أحداث الثلاثاء 12 تشرين الثاني 2013
«الائتلاف» يطالب بإجراءات لـ «بناء ثقة» قبل «جنيف 2»
لندن، إسطنبول، بيروت، أبو ظبي، دمشق – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
بعد نقاشات ساخنة وضغوط من دول غربية، أبدى «الائتلاف الوطني السوري» المعارض استعداداً للمشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، شرط أن يؤدي إلى تشكيل سلطة انتقالية بصلاحيات كاملة وألا يكون لنظام الرئيس بشار الأسد دور في المرحلة الانتقالية، مطالباً بعدد من الإجراءات بينها إطلاق المعتقلين وتقديم مساعدات إنسانية للمحاصرين، في حين طلبت قيادة «الجيش الحر» موافقة أولية على «تنحي» الأسد ووضع جدول زمني محدد للمفاوضات.
وأعلنت الهيئة العامة لـ «الائتلاف» في بيان بعد اجتماعات في إسطنبول استمرت يومين، أنها «أقرت استعداد الائتلاف للمشاركة في المؤتمر على أساس نقل السلطة إلى هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات الرئاسية والعسكرية والأمنية وعلى ألا يكون لبشار الأسد وأعوانه الملطخة أيديهم بدماء السوريين، أي دور في المرحلة الانتقالية ومستقبل سورية»، مشترطاً أن يسمح النظام السوري بـ «إدخال وضمان استمرار دخول قوافل الإغاثة من الصليب الأحمر والهلال الأحمر وغيرها من الهيئات الإغاثية إلى كافة المناطق المحاصرة والإفراج عن المعتقلين، خصوصاً النساء والأطفال».
وتعليقاً على هذه الخطوة، اعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن مشاركة «الائتلاف» في المؤتمر الدولي ستكون «خطوة كبيرة». وقال في مؤتمر صحافي أمس في أبو ظبي: «أجرت المعارضة السورية تصويتاً للذهاب إلى جنيف. إنها خطوة كبيرة».
وعلمت «الحياة» أن «الائتلاف» حدد موقفه السياسي في قرار منفصل تضمَّن تسع نقاط سياسية وأربع نقاط تتعلق بالواقع الإنساني، إضافة إلى قراره المعلن. وكلف «الائتلاف» لجنة من أعضائه إجراء المشاورات اللازمة مع قوى الثورة في الداخل والمهجر لشرح موقفه، ذلك في إشارة إلى كتائب المعارضة المسلحة و «المجلس الوطني السوري» المعارض، أحد الكتل الرئيسية في «الائتلاف». وقال منذر آقبيق مدير مكتب رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا إن عدداً كبيراً من هؤلاء وافقوا على حجج المؤيدين للمشاركة. وأضاف أن «القرار اعتمد بشبه إجماع. المجلس الوطني السوري غيَّر رأيه بالتأكيد، بما أنه صوت»، علماً بأن «المجلس الوطني» كان لوَّح بالانسحاب من التكتل المعارض إذا وافق على المشاركة في المؤتمر الدولي.
وسبق للعديد من الكتائب المقاتلة البارزة أن رفضت فكرة المشاركة في المؤتمر، معتبرة أن ذلك سيكون «خيانة للثورة السورية». لكن آقبيق أوضح: «عندما نوضح لبعض المجموعات أن الانتقال السياسي يعني تغييراً في النظام، فإنهم يفهمون ويوافقون». ومن المقرر أن تقوم لجنة من قادة المعارضة بإجراء مشاورات مع قادة الألوية المقاتلة في داخل سورية.
وإذ شهدت مناقشات الهيئة العامة لـ «الائتلاف» سجالاً بين الجربا والناطق باسم «الجيش الحر» لؤي المقداد، اشترطت الهيئة العامة لأركان «الحر» في بيان «الموافقة الأولية على تنحي الأسد عن السلطة» ووضع جدول زمني ومحدد لكل مراحل التفاوض، مع إدراج بنود ملزمة للطرفين تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، إضافة إلى «الإعلان بشكل واضح وصريح على أن هدف المؤتمر هو تشكيل حكومة وطنية انتقالية كاملة الصلاحيات على جميع مكونات وأجهزة ومؤسسات الدولة، بما فيها الجيش والأمن والقضاء». وطالبت قيادة «الحر» أيضاً بتمثيل المعارضة السورية بوفد واحد يضم أعضاء من «الائتلاف» وأعضاء من مجلس القيادة العسكرية العليا.
وكان «الائتلاف» أقر في اجتماعاته ضم ممثلي «المجلس الكردي الوطني» إلى «الائتلاف» في ضوء اتفاق بين الطرفين. وأوضحت مصادر المعارضة أن عدد ممثلي «الوطني الكردي» انخفض من 12 إلى ثمانية، باعتبار أن أربعة آخرين كانوا موجودين في الهيئة العامة لـ «الائتلاف» وكانت تضم 114 عضواً. لكن مسؤولاً في «الحزب الديموقراطي الكردي» المنافس لـ «المجلس الوطني الكردي» قال إنه غير معني بالاتفاق، مطالباً بمفاوضات بين «الائتلاف» و «الهيئة الكردية العليا» وإقرار مبادئ فوق دستورية تتضمن الاعتراف بالحقوق القومية للأكراد في سورية.
كما جرت في «الائتلاف» مناقشات ساخنة حول الحكومة الانتقالية التي انخفض عدد حقائبها من 15 حقيبة إلى عشر. وأبلغت المصادر «الحياة» أن رئيس الحكومة الموقتة أحمد طعمة تحدث عن وجود وعود بتقديم مئة مليون دولار أميركي لهذه الحكومة لدى تشكيلها، في حين قال ممثلو دول غربية إن حكومات بلادهم لن تعترف رسمياً بحكومة موقتة، بل إنها ستكتفي بالتعامل معها.
ميدانياً، سيطرت قوات نظام الأسد على معظم المناطق المحيطة بمطار حلب الدولي في شمال سورية، ما قد يمهد لإعادة فتح أبوابه المغلقة منذ نحو عام، وفق ما أفاد مصدر عسكري سوري وكالة «فرانس برس».
وفي دمشق، واصلت القوات النظامية قصف أحياء في جنوب دمشق مع حصول اشتباكات بمشاركة قوات «حزب الله» وموالين للنظام، في وقت قتل أطفال بسقوط قذائف على مدرسة في حي القصاع ذي الغالبية المسيحية وسط دمشق، وفق ما أفاد التلفزيون الرسمي السوري.
سيراً أو على الحمير.. لاجئون سوريون يفرون ليلاً إلى قرية لبنانية
بيروت ـ رويترز
وصل نحو مئة من الرجال والنساء والأطفال السوريين سيراً على الأقدام أو على ظهور الحمير إلى بلدة شبعا اللبنانية مساء الإثنين بعد رحلة استغرقت ساعات في أرض وعرة تفصل بين قرية بيت جن السورية والحدود اللبنانية.
وقال القرويون انهم فروا من قصف القوات السورية المتمركزة في قرية سعسع قرب جبل الشيخ حيث دار قتال بين قوات الحكومة ومقاتلي المعارضة في الأسابيع القليلة الماضية.
وقالت وسائل إعلام لبنانية إن ألوف من سكان بيت جن والمنطقة المحيطة بها فروا إلى شبعا على مدى الأسبوعين الماضيين.
وقالت امرأة وصلت لتوها إلى شبعا إن المجموعة التي تمكنت من الوصول تركت الكثيرين في الطريق.
وأضافت وهي جالسة في سيارة اسعاف تابعة للصليب الأحمر أن بعضهم مريض ولم يتمكن من الوصول بسرعة.
وأقامت منظمات غير حكومية والسلطات المحلية مراكز مؤقتة لإيواء اللاجئين في شبعا قبل نقلهم إلى مناطق أخرى.
وتفيد تقديرات لبنانية ان نحو 800 الف لاجئ سوري موجودون في البلاد حالياً في نحو 1600 موقع.
الجيش الحر يحدد شروطاً للمشاركة في جنيف 2
بيروت ـ أ ف ب
حدد الجيش السوري الحر شروطاً للمشاركة في مؤتمر جنيف 2 المزمع عقده لحل الأزمة السورية، أبرزها تشكيل هيئة انتقالية بصلاحيات كاملة ومحاكمة “مرتكبي الجرائم بحق الشعب السوري”.
ويأتي هذا الموقف تزامناً مع إعلان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية موافقته المشروطة على المشاركة في جنيف 2، وانها ستتشاور “مع قوى الثورة في الداخل والمهجر” حول قرارها.
وقال مجلس القيادة العسكرية العليا لهيئة الاركان في الجيش السوري الحر ان “ما هو مطروح لمؤتمر جنيف 2 الى الآن يفتقر للرؤية الواضحة، وللآليات المناسبة، ولكل ما يوحي بامكانية التوصل الى نتائج ملموسة”، وذلك في بيان اصدره الاثنين.
إلاّ أن المجلس أعلن ترحيبه “بأي حل سياسي يستند الى توفير البيئة والمناخ المناسبين لنجاحه”، محدداً سلسلة من الخطوات الواجبة لذلك، ابرزها “الاعلان بشكل واضح وصريح ان هدف المؤتمر هو تشكيل حكومة وطنية انتقالية كاملة الصلاحيات” على كل أجهزة الدولة بما فيها الجيش.
وطالب الجيش الحر بـ”الإعلان عن وقف العمل بالدستور الحالي”، وتوافر “موافقة أولية على تنحي الاسد عن السلطة”.
ويشكل مطلب رحيل الرئيس السوري بنداً أساسياً بالنسبة الى المعارضة، في حين ترفض دمشق مجرد البحث في مصير الاسد الذي تنتهي ولايته في العام 2014.
ودعا الجيش الحر إلى “وضع جدول زمني ومحدد” لمراحل التفاوض تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يجيز استخدام القوة.
كما دعت القيادة العسكرية إلى أن تنبثق عن المؤتمر “هيئة قضائية مستقلة مهمتها تقديم مرتكبي الجرائم بحق الشعب السوري الى محاكمات تتوافر فيها معايير المحاكمة العادلة”، واطلاق سراح المعتقلين في السجون.
كما طالبت بوقف “آلة القتل وقصف النظام للمدن السورية”، وفتح ممرات انسانية الى المناطق المحاصرة، و”خروج مقاتلي حزب الله اللبناني والجماعات العراقية والإيرانية من الاراضي السورية”.
وترفض المعارضة مشاركة ايران، ابرز الحلفاء الاقليميين لدمشق، في المؤتمر. ويشارك عناصر من حزب الله ومقاتلون عراقيون في القتال الى جانب القوات النظامية السورية.
وشدد الجيش الحر على أن تمثل المعارضة “بوفد واحد يضم اعضاء من الائتلاف واعضاء من مجلس القيادة العسكرية العليا”.
وكان الائتلاف الوطني المعارض أبدى الاثنين استعداده للمشاركة المشروطة في المؤتمر الذي تبذل جهود دولية لعقده، وذلك إثر تصويت لهيئته العامة التي بدأت اجتماعا لها السبت في اسطنبول.
وأقر الائتلاف استعداده للمشاركة “على اساس نقل السلطة الى هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات الرئاسية والعسكرية والامنية”، والا يكون للاسد “اي دور في المرحلة الانتقالية ومستقبل سورية”.
وتسعى الولايات المتحدة وروسيا منذ ايار/مايو الماضي الى عقد هذا المؤتمر بمشاركة ممثلين للنظام السوري والمعارضة، سعيا للتوصل الى حل سياسي للازمة المستمرة منذ 31 شهرا.
«النصرة» تبدأ باستمالة المجتمع المحلي و«تأهب» في صفوف «داعش» وارتباك المهاجرين
لندن – إبراهيم حميدي
أكدت مصادر متطابقة لـ «الحياة» أن «جبهة النصرة» بدأت حملة إعلامية وظهوراً عسكرياً لاستمالة الحاضنة الاجتماعية في مناطق مختلفة في شمال سورية وشمالها الشرقي، اضافة إلى حصول حالتي انشقاق من «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) لمصلحة «النصرة» وبعض الارتباك في أوساط المقاتلين الأجانب في سورية.
جاء هذا بعد أيام على إعلان زعيم تنظيم «القاعدة» ايمن الظواهري في تسجيل صوتي بثته قناة «الجزيرة» أنه ألغى دور «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في سورية، مع بقائها بالعمل باسم «دولة العراق الإسلامية»، مقابل تبني «جبهة النصرة» ذلك بعد خلافات نشبت بين زعيمي «داعش» أبو بكر البغدادي و»النصرة» أبو محمد الجولاني في نيسان (أبريل) الماضي.
وأفاد تقرير من «الهيئة العامة للثورة السورية» بأن «النصرة» دعت أهالي مدينة معرة النعمان في ادلب في شمال غربي البلاد إلى محاضرة سمح فيها للناشطين والإعلاميين بالحضور، في مسجد المدينة حيث تحدث احد القادة الشرعيين في المنطقة عن «منهج وعقيدة أعضاء تنظيم جبهة النصرة، كذلك تضمنت المحاضرة عرضاً مصوراً لأبرز عمليات التنظيم العسكرية ضد قوات النظام» السوري. وأفاد موقع «زمان الوصل» المعارض بأن قادة «النصرة» استمعوا من الحاضرين إلى «ابرز مخاوفهم من التنظيم، وما واجههم من مشاكل حصلت بينهم وعناصر التنظيم وكيفية تلافيها»، اضافة إلى علاقة «النصرة» مع بقية الفصائل المسلحة التي تقاتل النظام السوري و»مستقبلها بعد سقوط النظام». وأشار التقرير إلى أن جهود قادة «النصرة» استهدفت «ترميم صورة التنظيم الجهادي في سورية بعد مجموعة الإساءات والتشدد الذي مارسته الدولة الإسلامية».
وفيما أفاد بعض المصادر بأن «انسحاباً عشوائياً وسريعاً» حصل ليل الأحد – الاثنين لمقاتلي «داعش» من مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة المعارضة منذ آذار (مارس) الماضي، قال شهود عيان في اتصال هاتفي اجرته «الحياة» إن قناصة «الدولة الإسلامية» اعتلوا اسطح الأبنية العالية المجاورة لقصر محافظ الرقة الذي تحول إلى مقر رئيس لـ «داعش» في المدينة، مشيرين الى ان مقاتلي «النصرة» بدأوا بالظهور العلني في المدينة بعدما انحسر وجودهم ودور تنظيمي «أحرار الشام» و»أحفاد الرسول» لمصلحة النفوذ الطافي لـ «الدولة الإسلامية».
وكان مقاتلو «داعش» اقتحموا مراكز عدد من الفصائل المسلحة المعارضة في الرقة ومناطق مجاورة بما في ذلك الهجوم على مقر «النصرة» في مدينة الشدادي في الحسكة شمال شرقي البلاد. وقالت المصادر انه بعد خطاب الظواهري حصل «انشقاقان صغيران» كان الأول في الرقة حيث انضم مقاتلون من «داعش» إلى «النصرة»، فيما كان الانشقاق الثاني في حي الصاخور في حلب في شمال البلاد، الذي يعتبر احد معاقل المقاتلين المتشددين بما في ذلك أولئك الذين قاتلوا الأميركيين في العراق بعد 2003. وكانت «داعش» صادرت مستشفى العيون في حلب من «النصرة» وحولته مقراً إدارياً لها، اضافة إلى مقرها العسكري في مدينة الدانا في ريف ادلب.
وأشارت المصادر إلى وجود «بلبلة شديدة» في أوساط المهاجرين والمقاتلين الأجانب في صفوف «داعش» بعد بيان الظواهري، الأمر الذي وضعهم بين احتمال التوجه إلى العراق عبر الحدود السورية أو الانخراط في صفوف «النصرة» وبقية الفصائل المعارضة. وكان زهران علوش زعيم «جيش الإسلام» الذي تشكل من نحو 50 فصيلاً مقاتلاً في دمشق، فتح مكتباً خاصاً لقبول المقاتلين العرب والأجانب. ويقدر عدد المقاتلين الأجانب في سورية بين أربعة وستة آلاف مقاتل عدا العراقيين.
ائتلاف المعارضة يُعلن “نعم” مشروطة لجنيف – 2 هيئة انتقالية كاملة الصلاحيات من دون الأسد
(و ص ف، رويترز، أ ب، ي ب أ، أ ش أ)
أبدى “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، الذي يعقد اجتماعات متواصلة في مدينة اسطنبول التركية في بيان انه مستعد للمشاركة في مؤتمر “جنيف – 2” على اساس نقل السلطة الى هيئة حكومية انتقالية كاملة الصلاحيات بما فيها العسكرية والأمنية، شرط ألا “يكون للرئيس السوري بشار الاسد وأعوانه أي دور في المرحلة الانتقالية.
وقال الناطق باسم الائتلاف لؤي الصافي خلال مؤتمر صحافي في إسطنبول بأن من ضمن شروط الائتلاف للمشاركة في “جنيف – 2″، أن يسبق عقد المؤتمر “إدخال وضمان استمرار دخول قوافل المساعدات عبر الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر كل المناطق المحاصرة، والإفراج عن المعتقلين وخصوصا النساء والأطفال”.
وأعلن الائتلاف عن تقديم رئيس الحكومة الموقتة للائتلاف أحمد طعمة أسماء الوزراء، ومناقشة البيان الوزاري، موضحا انه “تم التصويت على الحكومة الانتقالية والتي تضم 11 وزيرا” مرشحا. واضاف أن “الائتلاف يرفض مشاركة إيران في مؤتمر جنيف – 2 لأنها دولة محتلة في سوريا”، وأن “مشاركتها مشروطة بالانسحاب من سوريا وإدانة أعمال القتل التي يقوم بها النظام”.
ورأى وزير الخارجية الاميركي جون كيري في ابو ظبي المحطة الاخيرة من جولة له شملت عشر دول، ان “مشاركة ائتلاف المعارضة السورية في مؤتمر جنيف ستكون خطوة كبيرة”. وقال: “أجرت المعارضة السورية امس تصويتا للذهاب الى جنيف، انها خطوة كبيرة”.
في غضون ذلك، أفاد، الاعلام السوري الرسمي ان تسعة اطفال قتلوا وان آخرين أصيبوا بجروح بقذائف هاون سقطت على مدرسة في حي القصاع ذي الغالبية المسيحية بوسط دمشق وعلى اوتوبيس ينقل تلامذة في حي باب شرقي القريب منه، بينما سيطرت القوات النظامية على معظم المناطق المحيطة بمطار حلب الدولي في شمال سوريا.
من جهة أخرى، تجنّد فصائل المعارضة السورية مقاتلين في مخيم الزعتري للاجئين في الأردن على رغم منع الأمم المتحدة والسلطات الاردنية أي نشاط من هذا القبيل.
وأفادت وكالة “الاسوشيتدبرس” الاميركية أن مراسلها شاهد اثنين من أفراد “الجيش السوري الحر” كانا يدعوان اللاجئين إلى التدريب. وتولى رجل دين توزيع أوراق على سكان المخيم ليسجلوا أنفسهم في صفوف المقاتلين. وقال معارضون للوكالة، إنهم تمكنوا من تجنيد العشرات من سكان الزعتري في الأشهر الأخيرة. وتحدث أحد هؤلاء المعارضين عن تدريبه 125 من المجندين من الزعتري في معسكر داخل سوريا.
وقال ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن أندرو هاربر، إنه إذا رصد مسؤولون أمميون عمليات تجنيد في المخيم، فسوف يبلغون الحكومة الأردنية ذلك.
ما هي قصة الصفعة
المدن
لم يخيب الائتلاف الوطني السوري التوقعات بقراره المشاركة جنيف 2، وخصوصاً بعد سلسلة الضغوط الغربية وتحديداً الأميركية.
الائتلاف خفض في البيان الذي أصدره عقب تصويت أعضائه على المشاركة في جنيف 2 الكثير من شروطه، لم يتحدث عن انسحاب ايران من سوريا او حتى رفض مشاركتها، واكتفى البيان بالقول إنه لا بد من وجود ضمان بالسماح لوكالات الاغاثة بالوصول الى المناطق المحاصرة والافراج عن السجناء السياسيين ولا بد لاي مؤتمر سياسي ان يسفر عن تحول سياسي.
وقال البيان انه تم تعيين لجنة لمواصلة المحادثات مع قوى الثورة داخل سوريا وخارجها لشرح موقفها بشأن “جنيف 2”.
وبينما كانت مشاركة الائتلاف متوقعة، فإن الذي لفت الأنظار وصول الخلافات في وجهات النظر بين أعضاء المعارضة إلى حد الضرب، اذ أفيد عن سجال وقع بين رئيس الائتلاف أحمد العاصي الجربا وبين المتحدث باسم قيادة الأركان في الجيش الحر، لؤي المقداد انتهى بصفع الأخير من قبل الجربا.
وفي التفاصيل أنه قبيل بدء التصويت من قبل الأعضاء على قرار المشاركة في جنيف 2، سعى المقداد للاستفسار من اللجنة القانونية عن مدى قانونية تفويض الأعضاء الغائبين لآخرين للتصويت عنهم، عندها تدخل الجربا قائلاً له لا تتدخل بأمر لا يخصك. وهو ما استدعى رداً من المقداد الذي قال للجربا “انت رئيس ائتلاف وانا عم اسال اللجنة القانونية فانت لاتدخل وخليك بشغلك”، عندها عمد الجربا إلى صفعه على وجهه قبل أن تتم تسوية الامر بينهما.
وعلق المقداد على ما جرى واصفاً سلوك رئيس الائتلاف بـ”التشبيح”.
افتتاح مؤتمر كلنا سوريون في اسطنبول
بهية مارديني : كلنا شركاءimage
افتتح صباح اليوم في اسطنبول مؤتمر كلنا سوريون وسط حضور كثيف من معارضين سوريين من مختلف الأطياف المعارضة .
وتحدث في المؤتمر احمد الجربا رئيس الائتلاف والدكتور احمد طعمة رئيس الحكومة المؤقتة اضافة الى كلمة المنظمين التي ألقاها توفيق دنيا. وقدم العقيد الطيار المنشق قاسم سعد الدين شهادته في المؤتمر وقال نحن لا نقاتل النظام بل نقاتل دول تتضامن مع النظام ولكن حتى الدعم تم تسيسه حسب الجهة التي يتبع لها بالاضافة الى القتال الدائر بين جبهة النصرة وداعش. واستمع سعد الدين الى مداخلات الحاضرين .
وتساءلت عزة البحرة كيف يمكن توحد الجيش الحر مع الكتائب الاسلامية فيما رد سعد الدين ان هناك من يريد أضعاف الجيش الحر بإرادة بعض الأطراف لتدمير سوريا وأوضح ان الهدف إسقاط النظام ونحن نحتاج ان نكون يد واحدة . وقال عادل درويش ان بعض الإسلاميين يقولون عن أنفسهم انهم إسلاميين وهم تكفيريين فيما أشار وائل السواح الى ان ما يقال عنه لم الشمل هل هو الاتحاد وجمع الجيش الحر مع جبهة النصرة وداعش ونفى سعد الدين ذلك وحاول الإجابة على كثير من أسئلة الحاضرين الا ان الإجابات والأسئلة معا أوضحت عمق المأساة التي نعيشها في الداخل عسكريا وسياسيا.
معارضون علويون يجتمعون في إسطنبول اليوم لبحث «إنقاذ سوريا»
دعوة إلى الفصل بين انتمائهم العلوي ومعارضتهم للأسد
بيروت: ليال أبو رحال
تبحث مجموعة «كلنا سوريون»، وهي عبارة عن إطار يجمع عددا من المعارضين السوريين العلويين، كيفية الحفاظ على «ثورة الشعب السوري»، وحماية سوريا من «التفتيت» و«التطرف»، خلال مؤتمر تستضيفه مدينة إسطنبول التركية اليوم تحت شعار «صرخة لإنقاذ سوريا وثورتها».
ويأتي تنظيم هذا المؤتمر، بعد مؤتمر أول نظمته المجموعة ذاتها في العاصمة المصرية خلال أغسطس (آب) الماضي، تمخضت عنه وثيقة بعنوان «إعلان القاهرة»، من المقرر أن تشكّل إحدى نقاط البحث الرئيسة خلال المؤتمر الذي ينتهي غدا، وتنص على ضرورة عدم الخلط بين الطائفة العلوية، التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد، وبين النظام الحاكم، باعتبار هذا الخلط «خطأ سياسيا وأخلاقيا».
يصر منظمو هذا المؤتمر، الذين يتحدرون بمعظمهم من أصول يسارية، ومن أبرزهم بسام يوسف، وثائر موسى، وجمال سليمان، وعلي ديبو، وتوفيق دنيا، وآخرون، على الفصل بين انتمائهم العلوي الفطري (بالولادة) وبين معارضتهم للنظام السوري، التي تسبق بدء اندلاع التحركات الاحتجاجية منتصف شهر مارس (آذار) 2011.
وفي سياق متصل، يقول المعارض السوري المستقل توفيق دنيا، أحد منظمي المؤتمر لـ«الشرق الأوسط» إن «المؤتمر لا يتوجه إلى المعارضين العلويين فحسب، وإن كان منظموه من العلويين، إذ إننا نريد جمع طيف وطني من كل التيارات ذات الصفة المعتدلة والقادرة على التعاطي مع القضايا من منظار وطني جامع». ويوضح أن شعاره «صرخة لإنقاذ سوريا»، وبالتالي فإن «من ينقذ الأخيرة ليس العلوي أو السني بل المواطن السوري الذي يرى سوريا واحدة موحدة ويرفض تمزيقها على أساس جغرافي ومجتمعي».
ومن المقرر أن يشارك رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا في المؤتمر ويلقي كلمة فيه، على أن يحضره وفق دنيا عدد من الشخصيات المعارضة، العلوية وغير العلوية، لا سيما تلك المعتدلة والمنتمية للتيار الوطني الديمقراطي، إضافة إلى نحو 20 شخصية من الائتلاف أبرزهم المعارضان ميشيل كيلو وبرهان غليون.
ويحاول المجتمعون من خلال مباحثاتهم اليوم وغدا «إنضاج موقف عقلاني يحافظ على مصالح الشعب وحيوية الثورة»، فيما يطرح المنظمون محاور عدة للنقاش، من أبرزها: «التركيز على الوحدة الجغرافية لسوريا وعدم قابلية للتقسيم»، و«الحرص على وحدة المجتمع السوري التي يحاول النظام تمزيقها منذ اندلاع الثورة»، و«التأكيد على أن إسقاط النظام لا يتم بالقوة العسكرية وحدها، بل ثمة معركة سياسية يجب أن تخاض ضده». ويشير دنيا إلى أن من بين المحاور المطروحة للنقاش أيضا: «تأكيد رفض المظاهر الدينية المتطرفة من أي جهة أتت على الساحة السورية»، و«التشديد على أن ما يجمع مكونات المعارضة السورية هي الوثائق الصادر عن مؤتمر القاهرة»، في إشارة إلى المؤتمر الذي عقدته المعارضة برعاية جامعة الدول العربية (يوليو/تموز 2012)، والتي تضمنت الرؤية السياسية المشتركة لملامح المرحلة الانتقاليّة.
ويتفق منظمو المؤتمر مع باقي مكونات المعارضة السورية لناحية أن «لا بديل عن الحل السياسي، على أن يرتكز على إسقاط النظام، بمعنى إسقاط بشار الأسد وأعوانه ممن اقترفوا الجرائم»، بحسب دنيا، الذي يشدد على أنه «لا يمكن أن نقبل بأقل من ذلك». لكن الاتفاق حول هذا المبدأ الأساسي، لا يمنع دنيا، وهو عضو في الهيئة العامة للائتلاف، من الإشارة إلى «فشل المعارضة خلال مسيرتها في القيام بمهامها». من هنا، يحمل المؤتمر شعار «صرخة لإنقاذ سوريا». ويقول دنيا إن المبادرة «تحظى بتجاوب واسع بين صفوف المعارضة السورية المعتدلة التي تقبل بالذهاب إلى مؤتمر (جنيف2) ولكن على قاعدة إسقاط الأسد، هو ومن حوله».
وعما إذا كانت مجموعة «كلنا سوريون» تقدم نفسها من خلال مؤتمرها اليوم كبديل عن الائتلاف السوري، يجيب دنيا: «نتمنى أن تصل المقاربة إلى هذا الأمر ونأمل من هذه المعارضة أن تتكتل حول مبادئنا الرئيسة، من دون أن يعني ذلك أننا ضد المكونات الأخرى، عدا عن أن رئيس الائتلاف مدعو وسيلقي كلمة». ويضيف: «لسنا خارج الأطر، ولكننا نريد أن نكون، كمعارضين وطنيين معتدلين، إطارا فاعلا في المعارضة السورية، لا أن نلعب دور الكومبارس، وبعيدا عن أي منطلقات طائفية».
وينفي دنيا أن يكون العلويون سعوا للحصول على ضمانات من المعارضة، على خلفية اتهامها بعدم تقديم أي ضمانات لهم. ويقول في هذا السياق: «أعتقد أن المعارضين العلويين لم يسعوا للحصول على ضمانات، انطلاقا من أن ضمانة الأقليات بأن يكونوا جزءا من الثورة ومن عملية التغيير».
وفي موازاة تحميله النظام مسؤولية «نشاط المتطرفين بعد أن أطلق سراحهم من سجونه بعد اندلاع الثورة وغض نظره عنهم»، واعتباره أن نموهم اليوم «يشكل تحديا حقيقيا للثورة ويخدم النظام»، لكنه يرى في الوقت ذاته أن الأخير «لم يكن ليحقق هذا النجاح لولا أخطاء المعارضة». ويتابع: «قسم من معارضة الخارج أكثر تطرفا من الشارع الوطني السوري، وهذا ما ينعكس على الخطاب السياسي الموجه للعالم وفيه الكثير من المزايدة».
ولا ينكر دنيا الدعم العربي «المحدود» للشخصيات العلوية المنظمة للمؤتمر، ويقول: «ثمة شخصيات مشاركة تملك علاقات واسعة ومع أصدقاء سوريا، أما نحن منظمي المؤتمر فعلاقتنا محدودة ولا نلقى التشجيع والدعم الكافي». ويؤكد «إننا نشكو دائما من فقدان الدعم، ولو توفر لدينا لقدمنا أكثر بكثير مما قدمناه».
دمشق: عشرات الضحايا بقذائف الهاون «الائتلاف» ينتخب «حكومته» المؤقتة
على وقع القذائف المتساقطة على منطقتَي القصاع وباب شرقي في دمشق، والتي حصدت عشرات الضحايا، غالبيتهم من الاطفال، وتصاعد الاشتباكات في مناطق سورية عدة، خصوصا بين الاسلاميين والجماعات المسلحة الاخرى وبينها التابعة للاكراد، صدر البيان الختامي عن اجتماع اسطنبول لـ«الائتلاف الوطني السوري» من دون ان تحجب مقرراته دوي الصفعة التي وجهها رئيسه احمد الجربا، للمتحدث باسم ما يسمى «هيئة اركان الجيش السوري الحر» لؤي المقداد.
وفي هذا الوقت، صدرت نتائج التصويت على وزراء «الحكومة السورية المؤقتة المعارضة» أمس، من قبل الأمانة العامة لـ«الائتلاف»، حيث شارك في التصويت مئة وعضو، من مجموع 123 عضواً، يشكلون أعضاء الهيئة العامة لـ«الائتلاف»، حيث كان يتطلب فوز الوزير المرشح بمنصبه، إذا تمكن من الحصول على 62 صوتاً، أي بنسبة النصف زائداً واحداً.
وفيما يلي أسماء الوزراء الناجحين مع عدد الأصوات، بحسب وكالة «الأناضول» التركية:
ــ إياد القدسي، نائباً لرئيس «الحكومة المؤقتة» (71 صوتاً).
ــ أسعد مصطفى وزيراً للدفاع (64 صوتاً).
ــ محمد ياسين نجار وزيراً للاتصالات والنقل والصناعة (66 صوتاً).
ــ إبراهيم ميرو وزيراً للمالية والاقتصاد، (72 صوتاً).
ــ عثمان بديوي وزيراً للإدارة المحلية والإغاثة واللاجئين (64 صوتاً).
ــ فايز الظاهر وزيراً للعدل (65 صوتاً).
ــ إلياس وردة وزيراً للطاقة والثروة المعدنية (67 صوتاً).
ــ وليد الزعبي وزيراً للبنية التحتية والموارد المائية (63 صوتاً).
ــ تغريد الحجل وزيرة للثقافة والأسرة (62 صوتاً).
ولم يتمكن كل من المرشح إلى منصب وزير الدفاع، عمار قربي (30 صوتاً)، والمرشح إلى منصب وزير الصحة، الدكتور محمد جميل جران (47 صوتاً)، وعبد الرحمن الحاج، المرشح إلى منصب وزير التربية والتعليم (59 صوتاً)، من الدخول إلى «الحكومة المؤقتة».
ولم يتمكن بقية الوزراء المرشحين من الفوز بالغالبية الكافية، وهو ما يمكن رئيس «الحكومة المؤقتة» أحمد طعمة، من ترشيح أسماء جديدة لشغل المناصب المتبقية (ثلاثة من أصل 11)، فيما لم يتحدد بعد تاريخ إعادة التصويت للمرشحين الجدد.
وكان صوت صفعة الجربا للؤي المقداد، طغى على خبر الاجتماعات ذاتها ومقرراتها حيث تحدثت تقارير عن تلاسن حاد جرى في أروقة اجتماع اسطنبول، فيما كان «الائتلاف» يعلن في بيانه ان الذهاب الى مؤتمر «جنيف 2» سيأتي بعد التشاور مع «قوى الثورة في الداخل والمهجر»، في وقت يفترض فيه ان «هيئة الاركان» التي تدعي تمثيل الفصائل المسلحة، لا تتمتع بنفوذ كبير على الارض.
ونقلت مواقع تابعة للمعارضة خبر الصفعة التي تعكس حدة الخلافات الداخلية ازاء اولويات المرحلة المقبلة. وافادت التقارير أن الصفعة سمعت بقوة بسبب قرب المشادة من الميكروفونات، وان اعضاء من هيئة الرئاسة في الائتلاف، حالوا بين الرجلين، فيما جرى منع المقداد من طلب تدخل الشرطة التركية مثلما كان يتوعد.
ونشب الخلاف حول تمثيل «هيئة الأركان» في «الائتلاف»، وعدد المقاعد التي ستحصل عليها. ويؤكد أعضاء في «الائتلاف» أن مسألة انضمام أعضاء «المجلس الوطني الكردي» إلى «الائتلاف»، كانت الشعرة التي قصمت ظهر البعير بين الرجلين، بعد تراكم التوتر بينهما.
وأصرّ الجربا، الذي يتمتع بدعم سعودي، حينها على انضمام 11 عضواً كردياً إضافياً إلى «الائتلاف»، قبل التصويت على موضوع المشاركة في مؤتمر جنيف، مع العلم أن هؤلاء الأعضاء مؤيدون بقوة للمشاركة في المؤتمر، بينما يعارض ممثلو «الجيش الحر» بقوة هذه المشاركة.
وكان بيان «الائتلاف» الذي اعلن الاستعداد المشروط للمشاركة في «جنيف 2»، لاقى ترحيباً من وزير الخارجية الأميركية جون كيري الذي قال في مؤتمر صحافي في أبو ظبي، إن «المعارضة السورية أجرت تصويتاً للذهاب إلى جنيف. إنها خطوة كبيرة»، واشترط أن «يسبق عقد المؤتمر إدخال وضمان استمرار دخول قوافل الإغاثة من الصليب الأحمر والهلال الأحمر وغيرهما من الهيئات الإغاثية إلى المناطق المحاصرة كافة، والإفراج عن المعتقلين، خصوصاً النساء والأطفال». ومن المحتمل ان الاشارة الى الحديث عن إدخال الاغاثة الى المناطق المحاصرة، تعكس رغبة في طرح فكرة وقف اطلاق النار في مناطق الاشتباكات الساخنة قبل الذهاب الى جنيف.
وأشارت الهيئة العامة لـ«الائتلاف» في بيانها أمس، إلى أنها «كلفت لجنة من أعضاء الائتلاف بإجراء المشاورات اللازمة مع قوى الثورة في الداخل والمهجر لشرح موقفها وتعزيزه حول قرارات الائتلاف».
ومن بين الرافضين للمؤتمر «المجلس الوطني السوري» الذي هدد بالانسحاب من «الائتلاف» إذا وافق أعضاؤه على الذهاب إلى جنيف.
وقال مدير مكتب رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا، منذر آقبيق إن عدداً كبيراً من هؤلاء وافقوا على حجج المؤيدين للمشاركة. وأضاف ان «القرار اعتمد بشبه إجماع. المجلس الوطني السوري غير رأيه بالتأكيد بما أنه صوت».
وقتل تسعة أطفال وأصيب حوالي 33 آخرين، إثر سقوط قذائف هاون على مدرسة في حي القصاع وسط العاصمة، وعلى حافلة تقل طلاباً في حي باب شرقي القريب منه، بحسب ما أفاد التلفزيون السوري.
وفي ريف حلب، هزّ انفجار ضخم مدينة كوباني ذات الغالبية الكردية عصر أمس، وذلك بعدما فجر رجل نفسه في سيارة مفخخة أمام مبنى الهلال الأحمر الكردي، بحسب ما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وأسفر التفجير الانتحاري عن انهيار المبنى بالكامل وسقوط خمسة قتلى وما يزيد على 20 جريحاً. وذكرت قناة «الميادين» في وقت لاحق ان عدد الضحايا وصل إلى 11 قتيلاً و23 جريحاً. (تفاصيل صفحة ١٢)
(«الأناضول»، أ ف ب، رويترز، أ ش أ)
السيرة الذاتية لـ«خاطف ثوري» خالد حياني.. بين السطو والحضن التركي
صهيب عنجريني
مع دخول تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) على خط الأحداث في محافظة حلب، عادت الأضواء لتُسلّط من جديد على عدد من متزعمي المجموعات المسلحة، بالتزامن مع مطاردة «داعش» لهم، في سياق سعيها لتثبيت نفوذها، وكسب ود سكان حلب الذين ذاقوا الويلات من أولئك «الزعماء» ومجموعاتهم.
ويُعتبر خالد حياني، الملقب بـ «الملياردير الصغير»، واحداً من أشهرهم. فمن هو هذا الملياردير، وما هي حكايته؟
هو خالد سراج علي بن أحمد، من مواليد العام 1979، ولقب بالحياني نسبة إلى مسقط رأسه حيّان. نشأ في حي الخالدية، وبدأ حياته في بيع المازوت، ثم تورطت عائلته في معارك ثأر، فاضطرت إلى مغادرة الحي، والسكن في حي بني زيد، حيث مارس خالد في مراهقته عدداً من الأعمال، قبل أن يحترف العمل كـحارس شخصي في أحد الملاهي الليلية.
مع بداية وصول الأزمة إلى الريف الحلبي اشتبك حياني مع صاحب مكتب عقاري في حي الخالدية، بسبب تحرش الأخير براقصة «محسوبة» على الأول، وهددا بعضهما بالقتل، وبعد يومين قام حياني بالهجوم على المكتب العقاري وقتل غريمه وشقيق غريمه، وفر هارباً، ليلتحق بالمسلحين في مدينة عندان زاعماً أنه قتل غريمه لأنه «شبيح». وعندما اكتُشف السبب تم طرده، فاحتضنه أحمد عفش في «لواء شهداء عندان»، الذي تحول لاحقا ليصبح «لواء أحرار سوريا». ثم شكل حياني، بتوجيه من عفش، ما سُمي «كتيبة المهام الخاصة»، والتي تحوّلت لاحقاً لتصبح «لواء شهداء بدر».
مرحلة النشوء والازدهار
توجه خالد حياني ومسلحوه إلى حي بني زيد معلناً أنه «منطقته الخاصة ولا احد يستطيع مشاركته فيها». وبدأ في 15 تشرين الاول العام 2012 عمليات اقتحام للمصانع الموجودة في الليرمون، ومنطقة إكس أو، وحي بني زيد (وهي من أهم المناطق الصناعية في حلب)، وقام بسرقة كل ما هو موجود في كراجات تلك المعامل، من آليات نقل، وسيارات سياحية فاخرة خبأها أصحاب المعامل هناك بسبب الظروف، ظنا منهم أنها بمأمن مع انتشار سرقة السيارات في شوارع المدينة.
ثم بدأ بسرقة المولدات الكهربائية في تلك المعامل، وهي مولدات صناعية ضخمة تقدر قيمتها بعشرات ملايين الدولارات، فسرقة مخزون المعامل من المازوت، مع فقدان هذه المادة في الشتاء الماضي. كما سرق مستودعات الخيوط والكهربائيات، ثمّ بدأ بتفكيك كابلات الكهرباء وصهرها وبيعها نحاساً مصهوراً، ليتفرّغ بعدها لتفكيك الآلات وخطوط الانتاج وبيعها بالتعاون مع مافياتٍ تركيّة، وتقدَّر قيمتها بمئات ملايين الدولارات.
ولم يكتف بذلك، بل عمد إلى فك الأبواب، والنوافذ الخشبية والحديدية، والألومنيوم، وبيعها. ويمكن القول إنه لم يترك إلا الجدران. ويؤكد مصدر، كانَ مقرّباً منه، أنه كان ينوي اقتلاع بلاط المعامل لبيعه. وكان مساعده لشؤون بيع وتصريف المسروقات يُدعى الحاج خليل، الملقب أبو حسين، وهو من سكان الليرمون، وكان قبل الأزمة عاملا في مصنع «مخامل الصباغ».
حياني يقيم مستوطنة لمسلحيه
حوّل حياني منطقة «السكن الشبابي» إلى مساكن لمسلحيه وعائلاتهم، بعد أن قام بطرد سكانها، ومعظمهم نزحوا إليها من مناطق ساخنة، وأطلق عليها اسم «ضاحية شهداء بدر».
وبدأ يجمع مسروقاته في إحدى مدارس المنطقة، ويعرضها للبيع بأثمان بخسة، ومنها على سبيل المثال لوحة تحكم آلي- وهي عبارة عن شاشة فيها نظام تحكم- وتزيد قيمتها مع برنامج التحكم عن خمسة آلاف دولار، حيث قام ببيعها بمائتي دولار. ولأن شرّ البلية ما يُضحك، كانَ حياني يُقدّم «عرضاً خاصاً» لأصحاب المصانع المسروقة إذا رغبَ أحدهم بشراء ما سرقَ منه، شرط أن يقدم له ما يثبت ملكيته للمسروقات، فإذا نجح في إثبات الملكية باعه أشياءه بنصف الثمن الذي يتقاضاه من شخص آخر!.
حياني يوطِّد علاقاته الأمنية مع الأتراك
بدأت بعض التشكيلات المسلّحة المطالبة بمحاسبة حياني، فتوارى عن الأنظار، مشيعاً أنه قد أصيب في إحدى المعارك، وتم إسعافه إلى تركيا، ثم عاد من رحلة استشفائه المزعومة، والتي توجت بتعزيز «صلاته الأمنية في تركيا»، ليعلن تشكيل «لواء شهداء بدر»، الذي امتد نفوذه ما بين الليرمون والأشرفية والسكن الشبابي، وصولا إلى مشارف حريتان وحيان.
واشتهر حاجز «كاستيللو»، أو «سفينة الصحراء»، الذي نصبه مسلّحو حياني، حيث يضطر الراغبون بالانتقال من أحياء حلب الشرقية باتجاه طريق الشام إلى المرور بذلك الحاجز. وأقام مسلحوه حاجزا في منطقة تسمى دوير الزيتون يعبره المسافرون إلى تركيا مروراً بحريتان. وعلى الحاجزين كان رجاله يقومون بفحص هويات العابرين، واختطاف كل من «تبدو عليه آثار النعمة»، ليطالبَ بفدية لإخلاء سبيله، والتهمة الجاهزة دوما «شبيح متعامل مع النظام». ويتغير مبلغ الفدية المطلوبة تبعاً لطبيعة المخطوف، فإذا كان مسيحيا أو أرمنيا قد تصل الفدية إلى مليونَي ليرة، أما إذا كان طالباً جامعياً فقد يقتصر الأمر على 200 ألف ليرة «مراعاةً لوضعه».
ويُعتبر الأرمن السوريون «صيداً ثميناً» لدى حياني. ويشرح مصدر معارض لـ«السفير» أن ذلك يعود إلى سببين أساسيين: «أولهما، سهولة الحصول على فدية مرتفعة، بغض النظر عن الوضع المادي للمخطوفين، فالجهات الأرمنية العامة تقوم بدورها عند اللزوم. وثانيهما، صلات حياني الوطيدة بالأتراك، مع الأخذ بالاعتبار طبيعة العلاقة الجدلية التاريخية بين الأتراك والأرمن». وكان مساعد حياني لشؤون الخطف والتفاوض يُعرف باسم «أبو علي الحموي». ولأنّ حيَاني حريص على أن يكون «صاحب مبدأ» فإنه يمتنع عن اختطاف النساء.
مرحلة الاتحاد
في 19 ايلول العام 2013 أصدر عدد من المجموعات المسلحة بياناَ جاء فيه: «نعلن نحن الكتائب والألوية المقاتلة في ريف حلب الشمالي عن تشكيل الفرقة السادسة عشرة التابعة للمجلس العسكري الثوري في محافظة حلب، والمؤلفة من الفصائل التالية: لواء أحرار سوريا، لواء شهداء بدر، لواء الأقصى، تجمع كتائب أحفاد عمر، لواء الربيع العربي، لواء أسود الثورة، لواء شهداء المصطفى، تجمع كتائب صقور الإسلام، لواء يوسف العظمة، لواء صلاح الدين الأيوبي».
ويمكن وصف هذه المجموعات، وعلى وجه الخصوص «أحرار سوريا» و«شهداء بدر» و«أحفاد عمر» بأنها عصابات سرقة وخطف من الدرجة الأولى.
وكان حيّاني حريصاً على إقامة علاقات وتفاهمات مع عدد من متزعمي المجموعات المسلحة الأخرى. وحين اشتبك تنظيم «داعش» مع «لواء عاصفة الشمال» في اعزاز قام بإرسال 15 سيارة تحمل رشاشات دوشكا لمؤازرة «عاصفة الشمال»، متحاشياً كتابة اسم مجموعته عليها، خلافاً للمعتاد. ويبدو أنه أدرك أن الدور آت عليه، فأراد استباق الأمور.
مرحلة الانهيار والفرار
في مطلع تشرين الثاني الحالي بدأت مرحلة الانهيار، بعد أن استولى مسلحو «داعش» على حاجز «كاستيللو»، دجاجة حياني التي تبيض ذهباً، إثر اشتباكات مع «شهداء بدر»، فلاذ حياني بالفرار.
وأصدر حياني بياناً جاء فيه «الجيش السوري الحر – الفرقة السادسة عشرة – لواء شهداء بدر، الجمعة 1/11/2013، القائد العام للواء شهداء بدر خالد الحياني: اليوم وفي ساعات الظهر قدم عناصر من الدولة الإسلامية في العراق والشام باتجاه الحاجز التابع للّواء على طريق الكاستيلو. طلب العناصر من المركبة التوقف والقيام بتفتيشها، فرفض عناصر الدولة أن تُفتش، وحصلت مشادة كلامية بين الطرفين، على إثرها انسحب العناصر، واستقدموا أكثر من 30 عنصرا، وقاموا بمحاصرة الحاجز، ومحاصرة عناصر تابعين للواء داخل إحدى المزارع في تلك المنطقة، ومن ثم تواصلت أنا قائد اللواء مع رئيس المجموعة الذي يدعى «أبو الوليد»، وتم الاتفاق على إرسال مجموعة من الهيئة الشرعية من قرية حيان ويتقدمهم الشيخ قاسم الحلو، بالاضافة إلى محمد أبو جاسم قائد لواء شهداء المصطفى ومحمود عفش نائب قائد لواء أحرار سوريا، للتفاوض مع المجموعة، ومحاسبة كل من أساء من الطرفين».
وأضاف «تم الاتفاق بين الأطراف المذكورة أعلاه على محاسبة المسيئين من العناصر في كلا الطرفين، لكن أثناء الاتفاق تسلل عناصر تابعون للدولة إلى مقرات اللواء على طول الطريق، بالإضافة إلى خطف عدد كبير من عناصر اللواء، كما قاموا بإطلاق النار على إحدى المجموعات التابعة للواء، فما كان الرد إلا بالمثل، وتفاقمت الأمور إلى هذا الحد حتى الآن».
وتابع «من هنا أعلن كقائد لواء شهداء بدر أن الاشتباكات الحاصلة سببها التوتر الذي خلقه عناصر الدولة بالسيطرة على حاجز تابع للواء بحجة محاسبة مسيئين دون الرجوع إلى قيادة اللواء، وسنتصدى لأي هجوم سيقوم به عناصر الدولة على مقرات اللواء، وكما عاهدنا الثوار والثورة لن نتخلى عن جبهاتنا وسنقاتل حتى آخر نقطة دم. عاشت سوريا حرة أبية والمجد لشهدائها الأبرار، والنصر لثورتها المجيدة».
ويرجح مصدر مقرب من المجموعات المسلحة في حلب أن يكون حياني قد فر إلى تركيا، التي هيأ لنفسه ملاذا آمنا فيها لمثل هذه الظروف. ويشير المصدر في هذا السياق إلى أن «أحد المقربين من حياني كان يؤكد دائماً أن حساباتهم المصرفية جاهزة في تركيا، وأمورهم مرتبة للهرب في أية لحظة».
الائتلاف السوري يختار شابا كرديا لوزارة المالية بالحكومة المؤقتة
القاهرة- الأناضول: تولى إبراهيم ميرو، حقيبة وزارة المالية والاقتصاد في الحكومة السورية المؤقتة برئاسة أحمد طعمه، بعد أن فاز بأعلى نسبة أصوات بين الوزراء التسعة الذين جرى اختيارهم من قبل الائتلاف الوطني (72 صوت من أصل 101 عضو قاموا بالتصويت).
ولد ميرو، بمحافظة الحسكة (شمال شرق سوريا) في 21 يناير/ كانون الأول 1978، وانهى دراسته العليا في الاقتصاد العام والجزئي بجامعة امستردام في هولندا عام 2006، ليعمل بعدها مستشارا اقتصاديا بأحد البنوك الهولندية الكبرى، ما يعني إلمامه الأكبر بالقطاع المالي المصرفي.
ويعد إبراهيم ميرو هو أصغر وزير مالية عربى اذ اعتادت الانظمة العربية اختيار شخصيات كبيرة أو متوسطة السن لا تقل فى الأغلب عن 50 عاما لمنصب وزير المالية اعتبارا لعامل الخبرة.
في سبتمبر/ أيلول 2011، أسس ميرو، مع مجموعة من النشطاء الأكراد منظمة مدنية صغيرة تحت اسم “منظمة الأمواج المدنية”، لكن نشاطها لم يدم طويلا بحكم المتغيرات الكبيرة التي طرأت على الوضع السوري.
وفي مايو/ أيار 2012، انضم ميرو، لمجموعة عمل اقتصاد سوريا، وهي مجموعة تهتم بحماية الاقتصاد الوطني والدولة السورية من الانهيار السريع والتهالك بعد زوال النظام السوري، والالتزام بتنفيذ خطة إعادة إعمار سوريا والنهوض بها عبر الاستثمار بالكوادر البشرية الوطنية السورية وتحقيق مبدأ العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص والسيادة الوطنية على عملية تطوير الاقتصاد السوري وإدارة مقدرات الدولة السورية الجديدة.
وشغل ميرو، عضوية الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري في اجتماع الهيئة العامة بالعاصمة القطرية الدوحة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2012، ممثلا عن الكتلة الكردية.
ويجيد ميرو اللغة العربية والكردية الإنجليزية والهولندية.
الائتلاف السوري ينفي صلته بكتب مدرسية تحتوي صورا لأعضائه
دمشق- (د ب أ): نفى الائتلاف الوطني السوري المعارض، أكبر تشكيلات المعارضة السياسية السورية، علاقته بكتب مدرسية انتشرت مؤخرا في المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات المعارضة وبين اللاجئين السوريين وواجهت انتقادات حادة لاحتوائها على صور وخطاب لرئيس الائتلاف السابق معاذ الخطيب.
وذكر بيان صادر عن الائتلاف الثلاثاء تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) نسخة منه، أن هذه الكتب “حملت في شكلها ومضمونها ما يخالف بعض الشروط الأساسية الواجب توفرها في المضمون العلمي للمادة التدريسية”.
وقال البيان إن هذه الكتب “لم تعرض.. على اللجنة المختصة بتدقيق المناهج العلمية في الهيئة الوطنية العليا للتربية والتعليم العالي” التابعة للائتلاف.
ووصف البيان وجود صور بعض أعضاء الائتلاف الوطني السوري على أغلفة وصفحات هذه الكتب بالإضافة لاقتباسات مأخوذة عن ألسنة شخصيات سياسية “لها احترامها ومكانتها” بأنه تعبير عن “خطأ كبير في الفهم الحقيقي للثورة السورية من قبل القائمين على إعداد هذه الكتب”.
وأضاف أن “ممارسة /الأدلجة/ على الأطفال أمر لا يتم إلا في ظل الأنظمة الشمولية وعهود الاستبداد التي يرفضها الشعب السوري”.
أردوغان: من يفجر نفسه باسم الإسلام في الأماكن المقدسة لا علاقة له بالسنة ولا بالشيعة
أنقرة- الأناضول: قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان “إنَّ من يفجر نفسه باسم الإسلام في الأماكن المقدسة لا علاقة له بالسنة ولا بالشيعة، بل لاعلاقة له بالإنسانية والإسلام من قريب أو بعيد، فمن يقتل المظلومين في العراق وسوريا واليمن ولبنان هو يزيد، والمظلوم هو سيدنا الحسين”.
وأضاف أردوغان في خطابه أمام كتلته الحزبية في البرلمان أنَّ سيدنا الحسين بن علي لم يكن سنياً ولا شيعياً بل كان مسلماً، مبيناً أنَّ زمن الحسين لم يشهد سنة ولا شيعة.
وفي الشأن الداخلي التركي أشار أردوغان إلى أنَّ الحكومة التركية منذ 11 عاماً عملت على وضع أكثر من خيار أمام الرأي العام التركي بشأن أسلوب اللباس وشكله، قائلاً “من أرادت من السيدات أن تزاول عملها سافرة الرأس فلها ذلك، ومن أرادت أن تعمل محجبة فلها ذلك أيضاً، والأمر ينطبق على البرلمان التركي”.
وأوضح أردوغان أنَّ سياسة حزبه تقوم على رغبات الشعب، وتتبع السبل والأهداف التي ينشدها، وعندها ليس بإمكان أحد أن يشير إلى الحكومة بالبنان، أويتهمها بأنها ليست أهلاً للمسؤولية.
صحيفة سورية تنتقد أداء حكومة وائل الحلقي في حلب
دمشق- (ا ف ب): انتقدت صحيفة سورية مقربة من النظام الثلاثاء حكومة رئيس الوزراء وائل الحلقي لعدم إيلائها الاهتمام الكافي بمدينة حلب التي كانت تعد العاصمة الاقتصادية للبلاد، وتعاني من مشاكل معيشية خانقة بسبب النزاع السوري.
ونقلت صحيفة (الوطن) عن مصادر في محافظة حلب (شمال) استغرابها “عدم تلبية الحلقي دعوة المحافظ للجنة الخدمات الوزارية أو الفريق الاقتصادي في الحكومة لعقد اجتماع لهما في حلب”.
واشارت الى ان هذه الدعوة لم تلب “على الرغم من تحسن الحال الأمنية بفضل تضحيات الجيش العربي السوري وصمود أبناء الشهباء (اللقب الذي تعرف به حلب) في وجه أعتى أشكال الإرهاب مع الإجحاف الذي لحق بهم معيشيا وخدميا”.
وحققت القوات النظامية السورية في الاسبوعين الماضيين تقدما في ريف المحافظة، لا سيما بعد سيطرتها على مدينة السفيرة الاستراتيجية جنوب شرق مدينة حلب، واستعادتها السيطرة على غالبية المناطق المحيطة بمطار حلب الدولي المتوقف عن العمل منذ نحو عام.
واضافت الصحيفة ان وزير الكهرباء عماد خميس “اخيرا حط رحاله في حلب بعد مرور سنة على آخر زيارة لوزير، ونحو ثلاثة أسابيع من وعود رئيس مجلس الوزراء وائل الحلقي بإرسال (قوافل من المسؤولين) إلى عاصمة الاقتصاد السوري التي تعاني الأمرين جراء الإهمال وتردي الأحوال الخدمية”.
ونقلت عن سكان قولهم انهم ينتظرون زيارة الحلقي نفسه “لتفقد أوضاع المدينة التي تحسنت بشكل نسبي لكنها لا تسر صديقا على جميع الأصعدة”.
وكان خميس زار امس الاثنين حلب التي تعاني من انقطاع مستمر بالتيار الكهربائي، واعدا بتحسن تدريجي في التغذية.
واضافت الصحيفة “بغض النظر عن عدم تمخض زيارة الوزير عن نتائج ملموسة على صعيد الوضع الكهربائي السيئ، إلا ان الأهالي طالبوا الحكومة بإيلاء اهتمام كاف يليق بتضحيات مدينتهم الصامدة”.
وبعد اكثر من عام على اندلاع المعارك فيها، انقسمت حلب التي كانت تعد بمثابة العاصمة الاقتصادية لسوريا، بين مناطق يسيطر عليها المقاتلون واخرى تحت سيطرة النظام.
واعتبرت منظمة العفو الدولية في تقرير لها في آب/ اغسطس الماضي ان حلب “دمرتها” الحرب، وان سكانها يتعرضون إلى قصف يومي من قوات النظام وسوء معاملة في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.
مقتل رجل دين سني موال للنظام السوري برصاص مسلحين في شمال لبنان
طرابلس- (ا ف ب): قتل رجل دين سني موال للنظام السوري الثلاثاء اثر إطلاق مسلحين مجهولين النار عليه في مدينة طرابلس في شمال لبنان، والتي شهدت سلسلة من أعمال العنف على خلفية النزاع في سوريا المجاورة، بحسب ما افاد مصدر أمني وكالة فرانس برس.
وقال المصدر “اقدم مجهولان على دراجة نارية على اغتيال الشيخ السني سعد الدين غية، وهو عضو في جبهة العمل الاسلامي”، وهي اطار يضم غالبية التيارات السنية الاسلامية المؤيدة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد وحزب الله” اللبناني الشيعي حليف دمشق.
واوضح ان “مسلحين على دراجة نارية اطلقا الرصاص من مسدس حربي على الشيخ غية (43 عاما) بعد صعوده في سيارته امام منزله الكائن في منطقة البحصة” الشعبية وسط طرابلس، كبرى مدن شمال لبنان.
واشار إلى أن رجل الدين “أصيب في الرأس ونقل إلى المستشفى في حالة حرجة”، لكنه ما لبث ان فارق الحياة.
ولفت المصدر الى ان غية “تعرض قبل شهرين لمحاولة اغتيال، حينما القى مجهولون قنبلة قرب سيارته، ما أدى إلى اصابته بجروح طفيفة”.
وشهدت طرابلس سلسلة من اعمال العنف على خلفية النزاع السوري، بين منطقتي جبل محسن ذات الغالبية العلوية الموالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وباب التبانة ذات الغالبية السنية المتعاطفة مع المعارضة.
ووقعت آخر هذه الجولات في تشرين الاول/ اكتوبر الماضي، وادت الى مقتل 14 شخصا على الاقل في اسبوع من المواجهات.
كما شهدت المدينة تفجيرين بسيارتين مفخختين قرب مسجدين في آب/ اغسطس الماضي، اديا الى مقتل 45 شخصا على الاقل.
وتصاعدت حدة التوتر في المدينة منذ ادعاء القضاء على متهمين بينهم مسؤول أمني سوري وعلويين من جبل محسن، بالضلوع في التفجيرين.
وبحسب مصادر في جبهة العمل الاسلامي، فإن غية يعد من المقربين من الشيخ هاشم منقارة، رئيس مجلس قيادة حركة التوحيد الاسلامية، والذي حقق معه القضاء العسكري في موضوع التفجيرين، قبل ان يخلي سبيله.
أنباء عن توجه قوات للنظام السوري بعد انسحاب ‘داعش’ من الرقة
خلافات تؤجل التصويت على أسماء المرشحين لحكومة الائتلاف
إسطنبول ـ لندن ـ وكالات ـ ‘القدس العربي’ من انور بدر: علمت ‘القدس العربي’ من مصادر مطلعة في المعارضة السورية، ان الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أجلت التصويت على الحكومة المؤقتة ووزرائها، الى جلسة في وقت لاحق اليوم الثلاثاء نتيجة خلافات بين اعضائها.
وجرى تقديم أسماء الوزراء المقترحين، بعدما جرى تقليص الحكومة من 14 وزيرا إلى 9 وزراء فقط إضافة للرئيس طعمة ونائبه إياد القدسي، وكان أهم ملاحظتين على التشكيلة الوزارية خلوها من أي تمثيل نسائي، وغياب وزارة العدل عنها، فطلب إلى الدكتور أحمد طعمة تدارك الأمر قبل إجراء التصويت على جميع الأسماء المقترحة وهم: عبد العزيز الشلال للدفاع، وعمار قربي للداخلية، باقتراح من اللواء سليم ادريس وهيئة الأركان، ووزارة الاقتصاد والمال إبراهيم ميرو، أما وزارة الإدارة المحلية فذهبت إلى عثمان بديوي، والصحة إلى محمد جميل جران. والتربية عبد الرحمن الحاج، وسمي إلياس وردة وزيرا للطاقة، فيما حظي وليد الزعبي بحقيبة وزارة تجمع البنية التحتية والزراعة والموارد المائية، وذهبت حقيبة الاتصالات إلى ياسين نجار.
وتمّ تدارك اسم وزير الدفاع من قبل هيئة الأركان، وقبل التكليف العميد المتقاعد أسعد مصطفى، بدل عبد العزيز شلاش، وأضيف فايز الضاهر في وزارة العدل، والدكتورة تغريد عبده الحجلي لحقيبة الثقافة والأسرة.
وكان رئيس المكتب الإعلامي للائتلاف خالد الصالح قد قال أمس الأحد، في مؤتمر صحافي، إن ‘بناء الحكومة المؤقتة هو لخدمة السوريين في المناطق المحررة، وفي بلدان اللجوء، ولكنها تواجه كمّا كبيرا من الصعاب، وهناك حاجة ماسة لها، وأعضاء الائتلاف حريصون على إنجاح عملها’.
ومن بين التحديات التي تواجه الحكومة المؤقتة، بحسب الصالح، ‘كيفية إيصال الحكومة بالمجالس المحلية، والكتائب المسلحة، حيث يرتبط عملها بهذه الجهات، فضلا عن التمويل، حيث تشير التوقعات إلى أن الحكومة المؤقتة بحاجة لنحو 50 مليون دولار شهريا’.
وانطلقت السبت في مدينة اسطنبول اجتماعات الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، في دورتها العاشرة، والتي كان من المتوقع أن تستمر يومين، ومددت إلى اليوم، لعدم الانتهاء من جدول الأعمال، لمناقشة ملفات هامة في مقدمتها المشاركة في مؤتمر ‘جنيف 2′.
وأبدى الائتلاف استعداده للانخراط في عملية سياسية، تفضي إلى نقل السلطة إلى هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، بما فيها الصلاحيات الرئاسية، وتؤدي إلى رحيل نظام بشار الأسد وكافة رموزه، في إشارة ضمنية إلى مؤتمر ‘جنيف 2′.
جاء ذلك في بيان صادر عن أعمال اجتماع الائتلاف، في مدينة اسطنبول التركية، حول مؤتمر ‘جنيف 2′، حيث تم التصويت على البيان وإقراره الليلة الماضية.
كما وافقت الهيئة العامة للائتلاف على توسعة جديدة بضم 8 أعضاء من ‘المجلس الوطني الكردي’، ليرتفع عدد ممثلي المجلس في الائتلاف إلى 11 عضوا.
على الصعيد العسكري ذكرت مصادر في مدينة الرقة شمال سورية ان قوات دولة العراق والشام الإسلامية بدأت عملية انسحاب من المدينة، كما ذكرت انباء عن توجه قوات موالية للنظام الى المدينة.
وأوضحت المصادر لوكالة ‘آكي’ الإيطالية للأنباء أن قوات كبيرة من ‘دولة العراق والشام الإسلامية’ المحسوبة على تنظيم القاعدة بدأت منذ ليل الأحد الانسحاب من مدينة الرقة، وأن هذا الانسحاب يبدو ‘عشوائياً وسريعاً’، حيث شهدت شوارع المدينة توتراً وحركات غير طبيعية، في وقت أكد فيه شهود عيان على أن أعداداً كبيرة من المقاتلين الأجانب يغادرون باتجاه العراق.
وكان زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري قد أعلن إلغاء ‘دولة العراق والشام الإسلامية في سورية’ مقتصرا دورها على العراق، وأشار إلى أن جبهة النصرة هي صاحبة ‘الولاية’ في سورية، وهو أمر رفضه أبو بكر البغدادي زعيم الدولة كرد فعل أولي.
ورجحت المصادر التي اتصلت ‘القدس العربي’ بها ان تكون اجراءات (داعش) اعادة انتشار لقواتها، حيث تم الانسحاب من المقار الأساسية في المدينة والانتشار في أطرافها، كما تحدثت المصادر عن توجه 30 شاحنة من المدينة باتجاه العراق.
بعد صفعة عاصي الجربا للؤي مقداد رئيس كتلة الجيش الحر بالائتلاف
نقد وسخرية سوريين لانتقال ‘دبلوماسية الصفعات’ من النظام للمعارضة
لندن ـ ‘القدس العربي’ من احمد المصري: يبدو ان ثقافة ‘الصفع′ على الوجه للتعامل مع الخلاف في الرأي، بدأت تنتقل من الرموز السياسية في النظام السوري في تعاملهم مع بعضهم البعض الى اعدائهم الالداء في المعارضة السورية، (طبعا مع الفارق الكبير حيث ان في اغلب حالات رموز النظام السوري يتم التعامل مع الوضع بالرصاص)، وفيما اصبحت ‘دبلوماسية الصفع′ تتسع لا يجد السوريون سوى السخرية من تكرار هذه الحوادث سواء كانت بين رموز المعارضة او النظام.
وتفاصيل ‘صفعة المعارضة’ كما يرويها مصدر حضر اجتماعات الائتلاف الوطني السوري في اسطنبول، ان خلافاً حاداً حدث بين رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا، ورئيس كتلة الجيش السوري الحر بالائتلاف لؤي مقداد، حول ضم عدد من الأكراد إلى الائتلاف، مما ادى الى تعدي الجربا بالضرب على مقداد، قبل أن يقوم بعض أعضاء الائتلاف بالفصل بينهما، وتفاقمت الأمور حتى وصلت إلى ‘الاشتباك’ واستطاع الجربا صفع المقداد الذي حاول طلب الشرطة التركية، في ظل وساطات لمصالحتهما، لينتهي الأمر بــ’صلحة’. وزعم في بداية الأحداث في سورية ان شقيق الرئيس السوري ماهر الأسد أطلق النار على نائب الرئيس فاروق الشرع بعد جدل حاد بشأن المجازر التي ارتكبتها قوات الأمن السورية، وأنه صفع المستشارة الرئاسية بثينة شعبان متهماً إياها برفع سقف التنازلات من قبل النظام من خلال حديثها عن الإصلاحات.
ويدخل في السياق ذاته ما تنوقل عن تعرض نائب رئيس الوزراء السابق في سورية، قدري جميل، للاهانة التي وصلت حد الضرب من قبل مدير المخابرات الجوية اللواء جميل حسن.
وتناقلت حينها دوائر مقربة من النظام السوري تفاصيل تراجع نائب رئيس الوزراء قدري جميل عن تصريحاته التي أدلى بها منذ أيام لصحيفة ‘الغارديان’ البريطانية في ايلول (سبتمبر) الماضي.
وذكر حينها أن سبب الهجوم على جميل هو قوله للصحيفة البريطانية ان ‘الأسد والمعارضة غير قادرين على الحسم العسكري’.
وطبعا لم يفوت السوريون هذه الفرصة للسخرية والانتقاد على ما حدث بين الجربا ومقداد، ونقل موقع ‘زمان الوصل’ عن احد المعلقين يدعى ‘نايف حمص’ قوله ‘شايفين ما نحلت مشكلة حضور مؤتمر جنيف غير بالرفس لو كل مرة رفسنا كنا حررنا سورية من زمان. الائتلاف يوافق على حضور مجزرة جنيف 2 الجديد’.
وفي تعليق أشبه بالاحتجاج على انشغال الناس بقضية لا تستحق قال الصحافي مصطفى السيد على صفحته ‘طبيعي رئيس يقصف شعبه مو طبيعي رئيس يضرب الصبي عنده كف؟ بتصير بكل برلمانات العالم، مصارعة يابانية، كراسي ايطالية، رصاص وقتل في المجلس النيابي الأردني، أفيقوا يا………!!! أوقفوا القتل في سورية’.
واقترح ‘زعبي حمصي حر’ على الإعلامي الدكتور فيصل القاسم أن تكون الحلقة القادمة من برنامجه (الاتجاة المعاكس) حول أسئلة من نوع : كيف يمكن لرئيس الائتلاف صفع عضو في الائتلاف، هل الجربا الدكتاتور القادم؟ سورية من بشار كيماوي إلى جربا كاراتيه، هل سيرد لؤي المقداد الصاع صاعين؟ هل سيكون لهذا الكف ما بعده … الثورة بعد الكف والثورة قبل الكف’.
أكبر عملية نزوح جماعي منذ الحرب العالمية الثانية.. بؤس سوري في لبنان وأوقات صعبة في مصر
إبراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’ ‘مع مرور كل أسبوع تكبر المأساة السورية بطريقة شرسة، وقد صدمت نهاية هذا الأسبوع عندما علمت أن ألفي لاجىء افغاني، من الفقراء المدقعين ومن أكثر بلدان العالم قساوة- ممن هربوا عندما اجتاح الإتحاد السوفييتي بلدهم وبعد الحرب الأهلية التي أعقبت الإنسحاب الروسي، والحرب الأهلية فيما بعد انهيار طالبان وهجمات 9/11 عالقون في غرف أرضية (بدروم) في دمشق غير قادرين على الهروب من سورية أو العودة إلى بلادهم.
ويقول أن هؤلاء قد يعيشون كابوسا بشعا لأن معظمهم شيعة هربوا من حكم طالبان، ويخشون الآن الجماعات السنية المقاتلة التي تحاول الإطاحة بحكومة بشار الأسد’.
هذا ما كتبه روبروت فيسك عن الحراك السكاني في المنطقة العربية والذي جاء بفعل تدفق آلالاف المهاجرين السوريين من بلادهم إلى دول الجوار، وهو وأن رأى في الحراك هذا أمرا طبيعيا وليس غريبا على المنطقة التي تشهد صراعات مستمرة إلا أنه يحاول قراءة أثرها على التشكلات السكانية في منطقة الشرق الأوسط.
وفي هذا يواصل عرض مشكلة الأفغان الشيعة او الهزارا، حيث يقول ‘ ولأن الأسد علوي، أي شكل من أشكال التشيع، ينظر المعارضون السوريون إلى هؤلاء الأفغان على أنهم موالون للنظام، وقيل لي أن عشرة قتلوا منهم بسيارات مفخخة ورصاص. ويتجمع هؤلاء اللاجئون في بناية واحدة وتعرف المفوضية السامية للاجئين عنهم، ولكن عندما تطوعت عشر عائلات قبل أسبوعين وقالت أنها تريد العودة إلى بلدها الأصلي أفغانستان قالت لهم المفوضية أنها لا تستطيع تأمين طريق خروجه. وتحاول هذه المجموعة البائسة الأن استدرار عطف وكرم كندا كي تساعدهم’ وكتب أحدهم من دمشق قائلا ‘نحن لسنا مع أي من الأطراف المتصارعة في سورية’.
وأضاف ‘لقد جئنا إلى سورية فقط من أجل الهروب من الحرب التي كانت دائرة في بلدنا الأصلي’.
ويعلق فيسك أنه ربما وفرت كندا لهم الأمان لأن المقاتلين ‘بالتأكيد لن يوفروه لهم، وليس لدى النظام الذي يقاتل من أجل بقائه وسط دمار سورية الوقت لإنقاذ حياتهم، اما اللبنانيون الذي استقبلوا مئات الألوف من السوريين فلن يفتحوا حدودهم للأفغان، هل نهتم بهم، وهل ستقوم كندا بإنقاذهم؟’.
موجات الهجرة
ويعبر الكاتب عن دهشته من الحراك السكاني الكبير في الشرق الأوسط. ففي السبعينات والثمانينات من القرن الماضي كان الأفغان يتدفقون بالملايين نحو الأراضي الباكستانية والإيرانية. كما هرب عشرات الألوف من اللبنانيين بشكل منتظم إلى سورية أثناء الحرب الأهلية اللبنانية.
ثم في عام 1990 أجبر اجتياح صدام حسين للكويت عشرات الالاف من الكويتيين للنزوح إلى الدول المجاورة وتبعه رحيل جماعي للأكراد بعد إخراج صدام من الكويت وتشجيع الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب العراقيين على الثورة على النظام.
وفي عام 2003 نزح ملايين العراقيين إلى سورية وإيران والأردن بعد الغزو الأمريكي- البريطاني للعراق. والآن اصبح النازحون السوريون إلى لبنان يمثلون ربع سكان البلاد، وفي بعض القرى الجبلية حول بيروت قامت السلطات المحلية بفرض حظر تجول على السوريين.
وكما يقول فيسك فحضور السوريين واضح في شوارع لبنان فهم يتسولون في كل شارع من شوارع العاصمة اللبنانية. فبينما ينتشر ملمعو الأحذية على طول الكورنيش في بيروت حيث يقومون بملاحقة أي شخص، ولم يسلم منهم فيسك نفسه.
ويقول ان النساء السوريات يجلسن في زوايا الشوارع وإلى جانبهن اطفالهن في ملابسهم القذرة يتسولن ولو بعض القطع النقدية اللبنانية. ويعاني الإقتصاد اللبناني من الضغوط التي بدأت أفواج اللاجئين اللبنانيين تضعها عليه.
أثر كارثي
وفي العراق ينزح السوريون بأعداد كبيرة إلى مناطق كردستان العراق، فيما أقيمت لهم مدينة ضخمة في الأردن.
ويتساءل فيسك عن الأثر الكارثي الذي تتركه موجات الهجرة هذه على مجتمعات الشرق الأوسط حيث تقوم بتدمير مجتمعات بكاملها، وتشتيت هويات قبائل وعائلات بأكملها، وتحول سكانها المسلمون والمسيحيون الى جيوش من المشردين بدون مأوى. ويتساءل أيضا عن الأثر الذي تتركه هذه الهجرات على دينهم ومعتقداتهم.
ويرى أنه بدون معرفة او الإعتراف به فإننا نواجه أكبر رحيل جماعي عبر الحدود منذ الرحيل الأكبر خلال الحرب العالمية الثانية.
و’قد جلب هذا الرحيل معه، المرض والبؤس، وليس غريبا اكتشاف حالات مرض شلل الأطفال في سورية، وسيتم تطعيم أكثر من 20 مليون طفل في منطقة الشرق الأوسط، من تركيا إلى غزة ومصر’.
وعلى ذكر الاخيرة يتحدث فيسك عن معاملة مصر للاجئين السوريين ‘فاللاجئون السوريون يعيشون أوقاتا صعبة في مصر، فقد كان محمد مرسي يفضلهم، قبل ان يعزله الجيش، فقد كان بإمكان السوريين الحصول على العلاج الصحي المجاني والتعليم’. وكان مرسي يدعم المقاتلين في سورية وقطع العلاقات مع نظام الأسد وربما كان هذا السبب الذي هللت أمريكا لقراره مع أنها ‘لم تكن قد لاحظت علاقته مع الأخوان المسلمين السوريين’ على حد قول فيسك.
وعندما رحل مرسي عن السلطة ‘تحركت ما يطلق عليها الحكومة الإنتقالية وأعادت القيود التي كانت مفروضة على المهاجرين إلى عهدها السابق، وبدأ الإعلام المصري، المتملق كما كان في عهد مبارك بحملة ضد اللاجئين الفلسطينيين والسوريين حيث إدعى انهم دعموا مرسي، وكما وثقت الباحثة جاسمين فريتزتش، فقد طالب أحد مقدمي البرامج بتدمير بيوت ومحلات السوريين إن لم يتراجعوا عن دعمهم لمرسي’.
وفي الوقت الذي يتعرض فيه السوريون لهذه المعاملة الوحشية فإن أمواج المهاجرين تستمر ‘ويجب أن لا ننسى هناك 750 ألف فلسطيني الذين أخذت إسرائيل الجديدة أراضيهم قبل أكثر من 60 عاما، ولا يزال احفادهم يعيشون في مخيمات قذرة حتى يومنا هذا، وتغمرهم مياه البحر في استراليا أو يموتون في البحر المتوسط أو يكافحون للخروج عبر الأراضي التركية على أمل الوصول لأوروبا، وهناك أناس يهربون ويتركون للجوع او يتعرضون للإغتصاب، أي نوع من القساوة ستخرج من هذه الأرواح المعذبة؟’.
ويكتب فيسك قائلا أن السويد تفهم هذا من خلال توسيع كرمها وفتح أبوابها للسوريين. وفي النهاية ‘قد تمد كندا يد المساعدة للأفغان في سورية، وكل ما أخشاه أن يقوم العالم الذي يتحمل اللوم على ما يحدث في سورية سيغلق أبوابه ويلوم الضحية، ويرمي عليهم بعض المال بدلا من ذلك، كما فعلت الإسبوع الماضي، وعلى بعد أمتار من بيتي في بيروت على أمل ان يتبعدوا عنه’.
البحث عن المفقودين
من لم يرحل أو يهرب من السوريين يموت جوعا او تحت الأنقاض، حيث يموت الكثيرون وعدد منهم في عداد المجهولين مما دعا ناشطين سوريين وغربيين لتسجيل وتوثيق أسمائهم كما فعل الباحثون بعد مجازر البوسنة في التسعينات من القرن الماضي.
ونقلت صحيفة ‘الغارديان’ عن رضوان زيادة، مدير مركز دراسات حقوق الإنسان في دمشق قوله أنه ‘لم اكن في يوم أحلم برؤية مقابر جماعية في بلدي’.
وكان زيادة قد شارك في اجتماع نظمته ‘المفوضية الدولية للبحث عن المفقودين’ في هولندا. وكان الغرض منه البحث عن طرق للتنسيق حول كيفية العثور وتحديد المفقودين في الحرب السورية. فهناك ما يزيد عن 48 ألف مدني فقدت آثارهم في الحرب السورية، وهؤلاء إما فقدوا بعد اعتقالهم أو بسبب المذابح والإعدامات.
وقد نظمت الإجتماع كاثرين بومبيرغر رئيسة المفوضية والتي تقول الصحيفة أنها تعرف أكثر من أي شخص لإحصاء عدد الأشخاص المفقودين في أنحاء العالم نتيجة للتطهير العرقي، الكوارث الطبيعية او الحروب.
مشيرة إلى أن الاجتماع ضم مسؤولين في دول تم الكشف فيها عن مقابر جماعية مثل كرواتيا التي كشف فيها عن 150 مقبرة جماعية.
وتحدث الرئيس الكرواتي ايفو جوسيبوفيتش قائلا أن ‘موضوع الأشخاص المفقودين يظل في قلب كل الصراعات المسلحة’.
وتنقل الصحيفة عن بومبيرغر قولها ان سورية ‘ تمثل تحديا، فالتحدي يبرز من خلال القيام بعملية بحث بدون تمييز عن المفقودين تشبه التحدي الذي حصل في يوغسلافيا السابقة ، وهو نفس التحدي في سورية و ليبيا والعراق’.
وتشير الصحيفة إلى أن انشاء المفوضية عام 1999 وجه بنوع من الشك، الشك في عدم قدرتها على تحديد هوية آلاف الذين قتلوا في البوسنة في مذابح جماعية، وتحديد أسماء 8100 مسلم ومسلمة من البوسنة اختفوا بعد مذبحة سبرينتشا عام 1995.
فقد قال البعض في حينه أن المهمة لن تنجز. وبعد أكثر من أربعة عشر عاما فالقتلى قد دفنوا في قبور معلمة وقادة القتل الذين نظموا المذابح، الجنرال راتكو ميلاديتش ورادوفان كراجيتش يحاكمون أمام محكمة جرائم الحرب في هيج ليس بعيدا عن مكان المؤتمر.
وقد استطاعت المفوضية باستخدام خبراء الطب الشرعي تحديد هوية 7 آلاف من ضحايا سبرينتشا و10 آلاف من مفقودي الحرب في أنحاء مختلفة من البلقان.
وتعتمد المنظمة الصغيرة على فريق مكون من 175 خبيرا في مجال البحث الوراثي والبيولوجي وخبراء في حقوق الإنسان، ومعظمهم من يوغسلافيا السابقة حيث تم تجنيدهم لهذه المهمة بعد نهاية الحرب.
وقد فردت المنظمة اجنحتها عالميا حيث ساعدت في تحديد مقابر في العراق وليبيا والتشيلي، وعدد كبير من الحالات التي فقد فيها أشخاص نتيجة كوارث طبيعية مثل مفقودي إعصار كاترينا عام 2005. وقبله التسونامي في جنوب شرق آسيا عام 2004.
عمل ممتاز
وحظي عمل المفوضية على ثناء من مسؤولين حكوميين مثل ديفيد ميليباند، وزير الخارجية البر يطاني السابق الذي زار مقر المؤسسة في البوسنة ووصفه بأنه مركز عالمي بامتياز، وقال الباحث الدانماركي في مجال الطب الشرعي نيلز مورلينغ، نائب مدير جمعية الطب الوراثي أن ما تقوم به الجمعية ‘فوق العادة’.
وبناء على هذا السجل شبه الرائع هل حان الوقت لوضع هذه الخبرات في سورية؟ والجواب على هذا السؤال انه من الباكر الحديث عن برنامج يعمل على تحديد المفقودين مما يعني البحث ونبش القبور أمرا صعبا أثناء الحرب الأهلية. خاصة أن المنظمة تقدم دعما ومساعدة للحكومات في مرحلة ما بعد الصراعات.
وقد زار زيادة وعدد من السوريين في المعارضة مقر المنظمة في سراييفو. وفي الموضوع السوري هو كيفية البحث وتحديد هوية أكثر من 48 ألف سوري مفقود، وما هي الوسائل التشخيصية والقانونية التي يحتاجها الخبراء لإنجاز المهمة. ومن أجل القيام بالمهمة فالمنظمة تحتاج التعامل مع الحكومات وهو ما دعا وزير الخارجية الهولندي فرانس تيمرمانس للدعوة لإعطاء المنظمة صفة قانونية بموجب القانون الدولي بحيث تكون قادرة على العمل في كل أنحاء العالم، ويجد هذا الموقف دعما من بريطانيا.
وترى الصحيفة أنه بعيدا عن هوية الشخص المفقود سواء كان من كوسوفو، ليبيا أو العراق فتحديد هويته مهم من ناحية حقوق الإنسان والمصالحة والعدل، كما أنه يساعد في تحديد عدد القتلى واثبات أن ما حدث صحيح وهذا مهم من الناحية التاريخية، كما أن تحديد العدد مهم لمحاكمات جرائم الحرب.
اتفاق بين منظمة التحرير وسورية على إخلاء مخيم اليرموك من السلاح والمسلحين خلال الساعات القادمة
أشرف الهور
غزة ـ ‘القدس العربي’: كشف الدكتور زكريا الأغا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية يوم أمس أن الساعات القادمة ستشهد خطوات عملية على الأرض لإخلاء مخيم اليرموك من السلاح والمسلحين، والعمل على إعادة أعماره تمهيداً لعودة اللاجئين الفلسطينيين إليه بعد اضطرارهم النزوح منه جراء الصراع الدائر في سورية .
وقال الأغا الذي يرأس دائرة شؤون اللاجئين ورئيس الوفد الفلسطيني إلى سورية في بيان صحافي بعد انتهاء لقائه والوفد المرافق معه بنائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، ومسؤول الأجهزة الأمنية السورية اللواء علي مملوك ‘طالبنا في اجتماعنا مع المقداد واللواء مملوك بفتح ممر آمن للسكان لإدخال ما يحتاجه المخيم من مواد غذائية وأدوية بصفه عاجلة، ووضع آلية لتنفيذ المبادرة الفلسطينية بخصوص إخلاء المخيم من السلاح والمسلحين تمهيداً لعودة النازحين منه وإعمار المخيم’
وأكد أنه تمت الموافقة على الطلب الفلسطيني وفق آلية محدده، وأنه سيجري التنفيذ خلال الساعات القادمة بالتنسيق مع لجنه تمثل مخيم اليرموك.
ويعاني مخيم اليرموك الذي كان يضم أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في سورية الكثير من الويلات، بسبب القتال الناشب بين قوات النظام والمعارضة، وأدت الهجمات إلى تدمير أجزاء كبيرة من المخيم، ونزوح غالبية سكانه، بعد مقتل العشرات منهم.
ويتمركز مسلحو المعارضة داخل المخيم، وتفرض قوات النظام حصارا محكما منذ أكثر من 100 يوم، أدى إلى تدهور الوضع الإنساني والصحي.
هذا وأشار الأغا الذي زار سورية أكثر من مرة عقب الأحداث الدامية هناك، بعد تعرض مخيمات اللاجئين للقصف إلى أن الوفد الفلسطيني بحث موضوع المعتقلين والمفقودين من اللاجئين الفلسطينيين خلال اللقاء، وتلقى وعوداً بالبدء في افراج عن المعتقلين الذين لم تسجل ضدهم قضايا أمنيه خلال الأيام القادمة.
وأضاف ‘عازمون ألا نترك سورية بدون إجراءات تنفيذيه علي الأرض لتخفيف المعاناة وإدخال الأغذية والمواد الطبية للمخيم وبدء الإفراج عن المعتقلين وتفعيل المبادرة السياسية لمنظمة التحرير وخاصة سحب المسلحين من المخيم’.
وأوضح انه تم التوافق مع المقداد واللواء مملوك على أن الجهة الوحيدة المخولة بالشأن الفلسطيني في سورية هي منظمة التحرير الفلسطينية واللجان الرسمية المنبثقة، إضافة إلى الاتفاق على لقاء الوفد به مره ثانيه قبل مغادر الوفد سورية لتقييم ما سيتم انجازه وتنفيذ ما يتبقي مما تمم الاتفاق عليه.
إلى ذلك فقد أكد المسؤول الفلسطيني على حرص القيادة على ‘وحدة وسلامة سورية’ معتبرا أن الحل السلمي هو ‘الحل الوحيد للأزمة فيها’، وجدد الموقف الرسمي الفلسطيني القاضي بعدم التدخل في الأحداث الجارية.
هذا ونقل البيان تأكيده على حرص سورية على القضية الفلسطينية وهي القضية المركزية للأمة العربية واستمرار سورية في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني حتى تحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وفي السياق ذاته، التقي الأغا والوفد المرافق ليلة أمس مع لجنة من مخيم اليرموك وأطلعهم على ما تم التوصل إليه الوفد في اجتماعات مع المقداد واللواء مملوك، كما بحث مع اللجنة آلية تنفيذ المبادرة الفلسطينية بخصوص مخيم اليرموك وخاصة فيما يتعلق بإخلاء المخيم من المسلحين تمهيدا لعوده سكان المخيم إليه.
القلمون نقطة تحوّل لأي فريق لوجستيًا واستراتيجيًا
ريما زهار ايلاف
معركة القلمون، إن جرت، ستكون نقطة تحوّل لوجستي واستراتيجي لأي فريق، ولبنان طبعًا ستكون له حصته من الضرر مع وجود عناصر حزبية تابعة له وتقاتل في سوريا.
بيروت: يرى الكاتب والمحلل السياسي عادل مالك أن مسألة معركة القلمون هي افتراضية، ويؤكد لـ”إيلاف” أن الموضوع يأتي في سياق تطورات لوجيستية على الصعيد الميداني والعسكري في سوريا، والاهم من ذلك أنه يدخل ضمن عملية تواصل محافظات في الداخل السوري، وربط الطرق بعضها ببعض، ومحاولة عزل كل فريق عن الآخر، ويضيف مالك :” لو كسب الجيش السوري الحر الاحتفاظ أو الاشراف على القلمون، فهذا سيشكل نقطة خسارة كبيرة بالنسبة لجيش النظام، واذا ما حدث العكس، فإن ذلك يعني أن النظام سيربح على صعيد ربط المحافظات السورية بعضها ببعض ، كما حدث في القصير، حيث التعاون بين جيش النظام السوري وحزب الله أمّن نجاحًا استراتيجيًا معينًا.
والقلمون، برأي مالك، تأخذ الابعاد ذاتها كما معركة القصير، وأن ما يجري حاليًا في سوريا هو فرز طائفي ومذهبي، كما حدث في بدايات الحرب اللبنانية العام 1975 من القرن الماضي، وأدى الى عملية فرز مذهبي، وحدث التقسيم النفسي بين ابناء الوطن الواحد.
والقلمون من ناحية استراتيجية ولوجيستية، ستكون نقطة تحول لأي فريق تمكّن من خوضها.
والنظام على ما يبدو يقول إنه يحضر الآن لعملية القلمون بالتعاون مع عناصر أخرى لم يسمِها، ولكن الواضح أنها حزب الله، ويقول إنه ليس بامكان النظام أن يخسر هذه المعركة.
ويلفت مالك الى أنه “اذا تمكن الجيش السوري الحر والمعارضات على انواعها في سوريا من معركة القلمون، فهذا يوجه ضربة موجعة للنظام السوري واهله.
ومعركة القلمون الافتراضية لن تكون معزولة عن غيرها من المناطق.
ومن يسيطر عليها سيؤمن طريق برية طويلة ما بين الحدود اللبنانية السورية الى حمص وحماه وصولاً الى حلب، حيث المعركة المصيرية الكبرى يجري التحضير لها”.
الوضع على لبنان
كيف سيتأثر لبنان جراء معركة القلمون اذا حصلت مع اشتراك حزب الله المتوقع في تلك المعركة؟ يؤكد مالك أنه دائمًا خلال المفاوضات يُواجه لبنان الرسمي بالاتهام الواضح بأنه لا يمكن القيام بعلاقات طبيعية مع الحكومة اللبنانية مع وجود فريق من اللبنانيين يشارك فعليًا في المعارك الدائرة في سوريا، وهذا كلام يتم الرد عليه بأن ليس حزب الله وحده الذي يتدخل في سوريا، ولبنان متضرر على المديين القريب والمتوسط من وجود أي عناصر حزبية أو مقاتلة بشكل عام في سوريا، لذلك في الحديث عن تشكيل الحكومة اللبنانية، فإن جماعة 14 آذار/مارس، تخلوا عن مطالب عدم الجلوس مع حزب الله في حكومة واحدة، مقابل أن يعلن حزب الله انسحابه من المعارك في سوريا، لأن العملية مترابطة.
ويضيف مالك: ” لبنان في دائرة الاستهداف على اكثر من صعيد، وما يجري في طرابلس جزء اساسي منه انعكاس لما يجري في الجوار السوري، ولبنان من هذه الناحية مع تواصل المعارك في سوريا واستمرار الحرب في فترة غير قصيرة، هذا الامر سيضعه في حالة لا يحسد عليها من ناحية الاستقرار الامني والاجتماعي والسياسي.
معركة القلمون أم جنيف 2؟
من سيسبق معركة القلمون أم جنيف 2؟ يقول مالك إنه يصعب الجواب لأن الامر يخضع لعمليات حسابية على ارض الميدان.
وبناء للمعطيات اللوجيستية على الارض تصعب بالتحليل الموضوعي معرفة من سيسبق، ولكن في الازمة السورية الامور مرشحة للتغيير بين الحين والآخر في عملية الكرّ والفرّ، القائمة بين نظام لم يتمكن حتى الآن من حسم وفرض كل سيطرته على كامل التراب السوري، وبين معارضة، تسيء الى النظام وتتعبه كثيرًا، انما لم تتمكن في الوقت عينه أن تكون بديلاً لهذا النظام.
هل تفضي الاتصالات الاميركية الروسية الى تأجيل معركة القلمون؟ يجيب مالك: ” مع بداية الحرب في سوريا وحتى اليوم، نشهد أن التدويل اصبح ملازمًا للحل، ولا يمكن التوصل الى حل إلا بتفاهم روسي – اميركي، ولا يمكن لأي طرف الانفراد، ولكن يجب القول إنه من ناحية التوجه العام، روسيا استطاعت، بالتعاون الوثيق مع النظام السوري، ايجاد موطىء قدم ثابت لها في المنطقة، عبر التطورات في سوريا، اذًا بامكان الطرفين اذا ما تم التفاهم بينهما تفادي معركة القلمون، ولكن الانطباع العام أنه بعدما اعلنت المعارضة امس عن مشاركتها في جنيف 2، وهي مهمة جدًا، واعراب بعض المعارضات بذلك، تُكرس من جديد “الهيمنة” الاميركية الروسية على الحل، انما روسيا ملتزمة منذ بداية الحرب حتى الآن أن تقدم للحليف الكبير سوريا الكثير من الخدمات على صعيد التغطية الدولية، وبالمقابل روسيا هي الآن لها موطىء قدم فائق الاهمية في المنطقة، واميركا في حالة انحسار عسكري لأن الرئيس الاميركي باراك اوباما اقسم ووعد وتعهد بأنه بعد انسحاب القوات الاميركية من العراق، وبعد الذي يجري حاليًا من انسحاب في افغانستان لن يكون من السهل على أي تدخل عسكري اميركي في المنطقة على الاطلاق. من هنا تُفهم خطوة اوباما التخلي عن الضربة العسكرية الموجهة الى سوريا.
الائتلاف السوري يعلن موافقة مشروطة للذهاب إلى «جنيف2»
ضم 8 أعضاء من المجلس الكردي.. وحكومة مؤقتة من 12 وزيرا
بيروت: كارولين عاكوم
انتهت اجتماعات الائتلاف الوطني السوري في إسطنبول، حيث عقدت على امتداد ثلاثة أيام، إلى الإعلان عن تشكيل رئيس الحكومة المؤقتة أحمد طعمة حكومة من 12 وزيرا بدلا من 8 وزراء، ودخول 8 أعضاء من المجلس الوطني الكردي إلى الائتلاف والتأكيد على إعلان المعارضة استعدادها الذهاب إلى «جنيف2»، مشترطة أن تفضي العملية السياسية إلى رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، وتشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات.
ورحبت الولايات المتحدة بقرار الائتلاف حضور المحادثات وأيدت شروطه في ما يخص الإفراج عن السجناء ودخول المساعدات الإنسانية. واعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن هذه المشاركة ستكون «خطوة كبيرة». وقال في مؤتمر صحافي في أبوظبي: «أجرت المعارضة السورية أمس تصويتا للذهاب إلى جنيف. إنها خطوة كبيرة».
وبدوره قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية: «سنواصل العمل عن كثب مع شركائنا الدوليين بما في ذلك روسيا لحث النظام على اتخاذ هذه الخطوات والمضي قدما نحو عقد مؤتمر جنيف»، لكن المتحدث لم يعلق على رفض الائتلاف أي دور للأسد.
وحدد الائتلاف الشروط التي يتعين تلبيتها قبل المحادثات التي تهدف إلى إنهاء الحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ عامين ونصف، من خلال إنشاء مجلس حكم انتقالي. وأكد على ضرورة وجود ضمان بالسماح لوكالات الإغاثة بالوصول إلى المناطق المحاصرة، والإفراج عن السجناء السياسيين، وأن يسفر أي مؤتمر سياسي عن تحول سياسي.
وأعلن الائتلاف، في بيان صادر عنه، عن تعيين لجنة لمواصلة المحادثات مع قوى الثورة داخل سوريا وخارجها لشرح موقفها بشأن «جنيف2».
ونفى عضو الائتلاف أحمد رمضان لـ«الشرق الأوسط» أن يكون موقف الائتلاف بشأن مؤتمر «جنيف2» بمثابة «تراجع عن موقفه أو مطالبه السابقة»، مشددا على أنه «تأكيد لما سبق لرئيس الائتلاف والمعارضة بشكل عام أن أعلنته مرارا، لناحية مشاركة الائتلاف في المؤتمر إذا جرى التوافق على أن تفضي المباحثات إلى رحيل الأسد وتشكيل هيئة حكم انتقالية، والالتزام كذلك بمقررات (جنيف1) واجتماع أصدقاء سوريا» في لندن.
ولفت رمضان إلى أن «تمديد اجتماعات الائتلاف يوما إضافيا سببه المواضيع الكثيرة والمتعددة التي كانت موضوعة على طاولة البحث».
ومن المقرر أن تنصرف اللجنة التي عينها الائتلاف بعد انتهاء اجتماعات إسطنبول إلى التواصل مع الجهات والدول المعنية بالقضية السورية، إضافة إلى القوى الثورية والعسكرية في الداخل، والتي سبق أن أبدت ترحيبا مبدئيا بالأمر. وأوضح رمضان أن قرار الائتلاف في هذا الإطار «لاقى لغاية الآن ردود فعل إيجابية، وهو الأمر الذي يمكن أن يعول عليه».
وشهد اليوم الأخير من اجتماعات إسطنبول التصويت بأغلبية الثلثين على دخول 8 أعضاء جدد من المجلس الوطني الكردي بعدما كان تمثيله يقتصر على ثلاثة فقط. ورغم بعض الخلافات التي نشأت حول بعض أسماء المرشحين لتولي مناصب وزارية وأدت إلى تأخير التصويت عليها، اتفق في النهاية على تأليف حكومة من عشرة وزراء بدلا من ثمانية.
وأسماء المرشحين التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» من مصادر مشاركة في المباحثات وكان التصويت عليها لا يزال مستمرا حتى كتابة التقرير هي، إضافة إلى رئيس الحكومة أحمد الجربا، ونائبه إياد قدسي، كل من: فايز الضاهر وزيرا للعدل، والدكتورة تغريد الحجلي وزيرة للثقافة والأسرة، واللواء عبد العزيز الشلال وزيرا للدفاع، وعمار القربي وزيرا للداخلية، وإبراهيم ميرو وزيرا للاقتصاد والمال، وعثمان بديوي وزيرا للإدارة المحلية، ومحمد جميل جران وزيرا للصحة، وعبد الرحمن الحاج وزيرا التربية، وإلياس وردة وزيرا للطاقة، ووليد الزعبي وزير تجمع البنية التحتية والزراعة والموارد المائية، وياسين نجار وزيرا للاتصالات.
في المقابل، وبعدما كان الجيش الحر أعلن مرارا معارضته الذهاب إلى «جنيف2»، برز أمس خلاف نشأ بين رئيس الائتلاف أحمد الجربا ورئيس كتلة الجيش السوري الحر بالائتلاف لؤي مقداد، أدى إلى صفع الجربا المقداد، وذلك حول ضم ثمانية أكراد للائتلاف، قبل التصويت على وثيقة شروط المشاركة في «جنيف2»، بعد إصرار الجربا على انضمامهم قبل التصويت، ومعارضة المقداد، مع العلم بأن هؤلاء الأعضاء مؤيدون بقوة للمشاركة في «جنيف2».
وعلق المقداد على هذا الموضوع، بشنه هجوما على الجربا، متهما إياه باتباع «سياسة التشبيح» التي يتبعها الرئيس السوري بشار الأسد، وقال في حديث تلفزيوني: «هو عبر عن موقفه وأنا عبرت عن موقفي. نحن لسنا منتخبين من الشعب السوري، بل ممثلون له»، مضيفا: «نحن نمثل أهلنا في الداخل ونرفض أي ضغوط قد تمارس علينا من السفراء أو الدول».
بدوره، استغرب فايز سارة المستشار الإعلامي والسياسي لرئيس الائتلاف الوطني الاهتمام الذي أولته وسائل الإعلام لهذا الخلاف، وقال لوكالة الأناضول التركية: «بينما يموت أهلنا في سوريا كل يوم، لا ينبغي إغفال ما تم إنجازه، والتركيز على حادث عارض، تم احتواؤه وتصالح الطرفان».
وشدد سارة على أن هذا الحادث العارض «لن يؤثر على وحدة المعارضة السورية»، التي وصفها بأنها «تسير على قدمين لا تستطيع إحداها التخلي عن الأخرى وهي المعارضة السياسية يمثلها الائتلاف، والمسلحة ويمثلها الجيش الحر».
في المقابل، وبعدما كان لنائب رئيس الحكومة المقال قدري جميل دور في الاجتماعات التي عقدت على هامش التحضيرات لمؤتمر «جنيف2»، الأسبوع الماضي، مع ممثلين روس وأميركيين، أعلن أمس 16 تيارا سياسيا منضويا تحت لواء ما يعرف بـ«ائتلاف قوى التغيير السلمي المعارض في سوريا»، تفويضه لجميل، وهو عضو قيادة الائتلاف، ورئاسة الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير وأمين حزب الإرادة الشعبية، لتمثيلها في الاتصالات واللقاءات التي يجريها الائتلاف خارج البلاد، تحضيرا لمؤتمر «جنيف2» الخاص بإيجاد مخرج سياسي للأزمة الوطنية الشاملة في سوريا، بما ينسجم مع وثائق الائتلاف، على «قاعدة وقف العنف، ووقف التدخل الخارجي، وإطلاق العملية السياسية الكفيلة بحقن دماء السوريين وإحداث التغيير السلمي الديمقراطي المطلوب». وأبرز هذه الأحزاب هي: الحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب الإرادة الشعبية والحزب الديمقراطي الاجتماعي والتيار الوطني الديمقراطي.
«جيش الإسلام».. منهجية عسكرية مؤسساتية بـ 60 تشكيلا مقاتلا
يرفض المشاركة في «جنيف 2».. ويسعى لتأسيس هيئة سياسية تمثله
بيروت: «الشرق الأوسط»
يبدي «جيش الإسلام»، الذي يضم 60 تشكيلا عسكريا يقاتلون نظام الرئيس السوري بشار الأسد، اعتراضه على مشاركة المعارضة في مؤتمر «جنيف 2» لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية. وتجري الكتائب المقاتلة مباحثات في الوقت الراهن لتشكيل هيئة سياسية تعبر عن توجهات المقاتلين على الأرض، حسبما أكده المسؤول السياسي في «جيش الإسلام» محمد علوش لـ«الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أن «الائتلاف الوطني المعارض منح كثيرا من الفرص من دون أن يحقق شيئا للثورة السورية، مما استدعى سحب الاعتراف به».
واعتبر علوش، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «أي حل سياسي يجب أن يُفرض من الميدان وليس من الجهات الخارجية»، لافتا إلى أن مؤتمر «جنيف 2» غير واضح، بخصوص تحقيق أهداف الثورة بإسقاط النظام السوري ومحاكمة رموزه، مما يجعلنا غير معنيين به».
وكان «جيش الإسلام» أبصر الإعلان عنه النور في سبتمبر (أيلول) الماضي بقيادة زهران علوش، قائد فصيل «لواء الإسلام» في ريف دمشق. وضم هذا التشكيل آنذاك 43 لواء وكتيبة وفصيلا من القوات المقاتلة ضد النظام السوري، جرى توحيدها بعد اجتماع حضره عدد كبير من القيادات العسكرية المنضوية تحت الألوية والكتائب المقاتلة، بحسب صور نشرها ناشطون.
لكن كتائب جديدة انضمت إلى «جيش الإسلام» بعد تأسيسه ليصبح عدد تشكيلاته نحو 60 كتيبة تتوزع على اختصاصات عسكرية مختلفة. وأكد علوش أن «أكثر من 175 طلب انتساب من قبل مجموعات مقاتلة، وصلت إلى قيادة (الجيش)، ويجري دراستها حاليا»، معتبرا أن «أهم شروط الانضمام امتلاك سيرة أخلاقية جيدة، والالتزام بالآداب العامة للإسلام، والقبول بهيكلية الجيش وآلية اتخاذ القرارات فيه».
وتخرج القرارات العسكرية المتعلقة بعمليات «جيش الإسلام» بالتشاور بين مجلس الشورى، الذي يضم مختصين بالشريعة، وقياديين عسكريين وغرفة العمليات التي يرأسها زهران علوش (أبو عبد الله) قائد «لواء الإسلام» سابقا. ويتحدر علوش من مدينة دوما في الغوطة الشرقية بريف دمشق، ووالده الشيخ عبد الله علوش من مشايخ دوما المعروفين.
ودرس زهران في كلية الشريعة بجامعة دمشق، وتابع دراسته في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في كلية الحديث الشريف والدراسات الإسلامية، ثم درس الماجستير في كلية الشريعة بجامعة دمشق. وكان قبل الثورة يعمل في مجال المقاولات، بعد أن أسس شركة للخدمات المساندة للإعمار. وعرّضه نشاطه الدعوي منذ عام 1987 لملاحقة من قبل الأجهزة الأمنية إلى مطلع عام 2009 في فروع المخابرات، ثم أودع سجن صيدنايا العسكري الأول.
وبعد انطلاق الحراك الشعبي، أطلق النظام السوري سراحه بموجب عفو عام صدر في يونيو (حزيران) 2011. وفور خروجه من السجن، أسس قوة عسكرية لمحاربة النظام حملت تسمية «سرية الإسلام»، ثم تطورت إلى أن صارت «لواء الإسلام»، قبل أن تصبح فصيلا في «جيش الإسلام».
ويمتلك هذا الجيش، وغالبية عناصره من المقاتلين السوريين، كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة، مثل المدرعات والمدافع، إضافة إلى كتيبة للصواريخ، حسبما يؤكد المسؤول السياسي محمد علوش في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط»، موضحا في الوقت نفسه أن «هذه الأسلحة هي غنائم من القوات النظامية». ونفى أن تكون «أي جهة خارجية تدعم جيش الإسلام»، مشيرا إلى «بعض التبرعات التي تصل من داعمي الثورة السورية والمتحمسين لها محليا وخارجيا».
ويتبع «جيش الإسلام» منهجية مؤسساتية في اتخاذ القرار العسكري تضمن لمقاتليه تحقيق التقدم الميداني في مختلف المناطق السورية. وعلى خلاف بقية كتائب المعارضة، فإن تشكيلات هذا الجيش لم تتجه إلى السيطرة على المدن والبلدات المأهولة بالسكان، وإنما سعت لاقتحام القطع العسكرية النظامية، معلنة الاستيلاء على أكثر من 42 كتيبة نظامية في منطقة الغوطة الشرقية.
وعلى الرغم من أن «جيش الإسلام» يؤهل مقاتليه وفق العقيدة الإسلامية، فإنه يعتمد منهجا معتدلا، بخلاف بقية التنظيمات المتشددة، مثل الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وجبهة النصرة، المرتبطين بتنظيم القاعدة.
وفي هذا السياق، نفى علوش وجود أي صلة بين «جيش الإسلام» وهذه التنظيمات، مؤكدا في الوقت عينه «عدم وجود خلافات معها». وأوضح علوش أنه «إذا ما نشأت أي خلافات بيننا وبينهم، فإننا سنحتكم إلى الهيئات الشرعية ولجان الصلح».
وإلى جانب عمله العسكري، يضم «جيش الإسلام» 27 مكتبا إداريا لا علاقة مباشرة لها بالعمل العسكري. ومن أبرز هذه المكاتب مكتب «تأمين المنشقين»، الذي يهتم بالتواصل مع الجنود النظاميين وتأمين انشقاقهم، إضافة إلى مكاتب للخدمات والتصنيع السلاحي والنقل والإعلام. وفي حين يتركز وجود مقاتلي «جيش الإسلام» في ريف دمشق، فإن الكثير من الكتائب التابعة له تنتشر في ريف حمص وريف حماه وحلب والرقة ودير الزور وإدلب ومناطق الساحل.
مقتل أطفال بسقوط قذائف «هاون» على دمشق.. وهجوم صاروخي على اللاذقية
الجيش الحر يسيطر على سرية في القنيطرة.. والنظام يتقدم في حلب
بيروت: نذير رضا لندن: «الشرق الأوسط»
أعلنت دمشق، أمس، مقتل تسعة أطفال وإصابة 27 آخرين بقذائف «هاون» سقطت على مدرسة في حي القصاع ذي الغالبية المسيحية وسط دمشق، وحافلة تقل طلابا من مدرسة «الرسالة الخاصة»، الواقعة في منطقة باب شرقي. وتزامنت هذه التطورات مع وقوع اشتباكات بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية في مخيم اليرموك وحي تشرين، فيما تعرضت المنطقة المحيطة بالمدينة الصناعية في اللاذقية، لأول مرة، لاستهداف بالصواريخ.
وسقطت قذائف الهاون أمس، في أحياء تسكنها أغلبية مسيحية في العاصمة دمشق، أسفرت، بحسب التلفزيون الرسمي السوري، عن مقتل تسعة أطفال، وسقوط 27 جريحا. وسقطت قذائف عشوائية على عدد من الأحياء الشرقية المتاخمة لجوبر والغوطة الشرقية، أصابت إحداها حافلة تقل طلابا في مدرسة الرسالة في حي باب شرقي.
وقال التلفزيون السوري إن قذائف هاون سقطت على مدرسة يوحنا الدمشقي في حي القصاع ذي الغالبية المسيحية، مما أسفر عن «سقوط خمسة شهداء جميعهم أطفال وإصابة 27 آخرين».
من جهتها، أفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مقتل «أربعة تلاميذ نتيجة سقوط قذيفة هاون أطلقها إرهابيون (في إشارة إلى مقاتلي المعارضة) على حافلة تابعة لمدرسة الرسالة الخاصة أثناء توقفها أمام المدرسة الواقعة في منطقة باب شرقي». وأسفر سقوط القذيفة عن «مقتل سائق الحافلة وإصابة أربعة تلاميذ آخرين ومشرفين اثنين كانوا داخل الحافلة»، حسبما نقلت الوكالة عن مدير التربية في دمشق محمد مارديني.
في غضون ذلك، شنت قوات الأمن حملات دهم واعتقال في حي الصالحية وسط العاصمة، تزامن مع سماع دوي انفجار ضخم في حي برزة وتزامن مع عمليات عسكرية نفذتها القوات النظامية في الحي. وأسفرت، بحسب معارضين، عن مقتل عدة عناصر من قوات النظام بعد انسحاب معظم مقاتلي الجيش الحر من المكان.
وأفاد ناشطون بوقوع اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والقوات النظامية مدعومة بمقاتلين من «حزب الله» اللبناني وميليشيا «لواء أبو الفضل العباس» الشيعية على عدة جبهات في منطقة السيدة زينب، حين حاولت هذه القوات اقتحام المنطقة الواقعة تحت سيطرة الجيش الحر. وقالت مصادر المعارضة إن معارك كر وقعت في السيدة زينب وبلدة حجيرة، جنوب العاصمة دمشق.
وأفادت شبكة «شام» الإخبارية بوقوع معارك عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في ريف دمشق، إذ تواصلت الاشتباكات في جبال القلمون والغوطة الشرقية ومعضمية الشام وداريا وحجيرة البلد، فيما تعرضت منطقة داريا لقصف عنيف.
وفي سياق متصل، قالت مصادر في اللاذقية لـ«الشرق الأوسط» إن صواريخ صغيرة، محلية الصنع، سقطت في محيط المدينة الصناعية في أطراف المدينة. وتعرضت هذه المنطقة، لأول مرة، لقصف صاروخي منذ بدء الأزمة السورية في مارس (آذار) 2011.
وكانت مصادر معارضة أفادت بسماع دوي انفجار بالقرب من ضاحية تشرين في مدينة اللاذقية وتوجهت سيارات الإسعاف والإطفاء باتجاهها، بالقرب من مستشفى العثمان. وذكرت المصادر أن الصواريخ سقطت في بساتين الزقزقانية وبوقا. وأشارت المصادر إلى أن الفارق الزمني بين الصاروخ والآخر بضع دقائق، مشيرة إلى أن مصدر إطلاق الصواريخ الثلاثة التي سقطت على المدينة هي قرية الكبير في ريف اللاذقية.
وفي تطور جديد، أعلن الجيش الحر في القنيطرة سيطرته على السرية الرابعة الكتيبة 23 – اللواء «61»، المحاذي لهضبة الجولان. وقالت مصادر في الجيش الحر إن مقاتليه سيطروا على السرية المعروفة بسرية خلدون في ريف القنيطرة في عملية نفذها الجيش الحر بعد اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل خمسة وثلاثين عسكريا من قوات النظام.
وفي حلب، قال ناشطون إن القوات النظامية، مدعومة بمقاتلين من حزب الله، استعادت السيطرة على أجزاء واسعة من اللواء 80 قرب مطار حلب الدولي، فيما تقدمت القوات النظامية باتجاه بلدة تيارة ومنطقة الجبل فيها بالإضافة إلى منطقة المواصلات في نقارين، كما تقدمت في بلدة تل عرن الواقعة جنوب المطار.
في هذا الوقت، أعلن «لواء التوحيد» الذي يعتبر أهم تشكيلات الجيش الحر في حلب، فرض حظر التجول ليلا في المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش الحر والكتائب الإسلامية المقاتلة. وأرجع التوحيد، في بيان بث أمس، السبب إلى «التطورات العسكرية والاختراقات الأمنية في حلب، وحفاظا على سلامة الإخوة المواطنين ولنجاح العمليات العسكرية للثوار على كافة جبهات في داخل المدينة وخارجها».
واشنطن ترحب بقرار المعارضة حضور “جنيف2” والغرب يرفض طلب الأسد معدات ذات استخدام عسكري
ولادة الحكومة السورية المؤقتة بعد مصادقة الائتلاف
اختتم مؤتمر الائتلاف الوطني السوري المعارض اجتماعاته في اسطنبول بعد منتصف ليل أمس بإعلان حكومة مؤقتة برئاسة أحمد طعمة، بعد تصويت الهيئة العامة للائتلاف على أسماء كل المرشحين في التشكيلة التي قدمها طعمة أول من أمس.
وعلمت “المستقبل” أن ثلاثة من المرشحين سقطوا في التصويت وهم: عمار القربي المرشح لوزارة الداخلية، وعبدالرحمن الحاج للتعليم، ومحمد مقبل جران للصحة. وأفادت مصادر الائتلاف أن طعمة سيعمل على ترشيح ثلاثة مرشحين جدد لها على أن يجري التصويت عليهم لاحقاً.
وتشكلت الحكومة التي نالت ثقة الائتلاف من: اياد قدسي نائباً للرئيس، اللواء عبدالعزيز الشلال وزيراً للدفاع، ابراهيم ميرو للاقتصاد والمال، عثمان بديوي للإدارة المحلية، الياس وردة للطاقة، وليد الزعبي للبنية التحتية والزراعة والموارد المائية، وياسين نجار للاتصالات.
وبالنسبة لمؤتمر جنيف2، أبدى الائتلاف الوطني أمس استعداده للمشاركة في المؤتمر شرط أن يؤدي إلى تنفيذ مقررات جنيف1، وألا يكون لنظام بشار الاسد أي دور في المرحلة الانتقالية. ورحبت الولايات المتحدة بقرار الائتلاف، معتبرة ان مشاركته في جنيف2 “خطوة كبيرة”.
وقال الائتلاف في بيان له ان الهيئة العامة للائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة بعد المناقشة، “أقرت استعداد الائتلاف للمشاركة في المؤتمر على أساس نقل السلطة إلى هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات بما فيها الصلاحيات الرئاسية والعسكرية والأمنية وعلى أن لا يكون لبشار الأسد وأعوانه الملطخة أيديهم بدماء السوريين أي دور في المرحلة الانتقالية ومستقبل سوريا”.
واشترط الائتلاف في بيانه ان “يسبق عقد المؤتمر ادخال وضمان استمرار دخول قوافل الاغاثة التابعة للصليب الأحمر والهلال الأحمر وغيرها من الهيئات الاغاثية الى كافة المناطق المحاصرة، والافراج عن المعتقلين خصوصاً النساء والأطفال”.
وأكد الائتلاف ان “أي مؤتمر دولي يهدف الى تحقيق انتقال سياسي يستوجب التزام النظام بالمبادئ والقرارات الدولية، وأهمها قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 262/67 بتاريخ 15 آيار 2013، والقرار رقم 2118 الصادر عن مجلس الأمن بتاريخ 27 أيلول 2013، والبيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن رقم 739 بتاريخ 2 تشرين الأول 2013، وبيان أصدقاء الشعب السوري الصادر في لندن بتاريخ 22 تشرين الأول 2013، وقرار مجلس وزراء الخارجية العرب في 4 تشرين الثاني 2013”.
كما كلفت الهيئة العامة لجنة من أعضاء الائتلاف باجراء المشاورات اللازمة مع قوى الثورة في الداخل والمهجر لشرح موقفها وتعزيزه حول قرارات الائتلاف.
ومساء أمس، رفض المتحدث باسم الائتلاف لؤي صافي مشاركة ايران في المؤتمر، معتبراً ان ايران “بلد يحتل سوريا”.
وقال منذر آقبيق مدير مكتب رئيس الائتلاف احمد الجربا، ان “القرار اعتمد بشبه اجماع. المجلس الوطني السوري غير رأيه بالتأكيد بما انه صوت”. وقال آقبيق “عندما نوضح لبعض المجموعات ان الانتقال السياسي يعني تغييرا في النظام، فانهم يفهمون ويوافقون”. ولم يوضح عن اي مجموعات يتحدث.
وتعليقاً على موافقة الائتلاف، اعتبر وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان هذه المشاركة ستكون “خطوة كبيرة”. وقال في مؤتمر صحافي في ابو ظبي أمس، “اجرت المعارضة السورية امس تصويتا للذهاب الى جنيف. انها خطوة كبيرة”.
وقال كيري في مؤتمره الصحافي “اتفقنا خلال اللقاء على إنهاء الحرب في سوريا بشكل سلمي وهي تسببت في مقتل الكثير من أبناء الشعب السوري إضافة إلى تغذية العنف المتطرف وزيادة نشاط الإرهابيين الذين يشكلون خطراً على أمن المنطقة والأمن العالمي”.
وثمن كيري دور الامارات في دعم الشعب السوري من أجل تحقيق أهدافه وتطلعاته وكذلك دعم المعارضة السورية وعقد مؤتمر جنيف 2 في أقرب فرصة ممكنة.
كذلك رحب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بخطوة الائتلاف وقال امام مجلس العموم “في ضوء هذا القرار، سنقدم اليهم مساعدة ملموسة وسياسية لمساعدتهم في تشكيل وفد” الى جنيف.
واعتبر أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون ان الوضع في سوريا لا يزال يعتبر أكبر تهديد في العالم للسلام والأمن الدوليين.
وأشار بان في كلمة له أمام الجمعية العامة، إلى ان الأمم المتحدة تواصل جهودها على ثلاث جبهات في سوريا وهي التحقق من تدمير الأسلحة الكيميائية في البلاد، وتوفير المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة، والتوصل إلى حل سياسي.
وفي سياق آخر، رفض الغرب “قائمة مشتريات طويلة” تقدم بها بشار الأسد تتضمن معدات عسكرية، بحجة نقل المواد الخاصة بالأسلحة الكيميائية التي يمتلكها النظام وتأمينها من دمشق إلى الساحل السوري من حيث قد تشحن إلى خارج البلاد.
قال ديبلوماسيون إن القوى الغربية سترفض طلب سوريا إمدادها بمعدات نقل عسكرية لشحن المواد الخاصة بالأسلحة الكيميائية إلى خارج البلاد على اساس أن الشاحنات المصفحة وغيرها من العتاد المطلوب يمكن استخدامها في قتال المعارضين.
وقدمت حكومة بشار الأسد ما وصفه مبعوثان من حكومتين غربيتين بأنه “قائمة مشتريات طويلة” لتجهيز وتأمين القوافل البرية المتجهة من دمشق إلى الساحل عبر مناطق الصراع.
لكن المبعوثين قالا إن الوكالة التي تشرف على نزع الأسلحة الكيميائية السورية سترفض هذا الطلب على أساس أن معظم هذه المعدات يمكن أن تعزز جيش الأسد في الحرب الدائرة في سوريا.
وقال ديبلوماسي تستطيع حكومته عرقلة أي قرار للمجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي تتخذ من لاهاي مقرا لها، “لا مجال لإمداد النظام بمعدات يمكن أن يستخدمها الجيش في قتل المزيد من السوريين الأبرياء”، وأضاف “هذا لن يحدث”.
وذكر ديبلوماسيون أن سوريا طلبت من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية يوم 21 تشرين الأول عشرات المركبات المدرعة والمولدات والمطابخ الميدانية إلى جانب بعض المعدات الأخرى التي قالت إنها تحتاج لها لنقل 1300 طن من المواد الكيميائية إلى ميناء اللاذقية المطل على البحر المتوسط لتنفيذ اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة للتخلص من أسلحتها الكيميائية. وطلبت سوريا أيضا وسائل اتصال جديدة تربط بين دمشق والمدن الساحلية قائلة إنها ستساعد على تأمين الطريق لعشرات الحاويات المطلوبة.
وقال ديبلوماسي من قوة غربية أخرى عن الطلب السوري “لن يحصلوا عليه منا، ولا أعتقد أن الأمم المتحدة أو الاتحاد الأوروبي اللذين فرضا عقوبات (على سوريا) سيفعلان ذلك أيضاً”.
ولم يتسن الحصول على تعقيب من متحدث باسم وزارة الخارجية السورية كما لم يتضح ما إذا كان الرفض الغربي للطلب السوري سيؤدي إلى وقف عملية نزع السلاح الكيميائي.
وتعتقد القوى الغربية التي قدمت تمويلا للعملية أن سوريا يمكنها نقل المواد الكيميائية دون معدات إضافية قد يكون لها استخدامات عسكرية واضحة رغم مخاطر العنف التي تهدد الطرق.
وذكر ديبلوماسي أن الحكومات الغربية قد تدرس قائمة معدلة لمعدات مثل الشاحنات المسطحة وقد تصر أيضا على إخراج هذه الإمدادات من سوريا مع الشحنات الكيميائية وحرمان قوات الأسد منها.
وقد تحول دمشق أنظارها إلى موردين مثل روسيا في حال لم توافق منظمة حظر الأسلحة الكيميائية على طلبها.
وتجري المنظمة وسوريا مفاوضات قبل المهلة التي تنقضي في 15 تشرين الثاني لإعداد خطة تفصيلية لإزالة أو تدمير المواد السامة والأسلحة الكيميائية والمواد التي يمكن أن تستخدم في صناعة السموم بحلول موعد محدد في العام القادم.
وتظهر مسودة اتفاق اطلعت عليها “رويترز” أن الولايات المتحدة وروسيا اللتين ترعيان الاتفاق بين الأمم المتحدة وسوريا تريدان نقل معظم المواد الكيميائية إلى خارج البلاد بحلول نهاية كانون الأول برغم أن تدميرها نهائيا قد يستغرق عاما آخر. وتلقت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية نحو 13 مليون دولار لتمويل مهمتها في سوريا معظمها من الولايات المتحدة والصين وروسيا بينما ساهمت دول أخرى بخبراء وفنيين وبعض المساعدات العينية الأخرى.
ولم يتسن على الفور الحصول على تعقيب من خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
ميدانيا، قتل تسعة اطفال وأصيب آخرون بجروح اليوم اثر سقوط قذائف هاون على مدرسة في حي القصاع ذي الغالبية المسيحية وسط دمشق وحافلة تقل طلابا في حي باب شرقي القريب منه، بحسب ما افاد الاعلام الرسمي السوري.
وفي ريف حلب (شمال)، افاد المرصد السوري عن “ارتفاع حصيلة الشهداء في مدينة عين العرب (كوباني) الى 11 مواطنا بينهم ممرض وعدد من الاطفال(..) اثر تفجير رجل لنفسه بعربة مفخخة بالقرب من مبنى الهلال الأحمر الكردي”.
وكان المرصد افاد في حصيلة اولية عن مقتل خمسة اشخاص جراء التفجير في هذه البلدة ذات الغالبية الكردية والحدودية مع تركيا.
كما أفادت فضائية العربية أن الجيش السوري الحر أعلن حظر التجول من السابعة مساء إلى السابعة صباحا في مدينة حلب.
اسطنبول ـ جورج بكاسيني ووكالات
الائتلاف الوطني يشكل حكومة مؤقتة
الجيش الحر يشترط للمشاركة في جنيف2
وضع الجيش السوري الحر شروطا للمشاركة في مؤتمر جنيف 2 للسلام في سوريا أبرزها تشكيل هيئة انتقالية بصلاحيات كاملة ومحاكمة “مرتكبي الجرائم بحق الشعب السوري”، في حين أقر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة تشكيلة الحكومة الجديدة التي ستعمل في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وقال مجلس القيادة العسكرية العليا لهيئة الأركان في الجيش السوري الحر في بيان أصدره أمس الاثنين إن “ما هو مطروح لمؤتمر جنيف 2 إلى الآن يفتقر للرؤية الواضحة وللآليات المناسبة ولكل ما يوحي بإمكانية التوصل إلى نتائج ملموسة”.
وأعلن المجلس -في البيان الذي نقلته وكالة الصحافة الفرنسية- ترحيبه بأي حل سياسي “يستند إلى توفير البيئة والمناخ المناسبين لنجاحه”، وحدد سلسلة من الخطوات الواجبة لقبول ذلك الحل، أبرزها الإعلان بشكل واضح وصريح أن هدف المؤتمر هو تشكيل حكومة وطنية انتقالية كاملة الصلاحيات على كل أجهزة الدولة بما فيها الجيش.
وطالب الجيش الحر بالإعلان عن وقف العمل بالدستور الحالي، وضمان موافقة أولية على تنحي الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة، ودعا إلى “وضع جدول زمني محدد” لمراحل التفاوض تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يجيز استخدام القوة.
كمت طالب بأن تنبثق عن المؤتمر “هيئة قضائية مستقلة مهمتها تقديم مرتكبي الجرائم بحق الشعب السوري إلى محاكمات تتوفر فيها معايير المحاكمة العادلة” وإطلاق سراح المعتقلين في السجون، وطالب أيضا بوقف “آلة القتل وقصف النظام للمدن السورية”، وفتح ممرات إنسانية إلى المناطق المحاصرة، و”خروج مقاتلي حزب الله اللبناني والجماعات العراقية والإيرانية من الأراضي السورية”.
وشدد الجيش الحر على أن تمثل المعارضة “بوفد واحد يضم أعضاء من الائتلاف وأعضاء من مجلس القيادة العسكرية العليا”.
مشاركة الائتلاف
وكان الائتلاف الوطني المعارض أبدى أمس الاثنين استعداده للمشاركة المشروطة في المؤتمر الذي تبذل جهود دولية لعقده، وذلك إثر تصويت لهيئته العامة التي بدأت اجتماعا لها السبت في إسطنبول.
وأقر الائتلاف استعداده للمشاركة “على أساس نقل السلطة إلى هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات الرئاسية والعسكرية والأمنية”، وأن لا يكون للأسد “أي دور في المرحلة الانتقالية ومستقبل سوريا”. وطالب الائتلاف أيضا بالإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة.
وتسعى الولايات المتحدة وروسيا منذ مايو/أيار الماضي إلى عقد هذا المؤتمر بمشاركة ممثلين للنظام السوري والمعارضة سعيا للتوصل إلى حل سياسي للأزمة المستمرة منذ 31 شهرا.
من جانب آخر شكّل الائتلاف الوطني حكومة مؤقتة لإدارة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
وتم اختيار تسعة من اثني عشر وزيرا تتألف منهم الحكومة التي يرأسها أحمد طعمة.
أولويات الحكومة
وقال عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني كمال اللبواني إن الحكومة الجديدة مطالبة بالسعي لتدارك تأخر الائتلاف في التكفل بانشغالات المواطنين، وأوضح للجزيرة أن الحكومة الجديدة ستسعى للبحث عن مصادر تمويل عبر الاستعانة بالدول الصديقة.
وتحدث اللبواني عن غياب ضمانات بأن تحظى الحكومة الجديدة بدعم واسع من الدول الغربية، وأكد أن الائتلاف يراهن على الدول الخليجية لمساندة هذه الحكومة. وأوضح أن الوزراء مطالبون بمعالجة مظاهر الفوضى والفساد التي تعيق وصول المساعدات الإنسانية لمستحقيها.
ترحيب عربي
وقد أبدت الجامعة العربية ترحيبها بنتائج اجتماعات الهيئة العامة للائتلاف الوطني، ووصف الأمين العام للجامعة نبيل العربي إعلان الائتلاف استعداده للمشاركة في مؤتمر جنيف 2 بالخطوة الإيجابية على طريق إقرار الحلّ التفاوضي للأزمة السورية وفقاً للأطر والأسس التي حددها البيان الختامي لمؤتمر جنيف 1.
ودعا العربي قيادات الائتلاف لمواصلة الجهود مع مختلف أطراف المعارضة السورية لتشكيل وفد موحد يتمتع بأوسع صفة تمثيلية للمشاركة في مؤتمر جنيف 2.
كما دعا الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بالشأن السوري لتهيئة الظروف الملائمة والإسراع في عقد المؤتمر “باعتباره الحلّ الوحيد لوقف نزف الدماء والدمار والعبور بسوريا نحو مرحلة جديدة تحقق تطلعات الشعب السوري”.
مقتل أطفال بدمشق وجنود نظاميين بريف حمص
قال ناشطون إن مسلحي المعارضة قتلوا 40 جنديا من قوات النظام بريف حمص أمس الاثنين، في حين ذكرت مصادر رسمية سورية أن عددا من القتلى معظمهم أطفال قضوا في قصف بالعاصمة دمشق وتفجير بريف حماة، وجرى ذلك بالتزامن مع قصف على مناطق مختلفة من البلاد.
ووفقا لناشطين فقد قتل جنود قوات النظام بعد سيطرة الجيش السوري الحر على منطقة الكم قرب الغنطو بريف حمص.
واستهدف قصف مدفعي تلبيسة, في حين شنت طائرات النظام ثلاث غارات على الغنطو أدت إلى وقوع إصابات عديدة بين الأطفال. وتدور اشتباكات على أطراف المدينة تحاول فيها قوات النظام اقتحامها مدعومة بعناصر من لواء أبي الفضل العباس، وذلك وفقا لما أفاد به ناشطون.
وفي دمشق ذكرت مصادر المعارضة أن خمسة أطفال قتلوا وأصيب آخرون نتيجة سقوط قذيفة هاون على مدرسة في حي القصاع بباب تومة.
من جانبها قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن من أسمتهم “إرهابيين” أطلقوا قذائف هاون على أحياء وسط دمشق.
وأفادت بأن بعض القذائف أصابت مدرسة وحافلة لنقل الركاب في حي باب شرقي، مما أوقع 15 جريحا، كما تسبب القصف في أضرار مادية بكنيسة الصليب المقدس في حي القصاع.
وقال ناشطون إن قصفا شنته قوات النظام استهدف مدن وبلدات داريا وحجيرة البلد والسبينة بريف العاصمة السورية.
وفي درعا قال مراسل الجزيرة إن قوات النظام قصفت بالمدفعية والصواريخ حي طريق السد، وأوضح ناشطون أن اشتباكات اندلعت في محيط الحي، وأن عددا من قوات النظام قتلوا نتيجة تفجير الثوار أحد مقرات قوات النظام في أطراف الحي.
تفجير بحلب
من جانبه أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن 11 شخصا بينهم ممرض وعدد من الأطفال قتلوا حين فجر شخص سيارة مفخخة قرب مبنى الهلال الأحمر الكردي بمدينة عين العرب في ريف حلب.
وأوضح المرصد أن التفجير تسبب في سقوط 23 جريحا بعضهم في حالة خطرة، وأشار إلى أن الحادث تزامن مع انصراف الطلاب من مدارسهم.
وذكر مراسل الجزيرة أن قوات النظام سيطرت على بلدة تلْعَرن في ريف حلب. وبثّ ناشطون صورا لتدمير دبابة وناقلة جنود وعربة مدرعة لقوات النظام على أطراف اللواء 80 بحلب.
وقالت مصادر من المعارضة إن قوات الجيش الحر قتلت أكثر من عشرين جنديا داخل الناقلة والعربة المدرعة.
وتشهد القاعدة العسكرية “اللواء 80” المكلفة بحماية مطار حلب الدولي التي استولى عليها مسلحو المعارضة مطلع العام الجاري، عمليات كرّ وفر، وذلك وسط تضارب الأنباء بشأن من يُحكم سيطرته عليها.
وفي ريف القنيطرة سيطرت كتائب المعارضة على السرية الرابعة التابعة للواء 61.
على صعيد آخر قالت هيومن رايتس ووتش إن الطيران السوري نفذ خلال عام 56 غارة على الأقل بأسلحة حارقة، وقد أوقعت تلك الهجمات عشرات الضحايا من المدنيين.
وطالبت المنظمة المجتمع الدولي بإدانة النظام السوري لاستخدامه تلك الأسلحة بقدر إدانته استخدام الأسلحة الكيميائية.
“الحر” يعلن النفير في حلب لوقف تقدم ميليشيا حزب الله
قوات لواء “أبوالفضل” العباس تتقدم في الريف تحت تغطية جوية من النظام
دبي – قناة العربية
أعلن الجيش الحر في حلب النفير العام لوقف تقدم قوات الأسد المدعومة من ميليشيا حزب الله وأبوالفضل العباس والتي أحرزت في الآونة الأخيرة تقدما على عدة جبهات في حلب وريفها.
وبحسب ما قال عبد الرحمن اسماعيل مدير المكتب الإعلامي في لواء أحرار سوريا لـ”نشرة الرابعة” على قناة العربية أن سبب إطلاق هذا النفير العام في أرياف حلب أن النظام ولواء أبو الفضل العباس تقدم في مناطق الأرياف، وذلك بسبب صعوبة المعركة وقلة سلاح الجيش الحر.
وأضاف أن لواء أبو الفضل يتقدم في ريف حلب تحت تغطية كثيفة من الطيران، في حين أن الجيش الحر لا يمتلك سوى بعض الصواريخ، وخطوط الدعم من الذخيرة قليلة.
وشرح اسماعيل أن الثوار في ريف حلب أصبحوا يعتمدون على تلغيم المناطق التي يسيطرون عليها في حال اضطروا للانسحاب.
وتزامن مع إطلاق النفير العام إعلان بيان محاسبة للكتائب التي لم تخرج بعد.
وأكد اسماعيل أنه لا وجود لمقاتلين في الأحياء، كلهم في الجبهات، وأشار إلى أن النظام استطاع التقدم في الريف فقط، لأنه يقصف المنطقة ويسويها بالأرض وبالتالي لا يترك أي غطاء للثوار، خصوصا وأن لواء أبو الفضل لا يقاتل على الأرض وإنما في عربات ودبابات حديثة ولا يستطيع الثوار مواجهتها بأسلحتهم التي تعتبر بسيطة مقارنة بمعدات اللواء.
وأشار أخيراً إلى أن الوضع في المدينة مختلف إذ تدور اشتباكات عنيفة، والوضع تحت السيطرة في المدينة وثمة اشتباكات عنيفة تدور هناك.
الائتلاف السوري يشكل أول حكومة للمعارضة برئاسة الطعمة
انضمام المجلس الوطني الكردي إلى الائتلاف من أبرز إنجازات اجتماع إسطنبول
دبي – صفاء ضاحي
انتخب أعضاء الائتلاف السوري المعارض خلال اجتماعاتهم في إسطنبول تشكيلة أول حكومة للمعارضة، برئاسة أحمد الطعمة، الذي وصف الإنجاز بأنه تاريخي.
وتم إسناد حقيبة الدفاع لأسعد مصطفى والمالية والاقتصاد لإبراهيم ميرو ومنصب نائب رئيس الوزراء إلى إياد القدسي.
وقالت ريما فليحان، عضو الائتلاف والناطقة باسم لجان التنسيق المحلية في سوريا، إن المشاورات جارية لاستكمال انتخاب وزراء الصحة والداخلية والتعليم، حيث لم يفز المرشحون لهذه المناصب.
فبعد أيام من المداولات والنقاشات بين أطياف الائتلاف الوطني السوري في إسطنبول تم تحديد أسماء الشخصيات التي ستستلم 8 وزارات في حكومة المعارضة، فيما تبقى ثلاث أخرى بانتظار تسمية من سيتسلم حقائبها. والوزراء الذين تم انتخابهم هم:
1- اياد القدسي: نائب رئيس الوزراء (71 صوت )
2- أسعد مصطفى: وزير الدفاع ( 64 صوت )
3- ابراهيم ميرو: وزير المالية والاقتصاد ( 72 صوت )
4- محمد ياسين النجار: وزير الاتصالات والصناعة ( 66 صوت ).
5- عثمان بديوي: وزير الادارة المحلية ( 67 صوت )
6- فايز الظاهر: وزير العدل ( 65 صوت )
7- الياس وردة: وزير الطاقة والثروة الحيوانية ( 67 صوت )
8- وليد الزعبي: وزير البنية التحتية والزراعة ( 63 صوت )
9- تغريد الحجلي: وزير الثقافة والاسرة ( 62 صوت )
تلك كانت إحدى النقاط التي ناقشها المؤتمرون إضافة إلى قرار المشاركة في مؤتمر جنيف 2.
وكان من أبرز الإنجازات التي خرج بها المؤتمر انضمام المجلس الوطني الكردي إلى الائتلاف الوطني السوري المعارض ليصبح الائتلاف الآن ممثلاً لمعظم مكونات الشعب السوري للتوجه إلى جنيف.
كما تناولت النقاشات مسألة مشاركة إيران من عدمها في مؤتمر جنيف وشروط الائتلاف من أجل القبول بمثل تلك المشاركة.
وقد ساد مؤتمر إسطنبول جو إيجابي مما مكن المعارضة السورية من تحقيق هذه الإنجازات السياسية قبل التوجه إلى جنيف بعد أن راهنت بعض الأطراف الإقليمية والدولية على تشتت المعارضة وعدم تمكنها من الوصول إلى جنيف متحدة.
محلات بيع السلاح تنتشر بحلب وتثير مخاوف السكان
عناصر الجيش الحر يحصلون على السلاح من بعض هذه المحلات الكثيرة
حلب – قناة العربية
أصبح مشهد المحال التجارية التي تبيع الأسلحة أمراً مألوفاً في مدينة حلب التي أرخت عليها الحرب ظلالها، وقد انتشر هذا النوع من المحال في الآونة الأخيرة، فهي تؤمن لزبائنها من الأفراد متطلبات الحرب، ويمكن لمن يرغب في شراء ما يريد أو يحتاج من عتاد عسكري للأفراد.
وفي هذا الإطار يقول بائع أسلحة متحدثا عن انتشار السلاح، للعربية “انتشر السلاح لأننا في حاجة للأسلحة في الحرب، مثل ملابس وحاملات السلاح الثقيل، وكذلك أسلحة للحماية الشخصية”.
ولا يحتاج محل بيع الأسلحة في حلب إلى ترخيص، ومن الممكن أن تشاهده في وسط سوق شعبي لبيع الألبسة، يكنز في داخل جدرانه ما يحتاجه أي شخص للتسلح.
ويقول صاحب محل بيع أسلحة إن بدايته كانت بافتتاح محل صيانة أسلحة. ثم انتقل للبيع والشراء. ونحن نبيع بشكل حصري لعساكر الجيش الحر حتى لا يحتاجون شيئا من الخارج.
وأظهرت جولة قامت بها العربية في حلب شواهد على تحول السلاح إلى تجارة في متناول الجميع، ويخشى بعض أهل حلب أن هذه الحال شجعت انتشار السلاح بشكل فوضي لا ضابط له.
ويقول عنصر من الجيش الحر كان يشتري بعض السلاح من محل، إن “هدفنا هو أن يكون الجيش الحر موحدا، وحربنا مع نظام فاسد فقط، ولا نريد انتشار السلاح بين أيدي الصغار ومن لا يعرفون استخدامه”.
مدينة حمص الثائرة تستعد لشتاء قاس تحت حصار قاتل
أهلها يبحثون عن خشب التدفئة بين حطام البيوت المدمرة بسبب القصف
حمص – يزن الحمصي
شتاء جديد تحت حصار نظام الأسد للثورة السورية، بمعايير خارج نطاق الرفاهية البشرية وما وصلت إليه من تقدم وتطور في القرن الواحد والعشرين، فشتاء الأحياء المحاصرة في حمص يعني المزيد من إيجاد الحلول والبدائل لقضاء شتاء ثالث جديد مع تراكم النقص في كل ما يمكن استخدامه.
ووسط شتاء سياسي صامت عالميا عن كل ما يجري بعموم سوريا، يبدي السوريون شكواهم من “برودة” إنسانية العالم التي تجمدت أكثر من برد الشتاء.
إنه الشتاء الثالث الذي يمر على المحاصرين، ليكون الشتاء الأقسى على المنطقة في السنوات العشر الأخيرة كما توقعت مراكز الدراسات الجوية، وهو الأقسى على المحاصرين بعد استنفاد الكثير من الحلول لرد برد الشتاء في حصار السنتين السابقتين.
وقد أصبح الديزل (المازوت) وعبوات غاز الطبخ أمورا من أحلام المحاصرين، وما كان متواجدا منها في المنازل والمحال التجارية استهلك بشكل كامل على مر ستة عشر شهرا تحت الحصار، والكميات البسيطة المتبقية من المازوت تم حجزها لاستخدامها في توليد الطاقة الكهربائية لإخراج مياه الآبار، فبدونها سيصبح استخراج الماء مستحيلا.
لتصبح الأخشاب هي الحل البديل المتوفر كما هو حال الشتاء الماضي، ولكن هذه المرة مع استنفاذ الحطب المخصص للتدفئة والبدء بالبحث عما تخلفه القذائف من ركام، لأن أكوام الركام ستكون بينها لا محالة أخشاب من أثاث تلك المنازل أو نوافذها أو أبوابها، وسعيد الحظ هو من يحصل على مدفأة مخصصة لإشعال الحطب، فيكون أثر دخانها أقل من قريناتها التي حولت إلى الحطب بدلا من المازوت عملا بالمثل الشهير “دخان يعمي ولا برد يقتل”.
البعض توقع الأسوأ منذ الشتاء الماضي وأعد العدة لحصار قد يطول، فعمد إلى تهيئة مدفأة العام الماضي ليعيد استخدامها هذا العام في حال نجا منزله من آلاف القذائف التي دكت بها تلك الأحياء.
الأطعمة الشتوية التي كانت تخفف من برودة الشتاء في مدينة حمص أصبحت من الماضي، وحتى الأساسيات غير متوفرة، فالنقص كبير في المواد الاستهلاكية وعلى رأسها أبسط أنواع السكر وهو “سكر التحلية”، ويضاف له باقي أنواع المواد الغذائية التي تساعد على تأمين الطاقة اللازمة للنشاطات اليومية.
لكن أطفال الحصار ومواليد فترة الحصار هم أكثر من سوف يتأثر بشتاء هذا العام، فأجسامهم الغضة والعجز الغذائي وقلة الأساليب المتاحة للتدفئة سوف تترك كلها آثارها عليهم.
هيئة أركان الثورة السورية تضع 7 شروط للذهاب إلى جنيف
أهم الشروط وقف العنف وفتح الممرات الإنسانية وإطلاق المعتقلين وخروج مقاتلي حزب الله
دبي – قناة العربية
مجلس القيادة العسكرية العليا لهيئة أركان الثورة السورية رحب بمشاركة المعارضة السورية في مؤتمر جنيف 2، مطالباً بأي حل سياسي يستند إلى توفير البيئة والمناخ المناسبين لنجاحه، والتي تتمثل في وقف آلة القتل وقصف النظام للمدن السورية، وفك الحصار عن المناطق المنكوبة وفتح الممرات الإنسانية، وخصوصاً للمناطق المحاصرة، وإطلاق سراح جميع المعتقلين والمفقودين في السجون وفروع ومؤسسات النظام، بالإضافة لخروج مقاتلي حزب الله اللبناني والجماعات المسلحة الأخرى من الأراضي السورية، والإعلان عن وقف العمل بالدستور السوري الحالي، والموافقة الأولية على تنحي الأسد عن السلطة، ووضع جدول زمني لكل مراحل التفاوض تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
بالإضافة إلى الإعلان عن أن هدف المؤتمر هو تشكيل حكومة وطنية انتقالية كاملة الصلاحيات، وأن ينبثق عن المؤتمر هيئة قضائية مستقلة مهمتها تقديم مرتكبي الجرائم إلى محاكمات عادلة.
وأخيراً تمثيل المعارضة السورية لأي مؤتمر دولي بوفد واحد ويضم أعضاء من الائتلاف وأعضاء من مجلس القيادة العسكرية العليا.
ووصف وزير الخارجية الأميركي هذا بالخطوة الكبيرة لكن موافقة الائتلاف الوطني السوري وقواه العسكرية على الذهاب إلى مؤتمر جنيف اثنين لم تحمل أي تغيير في الموقف من المؤتمر .
بيان الائتلاف الذي صدر بعد يومين من الاجتماعات تضمن موافقة ربطها بشروط قديمة جديدة، أهمها رحيل الأسد ونقل السلطة إلى حكومة انتقالية.
هذه الشروط لم تختلف عن الشروط التي تضمنها بيان مجلس القيادة العسكرية العليا لهيئة أركان الثورة السورية، الذي صدر بعد مشاورات أجراها مع الائتلاف وحدد فيها شروطه للموافقة على الذهاب، ضمن وفد واحد مع الائتلاف إلى المؤتمر فكان أهمها:
وقف العنف والقصف والحصار وفتح الممرات الإنسانية وإطلاق سراح المعتقلين وخروج مقاتلي حزب الله وإيران والعراق من سوريا.
ووقف العمل بالدستور الحالي وتنحي الأسد ووضع جدول زمني لكل مراحل التفاوض، إضافة إلى تشكيل حكومة انتقالية وتشكيل هيئة قضائية لمحاسبة مرتكبي الجرائم بحق الشعب السوري .
يذكر أن هذه الشروط يرفض أغلبها النظام السوري ما يضع شكوكا حقيقية حول انعقاد المؤتمر.
قذيفتان قرب المصرف المركزي في دمشق
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
اندلعت، الثلاثاء، اشتباكات بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة المسلحة في معظم المناطق السورية، في حين سقطت قذيفتا هاون أمام مبنى المصرف المركزي وسط العاصمة دمشق.
وقال ناشطون في المعارضة لـ”سكاي نيوز عربية” إن قذيفتي هاون سقطتا في “محيط البنك المركزي بساحة السبع بحرات” وسط العاصمة السورية، ما أدى إلى إصابة 12 شخصا بجروح.
في غضون ذلك، استمرت المواجهات المسلحة بين الأطراف المتنازعة في دمشق، حيث اندلعت اشتباكات في حي تشرين وبرزة وشارع الحافظ ومحيط مستشفى تشرين العسكري.
وفي حي برزة الدمشقي، ذكر ناشطون إن الجيش الحر يخوض على عدة محاور معارك مع القوات الحكومية التي عمدت إلى استهداف الحي بقصف مدفعي “عنيف”.
كما قصفت القوات الحكومية أطراف مدينة عربين بريف دمشق في وقت وقعت مواجهات بين الجيش الحر والجيش السوري مدعوما من لواء أبو الفضل العباس في منطقة السيدة زينب.
في المقابل، قالت وكالة الأنباء السورية “سانا” إن الجيش تمكن في أحياء عدة من مدينة حمص من تدمير “أوكارا وتجمعات للإرهابيين”، في إشارة إلى مسلحي المعارضة.
ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري قوله إن القوات الحكومية “صادرت أسلحة وذخيرة متنوعة وأجهزة اتصال وعبوات ناسفة.. خلال ملاحقتها فلول المجموعات الإرهابية المسلحة” في ريف حماة.
مؤتمر جنيف
على صعيد آخر، حدد الجيش الحر شروطا للمشاركة في مؤتمر جنيف 2 المزمع عقده لحل الأزمة السورية، أبرزها تشكيل هيئة انتقالية بصلاحيات كاملة ومحاكمة “مرتكبي الجرائم بحق الشعب السوري”.
ويأتي هذا الموقف تزامنا مع إعلان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية موافقته المشروطة على المشاركة في جنيف 2، وأنها ستتشاور “مع قوى الثورة في الداخل والمهجر” حول قرارها.
وطالب الجيش الحر بـ”الإعلان عن وقف العمل بالدستور الحالي” وتوافر “موافقة أولية على تنحي” الرئيس السوري بشار الأسد “عن السلطة”.
ويشكل مطلب رحيل الرئيس السوري بندا أساسيا بالنسبة إلى المعارضة، في حين ترفض دمشق مجرد البحث في مصير الأسد الذي تنتهي ولايته في العام 2014.
سوريا.. دعم مالي سعودي لحكومة المعارضة
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قررت المملكة العربية السعودية، الثلاثاء، منح الحكومة الانتقالية الوليدة التي شكلها الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في الخارج، مساعدة قدرها 300 مليون دولار أميركي.
وانتخبت الهيئة العامة للائتلاف، الاثنين، 9 أعضاء ضمن الحكومة الانتقالية الجديدة، التي يترأسها السياسي المعارض أحمد طعمة، كما تم اختيار إياد القدسي ليشغل منصب نائب رئيس الحكومة، وحصل أسعد مصطفى على حقيبة الدفاع.
وفي تصريح خاص لـ”سكاي نيوز عربية”، قال عضو الائتلاف الوطني السوري خالد الناصر، إن الحكومة المؤقتة التي شكلها الائتلاف تلقت وعودا ممن وصفها “الدول الصديقة”، لدعمها ماديا.
وبعد التصويت على المناصب الوزارية في حكومة طعمة، احتفل أعضاء الائتلاف بتشبيك أيديهم، وبدت على بعضهم فرحة عارمة. وقال طعمة بعد إعلان النتائج إن “هذا يوما تاريخيا بالنسبة لسوريا”.
وأضاف أن “هذه الخطوة جاءت بعد انتظار دام خمسين عاما”، معربا عن أمله “أن يكون الوزراء الجدد قادرين على الوصول إلى المجتمع الديمقراطي والتعددي الذي يستحقه السوريون”.
جنيف 2
في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، الثلاثاء، إن قرار الائتلاف الوطني السوري المعارض المشاركة في مؤتمر السلام المرتقب في جنيف “يشكل تقدما كبيرا نحو إمكانية حل سياسي، ويبرهن على حس المسؤولية لدى المعارضة المعتدلة”.
وبعد يومين من النقاشات في إسطنبول، أعلن ائتلاف المعارضة السورية، الاثنين، الموافقة على المشاركة في مفاوضات السلام شرط تخلي الرئيس السوري بشار الأسد عن سلطاته واستبعاده من أي مرحلة انتقالية.
كما طلبت المعارضة فتح ممرات إنسانية تسمح بتسيير المساعدات إلى السوريين المحاصرين، وإجلاء المدنيين، إضافة إلى الإفراج عن المعتقلين.
وأكد فابيوس أن فرنسا “تدعم بالكامل” مطلب الشعب السوري الذي “يطالب بشكل عاجل أن تجيز الجهود الدولية وصول المساعدات الإنسانية فورا إلى المدنيين، لا سيما في المدن التي يحاصرها النظام”.
القيادة المشتركة للجيش الحر: وفد عسكري إلى موسكو لـ”التفاوض المباشر” لإنهاء الأزمة السورية
روما (12 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أعلنت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر والحراك الثوري عن أنها تجري ترتيبات لإرسال وفد عسكري إلى موسكو من أجل “التفاوض المباشر” لإنهاء الأزمة، معربة عن قناعتها بفشل مؤتمر جنيف2 في حال إنعقاده
وقال فهد المصري الناطق باسم القيادة المشتركة إن “القيادة المشتركة تجري ترتيبات واتصالات لإرسال وفد عسكري رفيع المستوى من ألوية منشقين وقادة عسكريين كبار إلى موسكو من أجل “التفاوض المباشر بخطط وبرامج تتيح المجال للدخول المباشر بالحل النهائي لإنهاء الأزمة،”، منوها في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء بأن “هناك ضرورة للحفاظ على المؤسستين الأمنية والعسكرية وإعادة هيكلتها مع الجيش الحر والمنشقين لمنع سقوط سورية بالفوضى الكاملة”، على حد وصفه
وقال المصري “نعتقد أنه إن عُقد ما يسمى مؤتمر جنيف2 فإنه سيكون فاشلاً بكل المقاييس، ونعتقد أن الحل السياسي للدخول في المرحلة الانتقالية ووقف العنف وعودة الأمن والاستقرار للبلاد يمكن أن يتحقق فقط برحيل لبشار الأسد و52 شخصية معه ممن أعطوا الأوامر بالقتل والتدمير، وبتشكيل مجلس رئاسي مشترك من شخصيات مدنية وعسكرية مقبولة لكل الأطراف ومجلس أعلى للأمن والدفاع (تم اعتماد لائحة بأسماء المرشحين) لإعادة هيكلة المؤسستين الأمنية والعسكرية على أسس وطنية”
ورأى المصري “إن بشار الأسد لا يريد حلاً سياسياً للأزمة، ولو كان يريد ذلك بالفعل لما لجأ إلى الحل الأمني والعسكري منذ بداية الأزمة، إنه يريد الآن استسلام المعارضة وليس التفاوض معها”، وأضاف “يحاول المجتمع الدولي دفع السوريين لليأس من أجل القبول بما يُعرض عليهم، وتقدّم النظام عسكرياً في بعض المناطق وحجب الأسلحة عن الثوار في مناطق أخرى يأتي ضمن هذا المعيار”
واعتبر المصري أن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وهيئة الأركان والمجلس الوطني “ليسوا ممثلين للشعب ولا للثورة السورية ومطالبها”. وقال “هذه التشكيلات تأسست بموجب تحالفات موضوعية بين جماعة الأخوان المسلمين وحزب الشعب (شيوعيين) وعضوية أشخاص، القسم الأعظم منهم من التائهين والحالمين من هواة العمل السياسي والعام وبرعاية ودعم من قوى إقليمية ودولية فرضتهم على الشعب السوري وثورته المجيدة
قيادي بحزب (وعد) الاخواني السوري: الحزب مستقل عن الجماعة
روما (12 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أكّد عضو في المجلس التنفيذي في الحزب الوطني للعدالة والدستور (وعد) الذي تستعد جماعة الإخوان المسلمين في سورية لإشهاره أن الحزب سيلتزم برنامجاً خاصاً به مستقل كلياً عن برنامج جماعة الإخوان المسلمين، وشدد على أن هذا الحزب الجديد سيسعى لتوطيد العلاقات مع التيارات المعارضة اليسارية وغير اليسارية، كما أشار إلى أن الحزب يرفض الحكم الشمولي للأحزاب ويدعو للمشاركة وتداول السلطة واعتماد الآليات الديمقراطية
وفيما إن كان الحزب سيلتزم ببرنامج وإيديولوجية الجماعة، قال محمد معتز حمي، العضو في المجلس التنفيذي للحزب لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “إن حزب (وعد) هو حزب وطني مستقل عن جماعة الإخوان المسلمين، وهو قائم بذاته، وله برنامجه السياسي الخدماتي الخاص، وقد تم إعداد البرنامج وسيتم الإعلان عنه عند إشهار الحزب قريباً”
وتُعلن جماعة الإخوان المسلمين في سورية عن تأسيس حزب سياسي لها يحمل اسم (الحزب الوطني للعدالة والدستور ـ وعد)، يتولى فيه منصب الرئيس القيادي الإخواني محمد حكمت وليد، ويتولى منصب نائب الرئيس شخصية مسيحية سورية (نبيل قسيس)، ويضم في صفوف هيئته التنفيذية 11 عضواً وتتمثل الجماعة بثلث الأعضاء فقط
وعن خصوصية توقيت الإعلان عن تأسيس هذا الحزب، قال القيادي المؤسس للحزب “ليس هناك خصوصية لتوقيت الإعلان عن الحزب، فقد تم اجتماع الهيئة التأسيسية في حزيران/يونيو الماضي وتقرر إشهار الحزب بعد استكمال أدبيات الحزب وبرنامجه، ونحن بصدد إشهار الحزب قريباً”
ونفى حمي، القيادي في جبهة العمل الوطني لكرد سورية، وفي رابطة العلماء السوريين، أن يكون للحزب أي ذراع عسكري، وقال “إن حزب وعد هو حزب سياسي وليس له ذراع عسكري، ولكنه سيساهم في الثورة السورية وفق برنامجه السياسي الخدماتي المعلن” حسب تأكيده
وعن خطط الحزب، أوضح “إن المكان الطبيعي لعمل حزب وعد هو الداخل السوري، وقد شارك في تأسيسه أعضاء من الداخل، وسيكون هناك اهتمام خاص وكبير بنشر العضوية في الداخل”
وشدد على أن الحزب سيسعى لتوطيد العلاقات مع التيارات السياسية السورية المعارضة الأخرى بغض النظر عن إيديولوجيتها، وقال “سنسعى لإقامة علاقات مع تيارات المعارضة السورية اليسارية وغير اليسارية ما دامت تلتقي مع توجهات الحزب في بناء سورية الحرة المدنية الديمقراطية الدستورية التي يتساوى فيها كل أبنائها بالحقوق والواجبات والتي يتحقق فيها الفصل بين السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية”
وحول موقفهم من حكم الحزب الواحد، قال حمي “إن ما يمثل حزبنا هو أدبياته وبرنامجه، وإن كنا في نفس الوقت نثني على أدبيات ومراجعات جماعة الإخوان المسلمين في سورية التي أصدرتها في عام 2004 وما بعده من الأعوام. كذلك نحن نرفض الحكم الشمولي للأحزاب وندعو إلى المشاركة وتداول السلطة واعتماد الآليات الديمقراطية، ونرى أن المرحلة المقبلة بعد تحرر سورية تقتضي تعاون ومشاركة جميع الأحزاب السورية للنهوض بسورية وتوفير البناء والتنمية لها”
ويهدف الحزب الجديد وفقاً لقياداته إلى “نصرة المظلوم، وإحقاق الحق، والوقوف مع الضعيف حتى يقوى، وإعادة جميع الحقوق لكل مكونات الشعب السوري على مختلف القوميات والإثنيات دون تمييز، وتعويض المتضررين”
وكان الناطق باسم جماعة الإخوان المسلمين في سورية زهير سالم قد قال لـ آكي منتصف الشهر الماضي إن الجماعة “وتفاعلاً منها مع معطيات الثورة والواقع، قد طوّرت فكرة هذا الحزب بحيث لا يكون حزب (واجهة) أو (حزب ذراع سياسي) إلى حامل وطني مفتوح ومستقل للأفكار والأهداف، إطار مدني متعدد ومفتوح بمرجعية إسلامية”. وأوضح أن الجماعة “تنتظر بعض الظروف السياسية المساعدة للإعلان عن هذا الحزب
المعارضة السورية تشكل حكومة لادارة المناطق التي تسيطر عليها
اسطنبول/عمان (رويترز) – قال أعضاء في الائتلاف الوطني السوري المعارض يوم الثلاثاء في اسطنبول إن الائتلاف المدعوم من الغرب شكل حكومة مؤقتة لادارة المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة وذلك رغم تحفظات الولايات المتحدة.
وتأمل الولايات المتحدة ودول غربية أخرى تدعم الائتلاف في ان تتمخض مفاوضات السلام المقترحة في جنيف عن حكومة مؤقتة كمخرج من الحرب الاهلية التي بدأت في سوريا عام 2011. وتخشى أن يعرقل قرار الائتلاف اليوم هذا السيناريو.
وقال مسؤول في المعارضة شارك في تسمية وزراء الحكومة “تعارض الولايات المتحدة الحكومة المؤقتة لانها تعتقد أنها ستقوض محادثات جنيف.
“الإحساس في داخل الائتلاف هو أنه حتى إذا انعقدت محادثات جنيف فإنها ستكون عملية طويلة ولا يمكننا الاستمرار في ترك المناطق المحررة فريسة للفوضى في الوقت الحالي.”
والائتلاف الوطني السوري هو قناة توصيل الدعم الغربي لمقاتلي المعارضة السورية إلا أن قادته يعيشون خارج سوريا وتأثيرهم محدود على جماعات المعارضة المسلحة المتشرذمة.
وتقول الأمم المتحدة إن نحو 40 في المئة من السكان في سوريا بحاجة إلى مساعدة إنسانية. وتفشى شلل الأطفال في سوريا وقد يصاب الناس في المناطق المحاصرة بسوء تغذية ويعرقل العنف والبيروقراطية جهود توصيل المساعدات.
ووافقت المعارضة يوم الإثنين على حضور محادثات السلام التي تسعى واشنطن وموسكو إلى اجرائها في جنيف لكنها قالت إن الرئيس السوري بشار الأسد لا يمكن أن يكون له دور في مستقبل سوريا.
وقال مسؤول الائتلاف إن انتقال الحكومة المؤقتة إلى داخل سوريا على الفور سيكون صعبا بسبب مخاطر تعرضها للهجوم من قوات الأسد أو من المتشددين المرتبطين بتنظيم القاعدة.
وأضاف أن الحكومة ستعمل على الأرجح من مدينة غازي عنتاب الحدودية التركية الى الشمال من مدينة حلب.
وقال أعضاء في المعارضة انه في سبتمبر أيلول عين الائتلاف بقيادة أحمد الجربا اسلاميا معتدلا هو أحمد طعمة في منصب رئيس الوزراء رغم ان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اتصل بالجربا وطلب منه عدم تشكيل حكومة.
وأضاف الأعضاء أنه ليس من المرجح أن تحظى الحكومة الجديدة بالاعتراف الدولي لكنها قد تحصل على أموال من السعودية التي تتباين مواقفها مع مواقف واشنطن إزاء سوريا وكذلك من المانحين الأجانب الذين يتطلعون إلى توصيل المساعدات الإنسانية بشكل أفضل.
وقالوا إن بعض الدول الغربية مستعدة لاستخدام الحكومة كوسيلة لنقل المساعدات دون الاعتراف بها رسميا.
ورحب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في بيان يوم الثلاثاء بقرار الائتلاف الانضمام إلى محادثات السلام في جنيف ووصفه بأنه “خطوة كبيرة تجاه حل سياسي”.
وذكر أن تشكيل الحكومة المؤقتة أظهر “روح المسؤولية” التي يتحلى بها الائتلاف وقال إن فرنسا تدعم الجهود الرامية إلى توصيل مساعدات فورية للمدنيين.
وقال جون ويلكس المبعوث البريطاني لدى المعارضة السورية إن تشكيل الحكومة “خطوة مهمة” وإن بريطانيا مستعدة لمساعدتها في توصيل الخدمات والمساعدات داخل سوريا.
ومن بين الشخصيات الرئيسية في الحكومة المنشق السوري المدعوم من السعودية أسعد مصطفى الذي عين وزيرا للدفاع. وكان أسعد وزيرا للزراعة في حكومة الأسد.
واختير ابراهيم ميرو وهو رجل اقتصاد درس في هولندا لمنصب وزير المالية وعينت تغريد الحجلي الوزيرة الوحيدة في الحكومة في منصب وزيرة الأسرة والمرأة.
ولم يعين وزراء لحقائب الداخلية والتعليم والصحة لأن المرشحين لم يحصلوا على التأييد اللازم.
(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)
مكاسب الأكراد العسكرية في سوريا تثير القلق
بيروت/اربيل (رويترز) – بعد المكاسب العسكرية التي حققها الأكراد في شمال شرق سوريا تعمل ميليشيا كردية على تعزيز وجودها الجغرافي والسياسي في البلد الذي مزقته الحرب مما يضع القوى الإقليمية في مأزق.
ولطالما عانى الأكراد من الاضطهاد في عهد الرئيس السوري بشار الأسد ومن قبله والده ويعتبرون الحرب الأهلية بمثابة فرصة للحصول على نوع من الحكم الذاتي يتمتع به أبناء عرقهم في العراق المجاور.
غير أن الهجمات التي شنها الاكراد قوبلت برد فعل متباين على الصعيد العالمي والإقليمي والمحلي حتى بين بعض أبناء عرقهم الذين يقولون إن المقاتلين الأكراد انجرفوا إلى محور إقليمي يدعم الأسد ولكنهم ينفون ذلك.
وتعني مكاسب الأكراد للأسد وحلفائه الشيعة انتزاع المزيد من الأراضي من قبضة مقاتلي المعارضة السنة بعد عامين ونصف العام من اندلاع الانتفاضة المناوئة لحكم الرئيس السوري.
من ناحية أخرى تأمل القوى الأجنبية الداعمة للمعارضة في أن يوجه الأكراد ضربة للمقاتلين المرتبطين بتنظيم القاعدة الذين ظل نفوذهم يتصاعد في شمال سوريا على مدى شهور دون رادع.
وقال الناشط الكردي بيروز بيريك من مدينة القامشلي السورية “كان التقدم مقبولا من الجميع في الأساس.”
وتغفل هذه التصريحات المخاوف الواسعة من تأثير مكاسب الميليشيا الكردية في صراع لا يهدد وحدة سوريا فحسب بل كذلك استقرار الدول المجاورة التي تعاني من نفس الانقسامات العرقية والطائفية.
ويزيد عدد الأكراد على 25 مليون نسمة وغالبا ما يوصفون بأنهم أكبر جماعة عرقية لا دولة لها. وتضم الأراضي التي يهمينون عليها وتعرف باسم كردستان أجزاء من تركيا وإيران وسوريا والعراق.
وبدأت تركيا عمليات الحفر لوضع أساسات جدار على طول جزء من حدودها مع سوريا الشهر الماضي وعزت ذلك إلى دواع أمنية ولكنه أثار احتجاجات من الأكراد الذين قالوا إنه يهدف إلى الحيلولة دون تقارب العلاقات عبر الحدود بين المنطقتين الكرديتين في البلدين.
ولا شك أن تعزيز موقف الأكراد في سوريا يضع تركيا في موقف صعب في الوقت الذي تحاول فيه تحقيق السلام على أرضها مع حزب العمال الكردستاني الذي قاتل من أجل الحصول على حكم ذاتي أكبر للاكراد في جنوب شرق تركيا طوال ثلاثين عاما.
صحيح أن تزايد نفوذ الميليشيا الكردية السورية المرتبطة بحزب الاتحاد الديمقراطي قد يشد عزيمة حزب العمال الكردستاني المتحالف معه إلا أن تركيا قلقة أيضا من وجود جماعات مرتبطة بالقاعدة على حدودها.
وقال بيريك الناشط الكردي “ما سترونه هو انقسام أوضح لشمال سوريا بين حزب الاتحاد الديمقراطي وقوات المعارضين الإسلاميين.”
وقال ريدور خليل المتحدث باسم الميليشيا الكردية المرتبطة بحزب الاتحاد الديمقراطي إنه تمت السيطرة على أكثر من ثلثي الأراضي الكردية في سوريا ومعظمها في محافظة الحسكة بشمال البلاد حيث يشكل الأكراد 70 بالمئة من سكان المحافظة والباقي من العرب.
ولمح خليل أيضا إلى أن الميليشيا قد تحاول السيطرة على بلدات شمالية يشكل فيها الأكراد أقلية مقارنة بالعرب مثل بلدتي جرابلس واعزاز الحدودتين الاستراتيجيتين اللتين استخدمهما مقاتلو المعارضة كطرق لنقل الإمدادات من تركيا.
ومن المرجح أن تثير مثل هذه الخطوة ردا عنيفا من مقاتلي المعارضة العرب ومعظمهم من السنة.
وقال “لا أقول أننا سنفعل ذلك. دعونا نأخذ الأمور في حينها. فلننتظر لنرى ما إذا كانت الجماعات المسلحة (مقاتلو المعارضة) ستضمن للأكراد حركة آمنة في تلك المنطقة أولا.”
ويلتفت الأكراد الآن إلى مدينة تل أبيض التي تمثل طريقا مهما عبر الحدود مع تركيا يمكن استخدامه في نقل الإمدادات. ومدينة راس العين الحدودية التي سيطر عليها الأكراد بالفعل هذا الأسبوع لا تقل أهمية عن تل أبيض.
وتلقي المكاسب الكردية بظلال الشك على القوة النسبية لمقاتلي المعارضة خصوصا جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة والدولة الإسلامية في العراق والشام اللتين تفرضان إرادتهما في الأراضي الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة.
وقادت الجماعتان أيضا هجمات على مناطق كردية مما أدى إلى تأرجح زمام السيطرة بين الأكراد ومقاتلي المعارضة الإسلاميين المتشددين طوال أشهر.
وقال مصدر على صلة بوحدات إسلامية متشددة “اضطرت جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام إلى الرحيل بسبب الجبهات المهمة التي ينبغي الدفاع عنها في حلب.”
ويقول مقاتلو المعارضة أيضا إن هزيمتهم تسلط الضوء على من يساعدون خصومهم أكثر مما تسلطه على قوة المقاتلين الأكراد أنفسهم. وأضافوا أن الفضل في مكاسب الأكراد يرجع إلى العون الذي قدمته قوات الأسد والعراق الذي يحكمه الشيعة.
هذه التصريحات تتماشى مع روايات محلية عن سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي على اليعربية على الحدود الشرقية مع العراق حيث بدأ المقاتلون تقدمهم في الأراضي الكردية الشهر الماضي.
وأبلغ بعض سكان المنطقة رويترز أن المعركة استمرت أربعة أيام إلى أن تدخلت القوات العراقية في القتال مستعينة بالمدفعية لتحويل دفة الأمور.
وتنفي الحكومة العراقية بشدة دعم أي فصيل في سوريا بما في ذلك الأكراد.
ويقول الأكراد في سوريا إنهم يعارضون الأسد ولا يسعون إلى إقامة دولة منفصلة ولكنهم يتخوفون من الانتفاضة التي يقودها العرب.
وينظر إلى حزب الاتحاد الديمقراطي على أنه أكثر عملية واستعدادا للتعاون مع أي جماعة لتحقيق هدفيه في الحكم الذاتي وزيادة النفوذ.
ويقول معارضو الحزب من الأكراد والعرب إن المكاسب التي تحققت في الآونة الأخيرة تظهر بوضوح أن حزب الاتحاد الديمقراطي انجرف إلى محور شيعي إقليمي يدعم الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية.
وقال مصدر سياسي كردي في سوريا إن هجوم حزب الاتحاد الديمقراطي جاء في هذا التوقيت ليتزامن مع حملة تشنها قوات الأسد للتقدم نحو الشمال الغربي قرب مدينة حلب.
وأضاف “نظمت قوات الأسد أيضا ميليشيات عربية في المنطقة تتألف معظمها من رجال القبائل المعارضين لتنامي نفوذ القاعدة هنا… وقد حاربوا الى جانب الأكراد.”
ونفى خليل تعاون مقاتليه مع جماعات من الخارج.
لكن سياسيا عراقيا كبيرا قال إن إيران الشيعية الحليف الإقليمي الأساسي للأسد تدعم بقوة حزب الاتحاد الديمقراطي.
وقال “تدعم إيران هذه الجماعات كي تضمن لنفسها جماعة قوية في سوريا في حال خرجت الأمور عن السيطرة” مضيفا أن طهران تؤسس شبكة حلفاء من الأقليات في أنحاء البلاد لتعزيز مصالحها وضمان شريك بديل لها في حال سقوط الأسد.
وقال السياسي العراقي إن الحكومة التي يقودها الشيعة في بغداد تدعم الأكراد لإضعاف العلاقات بين السنة عبر الحدود.
وأضاف “قد يساعدونهم بالتعاون مع إيران على تأسيس منطقة كردية تتمتع بالحكم الذاتي… من أجل إقامة منطقة فاصلة بين السنة العراقيين والسوريين.”
وبالنسبة لحزب الاتحاد الديمقراطي ربما تكون الأهداف الاستراتيجية لمكاسبه الميدانية سياسية بقدر ما هي عسكرية. ذلك أن الحزب يحاول الاحتفاظ بدوره باعتباره القوة المهيمنة بين الأكراد السوريين.
وتقول بعض المصادر الكردية إن الحزب يأمل في أن تضمن له مكاسبه مكانا على مائدة المحادثات السورية المزمعة التي كانت مقررة في الأصل في نوفمبر تشرين الثاني.
وضمت المعارضة السورية المتشرذمة المدعومة من الغرب بعض الأعضاء الأكراد الذين يعارضون حزب الاتحاد الديمقراطي والذي يتهمونه بالسعي للإطاحة بحكم الأسد الذي يقوم على الحزب الواحد ليجيء هو ويفرض نفسه بالقوة. ورغم ذلك يرى الكثير من الأكراد على الارض أن حزب الاتحاد الديمقراطي هو الحامي لهم.
وتعمل روسيا والولايات المتحدة على إقناع الأطراف المتحاربة في سوريا بالمشاركة في مؤتمر (جنيف2) لتشكيل حكومة انتقالية ووضع نهاية للقتال الذي أودى بحياة ما يربو على 100 ألف شخص.
وتم تأجيل موعد المحادثات بسبب تعنت الجانبين واختلاف وجهتي نظر موسكو وواشنطن. وتورد روسيا الأسلحة للأسد بينما تؤيد الولايات المتحدة المعارضة.
غير أن بعض المسؤولين الأجانب يقولون إنهم ما زالوا يأملون في إجراء مفاوضات بحلول نهاية عام 2013.
وقال خليل المتحدث باسم حزب الاتحاد الديمقراطي “من حقنا أن ندير المناطق الكردية. لا نطالب بالانفصال بل بمجرد الحق في إدارة شؤوننا.
“إذا كان مؤتمر جنيف2 سينظم مستقبل سوريا فمن حقنا عندئذ أن يكون لنا تمثيل خاص بنا”.
من اريكا سولومون وايزابيل كولز
(إعداد عبد المنعم درار للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)