أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 06 كانون الثاني 2016

 

 

 

المعارضة تصعد وتشكك في جدوى التفاوض

لندن، موسكو، أنقرة، لاهاي، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

صعدت الهيئة التفاوضية للمعارضة السورية خلال لقائها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا أمس، وشككت «في جدوى العملية التفاوضية» بسبب «استمرار القصف العشوائي وإصرار دول على تصنيف فصائل المعارضة في خانة الإرهاب، ومحاولة حلفاء النظام التدخل في تحديد وفد المعارضة»، إضافة إلى تأكيد أن «مفتاح الحل هو محاكمة مجرمي الحرب»، في وقت واصل مقاتلون أكراد وعرب التقدم قرب الرقة معقل «داعش» بفضل غارات التحالف الدولي بقيادة أميركا بالتزامن مع دعوة موسكو إلى تحقيق باحتمال وجود خطوط إمداد لغاز السارين من تركيا إلى مناطق التنظيم شمال سورية حيث خسر خمس أراضيه العام الماضي. ميستورا في الرياض سفراء غربيين داعمين المعارضة كان بينهم المبعوث الأميركي مايكل راتني قبل لقائه (دي ميستورا) أعضاء الهيئة التفاوضية بحضور معظم أعضائها على أن يتوجه إلى طهران ثم دمشق السبت للقاء وزير الخارجية وليد المعلم أملاً بعقد مفاوضات بين الحكومة والمعارضة في جنيف في ٢٥ الشهر الجاري، بموجب القرار الدولي ٢٢٥٤.

 

ووفق المعلومات، شدد المنسق العام للهيئة العامة للمفاوضات رياض حجاب أمام المبعوث الدولي على ضرورة تطبيق القرار ٢٢٥٤ و «فك الحصار عن المدن والمناطق المحاصرة وتمكين الوكالات الإنسانية من توصيل المساعدات والإفراج عن جميع المعتقلين، ووقف القصف الجوي والمدفعي والهجمات ضد المدنيين والأهداف المدنية» قبل «الشروع في أي ترتيبات للعملية التفاوضية». كما أثار هذا الأمر سفراء «أصدقاء سورية» مع دي ميستورا. وقال المبعوث البريطاني غاريث بايلي إنه في العام الماضي لم تتمكن الأمم المتحدة من الوصول «سوى إلى 1.5 في المئة فقط من حوالى ٤٠٠ ألف شخص بحاجة للمساعدة في مناطق محاصرة»، لافتاً إلى «المجموعة الدولية لدعم سورية» أكدت «الحاجة لعملية انتقال سياسي في سورية وسنواصل العمل معهم سعياً للتوصل لحل سياسي للصراع يضع نهاية لحكم الأسد».

وبعدما قال حجاب إن «استمرار القصف العشوائي وإصرار البعض على تصنيف فصائل المعارضة في خانة الإرهاب ومحاولة حلفاء النظام التدخل في تحديد أعضاء وفد المعارضة»، أكد أنه «يشكك في جدوى العملية التفاوضية»، رافضاً «أي تدخل خارجي في تسمية وفد المعارضة للمفاوضات» مع تأكيده أنه «لا مجال لبقاء الأسد وأركان نظامه ورموزه في سورية خلال الفترة الانتقالية أو في أي ترتيبات سياسية قادمة». وحذر من أن «عرقلة المسار السياسي يخدم أجندات الجماعات الإرهابية التي ثبت تواطؤها مع النظام السوري». وقال «الائتلاف الوطني السوري» أحد مكونات الهيئة التفاوضية في بيان أمس، إن «مفتاح الحل السياسي في سورية هو محاسبة مجرمي الحرب، وعلى رأسهم الأسد المسؤول عن مقتل أكثر من 300 ألف سوري، إضافة إلى حماية المدنيين بإيجاد منطقة آمنة». وأعلن رئيس «تيار بناء الدولة» لؤي حسين انسحابه من الهيئة التفاوضية.

ميدانياً، واصلت «قوات سورية الديموقراطية» التي تضم مقاتلين أكراداً وعرباً التقدم قرب الرقة معقل «داعش»، فيما أعلن التحالف بقيادة أميركا أنه نفذ «20 ضربة في العراق وسورية، كان بينها غارة قرب بلدة عين عيسى السورية قرب الرقة ودمر ثلاثة مواقع قتالية تابعة للتنظيم». وقال ناطق باسم التحالف إن الأراضي الخاضعة لسيطرة «داعش» في العراق تقلصت بنسبة 40 في المئة، فيما تراجع في سورية بنسبة 20 في المئة».

وأفادت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بأن التحقيق، الذي أجري لكشف هوية الشخص المقنع الذي وجه عبر شريط فيديو تهديدات باسم «داعش» إلى بريطانيا، يتركز حالياً على بريطاني يدعى سيدارتا دار توجه إلى سورية عام 2014. وتضمن شريط الفيديو عملية إعدام بالرصاص لخمسة أشخاص على أيدي متطرف تكلم بالإنكليزية ووصف الخمسة بأنهم من «الجواسيس».

في لاهاي، أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية التابعة للأمم المتحدة، أن الترسانة السورية التي أعلن عنها النظام في 2013 تم تدميرها بالكامل، ذلك بعد عامين من أول عملية نقل لهذه الأسلحة خارج هذا البلد، في وقت نقلت وكالة الإعلام الروسية الثلثاء عن ميخائيل أوليانوف رئيس إدارة حظر انتشار الأسلحة والرقابة في الخارجية الروسية، قوله إن موسكو تعتقد أن «داعش» يستخدم أسلحة كيماوية في سورية، داعياً إلى تحقيق في إمدادات محتملة لعناصر غاز السارين من تركيا إلى سورية. والتقى وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان في أنقرة أمس، كبار المسؤولين الأتراك، بينهم الرئيس رجب طيب أردوغان لبحث سبل محاربة «داعش». وقال ديبلوماسي تركي إن «داعش عدونا المشترك، سنحاربه بشتى الوسائل العسكرية».

وافيد أمس عن اغتيال «ابو راتب الحمصي» قائد «احرار الشام في حمص عندما اطلق مجهولون الرصاص عليه في ريف حمص.

 

المعارضة ترفض التدخّل في وفدها وضد «ترتيبات مستقبليّة» للأسد

لندن – «الحياة»

أكدت الهيئة التفاوضية للمعارضة السورية برئاسة منسّقها رياض حجاب، خلال لقائها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا أمس، رفض أي تدخل خارجي في تسمية أعضاء المعارضة، مشيرة الى أن «لا مجال لبقاء (الرئيس) بشار الأسد وأركان نظامه ورموزه في سورية خلال الفترة الانتقالية أو في أي ترتيبات سياسية مقبلة».

والتقى دي ميستورا في الرياض، أعضاء الهيئة التفاوضية المنبثقة من المؤتمر الموسّع للمعارضة السورية الشهر الماضي.

وكان الناطق باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريتش، قال إن دي ميستورا سيزور لاحقاً طهران «في بحر الأسبوع»، فيما أفادت مصادر أخرى بأنه سيزور دمشق بداية الأسبوع المقبل. إذ يلتقي السبت المقبل في دمشق، وزير الخارجية السوري وليد المعلم، في إطار التحضير للحوار السوري – السوري» المتوقع عقده في 25 كانون الثاني (يناير) الجاري في جنيف، و «كيفية المضي في الحل السياسي».

وقال حجاب في بيان، إن الهيئة العليا للمعارضة عقدت اجتماعاً في العاصمة السعودية يومي الأحد والاثنين قبل لقاء دي ميستورا، وبحثت في «جدول الأعمال، وتضمن تحديد الوفد المفاوض على أسس من الأهلية والكفاءة، وبما يتوافق مع معايير الاحترافية واستيعاب متطلبات المرحلة وحجم التحديات التي يواجهها الشعب السوري».

واتفق أعضاء الهيئة على اعتماد المبادئ التي تضمنها بيان الرياض «أساساً للعملية التفاوضية، واعتبارها خطوطاً حمراء غير قابلة للتفاوض، وتتضمن: التمسك بوحدة الأراضي السورية، الحفاظ على مؤسسات الدولة مع إعادة هيكلة وتشكيل مؤسساتها الأمنية والعسكرية، رفض الإرهاب بأشكاله كافة، إقامة نظام تعددي يمثل أطياف الشعب السوري كافة، من دون أن يكون للأسد وأركان ورموز نظامه مكان فيه أو في أية ترتيبات سياسية مقبلة».

كما شدّد أعضاء الهيئة، وفق البيان، على ضرورة الالتزام الكامل بما ورد في المادتين 12 و13 من قرار مجلس الأمن 2254، قبل الشروع في أية ترتيبات للعملية التفاوضية، بخاصة في ما يتعلق بفك الحصار عن المدن والمناطق المحاصرة، وتمكين الوكالات الإنسانية من توصيل المساعدات إلى جميع من هم في حاجة إليها، والإفراج عن جميع المعتقلين، ووقف عمليات القصف الجوي والمدفعي والهجمات ضد المدنيين والأهداف المدنية، وأن تتقيد جميع الأطراف فوراً بالتزاماتها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وغيرها من إجراءات بناء حسن النوايا وبناء الثقة التي لا يمكن الذهاب للمفاوضات من دون تحقيقها».

وقال حجاب على صفحته في «فايسبوك»، إن «بنود بيان جنيف تمثل أسس التفاوض حول المرحلة الانتقالية، خصوصاً البند الخاص بإنشاء هيئة حكم انتقالي تتمتع بالصلاحيات التنفيذية كافة، مشيراً الى أن «تحديد الوفد المفاوض يأتي ضمن حرص المعارضة السورية على التجاوب مع الجهود الدولية المبذولة لإيجاد حل سياسي للوضع في سورية، لكنه أكد في الوقت نفسه أن هذا التجاوب يجب ألا يمثل ذريعة لاستمرار النظام وحلفائه في ارتكاب مزيد من الجرائم في حق الشعب السوري وانتهاك القانون الدولي، إذ إن قرار مجلس الأمن 2254 قد ترك فجوات كثيرة تسمح لهذه القوى بالاستمرار في أجندتها العدائية غير عابئة بالمسار السياسي».

وإذ أشار حجاب الى «استمرار القصف العشوائي الذي يستهدف المدنيين، وإصرار البعض على تصنيف فصائل المعارضة في خانة الإرهاب، ومحاولة حلفاء النظام التدخل في تحديد أعضاء وفد المعارضة»، قال أنه «يشكّك في جدوى العملية التفاوضية»، لافتاً إلى أن «القرار الدولي قد عمد إلى ترحيل النقاط المختلف عليها بين القوى الدولية من دون البت فيها». وحذّر من «أخطار إطالة الأزمة أو الاستجابة لمحاولات النظام وحلفائه عرقلة المسار السياسي وإطالة أمد المفاوضات للإمعان في القتل والقصف الممنهج… وعرقلة المسار السياسي تخدم أجندات الجماعات الإرهابية التي ثبت تواطؤها مع النظام السوري».

وكان المنسق العام للهيئة التفاوضية، قال أنه سينقل الى دي ميستورا رسالة مفادها: «إذا كان نظام بشار قد استمرأ انتهاك سيادة الأراضي السورية وأجوائها، وقبل بالاعتداء الصارخ على الشعب السوري من جانب بعض القوى الدولية ومجموعات المرتزقة والميليشيات العابرة للحدود، فإن الثورة السورية قامت على أساس استعادة السيادة الكاملة على الأراضي السورية كافة وصيانة الأرواح والممتلكات… لا مساومة على وحدة الأراضي السورية، ولا مجال لأي تدخل خارجي في تسمية أعضاء وفد المعارضة للمفاوضات، ولا مجال لبقاء الأسد وأركان نظامه ورموزه في سورية خلال الفترة الانتقالية أو في أي ترتيبات سياسية مقبلة».

 

المعارضة السورية تبلغ المبعوث الدولي بضرورة وقف دمشق القصف قبل المحادثات

بيروت – رويترز

قال مسؤولون معارضون إن قيادات من المعارضة السورية أبلغت مبعوث الأمم المتحدة اليوم (الثلثاء) بأنه يجب أن تتخذ دمشق خطوات لبناء الثقة تشمل الإفراج عن سجناء ووقف الهجمات على المناطق المدنية قبل أن يشاركوا في مفاوضات من المقرر عقدها هذا الشهر.

وقالت الأمم المتحدة الشهر الماضي إنها تسعى لجمع الأطراف المتحاربة في 25 كانون الثاني (يناير) الجاري في جنيف لبدء محادثات تهدف إلى إنهاء الصراع الذي يقترب من إتمام عامه الخامس وأودى بحياة ما يقدر بنحو 250 ألف شخص.

وقال مسؤولان مطلعان على ما دار في الاجتماع إن المطالب التي طرحها ساسة معارضون وقيادات من جماعات المعارضة المسلحة في الاجتماع مع المبعوث الدولي ستافان دي ميستورا تتفق مع قرار اعتمده مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة في 18 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، ويؤيد خارطة طريق من أجل عملية للسلام في سورية.

وقال المسؤولون إن المعارضة تريد أيضا أن ترفع الحكومة الحصار المفروض على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة والإفراج عن معتقلين ووقف إسقاط البراميل المتفجرة قبل أن تشارك في المفاوضات.

وقال أحد مسؤولي المعارضة وطلب عدم نشر اسمه لأنه ليس ناطقاً رسميا باسم الكيان الذي أنشأته المعارضة، إن الاجتماع سار على ما يرام وإن موقف المعارضة موحد.

وأضاف المسؤول أن المعارضة طالبت بتنفيذ البنود 12 و13 و14 من قرار مجلس الأمن الدولي وأن هذه هي الضمانات من أجل المفاوضات.

وتم تشكيل الكيان المعارض الشهر الماضي في إطار جهود تدعمها السعودية حتى تكون المعارضة جاهزة للمحادثات. والرياض داعم رئيسي لجماعات معارضة للرئيس بشار الأسد وهو حليف لمنافستها الإقليمية إيران.

وقال أحد الساسة المعارضين الذين حضروا اجتماع الرياض، جورج صبرا، أمس (الاثنين) إنه لا يمكن أن تتقدم العملية السياسية بمعزل عن الحرب التي لا تزال مستعرة في سورية. وأضاف أن المعارضة غير مهتمة بالمفاوضات من أجل المفاوضات.

 

الجبير: ملتزمون دعم الشعب السوري عسكرياً وسياسياً واقتصادياً

الرياض – «الحياة»

أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير خلال استقباله المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا اليوم (الثلثاء) في الرياض، التزام بلاده دعم الشعب السوري عسكرياً وسياسياً واقتصادياً.

وأوضح الجبير، أن زيارة دي ميستورا إلى المملكة، شكّلت فرصة للتشاور وتبادل الآراء حيال دفع العملية السلمية السورية إلى الأمام على أساس مبادئ “جنيف 1” واجتماعات فيينا واجتماع نيويورك الأخير.

وأوضح أن دي ميستورا أطلعه على نتائج اجتماعاته مع أعضاء المعارضة السورية الموجودين في الرياض في ما يتعلق بتشكيل فريقهم التفاوضي، مؤكداً أنهما بحثا خلال اللقاء الخطوات المقبلة لعملية السلام للوصول إلى تسوية للأزمة السورية.

وشدّد الجبير، بحسب “وكالة الأنباء السعودية” (واس)، على موقف المملكة في هذا الشأن، وتطلعها لإيجاد حل لهذه الأزمة مبني على مبادئ “جنيف 1” بتشكيل سلطة انتقالية للحكم ووضع دستور جديد وانتخابات، وألا يكون للرئيس السوري بشار الأسد أي دور في مستقبل سورية.

وقال موجهاً حديثه إلى دي ميستورا: “أود التأكيد على ما سبق أن تناولته في اجتماعنا، وهو أن المملكة ملتزمة دعم الشعب السوري لنيل حقوقه وحريته وجلب التغيير الذي يطمح إليه في بلده، وسنواصل تقديم أشكال الدعم العسكري والسياسي والاقتصادي كافة للشعب السوري، وسنواصل العمل معكم ومع المجتمع الدولي على أمل بلوغ الحل السياسي للأزمة السورية والمبني على مبادئ إعلان جنيف 1 ومحادثات فيينا، ونيويورك الأخيرة التي تسعى إلى بلوغ الهدف ذاته”.

 

21 جثة على الشاطئ التركي بعضها لأطفال

إسطنبول، استوكهولم, برلين، واشنطن – أ ف ب، رويترز

قُتل 21 مهاجراً على الأقل بينهم أطفال أثناء محاولتهم الوصول بحراً إلى الجزر اليونانية على متن مركبين على رغم الطقس الرديء، وغرقوا قبالة السواحل الغربية لتركيا وفق ما افادت وكالة أنباء دوغان. وأوقع غرق أول مركب كان يقل 22 شخصاً في منطقة ديكيلي (غرب)، 10 قتلى بسبب الرياح القوية في بحر إيجه، عُثر على جثثهم على أحد الشواطئ التركية وكانوا في طريقهم إلى جزيرة ليسبوس اليونانية.

وتمكن خفر السواحل الأتراك من إنقاذ 8 منهم وعثر على جثث الـ 14 الآخرين على شاطئ قبالة منطقة إيفالين شمالاً. وأظهرت صور وأشرطة فيديو جثث أطفال يرتدون سترات النجاة على الشاطئ التركي ورجال إنقاذ ينتشلون آخرين من المياه.

كما غرق زورق مطاطي كان يقل 58 مهاجراً أيضاً قبالة منتجع ديكيلي البحري. وعُثر على جثث 7 منهم بينهم نساء وأطفال على شاطئ قريب.

في غضون ذلك، انخفضت أعداد اللاجئين القادمين من الدنمارك إلى جنوب السويد في شكل حاد في اليوم الأول من عملية التحقق من الهويات بين البلدين، وفق ما أعلنت الشرطة السويدية الثلثاء. وقالت شرطة سكاني (أقصى جنوب السويد) إن 48 لاجئاً وصلوا من الدنمارك أول من أمس. وباستثناء يوم رأس السنة، تجاوز عدد اللاجئين الواصلين يومياً الـ 200 شخص منذ 29 كانون الأول (ديسمبر). وقالت الناطقة باسم الشرطة الإقليمية إيواغن ويستفورد: «نستطيع أن نقول إنه انخفاض حاد. لكنه خلال يوم واحد فقط. لا يمكن استبعاد أن يعثر اللاجئون على طرق أخرى لدخول السويد».

وباتت السويد التي لم تعد قادرة على مواجهة تدفق المهاجرين، تطلب منذ أول من أمس، هويات المسافرين الذين يدخلون أراضيها من الدنمارك، المدخل الرئيسي لطالبي اللجوء إليها. ورداً على سؤال حول احتمال محاولات عبور المضيق بين البلدين، قال ناطق باسم خفر السواحل إن الحذر يسود المكان.

ولم تسجل السويد حتى الآن وصول لاجئين على متن قارب عبروا في شكل غير قانوني بحر البلطيق.

من جهة أخرى، دانت الحكومة الألمانية أمس، ما لا يقل عن 100 اعتداء جنسي ارتُكبت في كولونيا خلال ليلة رأس السنة نسبتها الشرطة إلى رجال من أصول عربية أو شمال إفريقية، لكنها رفضت استخدام اللاجئين «كأدوات» في هذه القضية. وأثارت القضية التي تكبر مع الوقت بسبب كثرة الشكاوى من الضحايا، مشاعر قوية في ألمانيا نظراً إلى تورط «أكثر من ألف شخص فيها «ارتكبوا اعتداءات أو قاموا بحماية الجناة»، وفقاً لوزير العدل هيكو ماس. وقال الوزير للصحافيين: «هذا شكل جديد من أشكال الجريمة المنظمة يجب التفكير في سبل مواجهته»، وفيما أورد شهود أن مظهر المشتبه بهم يؤكد أنهم «عرب أو من شمال إفريقيا» وفقاً للشرطة، حذّر وزير العدل أي استغلال لهذه القضية في النقاش حول تدفق المهاجرين الى ألمانيا.

وقال وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير إن المظهر الخارجي للمهاجمين «ينبغي الا يؤدي الى الاشتباه عموماً باللاجئين الذين، بغض النظر عن أصلهم، يأتون إلينا طلباً للحماية».

وأعلنت الشرطة لوكالة الأنباء الألمانية تسجيل 90 شكوى أمس، تراوح بين التحرش والاغتصاب من خلال عشرات الاعتداءات الجنسية والسرقات، وتتوقع تلقي شكاوى أخرى. وتركزت هذه الاعتداءات التي ارتكبتها مجموعات من 20 الى 30 شاباً في حالة سكر حول الكاتدرائية ومحطة قطار كولونيا المركزية، لكن الشرطة أشارت ايضاً إلى عشرات الشكاوى في هامبورغ (شمال).

إلى ذلك، ألغى حاكم ولاية جورجيا الأميركية ناثان ديل أول من أمس، أمراً تنفيذياً سعى من خلاله إلى عدم السماح بتوطين لاجئين سوريين في ولايته وذلك بعد أن قضى الادعاء العام في الولاية بأنه لا يملك السلطة لمنعهم من الدخول أو الاستفادة من امتيازات تقدمها جهات اتحادية.

 

الجبير يستبعد تأثير التوتر مع إيران على المحادثات المقرَّرة في شأن سوريا

المصدر: (و ص ف، رويترز)

رأى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بعد محادثات اجراها مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دو ميستورا، في الرياض أمس، أن التوترات الاقليمية لن تؤثر على المحادثات الرامية إلى انهاء الصراع في سوريا، وذلك في إشارة على ما يبدو إلى قطع الرياض علاقاتها مع طهران.

ونقلت عنه وكالة الانباء السعودية “و ا س” أن التوترات الأخيرة التي أثرت على المنطقة سلباً لن تؤثر على ما جرى الاتفاق عليه في فيينا أو على مسار الحل السياسي الذي تعمل الأمم المتحدة بجانب مجموعة الدعم الدولية على تحقيقه في جنيف قريباً.

أما دو ميستورا، فقال في بيان عقب محادثات مع الجبير والمعارضة السورية: “ثمة عزم واضح من الجانب السعودي على ألا يكون للتوترات الاقليمية الحالية أي تأثير سلبي على القوة الدافعة لعملية جنيف وعلى استمرار العملية السياسية التي تنوي الأمم المتحدة أن تبدأها في جنيف قريباً مع مجموعة الاتصال الدولية في شأن سوريا”. ولم يصف موقف المعارضة السورية خلال الاجتماع ، لكنه أضاف: “لا يمكننا أن نتحمل نتيجة خسارة هذه القوة الدافعة على رغم ما يحصل في المنطقة”.

 

بريطانيا

وحض المبعوث البريطاني الخاص إلى سوريا غاريث بايلي الحكومة السورية على رفع الحصار كخطوة نحو إنهاء الصراع المستمر منذ نحو خمس سنوات. وجاء في بيان له: “تجويع المدنيين أسلوب غير إنساني يستخدمه نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد وحلفاؤه”، في إشارة إلى حصار مفروض منذ أشهر على بلدة مضايا القريبة من دمشق. وقال: “يجب إنهاء الحصار لإنقاذ أرواح المدنيين وتقريب سوريا من السلام… هذه المأساة الإنسانية تبرز ضرورة إنهاء هذا الصراع”.

وتحدث “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له أيضاً عن حصار مضايا فقال إن سكانها البالغ عددهم 40 ألفاً تأثروا بالحصار وإن كثيرين يتضورون جوعاً.

 

وزير الدفاع الفرنسي

وفي أنقرة، التقى وزير الدفاع الفرنسي جان – ايف لودريان كبار المسؤولين الاتراك بينهم الرئيس رجب طيب اردوغان وتركزت محادثاته معهم على سبل محاربة تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش).

وقال مصدر ديبلوماسي تركي ان “داعش (تنظيم “الدولة الاسلامية”) عدونا المشترك سنحاربه بشتى الوسائل العسكرية”، مؤكداً ان تركيا وفرنسا “متفقتان على كل نقاط المحادثات”.

والى اردوغان، التقى لودريان رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو ووزيري الدفاع عصمت يلماظ والخارجية مولود جاويش أوغلو ورئيس الأركان التركي الجنرال خلوصي اكار.

وأفاد مصدر ديبلوماسي تركي آخر في ختام لقاء لودريان وجاويش اوغلو ان “الجانب الفرنسي أشاد بفاعلية التعاون بين تركيا وفرنسا في شأن المقاتلين الاجانب”.

ومنذ أسابيع يلحّ الغربيون وخصوصاً واشنطن على الاتراك ليقفلوا كلياً حدودهم جنوب غازي عينتاب على طول المئة كيلومتر التي لا يزال “داعش” يسيطر عليها في موازاة الحدود مع سوريا.

 

موسكو

وفي موسكو، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن رئيس إدارة حظر انتشار الأسلحة والرقابة في وزارة الخارجية الروسية ميخائيل اوليانوف إن موسكو تعتقد أن “داعش” يستخدم أسلحة كيميائية في سوريا. ودعا الى تحقيق في إمدادات محتملة لعناصر غاز السارين من تركيا إلى سوريا، في ضوء دليل قدمه نائب تركي أخيراً.

 

“داعش” خسر أراضي

من جهة أخرى، أظهرت أرقام للائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد “داعش” ان التنظيم الجهادي خسر نحو ثلث الأراضي التي كان يسيطر عليها في سوريا والعراق.

وصرح الناطق باسم الائتلاف الكولونيل الاميركي ستيف وورن بأن التنظيم خسر “في العراق نحو 40 في المئة وفي سوريا نعتقد انها 20 في المئة”. وأضاف: “في البلدين يمكننا القول انهم (الجهاديون) خسروا 30 في المئة من الأراضي التي يسيطرون عليها”.

ومني التنظيم المتطرف بهزائم كبيرة في الأشهر الأخيرة في سوريا والعراق آخرها في الرمادي كبرى مدن محافظة الانبار العراقية.

 

مقتل 36 مهاجراً في غرق زورقين بعد ابحارهما من تركيا إلى اليونان

المصدر: (و ص ف)

قضى 36 مهاجراً بينهم عدد كبير من الأولاد لدى محاولتهم الوصول بحراً الى اليونان أمس قبالة السواحل التركية، في حوادث غرق عدة هي الاسوأ في بحر ايجه منذ مطلع السنة.

وصرح ناطق باسم خفر السواحل لـ”وكالة الصحافة الفرنسية” طالباً عدم ذكر اسمه بأن رجال الدرك الأتراك انتشلوا 29 جثة على سواحل منطقة ديكيلي قبالة جزيرة ليسبوس اليونانية وخفر السواحل سبع جثث اضافية في مياه بحر ايجه.

وأفادت وكالة “دوغان” التركية للأنباء ان زورقاً أبحر فجراً من منتجع ديكيلي الى ليسبوس غرق وعلى متنه 22 شخصاً بسبب الرياح العاتية التي كانت تهب على بحر ايجه.

وقالت انه على رغم تدخل خفر السواحل الأتراك عثر على جثث معظم الركاب على ساحل في منطقة ايفالين شمالاً.

وأظهرت صور وأشرطة فيديو نشرتها الوكالة جثث عدد من الأولاد الذين يرتدون سترات النجاة على الشاطئ التركي وكذلك رجال الانقاذ ينتشلون آخرين من المياه.

كما غرق زورق مطاط كان ينقل 58 مهاجراً أيضاً قبالة منتجع ديكيلي البحري. وعثر على جثث سبعة من هؤلاء بينهم نساء واطفال على شاطئ قريب.

وعثر على جثث أكثر من 10 أشخاص بينهم نساء وأطفال على شاطئ قريب. وأُنقذ عدد من الأشخاص نقلوا الى المستشفيات للمعالجة.

وتذكر هذه الصور بحادث غرق الطفل ايلان الكردي (ثلاث سنوات) الذي عثر على جثته في أيلول على ساحل منتجع بودروم التركي على مسافة بضعة أميال بحرية من جزيرة كوس.

وهذه الصورة باتت رمز أزمة الهجرة وارغمت الاتحاد الأوروبي على فتح أبوابه أمام المهاجرين ومعظمهم من اللاجئين السوريين والعراقيين.

وباتت تركيا، التي تستقبل وحدها 2,2 مليوني سوري و300 ألف عراقي فرّوا من بلادهم التي تشهد حرباً، إحدى أبرز نقاط انطلاق المهاجرين الراغبين في الوصول الى أوروبا.

واستناداً إلى المنظمة الدولية للهجرة، قضى نحو 700 شخص غالبيتهم من المهاجرين الهاربين من النزاعات في سوريا والعراق، أو فُقدوا، العام الماضي لدى محاولتهم عبور بحر إيجه للوصول الى اليونان، بوابة الدخول الى الاتحاد الأوروبي.

 

الكويت تسحب سفيرها من طهران.. واجتماع وزاري خليجي السبت

«حرب باردة» سعودية ـ إيرانية نحو اللاعودة!

واصل التوتر بين السعودية وإيران سلوك مساره التصاعدي المفتوح، وسط غياب لأي مؤشر من شأنه أن يحدد نقطة الذروة التي قد يبلغها. وفي ظل حراك سياسي محموم من قبل المملكة النفطية لحشد الدعم ضد الجار اللدود، يتوقع أن يتسارع خلال اليومين المقبلين، تمهيداً لانعقاد الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض السبت المقبل، والاجتماع الوزاري العربي في القاهرة في اليوم التالي، عززت البحرين إجراءات القطيعة مع الجمهورية الاسلامية، عبر قرار بإلغاء الرحلات الجوية، بعد يوم على قطع العلاقات الديبلوماسية، فيما امسكت الكويت، على غرار الامارات، العصا من الوسط، إذ اكتفت بسحب سفيرها من طهران، وانما من دون قطع العلاقات.

وبالرغم من أن تداعيات اعدام الشيخ نمر النمر قد اقتصرت، خلال الايام الأربعة الماضية، على تأجيج التوتر السياسي بين السعودية وإيران، فقد برز مؤشر، أمس، يشي بأن المملكة النفطية مقبلة على مزيد من التوترات الامنية، إذ شهدت المنطقة الشرقية هجوماً ليلياً، أحرق خلاله محتجون حافلة ركاب.

وأعلنت الشرطة السعودية، في بيان، أن «مثيري شغب» احرقوا حافلة كانت تقل عمالا في المنطقة الشرقية التي يتحدر منها الشيخ النمر.

وأوضحت «حافلة مخصصة لنقل موظفي وعمال احدى الشركات الى بلدات واحياء محافظة القطيف، تعرضت للاعتداء من قبل اربعة اشخاص من مثيري الشغب المسلحين، وذلك عند مرورها باحد الاحياء السكنية المجاورة لبلدة القديح»، مشيرة الى ان هؤلاء أوقفوا الحافلة «تحت تهديد السلاح واضرموا النار فيها»، وانه «لم ينتج عن ذلك اصابة احد».

وفي حين لم تحدد الشرطة السعودية الشركة التي تعود إليها الحافلة، تداول مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي انها تابعة لشركة «ارامكو» النفطية السعودية.

والحادث هو الثاني على الاقل الذي تعلن عنه الشرطة السعودية في المنطقة الشرقية منذ اعدام النمر، اذ سبق أن اشارت، مساء الأحد الماضي، الى ان مسلحين اطلقوا النار على دورية تابعة لها في العوامية، ما ادى الى مقتل مدني واصابة طفل.

 

توتر ديبلوماسي

وفي سياق الازمة المتصاعدة بين السعودية وايران على خلفية اعدام النمر، استدعت وزارة الخارجية الكويتية، يوم امس، سفيرها من طهران احتجاجا على الهجمات التي تعرضت لها سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد، السبت الماضي، من قبل محتجين على اعدام الشيخ النمر.

واعتبرت وزارة الخارجية الكويتية الهجمات «خرقاً صارخاً للأعراف والاتفاقيات الدولية، وإخلالاً جسيما بالتزامات إيران الدولية بأمن البعثات الديبلوماسية وسلامة طاقمها».

وبالأمس، اوقفت البحرين الرحلات من ايران واليها، غداة اجراء سعودي مماثل. وقالت هيئة شؤون الطيران المدني في وزارة المواصلات والاتصالات انه «بناء على ما اعلنته مملكة البحرين عن قطع العلاقات الديبلوماسية مع ايران، فقد وجهت الناقلة الوطنية (شركة طيران الخليج) وجميع الناقلات الاخرى بتعليق ومنع كافة رحلاتها من والى ايران».

ويأتي ذلك غداة سلسلة خطوات اتخذتها دول عدة بحق ايران. فبالإضافة الى السعودية والبحرين، قام السودان بطرد السفير الايراني، في حين اكتفت الإمارات باستدعاء سفيرها وخفضت مستوى التمثيل الديبلوماسي.

وبدا ملفتاً أن الاجراءات الديبلوماسية الكويتية والإماراتية لم تصل إلى مستوى قطع العلاقات بشكل كامل، كما فعلت السعودية والبحرين. ويبدو أن المصالح الاقتصادية المتبادلة فرضت هذا المستوى الأقل حدّة في التضامن مع الحليف السعودي. ومن الممكن كذلك، أن تكون الدولتان الخليجيتان، وبشكل خاص الكويت، تسعيان الى لعب دور الوسيط في الأزمة القائمة بين طهران والرياض، علماً بأن تقارير صحافية تحدثت عن زيارة مرتقبة، اليوم، لوزير الشؤون الخارجية في سلطنة عُمان يوسف بن علوي ووزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري الى طهران لبحث التطورات الإقليمية الأخيرة.

وكان الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني دعا الى عقد اجتماع «استثنائي» على مستوى وزراء الخارجية في الرياض يوم السبت، «لتدارس تداعيات حادث الاعتداء» على السفارة والقنصلية السعوديتين. ويأتي الاجتماع عشية اجتماع لوزراء الخارجية العرب في القاهرة يوم الاحد المقبل بناء على طلب الرياض، سيخصص «لادانة انتهاكات ايران».

وانضمت تركيا، امس، الى الدول الداعية الى التهدئة بين ايران والسعودية، عارضة المساعدة في ذلك. وقال رئيس الحكومة التركية احمد داود اوغلو، في كلمته الاسبوعية امام نواب «حزب العدالة والتنمية»: «نحن مستعدون لبذل كل الجهود اللازمة لحل المشاكل بين البلدين»، مضيفا «ننتظر من جميع دول المنطقة التحلي بالعقلانية واتخاذ التدابير اللازمة لتخفيف حدة التوتر».

وكانت دعوات مماثلة صدرت خلال اليومين الماضيين من دول عدة ابرزها الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا والمانيا.

وأدان مجلس الامن الدولي «بشدة» الهجمات على البعثتين السعوديتين. وعبر في بيان صدر فجر أمس عن «قلقه العميق ازاء هذه الهجمات»، طالباً من إيران «حماية المنشآت الدبلوماسية والقنصلية وطواقمها» و «احترام التزاماتها الدولية» في هذا الشأن.

وفي المقابل، اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أن «السعودية لا يمكن أن تغطي على جريمتها بقطع رأس رجل دين شيعي من خلال قطع العلاقات» مع إيران، مشدداً على أنه «لا يمكن الرد على الانتقادات بقطع الرؤوس».

وأضاف «نعتقد ان الديبلوماسية والتفاوض هما أفضل السبل لحل المشاكل بين الدول»، معتبراً ان «الدول الاقليمية يمكنها انقاذ المنطقة من مخاطر الارهاب بالاتحاد» في ما بينها.

وكان روحاني أدان الهجوم على البعثتين الديبلوماسيتين، فيما قال وزير العدل الإيراني مصطفى بور محمدي إنّ «ما حدث ضد السفارة السعودية يمكن أن يكون من تدبير ودعم عناصر متسللة».

ووصف المتحدث باسم الحكومة الايرانية محمد باقر نوبخت الهجوم بأنه «مريب» و «يخدم السياسات السعودية»، قائلاً ان «بضعة أشخاص ليس من الواضح يخدمون مصالح اي دولة استغلوا مشاعر الناس».

 

الآثار الاقتصادية

إلى ذلك، قلل نوبخت من آثار قطع العلاقات بين دول الخليج والجمهورية الإسلامية. قائلاً إن «قطع العلاقات من قبل السعودية وتابعيها ليس له اي تأثير على تطور ايران»، ومضيفا بسخرية «السعودية ستعاني من قطع العلاقات مع ايران، حتى وان دعمها بلد كبير مثل جيبوتي».

وفي هذا الإطار، أفادت ارقام رسمية نشرتها صحيفة «دنيا اقتصاد» الايرانية، ان المبادلات التجارية بين ايران والبلدان التي قررت قطع علاقاتها مع طهران ضعيفة.

وبحسب ما نشرته الصحيفة الاقتصادية، فإنّ المبادلات بين ايران والسعودية بلغت 172.5 مليون دولار في الاشهر الثمانية الاولى من السنة الايرانية (20 اذار)، في مقابل 132.2 مليون دولار للصادرات الايرانية الى السعودية (فاكهة وفولاذ بشكل خاص)، و40.2 مليون دولار للصادرات السعودية، منها منتجات تعبئة وتغليف واقمشة.

وبحسب «دنيا اقتصاد» فإن ايران صدرت الى البحرين منتجات مختلفة خلال الفترة ذاتها بقيمة 63.6 مليون دولار، في حين لم تبلغ صادرات البحرين الى ايران إلا 60 الف دولار. كما صدّرت ايران الى السودان منتجات بلغت قيمتها 37.6 مليون دولار واستوردت منتجات متنوعة بلغت قيمتها 181 الف دولار في الاشهر الثمانية الاولى من السنة الايرانية.

ومن جهة اخرى، قام 60 الف ايراني فقط في ايلول العام 2015 بتأدية فريضة الحج الى مكة. وكان حوالى 500 الف ايراني يؤدون مناسك العمرة الى مكة، وقد سجلوا رقما قياسيا بلغ 850 الفا بين اذار العام 2013 واذار العام 2014.

وعلى سبيل المقارنة، قام حوالي مليوني ايراني بزيارة العتبات المقدسة في كربلاء في العراق، احدى اكبر المدن المقدسة لدى المسلمين الشيعة.

لكن وسائل اعلام سعودية قرأت هذه الأرقام بطريقة مختلفة، إذ اشارت صحيفة «الرياض»، على سبيل المثال، نقلاً عن خبراء اقتصاديين، الى ان قطع العلاقات السياسية والدبلوماسية مع إيران «سينعكس سلباً على ايران فقط، نظراً الى أن حجم التبادل التجاري ضعيف بين الرياض وطهران، ولا يوجد له أثر على الصادرات السعودية، كما أن الصادرات الإيرانية لا تعد متطورة وتعتبر ذات جودة متدنية».

ومن جهته، أعلن الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال، عبر حسابه على موقع «تويتر»، انه ألغى دراسة جميع المشاريع والاستثمارات في إيران. وأضاف انه رفض طلب السفير الإيراني للمقابلة، وأوقف جميع الرحلات التي تسيرها شركة طيران «ناس» من وإلى إيران. وتملك شركة المملكة القابضة الذراع الاستثمارية للأمير السعودي حصة نسبتها 34 في المئة في شركة الطيران هذه المنخفض التكلفة.

ولم يخض الأمير الوليد في مزيد من التفاصيل عن خططه الاستثمارية في إيران في تغريدته على «تويتر».

حروب بالوكالة.. أم صدام مباشر؟

ولكن اذا كان الاقتصاد هو الأقل تضرراً من الأزمة القائمة بين السعودية وايران، فإن المخاوف الدولية أزاء تداعيات التوتر على الملفات الاقليمية المشتعلة تبقى الأهم. ففي المرة السابقة التي قطعت فيها الرياض علاقاتها مع طهران، بعد حادثة اقتحام السفارة السعودية في العام 1988، تطلب رأب هذا الصدع تحولا في ميزان القوى الاقليمية جاء في صورة الاجتياح العراقي للكويت في العام 1990.

ويرجح ديبلوماسيون ومحللون ان تتسبب الازمة بزيادة التوتر، وحتى الاحداث الامنية، في نزاعات الشرق الاوسط، ولكن من دون ان تتسبب في مواجهة مباشرة بين الخصمين الاقليميين اللدودين.

وتوقع الخبير في شؤون الامن والدفاع في «مركز الخليج للابحاث» مصطفى العاني، خلال مقابلة مع وكالة «فرانس برس»، ان تؤدي الازمة القائمة الى «تصلب الموقف السعودي في سوريا، العراق، لبنان، واليمن»، لافتاً الى ان «السعوديين يعتقدون ان تحدي ايران ارجئ لوقت طويل، والآن هو الوقت لتحدي الايرانيين في كل مكان».

وكانت الوكالة الفرنسية نقلت عن مصدر ديبلوماسي غربي قوله إن «ايران لن تدخل في حرب مع المملكة العربية السعودية»، لكنه توقع أن «تصبح الامور اسوأ بكثير»، وأن تتزايد اساليب «الحرب بالوكالة» بين البلدين.

وأوضح الديبلوماسي الغربي ان «هذا الوقت ليس مناسبا بالنسبة للايرانيين لتفجير الاوضاع في الخليج»، لا سيما مع اقتراب الرفع التدريجي للعقوبات المفروضة على طهران بنتيجة الاتفاق النووي.

وهذا ما ذهب اليه الخبير في الشؤون الايرانية – السعودية الاستاذ في جامعة نيويورك محمد بزي، الذي قال، في مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست»: «لا اعتقد ان ما يجري سيقود الى حرب مفتوحة، وانما سيؤدي الى جعل الحروب بالوكالة أسوأ من ذي قبل»، موضحاً ان مسار العلاقات بين الرياض وطهران يظهر أنه «حين يصعّد طرف ما، فإن الطرف الآخر سيصعّد بدوره».

اما الباحث في برنامج الشرق الأوسط في مركز «كارنيغي» كريم سجادبور فأشار الى انه «منذ العام 1979، خاض البلدان صراعات عديدة بالوكالة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، وكثيرا ما يتبادلان التهديدات والإهانات، لكنهما لم يصلا إلى حد الصراع الصريح واتفقا في النهاية على وفاق بارد»، حسبما نقلت عنه وكالة «رويترز».

ولكن ثمة من يعتقد ان الظروف الاقليمية الحالية تبدو اكثر تعقيداً من الماضي.

وفي هذا الإطار، نقلت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» عن خبير شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة «هيريتدج» في واشنطن جيمس فيليب أن «التصعيد الحالي يأتي في سياق مختلف، إذ ثمة قناعة لدى السعودية وايران ان الولايات المتحدة تعتزم الخروج من المنطقة… وهذا الامر يجعلهما أكثر جسارة للمضي قدماً في تحديد اولوياتهما الخاصة، وتوجيه رسائل متبادلة مفادها أن كليهما سيراقب تصرفات الطرف الآخر وسيرد عليها»، وخلص الى القول ان هذا الامر «سيجعل الطرفين، اللذين يخوضان بالفعل حروباً بالوكالة، اقرب الى الدخول في صراع مباشر».

وبين هذا الرأي وذاك، ثمة من ينظر الى التداعيات الخطيرة للتوتر المستجد، وهو ما اشارت اليه مؤسسة الاستشارات «أي اتش اس»، التي تتخذ من لندن مقراً لها، بتحذيرها من ان «الاستقطاب الطائفي المتصاعد في المنطقة سيصب في مصلحة تنظيم (الدولة الاسلامية)».

جريدة السفير 2016©

 

رسائل سعودية متضاربة بشأن سوريا

أعلن المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، أمس، أن السعودية عبرت عن إصرارها على ألا تعرقل التوترات مع إيران المحادثات الخاصة بالعملية السياسية في سوريا والمقررة في جنيف في 25 كانون الثاني الحالي، فيما كان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير يتمسك بموقف الرياض ألا يكون للرئيس بشار الأسد أي دور في مستقبل سوريا، وأنها ستواصل «تقديم أشكال الدعم العسكري والسياسي والاقتصادي كافة للشعب السوري».

في هذا الوقت، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ميكيلي زاكيو إن التخطيط للمحادثات السورية، المتوقع انطلاقها في 25 الشهر الحالي في جنيف، «تمضي قدما وفقا لموعدها، وسيعقد اجتماع تحضيري هنا في جنيف غدا (اليوم)».

وقال دي ميستورا، في بيان بعد اجتماعه في الرياض مع الجبير وأعضاء في المعارضة السورية، «يوجد عزم واضح من الجانب السعودي على ألا يكون للتوترات الإقليمية الحالية أي تأثير سلبي على القوة الدافعة لعملية جنيف، وعلى استمرار العملية السياسية التي تنوي الأمم المتحدة أن تبدأها في جنيف قريباً مع مجموعة الاتصال الدولية بشأن بسوريا».

ولم يصف دي ميستورا موقف المعارضة السورية خلال الاجتماع، لكنه قال «لا يمكننا أن نتحمل نتيجة خسارة هذه القوة الدافعة برغم ما يحدث في المنطقة».

ونقلت وكالة الأنباء السعودية – «واس» عن الجبير قوله إن «زيارة المبعوث الأممي للمملكة، شكّلت فرصة للتشاور وتبادل الآراء حيال دفع العملية السلمية السورية إلى الأمام، على أساس مبادئ جنيف1 واجتماعات فيينا واجتماع نيويورك الأخير».

وأشار إلى أن «دي ميستورا أطلعه على نتائج اجتماعاته مع الأشقاء في المعارضة السورية المتواجدين في الرياض في ما يتعلق بتشكيل فريقهم التفاوضي»، موضحاً أنهما «تباحثا خلال اللقاء عن الخطوات المقبلة لعملية السلام للوصول إلى حل سلمي للأزمة السورية».

وشدد الجبير على «موقف المملكة في هذا الشأن، وتطلعها لإيجاد حل لهذه الأزمة مبني على مبادئ جنيف 1 بتشكيل سلطة انتقالية للحكم ووضع دستور جديد وانتخابات، وألا يكون لبشار الأسد أي دور في مستقبل سوريا».

وقال دي ميستورا، من جهته، إن «زيارته للمملكة كانت تهدف بشكلٍ خاص إلى لقاء وزير الخارجية وممثلي المعارضة السورية الموجودين في الرياض»، مشيرا إلى أن «عزم الجبير واضح على ألا تؤثر التوترات الأخيرة التي طالت المنطقة سلباً على ما جرى الاتفاق عليه في فيينا، أو على مسار الحل السياسي الذي تعمل الأمم المتحدة، إلى جانب مجموعة الدعم الدولية، على تحقيقه في جنيف قريباً».

وقال الجبير «أود التأكيد على ما سبق أن تناولته في اجتماعنا، وهو أن المملكة العربية السعودية ملتزمة بدعم الشعب السوري لنيل حقوقه وحريته، وجلب التغيير الذي يطمحون إليه في بلدهم، وسنواصل تقديم أشكال الدعم العسكري والسياسي والاقتصادي كافة للشعب السوري، وسنواصل العمل معكم ومع المجتمع الدولي على أمل بلوغ الحل السياسي للأزمة السورية والمبني على مبادئ إعلان جنيف 1 ومحادثات فيينا، ونيويورك الأخيرة، التي تسعى إلى بلوغ الهدف ذاته»، مضيفاً «سنكون شركاء في ذلك».

والتقى دي ميستورا في الرياض ممثلين للمعارضة السورية وديبلوماسيين معنيين بالنزاع، على أن ينتقل إلى طهران في خضم الأزمة الدبلوماسية بين إيران والسعودية.

وقال مصدر عربي مطلع على الزيارة، لوكالة «فرانس برس»، إن «الموفد الدولي التقى سفراء أجانب شاركت بلادهم في لقاءات فيينا في تشرين الثاني». وأضاف أن «دي ميستورا عقد اثر ذلك اجتماعاً مع وفد من المعارضة السورية» التي كانت اتفقت اثر مؤتمر ليومين عقد في الرياض في كانون الأول الماضي، على رؤية موحدة لمفاوضات مع السلطات السورية، من ابرز بنودها اشتراط تنحي الأسد مع بدء المرحلة الانتقالية.

وأوضح أن دي ميستورا بحث مع المعارضة «تحديد موعد المفاوضات والاطلاع على الأجندة، وتحديد أسماء الوفد» المفاوض.

وقال مصدر في الأمم المتحدة إن دي ميستورا سيلتقي وزير الخارجية السوري وليد المعلم في دمشق السبت المقبل. وأوضح أن الزيارة، التي تستمر يوماً واحداً، «تأتي في إطار التحضير للحوار السوري – السوري» المتوقع عقده في 25 كانون الثاني في جنيف، «وكيفية المضي في الحل السياسي».

وكان مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون اعتبروا أن قطع العلاقات بين السعودية وإيران يخفي وراءه خلافا بين الرياض وواشنطن ربما يعرقل مساعي الرئيس الأميركي باراك أوباما لإنهاء الحرب السورية.

وسلم مسؤولون أميركيون بأن الخلاف الديبلوماسي السعودي – الإيراني يقلص فرص نجاح عملية السلام. وقال مسؤول «سيزيد من صعوبتها بدرجة كبيرة»، فيما قال آخر «من الواضح أنها (عملية) هشة جدا».

إلى ذلك، التقى وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان كبار المسؤولين الأتراك، بينهم الرئيس رجب طيب اردوغان، وتركزت محادثاته على سبل محاربة تنظيم «داعش».

وقال مصدر ديبلوماسي تركي إن «داعش عدونا المشترك سنحاربه بشتى الوسائل العسكرية»، مؤكدا أن تركيا وفرنسا «متفقتان على كل نقاط المباحثات».

كما التقى لودريان رئيس الوزراء احمد داود اوغلو ووزيري الدفاع عصمت يلماظ والخارجية مولود جاويش اوغلو ورئيس الأركان التركي الجنرال خلوصي اكار.

الى ذلك، اغتيل في حمص، أمس، أبو راتب الحمصي «أمير» قطاع حمص وعضو مجلس الشورى في حركة «أحرار الشام»، حيث استهدف بعدة طلقات نارية من مجهول وهو يستقل سيارته في قرية الفرحانية الغربية في محيط تلبيسة بريف حمص الشمالي.

ويعد أبو راتب، وهو «قائد لواء الحق»، من القيادات البارزة في «أحرار الشام»، وكان طرح قبل ايام مبادرة لتوحيد الفصائل المسلحة، طالب خلالها قيادة الحركة بالتجرد عن طلب المناصب القيادية والتركيز على نقاط الاتفاق مع باقي الفصائل. وقضى الحمصي خمس سنوات في سجن صيدنايا قبل أن يخرج منه منتصف العام 2011. وكانت «أحرار الشام» خسرت العشرات من قادة الصف الأول والثاني فيها في عملية غامضة استهدفت المقر «صفر» في رام حمدان بريف إدلب في أيلول من العام 2014.

(«السفير»، «واس»، ا ف ب، رويترز)

 

أكثر من ألف حالة تسمم بالمياه الملوثة في ريف حماة.. والأهالي يطالبون بالمحاسبة

سلامي محمد

حماة – «القدس العربي»: أصيب منذ يومين أكثر من ألف مدني في ريف حماة الغربي بحالات تسمم وأعراض

جانبية جراء تلوث المياه الصالحة للشرب ببعض البلدات والأحياء الموالية لنظام بشار الأسد، في حين نفى مسؤولو النظام تلوث المياه، عقب قيامهم بتحاليل مخبرية، إلا انهم عادوا لتأكيد تلوث المياه عقب الضجة الإعلامية التي أحدثها الموالون للأسد، بسبب وصول مئات حالات التسمم إلى المراكز الطبية.

وسائل إعلامية مقربة من النظام في أحياء وبلدات سلحب، وصفا سلحب، وعين الجرن بريف حماة الغربي، وجهت العديد من النداءات إلى الأهالي عبر مكبرات الأصوات والمساجد بضرورة تفريغ كافة خزانات المياه بشكل فوري، وعدم استخدام المياه بسبب تلوثها بشكل كبير.

وقالت الناشطة الإعلامية في حماة روز محمد لـ «القدس العربي» خلال اتصال معها، «قبل فترة وجيزة قام أهالي سلحب وضواحيها بتقديم طلبات إلى مديرية المياه في حماة حول ضرورة استبدال المياه التي تردهم بسبب تلوثها بشكل جزئي، إلا أن مسؤولي النظام السوري آنذاك أكدوا سلامة المياه بشكل كامل، الأمر الذي كان من شأنه ازدياد حالة التلوث تدريجياً،

وإصابة المئات يوم أمس بتلوث المياه».

واستطردت قائلةً: «عقب إصابة المئات من أهالي سلحب وضواحيها بحالات التسمم، قام الأهالي بإفراغ المياه الملوثة من خزانات المياه في منازلهم، والتوجه إلى أحد المباني المخصصة لحضانة الأطفال، وتعبئة المياه منها لاحتوائها على بئر مياه، كحل بديل ومؤقت عن المياه الرئيسية التي ما زالت تردهم ملوثة، وسط حالة من الهلع الكبير لدى الأهالي من تردي الأوضاع الصحية للمصابين أكثر من ذلك».

وسبب تلوث المياه بحسب بعض مسؤولي النظام السوري، عقب تفاقم الأزمة وتجاوز عدد

المصابين حاجز الألف، تسرب الصرف الصحي إلى مياه الشرب رغم أن التحليلات الأولية أكدت أن المياه صالحة للشرب وغير ملوثة، وفي اليوم التالي تم عقد اجتماع في مجلس مدينة سلحب، وإعطاء توجيهات بعدم استخدام هذه المياه حتى وصول نتيجة التحليل النهائية.

ونفى مطيع عبشي مدير عام مياه حماة عبر وسائل إعلامية موالية للأسد، تلوث المياه في المنطقة، مؤكداً أن تحليل منابع المياه جاءت بنتائج كانت «سليمة» على حد وصفه، مشيراً إلى أن إفراغ المياه من المنازل جاء كخطوة احترازية، خوفا مما أسماه «عمل مقصود».

إلا إن نفي المسؤول الحكومي أعقبه هجوم عنيف من الموالين للأسد على ما ذكره عبشي، ليقول أحد الموالين معقباً على التصريحات الرسمية «هناك تقصير مخيف وخطير، أما نتيجة التحليل فأنا أتحفظ عليها، سيما ان مئات الحالات المرعبة ملأت المنازل، وبالكاد نرى أحدهم قد نجا من التسمم». في حين بدأ عدد كبير من الموالين بتوجيه الشتائم للمسؤول الحكومي عقب تصريحاته الرسمية. وطالب الموالون بضرورة فتح تحقيق فوري بالحادثة، معتبرين أن ما جرى هو نتيجة إهمال المسؤولين الحكوميين في واجباتهم تجاه المدنيين، وطالت حملات التنديد ومطالب المحاسبة كلاً من مدراء «مديرية المياه في حماة، ومياه سلحب، ومخبر حماة، ومستوصف سلحب».

وتقع مدينة سلحب في ريف حماة الغربي، يقطنها قرابة 35 ألف نسمة، غالبيتهم من الطائفة المسيحية. قاتلت المدينة وضواحيها إلى جانب النظام السوري وقُتل ما يزيد عن 45 من أبنائها ضمن صفوف النظام السوري وميليشيات «الدفاع الوطني»، كما تعد المدينة موالية للأسد بشكل كامل.

 

داود أوغلو: روسيا شريكة للأسد في ظلم شعبه

أنقرة- الأناضول: أتهم رئيس الوزراء التركي، أحمد دواد أوغلو روسيا بالإشتراك مع النظام السوري  في الظلم والقتل الممارس ضد المدنيين في سوريا، داعياً العالم لعدم السكوت حيال هذا الظلم المتولد من قصف قوات نظام الأسد وإرهاب تنظيم “داعش”.

جاء ذلك في كلمة له أمام المواطنين الأتراك خلال مشاركته في حفل تعريف بمشاريع عام 2016 وبعدها لبلدية أنقرة، حيث قال داود أوغلو: “أخاطب العالم بأسره، وكل إنسان لديه ضمير؛ لقد أصبحت روسيا شريكة للنظام السوري وأنصاره، الذين يقصفون المدنيين بوحشية في سوريا. يجب عدم السكوت الآن على آلام إخواننا الفارين من قصف النظام السوري وأعوانه في اعزاز وجبل التركمان وبايربوجاق وجميع المناطق. يجب عدم السكوت على عذاب إخواننا الفارين من إرهاب داعش”.

وأشار داود أوغلو أن بلاده لا تتحمل مسؤولية مواجهة الأزمة السورية بمفردها، في الوقت الذي تواصل تركيا تقديم كافة أشكال الدعم والمساعدات، للسوريين، محملاً مجلس الأمن الدولي وروسيا مسؤولية المأساة التي يواجهها السوريين.

وقال دواد أوغلو: “إن تركيا لا تتحمل بمفردها مسؤولية مواجهة الأزمة السورية، وهي التي أقدمت وحدها وستواصل إقدامها على تقديم كافة التضحيات، لكن وزر الجثث الـ36، التي لفظها البحر على سواحلنا أمس، يقع على عاتق المجتمع الدولي وعلى رأسه مجلس الأمن، الساكت على هذه المأساة. وزر هذه المأساة يقع على عاتق العقلية، التي تستخدم الفيتو ضد كل قرار في الملف السوري، وعلى رأسها روسيا”.

وكانت فرق خفر السواحل التركية أنتشلت الثلاثاء، جثمان 36  مهاجراً غرقوا في بحر إيجة، بعد غرق  قاربهم، خلال توجههم  إلى اليونان وذلك قبالة سواحل قضاء “أيواليك” بولاية باليكسير” غربي تركيا.

جدير بالذكر أن الأزمة السورية دخلت منعطفًا جديدًا، عقب بدء روسيا بقصف مدن وبلدات ومواقع في سوريا، منذ نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي، وتقول إن هذا التدخل “يستهدف مراكز تنظيم داعش”، الأمر الذي تنفيه كل من واشنطن، وعواصم غربية، وقوى المعارضة السورية التي تقول بدورها إن أكثر من 90% من الأهداف، التي يستهدفها الطيران الروسي لا يوجد التنظيم المتطرف فيها، وإنما تستهدف المدنيين وفصائل المعارضة، ومواقع للجيش للحر.

 

المؤرخ التونسي هشام جعيط: السبسي لم يعد بحاجة لـ”النداء” ونظام الأسد دكتاتوريا شنيعا

تونس – الأناضول – لا يسمي نفسه “سياسياً”، بل “مثقفاً قد يكون له رأي  يبوح به”.. إنه المؤرخ التونسي، هشام جعيط، الذي يعد من أبرز مفكري بلده والعالم العربي، التقته الأناضول في مكتبه، بالعاصمة تونس، واضعة أمامه ملفات عدة، تمحورت في مجملها حول الشأن الداخلي في بلاده، والحالة الراهنة في العالمين العربي والإسلامي.

وللبدء في النقطة الأخيرة، وصف جعيط الحالة التي يعيشها العالمين العربي والإسلامي بـ”حالة اضطراب كبيرة ومحزنة”، قائلاً إن هذا الأمر “منذ 30 سنة تقريباً، أو أكثر.عالم مضطرب تماماً لم يجد سياقه في التاريخ الحالي، والآن نراه عبارة عن حروب وعنف”.

مستطرداً في هذا السياق: “وأخيراً جاء منذ عدة سنوات، ما سُمي في الغرب بالربيع العربي، أي ثورات ضد النظم الدكتاتورية، حصلت في تونس (14 يناير/كانون ثان 2011) ورحل الرئيس السابق (زين العابدين بن علي، وجماعته، وبقيت البلاد في حالة غليان، طبعاً الثورة فيها اضطراب، أما الآن فأخذت نوعاً من الاستقرار”.

“ثم حصل ما جرى في ليبيا، وهي حرب حقيقية حيث قتل فيها رئيسها معمر القذافي، قتلاً شنيعاً (إثر ثورة 17 فبراير/ شباط 2011)، وكذلك مصر من تنحية الرئيس الأسبق (حسني مبارك التي أطاحت به ثورة 25 يناير/كانون ثان 2011)، وانتشرت هذه الظاهرة، ثورات شعبية في كل البلاد العربية تقريباً. في اليمن (2011 أطاحت بنظام الرئيس علي عبدالله صالح)، في البحرين”.

وشهدت البحرين حركة احتجاجية عام 2011، قالت السلطات، إن جمعية “الوفاق” (معارضة) تقف وراء تأجيجها، بينما تقول الأخيرة إنها تطالب بتطبيق نظام ملكية دستورية حقيقية في البلاد، وحكومة منتخبة، معتبرة أن سلطات الملك “المطلقة” تجعل الملكية الدستورية الحالية “صورية”.

أما سوريا، فما حصل فيها، برأي أستاذ التاريخ الإسلامي بالجامعة التونسية، هو “ثورة من أجل الديمقراطية دائماً، ومن أجل تنحية الرؤساء الدكتاتوريين”.

وتابع: “فعلاً كان نظام بشار الأسد، وأبيه (حافظ) أيضاً، نظاماً دكتاتورياً شنيعاً معتمداً على المخابرات، وأراد السوريون أن يدخلوا في الديمقراطية فأصبحت حرب كبيرة جداً، وهي أهم ما يحصل في العالم اليوم”.

ومنذ منتصف مارس / آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من (44) عاماً من حكم عائلة بشار الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية، وقوات المعارضة، حصدت أرواح آلاف الأشخاص، حسب إحصائيات الأمم المتحدة، وعشرات الآلاف من المعتقلين، بحسب منظمات حقوقية.

الحديث عن الثورات العربية، جعلنا نطرح على المفكر التونسي، سؤالاً حول أسباب فشل بعضها، وما إذا كان أحد هذه الأسباب هو عدم جاهزية العالم العربي للديمقراطية، أجاب جعيط بقوله: “رأيي الشخصي لا يمكن أن نصل في الفترة الحالية إلى ديمقراطية، حتى في بلد كتونس الديمقراطية شيء جديد غير متعودين عليه أو على الحرية، وبالتالي اتجاهنا نحو الديمقراطية التي لا ننسى أنها من أصل غربي لعلها لا تتماشى مع جذور هذه الحضارة الإسلامية”.

وأردف: “الآن وبسبب التأخر الاقتصادي والاجتماعي، فالديمقراطية بالمعنى الغربي الدقيق لا تتماشى مع نفسية المسلمين الحالية”.

أن تجلس أمام شخصية كـ”جعيط”، فهذا يعني أنك أمام صندوق مفتوح تبحث فيه عما غاب من زمن أو فكرة أو رأي، وفيك إلحاح الباحث عن المفقود أو المغيّب، لينتقل بنا السؤال هنا عن أسباب التحاق عدد من الشباب العربي، بالتنظيمات “الإرهابية” في سوريا والعراق.

يقول المفكر التونسي: “ليس فقط الشباب العربي من التحق بهذه التنظيمات، بل هناك من الإفرنج الأصليين الذين دخلوا في هذه المعمعة، وسبب التحاق الأول هو أن البلدان العربية وحتى الإسلامية، فيها قسم من الشباب منحدر مادياً، وليس لديه إمكانيات حياة كافية، لأن الحركات الديمقراطية لم تعط له حظه”.

سبب آخر يجذب الشباب إلى تلك التنظيمات، برأي جعيط، وهو أن “هناك نوع من الرومانسية في سبيل حركة قوية يمكن للإنسان أن يضحي فيها بحياته، لوجود حالة من الفراغ النفسي سواء في الغرب أو في البلدان العربية الأخرى”.

في سياق آخر، اعتبر المفكر أن الأمريكيين “كانت لهم سياسة فاسدة إزاء العالم العربي والإسلامي”.

وقال: “أنظر إلى حالة سوريا يتدخل فيها الشيعة الإيرانيون أو التابعين لهم من لبنان (في إشارة لحزب الله)، كذلك يتدخل فيها الأمريكيون بصفة خاصة، والأمر نفسه مع الروس، والآن تدخلت فرنسا تماشياً مع أمريكا، وكل هذا يمس الشعور الإسلامي أو العروبي بأن الشرق الأوسط أصبح محل صراع بين كل القوات، وأن العرب والمسلمين غير قادرين على مسك زمام أمورهم سواء في اتجاه الديمقراطية أو في اتجاه آخر، وهذا أيضاً مما يحفز الشباب على الدخول في هذه الصراعات”.

وأقرّ الرجل الثمانيني، بنجاح التجربة التونسية، قائلاً: “هناك أسباب للحالة التونسية، فالتجربة البورقيبية (نسبة إلى الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة ( 1903 -2000) تقترب كثيراً من الغرب في الثقافة والحضارة، وامتد التعليم، ووقع زحف الثقافة الأوروبية بشكل عام، والفرنسية بشكل خاص”.

ومضى بقوله: “حكم بورقيبة دام 30 سنة، حيث كان يعتبر نفسه علمانياً، بل علمانياً متشدداً، فتكونت نخبة متأثرة كثيراً بالغرب، فالرجل كان لا يحب الشرق لأن هذا الأخير عروبي”.

أما الرئيس الحالي، الباجي قائد السبسي، فهو كما يعتبره جعيط “بورقيبي وسياسي يمثل التيار العلماني، ويتفاهم مع حركة النهضة، ويعرف أن هناك نصف من السكان أو أقل يؤيدون الحركة، فهو لا يريد أن يكون مثل اليسار”.

بينما راشد الغنوشي، رئيس “النهضة”، “فقد سيطر على قواعده، كونه فصيل قديم، وعرف الهجرة، وعنف الدولة في عهد بن علي، كذلك عرف الاضطهاد، لذلك هو تنظيم متماسك”.

تونسياً أيضاً، وحول رأيه في الانشقاق الحاصل في حزب “نداء تونس″  الذي يقود الائتلاف الحكومي، قال: “أرى أن رئيس الجمهورية، كوّن حزباً بسرعة، وهذا الحزب تأسس لسببين، الأول: للتغلب على أغلبية النهضة لأن الأخيرة موجودة دائماً، والثاني: لرفع الباجي إلى مقام الرئاسة”.

وأضاف: “رأيي الشخصي هو أن السبسي لم يعد بحاجة إلى هذا الحزب. فهو لديه شرعية الانتخاب، وله أغلبية نسبية في البرلمان هي التي تهمه”.

ويضم الائتلاف الحاكم أغلبية أعضاء مجلس نواب الشعب (البرلمان)، ويتشكل من  حزب “نداء تونس″ (86 نائباً)، وحركة “النهضة” (69)، و”الاتحاد الوطني الحر” (16)، وحزب “آفاق تونس″ ( 10 نواب) من مجموع 217 نائباً.

ويشهد حزب “نداء تونس″، منذ ما يزيد عن شهرين، حالة انقسام حادة بين فريقين الأول يدعم أمينه العام المستقيل، محسن مرزوق، والثاني يساند حافظ، نجل الرئيس السبسي، قبل أن يعلن مرزوق، اليوم الأربعاء، اعتزامه تأسيس حزب سياسي جديد، سيتم إشهاره رسميًا في مارس/ آذار القادم.

وبالنظر إلى الصعوبات الاقتصادية ( نسبة نمو أقل من 0.5 %) وتأثيرها على استقرار التجربة التونسية، يقول جعيط: “إلى حد الآن، هذا الاستقرار غير مكتمل. يجب أن يكون استقراراً مكتملاً. لدينا الوسائل، وهي الاتفاق بين الرئيس والنهضة، كون لهما الأغلبية البرلمانية”.

كذلك، يرى أنه يجب العمل على حل ثلاث مشاكل في البلاد، الأولى: تقوية النظام بما في ذلك الجيش، وضرب المافيات الموجودة، والثانية: إعادة الاقتصاد إلى نصابه، عندنا مشاكل اقتصادية كبيرة ولا يمكن أن نعول على الخارج، أما الثالثة فيه: مكافحة الإرهاب الذي يطال العالم الأجمع″.

في ختام حواره، تطرق المفكر التونسي للحركات الإسلامية، التي قال إن فيها المعتدل، والأقل اعتدالاً”، مستشهداً بحركة الإخوان المسلمين التي وصفها بـ”المعتدلة”، ورأى أنها قويت في كل من تونس، ومصر، وفي أماكن أخرى متعددة”.

وفي ديسمبر/كانون أول الماضي، اختارت “المؤسسة العربية للدراسات والنشر” ببيروت، هشام جعيط، شخصية العام الثقافية 2016 .

ومن فبراير/شباط 2012 إلى 15 ديسمبر/كانون أول الماضي، ترأس جعيط، المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون “بيت الحكمة” (حكومي)، ويعمل حالياً، كأستاذ زائر في جامعات كندية، وأمريكية، وفرنسية.

 

إردوغان: الإعدامات في السعودية شأن سعودي داخلي

أنقرة – (رويترز) – قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الأربعاء إن أحكام الإعدام التي نفذتها السعودية شأن داخلي.

جاء ذلك تعقيبا على إعدام 47 مدانا بقضايا إرهابية في المملكة بينهم رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر في خطوة أثارت غضب الشيعة في أنحاء المنطقة.

وقال إردوغان في كلمة أمام مسؤولين محليين إن من التزموا الصمت إزاء قتلى سوريا يحدثون جلبة الآن لإعدام سجين واحد في السعودية.

 

الأمواج تجرف نحو تركيا عشرات الجثث لمهاجرين بعد غرق قاربين

مشرعون بريطانيون يطالبون الحكومة باستقبال لاجئين سوريين أطفال

باليكسير – الأناضول: ارتفع عدد ضحايا غرق قارب، يقل مهاجرين غير شرعيين، قبالة سواحل قضاء «أيواليك» بولاية «باليكسير» غربي تركيا، إلى 36 شخصاً بينهم أطفال وامرأة حامل.

وأفادت شبكة «سي.إن.إن تورك» الإخبارية التركية بأن المهاجرين كانوا يحاولون الوصول إلى الجزر اليونانية وسط الطقس العاصف وجرفت الأمواج الجثث إلى مدينتي أيفاليك وديكيلي في تركيا.

وذكرت الأناضول أن خفر السواحل أنقذ 12 شخصا، وأنه يعتقد أن اللاجئين قادمون من العراق وسوريا والجزائر.

وقد تبين أن العديد من الضحايا يرتدون سترات نجاة رديئة النوعية تباع بطريقة غير قانونية للمهاجرين على الساحل التركي.

وصادرت الشرطة اليوم الثلاثاء أكثر من 1000 من هذه السترات الرديئة من أحد المتاجر التي تنتجها بطرق غير مشروعة في أزمير بتركيا. وذكرت شبكة «سي.إن.إن تورك» إن اثنين من الأطفال السوريين يعملون في ذلك المتجر. وقال خفر السواحل اليوناني إن عبارتين جلبتا 2477 مهاجرا من ليسبوس وخيوس إلى أثينا صباح أمس، فيما وصل 1880 مهاجرا مساء أمس الاثنين .

وحث مشرعون بريطانيون، خلال جلسة برلمانية عقدت أمس الثلاثاء، على ضرورة قبول بلادهم آلافاً من الأطفال السوريين اللاجئين، وإلا سيواجه هؤلاء الأطفال رحلة محفوفة بالمخاطر عبر القارة الأوروبية.

وحذر أعضاء من لجنة التنمية الدولية في البرلمان البريطاني، خلال الجلسة، من استغلال الأطفال الذين لا يرافقهم ذووهم خلال الرحلة.

وقال ستيفن تويغ، الذي ترأس الجلسة، خلال كلمة له، إنه يتعين على الحكومة البريطانية، الأخذ باقتراح منظمة «أنقذوا الأطفال» (بريطانية غير حكومية)، وقبول نحو 3 آلاف طفل سوري، من الذين لجؤوا إلى عدد من الدول الأوروبية، ممن يعانون ظروفا خاصة.

وأضاف تويغ، خلال قراءته لبيان أعدته لجنة التنمية «من الواضح أن هذه الأزمة، تركت الأطفال اللاجئين عرضة للمخاطر»، مشيرا أن نحو 80٪ من أطفال سوريا في الداخل والخارج، بحاجة لمساعدة إنسانية. ولفت إلى أن «إمكانية استغلال المهرّبين للأطفال الذين لا يرافقهم ذووهم كبيرة، وبالتالي يمكن إجبارهم من قبل المهربين على ممارسة الدعارة، وعمالة الأطفال، وتجارة المخدرات».

ووفقا لأحدث الأرقام الصادرة عن المنظمة الدولية للهجرة، فإن نحو 3771 شخصا على الأقل لقوا حتفهم غرقا في البحر المتوسط العام الماضي، وأكثر من 800 لقوا حتفهم في منطقة بحر إيجة.

 

قوات النظام السوري تعزز وجودها حول دمشق

في ظل مخاوف من تصعيد على خلفية التوتر السعودي الإيراني

دمشق ـ «القدس العربي» من كامل صقر: توحي الرياح السياسية القادمة من الخليج أن شتاءً ساخناً ستشهده المنطقة الجنوبية من سوريا، رغم المنخفض الجوي القطبي الذي تعيشه البلاد. فالاشتباك السياسي المستعر بين طهران والرياض على خلفية إعدام الشيخ نمر باقر النمر تلقته المؤسسة العسكرية السورية بإجراءات استباقية، في ظل توقعات احتمال تصعيد الوضع الميداني في سوريا من خلال تنظيمات محسوبة على السعودية (جيش الإسلام، وحركة أحرار الشام، وجيش الفتح) في مختلف الجبهات، لا سيما الجنوبية منها، كرد فعل ميداني مرتبط بالتصعيد الحاصل مع إيران.

المعلومات الميدانية الموثوقة الواردة من الحزام المحيط بالعاصمة دمشق تفيد بأن قوات الحرس الجمهوري استقدمت تعزيزات إضافية لصالح وحداتها المشتبكة في عمق بلدات الغوطة الشرقية مع تنظيمات «جيش الإسلام» وحركة أحرار الشام و»أجناد الشام». ووصلت التعزيزات الإضافية من وحدات تابعة للقوات الخاصة وأخرى من مجموعات الدفاع الوطني وأخرى من مجموعات منضوية في «لواء درع الوطن» أحد الألوية الشعبية القتالية التي تحارب إلى جانب الجيش السوري في عدة جبهات.

وفي جنوب دمشق وحسب المعلومات، فإن الفرقة الرابعة في الجيش السوري استقدمت هي الأخرى تعزيزات من مجموعات جديدة تابعة للفرقة ذاتها نحو مدينة «داريا» خاصرة دمشق. وتمتلك هذه المجموعات تجهيزات قتالية حديثة وخضعت لتدريبات مكثفة على عمليات الاقتحام، وترافق ذلك مع عملية عسكرية بدأتها قوات «الفرقة الرابعة»، وفصلت فيها ميدانياً بلدة المعضمية عن مدينة داريا، مع إسناد من مجموعات تابعة للواء «درع الوطن».

 

استخدام الأطفال جزء من إنشاء جيل الخلافة القادم… احتل المدارس في حلب قبل الأراضي

تنظيم «الدولة» يفهم لعبة الإعلام الجديد ومرتبة قادة الإعلام بمصاف المسؤولين الكبار فيه

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: قبل 2.500 عام كتب المنظر الصيني المعروف صن تزو حكمته «إعرف عدوك»، والفيديو الأخير للجهاديين هو دليل على أنهم يفهمون الحكمة القديمة للحرب. ويدفع هذا الواحد منا على التفكير وليس لأول مرة أن تنظيم الدولة يفهم الحكمة أفضل من الحكومة البريطانية وجيشها الذين فشلا في تحقيق أهدافهما طويلة الأمد ضد التنظيم حسبما تقول صحيفة «الغارديان» في تعليق لها على الفيديو الأخير الذي أصدره التنظيم وقدم فيه «جون الجهادي الجديد».

وكما قدم التنظيم أمرا آخر أثار الجدل وهو استخدامه لطفل يعتقد أنه ابن جهادية معروفة لها علاقة بمقتل جندي بريطاني قبل عامين. ففي آخر شريط لـ «الدولة» تحدث فيه رجل بلهجة إنكليزية صافية ويصور إعدام خمسة من الأشخاص اتهموا بالتخابر مع بريطانيا وساعدوا في اغتيال المتحدث السابق باسم والمعروف بجون الجهادي أو محمد إموازي. وتعلق الصحيفة قائلة إن بث الشريط يوم الأحد جاء في وقت صحيح حيث تأكد التنظيم من حصوله على تغطيات إعلامية في بداية العام الجديد وبعد انتهاء موسم الاحتفالات والعطلات في الدول الغربية، وقد حقق الغرض.

وكما تقول «صمم لإحداث الصدمة والتخويف واستفزاز المشاهد». وجاء مشهد القتل وظهور طفل يتحدث الإنكليزية ويهدد بالقتل من أجل تأكيد حس الصدمة على المشاهد الغربي. وترى الصحيفة أن الفيديو يقدم لنا عدداً من الأمور المباشرة وغير المباشرة. فالرسالة الرئيسية والمهمة هي أن تنظيم الدولة الإسلامية لا يزال يمارس عمله كالمعتاد رغم ما تعرض له من هجمات في الآونة الأخيرة. ورغم أنه يجب التعامل مع كلام ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني بجدية عندما قال يوم الاثنين أن الفيديو «يعبر عن يأس» من قوة جهادية في تراجع مستمر إلا أن الأدلة التي تثبت كلام كاميرون غير واضحة.

تفاؤل مفرط

فالفيديو ما هو إلا تذكير بأن الحكومة البريطانية ومزاعمها حول قرب هزيمة التنظيم متفائلة إلى حد كبير. ففي العراق خسر تنظيم الدولة معظم مدينة الرمادي ولكن مقاتليه لا يزالون يخوضون معارك فيها. وبالمثل يواجه التنظيم ضغوطاً مستمرة في سوريا وخسرعددا من أهم قادته ولكنه لم يخسر سوى مناطق قليلة. ويحاول تعزيز قواته في ليبيا حيث سيطر يوم أمس على بلدة جواد. وفي أوروبا لا يزال الخوف من تنظيم الدولة قائماً وهو ما وضح من التوتر و»النرفزة» التي شابت احتفالات السنة الجديدة في باريس وبروكسل وميونيخ.

أما الرسالة الثانية فتتعلق بموضوع الفيديو والذي يتعلق بإعدام خمسة «جواسيس» لتعاونهم مع البريطانيين وتقديم معلومات لمصادر في تركيا. وسواء صح هذا الكلام أم لم يصح فهو إثبات على قدرة التنظيم على القيام بعمليات استخباراتية مضادة ومن خلال التنصت على الصحافيين المواطنين وإرسال فرق موت إلى جنوب تركيا. ويقترح الفيديو أن تنظيم الدولة لا يزال ناشطا وفعالا ولهذا فمن يقوم بالتخابر ضده يواجه خطرا محتوما. وتعتقد الصحيفة أن الفيديو صمم لتخويف الخائفين، ليس لانه استخدم وانتهك براءة طفل صغير بل ومن أجل اجتذاب السذج أيضا. وتحذر الصحيفة من الوقوع في شراك دعاية الجهاديين ففي الوقت الذي لا يمكن لمجتمع حر فرض تعتيم على أشرطة فيديو التنظيم، حتى في ظل القوانين الجديدة للإنترنت إلا أن مجتمعا ذكيا يجب أن لا ينخدع بلعبة الإرهابيين وبدون تفكير.

وتطالب والحالة هذه الإعلام الحر بممارسة نوع من السيطرة على نفسه. وإن كان من حق المنظمات منع الأشرطة نظرا لأنها غير مناسبة للذائقة العامة. ويجب أن تكون حذرة من تمجيد القتلة العدوانيين بدون قصد. ويجب أن يتحرى الإعلام ويكون حذرا من توفير مساحة ومكبر الصوت للجهاديين أو يقوم بتكبير صوت المعروفين منهم وهو الخطأ الذي وقع فيه الإعلام في تغطية «جون الجهادي» أو محمد إموازي. وتقول الغارديان «عندما نفتح أمواج الأثير لهذا الفيديو فنحن نخاطر بتكرار نفس الخطأ ونقوم بالمهمة نيابة عن الإرهابيين».

جزء من الرعب

فهؤلاء يعتقدون أن الدعاية التي ينشرونها هي جزء من الرعب الذي يؤمنون به ويستحضرونه في آيديولوجيتهم كما يقول مارتن شولوف بمقال له في «الغارديان». وكتب يقول «في داخل صفوف تنظيم الدولة هناك عدة تصنيفات للأعضاء الذين يحتلون مناصب سامية: قادة يقومون بالتخطيط للمؤامرات والمعارك وقادة بكاميرات ومكبرات صوت يقومون بتوثيقها». وبهذه المثابة لا تختلف رتبة مسؤولي الدعاية عن بقية القادة في التنظيم الذي أتقن الإعلام. فخلافاً للتنظيمات الإرهابية السابقة والمنافسة له استطاع تنظيم الدولة تشكيل رسالته عبر وسائل الاعلام. ولا يختلف الشريط الأخير الذي هدد بريطانيا مباشرة عن أشرطته السابقة التي تؤكد على موضوعات ظلت حاضرة في دعايته منذ عام ونصف العام. فالفيديو الأخير مصمم للمتحدثين بالإنكليزية ولكن هناك أشرطة صدرت بالفرنسية والعبرية والروسية من كادره الذي جاء من كل أنحاء المعمورة.

وأهم ما يميز إعلام الجهاديين الجديد هو تأكيده على رسالة التهديد من أشخاص عاشوا في بريطانيا. والمثير فيها أنها تمت عبر تقنية عالية، وتم تصوير الفيديو من عدة زوايا واستخدمت فيه عدة مفاهيم تقنية حولت البربرية إلى مشهد من مشاهد تلفزيون الواقع. وقدم المنشقون عن التنظيم ومن بقوا معه في الداخل تفاصيل عن الجهود التي يبذلها الجهاديون في إدارة الإعلام، حيث لديهم برنامج وشبكة تنافس أي شبكة إعلامية. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» قوله إن هناك أكثر من 100 عنصر مهمتهم هي تغطية المعارك والمذابح وأي شيء يستحق العرض. ويطلق على كل مسؤول لقب «أمير» حيث يتلقى تعليمات مكتوبة تمرر إليه عبر سعاة بريد وتخبرهم بضرورة وجودهم في أماكن معينة وساعة محددة.

وفي العادة لا يعرفون ماذا سيصورون. ويتم تصوير مشاهد الإعدام بعد التدرب عليها حيث يقرأ القتلة والضحايا من شاشة أمامهم ما أعده لهم كتاب متخصصون في هذا المجال. ويضيف شولوف إنه لا يتم تجاوز أي ملمح في عملية التصوير. ويخطط المخرجون كيفية وضع الكاميرات وزواياها، ويقوم المحررون بكتابة النص ويتأكد المترجمون من ترجمة النص للغة الثانية بطريقة دقيقة. وفي مرحلة ما بعد التصوير يتأكد المنتج من أنه أنتج نسخة وثائقية صادمة ومشذبة وفي النهاية يتأكد مسؤولو وحدة تكنولوجيا المعلومات من نشر وتوزيع الفيديو على وسائل التواصل الإجتماعي.

ونقلت «الغارديان» عن أحد أعضاء التنظيم السابقين في العام الماضي قوله إن القيادة في الرقة عادة ما تفوض مسؤولي الإعلام قرارات عملياتية خاصة وقت تنفيذ عمليات الإعدام أو نشر التهديدات. فقد أجلوا التصوير بسبب عدم توفر الضوء المناسب «هل تصدق» كما قال العنصر السابق. وأضاف «يدرسون أيضا المشاعر والمزاج العام، وهنا تعتبر مساعدة الأجانب مهمة. ويعرفون الدورة السياسية في بلادهم ويمكنهم تقديم نصيحة عن توقيت التصوير والتأثير» الذي سيتركه على الرأي العام في بلادهم.

ولاحظ الكاتب كيف تزأمنت أشرطة فيديو التنظيم مع الحملات العسكرية الجديدة ضده. فشريط فيديو الأحد هو رد على توسيع الحكومة البريطانية هجماتها إلى سوريا. وسبق هذا شريط فيديو تصدى لقرار روسيا التدخل العسكري في سوريا. وأصدر الجهاديون عدداً من الأشرطة بالفرنسية في أعقاب الهجمات المنسقة على باريس. وكل هذه الأشرطة قللت من قيمة الذين يهاجمون تنظيم الدولة رغم خسائر التنظيم في القادة والارأضي.

الكتيبة الأجنبية

ويقول شولوف إن الفيلق الأجنبي الذي انضم للتنظيم هو المسؤول عن عملياته الإعلامية مع أن المحاربين العراقيين القدماء لا يزالون يسيطرون على القيادة ويحتلون المناصب المهمة فيه. فسلسلة أشرطة الرعب التي ينتجها الأجانب هي جزء من هوية الرعب الكأمنة في آيديولوجية الجهاديين. ويقول عضو لا يزال على علاقة مقربة مع التنظيم «لقد تعلموا الكثير.

لم يكن يعرف الزرقاوي الإعلام، وكان ردهم في الماضي بطيئاً ولم يكونوا يعرفون الأزرار التي يضغط عليها في النفسية الغربية». ويضيف «لقد أحبوا الفيلم الذي عملوه لحرق الطيار الأردني، وعرضوه على شاشات كبيرة في الرقة. وكل فروعه بدأت تعمل نفس الشيء، وبدأت ليبيا بعمل نفس الشيء. ويمزحون فيما بينهم حول حصول أفلامهم على جوائز».

الطفل

وتميز الفيديو الجديد بصورة طفل عمره 5 أعوام اسمه عيسى دير. وشجب جد الولد استخدامه في الفيديو والمدى الذي ذهب إليه التنظيم الإرهابي وقال إن الطفل استخدم كدرع بشري. وكشف عن اسم الأم وهي خديجة دير 24 عاما، بريطانية اعتنقت الإسلام وغادرت إلى سوريا عام 2012. وقال والدها صاندي دير إن حفيده لا يعرف شيئا واستخدم في الدعاية. ويعتقد أن هناك 35 طفلا بريطانيا يعيشون فيما يطلق عليها الخلافة. وكشف في الوقت نفسه عن اسم جون الجهادي الجديد وهو من شرق لندن ومن عائلة هندوكية اعتنق الإسلام. ويدعى سيدهارتا دار انضم سابقا لجماعة «المهاجرون» وسجن بتهم الإرهاب لكنه خرج من السجن بكفالة واستغل هذا الوضع حيث هرب إلى سوريا عام 2014. ونقلت صحيفة «التايمز» عن أصدقاء لدار قولهم إن لهجة الرجل المقنع في الفيلم تشبه الطريقة التي يتحدث بها مع أن شقيقته قالت في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أنها الصوت يشبه صوت شقيقها لكنها ليست مقتنعة أنه هو الذي ظهر في الفيلم. وحدد محللو أصوات لهجة دار الذي يعرف أيضا بـ «أبو الرميسي» تشبه لهجة سكان جنوب إنكلترا مع أن دار نشأ في منطقة وولثمستو في شرق لندن. وبالنسبة لعيسى فقد عاشت والدته في لويشام- جنوب لندن والتي كانت من أولى النساء البريطانيات اللاتي يذهبن إلى سوريا.

وتنتمي إلى عائلة من أصول نيجيرية وتزوجت من جهادي سويدي يلقب بأبي بكر. ولا يوجد رقم محدد لعدد العائلات البريطانية التي غادرت إلى سوريا. ولكن هناك عشرات من العائلات التي ذهبت إلى هناك، مثل عائلة منان من لوتون والتي يبلغ عدد أفرادها 12 شخصا والتي أكدت وصولها إلى سوريا للإنضمام إلى تنظيم الدولة في تموز/ يوليو الماضي ويطلبون من المسلمين الآخرين فعل الشيء نفسه. ويعتقد أن هناك عائلة أخرى وهي عائلة أصف مالك وسارة كيران وأطفالهما الأربعة وأعمارهم تتراوح بين العام والسبعة أعوام ذهبت إلى سوريا بعد مغادرتها لبيتها في بيركشاير في أبريل / نيسان الماضي. ويشجع المتوطوعون القادمون على احضار عائلاتهم معهم لأن التنظيم يحاول بناء جيل من الأطفال بلا حدود وليس لهم ولاء لبريطانيا ولا لسوريا، وهذا نوع جديد من الأشخاص الذين لا يحملون الجنسية.

تجنيد الأطفال

وعلى العموم فاستخدام التنظيم الأطفال في دعايته ليس جديدا، فهم يمثلون «أشبال الخلافة» وهم الجيل الجديد الذي سيواصل مشروع الدولة. وناقش الكاتب جيمس هاركن في صحيفة «دايلي ميل» أن بداية تنظيم الدولة في سوريا لم تكن عسكرية بل وقام في عام 2013 باحتلال المدارس. وأرسل التنظيم دعاته إلى مدارس حلب حيث استخدموا المال وقوة الحجة لإقناع الموظفين بتعليم الطلاب أفكار الجهاديين. وبالترافق مع جهوده التعليمية قام التنظيم بإنشاء ملاجئ أيتام خاصة أن الحرب الأهلية في سوريا خلفت وراءها أيتاما وعائلات لم تكن قادرة على إطعام أطفالها علاوة عن توفير الطعام للأيتام وهو ما أدى إلى ترحيب الناس بالملاجئ التي أنشأها الجهاديون لرعاية الأيتام. وناقش هاركن أن التنظيم لا يتعامل مع جهوده الإنسانية لرعاية الأطفال كأعمال خيرية بل كجزء من بناء جيله الجديد الذي لن يعرف عندما يكبر سوى دعايته وما لقنه إياهم. ونقل الكاتب عن معارض سوري راقب عملية السيطرة على المدارس «المجتمع السوري ينتج نوعا جديدا من المتطرفين يصعب التكهن بما سيفعلون. هذه تجربة جديدة – وعندما يذهب بعضهم لأوروبا وأمريكا ويفجرون أنفسهم، لا تسألوا لماذا؟».

ويشير هاركن إلى أن بعض المدارس تستخدم كمعسكرات تدريب ولهذا فليس من الصعب على الأطفال اللعب بالبنادق ويستغل مدربوهم هذه الحقيقة. ويكتب هاركن قائلاً إنه كان أول أول صحافي غربي يلتقي عام 2014 بصبيين كرديين عمرهما 14 و16 عاما كانا قد هربا من معسكر تدريب حيث كانا محتجزين مع 184 فتى آخر. وقالا إن المدرسين ليسوا سوريين ويتعاملون أحيانا بوحشية ويضربون الطلاب، ولكن الأكل كان أفضل مما تستطيع عائلاتهم أن توفر لهم. ويقوم الجهاديون بتقسيم الأطفال إلى مجموعات مؤلفة من خمسة ويعينون على كل مجموعة مسؤولا، بطريقة تشبه التسلسل الهرمي للجيش ويخلق نوعا من الانضباط. وشعر أهالي الأطفال الأكراد بالقلق بسبب التغيرات التي طرأت على أطفالهم لدى العودة من تلك المخيمات. ويتراوح سن الأطفال في هذه المخيمات من 7 إلى 15 عاما وتخبر عائلاتهم بأنهم لن يرسلوا إلى الجبهة ولكن يستخدمون في العمل على الحواجز والحراسة. وبسبب الخسائر الأخيرة للجهاديين فقد تم ترفيع عمل الأطفال وهم يستخدمون في كل ملامح العمل العسكري. وبحسب معارض من حلب فليس غريبا مشاهدة جثث مراهقين بعد وقوع المعارك فالتنظيم لا يرسل فقط البالغين لخوض المعارك وهناك حالات موثقة لعمليات انتحارية لم يزد عمر منفذها عن 12 عاما.

لم يتوقف

وتقول صحيفة «التايمز» إن تدفق الجهاديين الشباب من بريطانيا لمناطق الحرب في العراق وسوريا لم يتوقف منذ ثلاثة أعوام. وحددت قوات الشرطة والإستخبارات هوية 750 شخصا ممن انضموا إلى ما يطلق عليها «الدولة الإسلامية». وعاد نصف هؤلاء إلى بريطانيا وتحاول الاستخبارات الداخلية «أم آي فايف» مقابلة كل شخص يعود من الخارج لكن ضباطها يعترفون بأن بعض العائدين تسلل عائدا بدون أن يشعر به أحد.

وفي العام الماضي قالت الشرطة إنه تم سحب جوازات سفر 39 شخصا في الفترة ما بين 2013- 2014 . وقالت الصحيفة إن عددا من الشباب الذين عادوا أو تم وقفهم قبل السفر تم التحقيق معهم بدون اتخاذ إجراءات ضدهم. ومن الصعب إثبات أن وجهة هؤلاء كانت «الخلافة» خاصة عندما يتم اعتراضهم في تركيا. وحاولت المخابرات تجنيد بعض العائدين لمواجهة رواية التنظيم على الإنترنت. وقال قائد وحدة مكافحة الإرهاب في اسكتلند يارد، ريتشارد والتون إن الشرطة تريد استخدام الجهاديين الذين تغير تفكيرهم أو الذين عادوا ومن أدينوا بتهم إرهاب لدحض رواية التنظيم. وتمت إحالة البعض منهم على برنامج «بريفنت» الذي تحاول من خلاله الحكومة إصلاح فكر الشباب ومنعهم من الوقوع في حبال التشدد.

 

التحالف الدولي يعلن تحجيم قدرة «الدولة الإسلامية» في العراق بنسبة 40 في المئة

اعتبر الأطفال الذين دربهم التنظيم «خطرا مستقبليا»

بغداد – وكالات: قال المتحدث باسم التحالف الدولي ستيف وارن، إن القوات الأمنية العراقية والتحالف الدولي «تمكنا من الحد من قدرة داعش في العراق بنسبة 40٪»، واصفا معركة الموصل والفلوجة بـ»الصعبة».

وأضاف وارن، في مؤتمر صحافي عقده أمس الثلاثاء، في مقر السفارة الأمريكية، وسط العاصمة العراقية بغداد، «نعتقد أننا قللنا من قدرة داعش القتالية بنسبة 40٪، عما كانت عليه سابقًا».

وأوضح وارن أن «الحرب في الموصل والفلوجة ستكون صعبة، حيث يوجد نحو 5 آلاف مقاتل من داعش في الموصل، فيما يوجد المئات منهم في الفلوجة»، لافتا إلى أن «الفلوجة مطوّقة بشكل كامل، والقوات الأمنية العراقية تقترب نحوها شيئًا فشيئًا».

وحذر وارن من «خطورة الأطفال الذين دربهم داعش كمقاتلين»، قائلا «هؤلاء سيشكلون خطرا على العراق وسوريا مستقبلا».

على الصعيد نفسه بحث رئيس أركان الجيش العراقي الفريق الركن عثمان الغانمي مع نائب قائد قوات التحالف الدولي في مجال التدريب الجنرال شلاميرس، أمس الثلاثاء، الاستعدادات والخطط لتحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم «الدولة».

وذكر بيان لوزارة الدفاع العراقية أن الغانمي التقى أمس شلاميرس، وناقشا الاستعدادات والخطط من ناحية التدريب والتجهيز والتسليح للقطعات المكلفة بتحرير محافظة الموصل من «دنس الإرهاب المجرم» بالإضافة إلى توفير كافة المستلزمات المطلوبة لها لتكون على أهبة الاستعداد لانطلاق ساعة الصفر.

وأشاد الغانمي «بكل الجهود التي تدعم القوات المسلحة العراقية، وأن كل خطوة بهذا الاتجاه تساهم بشكل فعال في حسم المعركة مع الإرهاب وطردهم من العراق».

وقال «ان ملامح النصر بدأت تلوح بالأفق من خلال تقدم قواتنا الأمنية في جميع القواطع وتحرير اغلب المناطق التي كان يسيطر عليها داعش وعودة العوائل لمناطقها».

من ناحية أخرى، ذكرت مصادر عسكرية عراقية، امس، أن قياديا كبيرا في قوات الحشد الشعبي قتل في معارك مع تنظيم «داعش» غربي مدينة سامراء التابعة لمحافظة صلاح الدين (170 كم شمالي بغداد).

 

قوات «أسد الله الغالب» العراقية تفتح باب التطوع أمام الشيعة للقتال في سوريا

هبة محمد

دمشق – «القدس العربي»: نشر الإعلام الحربي الخاص بقوات «أسد الله الغالب» العراقية التابعة لمليشيا الحشد الشعبي، بقيادة عبد الله الشباني، إعلانا بفتح باب التطوع أمام الشبان الشيعة في جمهورية العراق، من أصحاب الكفاءات والخبرات في عدة مجالات منها العسكرية، لإعدادهم وتعبئتهم ضمن مجموعات قتالية مسلحة تقاتل إلى جانب نظام بشار الأسد على الأراضي السورية، تحت ذريعة الدفاع عن المراقد والمقدسات الشيعية.

ووفقا لما ورد على لسان الأمين العام لقيادة قوات «أسد الله الغالب» في العراق والشام، وعبر صفحته الشخصية، فإن باب التطوع في الميليشيا قد افتتح منذ مطلع شهر كانون الثاني/ يناير عام 2016، وذلك للدفاع عن مرقد الحوراء زينب في سوريا، موجهاً دعوته إلى أصحاب الكفاءة والاختصاص والخبرة في المجال العسكري والهندسي والطبي.

وتعتبر قوات أسد الله الغالب التابعة لميليشيا الحشد الشعبي العراقي من أهم المجموعات الشيعية المقاتلة في سوريا، على اعتبار أن الحشد الشعبي من المجموعات المؤتمرة بإمرة إيران، كما تمتد علاقاته لتشمل حزب الله اللبناني، وقوى المعارضة الشيعية المتواجدة على الأراضي السورية، فضلا عن علاقاته التنظيمية مع الميليشيات الموجودة في العراق التي يزيد تعدادها عن 50 ميليشيا.

وأظهرت صور نشرها «الإعلام الحربي» التابع لميليشيات الحشد الشعبي الشيعي قبل نحو أسبوع، مجموعة من قادات الفصائل العراقية القادمة من مطار دمشق الدولي إلى مطار حلب، بينهم عبد الله الشباني، بهدف مساندة قوات النظام في معاركه ضد المعارضة في ريف حلب، وأكد المصدر الشيعي آنذاك وصول عشرات المقاتلين الجدد مع قاداتهم لتعزيز دور الميليشيات العراقية على أرض المعركة، وذلك بتنسيق عال مع قوات الحرس الثوري الإيراني، وإشراف مباشر من قبل قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني، الذي زار مقار وغرف عمليات الفصائل الشيعية هناك، وتحدث معهم باللغة العربية بحسب شريط مصور تداوله مقاتلون عراقيون عبر صفحاتهم الشخصية.

وتتخذ قوات أسد الله الغالب في العراق والشام من بلدة السيدة زينب في ريف دمشق الجنوبي مقرا أساسيا لها، وتنشط في ريفي دمشق الجنوبي والشرقي، فضلا عن دورها البارز في معارك ريف حلب، وهي فصيل من بين ما يقرب 20 فصيلا عراقيا، يبلغ مجموع تعداد مقاتليهم نحو 10 آلاف مقاتل، وهم موزعون على كامل جبهات الأراضي السورية، استعان بهم النظام السوري للمشاركة في معاركه ضد فصائل المعارضة، وسدّ النقص الحاصل في قواته، بعد انفراط عقد قواته المسلحة، وارتفاع أعداد القتلى والمنشقين في صفوفها، فضلاً عن امتناع شرائح واسعة من المدن الملتهبة والتي يقدر أعداد أبنائها بعشرات الآلاف من السوريين عن الالتحاق بالخدمة الإلزامية لدى قوات النظام، والتحاق الكثيرين في صفوف كتائب المعارضة السورية.

وبرز دور هذه الميليشيات الشيعية منذ مطلع عام 2013، عقب تعبئة مقاتلين عراقيين ولبنانيين وإيرانيين ضمن فيالق وألوية، وتجييشيهم من خلال حملات طائفية، للدفاع عن المقدسات الشيعية، بحسب اتهامات ناشطين.

 

«بي كا كا»… جيش يضم آلاف المقاتلين المدججين بالسلاح يحارب للانفصال عن تركيا

إسماعيل جمال

إسطنبول ـ «القدس العربي»: على مدى قرابة 40 عاماً من الصراع لم يتمكن الجيش التركي المصنف على أنه عاشر أقوى جيش في العالم من القضاء على مسلحي حزب العمال الكردستاني التركي «بي كا كا» الذي كبد الجيش والشرطة التركية عشرات آلاف القتلى والجرحى، وخسر عشرات الآلاف من مقاتليه بهدف تحقيق مسعاه الذي بدأ بالانفصال عن تركيا وتقلص للمطالبة بإقامة حكم فدرالي في المناطق ذات الأغلبية الكردية بالبلاد.

الحزب الذي تأسس عام 1978 كمجموعات مسلحة صغيرة، تحول اليوم إلى ما يشبه جيش منظم يضم آلاف المقاتلين ولديه علاقات مع بعض الدول، ومصادر دخل مادي تتركز في أغلبها من عمليات التجارة المهربة، ويخوض منذ أشهر حرب شوارع مفتوحة مع الجيش التركي خلفت آلاف القتلى والجرحى من الجانبين.

التوجه والتأسيس

حزب العمال الكردستاني «بي كا كا» هو حزب سياسي كردي يساري التوجه. تحول بعد تأسيسه إلى أهم تنظيم سياسي يقود عملا مسلحا يحظى بتعاطف الكثير من أكراد تركيا، تأسس في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 1978 بطريقة سرية على يد مجموعة من الطلاب الماركسيين غير المؤثرين في الساحة السياسية الكردية، بينهم عبد الله أوجلان الذي اختير رئيسا للحزب، لكنّ عدد عناصر الحزب تجاوز في التسعينيات عشرة آلاف مقاتل.

يتبنى الحزب التوجه الماركسي اللينيني، ومن أهدافه الجوهرية التي أعلن عنها في البداية «إنشاء دولة كردستان الكبرى المستقلة»، ولكن رغم توجهه اليساري فإنه لم يحصل على تمويل من المنظومة الاشتراكية، بل اعتمد في تمويل عملياته وإعداد مقاتليه على مصادره الخاصة. وتتهمه الأوساط التركية بأن تمويله مشبوه وغير شرعي من قبل بعض الدول وتجارة التهريب.

وتدرج الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا الحزب على لائحة المنظمات «الإرهابية». بينما يرى الحزب أن السبب الوحيد لوضع اسمه على قائمة المنظمات «الإرهابية» هو المصالح الاقتصادية والسياسية لتركيا مع الدول الغربية.

وللحزب فروع في كلاً من سوريا والعراق وإيران حيث يحمل بعضهم السلاح ويهدفون جميعاً لإقامة مناطق حكم ذاتي على أمل تحقيق الدولة المستقلة عندما تسمح الظروف الدولية بذلك، ونجح الفرع السوري للحزب (pyd) في إقامة 3 مناطق حكم إداري (كانتونات) في الحسكة وكوباني وعفرين وهي مناطق ذات أغلبية كردية في سوريا.

40 ألف قتيل

شهدت فترة الثمانينات والتسعينات ذروة العمل العسكري لحزب العمال الكردستاني الذي شن هجمات مكثفة ضد قوات الجيش والشرطة التركية انطلاقاً من مواقعه الخلفية التي تتمركز في جبال شمال العراق، حيث تقدر أوساط تركية مجموع من قتلهم الحزب بقرابة 40 ألف شخص بين مدني وعسكري.

وشملت عمليات الحزب الكردي مدنيين أكراد اتهمهم بالتعاون مع الحكومة، كما نفذ هجمات ضد مصالح للحكومة التركية في الخارج وسائحين أجانب، وخلال تلك الفترة، اتهم الجيش التركي بتدمير آلاف القرى الكردية وتهجير العديد من الأسر.

وبعد وقت طويل من عمليات التعقب والملاحقة، اعتقلت السلطات التركية زعيم الحزب عبد الله أوجلان عندما كان متجها إلى مطار العاصمة الكينية نيروبي في 15 فبراير/شباط 1999، بعد 15 سنة من العمل العسكري المسلح، لإدانته بـ»خيانة البلاد». وحكم عليه بالإعدام في يونيو/حزيران من السنة نفسها، ثم خفف الحكم من الإعدام إلى السجن المؤبد الذي ما زال يقضيه في أحد السجون بجزيرة أميرالي القريبة من إسطنبول.

لا توجد إحصائيات دقيقة توضح عدد مسلحي الحزب، لكن بعض الجهات تقدر أعدادهم بـ 6 آلاف مقاتل يتوزعون داخل الأراضي التركي وفي مواقع الحزب شمالي العراق، في حين قدرت وسائل إعلام تركية في آخر إحصائية لها منتسبي الحزب من المسلحين بقرابة 2500 داخل البلاد، وقرابة 9 آلاف خارج البلاد.

ويجند الحزب أغلب مقاتليه من المناطق ذات الأغلبية الكردية في جنوب شرقي تركيا, ويجند عناصر كردية مقيمة في أوروبا من خلال شبكات متخصصة وفقا لتقرير أعده جهاز الشرطة الأوروبي (يوروبول)، وتعتبر محافظات جنوب شرقي تركيا على غرار ديار بكر ملاذات لمقاتلي حزب العمال، وهم يقاتلون تحت لواء «قوات الدفاع الشعبي»، الجناح العسكري للحزب.

وتشارك المرأة الكردية بقوة في العمل العسكري داخل «العمال الكردستاني», وتعود مشاركتها تلك إلى فترة التسعينيات حيث انضمت العديد من الكرديات إلى القتال، وتذكر تقارير أن تسعة منهن نفذن عمليات “انتحارية” بينما أحبطت القوات التركية ثماني محاولات لتنفيذ عمليات مماثلة.

المفاوضات وعملية السلام

جرت مفاوضات سرية بين حزب العمال الكردستاني والحكومة التركية في العاصمة النرويجية أوسلو عام 2010، لكنها لم تسفر عن نتائج.

وفي صيف 2012 تصاعد القتال بين الجانبين واعتقلت الحكومة التركية العديد من الناشطين الأكراد، وفي أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه جرت جولة جديدة من المفاوضات بين الحكومة التركية والحزب.

وفي 2013 جرت مفاوضات جديدة بين أوجلان وبين مسؤولين في الاستخبارات التركية. وفي مارس/آذار 2013 أعلن حزب العمال الكردستاني رسميا وقفا لإطلاق النار مع تركيا، وذلك في أعقاب الدعوة التي وجهها عبد الله أوجلان لإنهاء النزاع المسلح الذي استمر عقودا.

ودعا أوجلان من سجنه الحزب إلى وقف القتال والانسحاب من تركيا. وقال في رسالة تليت في ديار بكر بجنوبي شرقي البلاد «اليوم بداية عهد جديد، يجب أن تعلو فيه السياسة على السلاح»، مضيفا «الآن وصلنا إلى مرحلة يتعين فيها على العناصر المسلحة أن تنسحب إلى خارج حدود تركيا».

انهيار وقف إطلاق النار

هذه الهدنة لم تصمد طويلاً، وعقب تفجير نفذه تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» في مدينة سوروج في يونيو/تموز من العام الماضي، استأنف حزب العمال الكردستاني هجماته ضد قوات الجيش والشرطة التركية بعد اتهامه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالمسؤولية عن الهجوم.

وبشكل متسارع تصاعدت الاشتباكات التي تحولت إلى ما يشبه حرب الشوارع في العديد من المدن في جنوب وشرق البلاد ووصلت إلى ذروتها في الأسابيع الأخيرة، حيث تقدر الجهات الرسمية التركية عدد القتلى من مسلحي الحزب في الاشتباكات والغارات التي تنفذها الطائرات الحربية على مواقعهم في شمال العراق بقرابة ثلاثة آلاف مسلح، بينما أدت هجمات الحزب إلى مقتل قرابة 200 من أفراد الجيش والشرطة وإصابة المئات.

ويقول الجيش التركي إنه يخوض حرباً مفتوحة ضد الحزب تهدف إلى القضاء عليه بشكل تام من خلال تدمير مواقعهم في شمال العراق، وتفجير الخنادق التي حفرها المسلحون، حيث قتل خلال الشهر الأخيرة قرابة 250 من المسلحين في الاشتباكات التي تركزت في مدن جيزي ونصيبين وشرناق وسيلوبي.

دعم دولي وتحرك روسي

تتهم الحكومة التركية بشكل غير مباشر العديد من الدول بتقديم دعم مالي وعسكري لمسلحي الحزب، فقبل سنوات اتهم مسؤولون أتراك إسرائيل بتقديم دعم للحزب، واستنكرت الحكومة التركية قيام ضباط إسرائيليين بتدريب عناصر من حزب العمال الكردستاني، وكشفت تركيا وجود مكاتب ومقرات للموساد الإسرائيلي بشمال العراق.

وتاريخياً تتهم تركيا النظام السوري وإيران بتقديم دعم غير مباشر للمسلحين الأكراد، ومع تصاعد الأزمة الأخيرة مع روسيا عبرت أوساط رسمية عن خشيتها من استغلال موسكو الحزب في خلق مزيد من الضغط على الحكومة التركية من خلال دعمه «العمال الكردستاني» بالأسلحة.

وأثارت زيارة صلاح الدين ديميرطاش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الكردي الأخيرة إلى موسكو قبل أسابيع جدلا كبيرا في الإعلام التركي، وأشارت صحيفة «بوغون التركية» إلى أن السبب الرئيس من زيارة ديمرطاش ليس لحل الأزمة بين البلدين، وإنما لطلب صواريخ مضادة للدبابات من طراز «AT-14» لتقديمها إلى تنظيم «بي كي كي».

محاكمة رموز الأكراد السياسية

حزب الشعوب الديمقراطي تمكن لأول مرة من إدخال الأكراد إلى البرلمان كحزب سياسي بعدما فاز في الانتخابات البرلمانية الأخيرة العام الماضي، لكن أردوغان والحكومة التركية تتهم الحزب بأنه الواجهة السياسي لمسلحي حزب العمال الكردستاني، وتسعى لمحاكمة رموزه.

وبعد يوم واحد فقط من توعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عدد من الزعماء الأكراد الذين طالبوا بالحكم الذاتي بـ«دفع الثمن»، بدأ البرلمان التركي، الاثنين، إجراءات عملية لمناقشة رفع الحصانة البرلمانية عنهم، تمهيداً لمحاكمتهم، في خطوة ستزيد من حدة الاحتقان السياسي في البلاد في ظل استمرار العمليات العسكرية واشتباكات «حرب الشوارع» بين الجيش التركي ومسلحي حزب العمال الكردستاني.

وسائل إعلام تركية مقربة من الحكومة قالت، الأحد، إن البرلمان التركي سيشكل لجنة لمناقشة إمكانية رفع الحصانة النيابية عن زعيم أبرز حزب موال للأكراد وإحدى القياديات بتهمة ارتكاب «جريمة دستورية» بعدما تحدثا عن حكم ذاتي للمناطق الكردية.

 

غارات وقصفٌ صاروخي بالغوطة وقتلى بقذائف هاون وسط دمشق

أحمد حمزة

شن طيران النظام الحربي ظهر اليوم الأربعاء، غارات استهدفت منطقة المرج في غوطة دمشق الشرقية، ما أدى لسقوط جرحى مدنيين بحسب ما أكدت لـ”العربي الجديد” مصادر محلية هناك.

وأكد الناشط الإعلامي كريم زبدين، لـ”العربي الجديد”، بأن “قوات النظام استهدفت مدينة زبدين بصاروخ أرض- أرض، ما أدى لوقوع عشرات الإصابات بين المدنيين، وأضرار مادية كبيرة”.

وكان أربعة مدنيين قتلوا في دوما قبل ظهر اليوم، بقصفٍ صاروخي استهدف الأحياء السكنية بالمدينة.

إلى ذلك، تعرضت مناطق في وسط العاصمة السورية دمشق، لسقوط رشقة قذائف هاون، أدت لسقوط ضحايا.

وقالت صفحة “يوميات قذيفة هاون” التي تسجل حالات سقوط القذائف في أحياء العاصمة، إن حصيلة الضحايا بلغت تسعة قتلى و25 جريحاً.

وسقطت معظم القذائف حتى ساعات الظهيرة، في شارعي بغداد والعابد وحي البرامكة وسط دمشق.

 

الموت يهدد نحو 40 ألف مدني في مضايا السورية

أمين محمد

أطلق ناشطون وجهات سورية معارضة نداءات استغاثة، محذرة من فناء أكثر من 40 ألف مدني سوري جوعاً وعطشاً في بلدة مضايا شمال غربي دمشق (45 كيلو)، مع اتخاذ مأساة حصارهم، من قوات النظام ومليشيا حزب الله، منذ نحو سبعة أشهر، أبعاداً مأساوية مروعة، وسط مطالبات بإنهاء المأساة التي لم تجد -حتى الآن-اهتماماً مجدياً من المجتمع الدولي.

 

ووجهت جهات ثورية سورية نداءات تناشد المجتمع الدولي التدخل الفوري وإنقاذ ما تبقّى من آلاف المدنيين الذين اضطروا إلى أكل القطط، وأوراق الشجر، حيث أعلن المكتب الطبي في مضايا وفاة 31 مدنياً الشهر الماضي جوعاً.

 

وأكد الناشط الإعلامي، عين جابر، لـ “العربي الجديد” أن مدنيين فقدوا عقولهم من فرط الجوع والبرد، وأن هناك من فقد القدرة على النطق. وقال جابر والموجود داخل البلدة: “إن المحاصرين باتوا هياكل عظمية تتحرك، حيث وصل سعر كيلو الأرز إلى نحو 100 ألف ليرة سورية (ما يعادل 250 دولاراً أميركياً) في حال وجوده”.

 

وأفاد جابر، أن الأطفال بدأوا يدقون أبواب البيوت “ليسألوا عن شيء يأكلوه”، مضيفاً “ما أصعب أن يسألك طفل عن طعام، وترى الجوع متجسداً على ملامحه ولا تستطيع أن تفعل له شيئاً”.

 

وتوقع عين جابر، استمرار وفاة المدنيين من الجوع والبرد، متابعاً “كل يوم يمر نفقد ما تبقى لدينا من غذاء”، مشيراً إلى أن البرد بات شريك الجوع في القضاء على المحاصرين في ظل نقصان كمية الخشب التي يحرقونها للتدفئة، فالأحراش التي تشكّل مصدراً للخشب هي في مرمى نيران قناصة مليشيا حزب الله والاقتراب منها بمثابة انتحار. وذكر جابر أن عدداً من المدنيين بينهم أطفال ونساء قُتلوا بنيران قناصي هذه المليشيا عندما حاولوا كسر الحصار والخروج من البلدة لجلب بعض المواد الغذائية.

 

وكان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية طالب بتحرك دولي عاجل من الأمم المتحدة، والمجتمع الدولي وأصدقاء الشعب السوري لإدخال المساعدات الإغاثية الفورية والعاجلة إلى الأهالي في مضايا، محذراً من أن أي تلكؤ أو تباطؤ سيودي بحياة المزيد من الأبرياء. وأكد أن ممارسات النظام في مضايا “هي إكمال لاستراتيجيته التي أمره بها النظام الإيراني، والهادفة لإفراغ محيط دمشق وإحداث تغيير ديموغرافي فيها، مضيفاً إن تلك السياسة بدأها في الزبداني وحي الوعر وعدة مناطق أخرى”، وفق بيان للائتلاف الوطني.

 

وبدأ ناشطون سوريون إطلاق حملات على مواقع التواصل الاجتماعي لإنقاذ المدنيين في بلدة مضايا من موت محتم، مطلقين عدة وسوم (هاشتاغات) لعل أبرزها #مضايا_تموت_جوعاً، للفت أنظار المجتمع الدولي لمأساة عشرات آلاف المحاصرين منذ عدة أشهر يموتون جوعاً وبرداً.

 

رياض حجاب: معاناة الشعب السوري ليست للمساومة

أنس الكردي

وجّه المنسق العام لـ”الهيئة العليا للمفاوضات السورية”، رياض حجاب، اليوم الأربعاء، رسالة إلى أهالي سورية، مؤكّداً أنّه لن يسمح بالمتاجرة بمعاناة الشعب السوري، وحقوقه ليست عرضة للمساومة في سوق المزايدات الدولية، مشدّداً على أن فك الحصار عن المدن المحاصرة ليس ورقة تفاوضية بل مسألة إنسانية.

وقال حجاب، في تصريحات صحافية مكتوبة، اليوم الأربعاء، إن “رفع الحصار عن أهلنا في مضايا والزبداني والغوطة والمعضمية والوعر ليس ورقة تفاوضية بل مسألة إنسانية، وعار على المجتمع الدولي أن يسكت عنها”، معتبراً أنّ “تنفيذ قرارات الأمم المتحدة بشأن الامتناع عن قصف المدنيين ووقف الجرائم الإنسانية وتوصيل المساعدات للمستحقين أولى خطوات الحل السياسي”.

وخصّ رئيس الوزراء السابق المنشق عن النظام، تصريحاته للأهالي في سورية، قائلاً “لن نسمح للنظام أن يتاجر بمعاناتكم، حقوقكم الأساسية ليست عرضة للمساومة في سوق المزايدات الدولية”، مضيفاً أنّه “بدلاً من الضغط علينا لتقديم التنازلات، اضغطوا على النظام وحلفائه لوقف القصف على المدنيين”.

وأمس، تحدث حجاب أيضاً عن “وجود الحرس الثوري في سورية، كما أن موسكو تكثف حملاتها الجوية، فضلاً عن تمسك حزب الله بعدم سحب قواته من سورية”، متسائلاً في الوقت نفسه: “مع من نتفاوض إذن على وقف إطلاق النار؟”.

وفي هذا السياق، طالبت المعارضة السورية المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، بتطبيق إجراءات بناء الثقة من قِبل النظام التي تضمّنها القرار الأممي 2254، ومن بينها فك الحصار عن المدن المحاصرة، وتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح المعتقلين، ووقف القصف العشوائي على المدنيين، قبل بدء المفاوضات المقررة هذا الشهر.

من جهته، قال عضو “الائتلاف الوطني”، عقاب يحيى، لـ”العربي الجديد”، في وقت سابق اليوم، إنّ دي ميستورا قال إنه “ليست هناك مفاوضات في الخامس والعشرين من هذا الشهر، بل محادثات بين الطرفين لأسبوعين، ثم يستكملونها لفترة قد تمتد ستة أشهر لبدء المفاوضات، ويستند بذلك إلى تفسير القرار 2254”.

وأكّدت الأمم المتحدة، أمس، أن التخطيط للمحادثات السورية المتوقع انطلاقها في 25 يناير/ كانون الثاني في جنيف “تمضي قدماً وفقاً لموعدها”.

 

الاشتباك السعودي-الايراني: هل ينعكس على المحادثات السورية؟

قال نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، الأربعاء، إن التوتر الحاصل في العلاقة مع السعودية من شأنه التأثير على المحادثات حول سوريا، وأكد أن طهران على الرغم من ذلك ستبقى ملتزمة بالمحادثات. ويأتي الموقف الإيراني الجديد بعد تصريحات لوزير الخارجية السعودية عادل الجبير، ليل الثلاثاء، قال فيها إن قطع العلاقات السعودية-الإيرانية لن يؤثر على محادثات السلام السورية.

 

وفي سياق العروض الدولية للتوسط بين طهران والرياض لحل الخلاف بينهما، أعلن وزير الخارجية العراقية إبراهيم الجعفري أن بلاده  ترغب بلعب دور الوسيط  لحل الخلاف الدبلوماسي بين البلدين. كلام الجعفري حاء خلال مؤتمر صحافي عقده مع وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف على هامش لقاء جمعهما، الأربعاء، في طهران.

 

من جهة ثانية، أعربت سلطنة عمان عن أسفها للهجوم الذي تعرضت له سفارة السعودية وقنصليتها في إيران. واعتبرت الخارجية العمانية في بيان صدر عنها، أن “السلطنة تعتبر هذا العمل غير مقبول. وتؤكد في الوقت ذاته على أهمية إيجاد قواعد جديدة تحرم بأي شكل من الأشكال التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى تحقيقاً للاستقرار والسلم”.

 

وكانت وزارة الخارجية الإميركية قد أعلنت، في وقت سابق، أن وزير الخارجية جون كيري قام بجملة من الاتصالات مع مسؤولين سعوديين وإيرانيين، خلال الساعات ال24 الماضية، بغية تشجيعهم على الحوار ونزع فتيل الخلاف الحاصل بين البلدين. وأكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي، أن كيري يعتزم مواصلة اتصالاته بمسؤولين آخرين بهدف التوسط بين البلدين. وأشار إلى أن وزير الخارجية جون كيري أكد خلال اتصالاته التي شملت ولي ولي العهد السعودي ووزيري خارجية السعودية وإيران على أهمية المضي قدماً من أجل التوصل إلى اتفاق سلام بخصوص سوريا.

 

وقال كيربي “أحد الأمور الرئيسية في ذهن كيري هي نزع فتيل التوتر واستعادة بعض من الشعور بالهدوء والتشجيع على الحوار والمشاركة بين هذين البلدين. والتأكيد أيضاً على أن هناك قضايا أخرى ملحة في المنطقة”. وأوضح أن من بين ما يتصدر قائمة اهتمامات كيري عدم انعكاس الأزمة السعودية – الإيرانية على محادثات فيينا الخاصة بوضع أطر الحل السياسي في سوريا.

 

تيار “بناء الدولة السورية” ينسحب من الهيئة العليا للمفاوضات

أعلن رئيس تيار “بناء الدولة السورية” لؤي حسين، انسحابه من الهيئة العليا للمفاوضات، عقب انتهاء اجتماع الهيئة مع المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا. وقال حسين في بيان “يؤسفني، بعد مضي حوالي شهر على تشكيل الهيئة العليا للمفاوضات، أن أجد نفسي مضطرا للإنسحاب من عضويتها”.

 

وأشار حسين في بيانه إلى أن انسحابه يأتي “لأسباب عديدة نشأت على خلفية تشكيلها على أساس المحاصصة الحزبية. وقد أعلنت عن تحفظي على هذه الطريقة منذ لحظة إعلانها كآلية لتعيين أعضاء الهيئة، وتلا ذلك تحفظي الدائم والشديد على تركيبة الهيئة القائمة على هذه المحاصصة، لكني لم أنجح إطلاقا بأي تعديل عليها أو على آلية عملها بحيث تحوّلت إلى منصة خطابية جديدة لبعض أطراف المعارضة التي لا ينقصها منصات خطابية”.

 

واعتبر رئيس تيار “بناء الدولة” أن البنية التي تقوم عليها هيئة التفاوض تعزز فرص انتصار النظام. وقال “مأخذي على بنية الهيئة القائمة على المحاصصة هو مأخذ براغماتي. إذ أني أخشى من هذه البنية وآليات العمل الناجمة عنها أن تتسببا بانتصار ساحق للنظام على طرف المعارضة. وحينها ستكتفي الهيئة بادعاء أن النظام انتصر بسبب حلفائه الدوليين”.

 

وأضاف “بناء على هذا فقد تمنيت على السيد دي ميستورا وفريقه العمل على إيجاد طريقة لحماية مصالح الغالبية الساحقة من السوريين الذين ليسوا ضمن صفوف النظام ولا صفوف المعارضة. وقد كنت آمل أن تقوم الهيئة العليا للمفاوضات بهذه المهمة، وكنت طلبت منها أكثر من مرة أن تكون الطليعة المعبّرة عن مصالح وآمال جميع السوريين من دون استثناء، لكن بعضهم اعتبر أن كلامي هذا لا يخدم الثورة ولا يخدم الوطن”.

 

وختم حسين بيانه بالقول “انسحابي هذا لن يؤثر إطلاقا على دعمي الشخصي أو الحزبي للعملية السياسية لحل الأزمة السورية وفق قرار مجلس الأمن ٢٢٥٤، ولن أتوانى لحظة عن الدفاع عن حقوق جميع السوريين بالحرية والمساواة والعدالة، ولن أقبل التنازل عن أي حق من هذه الحقوق ولا عن طموح السوريين بالعيش بأمان وكرامة في ظل نظام ديموقراطي مبني على مبادئ المواطنة التي لا تميّز بين مواطن وآخر على أساس الدين أو القومية أو الطائفية أو الجنس أو الثقافة”.

 

ويعد حسين ثاني شخصية معارضة تعلن انسحابها من الهيئة العليا للتفاوض، التي انبثقت عن اجتماع المعارضة الموسع في الرياض، أواخر العام الماضي. وكان رئيس الائتلاف السوري السابق معاذ الخطيب، قد أعلن انسحابه مبكراً.

 

الرياض: دي ميستورا التقى المعارضة السورية.. وغادر إلى طهران

أنهت الهيئة العليا للتفاوض اجتماعها مع المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، في الرياض الثلاثاء، تمهيداً للمفاوضات المرتقبة بين وفد الحكومة السورية والمعارضة في جنيف، الشهر الحالي. وأكد دي ميستورا أن المعارضة لا تقدم شروطاً لاشتراكها في المفاوضات، وإنما تطلب إجراءات بناء ثقة قبل بدء المفاوضات، ومن بينها الإفراج عن المعتقلين ووقف قصف المدن، ورفع الحصار عن المناطق التي تعاني منه.

 

وقال المبعوث الدولي عقب اجتماعين مع المعارضة، ومع وزير الخارجية السعودية عادل الجبير “يوجد عزم واضح من الجانب السعودي على ألا يكون للتوترات الاقليمية الحالية أي تأثير سلبي على القوة الدافعة لعملية جنيف، وعلى استمرار العملية السياسية التي تنوي الأمم المتحدة أن تبدأها في جنيف قريبا مع مجموعة الاتصال الدولية بشأن سوريا”. وأضاف “لا يمكننا أن نتحمل نتيجة خسارة هذه القوة الدافعة برغم ما يحدث في المنطقة”.

 

من جهته، قال وزير الخارجية السعودية عادل الجبير إن زيارة دي ميستورا “شكّلت فرصة للتشاور وتبادل الآراء حيال دفع العملية السلمية السورية إلى الأمام على أساس مبادئ جنيف1 واجتماعات فيينا واجتماع نيويورك الأخير”. وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية السعودية “واس” أن المبعوث الدولي أطلعه على نتائج اجتماعاته “مع الأشقاء في المعارضة السورية المتواجدين في الرياض في ما يتعلق بتشكيل فريقهم التفاوضي”. وتابع “أود التأكيد على ما سبق أن تناولته في اجتماعنا، وهو أن المملكة العربية السعودية ملتزمة بدعم الشعب السوري لنيل حقوقه، وحريته وجلب التغيير الذي يطمحون إليه في بلدهم، وسنواصل تقديم أشكال الدعم العسكري والسياسي والاقتصادي كافة للشعب السوري، وسنواصل العمل معكم ومع المجتمع الدولي على أمل بلوغ الحل السياسي للأزمة السورية والمبني على مبادئ إعلان جنيف1 ومحادثات فيينا، ونيويورك الأخيرة، التي تسعى إلى بلوغ الهدف ذاته”.

 

ومن المقرر أن يلتقي دي ميستورا، في وقت لاحق،  مع وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف، في طهران، سعياً لتطويق آثار الخلاف السعودي-الإيراني على الأزمة السورية والمساعي الدولية للحل السياسي.

 

وكانت الهيئة العليا للتفاوض قد أنهت اجتماعاتها في العاصمة السعودية ليل الاثنين، التي خصصتها لبحث مسألة المفاوضات، وتسمية أعضاء وفدها، قبيل لقائها مع دي ميستورا.

 

المنسق العام للهيئة، رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب، قال في سلسلة تغريدات على حسابه الرسمي في “تويتر” إن “جدول أعمال هيئة التفاوض تضمن تحديد الوفد المفاوض على أسس من الأهلية والكفاءة والاحترافية، بضوء استيعاب متطلبات المرحلة وحجم التحديات”، فيما ذكرت مصادر “المدن”، في وقت سابق الاثنين، أن الهيئة لن تقدم أسماء الوفد لدي ميستورا.

 

وقال حجاب إن “التمسك بوحدة الأراضي السورية، والحفاظ على مؤسسات الدولة وإعادة هيكلة وتشكيل مؤسساتها الأمنية والعسكرية، مبادئ لا يمكن التنازل عنها”، مشدداً على ضرورة الالتزام الكامل بما ورد في المادتين (12) و(13) من قرار مجلس الأمن (2254) قبل الشروع في أي ترتيبات للعملية التفاوضية.

 

وتنص المادة (12) من قرار مجلس الأمن الذي أشار إليه حجاب، على دعوة “الأطراف إلى أن تتيح فورا للوكالات الإنسانية إمكانية الوصول السريع والمأمون وغير المعرقل إلى جميع أنحاء سورية ومن خلال أقصر الطرق، وأن تسمح فورا بوصول المساعدات الإنسانية إلى جميع من هم في حاجة إليها، لا سيما في جميع المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها، والإفراج عن أي محتجزين بشكل تعسفي، لا سيما النساء والأطفال، ويدعو دول الفريق الدولي لدعم سورية إلى استخدام نفوذها على الفور تحقيقا لهذه الغايات، ويطالب بالتنفيذ الكامل للقرارات 2139 (2014) و 2165 (2014) و 2191 (2014) وأي قرارات منطبقة أخرى”، فيما تضمّنت المادة (13) وقف “جميع الأطراف فوراً أي هجمات موجهة ضد المدنيين والأهداف المدنية في حد ذاتها، بما في ذلك الهجمات ضد المرافق الطبية والعاملين في المجال الطبي، وأي استخدام عشوائي للأسلحة، بما في ذلك من خلال القصف المدفعي والقصف الجوي، ويرحب بالتزام الفريق الدولي لدعم سورية بالضغط على الأطراف في هذا الصدد، ويطالب كذلك بأن تتقيد جميع الأطراف فورا بالتزاماتها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، حسب الاقتضاء”.

 

وأضاف حجاب “إن بنود بيان جنيف تمثل أسس التفاوض حول المرحلة الانتقالية، خصوصاً البند الخاص بإنشاء هيئة حكم انتقالي تتمتع بكافة الصلاحيات التنفيذية”، لكنه اعتبر أن “قرار مجلس الأمن (2254) ترك فجوات كثيرة تسمح لهذه القوى (النظام وداعموه) بالاستمرار في أجندتها العدائية غير عابئة بالمسار السياسي”. متهماً مجلس الأمن بأنه “عمد إلى ترحيل النقاط المختلف عليها بين القوى الدولية من دون البت فيها”.

 

وجدد حجاب رفض المعارضة السورية لإشراك الأسد في أي مرحلة في مستقبل سوريا، أو في المرحلة الانتقالية، كما أعلن رفض الهيئة العليا للتفاوض “أي تدخل خارجي في تسمية أعضاء وفد المعارضة للمفاوضات”. وحذّر “من مخاطر إطالة الأزمة أو الاستجابة لمحاولات النظام وحلفائه عرقلة المسار السياسي وإطالة أمد المفاوضات للإمعان في القتل والقصف الممنهج”.

 

من جهة ثانية، اعتبر حجاب أن “إصرار البعض على تصنيف فصائل المعارضة بخانة الإرهاب، ومحاولة حلفاء النظام التدخل في تحديد الوفد المفاوض، يخلق شكوكاً في جدوى العملية التفاوضية”، في إشارة إلى التحركات الروسية المتواصلة في هذا الاتجاه. وقال إن “عرقلة المسار السياسي يخدم أجندات الجماعات الإرهابية التي ثبت تواطؤها مع نظام الأسد”.

 

باريس تندد بوضع “غير معقول” في مضايا السورية

باريس: دانت فرنسا الاربعاء الحصار المفروض من قبل النظام السوري على بلدة مضايا قرب الحدود اللبنانية، منددة بوضع “لا يطاق وغير مقبول”.

 

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية رومان نادال ان “فرنسا تدعو الى الرفع الفوري للحصار ووصول المساعدات الانسانية بشكل عاجل الى مضايا وجميع المناطق المحاصرة في سوريا وفقا لقراري 2254 و2258 لمجلس الامن الدولي”.

 

وفي مضايا 40 الف شخص معظمهم من المدنيين يخضعون للحصار في البلدة الواقعة قرب الحدود اللبنانية. وغالبيتهم نازحون من الزبداني معقل الفصائل المعارضة ، المحاصرة ايضا من قبل القوات الموالية للحكومة.

 

وقد تم التوصل الى اتفاق في ايلول/سبتمبر 2015 للسماح بدخول المساعدات الانسانية وإجلاء المدنيين والجرحى، لكن مضايا لم تتلق سوى مرة واحدة فقط مساعدات خلال ثلاثة أشهر في حين ان الاوضاع كارثية، وفقا لشهادة عدد من السكان.

 

واضاف نادال “في حين ان اربعين الفا من سكان المدينة يتضورون جوعا، لا يسمح النظام بوصول اي منظمة انسانية اليها، وهذا الوضع لا يطاق كما انه غير مقبول”.

 

صقيع وثلوج شمال سوريا ومآسي اللاجئين تتفاقم  

شهدت مناطق ريف اللاذقية الشمالي الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية المسلحة شمالي غربي سوريا موجات صقيع وثلج أدت إلى تجمّد المياه وانقطاع في بعض الطرق.

يأتي ذلك في ظل ظروف إنسانية تشهدها تلك المناطق التي تحتضن عددا من مخيمات النازحين على الحدود السورية التركية التي تفتقد تماما مواد التدفئة في ظل غياب مصادر الدخل للسكان والمنظمات الإنسانية.

 

كما شهدت مناطق أخرى في محافظات إدلب وحلب وحمص انخفاضا حادا في درجات الحرارة مع نقص في وقود التدفئة وارتفاع أسعار المتوفر منها في الأسواق.

 

ويعمد الأهالي إلى الاستعانة بالوسائل التقليدية كالخشب وحرق بقايا مواد بلاستيكية يخلفها القصف الذي يستهدف المدن والبلدات الخاضعة لسيطرة المعارضة للحصول على التدفئة والطهو.

 

وكانت عاصفة ثلجية ضربت عدة مدن وبلدات تسيطر عليها المعارضة المسلحة في محافظتي حلب وإدلب، مما فاقم معاناة السوريين وخاصة في مضايا والزبداني في ريف دمشق، المحاصرتين من قبل قوات النظام ومليشيا حزب الله.

 

وأدى تدهور الأوضاع الإنسانية منذ بدء الحصار إلى وفاة أكثر من عشرين مدنيا بسبب النقص الحاد في المواد الغذائية والطبية، بالإضافة لتفشي الأمراض وحالات الإعياء الناجمة عن سوء التغذية.

 

وذكر مراسل الجزيرة أن الأحوال الجوية السيئة ساعدت في تراجع الغارات الروسية وقصف قوات النظام لهذه المناطق، كما توقفت الاشتباكات بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام في عدة جبهات.

 

الدفء في سوريا طائفي  

علاء الدين عرنوس-دمشق

 

العواصف الثلجية وموجات الصقيع هي آخر ما يتمناه السوريون وهم يستقبلون شتاءهم الرابع في عمر الثورة، فمن محاصرين منعت عنهم وسائل التدفئة من وقود وكهرباء إلى نازحين لا يملكون ثمن ما يدفع البرد عن أطفالهم.

 

ورغم انخفاض أسعار النفط عالميا فإن ارتفاع الطلب على مادتي الغاز والمازوت سبب ارتفاعا في أسعارها في السوق السوداء في العاصمة دمشق، فالأسواق الحكومية ونقاط البيع الرسمية لا توزع منتجاتها في مناطق النزاع أو التي تقع تحت سيطرة المعارضة.

 

وباستثناء مدن وأحياء نفوذ النظام وتجمعاته الرئيسية من صحنايا إلى المزة إلى ضاحية الأسد فعدرا، فإن المشتقات النفطية في المناطق الأخرى -إن توفرت- تباع في السوق السوداء عبر سماسرة وموظفين مؤيدين للنظام وعناصر من الشبيحة، والأسعار وفق كل منطقة، ودائما حسب درجة الولاء للنظام.

الذهب الأسود

في جوبر المحاصرة وصل سعر المازوت إلى 2400 ليرة للتر الواحد حوالي 13 دولارا أميركيا (2400 دولار للبرميل) مقابل أربعمائة ليرة سورية في دوما و350 ليرة في معضمية الشام والزبداني و450 ليرة في داريا و250 ليرة في الزبداني، فيما لم يتخط سعر اللتر في صحنايا والمزة 135 ليرة، وتحسب الأخيرتان معاقل للضباط والجنود والمليشيات التابعة.

 

ووفق مصادر مقربة من إدارة الشركة السورية لتخزين وتوزيع المحروقات (سادكوب) فإن 32 ألف لتر توزع يوميا في “المزة 86 والمزة مدرسة” لسد احتياجات سكان المنطقة ذات الأغلبية المؤيدة للنظام، بمعدل عشرين لترا يوميا للعائلة الواحدة وتغطي احتياجات 17 ألف أسرة في منطقة جبل المزة.

 

وبحسب المصدر نفسه، فإن مادة الغاز توزع في المراكز المعتمدة بمراكز البرامكة والمؤسسة الاستهلاكية في المزة ومركزي الفاتح والجمارك بسعر 1050 ليرة للأسطوانة، فقط لمن يحملون بطاقات تموينية.

 

يشير غالب (اسم مستعار) -وهو أحد النازحين من أحد أحياء جنوب دمشق ويقيم في “مزة فيلات متصلة”- إلى أن أغلب المشتقات النفطية الفائضة عن سكان الجبل تباع في السوق السوداء بأحياء دمشق الأخرى بأسعار متفاوتة.

 

ويرى غالب أن “أغلب أسر النازحين هي أسر عاطلة عن العمل تعيش على المعونات، ولا تستطيع دفع ثمن المحروقات بأسعار مضاعفة، بينما ينعم المؤيدون للنظام بكل خدمة متوفرة”.

 

خيارات بديلة

أم كامل -سيدة نازحة تقيم في الزبلطاني مع زوجها وأولادها الأربعة- لجأت إلى استخدام شقة غير مكسية بجوار شقتها لأغراض الطبخ والتدفئة بطرق بدائية.

 

وتشير السيدة إلى أنها تقضي نصف نهارها على الأقل في جمع عيدان الشجر وأخشاب البناء وبعض الورق والنايلون لإضرام نار الموقد البديل عن الغاز الذي لم يدخل بيتها منذ أشهر خلت.

 

في بعض المناطق التي تتخطى فيها المحروقات سعرها المنطقي يلجأ أغلب المدنيين إلى شراء الحطب بسعر يتراوح بين 25 و40 ألفا للطن الواحد لخشب الزيتون، فيما تواجه مناطق أخرى تكاد تخلو من الغطاء النباتي -كما هو الحال في منطقتي جوبر والزبلطاني- مشكلة في تأمين أخشاب التدفئة.

 

وتلجأ أغلب الأسر في المناطق المحاصرة إلى استعمال المواد البلاستيكية والملابس والأثاث القابل للاشتعال، ورغم الأضرار الناتجة عن دخانها على الأطفال فإن لا خيار بديلا أمام موجة البرد.

 

وتشهد دمشق منذ فجر أول أمس الأربعاء عاصفة ثلجية قوية، بدأت بالانحسار تدريجيا ظهيرة هذا اليوم، وغطت الثلوج بلدات ومدن الريف الدمشقي التي تعاني من حصار عسكري خانق تفرضه قوات الأسد منذ أشهر.

 

قتال حزب العمال وتركيا وعين على شمال سوريا  

خليل مبروك-إسطنبول

 

عادت جبهة القتال لتشتعل بين الجيش التركي وحزب العمال الكردستاني خلال الأسبوعين الأخيرين، بالتزامن مع إعلان قادة انفصاليين أكراد بعض المدن في جنوب شرق تركيا مناطق كردية مستقلة ذاتيا.

وبموجب الإعلان الكردي، قالت جماعات من حزب العمال إنها لن تسمح للعاملين في الدولة التركية بالدخول إلى تلك المناطق إطلاقا، في حين ردت الحكومة بتأكيد أن عمليتها التي بدأتها أواسط الشهر الماضي ستتواصل حتى استئصال قوات الحزب بالكامل.

 

وأعلنت القوات المسلحة التركية السبت الماضي أنها قتلت 261 من المقاتلين الانفصاليين خلال هجماتها التي بدأتها في 16 ديسمبر/كانون الأول الماضي، بهدف قمع التمرد الجديد في محافظتي شرناق وديار بكر اللتين تقطنهما أغلبية من الأكراد.

الحرب التكتيكية

ويسود الاعتقاد في أوساط الباحثين في موضوع النزاع الكردي التركي بأن إعلان حزب العمال مناطق للحكم الذاتي في تركيا خطوة “تكتيكية” تهدف إلى إشغال تركيا بحرب استنزاف تمنعها من التدخل في تكوين كيانات كردية في الشمال السوري.

 

حيث أكد الكاتب والمحلل السياسي المتخصص بالشؤون الكردية وحيد الدين إنجة أن إقامة منطقة حكم ذاتي للأكراد أمر غير واقعي، لعدم وجود مؤشرات تدل على إمكانية نجاح تلك المساعي، فضلا عن استحالة سلخ مناطق جغرافية عن دولة قوية عسكريا واقتصاديا مثل تركيا عبر صدام مسلح.

 

وقال إنجة إن هذا المسعى “سيتسبب في الضرر للأكراد بدلا من أن ينفعهم، لأن الجماعات التي تطالب بالحكم الذاتي لا تملك المقومات للحفاظ عليه، وبالتالي فإن الهدف من هذا الإعلان هو الحفاظ على المناطق التي يعدّها حزب العمال وتفرعاته مكتسبات في الشمال السوري”.

 

وقلل إنجة من أهمية إعلان حزب العمال الكردستاني الانفصال، ومقابلته من الحكومة بالإعلان عن اجتثاث مقاتلي الحزب، مؤكدا أنها مجرد تصريحات إعلامية يقابلها إدراك الطرفين بأنهما يخوضان حربا “لا غالب فيها ولا مغلوب”.

 

وأشار إلى أن هناك مطالب حقوقية للأكراد، لا يمكن التعامل معها بالنهج العسكري الذي فشل طوال أربعين عاما في عهد “تركيا القديمة الكمالية”، رغم إدراك الجميع حق الدولة في منع حمل السلاح بوجهها، داعيا الجميع إلى سلوك طريق ثالث لحل الأزمة دون سلاح.

 

العين على سوريا

وكان حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (بي واي دي) حقق تكاملا جغرافيا بين المناطق التي يسيطر عليها في شمال سوريا، بعدما بسط سيطرته على منطقة تل أبيض، الأمر الذي مكنه من بناء خط جغرافي متصل بين الجزيرة وعين العرب.

 

ورأى جان أجون الباحث في علاقات الجوار التركي بمركز ستا للدراسات أن الاتحاد الديمقراطي الذي يعدّ امتدادا لحزب العمال الكردستاني في سوريا يخطط للانتقال إلى القسم الغربي للفرات، وضم عفرين لتكوين خط في الجنوب التركي.

 

ورأى أجون أن تصعيد حزب العمال الكردستاني للمواجهات في تركيا تكتيك يهدف إلى تحويل انتباه أنقرة إلى الداخل، لتحقيق الإستراتيجية المتمثلة في حفظ مكتسبات الـ”بي واي دي” في سوريا وضم عفرين إلى مقاطعاته، مستبعدا أن ينجح الحزب في هذا المسعى في مواجهة الدولة التركية.

 

وكانت تركيا أعلنت على لسان رأس هرمها السياسي ممثلا في الرئيس رجب طيب أردوغان ورئيس الحكومة أحمد داود أوغلو أن عبور المقاتلين الأكراد إلى غرب الفرات خط أحمر لن تسمح به، وأنها ستتخذ “تدابير” لمنع ذلك، في إشارة إلى إمكانية أن تتدخل عسكريا.

 

وفي حديثه للجزيرة نت، نبّه آجون إلى أن حزب العمال بدأ يتخذ أسلوبا جديدا في تمرده، يرتكز على جر الحرب إلى المدن وإعلان ثورة شعبية، لكنه أوضح أن هذا الأسلوب قوبل بالرفض وعدم الاستجابة من قبل الشعب التركي في المنطقة.

 

كما أشار إلى أن محاولة تحقيق المطالب الكردية بالحكم الذاتي عبر الصدام المسلح أثر سلبا على أعمال المواطنين وحياتهم، وتسبب في ردة فعل شعبية قوية ضد الحزب، وانخفاض حاد في الدعم السياسي الذي يتلقاه من سكان جنوب شرق تركيا.

 

#المعارضة_السورية: لا بد من تنفيذ شروط القرار 2254

دبي- قناة العربية

أكد جورج صبرة رئيس المجلس الوطني السوري وعضو الهيئة العليا للمفاوضات في لقاء مع “العربية” أنهم في وفد المعارضة للمفاوضات يرون أنه لابد من تطبيق الشروط التي تضمنها قرار مجلس الأمن 2254 المتعلقة بإطلاق سراح المعتقلين وإيقاف أحكام الإعدام ضد المعارضين وفك الحصار عن المناطق التي لا توالي النظام قبل الدخول في أي نوع من المفاوضات.

وكان دي ميستورا أجرى لقاءات مع المعارضة السورية في الرياض شددت خلالها المعارضة السورية على تطبيق البنود: الثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر من القرار 2254 قبل الشروع بالمفاوضات المقررة أواخر الشهر الحالي. وهي البنود التي تطالب بضرورة فك الحصار عن المدن قبل الشروع بالتفاوض، وقد نفت المعارضة أن تكون تلك المطالب شرطا للتفاوض نظرا لكون القرار الأممي ينص على تطبيقها قبل موعد المفاوضات لتهيئة الظروف المناسبة لهذه المفاوضات التي تأمل الأمم المتحدة والأطراف الدولية الفاعلة أن تفضي إلى تسوية سياسية لأزمة باتت تستنزف المجتمع السوري وتهدد تداعياتها المنطقة بأسرها.

 

مجهولون يغتالون قائد حركة #أحرار_الشام بريف حمص

دبي- قناة العربية

قتل قائد حركة أحرار الشام ” أبو راتب الحمصي” على يد مجهولين في قرية الفرحانية في ريف حمص الشمالي.

وأفاد ناشطون أن دراجة نارية يقودها مجهولون أطلقت أكثر من 50 رصاصة على سيارته استقرت إحداها في رأسه وأردته قتيلاً، بينما أصيبت زوجته بجروح خطيرة.

يذكر أن أبو راتب كان سجيناً سابقاً في سجن صيدنايا لمدة خمس سنوات وأَفرج عنه النظام السوري منذ ثلاثة أعوام حيث شكل لواء الحق في حمص القديمة وبعد خروجه إلى الريف الشمالي انضوى لواء الحق مع حركة أحرار الشام وعين قائداَ عليها.

 

الجوع يفتك بسكّان بلدة “مضايا” السورية وحملات واسعة تضغط باتجاه فك الحصار

دمشق، سوريا (CNN)– الموت جوعاً، هذا ما انتهى إليه مصير ما يزيد على 11 شخصاً بينهم أطفالٌ وشيوخ من بلدة “مضايا” السوريّة المحاصرة، بينما فقد أحد الأطفال قدميه، وهو يجمع العشب للطعام، جرآء انفجار لغمٍ أرضي مزورع في المنطقة، بحسب إفادات مصادر داخل البلدة لـ CNN بالعربية.

 

ورجحّت المصادر ذاتها ازدياد عدد الوفيات التي تصاعدت وتيرتها خلال الأيّام الأخيرة، ما لم يتم إدخال مساعدات غذائية وإنسانية عاجلة لسكّان مضايا، حيث تعاني البلدة حصاراً عسكرياً محكماً يفرضه مقاتلو حزب الله والجيش السوري، أمِل السكان بحلحلته في غضون “48 ساعة” من تاريخ 28/12/2015، بحسب بنود تسوية أسفرت ذلك اليوم عن إجلاء مسلحين تحصنوا بـمدينة “الزبداني” (غربي دمشق) مع عائلاتهم، مقابل جرحى ونساء وأطفال وشيوخ محاصرون  في “كفريا والفوعة” (ريف إدلب)، عبر الأراضي التركية واللبنانية.

 

وأوضح مصدرٌ مطلّع على الشأن الميداني في المنطقة لـ CNN بالعربية، أنّ: “(رفض جيش الفتح) و(أحرار الشام) وفصائل مسلحةّ إسلامية أخرى فتح ممر للمساعدات الإنسانية بموجب هذه التسوية لقريتي (كفريا والفوعة) اللتين تحاصرناهما؛ أدى بالمقابل إلى عدم سماح القوات المحاصرة لـ(مضايا) بمرور المساعداتٍ إليها أيضاً.”

هكذا تفاقم سوء الأوضاع، في البلدة المحاصرة الواقعة بريف دمشق الغربي على ارتفاع 1350م عن سطح البحر، والتي زاد النازحون من البلدات المجاورة كثافتها السكّانية، لتقارب اليوم 50000 نسمة، وصلتهم آخر المساعدات الإنسانية عبر الصليب الأحمر الدولي والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، قبل شهرين تقريباً، بمعدل سلّة غذائية واحدة لكل أسرة، ما أضطر السكان مؤخراً، تحت وطأة الحصار القاسي، لأكل “ورق الشجر، والقطط…”، وأظهرت صورٌ مسربّة من “مضايا” عبر مواقع التواصل الاجتماعي هول مأساة سكّانها، وأثر المجاعة على  أجسادٍ هزيلةٍ لأطفال وشيوخ فارقوا الحياة، بينما يترقب آخرون  المصير ذاته نتيجة استمرار هذا الوضع المأساوي الذي يزيده الشتاء القارس تعقيداً.

 

أيضاً: غضب بصفوف معارضين سوريين بعد إقرار UN بتوزيع بسكويت منتهي الصلاحية.. واتهام لحزب الله بمحاصرة المرضى

 

تلك الصور المفجعة أثارت موجة استنكار وإدانة واسعة للحصار بين السوريين داخل البلاد وخارجها، على اختلاف اصطفافاتهم من الحرب، حيث أعيد نشرها عبر موقع “فيسبوك” مرفقاً بوسم “#مضايا_تموت_ جوعاً”، مع  عرائض إلكترونية ومطالبات بفّك الحصار عن البلدة، ولفت أنظار العالم لهذه القضيّة، وحاجة السكّان الماسّة للمساعدات الإنسانية العاجلة، وانضم لهذه الحملات وسائل إعلام محلية في تطورٍ لافت، علّه يفلح بالضغط من أجل إنهاء هذه المأساة سريعاً، وعلمت CNN بالعربية أنّ ثمة مؤشرات للتجاوب مع تلك الضغوط والمطالبات خلال اليومين المقبلين.

 

الهيئة العليا للمفاوضات بالمعارضة السورية تؤجل تسليم أسماء الوفد المفاوض لمنتصف الشهر

روما (6 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قالت مصادر في المعارضة السورية إن الهيئة العليا للمفوضات التابعة للمعارضة أخبرت المبعوث الأممي لسورية ستافان دي ميستورا أنها ستسلمه أسماء الوفد المفاوض في الثالث عشر من الشهر الجاري، وأشارت إلى أن الأخير سيلتقي اليوم الأربعاء بعض سفراء دول مجموعة العمل من أجل سورية للتوسط لإقناع المعارضة بتقديم الأسماء بشكل عاجل.

 

وأفادت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء بـ”إن سرعة كشف الهيئة العليا للمفاوضات عن أسماء الوفد المفاوض مرتبط الآن بمدى ضغط سفراء مجموعة العمل وقدرتهم على إقناع المعارضة السورية أن تحسم أمرها بسرعة”، حسب قولها.

 

وعن تركيبة الوفد المفاوض المُقترح، وأجواء اجتماعات الهيئة العليا للمفاوضات، أوضحت المصادر أن الهيئة العامة طالبت كل عضو بترشيح شخصيتين معارضتين، وتم تقديم 64 اسماً، ثم تم تقليص العدد إلى 45 شخصية، على أن يتم اختيار 15 منها للوفد المفاوض و15 احتياطي وعشرة مستشارين وخمسة حكماء.

 

وأوضحت “لم تُقدّم الهيئة العامة للمفاوضات مبرر للمبعوث الأممي لعدم تسليمه أسماء الوفد المفاوض، ربما لأنها لم تحسم أمر الخيارات، حيث يتم اختيار الوفد المفاوض بالمحاصصة بين الائتلاف وهيئة التنسيق والعسكر والمستقلين، ويتم الالتفات بعد ذلك للخبرة والإمكانية”، وفق قولها.

 

وأضافت “الخشية أن يتم جمع كل هؤلاء قبيل أيام من بدء المفاوضات دون أن يكون معرفة وتنسيق مسبق بينهم ودون أوراق أو برنامج عمل واضح وقوي”، على حد قولها

 

الائتلاف الوطني السوري: كارثة إنسانية تهدد المدنيين المحاصرين بريف دمشق الغربي

روما (6 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

حذر الائتلاف الوطني السوري المعارض من “كارثة إنسانية” تهدد حياة المحاصرين جوعاً وبرداً من طرف النظام، في مدينتي مضايا وبقين بريف دمشق الغربي

 

وطالبت اللجنة القانونية للائتلاف الجامعة العربية والأمم المتحدة، والمبعوث الأممي الخاص بسورية بـ”تحمل مسؤولياتهم تجاه المدنيين المحاصرين من قبل عصابات الأسد وحزب الله الإرهابي في مضايا وبقية المناطق المحاصرة”، حسبما جاء في بيان

 

ودعت اللجنة المجتمع لـ”التحرك الفوري والعاجل لإنقاذ أرواح المدنيين الأبرياء وفك الحصار عنهم والدخول الفوري لقوافل المساعدات الغذائية والطبية إلى المدينة تطبيقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي” ذات الصلة

 

وأهابت اللجنة القانونية للائتلاف بجميع منظمات حقوق الإنسان الدولية “التحرك والضغط على المجتمع الدولي وعلى حكوماتها للتحرك وإنقاذ أرواح المدنيين الأبرياء المحاصرين في مضايا خاصة، وباقي المدن السورية المحاصرة عامة”.

 

وذكر الائتلاف أن “عدد المدنيين المحاصرين في سورية يقدر بنصف مليون شخص، جميعهم مهددون بالموت جوعاً؛ مما يشكل جريمة حرب مستقلة، وتندرج المنظمات الدولية المعنية تحت طائلة المساءلة بجريمة المشاركة بالفعل صمتا”ً. واشار إلى نص رسالة وصلت إلى اللجنة القانونية للإئتلاف من أهالي مضايا المحاصرين وجهوها إلى “العالم الحر”، تقول “أرسلوا من يحفر قبوراً لنا ولأطفالنا، فأجسادنا لم تعد تقوى على الوقوف؛ بسبب الجوع لنحفرها بأنفسنا، فنحن ننتظر الموت جوعاً وبرداً”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى