أحداث الثلاثاء 20 شباط 2018
تصعيد النظام يمهّد لمعركة الغوطة الشرقية
موسكو، عمان – سامر الياس، محمد خير الرواشدة
صعّدت القوات النظامية السورية في شكل عنيف ضرباتها على غوطة دمشق الشرقية وقتلت أكثر من 71 مدنياً خلال الساعات الـ24 الماضية، ما شكّل تمهيداً لمعركة حاسمة لطرد فصائل المعارضة الناشطة في المنطقة المحاصرة، والتي تؤكّد رفضها خوض أي «مفاوضات» مع النظام في شأن انسحاب مسلّحيها.
وفي جبهة عفرين شمال غربي البلاد، تسارعت عمليات الجيش التركي استباقاً للانتشار المرتقب لعناصر رديفة للقوات النظامية، اذ تسعى تركيا إلى السيطرة على الشريط الشمالي من عفرين على طول 50 كيلومتراً، وبالتالي ربط مناطق تقدمها في مثلث الحدود التركية– عفرين– لواء إسكندرون.
وبعد أن حدّدت أنقرة شروطاً صعبة لقبول دخول قوات تابعة للنظام السوري إلى منطقة عفرين، تدخّل الكرملين في شكل مباشر عبر اتصال بين الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان، خصوصاً إثر تأخر تنفيذ اتفاق نشر «القوات الشعبية» في المنطقة.
ونقلت وسائل إعلام تركية عن أردوغان قوله لنظيره الروسي إن «دمشق ستواجه عواقب» إذا أبرمت اتفاقاً مع «وحدات حماية الشعب» الكردية ضد العملية العسكرية التركية. وأفاد بيان الكرملين بأن أردوغان وبوتين ركّزا خلال بحثهما الوضع في سورية على قضايا تعزيز التعاون وفقاً لصيغة آستانة، والتأكيد على الاستعداد للتنسيق الوثيق لجهود روسيا وتركيا وإيران من أجل ضمان الأداء الفعّال لمناطق خفض التصعيد ودفع العملية السياسية»، كما كشف البيان أن الجانبين بحثا الأوضاع في عفرين.
وسبق ذلك تحذير أطلقه وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو من مغبة دعم القوات السورية المقاتلين الأكراد خلال المعارك الدائرة مع قوات «غصن الزيتون». وقال جاويش أوغلو إن «أحداً لا يستطيع وقف الجنود الأتراك» في حال كان هدف الانتشار حماية «حزب الاتحاد الديموقراطي».
في غضون ذلك، أبدى رمزي عز الدين رمزي، نائب المبعوث الأممي إلى سورية، أمله بالتوصل إلى اتفاق في شأن عفرين. وأعرب عن اعتقاده بإمكان «التوصّل إلى اتفاق يكفل حماية مصالح وأمن الجميع، بما في ذلك تركيا، وفي الوقت ذاته يحافظ على الهدف المشترك المتمثل في صون وحدة أراضي سورية». وأشار إلى أن نزع التوتر في عفرين إذا تحقق، سينعكس إيجاباً على مناطق سورية أخرى وقد يشكل «انطلاقة لعملية جديدة تقود سورية في اتجاه أكثر صحة».
وتستعد «القوات الشعبية» الرديفة للقوات النظامية السورية للدخول إلى منطقة عفرين «خلال ساعات»، كما أفادت وسائل إعلام سورية رسمية أمس، تنفيذاً للاتفاق غير المُعلن حتى الساعة الذي توصّلت إليه دمشق مع المقاتلين الأكراد بوساطة روسيا، الذي لا تزال بعض ملامحه غير واضحة خصوصاً لجهة مناطق انتشار القوات الرديفة وطبيعة مهماتها، إلى جانب مسألة احتفاظ القوات الكردية بأسلحتها الثقيلة.
وكشف القيادي الكردي البارز بدران جيا كرد الذي يعمل مستشاراً لـ «الإدارة الذاتية» الكردية في شمال سورية، أنه كان من المفترض أن يتم إعلان الاتفاق رسمياً أمس، إلا أن «ضغوطاً خارجية» قد تحول دون أن يمضي قدماً.
وتحدّث عن وجود «معارضة» من شأنها منع تنفيذ الاتفاق، وأضاف: «لا نعلم إلى أي درجة ستكون هذه التفاهمات صامدة لأن هناك أطرافاً غير راضية وتريد إفشالها. ولكننا منفتحون على الحوار مع كل الجهات التي ترغب في حل الأزمة بالسبل السياسية».
وأوضح مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن أن «القوات الشعبية» التي أعلن عن انتشارها قريباً في عفرين، «تشمل ميلشيات موالية للنظام وليست من الجيش النظامي». وأضاف أن حتى اللحظة لم يتم الانتشار في شكل رسمي «على رغم دخول عدد من الحافلات التي تقل مسلحين موالين للنظام إلى عفرين»، مرجحاً أن يكون هدفها الأساس «وقف القصف والتقدم التركي» في المنطقة.
في سياق آخر، نقلت وكالة «تاس» الروسية عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قوله أمس، إن وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا سيلتقون في كازاخستان خلال أسبوعين للإعداد لقمة في إسطنبول في شأن سورية، من دون أن يقدم تفاصيل.
«وحدات حماية الشعب» تنفي الاتفاق مع دمشق لدخول عفرين
دمشق، عمان – أ ف ب، رويترز
نفت «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية اليوم (الاثنين) التوصل إلى اتفاق مع دمشق لدخول القوات الحكومية إلى منطقة عفرين للمساعدة في صد هجوم تركي.
وقال الناطق باسم الوحدات نوري محمود لـ«رويترز» إنه «ليس هناك أي اتفاق. فقط يوجد دعوة من قبلنا بأن يأتي الجيش السوري ويحمي الحدود».
وقالت تركيا إنها ستواجه القوات الحكومية السورية إذا دخلت عفرين، حيث شرعت تركيا في هجوم الشهر الماضي ضد القوات الكردية التي تسيطر على المنطقة.
وذكر الإعلام الرسمي السوري اليوم أن قوات شعبية موالية إلى دمشق ستدخل مدينة عفرين «خلال ساعات» للتصدي إلى أي هجوم تركي، ، فيما حذر وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو من أن أنقرة ستواجه أي قوات للحكومة السورية تدخل المنطقة الواقعة شمال غربي سورية لحماية «مقاتلي وحدات حماية الشعب».
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مراسلها في حلب أن «قوات شعبية ستصل إلى عفرين، خلال الساعات القليلة المقبلة، لدعم صمود أهلها في مواجهة العدوان الذي تشنه قوات النظام التركي على المنطقة وسكانها منذ الشهر الماضي».
وتنفذ أنقرة مع فصائل سورية موالية لها منذ العشرين من الشهر الماضي هجوماً على منطقة عفرين التي تحدها تركيا شمالاً، تقول انه يستهدف المقاتلين الأكراد الذين تصنفهم أنقرة بـ«الارهابيين». وشهدت العملية التى تطلق عليها انقرة اسم «غصن الزيتون» إرسال قوات برية وتنفيذ ضربات جوية وإطلاق نيران المدفعية على منطقة عفرين.
وقال تشاووش أوغلو: «إذا دخل النظام هناك لتطهير (المنطقة) من حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديموقراطي فلا توجد مشكلة». وأضاف في مؤتمر صحافي خلال زيارة للعاصمة الأردنية عمان «لكن إذا جاء للدفاع عن وحدات حماية الشعب الكردية فحينها لا شيء ولا أحد يمكنه وقفنا أو وقف الجنود الأتراك».
وكانت القوات الحكومية السورية انسحبت من المناطق ذات الغالبية الكردية في شمال البلاد في العام 2012، ما مهد الطريق أمام الاكراد للتوسع. ثم أعلن الاكراد تأسيس نظام الحكم الذاتي في المناطق التي سيطروا عليها.
وكان مسؤولون أكراد قالوا إن المفاوضات لا تزال مستمرة من أجل عودة محتملة للقوات الحكومية إلى المنطقة. وذكرت الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي في عفرين هيفي مصطفى لـ«فرانس برس» أمس أن «هذه المحادثات تجري على المستوى العسكري».
وأوضح القائد العام للوحدات سيبان حمو اليوم إنه «لا مشكلة لدى قواته بدخول الجيش السوري إلى منطقة عفرين من أجل الدفاع عن عنها وعن حدودها في وجه الاحتلال التركي».
ولم تكشف وسائل الاعلام الرسمية عن تشكيل «القوات الشعبية» التي من المقرر أن تدخل إلى عفرين يوم الاثنين، كما لم تشر إلى دخول قوات من الجيش. ونددت دمشق مراراً بـ«الاعتداء» الذي تنفذه أنقرة.
حسن صوفان قائداً لـ «جبهة تحرير سورية»
إدلب (سورية)، دبي – أ ف ب، «الحياة»
أعلنت حركتي «أحرار الشام» و «نور الدين الزنكي» أمس (الأحد)، اندماجهما بقيادة موحدة تحت مسمى «جبهة تحرير سورية»، في محاولة على ما يبدو لاستباق اشتباك اوسع محتمل مع المتطرفين في شمال غربي البلاد، في حين تولى القيادة العامة للـ «جبهة» القيادي السابق في «الحركة» حسن صوفان.
وقال الفصيلان في بيان مشترك: «نحن حركة احرار الشام، وحركة نور الدين زنكي نعلن توحدنا في جبهة تحرير سورية»، داعية جميع الفصائل للانضمام اليها. ونقل موقع «عنب بلدي» عن القيادي في «الحركة» جابر علي باشا، وأكد المعلومات الأولية عن تسليمه القيادة العامة، لكنه قال إن الأمر «عُدّل ونصّب حسن صوفان (أبو البراء) قائدًا للتشكيل»، فيما عينت «الجبهة» قائد «نور الدين»، توفيق شهاب الدين، نائب للقائد العام.
وأكد الناطق العسكري باسم «الحركة» عمر خطاب، تعيين صوفان قائد عام. وأشار إلى تعيين النقيب خالد أبو اليمان قيادياً عسكرياً، والشرعي حسام أطرش رئيساً للمكتب السياسي، وفق ما نقل الموقع.
وأوضح خطاب أن «الجبهة» ستضع خطة عمل لما هو موجود حالياً، ومن ينوي من الفصائل الانضمام «مرحب به من دون إقصاء ولا أفضلية لأحد على أحد».
والجماعتان حركتان متشددتان، تتمتعان بوجود قوي في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في الشمال السوري على طول الحدود بين محافظتي حلب وادلب.
وتسيطر على ادلب الى حد واسع «هيئة تحرير الشام»، وهي ائتلاف يغلب عليه المتطرفون، واعلن عن ارتباطه سابقا بـ «القاعدة».
وقال المحلل في مجموعة الازمات الدولية سام هيلر، إن «الاندماج مرتبط بتنامي قوة هيئة تحرير الشام في شمال سورية»، مضيفاً «انها محاولة لتشكيل ميزان قوى مع هيئة تحرير الشام التي في الظاهر تتحضر لمواجهة جديدة مع حركة زنكي».
وأوضح هيلر أن «الزنكي والاحرار هما من أهم الفصائل غير المتطرفة في الشمال، وحركة زنكي بالتحديد كانت عقبة امام محاولات هيئة تحرير الشام لتكريس سيطرتها».
100 قتيل مدني حصيلة جديدة لقصف قوات النظام السوري على الغوطة الشرقية
بيروت: ارتفع عدد القتلى جراء الغارات والقصف المدفعي لقوات النظام على الغوطة الشرقية الاثنين الى مئة مدني، في حصيلة يومية هي الأعلى منذ ثلاث سنوات في هذه المنطقة المحاصرة قرب دمشق، وفق ما أورد المرصد السوري لحقوق الانسان الثلاثاء.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، “ارتفعت حصيلة القصف والغارات على مدن وبلدات الغوطة الشرقية الاثنين الى مئة قتيل مدني بينهم نحو عشرين طفلاً، في حصيلة يومية هي الأعلى في المنطقة منذ مطلع العام 2015″.
كما تسبب القصف وفق المرصد بإصابة نحو 450 آخرين بجروح.
وكانت حصيلة سابقة للمرصد ليل الاثنين أفادت بمقتل نحو ثمانين مدنياً وإصابة 300 آخرين بجروح.
وأفاد شهود في المنطقة صباح الثلاثاء عن سماعهم دوي القصف والغارات طيلة ساعات الليل فيما لم يفارق الطيران الحربي أجواء المنطقة.
واشار المرصد السوري من جهته الى صد جيش الاسلام، أبرز فصائل الغوطة الشرقية والذي تعد مدينة دوما معقله الأبرز، محاولة تقدم شنتها قوات النظام السوري في منطقة المرج الواقعة جنوب دوما.
واستهدفت قوات النظام الاثنين بالغارات والمدافع والصواريخ منطقة الغوطة الشرقية التي تحاصرها بشكل محكم منذ العام 2013، بعد استقدامها تعزيزات عسكرية مكثفة تنذر بهجوم وشيك على معقل الفصائل المعارضة الأخير قرب دمشق.
واكتظت مستشفيات الغوطة الشرقية الاثنين بالمصابين وبينهم عدد كبير من الأطفال. وفي مشرحة مستشفى مدينة دوما، شوهدت 11 جثة ممددة على الأرض وقد لفت بأغطية سوداء اللون.
وأمضت عائلات ساعات الاثنين تحت وابل من القصف بحثاً عن أفرادها وأطفالها تحت الركام وفي المستشفيات.
وقال منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا بانوس مومتزيس ليل الاثنين، ان استهداف المدنيين في الغوطة الشرقية “يجب أن يتوقف حالاً” في وقت “يخرج الوضع الانساني عن السيطرة”. وأبدى قلقه “العميق ازاء التصعيد الأخير لأعمال العنف” في الغوطة الشرقية.
وشهدت الغوطة الشرقية في الأسبوع الثاني من شباط/فبراير وطوال أيام تصعيداً عنيفاً مع استهدافها بعشرات الغارات التي أودت بحياة نحو 250 مدنياً. وردت الفصائل باستهداف دمشق، موقعة أكثر من 20 مدنياً.
وبعد التصعيد، ساد هدوء قطعه بين حين وآخر قصف متبادل بين الطرفين، قبل ان يستأنف مساء الأحد باستهداف قوات النظام الغوطة مجدداً، ما أودى بحياة 17 مدنياً. (أ ف ب)
يونيسف: لم يعد لدينا كلمات لوصف معاناة الأطفال في سوريا
جنيف: أصدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) “بياناً” يخلو من الكلمات الثلاثاء تعبيراً عن غضبها لمقتل عدد كبير من الأطفال في منطقة الغوطة الشرقية السورية المحاصرة ودمشق.
ويبدأ البيان الصادر عن جيرت كابيلاري المدير الإقليمي ليونيسف بملحوظة تقول “لا توجد كلمات تنصف القتلى من الأطفال وأمهاتهم وآبائهم وأحبائهم”.
وتُركت بعد ذلك في البيان عشرة أسطر فارغة بين علامتي تنصيص في إشارة إلى عدم وجود نص. وجاء في هامش تفسيري أسفل الصفحة “تصدر يونيسف هذا البيان الخالي من الكلمات. لم يعد لدينا كلمات لوصف معاناة الأطفال وغضبنا”.
وأضاف “هل ما زال لدى من يتسببون في هذه المعاناة كلمات تبرر أعمالهم الوحشية؟”
وتحاصر قوات موالية للنظام السوري نحو 400 ألف مدني في الغوطة الشرقية منذ سنوات لكن الحصار اشتد هذا العام وزادت الهجمات على المنطقة.
وتخالف أساليب الحصار والهجمات دون تمييز على مناطق المدنيين “قواعد الحرب” المتفق عليها دولياً.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قواتاً موالية للنظام السوري شنت غارات جوية على الغوطة الشرقية الليلة الماضية وفي وقت مبكر من صباح الثلاثاء.
وأضاف المرصد الذي يراقب مجريات الحرب السورية ومقره بريطانيا أن أكثر من مئة شخص قتلوا في غارات جوية وضربات صاروخية وقصف للمنطقة الاثنين. (رويترز)
قوات النظام تستعمل صواريخ محملة بغاز سام في قصفها لمدينة دوما
دمشق ـ «القدس العربي» ـ من هبة محمد: ارتكبت قوات النظام السوري وحليفتها الروسية، أمس، مجزرة جديدة بحق العشرات من المدنيين المحاصرين في ريفي دمشق وإدلب، حيث قصف المقاتلات الحربية المحاصرين في مدن وبلدات الغوطة الشرقية بالغازات السامة، موقعة أكثر من 45 قتيلاً وعشرات الجرحى والمفقودين والعالقين تحت الأنقاض. وبحسب مصادر أهلية لـ«القدس العربي» فإن قوات النظام قصفت بصواريخ محملة بغاز الكلور السام مدينة دوما في ريف دمشق الشرقي، مما أسفر عن مقتل وجرح العديد من المحاصرين.
الطائرات الروسية والسورية تقتل عشرات المدنيين في الغوطة… واتفاق «خفض التصعيد» يحوّلها إلى «جحيم»
مصادر أهلية لـ «القدس العربي»: قوات النظام استعملت صواريخ محملة بغاز سام في قصفها لمدينة دوما
هبة محمد
دمشق ـ «القدس العربي»: ارتكبت قوات النظام السوري وحليفتها الروسية، أمس الاثنين، مجزرة جديدة بحق العشرات من المدنيين المحاصرين في ريفي دمشق وإدلب، حيث قصف المقاتلات الحربية المحاصرين في مدن وبلدات الغوطة الشرقية بالغازات السامة موقعة أكثر من 45 قتيلاً وعشرات الجرحى والمفقودين والعالقين تحت الأنقاض.
إحصائية الدفاع المدني في ريف دمشق تحدث عن مجزرة مخيفة بحق 20 مدنياً موثقين بالاسماء بينهم نساء وأطفال قتلوا داخل بيوتهم في مدينة حمورية في ضاحية بالقرب من العاصمة دمشق جراء غارات جوية روسية وأخرى سورية استهدفت الأحياء السكنية في المدينة وأماكن تجمع المدنيين، فيما قتل سبعة مدنيين آخرين في مدينة «سقبا» بسبب القصف الجوي والصاروخي على الأحياء السكنية في المدينة مما أسفر عن مزيد من الدمار وتخريب المرافق الخدمية والبنى التحتية، إضافة إلى قصف مدفعي وراجمات الصواريخ وغارات جوية وعشرات قذائف الهاون على كل من جسرين وكفربطنا وبلدة اوتايا والشيفونية وحوش الصالحية في منطقة المرج التابعة للقطاع الجنوبي من الغوطة الشرقية، مما أسفر عن قتلى وجرحى، أما في مدينة حرستا فقد سقط أكثر من 6 صواريخ أرض أرض من نوع جولان على المدنيين المحاصرين اسفر أيضاً عن سقوط قتلى وجرحى. ويصف ناشطون سوريون «الغوطة الشرقية» للعاصمة دمشق بالسجن الكبير الذي يؤوي أكثر من 400 ألف سجين محاصر في داخلها، ينتظر جميعهم مصيرهم من سجانيهم، إما بقصف المقاتلات الحربية او قذائف الهاون والصواريخ او بالحصار والجوع والمرض.
الناشط الإعلامي عمر الصالح من أهالي ريف دمشق المحاصرين وصف ما يجري بـ «المحرقة الغوطانية وهولوكوست على المستضعفين» الذي يبيد الأهالي بغطاء أممي ودولي إسلامي، حيث قتل المئات منهم على مسمع ومرأى من العالم دون قرار صارم بحق روسيا والنظام السوري لوقف المجازر والنزيف السوري، وأضاف الصالح «أن المجازر في دوما لا تتوقف والطيران لا يتوقف عن القصف بأسلحة لم نعد نعلم ما هي».
وبحسب مصادر أهلية لـ»القدس العربي» فإن قوات النظام قصفت بصواريخ محملة بغاز الكلور السام مدينة دوما بريف دمشق الشرقي، مما أسفر عن مقتل وجرح العديد من المحاصرين، فيما قتل مدنيان في بلدة مسرابا، بقصف مماثل للمقاتلات الحربية الروسية والسورية على مدن وبلدات الغوطة الشرقية.
صحيفة «الوطن» الموالية للنظام ذكرت أن «قوات الجيش استهدفت بالصواريخ مواقع للمعارضة «المسلحة» في مسرابا وبيت سوى وعين ترما شرقي دمشق، فيما ذكر الدفاع المدني في ريف دمشق عبر صفحته في «فيسبوك» أن ثلاثة أطفال ومدنياً قتلوا وجرح مدنيون بينهم امراة وطفل إثر غارتين جويتين استهدفتا بلدات الغوطة الشرقية، مضيفًا أن غارة جوية استهدفت بلدة أوتايا أدت لمقتل ثلاثة مدنيين بينهم طفل وامرأة، بينما قتل طفل وجرح أربعة آخرون من عائلة واحدة بينهم امرأة وطفلان نتيجة غارتين جويتين على بلدة المحمدية.
«الشبكة السورية لحقوق الإنسان» وثقت امس ارتكاب قوات النظام وروسيا 40 مجزرة في غوطة دمشق الشرقية منذ 14 تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، قتل فيها 729 مدنياً. ووفقاً لمصادر إعلامية موالية فإن أكثر من ثماني ميليشيات وتشكيلات عسكرية ستشارك في عمليات النظام على الغوطة الشرقية، وهي «قوات النمر، والقوات الخاصة الـ14، والفرقة المدرعة الأولى، والفرقة الرابعة، والفرقة المدرعة التاسعة، والحرس الجمهوري» وسط انباء تحدث عن مفاوضات بين قوات النظام والفصائل المسلحة في غوطة دمشق الشرقية بوساطة روسية للمصالحة.
تسريبات حول مطالب للنظام السوري من الأكراد في عفرين أهمها تسليم السلاح الثقيل
«نبل والزهراء» بوابة النظام نحو «مدينة الزيتون» وشيعة ريف حلب «يردون الجميل» للأكراد
وائل عصام
إنطاكيا – «القدس العربي»: مع الاستعدادات لتطبيق الاتفاق المنتظر بين الوحدات الكردية والنظام السوري، بدخول قوات موالية لدمشق إلى عفرين، تجمعت طلائع هذه القوات التي وصف ب»الشعبية» في بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين، قبل توجهها لريف عفرين.
وبينما احتشد مئات المسلحين الأكراد من احياء حلب الكردية كالشيخ مقصود والاشرفية، للدخول لعفرين بعد التنسيق مع النظام، فان انباء راجت منذ أيام، تتحدث عن مشاركة لميليشيات شيعية من بلدتي نبل والزهراء المواليتين للنظام في مساندة أكراد عفرين، وتتحدث مصادر محلية في عفرين، عن اجتماعات تواصلت على مدى الايام الاخيرة، بين هذه الميليشيات وضباط النظام في حلب من طرف، وبين حزب PYD الكردي للتنسيق حول نشر عناصر النظام والميليشيات المساندة له، وكذلك حول موضوع رفع علم النظام في المراكز السيادية بعفرين.
ويطالب بعض الناشطين الشيعة على صفحاتهم الاجتماعية، بضرورة التصدي لما سموه «الغزو العثماني» في عفرين، متحدثين عن ما اطلقوا عليه حملة «الولاء لعفرين»، في اشارة لدور أكراد عفرين، في تسهيل مرور الامدادات والمواد الغذائية لهاتين البلدتين بعد التضييق عليهم من قبل فصائل المعارضة بالقرى السنية المحيطة بهم خلال معارك عام 2013.
ويمثل موقع البلدتين الشيعيتين في الخاصرة الجنوبية لجيب عفرين، أهـمية استراتيجية بالغة ومتبادلة، بين شـيعة ريف حلـب الشـمالي وأكـراد عـفرين، منـذ توسع الـنزاع المسـلح لشمـال سـوريا عـام 2012. فبعد طرد قوات النظام من معظم بلدات ريف حلب الشمالي انذاك، حافظ النظام على معاقله في نبل والزهراء مستفيداً من رفض سكانهم الشيعة الانخراط بالتمرد المسلح، ما قاد لمواجهات وتبادل للخطف بين مقاتلي المعارضة في القرى السنية شمالي حلب، وبين مسلحي نبل والزهراء المواليتين، وسط حصار متواصل للبلدتين استمر لأكثر عامين، قبل ان يتمكن النظام من فكه بعملية عسكرية شاقة.
وخلال فترة الحصار سعى النظام لامداد المحاصرين من خلال طائرات مروحية، لكن المتنفس الحقيقي الوحيد لنبل والزهراء انذاك، ونقطة امدادها بالمعونات الغذائية والسلاح كان جيب عـفرين المـحاذي لـها غرباً.
وهكذا كانت عفرين منفذ نبل والزهراء خلال الحصار عام 2013، واصبحت نبل والزهراء اليوم، منفذ عفرين لتخفيف الحصار، وبوابة قوات النظام، التي سيعني دخولها انهاء العمل العسكري التركي على عفرين، حيث تتواصل التحضيرات لاكمال انتشار قوات النظام وفق صيغة سبق ان تحدثت عنها «القدس العربي»، تتمحور حول ثنائية سيطرة النظام على الرموز السيادية في عـفرين، مقابل ترك هامش ولو محـدود من صـلاحيات الادارة الذاتـية المحليـة للأكراد.
وحسب آخر التسريبات المتداولة، فان النظام يشدد على تسلم المقرات السيادية العامة كافة من دوائر امنية، يصل عددها لنحو 200 نقطة امنية في عفرين وريفها، اضافة إلى الدوائر الخدمية كالمشافي والمدارس، وان احتفظت وحدات الحماية بموظفيها وهيكليتها، مع وجود رمزي للنظام، ورفعه للعلم فوق هذه الابنية.
ويبـقى المـطلب الاهم الذي يشـاع عن وجود معـوقات قد تؤخر تنفيذه، هو تسليم السلاح الثقيـل الموجـود بحـوزة الوحـدات الكـردية.
إردوغان مهدداً النظام السوري: ستواجه عواقب إذا اتفقت مع مسلحين أكراد في عفرين
بحث مع بوتين وروحاني التطورات في سوريا
عواصم – «القدس العربي» : مع دخول مدينة عفرين ضمن التجاذبات الدولية والإقليمية والجديث الجدي عن اتفاق جرى لدخول قوات من النظام السوري إلى عفرين جرت اتصالات على اعلى المستويات بين اللاعبين الأساسيين في سوريا أمس بينما نقل تلفزيون «سي.إن.إن ترك» عن الرئيس التركي طيب إردوغان قوله لنظيره الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي أمس الاثنين إن الحكومة السورية ستواجه عواقب إذا أبرمت اتفاقا مع وحدات حماية الشعب الكردية ضد العملية العسكرية التركية.
وذكرت القناة التلفزيونية التركية أن إردوغان قال لبوتين إن الهجوم التركي المسمى «عملية غصن الزيتون» سيستمر كما هو مخطط له. وقال مصدر في مكتب إردوغان إن الرئيسين أجريا اتصالاً هاتفياً في وقت سابق أمس بحثا خلاله أحدث التطورات في منطقتي إدلب وعفرين في سوريا.
وفي السياق ذكر مصدر في مكتب إردوغان إنه بحث في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني حسن روحاني التطورات في مدينة إدلب، الخاضعة لسيطرة المعارضة، ومنطقة عفرين في سوريا. وقال المصدر إن الزعيمين بحثا كذلك الهجوم العسكري التركي ضد الفصائل الكردية المسلحة في شمال سوريا، وشددا على أهمية التعاون في محاربة العناصر الإرهابية.
كما طالب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، خلال اتصال هاتفي، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بتشكيل نقاط مراقبة جديدة في مناطق خفض التوتر بمحافظة إدلب، شمال غربي سوريا. وصرحت بذلك مصادر في الرئاسة التركية، بحسب وكالة الأناضول للأنباء. وأشارت المصادر إلى أن إردوغان وبوتين تناولا التطورات الأخيرة في سوريا على رأسها عفرين وإدلب، وتبادلا المعلومات المتعلقة بعملية «غصن الزيتون». وأكد الزعيمان، خلال الاتصال، تصميمهما على التعاون في مكافحة الإرهاب ومواصلة العمل بشكل متضافر. وشددا على أهمية مواصلة التواصل الوثيق بخصوص قضايا ثنائية وإقليمية. ومنذ 20 كانون ثان/يناير الماضي، يستهدف الجيشان التركي و»السوري الحر المعارض «، ضمن عملية «غصن الزيتون»، مدينة عفرين التي يسيطر عليها أكراد سورية. يشار إلى تركيا وروسيا وإيران هى الضامنة لاتفاق، تم التوصل إليه العام الماضي، بشأن إنشاء مناطق خفض توتر، من بينها إدلب.
ونقلت وكالة تاس للأنباء عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قوله إن وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا سيلتقون في كازاخستان خلال أسبوعين للإعداد لقمة في اسطنبول بشأن سوريا. وتعمل الدول الثلاث معا لمحاولة دفع عملية السلام السورية المتعثرة قدما. وبحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب إردوغان الوضع في سوريا في اتصال هاتفي اليوم.
من جهته أفاد الإعلام الرسمي السوري أمس بأن قوات متحالفة مع الحكومة ستدخل منطقة عفرين، وذلك بعد أن أشار مسؤول كردي إلى التوصل لاتفاق مع الجيش السوري لمساعدة القوات الكردية في صد هجوم تركي هناك. ونقل التلفزيون السوري عن مراسل الأخبار في حلب الواقعة على بعد 35 كيلومترا من عفرين قوله إن «قوات شعبية ستصل إلى عفرين خلال الساعات القليلة المقبلة لدعم صمود أهلها في مواجهة العدوان الذي تشنه قوات النظام التركي على المنطقة وسكانها منذ الشهر الماضي».
ورداً على ذلك قالت تركيا إنها سترحب بأي تحرك سوري إلى داخل عفرين للتخلص من وحدات حماية الشعب الكردية ولكن إذا دخلت القوات السورية لحماية المقاتلين الأكراد فسيستمر الهجوم التركي. وقال مسؤول كردي سوري ثان إن القوات الموالية للحكومة السورية لم تصل إلى عفرين أمس وأضاف أن ضغوطاً خارجية قد تحول دون تنفيذ الاتفاق الذي كان من المفترض إعلانه رسمياً.
بينما قللت فصائل الجيش السوري الحر المعارض من أهمية دخول قوات حكومية سورية إلى منطقة عفرين في ريف حلب الشمالي. وقال قائد عسكري في فرقة الحمزة التابعة للجيش السوري الحر «دخول جيش النظام إلى منطقة عفرين لا يعنينا بشيء، نحن نعلم ومنذ اليوم الأول لبدء معركة غصن الزيتون أن النظام يقف إلى جانب الوحدات الكردية ويدعمهم بالسلاح والمقاتلين، وقد وصلت منذ حوالي عشرة أيام حافلات تقل مئات المقاتلين قادمين من منبج وعين العرب والقامشلي والحسكة ودخلت كل تلك الأعداد عبر مناطق سيطرة النظام وبموافقته، وتم ضبط أسلحة متوسطة روسية خلال المعارك مع الوحدات الكردية وصلت إليهم عن طريق النظام». وأكد القائد العسكري «قاتلنا قوات النظام على مدى سبع سنوات، ولم يوقف عملياتنا العسكرية في منطقة عفرين وصول المئات من مقاتلي النظام، عمليتنا ستستمر حتى القضاء على مسلحي الوحدات الانفصالية وطردهم من عفرين ومناطق اخرى احتلت من قبلهم».
أردوغان: القوات التركية تتجه بشكل أسرع لحصار مدينة عفرين
أنقرة: قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن القوات المسلحة التركية سوف تتوجه خلال الأيام المقبلة بشكل أسرع لحصار مركز مدينة عفرين.
وشدد أردوغان الثلاثاء، في كلمة ألقاها أمام أعضاء الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية، على أن تركيا تولي أهمية قصوى لإرساء الأمن في المناطق التي يتم تطهيرها من الإرهاب.
وأضاف أردوغان أن ومؤسساتنا الإعلامية سرعان ما فضحت أكاذيب وافتراءات مناصري تنظيم “بي كا كا/ ب ي د” وأظهرت الحقائق.
وأكّد الرئيس أردوغان، أن تركيا ستواصل مكافحة المنظمات الإرهابية، مشيرًا إلى أن الدول التي سخَّفت قضية مكافحة الإرهاب وجعلتها مسرحية، سوف ينقلب فيها السحر على الساحر وسوف يتلطخ تاريخها بعار تلك السياسات.
وفي سياق آخر، لفت أردوغان إلى أن الحكومة التركية سوف تُدرِجُ إجراءات إدارية ولوائح تشريعية وقانونية جديدة ضد إساءة معاملة الأطفال؛ مشيرًا إلى أنه سيتم العمل بتلك التعديلات والإصلاحات القانونية والإدارية في أقرب وقت ممكن.
وفي الإطار ذاته؛ أضاف الرئيس التركي أن القوانين والتشريعات الحالية خالية من عقوبة الإعدام، وأن تعديل القوانين والتشريعات المشار إليها غير ممكن إلا من خلال دعم المعارضة الرئيسية لمثل هذا الإجراء. (الأناضول)
تصاعد احتمال مواجهة بين تركيا والنظام السوري إثر تهديد إردوغان الأسد بعواقب للاتفاق مع المسلحين الأكراد في عفرين
روسيا تعلن قتلها 60 ألف شخص في سوريا… وميليشيات شيعة نبل والزهراء تتجه لدعم «وحدات الحماية»
عواصم ـ «القدس العربي» من وائل عصام وإسماعيل جمال وكامل صقر: مع تزايد المؤشرات على قرب دخول النظام السوري أو القوات المتحالفة معه إلى مدينة عفرين السورية، ضمن اتفاق مع الوحدات الكردية، تطرح تساؤلات حول السيناريوهات المتوقعة ومستقبل عملية «غصن الزيتون» التي ينفذها الجيش التركي في المدينة، واحتمالات المواجهة بين تركيا ونظام بشار الأسد، حيث سيكون دخول قوات النظام إلى عفرين بمثابة نقطة تحوّل كبيرة في مسار «غصن الزيتون» ويمكن أن تؤدي إلى توقف العملية تدريجياً أو انحسارها في مناطق معينة، وتلغي فكرة دخول الجيش التركي إلى وسط المدينة.
وجرت أمس اتصالات على أعلى المستويات بين اللاعبين الأساسيين في سوريا بالتزامن مع نقل تلفزيون «سي.إن.إن ترك» عن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قوله لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، في اتصال هاتفي أمس الاثنين، إن الحكومة السورية ستواجه عواقب إذا أبرمت اتفاقا مع وحدات حماية الشعب الكردية ضد العملية العسكرية التركية. وفي هذا الإطار قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو من عمان: «لا مشكلة إن كان النظام السوري سيدخل عفرين من أجل تطهيرها من «ي ب ك»، لكن إنّ كان دخولهم لحماية هذا التنظيم، فلا أحد يستطيع وقف الجنود الأتراك».
ومع الاستعدادات لتطبيق الاتفاق المنتظر، تجمعت طلائع هذه القوات التي وصفت بـ«الشعبية» في بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين، قبل توجهها إلى ريف عفرين. وبينما احتشد مئات المسلحين الأكراد من إحياء حلب الكردية كالشيخ مقصود والأشرفية، للدخول لعفرين بعد التنسيق مع النظام، فإن أنباء راجت منذ أيام، تتحدث عن مشاركة لميليشيات شيعية من بلدتي نبل والزهراء المواليتين للنظام في مساندة أكراد عفرين، وتتحدث مصادر محلية في عفرين عن اجتماعات تواصلت على مدى الأيام الأخيرة، بين هذه الميليشيات وضباط النظام في حلب من طرف، وبين حزب PYD الكردي للتنسيق حول نشر عناصر النظام والميليشيات المساندة له، وكذلك حول موضوع رفع علم النظام في المراكز السيادية في عفرين.
وحسب آخر التسريبات المتداولة، فإن النظام يشدد على تسلم المقرات السيادية العامة كافة من دوائر أمنية، يصل عددها لنحو 200 نقطة أمنية في عفرين وريفها، إضافة إلى الدوائر الخدمية كالمشافي والمدارس، وإن احتفظت وحدات الحماية بموظفيها وهيكليتها، مع وجود رمزي للنظام، ورفعه للعلم فوق هذه الأبنية. ويبقى المطلب الأهم الذي يشاع عن وجود معوقات قد تؤخر تنفيذه، هو تسليم السلاح الثقيل الموجود بحوزة الوحدات الكردية.
من جهته قال مصدر عسكري كردي في مدينة عفرين شمال سوريا لـ «القدس العربي» إن مجموعات من قوات «الأسايش» الكردية، وأخرى من مجموعات الحماية الكردية، خرجت صباح الإثنين من أحياء الشيخ مقصود والأشرفية والسكن الشبابي في مدينة حلب باتجاه مدينة عفرين شمالاً بهدف دعم قوات الحماية الكردية الموجودة في عفرين، في إطار المواجهات العسكرية الجارية بين الجيش التركي ووحدات الحماية هناك.
وذكرت القناة التلفزيونية التركية أن إردوغان قال لبوتين إن «عملية غصن الزيتون» ستستمر كما هو مخطط لها. وفي السياق ذكر مصدر في مكتب إردوغان إنه بحث في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني حسن روحاني التطورات في مدينة إدلب، الخاضعة لسيطرة المعارضة، ومنطقة عفرين في سوريا. ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قوله، إن وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا سيلتقون في كازاخستان خلال أسبوعين للإعداد لقمة في اسطنبول بشأن سوريا.
من جهته أفاد الإعلام الرسمي السوري أمس، بأن قوات متحالفة مع الحكومة ستدخل منطقة عفرين، وذلك بعد أن أشار مسؤول كردي إلى التوصل لاتفاق مع الجيش السوري لمساعدة القوات الكردية في صدّ هجوم تركي هناك، بينما قللت فصائل الجيش السوري الحر المعارض من أهمية دخول قوات حكومية سورية إلى منطقة عفرين في ريف حلب الشمالي. وقال قائد عسكري في فرقة الحمزة التابعة للجيش السوري الحر «دخول جيش النظام إلى منطقة عفرين لا يعنينا بشيء» .
لذا هل نكون أمام سيناريوهين مختلفين في عفرين، الأول بأن يكون الاتفاق يتعلق بانسحاب للمسلحين الأكراد من المدينة وسحب الأسلحة الثقيلة منهم، مع ضمانات روسية من النظام السوري يتعهد فيها بعدم الانسحاب لاحقاً من المدينة للمسلحين الأكراد، وهو ما سترى فيه تركيا تحقيقاً شبه كامل لأهداف عملية غصن الزيتون. بينما السيناريو الثاني يتمثل في دخول قوات النظام السوري إلى المدينة بدون اتفاق واضح، وتحالف قوات النظام مع الوحدات الكردية ومواصلة احتفاظها بمواقعها وأسلحتها في المدينة، وهو ما يعني تغيير قواعد العمل العسكري في المدينة، والذي يمكن أن يتحول من عملية عسكرية شاملة، إلى مناوشات واستهدافات محددة من الجيش التركي لمواقع وعناصر الوحدات الكردية في المدينة، ما يعني بقاء خطر حصول مناوشات مع قوات النظام هناك.
وعلى الرغم من عدم اتضاح الأسباب التي سرّعت في التوصل لاتفاق بين النظام والوحدات الكردية، رجحت مصادر تركية أن تكون موسكو ضغطت بقوة للتوصل إلى هذا الاتفاق بهدف توجيه رسالة قوية لتركيا بقدرتها على تعطيل العملية العسكرية في عفرين في حال ذهبت أكثر في توافقات مع أمريكا، وذلك على خلفية احتمالات التقارب الأمريكي التركي عقب الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إلى أنقرة.
وكشف رئيس لجنة شؤون الدفاع في مجلس الدوما للبرلمان الروسي، فلاديمير شامانوف، أن القوات الجوية الفضائية الروسية قضت على 60 ألف مسلح خلال العملية العسكرية الروسية في سوريا.
وقال شامانوف «تم القضاء على 60 ألف مسلح من بينهم نحو 3 آلاف شخص من روسيا»، بحسب وكالة سبوتنيك.
يذكر أن القوات الجوية الروسية بدأت عمليتها في سورية في شهر ايلول/سبتمبر عام 2015 لدعم قوات النظام السوري في قتالها ضد التنظيمات المسلحة المعارضة.
السيناريوات متوقعة لمستقبل «غصن الزيتون» في حال دخول قوات النظام السوري إلى عفرين؟
إسماعيل جمال
إسطنبول – «القدس العربي» : مع تزايد المؤشرات على قرب دخول النظام السوري أو القوات المتحالفة معه إلى مدينة عفرين السورية ضمن اتفاق مع الوحدات الكردية، تتزايد التساؤلات حول السيناريوات المتوقعة ومستقبل عملية «غصن الزيتون» التي ينفذها الجيش التركي في المدينة، واحتمالات المواجهة بين تركيا ونظام الأسد.
منذ انطلاق عملية «غصن الزيتون» قبيل أكثر من شهر، أعلنت تركيا رسمياً عن أهداف العملية وكررتها مراراً، وقالت إنه ليست لديها أي أطماع في الأراضي السورية ولا ترغب في المواجهة والحرب فقط، وأن العملية تهدف إلى إبعاد خطر الوحدات الكردية عن الحدود التركية.
وعلى الرغم من أن إبعاد خطر المسلحين كان أحد أبرز الأهداف المعلنة للعملية، وهو ما يبدو أنه تحقق بالفعل حيث توقف سقوط الصواريخ والقذائف على البلدات الحدودية التركية منذ أكثر من 10 أيام، إلا أن هناك هدفاً أكبر وأهم لتركيا يتمثل في تقليل فرص إقامة دولة أو كيان كردي على حدودها في شمالي سوريا، والسيطرة على عفرين تعني تقليل فرص وصل مناطق سيطرة الوحدات الكردية في شرقي وغربي نهر الفرات.
وعلى الدوام، رأت تركيا في احتمال قيام كيان كردي في شمالي سوريا وعلى امتداد حدودها الجنوبية الخطر الأكبر والاستراتيجي على أمنها القومي، بينما تعتبر تركيا رئيس النظام السوري بشار الأسد أنه «قاتل ومجرم يجب تغييره»، وبالتالي فإن خطر بقائه لا يقارن بخطر قيام كيان كردي وهو ما يحتل الأولوية الأولى في السياسة التركية على المدى الاستراتيجي.
ومع التغيرات الأخيرة في سوريا، لا سيما مع تعاظم الدعم الأمريكي للوحدات الكردية في العامين الأخيرين وتمكن المسلحين الأكراد الذي تعتبرهم تركيا تنظيماً إرهابياً من السيطرة على قرابة 75% من الحدود السورية مع تركيا، فتحت أنقرة الباب أمام أي حلول «تحافظ على وحدة الأراضي السورية»، حتى وإن كان ذلك من باب إعادة سيطرة النظام السوري على البلاد، وإن كان ذلك أيضاً موقفاً غير معلن بشكل مباشر.
والاثنين، قالت وكالة أنباء النظام السوري إن قوات شعبية (تابعة للنظام) ستصل إلى عفرين خلال الساعات القليلة المقبلة، وذلك عقب أسابيع من المفاوضات التي لم تصل إلى نتائج في السابق بسبب إصرار النظام على تسليم الوحدات الكردية أسلحتها الثقيلة، وهو ما رفضته الأخيرة.
وبالطبع، سيكون دخول قوات النظام السوري إلى عفرين، بمثابة نقطة تحول كبيرة في مسار عملية «غصن الزيتون» التي ينفذها الجيش التركي في المدينة، ويمكن أن تؤدي إلى توقفها تدريجياً أو انحسارها في مناطق معينة، وتلغي فكرة دخول الجيش التركي إلى وسط المدينة.
وبحسب التطورات السابقة، فإن الاتفاق المزعوم بين النظام والوحدات الكردية جاء بإشراف روسي على الأغلب وهو ما يعني أن موسكو ستكون ضامنة لآليات تنفيذه التي ستشمل توافقات مع تركيا لتجنب حصول أي صدام عسكري بين النظام السوري من جهة، والجيش التركي وقوات المعارضة السورية التي تقاتل معه من جهة أخرى.
في المقابل، لا يتوقع أن يلجأ الجيش التركي إلى سحب قواته من المناطق التي سيطر عليها في عفرين، لا سيما وأنه تعمد منذ انطلاق العملية على التوسع افقياً، حيث يتوقع أن يبقي الجيش التركي على سيطرته على الشريط الذي يمتد على معظم حدود عفرين بعمق 5 إلى 7 كيلومترات.
وبالعودة إلى ما قبل عملية «غصن الزيتون» فإن تركيا كانت قد طلبت من موسكو الضغط على الوحدات الكردية من أجل الانسحاب من مدينة عفرين وتسليمها لأطراف أخرى من بينها النظام السوري، وهو ما رفضته هذه الوحدات وأصرت على الاحتفاظ بالمدينة، ما دفع موسكو لمنح أنقرة الضوء الأخضر للقيام بالعملية عقب سحب القوات الروسية التي كانت تعيق الهجوم التركي.
والآن، وعقب 32 يوماً من العملية التركية، وعقب مناشدات متعددة من قبل الوحدات الكردية للنظام السوري بالقدوم إلى المدينة، يرى محللون أتراك أن ما يحصل يعد انتصاراً للجيش التركي وتحقيقاً واضحاً لأهداف العملية مع تقليل في الخسائر والتكاليف المتعددة للعملية العسكرية.
ومع إعلان الجيش التركي السيطرة على 70 نقطة في المدينة، بينها العديد من المناطق والتلال الاستراتيجية، واقتراب الجيش التركي من السيطرة على منطقي جندريس وراجو الهامتين، وقتل المئات من المسلحين، يبدو أن الوحدات الكردية وصلت إلى قناعة باستحالة صمودها امام الجيش التركي، واستبقت انهيار قواتها بالتنازل والاتفاق مع الأسد، وهو ما تعتبره تركيا إنجازاً لم يكن من الوارد تحقيقه بدون العملية العسكرية.
لكن تركيا ستكون أمام سيناريوهين مختلفين، الأول يتعلق بأن يكون الاتفاق يتعلق بانسحاب للمسلحين الأكراد من المدينة وسحب الأسلحة الثقيلة منهم، مع ضمانات روسية من النظام السوري يتعهد فيها بعدم الانسحاب لاحقاً من المدينة للمسلحين الأكراد، وهو ما سترى فيه تركيا تحقيقاً شبه كامل لأهداف عملية غصن الزيتون.
بينما السيناريو الثاني يتمثل في دخول قوات النظام السوري إلى المدينة بدون اتفاق واضح، وتحالف قوات النظام مع الوحدات الكردية ومواصلة احتفاظها بمواقعها وأسلحتها في المدينة، وهو ما يعني تغيير قواعد العمل العسكري في المدينة، والذي يمكن أن يتحول من عملية عسكرية شاملة، إلى مناوشات واستهدافات محددة من الجيش التركي لمواقع وعناصر الوحدات الكردية في المدينة، ما يعني بقاء خطر حصـول مناوشـات مع قـوات النـظام هناك.
وفي هذا الإطار، وفي أول تعقيب رسمي تركي على هذه التطورات، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو من عمان: «لا مشكلة إن كان النظام السوري سيدخل عفرين من أجل تطهيرها من «ي ب ك»، لكن إنّ كان دخولهم لحماية هذا التنظيم، فلا أحد يستطيع وقف الجنود الأتراك».
وعلى الرغم من عدم اتضاح الأسباب التي سرعت في التوصل لاتفاق بين النظام والوحدات الكردية، رجحت مصادر تركية أن تكون موسكو ضغطت بقوة للتوصل إلى هذا الاتفاق بهدف توجيه رسالة قوية لتركيا بقدرتها على تعطيل العملية العسكرية في عفرين في حال ذهبت أكثر في توافقات مع أمريكا، وذلك على خلفية احتمالات التقارب الأمريكي التركي عقب الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إلى أنقرة.
قوات «أسايش» الكردية تتوجه من حلب إلى عفرين لدعم «وحدات الحماية»
كامل صقر
دمشق ـ «القدس العربي» : قال مصدر عسكري كردي في مدينة عفرين شمال سورية لـ «القدس العربي» أن مجموعات من قوات «الأسايش» الكردية وأخرى من مجموعات الحماية الكردية خرجت صباح الأثنين من أحياء الشيخ مقصود والأشرفية والسكن الشبابي في مدينة حلب باتجاه مدينة عفرين شمالاً بهدف دعم قوات الحماية الكردية الموجودة في عفرين في إطار المواجهات العسكرية الجارية بين الجيش التركي ووحدات الحماية هناك.
وتوجد في عدد من أحياء مدينة حلب لا سيما في حي الشيخ مقصود قوات شرطة «أسايش» كردية وقوات عسكرية كردية منذ العام 2015 تدير هذه الأحياء أمنياً وعسكرياً. وحسب المصدر فإن القوات الشعبية التي تحدث عنها التلفزيون الرسمي السوري التي توجهت من حلب إلى عفرين، هي قوات الأسايش الكردية التي خرجت من عدد من أحياء حلب والتي يقطنها غالبية كردية وتوجهت نحو عفرين بالاتفاق مع الحكومة السورية.
وعبَرت قوات الأسايش هذه شمال مدينة حلب مروراً بالمنطقة الصناعية في الشيخ نجار وسجن حلب المركزي وباشكوي وقرى حردتين وغيرها وقرية نبل شمالاً ثم وصولاً إلى حاجز «الزيارة» آخر النقاط التي تتواجد فيها قوات تابعة للحكومة السورية.
وحسب المصدر ذاته فإن عشرات المدنيين ممن لديهم أقارب داخل عفرين رافقوا قوات الأسايش التي خرجت من أحياء حلب وذلك لزيارة أقربائهم وأهاليهم هناك.
النظام يبدأ بنقل مقابر أحياء حلب الشرقية والمعارضة تطالب بإشراف منظمات محايدة
عبد الرزاق النبهان
حلب – «القدس العربي»: ناشد مجلس محافظة حلب الحرة التابع للمعارضة هيئات المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بمنع النظام السوري من نقل المقابر العشوائية داخل الأحياء الشرقية في مدينة حلب إلى مقابر جديدة.
وطالبت هيئة الطبابة الشرعية التابعة للمجلس في بيان تسلمت «القدس العربي» نسخة عنه، المنظمات الحقوقية بالإشراف على عمليات النقل لتوثيق أسماء الموتى وفق المعايير المتعارف عليها دولياً. وتمنت «الطبابة» من المنظمات التفاعل مع مطالبها الإنسانية، حرصاً على حفظ الحد الأدنى من الحقوق الإنسانية للموتى وأسرهم.
وكان النظام السوري قد رصد ميزانية مالية لعمليات النقل، معلناً قبل يومين عن تشكيل لجنة لنقل مقابر المعارضة العشوائية من وسط الأحياء إلى مقابر جديدة شمال حلب.
وقال مدير هيئة الطبابة الشرعية في محافظة حلب الحرة، الخبير الجنائي محمد كحيل، إن الظروف التي كانت سائدة في مدينة حلب ما قبل انسحاب المعارضة عنها وكثرة أعداد الموتى نتيجة القصف في الوقت الذي امتلأت فيه المقابر الرسمية عن آخرها، دفعت بالطبابة إلى إحداث ثلاث مقابر صغيرة في الأحياء الشرقية.
وأوضح لـ»القدس العربي» أنه حتى هذه المقابر الجديدة لم تكن كافية، لذلك كان الكثير من الأهالي يدفنون الموتى في الحدائق بسبب عدم قدرتهم على تحمل أجور النقل إلى المقابر، وكذلك بسبب القصف الشديد الذي كانت تتعرض له أحياء حلب الشرقية.
وقال كحيل، في منتصف العام 2015 قمنا كطبابة شرعية بإحداث مقبرة كبيرة لنقل كل هذه القبور إليها بعد توثيقها بالتعاون مع مجالس الأحياء، وما إن بدأنا بتنفيذ المشروع الجديد حتى منعنا التصعيد العسكري الذي بدأ مع العام 2016 من مواصلته.
واعتبر أن نقل النظام لرفات الموتى بغياب أهلها من دون توثيق سيضيع عليهم معرفة مكان دفن موتاهم، محذرا من الآثار السلبية والاجتماعية الكثيرة المترتبة على ذلك. وجدد كحيل مطالبته المجتمع الدولي بالتدخل لتوثيق عمليات نقل الجثامين للمحافظة على حقوق الأهالي بمعرفة مكان الموتى، مبينا أن أكثرية أهالي الموتى هم من المهجرين في الوقت الحالي.
وأوضح الخبير الجنائي أن عملية التوثيق ممكنة في حال تم ترقيم القبور التي ستنقل بحسب مكانها الأصلي، وترقيمها أيضاً في المقابر الجديدة، مشيرا إلى أن النظام سيقوم بهذه العملية بدون توثيق. واستطرد كحيل، وكذلك قد يبقى بعض المفقودين الذين دفنوا بدون معرفة أهلهم في عداد المفقودين إلى الأبد.
وفي الشأن ذاته لم يخف كحيل، مخاوفه من وجود دوافع انتقامية من وراء نقل النظام للقبور من داخل الأحياء الشرقية، على اعتبار أن غالبية الموتى هم من المعارضة. وشهدت الأحياء الشرقية مع بداية العام 2016 موجات قصف غير مسبوقة، أدت إلى أعداد وفيات كبيرة، وانتهى التصعيد في أواخر العام ذاته بانسحاب المعارضة عن كامل مدينة حلب، إثر اتفاق جرى بين تركيا وروسيا.
النظام السوري يواصل المجازر: أكثر من 100 قتيل بالغوطة
جلال بكور
ارتفعت إلى 107 على الأقل، حصيلة الضحايا، جراء تواصل حملة القصف الجوي المكثّف، لقوات النظام السوري، على مدن وبلدات الغوطة الشرقية المحاصرة في ريف العاصمة دمشق، خلال الساعات الـ24 الأخيرة، في حين أعربت الأمم المتحدة عن قلقها حيال أمن وسلامة 400 ألف مدني محاصرين فيها.
وقال مصدر من الدفاع المدني في ريف دمشق، لـ”العربي الجديد”، اليوم الثلاثاء، إنّ الطيران الحربي التابع للنظام السوري، شنّ 15 غارة، منذ فجر اليوم، على بلدة النشابية ومنطقة تل النشابية، ما أسفر عن مقتل أربعة مدنيين بينهم طفلة.
كما قُتل أربعة مدنيين بغارة جوية، صباح اليوم الثلاثاء، على بلدة مسرابا، في حين قُتل مدني جراء غارات على بلدة زملكا.
وأوضح المصدر، أنّ عدد الضحايا جراء القصف على بلدات ومدن الغوطة، بلغ، حتى منتصف الليل، 97 قتيلاً، فضلاً عن وجود عشرات الجرحى بينهم أطفال ونساء، ووصل صباحاً إلى 107 قتلى، مرجّحاً ارتفاع حصيلة الضحايا، بسبب وجود مصابين بحالة خطرة.
كما أشار إلى أنّ من بين الضحايا، ثلاث نساء مع أطفالهن، من بينهم أم وأطفالها الخمسة قضوا في بلدة أوتايا، وامرأة حامل قضت مع جنينها.
كذلك أعلن الدفاع المدني السوري في ريف دمشق، عن مقتل المتطوع في صفوفه فراس جمعة، أثناء قيامه بواجبه الإنساني بإخلاء المصابين، في بلدة بيت سوى، نتيجة تجدد القصف من قوات النظام على البلدة.
وشنّ الطيران الحربي للنظام، منذ أمس الإثنين، 110 غارات جوية، على مدن وبلدات الغوطة الشرقية، وذلك في تصعيد غير مسبوق، وسط تخوّف من حملة اقتحام كبيرة، ضد قرابة 350 ألف مدني محاصر في المنطقة من قبل قوات النظام.
إلى ذلك، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها حيال أمن وسلامة 400 ألف مدني محاصرين في الغوطة الشرقية من قبل قوات النظام السوري.
وحذّر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، خلال مؤتمر صحافي بمقر المنظمة الدولية في نيويورك، وفق ما أوردت “الأناضول” من أنّ “سوء التغذية زاد بشدة، خصوصاً بين الأطفال في الغوطة الشرقية، والأمراض المعدية بدأت بالظهور”.
ونبّه من الخطر الذي يحدق بسلامة 400 ألف مدني، جراء القصف الذي يطاول الغوطة الشرقية، مشيراً إلى توقف إيصال المساعدات الإنسانية إلى المنطقة جرّاء الهجمات، في الوقت الذي تشهد فيه نقصاً في الغذاء.
وأضاف “هناك 69 شخصاً يعانون بشدة من سوء التغذية، في حين يواجه 127 طفلاً خطر الموت”.
في غضون ذلك، وقعت معارك عنيفة بين المعارضة السورية المسلحة، وقوات النظام، جرّاء محاولة الأخيرة اقتحام مواقع في محاور مدينة حرستا، وفي محور كرم الرصاص شمال شرقي الغوطة.
وقالت مصادر، لـ”العربي الجديد”، اليوم الثلاثاء، إنّ المعارضة تمكّنت من صدّ هجوم للنظام، في محور المشافي القريب من الطريق الدولي حمص- دمشق، وأجبرت قوات النظام على التراجع واستولت على أسلحة وذخائر.
كما أجبرت المعارضةُ قوات النظام على التراجع في محور كرم الرصاص، في محيط مدينة دوما بريف دمشق، حيث دارت اشتباكات عنيفة بالأسلحة المتوسطة والثقيلة.
واستقدمت قوات النظام السوري، مؤخراً، تعزيزات عسكرية إلى محيط الغوطة الشرقية، بالتزامن مع تصريحات روسية عن إمكانية تكرار سيناريو السيطرة على حلب، في نهاية عام 2016.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بحسب وكالة “إنترفاكس”، أمس الإثنين، إنّ “التجربة الناجحة لتحرير مدينة حلب من الإرهابيين، قابلة للتطبيق ضد مسلحي جبهة النصرة الإرهابية في الغوطة الشرقية”، مذكراً بالعملية العسكرية التي شنت على أحياء حلب الشرقية والحصار الذي أطبق عليها، وكانت نتيجتها تهجير عشرات آلاف المدنيين والمقاتلين إلى شمال سورية.
وكانت روسيا قد طلبت، قبل أيام، استثناء الغوطة الشرقية وإدلب من الهدنة الانسانية التي طرحت في الأمم المتحدة، معتبرة أنّ “تلك الهدنة ستخدم تنظيم جبهة النصرة”.
مجازر النظام السوري وروسيا في #الغوطة_الشرقية: عار البشرية
دعا مغرّدون سوريّون وعرب إلى التحرّك من أجل الغوطة الشرقيّة المحاصرة، إثر استمرار القصف المكثّف للنظام السوري، ما أدى إلى مقتل أكثر من 100 شخص ومئات الجرحى، أمس الإثنين.
وأشار المغردون إلى عزم قوات النظام وحلفائه، على بدء حملةٍ عسكريّة على الغوطة، متخوّفين من مصير يُشبه سيناريو حلب الذي تروّج له روسيا.
وعبر وسم “#الغوطة_الشرقية”، كتب المغردون صرخات الغوطة وأهلها، مدينين صمت العالم إزاء مآسيها خصوصاً ومآسي سورية عموماً.
وكتب هادي العبدالله “أي رعب تريده روسيا والأسد أي إجرام في هذا العالم المتحضر أكبر من هذا الإجرام أي صمت دولي وأي عار سيلحق بكل من تخاذل عن نصرة الغوطة وأهلها؟ مشاهد من مدينة حمورية التي قصفها الطيران الحربي اليوم لا تقل لا أستطيع ان أفعل أي شيء كلنا نستطيع أن نفعل ولو بالكلمة والموقف. #الغوطة_الشرقية”.
وغرّد أبو هدى الحمصي “آخر كلمة قالها لي بالله عليكم لا تقولوا لا نستطيع وغير قادرين أفعلوا شيئاً لو بالكلمة. نحن نتعرض لأشرس حملة عسكرية جنون وقصف بشكل هستيري… الغوطة الشرقية تحولت الى مسالخ بشرية !#الغوطة_الشرقية”.
أما أحمد أبازيد فقال “300 ألف إنسان محاصرون منذ خمس سنوات ومحرومون من الطعام والغذاء والدواء ويتم قصفهم يومياً بكل أنواع الطيران والسلاح. هذا محتجز كبير لمجتمع كامل يتم إبادته في مذبحة مستمرة تُجرب فيها كل أشكال القتل من الأسد وحلفائه، ليست نزاعاً ولا قضية سياسية لكنه عار تتحمله البشرية #الغوطة_الشرقية”.
وكتب عباس الضالعي “الارهاب الذي تتعرض له #الغوطة_الشرقية فاق كل انواع الارهاب
والصمت المطبق على حكام العرب والمسلمين وصل الى ما دون الذل وضمائر العالم ماتت ولا عزاء للإنسانية”.
أردوغان: محادثاتنا أوقفت انتشاراً محتملاً للنظام السوري في عفرين
إسطنبول ــ باسم دباغ
كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أنّ محادثات بلاده أوقفت “انتشاراً محتملاً” لقوات النظام السوري في عفرين، بينما تواصل أنقرة عملية “غصن الزيتون” ضد المليشيات الكردية، وذلك غداة اتصالٍ بينه وبين نظيريه الروسي والإيراني.
وأوضح أردوغان، اليوم الثلاثاء، في تصريحات للصحافيين، عقب إلقاء كلمة بالبرلمان بالعاصمة أنقرة، أنّ تركيا نجحت في إيقاف انتشار محتمل لقوات النظام السوري، في منطقة عفرين، وذلك بعد يوم من حديثه مع نظيريه الروسي والإيراني.
وقال أردوغان، اليوم الثلاثاء، خلال كلمة، بالاجتماع الأسبوعي للكتلة البرلمانية لحزب “العدالة والتنمية” الحاكم، إنّ “تركيا لم تغلق الأبواب الدبلوماسية، بينما تستمر عملياتها على الأرض”، في إشارة إلى الحوار المتواصل مع كل من روسيا وإيران.
وحمل اتصال أردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، أمس الإثنين، تهديداً مباشراً للنظام السوري، رداً على الأنباء التي تتردد عن عقده اتفاقاً مع المليشيات الكردية، لدخول مدينة عفرين.
ونقل تلفزيون “سي.إن.إن ترك”، عن أردوغان قوله لبوتين، إنّ النظام السوري سيواجه عواقب إذا أبرم اتفاقاً مع “وحدات حماية الشعب” الكردية ضد العملية العسكرية التركية.
كما ذكر موقع الرئاسة الإيرانية، أنّ الرئيس حسن روحاني، بحث مع نظيره التركي، خلال اتصال هاتفي، مساء الإثنين، المسائل المتعلقة بالملف السوري، إذ وصف روحاني التنسيق والاتصالات بين كل من طهران وموسكو وأنقرة حول القضايا الإقليمية، ولا سيما “الحرب على الإرهاب”، والملف السوري، بـ”الإيجابية”.
ومع دخول عملية “غصن الزيتون” شهرها الثاني، تبدو الإدارة التركية عازمة على طرد مليشيات “حزب الاتحاد الديمقراطي”، من منطقة عفرين، وضمها لمناطق سيطرتها في “درع الفرات”، وسط تقدّم الجيش التركي و”الجيش السوري الحر”، وسيطرتهما على قرى في محيطها.
وقال أردوغان إنّ “البعض ربما يرى أنّنا نتقدّم ببطء، ولكننا لم نذهب إلى هناك (عفرين) للتدمير والحرق، لقد تدخلنا لتحويل المنطقة إلى منطقة آمنة يمكن الحياة فيها”.
وتابع أنّ “التحضيرات في الساحة تحتاج وقتاً، وسننتقل خلال الأيام المقبلة إلى محاصرة مركز مدينة عفرين، وهكذا سنقطع الطريق أمام الدعم القادم من مركز المدينة وخارج المنطقة”.
وأكد الرئيس التركي، أنّ عملية “غضن الزيتون”، التي بدأت في 20 يناير/كانون الثاني الماضي، تمكنت من تحييد 1715 عنصراً للمليشيات الكردية، مقابل سقوط 32 قتيلاً من الجيش التركي.
وأشار أردوغان، إلى أنّ الخطط التركية بشأن إدلب ومنبج شمالي سورية، تتطابق مع تلك التي تم العمل عليها في كل مناطق “درع الفرات”، وكذلك في عفرين.
وقال “كما بات الاستقرار والأمن حاكمين بعد عملية درع الفرات، كذلك سيكون الأمر في عفرين، وأيضاً في إدلب ومنبج”.
وتحذّر تركيا من امتداد عملياتها، إلى مدينة منبج التي تتمركز فيها “وحدات حماية الشعب” الكردية السورية، وتنتشر حولها قوات أميركية.
قمة ثلاثية
إلى ذلك، أعلنت الرئاسة الروسية (الكرملين)، مساء الإثنين، أنّها تحضر لقمة مشتركة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيريه، التركي رجب طيب أردوغان، والإيراني حسن روحاني، في إبريل/ نيسان المقبل.
ونقلت قناة “روسيا اليوم” (خاصة) عن دميتري بيسكوف، السكرتير الصحافي للرئيس الروسي، إنّ القمة ستكون حول سورية، ومقرر عقدها في مدينة إسطنبول.
وأضاف أنّ رؤساء الدول الثلاث “اتفقوا على عقد القمة المقبلة خلال مكالمة هاتفية، تمت في فبراير/شباط الجاري”.
“غصن الزيتون”… تركيا تنفي دخول النظام السوري إلى عفرين
أحمد الإبراهيم، جلال بكور
تتواصل عملية “غصن الزيتون”، التي يشنّها الجيش التركي و”الجيش السوري الحر”، ضد مليشيات “وحدات حماية الشعب” الكردية، في محيط مدينة عفرين شمال غربي سورية، مع دخول العملية شهرها الثاني، في حين نفت تركيا دخول قوات النظام السوري إلى المدينة، وأعلنت توجهها قريباً إلى محاصرة مركزها.
وقالت مصادر عسكرية، من “الجيش السوري الحر”، لـ”العربي الجديد”، اليوم الثلاثاء، إنّ “التغطية الجوية من الجيش التركي، ما زالت مستمرة، في محاور منطقة عفرين، حيث قصفت الطائرات، فجر اليوم، العديد من المواقع؛ في محور شران، وجنوب محور دير صوان، في شمال شرق عفرين”.
كما قصفت مواقع للمليشيات الكردية، في محاور؛ شيخ حديد ومحاور جنديرس وجبال راجو، في الجهة الغربية من ناحية عفرين.
وأعلن “الجيش السوري الحر”، في بيان، صباح اليوم، سيطرته على قرى: الزيتونة والجميلة وعرب ويران، إضافة إلى ثلاث تلال في محيطها على محور شران، فضلاً عن السيطرة على قريتي صوراني وحياني وتلتين في محيطهما، بعد معارك على محور بلبل شمالي عفرين.
وسيطر “الجيش السوري الحر”، على قريتي مروانة الفوقاني ومروانة التحتاني على محور جنديرس بريف عفرين الجنوبي الغربي، وواصل بدعم من الجيش التركي، التقدّم في محور بلبل شمال عفرين وسيطر على قرية وتلة شرقنلي.
وشهد محور دير صوان، معارك عنيفة، بين “الجيش السوري الحر”، ومليشيا “وحدات حماية الشعب”، في محاولة من الأول لإحراز مزيد من التقدم في المنطقة. وكانت قوات “غصن الزيتون”، قد سيطرت، أمس الإثنين، على أحد عشر موقعاً وقرية؛ في محاور دير صوان وشران وراجو وجنديرس.
وأعلن الجيش التركي، في بيان، بحسب ما أوردت “الأناضول”، اليوم الثلاثاء، تحييد 1715 عنصراً من المليشيات الكردية، في عفرين، منذ انطلاق عملية “غصن الزيتون”.
النظام دخل عفرين… لم يدخل
يأتي ذلك، في وقت تضاربت فيه الأنباء عن نية قوات النظام السوري، الدخول إلى عفرين، إثر اتفاق تم بين النظام، ومليشيا “وحدات حماية الشعب” الكردية.
ونقلت وسائل إعلام عن صالح مسلم، قائد “حزب الاتحاد الديمقراطي”، نفيه التوصّل لأي اتفاق مع النظام السوري.
كما أوردت “رويترز”، نقلاً عن نوري محمود، المتحدث باسم المليشيا الكردية، قوله إنّه “ليس هناك أي اتفاق. فقط توجد دعوة من قبلنا بأن يأتي الجيش السوري ويحمي الحدود”.
في المقابل، نقل موقع “روسيا اليوم”، عن مصدر دبوماسي روسي، أن قوات النظام السوري دخلت عفرين قبل أسبوع، و”تتواجد هناك بغض النظر عن وجود اتفاق مع المليشيات الكردية”.
وأوضح موقع “روسيا اليوم”، نقلاً عن مصدر دبلوماسي روسي وصفه بـ”رفيع المستوى” أن “وحدات من الجيش السوري دخلت عفرين قبل 7 أيام”.
من جهتها، أكدت صحيفة “الوطن” الموالية للنظام السوري، نقلاً عن مصادر، أن “الاتفاق الذي جرى بين الدولة السورية ووحدات حماية الشعب، ذات الأغلبية الكردية، ما زال سارياً وكان سيدخل حيز التنفيذ أمس لولا أمور لوجستية”.
وزعمت الصحيفة أن القصف التركي على الطريق الذي ستدخل منه قوات النظام إلى عفرين أدى إلى تأجيل الدخول.
وأضافت أن مدفعية قوات النظام، ومنذ بدء عملية “غصن الزيتون”، تساند مليشيا “وحدات حماية الشعب” في صد العملية، مشيرة إلى أنها ستستمر في ذلك.
وادعت الصحيفة نقلاً عن مصادرها أن قوات النظام “لن تدخل إلى عفرين” لدعم المسلحين الأكراد، إنما تهدف إلى “إعادة السيطرة وحماية الأهالي”، مع التأكيد على تخلي مسلحي “حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي” عن سلاحهم.
وأمس الإثنين، قال الإعلام السوري الرسمي التابع للنظام، إنّ “قوات شعبية” ستدخل إلى عفرين، خلال الساعات المقبلة، لكن مصادر محلية أكدت لـ”العربي الجديد”، أنّه لم يتم رصد دخول أي من قوات النظام إلى مدينة عفرين، حتى ظهر الإثنين.
وفي السياق ذاته، قالت مصادر محلية، لـ”العربي الجديد”، إنّ مجموعات كردية من حي الشيخ مقصود، الواقع في شمال حلب، دخلت، أمس الإثنين، إلى مدينة عفرين، مشيرة إلى أنّ من دخلوا ليسوا من قوات النظام السوري، وعبروا طريق نبل والزهراء الخاضعتين لسيطرة المليشيات الإيرانية.
وتسيطر مليشيا “وحدات حماية الشعب” الكردية، على حي الشيخ مقصود، ذي الغالبية الكردية في مدينة حلب.
تركيا تنفي ولا تستبعد
إلى ذلك أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، أنّ قوات بلاده ستحاصر خلال أيام مدينة عفرين.
وقال أردوغان، في خطاب ألقاه أمام أعضاء حزبه في البرلمان، وفق ما أوردت “فرانس برس”، “خلال الأيام المقبلة، وبشكل سريع، سنحاصر مركز مدينة عفرين”.
ونفت تركيا، من جهتها، دخول قوات موالية للنظام السوري إلى عفرين، إلا أنّها لم تستبعد وجود “مساومات قذرة”، بين النظام و”حزب الاتحاد الديمقراطي”.
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن، اليوم الثلاثاء، إنّ الأنباء الواردة حول اتفاق النظام السوري مع “حزب الاتحاد الديمقراطي”، بخصوص عفرين، “تهدف لتحقيق أغراض دعائية، إلا أن ذلك لا يعني عدم وجود مساومات سرية وقذرة بينهما”.
وأكد كالن، في تغريدة عبر حسابه الخاص على “تويتر”، أنّ عملية “غصن الزيتون”، “ستستمر دون توقف” حتى تحقيق أهدافها.
وأضاف، وفق ما أوردت “الأناضول”، “ليفعلوا ما يشاؤون. عملية غصن الزيتون تستمر بنجاح وفق الخطة المرسومة لها، ولن تتوقف قبل تحقيق أهدافها”.
بدوره، قال وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، اليوم الثلاثاء، خلال مقابلة مع قناة 24 التلفزيونية التركية، وفق ما أوردت “رويترز”، إنّ “القوات السورية لم تدخل بعد منطقة عفرين، ومن غير الواضح ما إذا كانت ستدخلها”.
وكان بكر بوزداغ المتحدث باسم الحكومة التركية، قد صرّح في مؤتمر صحافي، أمس الإثنين، عقب اجتماع للحكومة، بأنّه “رغم أنّ وكالة (سانا) السورية الرسمية، أوردت أنباء حول اعتزام قوات مرتبطة بالنظام السوري دخول عفرين، إلا أنّ السلطات الرسمية لم تؤكدها، وبالتالي فهي أنباء لا تمت للحقيقة بصلة، ولا علاقة لها بالواقع”.
وحذر بوزداغ، من أنّ تفكير النظام السوري بإرسال وحدات عسكرية لحماية المليشيات الكردية، في عفرين، أو اتخاذه خطوات بهذا الاتجاه، “سيؤدي إلى كوارث كبيرة” بالنسبة للمنطقة.
وبدأت، في 20 يناير/كانون الثاني الماضي، عملية “غصن الزيتون” بالتعاون بين الجيش التركي و”الجيش السوري الحر”، ضدّ “وحدات حماية الشعب” الكردية، الجناح العسكري لـ”حزب الاتحاد الديمقراطي” والفرع السوري لمنظمة “حزب العمال الكردستاني”، والتي تصنّفها تركيا “منظمة إرهابية”.
هل يُعطل التفاهم الروسي-التركي تدخل النظام في عفرين؟
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن إتصالات تركية منعت إنتشار القوات السورية في عفرين، وذلك بعد يوم من إعلان وكالة “سانا” الرسمية السورية بأن مجموعات من “القوات الشعبية” ستصل إلى منطقة عفرين لدعم “وحدات حماية الشعب” الكردية.
وأوضح أردوغان في كلمة أمام البرلمان التركي، أن الجيش التركي سينتقل في الأيام المقبلة إلى فرض حصار على عفرين، معتبراً أن ذلك سيمنع وصول إمدادات الأسلحة لـ”الوحدات” الكردية من خارج عفرين، وسيحرمها من فرصة مواصلة المفاوضات مع أي طرف.
وذكر أردوغان أنه تم في وقت سابق نقل خمسة آلاف شاحنة من الأسلحة الأميركية إلى “الإرهابيين” شمالي سوريا، مشدداً على أن عملية “غصن الزيتون” لن تتوقف، قائلاً: “ليس أمامنا خيار سوى مواصلة الطريق”.
المتحدث باسم “وحدات حماية الشعب” الكردية نوري محمود، نفى في حديث لوكالة “رويترز”، التوصل إلى إتفاق مع حكومة دمشق. وقال: “ليس هناك أي اتفاق. فقط يوجد دعوة من قبلنا بأن يأتي الجيش السوري ويحمي الحدود”.
ونقلت “رويترز” عن مسؤول كردي ثانٍ، أن ضغوطا من روسيا، الحليف الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد، حالت دون مضي الاتفاق قدماً حتى الآن.
وقال الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن، الثلاثاء، إن الأنباء الواردة حول اتفاق النظام السوري مع “الوحدات” الكردية بخصوص عفرين “تهدف إلى تحقيق أغراض دعائية، إلا إن ذلك لا يعني عدم وجود مساومات سرية وقذرة بينهما”.
وأكد كالن في تغريدة في “تويتر”، أنّ عملية “غصن الزيتون”، التي أطلقتها القوات التركية لتطهير منطقة عفرين من “التنظيمات الإرهابية”، “ستستمر دون توقف” حتى تحقيق أهدافها. وأضاف “ليفعلوا ما يشاؤون. عملية غصن الزيتون تستمر بنجاح وفق الخطة المرسومة لها، ولن تتوقف قبل تحقيق أهدافها”.
بدوره، أكد وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو، أن القوات التابعة للحكومة السورية لم تدخل إلى عفرين شمال سوريا حتى الآن، مشيراً إلى أنه من غير الواضح ما إذا كانت تلك القوات ستدخل أم لا.
وأضاف أوغلو، الثلاثاء، أن “وسائل الإعلام الحكومية السورية أعلنت صباح الإثنين أن القوات الموالية للحكومة ستدخل عفرين في غضون ساعات، لكن مع غروب الشمس لم تكن هناك أي علامات تدل على أي انتشار لهم هناك”.
“غصن الزيتون”:تطويق عفرين خلال أيام
سيطرت فصائل الجيش الحر، مدعومة بالجيش التركي، الثلاثاء، على قرى جديدة في محيط عفرين، ما مكنها من احراز تقدم استراتيجي بوصل محوري المعركة الشمالي والشمال الشرقي ببعضهما، بحسب مراسل “المدن” عدنان الحسين.
وسيطرت غرفة عمليات “غصن الزيتون” على قرى زيتونة وعرب ويران والجميلية ودير صوان في محور ناحية شران، ما ساعد في ربط القوات المتقدمة في محور جبل برصايا من جهة مدينة إعزاز بالقوات المتواجدة في محور ناحية بلبل. ويعتبر هذا الوصل أول تقدم استراتيجي لـ”غصن الزيتون” بعد ربط محور القتال في راجو غربي عفرين.
التقدم الجديد مكن تركيا من انشاء حزام أمني بعمق 10 كيلومترات في منطقة الحدود مع عفرين، ولم يتبقَ سوى قرى قليلة لربط محاور راجو وجنديرس وبلبل.
كما سيطرت “غصن الزيتون” على قرى صوراني وحياني وشرقنلي وقرية هياملي وتلتها من محور ناحية بلبل باتجاه مدينة عفرين، في ظل تقدم متسارع للفصائل والجيش التركي. وأحرزت الفصائل المتواجدة جنوب غربي عفرين تقدماً جديداً وسيطرت على قرى مروانة فوقاني ومروانة تحتاني وقلكي وتلتها وهلكجة في محيط ناحية جنديرس، موقعة قتلى وجرحى في صفوف “وحدات حماية الشعب” الكردية.
أكثر من عشر قرى سيطرت عليها فصائل الجيش الحر، خلال الساعات الـ12 الأخيرة، في ظل هجوم واسع تشنّه على معظم محاور عملية “غصن الزيتون”. وسبق التقدم الأخير للفصائل قصف جوي ومدفعي مكثف على مواقع “الوحدات” في عفرين ومحيطها، واستهداف الطريق الواصل بين عفرين ومناطق سيطرة قوات النظام.
وبعد التقدم السريع لفصائل الجيش الحر وقوات الجيش التركي صرح الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، بأنه خلال أيام قليلة سيتم حصار مدينة عفرين، وهذا ما تؤكده التحركات العسكرية في محيط المدينة، من خلال السيطرة على النواحي المحيطة بالمدينة، بعدما باتت نواحي شران شمال شرقي عفرين، وراجو وجنديرس غربها، تحت المدى الناري للفصائل والجيش التركي.
مصادر “المدن” أكدت أن الجيش التركي وغرفة عمليات فصائل الجيش الحر اتخذوا قراراً بتسريع العمليات العسكرية، لوضع حد لمحاولات “الوحدات” الكردية خلط الأوراق واستدعاء مليشيات النظام إلى عفرين.
وأوضحت المصادر، أن عملية السيطرة على محيط عفرين ستتم خلال الأيام المقبلة، كما أن الفصائل ستزج بتعزيزات عسكرية كبيرة على معظم محاور القتال الحالية.
القصف على الغوطة…فهل يكون الاقتحام على القلمون؟
عمار حمو
أعلن “جيش الإسلام” عن إفشاله محاولة لمليشيات النظام لاقتحام الغوطة الشرقية، الإثنين، من محورها الشمالي الغربي، بالتزامن مع حملة القصف البربرية التي طالت معظم مدن وبلدات الغوطة الشرقية.
وقال المتحدث باسم “هيئة أركان جيش الإسلام” حمزة بيرقدار، لـ”المدن”، إن قوات الأسد ومليشياته حاولت اقتحام الغوطة الشرقية من محور كرم الرصاص، وتصدى لها “جيش الإسلام” بالمدفعية والمضادات الأرضية، وأوقع عدداً من القتلى والجرحى في صفوف القوات المقتحمة. وأضاف بيرقدار: “لم نستطع تحديد هوية الجهة المقتحمة، ولكن تلك الجبهة من مهمة الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري، والهجوم على كرم الرصاص هو من محور المشافي؛ مستشفى حرستا العسكري، ومستشفى الشرطة، وكتيبة حفظ النظام”.
محاولة الاقتحام البريّة تلك هي الأولى بعد أنباء عن وصول تعزيزات عسكرية لقوات “النمر” التي يقودها العميد في قوات النظام سهيل الحسن، إلى محيط الغوطة الشرقية، وتحديداً إلى مطار الضمير العسكري، شمالي الغوطة الشرقية.
واستهدف النظام على مدار الساعات الـ48 الماضية، مدن وبلدات الغوطة الشرقية بمئات صواريخ أرض-أرض من نوع “فيل”، فضلاً عن الغارات الجوية. وبلغت حصيلة ضحايا القصف، الإثنين، 90 قتيلاً، وأكثر من 300 جريح، وسجلت مدينة حمورية الرقم الأكبر في عدد الضحايا، إذ بلغ عدد القتلى فيها نحو 20 مدنياً وأصيب العشرات نتيجة استهداف الأحياء السكنية بغارات جوية وصواريخ أرض-أرض، فيما سقط 18 قتيلاً في بلدة بيت سوى، و14 قتيلاً في مدينة سقبا.
واستمرت الطائرات الحربية والمروحية في قصف الغوطة حتى ما بعد منتصف ليل الإثنين/الثلاثاء، وهي سياسة جديدة اتبعها في حملته الأخيرة على الغوطة الشرقية. وقال كثيرون من الأهالي لـ”المدن” إنهم لم يناموا طيلة ساعات الليل بسبب الغارات وهدير الطائرات التي لم تفارق السماء.
وحلّقت في سماء الغوطة، لأول مرة منذ 5 سنوات، مروحيات لقوات النظام، ترافقها طائرات روسية وسورية، وفق ما ذكرته مصادر متقاطعة لـ”المدن”، ووثقتها عدسات ناشطين من الغوطة الشرقية. ويُعدّ استخدام الطيران المروحي سابقة من نوعه، إذ أن النظام لم يستخدم الطيران المروحي على الغوطة، نظراً لاستيلاء “جيش الإسلام” على منظومة دفاع جوي “أوسا”، روسية الصنع، وسبق أن استخدمها لردع طيران النظام.
وقال مصدر محلي لـ”المدن” إن استخدام النظام للطيران المروحي برفقة طائرات حربية روسية، قد يكون طعماً لـ”جيش الإسلام”، كي يستخدم منظومة الدفاع الجوي في الردّ على الطيران المروحي، ليقوم الطيران الروسي بدوره بتدمير منظومة “أوسا”، التي لم تستخدم بشكل فاعل في الغوطة، وإنما كان لها دور في حجب الطيران المروحي عن المنطقة.
حملة النظام على الغوطة الشرقية، ترافقت مع قصف مليشياته المتمركزة في المعمل الصيني على أوتوستراد دمشق–بغداد، مساء الإثنين، مواقع الجيش الحر في القلمون الشرقي. مصدر محلي قال لـ”المدن”، إن “المدنيين يترقبون التطورات في مطار الضمير، ويتابعون بقلق تحركات تلك القوات، خشية أن يغدر النظام بهم ويخرق هدنة المدينة”. وأضاف المصدر: “اتجهت أرتال عسكرية للنظام إلى مطار الضمير العسكري قبل يومين عبر مدينة الضمير، ولكن أرتال مشابهة خرجت من المطار، وقد تكون قوات النمر التي تتجمع في مطار الضمير لا تهدف إلى اقتحام الغوطة الشرقية”.
وفي هذا الصدد، قال عضو مكتب إعلامي في “جيش الإسلام”، لـ”المدن”: “رصدنا تحركات النظام في مطار الضمير، ولكن حتى الآن لا أحد يعلم حقيقة تحركاتها ووجهتها”، مشيراً أن رتلاً عسكرياً فيه دبابات وعربات شيلكا خرج من المطار، الأحد، متوجهاً إلى الجنوب السوري”. وأضاف: “أعتقد أن النظام يخطط لأعمال عسكرية متعددة، ويكثف من قصف الغوطة الشرقية ولكن قد يكون هدفه العسكري، أو أحد أهدافه منطقة أخرى في الجنوب السوري أو القلمون”.
ورسمياً، قللت فصائل الغوطة الشرقية من شأن قوات “النمر”، واعتبرت أن الترويج لها، هو دليل على إفلاس النظام، وسعيه لرفع الروح المعنوية لقواته.
الناطق باسم “أحرار الشام” منذر فارس، قال لـ”المدن”: “طيلة سنوات الثورة نسمع أن الأسد ومليشياته يجهزون لاقتحام الغوطة ولهزيمة الثوار، فكسرت حملاتهم وهزموا على أبوابها كما حدث في جوبر وحرستا وعربين ودوما”، مشيراً إلى أن “ثوار الغوطة لم يتوانوا عن الإعداد والتجهيز”.
واتخذ “جيش الإسلام” كافة الإجراءات والتدابير اللازمة لمحاولة أي عمل للنظام على الغوطة، بحسب ما ذكره بيرقدار لـ”المدن”، مشيراً إلى أن يروجه إعلام الأسد وحلفاؤه من حشود وتدخل “قوات النمر” وغيرها، ما هو إلا فقاعة إعلامية معدومة التأثير.
وأيّاً كانت الاستعدادات العسكرية لفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، فإن المدنيين هم من يتلقون وابل القصف والغارات الجوية منذ أواخر كانون الأول 2017، ويترقبون بقلق التطورات العسكرية الأخيرة، في ظلّ عدم خروج قادة الفصائل على المدنيين برؤية مشتركة وموقف موحد من الحملة.
نتنياهو أيد الأسد.. فخسر المعركة في سوريا
سمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي لم يكن يتصور وجود سوريا من دون بشار الأسد، لإيران أن ترسخ وجودها هناك، في الوقت الذي كان يعتمد فيه على روسيا لاحتواء هذا التهديد. لكن نتنياهو لم ينجح في ذلك، وكانت تلك معركته الخاسرة في سوريا.
تلك النتيجة توصل إليها أستاذ تاريخ الشرق الأوسط الحديث في جامعة سيانس بو الفرنسية، المؤرخ الفرنسي جان بيير فيليو، في مقالة نشرها في صحيفة “لو موند” الفرنسية.
يقول فيليو، إن نتنياهو يتحمل كامل المسؤولية عن سياسة إسرائيل تجاه انتفاضات الربيع العربي، التي بدأت في 2011. فنتنياهو في السلطة منذ عام 2009، واختار بشكل منهجي، لعب بطاقة الديكتاتوريات العربية ضد شعوبها، وحرص من بين أمور أخرى على الحفاظ على الأسد في السلطة في سوريا، كخيار استراتيجي لإسرائيل يؤمن لها الهدوء على الحدود، حيث كانت سوريا تسهر بصرامة، في عهدي الأسد الأب والابن، على اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه عام 1974، لكن ذلك جاء بنتائج عكسية أدت إلى ظهور هشاشة غير مسبوقة على الحدود الشمالية لإسرائيل.
ويعتبر البروفسور فيليو، أنه كان من الممكن لتدخل حزب الله اللبناني أن يغيّر شيئاً في السياسة الإسرائيلية الموالية للأسد، إلا أن المفارقة كانت مدهشة، حيث اعتبر نتنياهو أن انخراط الحزب لمؤازرة النظام الديكتاتوري في سوريا سيضعفه وسيمنعه من شن العمليات ضد إسرائيل، وسيبعده عنها، لكنه وجد نفسه أمام جبهة جديدة، مع بدء نقل الأسلحة من سوريا إلى لبنان.
وكان نتنياهو قد ناشد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، وأقنعه بعدم تسليم الثوار في سوريا صواريخ أرض-جو، بحجة الخشية من أن يتم استخدامها يوماً ضد الطائرات الحربية الإسرائيلية. وبذلك، ساهم نتنياهو بجعل نظام الأسد يحتكر الأجواء السورية بشكل مطلق، ما أدى إلى مذابح ونتائج كارثية على السكان المدنيين نتيجة حرية التحليق التي حظي بها طيران الأسد.
بدءاً من أيلول/سبتمبر 2015، كان يمكن ملاحظة رد فعل نتنياهو الإيجابي على التدخل الروسي في سوريا، وما يعتقد أن موسكو ستفعله لردع إيران أخيراً. إلا أن ما سيتضح لاحقاً، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بالغ في تقدير علاقته الشخصية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، برغم التفاهمات التي حصلت بينهما على تقاسم الأجواء السورية والتحرك بحرية هناك من دون تصادم الجيشين. وهذا الوهم أيضاً كان سائداً لدى وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان.
ونجح حزب الله في تعزيز قدراته العسكرية بشكل كبير، وكان في طليعة معارك تدمر وحلب، في حين عملت إيران، بثبات، على إقامة ممر إقليمي لم يسبق له مثيل، يربط بين أراضيها والبحر الأبيض المتوسط. أما نظام الأسد، فقد سمح ببساطة لمقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” بالانتشار في المثلث الاستراتيجي الواقع بين سوريا والأردن وإسرائيل، والمسمى في سوريا حوض اليرموك. وكان من الممكن للثوار السوريين فقط، كما في أماكن كثيرة، مواجهة “داعش”، لكن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تخلت عنهم.
صيف عام 2017، استيقظ نتنياهو من سرابه الروسي، لكن إيران كانت قد حققت مع مليشياتها إنجازات باهرة على المسرح السوري. وهنا تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي مع بوتين من أجل أن يضع خطوطاً حمراء لإيران ومليشياتها، لكن الكرملين اعتبر أن تلك المطالب كان مبالغاً بها إلى حد كبير.
ومؤخراً، أعاد نتنياهو الكرة مع بوتين بعد توغّل طائرة بدون طيار إيرانية في الاجواء الإسرائيلية، وما تلا ذلك من غارات جوية إسرائيلية وإسقاط مقاتلة “اف-16″، لكن بوتين حذّر من أن ما يفعله نتنياهو “يشكل خطراً على العالم بأسره”، وأنه يضع القوات الروسية الموجودة في سوريا تحت دائرة الخطر، ما يعني أن موسكو ستكون مضطرة للرد على أي هجمات تتعرض لها قواتها في سوريا.
“القوات الشعبية” إلى عفرين.. على وقع تهديدات تركية
قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، إن مجموعات من “القوات الشعبية” ستصل إلى منطقة عفرين لدعم “صمود أهلها” في مواجهة عملية “غصن الزيتون” التي تشنها تركيا على المدينة، من دون أن تحدد موعد وصول هذه القوات إلى عفرين.
يأتي ذلك بعد إتفاق توصلت إليه الحكومة السورية وقوات سوريا الديموقراطية، الأحد، يقضي “بدخول الجيش السوري إلى مدينة عفرين اليوم لحمايتها والدفاع عنها”، حسب مسؤول في حزب “الوحدة الديموقراطي” الكردي، العامل في مناطق الإدارة الذاتية.
قائد “جيش النخبة”، التابع لـ”الفرقة الخامسة – جيش وطني” العقيد معتز رسلان، قال لـ”المدن”، إن “دخول أي قوات تابعة لنظام الأسد أو مليشيات تابعة له سيتم التصدي لها”. وأكد أن التقدم إلى عفرين مستمر، والهدف حالياً هو السيطرة على النواحي المحيطة بالمدينة.
وفي أول رد تركي على إعلان دمشق توجه قوات إلى عفرين، قال وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو، إنه “لا مشكلة إن كان النظام السوري سيدخل عفرين من أجل تطهيرها من ي ب ك، لكن إنّ كان دخولهم لحماية هذا التنظيم، فلا أحد يستطيع وقف الجنود الأتراك”.
وكان حزب “الوحدة الديموقراطي” الكردي في سوريا، قد أعلن، في وقت سابق الأحد، عن اتفاق تم التوصل إليه بشأن مدينة عفرين، يقضي بدخول قوات النظام إلى المنطقة للدفاع عنها في وجه العملية التركية المشتركة مع الجيش السوري الحر.
وقال القيادي في الحزب شيخو بلو، إن “الجيش السوري سيدخل إلى عفرين الاثنين”، مؤكداً أن هدف دخول قوات النظام هو حمايتها والدفاع عنها، على حد تعبيره.
المعارضة السورية: روسيا تطلق رصاصة الرحمة على جنيف، وسط التصعيد في الغوطة الشرقية
بهية مارديني
رأى الائتلاف السوري المعارض أن روسيا تقوّض جهود السلام في سوريا وتطلق رصاص الرحمة على مقترحات جنيف بل وتدفن أي حلول ممكنة بعد تزويدها النظام السوري بأسلحة متطورة تدعم معاركه في الغوطة الشرقية.
إيلاف: يشن النظام السوري، بدعم من روسيا وإيران، هجمة واسعة على الغوطة الشرقية قرب دمشق، حيث أسفرت الغارات التي نفذت خلال الساعات القليلة الماضية والمتصاعدة منذ مساء الأحد عن سقوط مئات القتلى المدنيين بينهم أطفال، فيما لا يزال العشرات في عداد المفقودين، بحسب آخر المعلومات الواردة من مصادر متطابقة عدة.
واعتبر الائتلاف الوطني السوري المعارض، بحسب بيان تلقت “إيلاف” نسخة منه، أن الهدف هو تقويض الحل السياسي في جنيف، و”هي النتيجة المقصودة لاستمرار هذا التصعيد”.
الإنقاذ مستمر
وأكد البيان أن “روسيا تريد دفن العملية السياسية وفق المرجعية الدولية، خاصة بعد إعلانها عن تزويد قوات النظام بأسلحة متطورة لتنفيذ عملية عسكرية في الغوطة الشرقية”.
وشدد البيان على أن “الهجمة الحالية تمثل تصعيدًا خطيرًا، حيث شنت طائرات النظام والاحتلال الروسي أكثر من 70 غارة جوية، وألقت 25 برميلًا متفجرًا، واستهدفت الأحياء السكنية بما يزيد على 150 صاروخ غراد، و6 صواريخ من نوع فيل، إضافة إلى القصف المدفعي المستمر.
ولا تزال فرق الدفاع المدني والإسعاف تعمل على إنقاذ العالقين تحت الأنقاض، في ظل ظروف شديدة الخطورة، وأوضاع إنسانية كارثية تعيشها المنطقة المحاصرة منذ سنوات.
وقالت المعارضة إن هذه التطورات توضع أمام رعاة الحل السياسي “الصامتين والمتفرجين، كما توضع أمام الدول التي تزعم دعمها للشعب السوري وصداقتها له، وتستوجب مواقف حقيقية فورية”.
شراكة في “العدوان”
ورأى الائتلاف أنه لم تكن “حرب الإبادة الجماعية ولا الاعتداء الهمجي ليقع على أهالي الغوطة، لولا الصمت الدولي المطبق وسكوت الدول الراعية للحل السياسي، بما يمثله ذلك من ضوء أخضر ترك المجال مفتوحًا أمام هذه الهجمة وهذا الإجرام، ما يحوّل دور المجتمع الدولي إلى موقع المتفرج، بل إلى الشراكة في العدوان على السوريين”.
وحمّل الائتلاف أعضاء المجتمع الدولي كافة “النتائج المترتبة عن صمتهم وشللهم، وعلى رأس تلك النتائج تقويض الحل السياسي في سوريا”.
ودعا مجلس الأمن إلى التحرك المباشر والجاد لحماية 400 ألف مدني محاصرين منذ 5 سنوات في الغوطـة الشرقية، والتصرف وفق مسؤوليته القانونية والسياسية والأخلاقية.
التزام أحادي من المعارضة
وكان نصر الحريري رئيس الهيئة العليا للمفاوضات سأل الجانب الروسي في مداخلة على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، الذي اختتم الأحد الماضي، ما رأيها برفض النظام السوري الانخراط في العملية السياسية في جنيف، وقال أيضًا أمام المجتمعين إن “ما تم بحثه خلال المؤتمر قد تغاضى بالمطلق عن السبب الأساسي لما يحصل في سوريا التي تعتبر قلب مشاكل الشرق الأوسط”.
وأكد الحريري أن هيئة التفاوض السورية “ملتزمة بالحل السياسي بناءً على جنيف1 والقرار الأممي 2254”. وركز على الأوضاع الإنسانية والسياسية، حيث قال إن مشكلة سوريا هي في النظام الذي قتل قرابة 500 ألف شخص، معظمهم من المدنيين، وهجّر أكثر من 11 مليون سوري إضافةً إلى استخدام قوات النظام للأسلحة المحرّمة دوليًا، كالسلاح الكيميائي، الذي تم استخدامه أكثر من مرة.
فشل في دحر الإرهاب
كما لفت إلى مساعدة روسيا ودفاعها المستميت عن “هذا النظام المجرم من خلال استخدامها الفيتو لمرات عديدة”. وتناول الحريري مشكلة الإرهاب التي أراقت دماء السوريين ودفعوا ثمنًا باهظًا في مواجهتها، في حين فشل في مواجهة تلك التنظيمات الإرهابية التي يرتبط استمرار وجودها باستمرار بقاء هذا النظام.
وجّه أخيرًا السؤال إلى الجانب الروسي، حيث قال: “ماهو موقف روسيا إلى هذه اللحظة، وهي ترى النظام السوري يرفض الحل السياسي، ويرفض الانخراط في اللجنة الدستورية”.
وأجرت الهيئة لقاءات عدة مع الجانب الأميركي والأمم المتحدة ومع المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، على هامش مؤتمر ميونيخ، من دون نتيجة إيجابية ملموسة على الأوضاع العسكرية أو الإنسانية في سوريا.
غطاء روسي لـ«سيناريو حلب» في غوطة دمشق
تفاهم عفرين ينتظر موافقة موسكو… وأنقرة تلوح بـ«القضاء» على قوات النظام إذا دعمت الأكراد
موسكو: رائد جبر – أنقرة: سعيد عبد الرازق – عمان: محمد الدعمة
مهدت موسكو لتصعيد ميداني واسع النطاق في غوطة دمشق التي تعرضت أمس لغارات من قوات النظام السوري أسفرت عن مقتل وجرح عشرات المدنيين. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن «تجربة تحرير مدينة حلب من الإرهابيين قابلة للتطبيق في الغوطة الشرقية جنوب دمشق ضد مسلحي (جبهة النصرة) الإرهابية».
وأوضح لافروف في مؤتمر صحافي مع نظيره الجزائري عبد القادر مساهل في موسكو أن «جبهة النصرة في الغوطة الشرقية جعلت من المدنيين دروعا بشرية وتمنع خروجهم، رغم الدعوات الروسية إلى ضرورة إجلاء المدنيين وتحييدهم عن القتال»، معتبرا أن «العملية العسكرية في حلب واتفاقات انسحاب المسلحين منها، يمكن إعادة تطبيقها في الغوطة الشرقية، ونحن نسعى من أجل تحقيق ذلك. تسنّى لنا الاتفاق على إجلاء بعض المدنيين والحالات الإنسانية الصعبة من الغوطة الشرقية، لكن جميع الجهود المبذولة من جانبنا كانت تصطدم برفض النصرة التي تستهدف المدنيين وتهاجم الأحياء ومباني سفارتنا في دمشق».
وشدّد لافروف على أن «الجيش (النظامي) السوري والقوات الروسية المساندة ستواصل العمل للقضاء على النصرة والفصائل المتحالفة معها».
إلى ذلك، يبدو أن التفاهم حول عفرين بين النظام ووحدات حماية الشعب الكردية ينتظر موافقة موسكو، فيما أجرى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اتصالين هاتفيين بنظيريه الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني لبحث آخر التطورات في عفرين وإدلب.
وقال وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو إنه «إذا دخل النظام هناك لتطهير المنطقة (عفرين) من حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي، فلا توجد مشكلة، لكن إذا جاء جيش النظام للدفاع عن الوحدات، حينها لا شيء ولا أحد يمكنه وقفنا أو وقف الجنود الأتراك» مهدداً بـ {القضاء} على أية قوة تدخل عفرين لهذا الغرض.
عشرات القتلى بقصف غوطة دمشق… وقاذفات روسية لدعم هجوم النظام
دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»
استهدفت قوات النظام السوري بالغارات والمدافع والصواريخ الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، موقعة 44 قتيلاً مدنياً بعد تعزيزات عسكرية مكثفة تنذر بهجوم وشيك على معقل الفصائل المعارضة الأخير قرب العاصمة.
وشهدت الغوطة الشرقية، الاثنين، قصفاً عنيفاً استهدف مدناً وبلدات عدة بعد تصعيد جديد لقوات النظام بدأ مساء الأحد. ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، الاثنين، مقتل 44 مدنياً في قصف قوات النظام، بينهم 20 قتلوا جراء الغارات على مدينة حمورية. كما أصيب نحو 250 آخرين بجروح.
وكان المرصد أفاد في حصيلة أولى عن 18 قتيلاً، إلا أنها واصلت الارتفاع تدريجياً مع استمرار القصف ووجود جرحى ومفقودين.
وفي مدينة دوما التي تعرضت بدورها للقصف، شاهد مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية خمسة أطفال غطى الغبار الناتج عن القصف وجوههم في المستشفى، وهم يبكون من شدة الخوف. وقد أعطاهم المسعفون البسكويت لتهدئتهم، إلا أنهم استمروا بالبكاء.
وشهدت الغوطة الشرقية في الأسبوع الثاني من شهر فبراير (شباط) الحالي وطوال أيام تصعيداً عنيفاً تمثل بعشرات الغارات التي أودت بحياة نحو 250 مدنياً. وردت الفصائل باستهداف دمشق، موقعة أكثر من 20 مدنياً.
وبعد التصعيد، ساد هدوء قطعه بين الحين والآخر قصف متبادل بين الطرفين، قبل أن يستأنف مجدداً مساء الأحد باستهداف قوات النظام الغوطة مجدداً، ما أودى بحياة 17 مدنياً.
وقال علاء الدين (23 عاماً) أحد سكان مدينة الحمورية التي خلت شوارعها، الاثنين، من السكان: «مصير الغوطة مجهول، ليس لدينا إلا رحمة الله واللجوء إلى الأقبية، لا حل أمامنا».
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «التصعيد الجديد يُمهد لهجوم بري لقوات النظام» بعدما استكملت تعزيزاتها العسكرية قرب الغوطة.
وتترافق هذه الاستعدادات مع مفاوضات «بين قوات النظام والفصائل المعارضة» الهدف منها خروج هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) من الغوطة، وفق عبد الرحمن الذي اعتبر أن بدء الهجوم مرتبط بفشل هذه المفاوضات. لكن «جيش الإسلام»، الفصيل الأقوى في الغوطة ويضم 10 آلاف مقاتل، ينفي مشاركته في أي مفاوضات.
ويقتصر تواجد هيئة تحرير الشام في الغوطة على مئات المقاتلين في بعض المقار، وبشكل محدود في حي جوبر الدمشقي المحاذي لها.
وقال مدير المكتب السياسي في «جيش الإسلام» ياسر دلوان: «لا توجد أي مفاوضات بيننا وبين النظام». وأضاف دلوان: «إذا اختار النظام الحل العسكري مرة أخرى سيرى ما يسوغه في الغوطة الشرقية»، مضيفا: «الغوطة عصية إن شاء الله على النظام».
وشارك «جيش الإسلام» في المفاوضات برعاية روسية وإيرانية وتركية التي جرت في آستانة مع قوات النظام وممثلين آخرين عن المعارضة. وأرست هذه المفاوضات مناطق «خفض توتر» في سوريا، بينها الغوطة.
وأفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية مساء الأحد عن سقوط قذائف عدة مساء الأحد على دمشق. وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مقتل شخص.
ويثير احتمال بدء هجوم لقوات النظام خشية لدى المدنيين في دمشق من القذائف التي تستهدفهم منذ سنوات على وقع التصعيد في ريف دمشق.
إلى ذلك، أكدت مصادر إعلامية روسية ما سبق كشفه الإعلام السوري عن استخدام أسلحة جديدة في معركة الغوطة القادمة، وأفادت وكالة الأنباء الروسية «سبوتنيك» بأن قوات النظام «ستستخدم أقوى قاذفات صواريخ متعددة المهام (سميرتش) والصواريخ الباليستية التكتيكية (توتشكا) في ريف دمشق».
ومهمة قاذفة الصواريخ (سميرتش) هي تدمير التجمعات العسكرية الكبيرة بأقل مجهود، حيث تستخدم عدة أنواع من الذخائر الصاروخية كما تتميز بالقوة التدميرية وسرعة الحركة.
ولفتت الوكالة إلى أن يوري ليامين، الخبير الروسي بالشأن السوري، عقب على فيديو قافلة الأسلحة الذي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي: «تمت مشاهدة قاذفات الصواريخ متعددة المهام (سميرتش) والصواريخ الباليستية التكتيكية (توتشكا)، ومن المتوقع أنها موجودة في قوافل أخرى» متجهة لدك الغوطة الشرقية، كما تمت مشاهدة دبابة «تي – 90» التي تسلمها النظام بعد بدء العملية الروسية في سوريا، كما يمكن ملاحظة قذائف هاون عيار 240 ملم.
من جهته، أشار إسماعيل الداراني، عضو «مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق» إلى أن «ما يجري في الغوطة حاليا عملية جديدة يقوم بها النظام محاولا اقتحام الغوطة، لا تختلف كثيرا عن سابقاتها وإن كانت أكثر وحشية»، لافتا إلى أن «المفاوضات مستمرة على وقع التصعيد». وأفاد الداراني بـ«مقتل 43 شخصا وجرح 300 (أول من) أمس؛ بعضهم لا يزال عالقا تحت الأنقاض»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «استخدم النظام في الساعات الماضية البراميل المتفجرة لأول مرة في الغوطة منذ أكثر من عامين، وحاول التقدم من محور أوتوستراد حرستا، إلا أن الثوار تصدوا له وحققوا تقدما على حسابه».
بدورها، نقلت شبكة «شام» عن مصادر أن «قوات الأسد في مطار حماة العسكري ومدرسة المجنزرات شرق حماة، تلقت أوامر لنقل جميع الطائرات المروحية والحربية الرشاشة إلى مطار الضمير العسكري بريف دمشق، بعد انتهاء كامل العمليات العسكرية في الشمال السوري»، لافتة إلى أنه تم نقل «10 طائرات، إضافة لسبع طائرات رشاشة من نوع (لام 39) إلى مطار الضمير».
في هذا الوقت، أعلنت حركتا «أحرار الشام» و«نور الدين زنكي»، في الشمال السوري، الاندماج في كيان عسكري موحد باسم «جبهة تحرير سوريا»، وأكدتا أنهما لا تسعيان لـ«التفرد بقرار الثورة أو تمثيلها السياسي»، ودعتا بقية الفصائل للانضمام إليهما لتكون «درعا للشعب».
وتم تعيين حسن صوفان قائد «حركة أحرار الشام» قائدا للجبهة الجديدة، بينما عُيّن توفيق شهاب الدين القائد العام لـ«كتائب نور الدين زنكي» في منصب المساعد.
فيتو روسي على «تفاهم» عفرين… وفجوة أميركية ـ تركية حول منبج
اجتماع ثلاثي في حلب ضم ممثلي «الوحدات» الكردية والجيش الروسي وقوات النظام
لندن: إبراهيم حميدي
عقد في حلب اجتماع ثلاثي ضم ممثلي «وحدات حماية الشعب» الكردية، وقوات الحكومة السورية، والجيش الروسي، لبحث ترتيبات متعلقة بعفرين شمال غربي حلب، في وقت جرت فيه اجتماعات بين مسؤولين في الجيشين الأميركي والتركي لبحث ترتيبات تتعلق بمدينة منبج شمال شرقي حلب.
الاجتماع الثلاثي في حلب، ضم قائد «وحدات حماية الشعب» الكردية سبان حمو، ورئيس اللجنة الأمنية في قوات الحكومة السورية العميد مالك عليا، وقائد مركز المصالحة في الجيش الروسي شمال سوريا. وبحسب المعلومات المتوفرة لـ«الشرق الأوسط»، عرض الجانب الكردي نص الاتفاق الذي توصل إليه مع دمشق، ونص على 3 بنود: «أولا، التنسيق والتعاون الميداني بين الجيش السوري ووحدات حماية الشعب. ثانياً، العمل لصد الهجوم التركي. ثالثاً، العمل سوية لتحرير المناطق التي سيطر عليها الجيش التركي وفصائل مدعومة منه شمال عفرين وقرب الحدود».
الاتفاق بين «الوحدات» ودمشق، هو خلاصة جولات من التفاوض والتسويات. كانت دمشق تريد «العودة في شكل كامل إلى عفرين والسيطرة عليها كما يحصل في أي منطقة أخرى»، فيما كانت «الوحدات» تقترح «وجوداً رمزياً» بل جرى تداول اقتراح بأن «يرتدي عناصر الوحدات لباس الجيش السوري لإعطاء البعد الرمزي لوجود الجيش، بحيث يتحول أي هجوم على هؤلاء إلى أزمة بين أنقرة ودمشق وحلفائهما».
لم يتطرق الاتفاق إلى تفاصيل القوات والذخيرة والانتشار، بل اكتفى بالمبادئ العامة التي تمكن الجانبان من الاتفاق عليها. لكن المفاجأة، في الاجتماع الثلاثي، كانت موقف ممثل الجيش الروسي؛ إذ إنه قال إنه «ليست لديه تعليمات من القيادة في موسكو» وإن قواته التي انسحبت من عفرين إلى ريفها قبل بدء عملية «غضن الزيتون» الشهر الماضي «لن تدعم الاتفاق، بل إن تنفيذ هذا الاتفاق خطوة خطرة جداً».
هذا الموقف، أكد لقادة «الوحدات» ما كان سمعه حمو لدى لقائه رئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف في موسكو عشية بدء عملية «غضن الزيتون» الشهر الماضي من أن لتركيا «الحق بالدفاع عن أمنها القومي» وأن الجيش الروسي «لن يعرقل استخدام الطائرات التركية في الهجوم على عفرين» على ان تدخل سابقاً ضمن مناطق «خفض التصعيد» بموجب عملية آستانة.
ممثل دمشق في الاجتماع الثلاثي «تأكد من موقف موسكو الرافض للتفاهم مع (الوحدات) في عفرين». لذلك، فإن الإعلام الرسمي بدأ يتحدث عن «قوات شعبية» موالية للحكومة وليست نظامية ستذهب من حلب إلى عفرين لـ«دعم صمود أهلها». وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن «انخراط القوات الشعبية في مقاومة العدوان التركي يأتي في إطار دعم الأهالي والدفاع عن وحدة أراضي سوريا وسيادتها». كما بثت التلفزيون الرسمي مشاهد حية من ريف حلب لتحرك «القوات الشعبية» مع الإشارة إلى أنها «ليست نظامية». وفسر مراقبون ذلك بأنه لـ«الضغط على موسكو وإعطاء الانطباع الإعلامي بالتحرك إلى عفرين».
وكان حمو قال: «ليست لدينا مشكلة بدخول قوات الجيش السوري للدفاع عن عفرين وعن حدود عفرين في وجه الاحتلال التركي». لكن التحذير جاء من وزير الخارجية التركي الاثنين خلال زيارة إلى عمان، لدى قوله: «إن كانت قوات النظام تدخل عفرين لطرد مقاتلي حزب العمال الكردستاني و(وحدات حماية الشعب) الكردية، فإذن لا مشكلة. لكن إن كانت ستدخل لحماية (وحدات حماية الشعب) الكردية، فلن يستطيع أحد إيقافنا أو إيقاف الجنود الأتراك».
واستدعى تحرك «القوات الشعبية» والاتفاق الكردي مع دمشق اتصالات بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان الذي قاله إن الحكومة السورية «ستواجه عواقب إذا أبرمت اتفاقا مع (وحدات حماية الشعب) الكردية»، بحسب أنقرة، التي أضافت أنه أبلغ بوتين أن عملية «غضن الزيتون» ستستمر وفق المخطط له.
تزامن ذلك مع محادثات أميركية – تركية حول منبج بموجب اتفاق أنجز خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى أنقرة نهاية الأسبوع. وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن الاجتماعات التي شارك فيها ممثلو الجيش والاستخبارات لبحث ترتيبات تتعلق بمنبج التي تضم مركزا للجيش الأميركي، وآخر في عريما للجيش الروسي، علما بأن إردوغان حذر بأن عملية «غصن الزيتون» ستصل إلى منبج لإخراج «الوحدات» الكردية.
وبحسب المعلومات، هناك على الطاولة التفاوضية اقتراح أميركي بانتشار الجيشين التركي والأميركي في منبج وقبول واشنطن بتقليص دور «الوحدات» مقابل رفع دور الفصائل العربية في «قوات سوريا الديمقراطية» في المدينة التي تحررت من «داعش»، إضافة إلى تطعيم المجلس المحلي لمنبج بحيث يتم تعظيم الدور العربي فيه وفي «المجلس العسكري لمنبج».
لكن الاقتراح – المطلب التركي أوسع من ذلك بكثير، وتضمن إخراج «الوحدات» وهم نحو 300 مقاتل إلى شرق نهر الفرات وتفكيك المجلس المشكل في هذه الفترة و«إعطاء المدينة لأصحابها»، إضافة إلى انتشار القوات العربية وفصائل سورية معارضة تدعمها أنقرة على الحدود التركية وخطوط التماس مع مناطق «درع الفرات» التي شكلتها تركيا بين جرابلس وحلب بمساحة قدرها نحو 2100 كيلومتر مربع، ضمن خطة تركية لبحث إقامة شريط أمني لعزل تركيا عن مناطق تحت سيطرة «الوحدات». ويستند موقف أنقرة إلى البيان الأميركي – التركي الاستراتيجي برفض «أي تغيير ديموغرافي» وضرورة «الحفاظ على وحدة سوريا».
لا تقتصر العلاقة بين صفقتي منبج وعفرين على التزامن بين المحادثات الثلاثية في حلب والثنائية في تركيا، بل تصل إلى البحث عن ترتيبات عسكرية لتوزيع شمال سوريا على الدول الخارجية النافذة هناك. وقالت مصادر: «أنقرة تحاول الإفادة بإيجاد منافسة بين عرضي واشنطن وموسكو للحصول على أفضل عرضين لمنبج وعفرين بالنسبة للمصالح التركية».
حلف الأسد يحرق الغوطة بأبشع عملية إبادة جماعية
دمشق – الخليج أونلاين
أعلنت مصادر محلية سورية، الثلاثاء، ارتفاع عدد القتلى المدنيين من جراء الغارات الجوية والقصف المدفعي المكثف للنظام السوري وحلفائه على الغوطة الشرقية، إلى 190 شخصاً.
ولم تتوقف أصوات الانفجارات والقصف الصاروخي منذ مساء الأحد حتى صباح الثلاثاء شرقي العاصمة السورية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 45 قتيلاً سقطوا اليوم الثلاثاء في قصف نفذته قوات موالية لقوات النظام السوري في منطقة الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة قرب العاصمة دمشق.
وأضاف أن نحو 190 شخصاً قتلوا وأصيب نحو 850 منذ بدء تكثيف القصف على المنطقة في ساعة متأخرة من مساء الأحد. وبين أن تلك الخسائر في الأرواح هي الأكثر منذ ثلاث سنوات.
التصعيد العنيف جاء عقب حديث لوزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، عن أن تجربة مدينة حلب، التي جرى فيها إخلاء المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة المعارضة لمصلحة النظام السوري، يمكن أن تستخدم في الغوطة الشرقية.
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية عن لافروف قوله: “إن تجربة حلب قابلة للتطبيق في الغوطة الشرقية”.
وإثر التصعيد الأخير، دعا الاتّحاد الأوروبي المجتمع الدولي إلى التحرّك لإنهاء آلام الشعب السوري، في ظلّ تدهور الأوضاع الإنسانية، بالأسابيع الأخيرة، في محافظة إدلب والغوطة الشرقية بريف دمشق.
جاء ذلك في بيان مشترك صدر، الاثنين، عن الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، فيدريكا موغريني، ومفوض الاتحاد للإغاثة الإنسانية وإدارة الأزمات، كريستوس ستيليانيديس.
في حين أعربت الأمم المتحدة عن قلقها حيال أمن وسلامة 400 ألف مدني محاصرين في الغوطة الشرقية من قبل قوات النظام السوري؛ حيث تواصل تلك القوات استهداف المنطقة.
كما خرج أهالي مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي شمالي سوريا، في مظاهرة احتجاجاً على الحصار والقصف الذي تتعرض له الغوطة الشرقية، داعين فصائل المعارضة للتوحد في وجه النظام السوري.
وتشكل الغوطة الشرقية، التي يقطنها 400 ألف مدني، إحدى مناطق “خفض التوتر” التي تمّ الاتفاق عليها في محادثات أستانة في 2017، بضمانة تركيا وروسيا وإيران، وهي آخر معقل للمعارضة قرب العاصمة دمشق، وتحاصرها قوات النظام منذ 2012.
وفي مسعى لإحكام الحصار كثفت قوات النظام بدعم روسي عملياتها العسكرية بالغوطة في الأشهر الأخيرة، ويقول مسعفون إن القصف طال مستشفيات ومراكز للدفاع المدني.
ويشار إلى أنه في 22 ديسمبر2016 استكملت عمليات إجلاء المدنيين وقوات المعارضة من الأحياء الشرقية لمدينة حلب السورية، التي كانت تحاصرها قوات النظام السوري والمجموعات الإرهابية الأجنبية الموالية له.
ومع خروج المحاصرين باتت كامل الأحياء الشرقية لحلب خاضعة لسيطرة النظام السوري والمجموعات الأجنبية الإرهابية الموالية له.
أنقرة: مساومات سرية قذرة بين النظام وأكراد سوريا
أنقرة – الخليج أونلاين
قال الناطق باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، الثلاثاء، إنه من الواضح أن الأنباء حول اتفاق النظام السوري مع “ب.ي.د/ بي كا كا” بخصوص عفرين الهدف منها القيام بدعاية، إلا أن ذلك لا يعني عدم وجود مساومات سرية وقذرة بينهما.
ونفى المتحدث باسم الحكومة التركية نائب رئيس الوزراء، بكر بوزداغ، في مؤتمر صحفي، الاثنين، بمقر رئاسة الوزراء في العاصمة أنقرة عقب اجتماع للحكومة، أنباء اعتزام دخول قوات مرتبطة بالنظام السوري إلى عفرين.
وأشار إلى أن الاجتماع بحث قضايا متعلقة بالأمن الداخلي والخارجي للبلاد على رأسها التطورات في سوريا.
وقال بوزداغ: “رغم أن وكالة “سانا” السورية الرسمية أوردت أنباء حول اعتزام قوات مرتبطة بالنظام السوري دخول عفرين، إلا أن السلطات الرسمية لم تؤكدها، وبالتالي فهي أنباء لا تمت للحقيقة بصلة، ولا علاقة لها بالواقع”.
وحذر من أن تفكير النظام السوري في إرسال وحدات عسكرية لحماية تنظيم “ب ي د/ بي كاكا”، الذي تصنفه تركيا إرهابياً، في عفرين أو اتخاذه خطوات بهذا الاتجاه سيؤدي إلى كوارث كبيرة بالنسبة للمنطقة.
وحول عملية “غصن الزيتون” الجارية في عفرين حالياً، أشار بوزداغ إلى أن “عدد الإرهابيين الذين تم تحييدهم في إطار العملية بلغ 1651 إرهابياً”.
وشدد على أن “العملية مستمرة بحزم حتى تحييد آخر إرهابي في المنطقة”، وأن “تنظيمي (ب ي د) و(ي ب ك) الإرهابيين يعتبران عدواً مشتركاً لتركيا وسوريا”.
وقال بهذا الصدد: “لأن التنظيمين تشكلا لتقسيم الدولة في سوريا وأرضها، وزعزعة وحدتها السياسية، كما أنهما يشكلان تهديداً على وحدة أراضي الدولة التركية، وأمن الحدود، وعلى أرواح وممتلكات المواطنين”.
وفي وقت سابق اليوم، قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، بمؤتمر صحفي مع نظيره الأردني أيمن الصفدي: إنه “لا مشكلة إن كان النظام السوري سيدخل عفرين من أجل تطهيرها من “ي ب ك”، لكن إنّ كان دخولهم لحماية هذا التنظيم فلا أحد يستطيع إيقاف الجنود الأتراك”.
ومنذ 20 يناير الماضي، يستهدف الجيشان التركي و”السوري الحر”، ضمن عملية “غصن الزيتون”، المواقع العسكرية لتنظيمي “ب ي د/بي كا كا” و”داعش”، مع اتخاذ التدابير اللازمة لتجنيب المدنيين أية أضرار.
نيويورك تايمز: إيران توسع وجودها العسكري في سوريا وتهدد إسرائيل
منال حميد – ترجمة الخليج أونلاين
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن إيران وسعت من جودها العسكري في سوريا، وبات هذا الوجود يشكل خطراً كبيراً على إسرائيل؛ الأمر الذي يهدد باشتعال حرب كارثية في المنطقة.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن ما جرى قبل أكثر من أسبوع من عملية إسقاط طائرة إيرانية مسيرة من قبل الدفاعات الإسرائيلية، وأيضاً إسقاط مقاتلة إسرائيلية من طراز إف 16 في سوريا، رسم تصوراً جديداً حول حجم النفوذ الإيراني في سوريا.
لقد نشرت إيران مستشارين من حرسها الثوري في العديد من القواعد العسكرية السورية، كما أن قادتها يوجدون بانتظام في الخطوط الأمامية لقيادة المعارك، في حين تدعم إيران ولا تزال المليشيات الشيعية التي تضم آلاف المقاتلين الذين يتدربون في سوريا، فضلاً عن قيامها بجلب التكنولوجيا الحديثة مثل الطائرات من دون طيار.
المسؤولون الإسرائيليون يقولون إن أي نزاع بين إسرائيل وإيران يمكن أن يتوسع، حيث إن طهران يمكن أن تدفع حينها وكلاءها إلى توسيع الحرب، وهو ما يؤكد أن إيران وسَّعت ممَّا تصفه بـ”محور المقاومة”.
يقول كامل وزان، مؤسس مركز الدراسات الاستراتيجية الأمريكية في بيروت، إنه إذا كانت هناك حرب فإنها ستكون حرباً إقليمية، ولن تكون الحرب بين إسرائيل وإيران فقط، فـ”تل أبيب” ستواجه طهران وأيضاً داعميها بالمنطقة.
وكانت إيران قد دخلت إلى سوريا في إطار دفاعها عن نظام بشار الأسد بعد اندلاع الثورة السورية عام 2011، ولاحقاً ضد تنظم داعش، والآن وبعد أن فقدت المعارضة السورية المسلحة ومعها تنظيم الدولة الكثير من قوتهم والأراضي التي كانوا يسيطرون عليها، فإن إيران بدأت على ما يبدو تحول تركيزها إلى إسرائيل، حيث تواصل تدريب المقاتلين وتجهيزهم وتعزيز العلاقات مع حلفائها في العراق ولبنان، على أمل إقامة جبهة موحدة في حال نشوب حرب جديدة.
يقول أمير توماج، محلل أبحاث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إنه في حال نشبت الحرب بين إسرائيل وإيران ستكون سوريا هي الجبهة الجديدة.
لا يُخفي القادة الإيرانيون مساعيهم لبناء محور المقاومة ضد إسرائيل والنفوذ الأمريكي، حيث يرى المحللون أن مفتاح الاستراتيجية الإيرانية هو أنها لا تعتمد على مبدأ احتلال الأراضي التي يمكن أن تقصفها إسرائيل بسهولة، وإنما على إقامة شبكة من العلاقات مع قوات محلية تشترك معها في نفس الأهداف، وتقوم إيران بتمويلها ومدها بالخبرات.
هذا النهج مكَّن إيران من تعزيز قوتها في العالم العربي مع تقليل التهديد الذي قد تتعرض له قواتها العسكرية وأراضيها، كما أنه خلق مشكلة أخرى بالنسبة للدول الأخرى مثل أمريكا وإسرائيل والسعودية التي باتت تخشى نفوذ إيران المتزايد، وتعمل من أجل كبح جماحه.
وبحسب مسؤولين إسرائيليين، فإن إيران وحلفاءها يسعون إلى إقامة ممر أرضي من إيران إلى البحر المتوسط، عبر العراق وسوريا ولبنان، لنقل الأسلحة، وبناء مصانع تحت الأرض لتصنيعها في لبنان وسوريا.
وتقوم إسرائيل بقصف قوافل الأسلحة في سوريا التي تعتقد أنها تحمل أسلحة متقدمة إلى حزب الله، ولكن وبسبب الطبيعة السرية التي يعمل بها الحزب داخل سوريا فإنه من الصعب تأكيد مثل هذه المعلومات التي تنشرها إسرائيل.
ولا يوجد إحصائية دقيقة لعدد العسكريين الإيرانيين في سوريا، إلا أن البعض يرفع الرقم إلى نحو مئات الآلاف، في حين يشارك آخرون بشكل غير مباشر في القتال بسوريا.
وهناك نحو 6 آلاف مقاتل من حزب الله في سوريا، ونحو 20 ألف مقاتل من مليشيات أخرى تدربها وتدعمها إيران، ويتشكل عناصرها من مقاتلين جاءت بهم إيران من العراق وباكستان وأفغانستان مقابل المال، وأيضاً في إطار الحشد الطائفي الذي تمارسه إيران.
وتخشى إسرائيل من فكرة الوجود الإيراني الدائم في سوريا؛ لكونه سيشكل تهديداً على غرار التهديد الذي يشكله حزب الله اللبناني، وهذه هي الفكرة التي عملت على ترسيخها إيران من خلال وجودها في سوريا.
يقول علي رزق، المحلل السياسي اللبناني، إن وجود إيران في سوريا هو تكرار لسيناريو حزب الله؛ إيران اليوم تدرب مقاتلين في جنوبي سوريا، فحتى لو قام حزب الله بتخفيض وجوده بسوريا كما تعهد قادته فإنه سيترك وراءه نموذجاً في سوريا.
إسرائيل وإيران أعلنتا أنهما لا تريدان الحرب، غير أن حلفاء إيران وكلما زاد الضغط عليهم يوجهون الأنظار إلى إسرائيل، الأمر الذي يجعل من سوء التقدير في أي حالة باباً لاندلاع حرب جديدة تخلف وراءها الكثير من الدمار والمآسي.
وأعرب محللون عن أملهم في أن تكون روسيا التي تدخلت أيضاً في سوريا للدفاع عن الأسد كابحاً لجماح أي حرب، فروسيا على علاقة جيدة مع إيران، وترتبط أيضاً بعلاقات جيدة مع إسرائيل.
صحيفة أمريكية: صراع القوى بعد “داعش” ينذر بحرب أوسع في سوريا
ترجمة منال حميد – الخليج أونلاين
قالت صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” الأمريكية إن الأحداث العنيفة التي شهدتها الساحة السورية، والتي وقعت في الأيام الأخيرة، تشير إلى أن الصراع الذي طال أمده وصل إلى مرحلة حاسمة من التطور، حيث يرسم اللاعبون الرئيسيون خطوطاً حمراء جديدة ويسعون لتحقيق أقصى قدر من المكاسب بعد هزيمة تنظيم الدولة.
وتشير الصحيفة إلى أن “مجموعة اللاعبين الذين ساعدوا على تدمير سوريا خلال سبع سنوات من الحرب يضعون معاً قواعد جديدة للعبة، في جهود عالية المخاطر قد تؤدي إلى إثارة أوسع للحرب بعد انهيار تنظيم داعش في البلاد”.
وكان أول حدث استحوذ على العناوين الرئيسية هو إسقاط طائرة من دون طيار إيرانية غربي سوريا من قبل “إسرائيل” نهاية الأسبوع الماضي، وإسقاط مقاتلة إسرائيلية من طراز (إف 16) من قبل النظام السوري الموالي لإيران قريباً من الحدود السورية، وهي أول خسارة من نوعها منذ عقود.
أما الحدث الثاني فقد أشيع عبر التقارير الصحفية التي ظهرت هذا الأسبوع حول وفاة عشرات من “المرتزقة” الروس الذين هاجموا مستشارين أمريكيين وحلفاءهم من المليشيات في منطقة دير الزور السورية الغنية بالنفط بتاريخ 7 و8 فبراير، ويعد هذا من أكثر الحوادث خطورة بين أمريكا وروسيا بعد الحرب الباردة.
في حين أن الحدث الثالث كان أقل خطورة وتمثل بتقدم الجيش التركي إلى مواقع في شمالي سوريا جنباً إلى جنب مع القوات الموالية لبشار الأسد، والتي كانت هي نفسها تقصف المعارضين للنظام بمدينة إدلب، لكنهم اجتمعوا مجدداً ضد تهديد الأكراد.
وسمح نظام الأسد بوصول بعض المقاتلين والمدنيين وقادة المليشيات الكردية إلى عفرين من خلال الأراضي التي تسيطر عليها، وذلك حسبما قال ممثلون للجانبين لوكالة “رويترز” مؤخراً.
ورحبت تركيا بدخول قوات الأسد إلى عفرين، لكن بشرط تطهيرها من وحدات حماية الشعب الكردية.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن فواز جرجس، الباحث في الشرق الأوسط بكلية لندن للاقتصاد، أن “هذه هي المرحلة الأكثر خطورة من الصراع السوري؛ لأن القوى الإقليمية والعالمية الاستراتيجية الآن تضع نفسها في مرحلة ما بعد داعش”.
ويضيف جرجس: “هناك منافسة شرسة، والجميع على استعداد للتصعيد، وممَّا يثير المخاوف أكثر ليس فقط الصدام بين القوى الإقليمية، وإنما احتمالية تصعيد الصراع إلى مستوى مختلف نتيجة خطأ كبير من قبل روسيا أو الولايات المتحدة”.
وقد أشارت الولايات المتحدة إلى أنها تعتزم الحفاظ على وجود عسكري في مناطق واسعة من الأراضي الشمالية الشرقية التي تسيطر عليها القوات الديمقراطية السورية التي تدعمها، على الرغم من النية المعلنة لدمشق -التي تدعمها روسيا وإيران وحزب الله- لاستعادة كل شبر من الأراضي السورية.
ويرى محللون أن قرار الأمريكيين إبقاء قواتهم في شمالي وشرقي سوريا ليس بسبب الموارد، وليس لأنهم يحبون الأكراد؛ ولكن لأنهم قلقون جداً حول عدم السماح لروسيا وإيران بالقول الفصل بنهاية المطاف.
الغوطة تغرق بالدماء والمعارضة تحذر من “إبادة“
تواصل القصف الجوي والصاروخي المكثف والعنيف من قوات النظام السوري وروسيا على الغوطة الشرقية، وارتفع عدد القتلى خلال 24 ساعة إلى أكثر من 180 مدنيا بينهم أطفال ونساء. وبينما وصفت المعارضة السورية “الاعتداء الهمجي” على الغوطة بأنه “حرب إبادة”، طالبت الأمم المتحدة بالتوقف الفوري عن قصف المدنيين، وحذرت من خروج الوضع الإنساني عن السيطرة.
وقال مراسل الجزيرة في سوريا إن 73 مدنيا -بينهم أطفال ونساء- قتلوا، وأصيب عشرات في قصف من طائرات النظام السوري استهدف اليوم مدن وبلدات عربين ومسرابا ومنطقة المرج في الغوطة الشرقية المحاصرة في ريف دمشق. وبذلك يرتفع عدد الضحايا في الغوطة الشرقية منذ أمس إلى 183 قتيلا ومئات الجرحى.
وبين الضحايا 24 لقوا حتفهم في قصف جوي على منطقة المرج في الغوطة الشرقية، بحسب ما أفاد به الدفاع المدني في الغوطة، كما قتل سبعة مدنيين آخرين بينهم أربعة أطفال في غارات جوية استهدفت مدينة عربين، إضافة لسقوط خمسة قتلى مدنيين -بينهم امرأة وطفل- في قصف طائرات النظام بلدة مسرابا بغوطة دمشق الشرقية.
وأشار المراسل إلى أن تصعيد قوات النظام لم يتوقف طوال الليلة الماضية، وقد تواصل صباح اليوم.
وقد استخدمت طائرات النظام البراميل المتفجرة في قصفها بلدات مسرابا وبيت سوا والزريقية وحرزما بغوطة دمشق الشرقية.
في حين أعلنت فصائل المعارضة المسلحة مقتل وجرح عدد من عناصر قوات النظام خلال صدها هجوما لهم على مواقعها في الغوطة الشرقية.
ومنذ أمس الاثنين شنّ سلاحا الجو السوري والروسي عشرات الغارات على الأحياء السكنية في مدن الغوطة الشرقية وبلداتها مثل سقبا وجسرين وحمورية، فضلا عن القصف المدفعي، مما أدى إلى توقف المستشفى الميداني في مدينة سقبا عن الخدمة.
واكتظت مستشفيات الغوطة -التي تخضع لاتفاق خفض التصعيد- بالمصابين الذين زاد عددهم عن ثلاثمئة، بينهم الكثير من الأطفال، في منطقة تعاني نقصا حادا في المواد والمعدات الطبية جراء حصار محكم تفرضه قوات النظام عليها منذ 2013.
وتزامن التصعيد السوري والروسي مع إرسال تعزيزات عسكرية مكثفة تنذر بهجوم وشيك على معقل الفصائل المعارضة الأخير قرب العاصمة.
وعلى أثر هذا التصعيد، طلبت محافظة ريف دمشق والحكومة المؤقتة التابعتان للمعارضة السورية من هيئة التفاوض تعليق المفاوضات بهدف إنهاء التصعيد في الغوطة الشرقية وفك الحصار عنها.
وقالت إن تصاعد القصف الهستيري للنظام تزامن مع تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بشأن تطبيق نموذج حلب على الغوطة الشرقية، وهذا يؤكد الخيار العسكري للنظام السوري وروسيا في الحل، وأنهما لا يعيران أي اهتمام للمسار التفاوضي، وفق المعارضة.
وكان لافروف قال إن تجربة إخلاء مدينة حلب من المسلحين يمكن أن تُطبق في الغوطة الشرقية، وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الجزائري عبد القادر مساهل أن أي عملية عسكرية يجب أن تراعي النتائج التي يمكن أن تنعكس على الوضع الإنساني.
حرب “إبادة”
من جانبه اتهم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية روسيا بأنها “تريد دفن العملية السياسية” من خلال هذا التصعيد، وأضاف في بيان “لم تكن حرب الإبادة الجماعية ولا الاعتداء الهمجي أن يقعا على أهالي الغوطة لولا الصمت الدولي المطبق”.
وفي الأثناء، طالبت الأمم المتحدة بالوقف الفوري لاستهداف المدنيين في الغوطة الشرقية. وقال منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا بانوس مومتزيس الليلة الماضية في بيان إن استهداف المدنيين في الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق “يجب أن يتوقف حالا”، في وقت “يخرج فيه الوضع الإنساني عن السيطرة”.
من جهته، نقل فرحان حق المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة قلق العاملين في المجال الإنساني في سوريا على سلامة حوالي أربعمئة ألف شخص محاصرين في الغوطة الشرقية، وقال إن القصف المدفعي والجوي على دوما الاثنين أدى إلى مقتل ثلاثين شخصا، بحسب التقارير التي اطّلعت عليها الأمم المتحدة.
وكانت الأمم المتحدة قالت الأسبوع الماضي إن سوريا تشهد بعضا من أسوأ المعارك خلال الصراع الذي اقترب من دخول عامه الثامن، مشيرة إلى أن سوء التغذية زاد بشدة في الغوطة ولا سيما بين الأطفال.
بدوره، دعا الاتحاد الأوروبي المجتمع الدولي إلى التحرك لإنهاء آلام الشعب السوري في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية خلال الأسابيع الأخيرة في محافظة إدلب والغوطة الشرقية بريف دمشق.
ودعا الاتحاد في بيان جميع أطراف النزاع إلى إنهاء العنف وحماية الشعب السوري وفق القانون الإنساني الدولي، مشيرا إلى ضرورة مشاركة المعنيين بعملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.
قصف التحالف
وفي تطور آخر، نقل مراسل الجزيرة عن مصادر محلية سورية أن 16 شخصا -بينهم عشرة من عائلة واحدة من الأطفال والنساء- قُـتلوا في غارات للتحالف الدولي على بلدة الهجين بريف دير الزور الشرقي.
وأضافت المصادر أن القتلى كلهم نازحون من مدينة موحسن بريف دير الزور، وأن معارك بين ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي وتنظيم الدولة الإسلامية شهدتها أطراف المناطق المتبقية لتنظيم الدولة من ريف دير الزور الشرقي.
المصدر : وكالات,الجزيرة
قمة روسية تركية إيرانية بشأن سوريا في أبريل
أعلن الكرملين عن استعدادات جارية لاستضافة تركيا قمة ثلاثية بشأن سوريا تجمع الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني مطلع أبريل/نيسان القادم، ويأتي ذلك بعد ساعات من اتصال أردوغان بنظيريه الروسي والتركي بشأن العملية العسكرية التركية في عفرين.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن وزراء خارجية البلدان الثلاثة سيلتقون في كزاخستان خلال أسبوعين، للإعداد لقمة في إسطنبول بشأن سوريا.
وأضاف المتحدث الروسي أن قادة الدول الثلاث اتفقوا على عقد القمة المقبلة خلال مكالمة هاتفية أجريت في فبراير/شباط الجاري.
وفي 8 فبراير/شباط الجاري قالت الرئاسة التركية بالعاصمة أنقرة إن الرئيسين التركي والروسي اتفقا في مكالمة هاتفية على عقد قمة جديدة في إسطنبول على غرار سابقتها في مدينة سوتشي الروسية يشارك فيها أيضا الرئيس الإيراني.
وسبق لزعماء الدول الثلاث عقد قمة في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 بمدينة سوتشي الروسية بشأن الأزمة السورية، ودعوا خلالها ممثلي النظام السوري والمعارضة للمشاركة البناءة في مؤتمر الحوار السوري الذي عقد أواخر يناير/كانون الثاني الماضي.
وكانت وسائل إعلام تركية قالت إن الرئيس أردوغان أبلغ نظيره الروسي في اتصال هاتفي بأن النظام السوري سيواجه عواقب إذا توصل إلى اتفاق مع مليشيات وحدات حماية الشعب الكردية في مواجهة العملية العسكرية التركية بعفرين.
وذكرت قناة “سي إن إن ترك” أن أردوغان أخبر بوتين بأن عملية غصن الزيتون مستمرة كما هو مخطط لها.
كما بحث أردوغان في اتصال هاتفي آخر مع نظيره الإيراني العملية العسكرية التركية في سوريا، وشددا على أهمية التعاون في مواجهة الإرهاب، وفق ما ذكر مصدر في الرئاسة التركية.
المصدر : الجزيرة + وكالات
الاتحاد الأوروبي يطالب بوضع حد للمعاناة الإنسانية بغوطة دمشق
بروكسل – عبر الاتحاد الأوروبي عن قلقه تجاه تدهور الحالة الإنسانية في عدة مناطق من سورية، خاصة منطقتي الغوطة الشرقية (محيط العاصمة دمشق)، وإدلب (شمال غرب البلاد )، خلال الأسابيع الماضية.
جاء هذا الموقف في بيان مشترك صدر ليل أمس عن كل من الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، و المفوض المكلف المساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات كريستوس ستايليانيدس.
وسلط البيان الضوء على المعاناة الإنسانية للمدنيين في هذه المناطق، حيث سُجل وقوع عشرات القتلى ومئات الجرحى من المدنيين، بالإضافة إلى تشريد أكثر من 300 ألف شخص من محافظ إدلب. ورأى أن “من العاجل المساح بوصول المساعدات الإنسانية وبدون عوائق إلى كافة المتضررين “.
ودعا المسؤولان الأوروبيان جميع أطراف النزاع، بما في ذلك الأطراف الضامنة لمناطق خفض التصعيد إلى اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان وضع حد للعنف وحماية الشعب السوري عبر احترام القانون الدولي الإنساني.
وجاء في البيان : “نؤمن ألا حل عسكريا للصراع، وندعو جميع الأطراف إلى المشاركة بجدية في العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة”.
وكانت موغيريني قد ناقشت الوضع الإنساني وطرائق تحريك العملية السياسية خلال لقاءها يوم أمس بوفد من لجنة التفاوض السورية برئاسة نصر الحريري.
وفد أشار المشاركون في اللقاء، حسب البيان نفسه، إلى ضرورة إحراز تقدم عاجل على المسار السياسي تحت رعاية الأمم المتحدة.
ويذكر أن الاتحاد الأوروبي سيستضيف مؤتمر اً دولياً في بروكسل في 24 و25 نيسان/ابريل القادم في محاولة للحفاظ على اهتمام المجتمع الدولي بالأزمة السورية، والبحث عن أفضل السبل لدعم العملية السياسية.
وبالرغم من أن الاتحاد الأوروبي يقر بأن عملية جنيف المفترض أن تؤمن حلاً سياسياً مستداماً للأزمة السورية برعاية أممية تعاني من التعثر، إلا أنه لا زال يرفض أي مسارات سياسية بديلة.
أنباء متضاربة عن توافق لدخول الجيش السوري إلى عفرين وتسليم الأكراد للسلاح الثقيل
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 19 فبراير 2018
روما- رفض مصدر مسؤول في (قوات سورية الديمقراطية)، التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، تأكيد أو نفي الاتفاق بين النظام والميليشيات الكردية التابعة للحزب الكردي المسيطرة على مدينة عفرين شمال سورية. وقال آلدار خليل، الرئيس المشترك للهيئة التنفيذية لحركة المجتمع الديمقراطي بأنه “يجب أن لا ننجر لمخطط النظام والروس وتركيا، فهم يريدون تغيير حديث الساعة، وتكرار موضوع الاتفاق مع النظام يغطي على ما يحصل ميدانياً في عفرين” حسب تعبيره.
وأضاف “سنُعلم الرأي العام بأي جديد عبر تصريح خاص، ولطالما لم يصدر تصريح بهذا الشأن سيكون التركيز على المقاومة”، على حد وصفه.
لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان أكّد وجود اتفاق بين الوحدات الكردية وقوات النظام، وقد رفضت الوحدات الكردية شروط النظام بأن يقوم بتجنيد الشبان المتواجدين في عفرين أو ملاحقة المطلوبين لقوات النظام”. ورأى المرصد أن روسيا “نجحت في تحقيق أهدافها وتوجيه الرسائل للولايات المتحدة بأنهم يعملوا على السيطرة على كامل المناطق الواقعة في الضفة الغربية لنهر الفرات”.
إلى ذلك، أكّدت وسائل إعلام النظام السوري عن قرب دخول ميليشيات موالية للنظام إلى مدينة عفرين، وقالت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) إن “قوات شعبية” ستصل إلى عفرين خلال الساعات القليلة القادمة “لصد” ما أسمته “العدوان التركي” على عفرين وسكانها.
وقالت مواقع إعلامية كردية تابعة لحزب العمال الكردستاني، إن قوات النظام السوري ستدخل عفرين غداً (الثلاثاء) لمؤازرة الأكراد، وأن الوحدات الكردية وقوات النظام توصلا إلى اتفاق يقضي بدخول الأخيرة إلى عفرين وإنشاء قاعدة والانتشار على عدد من النقاط الحدودية. وقالت إن المفاوضات التي بدأت قبل أيام “تعثرت قليلاً” بسبب تدخل أطراف خارجية وعلى رأسها روسيا.
على صعيد آخر، أكّدت مصادر مواكبة للمفاوضات بين النظام السوري والقوات الكردية أن الاتفاق يقضي بسحب السلاح الثقيل والمتوسط التابع للميليشيات الكردية من عفرين، وعدم السماح للقوات الكردية بامتلاكه في المدينة، والإبقاء على الأسلحة الفردية على أن يتم التنسيق بشأنها وحصرها بالتعاون مع قوات النظام وتسليم المراكز الحكومية، المباني والمخافر والبلديات والمستشفيات والمدارس إلى قوات النظام، إضافة إلى تسليم 52 ثكنة عسكرية تستخدمها الوحدات الكردية في عفرين.
وتواردت أنباء عن اتفاق يجري بين روسيا وتركيا لتقاسم السيطرة على مدينة عفرين مقابل طرد الميليشيات الكردية خارج المدينة نهائياً، وهو ما أعاق الاتفاق بين الأكراد والنظام.
المبعوث الدولي لسوريا: من الممكن أن تصبح الغوطة الشرقية “حلبا ثانية“
جنيف (رويترز) – قال ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا يوم الثلاثاء إن تصعيد القتال في الغوطة الشرقية السورية المحاصرة قد يجعلها ”حلبا ثانية“، في إشارة إلى ثاني أكبر المدن السورية التي عانت في نهاية عام 2016 قتالا استمر شهورا.
وقال دي ميستورا لرويترز عندما سئل التعليق على الوضع هناك ”يهدد ذلك بأن تصبح حلبا ثانية. ونحن تعلمنا، كما أرجو، دروسا من ذلك“.
إعداد لبنى صبري للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود
لافروف يدعو لمحادثات بين سوريا وتركيا لحل أزمة عفرين
موسكو (رويترز) – نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء يوم الثلاثاء عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قوله إن من الممكن حل الأزمة في منطقة عفرين السورية عبر الحوار المباشر بين دمشق وأنقرة.
وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف في موسكو يوم الثلاثاء. تصوير: ماكسيم شيميتوف – رويترز
كان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قد قال إن بلاده منعت حدوث انتشار للقوات الحكومية السورية في المنطقة بعد أن أجرت محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود