أحداث الاثنين 12 آب 2013
قصف جوي ومدفعي عنيف على مناطق دير الزور… واستمرار المواجهات في ريف اللاذقية
لندن – «الحياة»
أشاد «الائتلاف الوطني السوري المعارض» أمس بالتقدم الذي أحرزه مقاتلو «الجيش السوري الحر» في منطقة الحويقة بمحافظة دير الزور، وقال إنه جاء نتيجة عملية مخطط لها منذ فترة، في وقت استمرت المواجهات العنيفة أمس في أنحاء متفرقة من سورية، وحصد قصف قوات النظام بالطيران والمدفعية المزيد من الضحايا، وتركز على مناطق في دير الزور وفي العاصمة دمشق ومحافظتي حلب واللاذقية في محاولات مستميتة لوقف تقدم مقاتلي المعارضة.
وحيا «الائتلاف» في بيان «رجال الجيش السوري الحر في دير الزور وإخوانهم على كافة الجبهات، وعبر عن افتخاره بإنجازاتهم في صد عدوان الأسد على السوريين، وبطولاتهم في تحرير أرض سورية، مؤكداً أن النصر سيكون حليفاً للحق مهما كان الطريق صعباً».
وأضاف البيان: «أتى العيد في دير الزور هذا العام تماماً كما خطط له أبطال الجيش الحر الذين نفذوا صباح السبت عملية نوعية بعد دراسة استراتيجية عميقة تم التخطيط لها من قبل الكتائب العاملة في المدينة، وتمكن الجيش الحر على إثرها من تحرير حي الحَويقة الاستراتيجي بما فيه فرع حزب البعث ومبنى الخدمات ومبنى المحافظ، وهي نقاط حصينة كانت قوات النظام وميليشياته تتمركز فيها قبل أن يتمكن أبطال الجيش الحر من تحريرها».
وأضاف البيان: «يمثل حي الحويقة جزيرة كبيرة في نهر الفرات ظلت أجزاء واسعة منها منيعة منذ بدء الثورة، وعلى رغم القصف الجوي وعلى رغم وابل من الصواريخ أطلقتها راجمات النظام ومدافعه، تمكن الجيش الحر من إنجاز خطته وتحرير الحي، وأتى ذلك بالتوازي مع قيامه بضرب معاقل قوات النظام وحواجزه في بعض شوارع حي الجبيلة والصناعة».
وختم بالقول: «وإذ يؤكد الائتلاف أن معارك التحرير مستمرة لتشمل جميع أرجاء سورية، وحرصه على حماية المدنيين في جميع الأوقات، فإنه يدعو المدنيين إلى الابتعاد عن أماكن الاشتباكات واللجوء إلى أماكن آمنة حرصاً على سلامتهم، مذكراً سائر الكتائب بأن سلامة المدنيين تمثل الأولوية القصوى للجيش الحر».
وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أشار أمس إلى أن الطيران الحربي شن ثلاث غارات على مناطق في دير الزور، في وقت دارت اشتباكات في حيي الحويقة والموظفين، وتعرض حي الجبيلة لقصف القوات النظامية، بالتزامن مع اشتباكات بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية المحاصرة في مبنى التأمينات بحي الحويقة. كذلك تعرضت مناطق في مدينة دير الزور لقصف مدفعي من القوات النظامية، وسط اشتباكات في حي الصناعة، قتل فيها ما لا يقل عن ستة جنود نظاميين، في حين سقط سبعة معارضين بينهم ستة في اشتباكات مع القوات النظامية على أطراف مطار دير الزور العسكري.
وذكر «المرصد» أن حي القابون في دمشق تعرض لقصف عنيف من القوات النظامية، كما استهدف القصف مناطق في مخيم اليرموك، من دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.
وفي محافظة حلب، قال المرصد إن اشتباكات دارت بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في حي الراشدين وبالقرب من دوار السلام في حلب الجديدة، بعد منتصف ليل السبت – الأحد، وتعرضت قرية بنان بالريف الجنوبي للقصف المدفعي أيضاً.
وفي محافظة حمص، شن الطيران الحربي غارات عدة على حيي جورة الشياح والقرابيص بمدينة حمص ولم تتوافر معلومات عن الخسائر البشرية. كذلك نفذ الطيران الحربي غارة على مناطق في بلدة الغنطو، من دون أنباء عن ضحايا. كما قتل مواطنان أحدهما مقاتل من مدينة الحصن، قضى جراء إصابته بشظايا قذيفة مدفعية في قلعة الحصن، بينما الآخر من بلدة مهين وقضى تحت التعذيب بعد اعتقاله على يد القوات النظامية قبل خمسة أشهر على حاجز القطيفة بمدينة دمشق. وجددت القوات النظامية قصفها على مناطق في مدينة الرستن.
وفي محافظة إدلب، جددت القوات النظامية قصفها بعد منتصف ليل السبت – الأحد على مناطق في بلدة معرة مصرين، من دون أنباء عن خسائر بشرية، بينما حلقت الطائرات الحربية في سماء قرى منطقة جبل الزاوية، من دون أن تقصفها.
وفي اللاذقية، تتعرض مناطق في بلدة سلمى وجبل الأكراد، لقصف من القوات النظامية، ولم ترد أنباء عن خسائر بشرية، في حين تعرضت قرية أبو حنايا في الريف الشرقي لمدينة حماة لقصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة.
وفي محافظة درعا، تعرض الحي الشرقي من مدينة بصرى الشام لقصف القوات النظامية، وسط اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في منطقة القلعة والفندق، بينما سقط رجلان أحدهما من الشيخ سعد، قضى تحت التعذيب، بعد اعتقاله على يد القوات النظامية، بينما الآخر من مدينة طفس، وقضى جراء إصابته في قصف للقوات النظامية على مناطق في طفس.
من جهة ثانية، استمرت الاشتباكات بين مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية من جانب ومقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و «جبهة النصرة» من جانب آخر، في قرى قورديني ودوغرمان وزورمخار وقنايا بالريف الغربي لمدينة كوباني، وتوفي مواطن في قرية بازيهر، بريف دارة عزة، في ظروف مجهولة.
وفي محافظة الحسكة، توفي عنصر من قوة «الأسايش» الكردية التابعة لـ «حركة المجتمع الديموقراطي»، متأثراً بجروح أصيب بها أواخر تموز (يوليو) المنصرم، جراء انفجار دراجة مفخخة على حاجز للقوة في حي المفتي بمدينة الحسكة.
كذلك قتل مواطنان في مدينة القامشلي، أحدهما رئيس «جمعية الأوقاف والأقليات الدينية»، والآخر عضو إدارة الجمعية ذاتها، وعثر على جثتيهما أمس في منزل الأول، وعليها آثار طلق ناري في الصدر والرأس، عقب اختفائهما قبل يومين.
الأمن الأردني يعتقل سورياً بحوزته أجهزة لاسلكية متطورة
الأردن – يو بي أي
أعلنت مديرية الأمن العام الأردنية أن “عناصرها ضبطوا شخصاً سوري الجنسية في شمال البلاد بحوزته أجهزة إرسال لاسلكية متطورة”.
وقال مصدر أمني إن “رجال الأمن في مدينة إربد شمال البلاد ألقوا القبض اليوم على شخص سوري كان ينقل أجهزة ارسال لاسلكية متطورة”.
وأوضح أن “رجال الأمن عثروا أيضاً في منزل السوري على المزيد من الأجهزة اللاسلكية المتطورة بلغ عددها العشرات”.
وكانت الأجهزة الأمنية الأردنية أعلنت أخيراً أنها أوقفت مركبة تحمل لوحات تسجيل سورية في مدينة الرمثا المحاذية للحدود السورية كان بداخلها ملابس عسكرية للجيش الأردني، واعتقلت سوريين اثنين كانا يستقلانها.
وأعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية، أن عناصرها ألقوا القبض على سوريين اثنين خلال محاولتهما إدخال كميات كبيرة من الأسلحة إلى الأردن هي الثانية خلال أقل من أسبوع.
المعارضة تبدأ معركة السيطرة على دير الزور واستمرار الاشتباكات في قرى ريف اللاذقية
(أ ب)
شن مقاتلو المعارضة السورية أمس، هجوماً على مدينة دير الزور في شرق البلاد على الحدود مع العراق، بعدما كانوا وسعوا سيطرتهم في شمال البلاد وغربها أخيراً.
وأفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” التي يتخذ لندن مقراً له ولجان التنسيق المحلية أن المقاتلات التابعة للقوات الحكومية شنت غارات جوية عدة على مواقع لمقاتلي المعارضة في دير الزور. وأضافت ان المعارضة قتلت سبعة جنود وأسرت آخرين في المدينة المتنازع عليها منذ العام الماضي.
وتجدر الإشارة الى أن مقاتلي المعارضة السورية هم في حال هجومية في شمال سوريا منذ استيلائهم على بلدة خان العسل قرب حلب الشهر الماضي. والاسبوع الماضي سيطروا على 11 قرية في بلاد العلويين بريف اللاذقية بغرب البلاد في ضربة رمزية للرئيس بشار الأسد.
وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن ان “مقاتلي المعارضة يحاولون السيطرة على أحياء في دير الزور لكنهم لم ينجحوا حتى الآن… انهم يحاولون السيطرة على كامل المدينة”.
إلا أن الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” أفادت أن القوات الحكومية ألحقت خسائر في صفوف “الارهابيين” وبينهم أجانب في دير الزور.
وأعلن المرصد أن مجموعة معارضة احتجزت 13 كردياً سورياً قرب بلدة تل عران في محافظة حلب وسلمتهم الى “جبهة النصرة” الاسلامية المرتبطة بتنظيم “القاعدة”. وأضاف أن الأكراد المحتجزين تعرضوا للتعذيب. ومعلوم أن محافظة الحسكة تشهد قتالاً عنيفاً منذ أشهر بين “جبهة النصرة” ومقاتلين أكراد أسفرت عن مقتل العشرات من الجانبين.
والسبت، هدد رئس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني بالدفاع عن أكراد سوريا من هجمات الجهاديين، مما أثار قلقاً متزايداً من تحوّل الحرب السورية صراعاً اقليمياً وأثنياً وطائفياً.
وأشارت “سانا” الى ان المعارضة قصفت بقذائف الهاون بلدة السلمية في ريف حماه مما أسفر عن مقتل 11 شخصاً وإصابة 20 آخرين. ومعلوم أن معظم سكان السلمية هم من الطائفة الاسماعيلية.
الى ذلك، تحدث ناشطون معارضون عن استمرار القتال في القرى التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة في ريف اللاذقية.
سوريا تحضّر لمعركة عضوية «مجلس حقوق الإنسان»
رنا الفيل
قبل نحو ثلاثة أشهر من انتخابات عضوية «مجلس حقوق الإنسان» التابع للأمم المتحدة، يلقى ترشيح سوريا معارضة شديدة ومتزايدة من قبل بعثات ديبلوماسية في نيويورك ومن قبل جمعيات غير حكومية.
وفي حديث لـ«السفير» يقول مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بشار الجعفري إن «الحملة ضد ترشيح سوريا (تأتي) ضمن إستراتيجية تدمير صورة سوريا كدولة عضو تحترم مواثيق الأمم المتحدة وحقوق الإنسان»، متهما الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وبعض الدول العربية بالوقوف ورائها.
ويضيف الجعفري أنهم «لا يريدون أن نكون في مجلس حقوق الإنسان حيث سنكون على قدم مساواة معهم»، لافتا إلى أن «خطوط التشهير هي أن النظام يقتل شعبه ومؤسساته وينتهك حقوق الإنسان».
من ناحيته، يقول المتحدث باسم البعثة الفرنسية في الأمم المتحدة فريدريك يونغ في حديثه لـ«السفير» إن «سوريا ليس لها مكان اليوم في مؤسسة هدفها تعزيز الاحترام العالمي والمدافعة عن حقوق الإنسان، والتي فوضت (المؤسسة) لجنة تحقيق عالمية ومستقلة لإلقاء كل الضوء على الجرائم التي ارتكبت على الأرض».
وكان مندوب بريطانيا لدى الأمم المتحدة السفير ليال غرانت قال الأسبوع الماضي أمام الجمعية العامة إنه «من الغريب أن تكون سوريا قدمت نفسها لانتخابات مجلس حقوق الإنسان هذا العام»، مضيفا أن «العضوية السورية ستقوض مصداقية هذه الهيئة المهمة».
ومن المتوقع أن تصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في شهر تشرين الثاني المقبل لانتخاب 14 دولة لعضوية تمتد ثلاث سنوات في مجلس حقوق الإنسان المؤلف من 47 دولة والذي يتخذ من مدينة جنيف السويسرية مقرا له. والدول المرشحة عن مجموعة آسيا والمحيط الهادئ هي الصين وسوريا وجزر المالديف والسعودية وفيتنام والأردن، التي ترشحت قبل أقل من عام. يذكر أن إيران سحبت مؤخرا ترشيحها.
وبرأي الجعفري، فإن «الدول الكبرى تؤثر على تصويت الدول الصغرى عن طريق المساعدات الإقتصادية»، موضحاً أن محاربة ترشيح دولة معينة يكون أيضا عبر دفع ترشيح دولة أخرى في المجموعة نفسها.
ويكتسب الانضمام إلى مجلس حقوق الإنسان أهمية بالغة للكثير من الدول. وتعمل البعثات الديبلوماسية في نيويورك لفترات طويلة بعد تقديم ترشيحها بهدف دعمه وتأمين الأصوات في حال لم يكن هناك توافق داخل المجموعات الإقليمية على المرشحين. وما يجعل انضمام سوريا إلى المجلس أكثر إلحاحا بالنسبة لها هو أن المجلس عقد أربع دورات استثنائية بخصوصها منذ أكثر من سنتين واتخذ عدة قرارات ضدها.
وفي حديث لـ«السفير»، يرى مندوب العراق الدائم لدى الأمم المتحدة السفير محمد علي الحكيم أن «مجلس حقوق الإنسان أصبح مجلسا سياسيا وغالبية القرارات التي تخرج منه تنتهي في مجلس الأمن أو في الجمعية العامة للأمم المتحدة وبالتالي فإن قراراته مهمة».
يشار إلى أن سوريا حاولت في العام 2011 الحصول على مقعد في مجلس حقوق الإنسان وكانت تتمتع بدعم المجموعة الآسيوية. غير أنها بدأت تواجه انتقادات بعد اندلاع الأزمة وحين تقدمت منغوليا بترشيحها قررت سوريا تبادل الترشيح مع الكويت التي كانت تحاول الحصول على مقعد في انتخابات العام 2013. ويقول الجعفري «فضلنا أن تأخذ مكاننا دولة عربية فأحبطنا جهودهم».
والبعثات الديبلوماسية ليست الوحيدة التي تحارب ترشيح سوريا. فبعض المنظمات غير الحكومية تحضر لحملة واسعة ضد هذا الترشيح ابتداء من شهر أيلول.
وفي حديث لـ«السفير»، يقول نائب المدير التنفيذي للمشاريع في منظمة «هيومن رايتس ووتش» أيان ليفين إن منظمته ستقوم بحملة بالتعاون مع منظمات أخرى للحؤول دون حصول سوريا على المقعد.
ويعتبر ليفين ان «ترشيح سوريا، إن استمر، سيكون إهانة غير معقولة لشعب سوريا»، لافتا الى أن «سوريا تفتقر الى أبسط المعايير المنتظرة من أعضاء مجلس حقوق الإنسان وتتخطى الحدود حتى ضمن مجموعة مرشحين مخيبة للآمال في المجموعة الآسيوية مع متنافسين يطرحون إشكالية عميقة مثل فيتنام والصين والسعودية».
وتجدر الإشارة إلى أن المنظمات غير الحكومية نجحت سابقا في حملاتها ضد ترشيح دول مثل بيلاروسيا وسريلانكا وأذربيدجان. غير أن بعض الدول مثل السعودية في العام 2009 وليبيا في العام 2010 نجحت في الحصول على مقعد، بالرغم من حملات الجمعيات غير الحكومية ضدها، وذلك بسبب عدم وجود منافسين لها.
وسط هذه الأجواء المعارضة لترشيحها، لا يزال قرار سوريا هو المضي قدما في محاولة نيل المقعد. وتتابع بعثة سوريا في نيويورك جدول الترشيحات والانسحابات. ويعتبر الجعفري أن سبب المعارضة لترشيح سوريا هو أن «وجودها في مجلس حقوق الإنسان سيكون إفشالا للسياسة القائمة على تشويه صورتها في الإعلام وأمام الرأي العام العالمي».
أكراد العراق وسوريا في مواجهة «القاعدة»
تتجه الأوضاع إلى الانفجار مجددا بين المقاتلين الأكراد وأتباع «القاعدة» في شمال سوريا، وإمكانية أن تتسع إلى دول مجاورة، بعد إعلان أكراد العراق استعدادهم للدفاع عن أكراد سوريا، الذين اعلنوا بدورهم استئناف المعارك مع المسلحين بعد انتهاء «هدنة» عيد الفطر، فيما تمكنت القوات السورية، بغطاء جوي، من استرداد قرية وقمة إستراتيجيتين في ريف اللاذقية من أيدي المسلحين التابعين لـ«القاعدة».
في هذا الوقت، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انه اتفق مع نظيره الأميركي جون كيري، في واشنطن الجمعة الماضي، على ضرورة تنظيم مؤتمر «جنيف 2 في أقرب وقت ممكن»، موضحا أن ديبلوماسيين روسا وأميركيين سيلتقون نهاية آب الحالي لبحث تنظيم هذا المؤتمر الدولي، معتبرا أن الأولوية الأساسية يجب أن تكون «محاربة الإرهابيين وطردهم من سوريا». (تفاصيل صفحة 16).
وذكر «المرصد» أمس ان «مقاتلين احتجزوا 13 مدنيا من الأكراد السوريين في محافظة حلب، قبل أن يسلموهم إلى مقاتلي جبهة النصرة، التي لا تزال تحتجز أكثر من 250 كرديا، كانت خطفتهم من بلدتي تل عرن وتل حاصل الكرديتين في ريف حلب في شمال سوريا». وأوضح أن «الأكراد الـ13 اسروا عند حاجز لمقاتلي المعارضة في مدينة السفيرة القريبة من البلدتين الكرديتين وتم تسليمهم لمقاتلي النصرة».
وفي أول بيان من نوعه، هدد «رئيس» إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني، أمس الأول، بالتدخل للدفاع عن أكراد سوريا في حال ثبوت تعرضهم للقتل على أيدي الجماعات «الإرهابية».
إلى ذلك، اعلنت «القيادة العامة لوحدات حماية الشعب» الكردية، في بيان، انتهاء هدنة عيد الفطر مع المسلحين الاسلاميين المتشددين، مشيرة إلى أن «القوى الظلامية، المتمثلة بالدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة، استمرت في حربها وهاجمت على امتداد الأيام الثلاثة للهدنة مواقع قواتنا والمناطق السكنية بمختلف الأسلحة والوسائل التي تملكها».
واضافت: «بناء على الخروقات المتعمدة من قبل المجموعات الإسلامية التي وصلت إلى حدود يستحيل تحملها، فإننا في وحدات حماية الشعب نعلن انتهاء فترة الهدنة المقررة سابقا، وسنرد على هذه الهجمات باستخدام حقنا الكامل في الدفاع المشروع عن أنفسنا ووحداتنا وشعبنا ومناطقنا، ضد كل من تسول له نفسه العبث بأمننا وبأرواح مواطنينا، ونعتبرها هي المسؤولة عن كل ما سيحصل لاحقا من جراء إيقاف هذه الهدنة». (تفاصيل صفحة 13).
وواصل الجيش السوري عملياته لاستعادة قرى سيطر عليها المسلحون التابعون لتنظيم «القاعدة» في ريف محافظة اللاذقية. وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن «وحدات من الجيش أعادت الأمن والاستقرار إلى قرية أوبين وقمة النبي اشعيا في ريف اللاذقية الشمالي بعد أن قضت على المجموعات الإرهابية المسلحة التي تسللت إلى المنطقتين». وكانت ذكرت أن وحدات الجيش «أعادت الأمن والاستقرار إلى قرى خربة الباز واستربة وبلاطة وعرامو في الريف الشمالي للمحافظة بعد دحر الإرهابيين الذين تسللوا إلى هذه القرى».
وذكرت قناة «الميادين» ان أحد قادة كتيبة «المهاجرين» التابعة لـ«جبهة النصرة» أبو حذيفة التونسي قتل خلال عمليات الجيش في ريف اللاذقية.
وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، ذكر في بيانات، إن «أكثر من 20 شخصا قتلوا في غارات نفذتها الطائرات الحربية على بلدة سلمى في جبل الأكراد في ريف اللاذقية، ومن بين القتلى ما لا يقل عن عشرة، يعتقد أنهم مدنيون تحولوا إلى أشلاء، وستة مقاتلين بالإضافة إلى أربعة مقاتلين من جنسيات غير سورية».
وذكر «المرصد»، أمس الأول، إن «13 شخصا قتلوا، وأصيب 30، في غارة جوية على مدينة الرقة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام»، وان الطيران السوري شن غارات مكثفة على دير الزور، القريبة من الحدود العراقية، لوقف محاولات المسلحين التقدم في المدينة. وذكرت قناة «الإخبارية» السورية إن المسلحين استهدفوا بقذائف الهاون بلدة السلمية قرب حماه، ما ادى الى مقتل 11 شخصا واصابة 20.
في هذا الوقت، لا تزال المعارك تتواصل بين القوات السورية والمسلحين في أحياء مختلفة من حمص وريف دمشق. وذكر «المرصد» إن «عبوة مزروعة في سيارة انفجرت في منطقة مئذنة الشحم بحي الشاغور وسط دمشق، حيث وردت أنباء عن سقوط عدد من الجرحى بينهم ثلاثة أطفال».
(«السفير»، «سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز)
الأمن الأردني يعتقل سورياً بحوزته عشرات الأجهزة اللاسلكية المتطورة
عمان- (يو بي اي): أعلنت مديرية الأمن العام الأردنية الإثنين، أن عناصرها ضبطوا شخصاً سوري الجنسية في شمال البلاد بحوزته أجهزة إرسال لاسلكية متطورة.
وقال مصدر أمني رفيع، ليونايتد برس إنترناشونال، إن رجال الأمن في مدينة إربد شمال البلاد ألقوا القبض الاثنين على شخص سوري كان ينقل أجهزة ارسال لاسلكية متطورة.
وأوضح أن رجال الأمن عثروا أيضاً في منزل السوري على المزيد من الأجهزة اللاسلكية المتطورة بلغ عددها العشرات.
وكانت الأجهزة الأمنية الأردنية أعلنت أخيرا أنها أوقفت مركبة تحمل لوحات تسجيل سورية في مدينة الرمثا المحاذية للحدود السورية كان بداخلها ملابس عسكرية للجيش الأردني، واعتقلت سوريين اثنين كانا يستقلانها.
وأعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية، يوم الثلاثاء الماضي، أن عناصرها ألقوا القبض على سوريين اثنين خلال محاولتهما إدخال كميات كبيرة من الأسلحة إلى الأردن هي الثانية خلال أقل من أسبوع.
تظاهرات ضد الجهاديين في شمال سوريا للمطالبة بإطلاق راهب ايطالي
بيروت- (ا ف ب): تشهد مدينة الرقة في شمال سوريا تظاهرات ضد جهاديين مرتبطين بتنظيم القاعدة للمطالبة باطلاق “مئات” المحتجزين، بينهم راهب ايطالي يسوعي بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاثنين.
وتأتي التظاهرات بعد نحو اسبوعين من فقدان الاتصال بالاب اليسوعي باولو دالوليو على اثر ذهابه للقاء قادة للدولة الاسلامية في العراق والشام نهاية تموز/ يوليو، للمطالبة بالافراج عن ناشطين تحتجزهم.
وقال المرصد في بريد الكتروني ان “تظاهرات تخرج بشكل يومي في المدينة منذ 15 يوماً تطالب بالإفراج عن مئات المعتقلين والمختطفين والمختفين في معتقلات وسجون “الدولة الاسلامية في العراق والشام”، على رأسهم “داعية السلام وصديق المعارضة السورية الأب باولو دالوليو”.
واوضح المرصد ان مصير الاب الذي يعرف بقوة شخصيته وعلاقته الجيدة مع الناشطين المعارضين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، لا يزال مجهولا “منذ ظهر الاثنين 29 تموز/يوليو، وذلك لدى ذهابه إلى مقر الدولة الاسلامية الواقع في مبنى محافظة الرقة، لمقابلة أمير في الدولة”.
واصبحت مدينة الرقة في آذار/ مارس الماضي، اول مركز محافظة يخرج بالكامل عن سيطرة القوات النظامية السورية، منذ بدء النزاع منتصف آذار/ مارس 2011.
والاثنين، افاد المرصد عن وقوع اشتباكات قبل خمسة ايام بين مقاتلين معارضين ومقاتلين جهاديين من الدولة الاسلامية المرتبطة بالقاعدة.
واوضح ان الاشتباكات دارت الاربعاء بعدما “هاجم مقاتلو الدولة، مقر لواء أحفاد الرسول في حي المحطة في مدينة الرقة، واشتبكوا مع عناصره”.
واشار الى ان متظاهرين خرجوا غداة ذلك، مطالبين مقاتلي الدولة الاسلامية “بالخروج” من المنطقة. وهتف المشاركون “سوريا حرة حرة الدولة تطلع برا”، بحسب المرصد.
وشهدت مناطق عدة في سوريا خلال الفترة الماضية مواجهات مع الجهاديين، لا سيما مع مقاتلين اكراد في الشمال والشمال الشرقي. ويبدو ناشطون معارضون امتعاضا من ممارسات الجهاديين في مناطق نفوذهم.
رئيس أركان الجيش السوري الحر يزور ريف اللاذقية
بيروت- (ا ف ب): تفقد رئيس أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم ادريس مقاتلي المعارضة الذين يواجهون القوات النظامية في ريف محافظة اللاذقية التي تعد نقطة ثقل الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الرئيس بشار الأسد، بحسب ناشط معارض وشريط فيديو.
وقال الناشط عمر الجبلاوي لوكالة فرانس برس عبر الانترنت ان ادريس “زار منطقة كفر دلبة في جبل الاكراد” الأحد.
واظهر شريط فيديو بث على موقع (يوتيوب) ادريس الذي ارتدى ملابس مدنية سوداء اللون ووضع قبعة رمادية، وهو برفقة عدد من المقاتلين واشخاص بلباس مدني في ريف المحافظة الساحلية في غرب سوريا.
وقال ادريس في الشريط انه يزور اللاذقية “للاطلاع على حقيقة الانجازات الهامة والانتصارات الكبيرة التي حققها اخوتنا الثوار على جبهة الساحل”.
اضاف “نحن اليوم موجودون لنؤكد ان رئاسة الاركان تنسق بشكل كامل ومتواصل مع قيادة الجبهة الساحلية بخصوص العمليات العسكرية”.
وتابع “سنواصل العمل بزخم عال في الجبهة الساحلية”.
وقال الجبلاوي ان قيادة الاركان قدمت للمقاتلين المعارضين “بعض الذخيرة، لكن الكمية غير كافية”.
واتت زيارة ادريس بعد نحو اسبوع من اطلاق مقاتلي المعارضة “معركة تحرير الساحل”.
وحقق المقاتلون خلال الايام الماضية تقدما في المحافظة الساحلية، وسيطروا على 11 قرية ذات غالبية علوية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وافاد المرصد السبت ان اكثر من عشرين شخصا قتلوا اثر قصف بالطيران الحربي على بلدة سلمى في جبل الأكراد ليل الجمعة.
وتعد اللاذقية معقلا اساسيا للنظام السوري الذي يسيطر على غالبية مناطقها، باستثناء جيوب لمقاتلي المعارضة في منطقتي جبل الاكراد وجبل التركمان في شمالها الشرقي.
انباء عن مقتل 42 من حزب الله وإيرانيين بقلب دمشق
معارضون سوريون يحتجزون 13 كرديا ويسلمونهم لمقاتلي النصرة
بيروت ـ دمشق ـ وكالات: قام مقاتلون سوريون معارضون الاحد باحتجاز 13 مدنيا من الاكراد السوريين في محافظة حلب (شمال) قبل ان يسلموهم لمقاتلي جبهة النصرة المتطرفة التي لا تزال تحتجز اكثر من 250 كرديا في هذه المنطقة، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وفي نهاية تموز(يوليو)، خطف مقاتلون جهاديون مرتبطون بتنظيم القاعدة نحو 200 مدني من بلدتي تل عرن وتل حاصل الكرديتين في ريف حلب في شمال سورية، بعد سيطرتهم على واحدة ومحاصرتهم الاخرى بحسب المصدر نفسه، ولا يزال مصيرهم مجهولا.
والاحد، احتجز الاكراد الـ 13 عند حاجز لمقاتلي المعارضة في مدينة السفيرة القريبة من البلدتين الكرديتين المذكورتين وتم تسليمهم لمقاتلي النصرة.
وتشهد مناطق في شمال وشمال شرق سورية اشتباكات عنيفة بين الجهاديين والاكراد الذين تمكنوا من طرد الاسلاميين من عدد من المناطق، ابرزها مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا في محافظة الحسكة (شمال شرق).
وافاد المرصد ان 26 كرديا على الاقل بينهم عشرة مقاتلين قتلوا بأيدي مقاتلي النصرة في تل عرن وتل حاصل بين 29 تموز (يوليو) والخامس من اب (اغسطس).
وكانت وحدات حماية الشعب الكردي التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، وهو الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، دعت الى ‘النفير العام’ في مواجهة التنظيمات الجهادية، وذلك اثر اغتيال المسؤول الكردي عيسى حسو بانفجار عبوة في سيارته في القامشلي (شمال شرق).
الى ذلك قال الجيش السوري الحر إنه استهدف تجمعاً للإيرانيين وحزب الله والشبيحة في دمشق عبر عملية نوعية، وذلك في الوقت الذي تواصلت فيه المعارك مع قوات النظام في أكثر من منطقة، حسب ما ذكر موقع ‘العربية نت’.
وفيما تستمر المعارك في أكثر من جبهة في سورية أعلن المجلس العسكري في دمشق أن الجيش الحر استهدف بواسطة سيارة مفخخة تجمعاً كبيراً لوفد إيراني وعناصر حزب الله والشبيحة في شارع الأمين بحي الشاغور في قلب العاصمة دمشق.
من جانبه بث التلفزيون السوري صوراً قال إنها لانفجار عبوة ناسفة ألصقت بسيارة في منطقة البزورية في دمشق، أسفرت عن إصابات وأضرار مادية.
مصالح روسيا في سورية متواضعة وليست مرتبطة بسلاح او غاز بل معارضة تغيير الانظمة بالقوة
ابراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’ تحول الاختطاف في الحرب الاهلية السورية الى تجارة واسعة، اصبح فيها كل سوري عرضة للاختطاف والمساومة على حياته. وتظل العائلات الغنية هدفا سهلا للعصابات الاجرامية التي تقوم بهذه العملية للربح.
ومن هنا فالاختطاف يسهم كما يقول باتريك كوكبيرن في مقال له في ‘اندبندنت اون صاندي’ في خلق جو من عدم الامن والاستقرار في البلاد اكثر من اي عامل اخر، حيث يخشى الناس من تعرضهم او تعرض ابنائهم واقاربهم للاختطاف اكثر من خوفهم من اصابتهم برصاصة او سقوط قذيفة عليهم. فالاختطاف اصبح هاجسا داخليا وفعلا يرتكب في السر لان من مصلحة الطرفين الخاطف والمخطوف ان يظل مكتوما، وهذا يختلف عن الدمار الجسدي الذي تتركه الحرب الاهلية والذي يقاس عنفها بعدد القتلى والجرحى ويؤخذ كعلامة على انهيار النظام في اي حرب اهلية.
وعادة ما يتجاوز الاختطاف مسألة الربح الى كونه فعلا انتقاميا تقوم به جماعات او طوائف ردا على بعضها البعض، ومن اجل التبادل، فعلى الحدود السورية اللبنانية تم اختطاف الشيعة والعلويين لمبادلتهم بمعتقلين لدى الحكومة السورية.
ويرى الكاتب ان التفريق بين الاختطاف للمال او السياسي غير واضح لان العصابات تتظاهر بانها قامت بالفعل نيابة عن طائفتها او ضد الحكومة. ففي بعض الحالات تظل هوية الخاطفين مجهولة ولا يكشف عنها في حالة اختطاف اشخاص من اجل الفدية او موت المخطوفين. فماذا حدث مثلا لراهبين معروفين في حلب من الطائفة الارثوذكسية اليونانية عندما ذهبا في 22 نيسان (ابريل) في مهمة للمساعدة في تحرير راهبين اخرين في مناطق يسيطر عليها الجهاديين، ولم يعرف عنهما شيئا، فقد قيل ان بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم تعرضا للاختطاف من جماعة جهادية شيشانية، مما قاد البعض للاعتقاد بانهما قتلا. وعلينا ان لا نبتعد كثيرا كي نعثر على قصص عن مختطفين حملها سوريون من ميسوري الحال في الخارج ممن تعرض اقارب لهم للاختطاف تم تحريرهم بدفع الفدية او لا يزالون قيد الاسر. ويشير الى ما قاله له فيصل مقداد، نائب وزير الخارجية السوري من تعرض والده البالغ من العمر 84 عاما للاختطاف في ايار (مايو) حيث ظل في يد الخاطفين مدة 14 يوما، كما وتعرض ابن اخيه اي مقداد- للاختطاف وسوء المعاملة. كما وطلب مسؤولون في الجيش السوري عدم ذكر اسميهما في تقاريره خشية تعرض افراد عائلتهما للقتل او الخطف.
بدأ في حلب
ويرى كوكبيرن ان الوضع في سورية اصبح لا يختلف عن وضع العراق بعد الغزو عام 2003 حيث لم تسلم عائلة عراقية واحدة من شروره، عندما كان مسلحون يختطفون افراد العائلة تحت تهديد السلاح.
ويضيف الكاتب الى ان عمليات الاختطاف في سورية تتزايد، ولا تنحصر في مناطق المعارضة، وقد اكد هذا بيتر بوكارت من ‘هيومان رايتس ووتش’ حيث قال ان ‘الاختطاف منتشر في سورية منذ اكثر من عام’ وقال ان وتيرته زادت بشكل كبير ‘مع انه بدأ اولا عندما اندلع القتال في حلب وتطور منذ ذلك الى ظاهرة واسعة في كل انحاء سورية، بل وتنتشر الى دول الجوار’، وعليه فقد اصبحت عصابات الخطف اكثر تنظيما ولديها نظام جيد لجمع المعلومات عن المكان الاسهل لخطف الضحية.
ويشير بوكارت الى حادثة اخيرة حدثت لشخصية بارزة بين الارمن في حلب، حيث كان مسافرا الى بيروت عندما اوقف مسلحون الحافلة التي كان فيها ونادوا عليه بالاسم واخذوه وهم يعرفون ان الاقلية الارمنية ستدفع الفدية مقابل اطلاق سراحه.
ويرى كوكبيرن تماثلا واضحا بين العراق وسورية، حيث كانت العصابات تدفع مبلغا من المال للمخبر كي يحدد لها هدفا من اصحاب المال. فحتى هذا اليوم تتم عمليات بيع البيوت بالسر وبشكل هادىء لانه لا البائع او المشتري يرغب في انتشار الخبر عن مبلغ كبير من المال تم تبادله.
وفي العراق كان الاطباء هم الهدف المفضل للخاطفين حيث كان الخاطف يدخل اليهم بسهولة من خلال التظاهر بطلب العلاج. ويرى كوكبيرن ان عمليات الاختطاف عادة ما تدفع على الهجرة والهروب من البلد وتؤثر على معنويات العائلات التي تتعرض لها. وتترك ايضا اثارا سياسية سلبية على الجماعات التي تحدث في مناطقها، مشيرا الى انها اثرت على مصداقية المعارضة السورية لان معظم حالات الاختطاف حدثت في مناطق المقاتلين (مع ان هناك قصصا تشير الى خطف حدث في مناطق الحكومة).
واشار الى ان السناتور جون ماكين، الذي يدعم وبشدة المعارضة السورية شعر بالاحراج عندما ظهر في صورة مع مقاتلين يعتقد ان احدهم له علاقة بخطف احد عشر شيعيا لبنانيا. وينظر الى خطف طياريين تركيين في بيروت الاسبوع الماضي على انها محاولة للضغط على خاطفي الشيعة للافراج عنهم. ويعتقد كوكبيرن ان ‘تجريم’ المعارضة السورية تبع نفس الاشكال التي تبعها المقاتلون الشيشان في عام 1999 والعراق عام 2003. ففي الحالات الثلاث هذه بدأ المقاتلون كمدافعين عن مجتمعاتم وانتهوا مثل قطاع الطريق في معظمهم. مما جعل من يقدمون الدعم لهم يشعرون ان البديل عن النظام القائم سيكون اسوأ، مشيرا الى انه في زيارة للشيشان اثناء الحرب الثانية للقاء اصلان مسخادوف الرئيس الشيشاني في العاصمة غروزني لاحظ ان حرسه كانوا قلقين من تعرضه اي كوكبيرن او الصحافيين الاجانب للاختطاف اكثر من خوفهم من غارة جوية للطيران الروسي على مكان اللقاء. ونفس الوضع يحدث في سورية حيث يعبر الكثير من الصحافيين الذين كانوا يزورون وبشكل منتظم المناطق الواقعة تحت سيطرة المقاتلين عن مخاوفهم من العودة اليها خشية الاختطاف. فقد تم اختطاف فريق تلفزيوني من مسلحين طلبوا مليون دولار فدية، واستطاع الفريق الهرب بعد 10 ايام. كما وتعرض مراسل محطة ‘ان بي سي’ ريتشارد انجل للخطف مع فريقه واحتجزوا مدة خمسة ايام وتم تحريرهم بعد اجبر خاطفيهم على فعل هذا عندما وصلوا الى حاجز كانت تديره جماعة مسلحة اخرى. وتقول منظمة ‘صحافيون بلا حدود’ انها تعرف عن حوالي 15 حالة صحافي اجنبي اختفوا او اختطفوا في سورية.
عن المحادثات السعودية ـ الروسية
وما دام الامر يتعلق بالخوف والحرب المستمرة في سورية علقت مجلة ‘التايم’ على المحادثات الفاشلة التي اجراها مسؤول الامن القومي السعودي الامير بندر بن عبدالعزيز والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتي قيل ان السعودية عرضت فيها شراء الموقف الروسي الداعم للنظام السوري بمليارات الدولارات في محاولة يائسة من اجل حل الازمة السورية في عامها الثالث.
ومع ان الكرملين نفى ما رشح في وكالات الانباء عن عرض الامير السعودي شراء اسلحة روسية بقيمة 15 مليار دولار وتعهد من السعودية ودول الخليج بعدم تهديد تسيد روسيا لسوق الغاز الطبيعي في اوروبا والثمن الذي طلبته السعودية لقاء هذا عدم تصويت موسكو ضد اي قرار يدعو للتحرك الدولي ضد سورية في الامم المتحدة.
وترى ارين بيكر كاتبة التقرير ان فكرة دفع روسيا التخلي عن الاسد مقابل صفقات اسلحة وتوزيع الغاز مثيرة للضحك، فحسب يزيد صايغ من وقفة كارنيجي في بيروت والخبير في شؤون سورية ‘ليس هذا وضعا يقوم به السعوديون بالحصول ببساطة على ما يريدون’ لان الدعم الروسي لسورية ليس مرتبطا بتأمين سوق لبيع اسلحتهم وليس مرتبطا ايضا بمخاوفهم من المنافسة الخليجية لهم في سوق الغاز الاوروبي. فخوف روسيا في سورية على خلاف الولايات المتحدة مرتبط بخشيتها من الفراغ الخطير الذي سيتركه النظام السوري حالة انهياره. فموسكو تتعامل مع بقاء نظام الاسد كضمان ضد الفوضى. وقد يكون ما دار بين الامير والرئيس السوري اكثر مما تم الحديث عنه من عرض سعودي لكن حتى لو صح ان الامير عرض على الرئيس وان بشكل عرضي فانه يشير الى تعقد الوضع السوري.
ويشير التقرير الى ان اهتمامات روسيا المباشرة في سورية متواضعة، فكل ما تريده هو حليف له منافذ على المياه الدافئة، وموطىء قدم في الشرق الاوسط، وهذان الامران لا يبرران الغطاء الروسي الذي تقدمه موسكو للنظام في دمشق.
وما يفسر العنت الروسي هو شعور الروس بالخيانة في الامم المتحدة عندما تم التصويت على قرار الحظر الجوي ضد الرئيس الليبي معمر القذافي عام 2011، حيث تحول الحظر الجوي الى تغيير النظام عبر تدخل قوات الناتو. ومن هنا عبر الرئيس السابق ديمتري ميدفيديف في لقاء مع ‘روسيا اليوم’ من سورية كانت الفرصة التي منحت موسكو كي ترسم الخطوط وبشكل واضح على الرمال. كما ان موقف روسيا نابع ولاسباب سياسية من حساسيتها لفكرة تغيير الانظمة عبر التدخل الخارجي. وحتى لو افترضنا قيام روسيا لسبب من الاسباب بتعليق مساعداتها لنظام الاسد فمن المستبعد ان يكون لهذا الموقف اي اثر على وضع الحرب الاهلية لان ايران لديها مصالح وتأثير في سورية اكثر، وحتى مع وصول الاصلاحي حسن روحاني للسلطة، فالتحالف مع سورية يعتبر استراتيجيا باعتبار دمشق حصنا لها في العالم العربي.
وترى الكاتبة انه على الرغم من الخطاب الحماسي والناري النابع من واشنطن والعواصم الاوروبية فمن المستبعد اتخاذ هذه الدول الخطوات اللازمة لتسليح المعارضة لان الاثار الناجمة عن هذا ستكون بعيدة المدى كما بدا واضحا في التقييم الذي قدمه رئيس هيئة الاركان المشتركة الامريكية، الجنرال مارتن ديمبسي والذي حذر من ضمن ما حذر منه هو انه في غياب البديل الحقيقي عن النظام فتسليح المعارضة لن يقود الا لتقوية المتطرفين.
تعهد من البارزاني
ولكن النار مهددة بالانتشار وقد تأتي الشرارة من المناطق الكردية بعد تهديدات حاكم اقليم كردستان العراق، مسعود البارزاني بالتدخل لحماية اكراد سورية.
وتأتي تعهدات رئيس اقليم كردستان البارزاني بالتدخل دفاعا عن اكراد سورية ضمن حراك وزيارات قام بها زعماء اكراد لانقرة وطهران في الاسابيع القليلة الماضية حيث تدرس القوى الاقليمية وذات الاقليات الكردية ابعاد الازمة السورية عليها، ومن المفيد لتركيا وهي المتأثر المباشر في الحرب الاهلية السورية تقييم ابعاد واثار الحراك الكردي الذي بات يتخذ طابعا اقليميا يضم اكراد المنطقة، خاصة في ظل الترتيبات الادارية التي اعلن عنها حزب الاتحاد الديمقراطي التركي وحديث عن دستور مؤقت ونموذج يشبه النموذج في شمال العراق.
وظل الاكراد حتى وقت قريب متفرجين على الاحداث في سورية ولم يقرر الا جزء منهم دعم الانتفاضة نظرا لشكهم في نتائجها وانعكاساتها عليهم ومعارضتهم للنظام في دمشق. وتظل تهديدات البارزاني مرتبطة بالمواجهات التي تجري بين الاكراد السوريين وجماعات جهادية بعضها مرتبط بتنظيم القاعدة، مما يهدد ان نفذ اكراد العراق وعودهم بنقل الحرب الى خارج سورية. وجاء اندلاع المواجهات بين الفصائل الكردية والمسلحة الجهادية بسبب النزاع على المصادر الطبيعية اضافة للخلافات الايديولوجية.
حزب بارزاني يؤكد أن دعم الإقليم لأكراد سوريا سيكون شاملا
مقرب من المالكي يدعو لاحترام الدستور
أربيل: شيرزاد شيخاني – بغداد: حمزة مصطفى
مع بداية الأزمة السورية، دعت قيادة كردستان إلى التريث في إبداء أي نوع من أنواع الدعم أو التدخل بالشأن الداخلي السوري دفعا لإحراج بغداد التي ناصرت منذ بداية الأزمة مواقف نظام الرئيس بشار الأسد.
وارتأت قيادة إقليم كردستان، وبشخص رئيس الإقليم مسعود بارزاني، تركيز الجهود على توحيد الفصائل الكردية الموجودة على الساحة هناك. وبدا الشغل الشاغل لرئاسة كردستان طوال السنتين الأخيرتين هو تأسيس جبهة وطنية، أو إطار تحالفي، يجمع كل الأطراف السياسية الكردية. ونجح بارزاني أخيرا بتشكيل الهيئة الكردية العليا أواخر العام الماضي، التي ضمت كلا من أحزاب المجلس الوطني الكردي، وحزب الاتحاد الديمقراطي (بي واي دي) الذي يبسط سيطرته شبه المطلقة على المناطق الكردية بالداخل، والموالي لحزب العمال الكردستاني التركي المحظور.
لكن التطورات التي شهدتها المناطق الكردية بسوريا مؤخرا، وتحديدا انتشار مقاتلي جبهة النصرة المتشددة ودولتي الإسلام بالشام والعراق، وسط تقارير عن ارتكابهم مجازر جماعية في المناطق الكردية، كسر حاجز الصمت، وبادر بارزاني أول من أمس إلى توجيه رسالة واضحة بأنه سيلجأ إلى جميع الخيارات للدفاع عن الشعب الكردي داخل سوريا.
وفي وقت تستعد فيه لجنة، أمر بارزاني بتشكيلها، للتوجه إلى «غرب كردستان» للتحقق بمزاعم المجازر الجماعية ضد الأكراد في سوريا، تتحدث الأوساط السياسية والإعلامية عن المديات التي يمكن لقيادة الإقليم أن تذهب إليها بتدخلها في الشأن السوري، خصوصا أن أي تحرك من قبل قيادة كردستان سيحسب على الدولة العراقية.
لكن الدكتور جعفر إبراهيم إيمينكي، المتحدث الرسمي باسم المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه بارزاني، قال إن «قيادة إقليم كردستان لن تقبل تحت أي ظرف كان أن تعود جرائم الإبادة التي اقترفها النظام البعثي السابق بالعراق مرة أخرى وتهدد شعبنا بأي مكان كان، ولن نقبل مطلقا بالسكوت عن تحركات جهات أو منظمات إرهابية تحاول إبادة أو قتل أبناء شعبنا».
ولخص الدكتور إيمينكي نوعية الدعم الذي بإمكان قيادة كردستان أن تقدمه لأكراد سوريا قائلا: «الدعم سيكون شاملا، بما فيه الدعم اللوجيستي للمقاتلين هناك، ولن نتردد بتقديم هذا الدعم للثوار والبيشمركة بهذا الجزء السوري من كردستان، لتمكين أبنائها من الدفاع عن أنفسهم وعن أرضهم وحرياتهم وحماية أرواح مواطنيهم».
وبسؤاله عما إذا كان هذا الدعم سيشمل حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (بي واي دي) الذي له خلافات كثيرة مع حزب بارزاني، قال إيمينكي: «بالطبع سندعم مقاتلي هذا الحزب وجميع الثوار الذين يدافعون اليوم عن أرض كردستان سوريا، لن نتردد للحظة بدعم جميع القوى الثورية هناك للوقوف بوجه الأعداء المتطرفين الذي يسعون فسادا وقتلا لشعبنا ولتدمير مناطقهم، المسألة لم تعد مسألة خلافات جانبية أو حزبية كالتي تحدث في أي مكان في العالم، المسألة أصبحت مسألة حياة أو موت شعب، بعد أن أصرت جبهة النصرة على مقاتلة شعبنا وإبادته»، وتابع قائلا: «لن نقف مكتوفي الأيدي متفرجين على جرائم القتل والإبادة، وعلى جميع الأطراف الدولية والإقليمية والدول العربية والإسلامية أن تدعم جهودنا من أجل إنقاذ شعبنا من التهديدات الإرهابية التي تطالهم بالجانب السوري».
وبسؤاله عما إذا كان هذا الدعم سيثير رد فعل من بغداد التي عرفت منذ اندلاع الأحداث السورية بدعم نظام الأسد، قال متحدث حزب بارزاني: «يجب على حكومة بغداد أن لا تكون لها ردود فعل رافضة لتدخلنا ودعمنا لشعبنا، لقد عانينا كثيرا من جرائم النظام السابق عندما شرع وفق سياسة ممنهجة بإبادة شعبنا، فهل سنسكت عن تكرار هذه الهجمات الوحشية والشرسة من منظمات إرهابية ضد شعبنا، وهذه الهجمات بدورها ممنهجة ومخطط لها مسبقا وتهدف بدورها إلى القضاء على الشعب الكردي».
أما على الجانب التركي وموقفها من هذا التدخل وما إذا كان هناك أي تنسيق مسبق معها بهذا الشأن فقال إيمينكي: «ليس هناك أي تنسيق مسبق مع تركيا، ولكني اعتقد بأن تركيا بدورها تدرك خطورة الوضع وتطوراته، ونحن مستعدون لأي نوع من أنواع التنسيق مع جارتنا تركيا، لأن الأوضاع إذا تدهورت على الجانب الآخر من حدودها فإن شراراتها من الممكن أن تصل إلى داخل تركيا».
وفي غضون ذلك، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن صالح مسلم محمد زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني (بي واي دي) قوله إن بارزاني إذا تأكد من صحة التقارير حول وقوع مجازر فإنه سيرسل قوات من عناصر حماية إقليم كردستان المعروفة باسم البيشمركة.
وفي السابق رفض «بي واي دي» محاولات بارزاني دعم المقاتلين الأكراد في سوريا، كما منع الحزب عودة مجموعة من المقاتلين الأكراد السوريين دربوا على أيدي البيشمركة في إقليم كردستان العراق.
واستدرك صالح مسلم محمد بأن قوات البيشمركة الكردية سيسمح لها بالدخول إلى سوريا «إذا تطلب الأمر لحماية الشعب». وأوضح قائلا: «حاليا لا اتفاق بهذا الشأن ولا طلب، في الوقت الراهن نشعر بأن شعب كردستان (في سوريا) قادر على الدفاع عن نفسه»، وأضاف بأن ما أشيع عن اتفاق إطلاق النار بين الجماعات الإسلامية والقوات السورية الكردية لم يوقع.
وفي بغداد أبدى مصدر مقرب من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تحفظه على إعلان بارزاني. وقال المصدر، الذي طلب عدم الإشارة إلى هويته، لـ«الشرق الأوسط» إن «الموقف الرسمي بشأن هذه التصريحات لم يصدر بعد لكنّ هناك خلطا للأمور في سوريا، وهو ما حذر منه المالكي قبل أيام عندما دعا الأكراد إلى عدم القتال إلى جانب الجماعات المسلحة وفي المقدمة منها (القاعدة) التي بدأت تستهدف الأكراد وباعتراف الإخوة في إقليم كردستان باستهدافهم من خلال عمليات التطهير العرقي». وأضاف أن «آلية الدعم التي أشار إليها بارزاني غير واضحة، ولكن كل ما يتعلق بالسياسة الخارجية هو من اختصاص الحكومة الاتحادية طبقا للدستور، وبالتالي فإن أي كلام من هذا النوع لا بد أن يكون تحت سقف الدستور ووحدة الموقف السياسي للدولة العراقية».
قصف جوي يواكب مدفعية النظام لاستعادة قرى في ريف اللاذقية
كتائب معارضة سورية تحتجز ثلاثة عشر مدنيا كرديا وتسلمهم إلى جبهة النصرة
بيروت: «الشرق الأوسط»
تواصلت الاشتباكات العنيفة في ريف اللاذقية على الساحل السوري، بين كتائب «للجيش السوري الحر» والكتائب الإسلامية من جهة، والقوات النظامية من جهة أخرى، فيما تعرضت مناطق في بلدة سلمى وجبل الأكراد لقصف نظامي مركز.
واستخدم النظام السوري في الأيام الثلاثة الأخيرة سلاح الطيران الجوي لثني مقاتلي المعارضة عن التقدم بريف اللاذقية وإحكام سيطرته على عدد من البلدات في إطار المعارك التي أطلقها الأسبوع الماضي تحت عنوان «تحرير الساحل السوري». ويواكب القصف الجوي القصف المدفعي بهدف استعادة النظام أكثر من 10 بلدات سيطرت المعارضة عليها، يؤكد ناشطون ميدانيون أن بعضها يقع على مسافة 20 كيلومترا من بلدة القرداحة، مسقط رأس الرئيس السوري بشار الأسد.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان باندلاع اشتباكات عنيفة ليل السبت في محيط قرية استربة الخاضعة لسيطرة المعارضة، مشيرا إلى خسائر في صفوف القوات النظامية، فيما أكد «الجيش الحر» تصديه في محافظتي إدلب وريف دمشق لرتلين نظاميين كانا في طريقهما إلى ريف اللاذقية. وأعلن أنه دمر دبابات وقتل جنودا نظاميين.
وفي موازاة المواجهات في ريف اللاذقية، شهدت مدينة دير الزور أمس اشتباكات عنيفة، وجدد الطيران النظامي تنفيذ غارات جوية على حي الحويقة وأحياء أخرى في المدينة التي أحرز فيها الثوار تقدما أول من أمس وتمكنوا من فرض سيطرتهم على مقرات حكومية. وأحصى ناشطون نحو 14 غارة على الأقل حتى مساء أمس، بالتزامن مع قصف نظامي استهدف حي المطار القديم وشارع الهجانة. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بارتفاع عدد الأسرى من القوات النظامية إلى 10 عناصر احتجزتهم الكتائب المعارضة.
وغداة السيطرة على مقر حزب البعث ومقر محافظ دير الزور، أكد ناشطون أمس استهداف مبنى التأمينات بحي الحويقة الاستراتيجي، والذي يشرف على الممر الرئيسي إلى العراق. وأورد المرصد أنباء عن مقتل سبعة عناصر نظاميين في المبنى بعد استهدافهم من قبل مقاتلي المعارضة، لافتا كذلك إلى أنباء عن أسر ستة عناصر من القوات النظامية في الحي.
وفي سياق متصل، ثمن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أمس «إنجازات» رجال «الجيش السوري الحر» في دير الزور وإخوانهم على كافة الجبهات، في «صد عدوان الأسد على السوريين، وبطولاتهم في تحرير أرض سوريا»، مؤكدا أن «النصر سيكون حليفا للحق مهما كان الطريق صعبا». وأثنى الائتلاف في بيان أصدره أمس على «العملية النوعية» في دير الزور، والتي تمكن الجيش الحر على إثرها من تحرير حي الحَويقة الاستراتيجي بما فيه فرع حزب البعث ومبنى الخدمات ومبنى المحافظ، حيث تحصنت «قوات النظام وميليشياته»، وفق البيان. وأوضح الائتلاف أن «حي الحويقة يمثل جزيرة كبيرة في نهر الفرات ظلت أجزاء واسعة منها منيعة منذ بدء الثورة، ورغم القصف الجوي ورغم وابل من الصواريخ أطلقتها راجمات النظام ومدافعه؛ تمكن الجيش الحر من إنجاز خطته وتحرير الحي، وأتى ذلك بالتوازي مع قيامه بضرب معاقل قوات النظام وحواجزه في بعض شوارع حي الجبيلة والصناعة».
وفي حلب، تعرضت بلدات دير حافر وحيان وبيانون لقصف نظامي، أدى إلى احتراق أحد المعامل في حيان وتصاعد أعمدة الدخان فيها، في حين نفذ الطيران الحربي غارة جوية استهدفت محيط سجن حلب المركزي، المحاصر من قبل مقاتلي المعارضة. وفي موازاة إعلان الجيش الحر قصفه بالصواريخ مطار كويرس المحاصر، استقدم النظام السوري تعزيزات عسكرية إلى مطار حلب الدولي. واستمرت الاشتباكات أمس في قرى قورديني ودوغرمان وزورمخار وقنايا الكردية الواقعة في الريف الغربي لمدينة كوباني، بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي من جهة ومقاتلين إسلاميين تابعين لـ«الدولة الإسلامية في العراق والشام» وجبهة النصرة من جهة أخرى. وأفاد المرصد السوري باعتقال حاجز تابع لكتيبة مقاتلة، بالقرب من بلدة تلعرن، 13 مواطنا كرديا، سلمتهم إلى مقاتلي جبهة النصرة في مدينة السفيرة بحلب. وقال: إن «أنباء وردت عن قيامهم بتعذيب المعتقلين»، لافتا إلى «توثيق مقتل 26 كرديا».
وفي العاصمة دمشق، تضاربت الروايات بشأن انفجار سيارة مفخخة مساء السبت. فبينما أكد ناشطون مقتل أكثر من 40 عنصرا من عناصر حزب الله اللبناني وميليشيات موالية للنظام في تفجير سيارة ملغومة أمام مقر أمني في شارع الأمين بحي الشاغور، أفاد المرصد السوري بأن «عبوة متفجرة مزروعة في سيارة انفجرت في منطقة مئذنة الشحم بحي الشاغور»، موردا أنباء عن «سقوط عدد من الجرحى بينهم ثلاثة أطفال». وكانت اشتباكات اندلعت، وفق شبكة شام الإخبارية المعارضة، في الساعات الأولى من صباح أمس في حي العسالي جنوب دمشق، وسط قصف صاروخي من القوات النظامية، كما اندلعت اشتباكات في بلدتي دروشا وزاكية بريف دمشق.
وأشار اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إلى أن اقتحام وحدات من «الجيش الحر» لكتيبة التسليح والنقل التابعة للفرقة السابعة في غوطة دمشق الغربية، حيث سيطر على مستودعات تحوي عشرات الصواريخ الروسية المضادة للدروع. وكانت قوات المعارضة استولت نهاية الشهر الماضي على مستودعات أخرى للصواريخ في منطقة القلمون بريف دمشق.
مجزرة بحلب وإدريس يتفقد مقاتلي اللاذقية
قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن عشرة أشخاص قتلوا اليوم في قصف لقوات النظام على مدرسة تحوي نازحين في قرية عين الجماجم بريف حلب، فيما قتل 20 من قوات النظام بكمين نصبته المعارضة بريف اللاذقية، في حين قام رئيس هيئة الأركان في الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس بزيارة ريف اللاذقية حيث تفقد الجبهة العسكرية وبعض المستشفيات الميدانية.
وقال الناطق باسم المجلس الثوري لحلب وريفها أبو عبد الله الحلبي في اتصال مع الجزيرة إن قوات النظام ارتكبت “المجزرة” الليلة الماضية، ولكن لم يتضح أمرها إلا صباح اليوم بسبب لجوء النظام لقطع الكهرباء والإنترنت، موضحا أن من بين القتلى أربعة أطفال، كما تسبب القصف بسقوط عشرات الجرحى.
وفي تطور ميداني آخر قتل 20 عنصرا من قوات النظام في كمين نصبته لهم قوات المعارضة في قرية بيت الشكوحي بريف اللاذقية، وفقا لناشطين.
وفي ريف اللاذقية الذي يشهد معارك شرسة منذ أيام، أفادت مصادر في قوات المعارضة بأن قوات النظام تواصل محاولاتها لاستعادة القرى التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة، حيث استمرت الاشتباكات في عدة مناطق منها قمة النبي يونس وكتف صهيون وتلا والبقروقة.
وكان عشرون شخصا هم عشرة مدنيين وعشرة مقاتلين قد قتلوا بغارات شنها الطيران الحربي على بلدة سلمى بريف اللاذقية الشمالي بعد أن سيطرت المعارضة على عشر قرى يقع بعضها على مسافة عشرين كيلومترا من بلدة القرداحة مسقط رأس الرئيس بشار الأسد.
زيارة إدريس
في الأثناء، أفاد ناشطون بأن رئيس هيئة الأركان في الجيش الحر اللواء سليم إدريس زار ريف اللاذقية، برفقة قائد الجبهة الغربية الوسطى العقيد مصطفى هاشم، حيث تفقدا الجبهة العسكرية وبعض المستشفيات الميدانية في كفر دلبا بجبل الأكراد.
وأظهر مقطع فيديو بثه ناشطون إدريس متحدثا إلى مجموعة من مقاتلي جبهة الساحل، قائلا إن هدفه من هذه الزيارة الميدانية هو “معاينة مباشرة للنجاحات الكبيرة التي يحققها ثوارنا على السواحل السورية”.
وأكد اللواء إدريس أن هيئة الأركان على تنسيق تام مع الجبهات والكتائب العاملة في منطقة الساحل، وأنهم مستمرون في تقديم ما يستطيعون لاستمرار معركة ما يسمى تحرير الساحل.
تجدر الإشارة إلى أن القوات النظامية تشن منذ ثلاثة أيام هجوما مضادا تحت غطاء جوي ومدفعي لاستعادة القرى التي فقدتها, وقد استقدمت تعزيزات من إدلب ومحافظات أخرى، وفق ناشطين.
ويمثل زحف مقاتلي المعارضة إلى هذه المنطقة انتصارا كبيرا للمعارضة بعد شهور من انتكاسات فقدوا خلالها مناطق محيطة بكل من دمشق وحمص في وسط البلاد، بعد عامين من الصراع الذي أسفر عن سقوط 100 ألف قتيل.
من جانب آخر، أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بمقتل 87 شخصا أمس الأحد، معظمهم في دمشق وريفها ودير الزور التي واصلت طائرات النظام غاراتها على عدد من أحيائها عقب تقدم المعارضة في المدينة، حيث سيطر مقاتلو المعارضة على مقرات حزب البعث والخدمات الفنية ومستشفى الفرات.
كما أكد ناشطون أن أكثر من عشرة قتلى سقطوا في قصف لقوات النظام على مدينة السلمية بريف حماة
هل بدأ الموقف الأردني من سوريا يتغير؟
محمد النجار-الجزيرة نت
يرصد سياسيون ومراقبون تغيرا في الموقف الأردني حيال ما يجري في سوريا، ولاسيما بعد استقبال عمان رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا، والسماح له بالدخول إلى منطقة تل شهاب بدرعا التي أدى فيها صلاة عيد الفطر الخميس الماضي، والحديث عن قرب فتح مكتب تمثيلي للائتلاف في عمان.
ورغم تحفظ المسؤولين الأردنيين على مصطلح “المكتب التمثيلي” للائتلاف، فإن الحفاوة التي لقيها الجربا واللقاءات التي عقدها مع مسؤولين أردنيين ومعارضين سوريين يسعون للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد، كل ذلك يكشف عن تحول ما في موقف عمان التي لا تزال تحتفظ بعلاقات دبلوماسية مع النظام في دمشق.
وكشفت مصادر سياسية أردنية للجزيرة نت عن تعرض عمان لضغوط من جهات إقليمية للتوجه نحو دعم أكبر للمعارضة بعد وصول الجربا إلى قيادة الائتلاف المعارض، لكن المصادر الرسمية لم تشر إلى مثل هذه الضغوط.
وكان الجربا قد تحدث في احتفال خيري للاجئين السوريين في عمان مساء الخميس الماضي عن اتصالات أجراها مع الحكومة الأردنية لفتح مكتب تمثيلي في عمان، وذهب إلى أبعد من ذلك عندما تحدث عن البدء في تشكيل نواة لجيش وطني سوري في شمال سوريا وجنوبها ضمن مرحلة أولى، وأكد أنه “سيعمل جنبا إلى جنب مع الجيش السوري الحر”.
تسيير معاملات
ولم ينف وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام محمد المومني أو يؤكد الحديث عن فتح مكتب تمثيلي، وأكد على بقاء السفارتين الأردنية في دمشق، والسورية في عمان.
لكن وسائل إعلام محلية نقلت عنه وعن مصادر رسمية أن الحديث يجري عن مكتب لتسيير معاملات ووثائق تتعلق باللاجئين السوريين، على أن يتم اعتماد سفارة الائتلاف في العاصمة القطرية الدوحة مركزا لهذه المعاملات.
ولا يعرف إن كان هذا التغير في الموقف الأردني سينعكس على الوضع الميداني في سوريا، خاصة مع شكاوى قادة الفصائل المعارضة في جنوب سوريا المحاذي للأردن من رفض عمان إدخال أسلحة إلى مناطقهم.
دعم سياسي
بدورها ترى عضو الائتلاف الوطني السوري ريما فليحان المقيمة في عمان أن “الأردن يقدم دعما إنسانيا وسياسيا للشعب السوري”، وأضافت “المواقف الأردنية تظهر يوما بعد يوم أنها أكثر إيجابية”.
وأشارت إلى أن عمان “تدعم السوريين وتقدم خدماتها لهم بالطريقة التي تراها مناسبة وتضمن أمنها الداخلي”.
ووصفت فليحان المباحثات الأردنية مع أحمد الجربا بأنها كانت “إيجابية جدا”، وأكدت أنه طُلب من الأردن فتح مكتب تمثيلي للمعارضة في عمان، وعبرت عن أملها في أن يتم افتتاح المكتب “في القريب العاجل”، مؤكدة عدم وجود قرار رسمي أردني حتى الآن بفتح المكتب.
بدوره وصف بشار الزعبي قائد لواء اليرموك -أحد أهم الأولوية المقاتلة ضد النظام السوري بدرعا- افتتاح مكتب للائتلاف السوري بالأردن بأنه “خطوة إيجابية وفي الاتجاه الصحيح”، آملا أن تنعكس دعما للمعارضة على الأرض.
دعم التسليح
وقال الزعبي للجزيرة نت “الاتصالات بيننا وبين الأردن حتى الآن غير فاعلة وليست على المستوى المطلوب (..) وتقتصر على تسهيل عبور اللاجئين والجرحى والمساعدات”.
ولم ير الزعبي أن هذه الخطوة ستغير الموقف الأردني لصالح المعارضة، أو أنها ستنعكس لصالح نقل السلاح إلى الداخل السوري من جهة الأردن، معتبرا أن دعم المعارضة الخارجية “لا ينعكس حتى الآن على الداخل السوري والقتال ضد النظام”.
وذهب إلى حد انتقاد زيارة الجربا لسوريا التي قال إنها لم تتضمن لقاء مع القادة الميدانيين على الأرض.
من جهته قال المحلل السياسي الأردني فهد الخيطان إن الأردن بدأ يوجه دعما أكبر للائتلاف السوري، خصوصا بعد وصول أحمد الجربا لرئاسته.
وقال للجزيرة نت “الأردن يعتقد أن الجربا هو الخيار الأنسب لقيادة الائتلاف ويراهن على أنه سيساهم في تقوية الاتجاهات المعتدلة في المعارضة السورية على الأرض”.
رهان أردني
وأشار الخيطان إلى أن عمان ستمنح الجربا “تسهيلات كبيرة عبر الحدود الأردنية مع سورية”.
لكن الخيطان يرى أن هذا الدعم ربما لن ينجح في تغيير ما وصفه بـ”حالة التشاؤم” لدى صانع القرار في المملكة حيال مستقبل الوضع في سوريا، مع تراجع الرهان على حل ينهي الأزمة التي تحولت مع الوقت إلى حرب أهلية في البلاد.
وعن إمكانية أن يتحول الموقف الأردني من الدعم السياسي والدبلوماسي للمعارضة إلى دعمها بالسلاح على الأرض، قال الخيطان إن ذلك قد يحصل ولكن “ضمن ترتيبات مع السعودية وأميركا”.
ويقول الأردن إنه يواجه أزمة كبيرة جراء لجوء نحو 550 ألف سوري إليه منذ اندلاع الثورة على نظام بشار الأسد في مارس/آذار من عام 2011، منهم نحو 150 ألفا يقيمون بمخيم الزعتري على الحدود الأردنية السورية.
غرق 6 سوريين أمام ساحل صقلية هاجروا بحثاً عن العمل
فرق البحرية أنقذت 50 مهاجراً آخرين ولا معلومات عن جنسياتهم
دبي – قناة العربية
كأن الموت الذي يواجهونه في بلدهم لا يكفيهم.. فأمام سواحل جزيرة صقلية في إيطاليا لقي ستة مهاجرين سوريين مصرعهم غرقاً، بعد أن نزلوا إلى البحر وهم لا يجيدون السباحة، فيما استطاعت فرق الإنقاذ الإيطالية إنقاذ نحو خمسين آخرين.
خفر السواحل الإيطالية ذكروا أن قارباً للصيد يقل ما يقارب مئة وعشرين مهاجراً من إفريقيا ظل عالقا في الرمل بعد أن دفعته الرياح على بعد أربعين مترا من شاطئ قريب من مدينة كتانيا ..
نزول المهاجرين الستة عند رؤيتهم للشاطئ وقت بزوغ الفجر وهم لا يجيدون السباحة، أدى إلى انجرافهم في مياه عميقة قرب الشاطئ أدت إلى غرقهم.
تمكن رجال الإنقاذ من انتشال أربعة جثث كانت تطفوا حول القارب وإنقاذ خمسين شخصاً أيضا يشتبه بأنهم سوريون.
ولم توضح الجهات الرسمية الإيطالية من أين أبحر هؤلاء الذين أمضوا أسبوعاً تقريباً في عرض البحر، لكن السيناريوهات المحتملة تقول إنهم ربما وصلوا إلى ساحل صقلية من جهة الجنوب أو من جزيرة لامبيدوزا الإيطالية أيضا التي تبعد مئة وعشرة كيلومترات فقط عن تونس.
يصل المهاجرون عادة إلى دول الاتحاد الأوروبي بحثاً عن رزق جديد حيث تقول المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة إن نحو 8000 لاجئ ومهاجر وصلوا إلى سواحل إيطاليا الجنوبية في النصف الأول من هذا العام، معظمهم من إفريقيا لاسيما ليبيا التي تعاني من اضطرابات منذ سقوط القذافي.
“الحر” يبادل جثة قتيل للنظام بـ13 معتقلا في قلب دمشق
لواء العز بن عبد السلام أطلق على العملية اسم “الفجر المتسامي”
دمشق – جفرا بهاء
بادل لواء العز بن عبدالسلام من كتائب ألوية الصحابة في الجيش السوري الحر جثة قتيل للنظام بـ13 معتقلا حيا أمس الأحد 11 أغسطس/ آب 2013 في حي التضامن في قلب دمشق، ومن بين الـ13 معتقلا امرأة واحدة.
وأشار لؤي الدمشقي من لواء العز بن عبدالسلام لـ”العربية.نت” إلى أن “القتيل هو ريبال اسماعيل، وهو ملازم من المسؤولين عن قيادة المعركة في حي التضامن، وهومن محافظة اللاذقية، وكان يشتهر بأنه قائد الدبابات المتمركزة على جبهة التضامن”.
وقال لؤي إن “جنسيات المعتقلين تنوعت بين الفلسطينية والسورية، وأكد أن معظم المفرج عنهم من السوريين، كما نشر اللواء تفاصيل عملية التبادل تحت اسم “عملية الفجر المتسامي”.
وفي تفاصيل العملية فإن اللواء استطاع سحب جثة أحد قتلى النظام السوري والذي تم قتله برصاص النظام نفسه، خشية وقوعه حياً في يد لواء العز بن عبدالسلام، بحسب كلام اللواء نفسه.
وبحسب البيان الذي نشره اللواء فإن عملية التفاوض استمرت 4 أيام، بدأت باتصال قيادة اللواء مع قائد للشبيحة في شارع نسرين التابع لحي التضامن، ولكن أبومنتجب “قائد الشبيحة” رفض عقد أي اتفاق، وبحسب بيان اللواء فإنه تكلم كلمات تسيء للقتيل.
وبعد أن استطاع أخو القتيل التواصل مع اللواء عن طريق مكبرات الصوت، وطلب الأخ الإفراج عن الجثة، فطلبت قيادة اللواء بالإفراج عن النساء المعتقلات، ولكن الأخ تردد لأنه “لا يملك أي دالة على الشبيحة في التضامن ولا نسرين”، ولكنه طلب أسماء المعتقلين الذين يودون الإفراج عنهم، وبالفعل تسلم قائمة بالأسماء، وبحسب ما قال الدمشقي لـ”العربية.نت” فإن المعتقلين الذين أفرج عنهم من أكثر من منطقة، فبعضهم من “حي التضامن ومنهم من القدم ومنهم من الزاهرة ومنهم من مخيم اليرموك”.
وتدخلت الهيئة الفلسطينية للإغاثة في عملية التبادل ودخلت كوسيط، ورفعت هي أيضاً مجموعة من الأسماء جمعتها من أهالي المدنيين، ولكن النظام رفض معظم الأسماء التي وصلته ووافق على 14 اسما.
وقامت الهيئة بإيصال الجثة من خلال مدخل مخيم اليرموك، والذي كان مغلقاً منذ أكثر من 25 يوما، حوالي الساعة السابعة مساء بالتزامن مع انطلاق المعتقلين المفرج عنهم.
استقبال المعتقلين
وعند وصول المفرج عنهم استقبلهم مجموعة من عناصر اللواء وقاموا بتفتيشهم، خوفاً من أي لعبة قد يستعملها النظام، ومن ثم تم أخذهم لمقر اللواء، وبحسب الدمشقي فإن معظم المفرج عنهم من عمر الشباب ما بين 17-27، ويبدو ذلك واضحاً من الفيديو الذي نشره اللواء على شبكة الإنترنت، كما نشر اللواء كل فيديوهات العملية التبادلية بما فيها تسليم الجثة عن طريق الهيئة الفلسطينية للإغاثة.
المرأة التي تم إخراجها ضمن التبادل كانت مرتبكة وخائفة، وبدأت فوراً بالحديث فور وصولها للمقر، وشرحت كيف أن عناصر النظام قاموا بضربها.
ومن بين المعتقلين رجل مسن يتجاوز عمره الـ60 عاماً، بدا تعباً ومرهقاً، حتى إنه لم يجب عن سؤال الشاب الذي صوره عن سبب اعتقاله، ولكنه اكتفى بهز رأسه وقوله “لا أعرف: لم أفعل شيئا”.
اشتباكات قرب فرع المخابرات الجوية بدمشق
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
اندلعت اشتباكات عنيفة، الاثنين، بين القوات الحكومية والجيش السوري الحر قرب فرع المخابرات الجوية في العاصمة السورية دمشق، في حين شهدت مشارف مطار دير الزور العسكري شمال شرقي البلاد مواجهات ضارية بين الطرفين في محاولة للسيطرة على المدينة، وفق ما أفادت مصادر “سكاي نيوز عربية”.
واحتدمت الاشتباكات بين الجيشين الحر والحكومي على أكثر من جبهة في دير الزور. وقال ناشطون إن عدداً من جنود الجيش الحكومي قتلوا في حي الصناعة بالمدينة، وتم أسر عدد آخر منهم من قبل الجيش الحر.
كما اندلعت اشتباكات عند أسوار مطار دير الزور العسكري، أدت إلى مقتل عناصر من الجيش الحر، في وقت شن طيران الجيش الحكومي غارات جوية على حي الحويقة وعلى مساكن الحزب في المدينة.
وبينما مازالت الاشتباكات مستمرة بين الجيشين الحر والحكومي في ريف اللاذقية على الساحل السوري، ذكر ناشطون أن الطيران الحربي شن غارات جوية على بلدتي سلمى وكنسبا في جبل الأكراد شمال البلاد.
في غضون ذلك، تفقد رئيس هيئة الأركان في الجيش الحر اللواء سليم إدريس ريف اللاذقية. ونفى إدريس الأنباء التي تحدثت عن صدور أوامر من قبل القيادة العسكرية للجيش الحر بالانسحاب من جبهة الساحل.
احتجاز أكراد
وفي موضوع ذي صلة، احتجز مقاتلون سوريون معارضون، الأحد، 13 مدنيا كرديا في محافظة حلب شمالي البلدا، قبل أن يسلموهم إلى مقاتلي “جبهة النصرة” التي لا تزال تحتجز أكثر من 250 كرديا في هذه المنطقة.
وفي نهاية يوليو، خطف مقاتلون يعتقد أنهم مرتبطون بتنظيم القاعدة نحو 200 مدني من بلدتي تل عرن وتل حاصل الكرديتين في ريف حلب شمال سوريا، بعد سيطرتهم على واحدة ومحاصرتهم الأخرى، ولا يزال مصيرهم مجهولا.
وتشهد مناطق في شمال وشمال شرق سوريا اشتباكات عنيفة بين مقاتلين معارضين وآخرين من الأكراد الذين تمكنوا من طرد “المتشددين” من عدد من المناطق، أبرزها مدينة راس العين الحدودية مع تركيا في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 26 كرديا على الأقل بينهم عشرة مقاتلين قتلوا على أيدي مقاتلي النصرة في تل عرن وتل حاصل بين 29 يوليو والخامس من أغسطس.
وكانت وحدات حماية الشعب الكردي التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، وهو الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، دعت إلى “النفير العام” في مواجهة “التنظيمات الجهادية”، وذلك إثر اغتيال المسؤول الكردي عيسى حسو بانفجار عبوة في سيارته في القامشلي شمال شرقي سوريا.