أحداث الثلاثاء 10 أيلول 2013
«ديبلوماسية الكيماوي»: سورية «تتنازل» لتفادي الضربة
موسكو – رائد جبر؛ لندن – بارعة علم الدين؛ واشنطن – جويس كرم
دمشق، نيويورك- «الحياة»، رويترز، أ ف ب – شهد العالم أمس يوماً طويلاً من «ديبلوماسية الكيماوي» انتهى بإعلان القيادة السورية موافقتها على مبادرة روسية حضتها على وضع ترسانتها الكيماوية تحت رقابة دولية تمهيداً لـ «التخلص منها»، وذلك قبل ساعات من بدء الكونغرس الأميركي مناقشة طلب الرئيس باراك اوباما تفويضه بتوجيه ضربة إلى قوات نظام الرئيس بشار الأسد.
وفيما حذرت المعارضة السورية من «مناورة وخداع» قامت بهما دمشق وموسكو، اعتبرت لندن الموافقة السورية «خطوة إلى الأمام». وبدأت الأمم المتحدة بحث خياراتها للتعاطي مع التطور الجديد.
وقالت مصادر ديبلوماسية غربية إن موافقة دمشق على الطلب الروسي وإن كانت ترمي إلى التأثير على المناقشات في الكونغرس وتعقيد الأمور على أوباما والإيحاء بأنها متجاوبة مع المبادرات الدولية، فإنها «تشكل أول اعتراف رسمي من سورية بامتلاكها ترسانة كيماوية، وربما تشكل اعترافاً ضمنياً بمسؤوليتها عن مجزرة الغوطتين» قرب دمشق في 21 الشهر الماضي.
وفي التفاصيل، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مؤتمر صحافي إثر محادثات مع نظيره البريطاني وليام هيغ: «دعوني أكون واضحاً، إن الولايات المتحدة، الرئيس (باراك) أوباما وأنا شخصيا وآخرين، متفقون تماماً على أن وقف النزاع في سورية يتطلب حلاًّ سياسياً. لا يوجد حل عسكري، وليست لدينا أي أوهام بهذا الصدد». وتابع: «لكن خطر عدم التحرك أكبر من الخطر الذي قد ينجم عن تحرك»، مشدداً على ضرورة معاقبة نظام الأسد لاستخدامه الأسلحة الكيماوية. وشدد كيري على أن الضربات التي تدرسها واشنطن ستكون محدودة في الزمن ومحددة الأهداف، مؤكداً: «لسنا ذاهبين إلى الحرب».
ورداً على سؤال عما إذا كان النظام السوري يستطيع تجنب الضربات، قال الوزير الأميركي: «من المؤكد أنه (بشار الأسد) يستطيع تسليم ترسانته الكيماوية كلها إلى المجتمع الدولي خلال الأسبوع المقبل، تسليم كل شيء وبدون إبطاء (…) لكنه ليس مستعداً للقيام بذلك ولا يمكنه القيام به».
لكن سرعان ما أصدرت وزارة الخارجية الأميركية بياناً، جاء فيه أن كيري «كان يحدث بشكل مجازي عن استحالة وعدم إمكان أن يسلم (الأسد) الأسلحة الكيماوية التي نفى أنه استخدمها. والنقطة التي أثارها (كيري) هو أن هذا الديكتاتور المتوحش وتاريخه من التلاعب والمراوغة بالحقائق لا يمكن الوثوق به ليسلم الأسلحة الكيماوية وإلا لكان فعل ذلك منذ فترة طويلة، ولهذا فإن العالم يجد نفسه في مواجهة هذه اللحظة».
وتلقف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كلام كيري، وقال بعد لقائه وزير الخارجية السوري وليد المعلم في موسكو: «ندعو القادة السوريين ليس فقط إلى الموافقة على وضع مخزون سورية من الأسلحة الكيماوية تحت مراقبة دولية ثم التخلص منه، لكن أيضاً إلى الانضمام بالكامل إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية»، معرباً عن أمله في رد «سريع وإيجابي» من سورية يجنبها الضربات الغربية عليها. وبعد نحو ساعة، أعلن المعلم من موسكو: «ترحب القيادة السورية بالمبادرة الروسية انطلاقاً من حرصها على أرواح مواطنيها وأمن بلدنا ولثقتنا بحرص القيادة الروسية على منع العدوان على بلدنا».
وفي إطار ردود الفعل على هذا التطور، ربط الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تأمين الأسلحة الكيماوية السورية وتدميرها بقرار يصدره مجلس الأمن الدولي يعكس إعادة الوفاق بين جميع أعضائه، ويحض دمشق على الموافقة الفورية على تأمين هذه الأسلحة وتسليمها وتدميرها «على جناح السرعة». وقال بان لـ «الحياة» إن «تشديدي على تعبير جناح السرعة يعني أن في وسعنا اتخاذ الإجراءات العاجلة في هذا الصدد».
ورداً على سؤال عما إن كان يوافق على ما قاله كيري بأن فترة أسبوع هي إطار زمني مناسب للتحرك، قال بان «لم أقل كلمة أسبوع بل قلت على جناح السرعة، يمكننا أن نتخذ إجراءات سريعة جداً لذلك». وأضاف إنه يدرس دعوة مجلس الأمن «بشكل حثيث على توجيه طلب فوري بنقل الأسلحة الكيماوية السورية والمخزون الكيماوي إلى أماكن داخل سورية حيث يمكن أن تخزن بمأمن وأن تدمر». وأضاف: «أحض على أن تصبح سورية عضواً في معاهدة حظر استخدام الأسلحة الكيماوية».
وشدد بان على أهمية «محاسبة» الذين استخدموا السلاح الكيماوي وقال إن «المحاسبة وتدمير مخزون الأسلحة مسألتان منفصلتان». وأوضح إن «تدمير الأسلحة لا يعفي من المحاسبة، وهما مسألتان منفصلتان، فإي جهة (يثبت) استخدامها الأسلحة الكيماوية يجب أن تخضع للمحاسبة، كما يجب أن نتأكد من وضع المخزون (الكيماوي) في مأمن وأن يدمر، والى جانب ذلك يجب أن تتم المحاسبة».
وعلمت «الحياة» أن فريق التحقيق الدولي في استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية سينتهي من أعماله في أسرع مما كان متوقعاً، وبالتأكيد في فترة تقل عن عشرة أيام، الأرجح أن تكون أسبوعاً.
من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون إنه «اذا أبطلت سورية صلاحية أسلحتها الكيماوية للاستخدام ووضعتها تحت إشراف دولي، فإن هذه ستكون خطوة كبيرة إلى الأمام»، مضيفاً: «يجب أن ننتبه رغم ذلك لنضمن ألا يكون هذا أسلوباً لصرف الانتباه لنناقش شيئاً غير المشكلة المطروحة على الطاولة».
واعلنت الخارجية الاميركية ان واشنطن ستدرس بـ «عمق» اقتراح موسكو.واكد مسؤول اميركي بارز ان الولايات المتحدة تعتزم «المتابعة» مع روسيا للتاكد من ان الخطة التي تنص على تسليم الاسلحة الكيميائية السورية «ذات صدقية». وقالت ناطقة باسم الخارجية ان واشنطن تنظر بجدية إلى الاقتراح الروسي، «لكن لدينا بعض الشكوك».
وأكد نائب مستشار الامن القومي الاميركي بين رودس لشبكة «ام اس ان بي سي» ان واشنطن لن تخفف الضغوط على دمشق وانها حذرة من ان تكون هذه عملية «مماطلة».
وكانت مستشارة الأمن القومي سوزان رايس اكدت أن استخدام نظام الأسد السلاح الكيماوي هو تهديد «للأمن العالمي» وأن الرئيس الأميركي باراك أوباما «استنتج بأن هذه الضربات المحددة هي الرد المناسب». وقالت رايس أن عدم الرد «يهدد الأمن القومي الأميركي… ويرسل رسالة لهؤلاء الذين يتطلعون لاستخدام السلاح الكيماوي ان ليس هناك عواقب». وأشارت الى أن وقوع السلاح الكيماوي في سورية في ايدي «حزب الله» و»الارهابيين» يعرض الجنود الأميركيين في المنطقة للخطر ويهدد المصالح الأميركية في المنطقة.
وقالت رايس في خطاب أمام معهد «نيو أميركا فاوندايشن» ان سعي أوباما لتوجيه «ضربات محددة» جاء بعد استنفاد الكثير من الخيارات لـ «تغيير حسابات الأسد ومنعه من استخدام السلاح الكيماوي». وزادت أن أوباما استنتج أن «ضربات محددة هي الرد المناسب لردع الأسد عن استخدام السلاح الكيماوي» وأن مسار الأمم المتحدة لم يأت بنتائج في السابق بسبب حق النقض (فيتو) الروسي – الصيني.
وقارنت رايس بين أي تحرك لأوباما بتوجيه هكذا ضربات «محدودة في النظاق والمهمة من دون الانزلاق الى نزاع أوسع» بما قام به رؤساء سابقون مثل رونالد ريغان في ليبيا أو بيل كلينتون في العراق. واعتبرت أن الرسالة هي بأن الأسد «سيستنتج بأن السلاح الكيماوي لن يعطيه تفوقا ميدانيا بعد الآن» وأنه اذا حاول استخدام هذا السلاح مرة أخرى فسيكون «هناك رد قوي. واعتبرت أن الضربات «ضرورية ومناسبة» وأن واشنطن لا تريد «انهيار مؤسسات الدولة السورية» ومقتنعة بالحل السياسي.
واستمر البيت الأبيض بالعمل أمس على حشد التأييد في مجلس النواب للخطوة بعد قيام أوباما بستة مقابلات تلفزيونية واجتماعات متواصلة مع النواب.
من جهته، اتهم رئيس هيئة أركان «الجيش الحر» اللواء سليم ادريس موسكو ودمشق بـ «الكذب والخداع» في المبادرة المتعلقة بوضع الترسانة الكيماوية تحت مراقبة دولية تجنباً لضربات عسكرية، وحذر في اتصال هاتفي مع قناة «الجزيرة» الأميركيين من الوقوع في «شرك الخديعة والتضليل»، وقال: «نطالب بالضربات، نطالب بالضربات، ونقول للمجتمع الدولي هذا النظام كذاب وبوتين يعلمهم الكذب. بوتين أكبر كذاب».
وكان التوتر الروسي-الأميركي انتقل إلى أروقة اجتماعات حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية على خلفية مبادرة أطلقتها موسكو تطالب فيها الوكالة بتحليل المخاطر المترتبة عن احتمال قيام واشنطن بشن غارات على مفاعل نووي صغير قرب دمشق. وقال السفير الأميركي في الوكالة الذرية جوزف ماكمانوس أمام مجلس الحكام إن «الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تجر يوماً هذا النوع من التحليل، هذا الأمر يتعدى صلاحيات الوكالة وسيكون له تبعات تتخطى قدرات الوكالة وسلطتها».
وبثت محطة «سي بي أس» الأميركية مقابلة مع الأسد، قال فيها للأميركيين: «ستدفعون الثمن إذا لم تتصرفوا بحكمة. وستترتب على (الضربة العسكرية) تبعات. ومن الصعب توقع ما سيحدث، فهي منطقة كل شيء فيها على حافة الانفجار. وعليكم توقع أي شيء وكل شيء، فالحكومة (السورية) ليست اللاعب الوحيد في المنطقة. توجد اطراف مختلفة، وفصائل مختلفة، وأيديولوجيات مختلفة. ويوجد كل شيء في هذه المنطقة الآن».
وكان البيت الأبيض أعلن أن 14 دولة إضافية وقعت على بيان يدين سورية بسبب هجوم بالأسلحة الكيماوية ويدعو إلى رد دولي قوي لمحاسبة الحكومة السورية. ويرتفع بذلك إجمالي من وقعوا البيان إلى 25 دولة في إطار سعي الولايات المتحدة إلى حشد تأييد دولي لضربات عسكرية. وقال البيت الأبيض إن من بين الدول الإضافية الإمارات وقطر.
تتجه السعودية إلى إجلاء رعاياها من لبنان بحسب سفير خادم الحرمين الشريفين لدى بيروت علي عسيري الذي قال لـ «الحياة» إنه تم وضع خطة تضمنت بث رسائل على هواتف السعوديين المقيمين هناك تدعوهم إلى تحديث بياناتهم. وأكد أن السفارة سعت إلى إعداد الخطة في حال دعا الأمر إلى تطبيقها.
محاولة “أخيرة” لكبح الضربة العسكرية… باقتراح روسي وموافقة سورية!
بيروت – “الحياة”
خرقت المبادرة الروسية التي ترتكز على “وضع ترسانة سورية من الأسلحة الكيماوية تحت مراقبة دولية”، الصخب القائم حول الجلسة المرتقبة بعد ساعات للكونغرس الأميركي والمُخصّصة لمناقشة مشروع قرار ينص على إجازة توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري. وهي المبادرة التي اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أنها ستجنّب سورية التحرك الأميركي العسكري ضد نظامها.
تسارع الأحداث بُعيد الإعلان عن المبادرة لم يلبث أن بلغ ذروته مع الرد السوري السريع على مبادرة روسيا، إذ جاءت تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم بأن “دمشق توافق على مبادرة روسيا وضع أسلحتها الكيماوية تحت رقابة دولية”، على مستوى طموحات لافروف في “رد سريع من دمشق على هذا الأمر”. وأكد المعلم الذي يزور موسكو، أن بلاده “ترحب بوضع أسلحتها الكيماوية تحت رقابة دولية، حفاظاً على سلامة المواطنين السوريين”. وقال إن لافروف “قدّم مبادرة في شأن الأسلحة الكيماوية، وبناءً على ذلك أعلن ترحيب الجمهورية العربية السورية بالمبادرة الروسية، انطلاقاً من حرص القيادة السورية على أمن بلدها وحياة مواطنيها، وسعياً لمنع الضربة الأميركية”.
وكان لافروف دعا “القادة السوريين، ليس فقط إلى الموافقة على وضع مخزون سورية من الأسلحة الكيماوية تحت مراقبة دولية، ثم التخلص منه، لكن أيضاً إلى الانضمام بالكامل إلى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية”.
وإضافة الى إعلان القبول بالمبادرة الروسية، شكّل التجاوب السوري رداً مباشراً على تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي كان أجاب جازماً على سؤال لصحافي في لندن حول ما إذا كان هناك ما يمكن أن تفعله أو تعرضه حكومة الرئيس السوري بشار الأسد لمنع أي هجوم بالقول: “بالتأكيد… يمكنه تسليم كل أسلحته الكيماوية للمجتمع الدولي خلال الأسبوع المقبل. يسلمها كلها من دون تأخير، ويسمح بتقديم كشف كامل بها، ولكنه لن يفعل ذلك ويستحيل تحقيق ذلك”، ثم أوضح كيري على الفور أنه “لا يقدم عرضاً جدياً”.
وفيما رحبت الولايات المتحدة بقبول دمشق المقترح الروسي، قال مسؤول أميركي بارز إن “الولايات المتحدة تعتزم المتابعة مع روسيا، للتأكد من أن الخطة التي تنص على تسليم الأسلحة الكيماوية السورية ذات مصداقية”، إلا أنها أعلنت عدم ثقتها بالنظام السوري، وقالت إن “سجل دمشق السابق لا يوحي بالكثير من الثقة بأنها ستوافق على القيام بذلك”.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعا قبيل وصول الرد السوري، إلى “إقامة مناطق في سورية، تشرف عليها الأمم المتحدة، يتم فيها التخلص من أسلحة سورية الكيماوية”. وأكد امام صحافيين أنه “قد يقدم هذا الاقتراح إلى مجلس الأمن الدولي، في حال أكد المفتشون الدوليون استخدام أسلحة كيماوية في سورية، وكمسعى للتخلص من الشلل المحرج الذي يعاني منه مجلس الأمن الدولي حيال الأزمة السورية”.
ردود فعل على المبادرة
وفي أول رد فعل على موافقة دمشق على المبادرة الروسية، أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن “وضع سورية أسلحتها الكيماوية تحت إشراف دولي، سيكون خطوة كبيرة إلى الأمام”. وقال إن “فكرة تسليم الأسلحة الكيماوية السورية يجب ألا تستخدم كأسلوب لصرف الانتباه”.
ومن جهته، رفض “الجيش السوري الحر” ترحيب دمشق بالمبادرة الروسية، ووصفها رئيس أركانه سليم إدريس بأنها “كذب وخداع”. وقال في حديث تلفزيوني: “نطالب بالضربات، نطالب بالضربات، ونقول للمجتمع الدولي هذا النظام كذاب”.
وقالت الوزيرة السابقة للخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، عقب لقاء مع الرئيس الاميركي باراك أوباما، إن “الخطة الروسية القاضية بتخلي سورية عن أسلحتها الكيماوية ستكون خطوة مهمة”.
أما باريس، فاعتبرت على لسان وزير خارجيتها لوران فابيوس، أن “الاقتراح الروسي يستحق بحثاً دقيقاً”، لكنها طالبت بـ”التزام دقيق وسريع ويمكن التحقق منه”، من جانب دمشق.
بينما اعتبرت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل، التي تعارض “التدخل العسكري في سورية”، أن “الاقتراح الروسي مثير للاهتمام”.
وبعيداً من موافقة دمشق على المبادرة الروسية، أعلن البيت الأبيض أن 14 دولة إضافية، وقّعت بياناً يدعم رداً دولياً على الهجوم الكيماوي في سورية، في حين بدأت الخارجية الأميركية جلسات لبحث التطورات المتلاحقة في شأن الوضع السوري.
وعلى رغم تسارع الأحداث، يبقى العالم في انتظار بدء جلسات الكونغرس مساء اليوم، خاصة بعد اعلان واشنطن استعدادها بحث مقترح تخلي الأسد عن السلاح الكيماوي مع روسيا، وتستمر جلسات الكونغرس حتى يوم الأربعاء المقبل، وكانت معلومات صادرة عن أحد القادة الجمهوريين في مجلس الشيوخ، أشارت إلى أن “التصويت سيجري خلال أسبوعين”.
الاسد: اميركا ستدفع الثمن إذا ضربت سورية
واشنطن – ا ف ب
أكد الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة تلفزيونية ان واشنطن “ستدفع الثمن” في حال هاجمت قواتها بلاده نافياً استخدامه اسلحة كيماوية ضد شعبه.
وقال الاسد في مقابلة مع قناة “سي بي اس” الاميركية: “ستدفعون الثمن اذا لم تتصرفوا بحكمة. وستترتب على (الضربة العسكرية) تبعات”. واضاف “هذه المنطقة كل شيء فيها على حافة الانفجار. وعليكم توقع كل شيء”.
كما حذر من مخاطر شن المعارضين او “الارهابيين” هجمات كيماوية اذا ما حدث تدخل خارجي في سورية.
وفي رد فعل على تلك التصريحات قال المتحدث باسم مجلس الامن القومي التابع للبيت الابيض بن رودس ان “الجيش الاميركي اقوى بكثير بالتاكيد من جيش الاسد او جيوش حلفائه. سنبعث له رسالة شديدة الوضوح. بكل صراحة ليس له اي مصلحة في تصعيد هذا النزاع”.
وفي تطور لافت دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف النظام في سورية الى وضع ترسانته من الاسلحة الكيماوية تحت مراقبة دولية الامر الذي وافق عليه نظيره السوري وليد المعلم.
وجاءت تصريحات الاسد في مقابلة قالت شبكة سي بي اس انها الاولى منذ طلب الرئيس الاميركي باراك اوباما من الكونغرس منحه تخويلا لاستخدام القوة لمعاقبة الاسد على الهجوم الكيماوي الذي تتهمه واشنطن بشنه ضد مدنيين في ريف دمشق في 21 اب/اغسطس الماضي.
وقال الاسد “عليكم ان تتوقعوا كل شيء، فالحكومة (السورية) ليست اللاعب الوحيد في المنطقة. توجد اطراف مختلفة، وفصائل مختلفة، وايديولوجيات مختلفة. ويوجد كل شيء في هذه المنطقة الان”.
ونفى الاسد ان تكون قواته هي التي شنت الهجوم الكيماوي في ريف دمشق كما تتهمه الولايات المتحدة.
وقال “كيف يمكنكم ان تتحدثوا عن ما حدث اذا لم تكن لديكم ادلة”.
واضاف “لسنا مثل الادارة الاميركية. لسنا مثل الاعلام الاجتماعي او الحكومي. نحن حكومة تتعامل بالادلة”.
وقال رودس “لا شك لدي مطلقا في ان الاسد هو المسؤول عن استخدام نظامه اسلحة كيماوية”.
وفي المقابلة التي تم بثها الاثنين قال الاسد ان قواته تعرضت نفسها الى هجمات باسلحة كيماوية استخدمها المسلحون المعارضون.
وقال “في المنطقة التي يقولون ان الحكومة استخدمت فيها اسلحة كيماوية، لا توجد سوى تسجيلات فيديو وصور وادعاءات. نحن لسنا هناك. قواتنا المسلحة، شرطتنا لا تعتقد ذلك”. وتساءل “كيف يمكن لاحد الحديث عن شيء لم يره؟”.
وردا على سؤال حول ما اذا كانت التبعات التي يتحدث عنها تشمل امكانية استخدام الاسلحة الكيماوية رفض الرئيس السوري استبعاد ذلك وقال “كل شيء ممكن. اذا كان يملكها المتمردون او ارهابيون في المنطقة او اي مجموعة اخرى فقد يحدث ذلك. لست منجماً ولا استطيع ان اقول لكم ما سيحدث”.
كما دعا الرئيس السوري اعضاء الكونغرس الاميركي، الذين سيصوتون قريباً على مشروع قرار يجيز ضرب سورية – الى “مطالبة الادارة (الاميركية) بتقديم ما لديها من ادلة” على الهجوم الكيماوي في 21 اب/اغسطس.
وقال “يجب ان تتحلوا بالشفافية. العالم اجمع يشعر بخيبة امل من ادارة” الرئيس باراك اوباما، مؤكدا انها لا تملك “ادنى دليل” واضاف “كنا نأمل ان تكون مختلفة عن ادارة (الرئيس الاميركي السابق جورج) بوش”. وتابع الرئيس السوري انه “في هذه القضية، لم يقدم (وزير الخارجية الاميركي جون) كيري اي دليل” مشيرا ايضا الى العناصر التي قدمها كولن باول وزير الخارجية الاسبق لاثبات وجود اسلحة دمار شامل في العراق قبل غزو هذا البلد عام 2003.
واضاف “الروس لديهم ادلة مختلفة تماما، تشير الى ان الصواريخ اطلقت من مناطق يسيطر عليها المتمردون”.
وقال الاسد “الكونغرس سيصوت خلال بضعة ايام، واعتقد ان الكونغرس منتخب من الشعب لتمثيله. على النواب ان يتساءلوا اذا: +ماذا تجلب الحروب لاميركا؟+ لا شيء”. واضاف “انها حرب ضد مصلحة اميركا. لماذا؟ انها حرب ستؤدي الى دعم القاعدة والناس الذين قتلوا اميركيين في 11 ايلول/سبتمبر” 2011.
أوباما يشكّك في العرض “الكيميائي” الروسي الإدارة: لا ثقة بالأسد الذي يكذب باستمرار
العواصم الأخرى – الوكالات
واشنطن – هشام ملحم – نيويورك – علي بردى
تعاملت الولايات المتحدة بحذر كبير وتشكيك مع الاقتراح الذي قدمه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تتخلى سوريا عن ترسانتها الكيميائية تمهيدا لتدميرها وتوقيع معاهدة حظر استخدام الاسلحة الكيميائية.
وصرح الرئيس الاميركي باراك اوباما في سلسلة من المقابلات التلفزيونية في سياق الحملة التي يخوضها من اجل كسب التأييد في الكونغرس ولدى الرأي العام لخيار الضربة العسكرية لسوريا، بان الاقتراح الروسي ربما انطوى على احتمالات ايجابية، ولكن ينبغي التعامل معه بتشكيك. وقال لشبكة “إن بي سي”: “هذا يمثل تطورا ايجابيا محتملا”، مضيفاً ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري سيبحث مع روسيا في مدى جدية هذا العرض. واوضح انه كان يفضل حلاً ديبلوماسياً للأزمة عوض اللجوء الى القوة.
وفي مقابلة مع شبكة “سي ان ان” قال ان “الاقتراح الروسي قد يؤدي الى تجنيب سوريا الضربة”.
وأفاد انه لم يقرر ما إذا كان سيستخدم القوة العسكرية في سوريا إذا رفض الكونغرس منحه تفويضاً لشن عمل عسكري. وقال: “لن اقول انني واثق من ان الكونغرس سيصوت على استخدام القوة في سوريا”.
واشار الى انه ناقش مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة العشرين احتمالات مبادرة ديبلوماسية في شأن سوريا.
ورداً على تهديدات الاسد بالرد على اي هجوم اميركي، قال ان “الاسد لا يملك قدرات عسكرية تهدد جيوشنا”.
وقال نائب مستشارة الامن القومي طوني بلينكن ان البيت الابيض سيلقي “نظرة قوية” على الاقتراح، لكنه شدد على ان الولايات المتحدة لا تثق بنيات الرئيس السوري بشار الاسد. وأضاف: “نحن يمكن ان نرحب بقرار لسوريا يتبعه تنفيذ يؤدي الى تخليها عن اسلحتها”. وكرر ان حكومته لا تثق بالاسد خصوصاً انه لم يكن يعترف بان سوريا تملك مثل هذه الاسلحة.
ولاحقاً صرح الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني بان الاقتراح الروسي جاء نتيجة “التهديد” الاميركي بضرب سوريا.
وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري هو الذي بدأ هذه السلسلة المتلاحقة من المواقف عن الترسانة الكيميائية السورية حين قال في لندن جوابا عن سؤال عما يمكن ان يفعله الاسد لوقف الضربة العسكرية: “طبعاً، يمكنه ان يتخلى عن كامل اسلحته الكيميائية وتسليمها الى المجتمع الدولي الاسبوع المقبل… من دون تأخير وان يسمح باجراء كشف كامل عنها، لكنه لن يفعل، وهذا طبعاً لن يحصل”.
وسارع لافروف الى دعوة الحكومة السورية “ليس فقط الى وضع ترسانتها الكيميائية تحت السيطرة الدولية، بل ايضا ان تقبل بتدميرها في نهاية المطاف، الى توقيعها معاهدة حظر استخدام الاسلحة الكيميائية”. واعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي يزور موسكو موافقة بلاده على الطرح الروسي ولكن بشكل مبهم حين قال ان سوريا “ترحب بالمبادرة الروسية” من غير أن يدلي بايضاحات.
وأعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان الوزير كيري كان يتحدث بشكل “افتراضي” ولم يكن يطرح أي شيء رسمي. وأكدت الناطقة ماري هارف ان حكومتها سوف تلقي “نظرة قوية” على الاقتراح الروسي، مع تكرار التشكيك في صدقية الاسد “الذي يكذب باستمرار”.
وفي هذا السياق، قالت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون ان الاقتراح الروسي يمكن ان يكون “خطوة مهمة”. ويكتسب كلام كلينتون اهمية لانه جاء بعد اجتماعها بالمسؤولين في البيت الابيض، لكنها اضافت ايضا ان الاقتراح يجب ألا يكون ذريعة للمماطلة او كسب الوقت. واسترعى الانتباه ايضاً ان رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ السناتور دايان فاينستاين قالت: “انا ارحب بمثل هذه الخطوة”. واضافت في بيان لها: “اعتقد ان روسيا يمكن ان تكون فعالة جدا في تشجيع الرئيس السوري على وقف أي استخدام للاسلحة الكيميائية ووضع كامل اسلحته الكيميائية ومخازنها تحت اشراف الامم المتحدة الى حين تدميرها”.
على صعيد آخر، يتوقع ان ينعقد مجلس الشيوخ غداً للتصويت على اجراء برلماني يقضي بانهاء مناقشة مشروع القرار الذي طلب الرئيس اوباما عبره مصادقة المجلس على تفويضه استخدام القوة ضد سوريا. ويقتضي هذا الاجراء لاقراره 60 صوتا من اصل مئة. واذا تم ذلك عندها يمكن ان يصوت المجلس على مضمون القرار واعتماده او رفضه بغالبية بسيطة (51 صوتاً)، ربما الجمعة. وليس متوقعاً ان يصوت مجلس النواب على القرار الا بعد مرور اكثر من اسبوع نظراً الى التحفظات والمعارضة القوية له والتي يأمل البيت الابيض في معالجتها خلال الايام المقبلة.
وتدليلاً على عمق المعارضة الشعبية لقرار الضربة العسكرية، أظهر استطلاع للرأي لمؤسسة “بيو” ان المعارضة للضربة ارتفعت خلال اسبوع واحد من 48 في المئة الى 63 في المئة، في مقابل نسبة تأييد 28 في المئة.
تقرير سالستروم
وتوقع مصدر في الأمم المتحدة أن ينجز رئيس مهمة تقصي الحقائق في الإدعاءات ذات الصلة باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا آكي سالستروم تقريره في حادثة الغوطتين بريف دمشق بحلول نهاية الأسبوع الجاري، على أن يسلمه الأسبوع المقبل الى الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي – مون، الذي أعلن أنه يعد اقتراحات الى مجلس الأمن تتضمن الإعداد “فوراً” لعملية “تخزين وتدمير آمنة” للأسلحة السورية المحرمة دولياً.
وقال المصدر الدولي لـ”النهار” طالباً عدم ذكر اسمه إن “عملية اعداد التقرير بدأت بالفعل، لكن نتائج التحاليل المخبرية للعينات لم تظهر بعد. طلبنا الاسراع في عملية التحاليل في المختبرات قدر الإمكان من غير أن يؤثر ذلك على النتائج. ثمة اعتقاد أن النتائج يمكن أن تنجز في نهاية هذا الأسبوع”. وأضاف أن “ثبوت استخدام الأسلحة الكيميائية علمياً سيدفع الأمين العام الى تقديم مقترحات محددة الى مجلس الأمن الأسبوع المقبل كي يتخذ القرار المناسب في ضوء تقرير المفتشين، وكذلك في ضوء الإقتراح الروسي الخاص بوضع المخزون الكيميائي السوري تحت رقابة الأمم المتحدة تمهيداً للتخلص منه، وترحيب دمشق الفوري بهذا المقترح”.
ورحب بان كي – مون بأفكار لافروف وكيري عن الأسلحة الكيميائية السورية، قائلاً إنه “يدرس حض مجلس الأمن على المطالبة بنقل فوري للأسلحة الكيميائية في سوريا والمخزونات الكيميائية الى أماكن داخل سوريا حيث يمكن أن تخزن وتدمر بأمان”. وحض سوريا على الإنضمام الى منظمة حظر الأسلحة.
ردود فعل
ورأى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أن وضع سوريا ترسانتها من الأسلحة الكيميائية تحت اشراف دولي يمثل خطوة كبيرة إلى الأمام.
واعتبرت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ان اقتراح روسيا وضع الترسانة الكيميائية السورية تحت مراقبة دولية “مثير للاهتمام”، مكررة رفضها التام لاي تدخل عسكري في سوريا.
ووافق وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس على الاقتراح الروسي، شرط اقترانه بـ”التزامات واضحة وسريعة ويمكن التحقق منها”.
ترسانة سوريا تحت مراقبة دولية وترحيب أميركي ــ أوروبي
مخرج روسي لـ«الكيميائي» وحرب أوباما
كتب محمد بلوط:
تراجع ضجيج الأحذية الثقيلة حول سوريا، وتعرض معسكر الحرب على الشام لنكسة، الخاسر فيها رئيس الاستخبارات السعودية الأمير بندر بن سلطان، أول الداعين إلى شن الحرب على سوريا.
وتعاملت الولايات المتحدة بايجابية مع المبادرة الروسية، مع مواصلة الضغط بالحفاظ على عملية التصويت في الكونغرس.
وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس، إن «العرض الذي قدمته روسيا للعمل مع دمشق لوضع أسلحتها الكيميائية تحت سيطرة دولية، ينطوي على احتمالات إيجابية، لكن ينبغي التعامل معه بحذر»، مشيراً إلى أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري سيبحث مع روسيا «مدى جدية» هذا العرض.
وفي ثلاث مقابلات مع شبكات «سي أن أن» و«أن بي سي» و«بي بي أس» الأميركية، كشف أوباما أنه ناقش مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أثناء قمة «مجموعة العشرين» التي انعقدت في سان بطرسبرغ في روسيا الأسبوع الماضي، احتمالات مبادرة ديبلوماسية بشأن سوريا.
ولفت الرئيس الأميركي إلى أنه يجب إعطاء «ضمانات» بعدم استعمال النظام السوري للسلاح الكيميائي مجدداً، ويجب «سحب» هذا السلاح من سوريا.
لكنه حذر النظام السوري من أي محاولة التفاف، معتبراً أن «تبدل موقف هذا النظام هو نتيجة تهديد الإدارة الأميركية بتوجيه ضربات عسكرية إلى دمشق رداً على استخدامها السلاح الكيميائي».
وأكد أوباما أنه لم يقرر بعد ما إذا كان سيستخدم القوة العسكرية في سوريا إذا رفض الكونغرس الخطة، لافتاً إلى أنه غير واثق بدعم الكونغرس له في الملف السوري.
وفي هذا الوقت، أعلن زعيم الغالبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور هاري ريد انه تم إرجاء التصويت الأولي الذي كان مقرراً غداً الأربعاء في المجلس حول مشروع قرار يجيز توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا.
وقال ريد: «لا أعتقد أننا نحتاج إلى التصويت سريعاً»، مضيفاً أنه «علينا أن نمنح الرئيس فرصة التحدث إلى جميع أعضاء مجلس الشيوخ المئة، وإلى 300 مليون أميركي قبل أن نقوم بذلك».
وتعكس ازدواجية الموقف الأميركي الصفقة ما قاله وزير الخارجية جون كيري، مساء أمس، لنظيره الروسي سيرغي لافروف، من أن المبادرة الروسية «لن تؤخر جهود إدارة أوباما للحصول على تصريح من الكونغرس لاستخدام القوة ضد سوريا، ولكن الولايات ستدرس أي اقتراح جدي» وهو تعبير بديهي عن الرغبة بالإبقاء على الضغوط الأميركية قائمة بانتظار مباشرة تنفيذ المبادرة.
وعبر نائب مستشار الأمن القومي الأميركي بن رودس عن توجه الإدارة الأميركية إلى الإبقاء على أوراق الضغط، ومواصلة العمل في الكونغرس للحصول على تفويض بالحرب، من ضمن إستراتيجية «تنحو إلى منع دمشق من المماطلة، وعدم تخفيف الضغوط عليها».
وستؤدي الضربة الارتدادية، للصفقة الروسية – الأميركية إلى إعادة النظر برهانات محلية لبنانية وإقليمية ودولية، انعقدت منذ فجر 21 آب الماضي، وهبوط ضباب «الكيميائي» فوق الغوطة الشامية، على تحطيم النظام السوري بالبارجات الأميركية المرابطة شرق المتوسط.
توقف العد التنازلي لصواريخ «كروز» الموجهة نحو دمشق، بعد أن سلكت صفقة أميركية ــ روسية ــ سورية طريقها، جوهرها موافقة واشنطن على تبادل المخزون الكيميائي السوري، بإلغاء الحرب، والتخلي عن المعارضة السورية
التي تبين أنها لم تكن من أولوياتها، فيما تمسكت بأمن إسرائيل، عبر انكشاف أن الهدف من كل المناورة التي قادتها منذ بداية التصعيد الديبلوماسي والتهديد بـ«الكروز»، كان ولا يزال، تحييد «الكيميائي» السوري.
وكانت «السفير» أول من أشارت في عددها الصادر بالأمس الى اقتراب موعد تلك الصفقة – التسوية، بعد الإعلان عن اللقاء بين لافروف ونظيره السوري وليد المعلم، وتوصل المفاوضات بين الأميركيين والروس إلى اعتبار المخزون «الكيميائي» السوري، عنصر التأزيم المستمر، وأحد مصادر الخطر على الأمن الإسرائيلي، ومفتاح الحل.
وتبلورت الصفقة بتتابع التصريحات الأميركية والروسية والسورية منذ صباح الأمس. وهكذا ابلغ المعلم حليفه الروسي سيرغي لافروف موافقة دمشق على مبادرة روسية لوضع أسلحتها الكيميائية تحت مراقبة دولية، يمكن الجزم أنها حررت بأيد أميركية روسية خلال قمة سان بطرسبرغ الأسبوع الماضي.
وبمجرد ان اعلن لافروف مبادئ المبادرة، رد المعلم «بترحيب القيادة السورية بالمبادرة، انطلاقا من حرصها على «أرواح مواطنينا وامن بلدنا، ومن ثقتنا بحرص القيادة الروسية على منع العدوان الأميركي على بلدنا».
وكان كيري قد قال إن الرئيس السوري بشار الأسد يمكنه منع الهجوم ضده «شريطة تسليم أسلحته الكيميائية كلها للمجتمع الدولي خلال الاسبوع المقبل». ورحب وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس بالمبادرة الروسية مشترطا «ان يضع الاسد ترسانته الكيميائية تحت الرقابة الدولية سريعا، وان يسمح بتدميرها، وان يتم ذلك بعد قرار من مجلس الامن».
وقد تنقل الاسلحة الكيميائية السورية الى قاعدة عسكرية روسية في طرطوس في مرحلة اولى. وتقول مصادر ديبلوماسية ان الصفقة الروسية – السورية التي عقدها لافروف والمعلم في موسكو تتضمن مرحلتين، وهو ما اوضحه من دون الدخول في التفاصيل، لافروف بقوله: «ندعو القادة السوريين ليس الى الموافقة على وضع الأسلحة الكيميائية تحت مراقبة دولية ثم التخلص منها، ولكن أيضا إلى الانضمام بالكامل إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية».
ولن تذهب الخطة التنفيذية بسرعة نحو نزع الأسلحة الكيميائية السورية في المرحلة الاولى، وستلعب البحرية الروسية، التي أرسلت المزيد من القطعات وسفينة إنزال اساسية الى المتوسط، دورا أساسيا، في تحديد المخزون الكيميائي السوري، الذي ترعى المبادرة الروسية في هذه المرحلة تحييده، وتضعه تحت اشراف مباشر لخبرائها، كإحدى الضمانات لبناء الثقة، التي قدمها الروس للسوريين، لكي لا تقع هذه الأسلحة في الأيدي الغربية، ولكي لا تدخل سوريا في سيناريو عراقي لتفتيش لا ينتهي، ويتجاوز المهام المحددة للبعثات الدولية إلى قضايا أخرى.
ومن غير المتوقع أن يصدر قرار من مجلس الأمن بشأن تلك الأسلحة، وان يستمر العمل بتحييد «الكيميائي» السوري، تحت مظلة التفاهم الروسي – السوري، الاميركي غير المباشر، في مرحلة ثانية، عندما يوقع السوريون على معاهدة الحد من انتشار الاسلحة الكيميائية، التي تتضمن آليات واضحة ومعايير، تفضي في النهاية، الى إخراج تلك الاسلحة من سوريا. وقد تتسارع العملية في الاسابيع المقبلة، عندما تدخل الامم المتحدة على خط المبادرة الروسية، لتحويلها الى مبادرة اممية، وهو ما قاله الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بأنه «سيحث مجلس الامن على المطالبة بالنقل الفوري لاسلحة سوريا الكيميائية الى اماكن داخل سوريا، يمكن ان يتم تخزينها فيها، والتخلص منها بامان».
وتقدم الاتفاقية نفسها، التي ستوقعها دمشق، مهلة اضافية، لاختبار النيات الدولية، ومعرفة الجوانب السياسية الاخرى من الصفقة، ومصير الحشود الاميركية والاردنية والسعودية، التي ابلغ الروس السوريين انها كانت تستعد لعملية واسعة انطلاقا من الاردن، بالاضافة الى مصير الحشود البحرية الاخرى في المتوسط. ولن يكون بوسع عملية تصفية المخزون الكيميائي السوري ان تبدأ قبل 30 يوما من ايداع دمشق صك التوقيع على الاتفاقية في مقر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي.
ويعبر احتجاج «قائد المجلس العسكري الموحد للجيش الحر» اللواء سليم ادريس على المبادرة الروسية عن الصدمة التي اصيبت بها المعارضة السورية، جراء «خيانة» الولايات المتحدة وعودها بتدمير النظام السوري.
وقال ادريس، في مقابلة مسائية متلفزة: «نطالبكم بالضربات، نطالب بالضربات، ونقول للمجتمع الدولي هذا النظام كذاب. (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين يعلمه الكذب. نحذركم من الوقوع في شرك الخديعة والتضليل».
واذا ما ذهبت المبادرة الروسية الى نهايتها المنطقية، وتراجعت احتمالات الحرب على سوريا، سيخرج التحالف الخليجي والجامعة العربية والسعودية وقطر والمعارضة السورية في أسوأ حال، وقد تحاول الولايات المتحدة تعويض خساراته، بالسماح بتسليح كثيف ونوعي للمعارضة السورية، من دون ان يؤدي ذلك الى تقدم كبير على الجبهات.
والحال ان المبادرة الروسية تقدم افضل الحلول والمخارج للجميع. للولايات المتحدة اولا. فبدا واضحا منذ البداية ان الولايات المتحدة قد ذهبت بعيدا في وضع خطوط حمر لحرب في قلب منطقة مشتعلة، خلال مرحلة انسحابية من هزائم في الجوار العراقي القريب وافغانستان. ونافل القول انه لو كان بوسع واشنطن شن عدوانها على سوريا ما كانت لتنتظر لحظة واحدة، لكنها اصبحت في مرحلة تراجع تجبرها اما على خوض مغامرة غير محسوبة واما على تراجع مهين، وهو ما وفرته عليها المبادرة مع تحقيقها هدفا مهما بحفظ ماء الوجه، وانتزاع «الكيميائي» السوري. والانكى ان الولايات المتحدة لا تملك من يصرف لها انتصارا سوريا محتملا. فالمعارضة السورية التي تصرخ مطالبة بالحرب ليست تلك التي ستحكم دمشق اذا ما سقط الاسد، وانما تحالف الجماعات «الجهادية» والسلفية .
ويخرج النظام السوري من دون هزيمة، ولكن من دون انتصار، مستبقيا القدرة على مواصلة القتال في الداخل، مع خسارة عنصر توازن استراتيجي مهم في الصراع مع اسرائيل، يضطره الى الاستعانة اكثر بـ«حزب الله» وايران في المستقبل. لكن المبادرة الروسية تعني ايضا منح النظام السوري تفويضا داخليا للاستمرار في القتال، واستكمال العمليات العسكرية الأساسية التي كان قد بدأها في ريف دمشق .
ويخرج منتصران كبيران من الاختبار «الكيميائي»، فلاديمير بوتين الذي يستعيد سوريا، ولبنان ربما، منطقة نفوذ روسية، إذا ما نجحت المبادرة الروسية، والجماعات «الجهادية» التي تثبت ان خيارها بالقتال حتى النهاية، من دون التعويل على اي تحالف غربي، هو الأسلم في قلب الجماعات التي لا ترى سوى الحل العسكري حلا لسوريا. وقد تكون هذه التسوية امنت مخرجا لاوباما الذي لم يضمن بعد إمكانية ان يمرر الكونغرس الاميركي مطلبه شن عدوان على سوريا.
وفيما توجه اوباما امس بخطاب الى الشعب الاميركي، رحب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل بالاقتراح الروسي.
واشنطن ولندن ترحّبان «بحذر» بالاقتراح الروسي بشأن «الكيميائي»
أعلنت واشنطن، أمس، أنها ستنظر بجدية الى اقتراح موسكو وضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت رقابة دولية، فيما رحبت لندن بالفكرة، معتبرة أن «هذا الأمر سيكون خطوة كبيرة إلى الأمام ويجب تشجيعها».
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف «سيكون علينا أن ننظر بجدية في البيان الروسي لكي نفهم بالضبط ما يقترحه الروس هنا». وأضافت «بالتأكيد لدينا بعض الشك الجدي لأنه قد يكون عبارة عن مماطلة».
وتابعت ان «كل ما قام به (الرئيس السوري بشار) الأسد في العامين الماضيين كان بالضبط معاكسا» لإخضاع الترسانة الكيميائية السورية للمراقبة. وتحدثت عن «شكوك» لدى الولايات المتحدة، لكنها تداركت أن أي إجراء يهدف إلى مراقبة الأسلحة الكيميائية للنظام السوري يشكل «خطوة إيجابية».
وقال نائب مستشار الأمن القومي الأميركي بن رودس، لشبكة «أم اس ان بي سي»، إن واشنطن لن تخفف الضغوط على دمشق وانها حذرة من أن تكون هذه عملية «مماطلة». وقال «أعتقد أن علينا أن نتابع معهم ومع دول أخرى لتقييم جدية هذا الاقتراح، وفي الوقت ذاته، سيكون من المهم جدا عدم رفع الضغوط». وأضاف ان واشنطن ستكون مهتمة بالمبادرة الروسية «فقط اذا كان الاقتراح ذا مصداقية. ما لا نريده هو عملية مماطلة اخرى».
وفي لندن، رحب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بالاقتراح الروسي وضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت إشراف دولي لتجنب عملية عسكرية أميركية. وقال «اذا كان الامر كذلك فإنه سيكون موضع ترحيب كبير»، مضيفا «اذا كانت سوريا ستضع أسلحتها الكيميائية خارج الاستخدام، تحت إشراف دولي، فمن الواضح ان هذا الامر سيكون خطوة كبيرة الى الأمام ويجب تشجيعها». وتابع «أعتقد ان علينا التنبه الى ألا يكون ذلك سياسة إلهاء للدفع الى مناقشة أمر آخر غير المشكلة المطروحة على طاولة البحث. ولكن اذا كان ذلك عرضا صادقا فيجب النظر اليه بصدق».
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد قال في وقت سابق، ردا على سؤال حول ما إذا كان هناك أي شيء يمكن أن تفعله أو تعرضه الحكومة السورية لمنع أي هجوم، «بالتأكيد.. يمكنه (الاسد) تسليم كل أسلحته الكيميائية للمجتمع الدولي خلال الأسبوع المقبل. يسلمها كلها من دون تأخير ويسمح بتقديم بيان كامل (عنها)، ولكنه لن يفعل ذلك ويستحيل تحقيق ذلك».
وفي وقت لاحق، قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية، في بيان، «كان الوزير كيري يتحدث مجازياً عن استحالة وعدم إمكانية ان يسلم (الاسد) الأسلحة الكيميائية التي نفى أنه استخدمها. النقطة التي أثارها (كيري) هو ان هذا الديكتاتور المتوحش بتاريخه في التلاعب بالحقائق والمراوغة لا يمكن الوثوق به ليسلم الأسلحة الكيميائية، وإلا كان قد فعل ذلك منذ فترة طويلة. ولهذا فإن العالم يجد نفسه في مواجهة هذه اللحظة».
وخلال مؤتمر صحافي مع نظيره البريطاني وليام هيغ في لندن، قال الوزير الاميركي ان «السيطرة على الأسلحة الكيميائية في سوريا قاصرة على الرئيس السوري وشقيقه ماهر وأحد الجنرالات». وتابع انه يثق في الأدلة التي قدمتها بلاده وحلفاؤها والتي تدعم الاتهامات للقوات السورية باستخدام الاسلحة الكيميائية، لكنه قال انه يتفهم المخاوف نظرا الى الجدل الذي ثار حول غزو العراق في العام 2003.
واعتبر كيري ان «عدم اتخاذ إجراء حيال هذه الأدلة سيلاحق الولايات المتحدة وحلفاءها». وقال «اذا أردتم إرسال رسالة تهنئة الى ايران وحزب الله والاسد: يا رفاق يمكنكم أن تفعلوا ما يحلو لكم، فلتقولوا: لا تفعلوا أي شيء. نعتقد أن هذا أمر خطير وسنواجه هذا في طريقنا بطريقة أكبر حجماً اذا لم نكن على استعداد لاتخاذ موقف الآن».
وجدد كيري القول ان «الضربات التي تدرسها واشنطن ستكون محدودة في الزمن ومحددة الأهداف»، مؤكدا «لسنا ذاهبين الى الحرب». وقلل من مخاطر أعمال انتقامية من قبل السلطات السورية في حال تعرضها لضربات غربية. وقال «لمدة نحو 100 عام كان العالم متحدا ضد استخدام الأسلحة الكيميائية، وعلينا أن نجعل الصوت المناسب مسموعا، عبر استذكار تلك اللحظات في التاريخ عندما قتل عدد كبير من الناس لان العالم لزم الصمت. ان محرقة اليهود، ورواندا وغيرهما من الأحداث تشكل دروسا لنا اليوم».
وقال كيري «دعوني أكن واضحا، إن الولايات المتحدة، الرئيس (باراك) أوباما، أنا شخصيا وآخرين، متفقون تماما على أن وقف النزاع في سوريا يتطلب حلا سياسيا. لا حل عسكريا، وليست لدينا أية أوهام بهذا الصدد». وأضاف «لن نتوصل إلى الحل في ساحة القتال، بل حول طاولة المفاوضات. لكن علينا أن نصل إلى هذه الطاولة» في إشارة الى مؤتمر «جنيف 2».
وشدد على أن «العلاقة بين بريطانيا والولايات المتحدة قوية كما كانت دائما» رغم قرار البرلمان البريطاني عدم الانضمام لأي إجراء عسكري ضد سوريا.
وأكد هيغ «دعم بريطانيا الديبلوماسي التام» للولايات المتحدة في خطتها للتحرك عسكريا ضد سوريا.
(ا ف ب، ا ب، رويترز)
لافروف يعلن إعداد خطة مع دمشق لوضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت الرقابة
موسكو- القاهرة- (د ب أ)- (ا ف ب): أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن خطة يجري الإعداد لها مع دمشق لتنفيذ المبادرة الروسية بوضع الاسلحة الكيميائية السورية تحت الرقابة الدولية.
وقالت وكالة الأنباء الروسية (انترفاكس) إن لافروف أعلن الثلاثاء أن هذه الخطة سيتم طرحها في غضون فترة قصيرة.
في الوقت نفسه، طالب الوزير الروسي في مؤتمر صحفي مع نظيره الليبي محمد عبد العزيز بمواصلة التحقيق في دعاوى استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية.
وأشار لافروف إلى أن العمل من أجل إنجاز خطة وضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت الرقابة الدولية سيجري بالتعاون مع الامم المتحدة.
وتابع الوزير الروسي حديثه قائلا: “نحن نعمل حاليا على إعداد خطة قابلة للعمل وواضحة وتجري الآن اتصالات مع الجانب السوري بهذا الشأن”.
وأضاف: “نأمل بتقديم هذه الخطة في القريب العاجل. وعلى استعداد لانجاز العمل عليها بالتعاون مع الأمين العام للأمم المتحدة وأعضاء مجلس الأمن الدولي ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية”.
وتجدر الإشارة إلى أن روسيا، الحليف القوي لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، تسعى بمقترح وضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت الرقابة الدولية إلى الحيلولة دون قيام الولايات المتحدة بشن ضربة عسكرية ضد دمشق.
ومن جانب آخر، اعلن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الثلاثاء تأييده للمبادرة الروسية بشأن سوريا التي تقضي بوضع الاسلحة الكيميائية في هذا البلد تحت رقابة دولية تمهيدا لتدميرها.
وقال العربي في تصريحات للصحافيين انه “يؤيد المبادرة الروسية” مشيرا إلى ان الجامعة العربية تدعم “البحث عن حل سياسي” للنزاع في سوريا منذ بدايته.
واكد العربي انه كان يتوقع منذ عدة أيام ان “تؤدي المباحثات بين روسيا والولايات المتحدة” إلى مخرج سياسي مضيفا “الحمد لله ان هذا يتم”.
واوضح ان الجامعة العربية ستصدر “بيانا رسميا” لاعلان تأييدها للمبادرة الروسية.
فرنسا تقدم مشروع قرار لمجلس الأمن يطالب سورية بتدمير أسلحتها الكيميائية
باريس- (د ب أ): صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الثلاثاء بأن بلاده تعتزم تقديم مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يطالب سورية بالالتزام بتنفيذ المقترح الروسي بوضع أسلحتها الكيميائية تحت رقابة دولية، تمهيدا لتدميرها وإلا واجهت عواقب “شديدة الخطورة”.
وتعقيبا على المقترح الروسي الذي رحب به النظام السوري، قال فابيوس: “علينا أن نقبل اليد الممدودة ولكن دون أن نسقط في الفخ”.
كما يتضمن مشروع القرار، الذي يضم خمسة نقاط، إدانة للهجوم الكيميائي الذي وقع في الحادي والعشرين من آب/ أغسطس الماضي، ويطالب الجنائية الدولية بالبدء في اتخاذ إجراءاتها في القضية.
الخارجية الروسية: الخبراء الدوليين عرضوا أدلة على فبركة صور الهجوم الكيميائي بريف دمشق
موسكو- (يو بي اي): أعلنت وزارة الخارجية الروسية الثلاثاء، أن الخبراء الدوليين عرضوا أدلة مقنعة على أن صور ومواد الفيديو لضحايا الهجوم الكيميائي المزعوم في ريف دمشق كانت مفبركة.
ونقلت قناة (روسيا اليوم) عن الخارجية، قولها إن الخبراء الدوليين عرضوا خلال الدورة الـ24 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، أدلة تشير إلى أن صور ومواد الفيديو عن الهجوم الكيميائي في ريف دمشق كانت مفبركة.
وتهدد الولايات المتحدة بشن هجوم عسكري ضد سوريا، على خلفية اتهام دمشق باستخدام السلاح الكيميائي في الغوطة الشرقية، ما أسفر عن مقتل المئات، وعرضت صوراً وفيديوات تزعم بأنها للضحايا.
الجيش الحر سلّم واشنطن لائحة بأهداف محددة لإضعاف القوات السورية
لندن- (يو بي اي): أفادت شبكة (سكاي نيوز) الثلاثاء، أن “الجيش السوري الحر” سلّم الولايات المتحدة لائحة بأهداف محددة من شأنها أن تضعف الجيش السوري، واعلن بأنه سينضم إلى الجماعات “الجهادية” بمسعى لدخول دمشق.
وقالت سكاي، إن “الجيش السوري الحر” يعمل مع أجهزة الإستخبارات الأمريكية لتحديد الأهداف التي من شأنها إحداث تغيير في النظام.
واضافت أن قادة بارزين في “الحر” بمدينة حلب، أكدوا بأنهم زوّدوا الإستخبارات الأمريكية بخمسة أهداف محددة يعتقدون أن ضربها من شأنه أن يحط من قدرات الجيش السوري من دون أن يؤثّر على السكان المدنيين، ويمنحهم اليد الطولى في الأشهر المقبلة.
واشارت “سكاي”، إلى أن هذه المعلومات جرى تمريرها إلى الولايات المتحدة عن طريق عملاء عبر ساحة المعركة ينشطون في سوريا، مما يعني أن الجماعات المتمردة تمرر صورة عن مواقع القوات السورية في جميع أنحاء البلاد إلى وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه).
وقالت إن الولايات المتحدة تدرّب مقاتلي “الجيش السوري الحر” والجماعات المتمردة في تركيا، والأردن، وترتبط بقوة معهم، فيما يقوم مستشارون بريطانيون بتقديم المساعدة للجماعات المتمردة على أكثر من مستوى، فيما تصر الحكومة البريطانية على أن المساعدات التي تقدمها للجماعات المتمردة في سوريا غير عسكرية.
ونسبت (سكاي) إلى “أبو نبهان”، القائد الثاني في “لواء أحرار سوريا”، التابع للجيش السوري الحر، قوله “لدينا أهداف قمنا بتمريرها إلى الأمريكيين ونأمل أن يتبعوا نصائحنا.. وهذه الأهداف محددة وسيساعدنا استهدافها”.
واضافت أن “الجيش السوري الحر” أكد بأن 13 لواءً من ألويته “ستندمج في لواء واحد عقب الهجمات الأمريكية المفترضة، وسيتعاون مع الجماعات الجهادية في مسعى للدخول إلى دمشق وإلى الغرب باتجاه معاقل العلويين في اللاذقية على ساحل البحر الأبيض المتوسط”.
الرئيس الإيراني يحذر من ثمن باهظ يدفعه من سيثير الحرب على سوريا
طهران- (يو بي اي): حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني، من أن الحرب على سوريا، لو حدثت، فإن مثيريها سيدفعون “ثمناً باهظا”، ورأى أن الأمل بعدم وقوعها قد تعزز خلال الأيام الأخيرة.
ونسبت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا)، إلى روحاني، قوله، في كلمة القاها صباح الثلاثاء في الملتقى الـ22 لأئمة الجمعة في إيران، إن “الحرب على سوريا، لو حدثت، فإن مثيريها سيدفعون ثمنا باهظا”.
وأضاف روحاني أن “جهود إيران برمتها تتركز حول منع وقوع حرب على سوريا”.
ورأى أن “الأمل بعدم وقوع ذلك (الحرب) قد تعزز إلى حدٍ ما خلال الأيام الأخيرة”.
واعلن الرئيس الإيراني أن بلاده “لن تتخلى قيد انملة” عن حقوقها النووية.
وقال روحاني “ان حكومتنا لن تتخلى قيد انملة عن حقوقها المطلقة” في المجال النووي، في حين من المقرر ان يلتقي وزير خارجيته محمد جواد ظريف وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون قبل نهاية ايلول/ سبتمبر في نيويورك لتحريك المفاوضات حول الملف النووي الايراني الشائك.
إسرائيل تشكك بالإقتراح الروسي لمنع هجوم عسكري أمريكي ضد سورية
تل أبيب- (يو بي اي): شككت إسرائيل بالإقتراح الروسي بإخضاع السلاح الكيميائي السوري لرقابة دولية بهدف منع هجوم عسكري أمريكي ضد سورية، لكنها اعتبرت في الوقت نفسه أن طرح الخيار العسكري أخاف سورية ولذلك ينبغي التعامل بشكل مشابه مع إيران.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي الثلاثاء، عن مسؤولين سياسيين في الحكومة الإسرائيلية، قولهم إن “إسرائيل ليست في هذه اللعبة.. لكن يجدر بالولايات المتحدة أن تدقق في اقتراح التسوية هذا، إذ أن المصالح الروسية والسورية تتناقض بالكامل في إطار الخط الذي أراد الغرب قيادته، ولذلك فإنه يجب التدقيق في الموضوع بشكل جيد، ولم يحن الوقت بعد لفتح زجاجات الشمبانيا”.
واضاف المسؤولون الإسرائيليون، أنه في حال كان الرئيس السوري، بشار الأسد، مستعدا للتسوية المقترحة “بالأفعال وليس بالأقوال فقط”، فإنه بالإمكان استخلاص العبر من هذه القضية حيال التعامل مع إيران من أجل دفعها إلى وقف برنامجها النووي.
وقالوا إن (الأمريكيين) “أحضروا بوارج حربية والأسد أصيب بالخوف.. وبالإمكان ويجدر التصرف بشكل مشابه أمام إيران”.
ومن جانبه قال رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، افيغدور ليبرمان، للإذاعة العامة الإسرائيلية، الثلاثاء، إن تفاصيل الاقتراح الروسي بشأن مراقبة السلاح الكيميائي السوري ليس واضحا “فهل سيتم تسليمه كله للغرب أم سيبقى تحت المراقبة في سورية”.
وأضاف أن “على إسرائيل أن تبقى خارج اللعبة والا تتخذ اي موقف رغم محاولات لجرها إلى داخل اللعبة”.
وتابع ليبرمان مهددا أن “على الأسد أن يدرك أنه هو والمقربين منه سيتحولون إلى هدف شرعي إذا جر إسرائيل إلى داخل الصراع″.
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أعلن من موسكو الاثنين، عن ترحيب سورية بالاقتراح الروسي الداعي إلى فرض رقابة على السلاح الكيميائي السوري، بعد تردد أنباء ادعت أن النظام السوري استخدم السلاح الكيميائي ضد مدنيين في 21 آب/ أغسطس الماضي ما أدى إلى مقتل أكثر من 1400 شخص.
التيار السلفي الأردني نقلا عن النصرة: قصة معلولا بسوريا مفبركة من مخابرات النظام ولا مساس بالكنائس
عمان- القدس العربي: اعتبر ممثل للتيار السلفي الجهادي الأردني بأن قضية اقتحام بلدة معلولا السورية المسيحية مفبركة بالكامل.
ونفى محامي التنظيمات الجهادية والاسلامية في الأردن موسى العبداللات وجود أي عنصر من عناصر جبهة النصرة الإسلامية المقاتلة في سورية داخل بلدة معلولا المسيحية.
وقال العبد اللات بأن قصة الاعتداء على الكنائس وعلى تمثال مريم العذراء وما حصل في معلولا مفبركة بالكامل من مخابرات بشار الأسد مشيرا الى ان الفلم الذي بثته قناة روسيا اليوم قبل عدة أيام ويظهر بعض المدافع وهي تطلق النار مفبركة أيضا.
ونقل المحامي العبداللات في بيان صحفي له عن مصادر سلفية جهادية مقربة من جبهة النصرة القول بأن مشايخ الجبهة ومحاكمها الشرعية يصران على عدم المسمس بالكنائس في كل الأحوال مشيرا إلى أن أحكام الدين الإسلامي في مسألة توفير الحماية للكنائس والأقليات المسيحية هي المعتمدة بالنسبة للتيارات الجهادية.
ووفقا لمصادر موازية فان عناصر من الجيش السوري الحر ومن حركة التوحيد قد تكون هي المسؤولة عن مما حصل في معلولا.
اوباما سيركز على تورط الاسد بالهجوم الكيماوي واستنفاد واشنطن الجهود الدبلوماسية
ابراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’ يتوقع ان يركز الامريكي باراك اوباما في خطابه للامة اليوم الثلاثاء على عدد من الرسائل الموجهة تحديدا للرأي العام الامريكي المتشكك من حملة الرئيس والنواب الامريكيين العائدين من عطلتهم الصيفية، منها ان واشنطن متأكدة من مسؤولية الاسد عن الهجوم الكيماوي الشهر الماضي، وان الحكومة الامريكية قد استنفدت كل الوسائل الدبلوماسية ولم يبق امامها الا التحرك. وستشهد الايام المقبلة بناء عليه نقاشا حادا حول الضربة التي يرى فيها الكثير منهم غير واضحة الاهداف او يتعاملون مع اثارها التي قد تؤدي الى تقوية القاعدة.
فقد تساءل السناتور جيم ماكفرن في ‘سي ان ان’ قائلا ‘قيل لنا ان هناك خيارين لا ثالث بينهما: ان لا نفعل شيئا او نقصف’ مشيرا الى انه يجب ان تكون هناك خيارات اخرى يجب استكشافها، فيما حذر مايكل ماكول، النائب الجمهوري عن تكساس من الحرب الصغيرة التي عادة ما تشعل حروبا اكبر منها ‘وعلينا ان نتذكر هذا’. لكن عودة النواب تعني بداية المرحلة الاخيرة من الدفع باتجاه اقناع الكونغرس باهمية الضربة ودعمها حيث سيلتقي اوباما مع عدد من النواب الديمقراطيين والحديث معهم مباشرة. ويحتاج اوباما الفوز باغلبية 51 صوتا حيث يعتقد عدد من النواب الديمقراطيين انهم قد يخسرون 15 صوتا في المرحلة النهائية من التصويت حسب ‘واشنطن بوست’ والتي اشارت الى عدد من النواب الجمهوريين الذين تحدثوا يوم الاحد معارضين الضربة على سورية، ومنهم الجمهوري عن كينتاكي راند بول وتيد كروز النائب عن تكساس. وترى ‘لوس انجليس تايمز′ بناء على مواقف وتصريحات النواب امكانية خسارة الرئيس التصويت مما قد يؤثر سلبا على اوباما في المرحلة الاخيرة من ولايته الثانية. وقالت ان عملية اللوبي التي قام بها البيت الابيض والتي شملت مكالمات شخصية قام بها الرئيس للنواب يبدو انها لم تغير مواقف الا عدد قليل منهم. مع ان مسؤولي الادارة لا يزالون متفائلين من تحقيق انتصار في جولة التصويت التي ستعقد نهاية الاسبوع الحالي. ومع ذلك فان التركيز في عملية اللوبي على الجماعات والنواب الذين يعتبرون داعمين تقليديين للرئيس تظهر الوضع الصعب الذي يواجهه الرئيس.
استنفار المعارضة والنظام
ومقابل الحشد الذي يمارسه البيت الابيض في الداخل والخارج، تقوم الاطراف السورية بحشد قواها قبل ان يبدأ الكونغرس الامريكي بمجلسيه التصويت على ضربة على عسكرية ضد نظام الاسد، بعد اجتيازه خط الرئيس باراك الاحمر، واستخدامه السلاح الكيماوي لقتل المئات في الغوطة قرب دمشق الشهر الماضي. فالنواب الامريكيون يتلقون الرسائل الالكترونية وافلام فيديو تشرح موقفهم وتدعوهم لدعم الرئيس اوباما في مسعاه لعقاب بشار الاسد، فيما يحذر الطرف المؤيد للرئيس السوري من تبعات الضربة وتقوية ساعد القاعدة في سورية. فمن كفر نبل، تطل المعارضة على النواب الامريكيين حيث يظهر فيديو كفر نبل، البلدة التي تسيطر عليها المعارضة برسائله وشهاداته،الى جانب الاقتباسات من نجل داعية الحريات المدنية، مارتن لوثر كينغ جونيور، والرئيس رونالد ريغان. ويظهر الفيديو عائلات فقدت ابناءها وهي تناشد الامريكيين دعم الضربة ‘يجب ان تقول نعم’ يصرخ ولد وتضيف فتاة ‘عليك الشعور بالعارلان بامكانك انقاذ ارواحنا لكنك لم تفعل’. على الجانب الاخر المؤيد للنظام، يتلقى النواب الامريكيون سيلا من الرسائل والصور من داخل سورية ومن الامريكيين السوريين الداعمين للاسد او يعارضون الانتفاضة المسلحة. ويستخدم هذا الطرف شعارات معارضة للحرب يؤكدون فيها على زيادة تأثير القاعدة داخل صفوف المقاتلين. وبحسب جوني عشي، وهو مهندس سوري امريكي في مجال الالكترونيات يدير حملة عبر فيسبوك لتحشيد الامريكيين السوريين ضد الضربة والذي يقول ‘عليكم ان لا تقفوا ضد الارهاب في افغانستان ومالي وعندما يأتي الى سورية فانكم تقومون بدعمه.
تركيز على القيم المشتركة
وترى صحيفة ‘ نيويورك تايمز′ ان كلا طرفي الصراع يحاول ان يربط نفسه بالامريكيين ويركز على القيم المشتركة التي تجمع الطرفين، حيث تركز المعارضة على انها تقاتل للحصول على حقوقها السياسية امام قمع النظام. فيما يركز داعمو الاسد على الطابع العلماني لحكومته. وبنفس السياق قامت الحكومة السورية بحملة مماثلة موجهة لاقناع النواب الامريكيين بعدم دعم الضربة حيث قام نواب مجلس الشعب السوري بارسال رسائل لنواب الكونغرس، واكد الاسد نفسه في مقابلة مع تشارلي روز، مراسل شبكة ‘بي بي اس′ الامريكية ان واشنطن لا تملك دليلا على تورط نظامه بالهجوم الكيماوي. وتقول الصحيفة ان الناشطين على مستوى القاعدة يعتمدون في حملتهم على الخبرات التي تراكمت عبر السنتين الماضيتين، اي وسائل الاتصال الاجتماعي والانترنت حيث يتشاركون في المعلومات والصور التي تخرج من سورية عن الاطفال الموتى والبيوت المدمرة والطائرات التي تقوم بقصف الاحياء المدنية، والتعذيب الذي تقوم به الاجهزة الامنية على السجناء. وتقول الصحيفة ان الحملة التي يقوم بها طرفا النزاع في سورية تظل محدودة الاثر لان النواب في النهاية يركزون على الناخبين في مناطقهم الانتخابية، ولهذا يقومون بعرض مواقفهم ليس من خلال الاعلام الوطني بل اعلام مناطقهم الانتخابية لتحديد مواقفهم من القضايا السياسية. ومع ذلك فقد استطاعت حملة عشي تغيير موقف النائب الجمهوري مايكل غريم- نيويورك والذي قرر عدم دعم خطة اوباما. وبالنسبة لـ’ك’ ابراهيم التي هربت من سورية بعد تعذيبها فانها تشك في امكانية احداث اثر على مواقف النواب الامريكيين ‘ماذا نفعل’ ولكن ‘يجب ان نواصل رفع اصواتنا والصياح’. وتشير الصحيفة الى ان كلا الطرفين ينطلق من مفهوم ان معظم الامريكيين لا يهتمون بسورية، ويفترضون ان الامريكيين يعارضون حربا جديدة في الشرق الاوسط بعد كارثة العراق. وترى ابراهيم ان بعضهم ربما سمع بسورية لاول مرة. وقامت ابراهيم وهي من الطائفة العلوية بالرد على الجنود الامريكيين الذين وضعوا على مواقعهم الاجتماعية شعارات تقول ‘لم انضم للمارينز كي اقاتل القاعدة في سورية’، وفي ردها والشباب السوريين وضعوا صورا لانفسهم وهم يشربون البيرة والبنات في ثياب ضيقة وتحت هذه الصورة عبارات ‘انا من القاعدة، هل تصدق هذا ؟’. وتضيف الصحيفة ان كلا الطرفين تأثر بحملات السوريين خارج امريكا وكذا غير السوريين، فحملة عشي تشبه حملات المعارضين السوريين للنظام في السعودية وقطر. وعليه يفهم الاتهامات المتبادلة بين الطرفين حول كونهم عملاء للحكومات التي تدعمهم. كل هذه الحملة من الطرفين لا تخفي خلافا داخليا وتحديات داخل المعارضة، لان الضربة الامريكية لسورية ستكون محدودة كما يقول اوباما ولا تهدف للاطاحة بالنظام بقدر ما هي محاولة لعقابه على استخدام السلاح الكيماوي. وهناك في المعارضة من يعارض التدخل الامريكي لانه سيؤثر على استقلالية حركتهم.
خلافات المعارضة
وقد اشارت صحيفة ‘ واشنطن بوست’ يوم الاحد الى التحديات التي تفرضها الضربة الامريكية على المعارضة السورية وقالت ان الجماعات الاسلامية في الانتفاضة السورية تعارض اي تدخل اجنبي مما يضعهم في تصادم مع الجيش السوري الحر الداعم له. فقد دعت الجبهة الاسلامية السوري والتي تتسيدها جماعة احرار الشام اتباعها للحذر وذلك في بيان نشرته على الانترنت حيث قالت ان التدخل الامريكي لن يخدم الا مصالح واشنطن وليس مصالح من يقاتلون للتخلص من نظام الاسد. ومع ان الجبهة لم تقم صراحة انها تعارض الضربة الامريكية الا انها حذرت في بيانها ان الهدف من الهجوم الامريكي هو ‘دعم مصالح اللاعبين الاخرين’ في الحرب التي مضى عليها عامان ونصف العام. وهناك جماعات اخرى عبرت عن رفضها وبشكل واضح التدخل الامريكي حيث وضعت جماعة قالت انها تمثل ثماني جماعات جهادية عن رفضها التدخل العسكري الغربي في سورية و’نعتبره عدوانا على المسلمين’. وتشير المواقف المتضادة والمتناقضة ايضا الى تعقد الساحة القتالية في سورية حيث ظهرت جماعات تتحالف فيما بينها ثم تختلف وتنفصل وتقوم بعقد تحالفات اخرى. فالمجلس الاعلى للثورة السورية الذي يقول انه يمثل الجماعات المقاتلة اعلن عن دعمه للضربة الامريكية فيما عبرت الجماعات الجهادية خاصة جبهة النصرة عن خشيتها من التحرك الامريكي الذي قالت انها هي المستهدفة الحقيقية منه. وعليه يفهم التحركات التي تقوم بها من خلال اخلاء مراكزها القيادية تحضيرا للهجمات. وبالنسبة لاحرار الشام التي قدمت اكدت حضورها في مواقع مختلفة من سورية خاصة الشمال فان منظور الحرب الامريكية القادمة يمثل معضلة لها.
اخفاء الاسلحة
ولا يخفى ان الجماعات الجهادية التي صنفتها واشنطن بالارهابية معنية اكثر من غيرها بالتحركات الامريكية، فمنذ ان اعلن اوباما عن عزمه معاقبة نظام الاسد وهذه الجماعات خاصة جبهة النصرة، والدولة الاسلامية في العراق والشام منشغلة باخفاء اسلحتها الثقيلة، واخلاء قواعدها، واخفاء السيارات في حظائر البقر، وتوزيع عناصرهم على المزارع والمصانع والتجمعات السكانية التي قبلت على تردد ايواءهم. ونقل مراسل صحيفة ‘الغارديان’ مارتن شولوف عن ابو اسماعيل، قائد الدولة الاسلامية في العراق والشام، في شمال- شرق البلاد قوله ‘لقد تعلمنا من دروس العراق’ مضيفا ان العراق ‘صنع منا مقاتلين اشداء’. وتقول الصحيفة ان تحضيرات الجماعات الجهادية تتناقض مع مواقف الجماعات المقاتلة الاخرى في سورية والتي تنتظر بحماس بداية القصف الامريكي. ففي كل مناطق الشمال السوري لا تشك الجماعات المرتبطة بالقاعدة ان عدوها القديم امريكا في الطريق لتوجيه ضربة لن تكون بمعزل عنها. وبحسب احد الجهاديين السعوديين فان معظم المقاتلين في صفوف هذه الجماعات لديهم خبرة في العراق وافغانستان. ويقول ولقبه ابو العبد ‘اميرنا يعرف كيفية التعامل معهم، والكل يعرف اننا العدو الحقيقي للامريكيين الذين يقولون انهم سيستهدفون النظام’. وكان ابو العبد يتحدث مع مجموعة من المقاتلين الاجانب الذين اجتمعوا في مطعم لتناول الغذاء. وقال ان الجهاديين الاجانب جاءوا من كل الامكنة التي يمكنك تخيلها حيث جاءوا لقتال الاسد والان امريكا مرة اخرى.
بلدة الباب
وفي بلدة الباب التي تقع تحت سيطرة المقاتلين منذ 14 شهرا يقول مراسل الصحيفة ان تاريخ الثورة وتطورها مكتوب على جدران البلدة بيوتها ومدارسها وما يميز الواقع هناك هو حضور اعلام القاعدة التي تبنتها الدولة الاسلامية في العراق والشام، وينقل عن ابو نشأت احد سكان البلدة انهم لا يحبون الوضع الحالي ولكنهم لا يريدون فتح جبهة جديدة مع القاعدة وحلفائها. ويشير الى ان المدرسة التي اتخذتها الدولة الاسلامية مركزا لقيادتها قد اخليت وترك عليها ملثمان لحراستها. وينقل عن احد مقاتلي لواء التوحيد نقده لممارسات الدولة حيث يقول ‘قد يكون تعلموا قتال الامريكيين لكنهم لم يتعلموا شيئا من العراق’ مضيفا ان اتباع التنظيم يعتقد بكفر من لا يفكر على طريقتهم. ويبدو المقاتل هذا مع فكرة الصحوات العراقية التي ادت الى تراجع تأثير القاعدة عام 2007 حيث قال ‘نحن بحاجة الى نفس الشيء’. واضاف متهما مقاتلي الدولة الاسلامية بانهم يحاولون ‘سرقة الثورة، وقد يكونون سرقوها، ولكن لا يغرنك انتشار الاعلام السود وانها تعبر عن دعم الناس لهم، لكن ليست لدينا القدرة على قتالهم الان، ومن سيدعمنا امريكا؟ اوروبا؟ العار عليهم الا يرون ان سورية ستجر كل الشرق الاوسط؟’ الى مصير مظلم. وبالنسبة لابو اسماعيل فانه لا يرى خوفا من صحوات سورية، فهو عراقي ولديه خبرة في العمليات العسكرية ومظهر عدم خوفه نابع من ان جماعته تعامل الناس بطريقة جيدة ‘واذا ارتكب امير اي خطأ فانه يعاقب حسب قوانين الشريعة، ولا توجد قوانين تطبق علينا واخرى على الناس، والصحوات امر لا نلقي له بالا’، ويعتقد ابو اسماعيل ان دفعة الجهاد ماضية ‘فان استطعت السيطرة على هذا الجزء من سورية فانك ستسيطر على كل الشرق الاوسط’
ستكون متأخرة
وعلى العموم فالكثير من المقاتلين يقللون من اهمية الضربة الامريكية وان كانت ستحدث اثرها المطلوب، وأنها جاءت متأخرة. فالامريكيون لن يدمروا سوى العربات المدمرة والبنايات الفارغة. ويقول مراسل صحيفة بريطانية ان مواطنين قالوا له ان سيقومون بتدمير الطائرات الامريكية في الجو، حيث لوحوا بالكلاشينكوفات القديمة في الهواء. وعندما سألهم عن طبيعة الاسلحة التي سيستخدومونها لضرب الصواريخ الامريكية قالوا ان لديهم اسلحة سرية قادرة على المقاومة. وعلى الرغم من حس البطولة التي يبديه هؤلاء الجنود الا انهم وسكان العاصمة يراقبون تطورات الاحداث بنوع من القلق، وتنتشر الشائعات الكثيرلة عن قيام الجيش السوري بتفكيك نظام الرادار في مطار دمشق الدولي، وان الجيش اخفى حاملات الصواريخ والدبابات فيما قامت وزارة الاعلام بتحضير قناة تلفزيونية جديدة جاهزة للبث حالة ضرب القناة الرسمية. ولم ير على جبل قاسيون المطل على العاصمة سوى عدد قليل من الجنود وهو امر مثير للغرابة لان الجبل فيه قاعدة عسكرية ضخمة.
قلق إسرائيلي من مشاركة نتنياهو في النقاش الأمريكي الداخلي لضرب سورية
أشرف الهور
غزة ـ ‘القدس العربي’ : وجهت مصادر إسرائيلية كبيرة انتقادات لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وأركان حكومته من الوزراء، على خلفية إقحام إسرائيل في النقاش الأمريكي الداخلي حول ضرب سورية.
وأعربت هذه المصادر التي وصفتها الإذاعة الإسرائيلية بـ ‘الكبيرة’ عن قلقها من إقحام إسرائيل في النقاش الداخلي الأمريكي حول الملف السوري، وحذرت من أن تلجأ سورية إلى مهاجمة إسرائيل ‘في حال توجيه ضربة عسكرية أمريكية إليها’.
ولم ينف مكتب نتنياهو ما ذكرته تقارير صحافية من أن رئيس الوزراء يحاول مساندة الرئيس الأمريكي براك أوباما من خلال إجراء مكالمات هاتفية مع أعضاء بارزين في الكونغرس لإقناعهم بدعم سياسة أوباما.
ويريد الرئيس الأمريكي الحصول على تأييد من الكونغرس لتوجيه ضربة عسكرية إلى النظام السوري. ووفق الإذاعة الإسرائيلية فإن اللوبي الأمريكي المؤيد لإسرائيل ‘إيباك’ يبذل مساعيه في صفوف أعضاء الكونغرس لإقناعهم بان أي عملية عسكرية ضد سورية تتماشى مع المصلحة الإسرائيلية، لا سيما وأن الامتناع عن القيام بمثل هذه العملية ‘يشكل رسالة مزعجة لحكومة طهران التي تدعم بشار الأسد’.
وفي رسالة حملة تطمينات للإسرائيليين عقب التحذير السابق عادة الإذاعة ونقلت عن مصادر سياسية في تل أبيب القول أنها ‘ترجح ألا يبادر الرئيس السوري بشار الأسد إلى ضرب إسرائيل’.
وقالت المصادر أنه لم يتضح بعد ما إذا كان الرئيس أوباما سيحظى بدعم غالبية أعضاء الكونغرس لفكرة توجيه ضربة عسكرية لسورية.
وأشارت إلى أن هناك مؤشرات تدل على أن سورية وإيران ستطرحان خلال الأيام القليلة المقبلة مبادرة دبلوماسية لحل الأزمة، من شأنها أن تقيد الرئيس أوباما وتجبره على إرجاء البت في مسألة مهاجمة سورية.
المعارضة السورية: العرض الروسي “مناورة سياسية“
أ. ف. ب.
أصرّت المعارضة السورية على توجيه الضربة العسكرية إلى نظام الرئيس بشار الأسد، معتبرة أن العرض الروسي بوضع الأسلحة الكيميائية تحت الاشراف الدولي ما هو إلا مناورة سياسية.
بيروت: نددت المعارضة السورية بالعرض الروسي القاضي بوضع الاسلحة الكيميائية السورية تحت اشراف دولي لتجنيب البلاد ضربة عسكرية غربية، معتبرة انه “مناورة سياسية” ومطالبة بـ”رد” على نظام دمشق.
واعلن الائتلاف الوطني السوري في بيان ان “دعوة (وزير الخارجية الروسي سيرغي) لافروف الاخيرة .. تعتبر مناورة سياسية تصب في باب المماطلة غير المجدية والتي ستسبب مزيدا من الموت والدمار للشعب السوري”.
وكان لافروف دعا الاثنين سوريا الى وضع ترسانتها الكيميائية تحت رقابة دولية على ان تتلف بعد ذلك، ووصف الرئيس الاميركي باراك اوباما هذه المبادرة بانها قد تشكل “اختراقا مهما” فيما قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري انها يمكن ان تمنع ضربات ضد النظام السوري.
واكد الائتلاف الوطني السوري بأن “مخالفة القانون الدولي تستوجب رداً دولياً حقيقياً ومتناسباً مع حجمها، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تسقط جرائم الحرب بالتقادم عن مرتكبيها، فالجرائم الجنائية ضد الإنسانية لا تسقط بتقديم تنازلات سياسية، أو بتسليم الأداة التي ارتكبت بها هذه الجرائم”.
ومن المرتقب ان يصوت الكونغرس الاميركي في الايام المقبلة على مشروع قرار يسمح لادارة اوباما باستخدام القوة ضد النظام السوري ردا على هجوم كيميائي حملت مسؤوليته الى النظام السوري في 21 اب/اغسطس قرب دمشق.
واضاف الائتلاف الوطني السوري “إن الضمان الوحيد لمفاوضات مجدية يمرً بتوفير جو جديً لهذه المفاوضات، من خلال وقف آلة القتل التي يستخدمها النظام المستنفد لجميع المهل، والمنتهج لكل أنواع القتل منذ سنتين ونصف، بدءاً من الذبح بالسكاكين مروراً بالحرق على قيد الحياة وصولاً إلى استخدام الأسلحة الكيميائية”.
دمشق توافق
واعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم الثلاثاء في موسكو ان سوريا “اعطت موافقتها” على الاقتراح الروسي لوضع ترسانتها الكيميائية تحت رقابة دولية بحسب ما اوردت وكالات الانباء الروسية.
وقال المعلم بحسب تصريحات اوردتها الوكالات الروسية مترجمة من العربية “بالامس عقدنا جلسة مفاوضات مثمرة مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (…) واعطينا منذ المساء موافقتنا على المبادرة الروسية”.
خطة ملموسة
واعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء ان روسيا تعمل مع النظام السوري على بلورة “خطة ملموسة” تهدف الى وضع الترسانة الكيميائية السورية تحت اشراف دولي.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي ان “الجانب الروسي يعمل حاليا على وضع خطة قابلة للتطبيق ومحددة وملموسة، وتجري في هذه اللحظات اتصالات حولها مع الجانب السوري”.
فابيوس: بوتين يقدم لنفسه “مخرجا”
اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الثلاثاء ان روسيا تقدم لنفسها “مخرجا” من خلال اقتراح وضع الترسانة الكيميائية للنظام السوري تحت اشراف دولي، مشيرا الى ان “حزم” الغربيين “اتى ثماره”.
وقال فابيوس لاذاعة اوروبا 1 “اعتقد ان (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين يقدم لنفسه مخرجا ربما، لان بقاءه متعلقا ببشار الاسد كما لو انه متعلق بصخرة (…) يشكل عبئا ثقيلا جدا”. واشار الى ما اسماه “انعطافا” من جانب الروس الامر الذي يثير “الاهتمام” وانما “الحذر” ايضا.
واضاف وزير الخارجية الفرنسي “نستقبل هذا الاقتراح باهتمام وحذر في آن. اهتمام لانها المرة الاولى التي يحصل فيها هذا الانفتاح وهذا قد يسمح ربما بايجاد حل. الحذر لأن ذلك يمثل رغم كل شيء انعطافا روسيا ولانه من الصعب جدا تطبيقه ايضا”.
وتابع فابيوس “الروس، في بادئ الامر، انكروا وجود مخزون اسلحة كيميائية في سوريا. ثم انكروا حصول مجزرة بالاسلحة الكيميائية. لقد تطوروا. حسنا”. وعزا الوزير الفرنسي هذا “الانعطاف” الى “حزم” الغربيين ورغبة موسكو في اخذ مسافة عن دمشق.
وقال ان “حزمنا ياتي ثماره وهم يدركون ان الادلة على حصول مجزرة بالاسلحة الكيميائية تزداد تأكيدا وبالتالي يريدون التخلص قليلا من القبضة السورية”.
ولم يستبعد فابيوس استمرار خيار الضربات العسكرية على دمشق بعد الاقتراح الروسي قائلا “اذا لم يوافق النظام السوري على الردع، على نزع ترخيصه بالقتل، سيكون المطلوب بالتأكيد رد فعل”.
كما لم يستبعد ان يكون هذا الاقتراح فخا. وقال “اذا كان ذلك فخا، يجب عدم الوقوع فيه”.
الاتحاد الاوروبي يريد التاكد من ان المبادرة جدية
تلقى الاتحاد الاوروبي الثلاثاء “باهتمام” الاقتراح الروسي القاضي بوضع الاسلحة الكيميائية السورية تحت اشراف دولي، لكنه اعرب عن الامل في التاكد من ان هذا الاقتراح “جدي” ويمكن ان يحظى بمتابعة فعلية، كما قال متحدث.
وقال مايكل مان المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون “ندرس الاقتراح باهتمام. ونرحب بكل اقتراح يمكن ان يقلص العنف في سوريا”.
واضاف مان “نحن على استعداد للمساعدة في عملية السلام (…) لكن يتعين علينا اولا ان نطلع على تفاصيل الاقتراح، ان كان جديا ويمكن تطبيقه”، مضيفا انه يجري حاليا درس رد فعل رسمي للاتحاد الاوروبي.
واعلن الاتحاد الاوروبي من جهة اخرى صرف مساعدة بقيمة 58 مليون يورو لدعم لبنان في مواجهة تدفق اللاجئين السوريين.
ولبنان هو البلد الاكثر تاثرا بالازمة السورية عبر استقباله اكثر من 680 الف لاجىء من اصل ما مجموعه 1,9 مليون، بحسب تقرير اخير للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة.
الضغط الدولي “اعطى نتيجة”
من جهة ثانية اعتبر وزير الدفاع الفرنسي جان-ايف لودريان الثلاثاء ان الضغط الدولي لا سيما من قبل الولايات المتحدة وفرنسا على النظام السوري “اعطى نتيجة” وذلك بعدما قدمت روسيا عرضا ينص على وضع الاسلحة الكيميائية السورية تحت اشراف دولي.
وقال الوزير “انها فرصة، ويجب اقتناصها ويجب ان يرد عليها نظام بشار الاسد رسميا وان يلتزم بحزم وان يتم تطبيق ذلك سريعا”. واضاف ان الاقتراح الروسي يجب ان يكون ضمن “مشروع قرار ملزم في الامم المتحدة” مؤكدا “لقد اعطى الضغط الدولي نتيجة”.
روسيا تسلح سوريا عبر مرفأ أوكراني على البحر الأسود
وكالات
قال تقرير نشرته واشنطن بوست الأميركية إن سفنًا تنقل السلاح إلى النظام السوري تنطلق من مرفأ أوكراني على سواحل البحر الأسود، كان منطلقًا للصواريخ السوفياتية إلى هافانا، إبان الحرب الباردة، في ما عرف بأزمة الصواريخ الكوبية.
في تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية اليوم، قالت إن النظام السوري يحصل على إمداداته بالسلاح من ميناء أوكراني على البحر الأسود. ويروي جون واريك، كاتب التقرير، فيقول: “في الخامس من كانون الثاني (يناير) الماضي، غادرت سفينة أوشن فورتشن ميناء أوكتيابرسك الأوكراني على البحر الأسود، وعلى متنها بضائع غير معروفة وأخرى مخفية، وكانت السفينة تبحر باتجاه الجنوب، فتسللت عبر مضيق البوسفور، واتجهت نحو شرق البحر المتوسط، ثم اختفت”.
لفت انتباههم
وأضاف الراوي وياريك: “اختفت السفينة عن الرادارات البحرية في التاسع من كانون الثاني (يناير)، أي بعد أربعة أيام من إبحارها، حين كانت قريبة من تركيا، متجهة نحو المياه المفتوحة، وقد تكرر هذا الأمر مع سفن شحن أخرى، خرجت من نفس الميناء على البحر الأسود، والذي يعد نقطة معروفة لانطلاق شحنات الأسلحة”.
وأخيرًا، مع تصاعد النزاع في سوريا، ووضع الحدود السورية البحرية والبرية تحت المجهر الغربي لمعرفة مصادر سلاح النظام التي لا تنضب، بدأ هذا السلوك يلفت انتباه محققين يتتبعون تدفق الأسلحة والإمدادات.
وتابع واريك: “عرفت الحكومات الغربية منذ وقت طويل أن روسيا تقدم دعمًا حاسمًا للرئيس السوري بشار الأسد ونظامه، بما في ذلك الأسلحة الثقيلة المستخدمة لوقف تقدم قوى المعارضة في المعارك، لكنّ مسؤولي الاستخبارات الغربية وخبراء مستقلين يقولون إن جزءًا كبيرًا من المساعدات يصل سوريا محملًا على السفن التجارية، ما دفع بالمحللين إلى مراقبة هذا الميناء العسكري في حقبة الحرب الباردة، وتاريخه الطويل في تسليح حلفاء الروس وبعض الأنظمة الأكثر قمعًا في العالم”.
شبكة واسعة
وكشفت دراسة جديدة ارتفاع حجم الشحنات من ميناء أوكتيابرسك في أوكرانيا إلى موانئ سوريا الرئيسية على البحر الأبيض المتوسط. وربط تقرير C4ADS، وهي مجموعة غير ربحية مقرها واشنطن، بعض السفن الكبيرة الخارجة من الميناء الأوكراني بشبكة واسعة من رجال أعمال وشركات وطيدة العلاقة بكبار المسؤولين الحكوميين في كل من روسيا وأوكرانيا. والاختفاء عن شاشات الرادارات ظاهرة حديثة نسبيًا، تتزامن مع انتقادات دولية لروسيا لمساعدة حليفتها سوريا منذ فترة طويلة، بالرغم من قمع النظام السوري الوحشي للسكان المدنيين.
وبحسب واشنطن بوست، اعترفت المجموعة كالبي ومقرها أوكرانيا، التي تملك سفينة أوشن فورتشن، في رسالة عبر البريد الإلكتروني، أن إحدى سفنها، واسمها أوشن فويدج، سافرت إلى سوريا في العام الماضي لتفريغ شحنات ذات غرض مزدوج، مسموح بها قانونيًا بموجب قواعد المنظمة البحرية الدولية، لكنها أكدت أن أي سفينة من سفنها لم تسافر إلى المرافئ السورية منذ ذلك الحين.
وبحسب أنظمة المنظمة البحرية الدولية، تدخل المتفجرات والمواد القابلة للاشتعال في باب “البضائع الخطرة”، لكن الأسلحة لا تدخل في هذا الباب. أما مسألة الاختفاء عن الرادارات، فقالت كالبي إن تعطيل الإشارة الإلكترونية في أي سفينة يتناقض مع مبادئ سلامة الملاحة، “ولذلك ينتهك القوانين المرعية في شركتنا”.
الميناء المجهول
وميناء البحر الأسود في أوكتيابرسك الذي تبحث واشنطن بوست في دوره بتسليح النظام السوري غير معروف لمعظم الغربيين، وذلك لسبب وجيه. فميناء أوكتيابرسك كان مرفأ سريًا، وجزءًا أساسيًا في سلسلة التوريد العسكرية للاتحاد السوفياتي السابق وحلفائه في جميع أنحاء العالم. فكان واقعًا تحت حراسة مشددة، ومنه أرسلت موسكو صواريخ يمكنها حمل رؤوس نووية إلى هافانا في العام 1962، حين وصلت الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي إلى شفير الحرب النووية في ما عرف باسم “أزمة الصواريخ الكوبية”.
ويضع محللو C4ADS ميناء أوكتيابرسك في مركز مرموق على خارطة تجارة السلاح الدولية، عن الاسلحة التي تربط روسيا وأوكرانيا بمجموعة واسعة من تجار الأسلحة في جميع أنحاء العالم.
ويحدد التقرير ميناء أوكتيابرسك نقطة منشأ لشحنات أسلحة من روسيا إلى أكثر من اثني عشر بلدًا يُعرف عنها قمعها الوحشي للمعارضة أو الأقليات العرقية أو الدينية فيها، وتشمل السودان، وجمهورية الكونغو الديمقراطية وبورما وفنزويلا والصين وأنغولا وإيران.
أسلحة مؤثرة
وتضيف واشنطن بوست أن الحكومات الغربية والشرق أوسطية أكدت وصول الأسلحة إلى سوريا، ما وفر للجيش السوري تقدمًا خلال الربيع الماضي، بعد أشهر من التقهقر بوجه مسلحي المعارضة، فاستعاد مدنًا رئيسية بمساعدة مقاتلي حزب الله من لبنان، وبفضل ما وصفه مسؤولون في الاستخبارات وتدفق الأسلحة والمعدات عالية الجودة. وشملت المواد التي وصلت في الشتاء والربيع طائرات هليكوبتر مجددة ودبابات، لتحل محل التي دمرت أو تعطلت خلال عامين من القتال، وفقًا لمسؤولين أميركيين وشرق أوسطيين يعرفون تفاصيل الشحنات.
وفي الوقت نفسه تقريبًا، وردت إلى سوريا مخزونات كبيرة من قاذفات الصواريخ وقذائف الهاون من عيار 240 ملم، التي تفرط القوات الحكومية في استخدامها لدك الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة. ونقلت واشنطن بوست عن مسؤولين تأكيدهم أن سوريا اشترت أيضًا معدات متطورة للرؤية الليلية ورادارات ميدانية تمكن المقاتلين السوريين من تعقب ومواجهة قذائف الهاون المتساقطة عليهم.
تسوية الاسلحة الكيميائية في سوريا قد تجنّبها طبول الحرب
ريما زهار – ايلاف
المبادرة الدبلوماسية التي اطلقتها روسيا ووافقت عليها سوريا حول الاسلحة الكيميائية قد تجنِّب سوريا طبول الحرب. فهل تعطي سوريا ضمانات بعدم استعمال الكيميائي مجددًا، وسحبه من سوريا؟.
بيروت: يعتقد النائب خضر حبيب ( المستقبل ) في حديثه لـ”إيلاف” أن هناك فرصة لإيجاد حل لموضوع الاسلحة الكيميائية في سوريا، وما حصل في موسكو بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الخارجية السوري وليد المعلم، ليس وليد الساعة، بل كان مخططًا له، مع تنسيق روسي اميركي، وفي قمة الـ20 شيء ما حصل بين القادة الاميركيين والروس من خلال تسوية معينة، وكان المخرج في موسكو من قبل طرح الروس تسليم الاسلحة الكيميائية لمجلس الامن، ورأينا ترجمة ذلك على الارض. ويضيف حبيب: “لا يمكن القول إن القضية انتهت هنا، لأن الشياطين تكمن في التفاصيل واعتدنا من النظام السوري عدم صدقيته، والمراهنة على عامل الوقت، لذلك ليس هناك تأكيد في ما يتوعد به النظام السوري، وهذا ما اعتدنا عليه السنوات الماضية، ولننتظر ونرى ما سيحصل في الايام المقبلة.
ويتطرق حبيب الى موضوع الشعب السوري الذي يُقتل في آلات التدمير، لم يُقتل فقط بأسلحة كيميائية بل ايضًا بأسلحة تقليدية، لذلك السؤال الذي يُطرح نفسه اليوم، في حال تم توقيف آلة القتل السورية عبر الاسلحة الكيميائية، وماذا بعد؟ ماذا سيحصل بموضوع الاسلحة التقليدية التي تقتل الشعب السوري كل يوم.
ولدى سؤاله هل تتعامل الولايات المتحدة الاميركية بايجابية مع المخرج الكيميائي الذي اوجد اليوم في الازمة السورية؟ يجيب حبيب الامر سيظهر وستتبلور الصورة خلال الايام المقبلة، سنرى ما هي حصيلة تصويت الكونغرس الاميركي على ضربة سوريا، ويجب أن تكون هناك موافقة من الكونغرس لضمانة نجاح عملية تسليم الاسلحة الكيميائية، واذا لم يعطِ الكونغرس الموافقة، فسيكون موقف الرئيس الاميركي باراك اوباما أضعف بكثير.
ويلفت حبيب الى وجود مبادرة حقيقية روسية اميركية دبلوماسية لتجنيب سوريا طبول الحرب، والسوريون لديهم خبرة في اطار المفاوضات واللعب على عامل الوقت والرهان عليه.
ولدى سؤاله هل تعطي سوريا فعلاً ضمانات بعدم استعمال النظام السوري للسلاح الكيميائي مجددًا، وهل يُسحب هذا السلاح من سوريا في المستقبل؟ يجيب حبيب:” المفاوضات التي تجري هي لتسليم كل الاسلحة الكيميائية من قبل النظام السوري الى الجهات الدولية ومن ثم اتلافها، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ما هي الضمانة أن يسلّم النظام السوري كامل اسلحته الكيميائية، ومن لديه اليوم علم بمدى الكمية الموجودة في سوريا، لا احد يعلم بذلك سوى اشخاص قلائل داخل النظام السوري.
وردًا على سؤال “غير أن اليوم يجري الحديث صراحة عن وجود اسلحة كيميائية، بينما في الماضي كان النظام السوري يخفي الموضوع؟ يجيب حبيب هناك ايضًا موضوع يتناول ما يلي: في حال سلّم النظام السوري الاسلحة الكيميائية لديه، هناك ايضًا اشخاص مسؤولون عمّا جرى في الغوطة الشرقية والغربية، والسؤال من هي الجهة التي استعملت واعطت قرارًا بقتل الاطفال والمشايخ، هل ستكون هناك محاكمة للاشخاص والقادة الامنيين المسؤولين عن اعطاء الامر باستعمال الاسلحة الكيميائية، والموضوع ابعد من تسليم سوريا اسلحتها الكيميائية، اذ إن هناك امورًا معلنة وأخرى غير معلنة في المبادرة الاخيرة، ونحن نشاهد فقط الخطوط العريضة لتلك المبادرة.
حماية اسرائيل
ولدى سؤاله بأن المخزون الكيميائي كان ولا يزال مصدر تأزيم مستمر وأحد مصادر الخطر على الامن الاسرائيلي، هل سيكون مفتاح الحل لعدم ضرب سوريا خصوصًا وأن اميركا تسعى دائمًا لحماية امن اسرائيل؟ يجيب حبيب :” هنا بيت القصيد، فسوريا هي دولة من دول المقاومة في المنطقة والرادعة للقضية الفلسطينية، وبمواجهة اسرائيل، وهذه الترسانة الكيميائية كانت من الممكن أن تواجه بها سوريا اسرائيل، كسلاح استراتيجي ضد اسرائيل، وهي كلفت الشعب السوري ملايين الدولارات، واليوم نشهد أن تلك الاسلحة التي كانت سدًا منيعًا ضد اسرائيل، سيتم تسليمها للاطراف الدولية لتلفها، فأين هذه الدولة اي سوريا التي كانت تشكل دولة المواجهة للتصدي لاسرائيل، ولم يُستعمل الكيميائي ضد اسرائيل وانما ضد الشعب السوري.
عرقنة سوريا
هل يجنّب الحل الدبلوماسي سوريا مصيرًا مشابهًا للعراق سابقًا؟ يؤكد حبيب أن الوضع في سوريا يختلف عن وضع العراق، لاسباب عدة، العراق لم يكن الاتحاد السوفياتي او ايران يدعمانه ماديًا ولوجستيًا وعسكريًا، في سوريا الامور تختلف، وهناك ضخ بملايين الدولارات من قبل النظام الايراني الى سوريا شهريًا، وهناك نفوذ ايراني يُستعمل مع روسيا، وكذلك نفوذ ايراني يستعمل مع الصين لحماية النظام في سوريا.
أوباما يرى في الخطة الروسية حول سوريا “اختراقًا” محتملًا
أ. ف. ب.
يقول الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه لم يصرف النظر عن الحل العسكري في سوريا، لكن بمجرد موافقته على درس الاقتراح الروسي بوضع الترسانة الكيميائية السورية تحت إشراف دولي يكون قد ارجأ الضربة المحتملة.
واشنطن: صرح الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الإقتراح الروسي القاضي بوضع ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية تحت إشراف دولي، ما يبعد عن نظام دمشق خطر الضربات الأميركية، قد يكون يشكل “اختراقًا كبيرًا”.
وحذر أوباما من أنه لم يصرف النظر عن الحل العسكري لكن الواقع إنه بموافقته على درس المبادرة الروسية ارجأ التحرك المحتمل. وكان أوباما يعتزم تخصيص يوم الاثنين لعرض خطته القاضية بشن ضربات عسكرية عقابية ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد على رأي عام أميركي مشكك.
مبادرة مفاجئة
وعوضًا عن ذلك وجد نفسه يعلق على مبادرة دبلوماسية روسية مفاجئة تقضي بفرض رقابة دولية على ترسانة محظورة من الأسلحة الكيميائية السورية وتدميرها. واقر أوباما الذي يواجه مهمة صعبة اذ يترتب عليه الحصول على موافقة الكونغرس للقيام بتحرك عسكري محدود، بأنه غير واثق من أن الكونغرس سيصوت قريبًا على هذه المسألة.
وقال في مقابلة مع شبكة ايه بي سي نيوز التلفزيونية: “لن اتكهن بأنكم ستشهدون سلسلة من عمليات التصويت هذا الاسبوع أو بشكل آنيّ”. وشدد في سلسلة من المقابلات التلفزيونية أجراها الاثنين على أن الخطة الروسية التي سارعت سوريا الى الموافقة عليها كانت نتيجة موقف الولايات المتحدة التي اظهرت جدية تهديدها باستخدام القوة العسكرية.
وقال أوباما لشبكة ان بي سي: “اعتقد أن ما نراه هو أن تهديدًا ذا مصداقية من الولايات المتحدة بشن ضربة عسكرية، بدعم محتمل من عدد من دول العالم الأخرى، جعلهم يتوقفون قليلاً للتفكير ويدرسون ما اذا كان يتحتم عليهم الاقدام على هذه الخطوة”.
وتابع “اذا ما فعلوا ذلك، فقد يشكل الامر اختراقًا هاماً. لكن علينا التشكيك لأن هذا ليس الاسلوب الذي رأيناهم يتصرفون بموجبه خلال السنتين الماضيتين”. وفي ست مقابلات منحها لوسائل اعلام مختلفة حرص أوباما على الاشارة الى أنه بحث المسألة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة مجموعة العشرين الاسبوع الماضي في سان بطرسبورغ.
وقال لشبكة فوكس: “اذا كان بوسعنا بذل هذه الجهود الدبلوماسية والخروج بآلية قابلة للتطبيق للتعامل مع هذه الأسلحة الكيميائية في سوريا، عندها فانني اؤيد ذلك تمامًا”.
الحلفاء يرحبون
واعرب حلفاء واشنطن الاوروبيون عن الموقف ذاته اذ رحبوا بالخطة مع التعبير عن تشكيك وتحفظات، ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى ازالة أسلحة سوريا الكيميائية تحت اشراف المنظمة الدولية.
واجتمع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين بنظيره السوري وليد المعلم وحضّ دمشق على “وضع مخزون سوريا من الأسلحة الكيميائية تحت مراقبة دولية ومن ثم التخلص منه”. ورحب المعلم من موسكو بهذا الاقتراح ولو أنه لم يتضح في الوقت الحاضر ما اذا كان الاسد سيعطي موافقته.
وندد مقاتلو المعارضة الذين كانوا يأملون بأن تنفذ الولايات المتحدة ضربات ضد قوات النظام، بالخطة ونعتوها بـ”الكذب والتضليل”. كذلك اعرب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن قلقه من أن تكون الخطة مجرد “تكتيك للتمويه” لكنه رحب بها بصورة عامة.
كذلك اعتبرت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل أن اقتراح الكرملين “مثير للاهتمام”، لكنها دعت الى تطبيقه بشكل سريع وعدم استخدامه “للمماطلة”. اما فرنسا، الحليف الغربي الوحيد الذي ابدى صراحة استعداده للمشاركة في ضربات تقودها الولايات المتحدة، فقالت إن على الاسد أن يتعهد “بدون ابطاء” بتدمير مخزونه من الأسلحة الكيميائية.
من جهته، دعا بان كي مون الى اقامة مناطق في سوريا تشرف عليها الامم المتحدة يتم فيها التخلص من أسلحة سوريا الكيميائية. وقال إنه قد يقدم هذا الاقتراح الى مجلس الامن الدولي اذا ما اكد المفتشون الدوليون استخدام أسلحة كيميائية في سوريا، في محاولة للخروج من “الشلل المحرج” الذي يعاني منه المجلس حيال الازمة السورية.
الأسد يحذر
وقبل ذلك بساعات وجه الاسد تحذيراً الى واشنطن في حديث بثته شبكة التلفزيون الأميركية سي.بي.اس، مؤكداً أنها “ستدفع الثمن” في حال هاجمت سوريا. وان كان أوباما وصف الطرح الروسي على أنه انتصار لسياسة التهديد بالخيار العسكري التي انتهجتها واشنطن، الا أنه ما زال يواجه عقبة في سياسته الداخلية.
فبعدما اختار أن يطلب موافقة الكونغرس على شن ضربة عسكرية محدودة على سوريا، فإنه يواجه اليوم هزيمة محتملة حتى في صفوف حزبه الديموقراطي.
الشيوخ الأميركي يرجىء التصويت
واعلن زعيم الغالبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد أنه سيرجئ عملية تصويت أساسية حول السماح باستخدام القوة بانتظار أن يتوجه أوباما بكلمة الى مواطنيه الثلاثاء من البيت الابيض للدفاع عن موقفه.
وقال أوباما معلقًا على امكانية الفوز بالعدد المطلوب من الاصوات للحصول على الضوء الاخضر “لن اذهب الى القول بأنني واثق” من ذلك. واضاف “أنني واثق بأن اعضاء الكونغرس سيتعاملون مع هذه المسألة بجدية كبيرة وسيبحثونها عن كثب”.
ويلقى الخيار العسكري معارضة قوية في الكونغرس، تعكس معارضة غالبية الناخبين الأميركيين الذين سئموا العمليات العسكرية بعد حربي العراق وافغانستان، وما واكبهما من خسائر بشرية ومادية. ويسيطر الجمهوريون المعارضون لأي خطوة يقدم عليها أوباما على مجلس الشيوخ.
اما في مجلس النواب، فإن بعض الديموقراطيين المعارضين للحرب سيرفضون خطة أوباما على الارجح، ولن يكون دعم المحافظين الجدد المؤيدين للحرب في صفوف الجمهوريين كافياً لاقرار الخطة. وفي هذه الاثناء وبمعزل عن المناقشات السياسية، نشرت الولايات المتحدة سفنًا حربية مجهزة بصواريخ كروز في شرق المتوسط تمهيدًا لما وصفه مسؤولون أميركيون بضربة عقابية محدودة.
وبحسب الاستخبارات الأميركية، فإن الهجوم الكيميائي الذي وقع في 21 اب/اغسطس في ريف دمشق اسفر عن 1400 قتيل بينهم 400 طفل. ودانت عدة دول غربية والجامعة العربية الهجوم على انه جريمة حرب اتهمت النظام السوري بتحمل مسؤوليتها.
واعتبر أوباما أن الضربات العسكرية ضرورية للدفاع عن القوانين الدولية التي تحظر استخدام أسلحة كيميائية. ورفض استبعاد احتمال التحرك بشكل منفرد من دون دعم الكونغرس ولا الاسرة الدولية، غير أن هزيمة سياسية في الكونغرس ستشكل صفعة لمصداقيته كما لمصداقية الولايات المتحدة وستعزز موقع الاسد.
الاحتباس الحراري: هل يكون سبب الحرب في سوريا؟
لوانا خوري
ايلاف
ربط عالم مناخي الصراعات الدموية في العالم بظاهرة الاحتباس الحراري، لكنه اعترف أن لا توافق عالمي على هذا الربط، مكتفيًا بالنهاية بالقول إن الاحتباس الحراري عامل يزيد التهديد بتداعيات أمنية عالمية.
أن يربط الصراع السوري بالاسلام المجاهد، أو بالقاعدة، أو بالارهاب الدولي، أو بالطغيان الذي برع فيه الرئيس السوري بشار الأسد، فهذا طبيعي، لكن أن يربط هذا الصراع الدامي، المستمر منذ عامين ونصف، والذي أودى بحياة أكثر من 100 ألف سوري، بالاحتباس الحراري، فهذا مدعاة للدهشة.
تغاضى العسكريون
يقول فرانشيسكو فيميا، المؤسس المشارك لمركز المناخ والأمن، إن الصراع السوري الذي تتجه إليه أنظار العالم الآن، مع التهديد الأميركي بضرب النظام السوري، أتى بعد أسوأ موجة جفاف طويلة الأجل بسبب تلف المحاصيل الزراعية منذ بدء الحضارات في الهلال الخصيب.
يضيف في تقرير لـ “ذا دايلي كولر”: “هذا الجفاف الشديد، بالاضافة إلى تلف واسع النطاق للمحاصيل الزراعية بسبب سوء سياسة النظام السوري الزراعية، شجعا على هجرات جماعية من الريف إلى المدن، التي كانت مزدحمة أصلًا بسبب لاجئين من العراق، لكن المحللين العسكريين تغاضوا عن هذه العوامل، وقالوا إن سوريا ستكون عصية الاضطرابات مدنية اجتاحت أنظمة استبدادية أخرى في الشرق الأوسط، لكن تحت رماد دولة بدت لجميع مستقرة، كان جمر بيئي وبشري يستعر”.
تداعيات أمنية
بحسب فيميا، يتجلى تغير المناخ في المقام الأول من خلال المياه، “لكن التجليات تختلف من مياه إلى أخرى، ويمكن أن تؤدي إلى الجفاف العام، أو إلى عاصفة هوجاء، أو إلى هطول كمية غير معتادة من الأمطار يتبعه الفيضانات، فالمسألة لا يمكن اختصارها بكلمة ندرة فقط، انها فيض وندرة بشكل غير متوقع على الإطلاق”.
ويتابع فيميا تحليله المناخي قائلًا: “لتغير المناخ تداعيات أمنية عالمية، والصراعات وجه واحد من وجوهها الكثيرة”.
فقد بدأ الباحثون في الآونة الأخيرة الاهتمام أكثر فأكثر بالآثار التي تتركها ظاهرة الاحتباس الحراري على العلاقات الدولية، وعلى النزاعات بين الدول المختلفة، أو ضمن الدول نفسها. وتقول إحدى الدراسات الحديثة إن التحولات في مناخ الأرض ارتبطت تاريخيًا بالصراعات العنيفة، فالاحترار العالمي قد يفاقم النزاعات في أنحاء العالم.
يضاعف التهديد
إلا أن هذا الأمر لم يحصّل بعد إجماعًا بين الخبراء العسكريين. ويقول وليام مارتل، الأستاذ المشارك في دراسات الأمن الدولي بجامعة تافتس، في هذا الاطار: “ليس ثمة توافق في المجتمعات العلمية أو السياسة على العوامل المساهمة، إن لم نقل المسببة، للصراعات”.
وهنا لا بد من ذكر جيف كويتير، رئيس معهد مارشال، الذي ألف بحثًا بين فيها أن العوامل البيئية نادرًا ما تحرض على الصراعات، بل كثيرًا ما تولد التعاون بين الدول، مضيفًا: “لكي تولد العوامل البيئية صراعًا ما، ينبغي وجود عوامل أخرى، مثل القمع، والصراعات طويلة الأمد بين بلدين يتنافسان على مناطق أخرى”.
إزاء هذه الآراء، يعترف فيميا أنه من المبكر بعد ربط ظاهرة الاحتباس الحراري بالتسبب في حصول النزاع. يقول: “علينا بعد تفنيد الروابط بين التبدل المناخي والجفاف، والتشرد، وبالتالي نشوء الصراعات، ونحن نقول إن تغير المناخ يسبب الصراعات المسلحة، لكنه بالتأكيد عامل يضاعف التهديد، فهو يجعل التهديدات الأخرى لأمن الإنسان أشد سوءًا”.
ميزان القوى سوريًا: النظامي متفوق عتادًا والحر متفوق عديدًا
عبدالاله مجيد – ايلاف
يرسم خبراء عسكريون صورة ميزان القوى في سوريا، فيقولون إن الجيش النظامي متفوق في السلاح والعتاد، بينما الجيش الحر متفوق في العدد، إذ ينضوي تحته نحو 100 ألف مقاتل، غير المقاتلين الإسلاميين، يعادونه عقائديًا ويساندونه عند اشتداد المعارك.
تعتمد أي محاولة لتحديد هوية الفصائل المسلحة للمعارضة السورية على من يُسأل عن هويته، ويختلف الخبراء الذي يتابعون الحرب الأهلية السورية، وليس السياسيين وحدهم، على قوة العناصر الجهادية في صفوف المعارضة. كما لا يعرف أحد عدد المقاتلين، الذين يحاربون قوات النظام داخل الحدود السورية، وقلة من الخبراء مستعدون للمغامرة بإعطاء تقديرات إحصائية. ثم هناك تداخل بين الفصائل التي تتسم عملية فرزها بتعقيد بالغ.
قليل من مبالغة
عمومًا، تنضوي غالبية المقاتلين تحت سيطرة المجلس العسكري الأعلى للثورة السورية، الذي شُكل في كانون الأول (ديسمبر) الماضي بقيادة اللواء سليم إدريس. والمجلس هو حلقة الوصل الرئيسة بين قيادة المعارضة المسلحة على الأرض والائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية.
وأعلن قائد الجبهة الجنوبية العميد زياد فهد أن لديه 30 ألف رجل من مقاتلي الجيش السوري الحر يقفون على أهبة الاستعداد للتقدم نحو دمشق، إذا بدأت الضربات الأميركية المرتقبة. لكن إليزابيث أوباغي، الباحثة في معهد دراسة الحرب في واشنطن، قالت لمجلة فورين بوليسي: “في هذا قليل من المبالغة على الأرجح، فهناك أعداد كبيرة من المقاتلين، لكن ليس واضحًا ما إذا كان التنسيق بينهم كافيًا للقيام بعملية كهذه”.
أحد أسباب ذلك العدد الكبير من المجموعات المسلحة الصغيرة، سواء المنضوية تحت لواء المجلس العسكري الأعلى أو خارجه. وأكبر التنظيمات المنضوية تحت راية المجلس هي جبهة التحرير الإسلامية السورية. وقالت أوباغي إن الجبهة هي التحالف الأكثر اعتدالًا في سوريا، وتعيّن عليها أن توقع ميثاق شرف، وأن تكون مسؤولة أمام المجلس الأعلى، وهذا ما تلتزم به الجبهة في معظم الأوقات.
وفي 22 آب (أغسطس) الماضي، هدد أربعة من أصل خمسة قادة عسكريين على مستوى المناطق في المجلس العسكري الأعلى بالاستقالة إذا لم يتلقوا أسلحة إضافية، ولم يُفسح لهم مجال أوسع للعمل مع جماعات إسلامية متطرفة خارج مظلة المجلس، وهو الحاصل أصلًا بصورة غير رسمية، بحسب فورين بوليسي.
معه وضده
تضم بعض هذه الجماعات الجبهة الإسلامية السورية، التي تختلف عن جبهة التحرير الإسلامية السورية. فالجبهة الإسلامية السورية ائتلاف متطرف، لم ينضم رسميًا إلى المجلس العسكري الأعلى، كما قالت أوباغي. لكنها لاحظت أن هناك كتائب وألوية ترتبط بالطرفين، وتقول إنها جزء من المجلس العسكري الأعلى والجبهة الإسلامية السورية على السواء.
ثم هناك جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام المرتبطتان بتنظيم القاعدة. واختصمت الجماعتان على مستوى القيادة، لكن أيمن جواد التميمي، الباحث في منتدى الشرق الأوسط في واشنطن، يصف الصراع بين الجماعتين بالمنافسة الودية.
وتعمل هاتان الجماعتان بصورة مستقلة عن المجلس العسكري الأعلى، وعن جبهة التحرير الإسلامية السورية والجبهة الإسلامية السورية. ولاحظ الخبير الأمني كيرك سويل أن مسلحي الجماعتين كانوا أحيانًا يقاتلون إلى جانب فصائل أخرى في المعارضة، بما فيها الجيش السوري الحر، كما في معركة السيطرة على مطار منغ العسكري قبل شهر، وضدها في أحيان أخرى، كما في مدينة الرقة.
قوتهم في عددهم
يختلف الخبراء على عدد مقاتلي المعارضة السورية المسلحة، لكن العديد منهم يتفقون على أن قوتهم تكمن في عددهم، أو كما قال الباحث كينيث بولاك من مركز سابان في معهد بروكنز: “إحدى الطرق لفهم الديناميكيات العسكرية للحرب الأهلية السورية أن قوات النظام متفوقة بالسلاح والمعارضة بالقوة العددية”.
وتقدر أوباغي أن هناك نحو 80 إلى 100 ألف مقاتل يشاركون في عمليات هجومية وحماية المدن والأحياء، وأن غالبية هذه القوى متحالفة مباشرة مع المجلس العسكري الأعلى للثورة السورية برئاسة اللواء سليم إدريس. وهناك زهاء 10 إلى 15 ألفًا يحسبون أنفسهم على الجبهة الإسلامية السورية. وتتسم تقديرات القوة العددية للجماعات المنتمية إلى تنظيم القاعدة بالإبهام.
فإن الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى آرون زلين يقدر أن 5000 إلى 10000 جهادي أجنبي وصلوا إلى سوريا، عدا العناصر التي جُنّدت محليًا، في حين تقدر الباحثة أوباغي عدد مقاتلي جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام في حدود 5000 إلى 7000 مسلح.
وفي 25 آب (اغسطس) المنصرم، أفادت وكالة رويترز بأن الائتلاف الوطني أعدّ خطة لتشكيل جيش وطني بقيادة مركزية.ورفضت الميليشيات الإسلامية هذه الخطة على الفور، بوصفها محاولة لتهميشها، وانتقدها قادة فصائل مسلحة في المجلس العسكري الأعلى نفسه.
وقالت أوباغي لمجلة فورين بوليسي إن الخطة لن تحرز تقدمًا لأن المقاتلين لا يشعرون بأن باستطاعتهم استعداء بعضهم على بعض. واعتبر الباحث زلين أن من المفارقات الكبيرة للانتفاضة المسلحة أن المعارضة السورية رغم تعدد فصائلها وتشظيها ترتبط في ما بينها على ساحة المعركة، لأنه ليس هناك فصيل قوي بما فيه الكفاية لفرض إرادته على الآخر، “فهم يحتاجون بعضهم بعضًا”.
مسيحيو سوريا خائفون من بلوغ مصير مسيحيي لبنان والعراق
لميس فرحات
ايلاف
واجه المسيحيون في الشرق الأوسط الحصة الأكبر من الاضطهاد، نتيجة للتغيير السياسي في الشرق الوسط في السنوات الأخيرة. واليوم يشعر مسيحيو سوريا أن مصيرهم لن يكون أفضل ممن سبقوهم، ويستعدون لدرب جلجلة جديدة.
بعد سيطرة مقاتلين سوريين من جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة على بلدة معلولا المسيحية التاريخية، يقول المراقبون إن المسيحيين الذين يبلغون نحو 10% من سكان سوريا قد يتعرّضون للإبادة أو الهجرة الجماعية، في حال سقط نظام الأسد، ما يجعلهم أكثر عرضة للاضطهاد.
وتقول أثراء، وهي أم سورية فرّت أخيرًا من قريتها على الحدود السورية العراقية إلى الأردن مع زوجها واثنين من أبنائها: “أريد أن يبقى الرئيس بشار الأسد في السلطة، لأنه كان جيدًا مع المسيحيين”. وأضافت: “بشار أعطى حرية دينية للمسيحيين، فلم يكن ينقصنا شيء. أما اليوم فنتوقع أن يحدث لنا ما حدث لمسيحيي العراق”.
تحديات تهدد المسيحيين
من مصر إلى لبنان وسوريا، يخشى كثير من المسيحيين من أن صعود الإسلام السياسي والتشدد المتزايد يمكن أن يكون له أثر غير متناسب على الأقليات المسيحية المحاصرة بالفعل، كما هي الحال في العراق على مدى العقد الماضي. وغادر ما يقرب من نصف مسيحيي العراق، الذين يبلغ عددهم مليون نسمة تقريبًا، ويشكلون في بعض الأحيان 20 % من اللاجئين العراقيين، على الرغم من أنهم يمثلون 5 % فقط من إجمالي عدد سكان البلاد.
وفي مؤتمر حول التحديات التي تواجه المسيحيين العرب استضافه الأردن في الأسبوع الماضي، شدد أكثر من 50 من قادة المسيحيين البارزين، فضلًا عن عدد من كبار علماء الدين الإسلامي، على ضرورة الحوار بين الأديان للمساعدة على قمع الطائفية المستعرة.
سلط المؤتمر الضوء على الدور الذي لعبه المسيحيون في المجتمعات العربية منذ ألفي عام، وحتى في عصور ما قبل الإسلام، باعتبار أن الخطر الطائفي لا يهدد الأفراد فقط، بل المجتمعات ككل، في حال بدأت موجة تهجير المسيحيين. وقال البطريرك الأرمني نرهان مانوكيان من القدس: “يرزح الوجود المسيحي اليوم تحت تهديد الكثير من التحديات التي تهز أركان الثقافة العربية، والمكون المسيحي داخلها، خصوصًا مع ارتفاع منسوب الهجرة، ما يؤثر سلبًا على المسيحيين العرب”.
شتات عربي
كان مفيد صاحب إستديو تصوير في بغداد، حتى زاره رجال وضعوه أمام ثلاثة خيارات: أن يتحوّل إلى الإسلام، أو يدفع مبلع 70 ألف دولار كجزية تفرض على غير المسلمين، أو يُقتل مع عائلته. وبدلًا من هذه الاقتراحات الثلاثة، فضّل مفيد الفرار وزوجته إلى الأردن، حيث لجأ إلى كنيسة الآباء اليسوعيين، التي يديرها الأب ريمون موصلي، من الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية. وينتظر مفيد اليوم، مع مسيحيين عراقيين آخرين وعائلاتهم، للحصول على تأشيرات هجرة، لبدء حياة جديدة في الغرب.
ويحلم رضا وشفيقة بالعودة إلى منزلهما في جرمانا السورية، التي اضطرا للرحيل منها بعدما وصلتهما رسالة مفادها: “كل ما تملكه من مال هو ملكنا، زوجتك أيضًا ملكنا لنتمتع بها، وأطفالك لنا لنقتلهم. كل هذا حلالنا”. وبعدها احترق متجر رضا لبيع الخمور، فهرب مع زوجته وابنه أنس إلى الأردن، حيث يحاولون الاستقرار منذ أكثر من سنة، على أمل العودة في أقرب وقت ممكن عندما يسود الأمن في البلاد، بغضّ النظر عمّن يحكم سوريا. لكن رضا قلق من تكرار أمثلة بلدان أخرى، حيث اكتسبت القوات الإسلامية السلطة بعد الإطاحة بالأنظمة العلمانية.
وأشارت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور إلى صعود الإسلاميين في العراق وليبيا ومصر، إذ يواجه الأقباط في مصر، الذين يشكلون ما يقرب من 10 % من المصريين، أعمال عنف وخطف وقتل، وتتعرّض كنائسهم للحرق منذ انتفاضة العام 2011 التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك. وقال رضا: “إذا سيطر الإخوان في سوريا، لن تعود البلاد كما كانت، سنصبح مثل لبنان حيث لكل طائفة منطقة خاصة بها”.
أمة أو دولة؟
في الواقع، واحدة من المسائل الأكثر إلحاحًا اليوم هي موقع المسيحيين في دولة يعتمد دستورها وقانونها بشكل أكبر على الشريعة الإسلامية. وأكد القادة المسيحيون العرب في المؤتمر في الأردن في الأسبوع الماضي مرارًا وتكرارًا على ضرورة المساواة في حقوق المواطنة بين المسلمين والمسيحيين، معربين عن مخاوفهم من بعض التفسيرات الإسلامية لمفهوم الأمة، أي الأمة العالمية من المسلمين العابرة للحدود السياسية.
قال غريغوريوس الثالث لحام، بطريرك الروم الملكيين في أنطاكية وسائر المشرق، في معرض حديثه عن سوريا: “عبارة الأمة تلغي مفهوم الوطن والطابع التعددي للدولة”.
ولأن كل من المسلمين والمسيحيين يضطرون للتعامل مع الاضطرابات الهائلة في المنطقة، قال الشيخ علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق وأحد العلماء المسلمين الأربعة الذين حضروا مؤتمر التحديات التي تواجه المسيحيين في الأسبوع الماضي، قال إنه يدين الهجمات على الأقباط وإحراق الكنائس وإذلال المسيحيين في مصر. أضاف: “هذا انتهاك كبير، ليس فقط على الصعيد الإنساني، ولكن على الصعيد الإسلامي أيضًا. لا بد من القضاء على هذه المأساة التي يذهب ضحيتها إخواننا في مصر”.
وسط كل هذه الاضطرابات، يحاول المسيحيون التمسك بإيمانهم ليستمدوا منه القوة. فعلى الرغم من الخوف ومشاعر عدم اليقين، يأمل مسيحيو سوريا في أن يكون مصيرهم أفضل من مصير غيرهم في الدول المجاورة.
واشنطن وموسكو تسعيان لوضع الترسانة الكيماوية السورية على طاولة المفاوضات
تضارب بعد تصريحات حول إمكانية وقف ضربة عسكرية مقابل تسليم أسلحة دمشق.. والمعلم يعلن موافقة بلاده على المقترح
لندن: مينا العريبي موسكو: «الشرق الأوسط»
في وقت تبدو الإدارة الأميركية عازمة على بذل جهود واسعة لإقناع الكونغرس على منحها تفويضا للقيام بضربة عسكرية ضد سوريا، أدى تصريح أدلى به وزير الخارجية الأميركي جون كيري في لندن صباح أمس إلى انطلاق تكهنات حول إمكانية وقف الضربة مقابل تسليم نظام الرئيس السوري بشار الأسد ترسانة الأسلحة الكيماوية لتكون تحت مراقبة «المجتمع الدولي» بحسب كيري. وسارعت روسيا أمس إلى دعم هذا المقترح، بل تبنيه, على الرغم من إصرار وزارة الخارجية الأميركية بأن تصريح كيري كان «افتراضيا» وليس عرضا محددا.
وبعد أن قالت وزارة الخارجية الأميركية إن كيري كان يتحدث بشكل مجازي عن استحالة أن يسلم الأسد الأسلحة الكيماوية، باتت وزارة الخارجية الأميركية والبيت الأبيض يشيرون إلى إمكانية تخلي النظام السوري عن الأسلحة الكيماوية بأنه «عرض روسي». وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هاري إن بلادها ستنظر إلى تصريحات لافروف والمعلم على الرغم من «شكوك بجدية» العرض وقد يكون «وسيلة لإضاعة الوقت»، وأضافت أن كيري تحدث مع لافروف أمس، من دون التوضيح إذا كانا قد نسقا موقفيهما مسبقا. أما نائب مستشار الأمن القومي الأميركي أنتوني بلينكين، فصرح بأن «من الواضح أن هذا العرض يأتي في إطار التحرك الأميركي والضغط الذي يفرضه الرئيس الأميركي».
وتمسكت دمشق بطوق النجاة، وأعلنت فورا استعدادها لوضع مخزونها من الأسلحة الكيماوية تحت الرقابة الدولية.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي دعا إلى مؤتمر صحافي إنه نقل الفكرة بالفعل إلى نظيره السوري وليد المعلم أثناء محادثات في موسكو وإن روسيا تتوقع «ردا سريعا.. وأتمنى أن يكون إيجابيا».
وبينما كان محور التصريحات الأولى لوزير الخارجية الأميركي في مستهل مؤتمره الصحافي مع وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ عن ضرورة توجيه ضربة عسكرية «تدفع» نظام الأسد للتفاوض، سألت صحافية أميركية كيري عما يمكن أن يقوم به نظام الأسد لتجنب ضربة عسكرية. فأجاب كيري دون تردد: «يمكنه أن ينقل كل جزء من أسلحته الكيماوية إلى المجتمع الدولي خلال أسبوع، ينقلها كلها، من دون تأخر ويسمح برصد كلي لها»، مضيفا: «لكنه لن يفعل ذلك ولا يمكن فعل ذلك بالطبع». وبعد أن انشغل الإعلاميون بمحاولة معرفة إذا كان هذا التصريح عرضا للنظام السوري، أو شبه إنذار بإطار زمني مدته أسبوع قبل إطلاق الضربة التي لم يحدد موعدها بعد، شددت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي على الطابع «الافتراضي» لموقف كيري، مشيرة إلى أنه لا يمكن قراءته أنه مهلة أو عرض للتفاوض موجه إلى «ديكتاتور وحشي» غير أهل للثقة، بحسب تعبيرها. وأضافت المتحدثة: «وزير الخارجية قدم طرحا افتراضيا بشأن استحالة واستبعاد رؤية الأسد يسلم أسلحته الكيميائية التي نفى استخدامها. لو أنه احترم القوانين الدولية السارية منذ مائة عام، ما كان بدأ باستخدام أسلحة كيميائية لقتل أكثر من ألف رجل، (امرأة وطفل)».
وتواجه الإدارة الأميركية حرجا بعد تصريحات كيري، إذ سعت أمس للتقليل من أهميتها، على الرغم من تجاوب لافروف الفوري معها. وزاد الإرباك حول مقترح تسليم الأسلحة الكيماوية، جاء تصريح من صفحة عبر موقع «تويتر» الإلكتروني، يدعي أنه تابع للمبعوث العربي – الأممي الأخضر الإبراهيمي يقول فيه إن الحكومة السورية على استعداد لتسليم الأمم المتحدة أسلحتها النووية. ولكن ظهر خلال أقل من ساعة من الزمن أن الصفحة زائفة ولا تعود للإبراهيمي. وبعد أن تناقل الإعلاميون التصريح، أفاد الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة عبر صفحته الموثقة الخاصة على موقع «تويتر» أن «مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الإبراهيمي ليس لديه صفحة على (تويتر)»، تابعوا الناطق باسم الأمم المتحدة وصفحة الأمم المتحدة للحصول على الأخبار الرسمية. وبعدها بقليل، عطلت شركة «تويتر» الحساب الزائف خشية من تداعيات سياسية لأي تغريدات – أو تصريحات تزيد من الإرباك في الموقف الدولي المتقلب تجاه الأزمة السورية.
ومن جهته، عقد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في نيويورك مؤتمرا صحافيا طالب فيه الحكومة السورية بـ«الموافقة الفورية» لنقل الأسلحة الكيماوية إلى «مكان آمن» من أجل التخلص منها بإشراف دولي.
وتمسك النظام السوري بالمقترح؛ إذ رحب وزير الخارجية السوري وليد المعلم فورا بالمبادرة الروسية بوضع ترسانة سوريا من الأسلحة الكيماوية تحت مراقبة دولية والتخلص منها لتجنب ضربات غربية ضد النظام السوري.
وقال المعلم في مؤتمر صحافي عاجل وإلى جانبه نائبه فيصل المقداد ومستشارة الأسد بثينة شعبان، في موسكو: «ترحب القيادة السورية بالمبادرة الروسية انطلاقا من حرصها على أرواح مواطنيها وأمن بلدنا، ومن ثقتنا في حرص القيادة الروسية على منع العدوان على بلدنا».
وكان وزير الخارجية الأميركي أقر، أمس، بأن توجيه ضربة عسكرية ضد سوريا يحمل مخاطر، ولكن اعتبر أن عدم التحرك «مجازفة أكبر»، مشيرا إلى أن عدم التحرك للرد على استخدام السلاح الكيماوي في سوريا سيشجع «إيران وحزب الله والنظام السوري» على استخدامه مستقبلا. وفي مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ في العاصمة لندن، صباح أمس، شدد كيري على أن «خطورة عدم التحرك أكبر من خطورة التحرك، على الجميع أن يتوقف ويفكر بذلك».
وبينما قال كيري إنه «يقدر» شعور من يعارض ضربة عسكرية على سوريا، فإنه شدد على أنها «لن تكون حربا»، بل سيكون «عملا عسكريا صغيرا». وأضاف: «الولايات المتحدة والرئيس (الأميركي باراك) أوباما وأنا وآخرون متفقون على أن نهاية النزاع في سوريا تتطلب حلا سياسيا، لا يوجد حل عسكري، لا توجد شكوك لدينا حول ذلك، ولكن يجب أن يتحقق الحل لأن الأطراف مستعدة للتفاوض على الحل السياسي». وتابع: «في حال يعتقد طرف أنه يستطيع محو أعداد لا تحصى من مواطنيه من دون محاسبة باستخدام الكيماوي، الذي حُرّم منذ نحو 100 عام، بسبب ما تعلمته أوروبا من الحرب العالمية الأولى.. إذا فعل ذلك من دون محاسبة، فلن يأتي لطاولة التفاوض».
وأكد أن «الحل لن يأتي على ساحة القتال، بل على طاولة المفاوضات، ولكن علينا الوصول إلى تلك الطاولة». وشدد على أن بذلك «سنوات في السعي لجلب الأطراف إلى طاولة المفاوضات، وخلق نوع من الحل السياسي لأن تبقى هذه أولويتنا الأولى».
واعتبر هيغ أنه لا يمكن «التوصل إلى حل سياسي في سوريا إذا سمح لنظام الأسد بالتخلص من المعارضة المعتدلة، وبحثنا طرقا يمكن أن نتبعها لمواصلة تنسيق دعمنا لهم».
وكرر كيري سرد «الأدلة» التي تملكها بلاده حول استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا يوم 21 أغسطس (آب)، قائلا إن «نظام الأسد أعطى الأوامر للاستعداد لهجوم كيماوي»، وحمل الأسد مباشرة مسؤولية الهجوم. وأضاف أن «الأسلحة الكيماوية في سوريا مسيطر عليها بشكل وثيق جدا من قبل نظام الأسد.. إن بشار الأسد وشقيقه ماهر وقائدا عسكريا (لم يحدد هويته) لديهم السيطرة على تحرك واستخدام السلاح الكيماوي».
وردا على سؤال حول نفي الرئيس السوري بشار الأسد استخدام السلاح الكيماوي، قال هيغ: «علينا أن نقع في خطأ وضع كثير من المصداقية في تصريحات زعيم (الرئيس الأسد) أشرف على كثير من جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية.. والذي نفى كثيرا أحداثا حدثت فعلا، ورفض في السابق الاعتراف بوجود أسلحة كيماوية، والآن تم الاعتراف بها». وأضاف: «يجب أن لا نقع في فخ تصديق كل كلمة تخرج من فم رجل كهذا».
وركز وزير الخارجية البريطاني على أنه على الرغم من قرار الحكومة البريطانية عدم المشاركة في أي عمل عسكري في سوريا، بناء على رفض البرلمان البريطاني لذلك، فإن لندن ما زالت تبذل جهودا واسعة لمعالجة الأزمة السورية.
وقال هيغ إن هناك أربعة محاور أساسية تعمل عليها لندن، وهي «خلق الظروف لعملية سلام (جنيف 2) يمكن أن تؤدي إلى حكومة انتقالية في سوريا، ومعالجة الوضع الإنساني البائس، ودعم المعارضة السورية المعتدلة وإنقاذ الأرواح على الأرض، ورابعا العمل على التوصل إلى رد دولي لاستخدام السلاح الكيماوي».
أوباما وإدارته يتواصلان مع الكونغرس والرأي العام
البيت الأبيض يعلن انضمام 14 دولة أخرى إلى بيان العشرين
واشنطن: هبة القدسي
واصل الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس حشد الرأي العام الأميركي لمساندة طلبه لتوجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري، حيث تشير المؤشرات إلى معارضة شديدة لتأييد عمل عسكري من جانب كل من المشرعين الأميركيين والرأي العام.
ويقول مسؤولو الإدارة الأميركية إن الرئيس أوباما لا يزال متفائلا بشأن الفوز بتصويت في مجلس الشيوخ لصالح توجيه ضربة عسكرية لسوريا. ومن المتوقع أن يتم التصويت على هذا القرار الأربعاء أو الخميس خلال الأسبوع الحالي، بعدها تتم مناقشته في مجلس النواب.
ويواجه أوباما تهديدا مزدوجا من الجمهوريين الذين يناهضون الحرب ويتشككون في استراتيجية أوباما ومبرراته في ضرب النظام السوري، وأيضا من أعضاء حزبه الديمقراطي الذين يعارضون الإقدام على عمل عسكري إلا في حالة الدفاع عن الولايات المتحدة. واستعانت إدارة أوباما بالمسؤولين السابقين بإدارة بوش وبخبراء السياسة الخارجية سعيا لإقناع المشرعين الجمهوريين. فيما يبدي الديمقراطيون تخوفهم من دعم حرب جديدة في المنطقة رغم دفاعهم بشكل عام عن سياسات أوباما الخارجية.
واظهر استطلاع للرأي لشبكة «سي إن إن» أن الرئيس أوباما يسبح ضد تيار جارف يتمثل في رفض أغلبية الرأي العام الأميركي لضربة عسكرية ضد سوريا، وأن نوايا التصويت في مجلسي النواب والشيوخ تبدو بعيدة عن الموافقة إلى الآن.
وتقول استطلاعات الرأي إن 25 عضوا بمجلس النواب يؤيدون التصويت لصالح القرار مقابل معارضة 148 شخصا، في حين لم يحسم 260 عضوا بمجلس النواب موقفهم بعد. وفي مجلس الشيوخ يؤيد 25 سيناتورا القرار بقوة، ويعارض 23 سيناتورا الضربة العسكرية، إضافة إلى 52 سيناتورا لم يقرروا رأيهم بعد. ويوجد قلق متزايد من أن الإقدام على عمل عسكري يمكن أن يقود إلى حرب طويلة وإلى انطلاق شرارة القتال على نطاق واسع في المنطقة.
وتؤكد استطلاعات «سي إن إن» الأميركية أن ثمانية من كل عشرة أميركيين يعتقدون أن نظام بشار الأسد أطلق بالفعل الأسلحة الكيماوية ضد شعبه، لكن سبعة من كل عشرة أشخاص يقولون إن مثل هذه الضربة لن تحقق الأهداف المهمة بالنسبة للولايات المتحدة، ويقولون إن تدخل الولايات المتحدة في الحرب الأهلية في سوريا المستمرة منذ عامين ليس من المصلحة الوطنية للولايات المتحدة. ويكثف أوباما جهوده للتواصل مع المشرعين والرأي العام، حيث قام بتركيز أجندة أعماله على لقاءات مع قادة البنتاغون وقادة الكونغرس، حول الملف السوري، وأجرى أوباما ستة مقابلات تلفزيونية مساء الاثنين مع شبكات «فوكس» و«سي إن إن» و«بي بي إس» و«إيه بي سي» و«سي بي إس» و«إن بي سي»، لإقناع الأميركيين والكونغرس بمبرراته لتوجيه الضربة العسكرية، إضافة إلى حديث يوجهه إلى الرأي العام الأميركي مساء اليوم (الثلاثاء) من مبنى الكونغرس.
وأول من أمس ظهر رئيس طاقم الموظفين في البيت الأبيض دينيس ماكدونو في جميع البرامج الرئيسة للترويج للضربة العسكرية في سوريا. ويكثف مساعدو أوباما جهودهم لإقناع أعضاء الكونغرس من خلال مكالمات هاتفية، ولقاءات مفصلة، وتعقد مستشارة الأمن سوزان رايس لقاءات اليوم الثلاثاء مع كتلة النواب السود في الكونغرس.
وقال المسؤولون بالإدارة الأميركية إنهم تحدثوا إلى 85 عضوا من مجلس الشيوخ وأكثر من 165 من أعضاء مجلس النواب خلال الأسبوعين الماضيين. ويشير المحللون إلى أنه رغم المحادثات المكثفة مع المشركين والجلسات الإعلامية فإن تلك المحادثات الماراثونية من أعضاء الإدارة كان لها تأثير محدود على المشرعين. وقال مصدر بالبيت الأبيض «كل ما نسمعه في تلك المحادثات مع أعضاء الكونغرس هو كلمة لا».
وقال نائب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض بن رودس، في تصريحات لشبكة «سي إن إن» أمس الاثنين، إن الإدارة واثقة من أن الكونغرس سيصوت لصالح منح الرئيس أوباما التفويض اللازم لاستخدام القوة العسكرية ضد نظام الرئيس السوري. وقال رودس «الهدف من الضربة العسكرية هو ردع وتجريد الرئيس بشار الأسد من القدرة على استخدام السلاح الكيماوي مرة أخرى». وشدد رودس على أنه لا توجد شكوك لدى الإدارة الأميركية على إقدام الرئيس السوري ونظامه على استخدام الأسلحة الكيماوية. وقال «سنمضي قدما لنثبت لبشار الأسد أن هناك عواقب لاستخدام هذه الأسلحة».
وفي سياق متصل أعلن البيت الأبيض أن 14 دولة أخرى وقعت على البيان الذي أصدرته 11 دولة في ختام قمة العشرين الجمعة الماضي، والذي تطالب فيه برد دولي قوي ضد نظام الأسد وتشجع الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لتعزيز حظر استخدام الأسلحة الكيماوية. ليصبح إجمالي الدول الموقعة على البيان 25 دولة.
وأوضح البيت الأبيض أن الدول الإضافية التي وقعت رسميا على البيان هي ألبانيا وكرواتيا والدنمارك واستونيا وألمانيا وهندوراس والمجر وكوسوفو ولاتفيا وليتوانيا والمغرب وقطر ورومانيا والإمارات العربية المتحدة.
فهمي: محاسبة النظام السوري ضرورية لكن ضمن الأمم المتحدة
رفض اعتبار الضربة العسكرية مدخلا لتحريك العملية السياسية
باريس: ميشال أبو نجم
رغم اجتماعين مع وزيري خارجية الولايات المتحدة وفرنسا، وآخر جماعي ضم مجموعة من وزراء الخارجية العرب مع الوزير جون كيري، ورغم الضغوط التي تمارسها واشنطن وباريس لكسب التأييد العربي لموقفهما الداعي لتوجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري، فإن وزير الخارجية المصري لم يغير خطابه ومواقفه وبقي متحفظا ورافضا للحل العسكري ولمن يروج لمبدأ أن الضربة العسكرية يمكن أن تفضي إلى الحل السياسي. وواظب الوزير المصري على الالتحاف بجلباب الشرعية العربية الممثلة في مجلس الجامعة وبما صدر عنها في الأيام الأخيرة رغم التطورات المتسارعة على صعيد الاتصالات الدولية وتوسع الدعم أوروبيا وعربيا لتوجيه لعمل عسكري ضد النظام السوري.
وفي لقاء مع مجموعة صحافية على هامش زيارته إلى باريس وبعد اجتماعه مع نظيره الفرنسي صباح أمس، شدد نبيل فهمي على موقف مصر الداعي إلى أن يكون استخدام القوة «آخر الاحتمالات» شرط أن يتم «من خلال آليات الأمم المتحدة وووفقا لميثاقها و(لمنطوق) القانون الدولي».
وقال فهمي لـ«الشرق الأوسط» إن القاهرة تعتبر أن «المحاسبة ضرورية» وأن استخدام الأسلحة الكيماوية «أمر مرفوض». بيد أن الرد عليه يتعين أن يكون «ضمن المنظومة الدولية (التي تبقى) رغم كل عيوبها أفضل السبل المتاحة لدينا». وردا على واشنطن وباريس وعواصم أخرى كثيرة التي ترى أن مجلس الأمن معطل أو أنه، وفق المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، «رهينة» بيد روسيا، اعتبر فهمي أن «عجز منظمة الأمم المتحدة لا يعني التخلي عنها بالكامل». استخدم الوزير المصري حجة إضافية؛ إذ رأى أنه ليس من السليم رفض احترام قواعد الأمم المتحدة (في حالة سورية) «بينما نحن نطالب باحترامها في حالات كثيرة أخرى».
ورفض الوزير المصري المنطق الذي تدافع عنه فرنسا والولايات المتحدة الأميركية الذي تسوق له الإدارة الأميركية والحكومة الفرنسية، القائل إن الضربة العسكرية، إضافة لكونها «عقابا» للرئيس السوري لاستخدامه السلاح الكيماوي ضد المدنيين في غوطتي دمشق الشرقية والغربية و«رادعا» سيمنعه في المستقبل من إعادة الكرة، فإنها ستسهل الوصول إلى الحل السياسي. وبحسب أصحاب المنطق المذكور، فإن تيقن الأسد من أنه لن يربح الحرب ميدانيا فسيدفعه ذلك للتوجه إلى طاولة المفاوضات وقبول تسوية. ويرد نبيل فهمي على ذلك بقوله إنه «فهم» أن منطق الضربة العسكرية هو «الرد على استخدام الكيماوي وليس تحريك الموقف السياسي». وفصل المسؤول المصري بين المسار السياسي الذي تؤيده مصر من جانب، والسلاح الكيماوي واستخدامه من جانب آخر.
وفي كل الجوانب المتعلقة بالملف السوري وكيفية معالجته، التزم الوزير المصري حرفيا بما صدر عن وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الأخير في القاهرة حيث حملوا مسؤولية استخدام الكيماوي للنظام السوري ودعوا المجتمع الدولي والأمم المتحدة للاضطلاع بمسؤولياتهم، ولكن «وفق قواعد ميثاق المنظمة الدولية وقواعد القانون الدولي» الأمر الذي يعيد النقاش إلى المربع الأول.
ورفض نبيل فهمي التعليق مباشرة على بيان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الذي دعا إلى «رد سريع» على استخدام النظام السوري السلاح الكيماوي، الذي يتأهب للذهاب أبعد من ذلك في البيان المفترض صدوره اليوم عن اجتماع وزراء خارجية في السعودية. وقال فهمي إنه «ليس من الحكمة التعليق على أجزاء من بيان»، مفضلا التشديد على أن المحاسبة يجب أن تتم «في إطار القانون الدولي». ولم تنحصر مناقشات فهمي في باريس في الموضوع السوري؛ بل احتل الوضع في مصر وتطوراته جانبا مهما منها خصوصا أنها زيارته الأولى خارج العالم العربي وإلى فرنسا تحديدا التي بدت منذ إزاحة الرئيس السابق محمد مرسي في موقف «غامض» من التطورات الداخلية المصرية. بيد أن باريس عمدت إلى تعديل موقفها؛ إذ لم تعد تطالب على سبيل المثال بالإفراج عن مرسي وعن قادة الإخوان المسلمين الذين ألقوا في السجن، وهو ما خلا منه بيان وزارة الخارجية. وجاء في البيان المذكور أن فرنسا «أخذت علما بالتزام الحكومة المصرية تطبيق خارطة الطريق للانتقال السياسي» الذي هدفه «بناء دولة ديمقراطية تحمي الحريات وتوفر العدالة لجميع المصريين». وحثت باريس الحكومة المصرية على إتاحة التعبير لجميع المصريين و«قيام حوار يضم جميع الأطراف» من غير أن تذكر بالاسم حق الإسلاميين في المشاركة في الانتخابات المرتقبة بعد كتابة الدستور والتصديق عليه.
دمشق تسعى لتفادي الضربة وتعلن استعدادها الحوار مع المعارضة دون شروط
المعلم ينقل شكر الأسد لبوتين على دعمه سوريا قبل وبعد قمة العشرين
موسكو – لندن: «الشرق الأوسط»
مع تصاعد الضغوطات الدولية والتهديدات بشن ضربة عسكرية أميركية تشل قدرات النظام السوري، أعلن وزير خارجية النظام وليد المعلم استعداد دمشق للمشاركة في مفاوضات مع المعارضة السورية لإيجاد حل سلمي للنزاع السوري. ونقل المعلم للقيادة الروسية شكر الرئيس السوري بشار الأسد لنظيره الروسي فلاديمير بوتين على مواقفه الداعمة للنظام قبل وبعد قمة العشرين التي عقدت الأسبوع الماضي.
وفي مواجهة تصاعد التهديدات بعمل عسكري ضد سوريا، التقى الوزيران الروسي والسوري، سيرغي لافروف والمعلم، في موسكو لبحث تطورات الوضع. وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي أعقب المحادثات بين الوزيرين إن «إمكانية الحل السلمي لا تزال موجودة»، مشيرا إلى أن دمشق لا تزال «مستعدة لمفاوضات سلام».
من جانبه، أكد المعلم استعداد النظام السوري للمشاركة في مؤتمر «جنيف 2» للسلام في سوريا «من دون شروط مسبقة»، في إشارة إلى المؤتمر الدولي للسلام الذي اقترح عقده في مايو (أيار) من جانب واشنطن وموسكو، لكن حالت دون عقده عقبات كبيرة بفعل التوتر الروسي – الأميركي.
كما أشار المعلم إلى استعداد النظام السوري إلى الحوار مع كل القوى السياسية المؤيدة لإعادة السلام إلى البلاد. إلا أنه حذر من أن موقف نظام بشار الأسد سيتغير في حال حصول الضربات العسكرية. وقال المعلم إن الهجوم الكيماوي الذي تتهم الولايات المتحدة قوات الأسد بشنه إنما هو ذريعة لتشجيع التدخل العسكري، وتساءل «هل يدعم الرئيس الأميركي باراك أوباما الإرهابيين؟». واتهم أوباما بدعم المتطرفين الإسلاميين وعقد مقارنات مع الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة في 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001.
وقال المعلم إنهم في سوريا يتساءلون كيف لأوباما أن يدعم من فجروا مركز التجارة العالمي في نيويورك. واعتبر أنه يزور موسكو في وقت بدأت فيه الحكومة الأميركية قرع طبول الحرب. كذلك حذر لافروف من إمكان «انتشار الإرهاب» في الشرق الأوسط في حال تم توجيه ضربات إلى سوريا. وقال لافروف «هناك عدد متزايد من السياسيين ورجال الدولة الذين يشاطروننا الرأي بأن سيناريو قوة سيقود إلى انتشار الإرهاب في سوريا والدول المجاورة، وإلى تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين». وتعارض موسكو، الحليفة الثابتة لنظام الرئيس الأسد، أي تحرك عسكري ضد دمشق تدعو إليه الولايات المتحدة وفرنسا، محذرة من مخاطر زعزعة الاستقرار في كامل المنطقة.ونقل المعلم شكر الأسد إلى الرئيس بوتين على دعمه لسوريا في وجه التهديدات الأميركية بشن ضربات. وقال المعلم في بداية لقاء مع نظيره الروسي إن الأسد «طلب منه نقل الشكر إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على موقفه بشأن سوريا قبل وبعد قمة مجموعة العشرين».
وتعارض موسكو، الحليفة الثابتة لنظام الأسد، أي تحرك عسكري ضد دمشق تدعو إليه الولايات المتحدة وفرنسا، محذرة من مخاطر زعزعة الاستقرار في كامل المنطقة. كذلك أعربت روسيا عن تشكيك كبير في مسؤولية النظام عن هجوم الأسلحة الكيماوية الشهر الماضي في ريف دمشق.
وروسيا التي تدعم نظام دمشق منذ اندلاع النزاع في سوريا قبل سنتين ونصف السنة، عرقلت حتى الآن مع الصين صدور أي قرار في مجلس الأمن الدولي يهدف إلى فرض عقوبات على الرئيس الأسد أو إدانته.
وتعود العلاقات الوثيقة بين موسكو ودمشق إلى حقبة الاتحاد السوفياتي، واستمر التعاون العسكري بينهما على الرغم من النزاع القائم في سوريا، مما أثار انتقادات لدى الغرب.
وفي غضون ذلك، حثت الصين الولايات المتحدة أمس على العودة إلى الأمم المتحدة لمناقشة الأزمة في سوريا والتحرك «بحذر شديد».
وقال هونغ لي، المتحدث باسم الخارجية الصينية، في مؤتمر صحافي في بكين «أكد وزير الخارجية وانغ يي أنه من أجل الحفاظ على مبدأي حماية أعراف العلاقات الدولية ومعارضة استخدام الأسلحة الكيماوية يجب اللجوء لمجلس الأمن الدولي سعيا للتوافق والتعامل مع المسألة السورية بصورة ملائمة بدلا من القيام بالعكس»، وتابع «الصين والولايات المتحدة عضوان دائمان بمجلس الأمن الدولي وتحتاجان إلى أن تمثلا قدوة جيدة في الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وضمان أن يلعب مجلس الأمن الدولي دورا مهما في الحفاظ على أمن العالم وأمانه».
كيري يتّهم بشّار وماهر الأسد وأحد جنرالات النظام بالمسؤولية عن الهجوم الكيميائي
أكدت واشنطن مجدداً مسؤولية بشار الأسد وشقيقه ماهر وأحد الجنرالات عن الهجمات الكيميائية في سوريا، وجاء ذلك التأكيد على لسان وزير الخارجية جون كيري من لندن، عقب نفي الأسد في لقاء متلفز مع “سي بي إس” مسؤوليته عن استخدام هذه الاسلحة وتحذيره الولايات المتحدة من مغبة توجيه ضربة ضد نظامه.
يأتي ذلك فيما كانت روسيا وايران تسعيان الى تخليص نظام الأسد من ضربة تحضرها الولايات المتحدة، كشفت عنها أمس صحيفة “هآرتس” وتشير إلى أن الأسد يعلن بموجبها عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية في 2014.
وفي الرياض، دعت المملكة العربية السعودية المجتمع الدولي الى تصعيد الضغوط على نظام بشار الأسد ومحاسبته على جرائمه.
كيري وهيغ
وزير الخارجية الاميركي جون كيري أكد في لندن امس بوضوح أن “بشار الاسد وشقيقه ماهر وأحد الجنرالات هم الاشخاص الثلاثة الذين يحق لهم في النظام اصدار الاوامر باستخدام السلاح الكيميائي”. اما مضيفه وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ فشدد على انه “لا ينبغي علينا ان نصدق ما يقوله الاسد”.
واكدت بريطانيا دعمها الديبلوماسي والسياسي كاملاً للولايات المتحدة في عمليتها العسكرية المرتقبة ضد نظام الاسد وحدد هيغ اربع نقاط تعتبر اولوية بريطانيا في المرحلة المقبلة بشأن الازمة السورية وهي: “أولاً الدفع باتجاه طاولة حوار في جنيف، ثانياً تقديم المساعدات الانسانية، ثالثاً محاولة تقوية المعارضة المعتدلة ورابعاً اتخذا موقف صارم بشأن استخدام الاسلحة الكيميائية”.
وشدد كيري على أن “واشنطن ليست متجهة الى حرب. انها فقط عملية عسكرية محدودة محددة الاهداف من اجل معاقبة نظام الاسد على استخدامه الاسلحة الكيميائية لأن الولايات المتحدة تعتبر انه لا يمكن دفع الأسد الى حل سياسي الا بعد توجيه ضربة عسكرية”، مؤكداً ان “واشنطن تعلم ان الحل الذي ينهي الازمة سيكون سياسياً وانها لن تأخذ على عاتقها وزر الحرب الاهلية الدائرة في سوريا”. وشبه العملية العسكرية المزمع القيام بها بضربة وجهتها ادراة رونالد ريغان لنظام معمر القذافي.
وطمأن كيري الاميركيين مجدداً بأن “سوريا ليست العراق او افغانستان. لن يكون هناك جنود أميركيون في الميدان ولن تتعرض حياة اي أميركي للخطر خلال هذه العملية”. وحذر من أن “مخاطر عدم ضرب الاسد اكبر من مخاطر ضربه” ولدى سؤاله اذا ما كان اوباما سيصدر اوامر بالضربة حتى وان رفض الكونغرس التصويت لصالحها أجاب بـ”انها ستكون غلطة كبيرة اذا لم تصدر الحكومة الاميركية أمراً بالهجوم”. وأضاف: “ماذا يجدر بنا فعله؟ ان ندير ظهرنا لهذا الديكتاتور وندعه يفعل ما يحلو له من دون عقاب؟ نحن نعيش في عالم خطر كما هو الآن. ان الوضع كما هو تهديد كبير وسيزداد خطره اذا لم نتصد له لأن هذه الانظمة ستشعر بحرية الحركة والقدرة على النيل من كل من يخالفهم الرأي. لا يجب علينا التهرب من هذه اللحظة. ان خطر عدم التحرك هو اكبر من خطر التحرك وعلى الجميع ان يعيد التفكير جدياً في هذا الامر”.
ورداً على سؤال بخصوص ما ورد في صحيفة “بيلد” الالمانية عن عدم مسؤولية بشار الاسد عن الهجوم، اصر كيري على تحميله ودائرته الصغرى المسؤولية موضحاً انه “تحت اية ظروف نظام الاسد هو نظام الاسد. وهذا النظام يصدر اوامر. ولدينا معلومات التقطت بأن احد كوادر النظام من ذوي النفوذ يعطي اوامر ويتحدث بشأن التحضيرات لهذا الهجوم ونتائج هذا الهجوم تم العودة بها مباشرة الى بشار الاسد. اذا ليس لدينا اي مشكلة في تحديد مسؤولية الهجوم”. واوضح كيري مجدداً الدليل على تورط الاسد قائلاً: “انا أوصلت متهمين في محاكمات الى السجن سنوات طوال او مدى الحياة في قضايا فيها ادلة اقل مما نملكه في هذه الجريمة. لذا انا واثق جداً من صدقية الادلة التي لدينا”.
وسئل ماذا بمقدور الأسد فعله كي يتفادى هذه الضربة، فأجاب كيري: “بإمكانه ان يسلم جميع اسلحته الكيميائية الى الاسرة الدولية خلال اسبوع ولكن هذا امر لن يحدث”. واشاد كيري مجدداً ببريطانيا وقال: “لا حليف لاميركا افضل من بريطانيا” وذلك لتخفيف وطأة خطاب سابق له ـ بعد رفض مجلس العموم المشاركة في الضربة العسكرية ـ وصف فيه فرنسا بالحليف الاقدم لأميركا متجاهلاً ذكر بريطانيا تماماً”.
وقال وزير الخارجية البريطاني: “إن لندن وواشنطن تعملان معاً (…) من أجل رد دولي قوي على استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل حكومة (الرئيس) الأسد”.
واعتبر أن “موقف حكومة المملكة المتحدة واضح حيال الأزمة في سوريا، وظلت نشطة للغاية على الجبهة الديبلوماسية والإنسانية وداعمة لموقف واشنطن، وتحترم بالكامل القرار الذي اتخذه البرلمان، لكن لا تزال لديها أربع أولويات”.
واضاف هيغ أن “الأولوية الأولى للحكومة البريطانية هي الدفع لعقد مؤتمر جنيف 2 للسلام في سوريا، والثانية تقديم المساعدات الإنسانية، والثالثة دعم المعارضة المعتدلة، والرابعة اتخاذ موقف حازم بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية”.
واشار إلى أن 11 دولة وقّعت على اعلان خلال قمة مجموعة دول الـ20 التي استضافتها روسيا الأسبوع الماضي يدين استخدام الأسلحة الكيميائية ويطالب برد قوي، داعياً الدول الأخرى إلى محاكاة هذه الخطوة للمساعدة في زيادة الضغط على السلطات السورية.
روسيا ونظام الأسد
وقد حضت روسيا وسوريا امس الولايات المتحدة على تركيز جهودها على عقد مؤتمر للسلام لانهاء الصراع القائم في سوريا منذ اكثر من عامين بدلاً من الحديث عن القيام بعمل عسكري.
وبعد محادثات بين وزيري خارجية روسيا ونظام الأسد في موسكو قال الوزير وليد المعلم ان الهجوم الكيماوي الذي تتهم الولايات المتحدة قوات الرئيس السوري بشار الأسد القيام به انما هو ذريعة لتشجيع التدخل العسكري وتساءل هل يدعم الرئيس الأميركي باراك أوباما الارهابيين.
وقال المعلم قبل محادثاته مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انه يزور موسكو في وقت بدأت فيه الحكومة الاميركية قرع طبول الحرب.
واضاف المعلم انه بينما يسعى اوباما لكسب تأييد الكونغرس لشن عمل عسكري ضد سوريا فان القنوات الدبلوماسية لحل هذه القضية لم تستنفد بعد.
وحذر لافروف من ان الضربات الأميركية لسوريا قد تؤدي الى انتشار الارهاب. وتعتقد روسيا ان هجوم 21 اغسطس/آب نفذته قوات المعارضة السورية.
وتساءل المعلم حول دوافع الولايات المتحدة في سوريا واتهم اوباما بدعم المتطرفين الاسلاميين وعقد مقارنات مع الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة في 11 سبتمبر/أيلول عام 2001.
وقال المعلم في مؤتمر صحافي مع لافروف بعد المحادثات انهم في سوريا يتساءلون كيف لاوباما ان يدعم من فجروا مركز التجارة العالمي في نيويورك.
وفي بداية المحادثات نقل المعلم امتنان الرئيس بشار الاسد للدعم الذي يقدمه لبلاده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي شدد على موقف روسيا الرافض للهجوم العسكري على سوريا خلال قمة العشرين التي حضرها اوباما في روسيا الاسبوع الماضي.
وقال المعلم ان الاسد كلفه بنقل تحياته وامتنانه لبوتين بسبب الموقف الذي تتخذه روسيا قبل وبعد قمة العشرين.
وفي غضون ذلك، أعلن مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الروسية، أمس، إن سفينة عسكرية روسية أخرى ستتوجه خلال أيام إلى شواطئ سوريا.
وقال المسؤول لوكالة أنباء (نوفوستي) الروسية إن سفينة الخفر التابعة لأسطول البحر الأسود “سميتليفي”، ستتوجه إلى شواطئ سوريا في الفترة الممتدة بين الثاني عشر والرابع عشر من أيلول الجاري.
وأوضح أن “سميتليفي” ستحل محل إحدى القطع البحرية الروسية الموجودة في البحر المتوسط حالياً.
وكانت سفينة أخرى تابعة لأسطول البحر الأسود، وهي سفينة الإنزال “نيكولاي فيلتشينكوف”، غادرت قاعدة الأسطول الروسي في سيفاستوبول يوم الجمعة الماضي، متوجهة إلى ميناء نوفوروسيسك لتأخذ هناك ما ستحمله إلى سوريا.
كما عبرت في الوقت عينه ثلاث سفن عسكرية روسية أخرى مضيق الدردنيل إلى البحر المتوسط.
الأسد يهدد
وفي المواقف، اعتبر الأسد، أن أي ضربة ضد نظامه من شأنها فقط أن تعزّز نمو تنظيم “القاعدة”، ولن تصب في مصلحة الولايات المتحدة، محذراً من أن على واشنطن أن تتوقع أي شيء كرد في حال توجيهها أي ضربة لدمشق.
وقال الأسد في مقابلة أجرتها معه شبكة “سي بي أس” الأميركية وبثت أمس “إن أي تدخّل للولايات المتحدة في الحرب الدائرة بسوريا منذ سنتين من شأنه فقط أن يشجّع أعداء أميركا”، معتبراً أن “الضربة الأميركية التي يتم بحثها في واشنطن لن تخدم مصالح أمن الولايات المتحدة”.
وأضاف رداً على سؤال عن نوع الرد الذي قد تواجهه مصالح أميركا في حال قرّرت واشنطن شن ضربة على سوريا، “إن على الولايات المتحدة أن تتوقع أي شيء”.
وتابع: “السؤال الأول الذي ينبغي لهم طرحه على أنفسهم، هو ما الذي قدمته الحروب لأميركا؟… لا شيء. لا مكسب سياسياً ولا اقتصادياً ولا سمعة جيّدة. إن مصداقية الولايات المتحدة في أدنى مستوياتها. إذاً فهذه الحرب هي ضد مصالح الولايات المتحدة”.
إيران
وفي طهران، اعتبر رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني أن الإعداد لعمل عسكري ضد سوريا بذريعة واهية وهي استخدام السلاح الكيميائي، لن يسفر سوى عن تصعيد المشاكل الإقليمية.
ونقلت قناة “العالم” الإيرانية عن لاريجاني قوله خلال استقباله المبعوث الخاص لرئيس وزراء اليابان ماساهيكو كومورا، “إن التحضير لضربة عسكرية ضد دولة مستقلة صامدة أمام الإرهابيين الأجانب، بذريعة واهية وهي استخدام السلاح الكيميائي، لا نتيجة له سوى تصعيد المشاكل الإقليمية”.
وأضاف أن “طهران أكدت منذ بداية الأزمة في سوريا وجوب حل المشاكل الداخلية السورية عبر الحوار الوطني، وعارضت في هذا السياق إرسال الأسلحة والإرهابيين إلى سوريا من مختلف الدول في المنطقة وخارجها بحجة العمل على إيجاد الديمقراطية فيها”.
وأشار لاريجاني إلى “المنعطفات التي شهدتها القضية النووية الإيرانية خلال الأعوام الأخيرة”، مضيفاً أن “على مجموعة 5+1 والأطراف الغربية أن تكون قد وصلت بعد أعوام من المفاوضات النووية إلى قناعة بأن إيران أثبتت مصداقيتها وشفافيتها للمجتمع الدولي بصورة كاملة”.
وقال: “إن الوقت قد حان للغرب للتعاطي بشفافية وصدقية وإثبات حقيقة أن البرنامج النووي الإيراني ذو أبعاد قانونية وليست سياسية وان تصل ذرائع الغرب وأميركا الى نهاية مطافها من أجل حل وتسوية القضية”. واضاف أن “التجربة أثبتت بأنه لا يمكن التحدث مع شعب بلد كبير كإيران الإسلامية بلغة الغطرسة واللامنطق ومن الأفضل للغرب إصلاح أساليبه وتوجهاته الفكرية والعملية لحل وتسوية القضية النووية السلمية الإيرانية بصورة نهائية”.
ولفت الى ان “ايران واليابان دولتان صديقتان في آسيا والعالم معرباً عن رغبته بأن تتمتع العلاقات الثنائية بالحيوية اللازمة في مختلف المجالات وفي هذا الإطار يدعم مجلس الشورى الإيراني ويرحب بتطوير العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية”.
مبادرة
صحيفة (هآرتس) الاسرائيلية كشفت أمس أن ايران وروسيا تعملان على دفع اقتراح حل وسط من شأنه ان يمنع توجيه ضربة عسكرية لسوريا.
وقالت ان الاقتراح كان مدار نقاش بين مسؤولين سوريين ورئيس لجنة الخارجية والأمن في البرلمان الايراني قبل بضعة أيام.
وأشارت الى أن المعلم حمل معه الى روسيا خطة شاملة لنقل السلطة في سوريا على مراحل.
وأضافت ان الخطة تقضي بتبكير موعد الانتخابات الرئاسية في سوريا حيث لن يرشح بشار الاسد نفسه في هذه الانتخابات.
وأوضحت الصحيفة أن بوتين والمعلم سيبحثان أيضاً على الأرجح اقتراحاً آخر ينص على ان توافق سوريا على نقل مخزونها من الاسلحة الكيماوية الى روسيا او دولة اخرى.
وذكرت ان المعلم سيطلب من الرئيس الروسي ان يسمح لسوريا بنقل صواريخ السكود وصواريخ اخرى تملكها سوريا الى القاعدة العسكرية الروسية في طرطوس لتجنب استهدافها من قبل الولايات المتحدة.
السعودية
في المواقف اكد مجلس الوزراء السعودي خلال جلسته امس برئاسة ولي العهد الامير سلمان بن عبد العزيز “متابعة الجهود والاجراءات الدولية الهادفة لردع النظام السوري عن ارتكاب المزيد من الممارسات غير الانسانية”.
وجدد مواقف المملكة “الثابتة من الازمة ودعوتها المجتمع الدولي الاضطلاع بمسؤولياته (…) وانهاء ما يتعرض له الشعب السوري من اعمال اجرامية وابادة جماعية وانتهاكات خطيرة”.
الإمارات
وأكد وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان في بيان أمس دعم بلاده لـ”رد دولي حازم” على استخدام السلاح الكيميائي في سوريا. وقال الشيخ عبد الله ان الامارات تقدم “تأييدها الكامل لموقف المملكة العربية السعودية الشقيقة خلال اجتماعات قمة مجموعة العشرين… ودعم القرارات التي أصدرتها الدول الـ11 في مجموعة العشرين”، وهي استراليا وكندا وفرنسا وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية والمملكة العربية السعودية واسبانيا وتركيا وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية.
وتضمن بيان المجموعة الذي استعاده البيان الاماراتي دعوة الى “رد دولي حازم على هذا الخرق الخطير لقواعد ووجدان العالم، رد يبعث برسالة جلية مفادها أن هذا النوع من الفظائع لا يجوز أن يتكرر أبداً. وأولئك الذين ارتكبوا هذه الجرائم تجب محاسبتهم على أفعالهم”.
اجتماع خليجي
ومن المقرر أن يبحث وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي خلال اجتماعهم الدوري في جدة اليوم “اجراءات دولية تردع النظام السوري”، حسب ما صرح دبلوماسي خليجي لوكالة “فرانس برس” أمس.
وقال المصدر رافضاً ذكر اسمه إن “الدول الست في مجلس التعاون تؤيد الاجراءات الدولية التي تتخذ لردع النظام السوري عن ارتكاب ممارسات غير انسانية”.
ويتزامن الاجتماع مع التحركات الديبلوماسية الأميركية والفرنسية تحاول حشد مزيد من التأييد لضربة عسكرية اميركية تستهدف سوريا.
وحمل المصدر “النظام السوري مسؤولية ما يجري بسبب رفضه كل المبادرات العربية وغير العربية”.
ويأتي الاجتماع الخليجي الذي كان مقرراً في الاول من الشهر الحالي لكنه ارجئ بسبب انعقاد المجلس الوزاري العربي، في اعقاب لقاء وزير الخارجية الاميركي جون كيري بعدد من نظرائه العرب في باريس الاحد.
ويضم مجلس التعاون الخليجي كلاً من البحرين والكويت وسلطنة عمان والامارات العربية المتحدة وقطر والسعودية.
الأردن
أكد رئيس الوزراء الاردني عبد الله النسور الاثنين ان بلاده مستعدة لجميع الاحتمالات بما فيها لتدفق اعداد كبيرة من اللاجئين السوريين لاراضيه في حال وجهت ضربة عسكرية لسوريا.
وقال النسور خلال استقباله منسقة الشؤون الانسانية في الامم المتحدة فاليري آموس، التي تزور المملكة ضمن جوله لها بالمنطقة، ان “الاردن مستعد لجميع الاحتمالات بما في ذلك تدفق اعداد كبيرة من اللاجئين الى الاردن في حال تم توجيه ضربة عسكرية لسوريا”.
واطلع النسور آموس على “الاعباء المتزايدة التي يتحملها الأردن جراء استضافة اللاجئين السوريين الذين وصل عددهم الى ما يقارب 600 ألف لاجئ”، مشيراً الى أن “المساعدات التي تقدمها الدول المانحة والهيئات والمنظمات المعنية غير كافية لمواجهة كلفة استضافة اللاجئين السوريين”.
واضاف النسور في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الاردنية ان “العالم يجب ألا ينسى أن الاردن يستضيف اعداداً كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين والعراقيين وغيرهم ما يتطلب استمرارية تقديم الدعم للاردن لمواصلة تقديم الخدمات الاساسية لهم”.
وسبق لآموس ان زارت سوريا مرات عدة، ودعت في الأشهر الأخيرة الى زيادة الاهتمام بمحنة النازحين واللاجئين السوريين.
وقال مصدر حكومي اردني أن “الاردن يستضيف حالياً نحو 580 الف لاجئ سوري، يتوقع ان تتجاوز كلفة استضافتهم حتى نهاية العام الحالي حوالى 851 مليون دولار”.
واضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه ان “الحكومة انفقت 251 مليوناً عام 2012 لاستضافة قرابة 300 الف لاجئ”، متوقعاً ان “يرتفع عدد اللاجئين الى مليون بنهاية العام الحالي”.
مصر
وفي المواقف أيضاً، أكد وزير الخارجية نبيل فهمي “موقف مصر الواضح بالنسبة للأزمة السورية والذي يقوم على رفض استخدام القوة، وهو الموقف القائم على ضرورة احترام ميثاق الأمم المتحدة والقانون والشرعية الدولية في التعامل مع الأزمة السورية أو غيرها من الأزمات.
واضاف فهمي في مؤتمره الصحافي الذي عقده قبيل مغادرته للعاصمة الفرنسية في ختام زيارة استغرقت ثلاثة أيام هي الأولى له في فرنسا وفي أوروبا أن “مصر ترفض وتدين استخدام الأسلحة الكيميائية أياً كان من يقوم بذلك وفي أي نزاع، وفي الوقت ذاته تؤكد على موقفها القائم على ضرورة احترام ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي”.
رومانيا
وفي بوخارست اعلن الرئيس ترايان باسيسكو الاثنين ان رومانيا انضمت الى الدعوة لرد “قوي” من الاسرة الدولية على الهجمات الكيميائية.
واوضح باسيسكو ان بوخارست “لا تملك موارد عسكرية” للمشاركة في عملية عسكرية محتملة ضد نظام دمشق.
وستكتفي رومانيا العضو في حلف شمال الاطلسي، بتقديم “دعم سياسي” لحلفائها في حال قرروا التدخل.
وشدد الرئيس الروماني على ان “اي قرار عسكري يجب الا يتخذ قبل تقديم تقرير خبراء الامم المتحدة”.
وتفضل رومانيا اتخاذ موقف “حذر” حيال التدخل في سوريا بسبب وجود 12 الى 14 الف روماني في هذا البلد.
نافي بيلاي
وفي جنيف، دعت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي مجدداً أمس الى مفاوضات لوضع حد للنزاع السوري، معتبرة أن “رداً عسكرياً قد يثير انفجاراً اقليمياً”.
وقالت بيلاي في كلمة في افتتاح الدورة الرابعة العشرين لمجلس حقوق الانسان في جنيف “من شبه المؤكد انه تم استخدام اسلحة كيميائية في سوريا ولو انه يتعين توضيح كل الظروف والمسؤوليات”، معتبرة انه “من أخطر الجرائم التي يمكن ارتكابها”.
وتابعت ان “هذا الوضع المروع يستدعي تحركاً دولياً، لكن رداً عسكرياً او مواصلة ارسال الاسلحة يهدد باثارة انفجار اقليمي”، في اشارة الى احتمال شن ضربات اميركية وفرنسية على سوريا.
وقالت بيلاي “ليس هناك مخرج سهل، لا سبيل واضحاً للخروج من هذا الكابوس سوى من خلال مفاوضات فورية وخطوات عملية لوضع حد للنزاع”، مضيفة أن “على الدول أن تبحث مع الامم المتحدة عن وسيلة لحمل اطراف النزاع الى طاولة المفاوضات ووقف اراقة الدماء”.
ولفتت الى انها حين توجهت الى مجلس حقوق الانسان في دورته الخريفية قبل سنتين، كانت حصيلة النزاع السوري 2600 قتيل، في حين أن عدد القتلى تخطى اليوم المئة الف.
لندن ـ رام الله ـ مراد مراد وأحمد رمضان ووكالات
النزاع في سوريا يترك “جراحاً غير مرئية” عند الاطفال السوريين
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة الـ”يونيسف” في بيان أن النزاع السوري المستمر منذ نحو 30 شهراً ادى إلى اصابة أطفال سوريا “بجراح غير مرئية”.
وقال البيان إنَّ “العنف والتشريد وفقدان الأصدقاء وأفراد الأسرة وتدهور الأحوال المعيشية والاجهاد المتراكم كلها أدت إلى اصابة اطفال سوريا بجراح غير مرئية”.
ونقل البيان عن ماريا كاليفيس المديرة الاقليمية لليونيسف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قولها إنَّ “الأهالي يشكون من ان اطفالهم يعانون من كوابيس متكررة وسلوكيات متهورة وعدوانية”.
وأوضحت أنَّ “التبول اللاارادي أصبح شائعاً بين الأطفال مما يجعلهم اكثر انعزالية والتصاقا بذويهم”.
وتابعت ان “رسوماتهم غالبا ما تظهر العنف والغضب وصوراً لسفك الدماء والانفجارات والدمار”.
وقدرت اليونيسف عدد الاطفال السوريين الذين تأثروا بالنزاع بـ”اكثر من 4 ملايين طفل”.
ونقل البيان عن جاين ماكفايل خبيرة حماية الطفل لدى اليونيسف والتي تعمل مع الاطفال في مخيم الزعتري للاجئين في شمال الاردن، قولها انه “يمكن للاطفال الذين خضعوا لضغوط كبيرة ان يفقدوا قدرتهم على التواصل العاطفي بالاخرين وبانفسهم”، مشيرة الى انهم “قد يتوقفون عن الاحساس بالمشاعر الاساسية ويجدون انفسهم غير قادرين على التفكير في المستقبل او تذكر الاحداث الأخيرة”.
وبحسب البيان، تعمل اليونيسف مع شركائها والاسر في داخل سوريا وفي البلدان المجاورة، في ملاجئ المشردين أو المخيمات أو المجتمعات المضيفة “لمساعدة الاطفال على استعادة الشعور بالامان ومنحهم الفرصة للتعبير عن انفسهم وخلق طرق بناءة للتأقلم مع النزاع”.
واضاف انه “تم انشاء مساحات صديقة للطفل ليتمكن الأطفال من اللعب مع بعضهم البعض والمشاركة في الانشطة الترفيهية والرياضية، فضلا عن تدريب المعلمين ومرشدي المدارس لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي وإحالة الأطفال الذين بحاجة إلى الرعاية المتخصصة”.
واشار البيان الى ان “هذا الدعم ضروري الان تحديدا لان العديد من الاطفال بدأوا في العودة إلى الدراسة سواء في المخيمات أو في المجتمعات المضيفة”.
ومنذ بداية العام الحالي “تلقى ما يقرب من 470 الف طفل متضرر الدعمَ العاطفي في أكثر من 220 مساحة صديقة للطفل واماكن تعليمية أخرى كالنوادي المدرسية”، حسب البيان.
وتشمل هذه الاحصائيات “250 الف طفل في سوريا و128 الف طفل في لبنان و80 الف طفل في الأردن و5500 طفل في العراق وخمسة الاف طفل في تركيا”.
وفي داخل سوريا، تقول اليونيسف انها وشركاءها ابقت هذه المراكز مفتوحة وعاملة في مناطق اشتد فيها النزاع مثل حمص ودرعا وحلب “لتوفر الدعم الحيوي للأطفال الذين يشهدون أسوأ أشكال العنف”.
وكشفت اليونيسف الجمعة ان ما يقارب المليوني طفل سوري بين سن السادسة والـ15، اي ما نسبته 40% من اجمالي السوريين في هذه الفئة العمرية، باتوا خارج المدارس.
ومن اصل مليوني لاجئ سوري احصتهم المفوضية العليا للاجئين، مليون منهم دون سن الـ18 عاما، بينهم 740 الفا دون الـ11 عاما. الى ذلك، يتأثر ثلاثة ملايين طفل سوري بالنزاع داخل الاراضي السورية، بحسب الأمم المتحدة.
وحتى اليوم، لم تتلق اليونيسف سوى 51 مليون دولار من اصل الـ161 مليونا التي طلبتها لتغطية النفقات المطلوبة لهذا العام جراء استمرار النزاع السوري.
موسكو نسقت مع واشنطن في الخطة
فرنسا تطرح مشروع قرار لكيميائي سوريا
كشف وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن باريس ستقدم مساء اليوم مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يضع شروطا لسوريا ويطالبها بوضع أسلحتها الكيميائية تحت سيطرة دولية والقبول بتفكيكها. يأتي ذلك في وقت توالت ردود الفعل الدولية بين الترحيب والحذر بمبادرة روسية لوضع الترسانة الكيميائية السورية تحت إشراف دولي، وقد أشارت موسكو إلى أن خطتها جاءت بالتنسيق مع واشنطن.
وفي مؤتمر صحفي في باريس، أوضح فابيوس أن مشروع القرار المقدم سيكون بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يشمل إجراء عسكريا محتملا لإقرار السلام، كما سيحذر المشروع من عواقب “وخيمة للغاية” إذا انتهكت سوريا هذه الشروط. كما يطالب مشروع القرار سوريا بالإعلان عن مخزونها من الأسلحة الكيميائية.
وفي هذا السياق أشار فابيوس إلى امتلاك نظام الرئيس السوري بشار الأسد ترسانة ضخمة من الأسلحة الكيميائية تبلغ ألف طن، وشدد على ضرورة العمل على تفكيك هذه الأسلحة، لكنه لفت إلى أن حصر الأسلحة الكيميائية قد يكون معقدا ويستغرق وقتا طويلا خاصة في الوضع الحالي والقتال الدائر في سوريا.
وحدد وزير خارجية فرنسا خمسة شروط للتعامل مع المقترح الروسي الداعي إلى وضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت الرقابة الدولية. أوضح فابيوس أن ذلك سيتجسد في مشروع قرار لمجلس الأمن.
ويشمل ذلك إدانة مجزرة 21 أغسطس/آب الماضي التي ارتكبها النظام السوري في غوطة دمشق، ومطالبة النظام بتسليط الضوء على برنامجه للتسلح الكيميائي ووضعه تحت رقابة دولية وتفكيكه بلا تأخير أو تسويف، وإنشاء منظومة متكاملة للتفتيش ومراقبة لهذه الالتزامات تحت إشراف المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية، والنص على عواقب وخيمة إذا انتهكت سوريا التزاماتها، ومعاقبة المسؤولين عن مجزرة 21 أغسطس/آب أمام القضاء الجنائي الدولي.
تنسيق روسي
من جانبه قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم إن موسكو تعمل على خطة “فعالة ومحددة” لوضع أسلحة دمشق الكيميائية تحت السيطرة الدولية وتناقش التفاصيل مع الحكومة السورية.
وأوضح في تصريحات للصحفيين أن الخطة ستعرض على دول أخرى قريبا، مشيرا إلى أن الخطة التي أعلنها أمس الاثنين ليست روسية محضة ولكنها جاءت جراء تنسيق واتصالات مع الولايات المتحدة.
ولقي العرض الروسي بوضع ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية تحت إشراف دولي لإبعاد خطر الضربات عن دمشق ترحيبا حذرا الثلاثاء حتى من مؤيدي الضربة العسكرية. كما اعتبرها الرئيس الأميركي باراك أوباما أنها قد تشكل “اختراقا كبيرا”. لكن الائتلاف الوطني السوري المعارض لنظام الرئيس بشار الأسد ندد بالاقتراح الروسي، معتبرا إياه مناورة سياسية لإضاعة الوقت.
وكان وزير الخارجية الروسي حض أمس بعد محادثاته مع نظيره السوري وليد المعلم في موسكو، دمشق على “وضع مخزون سوريا من الأسلحة الكيميائية تحت مراقبة دولية ومن ثم التخلص منه”.
ورحّب المعلم من موسكو بهذا الاقتراح ولو أنه لم يتضح في الوقت الحاضر ما إذا كان الأسد سيعطي موافقته. واعتبر لافروف أن الخطة قد تؤدي إلى تجنيب دمشق ضربات عسكرية تخطط الولايات المتحدة لتوجيهها للنظام السوري.
إرجاء التحرك
وحذر أوباما أمس من أنه لم يصرف النظر عن الحل العسكري، لكن الواقع أنه بموافقته على درس المبادرة الروسية أرجأ التحرك المحتمل.
وكان أوباما يعتزم تخصيص يوم الاثنين لعرض خطته القاضية بشن ضربات عسكرية عقابية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد على رأي عام أميركي مشكك. وعوضا عن ذلك وجد نفسه يعلق على مبادرة دبلوماسية روسية تقضي بفرض رقابة دولية على ترسانة محظورة من الأسلحة الكيميائية السورية وتدميرها.
وشدد في سلسلة من المقابلات التلفزيونية أجراها الاثنين على أن الخطة الروسية التي سارعت سوريا إلى الموافقة عليها كانت نتيجة موقف الولايات المتحدة التي أظهرت جدية تهديدها باستخدام القوة.
وأعرب حلفاء واشنطن الأوروبيون عن الموقف ذاته إذ رحبوا بالخطة مع التعبير عن تشكيك وتحفظات، ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى إزالة أسلحة سوريا الكيميائية تحت إشراف المنظمة الدولية.
ترحيب
كما أعلنت الصين، المعارضة لأي ضربة عسكرية ضد نظام دمشق، اليوم ترحيبها بالعرض الروسي. وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي أن بكين تدعم الاقتراح الروسي.
وفي طهران أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم اليوم أن بلادها -حليفة دمشق- “ترحب” بالمبادرة الروسية. وقالت إن “جمهورية إيران الإسلامية ترحب بمبادرة (روسيا) الرامية إلى منع أي عمل عسكري” ضد سوريا.
في المقابل، نددت المعارضة السورية بالعرض الروسي، معتبرة أنه “مناورة سياسية” ومطالبة بـ”رد” على نظام دمشق.
وأعلن الائتلاف الوطني السوري في بيان أن “دعوة (وزير الخارجية الروسي سيرغي) لافروف الأخيرة تعتبر مناورة سياسية تصب في باب المماطلة غير المجدية التي ستسبب مزيدا من الموت والدمار للشعب السوري”.
كذلك أعرب رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون عن قلقه من أن تكون الخطة مجرد “تكتيك للتمويه” لكنه رحب بها بصورة عامة. كذلك اعتبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن اقتراح الكرملين “مثير للاهتمام” لكنها دعت إلى تطبيقه بشكل سريع وعدم استخدامه “للمماطلة”.
ومن جانبه دعا الأمين العام الأممي بان كي مون إلى إقامة مناطق في سوريا تشرف عليها الأمم المتحدة يتم فيها التخلص من أسلحة سوريا الكيميائية. وقال إنه قد يقدم هذا الاقتراح إلى مجلس الأمن إذا ما أكد المفتشون الدوليون استخدام أسلحة كيميائية في سوريا، في محاولة للخروج من “الشلل المحرج” الذي يعاني منه المجلس حيال الأزمة السورية.
مجلس الشيوخ يؤجل تصويته بشأن الضربة
أوباما غير متأكد من دعم الكونغرس لضرب سوريا
قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه غير متأكد من الحصول على دعم الكونغرس بشأن استخدام القوة العسكرية في سوريا، فيما أعلن مجلس الشيوخ عن إرجاء التصويت لتوجيه ضربات لسوريا.
ورحب أوباما بحذر في مقابلة مع شبكة إن بي سي الأميركية بالعرض الذي قدمته روسيا للعمل مع دمشق لوضع أسلحتها الكيميائية تحت سيطرة دولية، معتبرا أن المقترح ينطوي على “احتمالات إيجابية”، مضيفا أنه ينبغي التعامل معه بتشكك.
وذكر الرئيس الأميركي أن مباحثاته مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة العشرين الأسبوع الماضي ناقشت احتمال مبادرة سياسية بشأن سوريا. جاء ذلك في مقابلة تلفزيونية أخرى أجرتها معه محطة بي بي إس الأميركية.
من جهته أعلن زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي السناتور هاري ريد أنه تم إرجاء التصويت الأولي الذي كان مقررا غدا الأربعاء على مشروع قرار يجيز توجيه ضربات عسكرية إلى سوريا، وذلك إثر الاقتراح الروسي بشأن الترسانة الكيميائية للنظام السوري.
وقال ريد إنه لا يعتقد أن الكونغرس يحتاج إلى التصويت سريعا، مضيفا أنه يتعين منح الرئيس أوباما فرصة التحدث إلى جميع أعضاء مجلس الشيوخ المائة، وإلى ثلاثمائة مليون أميركي قبل أن يقوم المجلس بالتصويت.
وكانت روسيا قد قدمت أمس مبادرة لتجنيب النظام السوري الضربة العسكرية المحتملة، حيث قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن المبادرة الروسية تقوم على وضع الترسانة الكيميائية السورية تحت إشراف دولي، ومن ثم تدميرها وتوقيع النظام على اتفاقية حظر انتشار الأسلحة الكيميائية.
وتعليقا على ذلك، قالت واشنطن على لسان أكثر من مسؤول إنها ستدرس المبادرة رغم تشكيكها بالتزام النظام السوري بها.
وكان أوباما قد لقي في وقت سابق تأييدا من وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون لمساعي تنفيذ ضربة عسكرية في سوريا، وحثت الكونغرس على دعم الرئيس.
وكلينتون المرشحة المحتملة لانتخابات الرئاسة في عام 2016 شددت على ضرورة معاقبة النظام السوري الذي استخدم أسلحة كيميائية ضد شعبه.
من جهتها كانت حذرت مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس من أن الفشل في الرد على النظام السوري قد يؤدي إلى استخدام السلاح الكيميائي يوما ما ضد الولايات المتحدة وحلفائها، مجددة دعوة أوباما لتوجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري لتقويض قدراته على استخدام هذا السلاح وإنهاء الصراع عبر عملية سياسية.
“الحر” يتهم دمشق وموسكو بالخداع بشأن الكيميائي
اتهم رئيس أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس كلا من النظام السوري الحاكم وروسيا بالكذب والخداع فيما يتعلق بمبادرة إخضاع دمشق أسلحتها الكيميائية للرقابة الدولية.
وقال إنه لا يثق في نظام بشار الأسد الذي يسعى لكسب الوقت وإقناع العالم بالتراجع عن توجيه ضربة عسكرية ضده، بعد تكاثر عدد الدول المؤيدة لهذه الضربة.
واتهم إدريس النظام السوري وروسيا وإيران بترويج ما وصفها بأكاذيب. وقال إنه لا يقبل إلا بتوجيه الضربات إلى هذا النظام.
وحذر إدريس في اتصال هاتفي مع قناة الجزيرة الأميركيين من الوقوع في شرك الخديعة والتضليل والتراجع عن توجيه ضربة “لهذا النظام المجرم الذي قتل الألوف”.
وطلب إدريس ممن وصفهم بالأصدقاء ألا ينخدعوا وألا يتراجعوا عن هذه الضربات، معتبرا أن النظام في دمشق يريد أن يشتري الوقت كي ينجو بجلده.
وتوجه إلى صانعي القرار في العالم بالقول “هذا النظام نعرفه واختبرناه. نحذركم من أن تقعوا في شرك الخديعة والتضليل”.
يشار إلى أن الكونغرس الأميركي بدأ الاثنين مناقشة مسألة توجيه الضربة لسوريا، وأن يصوت على ما إذا كان يفترض بواشنطن تنفيذها أم لا، وذلك بناء على طلب من الرئيس الأميركي باراك أوباما.
وجاء تعليق إدريس بعد ساعات من إعلان وزير الخارجية السوري وليد المعلم من موسكو موافقة بلاده على مقترح روسي على وضع مخزون سوريا من الأسلحة الكيميائية تحت مراقبة دولية، ثم التخلص منها.
وذكر إدريس الساسة الأميركيين بأنهم وضعوا خطا أحمر للنظام السوري إزاء استخدام الأسلحة الكيميائية، فعلى واشنطن أن تفي بوعدها.
تصفية 27 معتقلا بسجن حمص
قصف واشتباكات بعدة مدن سورية
تعرضت معظم المدن السورية الاثنين لقصف من جانب قوات النظام تركز على الغوطتين الشرقية والغربية بريف دمشق، استُخدمت فيه عدة أنواع من الأسلحة بما فيها الطيران الحربي. وذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن حصيلة القتلى بلغت 32 شخصا بينهم ستة أطفال وسيدة.
وتجددت الاشتباكات بين كتائب المعارضة المسلحة وعناصر حزب العمال الكردستاني في حي الأشرفية في مدينة حلب، وتمكن الثوار من استهداف قاعدة عسكرية في جبل الأكراد بريف اللاذقية، وأظهرت صور بثها ناشطون استهداف المعارضة للقاعدة حيث يسعى الجيش الحر للسيطرة على المنطقة.
وعرفت الجبهة الشمالية لمدينة معضمية الشام في ريف دمشق استمرار المعارك، كما شهدت العاصمة معارك متفرقة في بعض الأحياء التي تشهد انتشارا للثوار بالمناطق الشرقية والجنوبية، ووثق ناشطون تواصل الاشتباكات في أحياء الأشرفية والشيخ مقصود بحلب، وفي قرية الدويرينة قرب حلب، وطال القصف الجوي والمدفعي ليشمل بلدات دير حافر والدويرينة وبنان الحص وكفركار ومنطار بريف حلب.
وذكرت شبكة شام الإخبارية أنها وثقت عدة معارك أخرى بمحافظات سورية، ومنها اشتباكات في حي الرصافة في دير الزور، وفي حي المنشية بدرعا، وفي ريف إدلب، قالت الشبكة إن الطيران الحربي والمروحي قصف جبل الأربعين وبلدات سرجة وإحسم ومعلة وكفرلاتة ومحيط مطار أبو الظهور العسكري.
وتجدد القصف على أحياء حمص المحاصرة وعلى حي الوعر الذي يمتلئ بمئات الآلاف من النازحين، وكذلك الحال في مدن تلبيسة والغنطو والرستن والطيبة بريف حمص.
تصفية معتقلين
من جانب آخر، اتهم الائتلاف الوطني السوري قوات النظام بقتل 27 معتقلا في سجن حمص المركزي بعد أن اقتحمته مستخدمة الرصاص الحي، وأوضح الائتلاف في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه أن مجموعات من الشبيحة اعتمدت القمع المفرط واستخدمت الرصاص الحي للسيطرة على محاولات للعصيان جرت داخل سجن حمص المركزي، وسبق أن ذكر ناشطون أن المعتقلين نفذوا عصيانا بسبب التعذيب وسوء معاملة السجانين لهم.
وألقى الائتلاف المعارض بمسؤولية الانتهاكات على مدير سجن حمص المركزي العميد عبدو يوسف كرم، وقال إن النظام يعتقل أكثر من مائتي ألف مواطن سوري، بينهم نساء وأطفال وشيوخ، في ظروف لا تطاق يتعرضون خلالها لأفظع أنواع التعذيب.
استجابة لمقترح روسي دمشق ترحب بإخضاع “الكيميائي” للرقابة
قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم اليوم الاثنين إن النظام السوري يرحب بالمقترح الروسي بوضع الأسلحة الكيميائية تحت رقابة دولية، وذلك بعد ساعات من تقديم هذا الاقتراح من قبل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بينما طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالتخلص من أسلحة سوريا الكيميائية في مناطق داخل سوريا بإشراف أممي.
وفي تصريح قدمه المعلم للصحفيين مساء اليوم الاثنين قال المعلم “إن سوريا ترحب بالمبادرة الروسية بدافع من قلق القيادة السورية على أرواح مواطنيها وأمن البلاد وبدافع أيضا من ثقتها في حكمة القيادة الروسية التي تحاول منع العدوان على شعبنا”.
وكان لافروف قد قدم هذا المقترح بعد محادثات أجراها مع نظيره السوري في موسكو، وقال “ندعو القادة السوريين ليس فقط الى الموافقة على وضع مخزون سوريا من الأسلحة الكيميائية تحت مراقبة دولية ثم التخلص منه، لكن أيضا إلى الانضمام بالكامل لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية”، معربا عن أمله في رد “سريع وإيجابي” يجنب النظام الضربات الغربية المتوقعة.
ومن جهته دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى إقامة مناطق في سوريا تشرف عليها المنظمة الدولية يتم فيها التخلص من أسلحة سوريا الكيميائية، وأضاف أنه قد يقدم هذا الاقتراح إلى مجلس الأمن الدولي إذا أكد المفتشون الدوليون استخدام هذه الأسلحة في سوريا وكمسعى للتخلص من “الشلل المحرج” الذي يعاني منه مجلس الأمن حيال الأزمة السورية.
إدريس: نحن لا نأمن على الشعب من هذا النظام
ردود فعل
وفي أول رد فعل دولي على موقف نظام الأسد، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون “إذا كان الأمر كذلك فإنه سيكون موضع ترحيب كبير”، مضيفا أنه إذا وضع النظام أسلحته الكيميائية خارج الاستخدام وتحت إشراف دولي “فمن الواضح أن هذا الأمر سيكون خطوة كبيرة إلى الأمام ويجب تشجيعه”.
ومن جهته حذر رئيس هيئة أركان الجيش الحر سليم إدريس في اتصال للجزيرة، المجتمع الدولي من تصديق ما أسماه “الأكذوبة الكبيرة” التي قدمها النظام، معتبرا أن رد النظام على المقترح الروسي هو “مؤامرة جديدة تحوكها روسيا بالتعاون مع إيران” لكسب الوقت.
وأضاف أن النظام كان يكذب في كل ما يتعلق بالثورة منذ بدايتها ومازال يمعن في قتل السوريين، ورجح أن يضع النظام جزءا من سلاحه الكيميائي تحت الرقابة الدولية دون أن يسلمه مع الاحتفاظ بالكثير منه، مضيفا “نحن لا نأمن على الشعب من هذا النظام في ظل رعاية روسية”.
وجدد إدريس المطالبة بتوجيه ضربات عسكرية للنظام “الذي تجاوز كل الخطوط الحمر”، مشيرا إلى أن كل جبهات الجيش الحر قد وضعت خطة لتوجيه ضربات حاسمة وقاصمة للنظام تزامنا مع هذه الضربات المتوقعة بهدف إسقاطه.
محادثات
وفي مؤتمر صحفي سابق اليوم أكد لافروف والمعلم ضرورة عودة المحققين الدوليين لإجراء “تحقيق محترف” في استخدام الأسلحة الكيميائية، وضرورة تركيز الجهد على عقد مؤتمر جنيف2 دون شروط.
وقال وزير الخارجية السوري إنه إذا كانت ذرائع الحرب (التي تهدد بها الولايات المتحدة) هي استخدام الكيميائي فإن الجهود الدبلوماسية في هذا الصدد لم تستنفد، مضيفا أن دمشق ستتعاون مع موسكو بشكل كامل في هذا الخصوص.
يذكر أن هذه التطورات جاءت بعد ساعات من تصريح لوزير الخارجية الأميركي جون كيري قال فيها إن نظام الأسد يمكن أن يتجنب عملا عسكريا إذا سلم الأسلحة الكيميائية للمجتمع الدولي الأسبوع المقبل، لكنه جزم بأن الأسد “لن يفعل ذلك”.
ويواصل كيري -الذي وصل اليوم الاثنين إلى بريطانيا للاجتماع بنظيره البريطاني وليام هيغ- حملته الدبلوماسية في أوروبا لتبرير مشروع الضربة المحتملة على نظام بشار الأسد على خلفية اتهامه بشن هجوم كيميائي قرب دمشق يوم 21 أغسطس/آب الماضي.
وقال كيري إنه ليس هناك حل عسكري، لكنه أضاف أن الحل السياسي يحتاج أطرافا مستعدة له، مشددا على أنه يجب أن لا يفكر أي طرف في أنه يستطيع قصف شعبه ثم ينجو من العقاب.
رايتس ووتش: نظام الأسد غالباً مسؤول عن الهجوم الكيماوي
بعد تحليل روايات شهود وبقايا للأسلحة التي استخدمت وسجلات طبية للضحايا
واشنطن- رويترز
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش اليوم الثلاثاء بعد أن أجرت تحقيقاً، إن لديها أدلة تشير بقوة إلى أن هجوماً بغاز سام على مناطق تحت
سيطرة مقاتلي المعارضة السورية أودى بحياة أكثر من 1400 شخص، في 21 أغسطس آب نفذته قوات الحكومة السورية.
وأضافت المنظمة الحقوقية، التي مقرها الولايات المتحدة في تقرير صدر في نيويورك، إنها توصلت إلى تلك النتيجة بعد تحليل روايات شهود ومعلومات عن المصدر المرجح للهجمات وبقايا للأسلحة التي استخدمت وسجلات طبية للضحايا.
وقال تقرير المنظمة “تشير الأدلة فيما يتعلق بنوع الصواريخ والقاذفات المستخدمة في تلك الهجمات بقوة إلى أن هذه الأسلحة معروف ومُوثّق بأنها توجد فقط في حيازة واستخدام القوات المسلحة للحكومة السورية”.
وأضاف التقرير “لم تجد هيومن رايتس ووتش وخبراء في الأسلحة يراقبون استخدام الأسلحة في سوريا وثائق تشير إلى أن قوات المعارضة السورية تمتلك صواريخ عيار 140 مليمترا و330 مليمترا التي استخدمت في الهجوم أو قواذف الإطلاق المرتبطة بها”.
وقالت هيومن رايتس ووتش إنها حققت أيضا في تلميحات إلى أن الهجمات الكيماوية جاءت من قوات المعارضة.
كما أكدت على أن “هيومن رايتس ووتش حققت في مزاعم بديلة بأن قوات المعارضة نفسها كانت مسؤولة عن هجمات الحادي والعشرين من أغسطس
ووجدت أن مثل هذه المزاعم تفتقر للمصداقية ولا تنسجم مع الأدلة التي عثر عليها في الموقع”.
وتقول الولايات المتحدة إن هجوم الغاز السام على مناطق تحت سيطرة مقاتلي المعارضة السورية أودى بحياة أكثر من 1400 شخص.
النظام السوري يمتلك نحو ألف طن من العناصر الكيماوية
تقارير استخباراتية تؤكد أن ترسانة دمشق تتضمن غاز الخردل والإيبيريت والأعصاب
دبي – قناة العربية
تقول تقارير الاستخبارت الغربية إن ترسانة سوريا الكيماوية تتألف من نحو ألف طن من العناصر الكيماوية استوردتها من روسيا وإيران منذ سنوات، وتعتبر أكبر مخزون من الأسلحة الكيماوية في المنطقة.
وتتضمن هذه الترسانة الكيماوية غاز “الخردل”، وغاز “الإيبيريت”، وغاز الأعصاب و”السارين” الذي يعد أخطر الأنواع، ويعتقد أنه استخدم في الهجوم على غوطة دمشق الشهر الماضي.
يقدر هذا المخزون بآلاف عدة من القنابل الجوية معظمها مليئ بغاز “السارين”، إضافة إلى ما بين خمسين ومائة رأس حربي مخصصة لصواريخ باليستية بعيدة وقصيرة المدى، وقذائف للمدفعية متنوعة.
وتتوزع هذه الأسلحة على مخزنين أولهما شمالي شرق العاصمة دمشق والثاني شمال حمص.
كما تمتلك سوريا، وفقاً لأجهزة الاستخبارات، أربعة مصانع لإنتاج الأسلحة الكيماوية، الأول في السفيرة في محافظة حلب، والثاني قرب المدينة الصناعية في حمص، والثالث جنوب حماة ويعتقد أنه ينتج غاز “الأعصاب” و”السارين” و”التابون”، ومصنع رابع لإنتاج الأسلحة الكيماوية غرب اللاذقية.
بعد هجوم الغوطة شعرت الولايات المتحدة أن النظام يفقد السيطرة على هذه الترسانة الكيماوية وبرزت مخاوف من لجوء النظام السوري إلى استخدامها مجددا أو أن يسربها إلى حزب الله، أو أن تقع بأيدي جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة.
روسيا: دمشق وافقت رسميا على مبادرتنا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قالت موسكو إن دمشق قبلت بشكل رسمي المقترح الروسي بشأن وضع أسلحة سوريا الكيماوية تحت الإشراف الدولي.
ونقلت وكالة “إنترفاكس” عن وزير الخارجية وليد المعلم موافقة دمشق على المبادرة التي تقدمت بها موسكو.
وقال وزير الخارجية الروسي إن بلاده تعمل على وضع خطة فعالة ومحددة لوضع الأسلحة الكيماوية تحت السيطرة الدولية وتناقش التفاصيل مع دمشق.
وأضاف لافروف أن الخطة ستعرض على دول أخرى قريباً، وأن الاقتراح الذي أعلن ليس روسياً محضاً، ولكن نبع من اتصالات مع الولايات المتحدة.
وقبل ذلك أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن بلاده ستقدم مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يضع شروطاً على سوريا ويطالبها بوضع أسلحتها الكيماوية تحت سيطرة دولية والقبول بتفكيكها.
وقال فابيوس إن مشروع القرار بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، الذي يشمل إجراء عسكرياً محتملاً لإقرار السلام سيحذر من عواقب وخيمة للغاية إذا انتهكت دمشق هذه الشروط.
وكان فابيوس أعرب عن “اهتمام فرنسا وحذرها” بشأن المقترح الروسي، وقال عبر إذاعة “أوروبا- 1” إن روسيا “تغيرت، وهذا أمر جيد للغاية”، وعزا ذلك إلى الضغوط الغربية و”الأدلة الدامغة” لوقوع هجوم كيماوي في سوريا.
وفي واشنطن، رحب الرئيس الأميركي باراك أوباما رحب بحذر بالاقتراح الروسي، وقال إن الاقتراح قد يكون إيجابياً، لكن ينبغي التعامل معه بحذر.
وقال أوباما في حديث لشبكة “إن بي سي” إنه لم يتخذ قراراً بعد بشأن المضي قدماً في تنفيذ ضربة عسكرية ضد سوريا في حال رفض الكونغرس.
وكان أوباما قد قال في وقت سابق إنه ربما يخسر معركته في الحصول على تفويض من الكونغرس بشأن توجيه ضربة عسكرية لسوريا.
من جهته، اعتبر الائتلاف السوري المعارض أن العرض الروسي “مناورة سياسية” تصب فيما وصفه بـ”باب المماطلة غير المجدية” التي ستسبب مزيداً من الموت والدمار للشعب السوري، على حد قوله.
مقتل عشرات الجنود السوريين بريف دمشق
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قال ناشطون في المعارضة السورية، الثلاثاء، إن 40 عسكريا من القوات الحكومية قتلوا ببلدة دير سلمان في ريف دمشق إثر اشتباكات مع الجيش السوري الحر.
كما قتل ما لا يقل عن سبعة عشر جنديا من القوات الحكومية خلال هجوم بقذائف “ار بي جي”، في بلدة العزيزة بحلب، حسب مصادر في المعارضة.
وبث ناشطون صورا لما قالوا إنه هجوم بالمدافع الرشاشة على مواقع عسكرية حكومية في البلدة الواقعة في ريف حلب. ولم يتسن لسكاي نيوز عربية التأكد من صدقية الخبر من مصادر مستقلة.
كما وقع قصف مدفعي وبراجمات الصواريخ على حي برزة بدمشق بالتزامن مع محاولة القوات الحكومية اقتحام الحي، واندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والقوات الحكومية.
وذكر ناشطون أن الطيران الحربي شن 3 غارات جوية على أطراف مدينة الرحيبة بريف دمشق.
وكان الجيش الحر قد أعلن انسحابه، الاثنين، من بلدة معلولا بريف دمشق الشمالي، لتنتقل الاشتباكات إلى بلدة جَبعدين القريبة، في وقت تشهد مناطق متفرقة من البلاد معارك عنيفة.
حماقة أو “استحماق” وراء مخرج لسوريا والبيت الأبيض
بقلم.. ديفيد روثكوف (المتعاون مع CNN.com والمدير التنفيذي لمجموعة FP للنشر المالكة لمجلة Foreign Policy والأستاذ المشارك في معهد كارنيجي للسلام الدولي)
(CNN)– دون أن يقصدا ذلك، أو عن سبق إصرار وترصد، تشارك وزيرا خارجيتي الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الحالي والسابقة في تطور لافت في مجريات الأزمة السورية، قد يضع حدا لتردد غير مسبوق يعيشه البيت الأبيض ورعب مماثل في أركان النظام السوري على حد سواء.
ففي مؤتمر صحفي قال جون كيري وزير الخارجية الحالي، إنه من الممكن للرئيس بشار الاسد أن يتفادى العملية العسكرية إذا تخلى عن ترسانته الكيماوية في غضون أسبوع، فيما نوهت المتحدثة باسمة لاحقا إلى أنّ الأمر لم يعد أن يكون تعبيرا مجازيا لا يغير من واقع الموقف شيئا، واعتبرته الخارجية البريطانية أمرا مستحيلا.
ورغم ذلك، سرعان ما وجدت الفكرة في ظرف قياسي طريقا للواقع بعد أن عبرت دمشق وموسكو أن الأمر ممكن، على لسان وزيري الخارجية وليد المعلم وسيرغي لافروف.
لقد تبين لاحقا أن كيري تحادث، ربما في الموضوع، مع لافروف. ووجد البعض من أعضاء الإدارة الأمريكية في الأمر مخرجا يحفظ ماء وجه أوباما أمام تصويت تقول المؤشرات الحالية إنّه سيرفض منحه الضوء الأخضر الذي يطلبه لضرب سوريا. ليس ذلك فقط بل من شأن الفكرة أن تجنّب الموازنة مصاريف طائلة على الحرب هي في غنى عنها.
وساعات فقط بعد تصريحات كيري، قال مسؤول رفيع المستوى لـCNN إنّ ما قاله كان محض “حماقة كبيرة” لكن مع ذلك حرص البيت الأبيض على أنّ “التهديد الجدي والحقيقي” الذي مثّلته الخطة العسكرية الأمريكية كان وراء حلحلة الأزمة على المستوى الدبلوماسي.
أما الطرف الثاني في الموضوع، فهو وزيرة الخارجية السابقة، والمرشحة المحتملة لمنصب الرئاسة في المستقبل، هيلاري كلينتون التي رأت في احتمال تسليم دمشق سلاحها الكيماوي “تطورا إيجابيا” في تصريح لا يمكن لها أن تدلي به من دون تنسيق مسبق ومطول مع المسؤولين في البيت الأبيض.
وعندما شددت على أنها في النهاية تدعم خيارات رئيسها في العمل السابق ورئيس البلاد، باراك أوباما، فإنها تمنحه بذلك دفعة قوية وتثيبت أيضا ولاءها. وقد شكل صمت كلينتون عن الأزمة السورية وتجنبها الحديث حولها لدى الكثيرين علامة على كونها تريد النأي بنفسها عن كيفية تعامل الإدارة الحالية بخصوص هذا الملف بما قد يؤثر على آمالها في منصب الرئاسة لاحقا.
لكن الأكثر أهمية هو أنّ تصريحاتها قوبلت بترحيب سريع و”تغيير” في موقف فرنسا وحتى بريطانيا، مما يعكس قوة تأثيرها الكوني. ومهما يكن الأمر فإنّ “الحماقة أو الاستحماق” يمنح لأوباما إمكانية أن يعلن للعالم، وللأمريكيين، في حال قرر المضي في العملية العسكرية، أنه استنفد كل الخيارات الدبلوماسية. كما أنّه قد يثبت أنّ الضغط بالتهديد العسكري الجدي يمكن أن يفضي لحل دبلوماسي.
وفي ما يعد ما يشبه النصر لأوباما فإنّ كلا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره السوري بشار الأسد والمعارضة التي لن تتعلل لاحقا بالتهديد الكيماوي، تحركوا عن مواقفهم وقد يفضي ذلك لاحقا إلى الجلوس إلى مائدة الحوار. والآن مازال الطريق طويلا قبل أن نرى ما سينتهي عليه ما أفضى إليه “حادث تعبير” لقي صدى لدى أطراف اعتمدت حتى الساعة الكذب، وكذلك لدى إدارة البيت الأبيض الذي ميّز قراراته بشأن الأزمة السورية حتى الآن عدم الترابط.
وبصرف الطرف عن ما إذا كان هذا سيسفر عن شيء أو لا شيء، فإنّ هذه التطورات بحد ذاتها تعكس إلى حد بعيد كم هي سيئة جميع الخيارات التي تملكها الولايات المتحدة.
هل أوجدت روسيا مخرجاً لأوباما من أزمة سوريا؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– أثارت المبادرة الروسية باقتراح إخضاع ما يمتلكه نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، من أسلحة كيميائية، للرقابة الدولية، العديد من التساؤلات حول ما إذا كانت هذه المبادرة، التي سارعت دمشق بإعلان موافقتها عليها، كفيلة بتجنيب سوريا ضربة عسكرية محتملة.
وقبل ساعات على كلمته المرتقبة حول خطته لاستخدام القوة في سوريا، أعلن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، “ترحيباً حذراً” بالاقتراح الروسي، مؤكداً أن التخلص من الأسلحة الكيماوية في سوريا، دون اللجوء لأي عمل عسكري، هو “أمر يفضله”، ولكنه قال إنه سيستمر في السعي للحصول على موافقة الكونغرس لضرب سوريا.
الضربة العسكرية لسوريا.. هل يمكن تفاديها؟
وفي تصريحاته لشبكة CNN فجر الثلاثاء، وصف أوباما الاقتراح الروسي بشأن وضع الأسلحة الكيماوية في سوريا تحت المراقبة الدولية بأنه “تطور إيجابي”، ولكنه حذر من أن يكون هذا تكتيك روسي لا أكثر، وأكد رغبة الولايات المتحدة في العمل مع روسيا على الاقتراح المقدم، للتوصل إلى حل جدي بشأن الأزمة السورية.
وفي موسكو، واصل الحليف القوي لدمشق دفاعه عن نظام الأسد ضد اتهامه بالمسؤولية عن الهجوم بالأسلحة الكيميائية، الذي تعرضت له منطقة “الغوطة الشرقية” بريف دمشق، في 21 أغسطس/ آب الماضي، والذي خلف ما يقرب من 1500 قتيل، بينهم مئات الأطفال والنساء.
وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلي “الدوما”، أليكسي بوشكوف، إن “قبول القيادة السورية للاقتراح الروسي لوضع أسلحة كيماوية في سوريا تحت مراقبة دولية، لا يعني أنها تؤكد امتلاكها لهذه الأسلحة، ولكنها تقبل هذا الاقتراح لكي تتفادى مزيداً من الدمار والخراب في بلادها.”
واعتبر بوشكوف، في تصريحات أوردتها وكالة “نوفوستي” للأنباء الثلاثاء، أن روسيا أوجدت “مخرجاً” للرئيس الأمريكي، الذي “يتخبط في مأزق الحل العسكري للأزمة السورية”، عندما اقترحت وضع أسلحة كيماوية في سوريا تحت مراقبة دولية.
ماكين: لا يمكننا رفض عرض تسليم الكيماوي السوري
وأشار البرلماني الروسي إلى أن الاقتراح الروسي، الذي لقي ترحيباً واسعاً لدى العديد من الأطراف الدولية، يمنح أوباما فرصة لتفادي شن حرب على سوريا، من شأنها أن “تضر بسمعته كصانع سلام، وحائز على جائزة نوبل للسلام.”
إلا أن الإدارة الأمريكية تبدو عازمة على المضي قدماً في خطتها لتوجيه ضربة عسكرية إلى نظام الأسد، وصفتها بأنها “محدودة ومدروسة”، وهو ما أكده الرئيس أوباما بنفسه، إضافة إلى عدد من كبار مسؤولي إدارته، رغم أن موافقة الكونغرس تبدو أنها مازالت بعيدة.
المعارضة السياسية السورية بين رافض للمبادرة الروسية ومرحب بها بشروط
روما (10 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
تباينت ردود فعل ومواقف المعارضة السياسية السورية حول الميادة التي تقدّم بها وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف والقاضية بوضع الأسلحة الكيماوية في سورية تحت رقابة دولية والتي وافق عليها النظام السوري، وتأرجحت المواقف بين رافض لها كلياً وبين من اعتبرها خطوة أولية يجب أن يتبعها خطوات أخرى تضمن انتقال السلطة عبر عملية سياسية
من جهته رفض ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية المبادرة واعتبر دعوة لافروف تفتقر لتحميل نظام الأسد لمسؤولية قتل الأبرياء ومناورة سياسية تصب في باب المماطلة غير المجدية وستسبب مزيداً من الموت والدمار للشعب السوري
وأكّد الائتلاف أن لا تفاوض قبل عقاب المجرمين، وشدد على أن الجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم وبالتنازلات السياسية أو بتسليم الأداة التي ارتكبت بها هذه الجرائم، وأن مخالفة القانون الدولي تستوجب رداً دولياً حقيقياً ومتناسباً مع حجمها
أما تيار بناء الدولة المعارض فقد دعا السلطات السورية إلى الالتزام بتنفيذ هذا الأمر من أجل “تجنيب البلاد من مخاطر ضربة عسكرية أمريكية أو دولية بذريعة السلاح الكيماوي”، ورأى أن على الولايات المتحدة الآن “أن تعتبر أن إجراء السلطة هذا كفيل بتحقيق أهدافها من الضربة العسكرية التي تريد توجيهها إلى سورية”، لكنّه نوّه بأن موضوع السلاح الكيماوي “أمر عرضي وليس أساسي في الصراع السياسي السوري”، ودعا الإدارة الأمريكية والروسية والسلطة السورية بالإسراع بعقد مؤتمر جنيف2 لإنهاء النزاع المسلح والدخول بعملية سياسية عبر تشكيل حكومة ائتلافية مؤقتة من السلطة والمعارضة للدخول بمرحلة انتقالية
أما هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي المعارضة فقد أوضحت موقفها وقالت إنه مع وضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت الوصاية الروسية بتوافق دولي، على أن يتم تسلميه لاحقاً للحكومة الانتقالية بعد عقد جلسة عاجلة لمؤتمر جنيف2 يضع وقف إطلاق النار المتزامن كبند أول على جدول أعماله، وتُسَلم السلطة بشكل عاجل إلى حكومة انتقالية ذات صلاحيات كاملة وبرئاسة شخصية معارضة يتم التوافق عليها تأخذ على عاتقها إدارة البلاد والحفاظ على مؤسسات الدولة ووحدة المجتمع والتحضير للانتقال الديمقراطي
انترفاكس: سوريا قبلت العرض الروسي بخصوص أسلحتها الكيماوية
موسكو (رويترز) – نقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن وليد المعلم وزير الخارجية السوري قوله يوم الثلاثاء إن الحكومة السورية قبلت العرض الروسي بوضع أسلحتها الكيماوية تحت السيطرة الدولية لتفادي التعرض لضربة عسكرية أمريكية.
ونقلت الوكالة عن المعلم قوله لرئيس مجلس النواب الروسي في موسكو “أجرينا جولة من المحادثات المثمرة جدا مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الإثنين الذي اقترح مبادرة تتعلق بالأسلحة الكيماوية. وفي المساء وافقنا على المبادرة الروسية.”
وجاء في تقرير الوكالة أن سوريا وافقت لأن ذلك “سيزيل أي أسس لعدوان أمريكي”.
(إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)
بريطانيا تريد أدلة على أن اقتراح الأسلحة السورية حقيقي وليس مراوغة
لندن (رويترز) – قال وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند لرويترز يوم الثلاثاء إن بريطانيا تريد أدلة على أن الاقتراح الذي تدعمه روسيا بوضع أسلحة الرئيس السوري بشار الأسد الكيماوية تحت السيطرة الدولية ليس مجرد مرواغة.
وأضاف “نؤيد أي شيء يحل على المدى الطويل مشكلة هذا المخزون الكبير للأسلحة الكيماوية الذي يملكه السوريون… التاريخ علمنا أن نحترس من أي شيء قد يكون ببساطة مرواغة.”
وأضاف على هامش مؤتمر دفاعي في لندن “سنتحاج إلى أدلة سريعة وواضحة للغاية على أن هذا العرض حقيقي وصادق وأنه يمكنه تحقيق شيء وليس بديلا للتعامل مع رد المجتمع الدولي على التصرفات التي حدثت في 21 اغسطس آب” في اشارة الى هجوم كيماوي مزعوم قرب دمشق.
(إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)
فرنسا تتقدم باقتراح للامم المتحدة بشأن الاسلحة الكيماوية السورية
باريس (رويترز) – سعت فرنسا يوم الثلاثاء الى تولي زمام مبادرة دبلوماسية بشأن سوريا وقالت انها ستضغط من اجل اصدار قرار في مجلس الأمن التابع للامم المتحدة يضع شروطا لسوريا بشأن تدمير اسلحتها الكيماوية ويحذرها من “عواقب وخيمة” اذا رفضت.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن فرنسا ستقدم مشروع قرار يضع شروطا لسوريا ويطالبها بوضع أسلحتها الكيماوية تحت سيطرة دولية والقبول بتفكيكها. وجاء هذا الاعلان بعد يوم من اقتراح مفاجيء طرحته روسيا تسلم بموجبه حليفتها سوريا مخزونها من الاسلحة الكيماوية في خطوة يمكن ان تجنبها ضربات عسكرية أمريكية.
وصرح فابيوس خلال مؤتمر صحفي في باريس بأن مشروع القرار سيكون بموجب الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يشمل اجراء عسكريا محتملا لاقرار السلام وسيطالب دمشق بالكشف “دون تأخير” عن برنامجها الكيماوي ووضعه تحت السيطرة الدولية توطئة لازالته.
وقال فابيوس الذي كانت بلاده من أشد المطالبين بالتحرك ضد سوريا بما في ذلك توجيه ضربات محتملة لقوات الرئيس السوري بشار الاسد “وزير الخارجية الروسي طرح عرضا…هذا لا يمكن استخدامه كمناورة لتغيير (موقفنا).”
واستطرد وزير الخارجية الفرنسي “لهذا قررنا تولي زمام المبادرة. ستطرح فرنسا قرارا في مجلس الامن التابع للامم المتحدة بهذا المعنى وهذا الاجراء يبدأ من اليوم.”
وأضاف “كل الخيارات مطروحة على المائدة.”
وستتضمن مسودة القرار ادانة صريحة للهجوم الكيماوي الذي وقع في 21 اغسطس اب على مشارف دمشق وقالت الولايات المتحدة ان قوات الاسد هي التي نفذته وانه قتل أكثر من 1400 شخص.
كما سيتضمن ايضا دعوة الى معاقبة من يقفون وراءه امام المحكمة الجنائية الدولية.
وصرح فابيوس بأنه يأمل في الاتفاق على موعد زيارة للصين في وقت لاحق هذا الاسبوع وزيارة أخرى لروسيا اوائل الاسبوع القادم لاجراء محادثات مع الدولتين ولهما حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن.
(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير لبنى صبري)
روسيا تعمل على خطة “محددة” للسيطرة على الأسلحة الكيماوية السورية
موسكو (رويترز) – قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الثلاثاء إن روسيا تعمل على خطة “فعالة ومحددة” لوضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت السيطرة الدولية وتناقش التفاصيل مع دمشق.
وأضاف للصحفيين أن الخطة ستعرض على دول أخرى قريبا وأن الاقتراح الذي أعلنه يوم الإثنين ليس روسيا محضا ولكن نبع من اتصالات مع الولايات المتحدة.
وبعد أن اقترحت روسيا يوم الإثنين أن تسلم حليفتها دمشق أسلحتها الكيماوية رحبت دمشق بالاقتراح وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنه يرى انفراجة محتملة في الأزمة لكنه ما زال متشككا.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي مشترك بعد محادثات مع نظيره الليبي محمد عبد العزيز “نحن في الجانب الروسي نعمل على إعداد خطة فعالة وواضحة ومحددة تجرى بشأنها اتصالات مع الجانب السوري في هذه الدقيقة.”
وأضاف “نأمل في تقديم هذه الخطة في المستقبل القريب جدا وسنكون مستعدين للانتهاء منها والاتفاق بشأنها بمشاركة مجلس الأمن الدولي ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية وأعضاء مجلس الأمن” ومن بينهم الولايات المتحدة.
وأعلن لافروف اقتراح روسيا في مؤتمر صحفي يوم الإثنين بعد ساعات من تصريح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بأن سوريا قد تتجنب توجيه ضربة عسكرية أمريكية لها بتسليم كل أسلحتها الكيماوية في غضون أسبوع لكنه أوضح فورا أنه لا يقدم عرضا جديا.
وقال لافروف يوم الثلاثاء إن الاقتراح “ليس مبادرة روسية بالكامل. ينبع من اتصالات أجريناها مع نظرائنا الأمريكيين ومن بيان جون كيري أمس الذي قال إنه يمكن تجنب الضربات إذا حلت هذه المشكلة.”