أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 07 أذار 2017

«آلية رقابة» روسية – إسرائيلية على «الجماعات الشيعية» في سورية

موسكو – رائد جبر لندن – «الحياة»

ستكون سورية هذا الأسبوع محوراً أساسياً في محادثات يجريها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الخميس، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة. وفيما أفادت معلومات في موسكو بأن نتانياهو يسعى إلى وضع آليات مشتركة مع الروس لفرض «رقابة دقيقة على نشاط القوات الشيعية الحليفة لـ (الرئيس) بشار الأسد»، في إشارة إلى الجماعات التي تعمل بإشراف إيران، يبدو واضحاً أن محادثات أردوغان ستتناول أزمة منبج في شمال سورية والتي تُصر أنقرة على طرد ميليشيات كردية متحالفة مع الأميركيين منها. وتدخلت موسكو قبل أيام على خط الأزمة، واتفقت مع فصيل «مجلس منبج العسكري» الذي يسيطر على المدينة لنشر قوات الحكومة السورية في ريفها من أجل منع تركيا وحلفائها في فصائل «درع الفرات» من اقتحامها. لكن «مجلس منبج» أكد ليل الأحد- الإثنين أن المدينة باتت في حماية التحالف الدولي بقيادة أميركا وأن القوات السورية ستنتشر فقط في ريفها.

وأعلن تحالف «قوات سورية الديموقراطية» العربي- الكردي المدعوم أميركياً، أنه تمكن أمس من قطع خط الإمداد الرئيسي لـ «داعش» بين محافظتي الرقة ودير الزور، في نكسة جديدة للتنظيم.

ومن المقرر أن يُجري رئيس الوزراء الإسرائيلي محادثات مع القيادة الروسية الخميس تركّز على توسيع التعاون الأمني بين موسكو وتل أبيب في سورية. ونقلت صحيفة «إزفيستيا» القريبة من الحكومة الروسية عن مصدر ديبلوماسي- عسكري روسي أن نتانياهو يتطلع إلى تعزيز «آليات مشتركة للرقابة والرصد في المناطق القريبة من الحدود الشمالية» لإسرائيل، بالإضافة إلى مناقشة «المساعدات الإضافية التي ستقدمها موسكو إلى تل أبيب لمواجهة أي تحركات في المنطقة». وذكر المصدر أن تل أبيب ترغب في توقيع بروتوكول تعاون إضافي حول هذه النقطة ليُضاف إلى اتفاق التعاون الذي توصل إليه الطرفان بعد بدء التدخل العسكري الروسي المباشر في سورية نهاية أيلول (سبتمبر) 2015. وتسعى تل أبيب إلى إمدادها بمعلومات كاملة عن كل التحركات في المناطق القريبة من الحدود، ووضع آليات مشتركة مع الروس لفرض «رقابة دقيقة على نشاط القوات الشيعية الحليفة لبشار الأسد»، إضافة إلى مناقشة مسائل التعاون العسكري بين دمشق وطهران. وقال المصدر إن موسكو لا تعترض على تحركات طائرات إسرائيلية من دون طيار في مناطق الجنوب السوري، إضافة إلى عمليات برية للوحدات الخاصة الإسرائيلية تتم بهدف «ضمان أمن إسرائيل».

وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، أن تثبيت وقف النار في سورية وتعزيز مجالات الحوارات بين الأطراف السورية سيكونان بين أبرز محاور البحث خلال المحادثات المقررة الجمعة بين بوتين وأردوغان. وتحدثت مصادر عسكرية عن تفاهمات روسية- أميركية لمنع مواجهات بين قوات «درع الفرات» المدعومة من أنقرة، والقوات الكردية في منبج. ونقلت وسائل إعلام روسية عن مصادر عسكرية، أن العسكريين الروس لعبوا دور الوسيط بين الحكومة السورية والأكراد، حيث تم بنتيجة الاتفاق نشر وحدات من القوات السورية في «منطقة عازلة». وكتبت صحيفة «نيزافيسيمايا غازييتا» أن التقدم الذي لوحظ خلال الأيام الأخيرة لمدرعات أميركية قرب منبج لم يأت من دون تنسيق مع موسكو.

وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم أمس إن بلاده لا تخطط لحملة عسكرية على منبج السورية من دون التنسيق مع الولايات المتحدة وروسيا اللتين لهما وجود عسكري في المنطقة، قائلاً لتلفزيون «خبر»: «(من دون تنسيق من هذا القبيل) لن تكون هناك نتيجة تذكر وقد تزداد الأمور تعقيداً».

وأكد «مجلس منبج العسكري» المنضوي في تحالف «سورية الديموقراطية» في بيان صدر ليل الأحد- الإثنين، أن منبج أصبحت تحت حماية قوات التحالف الدولي بعد زيادة «التهديدات التركية باحتلال المدينة». وقال الناطق باسم المجلس شرفان درويش لوكالة «رويترز»: «عززوا (الأميركيون) دورياتهم وجلبوا مصفحات ومدرعات. لم نطلب حتى الآن أي مؤازرة لا من قوات سورية الديموقراطية ولا من وحدات حماية الشعب (الكردية) أو أي مرجع آخر». وأكد بدء تنفيذ الاتفاق الذي أبرمه «مجلس منبج» مع روسيا لتسليم القوات السورية قرى تقع على خط المواجهة مع الأتراك وفصائل «درع الفرات». وأضاف أن شحنة «رمزية» من المساعدات الإنسانية الروسية سُلّمت إلى سلطات منبج الجمعة من خلال ممر افتتح حديثاً مع مناطق سيطرة الحكومة السورية.

على صعيد آخر، قطعت «قوات سورية الديموقراطية» بدعم من التحالف الدولي طريق الإمداد الرئيسي لـ «داعش» بين الرقة ودير الزور. لكن مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن قال لوكالة «فرانس برس» إن هناك طرقاً أخرى فرعية يمكن التنظيم استخدامها، «إلا أنها مرصودة من طائرات التحالف».

وفي بروكسيل (أ ف ب)، اعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني ان الاتحاد سيستضيف في الخامس من نيسان (ابريل) في بلجيكا مؤتمراً دولياً لعرض ملف المساعدات لسورية.

 

«تفاهمات» روسية – أميركية لمنع مواجهات بين «درع الفرات» والقوات الكردية في منبج

موسكو – رائد جبر

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تثبيت وقف النار في سورية وتعزيز مجالات الحوارات بين الأطراف السورية سيكونان بين أبرز محاور البحث خلال المحادثات المقررة الجمعة بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، فيما تحدثت مصادر عسكرية عن تفاهمات روسية – أميركية لمنع وقوع مواجهات بين قوات «درع الفرات» المدعومة من أنقرة، والقوات الكردية في منبج، شمال سورية.

وأكد لافروف عقب محادثات أجراها مع نظيره الأذري إلمار مامدياروف، أمس، أن روسيا تواصل تنسيق المواقف مع تركيا التي وصفها بأنها «الشريك القريب لأذربيجان وروسيا في الوقت نفسه».

وقال إن موسكو ستشهد قمة روسية – تركية في غضون أيام، يتطرق خلالها الرئيسان بوتين وأردوغان إلى جملة ملفات العلاقات الثنائية. وسيتم التركيز على السياسة الخارجية، وخصوصاً «ما يتعلّق بمواصلة تقديم الدعم المشترك لتسوية الأزمة السورية من خلال تنفيذ مبادرتنا المشتركة، الخاصة بوقف إطلاق النار وتعزيز الحوار السياسي بين الحكومة والمجموعات المسلحة».

وكان الكرملين أعلن في وقت سابق أن المحادثات التي تجرى الجمعة ستركز على الخطوات التي يمكن أن تقوم بها كل من موسكو وانقرة لدفع الجهود المشتركة في سورية.

تزامن ذلك، مع تسريبات نقلتها أمس وسائل الإعلام الروسية عن مصادر عسكرية تحدثت عن جهود حثيثة قامت بها موسكو لمنع وقوع صدامات بين القوات المدعومة من جانب تركيا ووحدات الدفاع الذاتي الكردية في منبج. وتوّجت بالتوصل إلى اتفاق لتسليم أجزاء كبيرة من المنطقة بين ريفي مدينتي منبج والباب إلى القوات الحكومية السورية.

وقالت المصادر إن العسكريين الروس لعبوا دور الوسيط بين الحكومة السورية والكرد، حيث تم بنتيجة الاتفاق نشر وحدات من القوات الحكومية السورية في «منطقة عازلة»، كما بذلوا كل ما في وسعهم من أجل تهدئة الجانب التركي.

وكتبت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» أن التقدم الذي لوحظ خلال الأيام الأخيرة لمدرعات أميركية قرب مدينة منبج السورية، لم يأت من دون تنسيق مع موسكو، وان الهدف المشترك لروسيا والولايات المتحدة هو إقامة منطقة عازلة بين المقاتلين الأتراك والأكراد في هذه المنطقة.

وأشارت الصحيفة إلى أن واشنطن لن تناقش على المدى المنظور مع موسكو مسائل تعزيز التنسيق ضد تنظيم «داعش». لكنّ الطرفين يعملان معاً لتجنّب مواجهة تركية – كردية، وهذا يفسر تقدم القوات الحكومية إلى منبج بغطاء روسي والبدء بانسحاب القوات الكردية مع توقف التقدم التركي إلى المدينة، مضيفة أن الهدف النهائي هو منع أي مواجهة غير مرغوبة بين الأطراف في هذه المنطقة.

على صعيد آخر، كشفت صحيفة «كوميرسانت» القريبة من النخب السياسية والمالية تفاصيل عن أضخم خسائر تمنى بها روسيا منذ تدخلها العسكري المباشر في سورية. ونقلت عن مصادر أمنية – عسكرية أن قافلة عسكرية روسية كانت تعرضت منتصف الشهر الماضي لهجوم قوي قرب حمص أسفر عن مقتل 6 عسكريين بارزين وإصابة جنرال بجروح خطرة. وكانت موسكو نفت في حينها معطيات بثتها المعارضة السورية حول الهجوم، لكن «كوميرسانت» قالت إن بعض القتلى تم نقله سراً الى مدينة يكاتيرينبروغ الروسية ودفن هناك. بينما سعى الأطباء في قاعدة «حميميم» على مدى أسبوع إلى إنقاذ حياة الجنرال بيتر ميلوخين قائد إدارة العمليات والتدريب في الجيش الروسي الذي فقد ساقيه وإحدى عينيه في الهجوم وما زال بحال الخطر حتى الآن.

وتعد هذه أسوأ خسارة لروسيا منذ انخراطها المباشر في الحرب السورية نهاية أيلول (سبتمبر) 2015. لجهة أن ميلوخين هو أرفع مسؤول عسكري يتعرض لهجوم في سورية. وبلغت الحصيلة الرسمية لخسائر القوات الروسية في سورية والتي أقرّت بها قيادة الجيش حتى الآن 27 ضابطاً وجندياً. لكن الصحيفة لفتت إلى وجود خسائر أخرى في الأرواح لا تقر بها المؤسسة العسكرية، باعتبار أن القتلى فيها من المتعاقدين وليسوا جنوداً نظاميين.

 

بسمة قضماني لـ «الحياة»: روسيا أدركت ضعف القوات النظامية

باريس – رندة تقي الدين

قال مصدر ديبلوماسي فرنسي متابع للمفاوضات السورية في جنيف إن الجانب الروسي يصرّ على أنه لا يمكن التفاوض على شيء طالما لم يتم التطرق إلى مسألة مكافحة الإرهاب وفق الرؤية الروسية، مضيفاً أن موسكو تريد توحيد المعارضة تحت مظلتها، ومؤكداً أن التقدم كان ضئيلاً جداً في هذه الجولة الرابعة من مفاوضات جنيف.

وفي هذا الإطار، قالت بسمة قضماني عضو وفد المعارضة إلى جنيف: «ذهبنا إلى المفاوضات بأمل من المعارضة وأيضاً من الوسيط الأممي ستيفان دي ميستورا بأنه أصبح من مصلحة روسيا تحقيق حل سياسي بعد انتهاء معركة حلب، وبأن موسكو ستمارس ما يلزم من الضغط على النظام كي يتعامل مع الحل السياسي في جنيف بشيء من الجدية». وأضافت لـ «الحياة»: «هذا لم يحصل كما كنا نأمل. ولكن كان هناك بوضوح شيء من الضغط على النظام الذي ليست لديه رغبة ولا اهتمام بحل سياسي لكنه اضطر إلى التعامل مع عملية جنيف وعدم تجاهل ما يُطرح عليه فيها». وتابعت متحدثة عن الموقف الروسي في هذه المفاوضات: «يبدو أن روسيا استخلصت دروساً عدة مما جرى في حلب، وعلى رأس هذه الدروس أن قوات النظام أصبحت في حالة ضعف ولا يُعتمد عليها لا في مواجهة المعارضة ولا في مواجهة داعش. ورأينا ذلك في معركة تدمر الأخيرة عندما قيل إن النظام استعاد السيطرة على تدمر إنما كانت هناك في الواقع قوات جوية وبرية روسية وهي التي حاربت مباشرة. فهمت روسيا أنها لا تستطيع أن تعتمد على النظام في خوض المعارك لأن قدراته العسكرية أصبحت محدودة جداً، وأي إنجاز عسكري تريده روسيا ستضطر على الاعتماد فيه على الميليشيات الإيرانية المشكّلة من عراقيين وأفغان وجزئياً من حزب الله، وهذا سيزيد ارتباط روسيا بإيران في سورية. وما نلاحظ أن أهداف روسيا في سورية ليست بالضرورة مماثلة لأهداف إيران فيها، ولذلك نجد أن روسيا تسعى إلى الحل السياسي كي تقلل من ارتباطها بهذه الميليشيات على الأرض».

وعن ممثلي المعارضة المسلحة الذين شاركوا في مفاوضات جنيف وما يقولونه عن الوضع العسكري على الأرض، قالت: «هم ممثلون للفصائل العسكرية للجيش الحر المتواجدة في الشمال والجنوب وريف دمشق وفي حمص، وهذه فصائل معتدلة تسعى إلى الحل السياسي وإنهاء المعركة وتلتزم القرار السياسي للهيئة العليا للمفاوضات، وبالتالي لم يعد في جنيف أي تساؤلات حول إلزام الهيئة العليا للمفاوضات القوات العسكرية القرار السياسي، لأن الفصائل العسكرية في الجيش الحر ملتزمة القرار السياسي. ويبقى هناك فصائل متشددة بالطبع، ولكن نعتقد أنه إذا كان هناك أفق لحل سياسي فالسكان المدنيون انفسهم ينبذون القوة المتطرفة التي لا تريد الحل. وجماعة داعش تسيطر على أماكن شاسعة في سورية ولكنها ليست متداخلة نهائياً مع مناطق المعارضة العسكرية».

وعن طلب النظام في جنيف طرح موضوع مكافحة الإرهاب بين المواضيع الأخرى التي ستُناقش، قالت: «ما أُنجز في شكل واضح بالنسبة إلينا في جنيف هو أن هناك مساراً من اجل التفاوض على الانتقال السياسي كمحور أساسي على طاولة المفاوضات، واضطر النظام لقبول ذلك. ونحن نرحّب إذا كان هذا القبول تم بضغط من الجانب الروسي ونعتبره إنجازاً. القبول بالحديث عن الانتخابات والدستور نعتبره أعمدة الانتقال السياسي. فليس لدينا أي تحفظ للتحدث عن هذه المواضيع. عندما طرح المحور الرابع قيل إن النظام يطالب بمناقشة الإرهاب، وقبل أن يطرح النظام ذلك كنا ننقاش مع المبعوث الخاص السيد دي ميستورا موضوع الأمن والمؤسسات والأجهزة الأمنية والإجراءات التي يجب وضعها في المرحلة الانتقالية لنضمن أن الانتقال السياسي ليس فقط انتقالاً سياسياً تبقى فيه الأجهزة الأمنية والجيش كما هي حالياً وبقادتها المتورطين في الجرائم». وتابعت: «طُرحت فكرة أن يكون هناك محور (رابع) يرتبط بما يجري في آستانة من مفاوضات على وقف اطلاق النار ومحاربة الإرهاب، فهذه المواضيع مطروحة في آستانة. وما قاله دي مستورا هو أن ليست لديه إمكانية للتأثير في موضوع محاربة الإرهاب، وبالتالي هو بنفسه يفضّل أن يعالج هذا الموضوع في آستانة حيث تتواجد القوى التي تستطيع أن تؤثر في هذا الملف وهي إيران وميليشياتها وتركيا المتواجدة في الأراضي السورية في الشمال والتي لها علاقات مع فصائل عديدة، بالإضافة إلى المملكة الأردنية التي انضمت إلى عملية آستانة وأصبحت أيضاً طرفاً في هذه المفاوضات. هناك مناقشات حول ضمانات وقرارات وضغوط تجرى في آستانة، أما في جنيف فيكون المطروح في المحور الرابع الإطار العسكري الذي يجب أن نصل إليه كي لا تكون عملية الانتقال شكلية فقط».

وعن تعدد صفوف المعارضة بين منصات القاهرة وموسكو والرياض، قالت قضماني: «روسيا والنظام يعرفان أن الهيئة العليا للمفاوضات هي الجسم الأوسع للمعارضة السياسية والعسكرية. معارضات (منصات) القاهرة وموسكو تمثّل شخصيات ليس لها قوة على الأرض، وبالتالي معروف مع من يتم الحديث عن الوضع الأمني. ولكن لدينا زملاء في المعارضة وعلينا أن نتشاور ونتحاور معهم حول الموقف الذي يريدونه. موقف معارضة القاهرة قريب جداً من الهيئة العليا بل يكاد يكون متطابقاً، ولكن مع مجموعة موسكو هناك اختلاف». وعن أداء المبعوث الخاص دي ميستورا، قالت: «هو منحاز للحل وهو انحياز يجعله يتقرّب من الطرف الذي يبحث جدياً عن الحل وهدفه هو أن يتوصل إلى نتائج، وهذا ما كان واضحاً من تعاملنا معه ومع فريقه. لقد أخذ من المعارضة كل الجدية والالتزام، بعكس النظام. والمبعوث الخاص على اطلاع واسع ودقيق على كل تفاصيل الوضع في شكل جيد، ونأمل بأن يستمر في دوره كوسيط، وأن يثبت وقف النار، وهذا لم يحصل حتى الآن».

 

ترامب يخفف قيود السفر

واشنطن – جويس كرم

وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس، مرسوماً ثانياً لحظر السفر الى الولايات المتحدة، يطاول 6 دول شرق أوسطية، مستثنياً العراق، كما يتضمّن تحصينات قانونية تساعد البيت الأبيض في أي مواجهة قضائية، ولتجنّب إبطاله كما حدث مع المرسوم الأول الذي صدر في كانون الثاني (يناير) الماضي. وأعتبر تعديل المرسوم «تخفيفاً» للقيود على السفر الى الولايات المتحدة.

وكانت محاكم فيديرالية جمّدت المرسوم الأول لترامب، بعدما أثار غضباً سياسياً وفوضى لوجستية في مطارات في الولايات المتحدة والخارج. وألغت وزارة الخارجية 60 ألف تأشيرة، بموجب الأمر السابق، واحتُجز مئات في مطارات أميركية.

وعلى رغم التعديلات على المرسوم الثاني، لكنه واجه معارضة مجموعات مدافعة عن حقوق الإنسان، ودعوات إلى التظاهر ضده في المطارات أمس. كما نددت مجموعات أميركية مسلمة وأميركية عربية بمضمونه، إذ اعتبرته «مثل القرار الأول يحمل طابعاً تمييزياً».

وأعرب خبراء عن خشيتهم من تأثيرات اقتصادية سلبية للمرسوم، ومن تكبيده القطاع السياحي الأميركي 185 مليون دولار، بعد القرار الأول، كما أوردت صحيفة «نيويورك تايمز». أما صحيفة «واشنطن بوست»، فأشارت إلى أن مزاج الرئيس الأميركي «تحسّن كثيراً» بعد تأكده من إنجاز المرسوم الثاني.

وعكس المرسوم الأول، غابت في القرار التنفيذي الثاني الاستعراضات الرئاسية، ووقّعه ترامب من دون حضور إعلامي، فيما كشف وزراء الخارجية والعدل والأمن الداخلي ريكس تيلرسون وجيف سيشنز وجون كيلي مضمونه، وهو يستثني العراق وحاملي الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة، وحاملي الجنسية المزدوجة في حال دخولهم الأراضي الأميركية من خارج الدول المحظورة، إضافة إلى حاملي التأشيرات الصالحة، إلا تلك التي تم الحصول عليها بعد 27 كانون الثاني الماضي. وقال مسؤول بارز في وزارة الخارجية إن «العامل الذي وراء القرار هو الرغبة في زيادة الأمن».

ويفيد المرسوم الجديد، الذي يبدأ تطبيقه في 16 الشهر الجاري واستشير الكونغرس في شأن مضمونه، بتجميد دخول جميع اللاجئين لـ120 يوماً، بينهم السوريون، كما يحظّر لـ90 يوماً إصدار التأشيرات للسوريين والإيرانيين والليبيين والصوماليين واليمنيين والسودانيين. وبفرضه الحظر على جميع اللاجئين، يكون القرار حصّن نفسه ضد اتهامات بالتمييز أو أنه يستهدف المسلمين، إذ إن المرسوم الأول استثنى الأقليات.

وقال مسؤولون أميركيون إن الدول الست مُستهدفة لأن قدراتها على فحص المعلومات الخاصة بمواطنيها لا تطابق المتطلبات الأمنية الأميركية، وبسبب غياب الحضور الديبلوماسي الأميركي في هذه الدول.

وأوردت «نيويورك تايمز» أن استثناء العراق جاء بعد محادثات بين تيلرسون ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، ومن هنا تأكيد وزير الخارجية الأميركي أن «العراق حليف يقدم تضحيات في الحرب ضد الإرهاب وداعش، بتنسيق وثيق مع العسكريين الأميركيين، رجالاً ونساءً».

وبرّر مسؤولون أميركيون شطب اسم العراق من اللائحة بأن حكومته وافقت على تعزيز تعاونها مع واشنطن، في فرض إجراءات فحص جديدة، مثل زيادة الرقابة على تأشيرات السفر وتبادل البيانات، وبسبب مشاركتها في مكافحة «داعش».

واعتبر تيلرسون أن المرسوم الجديد هو «إجراء حيوي لتعزيز أمننا القومي»، لافتاً إلى أن «ترامب يمارس سلطته الشرعية لحماية شعبنا». وأضاف: «مع استمرار تطوّر التهديدات الموجّهة لأمننا، وتغيّرها، يفرض المنطق السليم علينا الاستمرار في إعادة تقويم الأنظمة التي نعتمد عليها لحماية بلادنا».

وأعرب ناطق باسم الخارجية العراقية عن «ترحيب عميق» بالقرار، لافتاً إلى أنه «خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح الذي يعزّز التحالف الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن في مجالات كثيرة، في مقدّمها محاربة الإرهاب».

تزامن ذلك مع إعلان مسؤول في وزارة الأمن الداخلي الأميركية، أن مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) يحقق مع حوالى 300 شخص دخلوا الولايات المتحدة بوصفهم لاجئين، للاشتباه في تنفيذهم «نشاطات متصلة بالإرهاب».

وكانت نيجيريا نصحت مواطنيها بإلغاء أي سفر غير ضروري إلى الولايات المتحدة، بعد طرد نيجيريين يحملون تأشيرات صالحة.

 

منبج في حمى القوات الأميركية والجيش السوري تسلّم 5 من قراها

المصدر: (و ص ف، رويترز)

تتبدل خطوط القتال في الشمال السوري على وقع خريطة التحالفات الناشئة منذ سيطرة القوات التركية والفصائل السورية التي تدعمها على مدينة الباب في ريف حلب الشرقي.

ولقطع الطريق على أي تحرك تركي نحو مدينة منبج التي كان الرئيس رجب طيب اردوغان حددها الهدف التالي لعملية “درع الفرات” بغية إخراج المقاتلين الاكراد منها، دخلت قوات أميركية منبج في رسالة ردع لأنقرة، بينما سلّم المقاتلون الاكراد الى الجيش السوري النظامي خمس قرى قرب المدينة.

وصرّح الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” جيف ديفيس بأن الجيش الأميركي نشر عدداً قليلاً من قواته داخل مدينة منبج السورية وحولها لضمان عدم مهاجمة الأطراف المختلفين بعضهم بعضاً وإبقاء التركيز على قتال تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).

وقال إن القوات نُشرت هناك كي تكون “إشارة واضحة للردع والطمأنة”.

وعلى الأثر، أكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أن بلاده لا تخطّط لحملة عسكرية على منبج السورية من دون التنسيق مع الولايات المتحدة وروسيا اللتين لهما وجود عسكري في المنطقة.

وقال لتلفزيون “خبر”: “(من دون تنسيق كهذا) لن تكون هناك نتيجة تذكر وقد تزداد الأمور تعقيدا”، مشيراً الى أن محادثات تجرى على المستوى العسكري.

وكان اردوغان كشف الأسبوع الماضي أن منبج ستكون الهدف التالي للحملة العسكرية التي تشنها تركيا إلى جانب قوات من المعارضة السورية في شمال البلاد على كل من “داعش” وفصائل كردية مسلحة.

تسليم قرى الى لنظام

وفي قضية تتعلق بمنبج أيضاً، أفاد الناطق باسم “مجلس منبج العسكري” شرفان درويش أن قوات الحكومة السورية تسلمت السيطرة من الفصيل الذي يسيطر على منبج في شمال سوريا على جزء من خط المواجهة مع قوات معارضة تدعمها تركيا وذلك بموجب اتفاق توسطت فيه روسيا. وأوضح أن عملية التسليم تمت، ون الاتفاق شمل نحو خمس قرى.

وكانت القرى الواقعة غرب المدينة ساحة قتال منذ الأربعاء الماضي بين المعارضة التي تدعمها تركيا و”مجلس مبنج العسكري” الذي يضم “وحدات حماية الشعب” الكردية.

عائلة الطيار السوري

وفي خطور تركية ذات مغزى، أعلن يلديريم ان انقرة ستسمح لأسرة الطيار في سلاح الجو السوري الذي يرقد في مستشفى تركي منذ تحطم طائرته، بزيارته.

وقال :”طلبت اسرته اليوم الاذن بزيارته. انها مسألة انسانية وسنسمح” بذلك.

وكانت طائرة عسكرية تابعة لسلاح الجو السوري تحطمت مساء السبت في تركيا لاسباب غير معروفة. والطيار البالغ من العمر 56 سنة تمكن من القفز بمظلته ونقلته السلطات التركية الى المستشفى للعلاج.

طريق دير الزور- الرقة

وفي على صعيد آخر، قال مصدر عسكري كردي و”المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له، إن مقاتلين من “قوات سوريا الديموقراطية” (قسد)، التحالف العربي- الكردي الذي تدعمه الولايات المتحدة، قطعوا الطريق السريع بين مدينة الرقة ومحافظة دير الزور الخاضعتين لسيطرة “داعش”.

وهذا التطور يمثل ضربة كبيرة للتنظيم الذي يتعرض لضغوط عسكرية مكثفة في العراق وسوريا.

جبهة الموصل

في العراق، سيطرت القوات العراقية التي تدعمها الولايات المتحدة على الجسر الثاني من جسور الموصل الخمسة، الأمر الذي أعطى دفعاً لهجومها على ما تبقى من معقل “داعش” في الشطر الغربي من المدينة.

ودُمرت جسور الموصل الخمسة التي تمر فوق نهر دجلة، لكن السيطرة عليها وإصلاحها سيسهلان تحرك القوات المتقدمة على طول النهر الذي يقسم الموصل قسمين.

وجسر الحرية هو ثاني جسر تسيطر عليه القوات العراقية في المدينة بعدما سيطرت على جسر يقع على مسافة أبعد إلى الجنوب. وستحمي السيطرة عليه القوات المتقدمة صوب مجمع قريب للمباني الحكومية من الخلف.

وصرح مسؤول إعلامي كبير في وحدة الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية والتي تقود التوغل في الأحياء على طول نهر دجلة “سيطرنا على جسر الحرية من الطرف الأيمن (الغربي)”.

وسيطرت وحدة الرد السريع والشرطة على أبنية تابعة للقضاء ومديرية شرطة نينوى، لكن التنظيم لم يكن يستخدم أيا منها.

وقال العميد في الشرطة الاتحادية شعلان علي صالح: “في الساعات المقبلة سترفع قواتنا العلم العراقي فوق مبنى المحافظة”.

ومن شأن استعادة الموقع أن يساعد هجوم القوات العراقية على المتشددين في المدينة القديمة. كما سيمثل خطوة رمزية في اتجاه استعادة سلطة الدولة على الموصل حتى على رغم تدمير المباني وعدم استخدام “الدولة الإسلامية” لها.

وستدخل معركة الموصل التي بدأت في 17 تشرين الأول مرحلة أكثر تعقيداً في المدينة القديمة المكتظة بالسكان.

 

يلدريم: اختيار حلفاء تركيا لوحدات حماية الشعب الكردية السورية شريكاً أمر مؤسف

أنقرة – رويترز – قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم الثلاثاء، إن من المؤسف اختيار حلفاء تركيا لوحدات حماية الشعب الكردية السورية شريكاً في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

 

وأدلى يلدريم بالتصريحات في الوقت الذي اجتمع فيه رؤساء أركان الجيش في تركيا والولايات المتحدة وروسيا في إقليم أنطاليا في جنوب تركيا لبحث الأمن الإقليمي خاصة في سوريا والعراق.

 

وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يرفع السلاح في وجه الدولة التركية.

 

فصائل كردية وعربية تسلم قوات النظام قرى في شمال سوريا

منبج – أ ف ب – سلمت فصائل كردية وعربية تدعمها واشنطن، عدداً من القرى التي تسيطر عليها في شمال سوريا الى قوات النظام، في خطوة تهدف الى تجنب المواجهة مع القوات التركية، وفق ما اكد متحدث باسم هذه الفصائل الثلاثاء.

 

وقال شرفان درويش المتحدث باسم مجلس منبج العسكري، المنضوي في اطار قوات سوريا الديموقراطية، “تم تسليم بعض القرى والنقاط الواقعة في الجهة الغربية لبلدة العريمة الى قوات حرس الحدود التابعة للنظام السوري” في ريف حلب الشرقي.

 

واوضح ان هدف ذلك “الحد من التمدد التركي واحتلالها للاراضي السورية (…) وتجنب اراقة دماء المدنيين”.

 

وتاتي هذه الخطوة بعد نحو اسبوع من اعلان مجلس منبج العسكري قراره “تسليم القرى الواقعة على خط التماس مع درع الفرات .. الى قوات حرس الحدود التابعة للدولة السورية” بناء على اتفاق مع روسيا، ابرز حلفاء النظام السوري.

 

وجاء اعلان هذا القرار المفاجئ والاول من نوعه لجهة تسليم مناطق الى قوات النظام، بعد اشتباكات عنيفة اندلعت الاسبوع الماضي اثر هجوم بدأته القوات التركية والفصائل القريبة منها في عملية “درع الفرات” على مناطق سيطرة مجلس منبج العسكري شرق مدينة الباب.

 

والقرى المعنية، وفق البيان، تقع غرب مدينة منبج القريبة من الحدود التركية وهي “محاذية لمنطقة الباب” التي سيطرت عليها قوات “درع الفرات” في 23 شباط/فبراير بعد طرد الجهاديين منها.

 

ورفض درويش الخوض في تفاصيل اكثر حول عملية التسليم لكن المرصد السوري لحقوق الانسان اوضح ان عملية التسليم جرت الاثنين وشمات نحو عشر قرى.

 

ووصف مدير المرصد رامي عبد الرحمن عملية التسليم بأنها “شكلية”، متحدثاً عن “ارتداء عناصر من مجلس منبج العسكري زي قوات النظام ورفعهم الاعلام السورية لمنع الاحتكاك مع الاتراك”.

 

ولم يأت الاعلام السوري الرسمي من جهته على ذكر اي تفاصيل بشأن هذه العملية.

 

وبدأت تركيا التي تصنف المقاتلين الاكراد بـ”الارهابيين” مع فصائل سورية معارضة هجوماً غير مسبوق في شمال سوريا في اب/اغسطس لطرد الجهاديين وكذلك الاكراد من المنطقة الحدودية.

 

وبعد سيطرتها على مدينة الباب، حاولت هذه القوات الاربعاء التقدم شرقاً نحو منبج. وهددت أنقرة الخميس بضرب المقاتلين الأكراد الذين يحظون بدعم واشنطن، في حال لم ينسحبوا من منبج.

 

واعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان مراراً انه بعد الباب، تنوي قواته التوجه الى منبج، ومنها الى الرقة (شمال)، المعقل الابرز للجهاديين في سوريا، مستبعداً اي مشاركة للاكراد.

 

وتتقدم قوات سوريا الديموقراطية من جهتها نحو الرقة، وترفض اي مشاركة لتركيا في المعركة.

 

لكن رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم قال الاثنين ان بلاده لن تشن اي هجوم للسيطرة على منبج من دون تنسيق مع واشنطن وموسكو الداعمة لدمشق.

 

واعلن البنتاغون الاثنين نشر عسكريين اميركيين قرب منبج رافعين العلم الاميركي على آلياتهم تفادياً لوقوع معارك بين مختلف القوات الموجودة في المنطقة.

 

وقال المتحدث باسم البنتاغون جيف ديفيس “لقد نشرنا قوات اضافية في مهمة هدفها الطمأنة والردع″، موضحاً “نريد ثني الاطراف عن مهاجمة اي عدو آخر غير تنظيم الدولة الاسلامية”.

 

سوريا: البنتاغون يعلن نشر قوات أمريكية في منبج تفاديا لمواجهات

قال إن النظام أرسل إليها «قافلة إنسانية» بحماية روسية

واشنطن ـ أ ف ب: أعلن البنتاغون الاثنين ان عسكريين أمريكيين نشروا في سوريا قرب مدينة منبج رافعين العلم الأمريكي على آلياتهم تفاديا لوقوع معارك بين مختلف القوات الموجودة في المنطقة.

وتنتشر قوات أمريكية في سوريا منذ تشرين الاول/اكتوبر 2015 لتقديم المشورة للقوات التي تقاتل تنظيم «الدولة الإسلامية» خصوصا لقوات سوريا الديمقراطية، وهو تحالف تقوده «وحدات الحماية الكردية». لكن هذه القوات تفادت حتى الان التنقل بشكل واضح.

وهذه المرة اختارت القيادة العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط ان يكون وجودها واضحا لتجنب تدهور الوضع في مدينة منبج التي استعادتها في اب/اغسطس قوات سوريا الديمقراطية من قبضة تنظيم الدولة الاسلامية، بدعم من الولايات المتحدة.

وقال المتحدث باسم البنتاغون جيف ديفيس «لقد نشرنا قوات اضافية في مهمة هدفها الطمأنة والردع».

واضاف ان القوات الأمريكية منتشرة «بشكل واضح للتأكيد على ان العدو (تنظيم الدولة الاسلامية) طرد من منبج وان لا حاجة لتقدم قوات اخرى لتحرير المدينة».

وأوضح «نريد ثني الأطراف عن مهاجمة اي عدو آخر غير تنظيم الدولة الإسلامية».

ورفض الاشارة إلى عدد الجنود الأمريكيين المنتشرين لتولي هذه المهمة.

وتخشى الادارة الأمريكية من تقدم القوات التركية وحلفائها في المعارضة السورية إلى منبج.

وأعربت أنقرة مرارا عن نيتها طرد قوات سوريا الديمقراطية من منبج لأنها تعتبرها واجهة لقوات وحدات حماية الشعب الكردية التي تصنفها تركيا منظمة ارهابية.

وقال البنتاغون إن قافلة «إنسانية» على الأقل ارسلها النظام إلى نواحي منبج.

وتواكب هذه القافلة آليات نقل مدرعة تابعة للقوات الروسية «لحمايتها» كما ذكر البنتاغون.

وبحسب مسؤول أمريكي في البنتاغون لا يمكن للقافلة الدخول حاليا إلى المدينة اذ ان المسؤولين المحليين في «قوات سوريا الديمقراطية» يعارضون ذلك.

 

النظام السوري يتقدم على «الدولة» في أكثر من منطقة… والتنظيم يغير استراتيجيته

سلطان الكنج

حلب ـ «القدس العربي»: شهدت الأيام الأخيرة تطورات ميدانية مهمة على صعيد المواجهات بين تنظيم الدولة وقوات النظام التي تمكنت من هزيمة التنظيم في مناطق عدة كانت خاضعة له في ريفي حمص الشرقي وحلب الشرقي.

الناشط مؤيد الحلبي يقول لـ «القدس العربي» عن تطورات تلك المواجهات «تمكن النظام من تحقيق انجاز مهم على حساب تنظيم الدولة، وذلك بتمكنه من السيطرة على مدينة تدمر يوم الخميس الماضي، وهذا التقدم الذي حققته قوات النظام جاء بعد أكثر من شهر ونصف الشهر من القصف الجوي العنيف الذي شنته الطائرات على تدمر، وبعد أن خسر النظام حوالي 200 عنصر وضابط من قواته ومن الميليشيات التي تقاتل إلى جانبه، ولكن إلى الآن لم تتمكن قوات النظام من بسط سيطرتها على منطقة صوامع تدمر ومنطقة جبل المزار، فيما لا يزال تنظيم الدولة يحتفظ بحقول النفط مثل حقل جزل وشاعر وجحار وكذلك حقل المهر لكن سيطرة قوات النظام على مدينة تدمر ضربة قوية ضد التنظيم، إضافة إلى أن النظام تسانده الطائرات الروسية في حملته العسكرية ضد التنظيم في بادية تدمر لتوسيع رقعة سيطرته ولحماية محيط تدمر منعاً لتكرار مباغتة التنظيم لقوات النظام».

ويذكر الناشط أن من أكثر الجبهات التي تقدم بها النظام على حساب التنظيم هي مناطق ريف حلب الشرقي «وسيطر على مناطق واسعة كانت تحت سيطرة تنظيم الدولة الذي لم يستطع وقف تقدم النظام وزحفه المتسارع هناك، إذ يشن النظام هجوماً واسعاً بمساندة الطائرات الروسية، وذلك على محورين الأول من محور شمال دير حافر حيث تمكن النظام من السيطرة على قرى الرؤفية والطيبات والروضة وأم الطلاطل وزعرايا، أما المحور الثاني هو محور جنوب شرق الباب التي تمكن النظام من الوصول إليها وجعلها نقطة انطلاق له نحو مناطق سيطرة التنظيم غرب نهر الفرات، حيث تحاول قوات النظام الوصول إلى مدينة الخفسة التي توجد فيها محطة مياه تغذي مدينة حلب، وفي حال وصل النظام إلى مدينة الخفسة يكون قد تمكن من اعادة ضخ المياه إلى مدينة حلب التي يقطعها التنظيم، وأيضاً في حال وصل النظام إلى مدينة الخفسة يكون وصل إلى حوض نهر الفرات من الجهة الغربية».

ويرى الناشط أن النظام يحارب تنظيم الدولة في أكثر من جبهة لتشتيت التنظيم «حتى أن النظام يشن هجوماً باتجاه مناطق التنظيم في ريف حماة الشرقي حيث سيطر على قريتي البرغوتية وحوارين في ريف السلمية الشرقي».

وعن الأسباب التي أدت إلى تراجع تنظيم الدولة لصالح النظام يقول الخبير العسكري والأمني العميد الركن خليل الطائي لـ «القدس العربي»: «تراجع التنظيم في سوريا يأتي لتحشيد جهده العسكري في مناطقه المهمة، وهو يسر في هذا وفق مبدأ الكلفة والتأثير وحسب أهمية الهدف». مشيراً إلى أن التنظيم يخوض معركتين في آن واحد عسكرياً ومعنوياً «من هنا يأتي تخلي التنظيم عن مناطق لصالح أخرى أهم عسكرياً، ناهيك عن العامل الاقتصادي الذي انخفض لدى التنظيم و بدوره يؤثر على إدارة العمليات العسكرية ويحددها جغرافياً».

ويرى أن استراتيجية تنظيم «الدولة» بدأت تتغير فقد «انتقل تنظيم الدولة من أسلوب مسك الأرض والاحتفاظ بها إلى طريقة حرب الاستنزاف وفق إدارة معارك عديدة طويلة الأمد، لكن هذا لا يعني تخليه بسهولة عن المدن الحيوية له مثل الموصل والرقة».

وحول خيارات تنظيم «الدولة» لوقف تمدد النظام إلى مناطقه يقول العميد الطائي: «خيارات التنظيم محدودة، لكن هذا لا يعني انعدامها فالتنظيم لا يزال يمتلك الامكانيات القتالية التي تؤهله لشن هجمات متنوعة وبمساحات جغرافية واسعة، وأيضاً لديه القدرة على احداث مفاجآت على مستوى السلاح والتعبية، بالإضافة إلى أن تقدم النظام مرتبط بالإسناد الجوي الروسي وفي غياب هذا الإسناد من السهل على التنظيم استرجاع ما خسره».

ويذهب الخبير الأمني والعسكري إلى أنه في حال خسر تنظيم الدولة الموصل سيتجه بقوة إلى مناطق سيطرة النظام في سوريا «سيحاول التنظيم فتح جبهات في ريفي حمص وحماة بقصد ارباك النظام وتشتيته بغية منع تحشده بتجاه الرقة والحيلولة دون وصوله إلى مدينة الرقة».

ويرى القيادي المقرب من تنظيم «الدولة» أبو العباس الشامي أن التنظيم سيفاجئ النظام في مناطق جديدة على حد قوله فيقول لـ»القدس العربي»: «تنظيم الدولة عامل قوته على الرغم من أنه يمر بأصعب مراحله يكمن في أنه يضرب ضربات خاطفة، فتدمر مثلا كلف استرجاعها النظام أكثر من شهر ونيف في حين سيطر عليها التنظيم في أقل من ثلاثة أيام، وقد نرى التنظيم يهاجم طريق خناصر، وربما يتمكن من فتح معارك مباغتة للنظام في أثريا، وكذلك قد نراه يضرب في مدينة السلمية أو في مدينة سفيرة، هذا بالرغم من أن التنظيم سيركز في معاركه على حماية مدينة الرقة قدر الإمكان فهي حيوية بالنسبة لديه».

ويعتبر أن تنظيم «الدولة» يشهد انهيارات كبيرة كقوة عسكرية منظمة «لكن إذا اتبع التنظيم أسلوب حرب العصابات فهنا يكون أكثر تأثيرًا من الناحية العسكرية، لكن من الناحية السياسية فإن خسارته لأي مدينة هي انتكاسة له».

 

قلق وخوف في منبج بعد تسليم «قوات سوريا الديمقراطية» قرى للنظام

عبد الرزاق النبهان

الحسكة ـ «القدس العربي»: يتناقل أهالي مدينة منبج بريف حلب الشرقي، قرار مجلس منبج العسكري التابع لـ»قوات سوريا الديمقراطية» التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري تسليم القرى الواقعة على خط التماس مع فصائل «درع الفرات» لقوات النظام السوري لتكون بمثابة قوات فصل مع «الجيش السوري الحر»، حيث ترنو عيونهم نحو قوات الأسد التي تتقدم نحو مدينتهم من مناطقها الغربية وسط هواجس ومخاوف تتركز حول الخشية من تسليم مدينتهم، إذ يعتبرون أنه لا يوجد ما يقف حائلاً أمام دخول قوات الأسد للمدينة إن رغبت الوحدات الكردية بذلك. وقال الناشط أحمد محمد في حديثه مع «القدس العربي»، «إن أهالي مدينة منبج يعيشون توترا واستياء كبيرا من تسليم مجلس منبج العسكري التابع للوحدات الكردية، قرى ريف منبج الغربية للنظام السوري، حيث يخشون من دخول قوات الأسد إلى المدينة، التي قد تعمل على أذية الاهالي، وقد تكون خطورتها على المدينة اكبر من خطورة الوحدات الكردية التي تسيطر عليها».

وأضاف «أن الحركة في أسواق المدينة ضعفت خلال الأيام الماضية نتيجة مخاوف الأهالي من حدوث معركة الحسم بين القوات الكردية وفصائل درع الفرات، حيث قاموا بجمع الطعام والدواء ومستلزماتهم الأخرى كافة خوفاً من انقطاع السلع الغذائية في المدينة». لافتاً إلى أن الأهالي لا يرغبون في الخروج من مدينتهم إلا في حال دخول قوات النظام السوري إليها».

وأشار إلى وجود أكثر من 23 ألف نازح يقطنون حالياً في مدينة منبج، كانوا قد هربوا في وقت سابق من عدة مناطق سورية خوفاً من بطش النظام في مناطقهم، حيث تسود حالة من الترقب والخوف لدى هؤلاء من دخول قوات الأسد للمدينة واعتقالهم أو تصفيتهم ضمن السياسة التي يتبعها في المناطق التي يسيطر عليها، وكذلك لانعدام الثقة لدى هؤلاء في قوات النظام السوري والميليشيات الموالية له.

وأكد أحد السكان في مدينة منبج، أن أهالي المدينة يعيشون في حالة خوف وحذر دائمين، ويجدون صعوبة في ممارسة حياتهم الاعتيادية بعد أن سلمت القوات الكردية قرى في ريف منبج للنظام السوري، فباتوا يخشون الوقوع بين أيدي النظام خاصة أن هناك مئات الشبان المطلوبين للأجهزة الأمنية.

وأضاف الشاب الذي فضل حجب اسمه لأسباب أمنية لـ «القدس العربي»، «أن أهالي منبج باتوا مقسمين بين من يفكر بالهجرة المؤقتة تحسباً لأي طارئ، وبين من قرر تحمل الترقب والخوف والصعاب في حياة يسودها الرعب مما ستؤول إليه الأمور التي ربما تنتهي بدخول قوات الأسد للمدينة واعتقال وتعذيب الأهالي». في المقابل نفى قائد مجلس مدينة منبج العسكري بروسك أبو أمجد الأنباء التي تتحدث عن دخول قوات النظام السوري إلى المدينة.

وحسب أبو المجد فإن مدينة منبج لن ولم تدخلها قوات النظام السوري ولا غيرها مؤكداً على أن القوة العسكرية الوحيدة التي تسيطر على المدينة هي قوات مجلس منبج العسكرية، وفق كلامه.

يذكر أن مجلس منبج العسكري التابع للوحدات الكردية كان قد أعلن يوم الخميس الماضي تسليم قرى غرب مدينة منبج في ريف حلب الشرقي إلى من وصفها بقوات حرس الحدود التابعة للدولة السورية لتكون بمثابة «قوات فصل» مع «الجيش السوري الحر».

وأكد البيان الرسمي الذي أصدره مجلس منبج العسكري، أنه وبالاتفاق مع الجانب الروسي تم تسليم القرى الواقعة على خط التماس مع درع الفرات والمحاذية لمنطقة الباب إلى قوات حرس الحدود التابعة للدولة السورية.

 

«كتائب الحشد الشعبي» العراقية تحشد لمعركة شمال سوريا «نصرة» لقريتين شيعيتين

هبة محمد

انطاكيا ـ «القدس العربي»: من جنوب العاصمة السورية دمشق إلى الشمال السوري، عنوان عريض بدأت إحدى أبرز الميليشيات العراقية التابعة للحشد الشعبي العراقي المدعوم من قبل حكومة طهران، بتسويقه وإعطائه زخماً اعلامياً، كهدف ضخم لمعركتها، والتي يستعد لخوضها الحشد الشعبي العراقي، ضد المعارضة السورية المسلحة التي تحاصر بلدتي «كفريا والفوعة» شمال سوريا.

الإعلام الحربي «لكتائب الإمام علي في العراق وسوريا» التابعة لهيئة الحشد الشعبي، بقيادة شبل الزيدي، ذكر أمس، أن القطعات العسكرية الموجودة في بلدة السيدة زينب جنوب مدينة دمشق، تتجهز لخوض معارك جديدة دفاعاً عن الطائفة الشيعية في بلدتي كفريا والفوعة في ريف محافظة ادلب، وذلك بعد أن نشر الاعلام الحربي صوراً لاستعراض عسكري في بلدة «قبر الست» قال إنه يعود لعناصر كتائب الإمام علي ممن يتم تعبئتهم لخوض «معارك نصرة لكفريا والفوعة» وظهر فيها «محمد الباوي» معاون الأمين العام للميليشيا «شبل الزيدي»، مع القائد العسكري «أحمد الحجي الساعدي» أحد ابرز قادة كتائب الإمام علي.

«القدس العربي» تقصت حسابات شخصية تابعة لعناصر «كتائب الامام علي» العراقية، وتبين أن قسم من الميليشيا يتواجد على جبهات ريف حلب، الأمر الذي يؤكده «مرتضى» أحد أفراد المكتب الإعلامي لكتائب الإمام علي، حيث نشر صورا لعناصر الميليشيا على جبهات محافظة حلب، في حين لا يزال القسم الأكبر يتموضع على تخوم مدينة دمشق، بالقرب من مرقد «السيدة زينب».

وقال الملازم فادي عبد العزيز من «الجيش السوري الحر» في تصريح خاص لـ «القدس العربي»: العرض والاستعراض الذي تقوم به ميليشيا «الإمام علي» الشيعية، بشكل خاص وكتائب الحشد الشعبي بشكل عام، والتي باتت تعمل ضمن خطة توسعية في المنطقة «سوريا والعراق» من خلال زيادة أعداد مقاتليها، ودعم ترسانتها العسكرية، بسبب تبني إيران لها، هدفها الاسياسي أولاً هو إعادة إضفاء القوة الإيرانية في سوريا مجدداً عقب الأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام، عن وجود خلافات بارزة بين موسكو وطهران، فأرادت الأخيرة إبلاغ رسالة دولية مفادها بأنها ما زالت صاحبة القرار في الأرض السورية، وقادرة على تنفيذ معارك متى تريد وبالمكان الذي تريد.

ورأى المتحدث أن إيران التي تبحث عن أرض خصبة لزراعة الأحقاد الطائفية، تريد استعراض «سلطتها شبه المستقلة» على العاصمة السورية دمشق، عبر ميليشياتها التي تحاول تسويقها على أنها مؤسسات دينية عقائدية مهمتها حماية أتباع أهل البيت في كل مكان، وترفقهم بضجة إعلامية، تفوق قدراتهم في معظم الأحيان، وتنسف شعاراتهم بأنهم القوة الضاربة على الأرض، حسب تعبيره.

وكانت هيئة الحشد الشعبي قد أعلنت عن تأسيسها ميليشيا «كتائب الإمام علي» في شهر آب/أغسطس 2015، وأوكلت مهمة القيادة العسكرية لهذه الكتائب في سوريا إلى القيادي جعفر البنداوي، المعروف بـ «أبو كوثر» والمقرب من قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، الذي أقيل من منصبه، وخلفه محمد البلوي كما عيّنت شبل الزيدي في منصب الأمين العام.

 

التحالف يواصل نسف الجسور في شمال شرق سورية

جلال بكور

واصل طيران التحالف الدولي عمليات تدمير الجسور الرئيسة في شمال شرق سورية، في المناطق التي تخضع لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).

وتحدثت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” أن غارة جوية من طيران التحالف الدولي “ضد الإرهاب” أدت إلى تدمير جسر “البقعان”، في منطقة جزيرة قرب مدينة البوكمال الحدودية مع العراق.

وأكدت المصادر أنّ الجسر بات خارج الخدمة، حيث أسفرت الغارة عن دمار كبير في أجزائه، ويبلغ طول الجسر أكثر من 50 متراً على أحد أودية نهر الفرات شبه الجافة.

وتسبب قصف طيران التحالف بتدمير عشرات الجسور الرئيسية في محافظتي الرقة ودير الزور في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، ويأتي استهداف التحالف للجسور فوق نهر الفرات والوديان، وفق مراقبين، من أجل قطع طرق الإمداد الواصلة بين المواقع الخاضعة لسيطرة التنظيم.

وأدى استهداف الجسور إلى زيادة معاناة المدنيين في التنقل والنزوح هرباً من استهداف الطيران الحربي التابع للنظام السوري والتحالف الدولي، كما أدى إلى ارتفاع كبير في الأسعار في تلك المناطق، وفق مصادر محلية.

ويعتمد المدنيون في أرياف دير الزّور على التنقل عبر زوارق صغيرة في نهر الفرات، وقد تعرضت لعدة غارات من طيران التحالف والطيران الروسي ما أدى لوقوع عدة مجازر بحق المدنيين، بينما يعتمد تنظيم “داعش” على نقل إمداداته عبر الطرق الترابية الفرعية بعد تمويهها.

وفي الشأن ذاته، استهدف طيران التحالف عدة مواقع في محيط مدينة البوكمال على الشريط الحدودي مع العراق، بينما قصف الطيران الحربي الروسي أحياء الصناعة والحويقة والعمال الخاضعة لتنظيم “داعش” في مدينة دير الزور.

وتزامنت الغارات مع تجدد الاشتباكات بشكل متقطع والقصف المتبادل بين تنظيم “داعش” وقوات النظام السوري في منطقة المقابر جنوب مدينة دير الزور، حيث تحاول قوات النظام فك حصار التنظيم عن المطار العسكري.

وفي شأن متصل، استمرت الاشتباكات بين تنظيم “داعش” ومليشيا “قوات سورية الديمقراطية” في محور أبو خشب غرب مدينة دير الزور، وقعت خلالها خسائر في صفوف الطرفين.

 

أطفال الحرب في سورية… صدمات وكوابيس وضياع

توقعت منظمة “”save the children”” بأن تنتج الحرب في سورية جيلاً “ضائعاً” من الأطفال بسبب الصدمات التي يعانون منها بفعل القصف.

وذكرت أن المقابلات التي أجرتها مع أكثر من 450 طفلاً وراشداً، أظهرت مستوىً عالياً من التوتر النفسي لدى الأطفال، بينهم كثيرون يعانون من التبول اللاإرادي أو صعوبات متزايدة في النطق.

ويعيش ثلاثة ملايين طفل على الأقل في مناطق حرب في سورية، ويواجهون يومياً القصف الجوي والقذائف.

وبيّن التقرير أن ثلثي الأطفال فقدوا أحد أقربائهم، أو شاهدوا منازلهم تتعرض للقصف، أو تعرّضوا لإصابات جراء القصف.

وأكدت المنظمة في تقرير بعنوان “الجروح الخفية” المخصص لتأثير الحرب على الصحة النفسية للأطفال، نشرته أمس الإثنين أنه “بعد ست سنوات من الحرب، نحن أمام منعطف”. وأضافت أن “خطر وجود جيل مكسور وضائع بفعل الصدمات والتوتر الشديد، لم يكن كبيراً كما الآن”.

ولفت تقرير المنظمة إلى أن 84 في المائة من المستجوبين أشاروا إلى أن السبب الأول في التوتر هو القصف الجوي والقذائف. وأفاد 48 في المائة من البالغين، بأن الأطفال فقدوا قدرتهم على الكلام، أو يواجهون صعوبات متزايدة في النطق منذ بدء الحرب. وإن 81 في المائة من الأطفال أصبحوا أكثر عدائية، في حين يعاني 71 في المائة من التبول اللاإرادي.

وعرض فيديو ربطته المنظمة على حسابها الرسمي على “تويتر”، وهو من إعداد “itv News” معاناة أطفال سوريين يعانون من فقدان أقرباء أو أهل، أو يصابون بالكوابيس ليلاً نتيجة معايشتهم تجربة الموت أمامهم، وبسبب القصف المتواصل الذي يولد لديهم خوفاً وهلعاً. كما يشير أحد الأطباء النفسيين إلى الأعراض التي تسببها الصدمات على أوضاعهم النفسية.

ووفقاً لنصف الأشخاص الذين تمت مقابلتهم، فإن العنف العائلي مستمر في التزايد. وبيّن طفل من بين أربعة، عدم وجود مكان يذهب إليه أو شخص يتحدث إليه، عندما يكون خائفاً أو حزيناً أو غاضباً.

وفي هذا السياق، أشارت مديرة “save the children” في سورية، سونيا خوش، إلى محاولات انتحار أو أعمال لإيذاء النفس. ففي مدينة مضايا المحاصرة، حاول ستة مراهقين، بينهم فتاة في الـ 12 من عمرها، الانتحار خلال الأشهر الأخيرة.

ونقل التقرير عن أحد الأساتذة في المدينة قوله إن أطفال مضايا “مدمرون نفسياً ومنهكون. يرسمون أطفالاً يُذبحون، أو دبابات، أو الحصار ونقص الغذاء”.

كما بيّن أستاذ آخر أن “الأطفال يأملون الموت للذهاب إلى الجنة والشعور بالدفء وتناول الطعام واللعب”.

(العربي الجديد)

 

اجتماع بين رؤساء الأركان التركي والروسي والأميركي في أنطاليا

إسطنبول ــ باسم دباغ

عقد رؤساء أركان كل من تركيا وروسيا والولايات المتحدة اجتماعاً ثلاثياً في مدينة أنطاليا التركية، لبحث التطورات الأخيرة في سورية والعراق، وفق ما أعلنت رئاسة الأركان التركية، اليوم الثلاثاء.

وأكدت رئاسة الأركان التركية، في بيان، اليوم الثلاثاء، أنّ رئيس الأركان التركي، الجنرال خلوصي أكار، استضاف اجتماعاً ثلاثياً مع كل من رئيس الأركان الأميركي الجنرال جوزيف دانفورد، والروسي الجنرال فاليري غيراسيموف، في مدينة أنطاليا التركية، وتم بحث الأوضاع الأمنية ذات الاهتمام المشترك في المنطقة، وتأتي على رأسها التطورات الأخيرة في كل من سورية والعراق، من دون أن تشير إلى زمان عقد الاجتماع.

من جهة أخرى، أكد رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدرم، بأن الاجتماع الثلاثي لقادة أركان جيش كل من روسيا والولايات المتحدة الأميركية وتركيا بدأ اليوم وسيستمر يوم غد الأربعاء.

وشدد يلدرم خلال إجابته على أسئلة الصحافيين على أن الاجتماع الثلاثي يستهدف تطهير سورية من التنظيمات الإرهابية ممثلة بكل من تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) والقاعدة وحزب “الاتحاد الديمقراطي” (الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني).

وقال يلدرم: “نحتاج إلى تنسيق جيد للغاية لتطهير سورية من كافة التنظيمات الإرهابية، وفي المنطقة يوجد العديد من الدول، ولذلك لا بد من تطهير الأراضي السورية من كافة التنظيمات الإرهابية، سواء حزب الاتحاد الديمقراطي أو داعش أو النصرة (هيئة تحرير الشام) وشبيهاتها”، مضيفاً: “إن لم يحصل هذا التنسيق فإن ذلك قد يؤدي إلى حصول اشتباكات لا نرغب بها”.

وتابع يلدرم: “إن الاجتماع الذي سيتسمر اليوم وغداً سيكون هدفه الرئيسي كيفية التوصل إلى تنسيق، وكذلك استهداف العناصر الإرهابية التي تشكل تهديدا مشتركا وعدوا مشتركا وتعمل على تخريب الاستقرار في المنطقة، وتعيق التوصل إلى حل سياسي دائم يحقق السلام في سورية”.

ويأتي الاجتماع وسط تأزم الوضع في مدينة منبج شمالي سورية، والتي يسيطر عليها حالياً “مجلس منبج العسكري” الذي أكد، في بيان، أنّ التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، عزّز وجوده في المدينة في الآونة الأخيرة، وإثر التنسيق الأميركي الروسي لمنع قوات درع الفرات المدعومة من أنقرة من الدخول إلى منطقة منبج، بإعلان مجلس منبج العسكري التابع لـ “قوات سورية الديمقراطية” تسليم المناطق الحدودية للنظام السوري بتنسيق مع الروس، وكذلك دفع الولايات المتحدة لتعزيزات عسكرية إلى المنطقة.

كذلك يتزامن مع إعلان متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أمس الإثنين، أنّه “تم نشر عدد من القوات الأميركية داخل مدينة منبج شمالي سورية وحولها، لضمان عدم مهاجمة الأطراف المختلفة بعضها بعضاً، وإبقاء التركيز منصبّاً على قتال تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).

 

لهذه الأسباب يريد النظام السوري “التخلص” من حيّ الوعر

أحمد حمزة

يبدو واضحاً أنّ النظام السوري، يواصل تنفيذ مخططاته وعملياته العسكرية في مختلف المناطق السورية، بمعزلٍ عن اتفاقية وقف إطلاق النار، التي وافق عليها من دون إبداء أي التزام بها، منذ سريانها نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي؛ إذ ما تزال مناطق سيطرة المعارضة السورية بمحيط دمشق وحمص وإدلب وغيرها، تشهدُ قصفاً وغارات يومية، كحال حي الوعر غربي مدينة حمص، الذي يُعتبر آخر معقلٍ للمعارضة السورية في هذه المدينة، بعدما دُمرت أحياء حمص القديمة، وغادرها آخر من تبقى فيها من الأهالي مع مقاتلي المعارضة قبل نحو ثلاث سنوات.

وفيما كانت اللجنة المُمَثلة لحي الوعر، أمس الإثنين، تَهُم لمغادرته نحو نقطة الفرن القريبة، التي كان مقرراً عُقد اجتماع فيها مع ممثلين عن النظام، وبحضور ضابطٍ روسي من قاعدة حميميم الجوية، عاودت الطائرات الحربية استهداف الحي. وتعرض حي الوعر لنحو 12 غارة، أدت إلى مقتل مدنيين اثنين على الأقل، وإصابة خمسة عشر آخرين.

وتأتي غارات يوم أمس ضمن تصعيد النظام المتواصل على حي الوعر المُحاصر أساساً، والذي اشتدت وتيرته منذ نحو شهر. ويتحدث ناشطو “مركز حمص الإعلامي” عن مقتل أكثر من أربعين مدنياً في آخر ثلاثين يوماً فقط. ويعتبرون أن ذلك يترافق مع تجدد الاجتماعات بين لجنة الحي التي تسعى إلى تجنيب أهله مصير التهجير وبين لجنة النظام الطامح لإخضاع الحي وإنهاء تواجد مقاتلي المعارضة من آخر نقاط تمركزهم داخل مدينة حمص.

كما يقول المتحدث باسم “مركز حمص الإعلامي”، محمد السباعي، لـ”العربي الجديد”، إن النظام وفي أعقاب أي تفجيرٍ يستهدف مقراته الأمنية، يصبّ جام غضبه على الوعر، مستجيباً لمطالب حاضنته الشعبية في حمص، التي تدعو علناً لـ”إبادة حي الوعر”، كونه خارج سيطرة النظام. ويشير السباعي إلى أن هذه المطالبات ارتفعت حدَّتها، بعد الهجمات التي تبنتها “جبهة فتح الشام”(النصرة)، واستهدفت أفرعاً أمنية للنظام يوم الخامس والعشرين من شهر فبراير/شباط الماضي، وقُتل على إثرها ضباط أمن في النظام، أبرزهم رئيس فرع الأمن العسكري في حمص حسن دعبول.

ومنذ سنة 2015، توصلت لجنة تمثل المعارضة السورية في الوعر، لاتفاقية مع النظام، تتألف من عدة مراحل، وتقضي بالمحصلة، إلى فك الحصار عن الحي، والإفراج عن مئات المعتقلين من حمص، وتبيان أحوال آلاف آخرين في المعتقلات، مقابل البدء بخروج عناصر “جبهة النصرة” حينها، والمقاتلين الرافضين للاتفاق إلى ريف حمص الشمالي وإدلب.

لكن على الرغم من خروج حوالى ألفي مقاتل مع عائلاتهم وجرحى، على دفعات سنة 2016 من حي الوعر، لم يلتزم النظام بالبنود المتعلقة بالإفراج عن المعتقلين أو تبيان أحوالهم، في حين أعاد حصار الحي بشكل كامل، بعد أن فَكّهُ جزئياً، ما أدى لتعثر تنفيذ الاتفاق، الذي دخلت روسيا على خطه، من خلال حضور ممثلين عسكريين روس من مطار حميميم للاجتماعات التي تجري بين لجنتي النظام والمعارضة.

في هذا السّياق، يرى الناشط الذي ينحدر من حمص، جلال التلاوي، في حديث مع “العربي الجديد”، أنّ “القصف الجوي على حيّ الوعر (خلال هذه الأيام) من قوات النظام السوري، يأتي كدلالة على عدم القبول بما طرحته روسيا، ومع أنّ الرسائل الروسية تتضمن التهجير وفرض الوصاية، لكنّها لا تسمح لقوات النظام بدخول الحي”.

ويرى الناشط نفسه أنّ “قصف النظام يدلّ على عدم رضى إيران على وضع الحي تحت الوصاية الروسية”، موضحاً أنّ طهران “تريد دخول قوات النظام والمليشيات الطائفية إلى الحي”، مؤكداً أنّ وفد المعارضة السورية أبدى استعداده للتفاوض مع الروس، بعدما وجّهوا رسائل عبر وسطاء.

ويذهب ناشطون آخرون، تحدثت معهم “العربي الجديد”، ومنهم محمد السباعي الذي يقيم في حي الوعر، إلى أن الروس أنفسهم، ولو اختلفوا في طريقة التنفيذ مع الإيرانيين، يحاولون الآن إعادة نفس سيناريو تهجير مناطق محيط دمشق في حي الوعر، لتأمين السيطرة على مدينة حمص بالكامل. ويحدث ذلك بعد أن هجروا أهالي أحياء حمص القديمة قبل نحو ثلاث سنوات، ما أخل بديمغرافية مدينة حمص؛ إذ غادرها معظم سكانها المحليين، وبات معظم السكان من حينها، هم المقيمين في الأحياء الموالية للنظام (أبرزها: الزهراء والنزهة وعكرمة).

ويقع حي الوعر قرب منطقة عسكرية، تحوي أضخم ثكناتٍ لقوات النظام داخل مدينة حمص، وأبرزها الكلية الحربية وكلية المدرعات، وكلية الشؤون الفنية والأشغال العسكرية والمشفى العسكري.

ويُعرف الوعر رسمياً باسم حمص الجديدة، ويبعد نحو خمسة كيلومتراتٍ غرباً من وسط مدينة حمص، على الضفة الغربية لنهر العاصي. وتسيطر المعارضة حالياً على معظم مناطق بساتين الوعر، وكذلك على المناطق السكنية (الوعر القديم والجزر الثماني) التي تؤوي حالياً نحو خمسةٍ وسبعين ألف نسمة، مُحاصرين داخل مساحة تبلغ أقل من اثنَي كيلومتر مربع.

ويتواجد في الحي أكثر من خمسة آلاف مقاتل، بحسب مختلف المصادر، ينتمي غالبيتهم لـ”حركة أحرار الشام الإسلامية”. كما توجد مجموعاتٌ عسكرية أخرى تابعة للجيش السوري الحر، تُعرف بـ”هيئة حماية المدنيين”.

 

الصراع على منبج

عدنان الحسين

من ظهروا في المقطع المصور على أنهم “حرس الحدود” التابع للنظام، تبين أنهم من “كتائب شمس الشمال” (RT)

عادت مدينة منبج، 55 كيلومتراً شرقي مدينة حلب، إلى واجهة الأحداث السياسية والعسكرية، بعدما حشدت جميع الأطراف المتنازعة قواتها حول المدينة وضمنها. ففي حين تسعى تركيا للسيطرة على منبج وطرد “قوات سوريا الديموقراطية” التي تعتبرها الفرع السوري من حزب “العمال الكردستاني”، تحاول الولايات المتحدة الحفاظ على “قسد” فتدعمها بالسلاح والعتاد والجنود، بينما تسعى روسيا من جهتها إلى إدخال مليشيات تابعة لإيران وللنظام إلى المدينة من خلال اتفاقات جانبية مع “قسد”.

 

منبج التي سبق وأطلقت عليها صحيفة “تلغراف” البريطانية لقب “لندن الصغرى”، نتيجة تواجد أكثر من 100 مقاتل بريطاني في صفوف تنظيم “الدولة الإسلامية”، أثناء سيطرته عليها، قبل عامين، تعود اليوم لتعج بمقاتلين من جنسيات مختلفة. فمنذ طرد “الدولة الإسلامية” منها، في 12 آب/أغسطس 2016، على يد “قسد”، مدعومة بـ”التحالف الدولي”، بدأ تواجد القوات الدولية فيها، قبل أن ينطلق وجه جديد من الصراع عليها، بعد تحرير “درع الفرات” المدعومة تركياً لمدينة الباب في 23 شباط/فبراير 2017.

 

ولا تزال عمليات الجيش الحر المنضوية في غرفة عمليات “درع الفرات” مستمرة ضد مليشيات النظام و”قسد”، على أطراف منبج الغربية. ورغم معارك الكر والفر بين الطرفين، غربي مدينة العريمة، إلا أن الجيش الحر تمكن الإثنين من السيطرة على قريتي أولاشا والبوغاز، موقعاً أكثر من 10 قتلى في صفوف “قسد”.

 

القيادي في غرفة عمليات “درع الفرات” النقيب مصطفى الشيوخ قال لـ”المدن”، إن “سوريا الديموقراطية المعروفة أساساً بأنها فرع حزب العمال الكردستاني، هي صنيعة نظام الأسد، وهو من وفّر لها كافة أجواء الولادة والتوسع والسيطرة. وهم يفعلون أي شيء لأي جهة تلوّح لهم بإنشاء كيانهم الإنفصالي، عبر وصل عفرين بعين العرب/كوباني”. ويوضح الشيوخ: “العمليات العسكرية مستمرة ضد قسد، ولا بديل عن السيطرة على مدينة منبج، وسنتجه للسيطرة عليها نحن وأبناء المدينة الثائرين، ولن نسمح ببقائها خنجراً مسموماً في خاصرة مناطق سيطرة درع الفرات”.

 

تحركات الجيش الحر، ترافقت مع دفع الجانب التركي لتعزيزات عسكرية كبيرة إلى داخل سوريا، وسط حديث في الصحافة التركية عن عملية مرتقبة لطرد “سوريا الديموقراطية” منها بالتنسيق مع روسيا وأميركا.

 

من جانب آخر، تحاول “سوريا الديموقراطية” مسابقة الزمن، لوضع العراقيل في وجه “درع الفرات” لمنعها من التقدم باتجاه منبج. البداية كانت بإعلان “قسد” تسليم مواقع غربي منبج لقوات النظام، بالاتفاق مع روسيا، ليعقبها إعلان الإثنين، بتسليم عدد من القرى لـ”حرس الحدود السوري”، ليتبين في ما بعد أنها مسرحية إعلامية، فالذين ظهروا في المقطع المصور الذي نشرته “روسيا اليوم”، على أنهم من “حرس الحدود” التابعين لقوات النظام، تبين أنهم القياديون أحمد عرش وحمزة ظاظا وأبو محمود تركس، في “كتائب شمس الشمال” أحد مكونات “قسد”. خطوة للتمويه على الجانب التركي، رُفعَ خلالها علم النظام على التخوم بين “قسد” و”درع الفرات”، لكنها لم تؤثر على مجريات المعارك إذ سرعان ما شنّت المعارضة هجمات على تلك المنطقة. ويُعتقد أن “قسد” تحاول الضغط بتلك الخطوة على الجانب الأميركي، لحماية منبج من “درع الفرات”.

 

إلا أن تحركات القوات الأميركية التي تتخذ من سد تشرين، على نهر الفرات شرقي منبج، مركزاً عسكرياً ولوجستياً، جاءت كما يقول قياديو “قسد”، للفصل بينهم وبين “درع الفرات”، لمنع اندلاع اشتباكات عسكرية بين الطرفين. القوات الأميركية تحركت بشكل مكثف في منبج وريفها، بعربات حديثة، تُنشر لأول مرة في سوريا، كما قامت بتعزيز تواجدها قرب نهر الساجور، الحد الفاصل بين “درع الفرات” و”قسد” شمالي منبج. ويأتي تحرك القوات الأميركية لفرض واقع واضح المعالم، بأن مدينة منبج ليست مسرحاً لأي تحرك عسكري من قبل الجانب التركي، وأنه يتوجب على الأتراك التركيز في الحرب ضد “داعش”. أميركا زوّدت “قسد” بعربات وسلاح ثقيل ومتوسط، نقل جزء كبير منه إلى أطراف منبج وداخلها، لحمايتها من أي تهديدات، وسط تصريحات لقيادة القوات الأميركية بأن لا علم مسبق لها، بالاتفاق بين “قسد” وروسيا.

 

وهو ما دفع “مجلس منبج العسكري” لإصدار بيان الإثنين، يؤكد فيه أن المدينة تخضع لحماية “التحالف الدولي” من أي تهديد، وأنها لن تُسَلّمَ لقوات النظام. “التحالف الدولي” أشار إلى بناء قاعدة عسكرية له في منبج، بهدف “حماية المدنيين” بحسب موقع “باس نيوز” نقلاً عن مصدر من “قسد”.

 

وبذلك أصبحت منبج معزولة عن “درع الفرات” من الشمال بقوات أميركية في قرى الحلونجي وعربي حسن والتوخار وقراطة وعون الدادات إلى نهر الفرات، بالإضافة إلى العازل الطبيعي وهو نهر الساجور. ومن الغرب تتمركز “سوريا الديموقراطية” التي تدعي أنها “حرس الحدود” التابع للنظام، ومن الجنوب مليشيات النظام و”داعش” شمالي بلدة الخفسة.

 

الدور الروسي المحوري بات أكثر مرونة، في ظل التراجع الكبير للدور الأميركي، إذ تمكنت روسيا من عقد اتفاقات مهمة مع الجانب التركي، وأعطت ضمانات لأنقرة أثناء معركة الباب، مقارنة مع الدور الخجول لـ”التحالف الدولي” في المعركة.

 

تركيا التي تدخلت بكل ثقلها لطرد “داعش” من ريفي حلب؛ الشمالي والشرقي، مصممة على استمرار عملياتها العسكرية ضد التنظيم في محافظة الرقة. وعلى ضوء خريطة القوى الحالية، لا يمكن لتركيا المشاركة في معركة الرقة من دون السيطرة على منبج والتوجه بعدها عبر محورين؛ أحدهما في مناطق سيطرة “قسد” والآخر في مناطق سيطرة “داعش”. احتمال آخر ينتظر موافقة الجانب الأميركي على دخول المعارضة المدعومة تركياً، معركة تحرير الرقة، عبر تل أبيض في ريف الرقة الشمالي، ما يستدعي أيضاً العبور في مناطق سيطرة “قسد”.

 

الخيار الأخير المتبقي أمام أنقرة، قد يكون بإعادة التجربة القبرصية، والهجوم على مدينة منبج، رغم التواجد الروسي والأميركي فيها. وهو ما يبدو مستبعداً، في ظل تصريحات رئيس الوزراء التركي، الثلاثاء، باستبعاد قيام بلاده بحملة عسكرية ضدّ مدينة منبج في الوقت الحالي، و”أي حملة عسكرية على منبج في الظروف الحالية ومن دون تنسيق مع الولايات المتحدة وروسيا، لن تسفر عن نتيجة، بل ستزيد من تعقيد الوضع هناك”.

 

روسيا “ضامن” لتهجير حي الوعر

أسامة أبوزيد

وافقت “لجنة المفاوضات” في حي الوعر الحمصي المحاصر، الثلاثاء، بشكل مبدئي، على خروج كامل الأهالي من الحي، وسط خلاف على آليات التنفيذ وهوية الضامن لها. ولا ثقة لدى اللجنة، ولا لدى الأهالي المحاصرين منذ 3 أعوام، بالضامن الروسي، بعدما شهدته عملية “إخلاء” حلب الشرقية من عدم التزام المليشيات الشيعية بـ”وقف إطلاق النار”. كما أن شعوراً بفقدان الثقة، يسود حتى ضمن من قد يقرر البقاء واجراء “التسوية” مع النظام، في ظل إحكام حصار الوعر من قبل “لواء الرضى” الشيعي.

 

وكانت “لجنة المفاوضات” في حي الوعر، قد تسلمت صباح الثلاثاء، مسودة اتفاق روسي جديد بما يخص مصير الحي المحاصر منذ أكثر من 3 أعوام، عقب اجتماع جرى الإثنين بين اللجنة ووفد من الضباط الروس القادمين من قاعدة حميميم العسكرية. وبحسب مصدر من “لجنة المفاوضات” فقد حملت المسودة نقاطاً متعددة أبرزها: “عدم تطبيق وقف إطلاق النار قبل خروج كل من (جبهة فتح الشام) و(حركة أحرار الشام) نحو مدينة جرابلس شمالي سوريا”. ولا يتجاوز عدد مقاتلي الجماعتين في الوعر 150 مقاتلاً. كما عرضت المسودة إجراء عملية “تسوية” للأهالي، ومن يتبقى من مقاتلين في الحي، بما يقتضي تشكيل “لجان شعبية” تحت “سقف الوطن”.

 

وقد اجتمع الطرفان، “لجنة الوعر” و”الوفد الروسي”، الإثنين، في “الفرن الآلي” الواقع على أطراف حي الوعر، مع غياب أي تمثيل للنظام. ولم يمنع الاجتماع الطائرات الحربية من قصف الحي بـ12 غارة، ما تسبب في مقتل مدنيين اثنين، وإصابة 17 آخرين.

 

وقد فوجئت “لجنة الوعر” بتغير الموقف الروسي تجاه “ملف الوعر”، عبر تحوله من لاعب أساسي إلى “وسيط” فقط، وذلك بعد 4 أيام من دعوة “مركز المصالحة الروسي في حميميم” إلى مفاوضات جديدة، بضمانات روسية، بعيداً عن المفاوضات القديمة التي بدأت نهاية العام 2015.

 

“لجنة الوعر” حذّرت المدنيين داخل الحي، عقب الاجتماع مباشرة، من القصف الذي يستهدف الحي، مؤكدين أن لا ضمانات روسية، ولا وجود لـ”وقف إطلاق نار”، ومنذرين من مرحلة عصيبة سيمر بها الحي.

 

ولا يختلف إثنان داخل الوعر، على أن الجانب الروسي “غير جديّ” في تحقيق اتفاق يرضي الطرفين، خصوصاً بأن اجتماع الإثنين شهد نوعاً من التوتر، في ظل استمرار القصف الجوي أثناء وبعد الاجتماع. الأمر الذي اعتبره عدد من أعضاء اللجنة، بأنه حركة استفزازية، ووسيلة ضغط للحد من مطالب “لجنة الوعر”.

 

مصدر مُقرّب من “لجنة الوعر”، قال لـ”المدن”، إن عملية اجتياح عسكرية يخطط لها النظام وروسيا، بغض النظر عن “المفاوضات” التي اعتبرها “شكلية”، في سيناريو قد يشابه ما حدث مؤخراً في كل من حلب ووادي بردى في ريف دمشق، ما قد يتسبب بكارثة إنسانية في حي يضم نحو 40 ألف مدني.

 

ويواصل النظام تنفيذ مخططاته وعملياته العسكرية باتجاه الوعر، لتهجير سكانه على غرار ما جرى في حمص القديمة قبل 3 سنوات، وذلك بهدف تأمين مدينة حمص من أي فرصة قد تمكن المعارضة من العودة إليها. ويعتبر حي الوعر حزام المدينة الأمني، بسبب موقعه الجغرافي الرابط ما بين ريف حمص ومركز المدينة، وقربه من الثكنات العسكرية كـ”الكلية الحربية” و”كلية المدرعات”.

 

وقد عزز تبني “فتح الشام” لتفجيرات حمص الأخيرة التي استهدفت كل من فرعي “أمن الدولة” و”الأمن العسكري” في حمص، خطط النظام لتهجير سكان حي الوعر.

 

ويقبع أهالي الوعر في دوامة مصير مجهول، في ظل ما اعتبروه تجاهل “الأمم المتحدة” لهم، في ظروف إنسانية كارثية. أحد الأطباء داخل الحي، قال لـ”المدن”، إن المواد الطبية نادرة جداً، وبتنا “نستخدم إبر الحقن مرات متعددة، للجرحى والمرضى، لعدم توافرها”.

 

سوريا والعراق على طاولة رؤساء أركان تركيا وأميركا وروسيا

عقد رئيس أركان الجيش التركي خلوصي آكار اجتماعاً مع نظيريه الأميركي فرنسيس دانفورد، والروسي فاليري غيراسيموف، في أنطاليا التركية، الخميس، لبحث الأمن الإقليمي وتطورات الأوضاع في سوريا والعراق.

 

وبحسب بيان صادر عن الجيش التركي، فإن الاجتماع الذي لم يُعلن عنه في مسبقاً جاء لبحث “قضايا مشتركة تتصل بالامن الاقليمي وخصوصا سوريا والعراق خلال الاجتماع”، من دون تفاصيل إضافية، في حين أكدت وزارة الدفاع الروسية، أن مباحثات حول “مسائل أمنية في سوريا والعراق” مُدرجة على جدول أعمال اللقاء الثلاثي.

 

ويأتي هذا الاجتماع في أعقاب إعلان رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم، في وقت سابق الإثنين، إن تركيا لن تطلق لوحدها عملية للسيطرة على منبج في شمال سوريا “من دون تنسيق مع روسيا والولايات المتحدة”.

 

وتقع منبج تحت سيطرة “مجلس منبج العسكري”، وهو جزء من “قوات سوريا الديمقراطية”، التي تساندها الولايات المتحدة وتضم وحدات “حماية الشعب” الكردية، و تعتبرها تركيا تنظيماً “إرهابياً”. ومنذ تركيز القتال على قرى غربي منبج وُضع مقاتلو المعارضة السورية، المدعومين من تركيا، في مواجهة مع “مجلس منبج العسكري”.

 

وكانت وزارة الدفاع الأميركية قد أعلنت نشر عدد محدود من القوات الأميركية داخل منبج وفي محيطها لردع الأطراف المتنازعة عن مهاجمة بعضها البعض، وتركيز القتال على تنظيم “داعش”. وأشار المتحدث باسم البنتاغون جيف ديفيس إلى إن القوات نُشرت هناك كي تكون “إشارة واضحة للردع والطمأنة”.

 

وقال ديفيس “هذا جهد جديد. هذه المرة الأولى التي يستلزم الأمر فيها أن نقوم بشيء كهذا وهو ضمان أن نكون هناك كرمز واضح إلى تطهير منبج من العدو”. وأضاف “ليست هناك حاجة لزحف الآخرين عليها في محاولات ‘لتحريرها”، من دون أن يحدد عدد الجنود الأميركيين المشاركين، لكنه أشار إلى أنهم أقل من عشرات.

 

حزب الله يدرس احتمالات نهاية الحرب السورية

منير الربيع

في خضم الانهماك المحلي بإستحقاقات داخلية عديدة منها قانون الانتخاب والموازنة، مازال اهتمام حزب الله على حاله، كما قبل التسوية الرئاسية كذلك بعدها. يولي الحزب اهمية قصوى للتطورات الخارجية، خصوصاً بعد انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية وعودة الحديث عن احتمالات نشوب حرب بين الحزب والعدو الإسرائيلي. يدرس حزب الله كل الخيارات، في الداخل يهتم لإبقاء التفاهم والإستقرار وتكريس التفاهمات لعدم تعكير الأمن السياسي في البلد. وفي الوقت نفسه، لا يتوانى عن دراسة كل الاحتمالات التي قد تطرأ في المرحلة المقبلة إقليمياً.

 

لا شك أن الحزب تكبّد أثماناً باهظة لقاء تدخله العسكري في سوريا وغيرها. ما انعكس أيضاً على إنشاء صناديق جديدة للتعويض على المقاتلين وعائلاتهم. فحجم الخسائر لم يقتصر على المسألة البشرية، ولذلك فإن الحزب يبحث في كيفية التخفيف من حجم الأعباء، سواء أكان في لبنان أم في سوريا. وهذا ما بدا واضحاً من خلال سحب العديد من قواته وعناصره من المناطق التي انتهت المعارك فيها، إذ اكتفى بوجود مراقبين واستشاريين.

 

هذه الاستحقاقات كانت حاضرة في البنية التنظيمية لدى الحزب، جرى نقاشها وإبلاغ الكوادر فيها في اجتماعات متعددة، وتولى الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله الإشراف على هذه “الشدشدة” التنظيمية، بالإضافة إلى إيلاء الاهتمام في هذه المرحلة لأي احتمال على الجبهة الجنوبية.

 

تدرك قيادة الحزب حجم التحديات في المرحلة المقبلة. والاحتمالات لا تقتصر على أي تطور قد يحصل في سوريا، خصوصاً في ظل الكلام المتنامي عن توافقات دولية، ولاسيما أميركية روسية مع دول الخليج وتركيا لتحجيم دوره هناك، كما أن التحسّب الأساسي يبقى لأي خطوة قد يقدم عليها العدو الإسرائيلي لانتهاز هذه الفرصة لتوجيه ضربة إلى الحزب.

 

ولكن، وفق المصادر، كل خطوة تحصل في سوريا هي عبارة عن إتفاق بين الدول الثلاث الأساسية وهي تركيا، روسيا، وإيران. وهذا ما يبدو واضحاً في الشمال السوري وتحديداً في ريف حلب، إذ تلفت المصادر إلى أن هناك توافقاً تركياً روسياً سورياً، في شأن الأحداث التي يشهدها شمال حلب. وتكشف المصادر عن أن الإتفاق ينص على سيطرة الجيش السوري على مناطق معينة، والوصول إلى حدود معينة بغية تحجيم نفوذ الأكراد، لافتة إلى أن هذا الإتفاق حصل في اجتماع آستانة، حيث جرى توافق إيراني تركي روسي في شأن حلب وريفها، بما فيه مدينة الباب. وكل المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري هي بناء على إتفاق لرسم حدود معينة، على أن تتولى القوات الحليفة لتركيا السيطرة على مناطق أخرى.

 

في مقابل ذلك، لا تخفي المصادر أنه في الفترة الماضية تقلّصت مشاركة الحزب في سوريا بشكل كبير جداً. وحتى في المعارك الكبيرة التي يشهدها الشمال السوري فإن وجود الحزب لا يقتصر إلا على خبراء واستشاريين. وهذا ما قد يحصل في دير الزور، حيث يُتوقّع أن تُفتح المعركة قريباً. وهذه المعطيات تقود إلى خلاصة أن الحزب يدرس احتماليات مرحلة ما بعد نهاية الحرب، ولذلك يبحث في كيفية ترتيب وضعه ومواقع قواته.

 

هناك العديد من المقاتلين أصبحوا في لبنان. فرغم إندلاع المعارك، يعتبر حزب الله أنه في المرحلة السابقة استطاع تثبيت ما جرى تحقيقه، والآن يعتبر أن وجوده معنوي والوجود الأساسي في المنطقة الممتدة من القصير إلى محيط دمشق. هذه المنطقة لن يتخلى عنها بسهولة، خصوصاً أنها ذات أهمية استراتيجية بالنسبة إليه، لكونها بين لبنان وسوريا، ولأن امتدادها يقود إلى العاصمة دمشق ومنها إلى الجنوب السوري. بالتالي، فإن هذه المنطقة في المرحلة المقبلة ستكون أمام تطورات ومتغيرات عديدة.

 

مازوت داعش: الحواجز لا تعترض طريقه.. بل ترفع أسعاره

محمد أبازيد

يرتبط سعر ليتر المازوت بانجاز كل خطوة من مراحل نقله (Getty)

أكثر من ست سنوات مرت على تقاسم المعارضة والنظام والجماعات الإسلامية السيطرة على سوريا. ومع المآسي التي ضربت البلاد، كان لسيطرة تنظيم داعش على منابع النفط في الشمال السوري أثر كبير عليها.

 

مع النقص الحاد في المحروقات والحاجة الشديدة إليها، اضطر الناس إلى شرائها من داعش، الذي ينتجها بجودة منخفضة رغم سيطرته على منشآت كاملة. لكن، ما يثير الريبة هو وصول كميات كبيرة من المحروقات من الشمال السوري إلى الجنوب من دون رقيب أو حسيب، وتلك الكميات تعبر طرقاً يسيطر عليها النظام.

 

يقول أحد موردي المحروقات في المنطقة الغربية من السويداء، لـ”المدن”، إن عمليات نقل المحروقات من مناطق سيطرة داعش إلى مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة أو النظام لا تتم بتدخل مباشر من النظام، “لكن عملية النقل تتم في طريق البادية (الحماد) بين سوريا والعراق في الجهة الشرقية”.

 

يضيف: “المازوت يتم نقله من دير الزور والرقة إلى أراضي الحماد، ثم إلى ريف محافظة السويداء الشرقي من جهة البادية، التي تسكنها عشائر من البدو، التي تقوم بإيصال المازوت إلى الريف الجنوبي الشرقي وبيعه إلى تجار من السويداء. وهؤلاء يقومون بنقله وبيعه إلى البدو في قرية عرى في ريف السويداء الغربي المحاذي لريف درعا الشرقي”.

 

هذه العملية تتم عبر اجراءات معقدة، إذ إن قوافل المحروقات تعبر من ريف السويداء الشرقي إلى الريف الغربي من طريق حواجز مليشيا “اللجان الشعبية”، المشكلة من أبناء المنطقة، ويتم ذلك بغض نظر من قبل النظام، الذي يتقاضى ضباط حواجزه الأمنية عوائد مادية عن كل قافلة تعبر حواجز اللجان الشعبية.

 

ورغم المنفعة المتبادلة بين الأطراف، إلا أن عملية نقل المازوت بين ريف السويداء وريف درعا تكون دائماً عرضة للمعوقات والمشاكل. ولعل أبرزها، وفق المصدر، هو عمليات الخطف المتبادلة التي تحدث بين الفينة والأخرى بين البدو وسكان السويداء، أو المليشيات التي تنتشر في الريف الشرقي. كما أن الاقتتال بين عشائر البدو أنفسهم قد يوقف عملية النقل لأيام. ما قد يؤدي إلى انقطاع الكهرباء عن قرى أو أحياء كاملة تعتمد على المحروقات من أجل تغذية مولدات الكهرباء.

 

ويقول مهران أبومنيار، وهو أحد موزعي المازوت في درعا، لـ”المدن”، إن كميات المازوت التي تصل إلى درعا كبيرة جداً “عندما تكون الطريق سالكة، إذ تتوافد السيارات الناقلة بشكل مستمر وكثيف”. ويوضح أن المازوت الذي يصدره داعش من مناطقه ينقسم إلى أنواع. فالجودة الأقل يشتريها المدنيون، حيث يكون مستخرجاً من مصافي بدائية ومحملاً بالشوائب. وهناك نوع يكون مخلوطاً بمادة البنزين وفيه نسبة عالية من الغاز، وتسبب بحرائق كونه سريع الاشتعال، ما أدى إلى مقتل أكثر من 15 مدنياً أخيراً. أما النوع الذي يسمى “المازوت الأصفر” وهو من الدرجة الأولى، فيحتكر النظام توزيعه في محطات تابعة له، بعد الحصول عليه من تجار مرتبطين بشكل مباشر بفروع الأمن.

 

ويرتبط سعر ليتر المازوت بانجاز كل خطوة من مراحل نقله، حيث تستلمه عشائر البدو شرق السويداء مقابل مئتي ليرة سورية، ويصل إلى داخل السويداء بسعر مئتين وخمسين ليرة، فيما يصل بعد ذلك إلى المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في محافظة درعا بسعر 280 ليرة.

 

“وثيقة عهد” درعا: مشروع وطني أم تقسيم؟

أثارت وثيقة أشرف على إعدادها عدد من الشخصيات في محافظة درعا، جدلاً واسعاً وانتقادات حادة، إذ رأى البعض أن الوثيقة تؤسس لمشروع يساعد على تقسيم سوريا، من خلال طرحها تطبيق مبدأ اللامركزية الإدارية كنموذج حكم في درعا، إضافة إلى اتهامات لبعض الشخصيات التي صاغت الوثيقة بأنها تطبق أجندات إقليمية تحاول تفكيك ما تبقى من سوريا.

 

وحصلت “المدن” على نسخة من الوثيقة، التي تشير إلى أنه سيتم تطبيق “اللامركزية من الناحية الإدارية، تماشياً مع وثيقة الانتقال السياسيّ التي تقدمت بها الهيئة العلُيا للمفاوضات”، وتشدد على تحقيق أهداف الثورة السورية والحفاظ على وحدة سوريا أرضاً وشعباً. ويهدف القائمون على الوثيقة إلى عقد مؤتمر تأسيسي يعتمد الوثيقة الحالية.

 

وتؤكد الوثيقة أن الصفة التأسيسية للمؤتمر المنعقد تنتهي “بعد إقرار وثيقة العهد ويصبح مجلساً تمثيلياً، أو يقوم المؤتمر بانتخاب مجلسٍ تمثيليّ من بين أعضائه، أو يقوم المؤتمر بإقرار النظام الانتخابّي الذي سيتمّ بناء عليه إعادة انتخاب مجلس للممثلين وفق نظام القطاعات المعتمد في هذه الوثيقة”. كما تشدد على أن “حريةّ الاعتقاد مصونة، وتحترم هذه الوثيقة جميع الأديان السماوية، وتكفل حريةّ القيام بجميع شعائرها على ألا يخلّ ذلك بالنظام العام”.

 

وتقترح الوثيقة أن يكون قضاة “دار العدل في حوران” هم القضاة الرسميون للإدارة الذاتية المبتغاة في درعا، على أن يؤدي قضاة “الدار” القائمين على رأس عملهم حالياً، اليمين أمام “رئيس مجلس الممثلين بعد انتخابه”، كما تعتبر أن “التربية والتعليم والرعاية الصحية وحق الترشح والانتخاب وحقوق المرأة والطفل حقوقٌ مصانة حسب الأنظمة التي تحدد هذه الحقوق وتنظّمها”.

 

ويقول القائمون على هذه الوثيقة بأنها ليست نهائية وتعتبر مسودة فقط، وقد طرحت على العديد من المؤسسات والهيئات والنشطاء، مؤكدين عدم ارتباط مشروع هذه الوثيقة باي دعم خارجي أو علاقة بهيئة “التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي في سوريا”، بعد أنباء عن وقوف الهيئة وراءها.

 

وأوضحت مصادر “المدن”، أن العديد من “الشخصيات الثورية” وقعت على “وثيقة عهد” مثل عبدالكريم الحريري، وإبراهيم الجباوي، وخالد بقيرات، ومحمد عبدالله الهويدي، إلا أن عدداً منها تراجع عن التوقيع بسبب الإشاعات التي تحدثت عن نوايا يسعى القائمون على الوثيقة بتحقيقها، وأبرزها استغلال الوثيقة لتطبيق مبدأ التقسيم.

 

في المقابل، يرى آخرون أن “وثيقة عهد” تمثل الحل الأبرز لمعضلة إدارة المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، بعد عجز مجلس المحافظة والهيئات القضائية في درعا عن تطبيق القانون، إثر تفشي الفساد وحوادث القتل وكثرة المشاريع الخاضعة لأجندات خارجية نتيجة التمويل الأجنبي، ويعتبر الداعمون للفكرة أن مواجهة تلك المشاكل يكون بمشروع وطني يرتكز على أسس ثابتة وواضحة تقدمه الوثيقة الحالية.

 

منبج.. عقدة الحل أم بوابة المواجهة؟ 

رأفت الرفاعي-غازي عينتاب

تعد مدينة منبج من المدن الكبرى بريف حلب، وتقع شرق مدينة حلب على بعد 80 كلم قرب نهر الفرات من جهة الغرب. ومنذ التحول إلى الصراع المسلح تبدلت هوية الأطراف التي سيطرت على المدينة، وبدأت في عام 2012 مع انتزاع الجيش السوري الحر المدينة من قبضة قوات النظام. وفي عام 2014 تمدد تنظيم الدولة الإسلامية إلى المدينة، لتخضع مجددا بعد عامين لسيطرة الوحدات الكردية بدعم من التحالف الدولي.

 

فقد أعلنت تركيا عن عملية عسكرية في 24 أغسطس/آب 2016, وكان هذا أول تدخل مباشر لتركيا في الأراضي السورية عبر تقديمها الدعم للجيش السوري الحر التابع للمعارضة المسلحة. وسيطر الحليفان بداية على مدينة جرابلس، ثم كامل الشريط الحدودي الممتد بين جرابلس وإعزاز (نحو 100 كلم). وبدأ التوغل جنوبا وانتهى إلى السيطرة على مدينة الباب الاستراتيجية في 23 فبراير/شباط من العام الجاري.

 

وتشكل عمليا المناطق التي استعادها الجيش السوري الحر من تنظيم الدولة الإسلامية في إطار عملية درع الفرات معظم مساحة المنطقة الآمنة التي لطالما دعت إلى إقامتها تركيا، ورغم الاعتراض الأميركي الصريح فإن المنطقة قائمة بحكم الأمر الواقع.

 

وقصد بذلك منع قيام منطقة متصلة جغرافيا على طول الحدود الجنوبية مع تركيا، يسيطر عليها المقاتلون الأكراد تمهيدا لإعلان الانفصال عن سوريا وإقامة إقليم كردي يسيطر عليه حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD) النسخة السورية من حزب العمال الكردستاني (PKK). وهو ما تعده تركيا تهديدا مباشرا لأمنها القومي.

 

وهذا ما يبرر تسمية العملية العسكرية بدرع الفرات، أي أن يكون الأخير جدارا عاليا يفصل مناطق سيطرة الوحدات الكردية الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي شرق الفرات (في الحسكة وريف الرقة الشمالي وعين العرب-كوباني) وبين مناطق سيطرتهم في غرب الفرات بريف حلب الشمالي وتحديدا في منطقة عفرين.

 

غطاء وهمي

منذ اليوم الأول طالبت تركيا وبدعم أميركي خجول مقاتلي حزب الاتحاد الديمقراطي بالانسحاب من مدينة منبج إلى مناطق سيطرتهم شرق الفرات، خشية أن تغدو مدينة منبج (الوقعة غرب الفرات) حجر عثرة أمام تحقيق الهدف الاستراتيجي الأهم لعملية درع الفرات، وفعلا أعلنت وحدات الحماية الكردية رسميا انسحابها إلى مناطق سيطرتها إلى شرق الفرات بعد يوم واحد من بدء عملية درع الفرات.

 

في هذا السياق برز اسم مجلس منبج العسكري باعتباره الطرف الجديد الذي يسيطر على المدينة، رغم أن المجلس يتلقى دعمه من الوحدات الكردية، ويشكل مقاتلو الوحدات الجزء الأكبر من مقاتلي مجلس منبج العسكري، لكن الوحدات الكردية تنفي رسميا تبعية المجلس لها، ليتحول بذلك المجلس إلى مجرد غطاء لتنفيذ القرار السياسي والعسكري المرتبط بحزب الاتحاد الديمقراطي، حاله حال قوات “سوريا الديمقراطية” التي تشكل الوحدات الكردية المكون الرئيسي والقيادي فيها.

 

وغدت مدينة منبج وريفها ساحة صراع كأرض سوريّة لمعركة تركية تركيّة أي بين الحكومة والجيش التركيين من جهة وحزب العمال الكردستاني التركي من جهة أخرى، وعلى هذا الأساس يجري ترتيب التحالفات على الأرض.

 

حليف مزدوج

عندما أعلن الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا عزمه التوجه لمدينة الباب، سارع مجلس مدينة منبج إلى اعلان بيان وصفه معارضو النظام السوري بأنه بيان صادم، إذ قام مجلس مدينة منبج العسكري بتسليم قوات النظام التي كانت قد تقدمت سريعا إلى شرق الباب مناطق واسعة غرب مدينة منبج، تضم أكثر من 40 قرية تقدر مساحتها بنحو 800 كلم مربع، وجرت عملية التسليم بتنسيق مع الروس.

ونتج عن ذلك أن قوات النظام باتت تحرس نيابة عن المقاتلين الأكراد البوابة الغربية لمنبج, بالموازاة مع انتشار كبير لمدرعات أميركية على طول نهر الساجور أي البوابة الشمالية لمدينة منبج.

 

ووضع هذا التحول اللافت تركيا وحليفها الجيش السوري الحر أمام مواجهة حتمية مع قوات النظام ومن خلفها روسيا أو الولايات المتحدة، إذا ما قررا التقدم باتجاه مدينة منبج. ولا تنفي المواجهة كاحتمال قائم في الميدان حتمية المواجهة سياسيا وتأثيرها العميق على شكل التوازنات والتحالفات الجارية.

 

وأظهر رفع أعلام الولايات المتحدة الداعم الرئيسي للوحدات الكردية، وأعلام روسيا الداعم الرئيسي لقوات النظام، ملامح القوى العسكرية التي ستشارك في معارك استعادة الرقة، أي قوات النظام والوحدات الكردية كترجمة لتعاون روسي أميركي ممكن، ومما زاد تحقق هذه الإمكانية أن التقدم الأخير لقوات النظام قطع نهائيا الطريق على الجيش السوري الحر للتقدم باتجاه الرقة.

 

فشل درع الفرات

قوات النظام التي دخلت متأخرة على خط سباق السيطرة على مدينة الباب (بعد نحو نحو ستة أشهر من بداية المعارك) حققت تقدما سريعا باتجاه المدينة، وسيطرت على بلدة تادف المتاخمة لمدينة الباب، وتمددت بعد سيطرة الجيش السوري الحر على مدينة الباب باتجاه الشمال الشرقي، ووصلت إلى بلدة جب الخفي لتلتقي هناك مع الوحدات الكردية.

 

وبما سبق حصل هذا الاتصال البري الأول من نوعه، إذ يصل مناطق شرق الفرات الواقعة تحت سيطرة الوحدات الكردية مرورا بمدينة منبج بمناطق سيطرة النظام في عموم البلاد، وهو ما يمهد لفتح ممر بديل جنوب مدينة الباب يصل به حزب الاتحاد الديمقراطي بين مناطقه شرق الفرات وغربه، ليقوض بذلك هدف عملية درع الفرات بالكامل.

 

إلى أين؟

إن الإصرار التركي على تحقيق هدف عملية درع الفرات التي نالت دعما خجولا من الولايات المتحدة بداية انطلاقها يقضي بالتقدم إلى مدينة منبج، وتجلى ذلك عبر تصريح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو فور السيطرة على مدينة الباب، وهدد بشكل صريح قائلا إن بلاده “ستوجه ضربات لوحدات الحماية الكردية إذا لم تنسحب من منبج”.

 

وتفيد التطورات الأخيرة أن التقدم التركي باتجاه منبج سيكون ثمنه صداما حتميا مع روسيا أو الولايات المتحدة أو الاثنين معا، وهو ما دفع فيما يبدو رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم للقول “الأرض السورية للسوريين، وأنقرة لا تمانع فرض الجيش السوري على مدينة منبج”, لتغدو قوات النظام السوري البديل الأمثل طالما أنها تحقق لتركيا طرد وحدات الحماية الكردية من منبج، وهو احتمال مستبعد في ظل التنسيق العسكري القائم بين الوحدات الكردية وقوات النظام، وحرص الوحدات الكردية على وصل مناطقها بأي ثمن.

 

وتشير خريطة السيطرة الأخيرة إلى أن قوات النظام والوحدات الكردية قطعا الطريق تماما على الجيش السوري الحر للتمدد باتجاه ما بقي من ريف حلب الشرقي، وبالتالي إلى مدينة الرقة أبرز معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

 

وبما سبق تصبح حظوظ قوات النظام أكبر في مشاركة الوحدات الكردية معارك استعادة الرقة، وهنا يتجلى التوافق الأميركي الروسي في سوريا حول معركة الرقة باعتبارها مكسبا سياسيا وميدانيا هاما، ومجالا للتعاون بينهما، بينما يقاتل على الأرض حليفاهما قوات النظام ووحدات الحماية الكردية.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

قصف واشتباكات بحلب وحمص ودرعا  

قال ناشطون إن كتائب المعارضة المسلحة في سوريا أحبطت محاولة من قوات النظام للتسلل على محاور عدة شمال غرب حلب، وكبدت المليشيات التابعة للنظام خسائر كبيرة، وذلك بالتزامن مع قصف مدفعي شمل كلا من حمص وحماة ودرعا.

كما استهدفت قوات النظام مدينة عندان في ريف حلب الشمالي بقذائف المدفعية الثقيلة.

 

وفي ريف حمص، استهدف قصف بالرشاشات الثقيلة من قبل قوات النظام الأحياء السكنية في بلدة الدار الكبيرة في ريف حمص الشمالي.

 

كما شن الطيران الروسي غارات جوية عديدة استهدفت منطقة الباردة ومحيط مدينة تدمر بريف حمص الشرقي.

 

ودارت اشتباكات بين تنظيم الدولة الإسلامية وقوات النظام في محيط حقل جزل وجحار بريف حمص الشرقي وسط قصف مدفعي متبادل بين الطرفين.

 

وفي حماة، انفجر لغم بسيارة تابعة لهيئة تحرير الشام شمالي قرية سروج شرقي حماة، مما أدى إلى مقتل عنصرين وإصابة آخر بجروح خطيرة. كما شن طيران النظام غارتين استهدفتا مدينة اللطامنة في ريف حماة الشمالي.

 

وفي درعا، جدد الطيران المروحي استهدافه بالبراميل المتفجرة أحياء درعا البلد التي تسطير عليها المعارضة.

 

واستهدفت غارة جوية بلدة حزرما في ريف دمشق، كما تعرضت بلدة الزريقية لقصف بصواريخ أرض أرض تسبب في وقوع أضرار جسيمة في الممتلكات. كما شن طيران النظام غارات عدة استهدفت مدينتي عربين وحرستا في الغوطة الشرقية.

 

في الوقت نفسه، شن الطيران الحربي غارة جوية بالصواريخ استهدفت بلدة التمانعة في ريف إدلب الجنوبي. وفي ريف اللاذقية، استهدفت قوات النظام المتمركزة في مرصد برج البيضاء محاور جبل التركمان بقذائف المدفعية.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

هيئة تحرير الشام تسعى لحل خلافاتها مع “أحرار الشام”  

دعت هيئة تحرير الشام إلى تشكيل لجنة لحل القضايا العالقة بينها وبين حركة أحرار الشام.

 

وقالت الهيئة في بيان نشرته عبر حساباتها الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي، إن حركة أحرار الشام أفشلت مشروع الاندماج وتحرّض على قتالها.

 

من جهتها قالت حركة أحرار الشام إنها دعت سابقا -وما زالت- إلى تحكيم الشرع في الخلافات بين الطرفين، مؤكدة ن هيئة تحرير الشام بغت عليها، وهاجمت عدة مقرات ومستودعات له.

 

وشهدت العلاقة بين الفصيلين توترا تحول إلى اشتباكات متعددة منذ الإعلان قبل نحو شهر عن تشكيل هيئة تحرير الشام بقيادة أبو جابر هاشم الشيخ، القائد السابق لحركة أحرار الشام.

 

وكان الفصيلان قد شكلا سابقا جيش الفتح الذي حقق انتصارات على قوات النظام، وسيطر على مدن رئيسية ومناطق واسعة في محافظة إدلب.

 

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

روسيا: التوصل لهدنة في الغوطة الشرقية بسوريا

العربية.نت، فرانس برس

أفاد #الجيش_الروسي، الثلاثاء، في بيان، بأنه تم إعلان وقف لإطلاق النار حتى 20 آذار/مارس في #الغوطة_الشرقية التي تعد من معاقل #المعارضة في #سوريا، شرق العاصمة #دمشق.

وأوضح البيان أنه “تم إعلان وقف إطلاق نار اعتباراً من الساعة 00.01 بالتوقيت المحلي من يوم 6 آذار/مارس حتى الساعة 23.59 بالتوقيت المحلي من يوم 20 آذار/مارس في الغوطة الشرقية”، مشيراً إلى أنه لم يسجل “أي خرق” للاتفاق حتى الآن.

 

قوات سورية مدعومة من أميركا تضيق الخناق على الرقة

سوريا الديمقراطية مازالت على بعد 20 كيلومترا من المدينة في بعض المناطق

دبي – العربية.نت

قال متحدث باسم مقاتلين سوريين معارضين مدعومين من #الولايات_المتحدة الثلاثاء إنهم سيحكمون قبضتهم على #الرقة معقل تنظيم #داعش بعد أن قطعوا آخر طريق رئيسي خارج من المدينة.

وكانت قوات سوريا الديمقراطية قطعت الطريق السريع بين الرقة ومعقل المتطرفين في #دير_الزور يوم الاثنين موجهة ضربة قوية للتنظيم المتطرف الذي يتعرض لضغوط عسكرية مكثفة في سوريا والعراق.

وتفقد داعش أراضي في 3 حملات منفصلة شمال سوريا، إحداها تقودها قوات سوريا الديمقراطية والأخرى تشنها قوات #النظام_السوري بدعم من #روسيا والثالثة تقودها #تركيا وقوات سورية #معارضة.

وقال طلال سيلو المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية لرويترز إن تقدم القوات يعني أن جميع الطرق الرئيسية للخروج من الرقة أصبحت مغلقة الآن. وتعتزم القوات المدعومة من الولايات المتحدة الآن انتزاع السيطرة على مناطق الريف المحيطة بالمدينة والتقدم صوبها لعزلها تماما.

وأضاف أن القوات مازالت على بعد 20 كيلومترا من المدينة في بعض المناطق.

ويضم تحالف قوات سوريا الديمقراطية وحدات #حماية_الشعب الكردية وجماعات عربية، وشن حملة في نوفمبر تشرين الثاني لتطويق الرقة وانتزاع السيطرة عليها في نهاية المطاف من تنظيم داعش بدعم من غارات جوية وقوات خاصة من تحالف تقوده الولايات المتحدة.

وقال سيلو إن الخطوط الأمامية للقتال لم تصل بعد إلى المدينة ومازالت في الريف وأضاف أن الحملة مستمرة حتى يتم عزل المدينة تماما.

واستهدفت المرحلتان الأولى والثانية من حملة قوات سوريا الديمقراطية مناطق في شمالي وغربي الرقة واستهدفت المرحلة الثالثة مناطق إلى الشرق من المدينة.

ويحد نهر الفرات الرقة من جهة الجنوب. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش شن العديد من الغارات الجوية التي استهدفت جسورا على النهر.

 

موغيريني تعلن عن مؤتمر بشأن سورية الشهر القادم

فيديريكا موغيريني

بروكسل – أعلنت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، عن الدعوة لمؤتمر دولي لدعم سورية في بروكسل في الخامس من شهر نيسان/أبريل القادم.

 

وكانت موغيريني تتحدث خلال مؤتمر صحفي عقدته اليوم في بروكسل بعد اختتام اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، ملاحظة أن الموضوع السوري لم يكن على جدول الأعمال.

 

وأكدت أنها توافقت مع الأطراف المعنية على استضافة المؤتمر بالاشتراك مع كل من الكويت وألمانيا وبريطانيا، حيث “نريد توجيه رسالة واضحة مفادها أننا نستمر في دعم العملية السلمية في سورية برعاية الأمم المتحدة”، حسب كلامها.

 

وحرصت موغيريني على التأكيد أن الاتحاد الأوروبي مستمر في العمل على الملف السوري مع المبعوث الدولي ستافان دي ميستورا، وقالت “المفاوضات تجري في جنيف ولا نية لنا بنقلها لبروكسل”، حسب وصفها.

 

وتريد المسؤولة الأوروبية الإشارة الى أن مؤتمر بروكسل لن يكون مكاناً للتفاوض بشأن حل الأزمة السورية، بل منتدى لبحث آليات لتقديم المساعدة الدولية والأوروبية لإعادة اعمار البلاد والتخطيط لمرحلة ما بعد الصراع بعد أن يتم إقرار العملية الانتقالية.

 

وعبرت عن أملها أن يتم إحراز تقدم في مباحثات جنيف من أجل التقدم على طريق الحل.

 

ولم تجب موغيريني على الأسئلة المتعلقة بإمكانية حوار مستقبلي مع الحكومة السورية، ليصار لتأمين نجاح “أمثل” لمؤتمر بروكسل.

 

وكانت موغيريني قد تحدثت عن هذا المؤتمر في وقت سابق، حيث أكدت أنه يحتوي على شقين الأول يتعلق بتقديم المساعدات الإنسانية للسوريين في الداخل وفي الدول المجاورة، والثاني هو اعداد مخطط دولي وإقليمي ودولي للمساهمة في مرحلة ما بعد الصراع وإعادة الاعمار.

 

مصادر تركية: أمريكا قررت فيما يبدو الاستعانة بالأكراد في حملة الرقة

من أورهان جوسكون

 

أنقرة (رويترز) – قال مسؤول تركي كبير يوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة قررت على ما يبدو الاستعانة بمساعدة وحدات حماية الشعب الكردية في حملة لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من مدينة الرقة معقله في سوريا محبطة بذلك طموحات أنقرة.

 

في الوقت نفسه قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن على تركيا والولايات المتحدة وروسيا التنسيق الكامل لتطهير سوريا من الجماعات الإرهابية. ويعمل رؤساء أركان جيوش الدول الثلاث على منع وقوع اشتباكات بين الأطراف المختلفة.

 

وكان المسؤول التركي يتحدث بينما اجتمع رئيس الأركان التركي مع نظيريه الأمريكي والروسي في اقليم أنطاليا بجنوب تركيا لبحث التنسيق في سوريا. وقال المسؤول إن نتائج الاجتماع “قد تغير الصورة بالكامل”.

 

وأضاف “لسنا متأكدين في هذه المرحلة .. لكن يبدو أن الولايات المتحدة ربما تنفذ هذه العملية مع وحدات حماية الشعب وليس تركيا. وفي الوقت نفسه الولايات المتحدة تمد وحدات حماية الشعب الكردية بالأسلحة.”

 

ومضى قائلا “إذا جرت هذه العملية بهذه الطريقة فستكون هناك تداعيات على العلاقات التركية الأمريكية لأن وحدات حماية الشعب تنظيم إرهابي ونحن نقول ذلك في كل منبر.”

 

وتدعو أنقرة باستمرار الولايات المتحدة إلى تغيير الاستراتيجية التي تتبعها لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا من خلال التخلي عن وحدات حماية الشعب الكردية والاعتماد على مقاتلي الجيش السوري الحر لاستعادة الرقة.

 

وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب والحزب السياسي المرتبطة به وهو الاتحاد الديمقراطي الكردي امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يقود تمردا ضد الحكومة التركية.

 

وأكد يلدريم تصريحات المسؤول على ما يبدو إذ قال إن من المؤسف أن بعض حلفاء تركيا اختاروا وحدات حماية الشعب الكردية شريكا في المعركة ضد الدولة الإسلامية في سوريا.

 

وقال إن على تركيا والولايات المتحدة وروسيا التنسيق الكامل لتطهير سوريا من التنظيمات الإرهابية وإن رؤساء أركان جيوش الدول الثلاث يعملون من أجل منع وقوع اشتباكات بين الأطراف المختلفة في البلاد.

 

صراع متعدد الأطراف

 

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الأسبوع الماضي إن الهدف التالي لعملية أنقرة في سوريا هو منبج التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة.

 

لكن يلدريم قال إن العمل العسكري الذي تقوم به تركيا لن يكون له أثر بدون التنسيق مع الولايات المتحدة وروسيا.

 

وبعد الاشتباك مع مقاتلي الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا غربي منبج هذا الشهر أعلن مجلس منبج العسكري اتفاقا مع روسيا على تسليم القرى الواقعة على الخط الأمامي للحكومة السورية حتى لا تقع تحت السيطرة التركية.

 

وشهدت الحرب في شمال سوريا تطورات سريعة لتضع حدودا جديدة للنفوذ التركي وتؤكد في الوقت نفسه دور وحدات حماية الشعب الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة التي دخلت أنقرة إلى سوريا لقتالها. وشمال سوريا هو مسرح القتال الأكثر تعقيدا في الصراع متعدد الأطراف.

 

في الوقت نفسه أصبحت الحكومة السورية طرفا رئيسيا في الحرب لاستعادة الشمال بعد أن توغلت في مساحة كبيرة من الأراضي التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية لتحول دون مزيد من التقدم التركي من المنطقة العازلة التي كونتها أنقرة في سوريا قرب حدودها.

 

وفي أغسطس آب نفذت القوات المدعومة من تركيا عملية لإبعاد الدولة الإسلامية من على الحدود مع سوريا ومنع وحدات حماية الشعب الكردية من السيطرة على أراض.

 

ومنذ إخراج المتشددين من منطقة الباب التي كانت معقلا لهم تركز القتال على قرى غربي منبج ليصبح مقاتلو المعارضة المدعومون من تركيا في مواجهة مجلس منبج العسكري وهو جزء من قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة وتضم وحدات حماية الشعب الكردية.

 

(إعداد دينا عادل للنشرة العربية – تحرير أحمد صبحي خليفة)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى