أحداث الثلاثاء 26 كانون الثاني 2016
المعارضة تواجه استحقاق مفاوضات جنيف… واشنطن تشرح نقاطها الخمس
لندن – إبراهيم حميدي
استند المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا إلى تصميم وزير الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف ووضع الهيئة التفاوضية العليا للمعارضة أمام الأمر الواقع بإعلان الجمعة المقبل موعداً لبدء مفاوضات جنيف عشية اجتماع الهيئة في الرياض اليوم لاتخاذ قرار في شأن المشاركة في المفاوضات وفق «الشروط» التي وضعها كيري أمام المنسق العام للهيئة رياض حجاب السبت الماضي والتفسيرات التي قدمها المبعوث الأميركي مايكل راتني إلى حجاب إزاء النقاط الخمس في الموقف الأميركي في الساعات الماضية.
وكان مقرراً أن تبدأ مفاوضات جنيف، لكن عقبات عدة حالت دون ذلك بينها الخلاف على تشكيل وفد المعارضة والنقاط التي طرحها كيري خلال لقائه حجاب في الرياض، ما استدعى استنفاراً من كيري وراتني، إذ أن الوزير الأميركي اتصل بنظرائه التركي والفرنسي والروسي، إضافة إلى لقاء راتني مع هيئة المعارضة في الرياض أول من أمس ودي ميستورا في جنيف أمس.
وسعى الجانب الأميركي إلى تخفيف وطأة مضمون اللقاء بين كيري وحجاب، الذي فسرته المعارضة على أنه «إنذار روسي حمله كيري وتضمن الذهاب إلى مفاوضات جنيف من دون أي ضمانات للتفاوض على تشكيل حكومة وحدة وطنية تمهد لانتخابات يشارك فيها (الرئيس بشار) الأسد»، بحسب قول أحد أعضاء الهيئة التفاوضية. وقال إن الاجتماع «لم يكن مريحاً ولا إيجابياً»، وأن كيري قال: «ستخسرون أصدقاءكم، في حال لم تذهبوا إلى جنيف وأصررتم على الموقف الرافض». وأوضح أن «هذا الكلام ينسحب بالطبع على وقف الدعم السياسي والعسكري للمعارضة».
لكن الجانب الأميركي أشار إلى أن سوء فهم حصل قد يعود للترجمة، ما تطلب قيام راتني بالاتصال ولقاء عدد من المعارضين والمؤثرين بالمعارضة، لشرح الموقف إزاء النقاط المطروحة، وهي:
أولاً، بالنسبة إلى تشكيل وفد المعارضة، ترى واشنطن أن مؤتمر الرياض هو ممثل المعارضة في المفاوضات مع ممثلي الحكومة السورية، لكن هذا لا يمنع أن يقوم المبعوث الدولي باستشارات مع شخصيات من «القائمة الروسية» مثل رئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم ورئيس «الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير» قدري جميل ورئيس «مجلس سورية الديموقراطي» هيثم مناع كما فعل المبعوث الأسبق الأخضر الإبراهيمي في «جنيف-٢». وكان دي ميستورا أبلغ دولاً إقليمية أن مؤتمر الرياض «الممثل الوحيد للمعارضة» وسبب تراجعه عن ذلك قطيعة بينه وبين دول إقليمية.
ثانياً، لم يتخل كيري عن موضوع هيئة الحكم الانتقالية مع أنه ذكر ثلاث مرات أو أربعاً كلمة «حكومة وحدة»، لكنه يقصد أن حكومة الوحدة تشكل بموجب «القبول المتبادل» ما يعني امتلاك المعارضة الفيتو على أي شخصية فيها. وصحيح أنه ذكر مرة «بيان جنيف» ومرات عدة «مرجعيات فيينا» ما أربك المعارضة، لكنه لم يتخل عن «بيان جنيف».
ثالثاً، الموقف من الأسد. سأل حجاب مرات عدة إذا كانت هناك ضمانات من أن «لا دور للأسد في مستقبل سورية»، لكن كيري رفض تأكيد ذلك، قائلاً إن الأمر عائد للمفاوضات وإن هذا أمر يخص السوريين وخاضع للتفاوض.
رابعاً، رفض كيري التزام الطلب من روسيا للضغط على النظام لاتخاذ إجراءات بناء ثقة، قائلاً إن هذا جزء من العملية التفاوضية في جنيف. وهنا قال حجاب إن أعضاء الهيئة التفاوضية يطالبون بوقف القصف وإن هناك صعوبة لديهم بالذهاب إلى المفاوضات مع استمرار قصف المناطق المدنية.
خامساً، لم يقل كيري أن الدعم العسكري والمالي سيتوقف عن المعارضة، بل أن مسؤولين أميركيين قالوا إن الدعم السري للمعارضة زاد في الفترة الأخيرة. لكنه رفض تقديم ضمانات بنجاح العملية التفاوضية أو زيادة الدعم في حال فشلها.
في موازاة «رسائل» راتني للمعارضة، أوضح كيري خلال زيارته لفيتنام أمس مضمون لقائه حجاب. وقال: «موقف الولايات المتحدة هو هو ولم يتغير ونحن لا نزال ندعم المعارضة، سياسياً ومالياً وعسكرياً»، لافتاً إلى أن تحديد مصير الأسد «متروك للسوريين إنهم المفاوضون وهم يقررون مستقبل سورية». وأضاف أنه أبلغ حجاب أن تشكيل الحكومة الانتقالية سيتم بالقبول المتبادل ما يعني توافر الفيتو لديها على أي شخصية في النظام.
وبعد اتصال كيري ونظيره الروسي لدفع العملية التفاوضية، أعلن دي ميستورا أمس بدء مفاوضات جنيف الجمعة المقبلة على أن يوجه صباح اليوم الدعوات الخطية إلى ممثلي الحكومة والمعارضة.
ومن المقرر أن تستمر الجولة الأولى حوالى عشرة أيام على أن يعقد وزراء خارجية «المجموعة الدولية لدعم سورية» مؤتمراً في فيينا في ١١ الشهر المقبل، لتقويم نتائج الجولة الأولى ووضع أسس سياسية لدفع الجولة اللاحقة.
وقال دي ميستورا في مؤتمر صحافي في جنيف أمس أنه لن يتم تنظيم حفل افتتاحي، موضحاً أن المشاركين في المفاوضات سيبحثون كأولوية «وقف إطلاق النار وتأمين المساعدة الإنسانية». وقال: «كل يوم يمر يعتبر هدراً بالنسبة لوقف إطلاق النار والمساعدة الإنسانية»، علماً أن مؤتمراً موسعاً سيعقده ممثلو المنظمات الدولية العاملة في المجالات الإنسانية اليوم.
وأضاف دي ميستورا، الذي طلب أكثر من مرة زيارة الرياض: «هذه المحادثات ليست جنيف 3» في إشارة إلى مفاوضات «جنيف-٢» التي عقدت بداية ٢٠١٤ من دون تحقيق نتائج.
ويتوقع أن يبحث دي ميستورا وفريقه في الأيام الأولى من المفاوضات جدول أعمال المفاوضات وأولوياتها وطريقة التفاوض ونقلها من مفاوضات غير مباشرة إلى مفاوضات مباشرة، قبل البدء في الخوض في تنفيذ الخريطة التي أقرها القرار ٢٢٥٤ ونصت على وقف إطلاق نار وتشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة أشهر وتعديل الدستور وإجراء انتخابات خلال 18 شهراً من دون أن تشير إلى مصير الأسد.
مفاوضات جنيف تنطلق الجمعة للبحث في أربع قضايا
) واشنطن – جويس كرم؛ لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب
أعلن المبعوث الدولي الى سورية ستيفان دي ميستورا الجمعة المقبل موعداً لانطلاق المفاوضات بين ممثلي الحكومة السورية والمعارضة في جنيف، عشية اجتماع الهيئة التفاوضية العليا للمعارضة في الرياض لاتخاذ قرار في شأن المشاركة، في وقت اوضح المبعوث الاميركي مايكل راتني لـ «الحياة» مضمون لقاء وزير الخارجية الاميركي جون كيري والمنسق العام لهيئة المعارضة رياض حجاب. (للمزيد)
واطلع دي ميستورا الصحافيين على التحضيرات لإطلاق المفاوضات بناء على القرار ٢٢٥٤ ونيته توجيه الدعوات الخطية اليوم الى مفاوضات يشمل جدول اعمالها «أربعة مجالات رئيسية هي: العملية السياسية (الحكم، عملية صياغة دستور جديد وإجراء انتخابات)، وقف إطلاق النار، وصول المساعدات الإنسانية على الصعيد الوطني ومكافحة الإرهاب». ومن المقرر أن يقود دي ميستورا المفاوضات في شكل غير مباشر عبر اتصالات مع ممثلي الحكومة والمعارضة في غرف منفصلة. وتستمر الجولة الأولى نحو عشرة أيام على أن يعقد وزراء خارجية «المجموعة الدولية لدعم سورية» مؤتمراً في فيينا في ١١ شباط (فبراير) المقبل، لتقويم نتائج الجولة الأولى ووضع أسس سياسية لدفع الجولة اللاحقة.
وقال دي ميستورا في مؤتمر صحافي في جنيف أنه لن يتم تنظيم حفل افتتاحي، موضحاً أن المشاركين في المفاوضات سيبحثون كأولوية «وقف إطلاق النار وتأمين المساعدة الإنسانية». وقال: «كل يوم يمر يعتبر هدراً بالنسبة لوقف إطلاق النار والمساعدة الإنسانية»، علماً أن مؤتمراً موسعاً سيعقده ممثلو المنظمات الدولية العاملة في المجالات الإنسانية اليوم.
وكان مقرراً أن تبدأ المفاوضات أمس، لكن عقبات عدة حالت دون ذلك بينها الخلاف على تشكيل وفد المعارضة والنقاط التي طرحها كيري خلال لقائه حجاب في الرياض، ما استدعى استنفاراً من كيري وراتني لشرح موقف واشنطن للمعارضة وحلفائها الدوليين والاقليميين.
وسعى الجانب الأميركي إلى تخفيف وطأة مضمون اللقاء بين كيري وحجاب، الذي فسرته المعارضة على أنه «إنذار روسي حمله كيري وتضمن الذهاب إلى مفاوضات جنيف من دون أي ضمانات للتفاوض على تشكيل حكومة وحدة وطنية تمهد لانتخابات يشارك فيها (الرئيس بشار) الأسد»، بحسب قول أحد أعضاء الهيئة التفاوضية. واضاف إن الاجتماع «لم يكن مريحاً ولا إيجابياً»، وأن كيري قال: «ستخسرون أصدقاءكم، في حال لم تذهبوا إلى جنيف وأصررتم على الموقف الرافض». وأوضح أن «هذا الكلام ينسحب بالطبع على وقف الدعم السياسي والعسكري للمعارضة».
وقال راتني في اتصال هاتفي مع «الحياة» في واشنطن أن لقاء كيري مع حجاب كان «منفتحاً وصريحاً وبعض ما قيل عنه فيه سوء توصيف للحقائق ومبني على سوء فهم».
وعن مستقبل الأسد، قال راتني أن الموقف الأميركي من ذلك منبثق من «بيان جنيف في ٢٠١٢ ويعود للمفاوضات بين المعارضة والنظام كماهو الأمر حول جميع قضايا المرحلة الانتقالية ويتطلب الموافقة المتبادلة بين المعارضة والنظام حول أي نقطة». وأضاف: «في هذه الحال سيعود للهيئة العليا للمفاوضات قبول أو رفض أي بند… من ضمنها السؤال حول مستقبل الأسد». وكرر ان «الأسد فقد شرعيته ولا نعتقد أن له دوراً في مستقبل سورية».
وأضاف المسؤول الذي حضر لقاء كيري وحجاب أنه كان هناك سؤال حول من يمثل المعارضة، وأن واشنطن أكدت على أن وفد الهيئة التفاوضية العليا يمثلها و»لم نطلب أي تغيير». وقال: «من حق ستيفان دي ميستورا أن يستشير أي كان، داخل المعارضة وخارجها. انما عندما يتعلق الأمر بمن يكن موجوداً في غرف المفاوضات فهذه بين طرفين: وفد النظام ووفد المعارضة».
وشدد راتني أنه «فيما يتعلق الأمر بالقضايا الجوهرية، هناك وفدان فقط ومجموعة الرياض، هي الأوسع والأشمل لأي معارضة، تشمل الجميع من سياسيين ومسلحين لديها جميع الفئات، من هيئة التنسيق والمستقلين». وأكد رفض واشنطن اي شروط مسبقة على المفاوضات التي «يجب أن تحرز تقدماً على المستوى السياسي ووقف اطلاق النار وتحسن الوضع على الأرض».
ونفى أن تكون واشنطن نبنت فكرة حكومة الوحدة. وقال: «النظام لديه فكرة حكومة الوحدة الوطنية، هذا ليس أمر نتبناه، موقفنا نابع من بيان جنيف في ٢٠١٢ الذي تتحدث عن جسم انتقالي بصلاحيات تنفيذية شاملة مبنية على موافقة متبادلة لمرحلة انتقالية. وكيري قال ذلك لرياض حجاب». وأضاف راتني: «لم نهدد بقطع الدعم في حال عدم حضور المعارضة، وتم السؤال اذا فشلت المفاوضات فهل ستدعموننا، وهو قال بالحرف الواحد: نعم». ورأى أن المفاوضات هي امتحان مهم لنوايا ايران وروسيا والنظام وأن البديل لها مرعب لسورية وللسوريين.
في نيويورك، وصف السفير البريطاني في الأمم المتحدة ماتيو ريكروفت مهمة دي ميستورا بأنها «تقنية وصعبة جداً ومعقدة» لكنه أبدى تفاؤلاً في عقد جولة المفاوضات في جنيف «بعد تأخير قصير». وقال ريكروفت للصحافيين «لدينا الثقة في دي ميستورا ونحن نعمل بجهد كبير خلف الكواليس معه بمشاركة شركائنا في مجلس الأمن لإطلاق هذه المحادثات في أقرب وقت».
وأكدت الأمم المتحدة أن علاقة دي مستورا مستمرة وثابتة مع المملكة العربية السعودية لأنها «دولة أساسية في العملية السياسية في سورية». وقال الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في مؤتمره الصحافي اليومي إن السعودية «دولة أساسية في المنطقة وفي العملية السياسية في سورية».
وشدد دوجاريك رداً على سؤال حول تقارير عن توقف التشاور بين دي ميستورا والسعودية، على أن المبعوث الدولي «زار المملكة مراراً وهو سيواصل مشاوراته مع المملكة» بشكل دائم.
في موسكو، نقلت وكالات أنباء روسية عن الرئيس فلاديمير بوتين قوله إن روسيا ليس لديها نية للتدخل في الشأن السياسي السوري. وأضاف ان مهمة موسكو الرئيسية هي مساعدة القيادة الشرعية لسورية في القضاء على «الإرهابيين». واعلن الجيش الروسي ان موسكو لا تعتزم اقامة قاعدة جوية ثانية شمال شرقي سورية، ذلك ردا على معلومات نشرتها الصحافة الغربية تشير الى ترتيبات لاقامة قاعدة في القامشلي.
وقال الجنرال ايغور كوناشنكوف ان قاذفات روسية قصفت 484 «هدفا ارهابيا» في 169 غارة جوية الجمعة والسبت والاحد في سورية، مضيفا: «بدعم من الضربات الروسية، احرزت القوات السورية تقدما ملحوظا خلال هجومها شمال اللاذقية (غرب). وتم تحرير اكثر من 92 كيلومترا مربعا و28 قرية في منطقة ربيعة التي ترتدي اهمية استراتيجية بالنسبة الى العمليات المقبلة». واشارت وزارة الدفاع الروسية ايضا الى 18 غارة جوية في منطقة دير الزور (شرق) حيث «قرر» داعش «تركيز جهوده».
واتهمت القيادة العامة لقوات الامن الكردية (اسايش) للمرة الاولى قوات الدفاع الوطني الموالية للنظام السوري بالوقوف خلف التفجيرات الاخيرة التي شهدتها مدينة القامشلي في محافظة الحسكة في شمال شرقي سورية، وفق بيان اصدرته الاثنين.
وجاء في البيان «استنادا إلى المعلومات الواردة من مصادر خاصة وبعد التحريات، تبين لنا تورط ما يسمى بالدفاع الوطني التابع للنظام في التفجيرين اللذين حصلا في حي الوسطى في مدينة قامشلو في 30 كانون الاول (ديسمبر)، وتبين تورط نفس الجهة أي الدفاع الوطني في تفجير أمس».
وقتل 23 شخصا على الاقل، غالبيتهم من عناصر «حركة احرار الشام الاسلامية» جراء تفجير انتحاري استهدف مدخل منطقة تحت سيطرة هذا الفصيل النافذ في مدينة حلب شمال سورية، وفق حصيلة للضحايا اوردها «المرصد السوري لحقوق الانسان» الذي اشار الى مقتل ١١ من «جبهة النصرة» بقصف منطقة في ريف ادلب.
لافروف: لم نطلب من الأسد التنحي…ولا سلام في سورية من دون مشاركة الأكراد
موسكو، عمان، – رويترز، أ ف ب
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم (الثلثاء) إن بلاده لم تطلب من الرئيس السوري بشار الأسد التنحي ولم تعرض عليه اللجوء السياسي، موضحاً خلال مؤتمره الصحافي السنوي «في الحالتين الجواب هو لا، هذا ليس صحيحاً، لم يسأل أحد عن اللجوء السياسي ولم يعرض على أحد شيء من هذا القبيل».
من جهة أخرى قال لافروف أن منع السوريين الأكراد من المشاركة في محادثات السلام سيكون «جائراً» و«سيأتي بنتائج عكسية (…) من دون هذا الحزب وممثليه، لا يمكن أن تحقق المفاوضات النتيجة التي نريدها وهي تسوية سياسية نهائية»، لكنه أكد أن بلاده لن تعارض محادثات السلام التي يفترض أن تبدأ الجمعة المقبل في جنيف برعاية الأمم المتحدة، اذا لم يدع حزب «الاتحاد الديموقراطي» برئاسة صالح مسلم اليها.
وقال لافروف إن التحرك الروسي في سورية ساعد على قلب الأوضاع موضحاً أن «السلاح الجوي الروسي ساعد في شكل ملموس على تحويل الدفة في البلاد (…). ونتيجة لذلك، باتت الصورة أوضح الآن لما يحدث، وأصبح واضحاً من يقاتل الإرهابيين ومن هم شركاؤهم ومن يحاول استخدامهم لمصالحه الآحادية والأنانية».
وفي شأن الضربات الجوية في سورية قال إنه «لم يقدم أحد دليلاً على أن الضربات الجوية الروسية في سورية تسببت في مقتل مدنيين أو قصفت جماعات معارضة غير مستهدفة (…) الجيش الروسي يحرص كثيراً على تفادي سقوط قتلى من المدنيين في سورية».
وفي السياق ذاته، قال رئيس فريق التفاوض التابع للمعارضة السورية أسعد الزعبي في مقابلة، اليوم، مع قناة «العربية الحدث» إنه «ليس متفائلاً حيال محادثات السلام المقبلة في جنيف».
وأوضح الزعبي من دون الكشف عن تفاصيل أن مبعوث الأمم المتحدة للسلام في سورية ستيفان دي ميستورا «لا يحق له تماماً أن يفرض شروطاً على فريق المعارضة، فهو مجرد وسيط».
وعلى صعيد آخر قال لافروف أن موسكو لديها معلومات بأن متشددي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) يتدربون في منطقة ممر بانكيسي في جورجيا قرب الحدود الروسية.
الموفد الروسي الذي أخبر الأسد بضرورة تنحيه… توفي بظروف «غير واضحة»
دبي – ماهر النبواني (مدرسة الحياة)
ذكرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية أن المسؤول الذي أوفدته روسيا ليخبر الرئيس السوري بشار الأسد بضرورة تنحيه كخطوة أساسية لإنهاء الحرب في سورية، هو الجنرال إيغور سيرغون رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الروسية، الذي توفي في 4 كانون الثاني (يناير) الجاري في ظروف «غير واضحة»، وفق مسؤولين غربيين.
وأكدت الصحيفة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوفد سيرغون ليخبر الأسد بضرورة التنحي، «وهو فعلاً ما حصل خلال اجتماع الجنرال الروسي مع بشار الأسد في دمشق العام الماضي، وخلال هذا الاجتماع، رفض الأسد بشدة أي اقتراح بتنحيه، وفق ما قاله مسؤولون غربيون».
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين غربيين إنه وبعد أسابيع قليلة من هذا الاجتماع، توفي الجنرال سيرغون في ظروف «غير واضحة» عن عمر يناهز 58 سنة، مستندة الى تقارير أفادت بأنه توفي في العاصمة اللبنانية بيروت.
وذكرت الصحيفة أنه «وبتشجيع من الحكومات الغربية طلب من الجنرال سيرغون تنفيذ هذه المهمة، إذ ترى هذه الحكومات أن رحيل الأسد هو شرط ضروري لإنهاء الحرب الأهلية في سورية».
ورأت الصحيفة أن «محاولة روسيا الفاشلة جعلت الأسد أكثر تشبثاً بالسلطة، وأن آمال التوصل إلى حل ديبلوماسي للحرب الأهلية في سورية تتراجع»، ناقلة عن مسؤول استخباراتي غربي بارز قوله إن «بوتين ألقى نظرة فاحصة على دواخل النظام السوري، ووجد أن الكثير من الأمور أكثر إشكالية مما كان يتصور».
وأضاف المسؤول الغربي أن «بوتين بالغ في تقدير نفوذه على الأسد الذي أوصل لسيرغون بوضوح ألا مستقبل لروسيا في سورية من دون بقائه في السلطة».
وذكرت «فايننشال تايمز» أن «الأسد ينتهج استراتيجية مواجهة القوى الأجنبية بعضها ببعض، وبطاقته الرابحة في هذا المجال كانت إيران، وروسيا قلقة منذ شهور من تنامي النفوذ الدولي لإيران على حساب النفوذ الروسي في المنطقة».
وكانت مصادر مقربة من النظام السوري قالت للصحيفة إن «الشكوك إزاء النوايا الروسية تتزايد لدى النظام السوري منذ فترة». وقال رجل أعمال سوري مقرب من النظام لـ «فايننشال تايمز» إن «نظام الأسد بدأ يدرك أن وجود أخ أكبر يدافع عنه يعني أيضاً أنه ربما يطلب منه أشياء أخرى».
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت في 4 كانون الثاني الجاري، وفاة الجنرال سيرغون، رئيس جهاز الاستخبارات الحربية الروسية، وأوضحت في بيان أنه توفي «في شكل مفاجئ».
وذكر مكتب الرئاسة الروسي آنذاك، أن الرئيس بوتين وجه خطاب عزاء لأسرة الجنرال، واصفاً إياه بأنه كان «ضابطاً أصيلاً ووطنياً حقيقياً».
وشغل سيرغون منصب رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الروسية في العام 2011، كما تولى مناصب عدة أخرى من بينها الملحق العسكري الروسي في ألبانيا، وفق وكالة «سبوتنيك» الروسية.
الجيش السوري يسيطر على بلدة الشيخ مسكين الاستراتيجية
بيروت – أ ف ب
سيطرت قوات النظام السوري على بلدة الشيخ مسكين الاستراتيجية القريبة من الحدود الأردنية في جنوب البلاد، وفق ما أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” اليوم.
وأورد المرصد في بريد إلكتروني: “تمكنت قوات النظام بدعم من ضباط إيرانيين ومقاتلين من حزب الله اللبناني، إضافة إلى مسلحين موالين لها، من السيطرة على كامل بلدة الشيخ مسكين في ريف درعا الشمالي”، عقب هجوم بدأته قبل نحو شهر.
دو ميستورا حدّد الجمعة لجنيف كيري: مصير الأسد بأيدي السوريّين
المصدر: العواصم – الوكالات
جنيف – موسى عاصي
بثقة عالية واختيار دقيق للكلمات لم تخل من بعض التحذير من انطلاق قطار الحوار السوري – السوري بمن حضر، حدد المبعوث الخاص للامم المتحدة ستافان دو ميستورا من مقر الأمم المتحدة في جنيف موعداً جديداً للحوار في 29 كانون الثاني الجاري “من دون شروط مسبقة”، بعد خمسة أيام من الموعد المحدد.
وستوجه الدعوات اليوم الى المشاركين الذين ذكر المبعوث الدولي أنه هو المكلف بقوة القرار الدولي 2254 “وضع اللمسات الأخيرة عليها”. وبلغة تحذيرية لوفد الرياض الذي كان مقررا أن يسلم لائحته الى الامم المتحدة أمس، قال دو ميستورا إن اجتماع الوفد في العاصمة السعودية اليوم سيكون لاحقاً لتوجيه الدعوات “وسيكون من المهم أن يعرفوا أن المسألة باتت جدية وملحة”، علماً أن أمام المعارضة يومين لحسم أمرها. وقد فهم ذلك من كلام وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي أكد انه “يتوقع اتضاح الرؤية خلال يوم أو يومين”. وتقاطع هذا الكلام مع اعلان المعارضة في الرياض انها لم تتخذ قرارها النهائي بعد وأن ذلك سيعلن خلال يومين.
ومن المتوقع أن يتسلم فريق الامم المتحدة اليوم لائحة باسماء الوفد المعارض من خارج وفد الرياض والذي تدعمه موسكو. وعلمت “النهار” أن الوفد بات شبه جاهز ووصل خلال الساعات الأخيرة الى سويسرا استعداداً لعقد لقاءات تنسيقية بين اطيافه تمهيداً للمشاركة في حوار 29 كانون الثاني. وسيضم الوفد من حيث المبدأ ممثلين لمنتدى موسكو برئاسة رئيس الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير الديموقراطي قدري جميل، وعن “مجلس سوريا الديموقراطية” بقيادة مشتركة لهيثم المناع والهام أحمد، وممثلين لهيئة التنسيق الوطنية السورية التي أعلن جميل انها انسحبت من تحالف الرياض وستنضم الى الوفد الآخر، الى رندة قسيس عن لقاء الاستانة.
وتستند القوة المتجدّدة لدو ميستورا الى دعم بدا واضحاً عكسه تفاهم روسي- أميركي حصل خلال لقاء الوزيرين في زوريخ في 20 من الجاري، وبعد يومين فقط من هذا اللقاء طار كيري الى السعودية لاطلاع الرياض والهيئة العليا للمعارضة على الرؤية المشتركة الروسية – الأميركية. وأفادت أوساط الرياض أن كيري مارس ضغوطاً عالية على من التقاهم من المعارضين وفي مقدمهم رئيس الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب لحضهم على المشاركة في الحوار الى جانب الاطراف المعارضين الآخرين الذين تصر موسكو على مشاركتهم. وقد خلف الضغط الاميركي انطباعاً سيئاً لدى معارضي الرياض الى درجة أن أحد الناطقين باسم “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” رياض نعسان آغا اتهم كيري بالانقلاب على وعوده.
واستند دو ميستورا الى القرار الدولي 2254 ليؤكّد مشاركة أوسع مروحة من اطياف المعارضة آخذاً في الاعتبار “اجتماعات موسكو والقاهرة وخصوصاً الرياض الى جانب مشاركة المجتمع المدني وضرورة مشاركة النساء في كل الوفود”. وفيما أعلن أن المفاوضات ستستمر ستة أشهر، علم أن الجولة الأولى ستمتد من 29 كانون الثاني الى منتصف شباط، وان جدول الأعمال سيكون طبقًا للقرار الدولي و”تحت مظلة وثيقة جنيف1″.
وسيتركز الحوار، استناداً إلى المبعوث الدولي، على “أولوية الاولويات” أي وقف النار على نطاق واسع وامكان مواجهة تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) وادخال المساعدات الى المناطق السورية المحتاجة، موضحاً أن الجلسات ستكون ثنائية في البداية و”نأمل في الانتقال الى المفاوضات المباشرة”. في حين بدا واضحاً ان عقدة مشاركة “جيش الاسلام” و”احرار الشام” لم تجد طريقها الى الحل بعد، ورفض دو ميستورا الاجابة بشكل واضح عن مشاركتهما من عدمها، مشيراً فقط الى أن “مجلس الامن حدد داعش وجبهة النصرة كتنظيمين ارهابيين”.
كيري
وفي لاوس، كرر كيري أن الشروط المسبقة لا تشجع على المفاوضات، الا أنه نفى نفياً قاطعاً أن يكون قد هدد بوقف المساعدات للجماعات المعارضة. ونسبت اليه وكالة “الاسوشيتد برس” أن “موقف الولايات المتحدة لم ولن يتغير. لا نزال ندعم المعارضة سياسياً ومالياً وعسكرياً… نحن نقدم لهم دعماً مطلقاً”.
ومع ذلك، لفت الى أنه “يعود الى السوريين القرار في شأن مصير (الرئيس السوري بشار) الأسد” مردداً عملياً موقف المسؤولين الروس.
المعارضة تحت الضغط
واتهم الناطق باسم الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة منمؤتمر الرياض سالم المسلط، روسيا والحكومة السورية بوضع العراقيل في طريق المحادثات. وصرح لقناة “الحدث” الاخبارية السعودية التي تتخذ دبي مقراً لها: “أمور إنسانية بحتة نريد تحقيقها هي ليست شروطاً مسبقة… (إنه) قرار دولي أن يطبق ولو جزءاً منه حتى نرى جدية وحسن نية في هذا الأمر”. وأضاف: “لا يمكن ويا للأسف الجلوس والتحدث مع أحد من غير أن ترفع المعاناة أولاً”.
وأعلن ان المعارضة السورية ستجتمع اليوم في الرياض للبحث في الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لاجراء المحادثات في جنيف.
الى ذلك، قال ممثل المجلس الوطني الكردي في “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” عضو الوفد المفاوض المنبثق من الهيئة العليا للمفاوضات فؤاد عليكو: “تعقد الهيئة العليا للتفاوض اجتماعاً غداً الثلثاء (اليوم) في الرياض وسوف نتخذ القرار النهائي إما بالمشاركة في جنيف وإما عدمها”.
وأوضح ان اللقاء الاخير الذي جمع كيري وحجاب، وعدداً من اعضاء الهيئة العليا للمفاوضات السبت في الرياض “لم يكن مريحاً ولا ايجابياً”، مضيفاً ان الوزير الاميركي قال لمحدثيه: “ستخسرون اصدقاءكم إذا لم تذهبوا الى جنيف واصررتم على الموقف الرافض”. ولاحظ ان “هذا الكلام ينسحب بالطبع على وقف الدعم السياسي والعسكري للمعارضة”.
دي ميستورا يتسلّح بالتفاهم الأميركي ـ الروسي .. ويُحرج «معارضة الرياض»
«جنيف السوري» ينعقد الجمعة.. بمن حضر!
محمد بلوط
«جنيف 3»، ولستة أشهر، على أن تبدأ الجولة الاولى يوم الجمعة المقبل، لتختم في السادس عشر من شباط المقبل.
«جنيف 3» بمن حضر، سواء وافقت مجموعة الرياض ام لم توافق. الطاولة جاهزة، والوسيط الدولي ستيفان دي ميستورا يملك وفدين يكفيان لإطلاق المفاوضات: الاول وفد اللائحة الروسية الذي يبدأ اجتماعات نواته الأساسية في لوزان اليوم، ووفد الحكومة السورية الذي يصل يوم الجمعة المقبل.
ويملك الوسيط الدولي أكثر من رزمة الدعوات التي باتت جاهزة لإرسالها، وخريطة طريق تستند هي أيضاً الى تفاهم دولي روسي – أميركي، وهو ما عكسته بوضوح تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري في الرياض، وتسريبات «الائتلافيين»، وهلعهم مما أبلغهم إياه عن أنّ «الحوار» لن يدور حول حكومة انتقالية، بل حول حكومة موسعة، وانتخابات يشارك فيها الرئيس بشار الأسد. وحرص دي ميستورا على طمأنتهم الى ان «جنيف 1» سيكون المظلة. لكن الضمانة ألا يتكرر «جنيف 2»، والخوف من الفشل الذي يجعله يتردد في توجيه الدعوات، هو أن القاعدة، لا المظلة، التي ستكون أساس البحث، هي تماماً خريطة الطريق الروسية، أي الحوكمة كما وردت في إعلان فيينا، والتعديلات الدستورية، والمساعدات الإنسانية»، وهي ضمانة مزدوجة لعدم تكرار «جنيف 2»، فالحكومة السورية وافقت رسمياً عليها، كما تميل اللائحة التي يدعمها الروس، منطقياً، الى تبني خريطة الطريق، على أن يجري البحث بآلياتها.
وهكذا أعاد الوسيط الدولي دي ميستورا، للمرة الاولى، التذكير بمفاعيل القرار 2254، الذي يمنحه حق «وضع اللمسات الأخيرة على قائمة المدعوين الى جنيف»، على أساس التشاركية والوزن السياسي، وهي عبارات لا ترغب مجموعة الرياض بسماعها، اذ لا تزال تتمسك بإقصاء أي طرف لم يحضر مؤتمرها في السعودية، عن المفاوضات.
التذكير جاء على لسانه في المؤتمر الصحافي الاول له منذ تبلور الخطة الروسية للعودة الى المسار السياسي في الرابع عشر من تشرين الثاني في فيينا.
وكان واضحا أن دي ميستورا الذي يتحدث من منبر الأمم المتحدة في جنيف، يدرك أنه يملك دعماً روسياً وأميركياً واضحاً، وفي لحظة نادرة قد لا تتكرر، ليذهب نحو التلويح المبطن بعقد المؤتمر بمن حضر يوم الجمعة المقبل، وهو تهديد بات ممكناً لاندراجه في سياق التحذيرات التي وجهها جون كيري لمجموعة الرياض، بأنها ستفقد حلفاءها اذا لم تذهب الى جنيف.
وهكذا جزم دي ميستورا أن الدعوات ستوجه اليوم، بعد تأجيلها 24 ساعة، لإتاحة فرصة أخيرة، لمجموعة الرياض لكي تجتمع وتتدارس العرض قبل أن تحدد موقفها من الذهاب الى جنيف، وتلبية لطلب الوزير الأميركي جون كيري الذي تمنى تأجيل توجيه الدعوات الى الوفود 24 أو 48 ساعة.
وكان لافتا أن يكرر دي ميستورا وجود تكليف واضح له من مجلس الامن عبر القرار 2254، لتأليف وفد المعارضة.
وخاطب «دي ميستورا ما بعد التفاهم الأميركي الروسي» المجتمعين في الرياض، من دون أن يسميهم، قائلاً انه يملك تكليفا دولياً «لوضع اللمسات الاخيرة على تركيبة الوفد المفاوض مع مراعاة مرجعيات القاهرة وموسكو والرياض». وباتت بيد دي ميستورا خيارات وأوراق لعقد المؤتمر، في غياب «الائتلافيين»، الذين فقدوا للمرة الاولى منذ عامين، وبعد فشل «جنيف 2»، ورقتهم الأساسية: حصرية التحدث الى الحكومة السورية باسم المعارضة السورية.
طلائع اللائحة التي تدعمها موسكو بدأت تتدفق على جنيف من دون انتظار استلام الدعوات رسمياً، ويعقد، عصر اليوم، خمسة من قادتها مشاورات تمهيدية مع فريق دي ميستورا في فندق «دو لا بيه « لتحديد الصورة النهائية للوفد الذي سيضم 16 اسماً، اقترحتهم الديبلوماسية الروسية.
ومن المتوقع ان يحضر اللقاء الأمين العام في «حزب الارادة الشعبية» قدري جميل، والرئيسان المشتركان لـ «مجلس سوريا الديموقراطية» هيثم مناع وإلهام أحمد، ورئيسة «حركة المجتمع التعددي» رندة قسيس، ورئيس «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي صالح مسلم.
وتجنب دي ميستورا الرد على تحذيرات تركيا من دعوة الأكراد الى جنيف، واعتبار ذلك نهاية المؤتمر، وقال ان الامر يعتمد على «تفاعل السوريين أنفسهم». وقال مسؤول كردي معارض ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أبلغ وفداً كردياً في موسكو أنه لن ينعقد أي مؤتمر في غيابهم.
ولم يغلق الوسيط الدولي الباب كليا أمام مجموعة الرياض، اذ أعلن ان وقف إطلاق النار، وهو مطلبهم، سيكون على رأس أجندة «جنيف 3». ورغم أن مطلب المجموعة يهدف قبل كل شيء الى كسب الوقت، واحتواء مفاعيل التقدم الميداني الروسي، وإبطاء الانقلاب في ميزان القوى لمصلحة الجيش السوري، وليس التوصل الى تسوية حقيقية، إلا أن وضع آليات لوقف إطلاق النار ومراقبته وضمان احترامه قبل الانتهاء من تحديد قائمة المنظمات الإرهابية يجعل من الإعلان عنه، مع العلم بكل تعقيداته، مجرد جزرة لتشجيع مجموعة الرياض على حضور «جنيف 3» لا أكثر.
ولكن أكثر ما كان واقعيا في توصيف دي ميستورا لـ «جنيف « هو استطالة الجولات أسبوعين أو ثلاثة، والحاجة على الأقل الى ستة أشهر، قبل الخروج بأية نتائج، وتجنب أي مباحثات مباشرة، قبل ان تنضج الأمور.
لكن دي ميستورا الذي أصبح لديه ما يقوله بعد عامين من انتدابه، يبقى حذراً «فالأمور قد تتسارع وقد تتباطأ، وقد يغادر الكثيرون المفاوضات، لكن لا ينبغي أن يحبطنا ذلك».
أسعار سوق التهريب تحددها سياسات أوروبا
وسيم ابراهيم
أوروبا لا تملك إلا العجز والفوضى لمواجهة سيل اللجوء، في انتظار تجاوبٍ تركي لا يبدو في الأفق. سوق التهريب، لنقل اللاجئين من تركيا إلى اليونان فأوروبا، تستخدمُ أسلحةَ الأوروبيين لمصلحتها، وضدهم في النهاية. كل خطوةٍ يقومون بها، لتنظيم التدفقات مع تعذر صدها، تصير داخل لوائح العرض والطلب وقائمة الأسعار.
معلقاً على ما حدث، يقول مسؤول أوروبي يعمل على الملف لـ «السفير» إن «كل إجراء نقوم به يستخدمونه لزيادة أرباحهم، إنهم يعرفون كل شيء، الآن لم يعد عملهم يدور حول التوصيل إلى اليونان، بل باتوا يأخذون أموالاً أكثر لإبعاد اللاجئين عن الجزر التي نحاول السيطرة على التدفقات إليها».
أحد أهم جوانب استراتيجية الأوروبيين كان إنشاء «نقاط ساخنة» في اليونان، تعمل كل منها بمثابة مركز تسجيل لحصر اللاجئين، تمهيداً لتوزيعهم على الدول الأوروبية. الهدف هو تقليل تدفقاتهم، عبر منعهم من اختيار وجهة لجوئهم. بعد ضغوط كبيرة، قبلت اليونان بإنشاء ستة مراكز، لكن حتى الآن لم يعمل منها سوى مركز واحد على جزيرة ليسبوس. يقول المسؤول الأوروبي إنه «منذ بات مركز التسجيل نشطاً، صارت الأعداد الواصلة إلى ليسبوس هي الأقل».
النقاط الخمس، على الجزر الأخرى، لا تزال في طور التجهيز للإطلاق. وفي حين تردّ دول أوروبية التأجيل إلى تقاعس أثينا وعدم وجود رغبة سياسية لديها، ترد الحكومة اليونانية بأنها تحاول جهدها إقامة بنية تحتية قادرة على تشغيل المراكز في جزر غير مؤهلة لذلك.
اليونان باتت الآن الحلقة الاضعف، توجه إليها أصابع الاتهام وتهددّ بالاقصاء عن منطقة التنقل الحر «شنغن». كان الحديث عن «ضعفها» الحاضر الأكبر خلال اجتماع وزراء الداخلية والعدل الاوروبيين في أمستردام. أبرز المنتقدين هي الدول التي تواجه أزمة سياسية داخلية تتخذ من عناوين اللجوء عنواناً. النمسا على رأس القائمة الآن، مع مشكلات كبيرة تواجهها الحكومة، بقياد «الحزب الاشتراكي الديموقراطي»، مع تصاعد شعبية اليمين المتطرف الذي بات منافساً شرساً على السلطة.
وزيرة الداخلية النمساوية جوانا ليتنر قالت إنه لا حاجة لإخراج اليونان من منطقة «شنغن»، لأنه سيكون حكم الأمر الواقع: «من الواضح أنه إذا لم نستطع ضمان أمن الحدود الخارجية، خصوصاً لليونان، فحدود شنغن الخارجية سوف تنتقل إلى أوروبا المركزية». الطريقة الوحيدة لتجنب ذلك برأيها هو قيام اليونان «بكل ما في وسعها وبأقصى سرعة» باتجاه «القبول بالمساعدة».
جزءٌ من تردد أثينا يعود لكونها ترى هذه الإلزامات نوعاً من الوصاية. فبموجبها، ستنتقل الرقابة على الحدود لتكون في يد الفرق الأوروبية، رغم كونها قضية تقع في صلب السيادة الوطنية. حكومتها تعترض بأنه من غير المنطقي تحميلها تبعات قضية بهذا الحجم، أخرجت كل شياطين الخلاف والانقسام، ولم تستطع الدول الاوروبية إيجاد تسوية فعّالة حولها.
مصادر أوروبية، حضرت الاجتماع، قالت لـ «السفير» إن الاعلانات التي خرجت من النمسا، وغيرها من الدول التي تشاركها الموقف، يجب «عدم أخذها على محمل الجد لأنها تتعلق بضغوط سياسية داخلية». قبل مدة، جرى حديث في ذات السياق، عن إقامة «شنغن» مصغرة، في حال الفشل في ضبط حدود «شنغن» الكبيرة. المصادر تقول إن «كل هذا الحديث لا أساس قانوني له، لا يمكن إخراج دولة من شنغن أبداً، لأنها يجب أن تخرج من الاتحاد الأوروبي أولاً».
من قاد هذا النقاش لأشهر، يعرف تماماً مدى استعصاء حلوله. وزير الامن الداخلي في لوكسمبورغ ايتيان شنايدر ترأست بلاده الاتحاد الأوروبي خلال نصف السنة الماضية، لتنقل الرئاسة الدورية الآن إلى هولندا. خلال حديث لـ «السفير»، قال إن «شنغن تمثل أحد أكبر إنجازات الاتحاد الأوروبي، لانها تغطي حرية الحركة لمواطنيه، لذا لا يجب حتى أن نفكّر، مجرد تفكير، بالتخلي عن شنغن»، قبل أن يضيف «لذلك يمكننا أن نتحدث حول كيف يمكننا تأمين حدودنا الخارجية، وما هي الدول غير القادرة على ذلك، وكيف يمكننا مساعدتها».
على كل حال، «الواضح أن أوروبا وصلت إلى منعطف»، بحسب المفوض الاوروبي للشؤون الداخلية ديمتريس أفرامابوليس. السنة الماضية عبر إليها ما يزيد على مليون لاجئ، وهذه السنة، خلال ثلاثة أسابيع في ظروف طقس غير مؤات، وصل إليها ما يزيد على ثلاثين ألف لاجئ.
النمسا وضعت حداً أقصى لعدد اللاجئين المقبولين: 37 ألف للعام الحالي، مع أن 90 ألف لاجئ وصلها العام الماضي. بحسابات بسيطة، الحد الأقصى للنمسا لا يحتاج سوى أربعة أيام ذروة، حينما كان يعبر المتوسط نحو عشرة آلاف لاجئ يومياً. المانيا لا تزال تمانع وضع حد للجوء، بعدما رددت مستشارتها أنجيلا ميركل لأشهر أن «حق اللجوء لا حدّ أقصى أمامه».
وسط كل هذا السجال، غاب أي أثر للود خلال الاجتماع التشاوري في أمستردام، بخلاف طقس المدينة المشمس مع دفء أبعد ذكريات بردها الشديد في هذه الفترة. الوزراء لم يجتمعوا على شيء تقريباً داخل ردهات قصر «المتحف البحري». هناك منعطف، فعلاً، أوصلت إليه الانقسامات. ما خرج منهم هو إعلان يقبل، ضمناً، وبشكل غير مسبوق، تعليقاً مرتقباً للعمل باتفاقية «شنغن» لمدة أقصاها عامين، أي ستة شهور يمكن أن تجدد أربع مرات.
بعد الفشل في إيجاد سياسة مشتركة، لجأت دول أوروبية عديدة إلى إجراءات منفردة، على رأسها فرض الرقابة الحدودية، معيدةً الحواجز إلى داخل منطقة التنقل الحر. كل مرة كانت هذه الرقابة تمدد على أساس نصوص تسمح بها، في ظل أوضاع طارئة. لكن هذه المدد استنفدت الآن.
الحل الجديد جاء من طينة سوابقه نفسها: دعوة المفوضية الاوروبية لايجاد طرق قانونية، لتمديد الرقابة بما يمنع القول إن «شنغن» في مأزق وجودي. المفوضية مطالبةٌ الآن باجراء تقييمها، على أساس المادة «26» من الاتفاقية، التي تتحدث عن مواضع عجز فوق السيطرة، بما يسمح بإصدار إعلان قانوني يطلق عملية الرقابة المطولة مع حلول منتصف أيار المقبل.
مصادر أوروبية قالت إنه لا يمكن إطلاق هذا المسار، من دون إصدار تقييم لا يمكنه تفادي القول إن «اليونان عاجزة عن ضبط حدودها»، موضحة أن المسألة تتعلق بدول «شنغن» لذلك «لا يمكن ربط تمديد الرقابة الحدودية بدولة خارج شنغن، رغم أن مفتاح الأزمة والحل يبقى في تركيا».
إعطاء مهلة عامين لتمديد الرقابة الحدودية هو اعتراف أيضاً بأن تدفقات اللجوء لن تتوقف في المدى القريب. المفوض الأوروبي للهجرة اعترف بالعجز الأوروبي. قال أفرامابوليس إن دول التكتل ستواجه «فترة طويلة من تدفقات اللاجئين»، مقرّاً بأن أي تقليل لها في المدى القصير سيكون مرهوناً فقط بإرادة أنقرة.
تعقيدات ميدانية استعداداً لـ«جنيف 3»
المنطقة الشرقية في سوريا: لا مطارات جديدة!
وسام عبد الله
تشكل المنطقة الشرقية في سوريا بيئة حاضنة لتوسع العمليات العسكرية من مختلف الأطراف، سواء طيران «التحالف الدولي» لمحاربة الإرهاب أو «قوات سوريا الديموقراطية»، أو الجيش السوري وسلاح الجو الروسي، بالإضافة الى المجموعات المسلحة.
وفي خضم اشتعال القتال على هذه الجبهة الشرقية، تطرح تساؤلات حول إمكانية القضاء على تنظيم «الدولية الإسلامية» من جهة، واحتمال استبعاد التقسيم في هذه المنطقة الحساسة التي تعوم على موارد نفطية مهمة، والمتاخمة للحدود.
تداولت الوسائل الإعلامية في الأيام الأخيرة خبر الاستعداد لبناء قاعدة روسية عسكرية في القامشلي، تقابلها قاعدة عسكرية أميركية في الرميلان.
ينفي مصدر مطلع لـ «السفير» كل ما تم الحديث عنه مؤخراً، ويصف ما يتردد بأنه تصريحات غير مسؤولة.
ويوضح المصدر أن «كل ما جرى تداوله خلال الأيام الماضية عن إقامة قاعدة عسكرية أميركية في الرميلان هو مجرد تضخيم إعلامي، حيث إن قيادة وحدات حماية الشعب الكردية كانت تتابع هذه التصريحات عن كثب، وتبيّن لها عدم وجود قاعدة عسكرية، أو حتى عمليات إنشاء في هذه المنطقة».
ويضيف المصدر أن «ما في منطقة الرميلان هو مجرد مدرج زراعي قديم لا يتعدى طوله كليومترا واحدا، وقد تم ترميمه ليكون خلال الأيام المقبلة مهبطاً صغيراً للطوافات، إذا لزم الأمر، لا أكثر».
أما عن مطار القامشلي، فيشير المصدر إلى عدم وجود أي عملية لتحويله إلى مطار عسكري من قبل الجيش الروسي.
ويوضح أن التواصل الروسي – الكردي غير قابل للتداول عن طريق الإعلام، باعتباره من الأمور الاستراتيجية، خصوصاً بالنسبة الى «وحدات حماية الشعب».
ويشير الى أنه «حتى في حال وجود اتصالات، فهي تبقى ضمن سرية تامة بين الطرفين».
وكان المتحدث باسم القيادة الأميركية الوسطى الكولونيل بات رايدر قد نفى، امس الاول، سيطرة القوات الأميركية على أي مطارات في سوريا، مشيراً أن الخبر لا أساس له من الصحة. وقابل ذلك، نفي من الجانب الروسي، حيث أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف انه لا توجد أي قواعد جديدة أو مطارات إضافية لإقلاع الطائرات الحربية الروسية على أراضي الجمهورية العربية السورية، ومن غير المقرر إنشاؤها، مضيفاً أنها محاولة غير ناجحة لتوفير الغطاء الإعلامي لحشد تركيا مجموعة كبيرة من القوات عند الحدود مع سوريا بالقرب من القامشلي.
وتقع الرميلان في منطقة المالكية التابعة لمحافظة الحسكة، وتعرف بمدينة الذهب الأسود، بسبب كثرة المخزون النفطي هناك.
وبحسب تقرير نشرته مجلة «ناشيونال انترست» الأميركية في العام 2013، فإن أهمية هذه الرميلان تكمن في أنها تحوي احتياطات نفطية ضخمة غير مكتشفة، وتقدر بـ315 مليار برميل، بالإضافة الى 69 مليار برميل من الاحتياطات المكتشفة، وهو ما تؤكده ايضاً دراسة أجرتها جامعة دمشق في العام 2009، وبالتالي فإن من شأن هذه الاحتياطات أن تلبي مطالب الاستهلاك المحلي السوري لمدة 18.
ويقوم الأكراد حالياً باستخراج النفط من هذه المنطقة، ولكن بشكل منخفض عن السابق، وقد قاموا بشراء مصافي تكرير، ويتم بيع النفط الخام المستخرج لمحافظة الحسكة وريفها.
ويوضح الكاتب السياسي محمد عباس لـ«السفير» أهمية الربط بين الواقعين الميداني والسياسي، وبين ما تم تداوله في موضوع المطارات، فيشير الى ان «الائتلاف المعارض أراد تظهير أن الأكراد يتعاونون مع الحكومة الروسية، وانهم بالتالي عملاء للنظام السوري بحسب وصفهم. أما العشائر العربية والعروبيون فأرادوا أن يظهروا أن الأكراد هم ايضا عملاء للولايات المتحدة».
ويوضح عباس، وهو من الباحثين في الشأن الكردي، تداخل التحضيرات لمؤتمر «جنيف 3» مع الواقع الميداني، فيقول «إن الأميركيين ضغطوا على المملكة العربية السعودية لكي تتم دعوة وفد كردي الى جانب وفد رياض حجاب، ومن جهة ثانية، أعلن عضو الهيئة التنفيذية في حزب العمال الكردستاني مراد قره يلان الكفاح المسلح في تركيا ورفع وتيرة العمليات العسكرية».
ويضيف «تشكل روسيا دوراً أساسياً في الحراك السياسي، حيث طلبت من الحكومة السورية الضغط على العشائر والأحزاب العروبية لوقف الضغط على الأكراد في القامشلي، فيما قامت تركيا بإعادة نواف الراغب، شيخ البقارة، حتى يحرك عشائر ريف الرقة ضد الأكراد وفشل المخطط».
ويشير عباس الى أن «تركيا والسعودية حاولتا تأجيل مؤتمر جنيف في محاولة لكسب نقاط معينة أو استرجاع ما خسرته في مختلف الجبهات، ولكن الميدان يشير إلى تقدم الجيش السوري نحو منطقة الباب، وتقدم قوات سوريا الديموقراطية نحو منبج، وكلاهما في منطقة ريف حلب الشمالي الشرقي».
لافروف: تدخلنا في سوريا غير مسار الحرب جذرياً
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، يوم الثلاثاء، أن قرار موسكو الاستجابة لطلب دمشق الرسمي وإطلاق عملية عسكرية في سوريا ضد الإرهاب، ساعد فعلا في تغيير الوضع بشكل جذري في سوريا، موضحاً أن روسيا لم تطلب من الرئيس السوري بشار الأسد التنحي عن الحكم ولم تعرض عليه اللجوء السياسي.
وقال لافروف خلال مؤتمره الصحافي السنوي المكرس لنتائج عمل الديبلوماسية الروسية العام 2015، إن موسكو تدرك تماما مسؤوليتها عن الوضع في العالم، وتتصرف على الساحة الدولية انطلاقا من هذا الشعور بالمسؤولية، مشيراً إلى المبادرة التي طرحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتشكيل جبهة موحدة لمواجهة الإرهاب.
وأضاف أن العملية الروسية في سوريا ساعدت أيضا في توضيح الوضع حول القضية بشكل عام، إذ رأى الجميع “مَن يحارب الإرهابيين فعلا، ومَن يلعب دور أعوانهم، ومَن يحاول استغلالهم لتحقيق أهداف أحادية وأنانية”.
وأكد الوزير الروسي أنه من المستحيل إلحاق الهزيمة بالإرهاب بالوسائل العسكرية فقط، مشدداً على ضرورة اعتماد وسائل سياسية واقتصادية، بما في ذلك “التصدي للأيديولوجية المتطرفة وقطع قنوات تمويل الإرهاب، ومنها تهريب النفط من المناطق الخاضعة لسيطرة الإرهابيين بطرق غير شرعية”.
وتابع “يجب التكامل بين العمليات القتالية والخطوات السياسية الرامية إلى تسوية النزاعات، والإجراءات الرامية إلى منع الإرهابيين من استخدام البنية التحتية الاقتصادية، مثلما يعمل تنظيم داعش في العراق وسوريا، إذ يورد النفط المهرب وسلع أخرى إلى تركيا لتسويقها هناك”.
وفي هذا السياق، أوضح الوزير الروسي أن المفاوضات المقررة في جنيف بين ممثلي الحكومة السورية و”المعارضة”، لا يمكن ان “تحقق نتائج” ما لم تتم دعوة حزب “الاتحاد الديموقراطي” الكردي السوري الرئيسي اليها.
وقال لافروف “من دون هذا الحزب، من دون ممثليه، لا يمكن ان تحقق المفاوضات النتيجة التي نريدها وهي تسوية سياسية نهائية”، لكنه أكد ان روسيا لن تعارض محادثات السلام التي يفترض ان تبدأ الجمعة في جنيف برعاية الامم المتحدة، اذا لم يدع حزب “الاتحاد الديموقراطي” برئاسة صالح مسلم اليها.
كما أشار لافروف إلى أن الدور الروسي النشط في محاربة الإرهاب ساهم في تبني عدد من القرارات المهمة في مجلس الأمن الدولي، بما في ذلك “قرارات ترمي إلى وضع حد لتمويل الإرهاب والتصدي للإرهابيين المرتزقة”، مشيراً إلى أن موسكو تصر على ضرورة تطبيق تلك القرارات بنزاهة وتقديم تقارير شفافة ومفصلة بهذا الشأن إلى أمانة الأمم المتحدة.
وفي هذا الخصوص حذر الوزير الروسي من الخطر المحدق بالعالم برمته بسبب خطط إرهابيي “داعش” لإقامة دولة “خلافة” تمتد من باكستان إلى البرتغال، وأكد “أنه خطر واقعي لا يهدد الأمن الإقليمي فحسب، بل والأمن العالمي”.
وأكد وزير الخارجية الروسي رداً على سؤال حول مقال لصحيفة “فايننشال تايمز” تحدث عن محاولة روسيا نهاية العام 2015 اقناع الأسد بمغادرة السلطة: “هذا غير صحيح. لم يستدع الامر إجراء مثل هذا الحديث مع الرئيس الاسد”.
واضاف “لم يطلب أحد لجوءاً سياسياً ولم يقترح احد شيئا” بما في ذلك خلال اللقاء الذي عقد في نهاية تشرين الاول في موسكو بين بوتين والاسد.
(روسيا اليوم، رويترز، أ ف ب)
أنقرة ترفض مشاركة “الاتحاد الديموقراطي” في المفاوضات السورية
أكد رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو، يوم الثلاثاء، أن أنقرة ترفض “بشكل قاطع” مشاركة الأكراد السوريين من حزب “الاتحاد الديموقراطي” في محادثات السلام حول سوريا التي تبدأ الجمعة في جنيف.
وقال داود اوغلو امام نواب حزبه: “نرفض بشكل قاطع حضور حزب الاتحاد الديموقراطي ووحدات حماية الشعب (الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديموقراطي) حول طاولة” المفاوضات، مذكراً بأن حكومته تعتبر هاتين الحركتين “ارهابيتين”، وهما مقربتين من حزب “العمال الكردستاني”.
وأضاف “من غير المقبول من وجهة نظرنا وجود منظمة ارهابية في صفوف المعارضة خلال المحادثات”، مشيراً إلى أن “حزب الاتحاد الديموقراطي الذي يتعاون مع النظام (السوري) لا يمكنه ان يمثل النضال العادل للشعب السوري”.
من جهة ثانية، قال أحد رئيسَي حزب “الاتحاد الديموقراطي” صالح مسلم، إن الحزب يتوقع دعوته للمشاركة في محادثات السلام في جنيف لكنه لا يعرف “بأي شكل من الأشكال”.
وأضاف مسلم لوكالة “رويترز” أن “الدعوة ستتم طبعاً ولكن لا أعرف بأي شكل من الأشكال”، مشيراً إلى أنه من المتوقع أن ترسل الدعوات اليوم.
ويعتبر حزب “الاتحاد الديموقراطي” من ابرز القوى التي تقاتل تنظيم “داعش” في سوريا. وتمكن مقاتلوه العام 2015 من اخراج الإرهابيين من مدينة عين العرب (كوباني) الحدودية مع تركيا ومساحات واسعة شمال البلاد، وباتوا يسيطرون على شريط واسع على طول الحدود مع تركيا.
وعلى الرغم من انضمام تركيا الى “التحالف الدولي” الذي تقوده واشنطن ضد “داعش”، الا انها لا تزال تعطي الاولوية لمكافحة حزب “العمال الكردستاني”.
وقدم الاميركيون اسلحة الى الاكراد السوريين ولكن الاتراك يعارضون ذلك ويخشون تزايد نفوذهم وقيامهم بالتنسيق مع اكراد تركيا، الذين تخوض انقرة معهم نزاعا داميا.
(أ ف ب، رويترز)
الغارات الروسية تودي بحياة 1815 مدنيا في سوريا
أنقرة – الأناضول – لقي ألف و815 مدنياً مصرعهم – معظمهم في مناطق سيطرة المعارضة في سوريا – جراء الغارات الروسية التي بدأتها في 30 أيلول/ سبتمبر العام الماضي، بحسب معلومات جمعها مراسل الأناضول من فرق الدفاع المدني في سوريا.
واستهدفت الغارات التي بدأتها روسيا في سوريا بدعوى “مكافحة الإرهاب”، قوات المعارضة المعتدلة والمدنيين القاطنين في المناطق التي تسيطر عليها تلك القوات، أكثر من استهدافها لعناصر تنظيم داعش، حيث بقيت غاراتها محدودة على المناطق الواقعة تحت سيطرة التنظيم.
وتكثف القصف الروسي على مدينة ادلب وجنوبها، وشمالي وجنوبي حلب، إضافة إلى شمالي حماة، وحمص، فضلاً عن الريف الشمالي للاذقية، وشمالي درعا، وجنوبي العاصمة دمشق، إذ لم يستثن القصف المساجد والمستشفيات، والأفران، والمدراس.
كما أدت الغارات الروسية إلى مقتل 106 من مقاتلي المعارضة، ليصل بذلك إجمالي القتلى إلى ألف و921 شخصا، 620 منهم في دمشق، و513 في حلب، و390 في إدلب، و83 في حمص، و63 في درعا، و22 في حماة، و65 في اللاذقية، إضافة إلى 108 في دير الزور، و57 في الرقة الواقعتين تحت سيطرة داعش.
وأعاد استهداف الغارات الروسية للمدنيين في سوريا، الأذهان الى سياسة “تهجير المدنيين”، التي طبقتها روسيا سابقاً في الشيشان، إذ هجّرت المدنيين عبر إرهابهم من خلال استهداف مناطقهم لفشلها في القضاء على المقاتلين الشيشان براً.
وتسعى روسيا التي تنتهج سياسة تحويل كامل سوريا إلى ساحة حرب، لوقف الدعم الذي توفره الحاضنة المدنية لقوات المعارضة من خلال الدعم الجوي الذي تقدمه لقوات الأسد التي تتحرك براً، حيث تهدف من وراء ذلك إلى تشكل ضغط جسدي ونفسي على السكان المحليين من أجل وقف دعمها للمقاتلين.
محادثات جنيف تنطلق الجمعة وجدل باوساط المعارضة حول جدوى المشاركة
تنسيق روسي ـ أمريكي مكثف وواشنطن تضغط على هيئة المفاوضات السورية
لندن ـ اسطنبول ـ «القدس العربي» من احمد المصري وإسماعيل جمال: مع إعلان مبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستافان دي ميستورا في مؤتمره الصحافي، أمس الاثنين، أنه من المتوقع البدء في المحادثات الرامية لإنهاء الحرب في سوريا يوم الجمعة، وأنها قد تستغرق ستة أشهر، تتجه الأنظار إلى العاصمة السعودية الرياض حيث ستعقد اليوم الثلاثاء الهيئة العليا للمفاوضات السورية اجتماعا لتحديد موقفها من المشاركة في محادثات جنيف من عدمها.
وتحدثت مصادر في أوساط المعارضة لـ«القدس العربي» عن جدل حاد حول المشاركة بالمحادثات في جنيف وجدواها، في ظل تراجع الدعم الغربي وخاصة الأمريكي لمطالب المعارضة.
وحول الضغوط التي تمارس على المعارضة السورية من جانب بعض الدول للذهاب إلى المفاوضات خاصة خلال اجتماع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بهيئة المفاوضات في الرياض، قالت نائبة رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض نغم الغادري لـ«القدس العربي» أمس الاثنين «الاجتماع لم يكن سلبيا بالمطلق وكيري لم يهدد الوفد او الهيئة، ولكنه أوضح لهم نقاط الربح والخسارة من الذهاب إلى جنيف او عدمه».
واضافت الغادري «أن من سيقرر الذهاب الى جنيف من عدمه هو اجتماع الهيئة العليا للمفاوضات في الرياض (اليوم) الثلاثاء، وسنقرر بناء على نص الدعوة التي سيرسلها مبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستافان دي ميستورا لنا فإذا كانت بناء على مخرجات جنيف1 وقرارات الأمم المتحدة سنذهب، أما إذا كانت الدعوة فضفاضة وتتحدث عن مفاوضات من أجل المفاوضات فقط فلن نذهب»، مشترطة «يجب أن تكون المفاوضات مباشرة، وفد المعارضة مقابل وفد النظام وفي الغرفة نفسها».
في الوقت نفسه هاجمت الغادري المبعوث الدولي واتهمته بأنه «منحاز للنظام السوري».
وقال دي ميستورا في مؤتمره الصحافي أمس إنه يأمل في إرسال الدعوات اليوم الثلاثاء، وإن المناقشات لا تزال مستمرة بشأن الأطراف التي ستوجه لها الدعوات. وأضاف أن أولى مراحل المحادثات ستستمر بين أسبوعين وثلاثة أسابيع وستتركز على التوصل إلى وقف لإطلاق النار والتصدي لتنظيم الدولة الإسلامية وزيادة المساعدات الإنسانية. وتابع أن القضايا التي ستأتي أيضا ضمن الأولويات ستشمل الحكم الرشيد وإعادة النظر في الدستور ومستقبل الانتخابات التي سترعاها الأمم المتحدة.
وأكد قياديون من المعارضة السورية لـ«القدس العربي» وجود تراجع جديد في الموقف الأمريكي لصالح روسيا في المباحثات التحضيرية لمفاوضات الحل السياسي مع النظام السوري.
واتهم سالم المسلط المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة روسيا والحكومة السورية بوضع العراقيل في طريق المحادثات التي كان من المقرر أن تبدأ، الاثنين، في جنيف.
سمير نشار عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض وصف اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بوفد الهيئة العليا للتفاوض المنبثقة عن مؤتمر الرياض بـ»غير المشجع»، موضحاً أن حديث كيري «انطلق من فهم الإدارة الأمريكية لبيان فيينا ولم ينطلق من مؤتمر «جنيف واحد» للحل السياسي في سوريا، بمعنى أن الأسد سيكون موجودا طوال المرحلة الانتقالية وقد يخوض الانتخابات بعد عامين». موضحاً أن «المزاج العام في الهيئة والائتلاف والفصائل الثورية غير متشجع للمشاركة في المفاوضات وأن الأمور تتجه نحو الرفض».
وقال:»يوجد انزياح بالموقف الأمريكي وذلك يعود لتداعيات الاتفاق النووي بين واشنطن وطهران.. أمريكا تحولت من موقع الحليف للشعب السوري وأصدقائه لموقف الصديق، وفي المقابل تحول الموقف من إيران من عدو وخصم إلى صديق، بمعنى أن أمريكا الآن هي صديقة للجميع».
من جهته، رأى أحمد رمضان، رئيس مجموعة العمل الوطني من أجل سوريا، أن أولويات الجانب الأمريكي تغيرت في ما يتعلق بالوضع في سوريا، وأن الإدارة الأمريكية تسعى لإطلاق العملية السياسية بغض النظر عن ترتيباتها وفرص نجاحها، بالإضافة إلى محاولة التوصل إلى وقف لإطلاق النار أشبه بهدنة يمكن أن تستمر لسنة يمكن خلالها البحث في القضايا السياسية.
من جهته، اعتبر وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أن هناك بعض الدول (لم يسمها) تحاول تمييع وفد المعارضة السورية ، مؤكداً أن بلاده تعارض ذلك.
بريطانيا تعقد مؤتمرا دوليا حول سوريا وأزمة اللاجئين
سليمان حاج إبراهيم
الدوحة ـ «القدس العربي» : تستعد بريطانيا لعقد مؤتمر دولي حول القضية السورية وأزمة اللاجئين لبحث ومناقشة سبل إنشاء صندوق للتكفل ودعم الألاف الذين غادروا بلدانهم بسبب الحروب والأزمات. وكشف السفير البريطاني في الدوحة ايجاي شرما أن بلاده تكثف من تحضيراتها لمؤتمر سيعقد قريبا في لندن يعكس مدى الاهتمام البريطاني بمشاكل المنطقة والسعي الحثيث من أجل ايجاد حلول ناجعة لها. ولفت الدبلوماسي البريطاني إلى أن الهدف من المؤتمر تحسين أماكن إيواء اللاجئين في العديد من الدول وتعليم أبنائهم حتى لا يحرموا من أحد الحقوق الأساسية.
وفي مؤتمر صحافي عقده في مقر إقامته بمناسبة تنصيبه سفيرا في الدوحة قال شرما أن بريطانيا تولي اهتماما كبيرا بالصراعات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وتحديدا في سوريا واليمن وليبيا وتعمل جاهدة مع دول محورية على غرار دول مجلس التعاون الخليجي لإيجاد حلول لهذه الأزمات عبر بوابة التوافقات السياسية واعتماد الحوار باعتباره أنجع الطرق لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار لشعوب المنطقة.
وكشف السفير البريطاني إلى أن بلاده تنسق بشكل معمق مع الجهات القطرية لتقديم المزيد من المساعدات الانسانية والتعليمية للاجئين ين الفارين من الحروب المشتعلة في المنطقة تحديدا السوريين. واستشهد في هذا السياق بالمبادرة التي ترعاها الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم في إطار برنامج «علم طفلا» الذي ترعاه ويقدم الدعم لشرائح واسعة.
وبخصوص التوتر الحاصل في العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي وجارتهم إيران كشف السفير شرما عن استعداده للعمل من أجل زيادة تعميق روابط البلدين الصديقين في كافة المجالات سواء الاقتصادية منها والسياسية والاستثمارية والثقافية وهذا بحكم عمله السابق في طهران وتخصصه في المفاوضات الدولية حول ملفها النووي.
وفيما يتعلق بالعلاقات التجارية بين البلدين قال الدبلوماسي البريطاني إن قطر تشكل ثالث أكبر سوق لمنتجات بلاده بمنطقة الشرق الأوسط وهناك علاقات تجارية متميزة واستثمارات كبيرة حيث قدر حجم استثمارات جهاز قطر في المملكة المتحدة بحوالي 30 مليار جنيه استرليني وتلبي الدوحة حوالي 25% من احتياجات الغاز.
عزف أمريكي – روسي موحد على وتر استبقاء الأسد… ودول عربية تدرس خيارات بديلة
جون كيري يقلب أوراق المعارضة السورية وتجاذبات دولية تسبق اجتماع جنيف
الدوحة ـ «القدس العربي» : شهد الملف السوري، خلال الأيام القليلة الماضية، تطورات متسارعة أفضت إلى تحولات مفصلية قد تغير المشهد العام خلال الفترة المقبلة مع ما أصاب المعارضة من خيبة أمل واسعة، على إثر ما وصفته مصادر تواصلت مع «القدس العربي» بالخذلان الأمريكي بسبب ما أعلنه جون كيري في اجتماعات مغلقة حول مصير الأسد وإمكانية مشاركته في أي حل سياسي في البلاد.
وأثارت التصريحات الأخيرة، التي نقلت عن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال اجتماعه بأقطاب المعارضة، موجة سخط عالية وساهمت في خلط أوراق تيارات عدة خلال اجتماعات الرياض حيال ما وصف بإملاءات سعى لفرضها على الهيئة العليا للتفاوض تتعلق بمستقبل الرئيس بشار الأسد وإمكانية مشاركته في انتخابات وتشكيل حكومة انتقالية مع النظام. وبحسب مصادر معارضة فإن منسق الهيئة العليا للمفاوضات مع النظام السوري، رياض حجاب، تمسك حتى الآن بموقفه وتصلب فيه رافضا ما وصفته المعارضة «املاءات جون كيري»، وأكد على ضرورة وقف قصف النظام وحلفائه وفك الحصار عن المدن والسماح بوصول المساعدات، وتنفيذ بنود القرار رقم 2254 الصادر عن مجلس الأمن.
وكشفت المصادر السورية في تصريحاتها لـ «القدس العربي» أن التطورات الأخيرة التي شهدها الملف ومع الخارجية الأمريكية أحدثت إرباكا في صفوف المعارضين، مع تأكيدات رسمية من الرياض، بحسب المصادر، على دعمها اللامشروط للمعارضة مع حلفائها في المنطقة ودراسة خيارات بديلة في حال تراجع واشنطن عن موقفها وتخليها عن أصدقائها.
ومن المرتقب أن تتضح التفاعلات الجارية والتي تصب جميعها في تحميل المعارضة وزر أي فشل للاستحقاق القادم والضغط عليها للموافقة على التوافقات الدولية والتي جسدها العزف الأمريكي الروسي على ذات النغمة.
وفي سياق ذي صلة أعلنت الخارجية الروسية أن وزيري خارجية البلدين، جون كيري وسيرغي لافروف، دعوا إلى الإسراع في الإعلان عن موعد إطلاق المفاوضات السورية، من قبل المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا. وأوضحت موسكو أن الوزيرين بحثا، خلال مكالمة هاتفية، التحضير للمفاوضات بين ممثلي الحكومة السورية والمعارضة برعاية الأمم المتحدة، من أجل تسوية النزاع السوري المستمر منذ مارس/آذار عام 2011.
وجاء في البيان أن الوزير الروسي شدد مجددا خلال المكالمة على ضرورة تحلي جميع الأطراف بالنزاهة لدى تطبيق أحكام القرار الأممي رقم 2254، بما في ذلك مسألة تشكيل وفد للمعارضة واسع التمثيل، وإدراج مسألة تشكيل جبهة موحدة لمحاربة التنظيمات الإرهابية على الأجندة، بالإضافة إلى وقف إطلاق النار وحل القضايا الإنسانية ووضع إصلاحات سياسية على أساس التوافق بين الحكومة وخصومها. وبحسب قراءة مراقبين للمشهد السوري فإن كيري، باتفاقه مع لافروف على النقاط الأخيرة، يكون قفل خلفه أي خطوة للتراجع عن قراره الأخير والذي ذكره للصحافيين بأنه يأمل بأن يصبح لديه «وضوح» بشأن مفاوضات السلام السورية في غضون ما بين 24 و48 ساعة القادمة.
وأضاف كيري أنه اتفق مع المبعوث الأممي إلى سوريا دي ميستورا على عدم توجيه الدعوات إلى الأطراف المشاركة في المفاوضات إلا بعد «ترتيب كل الأمور»، على حد تعبيره.
كما قلل وزير الخارجية الأمريكي من أهمية الادعاءات الأخيرة من قبل الحكومة السورية والمعارضة، على حد سواء، بشأن المفاوضات التي من المفترض أن تبدأ قريبا في جنيف. وأوضح أن التصريحات الأخيرة لمسؤولين سوريين حول عدم الإقدام على أي «تنازلات» خلال المفاوضات، والشكاوى من قبل بعض المعارضين حول «الضغوط التي يتعرضون لها» لحملهم على الاشتراك في المفاوضات، تعكس فقط «التوتر الموجود» أو ليست إلا مزاعم.
«الوحدات الكردية» تحاصر أكبر الأحياء العربية في القامشلي بريف الحسكة السوري
محمد الحسين
اسطنبول – «القدس العربي»: بعد إدانتها بعمليات تهجير طالت أهالي قرى وبلدات عربية وتركمانية في ريفي الحسكة والرقة، عملت الوحدات الكردية على عزل حي طي، أكبر الأحياء العربية في مدينة القامشلي بريف الحسكة. فارضة على الأهالي حصاراً جزئياً منذ نحو عشرة أيام، إضافة إلى قطع المياه على الحي.
يقول الناشط الإعلامي أبو كنان الحسكاوي لـ «القدس العربي»، «قبل نحو عشرة أيام، بدأت الوحدات الكردية بفرض حصار على حي طي، حيث قامت ببناء حواجز اسمنتية على جميع النقاط الواقعة تحت سيطرتها من جهة الحي، وأهمها حاجز دوار الوحدة، دوار السلام ،مفرق شارع الخليج. كما نشرت القناصات على أسطح المباني، ومنها بناية السعدون، الملاصقة للحي، مانعة الأهالي من الدخول والخروج من وإلى الحي عبر سياراتهم، في سابقة هي الأولى من نوعها في مدينة القامشلي، التي تخضع لسيطرة مشتركة بين الوحدات الكردية من جهة، وبين قوات النظام وميليشيات الدفاع الوطني التابعة للنظام من جهة أخرى».
ويوضح الناشط أبو كنان أن حي طي، الواقع في الجهة الجنوبية من مدينة القامشلي والذي يعد البوابة الرئيسية لها، يقع تحت سيطرة ميليشيا الدفاع الوطني التابعة للنظام بشكل كامل، وأنه «يشكل مصدر ازعاج للوحدات الكردية، ليس كونه يقع تحت سيطرة هذه الميليشيات، التي غالباً ما تقاتل على جبهة واحدة مع الوحدات. إلا أن السبب الرئيسي للحصار يكمن في أن الحي تقطنه أكثر من 25 ألف نسمة، وغالبية هؤلاء من السكان العرب».
ويشير الحسكاوي إلى أن أهالي الحي «خرجوا قبل أيام بمظاهرة احتجاجية نددت بفرض الوحدات الحصار عليه، وطالبت بإزالة الجدران الأسمنتية وفتح الطرق باتجاه الأحياء العربية الأخرى، إلا أن هذه المظاهرات جوبهت بإطلاق نار على المتظاهرين من قبل عناصر الوحدات الكردية، ما أدى إلى إصابة خمسة مدنيين، من بينهم سيدة».
ويلفت أبو كنان النظر إلى أن الوحدات الكردية لم تكتف بعزل الحي فقط، إنما «قطعت المياه عنه منذ نحو أربعة أيام، كما أنها تسمح للراغبين بالخروج منه، لكن من الصعب جداً الدخول إليه».
ويحذر أبو كنان من تبعات حصار الوحدات الكردية للحي، ملمحاً إلى أن هدف الوحدات هو الاستيلاء على الحي، وخاصة أن قوات «الدفاع الوطني» طلبت المساندة من قوات النظام الموجودة في فوج طرطب، الواقع بريف الحسكة الجنوبي، والذي يتصل به الحي عبر المنفذ الوحيد له من الجهة الجنوبية. إلا أن قوات النظام ردت بقولها: «حلوا مشاكلكم بأنفسكم»، وذلك بحسب مصادر محلية من الحي.
بدوره يؤكد الباحث مهند الكاطع، المختص بتوثيق انتهاكات الوحدات الكردية في الحسكة، لـ «القدس العربي» قيام الوحدات الكردية بعزل حي طي، الذي يعتبر أكبر الأحياء العربي في القامشلي، عن مركز المدينة عبر إقامة حواجز أسمنتية، وإعاقة مرور السيارات، معتبراً أنها محاولة لجس نبض أهالي الحي واختباراً لردة فعلهم، خاصة أن قبيلة طي افتتحت مكتباً سياسياً في مركز المدينة، جل أعضاءه من البعثيين المحسوبين على النظام، وهم القوى العربية الأولى في تشكيل ما يسمى «المغاوير» و»الجيش الوطني».
وينوه الكاطع إلى أن «الوحدات الكردية» تنقل، بذلك، الانتهاكات التي تقوم بها، من ريف الحسكة إلى مدينة القامشلي ذات الخصوصية لجميع المكونات (العرب، والأكراد ، والسريان)، وهذا ما اعتُبرت له آثار سيئة وسلبية، و أنه ليس وليد الصدفة، إذْ أنه يأتي بعد نحو أسبوع على إقدام هذه القوات على هجوم حي الوسطى، ذي الأغلبية المسيحية وقيامها بقتل أحد أبناء الحي».
ويرى الباحث مهند في الانتهاك الجديد للوحدات الكردية هذا، ما هو إلا محاولة لإخضاع الناس بقوة السلاح وإشعال فتيل صراع أهلي، يستفيد منه النظام، عبر تحريك أدواته، ليبقى الجميع بحاجته، وخاصة أنه يسيطر على المربع الأمني وسط مدينة القامشلي، التي تتكون من 41% من الأكراد، و32 % من العرب ، و27% من المكون المسيحي».
جديد «التهريبة» السورية… من لبنان إلى تركيا
محمد إقبال بلو
أنطاكيا – «القدس العربي»: آلاف من السوريين المقيمين في دمشق أو لبنان كانوا يخططون للسفر إلى تركيا، قبل أن تصدر الخارجية التركية قرار فرض التأشيرة على السوريين الراغبين بدخول البلاد من المنافذ الجوية أو البحرية، صدموا جميعهم بهذا القرار. وكعادة السوريين، الذين لا يستسلمون أمام العوائق التي تواجههم، بدأوا بالبحث عن طريق بديلة للخروج من لبنان أو عبره إلى تركيا حيث يقيم أكثر من مليوني سوري في ظروف أقل سوءاً من تلك التي يعيشها آخرون في دول الجوار السوري الأخرى.
التهريب من لبنان إلى تركيا تجارة جديدة بدأ بالترويج لها العديد من المهربين المختصين في عمليات نقل البشر، معظمهم ليس بدخيل على المهنة المربحة، بل هم ممن يعملون في تهريب اللاجئين من تركيا إلى اليونان ودول أوروبا. إلا أن هؤلاء أنفسهم وجدوا أنه بالإمكان الإعلان عن تسيير رحلاتهم البحرية من السواحل اللبنانية إلى السواحل التركية، بأجور مرتفعة وأخطار قد تقل عن تلك التي يتعرض لها لاجئو أوروبا.
وبحسب سامي، أحد المهربين السوريين المعروفين في مرسين التركية، فإن «عملية تهريب اللاجئين السوريين من لبنان إلى تركيا، عملية معقدة وصعبة وليست كعمليات التهريب بواسطة القوارب الصغيرة والبلمات من سواحل أزمير إلى اليونان. بل إن الموضوع هنا سيحتاج إلى مبلغ مالي أكبر، وإلى الاتفاق مع عدة أشخاص من أجل تهريب الشخص الواحد».
ويقول سامي لـ»القدس العربي»: «تتم عملية نقل اللاجئين بالسفن الكبيرة. فالمسافة بين السواحل اللبنانية والتركية لا تسمح باستعمال قوارب صغيرة غير آمنة. وملخص العملية يتضمن إيصال الشخص المراد تهريبه إلى السفينة وصعودها من دون أن يطلع أحد على أوراقه الثبوتية. عملية التهريب لا تتم في البحر بل تتم في الميناء حيث يصعد الراكب السفينة بشكل ما بعد الاتفاق مع أحد موظفي الكونترول للتغاضي عنه مقابل مبلغ مالي مقبول».
ويضيف: «رغم أن المبلغ كبير عادة وقد يصل إلى ثلاثة آلاف دولار للشخص الواحد، لكننا لا نحصل إلا على مبلغ بسيط في النهاية لأننا نضطر إلى أن ندفع لأكثر من شخص أو موظف. ونحن لا نهدف إلى جني المال من هذا العمل بقدر ما نهدف إلى مساعدة الناس وتأمين انتقالهم الآمن إلى الأراضي التركية».
سامي يؤكد أن هنالك طرقاً أخرى للتهريب من لبنان إلى تركيا غير الطرق البحرية، بل ويقول إن التهريب عبر المطار هو طريقة أسهل وأفضل وتتم بأسلوب مشابه لعملية التهريب بحراً من خلال جوازات أو تأشيرات مزورة، لكنها تكلف مبلغاً أكبر من المال.
كثير من السوريين العالقين في لبنان والذين يرغبون بالسفر إلى أوروبا سيدفعون هذه المبالغ لنقلهم، وخاصة أولئك الذين يرغبون بالسفر من تركيا إلى اليونان وصولاً إلى الدول الأوروبية التي تمنح خلال مدة قصيرة اللجوء للسوريين الواصلين إليها.
فالسوري أبو حسن، الذي يقيم في إحدى البلدات اللبنانية، أكد لـ «القدس العربي» أنه سيحاول إخراج أسرته من لبنان إلى تركيا والمضي بها إلى أوروبا، ويقول: «الحصول على فيزا أمر صعب للغاية، والشروط التي تم وضعها من الحجز الفندقي أو الكفالة التي يجب أن يقدمها مواطن تركي، إلى حجز الطيران والذي قد نخسره في حال لم تتم الموافقة على الفيزا، بالإضافة إلى أن جوازات سفري أنا وعائلتي تكاد تنتهي صلاحيتها، ولم يبق على انتهائها سوى شهرين، وفي هذه الحالة غالباً لن نحصل على الفيزا، لأن المدة المطلوبة هي صلاحية ستة شهور على الأقل لجواز السفر».
ويضيف: «لكل الأسباب التي أخبرتكم بها فإن التواصل مع أحد المهربين والوصول إلى تركيا عن طريقه هو أفضل الاحتمالات، صحيح أنني سأدفع مبلغاً كبيراً من المال لكنني أقوم بخطوة مصيرية من أجل أسرتي الصغيرة».
المهرب سامي يؤكد أن موضوع تهريب السوريين هو مهنة هامة لا بد أن يقوم بها أحد، ويعتقد أنه قد يخالف القوانين لكنه لا يرتكب محرمات شرعية. فهو يساعد الناس مقابل مبالغ مالية يحصل عليها كأجر، ويقول: «لدينا شبكة علاقات مع عشرات الأشخاص ونستطيع تأمين انتقال السوريين من معظم الأماكن إلى أي بلد يرغبون بالوصول إليه».
ويشرح: «لمن لا يمتلكون جوازات سفر مطلقاً نستطيع تهريبهم من دمشق إلى لبنان ومن ثم إلى تركيا فأوروبا. كما نستطيع نقلهم لو رغبوا براً عبر الأراضي السورية إلى الشمال السوري فالحدود التركية، ونقوم بإدخالهم إلى البلدات الحدودية داخل تركيا. كما يمكننا أن نكمل معهم المشوار ونوصلهم إلى أوروبا، كل ذلك يتطلب مالاً لكنه أفضل من أن تغلق الاحتمالات كلها في وجه السوريين، حلول مكلفة أفضل من لا حلول».
النظام السوري يخفض المصاريف الحكومية لموظفيه ويرفعها أمام الراغبين منهم بالانضمام لقواته
حسام محمد
دمشق ـ «القدس العربي»: أصدرت حكومة النظام السوري قبل يومين جملة من القرارات الإدارية خفضت من خلالها المصاريف الحكومية أمام الموظفين العاملين في الدوائر الحكومية بنسبة 30% من الميزانية المخصصة لها، وفي المقابل أعلن مصرف «التسليف الشعبي» التابع للنظام فتح الأقساط المالية أمام الموظفين الراغبين بالانضمام لقواته أو التشكيلات العسكرية الرديفة لها، وتقديم العديد من التسهيلات للحصول على القروض المحدودة. حكومة وائل الحلقي طالبت مجلس الإدارات في المؤسسات العامة والمسؤولين الماليين في القطاع الوظيفي العام بتخفيض الصرف السنوي بنسبة 30% من الاعتمادات المخصصة لها، وتشمل التخفيضات المقرر تطبيقها «نفقات الصيانة، المكافآت، العمل الإضافي، التجهيزات المكتبية، الكهرباء، ورشات العمل والمؤتمرات الحكومية».
التخفيضات الجديدة لحكومة الأسد تعتبر الخطوة الثانية من نوعها خلال شهر، بعد أن أقر رئيس وزراء الأسد، وائل الحلقي، تخفيض النفقات المالية المخصصة للتدفئة في الدوائر الحكومية بنسبة 30%، إذ اعتبر الحلقي أن هذه القرارات تصب في الصالح العام للحكومة وإدارة الموارد ووقف الهدر، على حد وصفه.
قرار تخفيض المصاريف الحكومية لمؤسسات الدولة السورية، من قبل رئيس حكومة الأسد، تزامن مع قرار جديد صادر عن مصرف «التسليف الشعبي» التابع للنظام، أقر من خلاله المدير العام للمصرف، محمد حمرة»، تسهيلات مقدمة أمام الموظفين الراغبين في الالتحاق بالخدمة الاحتياطية لدى قوات النظام في الحصول على قروض من فروع المصرف في أنحاء البلاد.
كما أشار المدير العام للمصرف، في تصريحات صحافية نقلتها وسائل الإعلام التابعة للنظام، إلى تبسيط إجراءات الحصول على القروض المالية أمام الموظفين المجندين لصالح النظام السوري، مؤكداً تنزيل قيمة أقساط القروض الممنوحة للموظفين المجندين بنسبة 50%، في حين سيكون السقف المالي للأقساط أو القروض هو 300 ألف ليرة سورية، ومدة القرض ثلاث سنوات.
ونوه محمد حمزة إلى أن مصرف التسليف الشعبي طرح قروضا مالية أمام الموظفين المجندين لصالح قوات الأسد بقيمة تتجاوز تسعة ملايين ليرة سورية منذ نهاية العام المنصرم، مشيراً إلى قدرة المصرف على استقطاب المزيد من المقترضين بسبب الفائض المالي الكبير في السيولة المتوفرة لديه، على حد وصف مدير المصرف.
النظام السوري كان قد أعلن، بحسب العديد من المصادر غير الرسمية نهاية العام المنصرم، تشكيل «الكتائب العمالية» في عدة محافظات، من ضمنها العاصمة دمشق، مشيراً إلى إن الكتائب الجديدة، المكونة من الموظفين الحكوميين، مهمتها الوقوف على الحواجز العسكرية المنتشرة في دمشق بعد إخضاعهم لدورات قتالية مدة ثلاثة أشهر في مراكز التجنيد العسكرية، في حين سيتقاضى الموظف المجند رواتب مالية تقدر بـ 15 ألف ليرة بالإضافة للرواتب الحكومية المستحقة له.
العاصمة دمشق والعديد من المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري كانت قد شهدت حملات اعتقال قسرية طالت الطلاب الجامعيين وأصحاب الأعمال الحرة والموظفين بغية تجنيدهم لصالح قواته، رغم حصولهم على أوراق تأجيل رسمية صادرة عن شعبة التجنيد التابعة للنظام.
لاجئون سوريون.. متجهون إلى أوروبا وتتقاذفهم فيافي موريتانيا ومالي
نواكشوط – «القدس العربي»: لا تكاد تخلو قرية موريتانية ولا مالية من مجموعة من اللاجئين السوريين الذين رمتهم صروف الدهر ودفع بهم طمع اللجوء إلى أوروبا، نحو فيافي الساحل الأفريقي.
في العاصمة الموريتانية نواكشوط يصل العشرات من هؤلاء في رحلات برية كما على متن طائرات الخطوط التركية. وبمجرد إكمال إجراءات الوصول في المطار يتوزع هؤلاء القادمون في شوارع العاصمة نواكشوط ليبدأوا السؤال والاستجداء بإرشاد ممن سبقوهم للأراضي الموريتانية.
ويعيش العشرات من اللاجئين السوريين في أحياء الصفيح في ضواحي نواكشوط، ويقضون نهارهم يستجدون أمام المصارف والمستشفيات وعند إشارات المرور.
تحمل الأم الأبناء الصغار ويطارد الأب أصحاب السيارات في معركة سيزيفية يبدأونها بكور الطير ويواصلونها إلى أن يجن الليل.
يحمل المستجدون السوريون جوازات سفرهم ليؤكدوا أنهم بالفعل سوريون.
لقد أصبح اللاجئون السوريون مظهرا من مظاهر العاصمة نواكشوط بل «لنا وجودنا الكبير في مدن الداخل الموريتاني حيث التعاطف معنا أكبر»، كما أكد ذلك لـ»لقدس العربي» السيد «ع. ب.» وهو لاجىء سوري خمسيني طلب التكتم على اسمه.
أما في باماكو، عاصمة مالي المجاورة لموريتانيا، فإن السكان لا يميزون بين اللاجئين السوريين وباعة الهواتف الصينية من الباكستانيين الذين يحتلون أرصفة الشوارع منذ سنين خلت.
لقد بدأ اللاجئون السوريون، الذين تقطعت بهم السبل في باماكو وهم في رحلة البحث عن اللجوء في أوروبا، يشكلون مجموعة صغيرة تنظم شؤونها وتتوزع الأدوار لمواجهة إكراهات الحياة.
وتؤكد البيانات الرسمية لوزارة الداخلية المالية أن عدد اللاجئين السوريين المسجلين يصل إلى تسعين فردا.
وقد تحصّل ربع هذا العدد على وضعية لاجىء لدى المفوضية السامية لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. وتؤكد إيزابل ميشيل، مسؤولة العلاقات العامة بمكتب المفوضية السامية في باماكو: «هناك أرباب أسر سوريون هروبوا من نار الحرب في سوريا وهم يقيمون في مدن مالية وبخاصة في العاصمة باماكو». وفي باماكو يسعى سعيد غسان ليصيح بائعا متجولا للهواتف، ويقول: «أنا في باماكو أشعر بالأمن وأعيش بين ظهراني شعب مسالم».
وأضاف: «أسعى للحصول على رأسمال بسيط لإطلاق نشاط تجاري». ويتساءل سعيد: «هل سأحصل على رأس المال الذي أحلم به عند مفوضية اللاجئين أو عند الحكومة المالية أم أنني أحلم بالمستحيل»؟
أما اللاجىء سفر داغر، وهو وارث أسرة صناع تقليديين سوريين مهرة، فهو مقيم، حسب قوله، منذ عام 2011 في باماكو وقد تعلم كلمات قليلة من اللغة الفرنسية التي هي لغة التخاطب في مالي».
ويتذكر سفر داغر، ذو الثلاثة والأربعين ربيعا، كيف «دمر القصف ممتلكاتنا وقتل أهلينا أمام أعيننا». «إنني»، يضيف، «أطمح لإعادة بناء ذاتي، وأنا أفضل التشرد هنا عن انعدام الأمن وعن العيش في ظل الخوف كما هى الحال في دمشق».
وفي قلب العاصمة المالية باماكو جمعت المحنة عشر أسر سورية تقطن في منزل واحد وتجري الاتصالات مع ممثلية اللاجئين للبحث عن عون ما.
ومن بين هذه المجموعة الشاب فؤاد عامر، الذي تمكن من الحصول على بطاقة لاجىء والذي، عكس زملائه المغرمين بأوروبا، يحلم بأن يعود إلى سوريا التي لا يبتغي عنها بديلا، حسب تأكيداته.
وفي الشمال المالي، حيث الوضعية الأمنية غير مستقرة، تصل كل أسبوع مجموعات من اللاجئين السوريين الذين يقيمون فترة في مدن غاوة وتيمبكتو وهم في طريقهم، إن لم تقض عليهم المجموعات المسلحة، إلى الجزائر ثم إلى أوروبا.
ويظل العائق الأكبر أمام هوؤلاء هو صرامة الجزائر في مراقبة حدودها مع مالي.
وإلى جانب المجموعات التي لا تريد إلا الحصول على مكان آمن للعيش، يسلم الكثيرون، وبخاصة من فئة الشباب، أنفسهم لمجموعات التهريب التي تنقلهم مقابل 1000 يورو لكل فرد، إلى الأراضي المغربية التي يصلون عبرها إلى أوروبا بشق الأنفس.
تجمد عشرة لاجئين في ثلاجة شاحنة متجهة إلى ألمانيا… وبرلين تدرس إقامة «مراكز حدودية»
علاء جمعة
برلين ـ «القدس العربي»: ذكرت الشرطة الألمانية أنها عثرت على عشر جثث متجمدة جراء تهريبها داخل ثلاجة شاحنة كانت قادمة اليها من فرنسا. ووفقا لبيان الشرطة فقد استغل مهربون في العاصمة الفرنسية باريس غفلة سائق شاحنة، ووضعوا عائلة لاجئين داخل ثلاجة الشاحنة المتجهة إلى ألمانيا ما عرض أفراد العائلة للتجمد بعد بقائهم عدة ساعات داخل الثلاجة في درجة حرارة لم تزد عن ثلاث درجات مئوية.
ولم يتم اكتشاف أمر اللاجئين العشرة وبينهم خمسة أطفال تراوحت أعمارهم بين ثمانية أشهر و15 عاما، إلا عند تفريغ محتويات الثلاجة بعد رحلة استغرقت ثماني ساعات في مدينة كيمبن غربي ألمانيا. ووفقا للتحقيقات فإن المهربين تمكنوا من وضع عائلة اللاجئين داخل ثلاجة الشاحنة بينما كان السائق نائما في كابينة القيادة، وأفادت هذه التحقيقات بأن اللاجئين كانوا يرغبون في التوجه إلى بريطانيا.
وقالت الشرطة الألمانية في وقت متأخر من مساء الأحد إن اللاجئين العشرة كانوا متجمدين تماما.وبالرغم من تحفظ الشرطة الألمانية على جنسية اللاجئين القتلى كشفت بعض المواقع الألمانية أن من بين القتلى عراقيين.
وتعيد هذه الحادثة إلى الأذهان حادثة تهريب مماثلة أعلنت عنها وزارة الداخلية النمساوية العام الماضي في (28 آب/أغسطس 2015)، حيث قال المحققون أنهم عثروا على أكثر من 70 جثة في شاحنة كانت مكدسة باللاجئين وُجدت متوقفة في طريق سريع بالقرب من الحدود مع سلوفاكيا والمجر. ولم ترد وقتها أيضا أية معلومات عن هوية أو أعمار أو جنسيات هؤلاء المهاجرين الذين عثر عليهم في شاحنة تبلغ زنتها 7,5 أطنان، وتحمل لوحة تسجيل مجرية، وإلى جانبها شعار شركة سلوفاكية للدواجن، بينما هرب سائقها. وبحسب ما قاله متحدث باسم الشرطة في مؤتمر صحافي نقله التلفزيون النمساوي، فإن الباب الخلفي للشاحنة ـ التي عبرت من المجر- ترك مفتوحا، ما أسفر عن كشف الجثث.
وكانت صحيفة كرون النمساوية أول من نشر النبأ وأضافت أن المؤشرات الأولية تفيد بأنهم اختنقوا. ويحاول عشرات الآلاف من المهاجرين الفارين من مناطق الصراع في الشرق الأوسط وأفريقيا الوصول إلى أوروبا.
يأتي هذا في ظل اقتراحات في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تنتمي له المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إقامة «مراكز حدودية» على طول حدود البلاد مع النمسا للاسراع بعملية إعادة طالبي اللجوء غير المؤهلين للبقاء.
وحرصت جوليا كلوكنر زعيمة الحزب في ولاية راينلاند بلاتنيت على أن تصف اقتراحها «بالخطة إيه2» وليس «الخطة بي» مضيفة أن مساعي المستشارة الألمانية للتوصل لحل أوروبي للتدفق الكبير لطالبي اللجوء على القارة الأوروبية ما زالت صحيحة. حيث اقترحت كلوكنر في الصحيفة «إقامة مراكز حدودية على الحدود الألمانية النمساوية.
ويسلط الاقتراح الذي يدعمه الأمين العام للحزب الضوء على الاحباط في حزب ميركل إزاء بطء التقدم في التوصل لحل على نطاق الاتحاد الأوروبي لأزمة اللاجئين التي تجهد البنية التحتية في كثير من البلديات بألمانيا.
وتدفق 1.1 مليون من طالبي اللجوء على ألمانيا العام الماضي مما أدى إلى دعوات من مختلف الاتجاهات السياسية في البلاد لتغيير في تعامل ألمانيا مع عدد اللاجئين الذين يتدفقون على أوروبا فرارا من الحرب والفقر في سوريا وأفغانستان وأماكن أخرى.
ويؤثر القلق المتزايد إزاء قدرة ألمانيا على التعامل مع تدفق اللاجئين والقلق إزاء الجريمة والأوضاع الأمنية بعد الاعتداءات التي تعرضت لها نساء في رأس السنة في كولونيا على التأييد لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وشريكه في الائتلاف حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي.
وأوضحت نتيجة استطلاع للرأي أجري لصحيفة فيلت ام زونتاج تراجع التأييد لحزبي الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الديمقراطي المسيحي نقطتين مئويتين ليبلغ 36 بالمئة في حين تقدم حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني نقطة مئوية ليبلغ عشرة بالمئة كما اكتسب الحزب الديمقراطي الاشتراكي شريك حزب ميركل في الائتلاف نقطة مئوية ليبلغ 25 في المئة.
وتقاوم ميركل الضغط من بعض المحافظين لكبح تدفق اللاجئين أو إغلاق حدود ألمانيا وتحاول بدلا من ذلك اقناع دول أوروبية أخرى بأخذ حصص من اللاجئين وحثت على بناء مراكز استقبال على الحدود الخارجية لأوروبا وقادت حملة للاتحاد الأوروبي لاقناع تركيا بالحيلولة دون تدفق اللاجئين على أوروبا. إلا أن التقدم كان بطيئا.
وقالت النمسا المجاورة الأسبوع الماضي إنها ستضع حدا لعدد اللاجئين الذين ستسمح بدخولهم هذا العام عند 37500 وقد تواجه زيادة هذا العدد خلال شهور. وقالت وزيرة الداخلية النمساوية يوهانا ميكل ليتنر لصحيفة فيلت ام زونتاج «سيكون هذا هو الوضع على الأرجح قبل فصل الصيف».
بغطاء روسي.. النظام السوري يسيطر على الشيخ مسكن
أحمد حمزة
جدّد الطيران الحربي الروسي، اليوم الثلاثاء، استهداف مواقع المعارضة السورية في مدينة الشيخ مسكين في ريف درعا الشمالي، مُشكلاً غطاء سهّل سيطرة النظام السوري على المدينة.
وذكرت وكالة “نبأ”، أنّ هجمات جوية مماثلة “استهدفت الطريق الواصل بين مدينة الشيخ مسكين ومدينة نوى بعدة غارات جوية”، مشيرةً إلى أن “القوات البرية المهاجمة، رفعت علم النظام فوق الأبنية المرتفعة بمدينة الشيخ مسكين، إعلاناً عن سيطرتهم عليها بشكل كامل”.
كما قال ناشطون محليون في جنوبي سورية، إنّ “قوات النظام والمليشيات التي تسانده، أحكموا سيطرتهم بعد ظهر اليوم، على مدينة الشيخ مسكين بريف درعا الشمالي”.
وكانت الطائرات الحربية الروسية قد واصلت غاراتها، صباح اليوم، على المدينة، إذ شنت بحسب ما أكّد الناشط الإعلامي أحمد المسالمة لـ”العربي الجديد”، أكثر من ست غارات.
في وقت سابق، ذكرت وكالة “سانا”، التابعة للنظام، أنها نقلت عن “مصدر عسكري”، قوله إن “وحدات من الجيش والقوات المسلحة العاملة في درعا فرضت سيطرتها الكاملة على مدينة الشيخ مسكين”، مشيراً إلى أن “إحكام السيطرة جاء بعد العملية العسكرية، التي بدأتها وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع القوى المؤازرة أواخر الشهر الماضي في المنطقة”.
وكانت وسائل إعلام مُقرّبة من النظام، قد ذكرت، أمس، أنّ “الأخير سيطر على كامل الشيخ مسكين”، لكن المتحدث باسم “إعلاميو حوران المستقلون”، عامر الحوراني، نفى لـ”العربي الجديد”، سيطرة قوات النظام ومليشياته على كامل المدينة، لافتاً إلى أن القوات المهاجمة “سيطرت على معظم أحيائها”، مستفيدةً من “الهجمة الشرسة التي شنها الطيران الروسي”.
وخضعت مدينة الشيخ مسكين، ذات الموقع الاستراتيجي الهام، والقطع العسكرية الواقعة على أطرافها، لسيطرة المعارضة السورية منذ الثالث والعشرين من يناير/كانون الثاني الماضي، ولاحقاً حاولت قوات النظام مراراً استعادتها، لكن جميع هذه المحاولات فشلت، حتى الأسبوع الأخير من الشهر الماضي، إذ بدأ الطيران الحربي الروسي بشن عشرات الغارات اليومية هناك، ما أتاح لقوات النظام التقدم على مراحل لمعظم أحياء المدينة، بدءاً من أطرافها الشمالية.
وتبعد الشيخ مسكين الواقعة بريف درعا الشمالي عن مركز المحافظة نحو اثنين وعشرين كيلومتراً، والمسافة نفسها تقريباً إلى الجنوب من مدينة الصنمين، التي تحوي الفرقة الخامسة وثكنات عسكرية أخرى، تُعتبر أهم مراكز النظام العسكرية في عموم محافظة درعا.
كما تقع إلى الشرق من مدينة إزرع، التي تحوي مقرات عسكرية هامة للنظام، بأقل من ستة كيلومترات، وتكتسب أهمية إضافية، لكونها متاخمة لتفرع طرق مواصلات وإمدادات بين دمشق شمالاً ودرعا جنوباً.
المعارضة ترفض إملاءات دي ميستورا…وموسكو تنفي عرض اللجوء للأسد
موسكو، وكالات ــ العربي الجديد
أعلن رئيس فريق تفاوض المعارضة السورية، أسعد الزعبي، اليوم الثلاثاء، عن رفضه شروط المبعوث الأممي حيال محادثات السلام مع نظام الرئيس، بشار الأسد، فيما اعتبر وزير الخارجية الروسي أن تدخّل بلاده العسكري قلب الأوضاع في سورية، نافياً تقديم عرض لجوء سياسي للأسد.
وقال الزعبي، في تصريحات لقناة تلفزيونية، إنه ليس متفائلاً حيال محادثات السلام المقبلة في جنيف.
ونقلت قناة “الحدث” عن الزعبي: إن التحركات الدبلوماسية الأخيرة “لا تدعو للتفاؤل” حيال المفاوضات. وأضاف من دون أن يكشف عن تفاصيل، أن مبعوث الأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا، “لا يحق له أن يفرض شروطاً” على فريق المعارضة.
من جهته، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الثلاثاء، إن التحرك الروسي في سورية ساعد على قلب الأوضاع هناك، نافياً أن تكون بلاده قد طلبت من الأسد التنحي أو عرضت عليه لجوءاً سياسياً، خلال زيارته إلى موسكو في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأشار لافروف، في مؤتمر صحافي سنوي متخصص بعرض نتائج السياسة الخارجية الروسية في العام الماضي، إلى أن روسيا كانت، منذ البداية، تأخذ بعين الاعتبار، أن الجيش الحكومي والقوات الكردية تكافح تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” على حد سواء.
حديث المسؤول الروسي، جاء بعدما كشف عن قيام بلاده بتسليح الأكراد في العراق من خلال السلطة المركزية في بغداد، على حد قوله.
وقال لافروف: “أخذنا بعين الاعتبار حاجة الأكراد إلى إمدادات أسلحتنا إلى العراق، وكانت هذه الإمدادات تنفذ من خلال الحكومة المركزية في بغداد. نحترم تماماً سيادة العراق ووحدة أراضيه”.
وفيما يتعلق بزيارة الأسد إلى موسكو، قال وزير الخارجية الروسي: “لم يطلب لجوءاً سياسياً ولم يعرض أي أمر كهذا”.
واعتبر لافروف أن العملية العسكرية الروسية في سورية أدت إلى تغيير الوضع بشكل جذري، وأسفرت عن “تقليص الأراضي التي يسيطر عليها الإرهابيون”.
وطالب لافروف بأن يتطرق تقرير الأمم المتحدة حول تنفيذ قرار رقم 2253 عن مكافحة تمويل الإرهاب، إلى “ظاهرة تهريب النفط من سورية إلى تركيا”.
وفيما يخص مشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (الجناح السوري لحزب العمال الكردستاتي في تركيا) في المحادثات، أوضح لافروف أنه من المستحيل التوصل إلى اتفاق سلام في سورية من دون مشاركة الأكراد في المحادثات، معتبراً أن منع السوريين الأكراد من المشاركة في محادثات السلام سيكون “جائراً” و”سيأتي بنتائج عكسية”.
في المقابل، قال رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، إن بلاده “تعارض بشدة مشاركة وحدات حماية الشعب الكردية (حزب الاتحاد) في محادثات السلام السورية”.
وكان داود أوغلو قد أعلن، خلال لقائه مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغريني، أن بلاده ستواصل دعمها تشكيل وفد المعارضة السورية “للجلوس على طاولة المفاوضات في جنيف، يوم الجمعة المقبل”.
11 ألف عائلة عند الحدود السورية التركية
ريان محمد
يتواصل القصف الجوي والصاروخي على مناطق سيطرة المعارضة السورية في ريف اللاذقية، ما تسبب بنزوح عشرات آلاف المدنيين إلى الحدود التركية السورية، في وقت يحذر ناشطون من حدوث أزمة إنسانية، مع إغلاق تركيا حدودها في وجه النازحين.
وقال الصحافي، هشام الحاج بكري، من ريف اللاذقية، في حديث لـ “العربي الجديد”، إن “القصف المكثف من الطيران الروسي، خلال الأسابيع الماضية، طاول المناطق السكنية للمدنيين، والمراكز الحيوية، ما تسبب في وقوع 6 مجازر، خلال عشرة أيام فقط، في كل من قرى عين الغزال، وشحرورة، وداما، والبرناص، وأوبين، والناجية، راح ضحيتها نحو 70 قتيلاً وعشرات الجرحى، وحوّل القرى إلى منطقة أشباح”.
وتابع “أمس، قمت بجولة في 14 قرية في جبل التركمان لم أصادف سوى رجل واحد، ومن أبرز القرى المهجرة بسبب القصف في جبل الأكراد، هي بروما – طعوما – عكو – مشرفة – مجدل كيخيا – العيدو – كفرتة – كنسبا – شلف، وفي جبل التركمان، شحرورة – الدروة – الحياة – البيضاء، على الرغم من أنها كانت قبل 10 أيام تغص بالسكان والحياة”.
وأضاف “اليوم يتجمع النازحون، المقدر عددهم بـ11 ألف عائلة، على الشريط الحدودي السورية التركية، موزعين على أكثر من 18 مخيماً، في ظل أوضاع إنسانية مزرية، على الرغم من أن الهيئات والمنظمات الإنسانية حاولت أن تقدم بعض الخدمات، على رأسها الهلال الأحمر التركي، لكن عدد النازحين الكبير كان صادماً، فالاحتياجات كبيرة من ناحية المواد الغذائية والطبية والخيام، فكثير من العائلات تنام في العراء”.
وعن إغلاق الحدود التركية بوجه النازحين، قال بكري: “السلطات التركية تسمح بدخول الكبار في السن والحالات الإنسانية، إضافة إلى الذين يحملون بطاقات تركية، وهم السوريون الذين سبق لهم دخول تركية وحصلوا على إقامة فيها”.
يناشد ناشطون من ريف اللاذقية المنظمات الدولة والإنسانية، تقديمَ المساعدات الإنسانية الفورية للنازحين، محذرين من حدوث أزمة إنسانية، في ظل سوء الأحوال الجوية، إضافة إلى الضغط على روسيا لتحييد مناطق المدنيين عن العمليات العسكرية.
قواة المشاة الروسية قادت معركة ربيعة
بشار جابر
سقطت منذ يومين بلدة ربيعة، شمال شرقي مدينة اللاذقية، بيد المليشيات المقاتلة مع النظام السوري، وذلك بعد معركة عسكرية قادها الجنود الروس بشكل شبه كامل. وبدأت المعركة منذ صباح الجمعة الماضي بعمليات واسعة للطائرات العسكرية الروسية، التي أغارت بشدة على البلدة، ما مهّد لاقتحام بري سهل لقوات النظام المُقادة بحوالى 300 عسكري روسي، من جنود المشاة.
التوتر في العلاقات الروسية-التركية، انعكس على الأرض، فتجنّب الأتراك المساعدة العسكرية المباشرة للمعارضة السورية، لدرء المواجهة مع روسيا. وأدت محاولات المعارضة، ممثلة بـ”الفرقة الساحلية الأولى” في ضرب مطار “حمميم” العسكري، الذي أصبح قاعدة عسكرية روسية في سوريا، بصواريخ بدائية الصنع، وصواريخ “غراد” إلى استنفار روسي شديد. ففضلت روسيا قيادة هجوم بري نحو عمق مناطق المعارضة لحماية قاعدتها، وتوجيه رسالة حادة إلى تركيا بأن الوجود الروسي سيكون على حساب كل مصلحة أو دعم عسكري تركي لقوات المعارضة المقاتلة في الساحل.
وجاء التدخل الروسي العسكري البري في هذا المناخ، كتعبير عن أعلى مراحل الحماية الدفاعية للمصالح الروسية. هذا التدخل البري الروسي الواضح والجلي، هو الأول من نوعه، رغم شكوك واسعة حول مشاركات سابقة لجنود أو مرتزقة روس في القتال.
ووفقاً لمصدر من قوات النظام، فالحملة العسكرية الروسية لم تكن من جانب واحد، بل رافقتها قوات النظام ومليشيا “الدفاع الوطني” ومليشيا “فوج مغاوير البحر”، وذلك للتدريب على دبابات “T-90” الروسية الحديثة، وأيضاً القذائف الهجومية المحمولة على الكتف للمشاة، وغيرها من الأسلحة الحديثة التي أدخلتها روسيا في المعركة لحساب النظام. ويفيد المصدر أن روسيا تُريد حماية عمق القاعدة العسكرية حتى حدود 100 كيلومتر، وستأخذ المبادرة لتأمين انتشار قوات النظام في كل المناطق المحيطة. وتسعى روسيا لتشكيل قواعد حماية ذات أهمية تراتبية لقوات النظام السوري لضمان عدم عودة المعارضة إليها، خاصة مع تراجع المعارضة وانسحابها من معظم المناطق التي كانت تسيطر عليها في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، منذ أكثر من عامين.
أما عن الخسائر الروسية في معركة ربيعة، فكانت حسب المصدر، إصابة ثلاثة جنود مشاة روس، بجروح طفيفة جراء قذيفة أصابت متراساً يتحصنون بهِ، في حين قتل 7 من قوات النظام والمليشيات وأصيب 18 بجروح.
وأفاد المصدر بنية إبقاء قوة المشاة الروسية برفقة كتيبة عسكرية مزودة بالآليات العسكرية الحديثة في محيط بلدتي سلمى وربيعة، لوقتٍ طويل، استكمالاً لمشروع البدء بعمليات إعادة البناء فيها. وسيعمد النظام إلى توسيع تدخل الدولة في المناطق التي يدخلها الروس، وذلك في محاولة لإعادة الحياة إليها.
يظهر جلياً أن الروس ينوون توسيع المناطق التي تعود لسيطرة النظام، وذلك قبل محادثات “جنيف-3” المزمع عقدها نهاية الشهر الحالي. كما تريد روسيا إجبار النظام على توسيع تدخل الدولة في هذه المناطق، وإعادة المناخ البيروقراطي إليها. ولذلك فقد أعاد النظام تعيين أطباء مستوصف بلدة سلمى، إدارياً، وسيعيد أيضاً عمال بلدة ربيعة إلى عملهم، ما سيظهر النظام في “جنيف-3” في موقع المسؤول القادر على إعادة الحياة إلى المناطق المستعادة، ومستجيباً لما يُريده الروس لتقوية الموقف في جنيف.
فعلياً تبدو المعارضة المسلحة غير حائزة على أي قدرة للوقوف في وجه القوة الروسية، في ظل شح المساعدات العسكرية التي تتلقاها. وقد أكدت قيادات عسكرية في قوات النظام، في ناحية كنسبا في جبل الأكراد أن القصف الروسي يهدف إلى إبادة أي وجود للأهالي في جبل الأكراد، ويُخشى من حملة عسكرية بهدف التهجير، بعد سقوط ربيعة أكبر بلدة في منطقة جبل التُركمان.
توسع روسيا دائرة سيطرة النظام، ويبدو أنها تريد إعادة النظام شكلياً إلى السيطرة المطلقة على منطقة الساحل، عبر ضرب المعارضة بكافة الأشكال. والتدخل البري الروسي الذي كان مستحيلاً في رأي الكثيرين بات أمراً حتمياً في ظل ضعف النظام وانكساره قبل التدخل الروسي. فالإسناد الجوي الروسي لم يحقق الرغبات الروسية ومتطلباتها من الطرف السوري، فاضطرت لتأمين عمليات برية لعلها تؤمن وجهاً لائقاً للنظام، وتحمي قاعدتها.
في كل ذلك، قد تعود بعض المناطق المنتفضة في ريف اللاذقية إلى سيطرة النظام، من دون أهلها، ومن دون إعادة أي حق لصاحبه. وتمارس روسيا فعل الإحتلال، في قهر مجتمعٍ أهلي صاحب حق، وتعريضه للإبادة، وذلك لحماية إرهاب الدولة السورية.
المدن
لافروف: الهيئة العليا شريك غير مؤهل لإنجاز حل سياسي
اعتبر وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف أن العملية العسكرية الروسية في سوريا ساعدت على تغيير الوضع الميداني بشكل جذري. وقال لافروف خلال مؤتمره الصحافي السنوي، الثلاثاء، إن العملية الروسية ساعدت أيضاً في توضيح صورة ما هو الوضع في سوريا، وكشفت “من يحارب الإرهابيين فعلاً، ومن يلعب دور أعوانهم، ومن يحاول استغلالهم لتحقيق أهداف أحادية وأنانية”.
ونفى لافروف أن يكون الرئيس السوري بشار الأسد قد طلب من موسكو، خلال زيارته في شهر أكتوبر/ تشرين الثاني الماضي، أن تمنحه اللجوء، أو أن تكون روسيا قد قدمت له أي عرض خاص بذلك، مشدداً على أن مسألة رحيل الأسد أو بقائه يقررها الشعب السوري وحده.
وبهذا الخصوص قال لافروف “إنني قرأت مزاعم ذكرت أن الراحل إيغور سيرغون (رئيس هيئة الاستخبارات العامة التابعة لهيئة الأركان الروسية الذي توفي في مطلع يناير/كانون الثاني الحالي)، جاء فيها أنه زار دمشق خصيصاً ليعرض على الرئيس الأسد الرحيل. إنها معلومات غير صحيحة، ولا داعي لإجراء مثل هذه الأحاديث مع الرئيس الأسد”.
وحول اجتماع “جنيف-3” المزمع عقده في جنيف يوم الجمعة المقبل، شدد الوزير الروسي على أن القرار الدولي رقم 2254 يقول بوضوح إن الدعوات إلى المعارضين لحضور المفاوضات، يجب أن تكون انطلاقاً من تركيبة المشاركين في اللقاءات التي عقدت في القاهرة وموسكو والرياض ومدن أخرى.
وفي إشارة غير مباشرة منه لموقف الإئتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية، ومطالب الهيئة العليا للتفاوض بوقف إطلاق النار والقصف على مناطق المعارضة قبل بدء المفاوضات، اعتبر لافروف أن مثل هذا العناد الذي تبديه المعارضة السورية يعد أمراً غير مقبول في السياسة الدولية. مؤكداً على أن بقاء شركاء غير مؤهلين على الإطلاق للتوصل إلى اتفاق بشأن سوريا، يخلق مشاكل في سياق التسوية السورية.
وأشار وزير الخارجية الروسية إلى أن بعض الأطراف كانت ترفض لفترة طويلة تطبيق بيان جنيف المقر في 30 يونيو/حزيران عام 2012 بذريعة أنه لم يتضمن إشارة إلى رحيل الرئيس بشار الأسد. وبعد الشروع في تطبيق البيان، وإطلاق المفاوضات السلمية في جنيف، أدى موقف المعارضة التي رفضت الجلوس إلى طاولة واحدة مع ممثلي الحكومة، إلى تعليق الحوار.
وغمز لافروف من قناة الاعتراض التركي على دعوة الأكراد إلى “جنيف-3″، وخاصة مشاركة حزب “الاتحاد الديموقراطي”، معتبراً أن أي مفاوضات سلام لا يشارك فيها الأكراد السوريين لن تؤدي إلى أي نتائج. وقال “نحن نسمع في الآونة الأخيرة عن شكوك لدى عضو واحد فقط في مجموعة دعم سوريا حول توجيه أو عدم توجيه الدعوة إلى الأكراد، وتحديداً إلى حزب الاتحاد الديموقراطي”. وأضاف “عدم توجيه الدعوة إلى الأكراد سيمثل خطراً هائلاً، لكننا لن نستخدم حق الفيتو”. وتابع “إنه حق ستيفان دي ميستورا، وعليه أن يدرك مسؤوليته، وعدم الاختفاء وراء ظهر روسيا والولايات المتحدة، وعدم الانجراف وراء أولئك الذين يحاولون جر آلية الفيتو إلى أنشطة مجموعة دعم سوريا”.
في المقابل، أوضح رئيس الوزراء التركي داود أوغلو، الثلاثاء، أن الاعتراض التركي على تمثيل الأكراد يأتي من باب الاعتراض على دعوة “وحدات حماية الشعب الكردية”، و”حزب الاتحاد الديموقراطي” فقط. وقال “نعتقد بضرورة جلوس الأكراد والعرب والتركمان والسنة والنصيرية والمسيحيين في سوريا معاً حول طاولة واحدة، ومن الضروري تمثيل الأكراد، لأن عدم تمثيلهم سيمثل نقصاً، إلا أننا نعارض جلوس وحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديموقراطي، اللذين يظلمان الأكراد، إلى تلك الطاولة، ولسنا ضد تمثيل الأكراد”.
وكان داوود أوغلو قد أكد خلال لقائه مع وفد الاتحاد الأوروبي في أنقرة، الاثنين، برئاسة مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني، أن تركيا ستواصل دعمها تشكيل وفد المعارضة السورية “للجلوس الى طاولة المفاوضات في جنيف، يوم الجمعة المقبل”. وأضاف “وحدات حماية الشعب (الذراع المسلح لحزب الاتحاد الديموقراطي) في سوريا هي امتداد لتنظيم بي كا كا الإرهابي”.
يشار إلى أن داوود أوغلو سيقوم بزيارة إلى السعودية، الجمعة المقبل، يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين السعوديين، لبحث الأوضاع في المنطقة، وعلى رأسها الأزمة السورية.
المدن
جنيف: اجتماع تنسيقي لـ16 شخصية.. والهيئة العليا تتجه للمقاطعة
دينا أبي صعب
منهجية جديدة للمفاوضات أعلن عنها المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، خلال مؤتمره الصحافي في مقر الامم المتحدة في جنيف، مرتكزاً على ثقل روسي- أميركي، خوله كسر حلقة الضغط السعودية، ومنع الهيئة العليا للتفاوض من أحادية تمثيل المعارضة، لتستقر صورة الوفود التي ستدعى، الثلاثاء، للمشاركة في “جنيف-3” على أساس الصلاحيات التي منحها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 لدي ميستورا، مع مراعاة اجتماعات المعارضين في القاهرة، وموسكو، والرياض.
ستة اشهر من المفاوضات، تبدأ من دون شروط مسبقة في التاسع والعشرين من الشهر الحالي، وتعقد في قاعات منفصلة “إلى أن تتوفر الظروف لعقد مباحثات مباشرة”، قال دي ميستورا إنها سترتكز على مجموعة من الأولويات: “إعلان وقف اطلاق نار شامل، وامكانية وقف خطر داعش، وبالتالي زيادة المساعدات الانسانية”. وتبعاً لهذه المعطيات، جُهزت قاعات الأمم المتحدة لاستقبال الوفود السورية في قاعتين منفصلتين، واستحدث جدار طويل فصل الممرات المؤدية الى القاعات، وعزل البهو الداخلي للطابق الثاني من المقر بشكل يمنع الصحافيين نهائياً من التواصل مع المتحاورين.
المفاوضات قد تعقد بمن حضر، هذا ما يفهم من كلام دي ميستورا الذي صيغ بلهجة تحذيرية، بقوله إن اجتماع المعارضة الذي سيعقد في الرياض، اليوم، سيأتي بعد توجيه الدعوات وهذا “أمر مهم، لأنهم سيعرفون أن المسألة باتت جدية وملحة”.
وبحسب مصادر “المدن”، يتوقع أن تتجه الهيئة العليا للتفاوض إلى إعلان مقاطعتها لـ”جنيف-3″، على أن يعلن الائتلاف والفصائل العسكرية مجتمعين هذا الموقف. وينتظر أن تعلن المعارضة من خارج وفد الرياض، تشكيلة وفدها للمفاوضات خلال الساعات المقبلة، بعد بدء وصول شخصيات معارضة الى جنيف الليلة الماضية، للمشاركة في اجتماعات تنسيقية استعداداً لتلقي دعوات دي ميستورا، وتنتمي هذه الشخصيات، وبحسب ما عملت “المدن” عددها 16، إلى “منتدى موسكو”، و”لقاء القاهرة”، و”تجمع الحسكة”، ومن بينهم قدري جميل، ورندا قسيس، وماجد حبو، وصالح محمد مسلم.. إضافة إلى آخرين. وذُكر في جنيف أن “هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الدموقراطي” التي يتزعمها حسن عبدالعظيم ستنسحب من وفد الرياض، وتنضم الى الوفد المشترك.
وذكر مصدر من الأمم المتحدة في نيويورك لـ”المدن”، أن المؤتمر الصحافي لدي ميستورا يعتبر “مرحلة جديدة في مسار الملف السوري في الامم المتحدة، لأنه تمكن من استعادة المبادرة والتلويح بفرض الصيغة النهائية للوفود المشاركة، بالارتكاز على توافق أميركي – روسي، حصل في لقاء زوريخ بين وزيري الخارجية الاميركي والروسي (20 يناير/كانون الثاني الحالي)، وإلى قرار مجلس الأمن 2254 الداعي لمشاركة واسعة من أطياف المعارضة”. وأضاف المصدر أن دي ميستورا الذي “بدا كمن تلقى جرعة كبيرة من الدعم” تخطى الاعراف المألوفة في المؤتمرات، وإلزامية الحضور بالتخلي عن الجلسة الافتتاحية، ومد فترة المفاوضات الى ستة أشهر، تتم فيها الاجتماعات على شكل جولات واجتماعات متفرقة، “ما يعني متسعاً من الوقت للمناورة. فإذا أعلن وفد الرياض المقاطعة في البداية سيكون ملزماً للحضور لاحقاَ لنيل حصته من التسويات المنتظرة”.
لكن المصدر تخوف من رفع سقف أهداف هذه المفاوضات الى حد يصعب تحقيقه، إلى “درجة نتساءل الى أي مدى سيتمكن دي ميستورا من تحقيق مطلب كوقف شامل لاطلاق النار وبأية وسائل؟”. ورأى المصدر انه في حال قرر المشاركة في المباحثات، سيكون وفد الرياض قادراً على استرجاع وزنه بالتفاوض على جعل فرض الهدنة أمراً ممكناً، نظراً لسيطرته على جبهات عدة على الارض، “خصوصاً مع الحديث عن امكانية تشكيل وفد جديد للمعارضة واستبدال الشخصيات الجدلية بأخرى مقبولة دولياً”.
المدن
دي ميستورا: “جنيف-3” الجمعة.. وبعض الأطراف ستنسحب
أعلن المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، أن المحادثات السورية في جنيف ستبدأ يوم الجمعة 29 من يناير/ كانون الثاني الحالي. وقال دي ميستورا خلال مؤتمر صحافي عقده في جنيف، الاثنين، إنه سيبدأ بإرسال الدعوات للأطراف السورية خلال الساعات الـ24 المقبلة، وأشار إلى أن الأولوية الأهم في المفاوضات ستكون وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق السورية المحاصرة، ولفت إلى أن الاجتماع سينطلق من دون شروط مسبقة لأي طرف من الأطراف المدعوة، على حد تعبيره.
وأعلن دي مستورا أن الجولة الأولى من المفاوضات، التي ستبدأ الجمعة، قد تستمر بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، ورجح أن تمتد العملية التفاوضية 6 أشهر، يتم على إثرها تشكيل حكومة انتقالية تعمل على إعادة النظر في الدستور وإقرار الانتخابات التي سترعاها الأمم المتحدة.
وقال المبعوث الدولي إن محادثات “جنيف-3” لا تزال تواجه العديد من العراقيل، ورجّح أن تحصل انسحابات من قبل الأطراف المدعوة. الأمر الذي يؤكد صحة الأنباء التي تحدثت عن أن “جنيف-3” أصبح محادثات تضم أطرافاً عديدة، ولن يقتصر على وفدي النظام والمعارضة السورية. واعتبر أن هذه العملية تستند إلى قرار مجلس الأمن الدولي، الذي يدعو إلى إشراك أكبر قدر ممكن من الأطراف.
ولفت دي ميستورا إلى أنه حذر جداً من تكرار تجربة “جنيف-2″، وأكد أن الحل العسكري غير مطروح نهائياً لحل الأزمة في سوريا. وفي هذا السياق، رفض الرد على سؤال حول استثناء حركة “أحرار الشام”، و”جيش الإسلام” من الدعوات.
وكانت مصادر في الأمم المتحدة قد ذكرت لـ”المدن”، الجمعة 22 يناير/كانون الثاني، أن اجتماع جنيف تأجل إلى 29 الشهر الحالي، بعد إصرار روسيا على إشراك معارضين مقربين منها في وفد المعارضة. ولفتت المصادر إلى أن دي ميستورا سيقوم بدعوة شخصيات للمشاركة في “جنيف-3” بصفة مستشارين، وأبرزهم رئيس مجلس “سوريا الديموقراطية” هيثم مناع، وعضو قيادة جبهة “التغيير والتحرير” قدري جميل، ورئيس حزب “الاتحاد الديموقراطي” الكردي صالح مسلم. بينما سيتم دعوة شخصيات أخرى، من بينهم أعضاء في أحزاب سورية مرخصة، وهؤلاء سيشاركون في وفد “المجتمع المدني”.
كيري: لم أهدد المعارضة..قلت إن عليهم التقدم بأنفسهم
تحمل الساعات المقبلة تطورات مهمة على صعيد مؤتمر “جنيف-3″، إذ من المقرر أن يعقد المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا مؤتمراً صحافياً يشرح فيه أسباب تأجيل الاجتماع الذي كان من المفترض أن يبدأ الاثنين، ويعلن عن موعد انعقاد المفاوضات والأطراف المشاركة بها، على أن يقوم بعدها بزيارة العاصمة السعودية الرياض، وسط أنباء عن تبلّغ دي ميستورا من مسؤولين سعوديين أنه شخص غير مرغوب به في المملكة، بسبب تصريحات أدلى بها خلال جلسة مغلقة لمجلس الأمن، الأسبوع الماضي، اتهم فيها السعودية بعرقلة “جنيف-3”.
وقبيل ذلك، دعا وزيرا خارجية الولايات المتحدة وروسيا، إلى الإسراع في تحديد موعد انعقاد “جنيف-3”. وتوقع جون كيري، خلال محادثة هاتفية مع سيرغي لافروف، الاثنين، أن تكون الجلسة الأولى خلال اليومين المقبلين. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان نقلته قناة “روسيا اليوم، إن الوزيرين بحثا “التحضير للمفاوضات بين ممثلي الحكومة السورية والمعارضة برعاية الأمم المتحدة، من أجل تسوية النزاع السوري المستمر منذ مارس/آذار عام 2011”. وأكد لافروف لكيري على “ضرورة تحلي جميع الأطراف بالنزاهة لدى تطبيق أحكام القرار الأممي رقم 2254، بما في ذلك مسألة تشكيل وفد للمعارضة واسع التمثيل، وإدراج مسألة تشكيل جبهة موحدة لمحاربة التنظيمات الإرهابية على الأجندة، بالإضافة إلى وقف إطلاق النار وحل القضايا الإنسانية ووضع إصلاحات سياسية على أساس التوافق بين الحكومة وخصومها”.
وكان وزير الخارجية الاميركية قد قال في وقت سابق، الاثنين، إن تاريخ 11 شباط/فبراير المقبل، هو الموعد الأولي لاجتماع “مجموعة دعم سوريا”، التي عقدت 3 اجتماعات، اثنان في فيينا، والأخير انعقد في نيويورك قبيل جلسة لمجلس الأمن الدولي توصلت الدول المجتمعة خلالها إلى القرار رقم 2254، القاضي بإطلاق العملية السياسية في سوريا بمفاوضات بين المعارضة والنظام، وهو ما انقلبت عليه واشنطن بالتوافق مع روسيا على أن تتحول المفاوضات إلى محادثات، ينتج عنها تشكيل حكومة وحدة وطنية، ويتم الاتفاق خلالها على خطوات “بناء الثقة”، كان من المفترض أن تتحقق قبل أي مفاوضات بحسب وثيقة اجتماع “فيينا-2″، وقرار مجلس الأمن.
ونفى كيري الأنباء التي كشفت عن انصياع الولايات المتحدة لرغبة روسيا في تحديد خطوط “جنيف-3”. كما نفى ما نقل عن الاجتماع الذي عقده مع المنسق العام للهيئة العليا للتفاوض رياض حجاب، السبت الماضي في الرياض. وقال “إنني لا أعرف من أين يأتي كل ذلك. ربما هناك من يحاول ممارسة ضغوط، وربما ذلك يأتي في سياق سياستهم الداخلية (المعارضة). لكن الوضع ليس هكذا”. وأضاف “قلت لهم سيكون لكم حق الفيتو وسيكون مثل هذا الحق للأسد. وعليكم أن تقرروا بأنفسكم كيف ستتقدمون إلى الأمام”، في إشارة إلى الكلام الذي نسب إليه عن تهديد المعارضة السورية بوقف الدعم عنها إذا رفضت الذهاب إلى “جنيف-3”. وشدد على “إن موقف الولايات المتحدة لم يتغير. وهو يكمن في أننا نواصل دعم المعارضة سياسيا وماليا وعسكريا”.
في السياق، قال وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو، الاثنين، إن “بعض الدول تحاول تمييع وفد المعارضة، ونحن نعارض ذلك. الرغبة في إشراك منظمات إرهابية مثل وحدات حماية الشعب ( الكردية) في وفد المعارضة، إنما تعني إجهاض هذه العملية، وينبغي أن نقول بوضوح أن هذا أمر خطير للغاية”. ويعتبر كلام جاويش أوغلو بمثابة الرد على روسيا، وموافقة واشنطن، على إشراك الجناح السياسي لوحدات الحماية الكردية، حزب “الاتحاد الديموقراطي” في “جنيف-3”.
المدن
درعا: الحر يعلن الحرب على “المثنى”..والفصائل تنفضّ عنها
مهند الحوراني
يسود الهدوء الحذر في القسم الذي تسيطر عليه المعارضة في مدينة درعا، عقب سيطرة القوة التنفيذية لـ”دار العدل” متمثلة بفصائل من الجيش الحر، و”جيش الإسلام”، على مزرعة تميم البدر، أحد أكبر معاقل حركة “المثنى الإسلامية” في مدينة درعا.
وكانت تشكيلات الجيش الحر في درعا، وعلى رأسها “جيش اليرموك”، و”فرقة شباب السنة” إضافة إلى “جيش الإسلام”، قد أصدرت بياناً مشتركاً، الليلة الماضية، أعلنت فيه الحرب على حركة “المثنى”. وقالت الفصائل الموقعة على البيان إن هذا القرار جاء “بعد الغدر المبيت من قبل حركة المثنى على الأهالي في بلدة نصيب ومجاهديها”، ما يشكّل “اعتداء على اهل حوران بالكامل”.
وكانت الحركة الإسلامية قد شنّت هجوماً، الأحد، على الحاجز الغربي لبلدة نصيب، الواقعة بالريف الشرقي لدرعا، والذي يشرف عليه المجلس العسكري في البلدة، وقتل عناصرها أربعة مقاتلين من “جيش اليرموك”، وتم التمثيل بجثث بعضهم.
الناطق الإعلامي باسم “جيش اليرموك” محمد الرفاعي، قال لـ”المدن”، إن الحركة هاجمت الحاجز “بالأسلحة الثقيلة”، واعتبر أن “التصعيد الذي بدر من المثنى والهجوم على أهلنا في نصيب وقتل 4 من رجالها أمر لا يمكننا تجاوزه والسكوت”.
ومنذ بداية التوتر مع حركة “المثنى” ليل السبت – الأحد، لم يسجل أي موقف من فصائل الجيش الحر ضد الحركة كفصيل، بل كانت المواقف ضد أشخاص منها متهمين من قبل “دار العدل” بعمليات اختطاف واغتيال.
وقال الرفاعي بهذا الشأن إن “غالبية الفصائل الموقعة على ميثاق دار العدل معنية بهذا الأمر لأن الاعتداء جاء بعد صدور أمر قبض على بعض قياديي الحركة المتورطين بعمليات خطف واغتيال”، موضحاً أن “جيش اليرموك كباقي الفصائل في القوة التنفيذية للمحكمة، ولكن الحركة تحاول تحويل الأمر إلى الطابع الفصائلي والعشائري”.
وتعد جبهة الشيخ مسكين من أهم الأوراق التي يخشى الجيش الحر من خسارتها بعد تجاوزات حركة “المثنى”، وعرقلتها لتعزيزات وامدادات فصائل الجيش الحر التي أرسلت لمساندة قوات المعارضة المرابطة على تلك الجبهة. وقال الرفاعي إن “أسوأ ما في الأمر هو قطع الحركة لطرق الامداد الى مدينة الشيخ مسكين، التي تتعرض لحملة بربرية من قوات النظام مدعومة بالطيران الروسي وغطاء ناري مدفعي كثيف”، وحمّلها مسؤولية أي تقدم لقوات النظام في الشيخ مسكين بسبب “عملهم غير المسؤول من قطع الطريق”.
من جهة ثانية، لم يكن موقف الفصائل الإسلامية في صف حركة “المثنى”، حيث شارك “جيش الإسلام” في المعارك إلى جانب “جيش اليرموك” والفصائل الموقعة على ميثاق “دار العدل”.
في السياق، قال الناطق الإعلامي لـ”جند الملاحم”، وهو فصيل جهادي منشق عن “جبهة النصرة”، أبوسعيد فنيش لـ”المدن”، إن “حركة المثنى قد سقطت بمنزلق الدعشنة وسقطت كفصيل أيضاً بين الناس”. وأضاف “المثنى تتبع منهج الغلو والتنطع”، واستبعد في الوقت ذاته أن يتوقف القتال الدائر مع الحركة “إلا إذا نزل قادة المثنى تحت شرع الله”، واصفاً ذلك “بالأمر المستحيل لتكفيرهم بقية الفصائل”.
المدن
ضغط أميركي على المعارضة السورية لحضور جنيف 3
أعلن المبعوث الدولي بشأن سوريا ستيفان دي ميستورا أن مباحثات جنيف المرتقبة ستبدأ الجمعة 29 كانون الثاني الحالي، في حين لا تزال المعارضة السورية تدرس موقفها من المشاركة في هذه المحادثات، على أن تحسمه نهائياً في اجتماع تعقده يوم الثلاثاء في العاصمة السعودية، تحت وطأة ضغوط أميركية كبيرة تتعرض لها، وفق ما أكد أحد أعضاء وفد التفاوض.
دي ميستورا توقّع في مؤتمر صحافي اليوم الاثنين “إرسال الدعوات يوم غد الثلاثاء للوفود المشاركة في جنيف 3″، مشيرا إلى أن “المفاوضات حول الدعوات لا تزال عالقة حتى الآن”، وأوضح أنه لن لن يكون هناك حفل افتتاحي لجولة المفاوضات، كما لن تكون هناك مناقشات بين المشاركين أمام الشاشات، في إشارة إلى السرّية التي ستُفرض على المفاوضات. وأكد أن مفاوضات جنيف 3 ستنطلق دون شروط مسبقة من أي طرف.
في المقابل قال فؤاد عليكو، ممثل المجلس الوطني الكردي في الائتلاف السوري المعارض وعضو الوفد المفاوض المنبثق عن الهيئة العليا للتفاوض، إن الهيئة “تعقد اجتماعاً غداً الثلاثاء في الرياض وسوف نتخذ القرار النهائي إما بالمشاركة في جنيف أو عدمها”.
وأوضح عليكو أن اللقاء الأخير الذي جمع وزير الخارجية الأميركية جون كيري مع رياض حجاب، منسق الهيئة العليا للمفاوضات، وعدد من أعضاء الهيئة السبت في الرياض “لم يكن مريحاً ولا إيجابياً”، وذكر أن الوزير الأميركي قال لمحدثيه “ستخسرون أصدقاءكم، في حال لم تذهبوا إلى جنيف وأصررتم على الموقف الرافض”، ورأى عليكو أن “هذا الكلام ينسحب بالطبع على وقف الدعم السياسي والعسكري للمعارضة”.
إلا أن عليكو رفض وصف كلام كيري بـ”التهديدات”، مشيرا إلى أنها “ضغوط”. وأضاف: “حاول (كيري) بكل جهده تأكيد لزوم حضورنا على أن نُدلِي بكل ما نريده هناك، لكنه لم يطمئننا بأننا ذاهبون إلى مفاوضات بل إلى حوار ليس أكثر، في حين أننا نريد ان تتمحور المفاوضات حول الانتقال السياسي وليس أن تبقى في إطار جدل ميتافيزيقي”.
وتصر قوى المعارضة السورية على أن تستند المفاوضات إلى بيان جنيف-1 الصادر في حزيران 2012 والذي ينصّ على تشكيل هيئة حكم انتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة. ويعني هذا البند وفق المعارضة تجريد الرئيس السوري بشار الأسد من صلاحياته، رافضة أي دور للأسد في المرحلة الانتقالية. وقال عليكو: “ما يتسرب من أحاديث مسؤولين يشير إلى أننا أمام حكومة وحدة وطنية وليس هيئة حكم انتقالي وفق جنيف-1”.
وتدفع الأمم المتحدة وواشنطن وموسكو في اتجاه إتمام جولة التفاوض. وعلى الرغم من أن تصريحات المسؤولين الغربيين لا تزال تتحدث عن رفض أي دور للرئيس السوري في مستقبل سوريا، إلا أن التركيز بات على كيفية التخلص من تنظيم الدولة الإسلامية، وتراجع الكلام عن مصير الأسد.
من جهة أخرى، يستمر الخلاف حول تشكيلة الوفد المعارض إلى المفاوضات. إذ رفضت موسكو وجود من سمتهم “إرهابيين” في اشارة الى مسؤولين في فصائل مقاتلة، في الوفد، بينما يطالب معارضون بتوسيع التمثيل ليشمل أطيافا اخرى من المعارضة بينهم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وتيار “قمح” برئاسة هيثم مناع.
تشاؤم تجاه مفاوضات سوريا وواشنطن تنفي الضغط على المعارضة
قال المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا مايكل راتني إن الولايات المتحدة تدعم وفد المعارضة السورية الذي عينته الهيئة العليا للمفاوضات في الرياض، بينما عبر رئيس الوفد أسعد الزعبي عن تشاؤمه حيال المحادثات المقررة مع وفد النظام الجمعة القادمة في جنيف.
ونشر راتني بيانا على صفحة السفارة الأميركية في دمشق على فيسبوك حول اجتماع وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع قادة الهيئة العليا السورية للمفاوضات في الرياض السبت، أكد فيه أن بلاده لا تقبل مفهوم حكومة وحدة وطنية بالأسلوب الذي يطرحه النظام السوري وجهات أخرى, وأنها لا تقبل الموقف الإيراني تجاه سوريا.
وأوضح أن الحكومة الأميركية تعتبر تشكيل هيئة الحكم الانتقالي بصلاحيات كاملة وفقاً لمبدأ الموافقة المتبادلة هو الطريق الوحيد لحل دائم، وأكد أن غالبية المجموعة الدولية متفقون على أن السلام لا يمكن تحقيقه مع تمسك بشار الأسد بالسلطة على المدى البعيد، معتبرا أن مشاركة الأسد في ترتيبات الحكم الانتقالي مطروحة للمفاوضات.
وأمس الاثنين نفى كيري ممارسته لضغوط على المعارضة لحضور المفاوضات، وقال إنه لا يعرف من أين جاء كبير مفاوضي المعارضة بهذا الكلام، مشيرا إلى أن ذلك “ربما يكون مسألة ضغط أو مسألة سياسية داخلية لكن ليس هذا هو الحال”.
وأضاف أن المفاوضين سيقررون بشأن المستقبل “ما قلته لهم أن الأمر بالتراضي. أنتم تملكون حق الاعتراض والأسد هو كذلك وبالتالي يجب عليكم أن تقرروا كيف ستمضون قدما هنا”.
وشدد على أن “موقف الولايات المتحدة لم يتغير وهو أنها لا تزال تساند المعارضة سياسيا وماليا وعسكريا”.
وكان كبير المفاوضين في وفد المعارضة السورية إلى مفاوضات جنيف محمد علوش قال في وقت سابق إن كيري مارس ضغوطا على المعارضة لحملها على حضور المفاوضات.
وأضاف علوش أن كيري التقى مسؤولين من الهيئة العليا للمفاوضات السبت للضغط على الهيئة كي تتخلى عن مطالبها الإنسانية والتوجه للتفاوض بشأنها، مؤكدا أنه سيكون هناك رد قوي على الضغوط الأميركية، دون أن يوضح طبيعة هذا الرد.
من جهته، قال ممثل المجلس الوطني الكردي بالائتلاف السوري المعارض وعضو الوفد المفاوض المنبثق من الهيئة فؤاد عليكو إن الاجتماع مع كيري السبت “لم يكن مريحا ولا إيجابيا” وإن الوزير الأميركي قال لمحدثيه “ستخسرون أصدقاءكم في حال لم تذهبوا إلى جنيف وأصررتم على الموقف الرافض” وأوضح أن “هذا الكلام ينسحب بالطبع على وقف الدعم السياسي والعسكري للمعارضة”.
غير أن عليكو رفض وصف كلام كيري بـ”التهديدات” متحدثا عن “ضغوط”.
تشاؤم
يأتي ذلك في وقت قال فيه رئيس فريق التفاوض التابع للمعارضة السورية أسعد الزعبي إنه ليس متفائلا حيال محادثات السلام المقبلة في جنيف.
وقال الزعبي -في اتصال مع الجزيرة- إن موفد الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا لا يحق له تماما أن يفرض شروطا على فريق المعارضة، مشيرا إلى أنه وسيط فقط ولا أكثر من ذلك.
وشدد على أن الهيئة العليا للتفاوض هي من ستبت في حتمية الذهاب إلى جنيف، على ضوء الاجتماع الذي سيعقد اليوم الثلاثاء في الرياض.
من جهة أخرى، قال المتحدثُ باسم الهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة رياض نعسان آغا إن الأهداف التي وضعها المبعوث الدولي إلى سوريا لمحادثات جنيف متواضعة جدا.
وأضاف آغا في لقاء مع الجزيرة أن الهيئة العليا لم تتخذ بعد قراراً بالمشاركة في جنيف من عدمها لأن الدعوات لم تصلها بعد، مشيراً إلى أنه تلقى تطمينات من دي مستورا وكيري تفيد بعدم وجود وفد آخر يمثل المعارضة السورية.
وبموازاة ذلك، قال قدري جميل نائبُ رئيس الوزراء السوري السابق إنه لم يتم التوصل بعد إلى اتفاق نهائي بشأن وفد المعارضة إلى مفاوضات جنيف, لكنه لم يستبعد أن تتم التوافق على القائمة في الساعات القليلة المقبلة.
وأكد جميل، في مؤتمر صحفي في موسكو, أن المشاركين في مشاورات “موسكو-2” أرسلوا طلبا رسميا إلى دي ميستورا لضم ممثلين عنهم في قائمة وفد المعارضة.
موعد المفاوضات
وكان دي ميستورا أعلن، في مؤتمر صحفي الاثنين في جنيف، أن المحادثات بين وفدي المعارضة والنظام ستبدأ الجمعة، وأن الدعوات ستوجه الثلاثاء، مشيرا إلى أن موعد بدء المحادثات الذي كان مقررا أمس تأخر بسبب تعثر ناجم عن تشكيلة الوفود.
وأوضح الموفد الأممي أنه لن يتم تنظيم حفل افتتاحي، موضحا أن المشاركين في المحادثات سيبحثون كأولوية “وقف إطلاق النار وتأمين المساعدة الإنسانية”. وقال إن كل يوم يمر يعتبر هدرا ما لم يتم التوصل إلى ذلك.
وأشار دي ميستورا إلى أن وقف إطلاق النار سيشمل كامل أرجاء البلاد، باستثناء المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة التابعة لـ تنظيم القاعدة.
وأقرّ الموفد الأممي بالصعوبات التي تعتري المحادثات التي قال إنها ليست جنيف-3، معبرا عن أمله في أن تحقق نجاحا. وكشف أن المفاوضات ستبدأ عبر مجموعات غير مباشرة، وأنها قد تستغرق ستة أشهر.
وعن تمثيل المعارضة السورية، قال دي ميستورا إن مجلس الأمن حثه على ضمان مشاركة أكبر تمثيل للسوريين في مفاوضات جنيف، مؤكدا ضرورة مشاركة نسائية في أي وفد.
وتصر قوى المعارضة على أن تستند المفاوضات إلى بيان جنيف-1 الصادر في يونيو/حزيران 2012 والذي ينص على تشكيل هيئة حكم انتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة، ويعني هذا البند وفق المعارضة تجريد الأسد من صلاحياته، رافضة أي دور له في المرحلة الانتقالية.
وشكلت الحكومة السورية والهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة وفديهما إلى جنيف، لكن تشكيلة الوفد المعارض التي أعلنت من الرياض أثارت اعتراض موسكو على وجود من سمتهم “إرهابيين” في إشارة إلى مسؤولين في فصائل مقاتلة في صفوفه، على رأسهم محمد علوش المسؤول السياسي في “جيش الإسلام” في حين يطالب معارضون آخرون وقوى غربية بتوسيع التمثيل ليشمل أطيافا أخرى من المعارضة، بينها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي برئاسة صالح مسلم وتيار “قمح” برئاسة هيثم مناع.
موسكو: لا اتفاق حول سوريا دون مشاركة الأكراد
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن من المستحيل التوصل إلى اتفاق للسلام في سوريا دون توجيه الدعوة للأكراد للمشاركة في المفاوضات حول الأزمة السورية، وهو ما كانت تركيا رفضته بشدة.
وشدد لافروف خلال مؤتمر صحفي في موسكو على أن منع الأكراد السوريين من المشاركة في محادثات السلام السورية سيكون قرارا “جائرا”، و”سيأتي بنتائج عكسية”.
وأضاف أن المفاوضات المقررة في جنيف بين ممثلي النظام والمعارضة السوريين لا يمكن أن “تحقق نتائج” ما لم تتم دعوة الحزب الكردي السوري الرئيسي. وقال “من دون هذا الحزب، من دون ممثليه، لا يمكن أن تحقق المفاوضات النتيجة التي نريدها وهي تسوية سياسية نهائية”.
لكن لافروف أكد في المقابل أن روسيا لن تعارض محادثات السلام التي من المقرر أن تبدأ الجمعة القادم في جنيف برعاية الأمم المتحدة، حتى إذا لم تتم دعوة حزب الاتحاد الديمقراطي برئاسة صالح مسلم للمشاركة في هذه المفاوضات.
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قد تحدث سابقا عن “جهود لتمييع المعارضة السورية عبر محاولة بعض الدول ضم وحدات حماية الشعب الكردية لوفدها الخاص بمفاوضات جنيف”.
وأكد أوغلو أن “المعارضة السورية التي شاركت في اجتماع الرياض لا تريد أن ترى وحدات حماية الشعب الموالية للنظام السوري داخل وفدها، وإذا كانوا يريدون (جهات لم يسمها) الأسماء التي اقترحوها، وهي بالأصل دمية بيد نظام الأسد، فلتشارك في وفد النظام”.
مصير الأسد
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الروسي إن موسكو لم تطلب من الرئيس السوري بشار الأسد التنحي ولم تعرض عليه اللجوء السياسي، وأضاف “في الحالتين الجواب هو لا.. هذا ليس صحيحا… لم يسأل أحد عن اللجوء السياسي ولم يعرض على أحد شيء من هذا القبيل”.
وقال لافروف إن “عمليات سلاح الجو الروسي التي نفذت بناء على طلب السلطات السورية، ساعدت فعليا في قلب الوضع في البلاد وتقليص مساحة الأراضي التي يسيطر عليها الإرهابيون”.
يذكر أن الجيش الروسي أعلن مساء الاثنين أنه قصف خلال الأيام الماضية 484 “هدفا للإرهابيين” في سوريا، مما سمح لقوات النظام السوري بالتقدم والسيطرة على مساحات جديدة وبعض القرى الإستراتيجية في شمال اللاذقية غربي البلاد.
تايمز: مأساة جيل ضائع بسبب الحرب السورية
قالت صحيفة ذي تايمز البريطانية إن أكثر من ثلاثة آلاف طفل سوري يهيمون على وجوههم بأوروبا دون رفقة، واصفة إياهم بأنهم “مطروحات بشرية” من حرب “مخزيّة” على مشارف عامها السادس.
وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم الثلاثاء إلى أن العديد من أولئك الأطفال يتامى تراكمت عليهم آثار الصدمة من الصراع الدائر في بلدهم مع محنة المنفى، معتبرة أن ما يحدث لهم “ليس من القانون الطبيعي للأشياء”.
ولعل هؤلاء الأطفال تنطبق عليهم مقولة المؤرخ الإغريقي القديم هيردوت ومفادها أنه “في زمن السلم يدفن الأبناء آباءهم، وفي وقت الحرب يدفن الآباء أبناءهم”. أما الخطر الذي يحدق بهم في شتاء هذا العام في أوروبا فيتمثل في أن ما من أحد سينتبه إلى أن هؤلاء الأولاد والبنات الذين هجرهم آباؤهم ستُكتب لهم الحياة أم سيقضون نحبهم، بحسب الصحيفة.
وترى الصحيفة أن بريطانيا يمكنها مساعدة هؤلاء الأطفال بعد أن ساهمت بمبلغ 1.1 مليار جنيه إسترليني (1.56 مليار دولار أميركي) في جهود الإغاثة التي استهدفت أساسا أولئك اللاجئين الفارين من القصف في سوريا إلى المخيمات في الأردن ولبنان.
وتقول الصحيفة “لما كان التمويل من مصادر غير بريطانية غير منتظم في الغالب، وطالما أن الأردن ولبنان كليهما يئن تحت وطأة ضغط اللاجئين، اضطر الآباء أو أولياء الأمور إلى سحب أطفالهم من المدارس ودفعهم إلى العمل، ودُفعت الفتيات دون سن 13 عاما إلى الزواج لتقليل عدد الأفواه التي هي بحاجة إلى إطعامها داخل الأسرة، وبات التسول أمراً مألوفا، بل هناك تقارير تتحدث عن ظاهرة بغاء وسط الأطفال”.
فليس من الغريب والحالة هذه -تقول ذي تايمز- أن يتواصل تدفق المهاجرين من مناطق يُفترض أنها ملاذات آمنة، عبر البحر الأبيض المتوسط ونحو أوروبا دون انقطاع. فالعائلات في حالة فرار بل تُعرّض أطفالها للخطر، ليس بحثاً عن رخاء بل عن كرامة أيضا.
وبحسب الصحيفة، فإن ثمة جانبا أخلاقيا لاستضافة هؤلاء الأطفال الذين تقطعت بهم السبل في مكان ما داخل أوروبا. وأضافت أن الجمعيات الخيرية البريطانية ظلت تقدم المساعدات الغذائية وفراش النوم للاجئين في مخيم “الغابة” بمنطقة كاليه الفرنسية، غير أن الأطفال هناك بحاجة للحماية والتعليم والبيئة الآمنة أكثر من حاجتهم إلى مكان جاف كمأوى.
وحثت الصحيفة البريطانيين على إيواء “الأطفال اللاجئين” في منازلهم وتقديم العون المالي لهم على غرار ما حدث لنحو عشرة آلاف طفل يهودي انتُزعوا من أيدي النازيين الألمان إبان الحرب العالمية الثانية.
وختمت ذي تايمز افتتاحيتها قائلة إن أمام بريطانيا فرصة “استثنائية” في هذا الزمن “المظلم” عليها أن تغتنمها، “إنها فسحة أمل لجيل ضائع”.
المعارضة السورية تحدد اليوم موقفها من المشاركة بجنيف 3
معارضون سوريون غير متفائلين بإحراز اختراق يفضي إلى تسوية سياسية للأزمة
دبي – سعد الدين حسن
أعلنت المعارضة السورية أنها ستحسم، الثلاثاء، في الرياض موقفها من المشاركة في “جنيف 3″ في ظل الضغوط الأميركية التي تعرضت لها قبل المفاوضات.
هذا وقد عبر معارضون سوريون عن عدم التفاؤل بإحراز اختراق يفضي إلى تسوية سياسية للأزمة السورية، في إشارة إلى أن خطوات الملف التفاوضي تتراجع إلى الوراء.
وكان دي ميستورا قد أعلن أن المفاوضات تأجلت إلى يوم الجمعة القادم، وأنه سوف يبدأ في إرسال الدعوات للمشاركين خلال الساعات القادمة.
وبدت أصوات سورية قيادية في هيئة التفاوض العليا غير متفائلة حيال إحراز تقدم نحو إنجاز تسوية سياسية، ما يجعل بحسب مراقبين رفض المشاركة هو الموقف الأقرب لموقف المعارضة.
فـ”جنيف 3” موعد قد قطع.. ومصير انعقاده لم تزل الشكوك تحوم حول واقعيته، خاصة من قبل طرف المعارضة التي توالت أصوات الرفض فيها من دائرة كبار مفاوضيها لما أعلنه المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا حول أجندة المفاوضات، التي التفت بحسبهم على القضية المركزية، وهي المستقبل السياسي وعملية انتقال السلطة.
العميد أسعد عوض الزعبي، رئيس الوفد المفاوض للمعارضة السورية، قال إن المبعوث الأممي إلى سوريا لا يمكنه أن يفرض شروطاً على المعارضة، مشيراً إلى أن “الفترة الماضية لا تدعو للتفاؤل بشأن المفاوضات”.
الأولوية القصوى التي ستركز عليها المباحثات، بحسب دي ميستورا، ستكون وقف إطلاق النار ووقف تهديد “داعش”، وبالتالي زيادة المساعدات الإنسانية التي يراها وفد المعارضة أولوية خارج سياق القضية المحورية وتعيد بوصلة التفاوض إلى نقطة الصفر.
منذر ماخوس، الناطق الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات، قال إن المفاوضات تعود إلى الوراء عوضاً عن التقدم نحو الانتقال السياسي في سوريا والضغوط تقلص المفاوضات إلى بحث المساعدات الإنسانية ومحاربة الإرهاب على حساب التفاوض حول الهيئة الانتقالية.
مشاركة بتحفظ أو لا مشاركة.. لحظات حاسمة لموقف المعارضة السورية من جولة التفاوض في “جنيف 3” على وقع ضغوط أميركية تضاف إلى الموقف الروسي المؤيد للنظام والمتحامل على المعارضة بالتوازي مع مواقف دول غربية متفقة معها حول مصير الأسد حانت ساعة اختبار مقدرتها على التحرك لإنقاذ آفاق الحل السياسي الذى أضحى متسماً بالضبابية.
داعش يتبنى تفجيرا انتحاريا بحمص أوقع 22 قتيلا
دمشق – فرانس برس
قتل 22 شخصا، وأصيب أكثر من 100 آخرين بجروح الثلاثاء، جراء تفجيرين انتحاريين استهدفا نقطة تفتيش لقوات نظام الأسد في مدينة حمص في وسط البلاد، وفق حصيلة جديدة أوردها التلفزيون الرسمي.
وكان محافظ حمص طلال البرازي أفاد لوكالة فرانس برس بمقتل 17 شخصا في حصيلة أولية، بينهم “ضابطان ومجندان”.
وبحسب المحافظ، فإن “حاجزا للجيش في شارع الستين في مدينة حمص أوقف سيارة تنتحل صفة أمنية بهدف التفتيش، وبعد ترجل شخص منها أقدم من كان بداخلها على تفجير نفسه داخل السيارة، وأضاف “بعد تجمع الناس أقدم الرجل الثاني على تفجير نفسه أيضا”.
وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس أن الانتحاري الثاني الذي فجر نفسه بعد تجمع المارة كان يرتدي لباسا عسكريا، لافتا إلى أن بين القتلى 13 عنصرا على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها.
فيما أصدر تنظيم داعش بيانا له على الإنترنت يعلن مسؤوليته عن التفجير الانتحاري في حمص.
نحّات سوري صُدِم بمقتل الطيار الروسي فصنع له تمثالاً
العربية.نت – عهد فاضل
من بين جميع القتلى الذين سقطوا في سوريا، اختار النحّات السوري إياد بلال أن “يُصْدَم” فقط بخبر مقتل الطيار الروسي في ريف اللاذقية أوليغ بيشكوف الذي أسقط سلاح الجو التركي طائرته في الرابع والعشرين من نوفمبر الماضي.
فقرر نحت تمثال نصفي له، منذ نهايات العام الماضي، ويقول الآن إنه أشرف على الانتهاء منه ولم يتبق إلا بعض “اللمسات”.
وغطّت وسائل إعلام روسية في الساعات الأخيرة الخبر، وأوردت أن الفنان السوري أحس “بالصدمة” هو وعائلته، بعد ورود خبر مقتل الطيار بيشكوف. وقال: “هذا المحارب جاء لإنقاذنا، ونحن ممتنون له أبد الدهر. وهذا التمثال النصفي رسالة تقدير للشعب الروسي والرئيس فلاديمير بوتين”.
كلام النحّات عن إحساسه بالصدمة، لنبأ مقتل الطيار الروسي، أدى لتعليقات ما بين السخرية والاستياء. خصوصا أن عدد القتلى في بلاده زاد عن ربع مليون قتيل، ومنهم قتلى موالون للنظام الذي هو واحدٌ من أنصاره، أيضا، فتعجّب معلّقون كيف أن عشرات الآلاف من قتلى بلاده، لم يتركوا لديه إحساسا بالصدمة، وعاش هذا الإحساس فقط، مع طيار أجنبي.
ونقلت بعض وسائل الإعلام، أن تعليقات كثيرة وردت في هذا الشأن، حتى من الشارع الموالي لرئيس النظام السوري، وعبّرت عن استغرابها لـ”النفاق” الذي تصرف به النحّات، متجاهلاً به قتلى بلاده، ومنهم طيّارون عسكريون بطبيعة الحال.
وتساءلوا عن السرّ الذي جعله يشعر بالصدمة ويتألّم وتضيق الدنيا في وجهه، فلم يستطع أن يفرّج كربته إلا بصناعة تمثال نصفي، لهذا الجندي الروسي، فقط، دوناً عن غيره من ضحايا بلده الذين عجزوا عن “صَدْمه” فلم يحس بهم.
هذا التمثال النصفي للطيار الروسي، وحّد ردود الأفعال، في ظاهرة نادرة، مابين معارضي النظام السوري ومؤيديه. فأنصار النظام السوري رأوا في “تخليد” النحّات للطيار الروسي مجرّد “نفاق مثير للشفقة”، عندما يتجاهل آلافاً مؤلّفة من قتلى بلده، الذين فشلوا في إحداث الصدمة لديه، ولم يصدمه فقط إلا الطيار الأجنبي.
أما المعارضون، فرأوا أن مثل هذا التمثال هو مجرد إدانة أخلاقية لصانعه. عندما يقرر أن يصنع تمثالا نصفياً لجندي كان يقصف الشعب السوري والأرض السورية. وأنها من المرات نادرة الحدوث، أن يعمد أحدٌ ما لـ”تخليد” جندي أجنبي كان يقتل أبناء شعبه ويحرق أجسادهم بنيران صواريخه.
مشاركة أكراد سوريا بجنيف.. بين تمسك موسكو ورفض أنقرة
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
دخل حزب الاتحاد الديمقراطي السوري على خط التوتر التركي الروسي، بعد أن أكدت أنقرة رفضها “القاطع” لمشاركته في المفاوضات السورية، التي لا يمكن أن “تحقق نتائج” في حال غيابه، حسب موسكو.
وقال رئيس الوزراء التركي، أحمد داودأوغلو، الثلاثاء إن أنقرة ترفض “بشكل قاطع” مشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب في محادثات السلام بشأن سوريا التي تبدأ الجمعة، في جنيف.
وأمام نواب من حزب العدالة والتنمية الحاكم، جدد داودأوغلو التأكيد أن حكومته، التي تدعم فصائل من المعارضة السورية، تعتبر أن الجماعتين “المقربتين من حزب العمال الكردستاني”، “إرهابيتين”.
وقال “من غير المقبول من وجهة نظرنا وجود منظمة إرهابية في صفوف المعارضة خلال المحادثات”، مضيفا أن “حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يتعاون مع النظام (السوري) لا يمكنه أن يمثل النضال العادل للشعب السوري”.
وبالتزامن مع تصريحات رئيس الوزراء التركي، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، من موسكو، إن المفاوضات لا يمكن أن “تحقق نتائج” ما لم تتم دعوة الحزب الكردي السوري الرئيسي إليها.
وقال لافروف، في مؤتمر صحفي، “من دون هذا الحزب، ودون ممثليه، لا يمكن أن تحقق المفاوضات” بين ممثلي الحكومة السورية، المدعومة من موسكو، والمعارضة “النتيجة التي نريدها وهي تسوية سياسية نهائية”.
لكن لافروف أكد، في الوقت نفسه، أن موسكو، التي تشهد علاقتها مع أنقرة توترا، لن تعارض محادثات السلام، التي تعقد برعاية الأمم المتحدة، إذا لم يدع حزب الاتحاد الديمقراطي، برئاسة صالح مسلم إليها.
ويحارب حزب الاتحاد الديمقراطي، المدعوم عسكريا من الولايات المتحدة، وجناحه المسلح وحدات حماية الشعب، مقاتلي تنظيم داعش، وتعتبره أنقرة فرعا من حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه بالمنظمة الإرهابية.
دي ميستورا: تأجيل المحادثات حول سوريا إلى 29 يناير.. والدفع نحو وقف لإطلاق النار أولوية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—قال ستيفان دي ميستورا، مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، إن محادثات جنيف الثالثة والمفترض إقامتها الاثنين أجلت إلى الجمعة الـ29 من يناير/ كانون الثاني الجاري، وذلك بسبب استمرار النقاش حول قائمة الدعوات المتعلقة بالمعارضة.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده دي ميستورا، حيث قال: “لا يوجد شروط مسبقة لمباحثات جنيف،” لافتا إلى أن “السوريين يريدون أمرا ملموسا والدفع لوقف إطلاق النار أولوية في هذه المباحثات.”
وأضاف: “جولة المباحثات الأولى في جنيف ستستمر أسبوعين أو ثلاثة، وقد تتطرق إلى مراجعة الدستور وسبل إجراء انتخابات مقبلة،” مشيرا إلى موعد إرسال الدعوات للمشاركة قائلا: “سنبدأ بتوجيه الدعوات لمباحثات جنيف غدا الثلاثاء بناء على تخويل لمجلس الأمن.”
وتابع قائلا: “المهم بدء المباحثات بحد أدنى من التفاهم المشترك بين الأطراف.. الأمر كله يعتمد على تفاعل الأطراف السورية لذلك لن أبدى أي تعليق عن هذه المباحثات.. أتوقع الكثير من الانسحابات خلال المباحثات والمهم إبقاء الزخم.”
كيري ينفي تهديده للمعارضة السورية لحضور محادثات جنيف.. وخوجة: أمريكا تتبع نهج روسيا وإيران
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — نفى وزير الخارجية الأمريكية، جون كيري، ما أشارت إليه تقارير إخبارية عن أنه هدد بوقف الدعم للمعارضة السورية إذا لم تحضر محادثات السلام المقرر أن تبدأ هذا الأسبوع في مدينة جنيف السويسرية.
وكان من المقرر للمحادثات أن تبدأ الاثنين، ولكنها تأخرت بسبب المناقشات الجارية حول من ينبغي أن يمثل المعارضة، حسبما أخبر مبعوث الأمم المتحدة، ستيفان دي مستورا الصحفيين.
اقرأ.. المعارضة السورية تعلن أسماء وفدها لمفاوضات جنيف.. ولافروف: مشاركة “جيش الإسلام” غير ممكنة
وقال كيري عندما سئل عن تقارير المعارضة: “موقف الولايات المتحدة لم يتغير، ما زلنا ندعم المعارضة سياسيا وماليا وعسكريا.. لا أعرف من أين يأتي هذه، ربما يكون استراتيجية للضغط علينا أو أمر سياسي داخلي.. لا أعرف، ولكنه ليس الحقيقة.” ورغم ذلك، أكد كيري أنه لا يزال واثقا من إجراء المحادثات قريبا، وشدد على أن القرار بيد دي مستورا.
وتابع كيري: “آمل أن يظل ممكنا معالجة تعميم الشائعات من جانب واحد، فإن هناك الكثير من الفصائل هنا والكثير من المصالح المختلفة، ولكنني لا أقبل هذا الأسلوب الذي لا يخدم أي غرض.”
أيضا.. المعارضة السورية تحذر من فشل العملية السياسية.. وتتهم الأسد وروسيا وإيران بالتوغل في “الإجرام”
لكن خالد خوجة، رئيس الائتلاف الوطني السوري، اتهم كيري بعدم تقديم أي جديد واتخاذ نهج مشابه لروسيا وإيران عندما التقى كيري مع رياض حجاب، المنسق العام للجنة المفاوضات العليا، ومندوبين آخرين سيمثلون المعارضة السورية بمفاوضات الرياض في السبت المقبل.
وقال خوجة: “كيري لم يقدم أي وعود ولم يعرض أي مبادرات. لقد كان لفترة طويلة يرسل لنا رسائل مشابهة لتلك التي صيغت من قبل إيران وروسيا والتي تدعو إلى إقامة ’حكومة وطنية‘ والسماح للرئيس السوري بشار الأسد بالبقاء في السلطة وترشيحه في انتخابات جديدة.”
قد يهمك.. سفير بريطانيا بالأمم المتحدة لـCNN: روسيا تضرب فصائل بالمعارضة السورية تمت تسميتها كجزء من محادثات السلام المستقبلية
وأضاف رئيس الائتلاف الوطني السوري: “لا يرتبط جوهر القضية بتحديد موعد للمفاوضات، ولكنه يرتبط بما إذا كان هناك إرادة سياسية دولية لخلق بيئة ملائمة للمفاوضات. في اللحظة التي ستوجد فيها مثل هذه البيئة، سنكون على استعداد للانخراط في المفاوضات بما أننا سبق وحشدنا مفاوضي وفودنا.”
أوغلو لـCNN: الأسد لا ينتصر.. روسيا تقوم باحتلال سوريا.. وسعيد بالاتفاق النووي مع إيران
أنقرة، تركيا (CNN)—قال رئيس الوراء التركي، داود أوغلو، إن بشار الأسد لا ينتصر في سوريا، رغم دعمه من قبل روسيا التي تنفذ 90 في المائة من ضرباتها الجوية ضد المدنيين والمعارضة في البلاد.
جاء ذلك في مقابلة لأوغلو من الزميلة كريستيان آمانبور لـCNN، حيث قال: “لسنوات كانت روسيا ضد أي تدخل أجنبي في سوريا، والآن هي تتدخل شخصيا وبصورة سلبية جدا بل تقوم باحتلال سوريا.. 90 في المائة من العمليات الروسية في سوريا ضد المدنيين والمعارضة المعتدلة في إدلب وحلب وحمص واللاذقية وضد المدارس والمستشفيات، نحن نعلم ذلك لأن كل الجرحى جراء عمليات القصف الروسية يقومون بالفرار إلى تركيا.”
وأضاف: “فقط عشرة في المائة من الغارات الروسية تستهدف داعش.. نحن نتوقع من روسيا احترام المدنيين السوريين ونتوقع منها أيضا عدم دفع هؤلاء المدنيين إلى الحدود التركية.”
وردا على سؤال إن كان بشار الأسد ينتصر، قال أوغلو: “لا.. إنه لا ينتصر.. لن يعود أي سوري إلى بلده إن بقي الأسد جالسا في دمشق.”
وحول الاتفاق النووي الىإيراني، قال أوغلو: “أنا سعيد بالتوصل لاتفاق حول النووي الإيراني وانتهاء العقوبات لا يعتبر أمرا جيدا فقط لإيران بل للاقتصاد العالمي.. نحن لا نرى إيران كمنافس في المنطقة نحن جيران تاريخيون، على مر التاريخ كانت هناك أوقات جيدة وأخرى سيئة فيما يتعلق بعلاقاتنا، وخلال الأعوام الـ12 الماضية كانت علاقاتنا جيدة ولكن لدينا اختلاف في الرأي حول سوريا والعراق.”
المفوضية الأوروبية تقر بوجود مشاكل في تنفيذ سياسة إعادة قبول المهاجرين الاقتصاديين
بروكسل (26 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
كررت المفوضية الأوروبية التركيز على أن سياسة إعادة قبول المهاجرين الاقتصاديين، الذين لا يستحقون الحماية الدولية في دول الاتحاد، هي جزء أساسي من استراتيجيتها العامة للتعامل مع ملف الهجرة واللجوء
وأقرت المفوضية، في الوقت نفسه، بأن الطريق إلى تنفيذ هذه السياسة “لا تزال طويلة”، خاصة في ظل عدم وجود اتفاقيات إعادة قبول بين الاتحاد مع الكثير من الدول المصدرة للمهاجرين، ووجود عقبات في طريق تنفيذ الاتفاقيات الموقعة مع بعض الدول، مثل باكستان.
وشددت المفوضية الأوروبية على أن هدفها هي إقامة تمييز واضح بين طالبي اللجوء الذين يستحقون الحماية الدولية بموجب المواثيق الدولية، والمهاجرين لأسباب اقتصادية وهؤلاء لا يمكن قبولهم داخل أوروبا، فـ”هناك كثير من المهاجرين الاقتصاديين الذين ينتهزون الأزمة الحالية للاندساس بين طالبي اللجوء”، حسب المتحدث باسم الجهاز التنفيذي الأوروبي ماغاريتس شيناس
وتعول المؤسسات الأوروبية كثيراً على مراكز تسجيل اللاجئين، أو ما بات يعرف إعلامياً بـ”النقاط الساخنة”، التي يجري فيها تسجيل طالبي اللجوء ورفع بصماتهم والتحقق من هوياتهم، كما تجري فيها عمليات ” الفرز” لمعرفة من هو طالب اللجوء ومن هو المهاجر الاقتصادي.
ولكن هذه النقاط ليست كاملة الفعالية حتى الآن، فهي تقام بشكل بطيء في كل اليونان وإيطاليا، ما يعرقل عمليات الفرز، بحسب المفوضية.
ويأتي كلام المفوضية هذا تعليقاً على معلومات تقول أن حوالي 60 إلى 70% من القادمين إلى أوروبا هم مهاجرون اقتصاديون. وفي هذا الصدد، أشارت المتحدثة باسم مفوض شؤون الهجرة ديمتريس أفراموبولوس إلى أن “ما يمكننا تأكيده أن نسبة المهاجرين الاقتصاديين ارتفعت بشكل حاد الشهر الماضي”، على حد تعبيرها.
وتحدثت ناتاشا برتود، عن حالات بعينها وهي المشاكل التي تعاني منها اليونان في إعادة المهاجرين من باكستان إلى بلدهم الأصلي، حيث “لدينا اتفاق إعادة قبول أوروبي مع باكستان، ولكن تنفيذه يعاني من عقبات، ومن هنا حوارنا المستمر مع السلطات في هذا البلد”، على حد قولها.
وألمحت المتحدثة إلى إمكانية اتخاذ إجراءات ” أكثر حزماً” تجاه باكستان فيما لو استمرت مشاكل إعادة القبول، ولكنها استبعدت وقف مساعدات التنمية الأوروبية للبلدان التي ترفض إعادة استقبال رعاياها، الذين حاولوا الوصول إلى أوروبا لأسباب اقتصادية.
أما فيما يخص المغرب، والذي يأتي منه أيضاً غالبية المهاجرين الاقتصاديين، فقد أكدت المتحدثة أن الاتحاد يفاوض السلطات حالياً لإبرام اتفاقية إعادة قبول، مع ملاحظة أن المغرب وقع مع دول أوروبية متعددة بشكل ثنائي.
ويذكر أن العديد من الدول الأوروبية تسعى لتسهيل وتفعيل عمليات إعادة قبول المهاجرين الاقتصاديين إلى بلدانهم الأصلية.
رئيس مفاوضي المعارضة السورية غير متفائل حيال محادثات السلام
من سليمان الخالدي وتوم بيري
عمان/بيروت (رويترز) – أثارت المعارضة السورية الشكوك فيما إذا كانت ستشارك في محادثات سلام مقررة يوم الجمعة واتهمت الولايات المتحدة بتبني أفكار إيران وروسيا بشأن حل الصراع.
وتجتمع المعارضة السورية المدعومة من السعودية يوم الثلاثاء لتقرر ما إذا كانت ستحضر المحادثات التي يسعى مبعوث الأمم المتحدة للسلام في سوريا ستافان دي ميستورا لافتتاحها في جنيف يوم الجمعة لبدء مفاوضات تستمر شهورا مع مندوبين في غرف منفصلة.
وقال أسعد الزعبي رئيس فريق التفاوض لقناة الحدث إنه ليس متفائلا حيال محادثات السلام المقبلة لكن القرار النهائي سيتخذ خلال اجتماع المعارضة في الرياض.
وكان من المتوقع أن يوجه دي ميستورا الدعوات يوم الثلاثاء.
وقال أحمد فوزي المتحدث باسم الأمم المتحدة للصحفيين في جنيف “ستكون محادثات هادئة لتقريب وجهات النظر.”
وقال دبلوماسي غربي إن الهدف هو بدء المحادثات دون مزيد من التأجيل. وأضاف “هناك بعض التخوف ألا تبدأ المحادثات أبدا إذا لم تبدأ قريبا.”
وقالت الحكومة السورية التي تكسب أراضي من المعارضة بمساعدة ضربات جوية روسية وقوات برية إيرانية إنها ستحضر المحادثات.
لكن المعارضة الممثلة بالهيئة العليا للتفاوض المشكلة حديثا قالت مرارا إنه يتعين على الحكومة وحلفائها وقف القصف ورفع الحصار عن مناطق تسيطر عليها قبل بدء أي محادثات.
وقال الزعبي المقرر أن يرأس وفد المعارضة في المحادثات لرويترز إنه بدون تنفيذ خطوات لبناء الثقة ومنها إطلاق سراح معتقلين لن تكون هناك مفاوضات.
وقال لقناة الحدث موضحا شكوك المعارضة بشأن العملية إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري طرح أفكار إيران وروسيا بشأن سوريا في اجتماع في الفترة الأخيرة مع الزعيم المعارض رياض حجاب.
وأضاف الزعبي “في اللقاء أمس مع الدكتور رياض حجاب تحدث عن أن السيد كيري نقل بعض النقاط من المذكرة الايرانية او من الفكرة الايرانية وكذلك بعض النقاط من الفكرة الروسية نقلت تماما الى السيد رياض حجاب ولم تكن مريحة بالنسبة لنا ان تتبنى امريكا ولو بشكل نظري او بشكل جزئي ما جاء على الورقتين الايرانية والروسية.”
وانتقد كذلك دي ميستورا قائلا “لا يحق للسيد دي ميستورا ان يفرض شروطه أو أن يطلب شيئا هو عبارة عن وسيط لا أكثر من ذلك.”
وحث المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا مايكل راتني المعارضة على حضور المحادثات.
وقال “نصيحتنا للمعارضة السورية هي أن تستفيد من هذه الفرصة باختبار نوايا النظام وأن تكشف أمام الرأي العام الدولي من هي الأطراف الجادة في التوصل إلى تسوية سياسية في سوريا ومن هي الأطراف غير الجادة.”
* الشرعية الضائعة
دعمت الولايات المتحدة المعارضين للرئيس بشار الأسد الذي تقول إنه فقد شرعيته ويتعين عليه ترك السلطة. لكن انتقاد المعارضة يتزايد للسياسة الأمريكية. وقال حجاب في وقت سابق هذا الشهر إن الولايات المتحدة تراجعت عن موقفها تجاه سوريا ولانت لاسترضاء روسيا.
وتعطل التحضير للمحادثات بسبب مشكلات منها الخلاف على من يمثل المعارضة.
وسعت روسيا إلى توسيع وفد المعارضة ليضم فصيلا كرديا قويا يسيطر على مناطق شاسعة في شمال سوريا. لكن المعارضة العربية السنية تقول إن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي يجب أن يشارك باعتباره جزءا من وفد الحكومة.
وقال دي ميستورا إن لقاءات جنيف ستهدف إلى بدء محادثات على مدى ستة أشهر تسعى أولا للتوصل إلى وقف إطلاق النار والعمل بعد ذلك على إيجاد تسوية سياسية للحرب التي حصدت أرواح أكثر من 250 ألف شخص وشردت أكثر من 10 ملايين اخرين.
قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الثلاثاء إن من المستحيل التوصل لاتفاق سلام في سوريا دون دعوة الأكراد للمشاركة في عملية التفاوض.
وأضاف في مؤتمره الصحفي السنوي أن منع السوريين الأكراد من المشاركة في محادثات السلام سيكون “جائرا” و”سيأتي بنتائج عكسية”.
لكن تركيا وهي داعم رئيسي للمعارضة قالت إنها تعارض مشاركة وحدات حماية الشعب الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي. وأصبحت وحدات حماية الشعب شريكا مهما في القتال الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وترى تركيا الوحدات باعتبارها امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره منظمة إرهابية.
وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو لشبكة سي.ان.ان الاخبارية الأمريكية “الذين يعتبرونهم شريكا شرعيا لا يعيشون واقع المنطقة. لا يمكن لأحد أن يقنعنا بأن هؤلاء الناس يسعون للسلام.”
وقالت الحكومة السورية إن حلفاءها حققوا مكاسب كبيرة على حساب المعارضة في غرب سوريا في الأسابيع القليلة الماضية. فسيطروا يوم الإثنين على مدينة الشيخ مسكين في جنوب سوريا قرب الحدود مع الأردن. ويعد ذلك أكبر مكسب تحققه دمشق في هذه المنطقة منذ بدء التدخل الروسي يوم 30 سبتمبر أيلول.
وفي الأسابيع القليلة الماضية سيطرت قوات الحكومة والقوات الموالية لها كذلك على بلدتين استراتيجيتين في محافظة اللاذقية في شمال غرب البلاد حيث تسعى القوات لإغلاق الحدود وقطع خطوط الامداد من تركيا.
(شارك في التغطية ليلى بسام – إعداد لبنى صبري للنشرة العربية – تحرير منير البويطي)
لافروف: التحرك الروسي ساعد على قلب الأوضاع في سوريا
موسكو (رويترز) – قال وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف يوم الثلاثاء إن التحرك الروسي في سوريا ساعد على قلب الأوضاع في الصراع المحتدم هناك منذ خمس سنوات.
وقال في مؤتمر صحفي سنوي “عمل السلاح الجوي الروسي… ساعد بشكل ملموس على تحويل الدفة… نتيجة لذلك الصورة أوضح الآن لما يحدث… أصبح من الواضح من يقاتل الإرهابيين ومن هم شركاؤهم ومن يحاول استخدامهم لمصالحه الأحادية والأنانية.”
وأضاف أن موسكو لم تطلب من الرئيس السوري بشار الأسد التنحي ولم تعرض عليه اللجوء السياسي.
كما قال إن أحدا لم يقدم دليلا على أن الضربات الجوية الروسية في سوريا تسببت في مقتل مدنيين أو قصفت جماعات معارضة غير مستهدفة مضيفا أن الجيش الروسي يحرص كثيرا على تفادي سقوط قتلى من المدنيين في سوريا.
وتابع لافروف قائلا إن من المستحيل التوصل لاتفاق سلام في سوريا دون دعوة الأكراد للمشاركة في عملية التفاوض وإن منع السوريين الأكراد من المشاركة في محادثات السلام سيكون “جائرا” و”سيأتي بنتائج عكسية”.
وعن تنظيم الدولة الإسلامية قال إن موسكو لديها معلومات بأن عناصر من التنظيم تتدرب في منطقة ممر بانكيسي في جورجيا قرب الحدود الروسية.
وتطرق لافروف إلى أزمة اللاجئين وقال في المؤتمر الصحفي إن موسكو لا تريد أن تعيد إليها اللاجئين الذين عبروا حدودها إلى النرويج.
وأضاف “الحديث عن ناس وصلوا روسيا بغرض العمل أو زيارة أقارب. لم يفصحوا عن غرضهم (الحقيقي) وهو المرور إلى النرويج… وهذا يعني أنهم تعمدوا تقديم بيانات خاطئة عن الغرض من زيارتهم روسيا الاتحادية ولهذا لا نريد أن نقبل عودتهم إلى روسيا.”
كما تحدث الوزير الروسي عن علاقة بلاده مع الغرب قائلا إن روسيا لن تسمح للغرب بأن يعاقبها لنهجها سياسة خارجية مستقلة.
وأضاف “ما زالت هناك محاولات لتحقيق مكاسب أحادية وربما معاقبتنا بسبب سياستنا الخارجية المستقلة.”
وأكد أن روسيا مستعدة “للتعاون البناء مع شركائنا الغربيين بما في ذلك أوروبا والولايات المتحدة… ولكن على أساس المساواة والفائدة المتبادلة مع عدم التدخل في شؤون بعضنا البعض الداخلية.”
وعن الدرع الصاروخية الأمريكية وتوسع حلف شمال الأطلسي قرب الحدود الروسية قال لافروف إن ذلك أمر “مزعزع للاستقرار وقصير النظر”.
إلا أن الوزير الروسي حث من جديد على “إعادة ضبط” العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة.
أما عن الوضع مع أوكرانيا فقال إن روسيا ترفض إجراء أي محادثات بشأن إعادة شبه جزيرة القرم إلى أوكرانيا.
وأضاف “ليس لدينا شيء نعيده. لن نجري أي محادثات مع أحد بشأن إعادة القرم. القرم أرض تابعة لروسيا الاتحادية وهو ما يتفق تماما مع التعبير عن إرادة شعبها.”
وكانت القرم أجرت استفتاء في عام 2014 جاءت نتيجته لصالح الانفصال عن أوكرانيا والانضمام إلى روسيا.
وعن النزاع القائم منذ عقود بين طوكيو وموسكو بشأن جزر تقع شمالي هوكايدو وتعرف في روسيا باسم جزر كوريل وفي اليابان باسم الأراضي الشمالية قال لافروف إنه يستحيل حل النزاع الإقليمي مع اليابان إلا إذا اعترفت طوكيو بنتيجة الحرب العالمية الثانية.
كما تحدث لافروف عن تحقيق يشرف عليه قاض بريطاني فيما يتعلق بمقتل المعارض البارز ألكسندر ليتفينينكو في لندن وقال إن التحقيق سيعقد العلاقات الروسية البريطانية.
وأضاف أن التحقيق الذي أشار إلى احتمال أن يكون مسؤولون كبار في الكرملين أمروا بقتل ليتفينينكو يتضمن اتهامات لا أساس لها من الصحة ويترك تساؤلات كثيرة بلا إجابات.
(إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)