازي في تصريح لوكالة الأنباء السورية (سانا) بدء خروج الدفعة الأولى من مسلحي المعارضة من أحياء حمص القديمة. وقد رجح البرازي أن تبدأ بالتزامن مع هذا الخروج عملية التسوية والمصالحة لجعل مدينة حمص خالية من السلاح والمسلحين.
وأضاف أن الجهود تبذل كي تشمل العملية جميع أحياء حمص وليس حمص القديمة فقط، لافتاً إلى أن وحدات الجيش ستقوم بعد خروج المسلحين بعملية التفتيش، وتفكيك العبوات الناسفة والألغام، وإزالة السواتر الترابية.
تأجيل التنفيذ
وكان اتفاق بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة نصّ على بدء عملية خروج المسلحين من حمص ظهر أمس الثلاثاء، غير أنه أرجئ إلى اليوم، وعزا أحد القادة الميدانيين في المدينة أسباب هذا التأجيل إلى قيام جرافات النظام بفتح الطرقات داخل الأحياء.
ويسمح الاتفاقُ لكل مسلح بحمل حقيبة واحدة، بالإضافة إلى سلاحه الفردي، ويغادر المسلحون باتجاه الدار الكبيرة في ريف حمص الشمالي على أن يفسح المجال لمن يريد تسوية أوضاعه والبقاء في حمص، بينما يشرف الجيش السوري عن بُعد على العملية.
من جانب آخر، قالت لجان التنسيق إن 66 قتلوا في سوريا أمس الثلاثاء، بينهم 12 طفلاً وأربع سيدات وستة قتلى تحت التعذيب، وقد سقط عدد من الضحايا إثر قصف بالقذائف والطيران الحربي في كل من منطقة الزبلطاني بـدمشق وفي مدينة أخترين في ريف حلب، وفي مدينة جاسم بريف درعا.
السيطرة على تلّين
وذكرت شبكة شام أن كتائب المعارضة سيطرت على تل المطوق الكبير وتل المطوق الصغير جنوب مدينة إنخل بريف درعا الشمالي الغربي، وسقط في هذه العمليات عشرات القتلى من عناصر النظام، كما سيطر الجيش الحر على حاجز ومنطقة خربة فادي، وقد شن الطيران الحربي غارة على التل الصغير بعد سيطرة المعارضة عليه.
وأضافت أن الفصائل التي تشارك في المعركة هي فرقة الحمزة وجبهة ثوار سوريا وحركة المثنى الإسلامية، وشاركت فيها أيضا حركة أحرار الشام ولواء المهاجرين والأنصار وجبهة أنصار الإسلام وفرقة اليرموك وفوج المدفعية واللواء الثاني في فرقة تحرير الشام والفرقة 69 قوات خاصة.
وفي ريف حماة، ذكرت مسار برس أن قوات الأسد اقتحمت بلدة خطاب وتشن حملة دهم واعتقالات واسعة، بينما أسقطت كتائب المعارضة طائرة استطلاع في الريف نفسه وتصدت لمحاولة قوات النظام اقتحام مدينة مورك.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014
مغادرة أول دفعة من محاصري حمص و6 عائلات ترفض الخروج
العربية.نت
أفاد ناشطون سوريون بدخول هدنة حمص حيز التنفيذ صباح اليوم الأربعاء، بعد وصول حافلات لنقل المقاتلين والمدنيين المحتجزين في المدينة المحاصرة منذ أكثر من سنتين. وقال أبو الحارث الخالدي “خرجت ثلاث حافلات تحمل على متنها 120 شخصاً من أحياء حمص القديمة”، مشيراً إلى أن هؤلاء هم “من المدنيين والمقاتلين المصابين وغير المصابين”، وأن العملية بدأت الساعة العاشرة صباحاً (0700 تغ). وأضاف أن هؤلاء “يتوجهون إلى بلدة الدار الكبيرة” في الريف الشمالي لحمص، على بعد نحو 20 كلم من المدينة.
فنانون سوريون في حملات دعائية للانتخابات
العربية.نت
استعان النظام السوري ببعض الوجوه الفنية الموالية له، للترويج للانتخابات الرئاسية المقرر عقدها في 3 يونيو المقبل.
وشارك في الحملة الدعائية التي تبنت شعاري “صوتك أمانك” و”صوتك حريتك” فنانون سوريون مشهورون، بالإضافة إلى بعض المغمورين. وأبرز هؤلاء الممثلون: دريد لحام، وسلاف فواخرجي، وسلمى المصري، ومصطفى الخاني، ووائل شرف، وأحمد رافع والمغني شادي أسود.
وشرح كل من هؤلاء الفنانين وجهة نظره في الانتخابات الرئاسية في كليبات صغيرة، مدتها تراوحت بين 15 ثانية ودقيقة، رفعتها قناة “سما” على موقع “يوتيوب”.
وشدد هؤلاء على ضرورة المشاركة في الانتخابات الرئاسية، وممارسة “حريتنا في اختيار رئيسنا”، حسب تعبير شادي أسود.
أما وائل شرف فاعتبر أن “الانتخابات هي معنى الحرية الحقيقية وهكذا نمارسها بأرقى صورها”، فيما قال دريد لحام: “مقام الرئاسة كان بالاستفتاء وأصبح بالانتخاب.. وذلك يكرس الديمقراطية في سوريا”.
سوريا.. إجلاء الدفعة الأولى من مسلحي حمص
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
وصلت الدفعة الأولى من المسلحين الذين كانوا محاصرين في أحياء حمص القديمة، وعددهم 222 مسلحا، الأربعاء، إلى بلدة الدار الكبيرة بريف حمص، وفقا لما قاله ناشطون.
وبحسب وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، أكد محافظ حمص، طلال البرازي، خروج الدفعة الأولى من المسلحين من أحياء حمص القديمة المحاصرة منذ أكثر من عامين.
وأوضح أحد ممثلي المعارضة، أبو الحارث الخالدي لوكالة “فرانس برس”، أن المغادرين “من المدنيين والمقاتلين المصابين، وغير المصابين”.
ويتواجد في الأحياء المحاصرة، قرابة 1200 مقاتل معارض.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بريطانيا، إنه جرى فتح الطرق المؤدية إلى القرتين المحاصرتين النبل والزهرة في محافظة حلب، من قبل مقاتلي المعارضة، بالتزامن مع عملية الإجلاء.
ومع انتهاء عملية الإجلاء، تتسلم القوات النظامية الأحياء المحاصرة.
ولا يشمل اتفاق حمص، بين القوات الحكومية والمعارضة، حي الوعر الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة في مدينة حمص. ويقع الحي الذي يقطنه عشرات الآلاف غالبيتهم من النازحين من أحياء أخرى، في جوار أحياء حمص القديمة.
ومنذ يونيو 2012، تحاصر القوات الحكومية، مساحة تمتد على كيلومترين مربعين تقريبا داخل حمص.
ويعاني سكان هذه المنطقة من نقص فادح في المواد الغذائية، والأدوية.
غارات على عرسال
وعلى الجانب الآخر شن الطيران الحربي السوري، الأربعاء، غارات على مواقع المسلحين في تلال عرسال، على الحدود اللبنانية.
فيما تعرضت الغوطة الشرقية، وحي جوبر، في ريف دمشق، إلى قصف عنيف، حيث دارت اشتباكات بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة.
وقال ناشطون، إن قصفا مدفعيا عنيفا، استهدف أعماق الغوطة الشرقية، وحي جوبر، وسط سماع أصوات اشتباكات تدور على جبهة العباسيين.
وفي ريف حلب الشمالي، سقط عدد من القتلى والجرحى، جراء غارة جوية في مدينة أعزاز.
كما قصفت القوات الحكومية، بلدة تسيل، وأطراف بلدة الحارة، في ريف درعا.
حي الوعر.. معقل “الأزمة الإنسانية” بحمص
مهند الشناوي – أبوظبي – سكاي نيوز عربية
بينما بدأ مقاتلو المعارضة الانسحاب من أحياء حمص القديمة، بموجب اتفاق مع القوات الحكومية لوقف إطلاق النار، تلقى السكان المحاصرون في حي الوعر، الحي الذي يؤوي معظم المدنيين في المدينة ويعج بالجوعى والمرضى، نذرا يسيرا من المساعدات الإنسانية.
وانسحب نحو ألف مقاتل من وسط حمص صباح الأربعاء، باتجاه الشمال، مما يعطي الفرصة للحكومة باستعادة السيطرة على هذه المدينة التي كانت تعرف ذات يوم باسم “عاصمة الثورة”.
لكن هذا الانسحاب من وسط حمص ليست له انعكاسات إنسانية على السكان، لأن الغالبية العظمى منهم نزحوا إلى حي الوعر، المعروف باسم “حمص الجديدة”، حسبما يقول الناشط محمد الحميد، الذي تحدث إلى “سكاي نيوز عربية” من حمص عبر “سكايب”.
وتضم حمص 28 حيا، فر سكان نصفها إلى حي الوعر بعد أشهر من بدء الحرب في سوريا عام 2011، أما باقي الأحياء فأخليت من سكانها لاحقا مع اشتداد قصف قوات النظام عليها، واتجهوا أيضا إلى الوعر الذي بات يؤوي نحو 95 % من الحمصيين.
ويقع حي الوعر على ضفة نهر العاصي، وعرف باسم حمص الجديدة بسبب حداثة تأسيسه، ويعيش به حاليا نحو نصف مليون سوري، لا يزيد عدد السكان الأصليين للحي منهم على 20%.
وحي الوعر محاصر منذ 10 أكتوبر 2013، حيث تمنع القوات الحكومية دخول المواد الغذائية والمساعدات الطبية والوقود، حتى سمحت بذلك منذ أيام بموجب الاتفاق الأخير، لأول مرة منذ أشهر، حيث اشترط مقاتلو الجبهة الإسلامية تقديم مساعدات للحي للانسحاب من حمص.
لكن حسب محمد الحميد مراسل شبكة سوريا مباشر، فإن هذه المساعدات لا تسد جوع سكان الحي الذين فقدوا أعمالهم بسبب النزوح، ويخشون ملاحقة قوات الأمن لهم إذا ما حاولوا الخروج من الحي بحثا عن الرزق.
ويرى الحميد أن المساعدات التي أدخلت مؤخرا ستكفي سكان الوعر “لأيام معدودة”.
وتقدم جمعيات خيرية محلية وبعض الجمعيات الأخرى التي تحصل على معونات من الأمم المتحدة، مساعدات قليلة لقاطني الحي، الذين يأملون أن يؤدي خروج المسلحين من حمص إلى تخفيف حصار القوات الحكومية المفروض عليهم.
وتكتظ المنازل في حي الوعر بالسكان، حيث تتشارك الأسر السكن في ظروف صعبة، بينما تحولت جميع المدارس إلى معسكرات للنازحين مع توقف الدراسة.
وقتل أكثر من 150 ألف شخص في الحرب الدائرة في سوريا، وفر ملايين من ديارهم، وفقدت الحكومة السيطرة على أراض شمالي البلاد وشرقها.
ورغم الأزمة قررت السلطات السورية إجراء انتخابات الرئاسة في الثالث من يونيو، ويمتلك الرئيس بشار الأسد الحظ الأوفر بها، فيما يرفض معارضوه الانتخابات ويعتبرونها مسرحية هزلية.
بثينة شعبان: الربيع العربي ليس إلا “شتاء دام وهابي إرهابي”
دمشق، سوريا (CNN) — قالت مستشارة الرئيس السوري، بثينة شعبان، إن “الربيع العربي” ليس إلا “شتاء دام وهابي وإرهابي” في حين اعتبر وزير الإعلام، السوري، عمران الزعبي، أن الانتخابات الرئاسية التي تعتزم بلاده عقدها رغم الانتقادات الدولية “استحقاق داخلي وطني لا صلة لأحد خارج الحدود به.”
وقالت شعبان إن ما أسماه الغرب بـ “الربيع العربي” ما هو إلا “شتاء دام تفتيتي وطائفي ووهابي وإرهابي لعبت بعض وسائل الإعلام الناطقة بالعربية دورا في الترويج له وتسيير دفته بما يخدم مصالح من يستهدفون الأمة العربية وحضارتها ومستقبلها وهوية أبنائها” على حد تعبيره.
وأضافت شعبان “ما نحتاجه اليوم هو الوضوح الأكبر في معرفة العدو من الصديق والتخلص من الأفكار التي زرعها الاستعمار في ثقافتنا بأن إعلامه حيادي وموضوعي وديمقراطي” ولفتت إلى أن دولا مثل سوريا وروسيا وإيران ولبنان تمتلك ما وصفتها بـ”المرجعية الإعلامية” التي قالت إنها “تراقب وتفضح الخطط العدوانية الغربية على الشعوب”.
من جانبه، قال وزير الإعلام السوري، عمران الزعبي، إن الانتخابات الرئاسية “استحقاق دستوري داخلي وطني سوري لا صلة لأحد خارج حدود الدولة السورية به ولا يمكن القبول بتدخل أحد من الخارج بهذا الشأن أو أي شأن وطني داخلي بحت.”
ورأى الزعبي أن الانتخابات التي شككت المعارضة والعواصم الغربية بنزاهتها في ظل الظروف التي تعيشها البلاد “انعطاف تاريخي وتجربة ديمقراطية نوعية في تاريخ سوريا” لافتا إلى أن المقاطعة وتجنب المشاركة في الانتخابات الرئاسية من أي جهة كانت “ليست ممارسة سياسية إنما عزلة سياسية” على حد تعبيره.
سوريا: بدء انسحاب المعارضة من “عاصمة الثورة” بعد حصار لعامين
دمشق، سوريا (CNN) — أكد مسؤول سوري بدء عملية إخراج مقاتلي المعارضة من أحياء حمص القديمة، بعد حصار استمر لقرابة عامين، وذلك بموجب اتفاق مع الحكومة السورية يتيح لمقاتلي المعارضة والمدنيين في المنطقة الخروج الآمن منها بأسلحتهم، في تطور ربطه البعض بقرب موعد الانتخابات الرئاسية ورغبة النظام في إثبات إمساكه بالمدينة.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن محافظ حمص طلال البرازي قوله إنه بالتزامن مع عملية خروج المسلحين “من المرجح أن تبدأ عملية التسوية والمصالحة لجعل مدينة حمص خالية من السلاح والمسلحين” مضيفا أن العمل يتم كي “تشمل العملية جميع أحياء حمص وليس حمص القديمة فقط” وأن وحدات من الجيش ستقوم بعملية التفتيش وتفكيك العبوات الناسفة والألغام وإزالة السواتر الترابية.
أما المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو هيئة معارضة مقرها لندن، فقد ذكر أن عملية الخروج بدأت عبر حافلتين خرجتا من أحياء حمص المحاصرة، باتجاه بلدة الدار الكبيرة بريف حمص الشمالي وبمجرد وصولهم الى الدار الكبيرة سوف يجري الافراج عن دفعة من المختطفين من بلدتي نبل والزهراء اللتان تقطنهما غالبية من الشيعة بريف حلب.
وكانت المعارضة السورية قد نددت بما أشارت تقارير صحفية إلى أن نظام الرئيس بشار الأسد قد طلبه لقاء التوصل إلى هدنة في حمص تتيح إنهاء حصار الأحياء القديمة بالمدينة وإجلاء من فيها، وخاصة لجهة شمولها الإفراد عن معتقلين إيرانيين، معتبرة أن مطالب النظام تؤكد “عمالتها لإيران” وأنه “الوكيل الحصري للإرهاب” بالمنطقة.
وقالت نورا الأمير، نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري، قولها إن توقيت مثل هذه الخطوة “يتزامن مع مسرحية الانتخابات، والتي يحاول (الرئيس السوري) بشار الأسد تمثيلها أمام مرأى المجتمع الدولي، هو ضرب من ضروب الابتزاز السياسي الذي يسعى بواسطته إلى السيطرة على قلب المدن السورية، من أجل توفير مناخ مناسب لمسرحيته الانتخابية.”
ويطلق الناشطون المعارضون في سوريا على حمص وصف “عاصمة الثورة” باعتبارها من أولى المدن التي خرجت على النظام منذ بداية الأزمة، وتقطن المدينة غالبية من السنة، بينما تحيط بها بلدات علوية، وقد شهدت قتالا ضاريا طوال الأشهر الماضية.
بدء خروج مقاتلي المعارضة السورية من أحياء حمص القديمة المحاصرة
بدأ المئات من مسلحي المعارضة في الخروج في حافلات من أحياء حمص القديمة المحاصرة من قبل القوات الحكومية منذ عامين.
وتشرف الأمم المتحدة التي توسطت في اتفاق إخراج المدنيين ومقاتلي المعارضة من حمص القديمة على الحافلات التي تدخل إلى المدينة.
ونقل مراسل بي بي سي في المدينة تأكيد محافظ حمص طلال البرازي على بدء خروج الدفعة الأولى من مسلحي المعارضة والمدنيين من أحياء حمص القديمة.
وأضاف البرزي أنه من المقرر أن تنتهي عملية الخروج اليوم الأربعاء من دون تحديد وقت معين.
ويقول مراسلنا عساف عبود من مدينة حمص إن الدفعة الأولى من المسلحين خرجت من أحياء حمص القديمة بعيدا عن وسائل الاعلام وترافقهم عائلاتهم.
ويضيف أنه شاهد دمارا كبيرا في الأبينة في حمص القديمة والأحياء المواجهة لخطوط التماس وخاصة حي الورشة.
كما أن هناك أعمدة دخان من أحياء الخالدية والورشة والحميدية وجب الجندلي وباب هود في الاحياء القديمة لحمص.
يقول سكان في المنطقة ان مسلحي المعارضة أحرقوا مقراتهم وما تحتويه تمهيدا لانسحابهم.
ويقول سكان في المنطقة ان مسلحي المعارضة أحرقوا مقراتهم وما تحتويه تمهيدا لانسحابهم، ويسود هدوء تام حتى في المناطق التي كانت خطوطا للتماس بين الأحياء المتصارعة ولا تسمع اي اطلاقات رصاص.
وتقول مصادر ان عمليات اجلاء المسلحين من الأحياء تتم بالتزامن مع ادخال مساعدات غذائية وطبية الى بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب والمحاصرتين من قبل المعارضة.
ويقول بول وود، مراسل بي بي سي في بيروت، إن مقاتلي المتمردين وأسرهم كانوا يشعرون بالحزن والمرارة وهم يودعون المكان الذي أقسموا من قبل ألا يغادروه.
واضطروا أخيرا، كما يقول مراسلنا، إلى الموافقة على الاتفاق بعد عامين من حصار القوات الحكومية التي استخدمت ما وصفه بعض ضباط الجيش السوري بـ”استسلم أو مت جوعا”.
‘استسلم أو مت جوعا’
ظلت القوات الحكومية تحاصر مقاتلي المعارضة المتحصنيين في الأحياء القديمة لعامين
وزاد تأثير الحصار المفروض على المدينة القديمة خلال الشهور الأخيرة بتكثيف القصف المدفعي والغارات الجوية.
وقال أحد النشطاء لبي بي سي عبر سكايب، وهو يستعد للخروج: “إن دول العالم خذلتنا”.
ويقول مراسلنا إن الجماعات المسلحة داخل المدينة القديمة كانوا منقسمين حيال قبول وقف إطلاق النار أو رفضه.
وكانت جبهة النصرة، المرتبطة بالقاعدة، تريد محاولة كسر الحصار عن طريق سلسلة من العمليات الانتحارية.
وحاولت فعل ذلك، لكنها فشلت، وسيغادر مقاتلوها في الحافلات المعدة لذلك.
ثمة أعمدة دخان من أحياء الخالدية والورشة والحميدية وجب الجندلي وباب هود في الاحياء القديمة لحمص.
ولا يزال أحد أحياء حمص، وهو حي الوعر، خارج هذا الاتفاق.
لكن مراسلنا يقول إن المقاتلين فيه وافقوا على وقف إطلاق النار، وسيغادرون المدينة أيضا، بعد اتخاذ الترتيبات اللازمة.
ويقول مراسلنا إن ثلاثة أعوام من المقاومة ضد القوات التابعة للرئيس السوري بشار الأسد قد وصلت إلى نهايتها في حمص القديمة مع خروج المقاتلين من هذه المدينة التي تمتلك أهمية رمزية بوصفها المهد الذي انطلقت الانتفاضة المعارضة لنظام الأسد.
وكان المسلحون قد وافقوا الجمعة على اتفاق، يبدأ بوقف إطلاق النار، الذي ما زال معمولا به.
ويشمل الاتفاق، الذي توصل إليه المتمردون والحكومة، سماح قوات الجانبين بمرور المزيد من المساعدات الغذائية والطبية للمدنيين.
BBC © 2014
إجلاء مقاتلي المعارضة من حمص مهد الانتفاضة السورية
من دومينيك إيفانز
بيروت (رويترز) – بدأ مقاتلو المعارضة السورية الانسحاب من وسط مدينة حمص يوم الأربعاء تاركين معقلا كان من أول معاقل الانتفاضة على حكم الرئيس بشار الأسد مما منحه انتصارا رمزيا مع تبقي أقل من شهر على انتخابات الرئاسة المرجح ان يفوز بها.
وقال نشطاء إن حافلتين تقلان الدفعة الأولى من مئات المقاتلين غادرت وسط المدينة المحاصر. وتم الإعداد لإجلائهم بموجب اتفاق بين مقاتلين من المعارضة والقوات الموالية للأسد.
ويشمل الاتفاق ايضا الإفراج عن معتقلين يحتجزهم مقاتلو المعارضة في محافظتي حلب واللاذقية وتخفيف حصار المعارضة لبلدتين شيعيتين بشمال سوريا.
وكان مقاتلو المعارضة يتحصنون في منطقة حمص القديمة وعدة مناطق أخرى على الرغم من نقص المؤن والسلاح وحصارهم لأكثر من عام والقصف المتواصل من جانب قوات الأسد.
وأظهرت لقطات فيديو مجموعة من الرجال يصعدون الى حافلة خضراء تحت حراسة نحو 12 رجلا في زي كاكي ويرتدون سترة سوداء كتب عليها “الشرطة”. وكانت هناك امام الحافلة سيارة بيضاء تحمل شارة الأمم المتحدة التي شاركت في الإشراف على العملية.
وقال نشطاء إنه يجري إجلاء 1900 شخص معظمهم من مقاتلي المعارضة وإن العملية تبدأ بستمئة مقاتل مصاب وأقارب لهم من المدنيين. لكن معظم من استقلوا الحافلة في وسط حمص كانوا رجالا بدوا في كامل لياقتهم في سن القتال.
وأظهر تسجيل فيديو نشر في وقت لاحق وصولهم الى منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة شمالي المدينة. وفي اختلاف عن إجلاء للمدنيين من حمص في فبراير شباط قال نشطاء إن قوات الأمن لم تحتجز المقاتلين لفحصهم وإنه سمح لهم بالاحتفاظ بالأسلحة الخفيفة.
ويأتي إجلاؤهم بعد تحقيق قوات الأسد مكاسب على مدى شهور مدعومة بحزب الله اللبناني على امتداد شريط استراتيجي من الأراضي يربط بين دمشق وحمص ومعاقل العلويين على البحر المتوسط.
وسيعزز انسحابهم من وسط المدينة المعروفة باسم “عاصمة الثورة” التي شهدت تفجر الاحتجاجات على حكم الأسد للمرة الأولى عام 2011 سيطرة الجيش النظامي قبل انتخابات الرئاسة التي تجري في الثالث من يونيو حزيران.
ويتوقع على نطاق واسع أن يفوز الأسد بالانتخابات التي يرفضها معارضوه بوصفها مسرحية هزلية.
ويقولون إنه لا يمكن إجراء انتخابات ذات مصداقية في دولة تشهد حربا أهلية اذ تقع أراض خارج سيطرة الحكومة بينما نزح ستة ملايين نسمة وهناك 2.5 مليون لاجىء خارج البلاد.
ويأتي إجلاء المقاتلين من حمص ضمن اتفاق بين قوات الأسد ومقاتلي المعارضة وافق المسلحون بموجبه على تخفيف حصارهم لبلدتي نبل والزهراء الشيعيتين بشمال البلاد.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن مقاتلي المعارضة فتحوا الطرق ليسمحوا بدخول المساعدات الى البلدتين صباح يوم الأربعاء بالتزامن مع ركوب المقاتلين المنسحبين من حمص أول الحافلات.
وينتظر أن يغادر مقاتلو المعارضة حمص فيما يصل الى تسع قوافل تتزامن بدقة مع توصيل المساعدات والإفراج عمن يحتجزهم المسلحون قرب نبل والزهراء وبلدة كسب في محافظة اللاذقية.
وقال ناشط إن مواطنا روسيا وعدة إيرانيين بين من سيفرج عنهم مقاتلو المعارضة. ولم يرد تأكيد من مصدر مستقل لكن موسكو وطهران تساندان الأسد في الحرب الأهلية التي بدأت منذ اكثر من ثلاث سنوات.
وقتل اكثر من 150 ألف شخص في الحرب الأهلية في سوريا وفر ملايين من ديارهم وفقدت الحكومة السيطرة على أراض في شمال البلاد وشرقها. ويودي القتال بحياة اكثر من 200 شخص يوميا.ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن طلال البرازي محافظ حمص قوله إن عملية اليوم ستخلي مدينة حمص من المسلحين والأسلحة مشيرا إلى أنه سيتم إجلاء مقاتلي المعارضة ايضا من منطقة الوعر على المشارف الشمالية الغربية للمدينة.
وتحصن مقاتلو المعارضة في الوعر وفي أحياء حول حمص القديمة في مواجهة قوات الأسد بعد أن أخرجهم الجيش من حي بابا عمر المدمر في مارس آذار 2012 خلال هجوم بري أعقب القصف الذي امتد لأسابيع.
ومنذ ذلك الحين أحكم الجيش سيطرته حول المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة ليمنع دخول الأسلحة والإمدادات الطبية والأغذية. وسمح لمئات المدنيين بالمغادرة في فبراير شباط بعد وساطة الأمم المتحدة.
(إعداد دينا عادل للنشرة العربية- تحرير أميرة فهمي)