أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 22 نيسان 2014

 

بان يرى أن الانتخابات «تقوّض» الحل السلمي … وواشنطن تعتبرها «مهزلة»
واشنطن – جويس كرم
لندن، نيويورك، بيروت – «الحياة»، أ ف ب – اعتبرت واشنطن أن تحديد النظام السوري أمس، الثالث من حزيران (يونيو) المقبل موعداً لإجراء الانتخابات الرئاسية «مهزلة»، في وقت أعلن الأمين العام للأمم المتحدة والمبعوث الدولي- العربي الأخضر الإبراهيمي في بيان مشترك، أن الانتخابات «ستقوض» العملية السياسية وتتناقض مع «بيان جنيف».
وعقدت امس جلسة لمجلس الشعب (البرلمان) السوري خصصت لإعلان موعد الانتخابات، وسط إجراءات أمنية مشددة. وسبق الجلسة سقوط قذائف هاون في محيط البرلمان. وسُمع دوي انفجار في مشروع دمر شرق العاصمة، ناجم من تفجير سيارة ما أدى إلى مقتل عنصرين من القوات النظامية وإصابة 4 آخرين على الأقل بجراح، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان»
وفي واشنطن، قال مسؤول في الخارجية الأميركية لـ «الحياة» إن الانتخابات الرئاسية «التي يعد لها نظام الأسد مهزلة في الديموقراطية وتقوض آلية جنيف وليس لها صدقية». واعتبر المسؤول أن «النظام السوري في ظل الأسد لم يجر يوماً انتخابات حرة ونزيهة وذات صدقية، وهو ليس في موقع يسمح بأن يقوم بذلك في ظل حربه الأهلية».
وفي بيان غير مسبوق من مكتب الأمين العام للأمم المتحدة، قال الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن بان والإبراهيمي «حذّرا مراراً من أن إجراء الانتخابات الرئاسية في الوضع الراهن على رغم استمرار النزاع والتهجير الواسع النطاق سيعطل العملية السياسية ويعرقل احتمالات التوصل إلى حل سياسي، وهو أمر تحتاجه البلاد بشكل طارئ». وأضاف دوجاريك في بيان تلاه خلال مؤتمره الصحافي اليومي، أن «إجراء الانتخابات الرئاسية السورية لا يتوافق مع نص بيان جنيف١ وروحيته»، مشدداً على أن «الأمم المتحدة ستواصل البحث عن أي فرصة لحل المأساة في سورية».
وأفاد ناطق باسم الأمم المتحدة أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمبعوث الدولي- العربي الأخضر الإبراهيمي «يحذران من أن إجراء الانتخابات في الظروف الراهنة من الصراع المستمر والنزوح الكبير سيدمر العملية السياسية ويعرقل أفق الحل السياسي. وهذه الانتخابات غير متوافقة مع روح بيان جنيف ورسالة الدعوة» إلى مؤتمر مونترو في 22 كانون الثاني (يناير) الماضي.
وفي لندن، اعتبرت الحكومة البريطانية ان نتيجة الانتخابات «لن يكون لها اي قيمة او اي مصداقية». وقال وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية مارك سيموندس في بيان ان «خطة الاسد للانتخابات هدفها الوحيد تدعيم ديكتاتوريته. وستجري هذه الانتخابات وسط هجمات مستمرة للنظام على المدنيين مع مئات الالاف يعيشون تحت نير النظام في ظروف رهيبة وفي اجواء من الرعب في حين يقبع الالاف من المعارضين السلميين في السجون او فقد اثرهم».
على صعيد اخر، قال الخارجية الاميركية ان لديها «مؤشرات على استخدام مادة كيماوية سامة قد تكون الكلور» في سورية هذا الشهر، مشيرة الى انها تدرس مزاعم عن مسؤولية الحكومة السورية عن استخدام الكلور.
في غضون ذلك، بدأ وفد من «الائتلاف الوطني السوري» المعارض برئاسة أحمد الجربا زيارة للسعودية، وقال الأمين العام لـ «الائتلاف» بدر جاموس في بيان: «تأتي الزيارة ضمن سلسلة من اللقاءات الديبلوماسية التي يحاول من خلالها الائتلاف، توطيد علاقته مع الدول العربية والغربية بهدف التنسيق معها، فيما يخدم مصالح الشعب السوري». وزاد أن «العمل على زيادة دعم الجيش السوري الحر والثوار داخل المدن السورية، يشكل أحد أهم الملفات الأساسية التي سيبحثها الوفد مع مسؤولي المملكة السعودية، إضافة إلى أنه سيتم التنسيق معهم، من أجل الدعم الإغاثي والارتقاء بالعملية التعليمية وإعادة تفعيلها، خاصة بعد الاستهداف الممنهج للمدارس السورية من قبل قوات الأسد، وتحويل بعضها إلى مراكز مسلحة لبعض المرتزقة الذين يستوردهم من الخارج للدفاع عنه».
وفي حلب شمالاً، أفاد «المرصد» بأن العشرات قُتلوا في غارات جوية على مدينة حلب، بينهم 29 شخصاً على الأقل بينهم نساء وأطفال في حي الفردوس في جنوب المدينة. وأضاف أن 14 شخصاً آخرين قتلوا في حي بعيدين بقصف بـ «براميل متفجرة» تسقطها طائرات مروحية، إضافة إلى خمسة آخرين قتلوا في هجمات «براميل متفجرة» على قرية تل جبين.
وفي وسط البلاد، قال «المرصد» إن المواجهات استمرت بين «القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني وكتائب البعث من جهة، ومقاتلي الكتائب الإسلامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في حي جب الجندلي» بعدما شن مقاتلو المعارضة هجوماً مضاداً أول أمس.
اللاجئون السوريون إلى تركيا تجاوزوا المليون
انقرة – أ ف ب
أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان عدد اللاجئين السوريين الذين استقبلتهم تركيا منذ اندلاع النزاع في بلادهم بلغ عتبة المليون، مؤكداً ان تركيا لن تغلق أبوابها في وجههم.
وقال اردوغان في كلمته الاسبوعية في البرلمان امام نواب حزب “العدالة والتنمية” الذي يتزعمه ان “عدد اشقائنا السوريين الذين وصلوا الى تركيا بلغ قرابة المليون”.
الثوار يخوضون معركة اخيرة في حمص
بيروت – ا ب
يخوض الثوار السوريون المنهكون معركة اخيرة شبه يائسة في حمص، مع بدء القوات الموالية لنظام بشار الاسد اقسى هجوم من نوعه حتى الآن، لطردهم من وسط المدينة التي كانت تعرف بـ “عاصمة الثورة”.
وبحسب بعض ناشطي المعارضة هناك، يتحدث البعض من مئات المعارضين الموجودين في المدينة عن الاستسلام، بينما اختار البعض الآخر مقاومة الحصار بإرسال سيارات مفخخة الى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة. فيما يمنع مقاتلون آخرون من يشكون في رغبتهم في الفرار ويعيدونهم الى خطوط القتال.
وقال احد الناشطين ويدعى ثائر خالدية في مقابلة عبر الانترنت مع وكالة “اسوشييتدبرس” اليوم الثلثاء “اننا نتوقع سقوط المدينة. وفي الايام القليلة المقبلة قد تصبح تحت سيطرة النظام”.
وتكشف معركة حمص تصميم نظام الاسد على ابعاد المقاتلين المعارضين الى الشمال نحو الحدود التركية، قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في 3 حزيران (يونيو).
وقال المحلل في “معهد بروكينغز” في الدوحة تشارلز ليستر ان “خسارة حمص بالكامل ستعني ضربة جدية للمعارضة. والجيش حافظ دوما على تركيزه على حمص بسبب اهميتها. وهذا يدخل في اطار خطته لتطويق ومحاصرة واستعادة المناطق التي يعتبرها ذات اهمية استراتيجية”.
وتحاصر القوات الحكومية منذ نحو عام الثوار في احياء وسط المدينة. وقبل نحو اسبوع صعدت قصفها للمناطق المحاصرة بالبراميل المتفجرة والمدفعية، كما تقدمت في منطقتي وادي السايح وباب هود.
وقال ناشطون انه اشد هجوم يتعرضون له منذ الصيف الماضي عندما استعاد الجيش النظامي حي الخالدية من ايدي الثوار.
ويقدر عدد الثوار الذين لا يزالون في حمص بنحو الف مقاتل ينتمي معظمهم الى “جبهة النصرة” ومجموعات اسلامية اخرى، لكنه رقم لا يمكن تأكيده.
وقال ناشط يعرف نفسه باسم “ابو رامي” ان عشرات من المقاتلين يرغبون في تسليم سلاحهم والخروج من المدينة على غرار الاتفاقات التي عقدت في مناطق اخرى، وان اتصالات جرت مع محافظ حمص طلال برازي ووزير المصالحة الوطنية علي حيدر الذي يتولى عادة مثل هذه القضايا، لكن مكتب برازي نفى بشكل قاطع وجود مثل هذه الاتصالات.
أردوغان: عدد اللاجئين السوريين في تركيا بلغ عتبة المليون
انقرة- (أ ف ب): أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء ان عدد اللاجئين السوريين الذين استقبلتهم تركيا منذ اندلاع النزاع في بلادهم بلغ عتبة المليون، مؤكدا أن تركيا لن تغلق ابوابها بوجههم.
وقال أردوغان في كلمته الاسبوعية في البرلمان أمام نواب حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه ان “عدد اشقائنا السوريين الذين وصلوا الى تركيا بلغ قرابة المليون”.
واكد رئيس الحكومة ان بلاده التي تملك خط حدود طويل مع سوريا انه ينوي الحفاظ على سياسة الباب المفتوح حيال المدنيين السوريين الفارين من الحرب في بلادهم.
وقال أردوغان “هل يفترض بنا ان نطلب من اشقائنا الا يأتوا الى تركيا ويتعرضوا للقتل في سوريا؟”.
ودعمت تركيا المعارضة للرئيس السوري بشار الاسد واستقبلت اغلبية اللاجئين السوريين في حوالى 20 مخيما انشئت في مناطق قريبة من الحدود في جنوب تركيا وجنوب شرقها.
وافاد اردوغان انه بلاده خصصت اكثر من ملياري دولار لايواء اللاجئين السوريين الذين يطرحون احيانا مشاكل ثقافية او امنية في المناطق التي استقروا فيها في تركيا.
واكد المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل اكثر من 150 الف شخص منذ انطلاق النزاع في سوريا في اذار/ مارس 2011. وافادت الامم المتحدة عن نزوح 6,5 ملايين شخص في الداخل وحوالى 2,6 ملايين إلى خارج البلاد، ليستقروا بشكل اساسي في الدول المجاورة كلبنان والاردن.
عراقيون قاتلوا في سوريا يتطلعون للعودة اليها
بغداد- (أ ف ب): فقد العراقي فالح الخزعلي عينه اليمنى واصيب في ساقه أثناء مشاركته في معارك في سوريا، لكن المرشح للانتخابات البرلمانية المقبلة لا يمانع رغم ذلك العودة مرة جديدة للقتال في هذا البلد المجاور.
وقال الخزعلي (39 عاما) وهو أب لأربعة أطفال متحدثا لوكالة فرانس برس في مدينة البصرة الجنوبية معرفا عن نفسه انه “ابو مصطفى، قائد اول قوة تخرج من العراق لتحرير محيط السيدة زينب من التكفيريين”، في اشارة الى المرقد الواقع جنوب شرق دمشق.
واضاف المرشح الشيعي للانتخابات النيابية المقررة نهاية شهر نيسان/ ابريل الحالي عن لائحة “دولة القانون” بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي “دخلنا قبل سنة وثلاثة اشهر الى سوريا (…) في حرب استباقية للقضاء على التكفير”.
وذكر ابو مصطفى الذي يحمل شهادة جامعية في ادارة الاعمال انه توجه الى سوريا في اربعة مناسبات حيث اصيب في ساقه في احدى المعارك “كما اصبت بعيني وفقدتها امام السيدة زينب وانا مسرور وافتخر بذلك، وساعود الى سوريا كلما تطلب الامر”.
ويستقطب النزاع المسلح في سوريا التي تشترك مع العراق بحدود بطول نحو 600 كلم عراقيون شيعة يتوجهون اليها لقتال المجموعات المعارضة للنظام وخصوصا تلك التي تتبنى الفكر الجهادي.
وبينما تزخر المواقع الجهادية على الانترنت باسماء وصور عراقيين سنة ايضا يقاتلون الى جانب المجموعات الجهادية وعلى راسها تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام”، تنتشر في انحاء متفرقة من العراق وخصوصا في بغداد صور مقاتلين شيعة قضوا اثناء تاديتهم “الواجب المقدس″.
وفي ساحتي الفردوس والتحرير وسط العاصمة تعلق على الارصفة ملصقات تحمل صور مقاتلين قضوا في سوريا الى جانب صور شخصيات دينية شيعية وقد كتب على معظمها “لبيكي يا زينب”، من دون ان تحدد في غالبيتها الجهات التي ينتمي اليها هؤلاء المقاتلين.
والسيدة زينب هي ابنة الامام علي بن ابي طالب، اول الائمة المعصومين لدى الشيعة الاثني عشرية، من زوجته فاطمة الزهراء ابنة النبي محمد، وهي شقيقة الامام الحسين، ثالث ائمة الشيعة.
وتشعر الغالبية الشيعية التي تحكم العراق بتقارب تجاه نظام بشار الاسد، ممثل الاقلية العلوية في سوريا، وتخشى ان تدعم الغالبية السنية هناك في حال توليها الحكم العراقيين السنة في بلاد تشهد منذ سنوات طويلة نزاعا سنيا شيعيا بلغ ذروته في حرب اهلية بين الطرفين قتل فيها الالاف بين 2006 و2008.
والعراقيون الذي يقاتلون في سوريا هم جزء من الاف المقاتلين الاجانب الاتين من دول قريبة بينها لبنان والاردن والاراضي الفلسطينية، ودول ابعد بينها افغانستان وباكستان والشيشان، للقتال في هذا النزاع الذي قضى فيه اكثر من 150 الف شخص منذ بدايته في اذار/ مارس 2011، بين نظام يسيطر عليه العلويون ومعارضة يشكل السنة غالبيتها العظمى.
ويلعب المقاتلون الاجانب دورا رئيسيا في النزاع السوري وباتوا يشكلون عنصرا رئيسيا في ترجيح كفة طرف على الاخر، وبينهم هؤلاء الذين يقاتلون الى جانب النظام وعلى راسهم عناصر “حزب الله” اللبناني الذين ساهموا في استعادة الجيش النظامي للعديد من المناطق.
وعلى صفحته الخاصة في موقع “فيسبوك”، نشر “الحاج المجاهد” صورا له وهو يرتدي ملابس عسكرية، وصورا اخرى وهو مصاب بعينه اليمنى وممد على سرير طبي، اضافة الى صور لملصقات انتخابية خاصة بحملته وضع في احداها صورته الى جانب صورة المالكي.
ويرى الخزعلي أن “امننا الوطني كعراقيين يقتضي ان نذهب الى هناك (سوريا) للدفاع عن المقدسات اولا وللدفاع عن العراق ثانيا”.
ويضيف “الشعب السوري احتضن اكثر من 800 الف عراقي في الفترة التي رفضنا فيها الجميع (…) والان نحن نستطيع ان نقول اننا نرد الجميل لهذا الشعب”.
ويصعب تحديد اعداد المقاتلين العراقيين في سوريا، سواء اولئك الذين يقاتلون الى جانب النظام، او الذين يقاتلونه، حيث ترفض التنظيمات التي ترسل هؤلاء الى جبهات القتال الحديث عن تفاصيل مهماتهم وكيفية عبورهم الحدود وعودتهم الى العراق.
وقال مقاتل في بغداد عرف عن نفسه باسم ابو عمار “ذهبت مرتين (الى سوريا)، الاولى بقيت فيها لمدة 47 يوما وفي الثانية 36 يوما”، مؤكدا “انا مستعد للذهاب من جديد في اول فرصة”.
واستذكر قائلا “في الاولى كان معي كثير من العراقيين والسوريين. قاتلنا تنظيم داعش (“الدولة الاسلامية في العراق والشام”) وطردناهم من المناطق القريبة من مرقد السيدة زينب. وفي الثانية، شاركت في الهجوم على مناطق تواجد داعش فيها”، دون ان يحدد هذه المناطق.
وتابع “هناك مئات المكاتب التابعة لتيارات شيعية في عموم العراق تستقبل المتطوعين للقتال في سوريا”.
وفي مدينة النجف (150 كلم جنوب بغداد) التي تعتبر احد اهم العتبات المقدسة لدى الشيعة في العالم حيث تضم مرقد الامام علي بن ابي طالب، تشهد مقبرة “وادي السلام” الشهيرة مراسم دفن متواصلة لمقاتلين قضوا في سوريا.
ويقول مهدي الاسدي وهو صاحب مكتب للدفن في المقبرة التي تعتبر اكبر مقبرة في العالم انه جرى تخصيص مساحة من “وادي السلام” لدفن “الشهداء الذين يقاتلون دفاعا عن مرقد السيدة زينب”.
وذكر الاسدي انه رغم ذلك فان عائلاتهم تفضل دفنهم في مقابرها بحسب التقاليد العراقية، متحدثا عن “وصول عشرة الى 15 شهيدا اسبوعيا الى مقبرة النجف”.
واشنطن: علامات على هجوم كيمائي جديد في سوريا
واشنطن- القدس العربي- من رائد صالحة: قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة ترى علامات على استخدام مادة كيمائية صناعية سامة في سوريا هذا الشهر واضافت المتحدثة باسم الوزارة جين بساكي ان هناك دلائل على انه تم استخدام مواد كيمائية سامة في قرية يسيطر عليها الثوار من المرجح انها مادة “الكلور”.
ورفضت بساكي وصف مادة “الكلور” كسلاح كيمائي, وقالت ان ادارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما تبحث حاليا في هذه التقارير وان واشنطن لا تزال تحاول تحديد افضل السبل للوصول الى الحقائق, واضافت ان وزارة الخارجية تحقق في ما اذا كانت الحكومة السورية مسؤولة عن استخدام العوامل الكيمائية فيما اكد البيت الابيض ان الهجوم وقع في قرية “كفر زيتا”.
ومضت الى القول: “اننا نعمل على تحديد ما حدث ” فيما قال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض انه في حالة التاكد من المعلومات فسيكون الرد من المجتمع الدولي , وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قد قال بان فرنسا لديها معلومات بان القوات السورية النظامية استخدمت اسلحة كيمائية مؤخرا ووصفها بانها سامة.
وقال هولاند لراديو (اوروبا 1) إن الهجمات الاخيرة كانت اقل اهمية بكثير من تلك التى في دمشق ولكنها هجمات قاتلة, وقد ادت هجمات ضواحي دمشق في اب الماضي عن مقتل اكثر من 1400 شخصا , وردا على ذلك استعدت ادارة اوباما لتوجيه ضربة عسكرية ضد قوات بشار الاسد, وبعد ذلك ساعدت روسيا على تسهيل صفقة دبلوماسية لتخليص البلاد من الاسلحة الكيمائية.
وعلى الرغم من الانباء التى تحدثت عن وقوع هجمات جديدة الا انه تم ازالة ما يقارب من 80 في المئة من الاسلحة الكيمائية السورية وفقا لاعلان صادر عن منظمة حظر الاسلحة الكيمائية في الاسبوع الماضي, والقت الحكومة السورية اللوم على جماعة “النصرة” بالقيام بهذه الهجمات, ويذكر انه قتل اكثر 100 الف شخص في الحرب الاهلية السورية والتى بدات عام 2011.
قائد حرس الثورة الإيراني: دعمنا الاستشاري لسوريا ظهرت نتائجه الايجابية’
قصف وسيارة مفخخة في دمشق… وتحديد موعد الانتخابات الرئاسية
عواصم ـ وكالات ـ ‘القدس العربي’: أفاد المرصد السوري لحقــــوق الإنسان بســماع دوي انفجار ناجم عن تفجير سيارة مفخـــــخة بالقرب من مسجد خالد بن الوليد في مشروع دمر في دمشق.
وقال المرصد في بيان امس الاثنين إن الانفجار أدى لمقتل عنصرين من القوات النظامية وإصابة 4 آخرين على الأقل بجراح.
وأصيب عدة مواطنين بجراح جراء سقوط قذيفة هاون على منطقة في باب توما، كما سقطت قذيفة بالقرب من نفق كشكول في الدويلعة، وسط معلومات مؤكدة عن إصابة طفلة ومواطنتين بجراح،بحسب المرصد.
وأضاف المرصد أن أربعة مسلحين قتلوا في اشتباكات مع القوات النظامية والمسلحين الموالين، في حين تتعرض مناطق في أحياء حمص القديمة لقصف من القوات النظامية بالاسطوانات المتفجرة وقذائف الهاون، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات في حي جب الجندلي.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان امس الاثنين إن العشرات قتلوا في غارات جوية على مدينة حلب بشمالي سوريا بينهم 29 شخصا على الأقل في حي واحد.
وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) امس الاثنين أيضا أن شخصين قتلا في سقوط قذائف مورتر على وسط دمشق.
وأشار المرصد إلى ان الغارات الجوية قتلت 29 شخصا الأحد بينهم نساء وأطفال في حي الفردوس بجنوب حلب.
وأضاف أن 14 شخصا آخرين قتلوا في حي بعيدين في هجمات ‘ببراميل متفجرة’ تسقطها طائرات هليكوبتر. وقال إن خمسة آخرين قتلوا في هجمات براميل متفجرة على قرية تل جبين.
من ناحية اخرى حددت دمشق الثالث من حزيران/يونيو موعدا للانتخابات الرئاسية التي يتوقع ان تبقي الرئيس بشار الاسد في موقعه على راس البلاد بعد نزاع غير مسبوق مستمر منذ اكثر من ثلاث سنوات، بدأ اثر حركة احتجاجية شعبية تطالب بتنحيه.
وقال رئيس مجلس الشعب في جلسة عامة للمجلس عقدت الاثنين ‘أحدد موعد انتخاب رئيس الجمهورية العربية السورية (…)، للمواطنين السوريين المقيمين على الاراضي السورية يوم الثلاثاء الواقع في الثالث من حزيران/يونيو بدءا من الساعة السابعة صباحا (4,00 ت غ) وحتى الساعة السابعة مساء (16,00 ت غ)’.
كما حدد موعد الانتخابات الرئاسية للسوريين في الخارج ‘في السفارات السورية’ الاربعاء في 28 ايار/مايو.
وقالت الأمم المتحدة إن الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون حذر من أن الانتخابات الرئاسية التي أعلنت عنها سوريا ستعرقل الجهود للتوصل إلى حل سياسي للحرب الأهلية المندلعة في البلاد منذ ثلاث سنوات اذا أجريت في الثالث من يونيو /حزيران.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن بان والوسيط الدولي في سوريا الأخضر الابراهيمي ‘حذرا من أن اجراء الانتخابات في الظروف الحالية وسط الصراع الدائر والنزوح الواسع سيضر العملية السياسية ويعرقل احتمالات التوصل إلى حل سياسي.’
كما اعتبرت الحكومة البريطانية الاثنين ان نتيجة الانتخابات الرئاسية في سوريا المقرره في حزيران/يونيو الماضي ‘لن يكون لها اي قيمة او اي مصداقية’.
وقال وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية مارك سيموندس في بيان ان ‘خطة الاسد للانتخابات هدفها الوحيد تدعيم ديكتاتوريته’.
الى ذلك قال قائد حرس الثورة الإسلامية في إيران محمد علي جعفري امس الاثنين إن سوريا ليست بحاجة لأي دعم أو تدخل عسكري خارجي لصالحها، مشيراً إلى أن الدعم الذي يقدمه الحرس الثوري يقتصر على الاستشارات ظهرت نتائجه الايجابية حالياً بعد أعوام من اندلاع الأزمة السورية.
ونقلت وكالة أنباء ‘فارس′ الإيرانية عن جعفري قوله في مؤتمر صحافي إنه ‘بالنظر إلى حضور الشعب السوري في الساحة والقوى البشرية الكبيرة التي يمتلكها هذا البلد فانه ليس بحاجة إلى أي دعم عسكري من الخارج’.
ولفت إلى أن الدعم الذي يقدمه الحرس الثوري ‘يقتصر على الاستشارات وتقديم تجاربه المكتسبة فقط’ وتظهر نتائجه الإيجابية في الوقت الحاضر بعد أعوام من اندلاع الأزمة.
واشار إلى أن سوريا ‘تواجه سخط امريكا ومخططاتها بسبب وقوفها في الخط الأمامي لجبهة المقاومة الإسلامية’، مضيفاً أن واشنطن ‘تقدم الدعم للإرهابيين من اجل ممارسة التعسف والاضطهاد على الشعب السوري’.
وشدد على ضرورة تحمل المسلمين مسؤولياتهم في تقديم الدعم للشعب السوري في مواجهة ‘المجموعات الإرهابية’.’
وقال إن أي بلد ‘يرفع شعارات مماثلة لقيم الثورة الإسلامية ويسلك نهجا مماثلا لها فانه سيواجه معارضة أنظمة الهيمنة وهو ما يحصل في لبنان وسوريا ومصر والكثير من البلدان الإسلامية الأخرى التي نشطت فيها الصحوة الإسلامية’.
الدفاع الجوي السوري يتعقب مقاتلة تركية 30 ثانية وطبيب سوري يناشد العالم حماية المدنيين من كيميائي ‘الأسد’

ناشط: مساعدات ‘الأونروا’ لمخيم ‘اليرموك’ متوقفة منذ 14 يوما
عواصم ـ وكالات ـ ‘القدس العربي’: أفادت رئاسة هيئة الأركان التركية، أمس، أن طائرة تركية من طراز ‘إف-16′، كانت تجري دورية اعتيادية فوق ولاية ‘هطاي’ جنوب تركيا، تعرضت للتحرش عبر تعقبها’من منظومة’الدفاع الجوي السوري ‘سام-17′ لمدة 30 ثانية.
وأوضحت رئاسة الأركان في بيان على موقعها الإلكتروني، حول الأنشطة اليومية للقوات المسلحة، أن طائرة”إف-16′ تابعة لسلاح الجو التركي أجرت دوريات اعتيادية على طول الحدود التركية السورية، وأن 4 طائرات ‘إف-16′ تركية حلقت فوق ولاية هطاي استجابة لحالة إنذار.
وأجرت 4 قوارب تابعة لخفر السواحل التركي دوريات على الحدود البحرية بين سوريا وتركيا.
وتتمثل عمليات التحرش عندما تقوم رادارات منظومات الدفاع الجوي برصد الطائرات وربطها بالمنظومة الصاروخية ووضعها في مرمى النار لمدة قصيرة من الزمن.
الى ذلك أكد الناشط الإعلامي في مخيم اليرموك جنوب دمشق، رامي السيد، أن ‘الوضع الإنساني في المخيم عاد ليتدهور مجددا،’بعد تحسنه في الفترة الأخيرة، وذلك’بعد توقف منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)’عن’تقديم المساعدات الإنسانية منذ 14 يوما ‘.
وفي تصريحات لمراسل الأناضول عبر سكايب، أوضح السيد أن ‘الوضع الإنساني تحسن مؤقتا، على الرغم من أن المساعدات لم تكن كافية’وأغلبها نفذت، وبشكل خاص أنها متوقفة منذ نحو أسبوعين، ولم يقدم شيء للمحاصرين’داخل المخيم، بسبب منع قوات النظام السماح لها من إتمام عملها’.
وأضاف أن ‘القصف العشوائي باتجاه الأحياء السكنية داخل مخيم اليرموك أدى إلى وقوع شهداء وجرحى، توفي بعضهم نتيجة نقص العناية الطبية ومنع قوات النظام إخراج بعضهم إلى مشافي خارج المخيم’.
وحول عملية توزيع المساعدات في المخيم، لفت السيد إلى أن ‘عملية توزيع المساعدات كان تشهد عرقلة من قبل قوات نظام بشار، ومليشيا’القيادة العامة (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة)’لعمل’الهيئات الإغاثية والمنظمات الدولية التي تحاول توزيع المساعدات وتخفيف الوضع المتأزم’.
واشار إلى أن ‘هذه القوات استهدفت’مكان التوزيع في شارع (راما) أثناء احتشاد الناس اكثر من مرة، خلال الفترة الماضية،’وكان أكثرها دموية عندما’استهدفت المدنيين بقذيفة أسفرت عن’استشهاد قرابة 10، من بينهم نساء وأطفال، إضافة الى سقوط عدد كبير من الجرحى’.
من جانب آخر، كشف السيد أنه ‘تجري اشتباكات متقطعة بين الحين والاخر على عدة جبهات في اليرموك، أثناء محاولة تصدي الجيش الحر لمحاولات تسلل ميليشيا القيادة العامة وقوات النظام’.
وحول الاتفاق على تحييد المخيم، أفاد أن ‘منظمة التحرير الفلسطينية لم تعد الى المخيم، وهي لم تلتزم بالاتفاق،’لأن وجودها كان ضمن مبادرة لتحييد المخيم، والنظام أيضا لم يلتزم، فما’كان من المسلحين داخل اليرموك إلا أن طلبوا منهم مغادرة اليرموك، إلى حين التزام النظام بتطبيق كافة بنود المبادرة’،’على حد تعبيره. كان اجتماع قبل نحو شهرين قد خلص إلى الاتفاق على البدء بتطبيق بنود مبادرة تقضي بتحييد المخيم عن الصراع القائم في سوريا -’وافق عليها جميع الأطراف -’فيما كانت كتائب الجيش الحر من غير الفلسطينيين،’فيما غادرت جبهة النصرة’المخيم المحاصر فجر اليوم نفسه.
وتتضمن’الهدنة باختصار: انسحاب المسلحين غير الفلسطينيين إلى خارج المخيم، ودخول المنظمات الفلسطينية وتوليها أمور المخيم، وعودة المهجرين إليه، وفتح الطريق’وتوزيع المساعدات، وتحييد’اليرموك’عن الصراع الدائر في سوريا.
وفي السياق نفسه قال السيد إن عدد القتلى جراء الجوع نتيجة الحصار’وصل إلى’144 شهيدا، فيما تشير أرقام الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى أن 128 شخصا قتلوا جراء الجوع في المخيم.
ويعتبر’مخيم اليرموك من أكبر المخيمات الفلسطينية في الداخل السوري، ويبعد عن مركز مدينة دمشق تقريبا 10 كم، وبدأ’حصاره’منذ 10تموز/يوليو’2012، ‘بإغلاق جميع المداخل باستثناء المدخل الشمالي، قبل السيطرة التامة لفصائل المعارضة عليه، فأحكم النظام حصاره في 17 تموز/يوليو 2013، مانعا’دخول المواد الغذائية والطبية من الدخول إليه.
ودفعت الأحداث ما لا يقل عن 185 ألفا من أهالي المخيم إلى ترك منازلهم والنزوح إلى مناطق أخرى داخل سورية أو اللجوء إلى دول الجوار، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وهي منظمة حقوقية مستقلة.
من جهة اخرى أوضح ‘أبو سامر’ أحد أطباء المستشفى الميداني في بلدة ‘كفر زيتا’ التابعة لمحافظة حماة وسط سوريا، أن الكثير من المصابين جراء قيام المروحيات التابعة للنظام بإلقاء براميل متفجرة تحتوي على غاز الكلور يوم الجمعة الماضية، نقلوا إلى مستشفيات ميدانية لتلقي العلاج.
وأضاف، أن الأطباء في المستشفى الميداني لاحظوا ظهور أعراض ضيق تنفس وضيق في حدقية العين مع بعض الاضطرابات البصرية على المصابين، وأنهم قدموا للمصابين بعض الأدوية التي تساعد على ارتخاء القصبات الهوائية.
ولفت أبو سامر، أن اثنان من المصابين بحالة خطيرة للغاية، مناشداً المنظمات المدنية العالمية إلى بذل العون من أجل المحافظة على حياة أولئك المدنيين.
وكانت الهيئة العامة للثورة السورية، ذكرت في وقت سابق، أن نحو 100 شخص أُصيبوا بالاختناق، في وقت متأخر من يوم الجمعة الماضية، ‘جراء قيام المروحيات التابعة للنظام السوري بإلقاء براميل متفجرة تحتوي على غاز الكلور’ على كفر زيتا التابعة لمحافظة حماة وسط البلاد.
ولفتت الهيئة السورية، في بيان لها، أن من بين المصابين أطفال ونساء، موضحة أن الأعراض التي أُصيبوابها’تمثلت، في ضيق في التنفس، وتقيؤ، واضطرابات في الإبصار، وضيق في حدقة العين، وذكرت أنه تم نقل المصابين جميعا إلى المستشفيات الميدانية لتلقي العلاج.
وفي الأثناء أكد نشطاء محليون ما نقلته الهيئة السورية، لافتين إلى أن قوات النظام دأبت في الفترة الأخيرة، على قصف البلدة بالبرامية المتفجرة المحتوية على غاز الكلور، بدلا من البراميل المتفجرة العادية، بحسب قولهم.
تجدر الإشارة إلى أن مكتبا لتوثيق الملف الكيميائي السوري، أعلن أمس الجمعة، أن’قوات النظام كثّفت’مؤخراً استخدام’غاز ‘الكلور’ السام في قصف المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة.
ولا يدخل غاز ‘الكلور’ السام’ضمن الأسلحة الكيميائية التي تم الاتفاق على تسليمها، فيما يحذر النشطاء من’اتساع دائرة استخدامه خلال الفترة القادمة خاصة مع سهولة تصنيعه وتعبئته.
حسن نصر الله طلب في طهران مباركة خامنئي دعم حزب الله للأسد
إبراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’:
إنتقدت صحيفة ‘اندبندنت’ البريطانية سياسة حكومة بلادها والدول الغربية تجاه سوريا ووصفتها بالإنتهازية والشريرة.
وقالت إنه بعد ثلاثة أعوام من الحرب في هذا البلد على القادة التفكير بطريقة جديدة لمساعدة السوريين. وجاء تعليق الصحيفة في ضوء منظور ترشيح بشار الأسد، الرئيس السوري الملوثة يديه بدماء الشعب السوري لانتخابات الرئاسة التي ستعقد في حزيران/يونيو المقبل مما يعني بقاءه في السلطة لسبعة أعوام قادمة.
وكان الأسد الذي يتظاهر بالديمقراطية قد تنبأ بنهاية الثورة السورية والقضاء عليها بحلول عام 2015، مشيرة إلى أن كلامه يعبر عن وقاحة تفوح منها رائحة عفنة.
وتضيف ‘مهما حدث من الآن وحتى الإنتخابات الرئاسية فستظل سوريا أرضا خرابا ومنقسمة ولن تكون في وضع يؤهلها على عقد الإنتخابات حتى لو قرر الأسد منح السوريين حرية اختيار قادتهم’.
غضوا النظر عن المذابح
وتعلق الصحيفة أن المعاناة السورية لم تعد أولوية في أروقة صناعة القرار الغربية، ولكن مجرد حرف القادة الغربيين أنظارهم عن التمرد الطائفي الذي جاء ليحرجهم لا يعني توقف القتل والمعاناة. صحيح كما تقول الصحيفة أن قوات الأسد عززت من مكتسباتها وانتصاراتها في دمشق ووسط وغرب سوريا، وهذا هو السبب الذي جعل الأسد يرمي بفكرة الإنتخابات السخيفة، لكن البلاد لم تخضع كما تقول لعملية تقسيم جراحية ناجحة تجعل من كل جزء من أجزائها قادرا على تقرير مصيره والإعتماد على نفسه. فالمعارضة المسلحة لا تزال تمسك بجيوب خلف المناطق التي تسيطر عليها الحكومة بدءا من البلدة القديمة في حمص، ومخيم اليرموك الذي يعيش فيه آلاف من اللاجئين الفلسطينيين تحت الحصار في بؤس وشقاء ولا نهاية قريبة لمعاناتهم.
وترى الصحيفة أنه مع تراجع اهتمام الغرب بسوريا وثورتها فقد كثف النظام من هجماته على هذه الجيوب وأصبحت أكثر وحشية ولا يردعها ضمير.
وتراجعت الحكومة عن وعودها السابقة بالسماح لقوافل الإغاثة دخول مخيم اليرموك والبلدة القديمة في حمص خاصة أن أحدا لم يعد يهتم بما يجري في سوريا، وأصبح القصف على هذه المناطق أشد ضراوة.
دعوها تحترق
وتعتقد الصحيفة أن مواقف الغرب من سوريا نابعة من وجود ‘مدارس′ للتفكير ترى في أن ما يجري في هذا البلد يخص أهله، ويجب أن تظل الحرب الأهلية مشتعلة حتى تأكل كل المشاركين فيها ثم تخبو.
وما ينساه أو يحاول الداعون لهذا الموقف تجاهله هو أن الحكومات الغربية وحلفاءهم من الدول السنية، والسعودية على وجه التحديد قد شجعوا المقاتلين للإنتفاض على النظام في المقام الأول، وليس بكلمات لينة ومقنعة ولكن بكلام مقنع حول تقديم الدعم العسكري لهم.
وبنظرة أخرى تقول الصحيفة إن سياسة الغرب تجاه سوريا كانت إنتهازية ومؤذية، خاصة أن الأسد كان ديكتاتوريا وغير صديق للغرب، وعليه ففرصة إنهاء النظام كان يجب عدم تفويتها. ولكن صناع القرار في واشنطن ولندن وباريس ظلوا منشغلين بنقاشاتهم ونسوا إعداد خطة بديلة عن مصير الأسد وإمكانية تحول الثورة الديمقراطية إلى تمرد طائفي مسلح.
وتختم بالقول إن الطريقة التي غسل فيها القادة الغربيون أيديهم من الثورة السورية وقرروا أنهم لا يرغبون أو لا يحبون المتمردين هو موقف مثير للسخرية لأن هناك الكثير من المدنيين الذين لا علاقة لهم بالقاعدة أو المجموعات الموالية لها لا يزالون عالقين في ثورة سحبت السجادة من تحت أقدامها، ولا يستطيعون الإنشقاق الآن، ولا يستطيعون التقدم أو التراجع.
وكان على القادة الغربيين التفكير جيدا قبل أن يحركوا تنور النار السوري. وقد فات الأوان ولكن مع نهاية عطلة عيد الفصح المجيد عليهم أن يظهروا حسا من المسؤولية وإحياء محادثات السلام المتجمدة وجمع الطرفين ‘وقد لا نستطيع وقف الحرب ولكن لن نتظاهر بأنها لا تحدث’.
القنبلة وصندوق الإقتراع
والتقطت صحيفة ‘الغارديان’ فكرة ترشيح الأسد نفسه للرئاسة وخصصت افتتاحيتها لها تحت عنوان ‘سوريا: القنابل وصناديق الإقتراع′ وجاء فيها حديث عن أثر القنابل المتفجرة التي استخدمها النظام لتطهير الأحياء في مدينة حلب من سكانها ودفعهم للرحيل. وقالت إنها ‘براميل محشوة بعلب الزيت وحاويات المياه القديمة وشظايا ومسامير وعادة ما تسقطها المروحيات على المناطق السكنية والشوارع محدثة أثرا هائلا على الجدران والأسطح التي تسقط عليها.
وتضيف أن هذه الأسلحة قد أصبحت الأداة الرئيسية المفضلة لدى القوات السورية التي تحاول استعادة المناطق التي سيطرت عليها قوات المعارضة خاصة في الجزء الشرقي من حلب. فهذه البراميل تخلف وراءها إلى جانب الدمار ضحايا من المدنيين والمقاتلين، وتدفع بالكثيرين للفرار من بيوتهم إما للريف أو لاجتياز الحدود الدولية مع تركيا أو الفرار باتجاه المناطق التي تسيطر عليها الحكومة.
ويقدر عدد البراميل المتفجرة التي ألقيت على الأحياء السكنية بما بين 5.000 6.000 والتي خلفت وراءها ما يزيد عن 20.000 قتيلا. ولا توجد وسيلة للدفاع عنها سوى الصواريخ المضادة للطائرات والتي لا يملكها المقاتلون، وهي حقيقة يشعر المقاتلون بالحنق لعدم توفيرها لهم من قبل داعميهم العرب والغربيين.
وتقول الصحيفة إن البراميل المتفجرة لم تصمم حتى تضرب هدفا معينا، فمن الإستحالة استخدامها لضرب المقاتلين فقط. وعليه فالأثر الكبير لها واضح لها وهو دفع السوريين الذين يتمسكون ببيوتهم وممتلكاتهم للرحيل واللجوء إلى الدول المجاورة أو الذهاب إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة حيث يسهل السيطرة عليهم. وهذا وضع موائم للحكومة التي بدأت تحقق انتصارات في ساحة المعركة مع المقاتلين، ويظل الثمن الذي يدفعه السوريون حتى بمعايير الأزمة السورية باهظا ويمكن أن يسوء الوضع أكثر خاصة أن منظمات الإغاثة تخشى من تقدم القوات الحكومية لدرجة تقطع فيها الطريق الرئيسي بين حلب والحدود التركية مما سيدفع أكثر من مليون في حلب للتدفق على الحدود مع تركيا، مما سيزيد من أعباء الحكومة التركية ويؤدي لازدحام مراكز اللجوء في جنوب تركيا.
وتقول الصحيفة إن القنابل والبراميل المتفجرة ليست الوسيلة الوحيدة التي تقوم من خلالها الحكومة السورية بمفاقمة الضغوط على المقاتلين والمدنيين الذين يعيشون بدون اختيار في المناطق المحررة، فهناك سلاح التجويع. فخلال الحرب لم تعد المواد الغذائية والمياه والكهرباء والخدمات الطبية متوفرة كما كان هو الحال قبل الحرب. وفي مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين لم يعد يتوفر لدى من بقي من سكانه الكثير ليأكلوه حيث وصلوا إلى حالة من الجوع التي نفذ معها الطعام كما أشار تقرير صحيفة ‘أوبزيرفر’ البريطانية يوم الأحد. وتقول وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين إنها لم تعد قادرة على إيصال الطرود الغذائية لهم. وسيصبح الوضع مثل حال البلدة القديمة في حمص.
وبحسب ‘أوبزيرفر’ ففي سوريا لم يعد أمام من يريد الحصول على الطعام خيارا إلا التعبير عن دعمه للحكومة. ولهذا السبب خرج الرئيس الأسد واقترح فكرة الإنتخابات، ويبدو على حد قول الصحيفة واثقا من نفسه من أنه على طريق إنهاء الحرب لصالحه، حيث تحدث عن خطط لإعادة تأهيل وإيواء الأشخاص الذين لم يعد ينظر إليهم كإرهابيين وهناك تحضيرات للإنتخابات الرئاسية في الصيف المقبل. وتقول الصحيفة إن هذه الخطط ليست إلا تعبيرا عن مهزلة بسبب تلاعب حزب البعث الحاكم في الإنتخابات من جهة ولصعوبة تسجيل ملايين الناخبين.
ولكن الإنتخابات ما هي إلا محاولة من الحكومة لخلق جو من الحياة الطبيعية في البلاد. ولهذا ترى الصحيفة أنه يجب على الدول التي تقدم المساعدة للمقاتلين إعادة النظر في خياراتها، وتستطيع هذه الدول حرف ميزان المعركة لصالحهم من خلال تقديم السلاح لهم واستخدام القوة الجوية الغربية لمنع الأسد من استخدام البراميل المتفجرة وتجويع المدنيين. وقد تقوم هذه الدول بإحياء الحل الدبلوماسي العقيم أو تقبل فكرة تحقيق النظام نوعا من الإنتصار الذي لن يكون سوى انتصار سطحي، خاصة أن غالبية السكان يشعرون بالعزلة ومصممون على الإنتظار والعودة إلى القتال في يوم ما.
والخيار الفعلي وغير المستساغ هو الإستمرار في تقديم الدعم للمقاتلين حتى لا يهزموا ولكنهم لن يكونوا قادرين على تحقيق الإنتصار.
الأسد في معلولا
وكان الأسد قد زار بلدة معلولا المسيحية التي استعادتها قواته من يد المعارضة مما يجعل الحكومة محكمة السيطرة على حدودها مع لبنان، أما الحدود مع تركيا والعراق والأردن فقد تحولت إلى جبهات قتال. ورأت صحيفة ‘لوس أنجليس تايمز′ في زيارة الأسد إلى معلولا مناسبة للحديث عن الإنتخابات مع أن الأسد لم يتحدث عن خطط للترشيح إلا أنه لمح لولاية ثالثة.
وأشارت إلى أن العاصمة دمشق تعيش أجواء الإنتخابات وإن كانت بمسحة غامضة، حيث تم طلاء المحلات التجارية بألوان العلم الحكومي، فيما حفلت الجدران بصور الرئيس الأسد بالزي المدني والعسكري، ولا تزال العاصمة في قبضة الحكومة لكن الأحياء حولها تسيطر عليها قوات المعارضة.
وتقول الصحيفة إن الأسد نادرا ما يظهر في المناسبات العامة إلا أن زيارته إلى معلولا التي تقع خارج دمشق يبدو أنها قد تركت إنطباعا جيدا لدى المسيحيين الذين كانوا يحتفلون بعيد الفصح المجيد، وبحسب مسيحية قالت ‘أمر عظيم أن يذهب الرئيس إلى معلولا، وتظهر زيارته أنه يهتم بنا’.
دور حزب الله
وتأتي زيارته هذه بعد أن أكملت قواته السيطرة على منطقة القلمون. ونقلت صحيفة ‘صاندي تايمز′ يوم الأحد عن قادة في حزب الله تحدثوا عن قرار حزب الله الدخول في سوريا والذي جاء بعد أن خرجت نسبة 70% من الاراضي السورية عن سيطرة الحكومة مما دعا الكثيرين للحديث عن نهاية الأسد المحتومة. وبعد 12 شهرا تحولت الموجة لصالح النظام حيث أكمل النظام سيطرته على عدد من المناطق في شرق ووسط وغرب البلاد، ويقترب النظام من إحكام سيطرته على ما تبقى من حمص التي كان يطلق عليها ‘معقل الثورة’.
وترى الصحيفة أن التغير في ميزان القوة لصالح الأسد يكمن في النهاية في قرار زعيم حزب الله، حسن نصر الله إرسال مقاتليه إلى سوريا. وتقول إن وجود حزب الله في سوريا كان حتى عام 2012 محدودا ومتركزا حول مقام السيدة زينب في جنوب دمشق.
وتشير الصحيفة إلى أن قرار الحزب ارتبط بمخاطر الجهاديين على نظام الأسد الذي يعتبر نقطة نقل الأسلحة الإيرانية وتخزينها قبل إرسالها إلى حزب الله، كما أن مخاطر نقل الحرب في سوريا إلى لبنان ومواجهة الحزب في أراضيه كانت عاملا في القرار.
ونقلت عن مصدر في الحزب قوله إن ‘سوريا هي الرئة التي ينتفس منها حزب الله’، وقال ‘ليس مهما كم هي كميات الأسلحة التي يملكها الحزب في لبنان، وفي أي مواجهة مع إسرائيل فهذه الأسلحة ستنتهي ولهذا فتأمين الإمدادات ضروري’.
وتضيف الصحيفة إلى أن الأسد ظل يعتمد على نصيحة جنرالاته الذين تلقوا تدريبات على الحروب التقليدية وهو ما دعاه لتغيير الأسلوب والإعتماد على قوة تعرف كيفية خوض حروب العصابات. وتقول إن نصر الله ذهب إلى طهران والتقى مع المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي طالبا النصح والذي أعطاه الضوء الأخضر لإرسال المقاتلين إلى سوريا مؤكدا على أنه واجب ديني لقتال الجهاديين.
ويقول مسؤولون في الحزب إنهم خططوا لتدخل محدود في سوريا والسيطرة على بلدة القصير والمناطق القريبة من الحدود اللبنانية لكنهم قللوا من أهمية العدو الذي واجهوه ولهذا تحولت العملية ذات الأهداف المحدودة إلى تدخل واسع. وتمت السيطرة أولا على القصير لقطع خطوط الإمدادات عن المقاتلين من لبنان حتى حمص.
وقدمت القصير درسا مهما حول خريطة الحرب،حيث تكبد حزب الله في الأيام الأولى خسائر.
وبعد ثلاثة أسابيع من المعارك الضارية التي تركت معظم البلدة أطلالا، اقتنع قادة حزب الله بضرورة توسيع أهداف التدخل لتشمل حمص والمناطق المحيطة بدمشق والقلمون حيث قال المصدر إن التأكد من السيطرة على القلمون كان أمرا حيويا للحزب. وترى الصحيفة أن إنجازات الأسد ومعونة حزب الله لا تعني في النهاية أن النصر مؤكد، خاصة أن قوات المعارضة حققت إنتصارات في الشمال وسيطرت على بلدة كسب.
وتختم الصحيفة بالقول إنه رغم التراجعات الأولى لحزب الله إلا أن تدخله في سوريا جعله لاعبا مؤثرا في المنطقة ‘لن يكون هناك حد لدور حزب الله’ وسيظل في سوريا طالما ظل الأسد بحاجة لمساعدته.
نساء تتسول في شوارع الغوطة الشرقية لدمشق والجهات الإغاثية متهمة بـ’سوء التوزيع′
نوران النائب
دوما ـ ريف دمشق ـ ‘القدس العربي’ لا عجب أن تصادف الكثير من الناس في الغوطة الشرقية ممن أرهقهم الفقر والحصار الشديد وغلاء الأسعار، ولم يجدوا عملاً أومالاً كافياً يغنيهم عن سؤال الناس والتسول في الطرقات طلباً لكأس سكر أو رغيف خبز .
فما أن تسير صباحاً في أسواق الغوطة الشرقية حتى تلتقي العديد من الشيوخ و النساء والأطفال يستوقفون المارة وأصحاب المحال ، طلباً للقمة تخولهم إطعام أطفالهم ، ودرء شبح الجوع عنهم.
مناطقية في التوزيع
لم يكن الأمر غريباً بالنسبة لنور الناشطة وهي تروي قصة ‘الحاجة أم جميل’، امرأة متسولة طرقت باب منزلها مع حلول الظهيرة طلباً لرغيف خبز تطعمه لابنها المعاق.
تبرر نور: أسباب كثيرة دفعت أم جميل لسؤال الناس، أحدها هو كونها قد نزحت من منطقة دير العصافير إلى مدينة دوما ، وليس باستطاعة المراكز الإغاثية في المدينة كفاية أهلها ، فكيف ستكفي النازحين؟
وتشرح نور بقولها إن بلدة دير العصافير تعتبر منطقة نائية، ولذلك فإن دعمها الإغاثي قليل مقارنة بغيرها من المدن، وتشكو نور في حديثها ظاهرة أساسية في توزيع الدعم سمتها ‘المناطقية’ أي أن الجهة الإغاثية تميز في توزيع الإغاثة منطقة عن أخرى وذلك ربما تبعاً لمنطقة تواجد الداعم أو لأسباب أخرى.
مضيفة ‘وهذا ما يجعل أم جميل تقف حائرة أمام لقمة ابنها المعاق وأولادها الثلاثة’.
الفقير والغني سواء !
ولـ المواطن ‘ أحمد سالم ‘ رأي آخر فالسبب الأساسي برأيه لانتشار ظاهرة التسول هو ليس الحصار فحسب ، بل انتقد مبدأ التوزيع بحد ذاته .
فالمراكز الإغاثية تهتم على وجه الخصوص بالمعاقين والأيتام ، مهملة بذلك عوام الناس.
يعلق ‘يلي ما عندو شهيد مثلاً شو يعمل بحالو منوين بدو يعيش ما في قدامو حل غير يا يسرق ، يا يطلب من الناس′.
وقد مرت أكثر من أربعة أشهر وفق ما يقول السالم دون أن يتم توزيع اي سلة غذائية للناس بسبب الحصار .
في هذا السياق بذلت إحدى الجمعيات الإغاثية في مدينة دوما مجهوداً كبيراً لمساعدة المنكوبين، وتأمين مبلغ لهم لكنهم عجزوا عن كفاية حاجة الناس.
يقول : ‘إبراهيم الدوماني’ ناشط في المجال الإغاثي ‘مع شروق الشمس تتوافد النساء إلينا من كل جانب ، يطلبن مبالغ بسيطة لشراء دواء أو طعام ، ونحن رغم ذلك لا نستطيع تأمين أكثر من 5 ‘ً من حاجتهن’.
في هذا الحال من الطبيعي جداً أن نجد نساء متسولات في الشوارع والطرقات ما لم تستطع الجهات الإغاثية تأمين حاجاتهن.
وقد يعتقد البعض أن الفئة المانحة للمال هم من الميسورين مادياً في غالب الأحيان، ولكن الأمر يختلف في المنطقة المحاصرة فالكل محروم ومحاصر .
وحسب مواطنون أن هناك الفقير وهناك الأفقر منه، وهناك من يحرم نفسه قوت يومه لإطعام طفل لا يصبر على الجوع .
يسرد أبو جمال قصة ذاع صيتها في أحياء مدينة دوما المنكوبة ،عن طفلة متسولة، خاب رجاؤها في جلب قليل من اللبن لتأكله بعد إذ لم يستجب لفقرها أحد ، يقول إنها أخبرت البائع أنها تريد اللبن وليست تمتلك المال لشرائه، فناداها البائع قبل أن يقضي حاجات صفوف الناس، ومنحها ما أرادت، رغم أنه ليس بأفضل من الطفلة حالا .
‘بائعات هوى ‘ نزحن من الحرب في سوريا ويمارسن عملهن في أنطاكيا التركية
محمد إقبال بلّو
انطاكيا ـ ‘القدس العربي’ أقدم مهنة عرفها التاريخ البشري، لم يخلُ أي مجتمع إنساني في أي زمان وعصر وعلى أي بقعة من الكرة الأرضية من نساء يمارسن هذه المهنة.
أنطاكيا التركية مدينة حدودية قريبة من مدينتين سوريتين هامتين هما حلب وإدلب، مما جعل هذه المدينة مكاناً مؤهلاً لنزوح عشرات الآلاف من السوريين نتيجة الظروف القاسية التي تمر بها مختلف أنحاء البلاد، حيث يتوافد يومياً المئات من ثقافات وديانات وعادات وتقاليد متباينة بل من طبقات إجتماعية مختلفة أيضاً
تعيش في أنطاكيا العشرات من ‘بائعات الهوى’ السوريات، واللواتي يعملن في شقق مستأجرة خاصة بهن أو في فنادق تركية من النوع الرخيص، ويتجنب الكثيرين الحديث في هذا الموضوع لحساسيته.
حسن شاب سوري في مقتبل العمر يعيش في أنطاكيا يعتبر أن مجرد الحديث عن موضوع كهذا جريمة كبيرة، ويقول ‘هذه القصص ليست حقيقة، ولم يخترعها إلا شبيحة النظام السوريين هنا، أو الأتراك الموالون لبشار الأسد، والهدف منها الإساءة إلى السوريين وإهانتهم، ولو استطاع مؤيدو النظام هنا لقاموا بترحيل كل سوري معارض من أنطاكيا، لكن القوانين التركية تمنعهم من ذلك فلا يجدون طريقة للنيل منا سوى التغني بهذه القصص يومياً، وأنا أثق أنها من تأليفهم وابتكارهم’.
وكثيراً ما يصادفك أن يتحدث إليك سائق سيارة أجرة تركي كاره للسوريين عن ‘بائعة هوى’ سورية يعرفها، في محاولة منه لاستفزازك كسوري بشكل غير مباشر رغم انتشار ظاهرة البغاء في المجتمع التركي كغيره من المجتمعات.
أبو مصطفى أحد سائقي سيارة الاجرة الأتراك من أصول عربية، أكد لنا وجود العديد من النسوة السوريات اللواتي يمارسن مهنة البغاء، وقال ‘بعض فنادق أنطاكيا وخاصة تلك التي تقع خارج المدينة تحتوي العديد منهن، وقد قمت بإيصال بعضهن عدة مرات إلى الفنادق’.
يضيف ‘في حوار مع إحداهن لدى قيامي بإيصالها قالت لي أنها حرة بما تفعل، وليس لأحد سلطة عليها، وأكدت أنها تمارس البغاء كمهنة، ومثلها مثل أي امرأة عاملة أخرى، تعمل لتحصل على دخل جيد، بل يشرح أبو مصطفى أن من وجهة نظرها ممارسة الدعارة أفضل من العمل لدى المنشآت التجارية أو الصناعية التركية بأجر زهيد مرفق بالإهانات والذل’ حسب تعبيره.
هاجرت أعداد ضخمة جداً من السوريين إلى تركيا نتيجة قربها من الشمال السوري وتسهيل عبور السوريين من قبل الحكومة التركية سواء بشكل نظامي أو غير شرعي، وبالتالي انتقل إلى أنطاكيا مجتمع كامل متنوع يحتوي كل أصناف السوريين من الجيد إلى السيء ومن الشريف إلى اللص ومن الملتزم إلى المتفلت، وبشكل طبيعي انتقلت الكثير من المومسات مع الوافدين الجدد إلى هذا البلد أو إلى هذه المدينة، فـ’ المومس′ التي كانت تزاول مهنتها في حلب أو إدلب أو غيرهما من المدن السورية بقيت على نفس المهنة ولم تغيرها وكانت أقل المتضررين من النزوح فهي تحمل رأسمالها أينما ذهبت وهو جسدها الذي قررت بيعه منذ زمن. هناك من يتحدث سواء من تركيا أو من بلدان أخرى لجأ إليها السوريون عن نساء يبعن أجسادهن بسبب العوز والحاجة، بعد أن كن نساء عفيفات في سوريا حولتهن الظروف القاسية في دول اللجوء إلى بائعات هوى، ويرى السوريون أن ما يقوله هؤلاء محض افتراء وكذب بل وإهانة حقيقية لكل امرأة سورية، فالمرأة السورية العفيفة لن تكون عاهرة لأجل سد رمقها أو رمق أطفالها بل ستفضل الموت قبل أن تقوم بممارسة مهنة منحطة كتلك، وما حدث فقط هو انتقال لبعض الحالات -التي تتواجد في كل مجتمع سواء كان شرقياً أو غربياً- من مكان إلى آخر، فالتغيير لم يكن اجتماعياً قط بل كان مجرد تغيير في الموقع الجغرافي فحسب.
محمود معلم في إحدى المدارس السورية الواقعة في منطقة حدودية قريبة من سوريا يرى أن الظاهرة طبيعية جداً وتحدث في مختلف المجتمعات وليس للوضع السوري الراهن أي علاقة بموضوع كهذا، يحدثنا محمود قائلاً ‘تنتشر ظاهرة البغاء في مختلف الأزمنة والأمكنة، ولم يخلق الله نساء الأرض جميعاً على مستوى واحد من العفة والطهارة، بل نجد اختلافات واضحة بين النساء في كل تجمع إنساني مهما صغر حتى على مستوى القرية الصغيرة، والمجتمع السوري كغيره يحتوي حالات شاذة من هذا النوع، أما الفرق حالياً فإن هذه الحالات الشاذة انتقلت من الداخل السوري إلى بعض مناطق اللجوء، وهي حالات تكاد لا تذكر، أما أن تبيع المرأة شرفها لأجل الخبز فهذا أمر مستحيل، ولن تبيع الحرائر أجسادهن حتى ولو تعرضن للموت جوعاً، من تمارس هذه المهنة ليست إلا مخلوقاً منحرفاً غير طبيعي أغراه جمع المال من مهنة رخيصة’.
يضيف محمود ‘برأيي أن التطرق لهذا الموضوع أمر خاطئ حالياً، ومن الممكن أن يزيد الجدل والنقاشات والقصص التي تروى، لاسيما أن ما يطرح ليس ظاهرة متفشية بل يحدث نادراً وبشكل مخفي غير مفضوح، أما بالنسبة لنظرة الأتراك للسوريين فأنا أراها نظرة ود واحترام، وما لقيناه هنا من تعامل حسن لم نلقه في أي دولة أخرى كسوريين مهجّرين، وإن تحدث بعض مؤيدي النظام أو بعض الجهلة عن قصص كهذه، فهم يعرفونها لأنهم فيما يبدو يبحثون عنها دائبين للنيل من السوريين الذين ثاروا على النظام وقائده المحبب لهؤلاء’.
هيثم مناع: الاعلام يشهد هبوطا مريعا وانتعاش فضائيات التحريض
جنيف تستضيف ندوة حول الإعلام العربي عقب الربيع العربي
جنيف- يو بي أي: انطلقت في جنيف، الإثنين ندوة حول الإعلام العربي عقب الربيع العربي، نظمها المعهد الإسكندنافي لحقوق الإنسان، بمناسبة افتتاح مقر له بالمدينة السويسرية، ويشارك فيها نخبة من الإعلاميين العرب ومختصين من المفوضية السامية لحقوق الإنسان والأمم المتحدة والصليب الأحمر.
وقال رئيس المعهد، هيثم منّاع، ليونايتد برس انترناشونال، إن الهدف من ندوة (الصحافي: الحقوق المسؤوليات هو اعادة ‘النظر في السياسات الإعلامية على اختلافها لأنها أصبحت ملوثة بكل الطفيليات التي يعاني منها المجتمع بدلاً من أن تكون وثيقة انصاف انسانية، وهناك فقر دم حقيقي في ثقافة حقوق الإنسان والقانون الدولي الانساني حتى لا نقول حالة عداء عند البعض، فكيف يمكن لاعلام لا يأخذ بعين الاعتبار حقوق من يتوجه إليه أن يكون في خدمة جمهوره؟’.
وأضاف ‘جمعنا ما استطعنا من رؤساء التحرير والاعلاميين ومن خيرة الخبراء الدوليين في الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي من أجل التفاعل بين الطرفين بغية التوصل إلى مقترحات جدية يلتزم بها كل من يشاركنا هذا المشروع الهادف إلى أن تكون ثورة الاتصالات لخدمة الانسان وحقوقه، لا على حسابه وضد مصالح الحقيقية’.
واشار منّاع إلى ‘أن احتكارات الدولة الثلاثة للاعلام والعنف والمال السياسي، سجلت تحولاً كبيراً منذ مطلع القرن الحادي والعشرين في ثورة الاتصالات وتأثيرها على المجتمعات البشرية، الأمر الذي ترتب عليه زعزعة لكل المفاهيم التقليدية للاعلام وتأثيره على الناس′.
وقال ‘نحن اليوم نعيش في وضع بداهة للحالة الانسانية السائدة في كل مكان ويتضح ذلك أكثر في المنطقة العربية، حيث الارهاب حالة استثنائية وقوانين مكافحته تشكل حالة استثنائية أيضاً، كما أن توظيف الاعلام في أحداث ما يسمى الربيع العربي التي تشهدها دول في العالم العربي يعزز بشكل أكبر جملة المشكلات المطروحة على المواطن في المنطقة العربية’.
وتابع منّاع ‘أصبح من المشروع أن نعرف ما إذا كانت ثورة الاتصالات ما تزال تحترم الديمقراطية، وازدادت وسائل حماية الصحافي أم تراجعت وقد أصبح الخطف والقتل ودفع الديات جزءاً لا يتجزأ من أي تقرير عن أوضاع الصحافيين في العالم’.
وتساءل ‘هل نجح مفهوم المسؤولية الصحافية وكل مواثيق الشرف، التي يفوق عددا العشرين فقط في العالم العربي، في تحديد الخسائر سواء على صعيد حق الإنسان في المعرفة أم حماية الأشخاص والجماعات؟ ألم يصبح الحض على العنف والطائفية واستئصال الآخر سياسة اعلامية مشتركة في جانبي الصراع الاعلامي من المحيط إلى الخليج؟’.
ورأى أن أحداث الربيع العربي ‘سرّعت ظهور هذه المشكلات وحولت القنوات العربية من قنوات تسعى للتوجه نحو مهنية عالية منذ عام 1996 إلى قنوات حزبية وفئوية تعيد انتاج اعلام الحزب الواحد والنظم الشمولية’، مشدداً على ضرورة ‘وقف هذا التدهور لأنه يمكن أن يلغي كلمة المهنية من الاعلام الناطق بالعربية’.
وقال منّاع ‘إن مستوى أداء الاعلام العربي شهد هبوطاً ذريعاً بعد أحداث الربيع العربي وبعكس ما كان يُنتظر منه، في حين شهدت هذه الفترة انتشاراً واسعاً لقنوات التحريض المذهبي والتحريض على العنف’.
ويشارك في ندوة جنيف خبراء من منظمات دولية، من بينهم فرج فتيش من المفوضية السامية لحقوق الإنسان، و دروثي كريميتساس مسؤولة العلاقات العامة في الصليب الأحمر الدولي، و رونالد افترينغر مسؤول المهمات الانسانية في مناطق الأزمات في الصليب الأحمر، وأنطون لحام من الأمم المتحدة، إلى جانب نخبة من الاعلاميين العرب.
سوريا: انتخابات الرئاسة تحصد الاستنكارات
أثار قرار دمشق فتح باب الترشح، وتحديد موعد لإجراء الإنتخابات الرئاسية، مطلع شهر حزيران/يونيو المقبل، موجة ردود محلية ودولية ساخطة ومنددة. ففي الوقت الذي تستمر فيه المذابح الممنهجة على يد قوات النظام، فإن الأسد لا يكاد يسيطر على أكثر من ثُلثِ الأراضي السوريةن لكن نجاحه مضمون فيها .
المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني، اعتبر الثلاثاء، أن “إعلان نظام الأسد إجراء انتخابات رئاسية في حزيران/يونيو المقبل يفتقد للمصداقية ويعد محاكاة ساخرة للديمقراطية”. أضاف أن “هذه الإنتخابات لن تكون لها أي مصداقية أو شرعية داخل سورية أو خارجها”، مشدداً على أن “العملية التي تقود إلى انتقال سياسي يجب أن تقوم على التفاوض واتخاذ قرار مع الائتلاف، ولا تتضمن استفتاء مثل الذي أعلن عنه، والذي لا يحمل أية علامات للديمقراطية الحقيقية، بل هو مجرد استفتاء صوري في الواقع”. وتابع: نظام الأسد “لم يجر انتخابات حرة وعادلة أبداً، ولطالما اتخذ خطوات قانونية وإدارية لضمان ألا يكون هناك تصويت عادل”. كما شدد كارني على أنه “لا بد من التوصل إلى حل سياسي، لأنه الطريق الوحيد الذي يسمح للشعب السوري بتحقيق مستقبل يحظى فيه بمزيد من الحرية”.
وكانت المعارضة السورية قد حذرت من إمكانية اجراء انتخابات رئاسية في ظل الظروف الراهنة في البلاد، وقال الناطق باسم الائتلاف الوطني السوري المعارض لؤي صافي: “كيف يمكن للنظام إجراء انتخابات ونصف الشعب مهجر و60 إلى 70 في المائة من البلاد خارج سيطرته لذلك فنحن نعتبر ذلك نكتة سمجة، لكنه نظام مجنون، لديه حاضنة صغيرة تدعمه بالكامل وهو يخاطبها وحدها الآن ولا يخاطب الشعب أو العالم”.
وقال مستشار الشؤون الرئاسية في الائتلاف الوطني السوري المعارض منذر أقبيق إن الانتخابات دلالة على أن الأسد غير مستعد للسعي إلى حل سياسي للصراع، موضحاً أن “هذه حالة انفصال عن الواقع، وحالة إنكار.. لم تكن لديه شرعية قبل هذه الإنتخابات التمثيلية، ولن تكون له شرعية بعدها”.
كما كانت السعودية قد أعربت عن موقف مشابه ، يوم الإثنين، إذ قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الجزائري، إن إعلان النظام السوري نيته إجراء الإنتخابات يعد “تصعيدًا من قبل نظام دمشق، وتقويضا للجهود العربية والدولية لحل الأزمة سلمياً وعلى أساس اتفاق “جنيف 1”.
كما حذر كل من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي من أن الانتخابات الرئاسية التي أعلنت عنها دمشق، ستعرقل جهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية. وذكر المتحدث باسم الأمم المتحدة أن بان والإبراهيمي أكدا أن المضي قدما في مسار الإنتخابات الرئاسية بسوريا وسط الصراع الدائر والنزوح الواسع، سيضر بالعملية السياسية ويعرقل احتمالات التوصل إلى حل سياسي. وأضاف أن “مثل هذه الانتخابات لا تتوافق مع نص وروح إعلان جنيف”.
وكانت دمشق قد أعلنت، يوم الإثنين، أن 3 حزيران/يونيو المقبل سيكون موعداً لإجراء الإنتخابات الرئاسية. حيث دعا رئيس مجلس الشعب السوري “من يرغب في ترشيح نفسه للتقدم بطلب الترشح إلى المحكمة الدستورية العليا خلال مدة عشرة أيام تبدأ من صباح الثلاثاء 22 نيسان/أبريل الجاري، وتنتهي بنهاية الدوام يوم الخميس الأول من أيار/مايو المقبل”.
داعش تقتل ثلاثة أخوة وتطعن الأم بسبب التدخين
بهية مارديني
حملات قمع يقودها التنظيم الإسلامي في مناطق عدة
قال شهود عيان إن تنظيم داعش ارتكب جريمة جديدة في سوريا وقتل ثلاثة أخوة لأنهم يدخنون السجائر، فيما قرر التنظيم الإسلامي منع عرض الملابس النسائية على واجهات المحلات واشترط وجود امرأة لبيعها.
يتحدث الناشطون في الرقة بدهشة واستنكار عن قتل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” لعائلة بأكملها .
وقالت مصادر متطابقة لـ”ايلاف” إن فواز الكنطير وأخاه محمد وقفا أمام باب منزلهما في منطقة نزلة الشحاذة في الرقة يدخنان ويتحدثان عن مرض شقيقهما في المنزل، وكان ينتابهما القلق من أن يلفظ أنفاسه الاخيرة، ثم انضم لهما شقيق آخر ليشاركهما التدخين .
وبحسب المصادر مرت دورية لـ”داعش” ، فاعترض عناصر التنظيم على قيام الاخوة بالتدخين وحصلت مشادة بينهم، ففتح عناصر التنظيم النار على اثرها، فقتل الاخوان فواز ومحمد على الفور واصيب الثالث، وخرجت الام الجالسة الى جانب ابنها المريض ليقوم بطعنها احد عناصر تنظيم داعش فخرت الام مصابة بجانب اولادها القتلى، ولم يتوقف عناصر التنظيم عند ذلك بل بحثوا عن الاخ المصاب الهارب حتى وجدوه في المشفى الوطني في الرقة فقتلوه هو الآخر.
هذه الحادثة ليست الاولى من نوعها، حيث قام التنظيم قبل ذلك بصلب شاب في منتصف دوار النعيم الواقع في قلب المدينة، و اتهم عناصر التنظيم الشاب مجهول الهوية أنه كافر ومرتد .
كذلك تسيّر داعش دوريات بكل طرقات وشوارع المدينة، وقد تكلف السيجارة حياة المدخن كما حصل مع الاخوة الثلاثة، كذلك المرأة التي تسير دون محرم ولو كانت عجوزًا في نهاية العمر.
ووضعت داعش عقوبات صارمة جداً لمن يخالف الاوامر والقرارات التي تصدر عنها، منها الجلد والاعدام ، أو الحبس طويل الامد .
وكانت داعش قد اعتقلت عشرات النشطاء من المجتمع المدني، الى الآن مازالوا مجهولي المصير، ولم ترد أي انباء عنهم ، ولديها ما يقارب 2500 معتقل في سجن سد البعث اكبر سجون داعش، حيث تجري هناك الاعدامات بشكل يومي، ولم تتوانَ داعش عن ارتكاب المجازر بحق المدنيين والعسكريين وكل من يقع تحت يدها.
يقول ناشط لـ”ايلاف” إن المجزرة التي وقعت على طريق الكنطري باتجاه الحسكة راح ضحيتها اكثر من 100 عنصر من حركة احرار الشام، وتزيد داعش من الضغط والخناق على كل جوانب الحياة.
منع الالبسة الداخلية النسائية على الواجهات
من جانب آخر، اصدر تنظيم الدولة في العراق والشام قرارًا بمنع وضع الالبسة الداخلية النسائية على واجهة المحلات بحجة أنها مثيرة للشهوة والفتنة، وينص القرار على ازالة كل الالبسة الداخلية النسائية من واجهة محلات بيع الالبسة ووضعها داخل المحل، ويشترط أن تكون البائعة امرأة، وهذا القرار بعد سلسلة من القرارات منع فيها التنظيم محلات بيع التبغ والنرجلية وتبغ النرجلية حتى في المقاهي ويعاقب المخالف بالجلد وقد تصل عقوبة من يدخن في الشارع الى قطع اليد .
معسكر شرعي” لتدريب الاطفال”
من جهة أخرى، قام التنظيم بانشاء معسكر شرعي لتدريب الاطفال في معسكر الطلائع، حيث تدريب الاطفال على القتال واستخدام الاسلحة، كما تمّ تغيير اسم “كنيسة الشهداء” الى ديوان المظالم، بالاضافة الى افتتاح مركز “اصلاح ذات البين”، ومقره في المحكمة الشرعية، كما تم تفجير مركز الرقة الاعلامي في وقت سابق بسيارة مفخخة رغم أنه كان فارغاً من الاعلاميين الذين خرجوا من المركز الى تركيا هربًا من التنظيم.
من جهة أخرى، اعطى الظواهري زعيم تنظيم القاعدة في العراق الضوء الاخضر لجبهة النصرة بعد خطابه الاخير ووصفه تنظيم الدولة (بالخوارج ).
وقال الظواهري في البيان: ” أخبرني رحمه الله أنه يرى في الشام بذور الفتنة التي عاصرها في بيشاور، فتنة الجهل والهوى والظلم التي تستبيح الدماء والأعراض بالدعاوى والشبه والهوى والطمع”.
وأضاف “على كل مسلمٍ ومجاهد أن لا يتورط في دماء المجاهدين، وعليه أن يرفض أن يفجر مقارهم ويقتل شيوخهم الذين دوخوا أكابر المجرمين وسعوا بكل طريقةٍ لقتلهم، فقام هؤلاء الجهال المتنطعون فسفكوا دمهم الحرام. وعلى جميع المسلمين أن لا يعينوا من يفجر مقار المجاهدين ويرسل لهم السيارات المفخخة والقنابل البشرية، وأن يتوقفوا عن دعمه بأية صورة”، حسب ما قال.
الرقة تنزف
هذا واطلق نشطاء حملة بعنوان (الرقة تنزف بصمت ) على صفحات التواصل الاجتماعي ، اعتراضًا على قرارات الحكومة الموقتة بعدم توجيه الدعم للرقة، حيث اصدرت الحكومة الموقتة ارقام الدعم للمحافظات استثنت منها الرقة والقنيطرة.
وحاولت الحكومة أن توضح أن عدم اعلان الدعم لا يعني التغافل عن الرقة .
وفي وقت سابق للبيان، تجمع عدد من ابناء الرقة المقيمين في غازي عنتاب امام مقر الحكومة الموقتة، مطالبين بحصة الرقة من مخصصات وعدم استثناء المدينة ، وكانت الحملة التي اطلقها ناشطون قد وجدت تضامنًا من قبل قنوات وصحف عربية.
وتعتبر الرقة اكثر المدن استثناء من الدعم الاغاثي رغم أنها احتضنت اكثر من مليون لاجىء داخلي، ومن الدعم العسكري ايضًا حيث تركت تواجه مصيرها في حرب الكتائب مع تنظيم الدولة دون أي دعم عسكري مما عزز وجود التنظيم.
معركة تحرير الشدادي
في سياق آخر، قتل امير داعش في الحسكة ابو البراء الليبي مع عشرة من عناصره نتيجة استهداف جبهة النصرة لأحد مواقعهم في قرية (غربية الشرقية ) وتدور اشتباكات عنيفة بين جبهة النصرة وتنظيم الدولة (داعش) في ريف الحسكة وخاصة في منطقة مركدة، حيث هناك محاولات للسيطرة على الطريق الدولي بين دير الزور والحسكة، من جهة أخرى اعلنت عشائر الحسكة في ريف الحسكة عن بدء معركة (تحرير الشدادي ) وقد تم تحرير معمل الغاز وعدد من الحواجز قتل على اثرها 40 مقاتلاً من تنظيم دولة العراق والشام.
ريف ادلب
أما في ريف أدلب، فقد استهدف مقاتلو الجبهة الإسلامية صباح أمس الاثنين عربة ( بي ام بي ) بلغم أرضي قرب وادي الضيف شرقي مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي؛ ما أدى إلى تفجيرها ومقتل جميع عناصرها .
من جانبها، أوضحت “شبكة أخبار إدلب” أن الثوار استهدفوا العربة بالقرب من مستودع السماد التابع لوادي الضيف بصاروخ مضاد للدروع.
وتدور معارك واشتباكات ضد تنظيم دولة العراق والشام في كل من ريف حلب منطقة الباب وصرين ومنبج وريف دير الزور البوكمال والتبني ومركدة وريف الرقة الشمالي في تل ابيض، اضافة الى ريف ادلب والحسكة وتكبد التنظيم في الايام الاخيرة خسائر بشرية في ريف الحسكة والبوكمال ومركدة وجسر قرقوزات على طريق الحسكة حلب .
الجربا يبحث مع الأمير سلمان سبل دعم ثوار سوريا
بهية مارديني
توقعات باجتماعات مع الأميرين مقرن وسعود الفيصل
بحث أحمد الجربا مع الأمير سلمان بن عبدالعزيز سبل دعم الثوار في سوريا، ومن المتوقع أن يعقد رئيس الائتلاف السوري اجتماعات أخرى مع الأميرين مقرن بن عبدالعزيز وسعود الفيصل.
أعلن المكتب الاعلامي لرئاسة الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية أن وفد الائتلاف برئاسة أحمد الجربا، رئيس الائتلاف، التقى في الرياض اليوم بالامير سلمان بن عبد العزيز ولي عهد المملكة العربية السعودية، ودار النقاش حول سبل دعم الثوار على كافة المستويات نظرًا لفداحة الكارثة التي دخلت عامها الرابع في سوريا.
الجربا اكد خلال اللقاء على أن نظام الاسد مازال مصرًا على تدمير كامل الاراضي السورية مستخدمًا الاسلحة المحرمة دوليًا وخاصة السلاح الكيميائي كما فعل منذ ايام في مختلف مناطق سوريا .
وأشار الجربا الى أن الاسد باعلان مسرحية انتخابه لولاية غير شرعية جديدة يغلق الباب امام أي حل سياسي، وهذا ما يدركه المجتمع الدولي.
تأتي الزيارة ضمن تعزيز دعم نضال الشعب السوري في ثورته ضد الديكتاتورية وتمتينه علاقات الائتلاف على المستوى العربي والدولي .
حضر اللقاء، الى جانب رئيس الائتلاف احمد الجربا، كل من فاروق طيفور ونورا الامير وعبد الحكيم بشار نواب الرئيس، وبدر جاموس الامين العام للائتلاف، واحمد طعمه رئيس الحكومة الموقتة، واسعد مصطفى وزير الدفاع، وعدد من اعضاء الائتلاف وممثل الائتلاف في مجلس التعاون الخليجي اديب الشيشكلي .
هذا ومن المتوقع أن يلتقي وفد الائتلاف برئاسة احمد الجربا بالامير مقرن بن عبد العزيز ولي ولي العهد اليوم، وسيقدمون له التهنئة ويتمنون له التوفيق كما من المتوقع لقاؤهم بالامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي لمناقشة التطورات الاخيرة على الساحة السورية .
وكان قد وصل امس وفد الائتلاف برئاسة الجربا الى المملكة العربية السعودية، والتي ستكون بداية انطلاق لجولة خليجية .
وتعتبر المملكة العربية السعودية من أشد الداعمين للثورة السورية والمعارضة والائتلاف الوطني، وقال بيان للائتلاف”تقود الزيارة الوفد السوري إلى عدة بلدان خليجية، وهي تأتي في إطار حشد الدعم السياسي والمالي والعسكري لصالح الشعب السوري في مواجهة آلة القتل التي يستخدمها نظام بشار الأسد ضد السوريين”.
وكان خالد الناصر عضو الهيئة السياسية للائتلاف والمقيم في السعودية قال في تصريحات اعلامية، إن الهدف من زيارة الجربا ومصطفى والوفد المرافق لهما إلى المملكة، التي تستمر ليومين،” هو لقاء المسؤولين السعوديين عن الملف السوري، والتباحث معهم بخصوص زيادة الدعم السياسي والعسكري المقدم للمعارضة السورية، خاصة في ظل التطورات الاخيرة”.
وأشار الى أن “النقاش مع المسؤولين السعوديين سيتضمن حشد الدعم السياسي في كشف عمل النظام على نسف أي طريق للحل السياسي مع إعلانه عن تنظيم انتخابات الرئاسة، وأيضاً طلب تقديم أسلحة نوعية تطالب بها المعارضة المسلحة منذ 3 سنوات لخلق توازن قوى مع النظام يدفع الأخير للامتثال للرغبة الدولية بالحل السياسي للأزمة”.
وأكد الناصر ” أن زيارة وفد الائتلاف إلى السعودية تأتي، في إطار نشاط سياسي مكثّف له خلال الفترة الماضية، بدأه بزيارة إلى الإمارات ثم الصين الشهر الجاري، ومن المقرر أن يستأنفه بزيارة إلى واشنطن مطلع الشهر المقبل بعد زيارة السعودية”.
وضع الوزير المعلم الصحي حرج للغاية
وكالات
عملية القسطرة فشلت بفتح الانسداد في الشرايين
ذكرت مصادر طبية أن الحالة الصحية لوزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي نقل الى مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت منذ أيام، حرجة للغاية، بعد أن فشلت عملية القسطرة في فتح الانسداد بالشرايين.
بيروت: ذكرت مصادر طبية في بيروت لـصحيفة «الأنباء» الكويتية أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم مازال رهن المعالجة في مستشفى الجامعة الاميركية في بيروت، حيث كانت أجريت له عملية تغيير في شرايين القلب.
ولفتت المصادر إلى أن الأطباء قاموا بإجراء عملية «قسطرة» للوزير السوري فور إدخاله إلى المستشفى، إلا أن العملية «فشلت» في فتح الانسداد بشرايين القلب، وخضع بعدها لعملية قلب مفتوح.
والجمعة خضع وزير الخارجية السوري وليد المعلم لعملية تغيير شرايين في القلب في مستشفى الجامعة الاميركية في بيروت، الذي نقل اليه على عجل مساء الخميس اثر وعكة صحية، بحسب ما افاد مصدر طبي وكالة فرانس برس.
وقال المصدر إن المعلم (73 عامًا) “خضع لجراحة تغيير رباعي لشرايين القلب في مستشفى الجامعة الاميركية”، مشيرًا الى أن “العملية استغرقت اربع ساعات، وكانت ناجحة”.
وفي وقت سابق، اكد التلفزيون الرسمي السوري في شريط اخباري عاجل أن “نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين الاستاذ وليد المعلم يجري عملية جراحية في القلب كانت مقررة سابقًا”.
ونقل عن مصادر طبية تأكيدها “نجاح هذه العملية”، وأن المعلم “سوف يعود لممارسة حياته الطبيعية خلال الايام القادمة”.
وكان المعلم نقل الى المستشفى الواقع في غرب بيروت مساء الخميس وسط اجراءات امنية مشددة “لإجراء فحوص طارئة بسبب انسداد في شرايين القلب”، بحسب مصدر طبي.
ويعد المعلم من أبرز الشخصيات في نظام الرئيس السوري بشار الاسد، وكان احد ابرز الدبلوماسيين خلال عهد الرئيس الراحل حافظ الاسد.
وكان المعلم، المعروف بحنكته الدبلوماسية، سفيراً لسوريا في واشنطن بين العامين 1990 و2000، واصبح وزيرًا للخارجية في العام 2006.
وترأس المعلم الوفد الحكومي الى مفاوضات جنيف-2، سعياً للتوصل الى حل للنزاع الدامي المستمر منذ نحو ثلاثة اعوام. ولم تتوصل جولتا التفاوض اللتان عقدتا في كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير)، الى أي نتيجة.
لاجئون سوريون يعيشون في حديقة عامة في ضواحي باريس
وسط ظروف معيشية قاسية بعيدًا عن بلادهم
أ. ف. ب.
بعد أن فرضت عليهم الحرب الرحيل من بلادهم إلى مختلف أنحاء العالم، يعيش لاجئون سوريون ظروفًا معيشية قاسية حيث يقيم 150 منهم في حديقة عامة في ضواحي باريس.
سانت اوان: بعد تشرّد طويل، بدأ بالنسبة لبعضهم مع اندلاع الحرب في سوريا، استقر منذ اسابيع المقام بنحو 150 لاجئًا سوريًا في حديقة عامة باحدى الضواحي الباريسية على امل الحصول لاحقا على ظروف معيشة أفضل.
البعض منهم قدم من حمص والبعض الآخر من حلب او اللاذقية. فقد هرب هؤلاء من بلادهم التي تجتاحها حرب اهلية قاسية بعضهم منذ عام 2011 مع بدء الحرب هناك. وعندما وصلوا الى باريس، لم يجدوا لهم ملجأ افضل من هذه الحديقة العامة في ضاحية سان اوان الباريسية التي تقع خلف أحد الفنادق على بعد امتار من الطريق الدائرية حول باريس.
ويقول يحيى البالغ الرابعة والاربعين من العمر وهو يقف محاطاً بعدد مثله من اللاجئين السوريين “نمضي نهارنا هنا في هذه الحديقة وخلال الليل يتدبر عدد قليل منا امره في فنادق رخيصة، في حين ينام الباقون في سيارات أو في جامع قريب”.
واضاف “الظروف صعبة جداً خصوصاً مع تواجد الكثير من الاطفال وبعضهم رضع” في الساحة.
تشرد!
واضاف يحيي اخصائي الاسنان الاصطناعية القادم من حمص، والذي يتكلم الفرنسية بطلاقة، “فور اشتعال الوضع في سوريا تركت منزلي الجميل واخذت زوجتي واولادي ورحلت دون أن انظر الى الوراء بعد ان وجدت أن الوضع بات خطرًا جدًا”.
ويروي يحيي مراحل التشرد التي عاشها حيث انتقل في البداية الى لبنان ومنه الى الجزائر ومصر ثم الجزائر مجددًا والمغرب واسبانيا عبر مليلية واخيرًا فرنسا. وتابع “لقد طرقنا كل الابواب. اردنا في البداية البقاء في اسبانيا الا أن الوضع هناك معقد جدًا”.
اما عزيز البالغ الرابعة والخمسين من العمر فغادر سوريا مع زوجته واولاده الستة في نهاية عام 2012. وعلى غرار يحيي تنقل من بلد الى آخر في اوروبا قبل ان يصل الى هذه الحديقة. وقال “كنت اعيش ايضا في حمص في حي باب عمرو الذي دمر تمامًا”.
وخلال الاسابيع الاولى التي اعقبت وصوله، تمكن عزيز من المبيت مع عائلته في احد الفنادق. الا انهم يبيتون اليوم في احدى السيارات لقلة الموارد المالية.
وقال هذا التاجر السوري “ما نفتقده كثيرًا هو المنزل. اما الباقي فيمكن تدبره”.
وتحركت بعض الجمعيات في هذه الضاحية الباريسية لمساعدتهم وبدأ جمع التبرعات لتأمين المنامة لهم في الفنادق كما قدمت لهم الثياب والادوية.
وقالت الفرنسية خديجة بولهيطة التي تعيش في هذا الحي “انهم يعيشون اليوم بيومه، وفي ظروف صعبة للغاية. لديهم بعض الاغطية وهذا كل شيء”.
على مقربة منها، كان عدد من المتطوعين يضعون اواني من الكسكس على طاولة تمهيدًا لتوزيع الطعام على اللاجئين السوريين.
وسرعان ما وقفت نساء واطفال في طابور لتسلم الطعام المقدم مجاناً. وقالت خديجة “نحن نعد لهم الطعام يوميًا، وطبق اليوم هو الكسكس”. واضافت “لكنني اخشى كثيرًا المشاكل المرتبطة بالنظافة خصوصاً بالنسبة للاطفال”.
…ومشاكل صحية واجتماعية
ويعاني عدد من اللاجئين من مشاكل صحية. وفي هذا الاطار تعاني نوال الصفار من مرض جلدي فيما يعاني طفلها البالغ السنتين من العمر، والذي فاقد اليدين من ارتفاع في الحرارة. تقول عبر مترجم “وصلت قبل ايام عدة ولا اعرف احداً. كما ان ابني يعاني من حرارة مرتفعة”.
ووصل الجمعة ممثلون عن جمعية “فرنسا ارض لجوء”، والمفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة الى المكان بصحبة طبيب لدراسة حاجات المجموعة خصوصاً من الناحية الطبية. وتبين أن بين اللاجئين ثلاث نساء حوامل.
اما السلطات المحلية الفرنسية فتقول إنها “مدركة” للوضع الذي يواجهه اللاجئون، لكنها توضح أن اللاجئين لم يتقدموا بطلبات لجوء.
وقال مسؤول في شرطة بوبينيي: “طلبنا من الجمعيات مساعدتهم لتقديم طلبات لجوء ما قد يساعد على انشاء آليات لمساعدتهم”.
الا أن الناشطة في المجال الاجتماعي صابرين الرساس تقول إن “الاجراءات الادارية ستكون طويلة ولا بد من تقديم مساعدة سريعة للاجئين خصوصاً مع استمرار توافد آخرين على هذه الحديقة”.
وطالبت هذه الناشطة بفتح احدى القاعات الرياضية لاستقبالهم أو على الاقل اقامة خيم لهم.
ويقول يحيي ايضًا، وهو يقف بين عدد من الاطفال في الساحة، “لم افقد الامل ولا بد من الانطلاق مجددًا من الصفر. ونحن كسوريين نحب العمل ولدينا ثقة كبيرة في فرنسا”.
دمشق تتجاهل «الحل السلمي» وتفتح باب الترشح للرئاسة
قذائف قرب البرلمان السوري – أميركا تتحرى استخدام النظام للكيماوي
بيروت: نذير رضا وكارولين عاكوم – لندن: عضوان الأحمري
أثار إعلان نظام الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، إجراء الانتخابات الرئاسية في البلاد يوم الثالث من يونيو (حزيران) المقبل، تنديدا دوليا كونه يعد «تقويضا» للحل السلمي لإنهاء الصراع الدامي في البلاد، المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والوسيط العربي والدولي في سوريا الأخضر الإبراهيمي «حذرا من أن إجراء الانتخابات في الظروف الحالية وسط الصراع الدائر والنزوح الواسع سيضر بالعملية السياسية ويعرقل احتمالات التوصل إلى حل سياسي».
وجاء إعلان دمشق على لسان رئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام، معلنا فتح أبواب الترشح للانتخابات الرئاسية رسميا اعتبارا من اليوم. في غضون ذلك, استهدفت قوات المعارضة مقر مجلس الشعب (البرلمان) في دمشق بثلاث قذائف هاون سقطت على مقربة منه مما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة آخرين بجروح.
كما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن لديها دلائل على استخدام مادة كيماوية صناعية سامة قد تكون الكلور، الشهر الحالي، وأنها تفحص الدلائل على تورط النظام السوري.
من جهة أخرى، وصل أحمد الجربا، زعيم الائتلاف السوري المعارض، إلى السعودية، أمس، في إطار جولة خليجية لإجراء محادثات تتعلق بمستجدات الأزمة السورية وتقديم الدعم للجيش السوري الحر، علاوة على الدعم الإغاثي.
ويتوقع أن يلتقي وفد الائتلاف اليوم الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد، والأمير مقرن بن عبد العزيز ولي ولي العهد، والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية.
تنديد دولي بإعلان دمشق الثالث من يونيو موعدا للانتخابات الرئاسية
فتح باب الترشح اليوم.. واللحام يدعو للتصويت «لمن يستحق أن يقود» سوريا.. وكي مون يعده تقويضا للحل السلمي
بيروت: نذير رضا
تفتح دمشق، اليوم، باب الترشح للانتخابات الرئاسية السورية المزمع إجراؤها في الثالث من يونيو (حزيران) المقبل، بحسب ما أعلن رئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام، أمس، مستثنية مرشحي المعارضة من المشاركة، كون قانون الانتخابات يشترط أن يكون المرشح أقام في سوريا بشكل متواصل خلال الأعوام العشرة الماضية، وهو ما لا ينطبق على المعارضين السوريين. وأثار إعلان دمشق تنديدا دوليا باعتباره «تقويضا» للحل السلمي لإنهاء الصراع الدامي في البلاد المستمر منذ أكثر من ثلاثة أعوام.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن إعلان الثالث من يونيو موعدا لإجراء الانتخابات الرئاسية «تقويض» لجهود الحل السلمي.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن بان كي مون والوسيط العربي والدولي في سوريا الأخضر الإبراهيمي «حذرا من أن إجراء الانتخابات في الظروف الحالية وسط الصراع الدائر والنزوح الواسع سيضر العملية السياسية ويعرقل احتمالات التوصل إلى حل سياسي»، حسب ما أوردته وكالة «رويترز». وأضاف: «مثل هذه الانتخابات لا تتوافق مع نص وروح إعلان جنيف»، في إشارة إلى اتفاق «جنيف1» الذي أبرم في يونيو (حزيران) 2012 بشأن السعي لانتقال سياسي في سوريا وتشكيل هيئة حكم انتقالية تتضمن النظام والمعارضة.
بينما قال الوزير بوزارة الخارجية البريطانية مارك سيموندز إن «الانتخابات الرئاسية السورية التي تجرى على خلفية اعتداءات يشنها النظام وفي أجواء من الخوف والرهبة لن تحمل أي مصداقية».
وفيما لم يعلن الرئيس السوري بشار الأسد حتى الآن رسميا ترشحه إلى الانتخابات، شككت المعارضة السورية بأصل إجراء الانتخابات، على ضوء ما أسمته «المخالفة الدستورية في القانون» الذي «يقيد السوريين من المشاركة بحق ديمقراطي»، إلى جانب استفادة نظام الأسد من «اتفاق جنيف 1» الذي نص على تشكيل هيئة انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة، من غير صلاحيات تشريعية أو قضائية، مما يتيح للأسد سن تشريعات تتوافق مع مصلحة نظامه.
ورأى عضو الائتلاف والمجلس الوطني السوري المعارض هشام مروة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن الأسد، استفاد من بنود اتفاق «جنيف 1» لتعطيل هيئة الحكم الانتقالي عبر إجراء هذه الانتخابات، موضحا أن تحديدها بقانون الانتخابات الحالي يعني أن الأسد يحضر نفسه للعمل على سن تشريعات بما يتناسب مع مصلحته، مستندا إلى افتقار الهيئة الانتقالية للصلاحيات التشريعية والقضائية. واعتبر أن الأسد «يريد أن يضمن لنفسه دورا تشريعيا وقضائيا وستكون هيئة الحكم الانتقالي عاجزة عن اتخاذ قرارات دستورية»، داعيا «رعاة الحل السياسي» لأن يعطوا الهيئة الانتقالية صلاحيات تشريعية وقضائية تقوض النظام الحالي عن سن تشريعات تتناسب مع مصلحته.
بدوره، وصف بدر جاموس، الأمين العام للائتلاف، الانتخابات الرئاسية بالقول بأنها «غير شرعية»، وأضاف: «لا نعترف ببشار الأسد على الإطلاق إلا كمجرم حرب يجب أن يساق إلى العدالة».
وأعلن رئيس مجلس الشعب السوري محمد اللحام في جلسة عامة للمجلس، أمس، تحديد «موعد انتخاب رئيس الجمهورية العربية السورية (…)، للمواطنين السوريين المقيمين على الأراضي السورية يوم الثلاثاء في الثالث من يونيو»، كما حدد موعد الانتخابات الرئاسية «للمواطنين السوريين غير المقيمين على الأراضي السورية في السفارات السورية يوم الأربعاء في 28 مايو (أيار)»، وذلك في المدن التي توجد فيها سفارات سورية.
وأعلن اللحام «فتح باب الترشح إلى الانتخابات الرئاسية في سوريا تطبيقا لأحكام الدستور»، داعيا من يرغب في ترشيح نفسه للتقدم بطلب الترشح إلى المحكمة الدستورية العليا خلال مدة عشرة أيام تبدأ من صباح اليوم وتنتهي بنهاية الدوام يوم الخميس في الأول من مايو.
وأكد اللحام أن الاقتراع سيجري عبر انتخابات حرة ونزيهة بإشراف قضائي كامل عليها، ودعا السوريين إلى «إعلاء صوت إرادتهم عبر صناديق الاقتراع وتأكيد إرادتهم الحضارية في ممارسة العمل الديمقراطي وحقهم بانتخاب من يرونه مناسبا قادرا وصالحا لقيادة سوريا نحو النصر المبين».
وتابع متوجها إلى السوريين: «إننا على ثقة بأنكم ستمنحون تأييدكم بسرية تامة وحيادية مطلقة بعيدا عن العواطف لمن يستحق أن يقود سوريا ويدافع عنها ويصون سيادتها وثوابتها الوطنية ويضمن لها مستقبلا آمنا ينعم فيه السوريون كل السوريين بحقوقهم دون تمييز أو تفريق».
وعلى الرغم من أن الانتخابات المقبلة ستكون أول «انتخابات رئاسية تعددية» في سوريا، بحسب ما ذكر اللحام، إلا أن قانون الانتخابات الرئاسية الذي أقره مجلس الشعب في 14 مارس (آذار)، يغلق الباب عمليا على احتمال ترشح أي من المعارضين المقيمين في الخارج، إذ يشترط أن يكون المرشح إلى الانتخابات قد أقام في سوريا بشكل متواصل خلال الأعوام العشرة الماضية.
وقال مروة لـ«الشرق الأوسط» إن الطعن بهذه الانتخابات، يبدأ من الطعن بالقانون الناظم لها، موضحا أن قانون الانتخابات الرئاسية، تواجهه عدة عقبات قانونية، أبرزها أنه «يصدر عن جهة مستفيدة منه وهو مخالف للقانون السوري لتحقق ما يعرف قانونا بـ(شبهة المحاباة فيه)، كما أنه «يصطدم مع اتجاه التشريع الدستوري في العالم لتنظيم الانتخابات كونه يقيد مشاركة السوريين بالانتخابات وممارسة حقوقهم الدستورية»، وإلى جانب ذلك، سأل مروة، «من قال إن إقامة المرشح لمدة 10 سنوات في البلاد، هي فترة تحدد كفاءة الشخص السياسي وقدرته على تحقيق تطلعات السوريين؟»، معتبرا أن القانون «يتحكم بصفات مرشح لصالح نظام يريد إعادة إنتاج نفسه».
وتنص المادة 88 من الدستور الذي استفتي عليه في فبراير (شباط) 2012 إثر قيام حركة الاحتجاجات غير المسبوقة والمناهضة للنظام، على أن الرئيس لا يمكن أن ينتخب لأكثر من ولايتين كل منها من سبع سنوات. لكن المادة 155 توضح أن هذه المواد لا تنطبق على الرئيس الحالي إلا اعتبارا من الانتخابات الرئاسية المقبلة التي يفترض أن تجري في 2014. ويبقي الدستور على صلاحيات واسعة للرئيس.
وتقضي الفقرة الثالثة من المادة الـ85 من الدستور بأن «لا يقبل طلب الترشيح إلا إذا كان طالب الترشيح حاصلا على تأييد خطي لترشيحه من 35 عضوا على الأقل من أعضاء مجلس الشعب، ولا يجوز لعضو مجلس الشعب أن يمنح تأييده إلا لمرشح واحد».
وتسلم الرئيس الأسد الحكم في 17 يوليو (تموز) 2000 بعد وفاة والده الرئيس حافظ الذي حكم البلاد قرابة ثلاثة عقود. وأعيد انتخابه في عام 2007 لولاية ثانية من سبع سنوات.
ولم تشهد سوريا منذ وصول حافظ الأسد إلى الحكم انتخابات رئاسية تعددية، بل ينظم استفتاء في نهاية كل ولاية، للتجديد للرئيس. وألغيت من الدستور الجديد المادة التي كانت تنص على أن حزب البعث هو «قائد الدولة».
وفد بقيادة الجربا يبحث في السعودية دعم «الحر» والإغاثة
يلتقي اليوم ثلاثة مسؤولين سعوديين.. واجتماع مع المبعوث الأميركي لمناقشة حصار حمص
لندن: عضوان الأحمري – بيروت: كارولين عاكوم
وصل أحمد الجربا، زعيم الائتلاف السوري المعارض، إلى السعودية، أمس، بصحبة قيادات من الائتلاف، في إطار جولة خليجية لإجراء محادثات تتعلق بمستجدات الأزمة السورية وتقديم الدعم للجيش السوري الحر، علاوة على الدعم الإغاثي.
وقال الائتلاف، في بيان، إن الجربا وصل إلى مدينة جدة (غرب السعودية) في زيارة رسمية يلتقي خلالها كبار المسؤولين في المملكة، يرافقه عدد من قيادات الائتلاف، بينهم نوابه فاروق طيفور ونورا الأمير وعبد الحكيم بشار (ممثلا عن الأكراد)، والأمين العام للائتلاف بدر جاموس، ورئيس الحكومة المؤقتة أحمد طعمة، ووزير الدفاع أسعد مصطفى. وأضاف البيان: «تقود الزيارة الوفد السوري إلى عدة بلدان خليجية، وتأتي في إطار حشد الدعم السياسي والمالي والعسكري لصالح الشعب السوري في مواجهة آلة القتل التي يستخدمها نظام بشار الأسد ضد السوريين».
ويتوقع أن يلتقي وفد الائتلاف، بقيادة الجربا، ثلاثة مسؤولين سعوديين: ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز، وولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبد العزيز، ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل. وكان الوفد عقد اجتماعا مساء أمس في جدة تحضيرا للقائهم المسؤولين السعوديين.
كما كشف مصدر في الأمانة العامة للائتلاف عن اجتماع عقده بعض الأعضاء في الائتلاف، بينهم أديب الشيشكلي، مع المبعوث الأميركي للملف السوري دانيال روبنستاين في الرياض، أول من أمس، نوقش خلاله الدعم العسكري وموضوع حصار حمص وموضوع اللاجئين، إضافة إلى آلية التعاون لإخراج سوريا من أزمتها الحالية في أسرع وقت. ونقل المصدر تأكيد الجانب الأميركي «المستمر» على الحل السياسي ورفض الحل العسكري.
من جانبه، أكد الأمين العام للائتلاف بدر جاموس أن «الزيارة تأتي ضمن سلسلة من اللقاءات الدبلوماسية التي يحاول من خلالها الائتلاف، توطيد علاقته مع الدول العربية والغربية، بغية التنسيق معها فيما يخدم مصالح الشعب السوري». وأشار إلى أن «العمل على زيادة دعم الجيش السوري الحر والثوار داخل المدن السورية، يشكل أحد أهم الملفات الأساسية التي سيبحثها الوفد مع مسؤولي المملكة السعودية»، إضافة إلى التنسيق من أجل «الدعم الإغاثي والارتقاء بالعملية التعليمية وإعادة تفعيلها، خاصة بعد الاستهداف الممنهج للمدارس السورية من قبل قوات الأسد، وتحويل بعضها إلى مراكز مسلحة لبعض المرتزقة الذين يستوردهم من الخارج للدفاع عنه».
وكان الجربا زار أخيرا دولة الإمارات ثم الصين، في تكثيف سياسي ودبلوماسي لدعم الشعب السوري.
قذائف هاون قرب مجلس الشعب السوري.. وواشنطن تتحرى استخدام النظام «الكيماوي»
النظام يتحدث عن تقدم في حمص
بيروت: «الشرق الأوسط»
ردّت المعارضة السورية، عسكريا، أمس، على جلسة مجلس الشعب السوري العامة التي أعلن خلالها رئيس المجلس محمد ختام اللحام فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية السورية، بقصف العاصمة دمشق بقذائف الهاون التي سقط ثلاث منها في منطقة الصالحية قرب المجلس، مما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة آخرين بجروح.
وجاء ذلك بينما قالت وزارة الخارجية الأميركية إن لديها دلائل على استخدام مادة كيماوية سامة قد تكون الكلور في سوريا، هذا الشهر، وإنها تفحص الدلائل على أن الحكومة السورية مسؤولة. وقالت جين ساكي المتحدثة باسم الوزارة: «لدينا دلائل على استخدام مادة كيماوية صناعية سامة».
وفي غضون ذلك، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان سقوط ثلاث قذائف هاون في محيط منطقة الصالحية بالقرب من مجلس الشعب السوري وسط العاصمة، الذي انعقد أمس للإعلان عن الانتخابات الرئاسية السورية في الثالث من يونيو (حزيران) المقبل، مشيرا إلى مقتل مواطنين اثنين وإصابة آخرين بجروح. كما أشار إلى سقوط عدة قذائف هاون على أماكن في منطقة الزبلطاني، وإصابة عدة مواطنين بجروح جراء سقوط قذيفة هاون في منطقة باب توما وسط العاصمة، كما سقطت قذيفة بالقرب من نفق كشكول في الدويلعة. وفي المقابل، نقلت الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا) عن مصدر أمني أن خمسة مدنيين قتلوا أمس في دمشق، وأصيب نحو 60 آخرين، إثر سقوط عدة قذائف هاون عشوائية في مناطق الصالحية والزبلطاني والعدوي وباب توما.
في هذا الوقت، دوّى انفجار في منطقة مشروع دمر غرب دمشق، نجم عن تفجير لواء إسلامي مقاتل سيارة مفخخة بالقرب من مسجد خالد بن الوليد، مما أدى إلى مقتل عنصرين من القوات النظامية وإصابة أربعة آخرين على الأقل بجراح. وأفاد ناشطون بأن السيارة استهدفت حاجزا لقوات النظام تابع لسرية المداهمات 215 – الأمن العسكري.
ونشرت ألوية «سيف الشام» التابعة للجيش السوري الحر بيانا تبنّت فيه العملية، موضحة أن هذا التفجير يأتي في إطار الرد على «استمرار جرائم النظام وميليشياته الطائفية وإصراره على إرسال المزيد من المرتزقة لقتل الشعب السوري». وفي تلك الأثناء، تواصلت الاشتباكات بين مقاتلي الكتائب المقاتلة والقوات النظامية بالقرب من مقام السيدة سكينة في مدينة داريا بالغوطة الغربية في ريف دمشق، بالتزامن مع قصف تعرضت له منطقة الاشتباك، ومناطق في شارع الثورة بداريا من قبل القوات النظامية، وسط تحليق للطيران المروحي في سماء المدينة، بحسب ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأشار المرصد إلى أن الطيران الحربي نفذ تسع غارات على مناطق في بلدة المليحة ومحيطها.
وفي المقابل، أعلن النظام تقدم قواته في مدينة حمص التي تتعرض لهجوم منذ أسبوع، بهدف استعادة السيطرة عليها. وأفادت وكالة «سانا» الرسمية السورية، بأن وحدات من الجيش سيطرت على عدد من الأبنية شمال شرقي المدرسة الوليدية، وعلى مجمع المدارس في حي جب الجندلي بحمص.
بدوره، أعلن المرصد السوري مقتل 11 عنصرا من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها، بينهم ضابط برتبة عقيد، خلال اشتباكات مع الكتائب الإسلامية المقاتلة على أطراف قرية الغاصبية الواقعة شرق مدينة تلبيسة (في حمص)، التي يقطنها مواطنون من الطائفة العلوية، إثر محاولة من الكتائب الإسلامية السيطرة على القرية.
ولفت المرصد إلى أن مناطق في أحياء حمص القديمة تعرضت لقصف من القوات النظامية بالأسطوانات المتفجرة وقذائف الهاون، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات بين القوات النظامية مدعومة بقوات الدفاع الوطني وكتائب البعث من جهة ومقاتلي الكتائب الإسلامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في حي جب الجندلي من جهة أخرى.
وفي حلب، تواصل القصف بالبراميل المتفجرة الذي يستهدف أحياء يسكنها معارضون. وذكر ناشطون أن برميلين متفجرين سقطا في حي مساكن هنانو، وآخرين استهدفا مناطق في حي الصاخور، بينما تواصلت الاشتباكات في الراموسة. وجاء ذلك غداة تقارير أفادت بمقتل نحو 90 شخصا في مدينة حلب، أول من أمس، جراء سقوط براميل متفجرة على أبنية.
جرحى بالبراميل بحلب وتقدم للمعارضة بحماة
واصلت قوات النظام السوري القصف بالبراميل المتفجرة على عدد من أحياء حلب، مما أدى إلى سقوط جرحى وحرائق، وقتل طفل وأصيب العشرات بالغازات السامة في ريف إدلب، في حين سيطرت قوات المعارضة على قرية قصر أبو سمرا بريف حماة الشرقي.
وأفادت شبكة شام بأن عددا من المدنيين أصيبوا بجراح بعد إلقاء مروحيات النظام براميل متفجرة على أحياء مساكن هنانو والجلوم والسويقة والمدينة الصناعية والمعادي.
وأضافت الشبكة أن حريقا اندلع في أحد معامل مدينة الشيخ نجار الصناعية التي قصفت بثلاثة براميل متفجرة.
يأتي ذلك بعد مقتل نحو سبعين شخصا في حلب وريفها أمس الاثنين، وكان حي الفردوس الأكثر تضررا، حيث بلغ إجمالي عدد القتلى فيه منذ أمس 54 نتيجة القصف بالبراميل المتفجرة. كما أصاب القصف حيي الهلك والصاخور وبلدة حريتان.
معارك وقصف
وفي حمص بوسط سوريا، استهدف قصف عنيف اليوم الثلاثاء براجمات الصواريخ والأسطوانات المتفجرة والدبابات حي الوعر وأحياء حمص المحاصرة وسط اشتباكات عنيفة على عدة محاور، في وقت تواصل فيه قوات النظام حملتها العسكرية على المنطقة التي بدأتها قبل أسبوع.
من جهة أخرى، أفادت المؤسسة الإعلامية بحماة بأن قوات المعارضة سيطرت على قرية قصر أبو سمرا بريف حماة الشرقي بعد اشتباكات عنيفة قتل فيها عدد من القوات النظامية.
بموازاة ذلك، استهدف قصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة مدينة مورك بريف حماة الشمالي، مما خلف عدة إصابات بصفوف المدنيين وسط اشتباكات على أطراف المدينة.
غاز الكلور
وشمالا في إدلب، قال ناشطون سوريون إن طفلا توفي وأصيب عشرات الأشخاص الاثنين بحالات اختناق نتيجة قصف ببرميل متفجر يحوي غاز الكلور على بلدة تلمنس في ريف المدينة، وتأتي هذه الحادثة بعد أسبوع من تعرض بلدة كفرزيتا في ريف حماة لقصف مشابه بالغاز نفسه.
في غضون ذلك، دارت اشتباكات بين قوات المعارضة وقوات الأسد في بلدتي حيش وكفر ياسين بريف إدلب الجنوبي، بحسب اتحاد تنسيقيات الثورة.
وعلى صعيد التطورات بدمشق وريفها، استهدف قصف بالمدفعية الثقيلة حيي الحجر الأسود وجوبر بالعاصمة، في حين أغار الطيران الحربي على بلدة المليحة بريف دمشق، وسط اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش الحر وقوات النظام على عدة جبهات بالبلدة.
كما استهدف النظام براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة مدن وبلدات بيت جن وداريا والزبداني ومناطق أخرى بالغوطة الشرقية.
وفي اللاذقية، أفاد اتحاد التنسيقيات بأن الجيش الحر تصدى لمحاولة قوات النظام اقتحام محيط مرصد الـ45 بريف اللاذقية، كما دارت اشتباكات في منطقة جبل النسر.
وبجنوب البلاد، قصفت مروحيات النظام بالبراميل المتفجرة بلدات ناحتة ونوى وإنخل والنعيمة بدرعا، كما استهدف قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة والدبابات بلدات عتمان وبصر الحرير والحي الشرقي لمدينة بصرى الشام.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014
واشنطن تتحقق من استخدام دمشق لمواد كيميائية
أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أمس الاثنين أن لديها دلائل على استخدام مواد كيميائية سامة قد تكون الكلور هذا الشهر في مدينة سورية تسيطر عليها المعارضة.
وأوضحت المتحدثة باسم الوزارة جين ساكي أن الإدارة الأميركية تبحث حاليا معلومات تتعلق باستخدام مواد كيميائية صناعية سامة في مدينة “كفر زيتا”، وأنه يجري حاليا التحقق من المعلومات التي تشير إلى أن النظام السوري هو من استخدم هذه المواد.
وأشارت ساكي إلى أن الكلور ليس واحدا من المواد الكيميائية ذات الأولوية الأولى أو الثانية التي صرحت سوريا بامتلاكها لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية بموجب اتفاق روسي أميركي لتدمير ترسانة سوريا من الأسلحة الكيميائية.
وقالت المتحدثة الرسمية إن الولايات المتحدة ما زالت تحاول تحري الحقائق بشأن ما حدث، “ويجب ألا ننسى ما تمكن النظام (السوري) من تنفيذه فيما مضى”.
وأضافت أن حكومتها تتعامل مع “كل المزاعم باستخدام المواد الكيميائية في القتال بجدية شديدة، وسنعمل مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي تشرف على التنفيذ، ونحدد ما إن كان حدث أي انتهاك”.
اتهامات للنظام
وأفاد ناشطون معارضون أمس الاثنين بأن طفلا توفي وأصيب عشرات الأشخاص بحالات اختناق نتيجة القصف بغاز الكلور على بلدة تلمنس، وتأتي هذه الحادثة بعد أسبوع من تعرض بلدة كفرزيتا في ريف حماة لقصف مشابه بالغاز نفسه.
كما اتهم الناشطون الأسبوع الماضي قوات النظام بتنفيذ هجوم جديد بالغاز السام في العاصمة السورية، ونشروا لقطات لأربعة رجال يعالجهم مسعفون. وأفاد الناشطون بأن هذا الهجوم وقع في منطقة حرستا بدمشق.
يشار إلى أن تحقيقا للأمم المتحدة توصل في ديسمبر/كانون الأول الماضي إلى أن غاز السارين استخدم على الأرجح في جوبر على مشارف دمشق في أغسطس/آب الماضي، وفي عدة أماكن أخرى منها ضاحية الغوطة الخاضعة لسيطرة المعارضة في دمشق حيث قتل مئات الأشخاص.
وأثار هجوم الغوطة غضبا عالميا، وهددت الولايات المتحدة إثره بتوجيه ضربات عسكرية ضد دمشق، لكنها تراجعت بعد أن تعهد الرئيس بشار الأسد بتدمير ترسانة أسلحته الكيميائية.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014
كيمياوي الأسد “يخنق” ريف إدلب من جديد
دبي – العربية
مرة جديدة يستخدم نظام الأسد الغازات السامة في المناطق الخارجة عن سيطرته، حيث استهدفت طائرات النظام هذه المرة قرية “تلمنس” في ريف إدلب مخلفة مئات الإصابات وحالات الاختناق بحسب مصادر المعارضة.
بموازاة ذلك، أعلنت واشنطن أن لديها مؤشرات بأن مادة كيمياوية صناعية سامة قد تكون على الأرجح مادة الكلور، استخدمت هذا الشهر في مناطق مثل بلدة كفرزيتا بريف حماة التي تسيطر عليه المعارضة، مؤكدة أنها تعمل مع “شركائها لتبيان الوقائع على الأرض وأنها تأخذ على محمل الجد كل المزاعم عن استخدام المواد الكيمياوية في النزاع”.
وأضافت جين ساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية “نحن ننظر في المزاعم التي تقول إن الحكومة السورية مسؤولة” عن تلك الهجمات، مؤكدة أن واشنطن تأخذ “على كثير من محمل الجد كل المزاعم عن استخدام مواد كيمياوية في النزاع”.
وقالت ساكي إن الكلور ليس واحداً من المواد الكيمياوية ذات الأولوية الأولى أو الثانية التي أعلنت سوريا عنها لمنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية بموجب اتفاق روسي أميركي لتدمير مخزون سوريا من الأسلحة الكيمياوية.
وسبق التأكيد الأميركي، تأكيدات فرنسية على لسان هولاند بأن باريس تملك “بعض العناصر” التي تفيد باستخدام النظام السوري للأسلحة الكيمياوية.
يذكر أنه بحسب مركز توثيق الانتهاكات في سوريا فإن نظام الأسد استخدم خلال هذا العام، غازات كيمياوية وسامة 14 مرة ضد أهداف متنوعة في أرياف دمشق وحماة وإدلب.
أسيرة حررها الثوار في “صفقة الراهبات” ثم اعتقلوها!
حلب – باسل الجنيدي
قامت كتائب إسلامية تابعة لحركة أحرار الشام الإسلامية باعتقال الناشطة ياسمين بنشي بعيد هروبها من مناطق النظام إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في طريقها إلى تركيا، بعد أن تمّ تحريرها من سجون النظام ضمن صفقة التبادل الشهيرة، صفقة الراهبات.
وكانت ياسمين برفقة صديقتها رويدا كنعان، المحررة معها في الصفقة ذاتها، عندما أوقفتهما حركة أحرار الشام في معبر “باب الهوى” الحدودي، وأطلقت سراح “رويدا” بعد يوم واحتفظت بـ”ياسمين” منذ تاريخ 12-4-2014 وحتى يومنا هذا، موجهين لها تهمة التعامل مع الشبيحة والنظام.
ووصفت “رويدا” لـ”العربية.نت”، ردة فعل ياسمين حينما اعتقلها أحرار الشام بأنها خافت منهم واعتقدت أنهم من داعش، إلا أنهم طمأنوها، وقال لها أحد أمرائهم: “أنت أختي بعهد الله، ولا تخافي نحن لسنا داعش!”
وأضافت رويدا: “كانت معاملتهم جيدة لنا، حيث إنهم وضعونا في غرفة الأمير وأعطونا مفتاحها، وأحضروا لنا الطعام والشيبس والبسكويت، وكلفوا أحد عناصرهم بالاستجابة لطلباتنا”.
أحرار الشام يعتمدون على اعترافات انتزعتها أفرع النظام الأمنية!
وبدل الاحتفال بها كأسيرة نجح الثوار في تحريرها، بعد احتجاز النظام لها في سجونه لمدة تسعة أشهر، واعتقال أخيها في سجن “صيدنايا” منذ عامين، وهي يتيمة الأب والأم، اعتمدت “أحرار الشام” على وثائق لتحقيق الأمن العسكري التابع للنظام مع ياسمين اتهمت فيها الناشطة بالمساهمة بخطف أحد المواطنين في اللاذقية وتصفيته في قضية سابقة، برّأتها منها محاكم النظام.
واستنكر ناشطون هذه المفارقة الغريبة التي جعلت كتائب تحارب النظام تعتمد اعترافات انتزعها النظام في فروعه الأمنية، خصوصاً وأن السوريين يعرفون جيداً طرق التعذيب التي تعتمدها هذه الفروع، والتي أودت بحياة عشرات الآلاف خلال الثورة السورية، ويعلمون جيداً أنه في أفضل الأحوال وأقلها وحشية، يتم إجبار الأسير على البصم على اعترافات لم يقلها وهو معصب العينين، هذا عدا عن كون أن ياسمين تمت تبرئتها من القضية المذكورة واستمر النظام بسجنها في “سجن عدرا” على خلفية نشاطاتها الثورية.
وجادل ناشطون آخرون على وسائل التواصل الاجتماعي بأنّ أحرار الشام- التابعة للجبهة الإسلامية- معروفة بسمعتها الجيدة وقلة تدخلها في حياة المدنيين إلا في حالات نادرة وفردية.
وتواصلت “العربية.نت” هاتفياً مع الجهة التي اعتقلت “ياسمين” من “أحرار الشام” -أمن معبر باب الهوى- وأكد المحقق المسؤول عن القضية “أبو محمد”، أنه مستعد للتعامل مع القضية بشفافية وشرح تفاصيلها في حال زيارته في المقر.
قمر الزمان.. تاريخ ثوري حافل في التجسس على النظام
كانت ياسمين تعمل بالثورة باسم مستعار “قمر الزمان”، تتنقل في مدينة اللاذقية الخاضعة لسيطرة النظام وتساعد في الحصول على معلومات عن الشبيحة وأوضاع السجون والفروع الأمنية، وترسل ما يلزم من هذه المعلومات إلى “الجيش الحر” أو إلى وسائل الإعلام، ومنها قناة العربية، من أجل استخدامها في إعداد التقارير التي توثق انتهاكات النظام.
وتواصلت “العربية.نت” مع الضابط المنشق أكرم البدر، وهو أحد قيادات الجيش الحر، وأكد أنه تعامل عدة مرات مع ياسمين خلال الثورة وزودته بعناوين للشبيحة وتحركاتهم وأرقام هواتفهم وغيرها من النشاطات.
كما تواصلت “العربية.نت” مع الناشط عمر جبلاوي، المتحدث باسم تجمع أنصار الثورة الذي قال: “لم أشك يوماً بوجود علاقة لياسمين بالنظام، على العكس تماماً، كانت تتقصد الدخول لمناطق النظام والاختلاط بالشبيحة ورجال الأمن، من أجل تزويدنا بالمعلومات التي أفادتنا في إعداد عدة تقارير، منها ما كان لقناة العربية”.
وأضاف: “تعرفت عليها في دروة إعلامية في تركيا، عدت أنا إلى المناطق المحررة في حين أنها ذهبت إلى مدينة اللاذقية، واستمرت تزودني بالمعلومات اللازمة عن حالة المناطق المحتلة بشكل أفادنا كثيراً في عملنا الإعلامي”.
وساهمت ياسمين في فترة سجنها في “سجن عدرا”، بتشكيل مجموعة من أربعة أشخاص تولت مهمة الإغاثة داخل السجن، وتوثيق انتهاكات النظام، وكانت هذه المجموعة مكونة منها ومن “رويدا” ومن المعتقلة المحررة “ميسا صالح” إضافة لشخصية رابعة لا تزال في مناطق النظام.
وتحكي ميسا صالح لـ”العربية.نت” عن نشاطات هذه المجموعة بقولها: “كنا نتولى مهمة تشجيع اللواتي تأتيهن زيارات في السجن بدعم السجينات الوحيدات – اللواتي لا تأتيهنّ أية زيارات- بالطعام والنقود، ونوثق الانتهاكات التي تحدث، ونحفز السجينات لكي يروين لنا ما يتعرضن له في غرف التعذيب حتى نستطيع إيصال أصواتهن للخارج بأي طريقة ممكنة، ونوثق أسماء (عواينيات) النظام اللواتي يشين بالسجينات”.
وتضيف: “ساعدنا في ذلك كون ياسمين محامية وذات خبرة، لم تكن تخفي دعمها للثورة داخل السجن رغم خطورة الأمر، وتعرضت لعقوبات في المنفردة جراء ذلك، وتم فتح قضية جديدة بحقها، وهي داخل السجن تتهمها بدعم الإرهابيين، وحُوّلت القضية إلى الأمن السياسي”.
وباشرت اليوم “حركة أحرار الشام” محاكمة لم تمانع فيها من حضور وسائل الإعلام، وستقوم “العربية.نت” بمتابعة تفاصيلها خلال الأيام المقبلة.
فابيوس: محتجزو الصحفيين بسوريا كانوا يجيدون الفرنسية
باريس – فرانس برس
أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن وزير الداخلية برنار كازنوف سيعرض الأربعاء خطة لتسوية مسألة الفرنسيين الذين توجهوا إلى سوريا للقتال إلى جانب المجموعات الجهادية، مقدراً عددهم بحوالي 500 شخص.
وأكد فابيوس لإذاعة “ار تي ال” أن بعض الجهاديين الذين كانوا يحتجزون الصحفيين الفرنسيين الأربعة رهائن في سوريا وأفرجوا عنهم في نهاية الأسبوع الماضي كانوا يتكلمون الفرنسية.
وقال إن “قسماً من الذين كانوا يحتجزونهم كان يجيد الفرنسية. ولا يمكن الذهاب إلى أبعد من ذلك لأن العديد منهم كانوا ملثمين”.
وقال فابيوس: “تم اتخاذ الكثير من الخطوات. يقضي تحركنا بمتابعة المسألة حتى منبعها. ويجب رصد كل الذين يمكن أن ينجذبوا إلى هذا المصير المأساوي خصوصاً الشباب. وهذا يتطلب مراقبة إلكترونية لأن الكثير من الأمور تتم عبر الإنترنت”.
وأضاف: “هناك سلسلة تدابير يجب اتخاذها حيال الذين ينتقلون إلى سوريا لكبح ومنع هذا العبور، وهناك ما يحصل في هذا البلد ومسألة العودة وإعادة الدمج”.
ولم يعط فابيوس تفاصيل إضافية عن خطة العمل هذه التي سيقدمها وزير الداخلية خلال اجتماع لمجلس الوزراء.
وبحسب الوزير فإن توجه فرنسيين إلى سوريا للجهاد ليس بـ”الأمر الجديد” لكن هناك “فوارق” لأن “عددهم يزداد وهم أصغر سناً. هناك سلسلة كاملة من التدابير اتخذت وسوف تتخذ”.
استمرار المعارك بدير الزور وريف اللاذقية
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
استمرت المعارك بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة في أنحاء عدة بالبلاد، الثلاثاء، وتركزت على دير الزور وريف اللاذقية وحمص وريف إدلب.
وقال ناشطون إن محيط مطار دير الزور العسكري، لا يزال مسرحا لاشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة السورية والقوات الحكومية، تزامنا مع قصف مدفعي من القوات الحكومية، بينما استمرت الاشتباكات في عدد من أحياء المدينة.
وعلى الساحل السوري قال الناشطون إن القوات الحكومية تقصف المناطق التي يتحصن فيها مقاتلو المعارضة، في ريف اللاذقية، في حين استهدف مقاتلو المعارضة مقرات للقوات الحكومية في محيط جبل تشالما.
أما في حمص، فاستمر القصف المدفعي والجوي على الأحياء المحاصرة في المدينة القديمة محيطها.
وأشار الناشطون إلى أن اشتداد القصف من قبل القوات الحكومية، تسبب في موجة نزوح للأهالي عن حيي الغوطة والوعر. كما دارت اشتباكات في مناطق بريف حمص الشمالي، ترافقت مع قصف جوي عنيف على عدد من البلدات.
هجوم بالكلور
وفي ريف إدلب، ألقى الطيران السوري ألقى برميلا متفجرا، محملا بغاز الكلور، على بلدة تلمنس، ما تسبب في سقوط قتيل وأكثر من 400 حالة اختناق، بحسب ناشطين.
كما شن الطيران غارة جوية على بلدة كفر تخاريم في ريف إدلب، ما تسبب في عشرات الإصابات بين المدنيين.
رائحة الكلور “تفوح” من الحرب في سوريا
محمد جمعة جبالي- أبوظبي – سكاي نيوز عربية
مع استمرار وتيرة الحرب في سوريا، ترددت مؤخرا اتهامات للحكومة السورية باستخدام غاز “الكلور” السام في استهداف المدنيين، وذلك في أعقاب فشل مؤتمر التسوية السياسية “جنيف 2”.
وأعلنت الولايات المتحدة أن لديها “مؤشرات على أن مادة كيماوية صناعية سامة” استخدمت هذا الشهر في سوريا ببلدة يسيطر عليها مسلحو المعارضة، وأكدت أنها تعمل مع “شركائها لتبين الوقائع على الأرض”.
وكانت الحكومة والمعارضة تبادلتا الاتهامات في منتصف أبريل الحالي بشأن استخدام مادة الكلور في بلدة كفر زيتا بريف حماة، التي تخضع لسيطرة المعارضة.
وكشفت صحيفة “فاينانشيال تايمز” أن غاز الكلور ليس من بين المواد والأسلحة الكيماوية التي تنقل إلى خارج سوريا لتدميرها في إطار عمل منظمة الحد من الأسلحة الكيماوية.
وكان ممثلون عن المعارضة السورية وحكومة الرئيس بشار الأسد قد أبلغوا الأسبوع الماضي عن وقوع هجوم بغاز سام في البلدة، وقالت الحكومة الفرنسية إن لديها أدلة موثوقا فيها على استخدام غاز الكلور في 3 وقائِع منفصلة هذا الشهر.
وصرح متحدث باسم الخارجية البريطانية بأن حكومته تتحرى حاليا بشأن الأنباء المتعلقة باستخدام القوات الحكومية للأسلحة الكيماوية.
وأعرب المتحدث عن قلقه البالغ حيال هذه الأنباء، مشيرا إلى أنه بالنظر إلى التاريخ السابق للنظام في استخدام الأسلحة الكيماوية فإن هذا لن يكون شيئا مستغربا.
من جهة أخرى نقلت صحيفة “ديلي تليغراف” عن مسؤولين غربيين قولهم إن النظام في دمشق استخدم غاز الكلورين السام في سلسلة من الهجمات التي استهدفت 3 بلدات سورية.
غاز الكلور
والكلور غاز سام مائل إلى الاصفرار إذا كان تركيزه عالياَ، أما في حالة التركيز المنخفض يكون عديم اللون، غير قابل للاشتعال، وأثقل من الهواء بمرتين ونصف، وله رائحة نفاذة لاذعة، وتأثير مهيج على أنسجة الجسم.
وحال استعماله بتركيز قليل يسبب تهيج مع حرقة في العين والأنف والحلق واحمرار في الوجه وتعطس وسعال، أما حال استعماله بتركيز عالي، فإنه يسبب ضيقا في الصدر والحلق ويؤدي إلى استسقاء في الرئتين، علماَ أن تركيز 1000 جزء بالمليون يسبب الموت الفوري.
يشار إلى أن غاز الكلور قد تم استخدامه على نطاق واسع خلال الحرب العالمية الأولى، وتسبب في مقتل الآلاف.
البيت الأبيض: انتخابات سوريا الرئاسية “محاكاة هزلية للديمقراطية” ولا شرعية لها
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — انتقد البيت الأبيض بشدة إعلان دمشق نيتها تنظيم انتخابات رئاسية جديدة في الثالث من يونيو/حزيران المقبل، معتبرا أن ما سيجري هو في الواقع “محاكاة هزلية للديمقراطية” مضيفا أن نتائجها لن تحصل على الشرعية والمصداقية “داخل سوريا أو خارجها.”
وقال الناطق باسم البيت الأبيض، جاي كارني، في رده على أسئلة الصحفيين الاثنين، حول ما إذا كان إعلان دمشق يمثل استخفافا بمواقف الرئيس باراك أوباما الداعية لتنحي الأسد: “هو (الأسد) يسخر في الواقع من مزاعمه الشخصية بأنه زعيم منتخب ديمقراطيا، ما سيكون الأمر عليه هو استفتاء رئاسي، وسيكون ذلك محاكاة هزلية للديمقراطية تفتقد لأي شكل من أشكال المصداقية والشرعية داخل سوريا وخارجها.”
وتابع كارني بتأكيد مواقف بلاده حول حل الأزمة في سوريا قائلا: “الطريق للحل يتمثل بعملية انتقال سياسية يتم التفاوض حولها مع المعارضة، وهي لا تشمل أبدا استفتاء من النوع الذي دعت دمشق إليه والذي لا يرتبط بالديمقراطية على الإطلاق، بل هو مجرد خداع.”
وأضاف المتحدث باسم البيت الأبيض: “لذلك تبقى الحاجة إلى قرار سياسي، وهذا هو الأمر الوحيد الذي يتيح للسوريين التوصل إلى مستقبل فيه حرية أكثر وطغيان أقل، ونحن سنواصل دعم الشعب السوري من خلال المساعدات الإنسانية الضخمة التي نقدمها، كما نواصل دعم المعارضة والدفع نحو عملية تفاوضية تقود نحو انتقال سياسي قابل للتحقق.”
وكانت دمشق قد أعلنت الاثنين أنها ستنظم في الثالث من يونيو/حزيران المقبل انتخابات رئاسية مع اقتراب موعد انتهاء ولاية الرئيس بشار الأسد، الذي تشهد بلاده حربا أهلية طاحنة منذ أربع سنوات، وقد أثار الإعلان موجة احتجاجات في أوساط المعارضة.
أمين الجامعة العربية: لا يمكن عمليا إجراء انتخابات نزيهة حاليا بسورية
القاهرة (22 نيسان/أبريل) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي أن قرار السلطات السورية إعلان الثالث من حزيران/يونيو المقبل موعداً لإجراء الانتخابات الرئاسية “يشكل خرقاً لالتزامات الحكومة السورية وتعهداتها بالعمل بموجب مقتضيات بيان مؤتمر جنيف” الاول
ونوه الأمين العام للجامعة العربية في بيان بأنه “لا يمكن من الناحية العملية إجراء انتخابات رئاسية نزيهة وديمقراطية وذات مصداقية في ظل المأساة الإنسانية القاسية التي يعيشها أبناء الشعب السوري وما تشهده سوريا حالياً من تصعيد خطير في الأعمال العسكرية، وأيضاً في ظل وجود أكثر من ستة ملايين سوري يعانون من مآسي التشريد والنزوح واللجوء، إضافة إلى ظروف الحصار والاضطراب وانعدام الأمن التي تشهدها العديد من المناطق في مختلف أنحاء سورية”
وحذر العربي من أن “هذه الخطوة من شأنها أن تعيق جهود إنضاج الحل السياسي التفاوضي المنشود للأزمة السورية، كما أنها تعرقل الجهود العربية والدولية المبذولة لاستئناف مسار المفاوضات بين الحكومة والمعارضة السورية للتوصل إلى اتفاق حول تشكيل حكومة انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة تتولى مقاليد إدارة الأمور في سوريا تنفيذاً للبنود الواردة في بيان مؤتمر جنيف1
بلجيكا: مصادر قضائية تؤكد عودة خمسين مقاتلا من سورية
بروكسل (22 نيسان/ابريل) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أكدت مصادر قضائية بلجيكية أن حوالي خمسين مقاتلاً بلجيكياً عادوا من سورية خلال الأشهر الإخيرة وأن مائة وخمسين آخرين لا يزالون هناك، في حين قتل حوالي عشرين شابا بلجيكيا في سورية منذ بداية الصراع.
وأوضحت المصادر القضائية أن ء “العائدين”، كما يطلق عليهم يشكلون “تحدياً هاما” للسلطات المحلية، حيث “يتم التعامل معهم على مستويات مختلفة ووفق درجة الخطورة التي يشكلها كل شخص منهم، أي أن كل شخص هو حالة على حدةّّ”، على حد وصفها.
وذكرت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، أن هؤلاء الأشخاص يخضعون للمراقبة والمتابعة من قبل هيئات محلية أو فيدرالية، منوهة بأن جميعهم خضع للتحقيق الجدي فور عودته، ومنهم من هو قيد الاعتقال.
وقسّمت تلك المصادر “المقاتلين العائدين” من سورية إلى أربع فئات فمنهم من قاتل إلى جانب الجيش السوري الحر، ومنهم من قاتل إلى جانب الجهاديين، وفئة ثالثة عملت في المجال الإنساني، أما الفئة الرابعة فهي تضم الأشخاص الذي تم تجنيدهم بواسطة مواقع التواصل الاجتماعي.
ووصفت المصادر بـ” شديد الدقة والحساسية” التعامل مع مختلف هذه الحالات، نظراً لتشعب القضية وضرورة دراستها من أكثر من جهة وعلى مختلف الأصعدة المحلية والأوروبية والدولية.
وذكرت المصادر أن أعمار “الجهاديين البلجيكيين” في سورية تتراوح إجمالاً ما بين 20 و25 عاماً، إلا أنها تحدثت عن “وجود أطفال لم تتجاوز أعمارهم 13 عاماً”، بينما يبلغ الأكبر سناً بينهم 45 عاماً.
ويذكر أن السلطات البلجيكية كانت اتخذت العديد من الإجراءات “الرادعة” من أجل منع تسرب المقاتلين من مواطنيها إلى سورية، فقد قررت بعض البلديات على سبيل المثال، شطب أسماء المقاتلين في سورية من سجلاتها، ما حرم هؤلاء من كافة حقوقهم الإجتماعية
لماذا يعتقد الأسد في قدرته على البقاء؟
جيم موير
بي بي سي – بيروت
هل يستطيع بشار الأسد وقيادته البقاء؟ إن الأمر لا يحتاج حقيقة إلى حسن نصر الله، زعيم حزب الله اللبناني، وأحد أقرب حلفاء بشار الأسد، ليخبرنا بهذا.
إنه الافتراض العملي للموقف الحالي من وجهة نظر غالبية المراقبين والمحللين، ودبلوماسيين غربيين، بذلوا مجهودا كبيرا لإزاحة الأسد، وكذلك حتى لبعض أعضاء المعارضة السورية الذين يفكرون بواقعية أكثر.
السبب بسيط.
فباستثناء بعض العوامل في معادلة التغيير الجذري، الذي لا توجد مؤشرات لحدوثه في المستقبل القريب، لا توجد أي من الظروف المتوقعة التي يمكنها ممارسة ضغوط كافية على بشار الأسد ليتنحى عن الحكم، أو حتى يتفاوض النظام على رحيله.
كما أن تحقيق المعارضة العنيدة والمتناحرة فيما بينها لنصر عسكري، يعد الآن حلما بعيدا، فالعديد من داعميها الإقليميين ربما لا يزالون يرغبون في هذا، لكن بالنسبة للقوى الغربية التي سحبت الكثير من ثقلها خلف المشهد، لن تفعل هذا أبدا.
مفاوضات التسوية أمر بعيد.
محادثات جنيف، التي بدأت في يناير/ كانون الثاني وانخفضت في فبراير/ شباط تلاشت في الماء.
التوترات الجيوسياسية
في المشهد الحالي، تتطلب التسوية الوحيدة الممكنة أن تقبل المعارضة ومن يدعمها، ببقاء بشار الأسد ودائرة السلطة الموجودة حوله في أماكنهم، مع بعض الإصلاحات التجميلية.
وهو الشيء الذي لا يمكن للمعارضة ان تفعله دون التفاوض مع مسانديهم ومن يمنحهم القدرة على الاستمرار.
وأي شيء غير هذا سيتطلب ضغطا خارجيا قويا على النظام لتقديم تنازلات جدية، وهو ما لا يمكن توقعه الآن أكثر مما سبق، بسبب الخلاف الحالي بين واشنطن وموسكو حول أوكرانيا.
منحت الأزمة السورية بوتين دافعا ليعزز موقفه ضد الأمريكيين
وقد منحت الأزمة الرئيس الروسي فلايمير بوتين دافعا ليعزز موقفه ضد الأمريكيين، فيما يتعلق بسوريا بدلا من مجاراتهم.
ويواجه الأسد ضغوطا خفيفة الآن، لذلك فهو يستعد لخوض الانتخابات القادمة، وإعادة انتخابه لفترة سبع سنوات قادمة، بدلا من الحصول على تسوية تقضي بالتمديد عامين، وهو الاقتراح الذي ظهر منذ عدة أشهر عندما كانت المساعي الدبلوماسية جارية.
وفي نهاية الأسبوع، قال (الأسد) “الأزمة أخذت منعطفا، بسبب التقدم الذي يحرزه الجيش وكذلك المصالحة الوطنية”، في إشارة إلى الهدنة المحلية لإحلال السلام في بعض ضواحي دمشق، بعد حصار مناطق تسيطر عليها المعارضة وتضييق الخناق عليها.
لكن لاشيء من هذا يعني أن الانتصار العسكري الحاسم أصبح في متناول الحكومة كذلك.
حرب الاستنزاف
التخمين الأكثر توقعا، مثلما قال حسن نصر الله، هو حرب استنزاف ممتدة، إذا ما رفضت المعارضة المسلحة التفاهم مع الحكومة، كما هو متوقع.
وحتى هذه اللحظة، دخل الصراع في مرحلة من الجمود غير المستقر، حيث تميل الكفة نوعا ما نحو النظام، بفضل استخدامه غير المحسوب لقواته الجوية، وتدفق الإمدادات العسكرية بصورة كبيرة من روسيا، وكذلك المساعدة الهائلة التي يحصل عليها من إيران والمقاتلين الشيعة في لبنان والعراق.
ووفقا لمسئولين روس زاروا سوريا، فإن الرئيس الأسد نفسه يتوقع أن “مرحلة العمل العسكري النشطة” قد تنتهي هذا العام، وعندئذ سيطرح سؤال حول محاربة الإرهاب والعمليات الانتحارية.
وربما يكون كاشفا لما يرغب فيه، لكن الحكومة تعزز سيطرتها حول العاصمة دمشق، والمناطق الهامة في غرب ووسط سوريا، رغم تقدم المعارضة المسلحة على أقصى الشمال، والسيطرة على الشرق والقتال الكبير في الجنوب.
ويرى يزيد صايغ، من كارنيجي اندومنت، أنه اذا ما استمرت الاتجاهات الحالية، وهناك القليل ممن يعتقدون عكس ذلك، “فإن النظام سيكون في وضع المهيمن والسيطرة المؤثرة على مساحة مهمة من البلاد بنهاية 2015، إذا لم يحقق هذا في القريب العاجل.”
دعم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام وجوده على الحدود مع العراق
لذلك لن يكون شيئا غريبا تخيل مستقبل المناطق، حيث تراجعت المقاومة المناوئة الرئيس الأسد، والمناطق النائية مثل تلك التي تسيطر عليها المليشيات المتشددة التابعة للدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في أقصى شرق البلاد، حيث دعمت وجودها على طول الحدود مع العراق.
وهذا نمط موجود بالفعل في العراق من خلال داعش، وسخط السنة والدعم الإيراني للحكومة المركزية.
المعارضة المنقسمة
العديد من المراقبين، وبمن فيهم كاتب التقرير، الذي كان يعتقد منذ 16 شهرا في الانهيار الوشيك للنظام تحت وطأة ضغوط المعارضة، تراجعوا عما قالوه.
فهل سنفعل هذا مرة أخرى بعد 16 شهرا من الآن؟
وأثبت داعمو الأسد، وفي مقدمتهم روسيا وإيران وحلفاؤهما، أنهم أكثر صلابة وقدرة على الاستمرار في دعم بشار من خليط القوى الإقليمية والغربية غير المتناغم الذي يساعد المعارضة والمسلحين على الأرض. وذلك لن يتغير.
وبقي نظام الأسد نفسه وقواته المسلحة متماسكة، على عكس حالتي الجدل والفوضى التي أصابتا قادة المعارضة في المنفى، والذين لم يكونوا أبدا مصدر ثقة، وسط وجود العديد من الجماعات المسلحة على الأرض، وأيضًا جماعات إسلامية متشددة تحقق تقدما متزايدا.
فمن الناحية النظرية، يمكن أن تتغير تلك الصورة كلية، لكنها ستؤدي إلى تحول جذري في كل شيء حدث على مدار الثلاثة أعوام الماضية.
فيتعين على قادة المعارضة السياسية أن يتحدوا، وأن يصبحوا ممثلين موثوقا بهم عن القوى الحقيقية داخل سوريا. ويتعين تأسيس هيكل عسكري مركزي له كامل السلطات، لتوحيد قوى المعارضة المسحلة ودعمها وتوجيهها على الأرض.
ويجب عزل الجماعات المتشددة المرتبطة بالقاعدة والقضاء عليها. ويتعين على القوى الغربية وتركيا والسعودية وقطر والدول الأخرى الداعمة للمعارضة أن تتبع نفس الأجندة، وليس فقط أجندتها الخاصة.
لكن في هذه اللحظة، يبدو هذا التصور بعيد المنال.
تردد الغرب
لكن مع غياب تلك الظروف، فإنه من الصعب التخيل أن الأمريكيين وقوى أخرى أعطت الضوء الأخضر لتسليح المعارضة بأسلحة نوعية، مثل منظومات الدفاع الجوي المحمولة المضادة للطائرات وأكثر من ذلك، والتي يحتاجها المسلحون في حالة إذا أتيحت لهم الفرصة لترجيح ميزان القوى إلى صالحهم.
وفي الوقت الراهن، ليست هناك أي مؤشرات للاتفاق على هدف مشترك. ويبدو أن القوى الغربية تنظر على نحو متزايد إلى الأزمة السورية من منظور مكافحة الإرهاب، الذي تسيطر عليه العديد من المخاوف من أن يؤدي تسليح المعارضة بأسلحة نوعية إلى سيطرة المليشيات الجهادية عليها، وتوجه مئات المتشددين الإسلاميين والمدربين إلى بلادهم واستهدافها.
ولا تتعلق المسألة فحسب بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، الذي نفّرت جماعات أخرى مسلحة منه بسبب نهجه المتطرف وكذلك اعتقاد كثيرين بأنه لعبة في يد النظام، لكن أيضًا فصائل أخرى، مثل جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة الرسمي، التي لها مكانتها في حركة التمرد في البلاد، حيث تبرز العديد من الجماعات الإسلامية.
لذلك، فسيكون من الأفضل أن يستمر الأمريكيون وحلفاؤهم في ترشيد دعمهم على نحو متعقل للجماعات المسلحة، ومدهم بما يكفي من السلاح للاستمرار في القتال، لا أن يرجحوا ميزان القوى لصالح تلك الجماعات أمام النظام.
يجب عزل الجماعات المتشددة المرتبطة بالقاعدة والقضاء عليها
ويظل مصير المسلحين رهينة لتذبذب سياسات القوى الغربية والتقلبات السياسية الإقليمية، مثل النزاع الحالي بين قطر والسعودية.
ويمكن أن يتعرض موقف المعارضة إلى ضعف شديد، على سبيل المثال، في حالة حدوث تقارب بين السعودية وإيران، الذي لا يزال قيد البحث في الوقت الحالي.
دفع الثمن
ولا يعني ذلك أن الرئيس بشار الأسد سيبقى هناك للأبد.
قد يبدو الأسد واثقا من أن الجزء الأصعب من العاصفة قد ولى. لكنها لم تنته بعد، فالدمار الذي لحق بالبلاد سيغير حتما طبيعتها، ولن تعود عقارب الساعة إلى الوراء.
وبمجرد أن تهدأ الثورة، فقد يظهر نوع من تصفية الحسابات من جهات تظهر حاليا ولاءها للقادة، وذلك بعد أن دفعت ثمنا باهظا لأخطائها الفادحة.
وهناك أيضًا تجزؤ السلطة واللامركزية على الأرض في المناطق التي يسيطر عليها الموالون للنظام، والتي قد يصعب على دمشق أن تفرض نفسها كما كانت في السابق.
وإذا بقي التوازن الاستراتيجي العام كما هو، فقد يؤكد الحلفاء الرئيسيون في الخارج الذين يدعمون الأسد، وعلى رأسهم روسيا وإيران، وكما يقولون دائما، أن التوافق على شخص بشار الأسد لن يستمر إذا ما زالت الضعوط.
وقال أمير عبد الله يان، نائب وزير الخارجية الإيراني في تصريحات له مؤخرًا: “لا نسعى إلى أن يبقى بشار الأسد رئيسا مدى الحياة”.
وأضاف: “لكننا لن نقبل فكرة أن تطيح قوى متطرفة وجماعات إرهابية بالأسد والحكومة السورية”.
BBC
انتقادات غربية لخطة دمشق بإجراء انتخابات رئاسية
انتقدت الولايات المتحدة خطة للحكومة السورية بإجراء انتخابات رئاسية يوم 3 يونيو/ حزيران، ووصفتها بأنها “محاكاة هزلية للديمقراطية”.
وندد بالخطة كذلك الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قائلا إنها قد تنسف جهود الوساطة من أجل التوصل لاتفاق لإنهاء ثلاثة أعوام من الحرب الأهلية، التي قتل فيها نحو 150 ألف شخص.
وفي الآونة الأخيرة، حققت القوات الحكومية تقدما ميدانيا، لكن المعارضة المسلحة مازالت تسيطر على مناطق واسعة من البلاد، ومن المستبعد إجراء انتخابات في تلك المناطق.
ومن المتوقع أن يسعى الرئيس، بشار الأسد، إلى السعي للفوز بفترة رئاسية ثالثة من 7 أعوام.
وأعدت الحكومة في الآونة الأخيرة قانونا يشترط في المترشح للانتخابات الرئاسية أن يكون أقام في سوريا خلال الأعوام العشرة الماضية.
وبما أن أغلب المعارضين خرجوا من البلاد، فإنهم سيمنعون من الترشح.
من المتوقع أن يسعى الأسد لنيل فترة رئاسية ثالثة في منصبه
واتهم الناشط بالمعارضة، أحمد القصير، الرئيس الأسد “بتنظيم انتخابات على دماء السوريين”، قائلا إن أنصار الأسد وحدهم سيصوتون في هذه الانتخابات.
ونقلت وكالة اسوشيتد برس عن القصير قوله “إذا كنا ممنوعين من أكل الخبز، فكيف لي أن أدلي بصوتي؟”
وقال نائب في البرلمان إن الانتخابات لن تجرى في المناطق التي تسيطر عليها عناصر المعارضة المسلحة، ولكن الحكومة لم تعلن هذا رسميا.
ونددت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بالانتخابات التي أعلن عنها.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، جين بساكي، إن “الدعوة لاستفتاء بحكم الواقع الآن يجعلها بلا معنى، بينما يواصل النظام إبادة الناخبين الذين يتظاهر بتمثيلهم”.
وحذر بان كي مون من أن خطة إجراء انتخابات “تعرقل العملية السياسية، وتبدد آمال التوصل إلى حل سياسي.”
ووصف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة هذه الانتخابات بأنها “محاكاة هزلية للديمقراطية”.
وكان رئيس البرلمان السوري، محمد اللحام، أعلن عن تنظيم الانتخابات، وأوضح أن السوريين المقيمين في الخارج سيشرعون في التصويت بداية من 28 مايو/ آيار.
ولم يتضح كيف تعتزم الحكومة تنظيم الانتخابات في المناطق التي تسيطر عليها عناصر المعارضة المسلحة، وكيف يسجل النازحون، وعددهم 6 ملايين، أنفسهم في قوائم الناخبين.
ويعيش نحو2.7 مليون سوري لاجئين في دول الجوار، ويقيم عدد كبير من المهاجرين في دول أغلقت السفارات السورية لديها منذ عام 2011.
وجاء الإعلان عن إجراء الانتخابات بعد ساعات من سقوط قذيفة على بعد 100 متر من مقر البرلمان وسط العاصمة دمشق، وهو ما أدى لمقتل خمسة أشخاص، حسب التلفزيون الرسمي.
“هجوم كيماوي”
وخلف بشار الأسد والده حافظ في عام 2000، ثم أعيد انتخابه في عام 2007 بحصوله على 98 في المئة من الأصوات في استفتاء.
ولم يعلن بشار الأسد إذا كان سيخوض الانتخابات المقبلة، لكن لا أحد يشك في أنه سيسعى للفوز بفترة ثالثة في منصبه، حسبما تقول ليز دوسيت، موفدة بي بي سي إلى دمشق.
وبموجب تعديلات على الدستور تم إقرارها في عام 2012، فإن بوسع العديد من المرشحين خوض الانتخابات.
لكن من المستبعد أن يتحدى أي شخص الأسد على نحو جاد، بحسب دوسيت.
وفي تطور منفصل، أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة تجري تحقيقات بشأن تقارير عن استهداف منطقة تخضع لسيطرة المعارضة بأسلحة كيماوية.
ويأتي هذا بعدما قال الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، أن لديه “معلومات” وليس دليلا على أن القوات الحكومية مازالت تستخدم أسلحة كيماوية.
وكانت الحكومة السورية وافقت على استكمال تسليم مخزونها من الأسلحة الكيماوية بحلول يوم الأحد المقبل.
وجاءت موافقة الحكومة بعد مقتل المئات في هجوم بإحدى ضواحي دمشق العام الماضي.
BBC © 2014
واشنطن: لدينا “مؤشرات” على ان اسلحة كيميائية استخدمت في سوريا هذا الشهر
مركز حلب الاعلامي / زين الرفاعي
نيران ودمار في احد شوارع حلب بعد قصف من قبل القوات الحكومية ببرميل متفجر في 20 نيسان/ابريل 2014 بحسب نشطاء
اعلنت الولايات المتحدة الاثنين ان لديها “مؤشرات على ان مادة كيميائية صناعية سامة” قد استخدمت هذا الشهر في سوريا في بلدة يسيطر عليها مسلحو المعارضة، مؤكدة انها تعمل مع “شركائها لتبيان الوقائع على الارض”.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني “لدينا مؤشرات على ان مادة كيميائية صناعية سامة، هي على الارجح الكلور، قد استخدمت هذا الشهر في سوريا في بلدة كفرزيتا التي تسيطر عليها المعارضة”.
وكان المرصد السوري لحقوق الانسان اتهم في 12 نيسان/ابريل الجاري النظام السوري بان طائراته قصفت بلدة كفرزيتا القريبة من الحدود مع لبنان “ببراميل متفجرة تسببت بدخان كثيف وبروائح ادت الى حالات تسمم واختناق”.
واضاف كارني “نحن ننظر في المزاعم التي تقول ان الحكومة (السورية) مسؤولة” عن تلك الهجمات، مؤكدا ان واشنطن تأخذ “على كثير من محمل الجد كل المزاعم عن استخدام مواد كيميائية في النزاع”.
وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اعلن الاحد في مقابلة مع اذاعة “اوروبا 1” ان فرنسا تملك “بعض العناصر” التي تفيد عن استخدام النظام السوري اسلحة كيميائية لكن من دون ان تملك “ادلة” على هذا الامر.
وردا على سؤال عما اذا كان صحيحا ان نظام الرئيس بشار الاسد لا يزال يستخدم اسلحة كيميائية، قال هولاند يومها “لدينا بعض العناصر (حول هذا الامر)، ولكنني لا املك الادلة ما يعني انه لا يمكنني تقديمها”، مضيفا “ما اعلمه ان هذا النظام اثبت فظاعة الوسائل التي يمكنه استخدامها وفي الوقت نفسه رفضه اي انتقال سياسي”.
وكانت الهيئة العامة للثورة السورية اتهمت في 12 الجاري الطيران الحربي السوري بالقاء “صواريخ تحتوي غازات سامة” على كفرزيتا.
بدورها ذكرت “تنسيقية الثورة السورية” في حماة على صفحتها على “فيسبوك” في اليوم نفسه ان النظام قصف البلدة ب”غاز الكلور”، مشيرة الى وجود “اكثر من مئة حالة اختناق” والى “نقص كبير في المواد الطبية”، بينما بث ناشطون اشرطة فيديو على موقع “يوتيوب” تظهر اطفالا وشبانا بدا عليهم الاعياء، ويعانون من السعال والاختناق.
في المقابل، اتهم التلفزيون السوري في حينه “تنظيم جبهة النصرة الارهابي بضرب سائل الكلور السام على بلدة كفرزيتا”، قائلا ان الهجوم ادى الى “استشهاد اثنين واصابة اكثر من 100 من اهالي البلدة بحالات اختناق”.
وقتل مئات الاشخاص في آب/اغسطس الماضي اثر هجوم كيميائي على ريف دمشق. واتهمت المعارضة السورية ودول غربية يومها نظام الرئيس بشار الاسد بتنفيذه. وكان لهذا الهجوم دور اساسي في التوصل لاحقا الى اتفاق على ازالة الاسلحة الكيميائية السورية، رغم نفي دمشق مسؤوليتها عن الهجوم.
وفي اطار اتفاق روسي اميركي في ايلول/سبتمبر 2013 اتاح تجنب توجيه ضربة عسكرية اميركية لسوريا، التزمت دمشق تدمير ترسانتها من الاسلحة الكيميائية قبل 30 حزيران/يونيو المقبل.
واعلنت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية ان النظام السوري قام حتى 14 نيسان/ابريل بنقل نحو ثلثي ترسانته الكيميائية من اراضيه.
والاتفاق الروسي الاميركي الذي اعقبه قرار اصدره مجلس الامن الدولي، تم التوصل اليه بعد هجوم بالسلاح الكيميائي اسفر عن مئات القتلى في ريف دمشق في اب/اغسطس 2013 وحمل كل من النظام والمعارضة الطرف الاخر مسؤولية تنفيذه.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى