أحداث الاثنين 23 كانون الأول 2013
سباق أميركي على مسارَيْ إيران وعملية السلام وتقدُّم في سورية إلى وراء يُـخيَّب المعارضة
واشنطن – جويس كرم
أحاط بالإدارة الأميركية هذا العام مشهدان متناقضان في سياستها الشرق الأوسطية، الأول يلخصه سباق الستة أشهر لحصد إنجازات تاريخية في الملف النووي الإيراني وفي عملية السلام، والآخر في اتجاه معاكس للانسحاب من الأزمات الداخلية في المنطقة، تتصدرها سورية والعراق مروراً بمصر ولبنان. وترسم هذه المعطيات الخطوط العريضة لاستراتيجية ادارة باراك أوباما في ولايته الثانية، وفي انتزاع فرص تاريخية لتحقيق حل الدولتين بين الفلسطينيين وإسرائيل، وإيجاد تسوية مع ايران، وفي الوقت ذاته الابتعاد عن توظيف القوة الأميركية الديبلوماسية والعسكرية في نزاعات وأزمات داخلية، ولو جاء ذلك على حساب نفوذ واشنطن.
٢٠١٣ دشن الولاية الثانية لأوباما والتي تحمل تقليدياً تركيزاً أكبر على السياسة الخارجية بسبب غياب القيود الانتخابية، والبحث عن شرعية قد تمنحها انجازات تاريخية مثل اتفاق «الجمعة العظيمة» الذي رعاه بيل كلينتون في إرلندا عام ١٩٩٨ أو زيارة ريتشارد نيكسون الصين في بداية ولايته الثانية عام ١٩٧٢.
رصيد كيري
ويتوسط السباق الى إنجازات بهذا الحجم اليوم وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي يراهن رصيده لأربعة عقود في العمل السياسي بينها حملة رئاسية في ٢٠٠٤، على حصد اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، كان أوباما نفسه متردداً في السعي اليه. غير أن تصميم كيري والسعي منفرداً بداية العام لاستئناف المفاوضات المباشرة، قبل الانطلاق بتسع زيارات للمنطقة هذا العام وتعيين مارتن أنديك مبعوثاً، تضعه اليوم على عتبة اصطياد اطار اتفاق منتصف الربيع المقبل.
ويسير بالتوازي مع ساعة كيري للتوفيق بين الإسرائيليين والفلسطينيين، تحرك أكثر تعقيداً باتجاه إيران. فأوباما ومنذ حملته الانتخابية في ٢٠٠٨ دعا إلى الانخراط المباشر مع القيادة في طهران، قبل أن يبعث برسالتين الى المرشد الأعلى علي خامنئي في الولاية الأولى وإطلاق مفاوضات غير مباشرة باءت بالفشل في عهد محمود أحمدي نجاد. لكن وصول حسن روحاني الى الرئاسة فتح آفاق الديبلوماسية الأميركية-الإيرانية على مصراعيها، ومهّد لاتصال تاريخي هو الأول منذ الثورة الإيرانية (١٩٧٩) بين الرئيسين الأميركي والإيراني، في ٢٧ أيلول (سبتمبر) الفائت. وقاد هذا المناخ والمفاوضات الماراثونية السرية التي أجراها الأميركيون مع طهران منذ ربيع ٢٠١٢ الى جانب تعيين جواد ظريف خريج جامعتي سان فرانسيسكو ودنفر الأميركيتين، وزيراً للخارجية، الى الاتفاق المرحلي حول الملف النووي في جنيف في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
ويخوض الفريق الديبلوماسي الأميركي الذي تقوده ويندي شيرمان سباقاً مع الوقت للوصول الى اتفاق دائم حول الملف النووي الإيراني قبل الصيف المقبل، أو خلال سنة في حال تجديد اتفاق جنيف. وإلى حجمه التاريخي والشرعية التي يعطيها لأوباما، سيكون من شأن أي اتفاق يوقف الساعة النووية الإيرانية من دون اللجوء الى حرب، طمأنة اسرائيل ودول المنطقة كحد أدنى، وفي حد أقصى خلط الأوراق الداخلية الإيرانية في شكل قد يمنح أوباما لحظة نيكسون مع الصين، في حال نجاحه في تغيير سلوك النظام في طهران. غير أن الصعوبات والعوائق الكبيرة التي تصطدم بها الديبلوماسية الأميركية داخلياً وإقليمياً ودولياً في السعي إلى هذا الاتفاق، وعلى رأسها مخاوف اسرائيل، وعصا العقوبات في الكونغرس، وتصرف إيران الإقليمي، قد تحبط هذه الفرصة وتعيد تعزيز الخيار العسكري أو خيار الاحتواء في حال طوّرت طهران سلاحاً نووياً.
الانسحاب من النزاعات
وبالسرعة التي يسير بها القطار الأميركي في اتجاه اتفاق سلام أو تسوية حول البرنامج النووي الإيراني، تهرول الإدارة الأميركية في الاتجاه المعاكس للابتعاد من النزاعات والأزمات الداخلية في المنطقة.
ففي بداية العام، رد أوباما في مقابلة مع رئيس تحرير «نيو ريبابلك» كريس هيوز على سؤال عن احتمال أي تدخل لإدارته في سورية، برسم مقاربة مع الحرب الأهلية في الكونغو التي راح ضحيتها أكثر من أربعة ملايين شخص. المقاربة بحد ذاتها لا تغلق الباب بالكامل أمام تدخل أميركي في حال تفاقم الكارثـــة الانسانية ووصـــــولها الى «مجازر عرقــــية»، لكن المقاربة تعكــــس رؤية الإدارة بعـــدم اعـــــتبار الأزمــــة السورية تهديداً مباشراً للمصلحة القومية الأميركية، وتكيُّفها مع الاقتتال الداخلي هناك.
وجاء الاتفاق على تدمير السلاح الكيماوي السوري في ١٤ أيلول (سبتمبر) 2013 ليجنّب الإدارة توجيه ضربة عسكرية إلى سورية، ويكرّس تعاوناً روسياً-أميركياً في الملف السوري كان وراء استصدار أول قرار في مجلس الأمن حول سورية منذ بدء الأزمة. فعلى رغم مواقفها حول ضرورة تنحي الرئيس بشار الأسد والاستعجال بالمرحلة الانتقالية، تحوّلت واشنطن الى موقع أكثر حذراً في التعاطي مع الأزمة وهي تنظر إليها اليوم من زاوية مكافحة انتشار الأسلحة المحظورة (السلاح الكيماوي)، ومنع امتدادها اقليمياً ومكافحة الإرهاب. وآخذة في الاعتبار ضراوة الاقتتال والتفتت في المشهد السوري، تهيئ واشنطن نفسها لحرب طويلة هناك، ولا ترى مصلحة استراتيجية لها في التدخل. وهي اتخذت هذه السنة خطوات الى وراء في دعم المعارضة العسكرية، مع تراجع نفوذ «الجيش الحر»، كما عدّلت خطابها السياسي بعدم تركيزه على تنحي الأسد، بل على مرحلة انتقالية تتفاوض حولها المعارضة والنظام.
ويأتي الانسحاب الأميركي التدريجي من الأزمة السورية في 2013 على وقع تراجع مماثل في مصر، وجلوس واشنطن في المقعد الخلفي على رغم ٤٦ اتصالاً بين وزير الدفاع تشاك هاغل وقائد الجيش المصري عبدالفتاح السيسي، بعد إطاحة الرئيس السابق محمد مرسي. وعلى رغم تجميدها جزءاً من المساعدات، ارتأت واشنطن الابتعاد من إدارة الأزمة في مصر، والتي كانت أولوية لديها في ٢٠١١، والتعامل مع الواقع الجديد بالحفاظ على المصالح الأمنية والجيواستراتيجية وحفظ مسافة من القضايا الداخلية. وكانت الانقسامات واضحة بين البيت الأبيض ووزارة الخارجية في هذا الشأن، مع تأكيد كيري مرتين أن جنرالات مصر يقودون البلاد في «طريق الديموقراطية» في مقابل انتقاد مستشارة الأمن القومي سوزان رايس أداء الجيش المصري.
ويشبه هذا النهج المقاربة الأميركية في العراق، فعلى رغم ازدياد العنف المذهبي هناك هذه السنة، تحاول واشنطن تفادي الغوص في عمق الأزمة، ويقتصر دورها على الضغط على حكومة نوري المالكي الذي زارها قبل شهرين، للقيام بمبادرات سياسية تستوعب القبائل والسنّة. فالانسحاب من العراق كما الانسحاب المرتقب من أفغانستان في 2014، يتصدر الإنجازات التي يسوقها أوباما للرأي العام الأميركي في سياسته الخارجية. وفيما ساهم هذا الابتعاد في تراجع التأثير الأميركي في دوائر النزاعات في الشرق الأوسط، تتكيف ادارة أوباما مع ذلك من منطلق «عدم إمكانية استهلاك ٢٤ ساعة يومياً في منطقة واحدة»، كما قالت رايس لصحيفة «نيويورك تايمز»، والتحول بدلاً من ذلك نحو أولويات أكثر استراتيجية، من إيران الى عملية السلام، تحفظ المصالح الأميركية والأمن الإقليمي. ويأتي هذا التحول في ظل اقتناع داخل الإدارة بأن الحلفاء المستائين من تلكُّئِها في بعض الملفات «لا يملكون بدائل»، وأن واشنطن ما زالت في يدها الأوراق العسكرية والديبلوماسية الاستثنائية للحفاظ على مصالحها في المنطقة.
مسلسل القتل والدمار مستمر في سورية.. وأكثر من 50 قتيلاً في حلب
بيروت – أ ف ب
تواصلت حملة القصف الجوي على مدينة حلب وريفها في الشمال لليوم الثامن على التوالي، وتسبب هذا القصف بالبراميل المتفجرة من طائرات مروحية، بمقتل 56 شخصاً بحسب حصيلة جديدة أوردها المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأوضح المرصد أن “بين القتلى سبعة من مقاتلي المعارضة”، لافتاً إلى أن “الحصيلة مرشحة للارتفاع، كون عشرات الأشخاص أصيبوا بجروح بالغة أو لا يزالون مفقودين”.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، إن “النظام السوري يحاول تأليب السكان المقيمين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة ضد الأخيرة، وللقيام بذلك فإنه يقتل ويجبر الناس على الفرار”.
وتحدث مركز حلب الإعلامي عن “مجزرة على أوتوستراد مساكن هنانو في شرق حلب”، مشيراً إلى أن “البراميل المتفجرة دمرت باص سفر لم ينج أحد بداخله، ونحو عشر سيارات إضافة إلى انهيار بناء سكني على الطريق العام”.
وذكر “مجلس محافظة حلب الحرة” أن “الطيران الحربي استهدف مدرستين في مدينة مارع، ما أدى إلى إصابة أربعين طالباً بجروح”.
وأصدر المجلس، الذي يتولى إدارة شؤون المواطنين في المنطقة الخالية من المؤسسات الحكومية بياناً، أعلن فيه إقفال المدراس في منطقة حلب.
وبث ناشطون على الإنترنت أشرطة فيديو، تتضمن صوراً مروعة عن برك من الدماء داخل حافلة مدمرة ومحترقة، وقد اقتلعت مقاعدها من أماكنها مع آثار دماء عند كل مقعد تقريباً، وعلى الزجاج الأمامي حيث يجلس السائق.
وندد الائتلاف الوطني السوري المعارض بالهجمات على حلب، مجدداً دعوته إلى “إعلان منطقة حظر جوي”.
من جهتها، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”، عن “مقتل ثمانية أشخاص، هم ستة تلامذة مدرسة، وموظفان في تفجير إرهابي بسيارة مفخخة، استهدف تجمع المدارس في بلدة أم العمد بريف حمص الشرقي”.
وأشارت إلى “إصابة 34 مواطناً غالبيتهم من التلاميذ، والكادر الإداري والتعليمي في المدارس الموجودة ضمن التجمع، إضافة إلى إلحاق أضرار مادية كبيرة بمباني المدارس وبناها التحتية”.
وذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن “هناك نصف مليون جريح في سورية، يفتقد العديد منهم إلى العلاجات الأساسية”، مشيرة إلى “صعوبة فائقة في إيصال المساعدات إلى الناس في سورية”.
ونقلت اللجنة في بيان صدر عنها، عن رئيس بعثتها في سورية ماغني بارث، أن “حصيلة القتلى ترتفع، هناك نصف مليون جريح تقريباً في كل أنحاء سورية، والملايين لا يزالون نازحين وعشرات الآلاف معتقلين”.
وأوضح أن “الإمدادات بالغذاء والحاجات الأخرى الأساسية تنفد بشكل خطير، لا سيما في المناطق المحاصرة”.
وأشار بارث إلى أن “شرائح واسعة من السكان، لا سيما في مناطق متأثرة مباشرة بالقتال بما فيها شرق حلب، تعاني من نقص في العناية الطبية”.
ودعا البيان “كل الأطراف في سورية إلى تطبيق القانون الإنساني الدولي”.
على صعيد آخر، تم الإفراج عن منذر خدام، القيادي في المعارضة السورية المقبولة من النظام، والموجودة داخل سورية، بعد ساعات من اعتقاله على أيدي جهاز أمني، وفق ما ذكر رئيس هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطيحسن عبد العظيم، بعد “ضغوط روسية ودولية”.
يوم المجازر في حلب بالبراميل المتفجرة
لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب
عاشت مدينة حلب وريفها يوماً اسود، وشهدت مجازر عدة نفذتها قوات النظام، مستخدمة البراميل المتفجرة التي تلقيها طائراته الحربية. ولم يستثن الطيران السوري المدارس في القصف المتواصل على حلب منذ سبعة ايام. وقُتل 42 شخصاً على الأقل بغارة بالبراميل المتفجرة شنتها قوات النظام على حي هنانو شرق المدينة. وأثارت الغارات حالة هلع وهروب للاهالي من المدن والقرى الى البراري.
وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان حصيلة القتلى نتيجة قصف حي هنانو بلغت 42 شحصاً، اضافة الى جرح 40 طفلاً بقصف على مدرستين في مدينة مارع، في وقت أعلن عن مقتل 204 اشخاص اول من امس، بينهم 40 طفلاً. وأفاد «المرصد» ان «الطيران الحربي والمروحي السوري نفذ غارات عدة على احياء في مدينة حلب ومناطق في ريفها تسببت بمقتل وجرح العشرات».
وتحدث «مركز حلب الاعلامي» عن «مجزرة على أوتوستراد مساكن هنانو»، مشيراً الى ان «البراميل المتفجرة دمرت باص سفر (حافلة) لم ينج أحد بداخله، ونحو عشر سيارات، إضافة الى انهيار بناء سكني على الطريق العام». وقال «المركز» في بريد الكتروني ان «حريقاً اندلع في عدد من السيارات وعمدت طواقم الدفاع المدني الى اطفائها». وأشار الى ان «المستشفيات غصت بالمصابين». وبث ناشطون على الانترنت اشرطة فيديو تضمنت صوراً مروعة عن برك من الدماء داخل حافلة مدمرة ومحترقة وقد اقتلعت مقاعدها من اماكنها مع آثار دماء عند كل مقعد تقريباً وعلى الزجاج الامامي حيث يجلس السائق.
وقال «المرصد» إن غارات استهدفت ايضاً مناطق في احياء الصاخور والاحمدية وبعيدين وارض الحمرا في المدينة، بالاضافة الى بلدات مارع وماير والاتارب في ريف حلب حيث قتل خمسة اشخاص على الأقل.
وتحدثت «الهيئة العامة للثورة السورية» عن «حالة هلع وحركة نزوح كبيرة للأهالي باتجاه الأراضي الزراعية رغم البرد الشديد» في ريف حلب بسبب استمرار القصف بـ «البراميل المتفجرة وصواريخ الطيران لليوم الثامن على التوالي». وذكر «مجلس محافظة حلب الحرة» ان الطيران الحربي استهدف مدرستين في مدينة مارع «ما أدى الى اصابة اربعين طالباً بجروح»، وذلك بعد أيام من استهداف مدرسة طيبة في حي الإنذارات في مدينة حلب حيث قتل ثلاثة تلامذة وأصيب آخرون.
وفي وسط البلاد، ارتفعت الى ستة تلامذة قتلى تفجير سيارة مفخخة في ريف حمص، وفق وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) التي قالت: «قتل ثمانية مواطنين بينهم ستة تلامذة … في تفجير ارهابي بسيارة مفخخة استهدف تجمع المدارس في بلدة أم العمد بريف حمص الشرقي». وقال «المرصد السوري» ان بلدة ام العمد تضم سكاناً ينتمون الى الطائفة الشيعية. وأورد حصيلة جديدة من 12 قتيلاً.
وفي لندن، طالب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون النظام السوري بـ «تقديم توضيحات» حول وفاة الطبيب عباس خان داخل سجن سوري، ذلك في رسالة وجهها الى اسرة الضحية، وفق ما اعلن مصدر حكومي.
وكتب كامرون الى عائلة الجراح البريطاني الذي وصلت جثته امس الى بريطانيا، عبر بيروت، ان «وفاة عباس هي مأساة تثير الاشمئزاز والغضب، وعلى النظام السوري ان يقدم توضيحات» لما حصل.
سياسياً، قالت مصادر في المعارضة ان رئيس الحكومة الموقتة احمد طعمة سيزور واعضاء الحكومة الدوحة في الساعات المقبلة، بناء على دعوة من الحكومة القطرية. وأشارت الى ان الحكومة تأمل الحصول على دعم بقيمة نحو 50 مليون يورو، كما تأمل بالحصول على موارد اضافية من رسوم المعابر الحدودية وانتاج النفط والزراعة في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في شمال البلاد وشمالها الشرقي.
300 قتيل في 8 أيام من القصف الجوي على محافظة حلب
بيروت – أ ف ب
قتل 300 شخص على الأقل بينهم 87 طفلاً، في ثمانية أيام من القصف الجوي، الذي يشنه سلاح الطيران السوري على مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في مدينة حلب وريفها، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، في اتصال هاتفي مع “وكالة الصحافة الفرنسية” (أ ف ب)، إنه “منذ 15 كانون الأول (ديسمبر) الجاري وحتى 22 منه، قتل 301 شخصاً بينهم 87 طفلاً و30 سيدة و30 مقاتلاً معارضاً”، في القصف الذي استهدف كبرى مدن الشمال السوري وبلدات في ريفها”.
اشتباكات بين الجيش العراقي و”داعش” قرب الحدود السورية
بغداد – يو بي آي، أ ف ب
اشتبكت قوة من الجيش العراقي مع عناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش)، قرب الحدود مع سورية غرب العراق، فيما قتل 6 أشخاص وجرح 6 آخرون، في حوادث منفصلة في العراق.
وجاء هذا الهجوم بعد يومين على مقتل 15 عسكرياً بينهم خمسة ضباط كبار، في عملية عسكرية استهدفت معسكراً لتنظيم القاعدة في محافظة الأنبار”.
وقال مصدر أمني عراقي امني إن “اشتباكات عنيفة اندلعت بين عناصر ما يسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، وقوات الجيش العراقي، بمساندة مروحيات تابعة لطيران الجيش قرب الحدود مع سورية، غرب مدينة الرمادي”.
وأضاف إن “حجم الخسائر في صفوف الجانبين لم تعرف بعد”.
كما قتل 4 ضباط في الجيش العراقي، بينهم آمر فوج في هجوم بقذائف الهاون على ثكنتهم غرب بغداد، وفق ما أفادت مصادر أمنية “وكالة الصحافة الفرنسية”.
وذكر المصدر أن “قوات عراقية اقتحمت معسكراً لتنظيم القاعدة، في وداي حوران وسط الصحراء في محافظة الأنبار”.
من جهة أخرى، أعلن مصدر في شرطة محافظة نينوى شمال العراق، أن “مسلحاً قتل، فيما أصيب جنديان عراقيان بجروح، باشتباك بين عناصر نقطة تفتيش تابعة للجيش ومسلحين مجهولين في قرية الجدعة جنوب الموصل”.
وفي الفلوجة غرب العراق، قتل حلاق بهجوم مسلح استهدفه داخل محله في حي الشهداء.
كما أصيب 4 أشخاص بينهم شرطي بجروح، في انفجار عبوتين ناسفتين بتتابع سريع، مستهدفة دورية للشرطة المحلية جنوب المدينة.
وأكد المصدر أن “عبوتين ناسفتين انفجرتا في قضاء حديثة غرب الرمادي مركز محافظة الأنبار، من دون وقوع إصابات”.
ودفعت هذه الهجمات المتكررة، والاشتباكات مع “القاعدة” و”داعش”، رئيس الحكومة نوري المالكي إلى القول إن “ساحة الاعتصام المناهضة له في الأنبار تحولت إلى مقر لتنظيم القاعدة، مانحاً المعتصمين فيها منذ عام فترة قليلة جداً للانسحاب منها “قبل ان تتحرك القوات المسلحة لإنهائها”.
وقال المستشار الإعلامي لوزارة الدفاع الفريق الركن محمد العسكري إن “المعلومات والصور الجوية المتوفرة لدينا، تفيد بوصول أسلحة ومعدات متطورة من سورية إلى صحراء الأنبار الغربية وحدود محافظة نينوى”. وأضاف إن “هذا الأمر شجع تنظيمات القاعدة وداعش على إحياء بعض معسكراتها، التي قضت عليها القوات الأمنية في عامي 2008 و2009”.
وأوضح العسكري أن هناك “صوراً ومعلومات استخبارية، تشير إلى أنه كلما حدث ضغط على الجماعات المسلحة في سورية، انسحبت إلى العراق لتفعيل دورها وإعادة تنظيم صفوفها، ثم القيام بعمليات إرهابية في البلدين”.
وأشار إلى أن “صوراً ملتقطة من قبل القوة الجوية العراقية، رصدت 11 معسكراً للقاعدة قرب الحدود السورية”.
روسيا أرسلت شاحنات وعربات مدرعة إلى سورية لنقل الكيماوي
موسكو – رويترز
قال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو، أن روسيا أرسلت 25 شاحنة مدرعة و50 عربة أخرى إلى سورية، للمساعدة في نقل مواد سامة سيتم تدميرها، بموجب اتفاق دولي للقضاء على الترسانة الكيماوية السورية.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن شويغو، قوله في تقرير مقدم إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن “الطائرات الروسية حملت في الأيام القليلة الماضية 50 شاحنة طراز “كاماز”، و25 شاحنة مدرعة طراز “اورال”، إلى ميناء اللاذقية السوري الى جانب معدات أخرى”.
المعارضة سيطرت على مشفى الكندي في حلب / لليوم الثامن غارات بالبراميل المتفجّرة وتفجير انتحاري بحمص
(و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)
تواصلت أمس الغارات الجوية على مدينة حلب وريفها في شمال سوريا لليوم الثامن. وتسببت هذه الغارات بالبراميل المتفجرة من طائرات مروحية بمقتل 56 شخصا استناداً الى حصيلة أوردها “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له. وأوضح المرصد ان بين القتلى سبعة من مقاتلي المعارضة، مشيراً الى ان الحصيلة مرشحة للارتفاع لأن عشرات الاشخاص اصيبوا بجروح بالغة أو لا يزالون مفقودين. وفي المقابل أعلنت السلطات السورية مقتل 20 مواطناً غالبيتهم من التلاميذ والكادر الإداري والتعليمي واصابة العشرات في تفجير انتحاري بسيارة مفخخة استهدف تجمع المدارس في بلدة أم العمد بريف حمص الشرقي. وأضافت ان 12 شخصاً قتلوا في درعا بقذائف هاون اطلقت على المدينة.
وعلى رغم استمرار القوات النظامية في قصف حلب والمناطق القريبة منها، سيطر مقاتلو المعارضة السورية على مشفى الكندي الاستراتيجي قرب المدينة.
وأفاد المركز الإعلامي في مدينة حلب والمرصد أن مقاتلي المعارضة استطاعوا السيطرة على المستشفى الجمعة.
وقال الناشط أبو الحسن ماريا من حلب إن المقاتلين، الذين اجتاحوا الجزء المحطم من مشفى الكندي في مدينة حلب، كان بينهم من ينتمون الى جماعات إسلامية محافظة وآخرون ينتمون الى فصائل مرتبطة بـ”القاعدة”.
والمستشفى قريب من سجن حلب المركزي المحاصر والذي حاول مقاتلو المعارضة السيطرة عليه طوال أشهر لتحرير رفاقهم. وهو مبنى ضخم يشرف على شمال حلب وقد حوّل الى قاعدة عسكرية.
وأعلن ناشطون والمرصد أن السوري ملهم بركات (18 سنة) الذي كان يعمل لحساب وسائل اعلام دولية قتل خلال سيطرة المعارضة على المشفى.
وقال محمد الخطيب، وهو مواطن صحافي مقيم في حلب وصديق لبركات، ان الاخير عمل لحساب وكالة “رويترز” التي اكدت استخدام عدد من صوره. واضاف ان بركات “وشقيقه مصطفى قتلا في الوقت نفسه في معركة الكندي”، لافتاً الى “أنهما الابنان الوحيدان لذويهما”.
وتحدثت اللجنة الدولية للصليب الاحمر عن وجود نصف مليون جريح في سوريا يفتقر عدد كبير منهم الى العلاجات الاساسية، وعن “صعوبة فائقة” في ايصال المساعدات الى الناس في سوريا.
موسكو
في غضون ذلك، أبرز ممثل الرئيس الروسي في الشرق الاوسط نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف لدى لقائه زعماء المعارضة السورية في جنيف في 20 كانون الاول و21 منه ، ضرورة تسوية الأزمة السورية سياسياً وسريعاً عن طريق حوار واسع ومن دون شروط مسبقة.
وأفادت وزارة الخارجية الروسية ان “استشارات نائب الوزير مع ممثلي مختلف المجموعات السورية المعارضة أجريت في الممثلية الروسية الدائمة بقسم الامم المتحدة في جنيف، اذ التقى بوغدانوف كلاً من رئيس فرع المهجر في هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي هيثم مناع، ورئيس الاتحاد الديموقراطي الكردي صالح مسلم، والرئيسة المناوبة للهيئة العامة للائتلاف العلماني الديموقراطي السوري رندة قسيس، ورئيس المنبر الديموقراطي سمير عيطة.
وقالت انه “في اطار تبادل شامل للآراء في شأن تطور الوضع في سوريا وحولها تم التركيز على مسائل التحضير للمؤتمر الدولي جنيف 2 المقرر عقده في 22 كانون الثاني 2014 وفق المبادرة الروسية – الاميركية في 7 ايار. وتم التأكيد على الضرورة الملحة لتسوية الأزمة في البلاد سياسياً وبشكل عاجل عبر حوار سوري شامل من دون شروط مسبقة”. وأضافت ان “المتحاورين السوريين قدروا عالياً الجهود الروسية المتسلسلة لمصلحة تنفيذ بيان جنيف الصادر في حزيران 2012 كاملاً”.
سوريا: عشرات الضحايا في حمص وحلب
علا صوت الرصاص على ما عداه في أنحاء سوريا امس، ما يشير الى أن العد التنازلي لمؤتمر «جنيف 2» المقرر بعد شهر بالتمام، لم يجلب السكون المأمول على جبهات القتال. فمن «مستشفى الكندي» في حلب الذي احتله مسلحو «الجبهة الاسلامية» و«النصرة» والقصف الجوي المتواصل الذي تتعرض له المدينة يومياً، الى الهجوم الانتحاري الذي استهدف مجمعاً للمدارس في ريف حمص وأوقع عشرات الضحايا، يبدو ان سفك الدم السوري سيتخذ منحى تصاعدياً خلال الأسابيع المقبلة.
إلى ذلك، وبعد يوم من إعلان المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أن إيران غير مدعوة إلى المؤتمر الدولي بسبب رفض الولايات المتحدة، بحث الإبراهيمي مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في اتصال هاتفي، «آخر المستجدات بخصوص المؤتمر». وذكرت وزارة الخارجية الإيرانية إن ظريف «شدد على حل سلمي» يتضمن مفاوضات بين الأطراف السوريين.
وكرر مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان أن «إيران تعتقد أن الحل للأزمة السورية سياسي بحت»، معتبراً أن «من يريدون إشراك الإرهابيين في المباحثات بشأن الأزمة السورية في جنيف يسيئون فهم الهدف من وراء تلك المحادثات». وشدد على «ضرورة عدم قيام أية جهة خارجية بفرض إرادتها على الشعب السوري»، معتبراً أن «الأطراف التي تضع شروطاً مسبقة للمحادثات المقبلة على النظام السوري، ليس لديها فهم للحقائق على أرض الواقع».
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مقابلة مع وكالة «انترفاكس» أمس الأول، «نفهم أن التوصل إلى سلام في سوريا غير سهل، إذ انه عدا الأطراف السورية التي سيجلس ممثلوها حول طاولة المفاوضات هناك إرهابيون ومتطرفون يحاربون في هذا البلد، ولا احد يريد الحوار معهم. على العكس، من الضروري المساهمة في توحيد جهود الحكومة والمعارضة لمواجهة القوى المتطرفة في سوريا». وأضاف «اعتقد انه لا حاجة لتوضيح أن تسوية الأزمة السورية، وحل المشاكل الدولية الملحة الأخرى، وتوفير الاستقرار العالمي، يعتمد في الكثير منه على استعداد روسيا والولايات المتحدة للعمل المشترك».
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) «قتل 20 شخصاً، غالبيتهم من التلاميذ، وأصيب 34، في تفجير نفذه انتحاري بسيارة استهدف تجمع المدارس في بلدة أم العمد بريف حمص الشرقي». وأشار «المرصد» إلى أن بلدة أم العمد تضم شيعة.
في هذا الوقت، تواصلت الغارات الجوية على مدينة حلب وريفها لليوم الثامن على التوالي. وذكر «المرصد»، في بيانات، «قتل 42 شخصاً، بينهم ستة أطفال على الأقل، في غارات شنتها طوافات على حي مساكن هنانو في شرق مدينة حلب».
وتحدث «مركز حلب الإعلامي»، في بيان، عن «مجزرة على أوتوستراد مساكن هنانو»، مشيراً إلى أن «البراميل المتفجرة دمرت باص سفر لم ينج أحد بداخله، ونحو 10 سيارات، إضافة إلى انهيار بناء سكني على الطريق العام». وبث ناشطون على شبكة الانترنت أشرطة فيديو تتضمن صوراً عن برك من الدماء داخل حافلة مدمرة ومحترقة، وقد اقتلعت مقاعدها من أماكنها، مع آثار دماء عند كل مقعد تقريباً وعلى الزجاج الأمامي حيث يجلس السائق.
وقال المرصد إن «غارات استهدفت أيضاً مناطق في أحياء الصاخور والاحمدية وبعيدين وأرض الحمرا في المدينة، بالإضافة الى بلدات مارع وماير والأتارب في ريف حلب حيث قتل خمسة أشخاص»، وذلك بعد يوم من مقتل ستة أشخاص في غارات مماثلة.
وكانت الطوافات السورية استهدفت منطقة مستشفى الكندي في مدينة حلب الذي سيطر عليه مقاتلون من «جبهة النصرة» و«الجبهة الإسلامية». وأشار «المرصد» إلى أن المستشفى، الذي تحول إلى ركام، كان يعتبر «من أهم معاقل القوات السورية عند مدخل حلب الشمالي».
يشار إلى أن المسلحين كانوا يحاولون لمدة أشهر السيطرة على المستشفى الذي يقع على مقربة من سجن حلب المحاصر. وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن إن «42 جندياً قتلوا في الهجوم. كما قتل 19 مسلحاً سورياً بالإضافة إلى عدد غير محدد من المقاتلين الأجانب».
وقالت مصادر ميدانية إن عملية اقتحام المستشفى بدأت بتفجير عنصرين من «جبهة النصرة» سيارتين على المدخل، ليتبع ذلك اقتحام المسلحين المبنى والسيطرة عليه، ثم رفع علم «الجبهة الإسلامية» عليه. ووقع 15 جندياً في الأسر، عرضت الجبهة صورهم ومقاطع فيديو توثق أسرهم. وتتجه الأنظار إلى السجن المركزي الذي أصبح مباشرة في مرمى نيران المسلحين.
وذكرت «سانا» أن «إرهابيين استهدفوا بقذائف هاون المجمع الحكومي وسط درعا، ما أدى إلى استشهاد 12 شخصاً»، مضيفة «قتل مواطن، وأصيب عدد من الأشخاص، في سقوط قذيفة هاون على حي القصاع في دمشق».
وفي محافظة إدلب، نفذ الطيران الحربي غارة على المنطقة الحرة على معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، ما تسبب «بسقوط جرحى واحتراق سيارتين وإغلاق المعبر بشكل كامل من الجانب التركي». يشار إلى أن مسلحي «الجبهة الإسلامية» كانوا سيطروا مؤخراً على مخازن أسلحة ومقرات تابعة لـ«هيئة أركان الجيش الحر» على المعبر.
(«السفير»، «سانا»، «روسيا اليوم»، ا ف ب، ا ب، رويترز)
الجولاني واغتيال البوطي: نكسة الظهور الإعلامي
عبد الله سليمان علي
قد يكون زعيم «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني أفلت من يديه أهم فرصة تتاح له لإحداث اختراق إعلامي حقيقي وإيصال الرسالة التي يريد، سواء إلى أنصاره أو أعدائه.
ففي ظهوره «اللاظهوري» على قناة «الجزيرة»، ترك اعتبارات الغموض والسرية تتغلب على اعتبارات التواصل المباشر، فبقي على إصراره بعدم الكشف عن هويته الحقيقية.
ونقول اعتبارات السرية وليس الأمنية، لأنه من المرجح جداً أن أجهزة الأمن في عدة بلدان أصبحت على علم ودراية بهوية الجولاني واسمه وصورته، فلا يفيده تجاه هذه الأجهزة أن يتخفّى عن الكاميرا في اللحظة التي قرر فيها أن يخرج إلى الإعلام ليطرح مشروعه ومواقفه أمام الرأي العام.
هذه الرسالة الضمنية غطّت على كل الرسائل التي أراد الجولاني إرسالها إلى مختلف الاتجاهات، فكيف لرجل يخفي وجهه وهويته مخافة أجهزة الأمن، أو أجهزة منافسيه من التنظيمات «الجهادية» الأخرى، أن يطلب من الرأي العام تصديقه وأخذ كلامه على محمل الجد؟ ناهيك عن أن الجولاني يعرف أن هويته قد فضحت منذ أشهر عديدة، وأنه أصبح معروفاً لدى أجهزة الأمن، كما أنه معروف سابقاً من التنظيمات المنافسة «اللدودة»، فهذا لا يعني سوى شيء واحد، أنه يخفي هويته عن الناس فقط، أي عن الرأي العام الذي خرج لمخاطبته وطرح مشروعه عليه.
إضافة إلى أن كثيرين ممن سمعوا الجولاني وهو يتحدث تبادر إلى أذهانهم التعبير الذي يستخدمه «مفتي جيش الإسلام» أبو عبد الرحمن الكعكي في انتقاده للجولاني. فالكعكي في إحدى خطبه وصف الجولاني بأنه «شاب متمايع يرتدي الجينز»، وبالفعل بدا الجولاني صغيراً في السن ـ هو تقريباً في الأربعين من عمره ــ ليس لديه الخبرة والحنكة الكافية لصياغة خطاب واضح من دون الوقوع في فخ التناقضات العديدة، وأهم هذه التناقضات تركيزه على عدم الغلو في التكفير، ثم تبيان أنه يكفر طوائف برمتها، إسلامية ومسيحية، من خلال توصيفه أن الصراع هو صراع «طائفي فطري»، كما يكفر جزءاً كبيراً من الطائفة السنية كما سيتبين.
فلم يكن إصرار الجولاني على إخفاء هويته، هو الإخفاق الوحيد الذي وقع به في مقابلته الأولى على «الجزيرة»، فهو أيضاً عجز عن تحقيق اختراق نوعي على مستوى الخطاب، فظل يدور في نفس الخطاب المكرر لجماعة تنظيم «القاعدة» ومن يدور في فلكهم، لاسيما تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، فلم يأت الجولاني بأي جديد، بل أعاد على أسماعنا طرح نفس الأفكار والمواقف التي كنا نسمعها منه قبل وبعد خلافه مع «داعش»، كما لا نزال نسمعها حتى الآن من المتحدث باسم «داعش» أبي محمد العدناني، وهذا يدحض جميع المقولات التي خرجت للقول بأن تنظيم «القاعدة» أجرى مراجعات فقهية وشرعية، وأنه يحاول أن يصبح أكثر اعتدالاً. والحقيقة أن ما قامت به «القاعدة» هو إعادة صياغة نفس الخطاب بأسلوب جديد، من دون أي تغيير في الجوهر.
وليست مفارقة أن يكون العدناني قد ركّز في تسجيله الصوتي الأخير (منذ حوالي أربعة أشهر) على نفس الأفكار التي حاول الجولاني إبرازها في حواره مع تيسير علوني، فالعدناني رفض الغلو في التكفير ورفض اتهام جماعته بأنها تنهج نهج «الخوارج»، كما أكد أن «الدولة الإسلامية» لا يسعى للانفراد بالحكم، فهي أفكار واحدة ومواقف واحدة، لا فرق بينها، سوى أن الجولاني أتيحت له فرصة التبشير بها من على منبر «الجزيرة»، بينما ظل العدناني حبيس التسجيلات الصوتية والمنتديات «الجهادية» ضيقة الانتشار.
وكأنّ الجولاني لا تكفيه الإخفاقات التي رافقت ظهوره الإعلامي الأول، فجاءت الاعترافات التي بثّها التلفزيون السوري لمجموعة من «أمراء وقادة جبهة النصرة» الضالعين باغتيال الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي، لتوجه له صفعة أخرى ربما من شأنها القضاء على بعض الإيجابيات التي استطاع تحقيقها من المقابلة.
فالجولاني الذي ركّز في حواره على نقطة أن «النصرة» تنظر إلى عموم أهل الشام على أنهم «مسلمون»، تبيّن أن تنظيمه هو من يقف وراء مقتل أكبر عالم دين أمسك لعقود طويلة بنواصي الفقه ومنابر الخطابة واعتلى من دون منازع عرش المشيخة في الشام كلها، فهل البوطي ليس من مسلمي عموم أهل الشام بحسب الجولاني؟ وإذا كان مسلماً فكيف أمر الجولاني باغتياله وهو يعطي دروسه الدينية في أحد بيوت الله في قلب الشام؟ أما إذا لم يكن البوطي مسلماً، ما أجاز للجولاني وشرعييه أن يفتوا بحل قتله في مسجد الإيمان، فمن هو المسلم إذاً في سوريا الذي يمكن ألا تطاله فتاوى القتل والاغتيال الصادرة عن الجولاني وهيئاته الشرعية ومفتيه، الأردنيين أو العراقيين أو السعوديين؟.
قد يقول قائل أنه تبين أن معظم المتورطين في عملية اغتيال البوطي انشقوا عن «النصرة» وانضموا إلى «داعش» بعد الخلاف بينهما في نيسان الماضي، أي بعد أقل من شهر على تنفيذ عملية الاغتيال. وهذا صحيح، ولكن لحظة التخطيط للعملية وتنفيذها واتخاذ القرار بها كان جميع المتورطين باغتيال البوطي تحت إمرة الجولاني، بمن فيهم أبو سمير الأردني الذي أظهرت التحقيقات ـ بحسب التلفزيون السوري – أنه هو من اتخذ القرار الأخير بتنفيذ العملية. فأبو سمير الأردني ما زال إلى الآن «الأمير العسكري العام لجبهة النصرة» ولم ينشق عنها كما لم ينضم إلى «داعش»، ولا شك أن بقاءه في منصبه دليل على أن الجولاني كان راضياً عن قرار اغتيال البوطي.
واشنطن تدعو قادة المنطقة لوقف تمويل “داعش” و”النصرة” وتدفق المقاتلين لسوريا
بغداد- (أ ف ب): دعت وزارة الخارجية الأمريكية قادة منطقة الشرق الأوسط الى وقف تمويل وتجنيد عناصر لتنظيمي الدول الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة، وايضا وقف تدفق المقاتلين الاجانب إلى سوريا.
وادانت الوزارة في بيان وزعته السفارة الأمريكية في بغداد وتلقت وكالة فرانس برس نسخة منه الاثنين، الهجمات الاخيرة في العراق التي استهدفت خصوصا قوات الجيش والشرطة، متهمة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام بالوقوف خلفها.
وذكر البيان ان “الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) هي فرع من تنظيم القاعدة الذي هو عدو مشترك للولايات المتحدة وجمهورية العراق، ويشكل تهديدا لمنطقة الشرق الأوسط الكبير”.
واضاف البيان “سنواصل عملنا مع جميع القادة العراقيين من اجل (…) عزل الشبكات المتطرفة العنيفة”.
ودعت وزارة الخارجية الأمريكية “قادة المنطقة إلى اتخاذ التدابير الفعالة لمنع تمويل وتجنيد عناصر في هذه المجموعات، ومن بينها الدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة، وايقاف تدفق المقاتلين الاجانب الى سوريا حيث يقوم الكثير منهم لاحقا بتنفيذ تفجيرات انتحارية ضد مدنيين أبرياء في العراق”.
وشهد العراق على مدى الايام الماضية عددا من الهجمات الانتحارية التي استهدفت الزوار الشيعة خلال توجههم إلى كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) لاحياء ذكرى اربعين الامام الحسين، ثالث الائمة المعصومين لدى الشيعة.
كما شهد العراق في الفترة ذاتها هجمات مكثفة ضد قوات الجيش والشرطة، قتل فيها اكثر من 20 عسكريا وعنصر شرطة، بينهم ضباط كبار.
ويشترك العراق الذي يرفض تسليح القوات المعارضة التي تحارب النظام السوري، حدودا بطول نحو 600 كلم مع سوريا المجاورة، يقع اكثر من نصفها في محافظة الانبار التي تسكنها غالبية سنية وتعتبر احد المعاقل الرئيسية لتنظيم القاعدة.
ويشار الى ان مجموعات من العراقيين تقاتل قوات المعارضة السورية في اطار ما تقول انه “واجب مقدس″ يشمل الدفاع عن “المقدسات الشيعية” في هذا البلد الذي يشهد نزاعا داميا منذ اذار/ مارس 2011.
قدرت وجود نصف مليون جريح… هيومن ووتش: الحكومة تقتل المدنيين دون تمييز
مجازر جديدة في اليوم الثامن من القصف الجوي على حلب تودي بحياة سبعين شخصا
عواصم ـ وكالات: تواصلت الاحد حملة القصف الجوي على مدينة حلب وريفها في الشمال لليوم الثامن على التوالي، وتسبب هذا القصف بالبراميل المتفجرة من طائرات مروحية على حي مساكن هنانو في شرق حلب بمقتل 70 شخصا، في حصيلة جديدة اوردها المرصد السوري لحقوق الانسان، فيما طالب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون دمشق بـ’تقديم توضيحات’ حول وفاة الطبيب عباس خان داخل سجن سوري، وذلك في رسالة وجهها الى اسرة الضحية وفق ما اعلن مصدر حكومي امس الاحد في لندن.
وكان المرصد تحدث في وقت سابق عن مقتل 25 شخصا في هذا القصف بينهم ستة اطفال.
من جهته، تحدث مركز حلب الاعلامي عن ‘مجزرة على أوتوستراد مساكن هنانو’، مشيرا الى ان ‘البراميل المتفجرة دمرت باص سفر (بولمن) لم ينج أحد بداخله، ونحو عشر سيارات إضافة الى انهيار بناء سكني على الطريق العام’.
وبث ناشطون على الانترنت اشرطة فيديو تتضمن صورا مروعة عن برك من الدماء داخل حافلة مدمرة ومحترقة وقد اقتلعت مقاعدها من اماكنها مع آثار دماء على كل مقعد تقريبا وعلى الزجاج الامامي حيث يجلس السائق.
ونددت منظمة ‘هيومن رايتس ووتش’ الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الانسان في تقرير صدر عنها السبت بتصعيد النظام عمليات قصفه الجوي على منطقة حلب.
وقالت ان ‘القوات الحكومية تسببت بكوارث في حلب خلال الشهر الاخير، وهي تقتل الرجال والنساء والاطفال من دون تمييز′، مضيفة ان ‘سلاح الجو السوري اما غير كفوء الى حد الاجرام ولا يكترث لقتل اعداد كبيرة من المدنيين، واما يتعمد استهداف المناطق التي يوجد فيها المدنيون.’
من جهتها، افادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن مقتل ثمانية اشخاص هم ستة تلامذة مدرسة وموظفان ‘في تفجير ارهابي بسيارة مفخخة استهدف تجمع المدارس في بلدة أم العمد بريف حمص الشرقي’.
واشارت الى ‘اصابة 34 مواطنا غالبيتهم من التلاميذ والكادر الاداري والتعليمي في المدارس الموجودة ضمن التجمع، اضافة الى الحاق أضرار مادية كبيرة بمباني المدارس وبناها التحتية’ .
وذكرت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الاحد ان هناك نصف مليون جريح في سوريا يفتقد العديد منهم الى العلاجات الاساسية، مشيرة الى ‘صعوبة فائقة’ في ايصال المساعدات الى الناس في سوريا.
ونقلت اللجنة في بيان صدر عنها عن رئيس بعثتها في سوريا ماغني بارث ان ‘حصيلة القتلى ترتفع. (…) هناك نصف مليون جريح تقريبا في كل انحاء سوريا والملايين لا يزالون نازحين وعشرات الالاف ما زالوا معتقلين’.
وتابع ان ‘الامدادات بالغذاء والحاجات الاخرى الاساسية تنفد بشكل خطير، لا سيما في المناطق المحاصرة ‘.
في بريطانيا كتب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الى عائلة الجراح البريطاني الذي وصلت جثته الاحد الى بريطانيا حيث ستخضع للتشريح ان ‘وفاة عباس هي مأساة تثير الاشمئزاز والغضب، وعلى النظام السوري ان يقدم توضيحات’ لما حصل.
وهذا الاسبوع، اتهمت الحكومة البريطانية وعائلة عباس خان النظام السوري بقتل الطبيب، في حين اكدت دمشق ان جرّاح العظام الذي اوقف لممارسته ‘انشطة غير مسموح بها’ انتحر شنقا قبيل الافراج عنه.
واوضح محامي عائلة خان نبيل الشيخ انه سيتم تشريح جثة الطبيب الاحد او الاثنين لتحديد ما اذا كان تعرض للتعذيب ام لا.
وكان عباس خان، وهو اب لولدين، يعمل لحساب منظمة غير حكومية عبر تدريب طواقم طبية سورية في تركيا قبل ان يتوجه الى حلب في شمال سوريا حيث اعتقل في تشرين الثاني/نوفمبر 2012.
والدة الطبيب عباس خان: مخابرات الأسد قتلت ولدي
لندن ‘القدس العربي’: صرخت فاطمة والدة الطبيب عباس خان الذي قتل في سجون بشار الأسد، لدى وصولها مع ابنها الآخر فروزي في سيارة تاكسي الى مستشفى أوتيل ديو ورؤيتها سيارة الاسعاف التي كانت تنقل الجثمان بالانكليزية ‘الأمن القومي والتلفزيون السوري قتلاه’، واجهشت بالبكاء، في رد على اتهام الاعلإم التابع لنظام الأسد الطبيب بانه شارك في ‘انشطة ارهابية’.
وكان مسؤولون في السفارة البريطانية في بيروت تسلموا بعد ظهر أمس جثة الطبيب البريطاني عباس خان الذي توفي في سجن سوري بعد سنة من الاعتقال، بحسب ما ذكرت اللجنة الدولية للصليب الاحمر التي تولت عملية التسليم.
وكانت والدته فاطمة وشقيقه موجودين في عملية التسليم التي تمت في مستشفى اوتيل ديو في بيروت.
وقال الصليب الاحمر في بيان ‘أعادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم جثمان الدكتور عباس خان لمسؤولين بريطانيين في لبنان’، موضحة ان قافلة تابعة للجنة الدولية غادرت الساعة 11,00 دمشق واعادت الجثمان الى لبنان ‘حيث استلمه مسؤولون في المملكة المتحدة’. واضاف البيان ‘من المتوقع ان تقوم السفارة البريطانية في لبنان بإعادة الجثمان بالطائرة سريعا إلى لندن’.
وعبر الجثمان الحدود اللبنانية قرابة الساعة الثالثة من بعد الظهر، بعد ان سلمه وفد اللجنة الدولية للصليب الاحمر ـ دمشق الى وفد اللجنة في لبنان على الحدود.
واعلنت دمشق الاربعاء ان الطبيب اقدم على ‘الانتحار شنقا’ في السجن، مشيرة الى انه كان موقوفا لقيامه بأعمال ‘غير مسموحة’.
واشارت وزارة الخارجية السورية الى ان التقرير الطبي يقول ان سبب الوفاة هو ‘الاختناق بالشنق وان عملية الشنق كانت ذاتية اي ان من قام بها هو الشخص نفسه بقصد الانتحار’، مؤكدة عدم وجود ‘اي آثار لعنف او شدة او مقاومة’ على الجثة. وذكرت ان السلطات اجرت تشريحا للجثة.
وقال بيان اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان ‘اللجنة الدولية أدت دورها على أساس إنساني محض وبطلب من عائلة السيد خان ولم تشارك في أي تشريح ولا تجري أي تحرٍّ في ملابسات وفاته’.
واضاف ‘إن اللجنة الدولية لا تزور المحتجزين في سوريا على الرغم من الطلبات المتكررة التي قدمتها إلى السلطات السورية للحصول على إذن بزيارة أماكن الاحتجاز في البلد. وبالتالي فإنها لم تزر الدكتور خان أبداً أثناء احتجازه في سوريا ‘.
وكان وزير بريطاني اتهم دمشق الثلاثاء بأنها اغتالت ‘عمليا’ الطبيب البالغ من العمر 32 عاما، والذي كان محتجزا لدى السلطات السورية منذ تشرين الثاني 2012.
وكان خان يعمل مع منظمة ‘هيومان ايد يو كاي’ البريطانية غير الحكومية وشارك في تدريب اطباء سوريين في تركيا، قبل عبوره الحدود للانتقال الى مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في حلب في شمال سوريا، حيث ساهم في معالجة الجرحى نتيجة اعمال العنف.
واعتبرت ‘هيومان ايد يو كاي’ انه ‘من غير المفهوم’ كيف ان طبيبا وهو اب لولدين، يقدم على الانتحار في وقت كان يأمل بالافراج عنه بعد ايام قليلة.
لافروف: تحقيق السلام في سوريا لن يكون سهلا بسبب المتطرفين وعلى النظام والمعارضة التوحد ضدهم
موسكو ـ الأناضول: أعرب وزير الخارجية الروسي ‘سيرغي لافروف’، عن اعتقاده بضرورة العمل، من أجل توحيد جهود الحكومة والمعارضة في سوريا، ضد القوى المتطرفة في البلاد.
وقال لافروف في مقابلة مع وكالة ‘إنترفاكس′ الروسية للأنباء، إن ‘تحقيق السلام في سوريا لن يكون سهلا، لأنه بخلاف الأطراف السورية التي ستجلس على طاولة الحوار، هناك إرهابيون ومتطرفون يحاربون في سوريا، ولا يريد أحد الحوار معهم، وإنما على العكس لابد من العمل لتوحيد جهود الحكومة والمعارضة ضد القوى المتطرفة في سوريا’.
وأعاد لافروف التأكيد على أن الأزمة السورية لا يمكن أن تحل عسكريا، وأن العملية السياسية التي وضع أساسها إعلان جنيف، تمثل فرصة لبقاء سوريا دولة واحدة ذات سيادة، علمانية تحمي حقوق مواطنيها بمختلف أعراقهم ودياناتهم وتوجهاتهم السياسية، ولتوقف دوامة العنف.
وأكد لافروف على ضرورة أن يحدد الشعب السوري مستقبله بنفسه، عن طريق الحوار بين الحكومة والمعارضة دون تدخل عوامل خارجية، مشيرا إلى أنه تقع عليه في هذا الإطار مهمة الإسهام في تهيئة الشروط الخارجية الملائمة، لإنجاح مؤتمر جنيف 2 الذي سيعقد في الثاني والعشرين من كانون الثاني/يناير المقبل.
وأضاف لافروف، أن التوصل لحل للقضية السورية، كما العديد من المشاكل الدولية الأخرى، وتحقيق الاستقرار العالمي، يتوقف إلى حد كبير، على مدى استعداد روسيا والولايات المتحدة الأميركية للتعاون. وأعرب لافروف عن استعداد بلاده الدائم لتطوير تعاون مع الولايات المتحدة يراعي مصالح الطرفين، ولا يتدخل فيه أحدهما في الشؤون الداخلية للآخر.
جيل ضائع من الأطفال.. أحد أخطر عواقب الحرب السورية
المدارس الحكومية اللبنانية تغص بهم.. وأغلبهم لا يستوعب الإنجليزية والفرنسية
بعلبك (لبنان): نوريميتسو أونيشي*
وقف خالد ناجي، اللاجئ السوري ابن الـ13، أمام فصله الدراسي ممسكا بقلم أحمر لينقل بصعوبة إلى السبورة البيضاء بعض العبارات الإنجليزية كتبها في كراسه.
ويهدف برنامج خيري في هذه المنطقة الريفية من وسط لبنان، إلى إعداد اللاجئين السوريين الصغار للالتحاق بالمدارس العامة، التي يعتمد التعليم فيها على اللغة الإنجليزية أو الفرنسية وهو ما يمثل تحديا كبيرا بالنسبة للسوريين الذين تلقوا تعليمهم باللغة العربية.
جلس خالد مزهوا بنفسه وهو يقول إن اللغة الإنجليزية لغة سهلة، لكن والدته، منال ناجي، قالت إن ابنها رسب عاما دراسيا العام الماضي في المدرسة العامة اللبنانية التي يدرس بها، وأرجعت السبب في ذلك إلى أنه: «لا يفهم ما يقوله المعلم، ولا يزال غير قادرة على الاستيعاب. أنا قلقة، فقد كان متفوقا في دمشق».
غير أن ابنها محظوظ بالتحاقه بالمدرسة. فلم يتمكن سوى 70 في المائة من الأطفال السوريين الذين يقدر عددهم بنحو 865.000 طفل، من بين 2.3 مليون لاجئ، من الالتحاق بالدراسة، بحسب إحصاءات اليونيسيف. لكن الرقم الحقيقي أعلى بكل تأكيد، فلا يزال مئات الآلاف من اللاجئين ينتظرون تسجيلهم من قبل الأمم المتحدة، وخصوصا في لبنان وتركيا والأردن. ولا يتوقع أن يتلقى الأطفال الذين يشكلون ثلث أعداد هؤلاء اللاجئين أي نوع من التعليم، فلم يتمكن الكثير منهم من الالتحاق بنظام تعليمي يجاهد للتعامل مع طوفان اللاجئين السوريين.
كثير من الأطفال الذين التحقوا بالمدارس اللبنانية، لا ينتظمون في صفوفهم الدراسية إما بسبب التكلفة أو المخاوف بشأن سلامتهم. وآخرون، ممن تخلفوا بالفعل عاما أو عامين دراسيين بسبب الصراع في سوريا، فأصبحوا غير قادرين على التأقلم مع البيئة والمناهج الجديدة، واللغة الجديدة، في حالة لبنان. فيما يعمل آخرون لمساعدة والديهم الذين أوشكت مدخراتهم على النفاد.
ويتلقى بعض الأطفال دروسا خاصة خارج المدرسة، لكن الكثيرين يقضون معظم أيامهم في القيام بأعمال بسيطة في المخيمات أو في المجتمعات التي تستضيف اللاجئين السوريين في لبنان والأردن وتركيا والعراق ومصر. ومع اقتراب الحرب السورية من نهاية عامها الثالث، يحذر الخبراء من ظهور جيل ضائع للأطفال السوريين قد يشكل أحد أخطر عواقب الحرب السورية.
وتقول ماريا كالفيس، المدير الإقليمي لليونيسيف التي تشرف على تعامل المنظمة مع الأزمة: «ما لم يتم التعامل مع المشكلة، سيفقد الأطفال الأمل، وخصوصا المراهقون منهم، الذين سيحاولون تكرار هذا العنف وإطالة أمده، وسيفتقدون المهارات والمعرفة اللازمة لإعادة بناء سوريا». قبل الحرب، كان نسبة التحاق الأطفال بالتعليم في سوريا تقترب من 80 في المائة، وهو رقم مرتفع نسبيا بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط. وأشارت كالفيس إلى أن الحكومة السورية جعلت من زيادة معدلات التحاق التلاميذ، خصوصا الفتيات، بالمدارس وبناء مدارس جديدة في المناطق الفقيرة أولوية بالنسبة لها خلال العقد الماضي.
وتسبب الصراع في تخلف 1.9 مليون طالب من المدارس أو نحو 40 في المائة من الأطفال السوريين الحاليين في عمر الدراسة، بحسب اليونيسيف.
من ناحية أخرى، تئن مدارس المنطقة المكتظة بالفعل تحت وطأة أعداد الأطفال السوريين الذين يضاعفون في بعض الأحيان من أعداد طلاب المدارس، الذين يتدافعون لبدء فترة ما بعد الظهيرة، والبحث عن فصول دراسة إضافية واستقدام مدرسين جدد بين السكان أو اللاجئين السوريين. وفي وقت بداية العام القادم، يأمل مسؤولو الأمم المتحدة في التوصل إلى اتفاق مع حكومات المنطقة لتوثيق شهادات الأطفال السوريين.
وفي لبنان، الذي استقبل مليون لاجئ سوري، أي ما يوازي ربع سكانها، لم يتمكن سوى 13 في المائة فقط من الأطفال السوريين، أو نحو 53.000 من الالتحاق بالمدارس العامة، وهو الرقم الأدنى بين الدول التي تستقبل لاجئين سوريين، بحسب اليونيسيف.
ويذكر أن نحو 70 في المائة من الأطفال اللبنانيين يدرسون في المدارس الخاصة في لبنان، وهذا إرث الحرب الأهلية التي استمرت لنحو 15 عاما، تاركا مجموعة من المدارس العامة التي تعاني من سوء التمويل. وتفوق أعداد الأطفال السوريين في عمر المدرسة في لبنان، 400.000 طفل، أعداد الأطفال اللبنانيين في المدارس العامة والذين تقدر أعدادهم بنحو 300.000 طالب. كما تضطر المدارس اللبنانية، التي تفتقر إلى التجهيز للتعامل مع الأطفال السوريين واحتياجاتهم الخاصة، للعمل فترات بعد الظهيرة في تعليم الأطفال السوريين، وهو ما يجري تنفيذه في الوقت الراهن في الأردن وتركيا.
وفي المدرسة الابتدائية في ديده، قرية صغيرة شمال لبنان، يشكل الطلاب السوريون 59 طالبا من بين طلاب المدرسة البالغ عددهم 549 طالبا، ويجري تدريس التاريخ والجغرافيا باللغة الإنجليزية فيما تستخدم اللغة الفرنسية لتدريس اللغات الأخرى. وتقول إلهام غالياني، مساعدة مدير المدرسة: «الأطفال السوريون لا يفهمون اللغة الفرنسية مطلقا، الأمر غير مجد على الإطلاق، الأطفال في رياض الأطفال هم الذين يتمكنون فقط من التعلم».
وفي طرابلس، يحاول المعلمون الذين يعملون مع منظمة «أنقذوا الأطفال» إعداد الأطفال السوريين للحاق بالمدارس العامة. فيدرب أحد المعلمين فصلا من 10 إلى 12 طالبا على المصطلحات الأساسية باللغة الفرنسية. وعندما سأل المعلم الطلبة بالفرنسية عن المضاعف المشترك لعددين، رد الطلبة بطلاقة، لكن المعلم عندما سأل سؤالا آخر لا علاقة له بالمادة لم يحرك الطلاب ساكنا.
ويواجه الكثير من الأطفال السوريين عقبات أخرى غير اللغة، للالتحاق بالمدارس العامة، بحسب هاني جسري، المسؤول في «مؤسسة جسور»، منظمة دعم خاصة أسسها مغتربون سوريون، ففي بيروت تقدم «مؤسسة جسور» دروس اللغة الإنجليزية للأطفال السوريين بهدف تأهيلهم للالتحاق بالمدارس اللبنانية.
وكحال الكثير من الأطفال السوريين، خسرت نور، ابنة الـ11 التي التحقت بمدرسة جسور قبل يوم، عامين من الدراسة. ورغم انتقالها إلى الصف الثالث الابتدائي في سوريا فإنها لم تعد قادرة على تذكر شكل الحروف ولم تتمكن من كتابة اسمها. ويقول محمد ابن الـ10 إنه «بعد حضوره الدروس في جسور، يذهب إلى بناية بعيدة حيث تسكن عائلته ويرتاح لساعة ثم ينزل لبيع الورود في شارع الحمرا، الشارع التجاري الرئيس في بيروت، حتى الساعة الواحدة صباحا».
وقال: «عندما أصل إلى منزلي، أخلد إلى النوم على الفور، ثم أستيقظ في السابعة صباحا لحضور الصف الدراسي».
على النقيض من ذلك يأتي مركز الشام، مدرسة خاصة في غازي عنتاب بتركيا. إذ تستقبل المدرسة أبناء السكان السوريين الأثرياء وتتقاضى منهم نحو 1.000 دولار شهريا. وتشغل المدرسة عدة أدوار في بناية إدارية، وتساعد المدرسة في تأهيل الطلاب لاجتياز اختبارات اللغة الإنجليزية أو امتحان التويفل.
* خدمة «نيويورك تايمز»
قانونيون كرد سوريون يطرحون مسودة «دستور إقليم غرب كردستان»
تنص على نظام برلماني.. والكردية والعربية لغتان رسميتان
أربيل: محمد زنكنه
عرضت مجموعة من الأكاديميين المختصين بالقانون الدستوري من أكراد سوريا القاطنين في إقليم كردستان العراق مسودة لما وصفوه بـ«دستور إقليم غرب كردستان» استعدادا لمرحلة ما بعد نظام بشار الأسد.
المسودة التي هي حصيلة ثمانية أشهر من العمل، تتألف من ديباجة وثمانية أبواب دستورية واستند في صياغتها إلى دساتير عدة دول فيدرالية منها كندا وبلجيكا، بالإضافة إلى مسودة مشروع دستور إقليم كردستان العراق. ويقول معدو المسودة إنها «تراعي بنود الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ومبادئ الديمقراطية والمجتمع المدني وحرية الرأي والصحافة وحرية العمل الإعلامي».
عارف غابياو، أحد المساهمين في صياغة مسودة الدستور، شدد على أن هذا الدستور أعد من أجل «المرحلة المقبلة وكاستعداد من جانب لقوى والأحزاب الكردية لمعرفة كيفية التعامل مع الأوضاع التي ستلي سقوط النظام». وأضاف أن هذه المسودة «تضع حدا للديكتاتورية والتفرد بالحكم وتحدد مسؤوليات الجميع وحقوقهم»، مشيرا إلى أن نظام الأسد «غير معني بهذا المشروع ولم تعرض عليه مسودة المشروع ولن تعرض عليه كون المسودة هي للمرحلة المقبلة التي ستلي سقوط نظام حكمه». وأوضح غابيان أن مسودة الدستور «لم تتطرق لشكل العلم ولا للنشيد الوطني في الإقليم في المرحلة التي ستلي حكم الأسد وسيكون الأمر متروكا للبرلمان الذي سيجري انتخابه شرعيا من قبل المواطنين الكرد في كردستان سوريا».
من جهته، بين جيان بدرخان، وهو قانوني وأيضا أحد المساهمين في صياغة هذه المسودة، إن مسألة حقوق الإنسان كانت «أهم نقطة جرى التركيز عليها في المشروع الذي يؤكد مبادئ حقوق الإنسان التي نصت عليها المواثيق الدولية». وعن مدى شرعية الوثيقة، أوضح بدرخان، أن «المواطنين الكرد في سوريا هم الذين سيحددون شرعية هذا الدستور بعد التصويت عليه، وأن السبب في إعداد هذا المشروع بشكل مبكر هو تلافي حصول أي فراغ دستوري أو قانوني في المنطقة في المرحلة المقبلة».
وحول اللغة الرسمية التي نصت عليها مسودة الدستور، أوضح محمد حسن، وهو أيضا من واضعي المسودة، فإن اللغتين الرسميتين للمنطقة الكردية في سوريا ستكونان «الكردية والعربية»، مضيفا أنه «سيكون لهذا الإقليم رئيس وسلطة تشريعية وتنفيذية وقضائية كما سيجري سن قانون للانتخابات فيها لانتخاب رئيس الإقليم والبرلمان»، مشيرا إلى أن هذا الدستور سيدخل حيز التطبيق «بعد الانتخابات التي ستشهدها هذه المنطقة». وبين حسن أن نظام الحكم الذي نصت عليه المسودة هو «نظام برلماني غير رئاسي». وحول أسباب إعلان مسودة الدستور في إقليم كردستان العراق، قال القانوني عماد حسو إن الوضع الأمني غير المستقر في المنطقة الكردية في سوريا كان سببا لعدم إعلان هذه المسودة فيها، مضيفا أن «المسودة ستكون متاحة على المواقع الإلكترونية لجميع مواطني المنطقة الكردية في سوريا لإبداء الآراء حولها».
«مجزرة» بعد استهداف حافلة بالبراميل المتفجرة بحلب.. وقتلى بسيارة مفخخة بحمص
الصليب الأحمر الدولي: نصف مليون جريح سوري يفتقد غالبيتهم للعلاج
بيروت: ليال أبو رحال
لم يثن اتهام منظمة «هيومن رايتس ووتش» النظام السوري بـ«تعمد» قتل المدنيين في مدينة حلب، أول من أمس، عن مواصلته قصف الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية بالبراميل المتفجرة التي استهدفت أمس حافلة مسافرين (بولمن) على أوتوستراد مساكن هنانو، مؤدية إلى مقتل وجرح العشرات. وبينما تحدثت لجان المعارضة عن «مجزرة» جديدة في حلب، أدى تفجير سيارة مفخخة ببلدة ذات غالبية شيعية بريف حمص إلى قتل نحو 10 أشخاص بينهم خمسة تلاميذ.
في موازاة ذلك، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن «هناك نصف مليون جريح في سوريا، يفتقد العديد منهم إلى العلاجات الأساسية». وقال رئيس بعثتها بسوريا ماغني بارث إن «حصيلة القتلى ترتفع وهناك نصف مليون جريح تقريبا في كل أنحاء سوريا والملايين لا يزالون نازحين، وعشرات الآلاف معتقلون»، مشيرا إلى أن «الإمدادات بالغذاء والحاجات الأخرى الأساسية تنفد بشكل خطير، ولا سيما في المناطق المحاصرة»، كما أن «شرائح واسعة من السكان، ولا سيما في مناطق متأثرة مباشرة بالقتال بما فيها شرق حلب، تعاني من نقص في العناية الطبية». ودعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر «كل الأطراف في سوريا إلى تطبيق القانون الإنساني الدولي»، مشيرة إلى أن «فرقها لا تزال ممنوعة من الدخول إلى المناطق المحاصرة لإيصال المساعدات بما فيها المناطق التي تحتاج إلى مساعدات طبية ملحة».
ميدانيا، أفاد مركز حلب الإعلامي بـ«مجزرة على أوتوستراد مساكن هنانو، حيث دمرت البراميل المتفجرة حافلة لم ينج أحد بداخلها، ونحو 10 سيارات، إضافة إلى انهيار بناء سكني على الطريق العام»، في حين أورد «مكتب أخبار سوريا» حصيلة أولية لضحايا الانفجار، بينهم 50 قتيلا على الأقل وعشرات الجرحى. وأكد ناشطون معارضون أن المستشفيات غصت بالقتلى والمصابين نتيجة استهداف النظام لأحياء عدة في حلب.
من ناحيته، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى سقوط «عشرات الشهداء والجرحى» في قصف بالبراميل المتفجرة على أوتوستراد مساكن هنانو الحيدرية قرب سوق الجمعة ومناطق في أحياء الصاخور والأحمدية وبعيدين وأرض الحمرا في مدينة حلب.
وأظهر شريط فيديو على موقع «يوتيوب» صورا مروعة عن برك من الدماء داخل حافلة مدمرة ومحترقة واقتلعت مقاعدها من أماكنها مع آثار دماء عند كل مقعد تقريبا وعلى الزجاج الأمامي حيث يجلس السائق. وأظهر شريط آخر عددا من السيارات المتفحمة والشاحنات التي تحول بعضها إلى كتل من المعدن، إضافة إلى مبنى منهار في حي الحيدرية، وسط ذهول واضح على وجوه عدد من الأشخاص المتجمعين في المكان.
وبث ناشطون شريط فيديو ثالثا يظهر عملية انتشال القتلى من بين أنقاض المبنى على وقع هتاف المتجمعين: «الله أكبر». وعمل رجال اعتمروا خوذات بيضاء على وضع الجثث على حمالات بينما كان أشخاص آخرون بلباس مدني ينقلونها من المكان. وتدأب القوات النظامية منذ أسبوع على استهداف أحياء خاضعة لسيطرة المعارضة في شرق مدينة حلب بغارات جوية مكثفة حصدت مئات القتلى، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطين. وتستخدم في القصف بانتظام «البراميل المتفجرة» التي تحتوي على أطنان من المتفجرات ويصعب التحكم بالهدف الذي تلقى عليه. واتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أول من أمس النظام السوري بـ«تعمد استهداف المدنيين». وقالت في تقرير صادر عنها إن «سلاح الجو السوري إما غير كفء إلى حد الإجرام ولا يكترث لقتل أعداد كبيرة من المدنيين، وإما يتعمد استهداف المناطق التي يوجد فيها المدنيون».
وأدى القصف النظامي المتواصل في ريف حلب إلى «حالة هلع وحركة نزوح كبيرة للأهالي باتجاه الأراضي الزراعية رغم البرد الشديد»، وفق ما أعلنته الهيئة العامة للثورة السورية، أمس. وفي ريف حمص الشرقي، وسط سوريا، انفجرت سيارة مفخخة أمس قرب مدرسة ابتدائية في بلدة أم العمد، ذات الغالبية الشيعية، تضاربت التقديرات حول عدد ضحاياه بين ستة وعشرة. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بوقوع «تفجير إرهابي بسيارة مفخخة» قرب مدرسة ابتدائية ببلدة أم العمد، مشيرة إلى «معلومات أولية وغير نهائية عن استشهاد خمسة طلاب ومستخدمين اثنين».
وفي حين لفت المرصد السوري إلى أن «الانفجار أوقع ستة قتلى بينهم أطفال» في البلدة التي قال إنها «تضم سكانا ينتمون إلى الطائفة الشيعية»، مشيرا إلى أن «العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى بحالات خطرة»، ذكرت قناة «سكاي نيوز عربية» أن تسعة قتلى وأكثر من 25 جريحا سقطوا في الانفجار.
وفي دمشق وريفها، قال «اتحاد تنسيقات الثورة» إن القوات الحكومية قصفت كلا من يبرود ومعلولا في سلسلة جبال القلمون والتي سيطرت عليها فصائل المعارضة العسكرية منذ نحو شهر. وأفاد المرصد السوري بـ«اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات جيش الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة، ومقاتلي (جبهة النصرة) و(الدولة الإسلامية) وعدة كتائب إسلامية مقاتلة من جهة أخرى في مدينة عدرا العمالية، بالتزامن مع قصف نظامي استهدف المدينة ومناطق في مدينة الزبداني ومخيم خان الشيح».
في موازاة ذلك، بدأت الكهرباء بالعودة تدريجيا إلى أحياء العاصمة دمشق بعد انقطاعها إثر استهداف مسلحين لخط الغاز المغذي لمحطات توليد الكهرباء في المنطقة الجنوبية قرب مطار دمشق الدولي في ريف دمشق، مما أدى أول من أمس إلى انقطاع التيار الكهربائي عن كامل المنطقة. ونقلت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من النظام السوري، في عددها الصادر أمس، عن مصادر في وزارة الكهرباء قولها إن «ورش الصيانة ستسرع بإصلاح ما خربه هذا الاعتداء الإرهابي والعمل على إعادة التغذية الكهربائية للمواطنين تدريجيا».
وفي محافظة طرطوس، شهدت مدينة بانياس استنفارا عسكريا نظاميا ليل السبت/ الأحد، تخلله تمركز لآليات وراجمات صواريخ ومضادات للطيران في أنحاء عدة من المدينة، بموازاة انتشار أمني في الشوارع، علما أن المدينة تخلو من أي وجود لعناصر المعارضة السورية. وأثارت هذه الإجراءات قلق الأهالي، وفق ما نقله «مكتب أخبار سوريا» أمس، من عملية عسكرية جديدة على المدينة، مشابهة لما شهدته خلال شهر مايو (أيار) الماضي، حين قضى 700 قتيل في يوم واحد من بانياس إثر عملية نفذتها «ميليشيا جيش الدفاع الوطني» الموالية للنظام السوري والقوات الأمنية وأدت إلى نزوح سكان أحياء بكاملها عن المدينة حينها.
«الائتلاف» يحذر من أن مجازر النظام في حلب قد تطيح بـ«جنيف 2»
سيدا: القصف لا يهيئ المقدمات الضرورية لأي مؤتمر
بيروت: «الشرق الأوسط»
طغت المجازر التي تتهم المعارضة السورية النظام السوري بارتكابها، لا سيما تلك الناجمة عن إلقاء المروحيات النظامية للبراميل المتفجرة في حلب وريفها، على اجتماع الهيئة السياسية للائتلاف السوري المعارض في إسطنبول، أمس، الذي كان مقررا لبحث المشاركة في مؤتمر «جنيف2» للسلام المزمع عقده في 22 يناير (كانون الثاني) المقبل.
وبينما أجل الائتلاف بحث الموضوع إلى الاجتماع الذي ينوي عقده في السابع من الشهر المقبل، قالت مصادر مشاركة في اجتماع الهيئة السياسية أمس إن استمرار النظام السوري في ارتكاب المجازر الوحشية ضد المدنيين، من دون رادع أو حسيب، في ظل صمت المجتمع الدولي، من شأنه أن يساهم بالإطاحة بإمكانية عقد مؤتمر «جنيف2».
وقال رئيس المجلس الوطني السابق عضو الهيئة السياسية في الائتلاف عبد الباسط سيدا، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «المجتمعين ناقشوا جدول الأعمال، وتحديدا ما يتعلق بمؤتمر جنيف2. باعتبار أننا شكلنا فريقا لمتابعة الملفات الخاصة بجنيف».
ولفت إلى أن وفد الائتلاف الذي شارك في اجتماعات خلال الأيام الأخيرة في جنيف على هامش الاجتماع الثلاثي بين واشنطن وموسكو والأمم المتحدة، وضع المجتمعين في إسطنبول أمس في أجواء لقاءات جنيف. وأن الوفد «قدم تقريرا بما عقده من لقاءات وملخصا عن المعطيات والمواقف الدولية، بموازاة تقديم رئيس الائتلاف (أحمد الجربا) تقريرا عن زيارته إلى أربيل ولقائه رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني وجولته على مخيمات اللاجئين السوريين».
وكان الأمين العام للائتلاف السوري بدر جاموس شارك على رأس وفد في اجتماعات قبل أيام مع كل من الجانبين الأميركي والروسي والأمم المتحدة في جنيف على هامش الاجتماع الثلاثي التحضيري. وجدد وفد الائتلاف تأكيد إصراره على رحيل الرئيس السوري بشار الأسد وتشكيل هيئة انتقالية كاملة الصلاحيات.
وأوضح سيدا أن «الهيئة السياسية ناقشت الخطوات التي لا بد من الاستعداد لها إذا كان الائتلاف سيتخذ في اجتماعه المقبل قرارا بالذهاب إلى جنيف»، لافتا إلى أن الأجواء الدولية «غير مشجعة». ونقل سيدا انتقاد المجتمعين لـ«عجز المجتمع الدولي الذي لا يتحرك بما فيه الكفاية»، مشيرا إلى «وقوف الائتلاف أمام ما تتعرض له حلب من قصف بالبراميل المتفجرة». وشدد سيدا على إجماع أعضاء الهيئة السياسية على أن «استمرار مثل هذه الوضعية واستمرار النظام بارتكاب المجازر لا يهيئ المقدمات الضرورية لانعقاد مؤتمرات في جنيف أو في سواها»، جازما بأن من شأن ذلك أن «يؤثر على قرار الائتلاف النهائي بشأن مشاركته في المؤتمر الدولي».
ونقل سيدا، في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» أمس، إصرار الائتلاف على أن يستند مؤتمر «جنيف2» على مقررات «جنيف1»، لافتا في الوقت ذاته إلى تباينات كبيرة في تفسير توصيات «جنيف1» بين روسيا وباقي الدول المعنية بالأزمة السورية. وأكد رفض الائتلاف المطلق لأن يكون الرئيس السوري بشار الأسد جزءا من المرحلة المقبلة «لأن تشكيل هيئة انتقالية كاملة الصلاحيات تعني أنه لا دور للأسد». وانطلاقا من هنا، شدد سيدا أنه إذا تلقينا ضمانات لعقد مؤتمر «جنيف2» انطلاقا من هذا الأساس أي رحيل الأسد، فسنشارك في المؤتمر، أما ترك الأمور هلامية وضبابية بهذا الشكل، فهذا يعني أن المجتمع الدولي لا يزال يتعامل بذهنية إدارة الأزمة السورية ولا يبحث عن سبل حلها.
ولا تزال مسألة مشاركة إيران في مؤتمر «جنيف2» غير محسومة بسبب اعتراض أميركي. وشدد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان أمس على أنه «لا يمكن إنكار دور إيران البناء والمهم في المنطقة»، مؤكدا في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا)، أن من يطرح شرطا مسبقا لـ«جنيف2» لم يدرك حقيقة الأوضاع الجارية في سوريا».
ولم ينكر سيدا أن «إيران قوة إقليمية هامة»، ولفت إلى أن «دولا تضغط من أجل مشاركة إيران»، معتبرا في الوقت ذاته أن «إيران ستكون حاضرة من خلال تأثيرها في الوفد النظامي وتواجدها الفيزيائي في أروقة المؤتمر». لكنه قال في الوقت ذاته إنه «لا بد من أن تتحول إيران إلى قوة فاعلة إيجابيا وتقوم بمسؤولياتها تجاه أمن المنطقة وتحترم تطلعات الشعوب، عوضا من مساندتها للنظام وجرائمه منذ أكثر من عامين ونصف».
نصف مليون جريح سوري والائتلاف الوطني يهدّد بعدم حضور “جنيف2“
البراميل المتفجرة تفتك بحلب لليوم الثامن
(ا ف ب، رويترز، الجزيرة، الائتلاف الوطني السوري، الهيئة العامة للثورة السورية)
لليوم الثامن على التوالي، تستمر البراميل المتفجرة في التساقط على مدينة حلب موقعة عشرات القتلى ومئات الجرحى الذين بلغوا في أنحاء سوريا نصف مليون شخص، يفتقد العديد منهم إلى العلاجات الأساسية حسبما ذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
سياسياً، اعتبر الائتلاف الوطني السوري أمس، أن إصرار عدد من الأطراف الدولية على إشراك إيران في مؤتمر جنيف2، يدفع بالائتلاف إلى عدم حضور هذا المؤتمر الدولي.
ففي حلب، تواصلت أمس حملة القصف الجوي على المدينة وريفها الشمالي لليوم الثامن على التوالي، وتسبب هذا القصف بالبراميل المتفجرة من الطائرات المروحية التابعة لنظام بشار الأسد، بمقتل 56 شخصاً حسب حصيلة اوردها المرصد السوري مساء أمس، من أصل 113 شهيداً سقطوا في أنحاء البلاد حسبما أفادت الهيئة العامة للثورة السورية.
وأوضح المرصد ان بين القتلى سبعة من مقاتلي المعارضة، لافتا الى ان الحصيلة مرشحة للارتفاع لكون عشرات الاشخاص اصيبوا بجروح بالغة او لا يزالون مفقودين.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن ان النظام السوري “يحاول تأليب السكان المقيمين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة ضدها، وللقيام بذلك فإنه يقتل ويجبر الناس على الفرار”.
وتحدث “مركز حلب الاعلامي” عن “مجزرة على أوتوستراد مساكن هنانو” في شرق حلب، مشيرا الى ان “البراميل المتفجرة دمرت باص سفر (بولمن) لم ينج أحد بداخله، ونحو عشر سيارات إضافة الى انهيار بناء سكني على الطريق العام”.
وذكر “مجلس محافظة حلب الحرة” ان الطيران الحربي استهدف مدرستين في مدينة مارع “ما أدى الى اصابة اربعين طالبا بجروح”، وذلك بعد أيام من استهداف مدرسة طيبة في حي الإنذارات في مدينة حلب حيث قتل ثلاثة تلامذة واصيب آخرون.
واصدر المجلس الذي يتولى ادارة شؤون المواطنين في المنطقة الخالية من المؤسسات الحكومية بيانا اعلن فيه اقفال المدارس في منطقة حلب.
وبث ناشطون على الانترنت اشرطة فيديو تتضمن صورا مروعة عن برك من الدماء داخل حافلة مدمرة ومحترقة وقد اقتلعت مقاعدها من اماكنها مع آثار دماء عند كل مقعد تقريبا وعلى الزجاج الامامي حيث يجلس السائق.
وندد الائتلاف الوطني السوري المعارض بالهجمات على حلب مجددا دعوته الى اعلان منطقة حظر جوي.
وذكرت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الاحد ان هناك نصف مليون جريح في سوريا يفتقد العديد منهم الى العلاجات الاساسية، مشيرة الى “صعوبة فائقة” في ايصال المساعدات الى الناس في سوريا.
ونقلت اللجنة في بيان صدر عن رئيس بعثتها في سوريا ماغني بارث ان “حصيلة القتلى ترتفع(…) هناك نصف مليون جريح تقريبا في كل انحاء سوريا والملايين لا يزالون نازحين وعشرات الالاف معتقلين”.
وفي بريطانيا، جددت عائلة الطبيب البريطاني عباس خان الذي توفي في سجن سوري بعد سنة من الاعتقال، اتهام السلطات السورية بقتله.
وفي رسالة وجهها الى عائلة الطبيب أمس، اعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان “وفاة عباس هي مأساة تثير الاشمئزاز والغضب، وعلى النظام السوري ان يقدم توضيحات” لما حصل.
وفي السياسة، وصف عضو اللجنة القانونية في الائتلاف الوطني السوري هشام مروة محاولة إقحام الدول الغربية لإيران في مؤتمر جنيف2 يعني ” دفع الائتلاف الوطني والثوار السوريين لعدم حضور المؤتمر، ما يعني أن ذلك تفريغ للسلام الذي يسعى جنيف لتحقيقه”.
وقال مروة: “إن مؤتمر جنيف2 ليس بحاجة إلى تعقيدات جديدة وإصرار بعض الدول على حضور إيران، هي زيادة أخرى لهذه التعقيدات”، معتبرا أن “مشاركة إيران شكل من أشكال الاستفزاز الشعبي والسياسي، وأن عدم سماح الائتلاف بمشاركتها غير مبنيّ على قرار طائفي، بل هو تنفيذ دقيق للقانون الدولي”، مشيرا “أنه لا يمكن دخولها إلى جنيف2 لأنها لم توافق على بنود جنيف1، مراهنة في ذلك على انتصار حليفها الأسد الذي هزمته الإرادة الشعبية للسوريين ملقنين الديكتاتوريات فيه درساً لن ينسوه”.
واستغرب مروة الموقف الإيراني “المتعجرف والذي كان أعند من النظام ذاته”، وقال: “نحن لم نعارض دخول روسيا علماً أنها كانت داعما حقيقيا للأسد، إلا أنها وافقت على بنود جنيف1 الذي خولها لتكون أحد المشاركين في جنيف2”.
هذا ووصف مروة تصريح الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي المتعلق بإشراك إيران بقرارات المؤتمر حتى في حال عدم حضورها “إن هو إلا محاولة إرضاء سياسي لها” بعد فقدانه الأمل من إقناع الشعب السوري في إشراكها كأحد أعضاء صانعي السلام في جنيف2″، معتبرا أن “فاقد الشيء لا يعطيه”.
قتلى جدد بالبراميل بحلب وقصف بعدة مدن
واصل الطيران الحربي السوري اليوم الاثنين قصف مناطق متفرقة في مدينة حلب بالبراميل المتفجرة لليوم التاسع على التوالي، مما أسفر عن سقوط 45 قتيلا على الأقل وإصابة آخرين. كما قتل مدنيون في قصف أحياء سكنية بمحافظات حمص ودرعا وإدلب.
وقال مراسل الجزيرة عمرو الحلبي إن عدد القتلى بالبراميل المتفجرة التي أطلقتها طائرات النظام اليوم على حلب وريفها ارتفع إلى 45 على الأقل.
ويأتي قصف حلب بعد يوم من العمليات العنيفة للطيران السوري على المدينة أدت لسقوط 94 قتيلا. وأفاد مراسل الجزيرة بأن القصف استهدف مساكن أحياء هنانو والحيدرية وبعيدين في المدينة، مشيرا إلى أن من بين قتلى أمس ثماني نساء وعشرة تلاميذ في مدرسة ابتدائية قتلوا جراء قصف بثلاثة براميل متفجرة على حي مساكن هنانو.
من جانبه تحدث مركز حلب الإعلامي عن “مجزرة” أمس، وأشار إلى أن البراميل المتفجرة دمرت حافلة للسفر لم ينج أحد من ركابها، ونحو عشر سيارات، إضافة إلى انهيار بناء سكني على الطريق العام.
وذكر “مجلس محافظة حلب الحرة” أن الطيران الحربي لقوات النظام استهدف مدرستين في مدينة مارع “مما أدى إلى إصابة أربعين طالبا بجروح”، وذلك بعد أيام من استهداف مدرسة طيبة في حي الإنذارات في مدينة حلب حيث قتل ثلاثة تلاميذ وأصيب آخرون.
من جهته، أوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن بين القتلى سبعة من مقاتلي المعارضة، لافتا إلى أن العدد مرشح للارتفاع لكون عشرات الأشخاص أصيبوا بجروح بالغة أو لا يزالون مفقودين.
مناطق أخرى
وفي درعا، قصف الطيران الحربي مناطق متفرقة بالبراميل المتفجرة اليوم مما أسفر عن سقوط عدد من المصابين، وفق ما قال عضو المجلس العسكري في المحافظة نجم أبو المجد.
وأوضح أبو المجد للجزيرة أن القصف “استهدف الريف الشمالي الغربي لدرعا نتيجة النجاحات التي حققها الجيش الحر على مدار الأيام الماضية”. وأشار إلى استخدام القوات النظامية طائرات سوخوي لإلقاء البراميل المتفجرة من ارتفاعات عالية.
كما تحدث ناشطون عن اشتباكات عنيفة بين مقاتلي الجيش الحر وقوات النظام، على الأطراف الشمالية الغربية في مدينة الشيخ مسكين، وسط انقطاع تام للتيار الكهربائي عنها.
يشار إلى أن عدد ضحايا القصف بالبراميل المتفجرة على مدينة جاسم ارتفع إلى 25 قتيلا، أغلبهم من الأطفال، كما قتل 12 مدنيا في قصف مشابه على مخيم اللاجئين بمدينة درعا.
أما في محافظة حمص، فقد أفاد مركز “صدى الإعلامي” أن عددا من الأشخاص قتلوا وجرحوا في قصف استهدف المنازل السكنية وأماكن تجمع النازحين في مدينة الرستن.
وفي ريف إدلب، قال ناشطون إن قوات النظام السوري ألقت عدة براميل متفجرة على مدينة بنش مما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى من المدنيين.
كما سقط قتيلان من المدنيين، في بلدة كورين بريف إدلب جراء إطلاق قوات النظام النار عليهما، كذلك قتلت امرأة وطفلتها، وأصيب أولادها الباقون، جراء قصف بالطيران الحربي والمدفعية الثقيلة، استهدف مدينة بنش.
إحصائيات
من جهة أخرى، أعلن الصليب الأحمر أن عدد الجرحى في سوريا بلغ نحو نصف مليون، وأن هناك ملايين المشردين، وعشرات آلاف المعتقلين، وأن أكثر من مائة قتلوا في حلب وحدها خلال الأيام الماضية.
وأطلق رئيس بعثة الصليب الأحمر إلى سوريا ماغنا بارث نداء استغاثة قائلا إنه بالرغم من خطورة الوضع، فإن إيصال المساعدات للمحتاجين في البلاد ما زال أمرا بالغ الصعوبة.
وأضاف أنه بالرغم من ترحيب المنظمة باعتراف السلطات السورية بالحاجة إلى إدخال المساعدات، فإن موظفي البعثة ما زالوا ممنوعين من دخول المناطق المحاصرة، وأن مخزون الدواء والغذاء في تلك المناطق انخفض إلى مستويات خطيرة.
طعمة يلوم المجتمع الدولي ويبحث دعم السوريين
قال رئيس الحكومة السورية المؤقتة أحمد طعمة إن تقصير المجتمع الدولي تجاه الأزمة السورية وعدم إيجاد حل سياسي عادل لها ينذر بكارثة ليس على سوريا فحسب بل وعلى المنطقة بأكملها. في الأثناء تصدرت قضية الطرق الكفيلة بدعم الشعب السوري مناقشات أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مع طعمة الذي يزور الدوحة حاليا.
وقال طعمة للجزيرة إن من أهم أولوياته الأمن والاستقرار وتحسين معيشة الناس وقدرتهم على الصمود ضد النظام. وأضاف أن مؤتمر جنيف2 هو مؤتمر إجرائي وليس تفاوضيا الهدف منه تحقيق أهداف مؤتمر جنيف1.
وقد تصدرت قضية الطرق الكفيلة بدعم الشعب السوري مناقشات أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مع طعمة حيث تطرق اللقاء لبحث مجمل تطورات الأوضاع في سوريا وسبل مساعدة اللاجئين السوريين من أجل الخروج من أزمتهم.
حوار غير مشروط
في هذه الأثناء أكد ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي -في لقائه في اليومين الماضيين مع عدد من زعماء ما يسمى بمعارضة الداخل في جنيف- على ضرورة تسوية الأزمة السورية سياسيا عبر حوار سريع وواسع ودون شروط مسبقة.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية الأحد أن بوغدانوف التقى بكل من رئيس فرع المهجر بهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي هيثم مناع، ورئيس الاتحاد الديمقراطي الكردي صالح مسلم، والرئيسة المناوبة للهيئة العامة للائتلاف العلماني الديمقراطي السوري رندة قسيس، ورئيس المنبر الديمقراطي سمير عيطة.
وكان المبعوث العربي والأممي الأخضر الإبراهيمي كشف الجمعة -عقب اجتماعه بمسؤولين روسيين وأميركيين- أن 26 دولة ستشارك بمؤتمر جنيف2، فضلا عن الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والأمين العام للأمم المتحدة.
وقال الإبراهيمي إن من بين الدول التي ستشارك السعودية وقطر والجزائر ومصر وعُمان وإندونيسيا وتركيا والعراق والأردن.
وذكر المبعوث الأممي والعربي أن الحكومة السورية أبلغته استعدادها للمشاركة، لكنها لم ترسل أسماء وفدها بعد، في حين أبلغه الائتلاف السوري المعارض بأنه يعمل على تشكيل وفده للمؤتمر.
يشار إلى أن الجهود الدبلوماسية ولا سيما الروسية والأميركية تشهد حراكا مكثفا مع اقتراب عقد مؤتمر جنيف2 المقرر في 22 يناير/كانون الثاني المقبل، علما بأن المعارضة اشترطت لحضور المؤتمر عدة شروط، في مقدمتها ألا يكون للرئيس بشار الأسد دور في المرحلة الانتقالية المقبلة.
الأمم المتحدة: طفل سوري يولد كل ساعة في مخيمات اللاجئين
معظم هؤلاء الأطفال ولدوا في لبنان و23% منهم فقط يحملون شهادات ميلاد
دبي – سهام بن زاموش
بلغ عدد الولادات في مخيمات اللاجئين خلال ثلاثة أعوام من عمر الثورة السورية أكثر من 21 ألف طفل سوري، أي ما يعادل ولادة طفل لاجئ سوري كل ساعة بحسب إحصاءات للأمم المتحدة.
هذا الواقع دقت على أثره الأمم المتحدة ناقوس الخطر، محذرة مما قد يؤول إليه مصير جيل جديد من السوريين في ظل أوضاع إنسانية مريرة يعانون منها داخل بلادهم وخارجها، فأكثر من مليون طفل هم من بين مليونين ومئتي ألف سوري أجبروا على ترك ديارهم والنزوح إلى دول الجوار، هرباً من القصف والقتال الدائر في سوريا، إضافة إلى خمسة ملايين آخرين حولتهم الحرب للاجئين داخل حدود بلادهم.
وولد معظم هؤلاء الأطفال في لبنان، بينهم 781 سوريا ولدوا شهر أكتوبر الماضي، 23% منهم فقط يحملون شهادات ميلاد.
وحذرت منظمة الأمومة والطفولة التابعة للأمم المتحدة من أن الأطفال الذين يولدون في المخيمات هم الأكثر عرضة للخطر وذلك مع ظروف الشتاء القاسية التي خيّمت على اللاجئين السوريين.
وأدى انخفاض درجات الحرارة ليلا إلى 6 درجات مئوية تحت الصفر إلى تزايد الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي الحادة والإنفلونزا والالتهاب الرئوي بين الأطفال السوريين .
وتسبب نقص التطعيم في تفشي مرض شلل الأطفال لأول مرة في المنطقة منذ أربعة عشر عاما، والذي بات يتهدد نحو 500 ألف طفل سوري.
فيما أعلنت المنظمة الدولية تخصيص نحو 800 مليون دولار لتمويل عملها مع الأطفال السوريين في مخيمات اللاجئين، أي ما يعادل زيادة بنسبة 75% عن العام الماضي.
الصليب الأحمر: نصف مليون جريح سوري وملايين النازحين
صعوبات فائقة في إيصال المساعدات إلى المحتاجين في سوريا
العربية نت
ذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن نحو نصف مليون جريح سوري يفتقد العديدُ منهم إلى العلاجات الأساسية، إضافة إلى وجود صعوبات فائقة في إيصال المساعدات إلى المحتاجين في سوريا.
ونقلت اللجنة عن رئيس بعثة الصليب الأحمر الدولي في سوريا، ماغني بارث، أن حصيلة القتلى ترتفع، وأن هناك نصف مليون جريح تقريباً في كل أنحاء سوريا، وأن ملايين السوريين لا يزالون نازحين، إضافة إلى عشرات الآلاف من المعتقلين.
كما حذر رئيس بعثة الصليب الأحمر في سوريا من أن الإمدادات بالغذاء والحاجات الأخرى الأساسية تنفد بشكل خطير، لا سيما في المناطق المحاصرة.
كما أشار بارث إلى أن فرق الصليب الأحمر لا تزال ممنوعة من الدخول إلى المناطق المحاصرة لإيصال المساعدات، بما فيها المناطق التي تحتاج إلى مساعدات طبية ملحة.
قصف أحياء بدمشق.. ومعارك عنيفة بريفها
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
ذكرت مصادر في المعارضة السورية، الاثنين، أن القوات الحكومية قصفت بشكل عنيف عدة أحياء في جنوب العاصمة، مشيرة إلى أن القصف تركز بشكل كبير على حي مخيم اليرموك ومنطقة المجمع الصناعي بحي القدم.
وأشارت تلك المصادر إلى أن بلدات عدة في ريف العاصمة تعرضت كذلك للقصف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، لاسيما بلدات عدرا ويبرود.
و أعلنت كتائب “الجبهة الإسلامية” في وقت سابق سيطرتها على أجزاء واسعة من مستودعات التسليح بالقرب من مدينة الضمير بريف دمشق، و تحتوي هذه المستودعات على مخازن وقود صواريخ “سكود”.
وقالت مصادر في الجبهة أن مقاتليها تمكنوا بعد اشتباكات عنيفة بدأت قبل أيام من قتل أكثر من 100 عنصر من قوات الحكومية بينهم عناصر من ميليشيات أجنبية.
كما أعلن ناشطون أن العشرات من القوات الحكومية قتلوا صباح الاثنين على يد ألوية وكتائب ما يعرف بـ”تحالف الراية الواحدة” بعد محاولتهم مؤازرة الحاجز المطل على اللواء 68 في خان الشيح بريف دمشق الغربي.
وأشاروا إلى أن الطريق الدولي دمشق -القنيطرة من جهة خان الشيح مازال مقطوعا لليوم الثالث على التوالي.
حلب.. القصف يقتل 300 شخص في 8 أيام
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 300 شخص على الأقل بينهم 87 طفلا، قتلوا في ثمانية أيام من القصف الجوي الذي يشنه سلاح الطيران السوري على مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في مدينة حلب وريفها.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: “منذ 15 ديسمبر وحتى الـ 22 منه، قتل 301 شخصا بينهم 87 طفلا و30 سيدة و30 مقاتلا معارضا”، في القصف الذي استهدف كبرى مدن الشمال السوري وبلدات في ريفها، وفق ما ذكرت وكالة فرانس برس.
وتتهم المعارضة السورية ومنظمات غير حكومية نظام الرئيس السوري بشار الاسد باستخدام “البراميل المتفجرة” في قصف هذه المناطق.
يشار إلى أن هذه البراميل تكون محشوة بمادة “تي إن تي” لتسبب دمارا واسعا، وتلقى من الطائرات الحربية والمروحية من دون نظام توجيه للتحكم بأهدافها.
وأوضح مصدر أمني سوري الاثنين أن القوات الحكومية لجأت إلى الغارات الجوية في محافظة حلب خلال الأيام الماضية بسبب النقص في أعداد الجنود على الأرض، مشيرا إلى أن ارتفاع حصيلة القتلى مرده إلى وجود مراكز المقاتلين وسط المناطق السكنية.
طبيب: حلب ساحة مجزرة بعد “غارات البراميل“
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — قال الطبيب عمار زكريا، أحد أطباء المستشفيات الميدانية في مدينة حلب، إن مدينة حلب، التي تسيطر المعارضة على أحياء عديدة، فيها تتعرض لـ”مجزرة كبيرة” مضيفا أن يعالج حالات مصابة بجراح خطيرة في الرأس والجسد جراء الشظايا والمسامير المستخدمة في البراميل المتفجرة التي تلقيها طائرات النظام.
وأضاف زكريا، في حديث مع CNN عبر سكايب: “أعداد القتلى والجرحى جراء استمرار القصف باستخدام البراميل المتفجرة على مدينة حلب، كبيرة للغاية. هناك مجزرة كبيرة اليوم ولم أعد قادرا على إحصاء عدد الأطراف التي بترت.”
وتابع زكريا بالقول: “الكثير من الضحايا وافتهم المنية قبل الوصول إلى المستشفى، وهناك عدد كبير من الجرحى الذين وصلوا إلى المستشفى ولكنهم قضوا لاحقا لأننا لم نمتلك الموارد الكافية لمعالجة حالتهم.. ليس لدينا ما يكفي من الأسرّة من أجل الجميع والناس هنا يموتون على الأرض.”
وأظهرت لقطات عرضها زكريا على CNN اضطرار الأطباء لمعالجة الجرحى وسط برك من الدماء، كما أظهرت مقاطع أخرى عددا من الأطفال وهم يتنفسون بصعوبة عبر أنابيب التنفس.
وتقول الحكومة السورية إنها تضرب من خلال غاراتها ما تصفها بـ”معاقل المجموعات الإرهابية” في حين يؤكد المعارضون أن الطائرات تغير على الأحياء المدنية. وقد قدرت لجان التنسيق المحلية مقتل أكثر من 300 شخص خلال ستة أيام متواصلة من الغارات بينهم أكثر من 90 الأحد.
معارض سوري: نيّة لتحويل جنيف2 إلى مؤتمر لتقاسم النفوذ الدولي
روما (23 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
كشف معارض سوري إسلامي معتدل بارز عن وجود نيّة لتحويل مؤتمر جنيف2 المعني بإيجاد حل للأزمة السورية والمزمع عقده نهاية الشهر المقبل في سويسرا إلى مؤتمر لتقاسم النفوذ والمصالح الدولية بدلاً من إيجاد حل حقيقي للسوريين أنفسهم، وقال إن المؤتمر لم يعد مطلباً للسوريين بل مطلب دولي للدول الراعية والدول الإقليمية
وقال المعارض السوري البارز وعضو المكتب التنفيذي في هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي، الشيخ رياض درار لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “إن محصلة اللقاءات الدولية التي قمنا بها مع ممثلي هيئة التنسيق الوطنية تعطي صورة شاحبة غير مطمئنة، ومن المحزن أن نقول بأن هناك توجه جدي لتحويل مؤتمر جنيف2 من مؤتمر لرسم معالم سورية مدنية ديمقراطية ذات سيادة إلى مؤتمر لتقاسم النفوذ والمصالح الدولية في نطاق لعبة الأمم” حسب قوله
وأوضح درار “لم نكن نحتاج لأكثر من عام ونصف لتحديد موعد جنيف2 لتنفيذ قرارات جنيف1 وأكثر من مائة ألف ضحية وتهديم بنية تحتية بمئات مليارات الدولارات مع ملايين النازحين واللاجئين، لقد كنا في الهيئة أول من أيّد جنيف1 وبعد أيام من إعلانه، وقدمنا ملاحظات نقدية لتدارك النواقص، ولكن آخرين من المعارضة ومن الداعمين لهم عملوا على تأجيج العداء ضده وتأجيله، فما الذي دعا لتأجيله كل هذا الوقت ثم ما الذي دعا للإسراع للدعوة له، والدول التي دعمت الخيار العسكري ساهمت في التأجيل ولعبت في الوقت وأغمضت العين عن دخول الجماعات التكفيرية، وهي التي جعلت الحرب سجالاً، حتى صار التدخل الخارجي مع النظام ومع خصومه أمراً لازماً لزيادة العنف وتأجيج حرب طائفية والولوج إلى الحرب الأهلية وصارت المأساة السورية عملية مركبة ومعقدة لحرب بالوكالة مفتوحة على كل الاحتمالات” وفق تعبيره
وأضاف العضو المؤسّس للجان إحياء المجتمع المدني وللمنبر الديمقراطي السوري “منذ أيار/مايو 2013 مع التوافق الروسي الأمريكي على جنيف2 والطرفان يعملان على ربط الملف السوري بملفات إقليمية ودولية ويتواصل معهما كل من له علاقة بالملف السوري، وصار الطرف الأمريكي يسعى لإرضاء منظمات متطرفة بغية مشاركتها في مؤتمر جنيف2، كل هذا يدل على أن مصلحة الشعب والسيادة السورية هي في الاعتبار الأخير بعد ضمان المصالح الدولية، ولم يعد جنيف2 مطلباً للسوريين بل مطلب دولي للدول الراعية والإقليمية لتحقيق توازنات وصفقات ورسم معالم جديدة لسورية خارج أهداف السوريين في دولة مدنية ديمقراطية” وفق قوله
وقال درار “لقد قال السفير الأمريكي روبرت فورد إن المعارضة لا تستطيع توجيه ضربة قاصمة للنظام لذلك نسعى إلى حل سلمي مع موسكو، وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن جنيف سيُعقد بمن يحضر حتى لو غابت المعارضة السورية، إذاً هناك اتفاق على تمريره وضمان استمرار النظام ما يعني استمرار الفوضى، وفورد الذي يرى أن الديمقراطية كبيرة على السوريين يسعى لاستمرار النظام رغم إعلان رؤسائه أنهم يرفضون بقاء الأسد في السلطة ويهمه أن لا يكون وفد المعارضة التفاوضي قوياً، وهو يسعى لنحضره كشهود زور ويحاول تهميش شخصيات لم تعد تحت السيطرة وإبعاد الناس المعول عليهم في الحل السياسي ويريدنا ملحقين بجنيف، وهذا يشير إلى أن القائمين على الحل يسعون لاستمرار النظام واستمرار الفوضى بفوضى الدعوة إلى جنيف2 وهو ما يبشر باستمرار الصراع دون جدوى” حسب تأكيده
روسيا ترسل شاحنات مدرعة لنقل الاسلحة الكيماوية السورية
موسكو (رويترز) – قال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو يوم الاثنين ان روسيا أرسلت 25 شاحنة مدرعة و50 عربة اخرى الى سوريا للمساعدة في نقل مواد سامة ستدمر بموجب اتفاق دولي للقضاء على الترسانة الكيماوية السورية.
ونقلت وكالة الاعلام الروسية عن شويجو قوله في تقرير مقدم الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان الطائرات الروسية حملت في الفترة من 18 الى 20 ديسمبر كانون الاول 50 شاحنة طراز كاماز و25 شاحنة مدرعة طراز اورال الى ميناء اللاذقية السوري الى جانب معدات أخرى.
ونقل عن شويجو قوله “وزارة الدفاع تحركت بسرعة لنقل معدات ومواد الى سوريا لازالة الاسلحة الكيماوية السورية وتدميرها.”
ووافقت سوريا على التخلي عن اسلحتها الكيماوية بموجب اتفاق اقترحته روسيا لتفادي ضربة عسكرية أمريكية محتملة بعد هجوم قاتل بالسارين يوم 21 اغسطس اب ألقت الولايات المتحدة باللوم فيه على قوات الرئيس السوري بشار الاسد.
ووافقت دمشق على نقل المواد الكيماوية “الاكثر خطورة” ومنها نحو 20 طنا من غاز الخردل الى خارج ميناء اللاذقية بحلول 31 ديسمبر كانون الاول حتى يتم تدميرها بشكل آمن بعيدا عن منطقة الحرب.
وأحجمت دول غربية عن تلبية طلب سوريا بتوفير معدات نقل عسكرية لنقل مواد الاسلحة الكيماوية الى اللاذقية خوفا من استخدامها ضد قوات المعارضة التي تقاتل الاسد او لقتل مدنيين.
وروسيا مصدر رئيسي للاسلحة التقليدية لسوريا وقدمت للاسد دعما كبيرا خلال الصراع وحالت دون محاولات لفرض عقوبات وتقول ان تنحيه يجب الا يكون شرطا مسبقا لعملية سلام.
وسيطرت القوات السورية في وقت سابق من الشهر على طريق سريع يربط بين دمشق واللاذقية لكن منظمة الاسلحة الكيميائية عبرت عن مخاوف من عدم التمكن من الوفاء بموعد 31 ديسمبر كانون الاول لنقل المواد الكيماوية خارج اللاذقية.
من ستيف جاترمان
(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)