أحداث الثلاثاء 18 شباط 2014
احتدام «الحرب السورية» بين واشنطن وموسكو
موسكو – رائد جبر؛ الرياض، طهران، لندن – «الحياة»
احتدمت «الحرب السورية» أمس على «الجبهة» الأميركية- الروسية، فبعد انتقادات حادة وجهها وزير الخارجية الأميركي جون كيري لموسكو محملاً إياها مسؤولية «تعنت» نظام الرئيس بشار الأسد في مفاوضات جنيف، ردّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعنف مماثل أمس على الموقف الأميركي، وأكد أن بلاده لن تسمح لمجلس الأمن بإصدار قرار للتدخل في سورية تحت ذريعة الوضع الإنساني، واتهم أطرافاً بالعودة إلى تبني الخيار العسكري عبر محاولات خلق هياكل جديدة للمعارضة السورية تعارض المسار السياسي.
وأبدى مجلس الوزراء السعودي خلال جلسة أمس في الرياض، برئاسة النائب الثاني المستشار المبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين الأمير مقرن بن عبدالعزيز، «أسفه لفشل مؤتمر جنيف الثاني حول الأزمة السورية في تحقيق نتائج ملموسة تنهي معاناة الشعب السوري، محملاً النظام السوري مسؤولية هذا الفشل، بسبب تعنته وحرفه المؤتمر عن أهدافه وفق مقررات مؤتمر جنيف الأول».
وبرزت أمس تصريحات لقائد «فيلق القدس» التابع لـ «الحرس الثوري» الإيراني الجنرال قاسم سليماني، اعتبر فيها أن «إيران تتمتع الآن بقوة حقيقية»، مذكّراً بوجودها في «شرق البحر الأبيض المتوسط». وشدد على أن «إيران لم تتصرّف يوماً استناداً إلى مبادئ أعدائها، ولم تتوسّع من خلال القوة، الحرب، أو حتى المال». ورأى أن سورية «تشكّل الآن المحور الرئيس للمواجهة» مع أعداء بلاده، وزاد: «هناك العالم كله من جهة، وإيران من جهة أخرى. يحلو لبعضهم التذاكي بقولهم: ماذا سيحدث إذا رحل هذا الرجل (الرئيس السوري بشار الأسد) وأتى آخر. يقولون ذلك لأنهم لا يدركون الحقيقة».
وجاءت هذه التطورات في وقت ضيّقت قوات النظام ضغطها على مدينة يبرود، إحدى آخر المواقع المهمة للمعارضة السورية في جبال القلمون شمال دمشق. وسُجّلت معارك عنيفة في مناطق قريبة من المدينة، في ظل أنباء عن تقدم القوات الحكومية بمساعدة من مقاتلي «حزب الله» اللبناني في اتجاهها.
وتزامنت معارك يبرود مع تقدم للقوات الحكومية أيضاً على جبهة حلب، إذ أعلنت وسائل الإعلام الحكومية أن قوات الجيش باتت على بعد «أقل من 7 كيلومترات» من سجن حلب المركزي الذي يحاصره الثوار منذ شهور، بعدما سيطرت على قرية الشيخ نجار وتلة الغالي والفئة الأولى من المدينة الصناعية لحلب.
وفي تطور ميداني لافت، أعلن النظام «اكتمال تسوية أوضاع أكثر من 300 مسلح في بلدة ببيلا» قرب العاصمة دمشق، في إطار تسوية سياسية بدأت بوقف للنار قبل أكثر من أسبوعين وتضمنت بنودها «عودة المدنيين وفتح الطرقات والإفراج عن موقوفين». وتم رفع علم الحكومة السورية على مقر بلدية البلدة، فيما شوهد مسلحون من المعارضة يقفون جنباً إلى جنب مع جنود حكوميين دخلوا البلدة. وبموجب التسوية تم إدخال مساعدات غذائية وأدوية.
وبالعودة إلى الجدل الأميركي- الروسي، حمل لافروف بقوة أمس على «الائتلاف» السوري المعارض، ووصفه بأنه فشل في تمثيل المعارضة كما ينص بيان جنيف الأول، كما هاجم بعنف أطرافاً قال إنها زادت من عمليات تزويد المعارضين بالأسلحة والعتاد.
وقال الوزير الروسي إن بلاده لن تسمح بإصدار قرار في مجلس الأمن يمكن أن يجيز التدخل في سورية تحت غطاء إنساني. وأوضح: «لن يحصلوا على هذا القرار ومجلس الأمن لن يقدم على سابقة تنتهك سيادة دولة عضو في الأمم المتحدة وإذا اردوا التحرك (عسكرياً) سيكون من خارج مجلس الأمن».
وكرر لافروف دفاع بلاده عن نظام الرئيس بشار الأسد، وقال إنه (النظام) «ليس مسؤولاً عن الجرائم البشعة التي يتحدثون عنها والمعطيات تشير إلى أن غالبيتها ارتكبت على ايدي معارضين مسلحين».
كما دعا واشنطن إلى فتح حوار مباشر مع دمشق، بدل الاكتفاء بالضغوط والتلويح بالخيار العسكري. وحذر الوزير الروسي مما وصفها «محاولات البعض لخلق هياكل معارضة جديدة تتألف من الجهات والشخصيات التي تعارض مسار التفاوض، واعتبرها محاولة للابتعاد عن مسار الحل السياسي في جنيف والعودة للتلويح بالخيار العسكري.
قدري جميل: لتشكيل وفد موحّد للمشاركة بالجولة الثالثة من مفاوضات جنيف
روسيا – يو بي أي
حثّ ممثل “الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير” المعارضة السورية، قدري جميل، قوى المعارضة الداخلية على تشكيل وفد موحّد للمشاركة في الجولة الثالثة من مفاوضات جنيف حول التسوية السلمية للأزمة السورية.
ونقلت وكالة أنباء (إنترفاكس) الروسية عن جميل، قوله في مؤتمر صحفي بموسكو اليوم، “إننا في المعارضة الداخلية كنا متردّدين لفترة طويلة”، وحثّ قوى المعارضة الداخلية على “تشكيل وفد موحّد على الفور لحضور الجولة الثالثة (من مفاوضات جنيف)، سواء دعينا إليها أو لا”.
وأضاف “حتى لو لم تتم دعوتنا، سنذهب ونحاول أن نجري محادثات مع النظام، ومع قوى معارضة آخرى، ومع الأمم المتحدة”، معرباً عن أمله بأن “تكون جولة واحدة معنا كافية لإحراز تقدم”.
وحث جميل الأمم المتحدة على إرسال دعوة للمعارضة الداخلية للمشاركة في الجولة الثالثة من مفاوضات جنيف التي اتفق وفداً الحكومة والمعارضة السوريين على استئنافها، من دون تحديد موعد لها، بعد أن كانت انتهت الجولة الثانية منها السبت الماضي.
سورية: قوات النظام تستعيد السيطرة على قرية علوية في حماه
بيروت – رويترز
أعلنت وسائل إعلام حكومية إن القوات السورية استعادت اليوم السيطرة على قرية تقطنها الأقلية العلوية من مقاتلين إسلاميين في محافظة حماة، وسط البلاد.
وكانت قوات المعارضة التي تضم مقاتلين من لواء “أحرار الشام” وجماعة “جند الأقصى” وجماعات إسلامية أخرى سيطرت على قرية معان في محافظة حماة وسط البلاد قبل بضعة أيام.
وينتمي سكان معان التي تبعد نحو خمسة أميال عن الطريق السريع الرئيسي الذي يربط بين شمال سورية وجنوبها إلى الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد.
وأشارت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) إلى ان الجيش دخل معان للقضاء على آخر مجموعة من “الإرهابيين” الذين تسللوا اليها وارتكبوا “مذبحة”
ملالا تلتقي لاجئين سوريين على الحدود الاردنية
عمان – رويترز
إلتقت الناشطة الباكستانية التي رشحت لجائزة نوبل للسلام عام 2013 ملالا يوسف زاي بلاجئين سوريين لدى وصولهم إلى نقطة الحدلات الحدودية بين الأردن وسوريا يوم الأحد.
وقابلت ملالا (16 عاماً) التي كانت بصحبة والدها اللاجئين عند النقطة الحدودية التي يعبرها المئات يومياً فراراً من القتال بين القوات الحكومية ومقاتلي فصائل المعارضة داخل سوريا.
وقالت ملالا “أرى أطفالاً صغاراً حفاة وملابسهم رثة ويتألمون لأنهم بدأوا رحلتهم سيراً على الاقدام منذ الرابعة فجراً”.
يذكر أن ملالا أصيبت برصاصة في الرأس في هجوم لحركة طالبان في تشرين الأول (أكتوبر) عام 2013 بسبب دفاعها عن حق الفتيات في التعليم. ومنذ ذلك الحين لاقى جهدها الاعتراف بعد أن أمضت شهوراً تتلقى العلاج وتتعافى في مستشفى في بريطانيا.
لافروف يبحث الأزمة السورية في إتصال هاتفي مع كيري
روسيا – يو بي أي
بحث وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في إتصال هاتفي مع نظيره الأميركي، جون كيري، الأزمة السورية.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن بيان لوزارة الخارجية الروسية، نشر اليوم، أن لافروف وكيري بحثا في اتصال هاتفي عدداً من القضايا الدولية الهامة، وبخاصة الأزمة السورية.
ولفت لافروف، خلال الاتصال، إلى تدهور الحالة الصحية للروسي كونستانتين ياروشينكو، المحكوم عليه بالسجن في الولايات المتحدة، “مطالباً بإجراء فحوص طبية كاملة بمشاركة الأطباء الروس وتوفير العلاج له”.
وكان المحامي أليكسي تاراسوف، أعلن إن موكله ياروشينكو كتب رسالة إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلتمس فيها منه الطلب شخصياً من السلطات الأميركية والرئيس الأميركي، باراك أوباما، ترحيله إلى روسيا.
ويعاني ياروشينكو من ألم شديد في قلبه، وقد أعلن الأطباء عن اكتشاف أعراض للأزمة القلبية.
يذكر أن الطيار ياروشينكو كان يعمل في أفريقيا، واعتقله رجال أمن أميركيون في ليبيريا في العام 2010، وتم ترحيله إلى الولايات المتحدة للمحاكمة بتهمة نقل 4 أطنان من الكوكايين من فنزويلا عبر ليبيريا، ورفض ياروشينكو الإعتراف بذنبه، وقد حكمت محكمة أميركية عليه بالسجن 20 عاماً في العام 2011.
السلطات السورية تعتقل ابنة المحام البارز خليل معتوق وناشطة حقوقية
دمشق – أ ف ب
أعتقلت السلطات السورية إبنة المحامي الحقوقي البارز المعتقل خليل معتوق، وناشطة في مجال حقوق الإنسان، وفق ما ذكر رئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية أنور البني اليوم لوكالة “فرانس برس”.
وقال البني “ان عناصر من الأمن العسكري إعتقلت مساء أمس جيهان أمين ورنيم معتوق بعد مداهمة منزل كل منهما في صحنايا” على بعد 15 كلم جنوب دمشق”، فيما أكّد أن أسباب الإعتقال ما تزال مجهولة.
وتنشط جيهان أمين وهي عضو في المركز وفي عقدها الأربعين، منذ أكثر من عشرة أعوام في الدفاع عن عشرات السجناء السياسيين.
ولا تمارس رنيم معتوق، وهي طالبة في كلية الفنون الجميلة ذات 24 عاماً، اي نشاط سياسي وهي إبنة الحقوقي المدافع عن حقوق الإنسان المحامي خليل معتوق المعتقل منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2012. كما تم إعتقال شابين في هذه الحملة التي نفذها عناصر الأمن في صحنايا، بحسب البني الذي طالب السلطات السورية “بإطلاق سراح جميع المعتقلين”.
وإعتقلت عناصر من الأمن المحامي خليل معتوق وزميله محمد ظاظا فيما كانا متوجهين الى مكان عملهما، ولم ترشح أي معلومات عن مصير معتوق الذي تطالب منظمات حقوقية بينها منظمة العفو الدولية و”هيومن رايتس ووتش” بإستمرار السلطات السورية بإطلاق سراحه مع باقي الناشطين المعتقلين.
وأشارت منظمة العفو الدولية الى ان معتوق “أحد أفراد الأقلية المسيحية السورية، ولد عام 1959، ويعمل محامياً لحقوق الإنسان منذ سنوات عديدة، وقام بالدفاع عن المئات من السجناء السياسيين، وسجناء الرأي من بينهم الذين مثلوا أمام محكمة أمن الدولة العليا”.
موسكو ترد بعنف على الأميركيين وتؤكد أنها لن تسمح بقرار دولي يمهد لتدخل عسكري
موسكو – رائد جبر
حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من توجّه غربي لخلق هياكل جديدة للمعارضة السورية بهدف التراجع عن الخيار السياسي والعودة إلى التلويح بالسيناريو العسكري. ودعا واشنطن إلى فتح حوار مباشر مع دمشق، مجدداً إصرار موسكو على عرقلة محاولات الحصول على ضوء أخضر من مجلس الأمن لتدخل عسكري في سورية.
ورد لافروف بقوة أمس، على التصريحات الأميركية التي حملت دمشق المسؤولية عن فشل مسار «جنيف2»، وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده في موسكو مع نظيره الاريتيري عثمان صالح إن «العالم يشهد حملة اعلامية قوية تقوم بفبركة معطيات وصور بهدف تحميل الحكومة السورية المسؤولية عن جرائم بشعة». وزاد إن معطيات متوافرة لديه أظهرت ان بعض الصور التي استخدمتها المعارضة السورية واطراف تدعمها «تعود إلى فترة الحرب في العراق».
واتهم اطرافاً لم يسمها بالعمل على «استغلال الحدث لتحقيق مصالح جيوسياسية». وقال إن الغرب يدعو روسيا دائماً لبذل مزيد من الجهود للضغط على النظام السوري و «يقولون إن علينا أن نضغط على (الرئيس السوري بشار) الأسد لحمله على تنفيذ بيان جنيف»، مشيراً إلى أن موسكو «قامت بكل ما عليها لانجاح مؤتمر جنيف2» في اشارة إلى قيامها باقناع دمشق بتشكيل وفد والمشاركة في حوار جنيف، بينما فشل الغرب في اقناع المعارضة بضرورة الحضور بوفد يضم كل اطياف المعارضين كما نص اتفاق جنيف1.
وجدد الوزير الروسي هجومه على الائتلاف السوري المعارض، مشيراً إلى أن بيان جنيف دعا السلطات السورية والمعارضة إلى تحديد وفديهما إلى الحوار، وقامت الحكومة بتعيين وفد بينما المعارضة ما زالت مفتتة ولم تنجح في تشكيل وفد يمثل كل مكونات المعارضة في الداخل والخارج.
وأشار الى أن نظيره الاميركي جون كيري والمبعوث الأممي العربي الى سورية الأخضر الابراهيمي تعهدا له خلال اللقاء الثلاثي الأخير، بالعمل على توسيع وفد المعارضة، إلا أن هذا الهدف لم يتحقق حتى الآن.
وحذر من وجود معطيات «تقوم موسكو بدراستها حالياً» تشير الى أن «بعض ممولي المعارضين بدأوا بتشكيل هياكل جديدة، تضم المجموعات التي انسحبت من الائتلاف الوطني سابقاً التي لا تؤمن بعملية التفاوض»، معتبراً أن هذا مؤشر إلى «توجه للخروج من مسار التفاوض والمراهنة مجدداً على السيناريو العسكري». وتابع: «بمعنى آخر… يختارون ترك مسار محادثات السلام ومرة أخرى يفضلون الخيار العسكري على أمل أن يحصلوا على تأييد قوي من الخارج كما كان الحال في ليبيا».
وأكد لافروف أن بلاده تعمل في مجلس الأمن على تبني قرار دولي خاص بمكافحة الإرهاب في سورية. وقال إن «المعطيات المتوافرة تظهر أن الجماعات المتطرفة التي ازداد عددها في سورية مسؤولة عن معظم المشاكل التي تحدث». وفي اشارة إلى عزم بلاده استخدام حق النقض مجدداً إذا تقدمت الدول الغربية بمشروع قرار يشتمل على انذار لدمشق او سقف زمني محدد قال لافروف إن «مجلس الأمن لن يصدر قراراً يمكن استخدامه كذريعة للتدخل الإنساني في سورية». وأوضح: «البعض يسعى لإدراج بند خاص بإدخال القوافل الإنسانية عبر الحدود السورية حتى دون إذن من السلطات المركزية. وهذا يتعارض بشكل مباشر مع القانون الإنساني الدولي ومع القواعد التي وافقت عليها الأمم المتحدة بالنسبة لأهداف العمليات الإنسانية. ومجلس الأمن لن يخلق سابقة من هذا النوع».
وأشار إلى «معلومات تؤكد تنامي توريدات الأسلحة والذخائر من الخارج للمقاتلين في سورية بما فيهم الجماعات الأكثر تطرفاً». وقال: «إنهم على كل حال يقومون بأعمال غير شرعية تشكل انتهاكاً لسيادة دولة عضو في الأمم المتحدة، ويمكنهم أن يرسلوا الى هناك الخبز والزبدة بدلاً من المدافع».
وتطرق لافروف إلى تصريحات أميركية حول عزم واشنطن تشديد الضغوط على السلطات السورية، معلناً «ترحيب موسكو بذلك إذا كان الحديث يدور عن ضغوط سياسية». وزاد: «دعونا وندعو واشنطن دائماً للعمل في شكل مباشر مع دمشق وقلت أكثر من مرة ذلك لكيري، رداً على دعواته لنا للتأثير على النظام».
إلى ذلك أشادت الخارجية الروسية بما وصفته «نية ايجابية» من وفد الحكومة السورية في المحادثات وقالت في بيان إن الوسيط الدولي الاخضر الابراهيمي «لا يجب ان يغرق في توجيه الاتهامات الاحادية والقاء اللوم على طرف واحد بسبب جمود الحوار».
كيري في الامارات
في غضون ذلك (ا ب) زار وزير الخارجية الأميركي جون كيري أبو ظبي أمس الإثنين من أجل إجراء مناقشات مع المسؤولين الإماراتيين في شأن الوضع المتدهور في سورية، والمحادثات النووية مع إيران وعملية السلام في الشرق الأوسط.
وسافر كيري إلى الإمارات آتياً من إندونيسيا حيث أدلى بتصريحات حمّل فيها الحكومة السورية وروسيا مسؤولية عدم تحقيق تقدم في المحادثات الهادفة إلى إنهاء الأزمة السورية. كما انتقد كيري روسيا وإيران لمواصلتهما دعم نظام الرئيس بشار الأسد. وقال مسؤولون أميركيون إن كيري سيبحث في الإمارات ودول خليجية أخرى داعمة للمعارضة السورية، قضية الدعم المقدم لها إضافة إلى مساعدات إنسانية أخرى.
كيري يتّهم موسكو بتشجيع الأسد / الجيش النظامي يضيّق على يبرود
(و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)
اتهم وزير الخارجية الاميركي جون كيري روسيا بتشجيع الرئيس السوري بشار الاسد على “المزايدة” والبقاء في السلطة في سوريا، بعد فشل الجولة الاخيرة من المفاوضات في جنيف. وسارعت روسيا الى الرد ورفض وزير خارجيتها سيرغي لافروف اتهامات نظيره الاميركي قائلاً: “كل ما وعدنا به (بالنسبة الى تسوية الازمة السورية) فعلناه”.
ووصل كيري الى أبوظبي لاجراء محادثات في شأن سوريا والشرق الاوسط والاجتماع بعدد من كبار المسؤولين. وصرح مسؤول بارز في وزارة الخارجية الاميركية بأن المسؤولين “سيناقشون قضايا اقليمية رئيسية تهم الطرفين مثل الوضع المستمر في سوريا وخصوصاً الازمة الانسانية وعدم استعداد النظام السوري للمشاركة في محادثات جنيف بشكل بناء”.
وغداة اعلان “المجلس العسكري الاعلى للجيش السوري الحر” اقالة اللواء سليم ادريس من مهماته رئيساً لهيئة الاركان وتعيين العميد الركن عبد الاله البشير خلفاً له، أورد المجلس في بيان حيثيات القرار كالآتي: “حرصا على مصلحة الثورة السورية المظفرة، ومن اجل توفير قيادة للاركان تقوم بادارة العمليات الحربية ضد النظام المجرم وحلفائه من المنظمات الارهابية، وبسبب العطالة التي مرت بها الاركان على مدى الشهور الماضية، ونظراً الى الاوضاع الصعبة التي تواجه الثورة السورية ولاعادة هيكلة قيادة الاركان”.
وأوضح مصدر في المعارضة السورية طلب عدم ذكر اسمه ان المآخذ على ادريس تتمثل في “اخطاء واهمال في المعارك” و”ابتعاد عن هموم الثوار”. كما اشار الى ان المأخذ الاساسي يكمن في “سوء توزيع السلاح” الذي كان يصل الى الاركان، على المجموعات المقاتلة على الارض.
وأشاد رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” احمد الجربا في بيان بدور اللواء ادريس وقال إنه “لعب دوراً فعالاً وإيجابياً في ظروف صعبة تعيشها ثورتنا السورية وان مكانته وكرامته محفوظة وجهده يضاف الى جهود عدد كبير من الضباط الذين لعبوا دوراً ايجابياً ومهماً في هيئة الاركان”. وأبدى الائتلاف ارتياحه الى هذا القرار معرباً عن تقديره لـ”الدور المهم الذي يضطلع به المجلس العسكري الاعلى على صعيد الجيش السوري الحر وتعزيزاً لدوره ومكانته باعتباره إحدى أهم ادوات الثورة السورية في مواجهة نظام القتل والارهاب والتدمير”.
وكان عبد الاله البشير يرأس المجلس العسكري في محافظة القنيطرة جنوب البلاد، وقد انشق عن الجيش السوري عام 2012. وقتل ابنه في المعركة ضد النظام مطلع السنة الجارية.
ميدانياً، افادت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” ان الجيش السوري استعاد السيطرة تماما على قرية معان العلوية في محافظة حماه بوسط البلاد والتي شهدت “مجزرة” نفذها مقاتلون معارضون للنظام وراح ضحيتها 40 شخصا مطلع شباط.
وضيّق الجيش السوري النظامي الخناق على يبرود، آخر مدينة مهمة تسيطر عليها المعارضة في منطقة استراتيجية حدودية مع لبنان على مسافة 75 كيلومترا شمال العاصمة.
وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له إن معارك عنيفة دارت بين قوات النظام وكتائب اسلامية محلية وجهاديين من “جبهة النصرة” عند تخوم يبرود في منطقة القلمون.
لافروف يحذر من هيكل بديل لـ”الائتلاف” لمواصلة الخيار العسكري
فشل جنيف يفجّر اتهامات بين موسكو وواشنطن
تبادل راعيا مؤتمر “جنيف 2″، روسيا والولايات المتحدة، أمس، الاتهامات بعرقلة المفاوضات في جنيف. وفيما اعتبرت واشنطن أن الحكومة السورية تتسبب بتعثر المفاوضات بسبب “الدعم المتزايد من إيران وحزب الله وروسيا”، ردت موسكو باتهام الغرب بالعمل على خلق هيكل جديد للمعارضة السورية ليحل محل “الائتلاف الوطني السوري” ويدفع باتجاه الحل العسكري لإنهاء الصراع، وليس من خلال التفاوض السياسي.
ويأتي حديث موسكو عن هيكل جديد للمعارضة السورية، الرافضة للتفاوض، بعد ساعات من إطاحة “المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر” رئيس “هيئة الأركان” اللواء سليم إدريس وتعيين العميد عبد الإله البشير، رئيس “المجلس العسكري” في محافظة القنيطرة، مكانه. وكانت “وول ستريت جورنال” قد نقلت، السبت الماضي، عن ديبلوماسيين ومصادر أن السعودية قررت تقديم صواريخ مضادة للطيران والدبابات الى المسلحين.
وكانت مصادر في “الائتلاف” قد ذكرت أن السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد طالب المعارضة، في جنيف، بتطوير عملياتها على الجبهة الجنوبية، في حوران، من الأردن إلى مشارف الريف الدمشقي للرد على التصلب السوري، وتهديد دمشق بهجوم مماثل لهجوم نظمته الأجهزة السعودية والأميركية والفرنسية والأردنية على الغوطة الشرقية انطلاقاً من الأردن في تشرين الثاني الماضي، وشارك فيه 2500 مقاتل. وأعاد الأميركيون تنظيم ٤٩ فصيلاً مقاتلاً في المنطقة، وتجميعها تحت “هيئة أركان” مشتركة.
في هذا الوقت، ضيّق الجيش السوري الخناق على يبرود، آخر مدينة مهمة يسيطر المسلحون عليها في منطقة القلمون، واسترد قرية معان في ريف حماه. كما تقدم الجيش السوري على محور حلب، حيث استرد عدة مناطق في طريقه لفك الحصار عن سجن حلب المركزي. (تفاصيل صفحة )
كيري
وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في جاكرتا قبيل انتقاله إلى أبو ظبي، “لقد عرقل النظام (السوري) المحادثات. لم يفعل شيئاً غير الاستمرار في إلقاء البراميل المتفجرة على شعبه ومواصلة تدمير بلده. ويؤسفني أن أقول إنهم يفعلون ذلك مستندين إلى دعم متزايد من إيران وحزب الله ومن روسيا”.
وأضاف أن “روسيا يجب أن تكون جزءاً من الحل بدل أن توزع المزيد من الأسلحة والمزيد من المساعدات (للنظام السوري) بحيث تشجع في الواقع (الرئيس السوري بشار) الأسد على المزايدة وترسيخ موقفه، ما يطرح مشكلة كبرى”. وتابع “من الواضح جدا أن الأسد يواصل محاولة كسب هذا في ساحة القتال بدلا من الذهاب لطاولة المفاوضات بنية طيبة”.
وقال كيري إن “الروس أبدوا علنا مرات عدة، إلى جانبي، تأييدهم لحكومة انتقالية، لكننا لم نشهد أبداً جهوداً من شأنها خلق الدينامية اللازمة للوصول إلى ذلك”. وسخر من إصرار الحكومة السورية على تركيز المحادثات في جنيف على موضوع الإرهاب. وقال “الأسد نفسه مغناطيس جاذب للإرهابيين”، متهماً الرئيس السوري “بممارسة الإرهاب ضد شعبه من خلال القصف من دون تمييز والتجويع والتعذيب”.
لافروف
وسارع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى الرد على كيري، مستشهداً “بأدلة على أن بعض داعمي المعارضة بدأوا يشكلون كياناً جديداً” يضم معارضين للنظام السوري انسحبوا من “الائتلاف”.
وقال لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاريتري عثمان محمد صالح في موسكو، “ظهرت تقارير، ونحن نحاول تأكيدها تفيد بأن بعض رعاة المعارضة بدأوا في تشكيل هيكل جديد. اسمه ليس مهماً، لكن هذا الهيكل يجري تشكيله من جماعات تركت الائتلاف الوطني من بين الجماعات التي لا تؤمن بمفاوضات السلام. وتفيد التقارير التي اطلعنا عليها، ونعمل على تأكيدها، أنهم يريدون لهذا الكيان أن يحل محل الائتلاف. بمعنى آخر، يختارون ترك مسار محادثات السلام ومرة أخرى يفضلون الخيار العسكري، على أمل أن يحصلوا على تأييد قوي من الخارج كما كانت الحال في ليبيا”.
وانتقد لافروف الولايات المتحدة لأنها لم تضمن حضور وفد واسع التمثيل للمعارضة في محادثات “جنيف 2″، موضحاً أن روسيا قامت بدورها في إقناع الحكومة السورية بحضور المحادثات.
وبشأن تصريحات واشنطن عن نيتها تكثيف ضغوطها على دمشق، قال لافروف إن موسكو ترحب بهذا التوجه، إذا كان الحديث يدور عن الضغوط السياسية. وأضاف “كنا ندعو دائما إلى أن تعمل الولايات المتحدة مباشرة مع السلطات في سوريا. قلت ذلك مراراً لكيري، رداً على دعواته لنا بالتأثير على النظام كي يكون أكثر مرونة في هذه المسائل أو تلك”.
وأكد لافروف أن روسيا لن تسمح لمجلس الأمن الدولي بتمرير قرار يسمح لقوافل المساعدات الإنسانية بدخول سوريا من دون موافقة السلطات في دمشق. واعتبر أن “الجهات التي تطالب باستصدار قرار دولي صارم باعتباره الوسيلة الوحيدة لتخفيف معاناة السكان في سوريا، يمكنها، في الحقيقة، استخدام المسارات التي تستخدم لتوريد الأسلحة إلى سوريا، لإيصال الأغذية”.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن الحكومة السورية “محقة تماماً في جهودها لوضع موضوع الإرهاب على رأس جدول الأعمال، لأن سوريا أصبحت بشكل متزايد مجالاً جاذباً للجهاديين والإسلاميين المتشددين من كل الأنواع”. واتهمت داعمي المسلحين بالسعي “لتغيير النظام”.
وأشادت الخارجية “بالنية الإيجابية لوفد الحكومة السورية في المحادثات”، مضيفة أن “الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي يجب ألا يشرد تجاه الاتهامات الأحادية وإلقاء اللوم في تعثر الحوار على طرف واحد”.
(“روسيا اليوم”، “نوفوستي”، ا ف ب، ا ب، رويترز)
رهان حكومي على تسويات حمص ودمشق
زياد حيدر
منذ ستة أشهر تقريبا، أطلق عسكري عشريني النار على أحد زملائه، بعد حديث حاد عن الأوضاع السورية، وذلك بعد عودة العسكري “التائب” بأسابيع إلى قطعته، وبعد أن قاتل أبناء جلدته في الجيش طوال فترة الأزمة الماضية.
إلا ان الحادثة التي أشيع أنها نتجت من ملاسنة حادة واتهامات بالتخوين، وربما لم تكن الوحيدة، لم تثن الحكومة وعددا كبيرا من الوجهاء في مختلف المناطق عن طلب التسوية تلو الأخرى، وصولا للمصالحة، أو حتى العمل على إبقاء الوضع الراهن وفق ما هو عليه، من دون تقدم للطرفين حقنا للدماء، وبانتظار فرصة تسوية، أو انقلاب في الموازين.
وبينما تجري الاستعدادات لتسوية في الزبداني غرب دمشق، دخلت أمس الأول بلدات ببيلا ويلدا وبيت سحم في ريف دمشق الشرقي على خط التسوية، وشكل المسلحون والجيش السوري حاجزا مشتركا تحت اسم بات دارجا هو “وحدات الأمن الشعبي”، وهو أمر مماثل لما جرى في بلدة المعضمية وحي برزة في الأسابيع الماضية، وتجربة متطورة عما اعتبر اختراقا لدائرة الحرب، في تلكلخ في ريف حمص، منذ عام تقريبا، حين جرت أول تسوية ميدانية بين الجيش والمسلحين، وصوب الطرفان بندقيتهما في اتجاه واحد، في العلن على الأقل.
ورغم أن مسؤولا سوريت اقر، لـ”السفير”، أن “طعم هذا الدواء مر على كثيرين من المعنيين بالصراع”، إلا انه “لا بد منه”. الحديث هنا يدور “عمن غرر بهم” في غالبية الأحوال، وهو يمنح الطرف الآخر “صفاء النية بقرار العودة”.
وعما إن كان من لجأ إلى التسوية أو اضطر إليها “يمكن الائتمان إليه”، يعلق المسؤول بلهجة لا تخلو من أمل، كما لا تجافي الواقع: “هل بقي شيء لم يقوموا بتجريبه؟ على ماذا الرهان، في هذه المعركة الخاسرة”، وهو يكاد يوجه كلامه للطرفين، إذ يرى كثر في سوريا أن الظروف مهيأة أكثر من اي وقت مضى لإنجاز تسويات ـ نجحت حتى اللحظة – في تجنيب مناطق المزيد من الدمار، إن لم يكن الحرب برمتها.
وهو وضع ينطبق على مدن وبلدات برمتها أحيانا، وعلى أحياء بذاتها أحيانا أخرى، كما هو الحال في حي الوعر ضمن مدينة حمص، الذي يختلط فيه وجود الدولة مع غيابها في مشهد سريالي، بقدر سريالية الحرب السورية.
ووفقا لما يقوله مسؤولون وإعلاميون ميدانيون، لـ”السفير”، كما تعترف به المعارضة، فإن حدود سيطرة الدولة في حمص تنتهي في الوعر، وهو حي كبير، “ويعيش حياة طبيعية” لكن من دون تدخل السلطة الحكومية.
ويذكر مسؤول سوري رفيع المستوى في حمص، لـ”السفير”، انه سبق لكثر ممن تمت تسوية أوضاعهم، أو من العائلات التي تم إخراجها من حمص القديمة مؤخرا، أن طلبوا “اللجوء” إلى حي الوعر، بل إن أحد نشطاء المعارضة كان سبق وأصيب أثناء إحدى عمليات الإخلاء، الأسبوع الماضي، تم إسعافه إلى الحي، وهو ما اعتبره المسؤول حينها “إشارة مهمة في عملية بناء الثقة مع الدولة والأمم المتحدة لدى الطرف الآخر”.
ويضم الحي عددا كبيرا من النازحين من مناطق سبق للجيش أن سيطر عليها في العام الأخير، بشكل يشابه إلى حد ما، حالة مدينة يبرود التي يمهد الجيش لاقتحامها بريا. ويقدر مطلعون على أوضاع حمص بشكل عام عدد الموجودين في الحي بمئات الآلاف، جلهم من بيئة حاضنة للمسلحين، وجاؤوا من مناطق النزاع المختلفة، داخل حمص ومن ريفها. ووفقا لذات التقديرات يشارك هؤلاء ما يقارب 3 آلاف مسلح العيش في حي كان في السابق يعتبر من الأحياء المتميزة في المدينة، ويضم عدة دوائر حكومية، بين ابرزها القصر العدلي والكلية الحربية والمستشفى العسكري، وهي مبان تعمل، لكنها تظل عرضة للقنص أحيانا. كما يسمح الجيش بادخال المواد الغذائية والتموين، ويسمح للموظفين وطلاب المدارس بالدخول والخروج، وذلك نهارا، بينما يطبق الطرفان حصارهما ليلا.
ويعتبر موقع الحي مهما للغاية، فهو يلاصق تقريبا مصفاة حمص للبترول، التي تعرضت لأكثر من اعتداء، كما أنه يشرف، كما حال حي بابا عمرو سابقا، على الطريق الدولي، ويتغذى “كنقطة ارتكاز عسكرية للمعارضة” من الحولة والرستن اللذين يمكن التسلل منهما إليه. وهذه الأسباب مجتمعة، تجعل حيا كهذا على مشارف تسوية، أو معركة، نتيجة استحالة الحفاظ على وضعه الراهن. والحكومة حتى اللحظة تفضل الخيار الأول.
ويطمح أصحاب الخطة، التي نجحت في كل من ريفي دمشق وحمص بشكل خاص، أن تصبح “نموذجا عاما” يمكن تنفيذه في حلب وريفها لاحقا، كما في ريف إدلب وريف حماه، رغم أن فرصها ما زالت ضئيلة بسبب تأرجح موازين القوى هناك بشكل دائم، بين الجيش من جهة، والأطراف المتصارعة من جهة أخرى. ويعتقد رعاة ملف المصالحة والتسويات في الحكومة أن هذا الطريق هو الذي “يوصل إلى نهاية الصراع”. ونوه أحدهم، لـ”السفير”، أن تقدم الجيش ميدانيا يمنح هذه التسويات فرصا أكبر، كما هو طبيعي، بسبب “فقدان الأمل” لدى الطرف الآخر، كما أن عمر الأزمة الممتد منذ ثلاثة أعوام وأفقها الضيق لا يتركان مجالا أضافيا للحسابات الإضافية.
وتعيد الصورة الحالية، ولا سيما في حمص، الذاكرة عامين إلى الوراء، حين كانت المدينة أعمق تقسيما بأحياء تنصب على مداخلها حواجز، وبمسلحين، يجاهرون بانتمائهم إلى “الجيش الحر”، يقفون على بعد أمتار من حواجز مماثلة للجيش السوري.
يتقابل العلمان “المستقدم” من التاريخ، والعلم الأصلي، بينما يتبادل الطرفان الشتائم والرصاص بين الحين والآخر. وفي العودة القسرية إلى ذكرى تلك الحالة، يحضر صوت ضابط برتبة مقدم في الجيش السوري، قال حينها لـ”السفير” من على مدخل أحد الأحياء “المتمردة”، “أمهلنا الإرهابيين 72 ساعة لتسليم سلاحهم، وإلا فليتحملوا مسؤولية المعركة مع الجيش السوري”، وهي عبارة شبيهة إلى حد كبير بالذي يقال الآن حين الشروع بالتسويات.
أسرار وخلفيات الخطاب الأخير للشيخ حسن نصرالله: مأزق إستراتيجي في حضن ‘حزب الله’ بعد انحسار برنامج ‘الأمير بندر’ وتفعيل مضمون وثيقة ‘بكركي’
بسام البدارين
عمان ـ ‘القدس العربي’ تنظير الأمين العام لحزب الله اللبناني الشيخ حسن نصر الله للحرب الإستباقية ودعوته العلنية الصريحة لوقف حالة الحرب من قبل ‘الشرفاء’ تعكس في رأي الكثير من المتابعين حالة الإشتباك اللبنانية – السورية محاولة متأخرة نسبيا للإجابة على تلك الأسئلة الحرجة التي تدور داخل الحزب نفسه ومن بعده الحلفاء المسيحيون له في المعادلة السياسية.
يمكن ببساطة ملاحظة أن الخطوط العريضة للخطاب الأخير الذي تقدم به الشيخ حسن نصر الله برزت حصريا بعد ثلاثة تطورات مهمة لا يمكن إغفالها بأي تحليل سياسي أوعند أي محاولة لإستقراء أولويات الحزب ووضعه الداخلي. التطور الأول والأهم يبدأ مع وثيقة بكركي المرجعية المسيحية التي أدت في مفعولها الأول والسريع إلى خلخلة التحالف بين حزب الله والتيار الوطني الحر الذي كان دوما بمثابة الغطاء المسيحي داخل لبنان لفعاليات حزب المقاومة الأول.
الثاني له علاقة مباشرة بالتحولات ‘البراغماتية’ التي تجعل إيران الحليف الأهم للحزب طرفا أساسيا في تسوية سياسية طويلة وشاملة ومعقدة ومبرمجة على البوصلة الروسية مما يدفع حزب الله إلى دائرة المفاجآت المحتملة كما تفاجئ تماما بحصول مفاوضات سرية بين إيران والأمريكيين إمتدت لأكثر من عام برعاية سلطنة عمان على الملف النووي.
التطور الثالث هو ذلك المتعلق بتنامي الحوار ‘الداخلي’ بين قيادات الحزب وكوادره ومؤسساته الأهم بسبب الضربات الأمنية الإختراقية التي وجهت للضاحية الجنوبية مع بعض الإغتيالات مع إضطرار الحزب للصمت وعدم الرد وتزايد الجدل الذي تثيره هذه الإختراقات داخل الحزب وحتى خارجه على المستوى اللبناني وتحت عنوان ‘جر لبنان برمته إلى معركة مفتوحة ودائمة’ وهو التعبير الذي إستخدمه حتى حلفاء للحزب مؤخرا من بينهم اللواء عباس إبراهيم مدير الأمن الوطني العام.
يعتقد وعلى نطاق واسع أن زيارة اللواء إبراهيم لأبو ظبي مؤخرا ساهمت في التواصل مع إنحسار البرنامج السعودي الإستخباري الذي خلط الأوراق داخل لبنان في العامين الأخيرين فيما رأت ورقة إستراتيجية قدمت في هيئات حزب الله قبل ثلاثة أسابيع أن إنحسار البرنامج السعودي الداعم للمجموعات ‘التكفيرية’ كما يصفها حسن نصر الله قد يقابله جيل من الضغوط على الحزب لتقديم تنازلات مماثلة والساحة الوحيدة المرشحة هي مشاركة الحزب في القتال بسوريا.
عمليا يرد نصر الله على مدلول هذه الورقة عندما يحاول تبرير إشتراك قواته في الحرب داخل سوريا على أساس ما سماه الحرب الإستباقية.
الخضة الحقيقية والأكثر عمقا التي واجهها الحزب مؤخرا تمثلت في التحليل الأعمق لوثيقة بكركي الأخيرة التي أدت عمليا لسحب الغطاء المسيحي الشرعي عن عملية التوافق والتقارب الإستراتيجية الصامدة منذ سنوات بين حزب الله والجنرال ميشال عون.
وثيقة بكركي بدت للوهلة الأولى عبارة عن مجموعة توصيات نقيضة للمواقف المعلنة سابقا بإسم البيت البطريركي الذي بدا موحدا في إصدار موقف جماعي أكثر من أي وقت خصوصا وان مذكرة المؤسسة الروحية الأهم مسيحيا في لبنان ترفع الغطاء عن تفاهمات حزب الله مع التيار الوطني الحر ضمنيا.
الوثيقة بموقفها النصي العلني تضع تفاهمات حزب الله مع الجنرال عون في خانة الإلغاء الفعلي وهو أمر إستدركه حزب الله مبكرا وبدأ بإرسال موفدين للجنرال عون على أمل تفعيل موقف ثنائي موحد يحافظ على التفاهم السابق دون التوصل إلى تكتيك موحد لمواجهة مؤشرات التصدع في التحالفات عشية تشكيل حكومة إئتلاف وطني.
علنا حاول حزب الله عدم التعليق على مضمون مذكرة بكركي وردة الفعل اليتيمة صدرت حسب تقييم سياسي مفصل إطلعت عليه ‘القدس العربي’ عن حكمت ديب عضو البرلمان عن التيار الوطني الحر الذي أعلن أن الوثيقة غيبت مفهوم ‘الدفاع عن النفس′ كما جاء في الإعلام اللبناني.
مقاصد ديب واضحة في السياق وتؤشر على أخطر ما جاء في وثيقة بكركي وهو التعاكس مع مبدأ سلاح المقاومة، اي سلاح حزب الله.
من هنا يرد الشيخ نصرالله متأخرا قليلا على رسالة المؤسسة المسيحية عندما يتحدث عن الحرب الإستباقية ويعيد في خطابه الأخير التذكير بالعدو الإسرائيلي وبأن المعركة لم تنته بعد.
حصل ذلك بعد أن توسع إعلام قوى 14 آذار في إقامة ندوات ونشاطات في بيروت تحاول الإيحاء بأن إسرائيل في الواقع هي حليف لنظام بشار الأسد وتوفر له الحماية فيما رد الشيخ نصر الله بجملة من العبارات العاطفية التي تستدعي أهمية القضية الفلسطينية في محاولة مكشوفة لمخاطبة ‘الفاقد’ في الرأي العام العربي.
مقاربة البيت الإستراتيجي التابع لحزب الله تتحدث عن تغييب الوثيقة ايضا لمفهوم العدالة في مواجهة الإغتيال السياسي في رسالة تضايق ايضا حزب المقاومة الذي يشتكي من حرب الإغتيالات ويحاول تسويق ضبط النفس وعدم الرد على الإغتيالات كوسيلة دبلوماسية يمكن أن يبيعها الإيرانيون في سوق المزايدات الدولية.
طبعا تبنت الوثيقة مفهوم ‘حياد’ الدولة اللبنانية إزاء الأجندات والأحداث المجاورة مما يعتبر رسالة ايضا لموقف حزب الله من الملف السوري وطالبت بالإعتراف بحياد لبنان الذي لا يمكن أن يكون ‘مقراً أو ممراً أو منطقة لاي عمل من شأنه أن يورطه في الصراعات الإقليمية أو في أزمات تتنافى وخصوصيته’، وتحدثت الوثيقة نفسها عن العودة لإعلان بعبدا المتمتع بقوة دولية.
كلام الوثيقة عن دولة العدالة في لبنان يزعج ويقلق حزب الله ايضا خصوصا عندما يتحدث عن متطلبات هذه العدالة بحصر السلاح في يد الجيش والقوات الأمنية الشرعية مما يعيد الى الواجهة الجدل حول شرعية سلاح المقاومة وفي مرحلة حرجة مليئة بالتسويات السياسية.
هذا الموقف في رأي التقرير التقييمي الذي إطلعت عليه ‘القدس العربي’ يلغي ثلاثية ‘شعب وجيش ومقاومة’ ويسحب الشرعية عن سلاح حزب الله الذي يتعرض لإنتقادات مباشرة في الوثيقة عند الحديث عن رفض الإستقواء وإستغلال الديمقراطية التوافقية بشكل يمنع لبنان من الحفاظ على إستقلالية قراره المؤسساتي الدولي.
المفعول الأبرز لمذكرة بكركي التي لا يزيد عمرها عن أسابيع قليلة برز على شكل وضع التحالف مع قوة مسيحية مؤثرة مثل التيار الوطني الحر في إختبارات قاسية وخشنة بظرف حساس حيث لا يملك الجنرال عون أكثر من الإختلاف مع المؤسسة الروحية دون الإصطدام بها.
يعتقد هنا وعلى نطاق واسع أن الأفكار التكتيكية التي وردت على لسان الشيخ حسن نصرالله قبل أيام فقط تشكل محاولة الرد الأولى على متطلبات ومفاعيل وثيقة بكركي خصوصا وأن الحوار تنامى فعلا داخل أطر وهيئات حزب الله بعنوان ‘أين نحن ذاهبون؟’.
وهو سؤال من المرجح أنه يطرح وبقوة هذه الأيام في أدق مؤسسات وهيئات الحزب خصوصا في ظل إخفاق المشروع الأمني في الضاحية الجنوبية والخطورة التي يمكن أن تشكلها لاحقا على الحزب’محكمة الحريري’ والأهم في ظل السؤال الذي فضل نصر الله عدم الإجابة عليه بعنوان’هل نحن عقائديون وتكفيريون عندما نتحدث عن التكفيريين؟.
الجيش السوري الحر: 64 قتيلاً من حزب الله خلال معارك ‘يبرود’ الأخيرة
علاء وليد- الأناضول: أعلن الجيش السوري الحر الثلاثاء، أن لديه معلومات تفيد بوصول 64 جثة لعناصر من حزب الله اللبناني قتلوا خلال المعارك مع قوات المعارضة السورية في مدينة يبرود بريف دمشق القريبة من الحدود اللبنانية.
وفي بيان أصدره، قال المجلس العسكري في دمشق وريفها التابع للجيش الحر، إنه حصل على “تسريبات”، لم يحدد مصدرها، تفيد بوصول 64 جثة إلى حزب الله اللبناني، قُـتلوا خلال الأيام الستة الأخيرة من المعارك في يبرود بمنطقة القلمون بريف دمشق، ومن بين القتلى جهاد نصر لله ابن عم الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
ومنذ الأسبوع الماضي، صعّدت القوات الحكومية مدعومة بعناصر من حزب الله، من عملياتها العسكرية ضد “يبرود”، بغية استعادة السيطرة عليها من قوات المعارضة التي تضم فصائل إسلامية إلى جانب الجيش الحر، من خلال القصف الجوي والمدفعي المكثف على المدينة، الأمر الذي أدى إلى نزوح مئات العائلات منها إلى بلدة “عرسال” اللبنانية القريبة، والمناطق القريبة في منطقة القلمون التي لا تزال المعارضة تسيطر عليها.
في سياق متصل، أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية، وهي تنسيقية إعلامية تابعة للمعارضة، أن قوات المعارضة قتلت نحو 50 عنصراً من حزب الله بينهم قياديين خلال أسبوع من المعارك بين تلك القوات من جهة وقوات النظام السوري المدعومة من حزب الله من جهة أخرى.
وفي تصريح لوكالة (الأناضول) عبر الهاتف، قال عامر القلموني الناطق باسم الهيئة في منطقة القلمون، إن قوات النظام وحزب الله خسروا العشرات من عناصرهم خلال معارك يبرود الأخيرة، كما خسر النظام حتى صباح اليوم في تلك المعارك، نحو 15 دبابة ومدرعة تابعة لقواته خلال المحاولات المتكررة لاقتحام المدينة.
ولم يتسنّ الحصول على تعليق فوري من حزب الله حول ما ذكرته الجهتين التابعتين للمعارضة السورية.
واتهم الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، من أسمها بـ”الجماعات التكفيرية” بالسعي للقضاء على سوريا ومن ثم المجيء إلى لبنان، محذرا من سيطرة تلك الجماعات على الحدود اللبنانية السورية، وأن قدومها إلى لبنان “مسألة وقت”، على حد تعبيره في الكلمة المتلفزة التي ألقاها الأحد الماضي في مناسبة للحزب.
ويقاتل حزب الله بشكل علني الى جانب قوات النظام السوري منذ مطلع العام الماضي، في حين يشارك عدد من اللبنانيين في القتال إلى جانب قوات المعارضة.
وكانت وسائل إعلام عربية مختلفة، نشرت تقارير، خلال الأيام القليلة الماضية، حول تحضير القوات الحكومية بدعم من قوات حزب الله اللبناني لاقتحام مدينة “يبرود” آخر معاقل قوات المعارضة في منطقة القلمون، فيما اعتبر محللون في تلك الوسائل، أن السيطرة على المدينة “سيغير من شكل الصراع العسكري جنوبي البلاد”.
والقلمون هي سلسلة جبلية تقع جنوب غرب سوريا، وتسمى سلسلة جبال لبنان الشرقية، وتشكل حداً فاصلاً بين لبنان وسوريا، وتضم من الجهة السورية عشرات المدن والبلدات، أبرزها دير عطية ومعلولا والنبك ويبرود وغيرها.
وتعتبر المنطقة ذات أهمية استراتيجية كونها تقع على الطريق الدولي الذي يربط العاصمة بمنطقة الساحل التي ينحدر منها الرئيس السوري بشار الأسد وعدد من أركان نظامه، وانطلاقاً من كونها منطقة حدودية مع لبنان.
وسيطر الجيش الحكومي خلال الأشهر الماضية على عدة مناطق في “القلمون” أهمها مدينتي النبك وقارة.
النظام السوري يعتقل نحو 200 طفل من حمص المحاصرة
اسطنبول- (د ب أ): أعلن الائتلاف السوري المعارض الثلاثاء أن النظام السوري لا يزال يعتقل نحو 200 طفل ممن خرجوا من تحت حصاره في حمص القديمة وسط سورية.
وذكر الائتلاف، في بيان له تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه، أن “الائتلاف الوطني السوري يعبر عن بالغ قلقه الشديد حول مصير ما يزيد عن 200 طفل ورجل لم يفرج عنهم نظام الأسد حتى الآن، بعد أن كان قد اعتقلهم حال خروجهم من حمص القديمة بذريعة الاستجواب”.
ونقل البيان عن نائب قائد فريق الأمم المتحدة في حمص ماثيو هولينجورث يوم الجمعة الماضي أن النظام يحتجز عشرات الرجال والأطفال ممن تتراوح أعمارهم بين 15-55 عاما في مدرسة في حمص وأن مسؤولين من الأمم المتحدة موجودون في المدرسة أيضاً.
وطالب الائتلاف “الأمم المتحدة بالقيام بكل ما هو ممكن لضمان سلامة المعتقلين وإجبار النظام على إطلاق سراحهم بشكل مباشر خاصة بعد أن تبين للعالم عن طريق التقارير والصور التي سربت الشهر الفائت أن النظام يقوم بعمليات تعذيب وإعدامات ميدانية على نطاق واسع وبشكل ممنهج ضد سجناء الرأي والمعتقلين الذين رفضوا الظلم والاستبداد
النظام السوري يعلن “المصالحة” مع أهالي بلدات خارجة عن سيطرته بريف دمشق
علاء وليد- الأناضول: أعلن النظام السوري، عن عقد “مصالحة” مع أهالي بلدات بريف دمشق جنوبي سوريا، التي تسيطر عليها قوات المعارضة، حسب وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، في حين اعترف مصدر في تلك القوات بإبرام “هدنة” لإدخال المساعدات الإنسانية إلى السكان المحاصرين في البلدات المذكورة.
وذكرت الوكالة نفسها، أن أهالي بلدات ببيلا وبيت سحم ويلدا وعقربا بريف دمشق الجنوبي “أعلنوا نهاية مرحلة مريرة وقاسية عاثت خلالها المجموعات الإرهابية المسلحة تخريباً وتدميراً في الشوارع والمساكن وشردت وهجرت الأهالي من منازلهم وسلبت ونهبت ممتلكاتهم”.
وقال محافظ ريف دمشق حسين مخلوف في تصريح لـ(سانا) من داخل بلدة ببيلا إن ما أسماها “المصالحة” في بلدات ريف دمشق، جاءت ثمرة جهود مخلصة من قبل “أبناء الوطن وبشراكة حقيقية مع الجيش النظامي وعناصر الدفاع الوطني (ميليشيا موالية للنظام)”.
واتهم ناشطون معارضون، خلال الأشهر الماضية، قوات النظام السوري بقصف البلدات التي شملتها الهدنة أو المصالحة بالغازات السامة، بعد سيطرة قوات المعارضة عليها منذ أكثر من عام ونصف وعجز قوات النظام عن استعادتها.
وعرضت الوكالة صوراً تظهر أعداداً من المدنيين، الذين قالت عنهم إنهم يحتفلون بعودتهم إلى منازلهم في البلدات التي شملتها “المصالحة”، كما قامت القنوات الرسمية ببث تقارير في جميع نشراتها الإخبارية، أمس الاثنين، عن ذلك.
من جهته قال النقيب إسلام علوش الناطق باسم القيادة العسكرية للجبهة الإسلامية، أكبر تحالف للفصائل الإسلامية في سوريا، إن قوات المعارضة (وتشمل الجيش الحر وفصائل إسلامية مواليه له) وقّعت مؤخراً مع قوات النظام “هدنة” لوقف إطلاق النار في بلدات بريف دمشق، على أن لا تدخل قوات النظام إلى تلك البلدات كما لا تخرج قوات المعارضة منها.
وفي اتصال عبر “سكايب” (موقع التواصل المرئي عبر الانترنت)، أوضح علوش أن الهدنة جاءت بعد أن استخدم النظام سياسة التجويع والحصار بحق المدنيين في بعض المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة وخاصة في الغوطة الشرقية وباقي مناطق ريف دمشق، وبعد أن فشل في استعادتها عن طريق القتال منذ أشهر عديدة.
وأضاف الناطق أن كتائب المعارضة، وافقت على توقيع الهدنة مع الجيش ووقف إطلاق النار، مقابل إدخال الماء والكهرباء والغذاء، إلى السكان المحاصرين، إلا أنه بين أن الجبهة الإسلامية ترفض هذه الهدنة وتستنكرها، كما أن البلدات الخاضعة للهدنة لا تخضع لسيطرة كاملة لها.
وأشار إلى أن جنود النظام لم يدخلوا إلى البلدات التي شملتها الهدنة إلا أن محافظ ريف دمشق مع عدد من ضباط الجيش النظامي دخلوا، أمس الاثنين، ليتصورا داخل بلدة ببيلا قبل أن يخرجوا منها.
وحول الصور التي انتشرت، أمس الاثنين، على مواقع التواصل الاجتماعي لعناصر من قوات النظام والمعارضة وهم يتصافحون، قال الناطق إن الهدنة تتضمن أن يتم عمل حواجز مشتركة بين قوات النظام والمعارضة على مداخل البلدات التي شملتها الهدنة.
ونشر ناشطون إعلاميون على مواقع التواصل الاجتماعي، الاثنين، صوراً تظهر عناصر من قوات المعارضة وهم يتصافحون ويتبادلون الأحاديث مع عسكريين وإعلاميين تابعين للنظام السوري، الأمر الذي أثار حفيظة معارضي النظام.
كيري يحمّل الاسد مسؤولية فشل المحادثات ولافروف: لن نمرر أي قرار دولي للتدخّل في سوريا’
الاخضر الابراهيمي لـ’القدس العربي’: النظام السوري جاء لجنيف للمناورة لا للتفاوض
عواصم ـ وكالات ـ باريس ـ ‘القدس العربي’ من محمد واموسي: قال الأخضر الإبراهيمي المبعوث العربي والدولي إلى سوريا ووسيط المفاوضات بين النظام والمعارضة السوريين لـ’القدس العربي’، حين التقته خلال رحلته من جنيف الى باريس بالقطار، وردا على سؤال هل ستكون هناك رحلة قطار أخرى له بين جنيف وباريس تفرضها جولة مفاوضات ثالثة بين السوريين ‘أمامي مسؤولية كبيرة أمام الله أولا وأمام الشعب السوري ثانيا’.
وفي حديث مطول استنتجت ‘القدس العربي’ أن الرجل منزعج من مناورات وفد النظام السوري وسعيه في كل جلسة لعرقلة المفاوضات.. وفد النظام كان في كل نقطة يطرحها الإبراهيمي للتفاوض يناور ويتنصل ويطالب بمهلة للتشاور مع دمشق قبل إعطاء موافقة من عدمها… وكانت النتيجة دائما لا تفضي لأي قرار.
لم يشعر الإبراهيمي طيلة الـ12 يوما من التفاوض في الجولة الاولى والستة أيام من المناقشات في الجولة الثانية ان وفد النظام جاء إلى جنيف من أجل التفاوض الجدي، بل جاء لكسب الوقت.
جاء ذلك فيما حمل وزير الخارجية الامريكي جون كيري امس الاثنين حكومة الرئيس السوري بشار الاسد مسؤولية فشل محادثات السلام السورية، وطالب روسيا بالتوقف عن امداد دمشق بالسلاح قائلا إن موسكو يجب ان تكون جزءا من الحل.
وقال كيري للصحافيين في العاصمة الاندونيسية جاكرتا خلال جولة في اسيا والشرق الاوسط ‘النظام تبنى موقفا متعنتا. لم يفعلوا شيئا سوى الاستمرار في القاء البراميل المتفجرة على شعبهم والاستمرار في تدمير بلادهم. وللاسف أقول انهم يفعلون ذلك بدعم متصاعد من ايران وحزب الله ومن روسيا.’
من جانبه قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، امس الاثنين، إن بلاده نفذت كل ما تعهدت به بشأن ضمان مشاركة الحكومة السورية في مؤتمر ‘جنيف-2′ حول سوريا، مؤكداً أن موسكو لن تمرر أي قرار في مجلس الأمن يؤدي للتدخّل في سوريا بذرائع إنسانية. ونقلت وسائل إعلام روسية عن لافروف قوله في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإريتري عثمان صالح في موسكو إن ‘روسيا نفذت كل ما تعهدت به بشأن ضمان مشاركة الحكومة السوريا في ‘جنيف- 2′ ‘، مضيفاً أن ‘الجميع يقر بأن بيان جنيف يجب أن يكون قاعدة لا بديل عنها للتسوية السورية’.
وأشار إلى ان روسيا تدعو ‘واشنطن دائما إلى التعامل بشكل مباشر مع دمشق’. ولفت لافروف إلى وجود ‘محاولات متعمدة لتحميل السلطات السورية مسؤولية جرائم وحشية عبر الأكاذيب والتلاعب بالوقائع′. وشدد على أن روسيا لن تمرر عبر مجلس الأمن الدولي أي قرار يؤدي إلى التدخل في سوريا بذرائع إنسانية، وقــال إن ‘الأطراف التي تزود المعارضة بالسلاح قادرة على توريد مواد إنسانية أيضاً’.
حكومة انتقالية في سوريا لا تعني استسلام النظام ولا انتصار المعارضة… وضغط روسي ـ أمريكي كفيل بإحياء جنيف
إبراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’ يقول المعلق جوناثان ستيل في صحيفة ‘الغارديان’ البريطانية أن فشل محادثات جنيف لا يعني نهاية الطريق للحل الدبلوماسي للأزمة السورية. فبعد ثلاثة أعوام من الحرب الأهلية وصلت سوريا كما يقول الى نقطة اليأس العميقة والمتمثلة في تزايد عدد القتلى والإقتتال الداخلي وتدفق موجات جديدة من اللاجئين، وتهديدات بزيادة تسليح قوات النظام والمعارضة، وفي الوقت نفسه تم تعليق محادثات جنيف 2 نهاية الاسبوع الماضي بدون تحديد وقت لاستئنافها. ويقول ستيل إن الوسيط الدولي المخضرم الأخضر الإبراهيمي كان محقا للإعتذار للشعب السوري، وهي طريقة غامضة لتحميل الداعمين الدوليين لكلا الطرفين لتخليهم عن الشعب السوري.
وعلى الرغم من كل هذا فالوضع ليس قاتما كما يبدو، يقول ستيل، فقد سافر وفد الحكومة لجنيف مصمما كما يقول على وقف الإرهاب، فيما سافر وفد المعارضة راغبا في نقل السلطة ورحيل الأسد، وبين الرغبتين المتعارضتين حقق الإبراهيمي إجماعا على أن الموضوعين هما الأهم، واحد من أجل تحقيق وقف إطلاق نار محلي مما يؤدي وبشكل تدريجي إلى وقف القتال في كل أنحاء البلاد، أما الآخر فهو التوافق على حكومة انتقالية.
التوقف عن اللوم
ومن هنا فقد فشل مؤتمر جنيف في التوافق على أي موضوع يجب طرحه أولا، أو يجب أن يكون هناك فريق لموضوع يتم طرحه على التوالي.
ويرى ستيل أن أهم ما حققه مؤتمر جنيف هو جمعه بين الطرفين ومن المؤمل أن يعودا إليها بعد فترة التفكير التي دعا إليها الإبراهيمي.
ولن يتم تحقق هذا بدون ضغط أمريكي- روسي. فبدلا من تسجيل النقاط الدعائية ضد كل طرف وتحميله مسؤولية فشل المفاوضات يجب على واشنطن وموسكو بناء أرضية مشتركة بينهما، فلا أحد منهما يرغب كما يقول الكاتب انهيارا تاما للمؤسسات السورية ولا للتقاليد العلمانية التعددية.
ولا يريد أي منهما أن يحقق الأصوليون الإسلاميون انتصارا لهم ولحلفائهم الجهاديين المتطرفين، ولا يرغب الروس أو الأمريكيون حمام دم طائفي في دمشق على غرار ما حدث في بغداد قبل 8 أعوام.
وهنا يدعو إلى تحالف سوري يضم الناشطين العلمانيين في المعارضة من الذين بدأوا الإنتفاضة ضد الأسد عام 2011 مع قوى من النظام لقتال الجهاديين.
ولن يتحقق هذا التحالف إلا عبر شرطين، الأول وهو تشكيل حكومة انتقالية في ضوء قرارات جنيف-1 في حزيران/يونيو 2012، وعلى الحكومة السورية أن لا تخاف منها، لأنها تؤكد بوضوح على حكومة تشكل من ائتلاف من الطرفين، اي تضم ممثلين عن النظام الحالي والمعارضة، والفترة الإنتقالية لا تعني استسلاما من النظام وانتصارا للمعارضة.
أما الأمر الثاني فيتعلق بدور القوى الخارجية الواجب عليها الحد من إمداد الطرفين بالسلاح والمقاتلين الأجانب.
وبدلا من استبعاد إيران من النقاشات حول مستقبل سوريا ، يجب على الولايات المتحدة تشجيعها وقطر والسعودية وتركيا لإنشاء مجموعة اتصال للتفكير في نزع العسكرة عن النزاع وإنهاء حربهم بالوكالة.
الرعاية الأمريكية- الروسية
وفي السياق نفسه يجب أن تبقى روسيا وأمريكا راعيتين للعملية السلمية وتقوما بعقد اجتماعات تجمع بالإضافة للإبراهيمي طرفي النزاع. وعليهما ممارسة ضغط على المفاوضين من أجل فتح الباب لاستئناف المحادثات، وقناة مباشرة للولايات المتحدة مع الحكومة السورية، حيث فشلت محاولات عزلها.
ويختم بالقول إن هناك الكثير من النقاد انتقدوا الحكومة لإرسالها كبار قادتها العسكريين والأمنيين لجنيف، ويرون فيها إشارة عن عدم استعداد الأسد للقبول بحكومة ائتلاف.
وهذا نقد صحيح على ما يبدو، ولكن قد تكون هناك حاجة للبحث عن قنوات سرية يجب فتحها من أجل التحاور مع قادة النظام الذين بدونهم لن يحدث أي تنازل.
وفي النهاية يقول برغم الهمهمة الصادرة من جنيف، هناك بارقة أمل للتوصل لاتفاق سياسي، والأولوية الآن هي وقف لعبة تبادل الإتهامات واللوم، واستمرار عملية جنيف والتوقف عن صب زيت على نار الأزمة بارسال الأسلحة.
وفي سياق مختلف دعا الباحث الفيزيائي البريطاني، ستيفن هوكينغ في مقال أعادت صحيفة ‘الغارديان’نشره بعدما نشرته صحيفة ‘واشنطن بوست’ إلى وقف الحرب في سوريا . وقال إن ما يحدث في هذا البلد مثير للسخط.
ودعا لاستخدام الذكاء الإنساني لوقف الحرب ‘وكأب اراقب معاناة الأطفال في سوريا وأقول: يكفي’.
ويبدأ مقالته بالقول إن ‘الفيلسوف اليوناني أرسطو اعتقد أن الكون أبدي الوجود، والسبب هو أن الإنسانية لم تكن متطورة بما فيه الكفاية، محملا الفيضانات وغيرها من الكوارث الطبيعية سبب انتكاسة الحضارة لأكثر من مرة وعودتها لنقطة البداية’.
وبالمقارنة يتطور اليوم البشر بطريقة سريعة، وتزداد معرفتنا بشكل أساسي، وبها تزداد تكنولوجيا الإنسان.
ولكن البشر لا تزال لديهم دوافع (نبضات) عدوانية والتي حملوها معهم أثناء العصر الذي عاش فيه البشر في الكهوف. فالعدوانية تعطي الإنسان مزية وقدرة على النجاة، ولكن عندما تتلاقى التكنولوجيا مع العدوان القديم فكل العنصر البشري ومعظم الحياة تصبح في خطر’.
ويضيف ‘اليوم في سوريا نرى التكنولوجيا الحديثة من خلال القنابل والأسلحة الكيميائية وغيرها من الأسلحة التي تستخدم لتحقيق ما يطلق عليه النهاية السياسية الذكية.
ولكن لا تشعر بالذكاء عندما تراقب أكثر من 100 ألف قتلوا فيما تم استهداف الأطفال، فبصراحة أشعر بأنني أحمق، وأسوأ من هذا فمنع المساعدات الإنسانية الوصول للعيادات التي سيوثقها تقرير لمنظمة ‘أنقذوا الأطفال’ في تقريرها القادم’، فقد تم قطع أطراف الأطفال بسبب نقص المواد الأساسية، أما الاطفال المولودون حديثا يموتون في الحاضنات بسبب نقص الطاقة الكهربائية’.
ويضيف إن ما يحدث في سوريا يثير الإشمئزاز، ويراقبه العالم عن بعد، فأين ذكاؤنا العاطفي وأين حسنا بالعدل الجمعي؟
ويضيف ‘عندما أناقش الحياة الذكية في الكون، أضم العنصر الإنساني اليها، على الرغم من أن تصرفاته عبر التاريخ يبدو انه لم يأخذ بعين الإعتبار النجاة لبقية الأنواع. ومع أنه ليس من الواضح، على خلاف العدوان، ان الذكاء له قيمة للنجاة طويلة الأمد، فإن نسختنا من الذكاء الإنساني تؤشر إلى القدرة على التفكير والتخطيط لأنفسنا بل ولمستقبلنا الجمعي’.
ويدعو هوكينغ للعمل معا من أجل انهاء الحرب وحماية أطفال سوريا. فقد راقب المجتمع الدولي ولمدة ثلاثة أعوام ما يحدث في سوريا من على الهامش. وقال إنه كأب لا يمكنه استمرار مراقبة ما يجري في سوريا ، ويكفي ما جرى.
كيف نبدو لكائنات الفضاء
ويقول ‘أتساءل أحيانا كيف نبدو للكائنات الأخرى التي تراقبنا من الفضاء العميق، فعندما ننظر للكون وعندما ننظر للوراء فإننا ننظر للماضي لأن الضوء الذي يتحرك من أماكن بعيدة يصل إلينا في وقت لاحق، فماذا يظهر الضوء الناشئ من الأرض؟ فعندما يرى الناس ماضينا فهل سيكونون فخورين بما شاهدوا، وكيف نقوم- كأخوة بمعاملة بعضنا البعض؟ وكيف نسمح لإخوتنا معاملة أطفالنا؟
وفي النهاية يقول ‘نعرف ان أرسطو كان مخطئا: لم يخلق الكون للأبد، فقد بدأ قبل 14مليار سنة، ولكنه كان مصيبا حول ما تمثله الكوارث الكبيرة وأنها تمثل انتكاسة للوراء بالنسبة للحضارة’، فالحرب في سوريا قد لا تكون نهاية للإنسانية ولكن كل ظلم ارتكب فيها هو شق في الواجهة التي تجمعنا معا. فالمبادئ العامة للعدل قد لا تكون متجذرة في الفيزياء ولكنها ليست أقل أهمية لوجودنا، لانه بدونها فلن تبقى الإنسانية’.
أنقذوا الأطفال
ومن هنا يرى لاري إليوت في مقال بالغارديان أن هناك ضرورة لتوفير المساعدة للأطفال السوريين في لبنان، فهذا البلد الصغير كما يقول يحاول التعامل مع تدفق آلاف اللاجئين، ويشبه الوضع كما ولو أن لندن طلب منها إيجاد أماكن في مدارسها لكل طلاب مانشستر، ولكن المشكلة أن لبنان هو بلد فقير أفقر من بريطانيا ويعاني اقتصاده من آثار الحرب الأهلية في سورية.
ويضيف أن أبناء اللاجئين كانوا قبل الحرب في المدارس، حيث كان سجل المدارس السورية جيداً من ناحية الحضور والغياب في المرحلتين الإبتدائية والثانوية، ولكن الحرب أجبرتهم على الهروب وها هم الآن في لبنان بدون مدارس وبعضهم لم يذهب للمدرسة منذ 3 أعوام، فيما يتم ‘بيع البنات في عمر 13 وما بعده للزواج’ لتخفيف الأعباء المالية.
ويرى إليوت أن المخاطر هي ولادة جيل من الأطفال ضائع ولم يتلق تعليما وسيشعر بالحنق والغضب.
ويعتقد الكاتب هنا أن مبادرة وزيرة الدولة لشؤون التنمية والتطوير الدولي جاستين غرينينغ ‘لا جيل ضائع′ والتي خصص لها ميزانية 30 مليون جنيه استرليني مهمة لأنها ستوفر التعليم للاطفال السوريين وستحميهم من الإرهاب.
ويشير إليوت إلى أن الرد على الكارثة الإنسانية في سوريا لم يكن كاف، وينقل عن كيفن واتيكن من معهد التطوير البريطاني لما وراء البحار والذي قال أن نصف الأموال التي تم التعهد بها للأزمة السورية وصل وقيمة قليلة ذهبت للمجال التعليمي حيث ينتظر 300 ألف تلميذ سوري تلقي التعليم.
واقترح واتيكن على الأمم المتحدة فكرة استخدام المدارس اللبنانية طوال النهار والليل، بحيث يذهب إليها في الصباح التلاميذ اللبنانيون وفي المساء يقوم فريق من المدرسين السوريين بتدريس الأطفال اللاجئين الذين ستوفر لهم الوجبات المدرسية. ويقدر واتيكن كلفة المشروع بحوالي 500 مليون دولار أمريكي على مدى 3 أعوام وسيتم تنفيذه بشكل مشترك بين اليونيسيف والحكومة اللبنانية.
ويعلق إن الفكرة جيدة توفر تعليما ومستقبلا للأطفال ولكن ما ينقصها هو المال والدفعة السياسية لتنفيذها.
ويرى إليوت أن بريطانيا في موقع جيد للمساعدة في المجال التعليمي، فحتى الآن قدمت بريطانيا 4 ملايين جنيه لشراء الكتب المدرسية، اي 25′ من المساعدات البريطانية التي ذهبت لتوفير الطعام والمأوى للاجئين.
ويقول إن مبادرة غريننغ مهمة لانها ستوفر لأطفال اليوم أملا حتى لا يتحولوا الى ‘إرهابيين’ في المستقبل.
حلب بين مطرقة النظام شرقا وسندان حصار ‘داعش’ شمالا
ياسين رائد الحلبي
حلب ـ ‘القدس العربي’ سيطرت قوات النظام السوري على قرية الشيخ نجار الاستراتيجية شمال شرق حلب المتاخمة للمدينة الصناعية والتي تعتبر المدخل الرئيسي لمدينة حلب ، في تطور عسكري ينذر بتحويل حلب الى مدينة محاصرة تماما كحمص.
وأكد قيادي في الجيش الحر لـ’القدس العربي’ ان النظام قام بقصف الشيخ نجار قبل السيطرة عليها تمهيدا لاقتحام المدينة الصناعية بعشرات البراميل المتفجرة وبأطنان من المتفجرات و قصف مكثف صاروخي ومدفعي.
ويقول محمد الجبريني قائد كتيبة حمزة لـ’القدس العربي’، وهي احدى كتائب الجيش السوري الحر المرابطة على خط النار مع قوات النظام السوري في محيط منطقة الشيخ نجار ان النظام يستند بعمليات اقتحامه على ميليشيات حزب الله اللبناني وألوية متطرفة شيعية من العراق وبالإضافة الى اتباع سياسة الأرض المحروقة وعملية ‘القضم’ من المناطق الشرقية الشمالية لمدينة حلب .
وتعتبر الشيخ نجار من أول المناطق التي تمركز داخلها مقاتلو المعارضة السورية منذ بدء الثورة في مدينة حلب.
وكانت وسائل اعلام مقربة من النظام السوري اعلنت ان هذه العملية هدفها الوصول للسجن المركزي في حلب لفك الحصار عن المجموعات المحاصرة داخل السجن من قبل مقاتلي المعارضة، وذلك عن طريق السيطرة على المدينة الصناعية التي تعتبر خط الوصل بين قرية الشيخ نجار التي سيطر عليها النظام والسجن المركزي الذي فشلت عملية اقتحامه مؤخراً من قبل كتائب المعارضة.
وفي تصريح لـ’القدس العربي’ أكد المكتب الاعلامي لحركة ‘أحرار الشام’ احد كتائب الفصائل المرابطة في تلك المنطقة ان النظام السوري يراوغ ويحاول ابعاد النظر عن هدفه الرئيسي في العملية العسكرية في شرق شمال حلب وهو ‘حصار مدينة حلب’.
ويتنهد محمد الجبريني ويخلع جعبته التي يرتديها ويضعها جانباً ويشير بإصبعه الى الجعبة ويقول ان هذا ما نحصل عليه ‘رصاص البندقية’، وفي كثير من الأحيان لا نحصل على الرصاص ونفتقد للأسلحة النوعية كمضاد الدروع والطائرات وقذائف الدبابات والنظام يستخدم معنا اثقل انواع الأسلحة ومنها دبابة (تي 82) التي لا تؤثر بها قواذف ‘الار بي جي ‘العادية والترادفية.
ويحذر ناشطون من ان النظام يريد من حلب ان تكون كمعضمية دمشق وحمص القديمة ليجعل من عاصمة الاقتصاد السوري مدينة يموت شعبها جوعاً . وفي حال نجح النظام السوري في السيطرة على المنطقة الصناعية يبقى لمدينة حلب منفذ يعتبر ضعيفاً نسبياً وهو طريق ‘الكاستيلو’ الطريق الواصل بين الريف الشمالي ومدينة حلب حيث يعتبر طريق امداد ضعيف لقرب قوات النظام منه بمئات الامتار وتستطيع رصده بأول عملية تقدم واقتحام .
ولا يختلف الحال في اقصى شمال حلب (على الحدود السورية التركية) حيث سيطرت دولة العراق والشام ‘داعش’ على معظم مناطق الشريط الحدودي مع تركيا بين الرقة واعزاز بعد سيطرتهم على قرى كفر غان، يحمول، الفيرزية، وأدى ذلك لقطع الطريق من الريف الشمالي نحو معبر باب السلامة الحدودي ذو الأهمية الاستراتيجية في مدينة حلب واستطاع التنظيم ان يؤمن اتصال كامل بين القرى الواقعة شمال شرق حلب ‘الراعي’ وبين مدينة اعزاز وكل تلك القرى تشكل خط حدودي مع الحدود التركية وكل ذلك يؤثر بشكل لوجستي على كتائب المعارضة التي يضغط عليها النظام وداعش في وقت واحد ويشتت قوة الكتائب المقاتلة للنظام السوري نحو الشمال بينما هو يتقدم من الشرق، لتصح مقولة قائد مجموعة حمزة في الشيخ نجار محمد جبريني ‘النظام من امامكم وداعش من ورائكم’.
نظام الاسد يصادر املاك المعارض الحقوقي عمار القربي في سوريا
دمشق ـ د ب أ: أعلن نظام بشار الاسد في سوريا انه قام بمصادرة املاك المعارض الحقوقي عمار القربي بتهمة تمويل الارهاب و غسيل الاموال .
وقال بيان لتيار التغيير الوطني الذي يتزعمه القربي امس الاثنين إن ‘النيابة العامة في سوريا صادرت املاك امين عام تيار التغيير الوطني وبعض أعضائه وقامت بحجز الاموال المنقولة وغير المنقولة اضافة لأعضاء اخرين بعد احالتهم الى محكمة قضايا الارهاب ومكافحة غسيل الاموال وتمويل الارهاب بالدعوى رقم 2598/3 ‘.
وكان النظام اصدر قرارات مشابهة للآلاف من المعارضين خلال السنوات الثلاث الماضية من زمن ‘الثورة’ و مؤخرا اصدر قرارات مشابهة بحق اعضاء الوفد المفاوض في جنيف 2.
وقال البيان ‘ورغم ان قرار النيابة هو الحجز وليس المصادرة الا ان الاجهزة الامنية تحركت لوضع يدها على العقارات و الممتلكات الشخصية العائدة للدكتور عمار قربي حيث اصبحت الان مقرات للشبيحة’.
واضاف البيان أن ‘تيار التغيير الوطني ينظر الى هذه القرارات بصفتها صادرة عن جهة نزعت الثورة السورية المباركة شرعيتها، كما انها استكمال لاغتصاب حقوق المواطنين بعد اغتصاب الوطن نفسه’.
وأوضح بيان التيار السوري المعارض أن ‘تيار التغيير الوطني اذ يعتبر هذه الخطوة ثمن بسيط يقدمه مقابل التضحيات الجسام التي يقدمها الشعب السوري يوميا، مصمم اليوم اكثر من اي وقت مضى على الاستمرار في العمل حتى تحقق الثورة السوريا كامل اهدافها بنيل الحرية واستعادة الكرامة واقامة دولة الحق والقانون’.
ذبح عائلة مسيحية سورية في الإسكندرية
صبري عبد الحفيظ
تعرضت أسرة مسيحية سورية في الإسكندرية للقتل ذبحًا. وقالت التحريات الأولية إن الجريمة وقعت بدافع الإنتقام وليس السرقة، لأن العائلة كانت مؤيدة لبشار الأسد، والجاني دخل المنزل مستخدمًا مفتاحه.
القاهرة: قتلت أسرة سورية مكونة من أربعة أفراد، وأحرق منزلهم بمدينة الإسكندرية في مصر. ووفقًا لمحضر الشرطة، فإن الأهالي في الإسكندرية أبلغوا بإشتعال حريق في شقة تقيم فيها أسرة سورية. وبإنتقال الشرطة لمعاينة الحريق تبين أن أفراد أسرة يوسف نخلة طويل (44 سنة) تعرضوا للقتل جميعًا.
عائلة ذبيحة
يوسف يعمل موظفًا بفندق في مدينة شرم الشيخ، وجدته الشرطة غارقًا في دمائه ومسجى على وجهه بأرضية حجرة المعيشة، بعدما تعرض للطعن بسكين في البطن والصدر والكتف الأيمن.
وعثرت الشرطة أيضًا على زوجته عبير حنا طويل (35 سنة)، وكانت جثتها مسجاة على ظهرها فوق السرير بغرفة النوم، مذبوحة في العنق. ولم يترك الجناة نجل الزوجين، وهو طفل يبلغ من العمر ست سنوات، إذ وجدته الشرطة على السرير بجوار والدته، وقد تعرض للذبح في عنقه أيضًا.
وعثرت الشرطة على جثة منى (43 سنة) شقيقة يوسف، مسجاة على الظهر في غرفة النوم الأخرى، وقد تعرضت للذبح من الوريد إلى الوريد. وورد في محضر الشرطة أن الضحايا مسيحيون، وعثر عليهم مقتولين وهم يرتدون كامل ملابسهم. وظهر من المعاينة أن محتويات الشقة مبعثرة، تعرض المطبخ للحرق وأتت النيران على محتوياته.
الجاني استخدم مفتاحًا
قال اللواء ناصر العبد، مدير المباحث الجنائية بالإسكندرية، لـ”إيلاف” إن التحريات الأولية تشير إلى أن الجريمة وقعت بدافع الإنتقام، مشيرًا إلى أن الجناة لم يسرقوا أية محتويات من الشقة، رغم أنها كانت تضم مشغولات ذهبية وأشياء قيمة.
وأضاف: “دخل الجناة إلى منزل المغدورين عن طريق الباب، باستخدام مفتاح، ما يشير إلى أنهم على علاقة بالضحايا، ممن يقعون في دائرة المعارف أو الأقارب”.
وحول ما إذا كان تأييد الأسرة السورية للأسد ونظامه هو سبب تعرضهم للقتل، قال العبد إن التحريات تشير إلى أن الجريمة جنائية، “وقد يكون الهدف هو القتل بدافع الإنتقام لأسباب ستكشفها التحريات، والشرطة المصرية تكثف جهودها من أجل القبض على الجناة في أسرع وقت”.
ضحايا تأييد الأسد!
ونشرت الصفحة الرسمية لمديرية أمن الإسكندرية أربع صور لمدير الأمن اللواء أمين عز الدين أثناء معاينة موقع الحادث وجثث القتلى، ونشرت مقطع فيديو يظهر المعاينة والجثث، إلا أنها حذفته في وقت لاحق.
وتداولت بعض المواقع الإخبارية المصرية أقوالًا على لسان بعض الجيران، رجحوا فيها أن يكون الدافع وراء القتل الإنتماء السياسي، لاسيما أن الضحية الرابعة وهي منى نخلة، كانت تعبر عن دعمها للنظام السوري برئاسة بشار الأسد في الأزمة السورية. إلا أن “إيلاف” لم تتمكن من التأكد من مصداقية تلك الرواية.
وقال محمد أحمد، من جيران الأسرة القتيلة، لـ”إيلاف” إن يوسف نخلة وأسرته كانوا يعيشون بهدوء بشارع العز بمنطقة الإبراهيمية، ولم يكونوا يحبون الإختلاط مع الجيران، إلا أن أحمد نفى أن يكون أي منهم أعلن أمامه أنهم من مؤيدي الأسد.
اقترب اللواء إدريس من قطر كثيراً… فأطاحوه !
لمحت مصادر قريبة من المعارضة السورية إلى أن اقتراب اللواء سليم إدريس، الذي أُقيل من رئاسة أركان الجيش الحر، من دولة قطر كان أحد أسباب إطاحته من المنصب.
وكان المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر المعارض أقال اللواء سليم ادريس من رئاسة الاركان للجيش الحر، بينما كان في زيارة لدولة الإمارات، وتعيين العميد عبد الاله البشير النعيمي رئيسًا جديدًا لأركان الجيش الحر.
يُذكر أن العميد البشير كان يشغل منصب قائد المجلس العسكري في مدينة القنيطرة في جنوب سوريا، وانشق عن الجيش السوري في عام 2012.
ويتولى البشير قيادة الجيش السوري الحر في الوقت الذي يحاول فيه استعادة زمام المبادرة من الجماعات الاسلامية المنافسة الاكثر تنظيماً والتي طغى دورها على دور الجيش السوري الحر في المعركة للإطاحة بحكومة الرئيس بشار الاسد.
وينتمي رئيس هيئة الأركان الجديد لقبيلة النعيم في القنيطرة، وهي قبيلة ربية عريقة لها امتدادات في مختلف انحاء سوريا والأردن والعراق حتى الجزيرة العربية.
وكان اللواء البشير انشق عن جيش النظام في منتصف عام 2012، وشكل مجلساً عسكرياً ضمّ غالبية الألوية والكتائب المقاتلة في تلك المنطقة وأقرباء له.
وتقول المعلومات المتوافرة إن النعيم خسر أحد أبنائه أثناء معركة مع قوات النظام.
تصعيد من القيادة
وجاء في بيان وقعه 22 من 30 عضوًا في المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر أن القرار اتخذ “من أجل توفير قيادة للأركان تقوم بادارة العمليات الحربية ضد النظام المجرم وحلفائه من المنظمات الارهابية وبسبب العطالة التي مرت بها الاركان على مدى الأشهر الماضية ونظرًا للأوضاع الصعبة التي تواجه الثورة السورية”.
وقال بيان للائتلاف الوطني المعارض الذي يضم 15 من اعضاء الجيش السوري الحر أنه تلقى النبأ “بمزيد من الارتياح”.
وقالت مصادر المعارضة السورية إن “اللواء إدريس اقترب كثيراً من القطريين على ما يبدو، الأمر الذي دعا أحمد الجربا، وهو شخصية قبلية قريبة من السعودية، تولى رئاسة الائتلاف في تموز (يوليو) بعد توسيعه العام، إلى التحرك ضده”.
وأرجع المتحدث بإسم المجلس العسكري الأعلى، قاسم سعد الدين، سبب إقالة إدريس، إلى فشله في إعادة هيكلة الجيش الحر وإخفاقه في استرجاع السلاح المنهوب للجيش الحر.
وأوضح المتحدث لقناة “العربية” أنه بعدما اقتحمت “الجبهة الإسلامية” مقر ومخزن هيئة أركان الجيش الحر منذ قرابة الثلاثة أشهر، تشتت ضباط الجيش الحر وحرموا من سلاحهم، وكشف المتحدث عن “هفوات في القيادة”.
واعتبر أن المرحلة الحالية “تحتاج إلى جهود أكبر وخبرات أكبر في كافة الاختصاصات”، شاكراً، في هذا السياق إدريس على كل ما قدمه للمعارضة السورية.
خبرة عسكرية
وأوضح سعد الدين أن العميد عبدالإله البشير الذي عيّن خلفاً لإدريس “مجاز وله خبرة عسكرية وهو متواجد على الأرض”، مشيراً إلى وجود “كادر عسكري وعلمي يسانده في مهمته”.
وتحدث عن “خطة متكاملة” يعدها وزير الدفاع في الحكومة الانتقالية، أسعد مصطفى، تهدف لإعادة هيكلة المعارضة المسلحة واستقطاب الضباط.
وفي سياق متصل، أرجع سعد الدين سبب استقالة مصطفى لبعض الضغوط التي مورست عليه، بالإضافة لحرمانه من الميزانية. وذكر أن المجلس العسكري رفض بالإجماع هذه الاستقالة، بالإضافة إلى رفض رئيس الحكومة أحمد طعمة ورئيس الائتلاف أحمد الجربا لها.
وكان أسعد مصطفى الذي تتسم علاقته مع ادريس بالتوتر، أشار لأعضاء الحكومة الموقتة الاسبوع الماضي إلى انه يعتزم الاستقالة. وقال مصدر في حكومة المعارضة إنه غيّر رأيه بعد أن نال مساندة سياسية من الجربا.
ويشار في الختام، إلى أن بعض مقاتلي المعارضة منذ فترة طويلة ترددوا في قبول ادريس الذي أمضى معظم الوقت خارج سوريا منذ اختياره كشخصية توافقية لقيادة المجلس العسكري الاعلى الذي أنشئ بدعم غربي وعربي في تركيا في كانون الاول (ديسمبر) 2012.
«الجيش الحر» يستهل مرحلة تنظيمية جديدة بعد عزل إدريس
تعيين رئيس المجلس العسكري في القنيطرة خلفا له بعد أن أخذ عليه إهمال المعارك
بيروت: نادر عبد الله
يدخل الجيش السوري الحر في مرحلة جديدة إثر عزل رئيس هيئة الأركان العميد سليم إدريس من منصبه، وتعيين رئيس المجلس العسكري في القنيطرة العميد الركن عبد الإله البشير محله والعقيد هيثم عفيسة نائبا له. وتزامن هذا مع تراجع وزير الدفاع في حكومة المعارضة المؤقتة أسعد مصطفى عن استقالته التي تقدم بها قبل أيام بعد أنباء عن رفضه العدول عن قرار الاستقالة ما لم يعزل إدريس من منصبه.
وجاءت هذه التطورات مع زيارة مفاجئة أجراها رئيس الائتلاف السوري أحمد الجربا إلى شمال سوريا، يعتقد أنها هدفت إلى ترتيب أوراق الجيش الحر وإعطاء دعم مباشر للعمل العسكري الميداني عموما ولقائد «جبهة ثوار سوريا» جمال معروف، الذي رافقه في جولته. وتعهد الجربا أمام مقاتليه بـ«تدفق السلاح النوعي في وقت قريب».
وقال عضو هيئة الأركان وقائد «جبهة ثوار سوريا» جمال معروف لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إنه «من المتوقع في المرحلة المقبلة أن يصار إلى تنظيم التمويل العسكري الذي يصل إلى الكتائب العسكرية، إضافة إلى تفعيل غرف العمليات في الداخل والتنسيق بينها». وأوضح معروف في الوقت ذاته أن «أي تعديل على أداء هيئة الأركان يتطلب دعما بالسلاح من الدول الصديقة للشعب السوري»، مؤكدا أن «وعود الجربا بالتسليح النوعي في وقت قريب جاءت بناء على وعود تلقاها من الدول الصديقة للشعب السوري، لا سيما أن مخازن هيئة الأركان خاوية من السلاح منذ سنة وشهرين».
وفي حين رفض معروف شرح الأسباب التي دفعت المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر إلى إقالة إدريس من منصبه، وامتناع الأخير عن التعليق، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أحد المعارضين قوله إن «المآخذ على إدريس تتمثل في أخطاء وإهمال في المعارك وابتعاد عن هموم الثوار». كما أشار إلى أن «المأخذ الأساسي يكمن في سوء توزيع السلاح الذي كان يصل إلى الأركان، على المجموعات المقاتلة على الأرض».
وكان المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر أعلن إقالة اللواء إدريس من مهامه رئيسا لهيئة الأركان، مساء أول من أمس، وتعيين العميد الركن عبد الإله البشير مكانه، بحسب ما جاء في بيان للمجلس تلاه متحدث في شريط فيديو نشر على موقع «يوتيوب» على الإنترنت. وبرر البيان قرار عزل إدريس بـ«الحرص على مصلحة الثورة السورية المظفرة، ومن أجل توفير قيادة للأركان تدير العمليات الحربية ضد النظام المجرم وحلفائه من المنظمات الإرهابية، وبسبب العطالة التي مرت بها الأركان على مدى الشهور الماضية، ونظرا للأوضاع الصعبة التي تواجه الثورة السورية ولإعادة هيكلة قيادة الأركان». وتلا البيان عضو المجلس العسكري العقيد قاسم سعد الدين، ونشرت صفحات ناشطين على موقع «فيسبوك» صورة القرار بخط اليد موقعا من 21 شخصا بينهم سعد الدين. وأشار البيان المكتوب إلى حضور وزير الدفاع في حكومة المعارضة أسعد مصطفى الجلسة.
وقلل معروف، قائد «جبهة ثوار سوريا»، في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط»، من أهمية تبديل المواقع بين إدريس وخلفه، مشيرا إلى أن «الجيش الحر ليس جيش أشخاص وإنما هو مؤسسة لها قوانينها وقواعدها».
ونفى معروف وجود أي رابط بين قرار عزل إدريس وزيارة الجربا إلى ريف إدلب، لافتا إلى أن «زيارة الجربا كانت مقررة سلفا، وحاولنا في (جبهة ثوار سوريا) تسهيلها قدر الإمكان لا سيما من الناحية اللوجستية».
وكان أحمد الجربا أثنى على دور اللواء إدريس في رئاسة هيئة أركان الجيش السوري الحر، مؤكدا في بيان أن الأخير «لعب دورا فعالا وإيجابيا في ظروف صعبة تعيشها ثورتنا السورية، وأن مكانته وكرامته محفوظة وجهده يضاف إلى جهود كثير من الضباط الذين لعبوا دورا إيجابيا ومهما في هيئة الأركان».
بدوره، عبر الائتلاف عن ارتياحه لهذا القرار، معربا في البيان عن تقديره أيضا لـ«الدور المهم الذي يضطلع به المجلس العسكري الأعلى على صعيد الجيش السوري الحر، وتعزيزا لدوره ومكانته باعتباره أحد أهم أدوات الثورة السورية في مواجهة نظام القتل والإرهاب والتدمير».
وبدا واضحا في الفترة السابقة تراجع الدور السياسي لإدريس الذي سبق له أن زار عددا من العواصم الأوروبية، بعد امتناع الائتلاف المعارض عن ضمه إلى الوفد المشارك في مؤتمر «جنيف2»؛ إذ تمثل الجناح العسكري للمعارضة بقائد «جبهة ثوار سوريا»، إضافة إلى ممثل عن «جيش المجاهدين» وضابطين منشقين.
وأنشئت هيئة الأركان العامة للجيش الحر، بموجب اجتماع في مدينة أنطاليا التركية شارك فيه أكثر من 500 ممثل عن الفصائل العسكرية، وانتخب إدريس قائدا لها في 7 ديسمبر (كانون الأول) 2012.
وترأس إدريس حينها المجلس العسكري الذي كان يضم 30 عضوا نصفهم من العسكريين، أي الضباط السوريين المنشقين عن الجيش النظامي، والنصف الآخر من المدنيين، الذين يقاتلون في الداخل. ومن أبرز أعضاء المجلس العسكري عند تشكيله، العقيد مصطفى عبد الكريم، الذي كان يشغل موقع المتحدث الرسمي باسم الجيش السوري الحر، والعقيد عبد الجبار العكيدي الذي كان يشغل قائد المجلس العسكري في حلب، والعميد زياد فهد الذي كان يشغل موقعا قياديا في ريف دمشق وجنوب سوريا، وقائد المجلس العسكري في حمص العقيد قاسم سعد الدين، والعقيد عبد القادر صالح قائد «لواء التوحيد».
وتمكنت الهيئة في الأشهر الأولى من تحقيق بعض الخطوات على صعيد تنظيم المجالس العسكرية للمناطق، لكن ما لبثت أن تراجع تأثيرها مع انشقاق مجموعات مقاتلة بارزة عنها وتكوينها تشكيلات أخرى، أبرزها «الجبهة الإسلامية» و«جبهة ثوار سوريا» اللتان أعلنتا انشقاقهما عن الأركان وعن «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» الذي يشكل الغطاء السياسي للأركان.
البشير.. من مدرس في الأكاديمية العسكرية إلى رئيس أركان «الحر»
خطط عمليات القنيطرة.. وفقد نجله في معركة
بيروت: «الشرق الأوسط»
لم يكن رئيس أركان الجيش السوري الحر العميد الركن عبد الإله البشير، معروفا كثيرا لدى الأوساط الثورية، قبل تعيينه في منصبه الجديد مساء أول من أمس، إذ اقتصرت معرفة الكتائب المعارضة به، على موقعه رئيسا للمجلس العسكري في محافظة القنيطرة التي تتضمن هضبة الجولان، في جنوب سوريا، ومقتل نجله في المعركة ضد النظام في مطلع العام الحالي، بحسب ما أوردت صفحة للجيش الحر على موقع «فيسبوك».
وبشير، هو ضابط قوات برية، خدم في عدد من القطع والتشكيلات العسكرية في الجيش النظامي قبل انشقاقه عام 2012، حيث لجأ إلى قرية جباثا بعد السيطرة عليها مع مجموعة من الضباط الذين كانوا يشكلون المجلس العسكري بالقنيطرة. وسريعا، ساهم بشير في تشكيل المجلس العسكري في محافظة القنيطرة الحدودية مع إسرائيل ثم ترأس قيادته.
ويتحدث ناشطون سوريون عن أن بشير، وفور ترؤسه المجلس العسكري في القنيطرة، انتقل من الجبهة الشمالية للقنيطرة ليعمل على تحرير القطاع الجنوبي، حيث تسلم غرفة العمليات بنفسه وقاد الخطط العسكرية ليحرر أكثر من 90 في المائة من الريف الجنوبي للمحافظة. وعمل بشير على تأمين خطوط إمداد مع محافظة درعا وفتح الطريق بشكل آمن.
وكشف مصدر عسكري في المعارضة السورية لوكالة الأنباء الألمانية أن البشير «كان مدرسا في الأكاديمية العسكرية التي تقع قرب دمشق في حي القابون وهو في العقد السادس من العمر، وأحد أفراد عائلة سوريا نزحت من القنيطرة بفعل الحرب مع إسرائيل»، مشيرا إلى أنه «كان متألما قبل انشقاقه لأن نظام بشار الأسد أوغل في قتل وتشريد ملايين السوريين». وقال المصدر إن بشير «كان يقول لأصدقائه إن ما يقوم به النظام مع أبناء الشعب السوري أقسى وأشد ألما مما فعلته إسرائيل بالفلسطينيين والسوريين واللبنانيين ولا يمكن السكوت أو البقاء معه».
وكان بشير «يحتقر» النظام السوري، بحسب المصدر العسكري المنشق المقرب منه، وتحديدا «بعد مقتل أحد أبنائه مطلع العام الحالي في أحد المعارك مع ميليشيات النظام»، مشيرا إلى أن الرئيس الجديد لهيئة الأركان «كان حزينا لمقتل ولده على يد جيش كان يعتقد أنه جيش وطني». وفيما اقتصرت المعرفة به على العسكريين، عرفه السياسيون في مشاركته في مؤتمر دولي في أغسطس (آب) الماضي، أيد فيه «المقاومة الإيرانية» التي تتمثل في حركة «مجاهدي خلق» الإيرانية المعارضة، قائلا إن المعارضتين السورية والإيرانية يقاتلان عدوا واحدا.
قوات النظام و«الحر» يتصافحان في ببيلا ويتقاتلان في داريا
الطرفان يعقدان اتفاقات هدنة بموازاة العمليات العسكرية
لندن: «الشرق الأوسط»
بالتوازي مع العمليات العسكرية والقصف المتواصل على مدن وبلدات الريف الدمشقي، ينخرط قادة ميدانيون في قوات النظام مع قادة من الكتائب المناهضة في مفاوضات لعقد اتفاقات هدنة، وفق شروط؛ أهمها وقف إطلاق النار، والسماح للمدنيين المحاصرين بالمغادرة، وتشكيل حواجز مشتركة من قوات النظام ومقاتلي كتائب المعارضة. وتمكن الطرفان من التوصل إلى اتفاق في بعض مناطق الغوطة الشرقية، لكن مقاتلي المعارضة هناك يشككون في نيات النظام، ويعدون سعيه إلى التفاوض بمثابة «خطة لتفكيك كتائب الثوار والقضاء على الثورة».
وفيما يبدو أن هدنة لم تتضح معالمها بعد ستتحقق قريبا في مدينة حرستا، وأخرى في حي القابون تهدف إلى وقف إطلاق النار شرق العاصمة. وسمح بعودة بعض الأهالي لتفقد منازلهم وخروج المدنيين المحاصرين بعد إبرام هدنة في المعضمية وأخرى في حي برزة.
كما أعلن مكتب دمشق الإعلامي المعارض في بلدة ببيلا بالغوطة الشرقية، أول من أمس، التوصل إلى اتفاق يقضي بوضع حاجز مشترك عند مدخل البلدة، وذلك «إثر مشاورات ومفاوضات حول هدنة عرضها النظام على البلدة. وتوصلت اللجنة المفاوضة مع النظام السوري إلى وضع حاجز مشترك بداية البلدة. وفتح معبر ببيلا بشكل جزئي وخرجت بعض العائلات باتجاه دمشق».
وقال المكتب الإعلامي إن هذا يأتي «في وقت دخل إلى بلدة ببيلا قبل فتح المعبر عميد من قوات النظام السوري يرافقه ما يقارب 50 عنصرا من مختلف التشكيلات الموالية للنظام، ومنها عناصر من الدفاع الوطني وأخرى من المخابرات السورية وعناصر من الحرس الجمهوري، واجتمعوا مع قوى الأمن الداخلي الشعبي في بلدة ببيلا، وهم عناصر مسلحة كانوا دخلوا في تسوية مع قوات النظام».
ونقل المكتب عن شاهد عيان في ببيلا قوله إن قوات النظام ومقاتلي المعارضة هتفوا معا تأييدا للهدنة «إيد وحدة إيد وحدة». وربما هذه هي المرة الأولى التي يتصافح فيها مقاتلون من «الجيش الحر» وجنود من قوات النظام ويهتفون معا منذ انطلاق الثورة في مارس (آذار) 2011.
وبحسب ناشطين في ريف دمشق، فإن النظام عرض على بلدات الجنوب الدمشقي هدنة مقابل فك الحصار عنها، منها ببيلا ويلدا وبيت سحم.
أما في الغوطة الغربية، فقد تحققت الهدنة في مدينة المعضمية، بينما ما تزال تصطدم بصعوبات كبيرة في داريا، حيث تواصل قوات النظام إمطار المدينة بالبراميل المتفجرة منذ نحو شهر، بهدف الضغط على أهل داريا للقبول بالهدنة التي يعرضها.
وحصلت «الشرق الأوسط» من مصادر خاصة مطلعة في مدينة داريا على تفاصيل المفاوضات الجارية هناك بين الطرفين.
وحسب تلك المصادر، فإن هناك خلافا كبيرا بين الكتائب المقاتلة في داريا حول الموقف من الهدنة، لا سيما بعد شيوع معلومات مفادها أن غرض الهدنة «شق صفوف الكتائب في داريا، ودفعها للاقتتال فيما بينها».
وتقول المصادر إن «خلية خاصة من ضباط القصر والحرس الجمهوري وضعوا خطة لإجبار داريا على الخضوع تقوم على مبدأ تحطيم داريا من داخلها، وتتضمن خطوات تمهيدية وأخرى حاسمة عبر التسلل بين صفوف التشكيلات المقاتلة هناك التي عرف عنها الانضباط والتنسيق العالي، وكانت سببا في صمودها لأكثر من عام تحت وابل القصف العنيف». كما تشمل الخطة، حسب تلك المصادر «استغلال رفض نسبة كبيرة من المقاتلين تحقيق هدنة مشابهة لهدنة المعضمية، لتفعيل الخلاف وتفجير الحساسيات المتراكمة بين التشكيلات والمجلسين المحلي والعسكري، بعد التغييرات التي حصلت في بعض القيادات، لا سيما لوائي (شهداء الإسلام) و(سعد بن أبي وقاص)».
ويسعى النظام لاستمالة المؤيدين للهدنة واستماله المترددين أيضا، وتقوية موقفهم في عملية التفاوض في مواجهة الرافضين، من خلال تخفيف القصف بالبراميل المتفجرة وغض النظر عن تمرير بعضهم مواد غذائية من المعضمية، التي هادنت النظام، وتخفيف الإساءة إلى أهالي داريا عند الحواجز والسماح لهم بالدخول للمعضمية للقاء أقاربهم المتسللين من داريا. مقابل ذلك، يروج المؤيدون للهدنة عن أعضاء لجنة المصالحة لعزل الرافضين لها والتقليل من شأنهم والتحريض عليهم وتأليب الناس المنهكين من الحصار والحرب عليهم.
تبادل الاتهامات بين واشنطن وموسكو يعرقل الحل السياسي في سوريا
كيري يطالب روسيا بأن تكون «جزءا من الحل».. ولافروف يرفض انتقادات موجهة إلى بلاده
لندن: مينا العريبي واشنطن وموسكو: «الشرق الأوسط»
بعد يومين من انتهاء الجولة الثانية من المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة في جنيف، تصاعدت حدة التصريحات بين الولايات المتحدة وروسيا، كل يلقي باللوم على الطرف الآخر لعدم إحراز تقدم في المفاوضات. واتهمت الولايات المتحدة الحكومة السورية مجددا أمس بعرقلة محادثات جنيف، بينما نفت روسيا ذلك وقالت إن الدول التي تدعم المعارضة السورية تميل إلى حسم الحرب الأهلية عسكريا لا من خلال التفاوض.
وصرح وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد هي المسؤولة عما آلت إليه المحادثات من تعثر، مستندة إلى مساعدة موسكو وحلفائها الآخرين وتشجيعهم لها. وقال في جاكرتا خلال جولة في آسيا: «لقد عرقل النظام المحادثات. لم يفعل شيئا غير الاستمرار في إلقاء البراميل المتفجرة على شعبه ومواصلة تدمير بلده. ويؤسفني أن أقول إنهم يفعلون ذلك مستندين إلى دعم متزايد من إيران ومن حزب الله ومن روسيا». وكان كيري يحاول فيما يبدو تشديد الضغوط الدبلوماسية على الأسد للتوصل إلى تسوية سياسية تضع نهاية لهجمات القوات الحكومية على مناطق سيطرة المعارضة وتخفيف معاناة عشرات الآلاف من السوريين الذين قطعت عنهم المعونة الإنسانية.
وأضاف مطالبا موسكو بحمل الأسد على اتخاذ موقف أكثر مرونة: «ينبغي لروسيا أن تكون جزءا من الحل».
وقد أثارت التصريحات الأميركية خلال الأيام الماضية غضب روسيا، التي ترفض تحميل الحكومة السورية مسؤولية عرقلة المفاوضات. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن هناك «أدلة على أن بعض داعمي المعارضة بدأوا ينشؤون كيانا جديدا» يضم خصوما للأسد انسحبوا من الائتلاف الوطني المعارض. وأضاف في مؤتمر صحافي أمس «بعبارة أخرى ثمة سبيل يرسم للابتعاد عن مسار التفاوض والمراهنة من جديد على سيناريو عسكري».
ورفض لافروف أمس اتهامات نظيره الأميركي بأن روسيا حالت حتى الآن دون التوصل إلى تسوية متفاوض عليها في سوريا. وقال: «كل ما وعدنا به (بالنسبة لحل الأزمة السورية) فعلناه». وأضاف «أولا عملنا يوميا مع السلطات السورية، وثانيا تظهر الأرقام بوضوح أن النظام ليس من يخلق العدد الأكبر من المشكلات وإنما الإرهابيون والمجموعات الإرهابية التي تزايدت في كل أنحاء سوريا والتي ليس لها أي مرجعية سياسية».
وانتقد واشنطن كذلك لأنها لم تضمن حضور وفد واسع التمثيل للمعارضة في محادثات جنيف قائلا إن روسيا قامت بدورها في إقناع حكومة الأسد بحضور المحادثات.
وقال لافروف: «روسيا مطالبة دائما بأن تبذل مزيدا من الجهد لتسوية الصراع السوري. وعندما نسمع أنه ينبغي لروسيا القيام ببعض الخطوات من الضروري أن نتذكر حقيقة واضحة وهي أننا فعلنا كل ما وعدنا به». إلا أن مسؤولا أميركيا رفيع المستوى شدد على أن واشنطن قامت بواجبها في ضمان «مشاركة الائتلاف وتقديمه طرحا جديا لحل الأزمة في سوريا».
والتنافر الأميركي – الروسي يشكل تطورا سلبيا في جهود دولية لإحلال السلام في سوريا. وكان لافروف وكيري بدأ عملية جنيف حين أعلنا في مايو (أيار) أنهما سيسعيان للجمع بين حكومة الأسد ومعارضيها في محادثات للبحث عن حل. وبينما كان هذا التوافق واضحا في الجولة الأولى من المفاوضات في جنيف نهاية يناير (كانون الأول) الماضي، كانت الخلافات بين الدولتين الراعيتين للمفاوضات ظاهرة وأثرت على سيرها. ولفت مسؤول بريطاني إلى أن روسيا «تقوم بدور أقل» في الضغط على النظام السوري، بعد أن ضمنت مشاركته الأولية في المفاوضات. وأوضح في لقاء مع عدد من الصحافيين في لندن أمس: «كل الوفود التي شاركت في الاجتماع الوزاري في مونترو أكدت التزامها ببيان جنيف، ما عدا وفد واحد هو وفد النظام السوري، ولكن هذا التواصل تراجع خلال الأسابيع الماضية.. نحن بحاجة إلى نقاش صعب» مع الروس. وأضاف: «هناك ضرورة إلى جدية أكبر في التعامل مع عملية التفاوض في جنيف، إذ لا يوجد خيار أفضل». وعلى الرغم من صعوبة الموقف الحالي، وعدم تحديد موعد لاستئناف المفاوضات، أوضح المسؤول البريطاني المطلع على الملف السوري: «الجميع يعلم مدى صعوبة هذه القضية ونقاط الضغوط لدينا (محدودة) مما يعني أنه سيكون من الصعب التوصل إلى حل لهذا النزاع».
وتنظر الدول المؤيدة للائتلاف السوري المعارض إلى تحركات دبلوماسية، تشمل مجلس الأمن للدفع لقرار دولي ملزم لتوصيل المساعدات الإنسانية داخل سوريا، للضغط على الحكومة السورية وداعميها في موسكو.
القصة الحقيقية لصورة الطفل السوري مروان
بيروت – بعد أن تناقلت مواقع التواصل الإجتماعي والصحف الأجنبية صورة الطفل السوري مروان (4 أعوام)، يجوب الصحراء الأردنية على الحدود السورية بحثاً عن أهله، غرّد لاحقاً ممثل مفوضية الأمم المتحدة للاجئين في الأردن اندرو هاربر على موقع تويتر بعبارة شكر فيها المصور جارد كوهلر على الصورة الحقيقية لتي التقطها للطفل مروان والتي يظهر فيها ضمن مجموعة من اللاجئين، ما يعني أنّه لم يكن وحيداً، علماً أن كوهلر كان أول من نشر الصورة المعدّلة، على حسابه الشخصي على تويتر”.
هذه الصورة التي أثارت ضجة كبيرة، حتى وإن تبيّن أنها مفبركة، إلا أن ذلك لا ينفي وجود معاناة حقيقية وحصول حوادث مماثلة يومياً في صفوف اللاجئين السوريين.
عشرات القتلى بسوريا ومعارك بعدة محاور
تجدد القصف المدفعي اليوم الثلاثاء على العديد من البلدات والقرى السورية، مما أدى لسقوط عشرات القتلى والجرحى، في حين تواصلت الاشتباكات والمعارك بين الثوار من جهة وقوات النظام ومليشيا حزب الله اللبناني من جهة أخرى.
ففي ريف درعا سقط 16 قتيلا بينهم خمسة أطفال وأكثر من خمسين جريحا جراء إلقاء الطيران المروحي برميلا متفجرا على مدرسة تابعة لمنظمة أونروا في بلدة المزيريب.
وشهدت منطقة غرز اشتباكات بين كتائب المعارضة المسلحة وقوات النظام، وقصفت المدفعية بلدات النعيمة وأم المياذن والمسيفرة، في حين قتل الجيش الحر عناصر من قوات النظام وأجبرها على الانسحاب بعد محاولتها فك الحصار عن حواجز لها في المنطقة.
أما في ريف دمشق، فقد أفادت التنسيقيات المحلية بسقوط أكثر من أربعين قتيلاً من عناصر حزب الله خلال المعارك التي تدور منذ أيام في القلمون، بينما قتل الجيش الحر ثلاثة عناصر من قوات النظام في محيط مدينة يبرود.
وشنت القوات النظامية حملة مداهمات في حي ركن الدين بالعاصمة، وألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على مدينة داريا ومعضمية الشام.
وقد جددت القوات النظامية قصف عدة بلدات وقرى في منطقة القلمون في الريف الغربي من دمشق، مما أدى لسقوط قتلى وجرحى.
وفي حلب قتل أحد عناصر لواء أبو الفضل العباس على يد لواء أحرار سوريا عند أطراف بلدتي نبّل والزهراء بالريف الشمالي.
اشتباكات عنيفة
وقصف الطيران الحربي عدة أحياء بحلب بينها القاطرجي والحيدرية وسط اشتباكات عنيفة على الجبهات الشرقية للمدينة حيث يحاول النظام استعادة المناطق الخارجة عن سيطرته.
وفي حمص، سقط قتلى وجرحى جراء غارة نفذها الطيران الحربي على بلدة الدار الكبيرة بالريف الشمالي كما تم قصف أحياء حمص القديمة.
أما في حماة، فقد سقط مدني متأثرا بجراحه إثر إلقاء براميل متفجرة يوم أمس على اللطامنة بالريف الشمالي، في حين دارت اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام في منطقة الدلاك غربي مدينة السلمية بالريف الجنوبي.
كذلك دارت معارك عنيفة في محافظة القنيطرة بعد أن استقدم النظام أرتالا ضخمة وأعدادا كبيرة من الجنود والآليات في محاولة لشن عملية ضخمة واستعادة المناطق الخارجة عن سيطرته.
وفي دير الزور، قصف النظام الأحياء الخارجة عن سيطرته براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، فيما دارت اشتباكات في حي الحويقة بين الجيش الحر والقوات الحكومية.
كيري يبحث الملف السوري وسط اتهامات متبادلة
يبحث وزير الخارجية الأميركي جون كيري في أبو ظبي تطورات الملف السوري، و”خاصة الأزمة الإنسانية وعدم استعداد النظام السوري للمشاركة في محادثات جنيف بشكل بناء”، وسط اتهامات متبادلة بين واشنطن وموسكو بشأن المسؤول عن إعاقة التوصل إلى تسوية الملف السوري.
وفور وصوله من العاصمة الإندونيسية جاكرتا إلى أبو ظبي -في ختام جولة دبلوماسية في عدد من دول آسيا استمرت ستة أيام- عقد كيري اجتماعا مع ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ووزير الخارجية عبد الله بن زايد آل نهيان.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول بارز في وزارة الخارجية الأميركية قوله إن المسؤولين “سيناقشون قضايا إقليمية رئيسية تهم الطرفين مثل الوضع المستمر في سوريا وخاصة الأزمة الإنسانية وعدم استعداد النظام السوري للمشاركة في محادثات جنيف بشكل بناء”.
ويأتي هذا اللقاء عقب تصريحات أدلى بها كيري خلال مؤتمر صحفي بجاكرتا أمس، ردت عليها موسكو في وقت لاحق يوم الاثنين، اتهم فيها روسيا بتشجيع نظام بشار الأسد على “المزايدة” والبقاء في السلطة، بعد فشل الجولة الأخيرة من المفاوضات في جنيف بين ممثلين للنظام والمعارضة.
وقال الوزير الأميركي إن النظام يمارس العرقلة، وإن كل ما قام به هو الاستمرار في إلقاء براميل متفجرة على شعبه ومواصلة تدمير بلاده، مضيفا “يؤسفني أن أقول إنهم يفعلون ذلك بدعم متزايد من إيران وحزب الله وروسيا”.
جزء من الحل
وأضاف كيري أن روسيا يجب أن تكون جزءا من الحل بدل أن توزع المزيد من الأسلحة والمساعدات على النظام السوري، مما يشجع الأسد على المزايدة ويطرح مشكلة كبرى، على حد قوله.
ومن خلال هذه التصريحات يبدو أن كيري يحاول -فيما يبدو- تشديد الضغوط الدبلوماسية على نظام الأسد للتوصل إلى تسوية سياسية تضع نهاية لهجمات القوات الحكومية على مناطق سيطرة المعارضة وتخفيف معاناة عشرات الآلاف من السوريين الذين قطعت عنهم المعونة الإنسانية.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد قال يوم الجمعة الماضي دون أن يتطرق إلى تفاصيل إنه يدرس سبلا جديدة لممارسة ضغوط على الأسد.
وفي رده على ذلك رفض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين اتهامات نظيره الأميركي كيري لبلاده بإعاقة التوصل إلى تسوية بشأن الملف السوري عبر دعمها نظام الرئيس بشار الأسد، مشددا على أن بلاده فعلت كل ما وعدت به لحل هذه الأزمة.
وقال لافروف إن الأرقام تظهر بوضوح أن نظام الأسد ليس من يخلق العدد الأكبر من المشاكل، و”إنما المجموعات الإرهابية التي تزايدت في كل أنحاء سوريا دون أن تكون لها أي مرجعية سياسية”.
وأضاف أن وفد المعارضة المشارك في مفاوضات جنيف2 لم يضم أعضاء مهمين آخرين من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة رغم وعد الأميركيين ببذل قصارى جهدهم لضمان مشاركة وفد معارضة يتمتع بتمثيل حقيقي.
هيئة جديدة
وأشار لافروف إلى أن روسيا تنظر في تقارير تتحدث عن جهات -لم يسمها- داعمة للمعارضة تعمل على تشكيل هيئة جديدة بديلة عن الائتلاف الوطني ترجح الخيار العسكري للإطاحة بالأسد بدلا من المشاركة في مفاوضات مستقبلية.
من جهتها قالت الخارجية الروسية في بيان لها إن “أقل ما يمكن قوله إن تصريحات من سارعوا إلى الحديث عن فشل جولتي المفاوضات تدعو إلى الشك”، داعية إلى عدم “الإسراع في (إصدار) أحكام مماثلة ومواصلة التحرك بشكل بناء استنادا إلى الجوانب الإيجابية التي تم التوصل إليها خصوصا على الصعيد الإنساني”.
وكان الموفد الأممي الأخضر الإبراهيمي قد أعلن السبت نهاية الجولة التفاوضية الثانية في جنيف من دون أن يحدد موعدا لجولة ثالثة.
واعتذر الإبراهيمي للسوريين, وحمّل وفد النظام جزءا كبيرا من مسؤولية فشل هذه الجولة لإصراره على تقديم مناقشة البند المتعلق بما يسميه مكافحة الإرهاب على مقترح تشكيل هيئة الحكم الانتقالية الذي تتمسك المعارضة بمناقشته أولا، وعرض كحل وسط مناقشة المسألتين بشكل متزامن، لكنه لم يستطع إقناع وفد النظام بذلك.
من جهته، أبدى مجلس الوزراء السعودي “أسفه لفشل مؤتمر جنيف2 في تحقيق نتائج ملموسة”، محملا النظام مسؤولية هذا الفشل، “بسبب تعنته وحرفه المؤتمر عن أهدافه وفق مقررات” مؤتمر جنيف1، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
قتلى بقصف على درعا وريف حمص
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قالت مصادر في المعارضة السورية إن نحو 20 شخصا قتلوا، الثلاثاء، بقصف على مناطق في ريف حمص ودرعا.
وذكر “اتحاد تنسيقيات الثورة” أن أكثر من 16 شخصا قتلوا وأصيب 50 آخرون نتيجة القصف بالبراميل المتفجرة على بلدة مزيريب بريف درعا .
وفي حمص، قالت “الهيئة العامة للثورة السورية” إن 4 مقاتلين من المعارضة المسلحة قتلوا خلال اشتباكات مع القوات الحكومية في بلدة الزارة في قلعة الحصن بريف المدينة الغربي.
فيما قتل وأصيب عدة أشخاص بغارة جوية للطيران الحربي على بلدة الدار الكبيرة بريف حمص الشمالي.
وشن الطيران الحربي قصفا من الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة استهدف محيط التلال الحمر بريف القنيطرة الجنوبي، تزامنا مع قصف بالصواريخ على معظم المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة بريف القنيطرة.
اعتقال ناشطات حقوقيات
في هذه الأثناء، اعتقلت السلطات السورية ابنة المحامي الحقوقي البارز المعتقل خليل معتوق، وناشطة في مجال حقوق الإنسان، حسبما ذكر رئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية أنور البني.
وقال البني لفرانس برس “إن عناصر من الأمن العسكري اعتقلت مساء الاثنين جيهان أمين ورنيم معتوق بعد مداهمة منزل كل منهما في صحنايا” على بعد 15 كيلومترا جنوبي دمشق.
وتنشط جيهان أمين (40 عاما) وهي عضوة في المركز، منذ أكثر من عشرة أعوام في الدفاع عن عشرات السجناء السياسيين.
بينما لا تمارس رنيم معتوق (24 عاما) أي نشاط سياسي، وهي ابنة الحقوقي المدافع عن حقوق الإنسان المحامي خليل معتوق المعتقل منذ أكتوبر 2012، وهي طالبة في كلية الفنون الجميلة.
كما تم اعتقال شابين في هذه الحملة التي نفذها عناصر الأمن في صحنايا، بحسب البني الذي طالب السلطات السورية “بإطلاق سراح جميع المعتقلين”.
محللون لـCNN: علينا التدخل بالحرب السورية.. أو جمع إيران والسعودية
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — رأى محللون أمريكيون أن أدارة الرئيس باراك أوباما، ارتكبت الكثير من الأخطاء حيال الملف السوري، وذلك من خلال بقائها مكتوفة الأيدي، داعين إلى ضرورة الضغط على روسيا لوقف ما يجري على الأرض باعتبار أن تلكؤ واشنطن واضطراب موقفها في الفترة الماضية جعل الصراع أكثر خطورة.
وقالت سارة إليزابيث كاب، المحللة السياسية الأمريكية لـCNN: “الحرب في سوريا مستمرة منذ أكثر من عامين ونحن نعلم منذ ذلك الوقت بمدى الفظائع المرتكبة، ونعلم أن بشار الأسد يقتل شعبه ونعلم أن لديه سلاحا كيماويا ويحظى بدعم من حزب الله وإيران وروسيا، كما ندرك أيضا أن تنظيمات مثل داعش وجبهة النصرة تستفيد من هذا الصراع والفوضى.”
وتابعت كاب بالقول: “المشكلة أن أوباما لم يقم بما يسرّ أي طرف، فهو لم يطلب التدخل العسكري المباشر، كما أنه حدد خطوطا حمراء بالنسبة للوضع في سوريا، ما يتنافى مع عدم التدخل، كما أنه طالب بتنحي (الرئيس السوري بشار) الأسد بالتزامن مع السماح للروس بعقد صفقة حول ترسانته الكيماوية، ولذلك فإن الموقف الأمريكي مضطرب ومعطل وقد ساعد على جعل الصراع أكثر خطورة.”
ولدى سؤالها حول التكلفة الباهظة للتدخل العسكري في سوريا بعد ما جرى بأفغانستان والعراق ردت كاب بالقول: “أظن أن عواقب عدم التدخل ستكون أكبر بكثير من التداعيات المترتبة على شن عمليات عسكرية .”
من جانبه، قال المحلل فان جونز، إنه يعارض التدخل العسكري الأمريكي “نظرا لتكلفة ذلك والمدة التي تستغرقها العملية” ودعا إلى “استنفاد كل الطرق الدبلوماسية” مع الإقرار في الوقت عينه بأن حصيلة مفاوضات جنيف كانت “كارثية.”
وحول انتقادات بعض الدول الخليجية، وخاصة السعودية والإمارات، للاستراتيجية الأمريكية قال جونز: “الفارق بيننا وبين بعض حلفائنا المتحفزين للقتال هو أننا لا نعتقد بضرورة خوض المعارك في كل الحالات، لذلك فعلينا زيادة المساعدات الإنسانية التي نقدمها، وكذلك وقف المخادعة الروسية، فإذا كانت موسكو ترغب باستعادة دور القوى العظمى العالمية فعليها السماح بدخول المساعدات الإنسانية، كما علينا دفع السعودية وإيران إلى الجلوس على طاولة المفاوضات لأننا أمام حرب بالوكالة بينهما.”
مصادر ترجّح انتقال مقر ائتلاف المعارضة السوري للقاهرة خلال أسابيع
روما (18 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
علمت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء من مصادر مقرّبة من ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية إن الائتلاف يتّجه لنقل مقراته إلى العاصمة المصرية القاهرة، ورجّحت أن سير الأمر كذلك ما لم تضع السلطات المصرية “عراقيل” على هذه الخطوة.
وقالت المصادر “هناك نيّة لانتقال مقر الائتلاف للعاصمة المصرية، وربما سيتم ذلك بحلول نهاية الشهر الجاري وفق المعلومات التي نتابعها والاتصالات التي يجريها الائتلاف، ما لم تضع السلطات المصرية عقبات أمام هذه الخطوة وهو أمر مستبعد”، حسب تقديرها.
وأضافت المصادر “يبدو أن هناك ضغوط من قبل تركيا على الائتلاف، خاصة بعد الأزمة الداخلية التي تعرّض لها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، وربما يكون للتقارب التركي ـ الإيراني تأثيرا أدى لضغوط من هذا النوع على الائتلاف”، وفق قولها
الجيش السوري الحر: واشنطن تعهدت بإمدادنا بأسلحة نوعية
كشفت قيادة الجيش السوري الحر عن أن الولايات المتحدة تعهدت بإمداد المعارضة المسلحة بأسلحة نوعية.
وفي تصريح لبي بي سي، قال العقيد قاسم سعد الدين، المتحدث باسم المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر إنه “بفشل مفاوضات جنيف وتعنت النظام وتعنت الموقف الروسي، يجب أن يقدموا (الأمريكيين) دعما للثورة.”
واستطرد سعد الدين، قائلا “لذلك سمعنا وأخذنا وعودا من الأمريكان أنهم سوف يقومون بتسليح المعارضة بالسلاح النوعي.”
وأوضح المتحدث أن هذا السلاح النوعي يشمل صواريخ مضادة للطائرات وأخرى مضادة للدبابات.
وأشار سعد الدين إلى أن عواصم غربية، بينها واشنطن، كانت متخوفة من وقوع الأسلحة في أيدي جماعات إرهابية ناشطة داخل سوريا.
لكنه استدرك بالقول “إنما بعد إعادة هيكلة الأركان، سوف يكون هناك مقر في المنطقة الجنوبية. والمنطقة الجنوبية لا يوجد فيها فصائل أو منظمات إرهابية.”
يأتي هذا بعد يوم من إعلان الجيش الحر إقالة رئيس هيئة الأركان، سليم إدريس، وتعيين عبد الاله البشير النعيمي بدلا منه، في إطار ما قال إنه عملية إعادة تشكيل لقواته.
أعلن “الجيش السوري الحر” الاحد إقالة رئيس هيئة أركانه ،وتعيين قائد ميداني أخر “أكثر خبرة” في موقعه في إطار ما قال الجيش الحر إنه عملية إعادة تشكيل لقواته.
وكان النعيمي قائدا لعمليات الجيش السوري الحر في محافظة القنيطرة.
ويعتبر الغرب الجيش السوري الحر الجهة الأكثر “اعتدالا” بين فصائل المعارضة السورية التى تقاتل نظام بشار الأسد المدعوم بقوات من حزب الله وإيران.
ويحظى الجيش الحر بدعم من دول الغرب وعدد من الدول العربية.
وكان الجيش الحر أقوى التنظيمات المسلحة المعارضة على الساحة السورية، ولكنه تعرض للتهميش إلى حد كبير بعد توسع تنظيمات إسلامية في السيطرة على أماكن واسعة في شمالي سوريا وجنوبها.
وقد انهكت الخلافات الداخلية الجيش الحر، كما انهكته المنافسة مع تحالفات معارضة مسلحة أخرى مثل الجبهة الإسلامية التي تعد الآن أكبر التنظيمات المعارضة المسلحة على الساحة السورية.
وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، قررت الولايات المتحدة وبريطانيا وقف المساعدات التي كانت تقدمها للجيش الحر بعد أن تمكن مسلحون إسلاميون من الاستيلاء على مستودع للمعدات تابع له.
BBC © 2014
أمريكا تعارض تزويد المعارضة السورية بصواريخ تطلق من على الكتف
واشنطن (رويترز) – قال مسؤول كبير بإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة تعارض تزويد قوات المعارضة السورية بصواريخ تطلق من على الكتف ويمكنها إسقاط طائرات حربية.
وكاد المسؤول الذي يرافق وزير الخارجية جون كيري خلال زيارته لتونس يرد على تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال يوم الجمعة أفاد بأن السعودية عرضت تزويد المعارضة السورية بأنظمة دفاع جوي محمولة صينية الصنع وصواريخ موجهة مضادة للدبابات من روسيا.
ونقلت الصحيفة هذه الأنباء عن دبلوماسي عربي وعدد من مصادر المعارضة على علم بهذه المساعي.
وقال المسؤول في إدارة أوباما طالبا عدم نشر اسمه “الإدارة لا تزال تعارض أي تقديم لأنظمة الدفاع الجوي المحمولة للمعارضة السورية.”
وقالت وول ستريت جورنال إن الحلفاء العرب للولايات المتحدة الذين يشعرون بخيبة أمل من محادثات السلام السورية وافقوا على تسليح المعارضة السورية بمزيد من الأسلحة المتطورة.
وتعارض الولايات المتحدة منذ فترة طويلة تزويد المعارضة بصواريخ مضادة للطائرات خشية أن تسقط في أيدي قوات ربما تستخدمها ضد أهداف غربية أو طائرات تجارية.
وأضافت الصحيفة أن السعوديين أحجموا على تقديم مثل هذه الأسلحة في الماضي بسبب المعارضة الأمريكية.
(اعداد علي خفاجي للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)