أحداث الثلاثاء 22 آب 2017
توافق على الثوابت في اجتماع الرياض
الدمام – منيرة الهديب؛ موسكو – رائد جبر
تواصل المعارضة السورية عبر المنصات الثلاث (الرياض والقاهرة وموسكو)، اجتماعاتها في الرياض التي بدأت صباح أمس لتشكيل وفد موحد إلى الجولة المقبلة من محادثات جنيف. وتم في اليوم الأول التوصل إلى توافق على الأمور الأساسية والثوابت والمبادئ، وبقيت أمور تفصيلية خاضعة للنقاش. في موازاة ذلك، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو تواصل اتصالاتها مع السعودية ومصر لدفع جهود تشكيل الوفد الموحد. وقال إن تشكيل الوفد «يجب أن يتم على أساس بنّاء وواقعي»، موضحاً أن موسكو ستعلن لاحقاً نتائج هذه الجهود.
والتقت «الهيئة العليا للمفاوضات»، التي تمثل المعارضة الرئيسية في سورية، مع ممثلي «منصة موسكو» و «منصة القاهرة» أمس، للتوصل إلى اتفاق على البرنامج السياسي الذي يمثل أسس المفاوضات، وفي المقدمة الموقف من الرئيس السوري بشار الأسد والدستور.
وأكدت مصادر لـ «الحياة» وجود بعض الخلافات في موقف المنصات الثلاث، وقال رئيس وفد «منصة القاهرة» جمال سليمان، لـ «الحياة»: «لا نزال في مرحلة تداول، ولم نصل إلى مخرجات، والاجتماعات مستمرة». وزاد: «هناك نقاط توافق وخلاف، ولا يوجد شيء متوقع»، مؤكداً أن المناقشات متواصلة للبحث في القضايا الخلافية.
وقال رئيس «منصة موسكو» قدري جميل لـ «الحياة»، إنه «جرت أمس ثلاث جولات خلال الاجتماع، الأولى صباحية حيث تبودلت الآراء بين الوفود. والجولة الثانية كانت لتبادل وجهات النظر وتم خلالها الاجتماع مع مسؤولين من وزارة الخارجية السعودية»، واصفاً اللقاء مع وكيل الوزارة عادل مرداد بـ «المهم والمثمر». وأضاف أن الجولة المسائية تمت فيها مناقشة المحصلة والنتائج.
وزاد: «نسعى لنحقق الأهداف المرجوة من الاجتماع المنعقد في العاصمة السعودية، والاختلافات في وجهات النظر فقط قابلة للحل».
وأكد جميل أن هناك اتفاقاً على الأمور الأساسية والثوابت والمبادئ بين المنصات الثلاث، ولكن هناك أموراً تفصيلية قابلة للنقاش.
وتمثلت «منصة القاهرة» بـ8 أعضاء، هم: جمال سليمان، وفراس الخالدي، وعلي العاصي الجربا، وقاسم الخطيب، وعبدالسلام النجيب، ومحمد وفيق عرنوس، وأحمد كبتول، وعمار النحاس. ومثّل «منصة موسكو» كل من قدري جميل، ورضوان الطحان، وعلاء عرفات، ومهند دليقان، وفهد عز الدين، ويوسف سليمان، وعباس الحبيب.
وفي رسالة غير مباشرة هدفت إلى إعلان موسكو دعمها اجتماعات الرياض، كشف لافروف عن «مشاورات مع السعودية» لدعم جهود توحيد وفد المعارضة إلى جنيف. وأشاد لافروف خلال لقائه أمس في موسكو مع نظيره المصري سامح شكري، بـ «الدور المصري المهم في دعم جهود إقامة مناطق خفض التوتر في سورية، والعمل المشترك لتوحيد وفود المعارضة». وأوضح أن روسيا «تعمل مع شركاء آخرين أبرزهم المملكة السعودية، في هذا الاتجاه».
من ناحية أخرى، قال رئيس إدارة العمليات في الجيش الروسي الجنرال سيرغي رودسكوي في مؤتمر صحافي أمس، إن القوات النظامية السورية تمكنت، بدعم من القوات الجوية الروسية، من تحقيق تقدم بارز في البادية السورية. وزاد أن «داعش» والفصائل المعارضة تلقت «ضربة قوية في مناطق وسط سورية وتم تطهير حلب وريفها نهائياً من الإرهابيين».
«الهيئة العليا للمفاوضات»:تسريبات بقاء الأسد 6 أشهر «تخمينات»
لندن – «الحياة»
بدأت أمس الجولة الأولى من محادثات فصائل المعارضة السورية، منصات الرياض والقاهرة وموسكو، التي تبحث في توحيد وفود المعارضة في وفد واحد يشارك في اجتماعات جنيف المقررة في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.
وقال عضو «منصة القاهرة» عبد السلام النجيب، إن الجولة الأولى من المحادثات التي بدأت في الرياض صباح أمس «ناقشت محاسن ومساوئ» كل المقترحات أمام المنصات الثلاث. ووفق النجيب فإنه «يوجد تفاهم حول أغلب القضايا للمنصات الثلاث من حيث الهدف». وأوضح أن البحث الآن «مستمر لإيجاد صيغة توصل إلى هذا الهدف».
وتبحث اجتماعات الرياض توحيد وفود المعارضة ورؤيتها للحل في سورية. وستحاول الوفود التفاهم على النقطتين الخلافيتين الرئيسيتين، وهما شكل الدستور ووضع الرئيس السوري بشار الأسد خلال المرحلة الانتقالية.
وترفض «منصة موسكو» اشتراط مغادرة الأسد للانتقال إلى المرحلة الانتقالية، بينما تدعو كل من «منصة القاهرة» و «الهيئة العليا»، إلى أن تكون المرحلة الانتقالية من دون الأسد.
وتستمر الاجتماعات يومين أو ثلاثة. وقال مستشار «الهيئة العليا»، الدكتور يحيى العريضي، لموقع «عنب بلدي»، إن النتائج مفتوحة «يُمكن أن تتمخض عن وفد موحد، أو أن تبقى مجرد جلسات تقارب بين الأطراف الثلاثة».
وعرضت «الهيئة العليا» للمفاوضات رؤيتها حول الاجتماعات أمس. وقال العريضي إنها تعمل وفق مبادئ وأساسيات محددة، ورؤية سياسية ثابتة، لا يستطيع أي طرف التنازل عنها. وبدأت الاجتماعات وسط تباينٍ في آراء المنصات، على رغم المساعي الدولية لتوحيد الصف.
ورد العريضي على تسريبات تحدثت عن إمكانية طرح «حل يرضي الجميع»، متمثلاً ببقاء الأسد لستة أشهر قبل الانتخابات الرئاسية، مؤكداً أنها «تخمينات وليس لها مصدر رسمي».
واتهم العريضي موسكو باستغلال تشتت المعارضة كذريعة لإبقاء النظام، قائلاً إن توحيد المنصات كشرط للمفاوضات «محاولات تستخدم لنسف صدقية أي جهة تقول لا لبشار الأسد». وتابع: «المعارضة ليست لتلبية طموحات (المبعوث الأممي ستيفان) دي ميستورا بل تلبي ما يريده الناس».
وكان المبعوث الأممي توقع الأسبوع الماضي حسماً في سورية خلال شهرين، مشيراً إلى أنه «ستتاح فرصة مهمة للمعارضة من أجل إعادة تنظيم صفوفها، من أجل الوصول إلى مقاربة شاملة».
ولفت العريضي إلى أن «الطلب بأن تكون المعارضة مرنة أكثر لا يقابلها حتى استعداد لدى النظام للانخراط في العملية السياسية، فالأمر ليس تنازلات مجانية».
وحول توقعات «الهيئة العليا» من الاجتماع، قال: «كل الأمور مفتوحة… يمكن أن يتمخض عن نوع من التفاهم والتقارب من دون وفد موحد، بالاشتراك بالمسائل الجوهرية، ويمكن أن يلتزموا بالمبادئ».
في موازاة ذلك، دعا «التحالف الوطني الكردي» في سورية أمس «المجلس الوطني الكردي» وممثليه في «الهيئة العليا للمفاوضات» للانسحاب الفوري منها، والعمل معه لتشكيل «منصة كردية موحدة».
وقال رئيس «التحالف الوطني الكردي»، مصطفى مشايخ في تصريح إلى موقع «سمارت الأخباري المعارض، إن «خلافهم مع المجلس الوطني لوجوده ضمن الائتلاف الوطني السوري المرتبط بالحكومة التركية».
واتهم مشايخ المعارضة السورية بـ «التغيّب المقصود للحقوق القومية للشعب الكردي، كما تغيّب تمثيلهم في المؤتمرات»، داعياً في شكل عاجل لـ «مؤتمر وطني كردي سوري» تشارك فيه جميع القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والفعاليات المستقلة لـ «صياغة موقف وخطاب كردي موحد يلتزم به الجميع».
انطلاق اجتماع المعارضة السورية في الرياض
الرياض – رويترز
اجتمع ممثلو المعارضة السورية في الرياض اليوم (الاثنين) للإعداد للجولة المقبلة من محادثات السلام في جنيف.
والتقت الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة الرئيسية في سورية مع ممثلي «منصة موسكو» و«منصة القاهرة».
والمنصتان معارضتان للرئيس بشار الأسد لكنهما تمثلان معارضة أقل حدة مقارنة بالهيئة العليا. وتمثل كل من المنصتين بعض النشطاء لكن لا يسيطر أي منهما على أراض كما أنهما لا صلة قوية لهما بالجماعات المسلحة.
وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا الخميس الماضي، إن الأمم المتحدة تأمل بانعقاد «مفاوضات جادة» بين الحكومة والمعارضة السوريتين في تشرين الأول (أكتوبر) أو تشرين الثاني (نوفمبر).
وبعد سبع جولات سابقة لم تنجح في جمع الحكومة والمعارضة في محادثات مباشرة وضع الديبلوماسي المخضرم جدولاً زمنياً جديداً للمحادثات الرامية لإنهاء الحرب المستمرة منذ ست سنوات والتي أسفرت عن مقتل مئات الآلاف.
—————–
لافروف يشير إلى تعقيدات» و «جهد مكثف» لـ «هدنة» في إدلب
موسكو – رائد جبر
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده تجري اتصالات مع السعودية ومصر لدفع جهود تشكيل وفد موحد يمثل المعارضة السورية في مفاوضات جنيف. وأشار إلى تعقيدات تعترض إنشاء منطقة خفض توتر في إدلب، لكنه لفت إلى «جهد مكثف» لإنجاز اتفاق في هذا الشأن قريباً.
وفي رسالة غير مباشرة هدفت إلى إعلان دعم موسكو اجتماعات المعارضة السورية في الرياض، كشف لافروف عن «مشاورات جارية مع السعودية» لدعم جهود توحيد وفد المعارضة إلى جنيف، لكنه قال إن موسكو سوف تعلن في وقت لاحق نتائج هذه الجهود. وكان لافروف أشاد خلال لقائه أمس في موسكو مع نظيره المصري سامح شكري بـ «الدور المصري المهم في دعم جهود إقامة مناطق خفض التوتر في سورية، والعمل المشترك لتوحيد وفود المعارضة» وأوضح أن روسيا «تعمل مع شركاء آخرين أبرزهم المملكة السعودية في هذا الاتجاه».
وأضاف أن عملية تشكيل الوفد «يجب أن تتم على أساس بناء وواقعي»، مشيراً إلى «حرص مشترك» مع مصر على إنجاح هذا الجهد تبلور من خلال قيام الطرفين بحض المعارضة في منصتي موسكو والقاهرة على دعم هذا التوجه. وزاد أن «نتائج الجهود الجارية سيتم الإعلان عنها قريباً».
إدلب
وتطرق لافروف إلى الوضع في إدلب، مشيراً إلى تعقيدات تواجه إقامة منطقة خفض توتر في المنطقة. وأوضح أنه «توجد صعوبات هناك لأسباب مفهومة» لكنه لفت إلى تواصل المشاورات مع تركيا وإيران باعتبارهما تشكلان مع روسيا الأطراف الضامنة وقف النار في سورية.
وقال إن الأطراف الثلاثة تناقش تفاصيل إنشاء منطقة خفض التوتر الرابعة في إدلب، لاستكمال تطبيق الاتفاق الذي أعلن في جولة مفاوضات آستانة في أيار (مايو) الماضي. ولفت إلى صعوباتٍ تتمثل في التناقضات المتواصلة بين أطراف المعارضة السورية، والحاجة إلى التوافق على آليات وتفاصيل انشاء المنطقة والإجراءات الأمنية التي يجب اتخاذها لدعم ومراقبة وقف النار، وإقامة شريط أمني حدودي لتنظيم عمليات المراقبة والإمداد.
وأوحى حديث لافروف بأن إعلان منطقة خفض التوتر في إدلب سوف يتزامن مع عقد الجولة الجديدة في آستانة، موضحاً أن لقاءً ثلاثياً سيعقد قبل نهاية الشهر على مستوى الخبراء، وسترفع نتائجه لإقرارها في جولة المفاوضات المقبلة في آستانة والتي ينتظر أن تنعقد في التاسع من الشهر المقبل.
ميدانيا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس أن القوات الجوية الروسية قتلت أكثر من 200 من عناصر تنظيم «داعش» كانوا يحاولون التسلل إلى مدينة دير الزور، ودمرت قافلة تضم نحو عشرين مركبة محملة باسلحة خفيفة ومتوسطة.
ونشرت وزارة الدفاع شريط فيديو يظهر قيام سلاح الجو الروسي بتوجيه ضربات صاروخية على قافلة مركبات طويلة.
وأفادت الوزارة في بيان بأن «الطيران التابع للقوات الجوية الروسية، دمر مجموعة كبيرة للمسلحين، أثناء توجهها إلى مدينة دير الزور، حيث يحاول الإرهابيون الدوليون، إعادة تجميع قواتهم وتجهيز موطئ قدمهم الأخير في سورية».
وأشارت الوزارة إلى أن الغارة أسفرت عن قتل أكثر من 200 مسلح من تنظيم «داعش»، كما دمرت أكثر من 20 مركبة مزودة بأسلحة ذات عيار كبير وقاذفات قنابل، إضافة إلى عربات مدرعة، بما في ذلك دبابات، وشاحنات ذخائر ضمن القافلة.
ولفت البيان إلى أن مسلحي «داعش» حاولوا خلال الشهر الجاري جمع قواتهم في محافظة دير الزور، بالتزامن مع عمليات الجيش السوري والطيران الحربي الروسي التي أسفرت عن طردهم من مناطق جنوب الرقة وغرب حمص.
وشدد البيان على أن «هزيمة داعش في دير الزور، ستكون هزيمة استراتيجية للتنظيم الإرهابي الدولي في سورية».
وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو وصف معركة دير الزور، بأنها ستكون «نقطة تحول أساسية وسوف يَسمح فك الحصار عنها، بالحديث عن انتهاء الحرب ضد الإرهابيين في سورية».
وقال رئيس إدارة العمليات في الجيش الروسي الجنرال سيرغي رودسكوي في مؤتمر صحافي خصص للوضع في سورية، إن «القوات الحكومية السورية تمكنت خلال الشهر الأخير، بدعم القوات الجوية الروسية من تحقيق تقدم بارز». وأضاف أن المجموعات الإرهابية وخصوصاً تنظيم «داعش» تلقت «ضربة قوية في مناطق وسط سورية وتم تطهير حلب وريفها نهائياً من الإرهابيين».
وأوضح أنه تم خلال شهر «تحرير 50 بلدة أو ما يعادل 2700 كيلومتر مربع من سيطرة تنظيم «داعش» وتم فرض طوق حول مجموعة كبرى من الإرهابيين في بلدة عقيربات وسيتم الإعلان عن تحريرها قريباً».
وتطرق إلى الوضع حول دير الزور مشيراً إلى أن «الطيران الروسي زاد طلعاته بمعدل 60 إلى 70 طلعة يومياً للقضاء على الإرهابيين المحاصرين في مناطق عدة ويحاولون الانتقال إلى دير الزور». وأشار إلى أن تنظيم «داعش» نقل أقوى مجموعاته إلى دير الزور من الرقة والموصل».
وقال إن القوات السورية استردت بلدة السخنة الاستراتيجية وإنها تطور الهجوم باتجاه دير الزور حالياً، من ثلاثة محاور وبدعم من الطيران الروسي. وقال إن القوات الحكومية السورية تتقدم بمعدل 30- 40 كيلومتراً يومياً.
اعتراض شحنات كورية شمالية إلى وكالة سورية للسلاح الكيماوي
الأمم المتحدة (الولايات المتحدة) – رويترز
قالت الأمم المتحدة في تقرير سري في شأن انتهاكات العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية، أنه تم اعتراض شحنتين كوريتين شماليتين مرسلتين إلى وكالة تابعة للحكومة السورية مسؤولة عن برنامج الأسلحة الكيماوية السوري خلال الأشهر الستة الماضية.
وأوضحت لجنة من الخبراء تابعة للأمم المتحدة في التقرير الذي قُدم إلى مجلس الأمن في وقت سابق من الشهر الجاري والمؤلف من 37 صفحة إن «اللجنة تحقق في ما تحدثت عنه تقارير في شأن تعاون محظور بمجال الأسلحة الكيماوية والصواريخ الباليستية والأسلحة التقليدية بين سورية وجمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية».
وأضاف التقرير ان «دولتين عضوين اعترضتا شحنات كانت في طريقها إلى سورية. وأخطرت دولة عضو أخرى اللجنة بأن لديها أسباب تدفعها للاعتقاد بأن هذه البضائع كانت جزءاً من عقد لهيئة التعدين وتنمية التجارة الكورية مع سورية».
ولفت خبراء الأمم المتحدة إلى أن الجهات المرسل إليها الشحنات كيانات سورية وصفها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بأنها «شركات واجهة لمركز جمرايا السوري للأبحاث العلمية»، وهو كيان سوري قالت اللجنة بأنه «تعاون مع هيئة التعدين وتنمية التجارة الكورية في عمليات نقل سابقة لأشياء محظورة».
ولم يذكر التقرير تفاصيل في شأن موعد أو مكان عمليات الاعتراض تلك أو ما كانت تحويه الشحنات.
وقال خبراء الأمم المتحدة إن النشاطات التي حققوا في شأنها بين سورية وكوريا الشمالية تضمنت التعاون في شأن برامج صواريخ «سكود» السورية وصيانة وإصلاح صواريخ سورية أرض جو وأنظمة للدفاع الجوي.
ولم ترد بعثتا كوريا الشمالية وسورية في الأمم المتحدة على طلب للتعليق.
وأدرج مجلس الأمن «هيئة التعدين وتنمية التجارة الكورية» ضمن قائمة سوداء في العام 2009 ووصفها بأنها «الجهة الرئيسة لتجارة السلاح وتصدير المعدات التي لها صلة بالصواريخ الباليستية والأسلحة التقليدية في كوريا الشمالية». وفي آذار (مارس) 2016 أدرج مجلس الأمن أيضاً شركتين تمثلان «هيئة التعدين وتنمية التجارة الكورية» في سورية في القائمة السوداء.
وتفرض الأمم المتحدة عقوبات على كوريا الشمالية منذ 2006 بسبب برامجها للصواريخ الباليستية والأسلحة النووية، وعزز مجلس الأمن هذه الإجراءات رداً على خمس تجارب لأسلحة نووية وأربع تجارب لإطلاق صواريخ بعيدة المدى .
ووافقت سورية على تدمير أسلحتها الكيماوية في 2013 بموجب اتفاق توسطت فيه روسيا والولايات المتحدة، ولكن ديبلوماسيين ومفتشي أسلحة يشكون في أن سورية «ربما احتفظت أو طورت سراً قدرات جديدة في مجال الأسلحة الكيماوية».
وقالت «منظمة حظر الاسلحة الكيماوية» خلال الحرب الدائرة منذ أكثر من ست سنوات إن غاز «السارين» المحظور ربما استُخدم مرتين على الأقل في وقت استخدم فيه الكولور كسلاح على نطاق واسع. ونفت الحكومة السورية مراراً استخدام أسلحة كيماوية.
تأجيل الجولة المقبلة لمحادثات آستانة في كازاخستان
آستانة (كازاخستان) – رويترز، أ ف ب
أفاد وزير الخارجية الكازاخستاني خيرت عبد الرحمنوف اليوم (الثلثاء) بأن الجولة المقبلة من المحادثات بين روسيا وتركيا وإيران في شأن التوصل لتسوية لإنهاء الحرب الأهلية في سورية، أُجلت من أواخر آب (أغسطس) إلى منتصف أيلول (سبتمبر).
وقال عبد الرحمنوف للصحافيين: «وفقاً للمعلومات التي تلقيتها من روسيا، فإن الدول الضامنة وهي بالتحديد روسيا وتركيا وإيران، تعتزم عقد اجتماع فني قبل نهاية آب، حيث ستتفق على جدول الأعمال ومواعيد اجتماع آستانة المقبل على وجه الدقة»، مضيفاً: «من الخطط المبدئية عقد اجتماع في منتصف سبتمبر».
وأوضحت وزارة خارجية كازاخستان عبر موقع «فايسبوك» بأنه سيتم تحديد تاريخ المحادثات خلال اجتماع يعقد هذا الشهر بين خبراء من روسيا وتركيا وإيران، مشيرة إلى أنه «مبدئياً، قد نكون نتحدث عن منتصف ايلول (سبتمبر) تقريباً».
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للصحافيين في موسكو أمس إن «الاجتماع على مستوى الخبراء سيعقد بحلول نهاية الشهر الجاري أو مطلع ايلول (سبتمبر) المقبل». ولم يعط تاريخاً محدداً لمحادثات أستانة الفعلية. وكانت روسيا تخطط لانعقاد جولة جديدة من المحادثات في استانا أواخر آب (اغسطس) الجاري.
وخلال محادثات سلام سابقة عقدت في آستانة، وضعت كل من روسيا تركيا وايران خطة لإقامة «مناطق خفض التوتر» في أجزاء من سورية. وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية ستافان دي مستورا، أعرب عن أمله في إطلاق محادثات سلام «حقيقية وجوهرية» في تشرين الاول (اكتوبر) الماضي بين الحكومة السورية ومعارضة موحدة لم تتشكل بعد.
وتولى دي ميستورا سابقاً رعاية سبع جولات من المحادثات التي لم تحقق نجاحاً في جنيف، وشكل مصير الرئيس السوري بشار الاسد عقبة اساسية في تحقيق اي تقدم.
المعارضة السورية تفشل بالتوافق في اجتماعات الرياض
حلب – “القدس العربي” – عبد الرزاق النبهان: انتهت الثلاثاء اجتماعات الهيئة العليا للمفاوضات السورية مع منصتي موسكو والقاهرة، في الرياض، دون التوصل إلى توافق حول تشكيل وفد موحّد من المعارضة السورية إلى مفاوضات جنيف المُقررة في تشرين الأول/اكتوبر المقبل.
وقالت مصدر معارض لـ”القدس العربي”، إن الاجتماعات انتهت دون التوصل إلى اتفاق بين الهيئة العليا للمفاوضات و منصتي القاهرة وموسكو على صيغة واحدة لتشكيل وفد موحد ضد نظام الأسد في جنيف.
وأصدر الائتلاف الوطني السوري المعارض بياناً أعلن فيه، انتهاء اجتماع الرياض انتهى بين وفد الهيئــة العليا للمفاوضات ومجموعتي القاهرة وموسكو.
وجاء في البيان الذي تسلمت القدس العربي نسخه منه، إن الاجتماع قد نقاش الاتفاق على برنامج سياسي مشترك، حيث رفض ممثلو مجموعة موسكو الإقرار بأي نصٍّ يشير إلى مطلب الشعب السوري برحيل بشار الأسد، وأن لا يكون له أي دور في السلطة الانتقالية، إضافة إلى مطالب مجموعة موسكو بالإبقاء على دستور ٢٠١٢ مع بعض التعديلات، وهو الأمر الذي لا يمكن للهيئة العليا أن توافق عليه.
وأكد البيان أن هناك قدر مهم من التفاهم تم بين وفد الهيئــة العليا ووفد مجموعة القاهرة، فيما أعاق تشدد مندوبي مجموعة موسكو دون الاستمرار في الجهود لضم ممثلين عن المجموعتين إلى وفد المفاوضات.
أردوغان: لن نسمح لـ “ب ي د ” و ” ي ب ك” بتأسيس دولة لهما شمالي سوريا
(الأناضول): قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده لن تسمح أبداً لـ”ب ي د ” ولـ ” ي ب ك”، بتأسيس دولة لها شمالي سوريا.
جاء ذلك في كلمة ألقاها، الثلاثاء، أمام اجتماع لمسؤولين محليين، عقد في المجمع الرئاسي بالعاصمة التركية أنقرة.
وتحدث أردوغان عن أن “البعض يتحدث عن – مساعي – تأسيس دولة كردية، وأنا أعتبر هذا أهانة لأخوتي الأكراد، لأني أؤمن بأن أشقائي الأكراد لن يعطوا الفرصة لإنشاء مثل هذا الكيان سواء في شمال سوريا او جنوب تركيا.
وأضاف إن “حالة الطوارئ في تركيا تستهدف طرد التنظيمات وإخراجهم من جحورهم ودفنهم وتوفير الامن والاستقرار للشعب.”
ولفت الرئيس التركي الى تهديدات منظمة بي كا كا قائلاً : “يهدد الإرهابيون مخاتير القرى شرقي وجنوب شرقي تركيا بالقتل في حال تصويت أهالي قريتهم لأحزاب أخرى، ولا أكون مستوفياً لمسؤولياتي إذا ما استمرت هذه التهديدات “.
وأشار الى أن “ب ي د/ ي ب ك” أرادوا تشكيل ممر في شمال سوريا يمتد حتى البحر المتوسط، مؤكداً أنهم سيواصلون ضربهم أينما وجدوا، كما ضربوا ويضربون “بي كا كا” في جبال جنوب شرق تركيا وفي جبل قنديل بشمال العراق.
أنباء عن استعداد تركيا وإيران لشن عملية عسكرية مشتركة للقضاء على المتمردين الأكراد شمالي العراق
إسطنبول ـ «القدس العربي» من إسماعيل جمال: بعد ساعات من كشف صحيفة تركية عن اقتراح إيران على تركيا القيام بعملية عسكرية مشتركة بين الجيشين الإيراني والتركي ضد المتمردين الأكراد على الحدود بين البلدين وفي شمالي العراق، أكد الرئيس رجب طيب أردوغان أن بلاده وإيران تجريان مباحثات سياسية وعسكرية دائمة ورفيعة المستوى، وأن العملية العسكرية المشتركة «واردة في أي وقت».
ويبدو أن المقترح الإيراني جرى تقديمه خلال الزيارة الاستثنائية التي قام بها رئيس أركان الجيش الإيراني محمد باقري إلى أنقرة، الأسبوع الماضي، والتي استمرت لمدة ثلاثة أيام أجرى خلالها مباحثات مع أردوغان ووزير دفاعه نور الدين جانكلي، ورئيس الأركان خلوصي أكار.
وكشفت صحيفة «تركيا» اليومية، أمس، عن أن المباحثات تركزت على إمكانية القيام بعملية عسكرية مشتركة ضد المتمردين الأكراد في شمالي العراق ومناطق على الحدود المشتركة بين البلدين.
ويستخدم المتمردون الأكراد الأتراك (تنظيم العمال الكردستاني) والإيرانيون (حزب الحياة الحرة الكردستاني) مناطق في شمالي العراق لا سيما منطقة جبال قنديل كقواعد خلفية ينطلقون منها لتنفيذ هجمات داخل الأراضي التركية والإيرانية، وهو ما يجعل القضاء على وجودهم في شمالي العراق هدفاً مشتركاً بين البلدين.
وتشير الصحيفة إلى أن أنقرة أبلغت طهران بمخاوفها من خطط الولايات المتحدة لتعزيز دعمها للوحدات الكردية في سوريا وجعلها أداة قوية لها للتأثير على تركيا وإيران، وهو ما يعني أيضاً تقوية المسلحين الأكراد في شمالي العراق وربما وصول أسلحة متطورة إليهم من خلال الدعم الأمريكي لوحدات حماية الشعب في سوريا، وبالتالي فإنه سيكون من مصلحة طهران وأنقرة القضاء على المسلحين الأكراد في شمالي العراق.
وتلفت الصحيفة إلى أن تركيا تسعى إلى التوصل إلى تفاهمات نهائية حول العملية مع إيران قبيل الخامس من الشهر المقبل، وأن الجيش التركي أعطى خططا كاملة للعملية التي ستتمثل في التحرك من 9 نقاط لمهاجمة المواقع الخلفية للمسلحين الأكراد في شمالي العراق.
وهددت تركيا في السابق بالقيام بعملية عسكرية واسعة في شمالي العراق، لكن الحكومة العراقية أعلنت رفضها لأي تدخل عسكري تركي من دون الحصول على إذن مسبق من الحكومة المركزية في بغداد.
عشائر سورية تتجه لدعم الأسد: 4200 مقاتل تجندوا للمعركة المقبلة ضد «الدولة»
كامل صقر
دمشق ـ «القدس العربي»: قالت مصادر ميدانية من قوات العشائر المساندة للرئيس السوري بشار الأسد إن حوالي أربعة آلاف ومئتي مقاتل من أبناء العشائر السورية انضموا لقوات العشائر التي تقاتل إلى جانب الجيش السوري ضد تنظيم الدولة الإسلامية في البادية السورية ومحافظات الشرق السوري.
المصادر أكدت لـ «القدس العربي» أن معظم المقاتلين الذين انضموا مؤخراً لقوات العشائر هم من القرى والبلدات التي استعادها الجيش السوري في الأسابيع الماضية من قبضة تنظيم الدولة لاسيما من بلدات معدان، الصبخة، العكيرشة، غانم العلي، الشنان، البو حمد، وغيرها من بلدات ريف محافظة الرقة إضافة إلى مئات آخرين من عشائر دير الزور والحسكة. وحسب المصادر ذاتها فإن عدد مقاتلي العشائر ارتفع خلال شهر واحد من 2800 مقاتل إلى 7000 مقاتل، سيتلقون دعماً عسكرياً وتسليحياً بالمعدات والذخيرة من القوات الروسية الموجودة في سوريا.
يأتي ذلك مع أنباء تتحدث عن استنفار تام في صفوف مقاتلي تنظيم الدولة في محافظة دير الزور وعمليات تحشيد للتنظيم في تلك المحافظة التي يبدو أنها ستشهد واحدة من أعنف المواجهات خلال الفترة المقبلة، الأنباء تتحدث أيضاً عن تحصينات جديدة بدأ التنظيم ببنائها في المناطق الاستراتيجية لدير الزور استعداداً للمواجهة المرتقبة.
ويرى مراقبون أن انضمام أبناء العشائر في سوريا للقوات الحكومية قد يؤدي إلى تغييرات جوهرية في السيطرة على المحافظات الشرقية والشمالية الشرقية إذا ما حصل هذا الانضمام بأعداد كبيرة.
على الخط ذاته، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها الجوية «قتلت أكثر من 200 إرهابي، بتدميرها قافلة لتنظيم داعش كانت متجهة إلى مدينة دير الزور السورية».
وأضافت الوزارة في بيان لها أن «الطيران التابع للقوات الجوية الفضائية الروسية، دمر مجموعة كبيرة أخرى للمسلحين، أثناء توجهها إلى مدينة دير الزور، حيث يحاول الإرهابيون الدوليون، إعادة تجميع قواتهم وتجهيز موطئ قدمهم الأخير في سوريا».
وأشارت وزارة الدفاع إلى أن القوات الجوية الروسية، قتلت أكثر من 200 مسلح من تنظيم «داعش»، كما دمرت أكثر من 20 مركبة مزودة بأسلحة ذات عيار كبير وقاذفات قنابل، إضافة إلى عربات مدرعة، بما في ذلك دبابات، وشاحنات ذخائر، ضمن قافلة كانت متوجهة إلى دير الزور.
وقالت الدفاع الروسية إن المسلحين حاولوا خلال الشهر الجاري جمع قواتهم في محافظة دير الزور، في حين يطردهم الجيش السوري والطيران الحربي الروسي من مناطق جنوب الرقة وغرب حمص.
أمن النظام السوري يعتقل في دمشق الكثير من العوائل النازحة من دير الزور
هل بهدف مبادلتهم بالطيار الأسير لدى المعارضة؟
هبة محمد
حلب – دمشق – «القدس العربي»: نفذت الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري خلال الأيام الماضية حملات اعتقال موسعة، طالت عشرات العائلات النازحة من محافظة دير الزور إلى العاصمة السورية دمشق، وشملت الاعتقالات أطفال، وذلك بهدف مبادلتهم بالطيار الأسير لدى فصائل المعارضة السورية المسلحة التي أسقطت طائرته مؤخراً في منطقة البادية السورية.
ويقول الصحافي في شبكة فرات بوست صهيب جابر لـ»القدس العربي»: إن جهاز الأمن العسكري التابع للنظام السوري قام باعتقال عدد من العائلات من أبناء محافظة دير الزور بينهم أطفال ونساء وكبار سن، يقطنون في العاصمة دمشق، وهددت بتصفيتهم ميدانياً لاسباب مجهولة حتى اللحظة.
وأضاف، إن فرع الأمن العسكري في مدينة دمشق، اعتقل أيضاً عدداً من العائلات النازحة من أبناء الريف الشرقي لمحافظة دير الزور القاطنين في منطقة جرمانا في ريف دمشق، حيث أن غالبية المعتقلين من أبناء مدينة العشارة في ريف ديرالزور، معظمهم من الأطفال والنساء.
وأكد جابر أن قوات النظام رفضت إطلاق سراح المعتقلين إلى أن يُطلق جيش أسود الشرقية سراح الطيار المُعتقل الذي أسقطت طائرته منذ عدة أيام في منطقة القلمون، حيث كان جيش أسود الشرقية قد وضعاً شرطاً لمبادلة الطيار الأسير مع المقدم حسين هرموش المُعتقل لدى قوات النظام منذ سنوات عدة ، لافتاً إلى ان بين المعتقلين طفلاً لم يبلغ عمره الشهر ليصبح اصغر معتقل في سجون نظام الأسد.
وفي موازاة ذلك قالت القناة المركزية لقاعدة حميميم الروسية في سوريا أمس انها تلقت تطمينات من الولايات المتحدة الأمريكية بشأن الطيار الأسير، مرجحة اطلاق سراحه قريباً ضمن صفقة تبادل تشرف موسكو على ترتيبها، حيث قالت القاعدة الروسية «لم نتلق أي مؤشرات حول حدوث انتهاكات بحق الطيار السوري الأسير، ولدينا تطمينات من الجانب الأمريكي بضمان حصوله على العلاج اللازم لحين الإفراج عنه». وأضافت «حميميم» الروسية «من المرجح أن تكون عملية إطلاق سراح الطيار السوري الأسير عن طريق إجراء صفقة مبادلة ترعاها موسكو تقنياً وتحدد الحكومة السورية قواعدها الأساسية وتنفذ بناءً على ما يتم الاتفاق عليه مع المجموعات المتمردة (وفق وصفها) التي قامت بأسر الطيار».
وكانت القاعدة الروسية قد وجهت يوم الأربعاء الفائت ادانة إلى الولايات المتحدة الأمريكية في قضية تسليح كتائب المعارضة التي تمكنت يوم الثلاثاء من اسقاط ميغ 23 في السويداء جنوب سوريا.
وقالت القناة المركزية لقاعدة حميميم «تشير التقارير الأولية حول حادثة إسقاط المقاتلة السورية جنوب البلاد يوم أمس إلى ترجيح فرضية استهدافها بصاروخ حراري أرض – جو أطلق من قبل المجموعات المتمردة جنوبي البلاد، هذه الفرضية إن صحت فإن واشنطن ستكون المتورط الوحيد بتزويد هذه الجماعات بصواريخ فتاكة يمكن استخدامها لاسقاط طائرات مدنية تحقيقاً لأعمال تخريبية».
رفض “منصة موسكو” رحيل الأسد ينهي اجتماعات الرياض
محمد أمين
انتهت مباحثات بين عدة أطراف في المعارضة السورية من دون تحقيق تقدّم على صعيد القضايا التي كانت مطروحة للنقاش، للتوصّل إلى صيغة تُتيح تشكيل وفد واحد للمعارضة إلى مفاوضات جنيف، وفق رغبة الأمم المتحدة الراعية للمفاوضات.
وقال المتحدث الإعلامي باسم الائتلاف السوري أحمد رمضان لمجموعة من الصحافيين، من بينهم ممثل لـ “العربي الجديد”، إن “الاجتماع انتهى اليوم في الرياض وضمّ وفد الهيئة العليا للمفاوضات ومجموعتي القاهرة وموسكو”.
وقد ناقش الاجتماع حسب رمضان، الاتفاق على برنامج سياسي مشترك، وقد رفض ممثلو مجموعة موسكو الإقرار بأي نصٍّ يشير إلى مطلب الشعب السوري برحيل بشار الأسد، وألا يكون له أي دور في السلطة الانتقالية، إضافة إلى مطالب مجموعة موسكو بالإبقاء على دستور 2012 مع بعض التعديلات، وهو الأمر الذي لا يُمكن للهيئة العليا أن توافق عليه.
وأوضح المتحدث أن “هناك قدراً مهماً من التفاهم تم بين وفد الهيئة العليا ووفد مجموعة القاهرة، وقد أعاق تشدّد مندوبي مجموعة موسكو الاستمرار في الجهود لضم ممثلين عن المجموعتين إلى وفد المفاوضات”.
وكانت مصادر شاركت في المباحثات التي أجريت في الرياض، قد كشفت لـ”العربي الجديد” من العاصمة السعودية، أن منصة “موسكو” هي “المسؤولة عن فشل المباحثات”، مضيفة: “هي تريد وفداً واحداً للمعارضة في مفاوضات جنيف بمرجعيات مختلفة، وهذا أمر لم تقبل به الهيئة العليا، ومنصة “القاهرة”. وأشارت المصادر إلى أن منصة “موسكو” تعتبر مسألة مصير بشار الأسد “غير مطروحة للنقاش”، وهذا “يعدّ نسفاً لأبسط مبادئ الثورة السورية”.
وبيّنت المصادر أن “موسكو” تتمسّك بدستور عام 2012 الذي وضعه النظام، وتطرح مسألة “إصلاح النظام وليس تغييره”. ومع ذلك، فقد أشارت إلى أن الهيئة العليا “لن تنسف جسور التواصل مع منصة موسكو”، آملة أن تقوم الأخيرة بمراجعة مواقفها.
وعقدت في العاصمة السعودية الرياض، أمس الإثنين، مباحثات مشتركة بين الهيئة والمنصتين، من أجل تقريب وجهات النظر حول عدة قضايا، أبرزها تشكيل وفد واحد للمعارضة، يتولّى التفاوض مع النظام في جنيف.
ويضغط الموفد الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، على الهيئة العليا للمفاوضات لضم منصتي “موسكو” و”القاهرة” إلى وفدها المفاوض في جنيف.
وأعرب دي ميستورا، الخميس الماضي، في مؤتمر صحافي، عن أمله في إجراء “تفاوض جاد” بين النظام السوري ووفد موحّد للمعارضة، في أكتوبر/ تشرين الأول أو نوفمبر/ تشرين الثاني المقبلين، لافتاً إلى أن “الأزمة السورية ستشهد تحوّلات نوعية خلال الأشهر القليلة المقبلة”.
مصادر في المعارضة السورية: منصة “موسكو” تُفشل لقاء الرياض
محمد أمين
أكدت مصادر مطلعة في المعارضة السورية، أن مباحثات الرياض بين الهيئة العليا للمفاوضات، ومنصتي “القاهرة” و”موسكو”، لم تحقق “نتائج إيجابية” في مجمل القضايا التي كانت محور المباحثات.
وأوضحت المصادر لـ”العربي الجديد” من العاصمة السعودية، أن منصة “موسكو” هي “المسؤولة عن فشل المباحثات”، فهي تريد وفداً واحداً للمعارضة في مفاوضات جنيف بمرجعيات مختلفة، وهذا أمر لم تقبل به الهيئة العليا، ومنصة “القاهرة”. وأشارت المصادر الى أن منصة “موسكو” تعتبر مسألة مصير بشار الأسد “غير مطروحة للنقاش”، وهذا “يعد نسفاً لأبسط مبادئ الثورة السورية.
وبيّنت المصادر أن “موسكو” تتمسك بدستور عام 2012 الذي وضعه النظام، وتطرح مسألة “إصلاح النظام وليس تغييره”. ومع ذلك، فقد أشارت إلى أن الهيئة العليا “لن تنسف جسور التواصل مع منصة موسكو”، آملة أن تقوم الأخيرة بمراجعة مواقفها.
وبحسب نفس المصادر، فإنه “سيصدر في ختام المباحثات، اليوم الثلاثاء، بيان يدعو إلى استمرار التواصل بين الأطراف الثلاثة”.
وعقدت في العاصمة السعودية الرياض، أمس الإثنين، مباحثات مشتركة بين الهيئة والمنصتين، من أجل تقريب وجهات النظر حول عدة قضايا، أبرزها تشكيل وفد واحد للمعارضة، يتولى التفاوض مع النظام في جنيف. ويضغط الموفد الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، على الهيئة العليا للمفاوضات لضم منصتي “موسكو” و”القاهرة” إلى وفدها المفاوض في جنيف.
وأعرب دي ميستورا، الخميس الماضي، في مؤتمر صحافي، عن أمله في إجراء “تفاوض جاد” بين النظام السوري ووفد موحد للمعارضة، في أكتوبر أو نوفمبر المقبلين، لافتاً إلى أن “الأزمة السورية ستشهد تحولات نوعية خلال الأشهر القليلة المقبلة”.
معركة تحت الطاولة.. في الجرود
منير الربيع
في اليوم الثالث على معركة فجر الجرود، وما يحققه الجيش من تقدّم وسيطرة على تلال استراتيجية، ثمة من يشير إلى أن المعركة برمزيتها وأبعادها تتخطى مجرّد تحرير الأرض وضبط الحدود ومواجهة الإرهاب، لتنتقل إلى مرحلة الحديث عما بعد هذه المرحلة، لجهة تعزيز مفهوم الدولة والسلاح الشرعي. وهذا ما حصل على دعم عبر إشارة السفيرة الأميركية في لبنان اليزابيت ريتشارد، التي اعتبرت أن بلادها فخورة بدعم الجيش باعتباره المدافع الوحيد عن لبنان وشريكاً في المعركة المشتركة ضد تنظيم داعش.
مع كل يوم يمرّ، والمعركة تستمرّ، يعزز الجيش، مستنداً إلى الاجماع الوطني حوله، وجوده، ويتابع خطته الاستراتيجية القائمة على التقدم لحصر الإرهابيين في بقعة جغرافية ضيقة، بعد تضييق الخناق عليهم لإجبارهم على الإنسحاب. ويعمل الجيش على ربط التلال عسكرياً ببعضها البعض لتعزيز مواقعه وتحصينها.
ويعتبر بعض المراقبين أن ما يجري هو فرصة لاعطاء زخم لمفهوم الدولة ومؤسساتها العسكرية، تطيح بكل ما حكي سابقاً عن عدم قدرة الجيش وفعاليته. ما يؤسس لمرحلة مقبلة، عنوانها تفعيل المؤسسة الشرعية، ووظيفة الدولة الأمنية والعسكرية في ضبط الحدود والسلاح غير الشرعي. وذلك يضعف كل المنطق القائل إن الجيش ضعيف ويحتاج إلى من يحميه. وذلك ما أراد الجيش تكريسه من خلال خوضه معركة ناجحة، مصراً على عدم التنسيق مع أي جهة.
ثمة من يعتبر أن هناك معركة تحت الطاولة، وهذه المعركة بحقيقتها هي معركة قيام الدولة، التي تقع على عاتق الجيش، بانجازه العسكري الذي سيعطي دفعاً سياسياً ومعنوياً لمشروع الدولة. وهذا ما يرى فيه البعض، لا سيما من مناهضي حزب الله في قوى الرابع عشر من آذار، “خشية حزب الله من إنتصار الجيش وحده من دون مساعدة أو تنسيق معه أو مع النظام السوري”. ويؤكد عدد من أصحاب هذا الرأي البراءة من أي مؤامرة ضد حزب الله، معتبرين أن منطق الدولة سيصطدم بمشروع الحزب. وهذا ما تفرضه الوقائع ويعكسه التجاذب حول قيام الجيش بواجباته، وحيداً، مقابل التجاذب الحاصل حول حصول التنسيق وبث صور تشير إلى ذلك، فيما الجيش يعمل على نفيها وتأكيد عدم صحّتها.
يعتبر أصحاب وجهة النظر هذه أن حزب الله يريد القول إنه شريك في هذا الإنتصار، ولم يكن هذا التقدم الذي يحرزه الجيش ليتحقق لولا الجهود التي بذلها الحزب في الجرود القلمونية وفي جرود عرسال، فيما المعارضون لهذا الرأي يعتبرون أن هشاشة المعركة والبروباغندا التي اصطنعها الحزب في معركة جرود عرسال سقطت أمام ما يقوم به الجيش في جرود القاع ورأس بعلبك. وهذه قد تعمم مفهوم المطالبة بدور الجيش فحسب مقابل تهميش دور المقاومة. وهذا ما يعمل عليه أكثر من طرف.
“المدن” تنشر اتفاقية “خفض التصعيد” بين “فيلق الرحمن” وروسيا
حصلت “المدن” على بنود اتفاقية “خفض التصعيد” التي توصل إليها ممثلو “فيلق الرحمن” وروسيا في جنيف قبل أيام. وحملت الاتفاقية عنوان: “بشأن الخطوات لإيجاد حل شامل للقضية السورية بالوسائل السلمية في منطقة تخفيف التصعيد التي تضم كلا من جوبر والغوطة الشرقية”، وجاء فيها:
الجيش السوري الحر في جوبر والغوطة الشرقية ممثلاً بفيلق الرحمن والمشار إليه في الطرف الاول من هذه الاتفاقية، والاتحاد الروسي باعتباره أحد الدول الضامنة لعملية الاستانة والمشار إليه بالطرف الثاني، لغرض هذه الاتفاقية يؤكدان احترامهما لمبدأ سيادة الجمهورية العربية السورية، ووحدة اراضيها وسلامتها الاقليمية، وضرورة وقف القتال ضمن حل شامل في سوريا بناء على القرارات الدولية ذات الصلة ولا سيما بيان جنيف 1 وقرار مجلس الامن رقم 2118 والقرار رقم 2245 واتفاقية انقرة لوقف اطلاق النار المؤرخة بتاريخ 29 كانون الاول من عام 2016 واتفاق مناطق خفض التصعيد وتأكيداً للرغبة المشتركة لدى الجيش السوري الحر في جوبر والغوطة الشرقية ممثلاً بفيلق الرحمن والاتحاد الروسي للتوصل لاتفاق نوقع التالي:
1- تعتبر ديباجة هذا الاتفاق جزء لا يتجزأ من هذا الاتفاق.
2- يلتزم الطرفان بوقف اطلاق النار والانضمام على نظام وقف الاعمال القتالية ويرحبان بانشاء منطقة خفض التصعيد والمتضمنة جوبر والغوطة الشرقية حيث يتم تحديد وترسيم حدود منطقة خفض التصعيد في خريطة تعكس واقع الارض بين الجهتين المتنازعتين في يوم الاتفاق.
3- تتعهد جهتا النزاع بوقف جميع الاعمال العدائية ضد الجهة الاخرى اعتباراً من 18 آب في تمام الساعة 9 مساءً بتوقيت دمشق ويكفل الطرفان التوقف الفوري لاستخدام كافة انواع الاسلحة متضمنة الهجمات الجوية والصاروخية والمدفعية وقذائف الهاون بالاضافة إلى الاسلحة الخفيفة من جهتي النزاع. الجيش السوري الحر في جوبر والغوطة الشرقية ممثلاً بفيلق الرحمن وانطلاقاً من مبادئه يقوم باتخاذ جميع التدابير اللازمة لمنع استهداف جميع البعثات الديبلوماسية بما في ذلك السفارة الروسية في دمشق من الاراضي الخاضعة لسيطرة فيلق الرحمن في جوبر والغوطة.
4- اعتباراً من بدء نفاذ وقف اطلاق النار ترسم خطوط الفصل بين الجهتين المتنازعتين على خريطة تعكس واقع وحقائق الارض بين الجهتين المتنازعتين وقت التوقيع على الاتفاق. حدود الجبهات المسجلة غير قابلة للتغيير بشكل قطعي خلال فترة نظام وقف الاعمال القتالية.
5- يلتزم الطرف الاول لهذا الاتفاق بمنع وجود اي من منتسبي هيئة تحرير الشام (والمسماة سابقاً جبهة النصرة) في المناطق الخاضعة لسيطرته في منطقة خفض التصعيد ويشدد على موقفه الرافض ومحاربته لوجود تنظيم داعش والنصرة ولفكرهم المتطرف في اي من مناطق سيطرته، في حال استعداد منتسبي جبهة النصرة للمغادرة مع او بدون اسرهم إلى ادلب يتم توفير ضمانات للعبور الآمن من قبل الطرف الثاني لهذا الاتفاق.
6- يلتزم الطرفان بالتطبيق الكامل لهذا الاتفاق والوقف الكامل لجميع العمليات العسكرية في منطقة خفض التصعيد والتي تشمل جوبر والغوطة الشرقية بما في ذلك جميع الهجمات الجوية والصاروخية والمدفعية، ويعاقب على اي خرق للاتفاق وفقاً للالية الموافقة لاتفاقية وقف اطلاق النار والموقعة في انقرة.
7- يتخذ الطرفان جميع التدابير اللازمة لتحسين الحالة الانسانية في منطقة خفض التصعيد فوراً وتحقيقاً لهذه الغاية يكفل الطرفان ويسهلان الدخول الفوري لقوافل الاغاثة من الاغذية والادوية والاحتياجات الانسانية الاخرى من خلال نقطتي عبور يسيطر عليها الطرف الأول في عين ترما وحرستا ويرافقان ذلك اجلاء المرضى إلى المشافي السورية والروسية وفقاً لرغباتهم ويسمح توقيع هذا الاتفاق كذلك بدخول جميع المواد اللازمة لعملية اعادة الاعمار والتي تحدد بناء على طلب الطرف الاول يقوم ممثلو الاتحاد الروسي بعملية تفتيش القوافل.
8- يلتزم الطرف الثاني بتسهيل جميع المعاملات والنشاطات المدنية والاقتصادية والتجارية والسماح بدخول كميات كافية من البضائع والسلع يحددها الطرف الاول، إلى منطقة خفض التصعيد دون اي ضرائب او رسوم اضافية او زيادة على الاسعار لغرض هذا الاتفاقية، تشير البضائع إلى الغذاء والدواء والمعدات الطبية والوقود والمواد الخام ومواد البناء وجميع الاجهزة الكهربائية والميكانيكية والمعدات اضافة إلى كل ما يعتبر ضروري لسد الاحتياجات المدنية.
9- تدار منطقة خفض التصعيد من خلال مجلس قيادة مسؤول عن جميع الانشطة المدنية ويناط به انشاء لجنة عدالة وطنية لحل جميع النزاعات بين الاهالي المدنيين سلمياً.
10- يجوز بموافقة الطرفين وعند اقتداء الحاجة إضافة أي بنود أو تسجيلات أو مرتفقات او مواد منفصلة او بروتوكولات لفرض التحقيق من احكام هذا الاتفاق وتوضيحاته.
11- يقر الطرف الاول بقبول الاتحاد الروسي كضامن لتنفيذ هذا الاتفاق ويقبل بأن يكون هذا الطرف لتشكيل قوات مراقبة الاعمال العدائية تتمركز هذه القوات على طول خط الجبهة بين الجهتين المتنازعتين وفقاً للخريطة المرفقة بالاضافة إلى اي مواقع اخرى خارج مناطق خفض التصعيد.
12- عند بدء نفاذ هذا الاتفاق يتم تشكيل لجنة تمثل الجهتين المتنازعتين بالاضافة للاتحاد الروسي كضامن لتسهيل الافراج الفوري عن جميع المحتجزين والمخطوفين والاشخاص المغيبين قسراً من كلا الجهتين خلال فترة شهر واحد.
13- يعتبر هذا الاتفاق مقدمة لتهيئة بيئة سليمة لتنفيذ الحل السياسي الشامل وفقاً للقرارات الدولية المذكورة في الديباجة اعلاه، ولا يعتبر بديلاً عنهم في اي حال من الاحوال.
14- يبدأ تنفيذ هذا الاتفاق من تاريخ توقيع الطرفين.
وقعت في جنيف
16 آب 2017 في نسختين بالعربية والروسية وتتمتع كل نسخة بنفس القوة القانونية باللغة العربية والروسية.
إدلب: صراع تركي-أميركي؟
نشرت وكالة “الأناضول” مقالاً لأستاذ قسم العلاقات الدولية في جامعة يالوفا جنكيز طومار، بعنوان “أزمة إدلب وما وراءها من حسابات خفية”، قال فيه: عقب سيطرة النظام السوري على مدينة حلب الشمالية، باتت إدلب، المتاخمة للحدود التركية، القلعة التي تتحصّن فيها المعارضة، والنقطة المحورية في المعادلتين، العسكرية والسياسية.
وتتميّز محافظة إدلب بموقعها الجغرافي المهم، ومثّلت نقطة استراتيجية حيوية، على مدار سنوات الحرب الست، وستكون كذلك مستقبلاً، سلماً أم حرباً.
وبالتزامن مع تطهير مناطق سورية وعراقية متعددة، من تنظيم “داعش”، يبقى لافتاً، سيطرة “هيئة تحرير الشام”، بشكل مفاجئ، على القسم الشمالي لمدينة إدلب. وبالنظر إلى أحدث خريطة رسمتها الولايات المتحدة الأميركية لسوريا، فإنّ الجميع يدرك أنّ سيطرة “الهيئة” على هذا القسم، لم يكن من قبيل الصدفة. فهذه المنطقة رغم أهميتها، طوال سنوات الصراع، إلا أنها استحوذت على اهتمام أكبر، خلال العام الأخير.
وتأتي أهمية إدلب بالنسبة لتركيا، من كون تنظيم “الاتحاد الديموقراطي” سيطر على كامل الحدود التركية السورية، باستثناء إدلب، ومدينتي جرابلس والباب، في ريف حلب، اللتين تمّ تحريرهما بفضل عملية “درع الفرات”.
ومع موجة النزوح الأخيرة التي حصلت داخل سوريا، وعمليات إخلاء بعض المدن والمناطق المختلفة، بالاتفاق بين المعارضة والنظام، وصل عدد سكان محافظة إدلب إلى مليوني نسمة.
ولا يخفى على أحد أنّ احتقاناً كان موجوداً بين الفصائل في إدلب، بسبب رغبة “الهيئة” في إدارة شؤون المدينة، وفق تعاليم الشريعة. وسبق وقوع صدامات مسلحة، بسبب هذه القضية، بين فصائل المعارضة و”الهيئة”، التي سيطرت في النهاية، على مناطق واسعة من إدلب.
وبعد سيطرتها، تقدم “الهيئة” ذريعة للتدخل العسكري من قبل واشنطن، التي تنبهت بدورها، لإمكانية أن تتدخل تركيا عسكريا في منطقة عفرين أو محافظة إدلب.
وقد تسعى الإدارة الأميركية لحملة جديدة، تمد “الحزام الإرهابي” (في إشارة إلى مناطق سيطرة “الاتحاد الديموقراطي”)، في شمال سوريا، إلى البحر المتوسط، وحماية حليفها الجديد، تنظيم “الاتحاد الديموقراطي” في منطقة عفرين.
بالإضافة إلى ذلك، تكون واشنطن، عبر هذه الحملة، قد حققت مكاسب مهمة، في شمال سوريا، على حساب منافستها روسيا.
من جهة أخرى، يعتبر تنظيم “الاتحاد الديموقراطي” أن سيطرة فصائل المعارضة السورية التي تؤيد تركيا على إدلب، وفرضها حصاراً على عفرين، تهديداً لها.
ويحاول التنظيم، الذي يتوقع تدخلاً عسكرياً تركياً ضد عفرين في أي لحظة، ابتزاز واشنطن بأنه لن يستطيع الاستمرار في معركة استعادة الرقة من قبضة “داعش”، إن لم تتخذ التدابير لمنع التدخل التركي. وبالطبع، يمكن لتركيا استخدام حقها المشروع في الدفاع عن نفسها، وتنفيذ حملة عسكرية ضد فرع تنظيم “القاعدة” في إدلب، بعد الاتفاق مع روسيا. وما يعزز ذلك، أن موسكو لا ترى بأساً في استخدام ورقة تنظيم “الاتحاد الديموقراطي” عند الضرورة، تماماً مثلما فعلت في عملية “درع الفرات” ضد تنظيم “داعش”.
هذا الخيار سيزعج كثيراً، تنظيم “الاتحاد الديموقراطي” والولايات المتحدة، وسيثير عاصفة انتقادات تزعم أن تركيا لا تقدم الدعم في “الحرب على الإرهاب”.
لكن يجب الأخذ بالاعتبار، أن “هيئة تحرير الشام” تمتلك قوة كبيرة في إدلب، وأن عملية من هذا النوع ستكون لها تبعات سياسية وعسكرية، وستستغرق فترة طويلة. وبالتالي، فإن الخيار الثاني أمام تركيا، يتمثل بدعم فصائل المعارضة التي تحظى بتأييدها لاستعادة إدلب مجدداً. لكن هذا الوضع قد يمهد الطريق أيضاً، أمام دعم أجهزة استخبارات الدول، التي تتضارب مصالحها مع تركيا، لـ”هيئة تحرير الشام”.
إذا قررت واشنطن تنفيذ عملية عسكرية في إدلب، واستخدام عناصر تنظيم “الاتحاد الديموقراطي” كقوة برية على الأرض، فهذا يعني أنها تريد إنشاء حزام لهذا التنظيم، يصله بالبحر المتوسط. وفي هذه الحالة ستتدخل تركيا، بأي من خياراتها، مهما كلفها ذلك من ثمن.
محمد صبحي عن منتقدي زيارته لسوريا: منحطّون!
“بعد مسرحياتك عن الحق والعدل والكرامة الانسانية، ثمنك أقل من نصف قرش صدىء حين دعمتَ طاغيةً في بلدك وذهبت إلى حضن طاغية في دمشق نجس”. بهذه العبارات، علق ناشط في “تويتر” على زيارة الفنان المصري محمد صبحي الى دمشق، ولقائه بنجاح العطار، والتقاط صورة مشتركة وتظهر في خلفيتها صورة الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد ونجله بشار الاسد.
صبحي، واحد من فنانين مصريين زاروا سوريا أخيراً، وشنت عليهم حملات في مواقع التواصل الاجتماعي. ومن أبرز المنضوين في الوفد أيضاً الممثلة إلهام شاهين التي التقت المفتي السوري احمد بدر حسون، وأهداها نسخة من القرآن الكريم.
ورد صبحي على منتقديه، واصفاً اياهم بـ”المنحطّين”. وقال: “ان المعارضين أو بعض المنحطين أخلاقياً غضبوا لأني زرت سوريا”، على حد تعبيره. وتابع بالقول: “إذا كنتم سوريين فالأولى والأشجع بكم أن تذهبوا لتغيير النظام أما إذا كنتم غير سوريين فعليكم أن تتركوا النظام لأهل البلد، هم كفيلون به”.
وفي مداخلة أخرى عبر قناة “المحور”، قال صبحي: “لي أصدقاء في سوريا ودائمًا ما التقيهم مثل الدكتورة نجاح العطار، وهي أديبة ومثقفة، وهي صديقة منذ 20 عامًا، وصورة بشار كانت على الحائط وأنا بتصور.. هو كان مفروض أشيلها علشان أتصوّر؟”. وتابع: “لو السوريين متضايقين يروحوا يحرروا النظام، ومليش دعوة باللي قتل في سوريا”، مصراً على أنه لا يساند أي نظام في العالم، ولا تحركه أي جهات أو إغراءات، وأن الجناح الذي أنشأته مصر في معرض دمشق الدولي “مفرح ومشرف”.
النظام يتقدم نحو البوكمال.. والرقة تفقد المزيد من مدنييها
ارتفعت حصيلة الضحايا الذين سقطوا في مدينة الرقة جراء استهداف طائرات “التحالف الدولي” أحياء سكنية بالقرب من مواقع تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى 27 مدنياً، في وقت استأنفت فيه قوات النظام عملياتها ضد التنظيم في أقصى بادية حمص الشرقية، بهدف الوصول إلى مدينة البوكمال الحدودية مع العراق.
وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، الاثنين، إن 27 مدنياً قتلوا في قصف لطائرات “التحالف الدولي” على منطقة سكنية لا تزال تحت سيطرة تنظيم “داعش” في مدينة الرقة، موضحاً أن القصف الذي استهدف حارة البدو، وسط المدينة، أسفر عن مقتل 27 مدنياً، بينهم سبعة أطفال.
وكان “المرصد” وثق، الأحد، مقتل 17 مدنياً في الغارات، إلا أن الحصيلة ارتفعت الاثنين بعد انتشال المزيد من الجثث من تحت الأنقاض، لتبلغ حصيلة قتلى غارات “التحالف الدولي” على الرقة خلال أسبوع 125 مدنياً، بينهم 40 طفلاً.
ويجري القصف المكثف بالتزامن مع المعارك الدائرة بين مقاتلي التنظيم و”قوات سوريا الديموقراطية”، والتي تتركز حالياً في المدينة القديمة، وحيي الدرعية والبريد، فضلاً عن أطراف في وسط المدينة من الناحية الجنوبية.
وفيما ينفي “التحالف” تعمده استهداف مدنيين ويؤكد اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفادي ذلك، فإن تقريره الشهري الأخير، الذي صدر مطلع الشهر الحالي، أشار إلى مقتل 624 مدنياً على الأقل في ضربات “التحالف” منذ بدء عملياته العسكرية في كل من العراق وسوريا، لكن منظمات حقوقية تقدر أن العدد أكبر بكثير.
على صعيد آخر، قال “الإعلام الحربي المركزي” التابع لجيش النظام السوري، الاثنين، أن “الجيش وحلفاءه أحكموا سيطرتهم الكاملة على بلدة حميمة في ريف حمص الشرقي، وأوقعوا قتلى وجرحى في صفوف تنظيم داعش”.
من جهتها، قالت مواقع تابعة للمعارضة، إن قوات النظام استأنفت عملياتها في أقصى ريف حمص الشرقي، في مسعى منها للوصول إلى مدينة البوكمال الواقعة على الحدود السورية ــ العراقية، على أن تتابع تقدمها باتجاه دير الزور، فيما أعلن “داعش”، عبر وكالة “أعماق” التابعة له، أن “عملية استشهادية ضربت تجمعاً للميليشيات الشيعية في قرية حميمة ببادية حمص الشرقية”، من دون ذكر المزيد من التفاصيل.
ويعتبر التقدم في المحور الجنوبي لبادية حمص أساسياً للوصول إلى محافظة دير الزور، بالتوازي مع العمليات التي تجري على محاور ريف الرقة الجنوبي، ومدينة السخنة شرق حمص، فضلاً عن ريف حماة الشرقي.
وبعدما وصلت إلى نقطة الدويخيلية، الواقعة إلى الشرق من قرية حميمة، تسعى قوات النظام إلى السيطرة على مطار “تي 2” العسكري، باعتباره موقعاً أساسياً من مواقع التنظيم في المنطقة، فيما تقدر المسافة التي تفصلها عن دير الزور بنحو 90 كيلومتراً.
وكانت قناة “روسيا اليوم” قد نقلت عن وزارة الدفاع الروسية، الاثنين، أن قوات النظام تقترب من إنجاز “عملية تحرير المنطقة الوسطى”، مؤكدة تنفيذ الطيران الروسي نحو ألف طلعة قتالية منذ بداية الشهر الحالي لدعم تقدم النظام.
#كيماوي_الأسد: القاتل مازال طليقاً
من جديد يرفع السوريون شعار “#كيماوي_الأسد”، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد مرور أربع سنوات على مجزرة الكيماوي التي ارتكبها النظام السوري في الغوطة الشرقية، والتي راح ضحيتها أكثر من 1300 مدني في دقائق، اختناقاً بغاز الكلور السام، كواحدة من أبرز الجرائم ضد الإنسانية في البلاد منذ انطلاقة الثورة في البلاد العام 2011.
وأطلق “المكتب الإعلامي لقوى الثورة السورية”، حملة إلكترونية بالاسم نفسه، بالتعاون مع مكاتب ومؤسسات إعلامية معارضة، لإحياء ذكرى المجزرة، والتنديد مجدداً باستخدام نظام الأسد للأسلحة المحرمة دولياً، على اعتبار أن “القاتل ما زال طليقاً ولم تتم محاسبته على جريمته التي أثبتتها الأمم المتحدة في تحقيقاتها”، خصوصاً أن النظام استمر في استعمال الأسلحة الكيماوية بما في ذلك الهجوم الكيماوي المروع ضد المدنيين في بلدة خان شيخون بريف إدلب في شهر نيسان/أبريل الماضي.
تستمر الحملة خلال الأيام القادمة، كامتداد للحملات السابقة (#استنشاق_الموت في2014، #استنشاق_الكيماوي و#شهيق_الموت_كيماوي_الأسد في 2015 و#كيماوي_الأسد في 2016)، على أن تتضمن مواد فيلمية ومرئية “للتذكير بوحشية نظام الأسد الدكتاتوريّ وبمواقف المجتمع الدوليّ الّذي يدّعي الدفاع عن الحريّات وحقوق الإنسان في العالم، فقد سمحت تلك المواقف للدكتاتور الأسد وحلفائه الإيرانيّين والرّوس باستخدام شتّى أنواع الأسلحة وارتكاب المزيد من المجازر طيلة السنوات الّتي تلت الهجوم الكيماويّ”.
وجاء في بيان الحملة المنشور في “فايسبوك”: “ستبقى مأساة الشعب السوريّ صفحة سوداء في تاريخ السياسة العالمية الحديث، وستبقى مجزرة #كيماوي_الأسد الأكثر دلالة على الدعم العالميّ اللامحدود للإبادة الّتي يرتكبها نظام الأسد الإرهابيّ بحقّ الشعب السوريّ منذ آذار 2011 وإلى الآن”.
ستنتقل الحملة للأرض عبر تظاهرات في عدد من المدن حول العالم، للمطالبة بنقاط عديدة أبرزها: التأكيد على مسؤولية الأسد كقائد عام للقوات المسلحة عن الهجوم الكيماوي الذي أودى بحياة 1477 مدنياً، ورفض أي وجود له في حاضر ومستقبل البلاد وضرورة محاكمته كمجرم حرب. ورفض سياسة التساهل ومنح الوقت له من قبل المجتمع الدولي رغم وجود أدلة وتقارير تثبت مسؤليته عن استخدام الأسلحة المحرمة دولياً ضد المدنيين عشرات المرات.
في السياق، تطالب الحملة منظمات الصحة العالمية بتقديم الرعاية اللازمة للمصابين الناجين من جميع هجمات قوات الأسد بالغازات السامة كالسارين والكلور، وبسحب جائزة “نوبل” للسلام الّتي منحت بعد المجزرة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، “الّتي دمرت مخزون نظام الأسد الإرهابي من غازي السارين والخردل بينما تركت له غاز الكلور السام الذي ما زال يستخدمه على المدنيين أمام مرأى العالم”
النظام يخرق اتفاق جوبر.. ومعارك إستنزاف في القلمون
خرقت قوات النظام السوري اتفاق “تخفيف التوتر” الذي شمل كلاً من حي جوبر، وبلدة عين ترما في ريف دمشق، وقصفت البلدة بصواريخ من نوع “أرض – أرض”، في وقت تواصلت فيه معارك الاستنزاف في القلمون الغربي بين قوات النظام و”حزب الله”، وتنظيم “الدولة الإسلامية”.
وقال “الدفاع المدني” في ريف دمشق، الثلاثاء، إن قصفاً بأكثر من 20 صاروخ “أرض- أرض” استهدف الأحياء السكنية في بلدة عين ترما وأطرافها ما أسفر عن أضرار مادية “جسيمة”، وأشار إلى أن قصفاً مدفعياً رافق الاستهداف الصاروخي فجر الثلاثاء، من دون تسجيل إصابات بين المدنيين.
من جهتها، ذكرت وسائل إعلام النظام، أن “الجيش السوري استهدف بصواريخ فيل مواقع المسلحين في حي جوبر”، فيما نقلت شبكة “دمشق الآن” الموالية، أن “تسع صواريخ فيل استهدفت مواقع تنظيمي جبهة النصرة وفيلق الرحمن في جوبر وعين ترما”.
وانضم حي جوبر، شرقي العاصمة، إلى المناطق المشمولة باتفاق “تخفيف التوتر” ووقف إطلاق النار، في الغوطة الشرقية، وذلك بموجب اتفاق وقّعه “فيلق الرحمن” مع روسيا.
وينص الاتفاق على وقف إطلاق النار بكافة أنواع الأسلحة، ويشمل جميع المناطق التي يسيطر عليها “الجيش الحر” في حي جوبر، فضلاً عن تضمنه قراراً بفك الحصار عن الغوطة، والبحث في إطلاق سراح الموقوفين والمعتقلين من قبل كافة الأطراف المعنية بالاتفاق.
على صعيد متصل، نشر “فيلق الرحمن”، الثلاثاء، قائمة إحصائية بخسائر قوات النظام التي تكبدتها على جبهة حي جوبر خلال شهرين من المعارك منذ بدء النظام حملته العسكرية لاقتحام الحي والسيطرة عليه.
وبحسب الإحصائية، فقد قتل أكثر من 335 عنصراً من “الفرقة الرابعة”، وهي رأس حربة قوات النظام التي تحاول اقتحام الحي. كما أشارت الإحصائية إلى وجود 18 ضابطاً من بين القتلى، فضلا عن جرح أكثر من 800 عنصر، إلى جانب تدمير 27 دبابة وأربع آليات نوع “شيلكا” وست عربات “بي إم بي”.
وإضافةً إلى ما سبق، تمكن مقاتلو “الفيلق”، بحسب “الإحصائية”، من تدمير ثمانية بلدوزرات، وأربع عربات “فوزديكا”، وثلاث منصات إطلاق صواريخ من نوع “فيل”، وسبع مدافع عيار “23”، ورشاشات متوسطة وثقيلة، فيما واصل النظام اتباع سياسة التكتم حول حصيلة خسائره التي تكبدها على جبهتي جوبر وعين ترما.
على صعيد آخر، تواصلت معارك الاستنزاف بين قوات النظام السوري و”حزب الله” ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في القلمون الغربي، وسط أنباء عن وقوع خسائر بالآليات والعناصر في صفوف الطرفين.
وذكرت وكالة “أعماق” التابعة للتنظيم، الثلاثاء، أن 40 عنصراً من “حزب الله” قتلوا وجرح آخرون، جراء المواجهات العسكرية في مناطق وادي البرد وسن مشقتة وقرنة عجلون، وأضافت أن مقاتلي “داعش” صدوا محاولات التقدم من قبل القوات المهاجمة، مشيرة إلى “معارك عنيفة تشهدها المنطقة”.
من جهته، ذكر “الإعلام الحربي المركزي” التابع للنظام و”حزب الله”، أن “الجيش ومجاهدي المقاومة يتابعون تقدمهم في محاور جرود القلمون الغربي”، وأوضح أن القوات سيطرت على مرتفع شعبة صدر بيت بدرا، ووادي شعبة حرفوش، وشعبة البطيخ، والمصطبة في المحور الشرقي، إضافةً إلى مرتفع شعبة عجلون الكبير ومرتفع وادي حوراتة.
وكانت قوات النظام ومقاتلي “حزب الله” أطلقوا معركة “وإن عدتم عدنا” ضد التنظيم من منطقة القلمون الغربي في سوريا، والواقعة على الحدود مع رأس بعلبك اللبنانية، بالتزامن مع إطلاق الجيش اللبناني معركة “فجر الجرود” ضد التنظيم، على الحدود الشمالية الشرقية مع سوريا.
المعارضة السورية في الرياض: محاولة أولى فشلت
انتهى اجتماع منصات المعارضة السورية في العاصمة السعودية الرياض، الثلاثاء، على غير ما بدأ، خصوصاً لناحية الليونة التي أبدتها منصة موسكو بعدولها عن رفض المشاركة بالاجتماع الذي دعت إليه الهيئة العليا للمفاوضات، ولم يتفق المشاركون من منصتي القاهرة وموسكو والهيئة على تشكيل وفد واحد للجولة المقبلة من مفاوضات جنيف.
وقالت مصادر “المدن”، إن وفد منصة موسكو رفض نقاش أي طرح يتعلق بمصير الرئيس السوري بشار الأسد، حيث تصرّ الهيئة العليا للمفاوضات على ألا يكون هناك أي دور للأسد خلال المرحلة الانتقالية، وبالتالي يجب عليه الرحيل بمجرد إعلان بدء المرحلة الانتقالية في سوريا، في حين تعارض منصة موسكو هذا الطرح وترفض النقاش حوله حتى الآن.
وتطالب منصة موسكو بأن يكون الدستور السوري المعدل عام 2012 هو أساس العملية الانتقالية في البلاد، مع ما يعني ذلك من حفظ حق الأسد بالترشح إلى ولاية جديدة، أو البقاء على رأس السلطة إلى حين انتهاء ولايته الحالية مع تعيين خمسة نواب له.
رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد رمضان، قال إن “مجموعة موسكو (تطالب) بالإبقاء على دستور 2012 مع بعض التعديلات، وهو الأمر الذي لا يمكن للهيئة العليا أن توافق عليه”. لكنه أشار في المقابل إلى “قدر مهم من التفاهم تم بين وفد الهيئة العليا ووفد مجموعة القاهرة، وقد أعاق تشدد مندوبي مجموعة موسكو دون الاستمرار في الجهود لضم ممثلين عن المجموعتين إلى وفد المفاوضات”.
وكان الاجتماع قد بدأ يوم الاثنين وسط آمال مرتفعة بالتوصل إلى توافق بين مجموعات المعارضة لتشكيل وفد واحد يخوض مفاوضات مباشرة مع وفد الحكومة السورية في جولة جنيف المقررة في اكتوبر/تشرين الأول المقبل، خصوصاً بعدما سرت أنباء عن تفاهمات سعودية روسية، حملت منصة موسكو على القبول بالحضور إلى الرياض، بعدما كانت ترفض ذلك وتطلب نقل الاجتماع إلى جنيف.
وعقدت جلسة صباحية، الاثنين، استمرت ثلاث ساعات، بحث فيها المعارضون ملف الانتقال السياسي ومصيرالأسد. ولاحقاً، التقت الوفود مع مسؤولي وزارة الخارجية السعودية برئاسة وكيل الوزارة عادل المردود لمدة ساعة ونصف الساعة، قبل أن يعقدوا جلسة جديدة استمرت حتى وقت متأخر من ليل الاثنين.
وحضر الاجتماع عن وفد الهيئة العليا للمفاوضات كلاً من جورج صبرا، ونصر الحريري، وأحمد العسراوي، ومحمد حجازي، وعبد العزيز شلال، وحسن ابراهيم، وعبدالقادر مصطفى، ومحمد صبرة، في حين ضم وفد منصة القاهرة جمال سليمان، وفراس الخالدي، وعلي العاصي الجربا، وقاسم الخطيب، وعبدالسلام النجيب، ومحمد وفيق عرنوس، وأحمد كبتول، وعمار النحاس. أما وفد منصة موسكو فضم كلاً من؛ قدري جميل، ورضوان الطحان، وعلاء عرفات، ومهند دليقان، وفهد عزالدين، ويوسف سليمان، وعباس الحبيب.
وبحسب مصادر “المدن”، فإن محاولات حثيثة بدأت على الفور لجمع المنصات في اجتماع جديد، قبل اقتراب موعد مفاوضات جنيف، إلا أن الموعد لم يتضح بعد.
المطران عطا الله حنا يثير غضباً إسرائيلياً
دعت عضو لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي عنات بيركو، إلى سحب الجنسية الإسرائيلية من رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في القدس المطران عطا الله حنا، الذي زار سوريا مؤخراً والتقى بالرئيس السوري بشار الأسد، مثيراً غضب السلطة الإسرائيلية .
وأرسلت بيركو مذكرة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بينامين نتنياهو، ووزير الأمن الداخلي أرييه درعي، تطالب فيها بتجريده من الجنسية الإسرائيلية فوراً. وكتبت بيركو “لا يدور الحديث عن لقاء ديني-عقائدي، بل عن لقاء مثير للغضب في إسرائيل الدولة التي منحته المواطنة، يعيش، ويكسب مصدر رزقه فيها. لهذا، أوصي.. العمل سريعاً لسحب مواطنته الإسرائيلية”.
كما طالبت النائب الإسرائيلية بإعلان المطران عطا الله حنا “شخصية غير مرغوب فيها”، وأضافت أن “كل من زار بشار الأسد، والدولة العدوة، سوريا، مدعو لمغادرة إسرائيل والعيش في سوريا”.
وزارة الداخلية الاسرائيلية، أعلنت من جهتها، أنها بعث برسالة النائبة إلى المستشارين القانونيين لهيئة السكان والهجرة “بهدف الحصول على استشارة قانونية” حول مطالب بيركو.
في المقابل، أكّد المطران حنا أن تعرّضه “لتحريض” اسرائيلي بسبب لقائه الأسد ودوره في أزمة الأقصى، وقال تهديده بالإبعاد والاعتقال، لن يثنينه عن مواقفه “في قضايا فلسطين والعالم العربي”. وأضاف حنا، بحسب تصريحات لوسائل إعلام، أن زيارته إلى سوريا “كانت زيارة كنسية وروحية وإنسانية وتضامنية”، وأنه أكد خلال لقائه الأسد أنّ “المتآمرين على سوريا هم المتآمرون على فلسطين”.
الغوطة الشرقية: المعبر لم يعد حكراً على المنفوش/ رائد الصالحاني
انتهى عهد الاحتكار الذي فرضه التاجر المقرب من النظام أبو أيمن المنفوش، على الغوطة الشرقية عبر مخيم الوافدين، بعدما كان مسؤولاً لفترة طويلة عن إدخال المواد الغذائية والتموينية من دمشق إلى الغوطة، مقابل إخراج الألبان والأجبان والحليب من معامله، والخضار والفواكه من مزارعي الغوطة الشرقية بالإضافة إلى المفروشات.
وجاء انتهاء عهد المنفوش مع نهاية شباط/فبراير 2017، حين حاولت فصائل المعارضة دخول العاصمة دمشق من محور كراجات العباسيين بالتزامن مع معارك حيي القابون وتشرين، فقام النظام حينها بإغلاق الطريق أمام سيارات المنفوش للضغط على فصائل المعارضة وفرض سياسة التجويع على أهالي الغوطة الشرقية للانسحاب من مواقعهم في كراجات العباسيين. في تلك اللحظة اقتربت نهاية عقد المنفوش مع النظام.
الإطاحة بالمنفوش جاءت بتوجيه من “جيش الإسلام”، الذي سعى إلى تحويل دوما إلى سوق تجاري كبير يتحكم فيه بالمواد التي تدخل بقية مدن الغوطة الشرقية الغوطة الشرقية. والمنفوش ابن مدينة مسرابا، التي تقع على الخط الفاصل بين القطاع الأوسط الذي يسيطر عليه “فيلق الرحمن” وقطاع دوما الخاضع لسيطرة “جيش الإسلام”، وله علاقة بالصراع الداخلي المستمر منذ أكثر من عام بين الطرفين العسكريين الأقوى في الغوطة. وعمد “جيش الإسلام” وبشكل غير مباشر إلى تكوين تحالف اقتصادي “دوماني” جديد بدلاً من المنفوش، مؤلف من تاجرين اثنين؛ أحدهما من آل حسابا والآخر من آل الوزير، المقربين من “جيش الإسلام”. ورفع “التحالف الدوماني” سقف المناقصة المقدمة للنظام، إلى 300 مليون ليرة شهرياً، بعدما كان المنفوش يدفع مبلغ 200 مليون ليرة للنظام مقابل خط التهريب. فرق السعر الذي سيصب في مصلحة النظام، سيؤخذ عملياً من جيوب أهالي الغوطة الشرقية وتجارها الصغار بشكل مباشر.
وبدأ تحالف “حسابا/الوزير” بإدخال البضائع إلى دوما، بعد كسب “المناقصة” مع النظام منذ مطلع حزيران/يونيو، مع رفع الأسعار بنسبة واضحة وزيادة نسبة الربح للمواد التي يتم إدخالها وإخراجها من وإلى الغوطة. ووصلت نسبة الزيادة في أسعار البضائع إلى 100 في المئة عن أسعار دمشق، بعدما كانت لا تتعدى الـ40 في المئة في أيام المنفوش.
تلك “المناقصات” تتم مع “الحرس الجمهوري” بشكل مباشر، وبعلم كامل من قيادات النظام، المستفيدة الأولى والأخيرة من تلك العملية. وبالإضافة للمبلغ المرصود شهرياً، يستفيد النظام من عملية تصريف العملة الصعبة وفارق سعر الصرف في الغوطة الشرقية عنه في دمشق. والتاجر المتحكم بالطريق يُدخل إلى الغوطة الشرقية دولارات ويخرج منها عملة سورية، وبالعكس، فتكون الإستفادة من فرق سعر الصرف الواضح بين دمشق والغوطة الشرقية، والذي يصل أحياناً إلى أكثر من 20 ليرة سورية للدولار الواحد، بحسب العرض والطلب. غير أن قيادة النظام تعمد دورياً إلى تغيير الضباط الموجودين عند معبر مخيم الوافدين والتابعين لـ”الحرس الجمهوري”، لتجنب صفقات خارجية يمكن أن تجري بين هؤلاء الضباط وتجار الغوطة وقادة الفصائل لإدخال المواد المحرّم عليهم إدخالها، كالالكترونيات وحمض الليمون والمواد التي قد تدخل في صناعة المتفجرات، بالإضافة إلى المحروقات والسلاح الذي يمكن أن يُشترى من السوق السوداء التي يديرها ضباط في قوات النظام والميليشات الموالية، كما كان يحصل سابقاً في حي برزة مع ضباط من عش الورور، والذين لطالما زودوا الفصائل بسلاح وذخائر مقابل مبالغ مالية كبيرة.
الصفقات مع النظام تتجدد شهرياً بشكل دوري وبالقيمة المتفق عليها، إلا أنه ومنذ دخول “حسابا والوزير” إلى الخط التجاري بقوة، والذين تبعهم تاجر من آل عبد الدايم، المنحدر أيضاً من مدينة دوما، تغيّرت معادلة الطريق، بشكل لا يؤثر نهائياً على النظام. وبات كل تاجر يُدخل البضائع بصفقة مستقلة لمدة معينة، يمكن أن تبدأ بخمسة عشر يوماً وتنتهي بثلاثين يوماً، يتم خلالها دفع مبالغ مالية للنظام مقابل إدخال وإخراج البضائع من الغوطة وإليها. وعاد المنفوش مجدداً إلى الخط التجاري بسبب قوته المالية، ووصوله لدى النظام، ولكن هذه المرة ليس لوحده.
اختلاف المبالغ المالية المدفوعة للنظام يؤثر بشكل مباشر على أسعار المواد في الغوطة الشرقية، فضلاً عن سعر صرف الدولار الأميركي، ما يجعل السوق في حالة تخبط دائم. وبهذه الحالة، فإن كل تاجر يعقد صفقة للسيطرة على الطريق لمدة معينة، في حين يعمل التجار الثلاثة الآخرون تحت عهدته، فيتم إدخال وإخراج بضائعهم بواسطة المُسيطر اللحظي على الطريق وبنسبة يفرضها. ثم تتغير الصفقة بعد أيام ويدخل تاجر آخر من الرباعي الاقتصادي للغوطة من جديد إلى سوق تجارة الحرب.
هؤلاء التجار الأربعة، يمكن أن يُطلق عليهم لقب “العمود الاقتصادي للغوطة الشرقية” في الوقت الحالي، بعد ولادتهم الجديدة التي أدت إلى نقلة نوعية في أعمالهم؛ من تجار مواد غذائية صغار إلى أصحاب رؤوس أموال، وذلك بعد إغلاق الطرق المؤدية إلى الغوطة الشرقية بعد الهجوم الكيماوي الذي استهدف بلدتي زملكا وعين ترما في آب 2013. حينها بدأ احتكار المواد ومضاعفة أسعارها حتى وصل ثمن كيلو السكر في الغوطة الشرقية إلى 3200 ليرة في الوقت الذي كان فيه لا يتعدى 200 ليرة سورية في أسواق دمشق. الهيمنة الاقتصادية التي فرضها كلٌ من “عبد الدايم وحسابا والوزير” على السوق، وشبكة العلاقات الواسعة التي وصلت إلى ضباط النظام، حولتهم إلى تجار حرب من الدرجة الأولى. ولكن في ذلك الوقت لم يكن باستطاعتهم التغلب على “المنفوش” مادياً، فالمنفوش يملك شبكة علاقات أوسع، فضلاً عن امتلاكه لمعامل ألبان وأجبان ومزراع مواشي منذ ما قبل الثورة. الأمر الذي جعله، وبموافقة من فصائل الغوطة الشرقية وعلى رأسهم “جيش الإسلام”، ومن قبله “جيش الأمة” سابقاً، يفتتح خطاً تجارياً مع النظام لكسر الحصار المفروض على مدن وبلدات الغوطة، وذلك بعد مرور كافة البضائع على المكتب الإقتصادي في دوما، والذي تشكل مع فتح طريق المخيم.
وانتقلت الهيمنة العسكرية على المكتب الذي من المفترض أن يتبع للمجلس المحلي إلى “جيش الإسلام” بعد القضاء على “جيش الأمة”. الأمر الذي يرجح أن إنهاء “جيش الأمة” من قبل “جيش الإسلام”، كان بغرضين؛ أحدهما ضمن سياسة الاستئصال العسكري وهيمنة الطرف الواحد، والآخر اقتصادي للسيطرة على الطريق التجاري، وفرض نسبة تقارب 15 في المئة على كل مادة تخرج أو تدخل من وإلى الغوطة. وهنا نتحدث عن مئات الملايين شهرياً.
لكل تاجر من هؤلاء شبكة من الصرافين وتجار الأموال الصغار المتعاملين معه، يُدخلون لهم الحوالات التي تصلهم عبر السوق السوداء في العاصمة دمشق، دورياً، بالعملة السورية والصعبة. “جيش الإسلام” ومع انتهاء عهد المنفوش، دفع “المكتب الأمني” التابع له لمحاربة المنفوش اقتصادياً، عبر شبكة الصرافين وتجار الدولار المتعاملين معه بشكل مباشر. المكتب بدأ باستدعاء تجار الدولار المتعاملين مع المنفوش تباعاً، وإيقاف تحويلاتهم المالية التي انتقلت بشكل روتيني إلى تحالف “حسابا والوزير”. وسُجل استدعاء أكثر من 20 صرافاً ومصادرة أموالهم، بتهمة توريد أموال إلى “هيئة تحرير الشام” و”فيلق الرحمن”، أعداء “الجيش”. وجاءت تلك الاستدعاءات بمثابة “فرك أذن” للمنفوش، وللتضييق على “الفيلق”. وأعاد المكتب الأمني الأموال المصادرة إلى أغلب التجار، مع تنبيه بوجوب عدم التعامل مع “تنظيم القاعدة” وتوريد أموال لهم. في حين صادر مئات الآلاف من الدولارات التي تعود لبعض التجار ورفض إعادتها لهم، لنفس السبب والتهمة.
عملية إدخال البضائع غير الغذائية إلى الغوطة الشرقية، تأتي عبر طلبيات يتم التوصية عليها من تجار صغار، وعن طريق حيتان المعبر التجاري. فالتاجر الصغير أمام خيارين؛ إما أن يشتري البضائع من دمشق ويدفع ثمنها، ويبقى “حوت” المعبر بمثابة صلة وصل، ويتم احتساب نسبة التوصيل على الوزن لكل مادة لوحدها. أو أن تتم توصية أحد أعضاء “التحالف” على كمية مواد معينة يدخلها معه أثناء “مناوبته”، وتُحتسب الضريبة عليها على الوزن بحسب المادة أيضاً. الأمر ينطبق أيضاً على إخراج البضائع من الغوطة. فالكثيرون من أصحاب المعامل التي لا تزال قائمة، يعتمدون على العاصمة دمشق لتصريف بضائعهم؛ من الرخام الخام إلى الخشبيات مروراً بالمنسوجات والزيوت والزيتون، حتى أن بعض التجار قاموا بإخراج مصانع كاملة من الغوطة الشرقية إلى دمشق عبر المنفوش، مقابل مبالغ وصلت إلى ملايين الليرات.
وبذلك تصب الدورة الاقتصادية في الغوطة الشرقية، في مصلحة النظام بقيمة أكثر من نصف مليون دولار شهرياً، ليُصرف جزء منها على تمويل المليشيات التي تساهم في قتل أهالي الغوطة الشرقية على مدار الساعة.
المدن
اجتماعات الرياض السورية تختبر التوافق السعودي الروسي
انتهى اليوم الأول من اجتماعات الهيئة العليا للمفاوضات السورية مع منصتي موسكو والقاهرة، في الرياض الإثنين، من دون خروج الدخان الأبيض حول تشكيل وفد موحّد من فصائل المعارضة السورية إلى مفاوضات جنيف المُقررة في تشرين الأول/اكتوبر المقبل. وشارك في الاجتماعات وفد دبلوماسي سعودي، برئاسة وكيل وزارة الخارجية السعودية عادل المردود.
وأوضح ممثل “منصة موسكو” قدري جميل، أن اللقاءات تطرّقت إلى موضوع تشكيل الوفد الموحد، بالإضافة إلى مسألة التعديلات الدستورية المطلوبة بانتظار إقرار الدستور الجديد، ووضع الرئاسة خلال المرحلة الانتقالية. وقال جميل إن موقف “منصة موسكو” من تشكيل الوفد الواحد “هو الدخول في مفاوضات من دون شروط مسبقة حول الدستور أو حول الرئاسة”، مضيفاً أن النقاشات لم تصل إلى نتائج بعد.
في السياق ذاته، وصف زهير الحارثي، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى السعودي، تصريح وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف عن وجود تنسيق بين روسيا والسعودية ومصر لتشكيل وفد موحّد من المعارضة السورية، بأنه “تطور مهم في حلحلة الأزمة السورية التي تعاني جموداً منذ فترة”، مؤكداً أن موقف روسيا “يصبّ في اتجاه دعم التحرّك السعودي من أجل الوصول إلى مرحلة منتجة لموقف المعارضة السورية”.
وأضاف الحارثي في تصريحات نقلتها وكالة “سبوتنيك” الروسية، أن “تحرّك السعودية لإيجاد جبهة موحّدة للمعارضة السورية، بدعم روسي، من الممكن أن نسميه اختراقاً حقيقياً للوضع الراهن المتجمد، ويبدو أن هناك رغبة أكيدة لإغلاق هذا الملف، وأنه أخذ أكثر من وقته”.
وأكد المسؤول السعودي أن ليس لبلاده مصلحة في سوريا “سوى تدعيم الاستقرار لسوريا عربية موحّدة ولذا وقفت موقفاً صارماً وواضحاً منذ بداية الأزمة برفضها آلة القتل وتهجير الأبرياء ولم تتدخل بشكل سلبي بل دعمت خيارات الشعب السوري وظلت تدافع عن مصالحه بتهيئة الأجواء للمعارضة الشرعية لكي تطرح رؤاها للمجتمع الدولي وتعكس مطالب الشعب السوري”.
وأضاف أن “المبادرة السعودية في لمّ شمل المعارضة السورية تحت سقف واحد ودفعها باتجاه توحيد الرؤى إزاء معالجة الأزمة الراهنة، هو رغبة سعودية لتحريك المياه الراكدة في نسيج المعارضة السورية وتفعيل دورها في وقت يستدعي هكذا تحرك”.
واعتبر الحارثي أن المسألة “تتطلب قراءة جديدة للمعطيات الراهنة وللتحولات التي جرت على الساحة الدولية بما لا يتعارض مع الأسس والثوابت وبما يسمح بتفاعل حقيقي وجاد يحقق في نهاية المطاف تطلعات الشعب السوري”.
في غضون ذلك، أعلن وزير خارجية كازاخستان خيرت عبد الرحمنوف، الثلاثاء، عن تأجيل الجولة الخامسة من المفاوضات السورية في استانا، التي كان من المُقرر عقدها في أواخر آب/أغسطس الجاري.
وقال عبد الرحمنوف إن روسيا وتركيا وايران تعتزم عقد اجتماع فني قبل نهاية الجاري، وستتفق على جدول الأعمال ومواعيد اجتماع آستانا المقبل. ورجّح عبد الرحمنوف أن تُعقد الجولة الخامسة في منتصف أيلول/سبتمبر المقبل.
لا أوهام إيرانية في سوريا: الأسد دكتاتور، لكنه دكتاتورنا
تركيا وإيران تتفقان على القيام بعملية عسكرية مشتركة تعرقل استقلال كردستان العراق.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يؤكد خلال زيارته للعاصمة الأردنية عمان على أن “العالم الإسلامي يعيش أياما عصيبة، ويجب أن نستمر في تضامننا بمزيد من الدقة في هذه الفترة الحساسة التي يتشكل فيها مستقبلنا”
أنقرة – تنظر تركيا وإيران في إمكانية عرقلة مساعي إقليم كردستان العراق للاستقلال عن بغداد، عبر القيام بعملية عسكرية منسقة ضد فصائل كردية تتخذ من المثلث الحدودي قرب إيران وتركيا قاعدة لها، رغم اختلاف مقاربتهما إزاء مصير الرئيس السوري بشار الأسد.
وإقامة كيان كردي مستقل على الحدود بين البلدين قد تسهم في خفض مستوى تصعيد أنقرة وإصرارها على رحيل الأسد، عبر تهدئة حدة خطابها السياسي. ورغم ذلك لا تزال طهران مصرة على رؤيتها بربط مصيره بمصالحها البراغماتية والمذهبية في آن واحد.
ونقل رئيس فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني عن المرشد الإيراني علي خامنئي قوله إن بلاده تنظر إلى سوريا من باب المصلحة، بغض النظر عن اعتبار بعض المسؤولين الإيرانيين الأسد دكتاتورا.
وقال سليماني، خلال مشاركته في المؤتمر العالمي الـ15 ليوم المساجد في طهران، إن “بعض أصدقائنا الذين يتبوؤون مناصب رفيعة داخل البلاد وخارجها، كانوا يقولون: لا تدخلوا سوريا والعراق، احموا إيران وهذا يكفي، حتى أن أحدهم قال: هل نذهب لندافع عن الدكتاتوريين؟ بينما المرشد أجاب بالقول: هل ننظر إلى أي حاكم للدول التي نقيم علاقات معها هل هو دكتاتور أم لا؟ نحن نراعي مصالحنا”.
وتجمع إيران وتركيا على الطبيعة الدكتاتورية لنظام الأسد، لكنهما مختلفتان جذريا في كيفية مقاربة العلاقة مع سوريا في المستقبل.
لكن ليس للبلدين نفس الرؤية بالنسبة لمنطقة شمال العراق التي باتت تمثل تهديدا للجانبين، ينذر بإمكانية التعاون عسكريا لعرقلة قيام دولة كردية مستقلة في المنطقة.
وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن عملية مشتركة مع إيران ضد المقاتلين الأكراد “مطروحة على الدوام”، بعد أسبوع من زيارة قام بها رئيس الأركان الإيراني الجنرال محمد باقري إلى تركيا، وناقش الطرفان سبل التعاون ضد المسلحين الأكراد.
ونقلا عن تقرير نشرته صحيفة “توركيي” التركية، الاثنين، فإن إيران قدمت “اقتراحا مفاجئا” لأنقرة لبدء تعاون مشترك ضد المسلحين الأكراد في منطقتي قنديل وسنجار في شمال العراق.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاقتراح شكل مفاجأة لأنقرة، إذ يشكو المسؤولون الأتراك منذ زمن طويل من أن طهران تركت تركيا تحارب بمفردها كوادر حزب العمال الكردستاني وبنيته المالية وأنشطته السياسية.
وتخوض تركيا معارك استمرت لعقود ضد حزب العمال الكردستاني المحظور، فيما تقاتل قوات الأمن الإيرانية جناح الحزب على أراضيها، المعروف بحزب الحياة الحرة الكردستاني، وللجماعتين قواعد خلفية في العراق.
ومن غير المرجح أن يصل مستوى التنسيق إلى القيام بعمليات ضد قواعد الحزب من خلال قوات مشتركة بين الجانبين، لكن من غير المستبعد أيضا أن يشن الطرفان هجومين متزامنين في منطقتين جغرافيتين مختلفتين منعا للصدام بينهما.
وإذا حدث ذلك فسيكون كافيا لتعطيل إجراء الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان العراق، الذي أعلنه رئيس الإقليم مسعود البارزاني، بحجة قتال قوات حزب العمال الكردستاني في جبال سنجار والمناطق المحيطة بها.
قاسم سليماني: إيران تنظر إلى سوريا من باب المصلحة، بغض النظر عن دكتاتورية الأسد
ويقول خبراء عسكريون إن دخول قوات تابعة لتركيا وإيران إلى المنطقة سيكون من أجل بقائها هناك لفترات تسمح لطهران وأنقرة بالتأكد من تراجع الهدف المعلن لاستقلال الإقليم، دون وضع حدود زمنية معينة.
وقال باقري، الاثنين، إنه تم الاتفاق خلال الزيارة على أن تعزز تركيا انتشارها على حدودها مع إيران.
وأضاف “أن تحركات تركيا وإيران تكمل الواحدة الأخرى. لقد توصلنا إلى اتفاقات جيدة لمنع مرور الإرهابيين على جانبي الحدود”.
وأشار مسؤولون هذا الشهر إلى أن تركيا بدأت بالفعل بناء “جدار أمني” على امتداد جزء من حدودها مع إيران، على غرار حاجز مشابه على الحدود السورية.
ويمر البلدان بمنعطف صعب في علاقتهما بالولايات المتحدة، إذ وضعت الإدارة الأميركية الجديدة إيران تحت ضغط دائم إثر تهديد الرئيس دونالد ترامب طوال الوقت بالانسحاب من الاتفاق النووي، بالإضافة إلى العمل على استراتيجية تطمح للحد من النفوذ الإيراني في كل من العراق وسوريا.
وفي الوقت ذاته يشعر أردوغان بمحدودية الخيارات أمام دعم أميركي غير محدود لقوات سوريا الديمقراطية، التي يهمين عليها الأكراد السوريون، في قتالها تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة الرقة السورية.
وإلى جانب استفتاء كردستان، شجع التصعيد مع الولايات المتحدة، باختلاف درجاته، تركيا وإيران على البحث عن أرضية مشتركة للتعاون، في صورة قتال الأكراد على الحدود العراقية مع البلدين.
وفي ظل تخبط يسود السياسة الخارجية التركية جراء التوتر في علاقات أنقرة مع كل من موسكو وواشنطن وسوء تلك العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، يجد أردوغان نفسه مضطرا للتعامل ببرغماتية مع الإيرانيين الذين عمد في السابق إلى توجيه انتقادات لاذعة لهم، ولحكومة رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، التابعة لطهران.
فالسجال الذي جرى بين أردوغان والمالكي قبل نحو عامين اتخذ منحى مذهبيا صارخا، بدت معه الخلافات بين سنة وشيعة العراق كنزاع بالوكالة بين إيران وتركيا.
وبعد ذلك انتقد أردوغان تنامي “النزعة القومية الفارسية” في المنطقة، خصوصا في ما يتعلق بنفوذ الميليشيات الشيعية في العراق.
ومنذ إعلان البارزاني عن إجراء استفتاء على استقلال الإقليم، تراجعت كثيرا علاقات أربيل وأنقرة، لكن ليست هذه العقبة الوحيدة في طريق العملية العسكرية المزعومة.
وسيكون على تركيا الدخول في نقاش موسع مع إيران حول علاقات ميليشيات الحشد العشبي بفصائل حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.
وتقيم ميليشيات الحشد الشعبي الموالية لإيران علاقات متينة، تقترب من التحالف، مع القوات التابعة للحزب الكردي المحظور في منطقة سنجار.
وتسعي ميليشيات الحشد الشعبي حاليا إلى استغلال معركة قضاء تلعفر، التي انطلقت فجر الأحد، للحصول على موطئ قدم قرب الحدود التركية، بهدف تحقيق تماس ميداني مع مقاتلي حزب العمال الكردستاني الحليف من جهة، وتهديد ممر التواصل الوحيد بين مدينة أربيل وقوات البيشمركة المنتشرة في تخوم جبل سنجار معقل الطائفة الإيزيدية، من جهة ثانية.
واستغربت أوساط مطلعة قيام طهران بمجاراة أردوغان في القيام بعملية مشتركة ضد الأكراد، في ظل مصالح إيرانية دقيقة لا تتيح تفريطا بالعلاقة مع الأكراد التابعين لحزب العمال الكردستاني في الميدان العراقي المحيط بتلعفر.
توسيع مناطق خفض التوتر في سوريا
اجتماعات وقف اطلاق نار بمعزل عن أستانة
بهية مارديني
«إيلاف» من لندن: أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي عن أمله أن يعقد اجتماع أستانة حول سورية في سبتمبر القادم وقال: “نحن سنواصل جهودنا مع روسيا وتركيا “.
واعتبر ” أن أستانة إحدى الآليات المؤثرة والفاعلة حول سوريا ولا بديل لها”.
وتحدث قاسمي عن “إن أولويات السياسة الخارجية الإيرانية ترتكز على تعزيز العلاقات مع دول الجوار والمساهمة في إرساء السلام والاستقرار على صعيد المنطقة”.
وخلال محادثات سلام سابقة عقدت في أستانة، وضعت كل من روسيا تركيا وايران خطة لإقامة “مناطق خفض التوتر” في أجزاء من سوريا الا أنها لم تترجم على الأرض.
فيما اعتبر معارضون سوريون أن ايران تضغط باتجاه عقد اجتماع أستانة لتقول كلمتها وسط مخاوفها المتزايدة في ظل النجاحات التي حققها اتفاقي القاهرة لوقف اطلاق النار في كل من ريف حمص الشمالي والغوطة.
وأكد معارض سوري لايلاف، تحفظ عّن ذكر اسمه، أن الجانب الروسي يطمح بتعميم تجربة تخفيف التوتر بعد نجاحها، ودلل على ذلك “بالاجتماع الناجح أمس بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الخارجية المصري سامح شكري وإشادة موسكو بجهود القاهرة في تثبيت وقف اطلاق النار وتوسيع مناطق تخفيف التوتر في مناطق المعارضة”.
وحول الموقف من أستانة خاصة بعد مساهمة التيار في الوساطة في اتفاقيتي القاهرة لتخفيف التوتر قال منذر آقبيق الناطق الرسمي لتيار الغد السوري “صرحنا عدة مرات بأننا نرحب و نشجع هذا المسار لوقف إطلاق النار، ودعونا كافة الأطراف في الاستانة للتعامل الجاد من أجل حقن دماء السوريين وتحسين أوضاعهم الانسانية”.
و لكنه أضاف “بعد عدة جولات خاب أملنا من عدم حدوث تقدم بسبب الخلافات التركية الإيرانية ، فيما نجحت اتفاقات الجنوب والغوطة وريف حمص الشمالي و جميعها أجريت بمعزل عن الأستانة”.
هذا وأعلنت كازاخستان أن المحادثات المقبلة لمحاولة وضع خطة لإحلال السلام في سوريا قد تجري في منتصف سبتمبر في عاصمتها استانا، بعدما كانت روسيا تخطط لعقدها نهاية الشهر الجاري.
ونشرت وزارة خارجية كازاخستان عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” أنه سيتم تحديد تاريخ المحادثات خلال اجتماع يعقد هذا الشهر بين خبراء من روسيا وتركيا وايران، مشيرة إلى أنه “مبدئيا، قد نكون نتحدث عن منتصف سبتمبر تقريبا”.
وأكدت الوزارة أن الإعلان كان نقلا عن تصريحات وزير خارجية كازاخستان خيرت عبد الرحمنوف للصحافيين على هامش اجتماع للحكومة والذي أكد أن تغيير التاريخ يستند إلى “معلومات وصلت من روسيا”.
وكان وزير الخارجية الروسي قال للصحافيين في موسكو الاثنين إن الاجتماع على مستوى الخبراء سيعقد “بحلول نهاية الشهر الجاري أو مطلع سبتمبر”.
ولكن لم يعط تاريخا محددا لمحادثات استانا الفعلية.
إدلب على مفترق طرق بين نيات واشنطن وموسكو… وتمدد «النصرة»/ إبراهيم حميدي
الجيش الروسي أوقف الغارات الأميركية على «القاعدة» وخطة دمشق وطهران للسيطرة على المحافظة
إدلب ليست «أكبر معقل لتنظيم (القاعدة) في العالم» وحسب، بل إنها «تضم عشرة آلاف قيادي وعنصر في تنظيم (القاعدة)، هم الأخطر عالمياً». هذا ما يعتقده مسؤولون أميركيون ويقولونه في اجتماعات مغلقة مع حلفائهم الدوليين والإقليميين في إشارة إلى «جبهة النصرة» وفصائل مقربة منها موالية لـتنظيم «القاعدة» و«داعش».
بالتوازي مع المعركة التي يخوضها التحالف الدولي بقيادة واشنطن ضد «داعش» لتحرير الرقة شرق سوريا، بدأت واشنطن في التركيز على إدلب في الخطاب السياسي والإعلامي وتمهد الأرضية لـمعركة كبرى قادمة، ما يعني مع أسباب أخرى أن المشهد السوري الراهن ليس نهائياً وأن البلاد مقبلة على حروب أخرى.
اللافت، أن الجيش الروسي أوقف الغارات الأميركية التي بدأت في ريفي إدلب وحلب في بداية العام الحالي وشملت ضربات جوية لمئات من قياديين في «القاعدة» و«جماعة خرسان» التابعة له أو قياديين في «جبهة النصرة» و«جيش الفتح». موسكو أبلغت واشنطن أن إدلب ضمن منطقة النفوذ الجوي لطائراتها باعتبار أنها تقع غرب نهر الفرات ومنطقة النفوذ الجوي الأميركي تقتصر على شرق النهر، ما قد يعطي فكرة عن نيات روسية لتحويل إدلب إلى «مشكلة دولية» تدفع واشنطن إلى التنسيق الإلزامي مع موسكو.
جذور القلق
قلق واشنطن له جذور تعود إلى ربيع 2015 وقتذاك، استطاع «جيش الفتح» الذي يضم فصائل إسلامية بينها «جبهة النصرة» و«أحرار الشام الإسلامية» و«جند الأقصى» بتنسيق مع «الجيش الإسلامي التركستاني» (من أويغور الصين) للسيطرة على كامل محافظة إدلب الواقعة بين حلب واللاذقية. واستفاد من صواريخ «تاو» الأميركية المضادة للدروع التي سلمتها غرفة العمليات العسكرية بقيادة «وكالة الاستخبارات الأميركية» (سي آي إيه) جنوب تركيا إلى فصائل «الجيش الحر» في خوض معارك رئيسية لطرد قوات الحكومة من أرياف إدلب وحماة وحلب.
وكي لا تتكرر تجربة الرقة، شكل «جيش الفتح» مجلساً محلياً لإدلب وأبقى على موظفي المؤسسات الحكومية وعملها بما في ذلك المحامون والمدارس. كما شكل «قوة تنفيذية» تضم ممثلي الفصائل. كما أبقت الدول المانحة على دعمها للمؤسسات غير الحكومية الغربية العاملة في إدلب.
لكن ذلك، لم يلق آذاناً صاغية لدى مسؤولي الاستخبارات والجيش في واشنطن. بل العكس، إذ كان صدى انتصارات المعارضة الاسلامية مفزعاً في واشنطن ومهد الطريق لعدم وجود «فيتو» أميركي على تدخل الجيش الروسي في سوريا سبتمبر (أيلول) 2015 تحت عنوان «إنقاذ دمشق من داعش» ثم القضاء بالحرب و«التسويات» على المعارضة المعتدلة. كانت واشنطن ترى طائرات روسية تدمر حلفاءها في «الجيش الحر». أقصى ما تفعله هو دعوة موسكو إلى «التركيز على ضرب الإرهابيين» مع رفض التدخل العسكري لحماية حلفائها على الأرض… إلى وصول الحال إلى ما هو عليه، وهو تسليم واشنطن بهيمنة روسية – إيرانية على دمشق وتوسيع مناطق سيطرة قوات الحكومة خارج حدود «سوريا المفيدة» وقبول الوصول إلى دير الزور شرقاً لبلوغ منابع الغاز والنفط.
الخوف من بديل النظام أو عدم وجود بديل للرئيس بشار الأسد، تقولهما موسكو في الجلسات الرسمية. لكن «القلق المزدوج» في واشنطن من «داعش» موجود منذ أيام إدارة الرئيس باراك أوباما. وإذ بدأ التعبير عنه بتشكيل التحالف الدولي لهزيمة «داعش» شرق سوريا، فإن أرضية النظر إلى إدلب باعتبارها «إمارة قاعدية» تعود أيضا إلى زمن إدارة أوباما إذ نقل عن وزير خارجيته جون كيري قوله في أكثر من مناسبة قبل أن يترك منصبه بداية العام إن «أياماً سوداء قادمة في إدلب».
لكن الجديد أن إدارة دونالد ترمب، وضعت أولوية محاربة «داعش» وأن الرئيس ترمب أجرى سلسلة من التغييرات التي سهلت العمليات العسكرية بحيث أعطى صلاحيات للقادة المحليين على الأرض للقيام بعمليات عسكرية من دون انتظار قرار سياسي. كما فوض ترمب وزير الدفاع جيم ماتيس بالعمليات واتخاذ القرارات العسكرية لتحقيق الهدف هزيمة «داعش».
في بداية العام، كانت هناك خطتان لهزيمة «داعش» على طاولة ترمب: واحدة، تضمنت إرسال 30 ألف جندي بتعاون تركي وإقليمي للانقضاض على «داعش» في الرقة. الثانية، محددة المهمة والزمن بتصميم المبعوث الأميركي بريت ماغورك وتضمنت تطوير «قوات سوريا الديمقراطية» العربية – الكردية التي تشكل «وحدات حماية الشعب» الكردية العمود الرئيسي للوصول إلى 50 ألف مقاتل عربي وكردي.
خطة ماغورك، لاقت آذاناً صاغية لدى ترمب لاعتقاد الإدارة الأميركية أن «وحدات حماية الشعب» نجحت في تحرير عين العرب (كوباني) بداية 2015 مقابل «فشل» فصائل «درع الفرات» العربية – السنية نهاية 2016 في توسيع نفوذها شمال حلب للوصول إلى خمسة آلاف كيلومتر مربع والاكتفاء فقط بألفي كيلومتر مربع وتكبدها خسائر كبيرة ما أدى إلى ترسيم خطوط النفوذ بين القوات المدعومة من الجيش التركي والأخرى التي يدعمها الجيش الأميركي والقوات الحكومية المدعومة من روسيا بين مدينتي منبج والباب بعد تحريرهما من «داعش» في ريف حلب.
وأمام القلق التركي من السلاح الثقيل والدعم الأميركي لـ«وحدات حماية الشعب» الكردي الذراع العسكرية لـ«الاتحاد الديمقراطي»، وافق وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس على تقديم وثيقة شهرية لنظيره التركي فكري إشيك تتضمن قائمة بالسلاح المسلم مع وعد باستعادته لدى الانتهاء من هزيمة «داعش». كما أن ماغورك، غير المحبوب في أنقرة، زار تركيا أكثر من عشرين مرة خلال سنتين لطمأنة نظرائه الأتراك و«تحذيرهم» من عدم إغلاق الحدود مع سوريا قرب محافظة إدلب التي باتت تتوسع عليها «النصرة»، كما فعل سابقاً لدى ممارسة ضغوط على أنقرة لـ«خنق» تنظيم داعش شرق سوريا.
اللافت، أن إدارة ترمب قررت في خضم الحرب على الإرهاب وقتال «داعش» وتمهيد الأرضية لقتال «النصرة» إلغاء البرنامج السري الذي تديره «وكالة الاستخبارات الأميركية» منذ يونيو (حزيران) 2013 لدعم «الجيش الحر» جنوب تركيا وشمال الأردن وكان أحد أهدافه دعم المعتدلين ضد المتطرفين وقتال قوات الحكومة السورية وإيجاد منصة نفوذ بالملف السوري عبر تدريب وتسليح وتمويل نحو خمسين ألف مقاتل شمال سوريا وجنوبها.
أيضا، تراقب واشنطن نتائج «التسويات» التي تقوم بها دمشق وموسكو لنقل آلاف من عناصر «النصرة» وعائلاتهم من مناطق مختلفة في سوريا وشرق لبنان إلى محافظة إدلب كان آخرهم «أبو مالك التلي» من جرود عرسال، ما أعطى الإشارة للجيش اللبناني لبدء حملة «فجر الجرود» بدعم من الجيش الأميركي لطرد «داعش» من شرق لبنان قرب حدود سوريا.
ضربات استباقية
استطاعت دول داعمة لـ«النصرة» إقناع قيادتها بتغيير اسمها إلى «فتح الشام» العام الماضي ثم التحالف مع فصائل أخرى لتشكيل «هيئة تحرير الشام» بداية العام بمشاركة فصائل أخرى. وفي مارس (آذار) الماضي، قال المبعوث الأميركي مايكل راتني في بيان: «في ضوء هذه التطورات التي حصلت، أن المكون الأساسي لهيئة تحرير الشام هي جبهة النصرة، وهي منظمة مدرجة على لائحة الإرهاب (في قرارات مجلس الأمن الدولي). وهذا التصنيف ساري المفعول بغض النظر عن التسمية التي تعمل تحتها وأي مجموعات أخرى تندمج معها، وأن هيئة تحرير الشام هي كيان اندماجي وكل من يندمج ضمنه يصبح جزءاً من شبكة القاعدة في سوريا». وزاد: «صاحب السلطة الحقيقية في هيئة تحرير الشام هو أبو محمد الجولاني، وهو المتحكم من الناحية العملياتية، وهدفه الذي يسعى إليه دائماً هو خطف الثورة. وإن منهجه ومنهج جماعته هو التغلب، الذي ما هو إلا وجه آخر للاستبداد، أما الآخرون ممن تولوا المناصب التجميلية مثل أبو جابر فهم مجرد كومبارس»، في إشارة إلى المهندس هاشم جابر الذي انشق من «حركة أحرار الشام» وترأس «هيئة تحرير الشام».
لكن الإشارة الأبلغ جاءت من ماغورك الذي قال في خطاب متلفز في «معهد الشرق الأوسط» في واشنطن قبل أسابيع، إن إدلب هي «أكبر معقل لتنظيم (القاعدة) في العالم بعد 11 سبتمبر 2011، حيث ركز تنظيم (القاعدة) على إدلب التي تضم نائب التنظيم أيمن الظواهري»، أي «أبو خيري المصري» الذي قتل بغارة أميركية ضمن سلسلة من الغارات ضربت قياديين في «القاعدة» قبل أن توقفها موسكو.
بحثت «النصرة» مرات عدة بعد سيطرة «جيش الفتح» تشكيل «إمارة» في إدلب على غرار «الخلافة» المزعومة لـ«داعش» في الرقة، لكنها اختارت التلحف بالمجتمع السوري وقتال قوات الحكومة وتأسيس شبكات خدمة وتشريعية ومدنية في مناطق وجودها وتعزيز قدرتها العسكرية بفرض أخذ حصة من الأسلحة التي تقدم للفصائل المعتدلة، إضافة إلى تدريب عناصرها وجيل جديد من المقاتلين.
وبعدما ابتلعت «جبهة ثوار سوريا» بقيادة جمال معروف في إدلب و«حركة حزم» في ريف حلب قبل سنوات، هزمت «النصرة» ضمن تحالف «هيئة تحرير الشام» منافستها «حركة أحرار الشام الإسلامية» وبسطت سيطرتها على معظم محافظة إدلب خصوصاً الشريط الحدودي مع تركيا بما في ذلك معبر باب الهوى وتواصل تخريج جيل جديد من مقاتليها. وجاء هذا بمثابة ضربة استباقية أمام الضغوطات التي تتعرض لها «النصرة» بسبب تنفيذ ثلاث من أربع اتفاقيات لـ«خفض التصعيد» شملت جنوب غربي البلاد وغوطة دمشق وريف حمص، نصت على بدء الفصائل المعارضة قتال أو إبعاد «جبهة النصرة».
من جهته، قال راتني إن الهجوم الذي شنته «هيئة تحرير الشام» ضد «حركة أحرار الشام» في إدلب «يعرض مستقبل شمال سوريا لخطر كبير، وشهد شمال سوريا واحدة من أكبر مآسيه… وفي حالة هيمنة (جبهة النصرة) على إدلب سيكون من الصعب على الولايات المتحدة إقناع الأطراف الدولية باتخاذ الإجراءات العسكرية اللازمة». وأضاف: «يجب أن يعلم الجميع أن الجولاني وعصابته هم المسؤولون عن العواقب الوخيمة التي ستحل بإدلب».
و«أحرار الشام» التي تعتبر أكبر فصيل إسلامي مقاتل اختار عناصره في إدلب عدم قتال الحلفاء في «النصرة» الذي أيضا لعب قادتها بالترهيب والترغيب دوراً في استسلام آلاف المقاتلين من «الأحرار». لكن ذلك، رسم بوادر تحالفات جديدة تضم كتلتين. واحدة بقيادة «النصرة» وتضم في جوانبها فصائل متشددة مثل «جند الأقصى» المبايع لـ«داعش»، إضافة إلى «الجيش التركستاني الإسلامي» الذي يضم نحو 2500 عنصر من الأويغور في الصين.
بعد «الحسم» كثف زعيم «النصرة» أبو محمد الجولاني اتصالاته مع كتل وشخصيات في «المعارضة المعتدلة» لإقناعهم بتشكيل «إدارة مدنية» في إدلب، إضافة إلى عرضه إلى دبلوماسيين غربيين لإرسال عناصر التنظيم لقتال «داعش» شرق البلاد.
لكن الرد الأميركي كان: «خطة (النصرة) الاختباء وراء إدارة مدنية مجرد أساليب مراوغة… وهذه الإدارة مجرد واجهة زائفة»، بعدما حذر راتني: «من الصعب إقناع الأطراف الدولية بعدم اتخاذ الإجراءات العسكرية المطلوبة» ضد إدلب.
حملة مضادة
في المقابل، تواصل فصائل في «الجيش الحر» وشخصيات معارضة حملة لإبعاد «المعتدلين» عن «النصرة» وتجنيب إدلب مصير الرقة أو الموصل، خصوصاً أن محافظة إدلب باتت تضم أكثر من مليون شخص من سكانها الأصليين ونازحين من محافظات أخرى بينها شرق حلب وريف دمشق، وهم في أمس الحاجة إلى المساعدات الإنسانية.
قيادي في «أحرار الشام» كان حذر بعد تذوق الهزيمة من «النصرة» من تحويل إدلب إلى «الرقة الثانية أو الموصل الثانية»، كما أن نشطاء حاولوا التجمع وتشكيل أجسام سياسية معتدلة تحافظ على اللون المدني المعتدل في إدلب بما في ذلك جبل الزاوية حيث تقع مدينة كفرنبل التي سميت ذات يوم بـ«العاصمة الثقافية للثورة السورية»، لكنها تخضع حالياً لحدود «النصرة».
عدد كبير من 1500 منظمة وجمعية مدنية وتنموية تعمل في مناطق المعارضة، قرر تركيز العمل في محافظة إدلب لتلبية الحاجة وصرف الموازنة بعد إغلاق الأبواب أمام مناطق أخرى بسبب سيطرة قوات الحكومة عليها أو رفض دمشق إعطاء موافقات. لكن في الأيام الأخيرة، بدأت الدول المانحة، بينها الدول الأوروبية التي صرفت 12 مليار دولار أميركي قيمة مساعدات إنسانية خلال سبع سنوات، التفكير فيما يمكن فعله بعد بسط «النصرة» سيطرتها على إدلب.
السؤال: كيف يمكن مواصلة تقديم المساعدات في مناطق هيمنة «النصرة» المصنفة بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي تنظيما إرهابياً؟ هل وقف الدعم يخدم «النصرة» أم يضرها؟
في خضم المشاورات بين الدول المانحة والجمعيات السورية، قررت وكالة التنمية الألمانية، بوابة تنفيذ المشاريع، تعليق نشاطاتها في إدلب ما عقد العمل على باقي الدول والمؤسسات الدولية. وكان راتني قال إن واشنطن لا تزال ملتزمة توصيل المساعدات عبر قنوات تتفادى سقوطها في أيدي المتشددين، مكررا مخاوف عبرت عنها منظمات غير حكومية وهيئات معنية بتقديم المساعدات بعد مكاسبهم في الآونة الأخيرة.
نشطاء مدنيون معارضون قلقون من أن وقف التمويل للمؤسسات المدنية بمثابة إشارة أو ضوء أخضر لبدء العمل العسكري ضد إدلب.
خيارات المستقبل
تقف إدلب على مفترق طرق. موسكو منعت دمشق وطهران من تنفيذ خطة عسكرية للسيطرة على إدلب، وهي تراقب ما يحصل ووقف مع أنقرة وطهران اتفاقا لـ«خفض التصعيد» في أربع مناطق تشمل إدلب.
وقعت موسكو مع واشنطن وعمان اتفاقاً تنفيذياً يتعلق بجنوب غربي سوريا (درعا والقنيطرة والسويداء) واتفاقين آخرين يتعلقان بغوطة دمشق وريف حمص. لكن المحادثات لا تزال جارية لتوقيع اتفاق تنفيذي في إدلب. وأجرى كبار المسؤولين العسكريين في روسيا وإيران وتركيا محادثات في الأيام الماضية ركزت على إدلب. كما أن الاجتماع المقبل للدول الثلاث في آستانة، الذي تأجل قليلاً، سيتناول إدلب واحتمال رسم خطوط القتال بين «النصرة» وباقي الفصائل واحتمال نشر مراقبين وضمانات تركية لنشر الشرطة العسكرية الروسية، خصوصاً في ضوء التقديم في الاجتماع الفني الأخير لـ«ضامني» مسار آستانة.
موسكو، التي تملك قاعدتين على بعد حجر من إدلب في اللاذقية وطرطوس، تقف بين خيارين: الأولى، الرغبة في إقناع واشنطن لتشكيل جبهة مشتركة بين الجيشين الأميركي والروسي لقتال «النصرة» في إدلب باعتبار أن التحالف الدولي ضد «داعش» لا يضم روسيا والتحالف الروسي – العراقي – الإيراني – السوري لا يضم أميركا. هناك قناة اتصال بين الجيشين الأميركي والروسي في عمان وأخرى رفيعة بين واشنطن وموسكو، لكن الكرملين يريد تحالفاً عسكرياً أوسع.
الثانية، مباركة عرض تركي بقبول إيراني لتشكيل تحالف جديد باسم «سيف إدلب» لدعم فصائل في «الجيش الحر» لقتال «النصرة» في إدلب تحت غطاء مدفعي تركي وجوي روسي.
أنقرة، الغاضبة من واشنطن لميلها لدعم أكراد سوريا، بات موضوع إدلب يحظى بأولوية لتخوفها من ارتداداتها الأمنية والبشرية على جنوب تركيا. والعرض التركي إلى روسيا وإيران في إدلب، الذي يتضمن في أحد أبعاده تعاونا ثلاثياً لضد «وحدت حماية الشعب» الكردية المتحالف مع الجيش الأميركي شرق نهر الفرات وتحظى بحماية قواعده عسكرية، انطلق من تغيير الأولويات التركية التي باتت ثلاثاً: محاربة الإرهاب، الحد من مشكلة اللاجئين، منع قيام «كيان كردي» على اعتبار أن أكراد سوريا امتداد لأكراد تركيا.
طهران، ليست في عجلة من أمرها. كانت رتبت أمر قريتين شيعيتين في ريف إدلب، وهي مستعدة لدعم تنظيمات تابعة لـ«الحرس الثوري» للمشاركة مع «حزب الله» والقوات الحكومية السورية للأطباق من جهات عدة على إدلب عندما يحين الميعاد. لكن دمشق، التي تريد الجائعة إلى إدلب، تبحث عن مقاربة عسكرية تتضمن «قتل القياديين الأجانب والعرب وإيجاد مخرج للسوريين بينهم».
أما واشنطن، ترى إدلب «معقل القاعدة» لكن صلاحيات التحالف الدولي ضد «داعش» لا تشمل العمل في إدلب الخاضعة للروس. خيارات، واشنطن واسعة شرق نهر الفرات حيث تعتبر منطقة نفوذ لها وأقامت قواعد لدعم الأكراد ومقاتلين في «الجيش الحر» لقتال «داعش»، على عكس الخيارات الضيقة في «سوريا المفيدة».
واشنطن، ليست بصدد الدخول في تحالف عسكري مع موسكو، وهي تتابع الاتصالات الثلاثية إزاء إدلب، لكنها تشكك في قدرة تركيا على قتال «النصرة»، وتطلب منها خنق التنظيم ومنع وصول السلاح والمدد إليه في إدلب مع إضافتها عنصرا جديدا إلى القاموس السياسي وهو «البيئة الحاضنة» لتنظيم «القاعدة».
وما على أهل إدلب والنازحين إليها من جنوب البلاد ووسطها وشمالها وغربها وشرقها، سوى انتظار تفاهمات وصراعات دولية وإقليمية ليعرفوا مصيرهم.
الشرق الأوسط
واشنطن ترصد 10 آلاف من «القاعدة» في إدلب
مسؤولون أميركيون وروس يبحثون في عمّان مراقبة «هدنة الجنوب» ومصير «ميليشيات إيران»
جانب من اجتماع الهيئة العليا للمفاوضات مع منصتي موسكو والقاهرة في الرياض أمس (أ ف ب)
لندن: إبراهيم حميدي
أكدت مصادر مطلعة أن واشنطن ترصد وجود نحو 10 آلاف قيادي وعنصر من تنظيم «القاعدة» في محافظة إدلب، كاشفة أن موسكو طلبت من الأميركيين، مطلع السنة، وقف غاراتهم على قياديي هذا التنظيم في شمال غربي سوريا.
وأوضحت المصادر أن واشنطن لم تقبل تغيير «جبهة النصرة» اسمها إلى «جبهة فتح الشام» وانضمامها لاحقاً إلى «هيئة تحرير الشام»، عادّةً ذلك مناورة من فرع «القاعدة» السوري المدرج إرهابياً في قرارات مجلس الأمن.
في المقابل، بدأ زعيم «فتح الشام»، («النصرة» سابقاً)، أبو محمد الجولاني حملة ضمن فصائل معتدلة وشخصيات مدنية لدعم مشروعه القاضي بتأسيس «إدارة مدنية» في إدلب؛ الأمر الذي رفضه عدد منهم. وتزامن ذلك مع بدء دول مانحة مراجعة قضية استمرارها في تقديم مساعدات إلى مؤسسات وجمعيات مدنية وتنموية عاملة في إدلب، فيما قررت وكالة التنمية الألمانية تجميد هذه المساعدات، مما سينعكس سلباً على نحو مليوني مدني يقطنون إدلب؛ بينهم نازحون من مناطق أخرى.
إلى ذلك، عقد مسؤولون أميركيون وروس اجتماعاً في عمّان أمس بحث متابعة تنفيذ اتفاق «هدنة الجنوب» في درعا والقنيطرة والسويداء، والاتفاق على آلية لمراقبة وقف النار ومدى ابتعاد ميليشيات مرتبطة بإيران من حدود الأردن.
عشرات القتلى من المدنيين بقصف التحالف للرقة
قالت مصادر محلية إن 55 مدنيا قتلوا بينهم أطفال ونساء وعائلات بكامل أفرادها وجرح العشرات في قصف للتحالف الدولي على حي حارة البدو وحارة السخاني في مدينة الرقة شمالي سوريا.
وذكرت المصادر أن حصيلة القتلى خلال 48 ساعة الماضية تجاوزت مئة قتيل في القصف العنيف من مدفعية ما يُعرف بقوات سوريا الديمقراطية وغارات التحالف الدولي. واستهدف القصف اليوم الثلاثاء أحياء عدة لا تزال تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية بمدينة الرقة، وأحدث دمارا كبيرا في البنية التحتية.
وبعد أكثر من شهرين ونصف من المعارك داخل الرقة، باتت قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل الأكراد عمودها الفقري تسيطر على نحو 60% من مدينة الرقة التي فر منها عشرات آلاف المدنيين.
وفي هذا السياق، تقول الولايات المتحدة إن 200 ألف شخص على الأقل فروا من الرقة في الأشهر الأخيرة، وأن حوالي 20 ألف مدني ما زالوا محاصرين داخل المدينة.
يذكر أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة يقوم بغارات جوية على مدينة الرقة، وله مستشارون على الأرض رفقة قوات سوريا الديمقراطية ينفذون هجمات منذ الأسبوع الأول من يونيو/حزيران الماضي داخل مدينة الرقة لطرد تنظيم الدولة.
وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) نقلت في وقت سابق عن مصدر عسكري أن قوات النظام السوري بالتعاون مع من سمتها القوات الرديفة أنجزت المرحلة الأولى من عملياتها العسكرية بالتقاء القوات العاملة على اتجاهات ريف الرقة الجنوبي الغربي وريف حماة الشرقي وريف حمص الشرقي، وأنها أحكمت الطوق على من تبقى من تنظيم الدولة بمنطقة عقيربات بريف حماة الشرقي.
المصدر : الجزيرة + رويترز
الكمائن وسيلة المعارضة للمقاومة في حي جوبر
سلافة جبور-دمشق
داخل شبكة طويلة من الأنفاق التي تمتد تحت مواقع تتمركز فيها قوات النظام السوري على أطراف حي جوبر الدمشقي، تمكن مقاتلو “فيلق الرحمن” من زرع كميات من الألغام والمتفجرات كانت كفيلة بنسف المكان بمن يتحصن فيه.
ويظهر مقطع فيديو -نُشر عبر صفحات الفصيل العسكري المعارض على مواقع التواصل- زرع الألغام وتحصينها تحت أحد الأبنية، والتأكد من دخول ووجود عناصر قوات النظام داخل البناء قبل تفجير الكمين الذي أودى بحياة 15 عنصرا منهم.
ووفق توصيف الصفحات الرسمية للفيلق “استطاع قادة غرفة العمليات تجهيز عدة كمائن واستدراج قوات الفرقة الرابعة لها بعد معارك كبيرة ورصد لإستراتيجية عمل هذه الفرقة والتي قامت بالتمركز داخل نقاط حفرت فيها بعض الخنادق والدشم لتكون مركز انطلاق جديد لها، إلا أن المحاولة باءت بالفشل مع تفجير النقاط ومقتل من فيها”.
ومع دخول المعارك في حي جوبر شهرها الثالث، لم تحقق قوات النظام أي تقدم ملموس، مع ارتفاع خسائرها المادية والبشرية، اعترف بها موالون للنظام، ليتحول الحديث خلال الأيام الأخيرة عن هدنة تعقد برعاية روسية بين طرفي النزاع بالمنطقة، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية مساء الجمعة الماضية.
ويعزو ناشطون ومقاتلون داخل حي جوبر قبول كل من النظام والجانب الروسي بالتفاوض الذي كان مرفوضا قبل أشهر إلى صمود المقاتلين، والخسائر الكبيرة التي أوقعوها بصفوف قوات النظام، خاصة خلال الأيام التي سبقت إعلان اتفاق التهدئة، والتي شهدت تنفيذ الكمائن التي راح ضحيتها العشرات من جنود الجيش السوري والتشكيلات الرديفة المقاتلة إلى جانبه بين قتيل وجريح وأسير.
وقال القائد الميداني صدام جوبر للجزيرة إن سياسة الكمائن التي اتبعها فيلق الرحمن “اعتمدت على تخبط النظام واندفاعه، والتوتر والارتباك لدى مقاتليه، وهو ما كان واضحا عبر حركة آليات النظام ونداءات الاستغاثة التي كانت تطلق من أجهزة اللاسلكي، مما سهل جرهم للكمائن أكثر من مرة رغم زج كامل القوة العسكرية للنظام بأرض المعركة واتباع سياسة القصف الهمجي بكافة أنواع الأسلحة”.
الهدنة
وأضاف صدام جوبر أن “فشل محاولات الاقتحام اليومية والصمود الأسطوري لمقاتلي فيلق الرحمن ويأس النظام من إمكانية التقدم في الحي دفعت الجانب الروسي للقبول بالهدنة، وهي بمثابة استسلام سياسي”.
كما أشار إلى “وجود خلافات داخل دوائر النظام نفسه، ووجود أطراف لم تقبل بالهدنة التي تم التفاوض والاتفاق بشأنها مع الروس بشكل أساسي”.
كما أكد التزام مقاتلي المعارضة بالقرارات العسكرية لقيادة الفيلق “رغم ثقتنا بأنه لا ميثاق ولا عهد لدى النظام بالالتزام بالهدنة” فالقصف لم يهدأ حتى اليوم على جوبر وعين ترما وحتى بلدات الغوطة الشرقية رغم توقف الاقتحامات والاشتباكات “وهو ما يجبرنا على البقاء بحالة تأهب دائم لأي محاولات جديدة للاقتحام على كافة المحاور”.
وفي الأيام التالية لإعلان اتفاق الهدنة، خرج أهالي الغوطة الشرقية ومقاتلو فيلق الرحمن للشوارع محتفلين بالنصر والصمود في وجه الآلة العسكرية الوحشية التابعة للنظام والتي لم تتوقف خلال الأسابيع الثمانية الأخيرة عن قصف جوبر وعين ترما بشكل خاص والغوطة بشكل عام.
ويقول الناشط الإعلامي محمد أبو يمان إنه رغم الفرح بوقف القتال “لا تشعر عشرات العائلات التي لا تزال صامدة داخل حي جوبر بارتياح كبير تجاه هذه الهدنة الهشة”.
وأشار إلى أن الساعات الأولى شهدت استهداف وسط الحي بالصواريخ والقذائف التي تحمل غازات سامة مما أوقع عدة إصابات بين المدنيين الذين لم يعد لديهم ملجأ يهربون إليه”.
المصدر : الجزيرة
قوى الثورة: مجزرة روسية تخلّف 50 قتيلاً في حماة
دبي – العربية نت
أفاد المكتب الإعلامي لقوى الثورة والمعارضة في #سوريا عن سقوط 50 قتيلاً بغارات روسية على تجمّع للنازحين شرق مدينة #حماة وسط البلاد.
وأفاد ناشطون أن طائرات روسية قد ارتكبت #مجزرة مروّعة في ناحية عقيربات شرق #حماة إثر غارات جوية استهدفت تجمعاً للنازحين.
وتحدث الناشطون عن سقوط أكثر من 50 قتيلاً في تلك المنطقة التي تشهد حملات عسكرية ضد #تنظيم_داعش.
مصدر بالمعارضة السورية: انتهاء اجتماع الرياض دون توافق مع منصة موسكو
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 22 أغسطس 2017
قال مصدر في الهيئة العليا للمفاوضات التابعة المعارضة السورية إن اجتماع الرياض الذي ضم الهيئة العليا، إلى جانب منصة موسكو ومنصة القاهرة، قد انفض دون توافق التوصل لاتفاق، وأشار إلى أن “منصة موسكو تصر على الارتهان للقرار الروسي من جهة ولضمان بقاء النظام من جهة ثانية”.
وحول موقف منصة القاهرة، أشار المصدر في حديث لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إلى وجود “توافق جزئي وليس كلّي، والخلاف قابل للاستيعاب، والمنصة بحد ذاتها أكثر براغماتية من منصة موسكو، التي طرحت طروحات لا يمكن للمعارضة السورية أن تقبل بها، وفيها توافق كلي مع النظام بل ودفاع عنه”، وفق قوله.
واجتمعت الهيئة العليا للمفاوضات في الرياض أمس الاثنين بمنصة موسكو ومنصة القاهرة بعد أن تأخّر وفد منصة موسكو في الحضور إلى الرياض يوماً كاملاً.
ووفق المصدر، فإن بعضاً من أعضاء الهيئة العليا للمفاوضات كانوا غير بعيدين عن منصة موسكو، وأفرز موقفهم المقرب من موقف المنصة ومن الموقف الروسي حالة من عدم الانسجام مع غالبية أعضاء الهيئة العليا للمفاوضات الباقين، ما يُنذر بإمكانية اتخاذ موقف منهم من قبل الكتلة الأكبر في الهيئة العليا، على حد وصفه
وتُصرّ منصة موسكو على عدم مناقشة مصير رئيس السوري بشار الأسد، وعدم مناقشة إصلاح الجيش والأمن إلا بعد انتهاء المرحلة الانتقالية وانتهاء الانتخابات البرلمانية والرئاسية، التي قد تستغرق سنوات، فيما تُصرّ غالبية الهيئة العليا على ضرورة ألا يكون للأسد دورا في المرحلة الانتقالية، وبأحسن الأحوال أن يكون له دور شكلي بروتوكولي بعد تشكيل الهيئة الحاكمة الانتقالية ذات الصلاحيات الكاملة وفقاً لبيان جنيف 1 والقرارات الدولية التالية التي تستند إلى بيان جنيف لحل الأزمة السورية.
المرصد السوري ومصادر: مقتل أكثر من 170 مدنيا في الرقة بضربات تقودها أمريكا
عمان (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصادر إن أكثر من 170 مدنيا قتلوا في ضربات قادتها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية خلال الأسبوع الماضي في مدينة الرقة وهو ما يمثل زيادة كبيرة في الخسائر البشرية في إطار حملة طرد المتشددين التي بدأت منذ أكثر من شهرين.
وقال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية إن الهجمات على أهداف المتشددين تتم بصورة روتينية وإنه أبلغ فرقه بهذا الزعم لتقييمه.
وقال المرصد إن 42 شخصا على الأقل بينهم 19 طفلا و12 امرأة قتلوا يوم الاثنين في ضربات دمرت مباني اتخذتها عائلات ملاذا لها.
وأضاف المرصد ومقره بريطانيا أن هذا العدد هو الأكبر في يوم واحد منذ أن بدأت قوات سوريا الديمقراطية، المؤلفة من فصائل كردية وعربية، هجومها على الرقة في يونيو حزيران بعد حملة طويلة لعزل الدولة الإسلامية داخل المدينة.
وأكد سكان سابقون في الرقة، على صلة بأقارب لهم لا يزالون في المدينة، لرويترز هذا أيضا.
ويقول التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إنه حريص على تجنب وقوع خسائر بشرية بين المدنيين خلال هجماته على الدولة الإسلامية سواء في سوريا أو في العراق وإنه يحقق في أي مزاعم بهذا الصدد.
وقال البنتاجون في بيان أرسل إلى رويترز “التحالف يحترم الحياة الإنسانية ويساعد قوات الشركاء في جهودها لتحرير أراضيها من تنظيم الدولة الإسلامية في الوقت الذي تحمي فيه المدنيين. هدفنا دائما هو عدم وقوع أي خسائر بشرية بين المدنيين”.
وقال المرصد إن الضربات التي استهدفت حارتي السخاني والبدو يومالاثنين كانت قريبة من مبنى سكني متعدد الطوابق تعرض يوم الأحد لضربة أسفرت عن مقتل 27 مدنيا على الأقل منهم سبعة أطفال.
ومنذ الشهر الماضي تقود قوات سوريا الديمقراطية، التي تمثل وحدات حماية الشعب الكردية رأس الحربة فيها، معارك شرسة داخل منطقة المدينة القديمة في الرقة. ويشتد القتال حاليا قرب مركز المدينة حيث تواجه القوات المدعومة من الولايات المتحدة مقاتلي الدولة الإسلامية.
وأظهرت لقطات للمدينة القديمة نشرها ناشطون دمارا كبيرا لحق بالمباني الواقعة في محيط الجامع العتيق.
ونشرت وكالة أعماق للأنباء التابعة للدولة الإسلامية فيديو يومالاثنين عرض 12 جثة على الأقل ملقاة على الأرض كثير منها لأطفال. وقالت الوكالة إن اللقطات جرى تصويرها في الرقة يوم الاثنين وعرضت ضحايا الضربات الجوية لقوات التحالف إضافة إلى مشاهد للدمار الكبير الذي لحق بمناطق سكنية.
ولم يتسن لرويترز التأكد بصورة مستقلة من مصداقية هذا الفيديو.
وقالت حملة (الرقة تذبح بصمت) التي يديرها نشطاء حقوقيون إنها وثقت مقتل 946 مدنيا على الأقل منذ بدء هجوم الرقة في يونيو حزيران.
وتقول الأمم المتحدة إن 200 ألف شخص على الأقل فروا من الرقة على مدى الشهور الماضية وإن ما يصل إلى 20 ألفا من المدنيين لا يزالون محاصرين داخل المدينة.
وزادت محنة المدنيين داخل المدينة سوءا مع انقطاع المياه منذ أكثر من شهرين ونقص الغذاء إذ يعيش كثير منهم على تناول أغذية معلبة.
إعداد محمد فرج للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح