أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 06 كانون الثاني 2017

 

 

أنقرة تشكك في جدوى فتح أنجرليك للحرب على «داعش»

لندن، أنقرة، طهران، نيويورك – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

بالتزامن مع تصاعد الخلاف التركي- الإيراني على وقف النار في سورية ومن يتحمّل المسؤولية عن خرقه، صعّدت أنقرة حملتها على واشنطن، بحجة أنها لا تساندها في معركتها الجارية في شمال سورية، وقالت إنها تشكك في جدوى وجود قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في قاعدة أنجرليك في جنوب تركيا، من حيث تنطلق للمساهمة في الحرب على «داعش».

وقال نائب رئيس الوزراء التركي ويسي قايناق لقناة «الخبر» التلفزيونية أمس، إن مسألة قاعدة أنجرليك الجوية التي يستخدمها حلف شمال الأطلسي والتحالف الذي تقوده أميركا، مدرجة على جدول أعمال الحكومة التركية. ونفذت تركيا عملية توغّل في شمال سورية في آب (أغسطس) الماضي لإبعاد تنظيم «داعش» عن حدودها ومنع الأكراد من ربط مناطقهم بعضها ببعض. وتحاول القوات التركية وفصائل سورية حليفة لها منذ أسابيع طرد «داعش» من معقله في مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي. ورفضت أميركا مشاركة طائراتها في الهجوم على الباب، لكنها بدأت تليين موقفها في الأيام الأخيرة بإعلانها مشاركة طائراتها في التحليق في سماء المدينة لمساندة القوات التركية، ولكن من دون شن غارات.

ويُتوقع أن يثير الأتراك هذه القضية قريباً مع الإدارة الأميركية الجديدة للرئيس دونالد ترامب بعد تسلمه منصبه في 20 كانون الثاني (يناير) الجاري. ولم يحدد ترامب موقفه في شكل جلي من العملية التركية في شمال سورية ومن إعلان أنقرة أنها لا تستهدف فقط «داعش» بل كذلك الأكراد، وتأكيدها أن القوات التركية ستتوجه بعد الباب إلى منبج والرقة. وينتشر فصيل مؤيد للأكراد في منبج، بينما يحاول تحالف يقوده الأكراد طرد «داعش» من الرقة، وهو أمر تعترض عليه أنقرة.

في غضون ذلك، صعّد «الائتلاف الوطني السوري» المعارض موقفه أمس، متهماً روسيا بـ «التلاعب» في شأن الطرف الذي سيمثّل المعارضة في مفاوضات آستانة المقبلة، مؤكداً أن «الهيئة العليا للمفاوضات» وحدها المخوّلة تشكيل وفد التفاوض مع الحكومة السورية. وصدر هذا الموقف بالتزامن مع تصريح حكومي تركي شدد على أن أنقرة تشترط مشاركة ممثلي المعارضة «الحقيقيين» في آستانة. ولم يتضح هل يندرج هذان الموقفان في إطار استباق تحرك روسي لتوسيع دائرة تمثيل الطرف المعارض في المفاوضات المتوقعة في 23 الشهر الجاري. ومفاوضات آستانة هي ثمرة اتفاق روسي- تركي تضمن في مرحلة أولى تطبيق وقف شامل للنار في سورية بدأ سريانه قبل أسبوع وما زال صامداً إلى حد كبير، باستثناء خروق متكررة في منطقة وادي بردى قرب دمشق، حيث تشن القوات النظامية هجمات متواصلة بحجة استهداف «جبهة النصرة» المستثناة مع تنظيم «داعش» من وقف النار.

وتواصلت المعارك المتقطعة في وادي بردى أمس، وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»: «ما زالت معارك تدور بوتيرة متقطعة بين قوات النظام (السوري) وعناصر من حزب الله اللبناني من جهة، والفصائل المعارضة وعناصر فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) من جهة أخرى في منطقة وادي بردى» خزان مياه دمشق. وجاءت المعارك الخميس بعد تنفيذ قوات الحكومة ليل الأربعاء «عشرات الضربات الجوية على أنحاء في المنطقة تزامناً مع قصف مدفعي وصاروخي تسبب بمقتل عنصر من الدفاع المدني».

وفي نيويورك أعلنت الأمم المتحدة أن ٧ آلاف على الأقل نزحوا عن وادي بردى حتى الآن بسبب القتال «الذي أدى أيضاً الى قطع المصدر الرئيسي للمياه عن دمشق وضواحيها» منذ ٢٢ الشهر الماضي. وقدرت أن ٤٥ ألفاً يعيشون في المنطقة.

وأشارت الى أن بين النازحين أكثر من ١٢٠٠ عائلة سجلت في الهلال الأحمر السوري في مركز في الروضة قرب وادي بردى حيث تلقوا المساعدة.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن المنظمة الدولية «أهلت أو أعادت العمل بمئة وعشرين بئراً في دمشق ومحيطها لتغطية قرابة ثلث الحاجة اليومية في المنطقة، وأن هذه الآبار هي المصدر الوحيد للمياه منذ ٢٢ الشهر الماضي.

ووصفت المنظمة الدولية انقطاع المياه عن 5.5 مليون نسمة في دمشق، بانها «جريمة حرب».

وخلال مؤتمر صحافي في جنيف رأى يان ايغلاند رئيس مجموعة العمل في الامم المتحدة حول المساعدة الانسانية لسورية ان «من الصعب معرفة الجهة المسؤولة عن هذا الوضع».

وقال «في دمشق وحدها 5.5 مليون شخص حرموا من المياه او تلقوا كميات اقل لان موارد وادي بردى غير قابلة للاستخدام بسبب المعارك او اعمال التخريب او الاثنين معا».

على صعيد آخر، قتل أمس 15 شخصاً بينهم 8 مدنيين نتيجة تفجير سيارة مفخخة في مدينة جبلة معقل النظام في محافظة اللاذقية الساحلية. وأفاد «المرصد السوري» بأن التفجير وقع «قرب الملعب البلدي» في منطقة تضم عدداً كبيراً من الحواجز الأمنية. وبث التلفزيون السوري الرسمي أن التفجير نفذه «إرهابي انتحاري».

وفي طهران، أشاد المرشد علي خامنئي بالمقاتلين الإيرانيين الذين قُتلوا في سورية خلال مشاركتهم إلى جانب القوات الحكومية في قتال فصائل المعارضة. وقال خلال استقباله عائلات عناصر من الجيش الإيراني: «إذا لم تتم مواجهة الحاقدين ومثيري الفتن الذين يُعتبرون أدوات لأميركا والصهيونية في سورية، لكان علينا التصدي لهم في طهران وفارس وخراسان وأصفهان، فهؤلاء (الجنود الإيرانيون) شلّوا حركة الأعداء».

وتؤكد إيران إنها تساعد القوات الحكومية السورية من خلال «مستشارين عسكريين»، لكن هناك تقارير واسعة الانتشار عن مشاركة مباشرة لقوات من «الحرس الثوري» في المعارك، إضافة إلى آلاف «المتطوعين» الشيعة الذين جاؤوا للقتال في سورية وانضموا إلى جماعات مرتبطة بـ «الحرس». وأقرت السلطات الإيرانية بمقتل عدد كبير من هؤلاء في سورية.

 

عدد جواسيس روسيا يتجاوز فترة الحرب الباردة

واشنطن – جويس كرم , لندن – «الحياة»

خلال مثولهم أمام لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ أمس، حذر مدير الاستخبارات الوطنية جايمس كلابر ومدير الأمن الإلكتروني الأميرال مايك روجرز ونائب وزير الدفاع مارسيل ليتير، من الدور المتنامي لروسيا في مجال القرصنة الإلكترونية والتجسس. وقال روجرز: «عدد الجواسيس الروس في الولايات المتحدة أكبر اليوم منه خلال الحرب الباردة، وهم يريدون الفوز».

وكرر المسؤولون استنتاجاتهم بأن القرصنة الإلكترونية خلال حملة الانتخابات مصدرها روسيا، فيما ندد نواب بـ «ضعف رد أوباما»، ودعوا إلى إجراءات قصوى في التصدي لأعمال قرصنة من الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية. أما رئيس مجلس النواب الأميركي بول راين، فرفض انتقاد الرئيس المنتحب دونالد ترامب الذي قال إن «اهتمامه بهذه القضية محق في ظل محاولة البعض استخدامها للتشكيك في صدقية انتخابه». وزاد: «لم تؤثر القرصنة الإلكترونية لروسيا في نتائج الانتخابات، لكن تجب معاقبتها على ما ارتكبته ضدنا».

وستوجز الاستخبارات اليوم للرئيس المنتخب تقريرها الرسمي السري حول القرصنة الروسية المزعومة، بعدما قدمت خلاصاته الكاملة إلى الرئيس باراك أوباما أمس، فيما ستعرض بنوداً غير سرية من التقرير للكونغرس الأسبوع المقبل، من أجل تثبيت الاتهامات ضد روسيا.

وجدد الرئيس المنتخب هجومه على الديموقراطيين في شأن برنامج «أوباما كير» للرعاية الصحية، رداً على دفاع الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما، في رسالة وجهها إلى الشعب الأميركي حول إنجازات إدارته، عن إرثه الخاص بهذا البرنامج، الذي شدد على أنه «يحقق المساواة لـ30 مليون أميركي معظمهم من البيض وأبناء الطبقة العاملة».

وكتب ترامب على «تويتر»: «بدلاً من العمل لإصلاح البرنامج، يفعلون الشيء المعتاد في السياسة، وهو اللوم. الحقيقة أن أوباما كير كذبة من البداية، وحان الوقت كي يعمل الجمهوريون والديموقراطيون معاً ويخرجوا بخطة رعاية صحية مفيدة فعلاً، وبالتأكيد غير باهظة، وأفضل بكثير من أوباما كير».

إلى ذلك، نفى شون سبايسر الناطق باسم ترامب، صحة تقرير أوردته صحيفة «وول ستريت جورنال» عن «تخطيط الرئيس الجديد لإعادة هيكلة وكالات الاستخبارات الـ17» التي يشكك في استنتاجاتها الخاصة بوقوف روسيا خلف عمليات قرصنة استهدفت الحملة الديموقراطية للانتخابات الرئاسية الأخيرة، ومساهمتها في فوزه.

وقال سبايس: «التقرير خاطئ مئة في المئة، وكل النشاطات الانتقالية تهدف إلى جمع معلومات، وكل النقاشات مبدئية». وكانت الصحيفة أوردت أن «خطة إعادة الهيكلة ستطاول بالدرجة الأولى وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إي) التي اندفعت أكثر من بقية الوكالات في اتهام روسيا».

وأضافت: «يريد ترامب خفض عدد العاملين في مكاتب الاستخبارات في مقابل زيادة عدد الجواسيس على الأرض، وأن مستشاره للأمن القومي مايك فلين والمدير المقبل لسي آي إي مايك بومبيو يشرفان على الخطة». وكان فلين عمل في الاستخبارات الوطنية قبل أن يختلف مع مسؤوليها ويتركها في 2012.

وحضت الصين ترامب على التخلي عما وصفته بـ «ديبلوماسية تويتر»، في اشارة إلى تغريدات متكررة له شكلت خروجاً عن المألوف في التعاطي مع السياسة الخارجية الأميركية. وانتقدت بكين في تعليق أوردته وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أمس، «هوس ترامب» بالتغريد في شؤون السياسة الخارجية، الذي اعتبرته «غير مستحب»، وذلك بعدما تناول السياسات الصينية سلباً في تعليقاته على «تويتر».

وبدأت الاستعدادات لعقد الكونغرس الأسبوع المقبل جلسات الاستماع الخاصة بتعيين وزير الخارجية ريكس تيليرسون،إ الذي بدأ كشف سجلاته المالية ومبلغ تقاعده من شركة «أكسون» النفطية والذي وصل إلى 180 مليون دولار.

وقدرت «بلومبرغ» ثروة تيليرسون بـ400 مليون دولار، فيما نقلت صحيفة «واشنطن بوست» أن تيليرسون المعروف بعقده صفقات نفطية مع روسيا، «كان متشدداً في لهجته حول تصرفات روسيا، وقال في الاجتماعات المغلقة إنه يجب رفع الكلفة على روسيا لنيل تنازلات، لكن من دون أن يعطي مواقف محددة من العقوبات».

 

خامنئي يشيد بالقتلى الإيرانيين في سورية: لولاهم لكنا نقاتل الارهاب في طهران

محمد صالح صدقيان

أشاد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بالمقاتلين الإيرانيين الذين قُتلوا في سورية خلال مشاركتهم إلى جانب القوات الحكومية في قتال فصائل المعارضة، معتبراً أن وجودهم هناك أحبط انتقال «العمليات الإرهابية» إلى داخل إيران.

وقال خامنئي خلال استقباله عوائل عناصر من الجيش الإيراني: «إذا لم تتم مواجهة الحاقدين ومثيري الفتن الذين يُعتبرون أدوات لأميركا والصهيونية في سورية لكان علينا التصدي لهم في طهران وفارس وخراسان وأصفهان، فهؤلاء (أي الجنود الإيرانيين) شلّوا حركة الأعداء».

وتقول إيران إنها تساعد القوات الحكومية السورية من خلال «مستشارين عسكريين»، لكن هناك أيضاً تقارير واسعة الانتشار عن مشاركة مباشرة لقوات من «الحرس الثوري» في المعارك، إضافة إلى آلاف «المتطوعين» الشيعة الذين جاؤوا للقتال في سورية وانضموا إلى جماعات عدة مرتبطة بـ «الحرس الثوري». وأقرت السلطات الإيرانية بمقتل عدد كبير من هؤلاء في سورية.

في غضون ذلك، اعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية تصريحات وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في شأن مسؤولية إيران عن استمرار وقف النار في سورية، أنها لن تؤدي إلا إلی مزيد من تعقيد الظروف والمشكلات، في حين دعا رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني علاء الدين بروجردي القوات التركية إلى الخروج من الأراضي السورية التي دخلتها «من دون موافقة الحكومة الشرعية»، في إشارة إلى حكومة الرئيس بشار الأسد في دمشق.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي في رده علی تصريحات وزير الخارجية التركي إنها تلك التصريحات «تزيد من المشكلات ولا تؤدي إلی إيجاد حل سياسي للأزمة السورية»، مؤكداً الدور الإيراني باعتباره «شريكاً» في اتفاق موسكو الثلاثي (مع تركيا وروسيا) في تنفيذ الاتفاق «بصورة جادة»، قائلاً إن طهران «تتوقع من المسؤولين الاتراك باعتبارهم طرفاً في الاتفاق ايضاً أن لا يتخذوا مواقف تتعارض مع الواقع ومع تعهدات بلادهم».

ورأی قاسمي أن الهدنة الجارية في سورية تُنتهك باستمرار من قبل المجموعات المسلحة المعارضة للحكومة السورية، مضيفاً أنه وفق «المعلومات الموثقة» الواردة إلى الجانب الإيراني «فقد جری انتهاك الهدنة أكثر من 45 مرة في يوم واحد فقط … وبالامكان تقديم المزيد من التفاصيل حول ذلك عند الضرورة». ونصح المسؤولين الأتراك بالسعي إلى تثبيت الهدنة والتمهيد لنجاح الحوار السياسي الرامي إلى انهاء الأزمة السورية «باعتبارهم طرفاً ضامناً لتعهدات المجموعات المسلحة في اتفاق موسكو واتخاذ التدابير اللازمة للتصدي للانتهاكات المتكررة للهدنة من قبل هذه الجماعات والابتعاد في الوقت ذاته عن اتخاذ مواقف لا تتطابق مع الواقع وتوجيه التهم إلى الأطراف الأخری».

ورأى رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي من جانبه، بعد اجتماعه بالرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، أول من أمس، أن دخول أي قوات أجنبية إلى سورية «غير مقبول ويتناقض مع القوانين الدولية»، في إشارة إلى القوات التركية المتواجدة علی الأراضي السورية والتي «دخلت هذه الأراضي من دون علم الحكومة السورية الشرعية»، كما يصفها الإيرانيون. واعتبر أن أي وقف مستدامٍ لإطلاق النار في كامل الأراضي السورية لا يمكن له أن يتم ما لم يتم القضاء علی تنظيم «داعش» و «جبهة النصرة».

 

معارك وادي بردى تتحدى الهدنة وأزمة المياه تتفاقم في دمشق

المصدر: (و ص ف)

في اليوم السابع من الهدنة الهشة في سوريا، دعت المعارضة السورية مجلس الامن الى التدخل لوقف خروقات قوات النظام وحلفائها لوقف النار وخصوصاً في منطقة وادي بردى قرب دمشق.

واتهم “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” في بيان قوات نظام الرئيس السوري بشار الاسد وحلفاءها بارتكاب “الخروقات وجرائم الحرب وخصوصاً في منطقة وادي بردى”، داعياً “مجلس الأمن والأطراف الضامنين الى وقف الهجمات فوراً وإدانة مرتكبي الخروقات ومعاقبتهم”.

وتشهد الجبهات الرئيسية في سوريا منذ أسبوع وقفاً للنار تم التوصل اليه بموجب اتفاق روسي – تركي، في غياب أي دور لواشنطن التي كانت شريكة موسكو في هدنات سابقة لم تصمد.

وعلى رغم الهدنة، تتعرض جبهات عدة وتحديداً في ريف دمشق لخروقات متكررة، وخصوصاً في منطقة وادي بردى، حيث تدور معارك مستمرة بين قوات النظام ومقاتلين من “حزب الله” اللبناني من جهة والفصائل المعارضة و”جبهة فتح الشام” (“جبهة النصرة” سابقاً) من جهة أخرى.

وتحدث “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له الخميس عن “معارك متفاوتة العنف بين الطرفين تزامنت مع غارات وقصف لقوات النظام على المنطقة”.

وقال المرصد إن المعارك المستمرة في وادي بردى منذ 20 كانون الاول تسببت بانقطاع المياه عن معظم العاصمة بعد تضرر احدى مضخات المياه الرئيسية في مؤسسة عين الفيجة. وتبادل طرفا النزاع الاتهامات بالمسؤولية عنه.

واتهمت السلطات السورية الفصائل المقاتلة و”جبهة فتح الشام” بتلويث المياه ثم قطعها تماماً عن العاصمة، فيما تنفي الفصائل المقاتلة وجود “جبهة فتح الشام” في المنطقة.

ويعاني الملايين من سكان دمشق انقطاع المياه منذ اسبوعين.

ووصف رئيس مجموعة العمل في الامم المتحدة الخاصة بالمساعدة الانسانية لسوريا يان ايغلاند انقطاع المياه عن 5,5 ملايين نسمة في دمشق بأنه “جريمة حرب”. ولاحظ انه من الصعب معرفة الجهة المسؤولة عن هذا الوضع.

 

سجال تركي – ايراني

وغداة تحذير وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو من ان “مفاوضات آستانا قد تتعثر إذا لم نوقف الخروقات المتزايدة” لوقف النار، انتقد الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية بهرام قاسمي “التصرحات غر البناءة للمسؤولين الاتراك”. ورأى انها “تؤدي فقط الى مزيد من تعقيد الظروف وزيادة المشاكل في طرق الحل الساسي للازمة السورية”.

وتبادلت أنقرة وطهران الاتهامات حول الطرف المسؤول عن ارتكاب الخروقات، تزامناً مع دعوة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، في بيان أصدره قصر الإليزيه، “الاطراف المعنيين، وخصوصا النظام” الى “الاحترام التام لشروط وقف النار”.

وعلى جبهة أخرى في سوريا، قتل 15 شخصاً على الاقل بينهم ثمانية مدنيين في تفجير سيارة مفخخة في مدينة جبلة ذات الغالبية العلوية على الساحل السوري.

وبث التلفزيون السوري الرسمي ان التفجير الذي نفذه “ارهابي انتحاري بسيارة مفخخة” استهدف شارعاً مزدحماً في المدينة التي كانت في أيار الماضي مسرحاً لتفجير مماثل أوقع عشرات القتلى وتبناه تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش).

 

مقتل قيادي في “جبهة فتح الشام” بضربة جوية في سوريا

بيروت ـ رويترز ـ قالت “جبهة فتح الشام” إن العضو القيادي بها يونس شعيب الملقب أبو الحسن تفتناز وابنه قتلا اليوم الجمعة بضربة جوية في ثاني هجوم يستهدف الجبهة هذا الأسبوع.

 

واتهمت الجبهة التي كانت تعرف في السابق باسم (جبهة النصرة) في بيان على الإنترنت التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بقتل شعيب عضو مجلس الشورى بها.

 

ولم تفصح الجبهة عن مكان مقتل شعيب وابنه في سوريا.

 

وجبهة فتح الشام من أقوى جماعات المعارضة المسلحة في محافظة إدلب التي تقع في شمال غرب سوريا حيث قتل في وقت سابق هذا الأسبوع نحو 24 شخصا في ضربة جوية استهدفت أحد مقارها القيادية.

 

واتهمت الجبهة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بشن ذلك الهجوم أيضا.

 

وقطعت جبهة فتح الشام علاقاتها مع تنظيم القاعدة العام الماضي.

 

وفد عسكري روسي يتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار مع مسلحين شمال غرب دمشق

دمشق ـ د ب أ ـ توصلت فصائل المعارضة السورية في وادي بردى شمال غرب العاصمة دمشق الى اتفاق لوقف إطلاق النار مع قوات النظام السوري اليوم الجمعة.

 

وقال مصدر اعلامي مقرب من القوات الحكومية السورية إن ” وفداً عسكريا روسيا دخل الى منطقة وادي بردى والتقى قادة فصائل المعارضة وتم التوصل الى وقف اطلاق نار مؤقت لعدة ساعات يشمل جميع المسلحين في منطقة وادي بردى بريف دمشق “.

 

وأكدت مصادر في المعارضة السورية لوكالة الانباء الالمانية ان “وفداَ روسيا دخل الى منطقة وادي بردى لمراقبة وقف اطلاق النار بعد عرقلة دخوله سابقا من قبل ميليشيا حزب الله “.

 

يشار الى ان القوات الحكومية السورية استثنت منطقة وادي بردى من اتفاق وقف اطلاق النار بحجة وجود جبهة النصرة هناك . وكانت مصادر اعلامية مقربة من النظام السوري قالت ان الجيش السوري سيطر اليوم على مرتفع ضهرة النحيلة والمشرف على قرى كفر العواميد والبرهليا وكفير الزيت والحسينية في منطقة وادي بردى ويوقع في صفوف مسلحي جبهة النصرة قتلى وجرحى .

 

وزير الدفاع التركي: سياسة واشنطن تجاه الملف السوري مثال للفشل الكامل

أنقرة ـ د ب أ ـ قال وزير الدفاع التركي، فكري إشيق، إن سياسة واشنطن تجاه الملف السوري “مثال للفشل الكامل” معربا عن أمله أن “تتمكن الإدارة الأمريكية الجديدة من قراءة الواقع السوري بشكل صحيح”.

 

وفي مقابلة، اليوم الجمعة، مع محطة “خبر تورك” التلفزيونية المحلية في تركيا، نقلت وكالة الأناضول للأنباء التي تديرها الدولة مقتطفات منها، انتقد وزير الدفاع سياسة واشنطن تجاه الملف السوري قائلًا: “السياسة الأمريكية تجاه سورية هي مثال للفشل الكامل وخيبة الأمل”.

 

وأضاف “آمل خلال هذه الفترة، أن تتمكن الإدارة الأمريكية الجديدة من قراءة الواقع السوري بشكل صحيح”.

 

ولدى سؤاله عن تواجد مسلحي حزب العمال الكردستاني المحظور، في قضاء سنجار بمحافظة نينوى شمالي العراق، قال إشيق، إن وجودهم هناك، بشكل مباشرة أو غير مباشر، “هو خط أحمر بالنسبة لتركيا”، وأن بلاده “لن تتردد في القيام بما هو ضروري، إذا استشعرت بأن ذلك الوجود سوف يشكل تهديدًا على أمن تركيا”.

 

وحول وجود مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الذي تعتبره تركيا إرهابيا، في مدينة منبج، بريف حلب شمالي سورية، اعتبر الوزير أن “عدم التزام” الولايات المتحدة بالوعد الذي قطعته حيال خروج مسلحي الحزب من منبج، وبشكل تام، “يعني أن تركيا سوف تقوم بنفسها بتنظيف المنطقة المشار إليها من الإرهاب”.

 

وأشار إشيق الى أن بلاده تجري محادثات مع الولايات المتحدة ودول أخرى بالتحالف ضد داعش حول قاعدة “إنجرليك” الجوية بولاية أضنة، جنوبي البلاد، وسوف تقيم جميع الاحتمالات، “إذا ما سارت المحادثات في مسارٍ يهدد مصالح تركيا”..

 

وأضاف: “يجب على الجميع إدراك أن قاعدة إنجرليك ليست قاعدة تابعة للناتو. استخدام القاعدة الجوية يتم بموافقة أنقرة”.

 

وتابع وزير الدفاع التركي: “إن الولايات المتحدة هي حليفٌ لنا في حلف شمال الأطلسي. ينبغي أن يكون التحالف بين الدول مبني على أسس الشفافية والصراحة والإخلاص في العلاقات الثنائية. وإذا كانت علاقة التحالف غير مبنية على أسس الشفافية والصراحة والإخلاص، يصبح من الصعب الحفاظ على هذه العلاقة”.

 

وخاطب أمريكا قائلا: “إنكم أنشأتم التحالف الدولي من أجل محاربة تنظيم داعش، وطلبتم مساعدتنا في هذا الإطار، نحن قلنا وقتها إن نشر التحالف قواته في قاعدة إنجرليك إجراء صحيح في هذه المرحلة، وأعطيناكم الإذن الخاص بذلك، فلماذا لا تقدمون لنا الدعم عندما نحتاجكم في مجال مكافحة تنظيم داعش؟”.

 

مقاتلون عرب واكراد يسيطرون على قلعة تشرف على اكبر سجن للجهاديين في سوريا

بيروت ـ أ ف ب – سيطرت قوات سوريا الديموقراطية وهي تحالف عربي كردي تدعمه واشنطن الخميس على قلعة أثرية تشرف على اكبر سجن يديره تنظيم الدولة الاسلامية قرب سد الفرات في شمال سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان ومصدر كردي.

 

وافاد المرصد بأن “قوات سوريا الديمقراطية مدعومة بقوات خاصة اميركية وطائرات التحالف الدولي، تمكنت من التقدم والسيطرة على قلعة جعبر الأثرية الواقعة شمال غرب مدينة الطبقة في محافظة الرقة” ابرز معقل للجهاديين في سوريا، وذلك “بعد اشتباكات عنيفة مع تنظيم الدولة الإسلامية”.

 

واكد قيادي ميداني من قوات سوريا الديموقراطية لفرانس برس السيطرة على القلعة المشرفة على بحيرة الاسد، والتي كان “تنظيم داعش يتمركز داخلها وينطلق منها لشن هجمات على القرى المجاورة”.

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان سيطرة هذه القوات على القلعة “تخولها الاشراف والسيطرة النارية على اكبر سجن يديره الجهاديون” قرب سد الفرات.

 

من جهته، اوضح المدير العام للآثار والمتاحف السورية مأمون عبد الكريم لفرانس برس إن القلعة، وهي بمثابة شبه جزيرة، تعد من “أهم القلاع التاريخية ذات الطابع الاسلامي في سوريا” وتعود للعصور السلجوقية والمملوكية.

 

وفي القلعة 35 برجا ومسجدا كما كانت تضم متحفا مخصصا للزوار مع عشرات القطع الفخارية، لكنه تعرض للنهب العام 2013.

 

واضاف عبد الكريم أن “تحرير القلعة من داعش انقاذ لاحد مكونات الثقافة السورية”.

 

ويقع سد الفرات الذي تشرف عليه القلعة وفق المرصد، على بعد 500 متر من مدينة الطبقة الاستراتيجية، التي تعد مركز ثقل أمني للتنظيم في سوريا ويقيم فيها ابرز قادته. كما يبعد نحو خمسين كيلومترا عن مدينة الرقة.

 

وبحسب القيادي في قوات سوريا الديموقراطية، فإن الهدف المقبل هو “السيطرة على مدينة الطبقة” حيث بات التنظيم بحسب المرصد السوري يعتمد اسلوب “الهجمات المعاكسة” على مواقع المقاتلين العرب والاكراد.

 

وتخوض قوات سوريا الديمقراطية الجمعة معارك عنيفة في قرية السويدية التي تبعد نحو خسمة كلم عن الطبقة وتعد اخر نقاط سيطرة الجهاديين قبل سد الفرات، وفق المرصد والادارة الذاتية الكردية.

 

وبحسب عبد الرحمن، فإن سيطرة قوات سوريا الديموقراطية على القرية، تتيح لها التقدم مباشرة الى سد الفرات.

 

وبدات قوات سوريا الديموقراطية في 5 تشرين الثاني/نوفمبر حملة “غضب الفرات” لطرد تنظيم الدولة الاسلامية من الرقة.

 

وتمكنت بدعم من التحالف الدولي من إحراز تقدم كبير في ريف الرقة الشمالي في المرحلة الأولى من الهجوم.

 

وأعلنت في العاشر من الشهر الماضي بدء “المرحلة الثانية” من هجومها الذي يهدف إلى طرد الجهاديين من الريف الغربي للرقة و”عزل المدينة”.

 

الائتلاف السوري: الهيئة العليا للمفاوضات هي الجهة الوحيدة المخولة بتشكيل وفد المعارضة إلى أستانة

لندن ـ «القدس العربي»: أكد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أن الهيئة العليا للمفاوضات هي الجهة الوحيدة المخولة بتشكيل وفد المعارضة السورية لمتابعة العملية التفاوضية مع النظام السوري، وأن مخرجات مؤتمر الرياض في كانون أول/ ديسمبر 2015 هي المحددات والأسس التي اجتمع عليها الشعب السوري والقوى السياسية والثورية.

وقال الائتلاف الوطني في بيان له أمس الخميس، ووصلت «القدس العربي» نسخة منه، إنه «بوصفه ممثلاً شرعياً للشعب السوري، يؤكد على حق المعارضة في اختيار وفدها المفاوض من خلال الهيئة العليا للمفاوضات، وينظر بقلق بالغ إلى محاولة الحكومة الروسية التلاعب بمسألة تمثيل الشعب السوري وقوى الثورة والمعارضة».

ولفت الائتلاف الوطني إلى أنه يتابع الجهود المبذولة من أجل تثبيت وقف إطلاق نار شامل في سوريا التزاماً بقرار مجلس الأمن 2254 لعام 2015 وما أكده القرار رقم 2336 لعام 2016، والدعوة لعقد اجتماع في أستانة بشأن استئناف العملية السياسية.

كما أكد الائتلاف على ما تضمنه قرار مجلس الأمن 2336 (2016) باستناد العملية السياسية في سوريا إلى بيان جنيف (2012) والقرارات 2118 (2013) و2254 (2015) و2268 (2016)، معتبراً أن الجهود المبذولة لعقد لقاء في «أستانة» يجب أن تنطلق من التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن الخاصة بسوريا، وتُبنى على ما تمَّ التوصل إليه في مفاوضات جنيف (2014) و(2016) والالتزام بتوفير بيئة ملائمة لنجاح المفاوضات، ويضمن ذلك وقفاً كاملاً للأعمال العدائية وفك الحصار وإدخال المساعدات وإطلاق سراح المعتقلين والكشف عن مصير المفقودين.

 

موقع إيراني: الروس يخرجوننا من اللعبة السورية لصالح الأتراك

محمد المذحجي

لندن ـ «القدس العربي»: شدد موقع مقرب من مراكز صُنع القرار الإيراني على أنه يجب على الإيرانيين أن يزيحوا «ستار التفاؤل» من أمام أنظارهم، لأن إيران تحولت إلى لاعب هامشي في الساحة السورية، وأن أنقرة وموسكو تخرجان طهران من اللعبة تدريجياً.

وكتب موقع «تابناك» التابع لأمين مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، اللواء محسن رضائي وهو القائد العالم الأسبق للحرس الثوري، أن تطور الأوضاع في سوريا ليس في صالح إيران، وأن توجهات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تتجه إلى أنقرة.

وأضاف أن ما يكمن فهمه حتى الآن هو أن تركيا بدأت تأخذ بيدها دوراً أكبر في المحور الثلاثي (إيران وتركيا وروسيا) تدريجياً، وأن الروس أظهروا أنه ليست لديهم مشكلة مع تحقيق الأهداف التركية في الساحة السورية، وأن الروس يعطون الأولوية لتعاونهم المشترك مع الأتراك تحت ظروف معينة، وأنهم يرحجون ذلك أساساً.

وأكد المقال أن إحدى المخاوف الرئيسية الإيرانية بعد تفعيل المحور الثلاثي هي أن «هل دخول تركيا في هدا المحور يعتبر تهديداً؟ أم ستسطيع إيران من خلال توظيف الدور التركي أن تخلق فرصاً جديدة لنفسها لتحقيق أهدافها في الملف السوري؟».

وأضاف أنه من المؤكد أن تركيا ستغير مسار المعارك الدائرة في سوريا جوهرياً بسبب تأثيرها الكبير على الجاعات المسلحة هناك، ولكن نظراً للتعارض بين مصالح تركيا وإيران وخاصة فيما يتعلق بمصير بشار الأسد، استطاعت روسيا أن تتوسط بين البلدين لوضع صيغة مرضية للطرفين «ولو بشكل مؤقت». وأوضح أنه من أهم التوافقات التي حققها المحور الثلاثي، هو محاربة تنظيم الدولة وتركيز المسلحين وقوات النظام السوري على طرد مقاتلي التنظيم الإرهابي، لأن ذلك يصب في مصلحة سوريا والجميع في المنطقة، وأنه أدى إلى تعزيز فرص بشار الأسد للبقاء في السلطة.

وشدد الموقع المقرب لمجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني على أنه يجب على الإيرانيين أن يزيحوا «ستار التفاؤل» من أمام أنظارهم، لأن إيران تحولت إلى لاعب هامشي في المحور الثلاثي، وأن أنقرة وموسكو تبنتا وضع الترتيبات الأمنية والسياسية في الساحة السورية، وأن طهران أصبحت خارج اللعبة تدريجياً.

واستظهر المقال بما يحدث بشأن ضبط وقف إطلاق النار في سوريا كشاهد على ذلك، وأن روسيا أخرجت إيران من عملية وقف إطلاق النار عملياً.

ومن جانب آخر أشار إلى أن القوة الجوية الروسية أصبحت الداعم الرئيسي لعملية درع الفرات التركية في الأراضي السورية، واعتبر الموقع الإيراني أن ما تفعله القوات التركية والمسلحين الموالون لها هناك لا يقل خطورة عما يفعله تنظيم الدولة.

وأكد أنه إذا واصلت روسيا دعمها الجوي لدرع الفرات، ستحقق أنقرة أهدافها في الشمال السوري قريباً، وأنها ستكون في حالة جيدة جداً هناك، وأن ذلك سيقلب المعادلات في الشمال السوري لصالح تركيا، بينما ما كان يمر بمخيلة أحد أن تدعم سوخوي الروسية توسّع النفوذ التركي في سوريا حتى الأيام القليلة الماضية.

وأدى ضرورة تعاون الأتراك مع الروس إلى غض الطرف عن الحادث الخطير لاغتيال السفير الروسي في أنقرة، ولم يزحزح ذلك التعاون المشترك بين البلدين نظراً لأهميته القصوى للجانبين.

وأضاف أنه مما لا شك فيه، فإن تركيا تشكل ساحة مطمئنة للروس في إطار استراتيجيتهم للتطور من ناحية جنوب البلاد، وأن الحراك الأمني في منطقتي القوقاز وآسيا الوسطى تشكل الهاجس الأكبر لموسكو، وأنه لا نقاش على أن تركيا هي اللاعب المؤثر في تلك المنطقتين، موضحاً أن روسيا تعطي أهمية كبيرة جداً إلى الأحداث جورجيا وجزيرة القرم وأوكرانيا لإبعاد حلف شمال الأطلسي عن أراضيها، وأن تركيا تقع أيضاً في مسير روسيا للوصول إلى هذه المناطق سياساً وأمنياً، فضلاً على أن أنقرة تعتبر ثاني أكبر قوة في حلف الناتو، وإذا لم تواكب أنقرة موسكو، سيسبب الأتراك مشاكل حادة لتحقيق «طموح الروس التوسعية».

ولفت المقال الانتباه إلى أن التعاون الوثيق الروسي التركي أشعل مخاوف الغرب والولايات المتحدة الأمريكية، وأن ذلك يعتبر تهديداً جدياً وتحذيراً قوياً لقوات التحالف الدولي بزعامة واشنطن التي تشاهد هذا التعاون مباشرة وبشكل يومي، موضحاً أن حلف الناتو والولايات المتحدة لم يرغبا في دعم سياسة تركيا في سوريا بسبب دعمهما للأكراد، لكن التعاون الروسي التركي أصبح معضلة حادة للغرب، ومن شأنه يؤدي ذلك إلى رفع الغرب يده عن دعم الأكراد. وأشار موقع «تابناك» إلى أن هناك حالة أخطر بكثير مما حدث ويحدث الآن، ألا وهي أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة يدخل على خط دعم تركيا بشكل عملي وواقعي، ما سيرغم ذلك روسيا على أن تعطي امتيازات أكثر للجانب التركي على حساب إيران، وأنه من المرحج أن يحصل سباق بين الغربيين والروس للتعامل مع الأتراك، وسيتفوق الأخيرون بشكل كبير على الإيرانيين على طاولات المفاوضات.

 

تركيا تهدد بإغلاق قاعدة «إنجيرليك» في وجه الجيش الأمريكي لرفضه توفير الغطاء الجوي لـ «درع الفرات»

كشف مخطط لـ «الدولة» لاستهداف القاعدة الأكبر في الحرب على التنظيم

إسماعيل جمال

إسطنبول ـ «القدس العربي»: دخلت الخلافات التركية ـ الأمريكية مرحلة جديدة من التصعيد مع تهديد وتلميح عدد من المسؤولين الأتراك بإمكانية إغلاق قاعدة إنجيرليك الجوية العسكرية في وجه الجيش الأمريكي الذي ما زال يرفض تقديم الغطاء الجوي لعملية «درع الفرات» التي يقوم بها الجيش التركي في شمال سوريا، وذلك بالتزامن مع الكشف عن إفشال مخطط لتنظيم «الدولة» لاستهداف القاعدة الواقعة في محافظة أضنة التركية.

وزير الدفاع التركي فكري إيشيك لمّح إلى أن موضوع إغلاق القاعدة في وجه الجيش الأمريكي مطروح بقوة على أجندة الحكومة التركية، حيث وجه انتقادات لاذعة للتحالف الدولي والإدارة الأمريكية لعدم توفير الغطاء الجوي للجيش التركي في عملياته المتواصلة شمال سوريا.

وقال في تصريحات صحافية: «عدم تقديم الدعم لتركيا في حربها على داعش، يشكك الرأي العام التركي بجديتكم في الحرب على التنظيم، الأمر الذي يثير تساؤلات شعبية حول جدوى استخدامكم لقاعدة إنجيرليك الجوية الواقعة في محافظة أضنة جنوبي البلاد».

وأكد فيسني قايناق نائب رئيس الوزراء التركي في تصريحات صحافية، امس الخميس، أنه «من الضروري القول بأن مسألة استخدام قاعدة إنجيرليك الجوية باتت على أجندة الحكومة»، في حين شدد إبراهيم قالين الناطق باسم الرئاسة التركية في تصريحات تلفزيونية، الخميس، على أن من حق بلاده إغلاق القاعدة في أي وقت، لافتاً إلى أن ذلك «قرار سيادي».

وفي رده على سؤال حول إمكانية إغلاق تركيا القاعدة رداً على دعم واشنطن للوحدات الكردية في سوريا وعدم تقديم الدعم لعملية درع الفرات، قال قالين: «تركيا تمتلك حق اتخاذ مثل ذلك القرار في إطار حقوق السيادة للدولة وذلك بعد تقييم الشروط والظروف الخاصة بالموضوع، إلا أنه لا يوجد ما يدفعنا لاتخاذ مثل ذلك القرار بشكل عاجل الآن».

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جدد، الأربعاء، التأكيد على أن جيش بلاده سوف يهاجم مدينة منبج التي تسيطر عليها الوحدات الكردية في شمالي سوريا، وذلك بعد ساعات من اشتراط الإدارة الأمريكية عدم مهاجمة الأكراد من أجل إعادة تقديم الدعم الجوي واللوجستي لعملية درع الفرات.

حيث كشف مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن الإدارة الأمريكية عرضت تقديم دعم من قبيل طائرات مسلحة بدون طيار، ودعم جوي، وذخائر للمعارضة السورية المعتدلة التي تحارب التنظيم. لكنها اشترطت على تركيا «عدم التدخل في مواجهة الوحدات الكردية». لكن تركيا رفضت هذه الشروط على الدوام.

وتراجعت العلاقات التركية الأمريكية بشكل غير مسبوق خلال الأشهر الأخيرة في ظل اتهام أنقرة لواشنطن بتجاهل مصالحها في سوريا والعراق ورفض تقديم الدعم لقواتها التي تحارب في سوريا، إلى جانب رفض إدارة أوباما تسليم فتح الله غولن المتهم بقيادة محاولة الانقلاب الفاشلة في الخامس عشر من تموز/ يوليو الماضي.

وخلال الأيام الأخيرة صعد أردوغان هجومه على واشنطن واتهم التحالف الدولي التي تقوده الولايات المتحدة بتقديم الدعم إلى تنظيم الدولة الإسلامية، وقال: «التحالف الدولي يدعم تنظيمات إرهابية في سوريا وعلى رأسها داعش، ولدينا أدلة على ذلك»، لافتاً إلى أن التحالف تخلى عن تركيا ويرفض حتى الآن تقديم الدعم لها في حربها ضد التنظيم، فيما رفضت الخارجية الأمريكي هذه الاتهامات ووصفتها بـ»المضحكة ولا أساس لها من الصحة».

وبينما أكدت وسائل إعلام تركية أن الجيش التركي يستعد لتنفيذ هجوم جديد على معاقل تنظيم «الدولة» في قلب مدينة «الباب»، كشفت عن أن أردوغان وافق على الخطة النهائية للعملية العسكرية التي ينوي الجيش التركي القيام بها ضد وحدات حماية الشعب الكردية في مدينة منبج، وهو ما ترفضه واشنطن التي تقدم دعماً سياسياً وعسكرياً للوحدات الكردية هناك.

وأمس الخميس، قال الجيش التركي إنه قتل 38 عنصراً من تنظيم «الدولة»، من بينهم قيادي، ضمن عملية «درع الفرات» ودمر 74 هدفاً تابعاً للتنظيم في قصف مدفعي وجوي على مدينة الباب.

وفي محاولة لتهدئة غضب أنقرة، وصف المتحدث باسم التحالف الدولي لمحاربة «الدولة»، العقيد جون دوريان، الأربعاء، قاعدة «إنجيرليك» الجوية بأنها «جعلت العالم أكثر أمناً»، بسبب العمليات التي نفذها التحالف انطلاقاً منها، وقال: «تقديم المعلومات الاستخبارية وتنفيذ عمليات المراقبة والاستطلاع إلى قوات شركائنا (في التحالف الدولي) وكذلك تنفيذنا لهجمات ضد عدونا (داعش) وموارده، كلاهما مستمران انطلاقاً من قاعدة إنجرليك الجوية.. ما وفرته القاعدة الجوية من قدرات للتحالف، لا يقدر بثمن».

واعتبر المتحدث العسكري الأمريكي أن «زيادة حجم الدعم» الذي يقدمه التحالف للعمليات التركية في منطقة الباب السورية «ما زالت قيد الحوارات الدبلوماسية بين قادة التحالف وكذلك بين الولايات المتحدة وتركيا»، مشدداً على أن «التحالف الدولي لم يتردد في تقديم الدعم للقوات التركية عندما احتاجت الأخيرة إلى ذلك».

وبينما أكد وزير الخارجية التركي أن بلاده لا تسعى لاستثناء الولايات المتحدة من محادثات الأستانة المنتظرة حول الأزمة السورية، أقر بأنها «حليف مهم جدًا لتركيا من خلال التعاون المستمر بين البلدين في عدد من المجالات»، شدد على وجود «أزمة في الثقة بين تركيا والولايات المتحدة لأسباب عدة».

في سياق آخر، قالت وسائل إعلام تركية إن أحد الموقوفين بتهمة الانتماء إلى تنظيم «الدولة» اعترف بتخطيطه لشن هجمات على قاعدة إنجيرليك العسكرية، فيما أكدت مصادر عراقية أن كشف المخطط واعتقال العقل المدبر تم بتعاون استخباري بين تركيا والعراق.

وأوضحت المصادر أنه تم إلقاء القبض على المدعو (أبو أسامة) في مطار أتاتورك الدولي بإسطنبول بالتعاون مع الاستخبارات العراقية أثناء محاولته السفر إلى السودان، وبالتحقيق معه تحدّث عن توجيهات صدرت إليه بمراقبة قاعدة إنجيرليك العسكرية وتهيئة أماكن للانتحاريين المكلفين بمهاجمتها كما قام بإعداد خريطة للطرق المؤدية إلى المقرّ العسكري شديد التحصين بواسطة نظام حديث للرسم الإلكتروني تدرب عليه في ألمانيا.

 

سوريا: أنباء عن تغيّر قواعد المفاوضات بين المعارضة والنظام

كامل صقر

دمشق ـ «القدس العربي»: سألت «القدس العربي» مصدراً سورياً رفيعاً ومطلعاً على الموقف العام لدى القيادة السورية ما إذا كانت قواعد المفاوضات بين الحكومة والمعارضة ستتغير، أجاب دون تردد بالقول «لم نعد مضطرين لمجاملة الموقف الدولي في الجلوس مع أشخاص كنا نجالسهم في الأعوام السابقة ولم نعد، ولسنا مضطرين للتفاوض مع قادة أفرغناهم من كل ما يملكون، نحن (أي القيادة السورية) سنحدد كيف ومع من سنتفاوض».

ويتابع المصدر ذاته بالقول «الانشقاقات والانزياحات التي كانت تحصل في صفوف النظام خلال الأعوام 2011 و2012 لصالح المعارضة انقلبت وصارت الآن تحصل بالعكس، ثمة قادة تنظيمات في الشمال السوري أبلغوا الأتراك ليُبلغوا بدورهم الروس أنهم مستعدون لإلقاء السلاح والاستدارة نحو الحكومة السورية».

وأضاف المصدر «الهيئة العليا للمفاوضات التي يتزعمها رياض حجاب، قريباً لن تكون صالحة لشيء على المستوى السياسي أو على مستوى التمثيل التفاوضي إلا إذا أدركت جيداً التغييرات الميدانية والسياسية التي يشهدها الوضع السوري وتأثيراته الإقليمية والدولية».

 

قاطع حماة التابع لـ «جبهة فتح الشام ـ النصرة» بين إعادة الهيكلة و «درع الفرات»

عبدالله العمري

غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: كشف مصدر في المعارضة السورية أن أكثر من 50 مقاتلاً من «كتيبة أسود الشرقية» التابعة لـ»جبهة فتح الشام» ـ «النصرة» سابقاً ـ قد التحق قبل ما يقارب أسبوعين بعملية درع الفرات التي تقودها تركيا ضد تنظيم «الدولة» في ريف حلب، وأضاف ان «كتيبة أسود الشرقية يقودها الشرعي العام السابق لـ»جبهة فتح الشام» أبو ماريا القحطاني الذي أصبح مستقل القرار منذ أكثر من سنة دون الرجوع لقيادة الجبهة التي لم يبدر منها اي اجراء بهذا الصدد».

واكد المصدر المنتمي لفصائل درع الفرات لـ «القدس العربي ان «القحطاني بات يقود قوة منعزلة عن جبهة النصرة في بادية محافظة حماة ويدير مقاتليه بشكل شبه مستقل اضافة لكونه احد اهم قنوات التمويل لفتح الشام حيث بات يرتبط اسمياً بالجبهة ووطد علاقاته بفصائل المعارضة وابرزها احرار الشام التي تضمن له صفة الاعتدال والذوبان في مشروع الثورة ما يمنحه المرونة لإتخاذ مثل هذه القرارات دون الرجوع إلى قيادته التي سبق ان افتت بحرمة القتال تحت قيادة درع الفرات»، حسبما قاله لـ «القدس العربي».

وعلى الصعيد نفسه افاد المصدر «بان قيادة فتح الشام فصلت مؤخراً ثلاث مئة وخمسين مقاتلاً من الشعيطات وتسعى لإعادة هيكلة قاطع حماة الذي يديره القحطاني لما يصفه شرعيو الجبهة بمخالفات شرعية كما قامت بعزل بعض القيادات مؤخراً لأسباب متعددة منها شكوك بأن بعضهم بات يخالف موقف الجبهة وانصياعها لتوجه يخالف عقيدة غالبية مقاتليها لمنعهم من الالتحاق مع عناصرهم بقيادات عدة انشقت عقب فك الارتباط الشهير ساعية لاعادة تسمية تنظيم القاعدة».

وأوضح المصدر «أن مقاتلي اسود الشرقية الملتحقين بدرع الفرات لم يشتركوا بأي عمل قتالي حتى اللحظة بينما بررت قيادات مقربة من القحطاني بأن الأمر لا يعدو كونه مصلحة للجماعة رافضاً ما وصفه بمزايدات اي طرف عليه وعلى مقاتليه الذين لا زالوا يتواجدون على جبهات مهمة ضد النظام سواء في حماة او في ادلب»، كما بين المصدر «ان اسود الشرقية تقوم بدور مهم في قاطعها بمنع تسلل مقاتلين من الفصائل الثورية والإسلامية يحاولون التوجه إلى مناطق سيطرة تنظيم الدولة والالتحاق بصفوفه بعد تراجع الثوار مؤخراً حيث اعتقلت المجاميع التابعة للقحطاني عشرات من العناصر بينهم مدنيون حاولوا الذهاب لمدينة الرقة» وفق قوله.

وقال احمد شلش عنصر سابق في قاطع حماة التابع لفتح الشام في اتصال مع «القدس العربي»: من المعروف بين قيادات المعارضة وعناصر درع الفرات عامة واسود الشرقية خاصة أن للشيخ القحطاني فتوى معممة على مقاتليه تجيز القتال تحت قيادة الجيش التركي فيما يخدم القضية السورية.

واضاف «ان عناصر كتيبة اسود الشرقية هم جزء مهم من فرع جبهة النصرة سابقاً في دير الزور والمنطقة الشرقية التي انسحبت مع قياداتها اثر معارك ضد تنظيم الدولة عام 2014 معروفون بولائهم للقحطاني أكثر منه للجبهة»، منهياً حديثه «بأن قيادات أخرى من جبهة النصرة كالعرجاني ومظهر الويس تشارك القحطاني التوجه نفسه داخل فتح الشام الأمر الذي عرضهم للفصل مع صالح الحموي وباتوا مقربين من حركة احرار الشام التي يتبنون رؤيتها ومشروعها للثورة»، حسب قوله.

 

واشنطن تدعم عدم حضور دي ميستورا اجتماعات «الأستانة»

تمام البرازي

واشنطن ـ «القدس العربي»: قالت الخارجية الأمريكية انها قدمت دعماً للعمليات الحربية التركية لتطهير الحدود السورية التركية من تنظيم «الدولة» بما فيه الدعم للجهود التركية حول مدينه الباب السورية في الشمال السوري.

ورفض جون كيربي الناطق باسم الخارجية الأمريكية التعليق على انتقادات وزارة الدفاع التركية بأن دعم قوات الناتو لتركيا غير كاف.

وقال كيربي انه لن يناقش هذا الأمر علناً ولكن الولايات المتحدة قدمت دعماً عسكرياً للعمليات العسكرية التركية على الحدود السورية. وان وزارة الدفاع الأمريكية تجري اتصالات مع نظيرتها التركية لتقديم الدعم حلفائها في مدينة الباب السورية لطرد قوات تنظيم «الدولة» منها.

ورفض كيربي اعطاء التفاصيل عن الدعم لقوات «الجيش السوري الحر» بل أكد ان الولايات المتحدة تدعم «قوات سوريا الديمقراطية» في قتالها ضد تنظيم «الدولة» في شمال سوريا.

ووجه كيربي اللوم على قوات النظام السوري بأنها قامت بخرق وقف اطلاق النار الذي اعلنته روسيا وتركيا مؤخراً. وقال كيربي ان النظام السوري يستغل الهدوء النسبي ليقصف مواقع المعارضة السورية.

وأعرب كيربي عن دعم ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة في قراره عدم حضور اجتماعات النظام السوري والمعارضة السورية المزمع عقدها في الأستانة في كازاخستان والانتظار حتى عودة المفاوضات إلى جنيف.

 

هدوء بريف دمشق وتضارب حول دخول وفد روسي

جلال بكور

قالت مصادر محليّة لـ”العربي الجديد” إنّ هدوءًا يسود منطقة وادي بردى، في ريف دمشق الشمالي الغربي، منذ مساء اليوم، وذلك بعد محاولات اقتحام وقصف من قوات النظام بدأت عند صباح اليوم الجمعة.

 

وتضاربت الأنباء حول سبب وقف إطلاق النار من قبل قوات النظام السوري وحزب الله اللبناني، إذ قالت مصادر إنّ وقف القصف والاقتحام جاء بضغط روسي من أجل إدخال وفد مؤلف من ضبّاط روس ووجهاء إلى المنطقة للاطلاع على الوضع في داخلها، والتفاوض مع المعارضة السورية المسلحة.

 

وأوضحت المصادر، والتي فضلت عدم الكشف عن اسمها، أنّ روسيا هدّدت بإدخال الوفد تحت قوة السلاح في حال اعترضت قوات “حزب الله” اللبناني دخوله إلى المنطقة، بينما لم توضح ما إذا دخل الوفد إلى المنطقة أم لا، كما نفت المصادر وجود أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع “حزب الله” أو قوات النظام السوري في المنطقة.

من جانبه، ذكر الإعلام الحربي المركزي التابع لـ”حزب الله” اللبناني، على صفحته الرسمية في موقع “فيسبوك”، أنه تم: “التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار لعدة ساعات يشمل جميع الفصائل في منطقة وادي بردى في ريف دمشق”.

 

من جهتها نفت الهيئة الإعلامية في وادي بردى دخول أي وفد روسي إلى المنطقة، مؤكدة أنه لا صحة للأخبار التي تقول بأن وفداً روسيا دخل اليوم الجمعة إلى وادي بردى للتفاوض.

 

وكانت مصادر محلية قد أفادت سابقًا لـ”العربي الجديد” بأن قوات “حزب الله” اللبناني منعت وفدين من ضباط روس ووجهاء من الوادي، يرافقهم ضباط من قوات النظام، من الدخول إلى المنطقة، يومي الخميس والأربعاء الماضيين.

 

سوريون يتظاهرون: “الأسد يعطشكم ويقتلنا

جلال بكور

تظاهر سوريون اليوم الجمعة، في مناطق مختلفة من البلاد، في يوم أطلقوا عليه اسم “الأسد يعطشكم ويقتلنا”، وذلك تنديداً بعدوان قوات النظام السوري مدعومة بحزب الله اللبناني على منطقة وادي بردى بريف دمشق الشمالي الغربي، والذي تسبب بقطع المياه عن قرابة 6 ملايين شخص في مدينة دمشق.

وفي حديث لـ”العربي الجديد”، قال ‏مدير مكتب دمشق‏ لدى ‏الهيئة السورية للإعلام‏ ياسر الدوماني، إن “تظاهرات خرجت في مدينة دوما بغوطة دمشق الشرقية، أكّدت على مطلب السوريين بإسقاط النظام السوري، كما نددت بالهجوم على الغوطة ومنطقة وادي بردى من قبل قوات النظام السوري، وخرقها وقف إطلاق النار في مناطق مختلفة من سورية، وطالبت فصائل المعارضة السورية المسلحة بالاتحاد”.

كذلك خرج أهالي مدن كفربطنا وسقبا وحمورية ومنطقة المرج بالغوطة الشرقية، في تظاهرات حملوا خلالها لافتات كُتبت عليها شعارات لنصرة وادي بردى، وطالبوا بإسقاط النظام وتوحيد فصائل المعارضة.

وفي ريف حمص، أفاد تجمّع ثوار سورية بأن تظاهرات انطلقت في مدينة تلبيسة طالبت بإسقاط النظام السوري، وندّدت بالحملة العسكرية التي يشنها النظام السوري على وادي بردى. كما طالب المتظاهرون فصائل المعارضة السورية المسلحة بتوحيد الصفوف.

وفي السياق، أفاد الناشط جابر أبو محمد بخروج تظاهرات في مدن وبلدات إدلب ومعرة النعمان وكللي وسراقب وكفرنبل وسلقين ومناطق وقرى وبلدات عدّة في ريف إدلب، رفعت شعارات أكّدت على استمرار الثورة السورية في مطلبها بإسقاط النظام السوري، ونددت بالحملة العسكرية التي يشنّها النظام السوري مدعوماً بحزب الله اللبناني على منطقة وادي بردى بريف دمشق. كذلك ندّد المتظاهرون بالعدوان الروسي على السوريين.

وخرجت تظاهرات في مدينة الأتارب ومناطق أخرى في ريف حلب الغربي، وفي مدينة كفرحمرة بريف حلب الشمالي، طالبت بتوحيد فصائل المعارضة السورية المسلحة، وندّدت بالتدخل الروسي في سورية لصالح النظام السوري.

وتظاهر أهالي مدينة جاسم بريف درعا مطالبين بتوحيد الفصائل صفوفها، منددين بالهجوم الذي تشنّه قوات النظام السوري وحزب الله اللبناني على منطقة وادي بردى في ريف دمشق.

 

نص مبادرة النظام السوري للتسوية في جنوب دمشق

دمشق ــ العربي الجديد

حصل “العربي الجديد” على نص “المبادرة الوطنية”  التي عرضها النظام السوري على فصائل المعارضة المسلحة، من أجل تسوية الصراع في جنوب دمشق.

 

وتشمل هذه “المبادرة” 46 نقطة، وقد نصت أهم بنودها على “تسليم السلاح”، ثم تهجير أبناء المنطقة “بإشراف المخابرات السورية”، وإعادة انتشار الجيش السوري التابع للنظام مكان الفصائل المسلحة. كما نصت على دمج الفصائل التي ترغب في قتال تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش” و”جبهة النصرة” تحت قيادة واحدة، مع التنسيق مع “جهات معنية” لم يحددها، وتحديد هذه الفصائل وأسلحتها، ثم تسليم ما اعتبره النظام “سلاحا فائضا”.

 

وكانت قوات النظام السوري قد أمهلت بلدات جنوب العاصمة دمشق، حتى يوم الخميس المقبل، للموافقة على بنود التسوية المقدّمة لأهالي المنطقة، والتي تعيش حالة ترقّب بعد اجتماع، أمس الخميس، بين وفد النظام السوري و”اللجنة السياسية”، التي تمثل فصائل المعارضة والمجتمع المحلي في المنطقة.

وقال مصدر مقرب من اللجنة السياسية لـ”العربي الجديد”، إن اللجنة الممثلة لبلدات يلدا وببيلا وبيت سحم عادت، بعد عصر اليوم الخميس، من العاصمة دمشق، بعد جلسة تفاوضية امتدت ساعات، حاملة معها مهلة جديدة من نظام بشار الأسد، تمتد حتى يوم الخميس المقبل، للرد على المبادرة التي قدمها الأخير خلال الأيام القليلة الماضية.

 

ورفض النظام التعديلات التي أجرتها اللجنة السياسية على المبادرة بشكل كامل، وطالب اللجنة بتجهيز قوائم المنشقين والمتخلفين والموافقين على المبادرة، وطالب أيضاً بقوائم خاصة بالرافضين للمبادرة وأعداد السلاح الموجودة في المنطقة.

 

الجيش التركي إلى الباب

عدنان الحسين

تستمر القوات الجوية التركية في قصف مواقع تنظيم “الدولة الإسلامية”، بشكل مكثف، في مدينة الباب ومحيطها. وكان قصف للتنظيم على مواقع الجيش التركي في محيط المدينة قد أسفر عن مقتل جندي تركي وإصابة آخر. ونشرت القوات التركية المسلحة بياناً عن مقتل 32 عنصراً من “داعش”، الجمعة، بعد إعلانها تدمير 21 هدفاً بطلعات جوية مكثفة فجراً.

 

وأنهت قوات “درع الفرات” المشكلة بشكل رئيسي من فصائل تابعة للجيش الحر، وقوات خاصة تركية استعدادتها للهجوم الوشيك على مدينة الباب الخاضعة لسيطرة “داعش” في ريف حلب الشرقي شمالي سوريا، بعد فشل محاولات سابقة للسيطرة عليها. فالباب تعتبر بوابة تنظيم “داعش” في مناطق سيطرته، وأخر مراكزه في الشمال السوري، وكان الجيش التركي قد خسر نحو 20 عنصراً في أخر هجوم على المدينة، ما دفعه لجلب تعزيزات ضخمة، من عتاد وعناصر، وصلت بالفعل الى قواعد داخل سوريا، وعلى الحدود التركية.

 

نحو ثمانية آلاف جندي تركي، بمختلف الاختصاصات، وصلوا إلى ثلاث قواعد عسكرية قرب مدينة الباب، تم إعدادها مسبقاً من أجل المشاركة في حسم المعركة التي تستمر فيها حالة الكر والفر منذ أكثر من شهر. كما زوّدَ المقاتلون بأسلحة حديثة ودبابات ومدفعية وأسلحة مضادة للدروع والطائرات تحمل على الكتف، كما أجروا تدريبات خاصة لعمليات التسلل والاقتحام والإنزال المظلي، في محاكاة لمهاجمة مدينة الباب. معظم القوات التي استقدمها الجيش التركي، كانت قد شاركت في معارك سابقة ضد حزب “العمال الكردستاني” جنوبي تركيا.

 

الكثافة العددية للقوات التركية جاءت لتسهيل سرعة التمشيط للمناطق التي تسيطر عليها من “داعش”، لمنع تكرار الانسحابات التي حدثت ثلاث مرات سابقاً، وكذلك نتيجة لضعف التنسيق بين الجيش الحر والقوات التركية بسبب فهم المعركة ضد “داعش” بطرق مختلفة. فالأتراك يواجهون بواسطة جيش نظامي، في حين يفضل الجيش الحر علميات الكر والفر، فهي أنجع للسيطرة وذات تكلفة أقل.

 

وتتضمن خطة الهجوم على مدينة الباب، تفرد القوات التركية بالسيطرة عليها بمشاركة نحو 100 مقاتل من الجيش السوري الحر لتقديم الدعم اللوجستي للقوات المهاجمة، ولخبرتهم في معرفة تضاريس المدينة. ومعظم مقاتلي الجيش الحر الذين سيشاركون في العملية هم من مدينة الباب. وستكون مهام قوات الجيش الحر المتواجدة في محيط مدينة الباب وبلدة قباسين، العمل من محورين وهما؛ شمال شرقي الباب للسيطرة على بلدة قباسين، وشرق جنوبي الباب والسيطرة على قرية بزاعة لقطع إمداد التنظيم من مدينة تادف، وإجباره على الإنسحاب أو المواجهة مع القوات التركية.

 

ويبلغ عدد قوات الجيش الحر المتواجدة في محيط مدينة الباب نحو 5 آلاف، ما يجعل دخول القوات التركية إلى مدينة الباب أكثر أماناً في حال التعرض لهجوم مضاد مثلما حصل في آخر هجوم للقوات الخاصة التركية وخسارتها 20 عنصراً. وتقع مهمة اشغال مقاتلي التنظيم على عاتق الجيش الحر في محيط المدينة.

 

ومن المتوقع مشاركة طيران “التحالف الدولي” وعلى رأسه المقاتلات الأميركية، في التغطية الجوية للقوات البرية المهاجمة. ويأتي ذلك بعد تصريحات شديدة اللهجة من مسؤولين أتراك في مقدمتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن “جدوى وجود قاعدة إنجرليك في تركيا، طالما لا تساعد تركيا في حربها على الإرهاب”.

 

التصريحات جاءت بعد تصاعد المطالب الشعبية التركية لإغلاق القاعدة، وقال وزيرالخارجية التركية مولود جاويش أوغلو الجمعة: “إغلاق قاعدة انجيرليك ليس على أجندتنا، لكن شعبنا محق فالدول التي جاءت لمحاربة داعش الإرهابي ولا تفعل شيئاً اليوم لا معنى لبقائها”.

 

الضغط التركي على “التحالف الدولي” بما يخص قاعدة إنجرليك، حقق بشكل مبدئي الغاية منه، إذ نفذت طائرات تابعة لـ”التحالف” طلعات جوية من دون قصف لمواقع التنظيم، من باب استعراض القوة، على حد وصف المتحدث باسم “البنتاغون” بيتر كوك، وذلك بناءً على طلب من الجانب التركي.

 

ويُرجح مراقبون أن تكون الكثافة العددية للقوات التركية ضمن مخططات للسيطرة على مدينة منبج أيضاً، والتوجه إلى مدينة الطبقة شرقاً، والوصول إلى محافظة الرقة، كون سقوط مدينة الباب سيساعد في التقدم السهل لـ”درع الفرات” شرقاً، كما أن استعادة منبج، الواقعة تحت سيطرة حزب “الاتحاد الديموقراطي” شقيق “العمال الكردستاني”، سيجعل المهمة سهلة للغاية للوصول إلى الرقة.

 

في المقابل، اتخذ “داعش” اجراءات احترازية لمنع تقدم الجيش الحر والقوات التركية من خلال تفجيره لأنابيب المياه المغذية لمدينة حلب، وذلك في بلدة قباسين، من أجل غمر المناطق المحيطة بمدينة الباب بالمياه. كما غمر التنظيم معظم الخنادق التي حفرها سابقاً بالمياه والنفط الخام، لمنع التقدم الأرضي، والتعمية على التغطية الجوية. وبات التنظيم يستخدم تقنيات جديدة لضرب الأهداف الأهم، كالضباط الأتراك والجنود، في محاولة لتكبيدهم خسائر أكثر، وذلك عن طريق طائرات “درونز” من دون طيار، تحمل قذائف متفجرة، عدا عن العربات المفخخة والصواريخ المضادة للدروع والألغام الذكية و”الغبية”.

 

وتنتظر القوات التركية والجيش الحر تحسناً في الأحوال الجوية لشن الهجوم على المدينة، كون الأجواء الحالية الماطرة والأرض الطينية والضباب الذي يغطي ويحيط بالمدينة يعيق من التحركات العسكرية فيها. وينتظر المدنيون مصيراً مجهولاً مع استمرار منع “داعش” خروجهم من المدينة، وأخذهم دروعاً بشرية، بعد قتله العشرات ممن حاولوا المغادرة.

 

روسيا تسحب “كوزنيتسوف” و”بطرس الأكبر” من سوريا

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، أنها بدأت بتقليص الوجود العسكري الروسي في سوريا تنفيذاً للقرار الصادر عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأوضح رئيس الأركان العامة الروسية فاليري جيراسيموف، أن أسطول روسيا الحربي بقيادة حاملة الطائرات الأدميرال “كوزنيتسوف”، الذي يعمل قبالة ساحل سوريا، سيكون أول القطع العائدة.

 

رئيس هيئة الأركان العامة للجيش السوري العماد علي أيوب، اعتبر من جهته أن الإسناد الجوي الذي قدمته القوات الروسية لسوريا “لعب الدور الرئيس في انتصارات الجيش السوري التي مهدت لاتفاق وقف النار وخلقت الظروف اللازمة لإطلاق التسوية السياسية في سوريا”.

 

وقال في تصريحات خلال زيارة وداعية لـ”كوزنيتسوف”، إن “الموقف الروسي الثابت والمتمثل في مواصلة دعم الجيش السوري، يشكل أساساً صلباً يمكن الاستناد إليه في قتال المجموعات الإرهابية”. ونقل أيوب عن الرئيس السوري بشار الأسد “خالص شكره وعرفانه لجميع العسكريين الروس على الدعم الذي قدموه لدمشق في مكافحة الإرهاب” في سوريا.

وفي إيجاز لـ”انجازات” الأسطول البحري الروسي خلال مهمته التي استمرت شهرين في سوريا، قال رئيس الأركان العامة الروسية إن الطيارين الروس نفذوا 420 طلعة قتالية من السفن الروسية، ودمروا 1252 موقعاً “للإرهابيين” في سوريا.

 

وإلى جانب “كوزنيتسوف”، ستسحب روسيا أيضاً طراد “بطرس الأكبر” الصاروخي الذري الثقيل ومجموعة السفن المرافقة لهما من منطقة تمركزهما قبالة الساحل السوري، وفق ما أعلن جيراسيموف، الذي أشار إلى أن تنفيذ هذا الانسحاب يتزامن مع استمرار وقف إطلاق النار المعلن في سوريا منذ الـ30 من ديسمبر/كانون الأول الماضي.

 

وكانت حاملة الطائرات الروسية “كوزنيتسوف” قد انطلقت باتجاه الساحل السوري في الـ15 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، برفقة مجموعة سفن حربية تابعة لأسطول الشمال الروسي وهي تحمل مقاتلات “ميغ-29 KR”، و”ميغ 29- KUBR”، ومقاتلات “سو-33 البحرية”، إضافة إلى مروحيات “KA-52″.

 

وفي مقابل الإعلان الروسي عن تقليص الحجم العسكري في سوريا، تعتزم موسكو إنشاء قاعدة عسكرية بحرية دائمة لروسيا في طرطوس، في إطار خطط وزارة الدفاع لـ”تعزيز” الأسطول الروسي على السواحل السورية. ومن المتوقع أن تعرض هذه الوثيقة على مجلس النواب الروسي قريباً للمصادقة عليها، الذي أقر في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، اتفاقية مع دمشق “تشرّع” وجود القوات الجوية الروسية في سوريا، لـ”ضبط معايير بقاء القوات الجوية الروسية” العاملة في قاعدة حميميم.

 

انتصارات بوتين وهزائم روسيا

بسام مقداد

في الكلمة التي توجه بها الرئيس الروسي بوتين إلى الشعب الروسي، مهنئاً بحلول العام الجديد، أكثر  بوتين من كلمات الشكر للروس “على الإنتصارات  والإنجازات، على التفهم والثقة، على الإهتمام الصادر عن القلب بروسيا”. واعتبر أن عام 2016 لم يكن سهلاً، إلا أن الصعاب “عززت وحدة سكان روسيا، ودفعت إلى الكشف عن مخزونات هائلة من إمكانياتنا من أجل السير إلى الأمام”.

 

وتتفق معظم المصادر وأجهزة الإعلام الغربية مع بوتين إتفاقا جزئياً مرفقاً بكلمة “ولكن” كبيرة، بأن عام 2016 كان عاماً “ناجحاً” بالنسبة لبوتين. وبينما تؤكد جميعها، أن ليس من عاقل إلا ويتمنى نجاح الجهود الروسية في عقد لقاء الأستانة والتوصل إلى إنهاء المأساة السورية، تذكّر أن “بوتين ربح عام 2016، لكن روسيا ليست الإتحاد السوفياتي”، ولا تملك مقدراته في المواجهة على صعيد العالم أجمع. وتتساءل ما إذا “كانت روسيا قادرة على إقامة السلام، وليس أن تحارب فحسب”، أي أن تقوم بمواجهة كافة التعقيدات، التي يفرضها وقف الحرب في سوريا وأدت إلى سقوط محاولات الهدنة السابقة العام الماضي.

 

وتقول بعض هذه المصادر، إن “حصاد عام 2016 كان عيداً مثقوباً لبوتين”، ويذكّر، ليس بمواطن الضعف الإقتصادية لروسيا فحسب، بل يؤكد بأن جميع “الإنجازات والإنتصارات”، التي تحدث عنها بوتين، لا ترقى إلى القدرة على التغيير الجذري في الأسباب المعقدة والعميقة للجرب السورية، وما هي سوى إنتصارات ظرفية لا غير. ويطرح البعض تساؤلاً مشروعاً حول إصرار بوتين، طوال السنتين الماضيتين، على إحراز نصر عسكري حاسم، واختياره هذه اللحظة بالذات لتحقيق هدفه، حيث تنتقل الإدارة في واشنطن إلى “صديقه” ترامب. ومن يعمل لوقف الحرب في سوريا لا يتحدث باستمرار عن النصر الشامل في كل الأراضي السورية، ويقدم النصائح للرئيس السوري عن كيفية إحراز هذا النصر، وتغيير خريطة تحالفاته.

 

في هذا السياق، كتبت صحيفة الكرملين “فزغلياد” في الثاني من كانون الثاني/يناير، أي في ذروة الحديث عن حوار الأستانة تحت عنوان “من أجل النصر في الحرب يتعين على الأسد أن يغير تكتيكه جذرياً”، تقول إن عام 2017 سوف يكون عاماً حاسماً على صعيد الإنتصار في الحرب المتواصلة منذ سنوات، ومن أجل ذلك على الحكومة في دمشق أن تغير الأولويات وتجد أصدقاء جدد، وتطرد جزءاً من القدماء. وتنصحه بالتعاون “غير السهل مع الفصائل الكردية”، وتقول إن مهمات الجيش السوري لم تعد “على ضوء المتغيرات في العام الماضي” مقاتلة هذا الفصيل من هنا، أو ذاك الفصيل من هناك، بل أصبحت “مهمات وطنية شاملة” تستهدف “الدفاع عن وحدة تراب البلد”، على قول الصحيفة.

 

وتقول بعض المصادر الغربية، أنه حين يتحدث بوتين عن “انتصارات روسيا وإنجازاتها”، فهو في الحقيقة يتحدث عن انتصار مصالح الكرملين، وليس انتصار مصالح روسيا. وتقول إذاعة “صدى موسكو” المستقلة في هذا الصدد، يبدو أن لدى بوتين “روسيا الخاصة به، ولدى الكثيرين من الروس روسيا أخرى، وهما لا تتقاطعان في الواقع”.

 

من جهة ثانية، تنقل صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية عن كبير الباحثين في مركز “كارنيغي” في موسكو أندريه كاليسنكوف قوله، إن “بوتين يحاول بمساعدة غير كبيرة من بعض المشاغبين الغربين، أن يفرض على العالم قواعد جديدة، في حين أن روسيا تبقى ضعيفة إقتصادياً وهشة سياسياً”. وتنقل الصحيفة عن اسبوعية “موسكو تايمز” الروسية، أن روسيا اليوم قد افتقرت كثيراً عما كانت عليه قبل ثلاث سنوات. فالناتج القومي الروسي تراجع من ذروته في العام 2013، حيث كان 2,2 تريليون دولار، إلى 1,3 تريليون دولار حالياً، أي أدنى من الناتج القومي الإجمالي في ايطاليا، أو البرازيل، أو كندا.

لكن أبلغ الشهادات عن روسيا بوتين، وروسيا الحقيقة، ربما جاءت على لسان باحثة علمية روسية في أحد معاهد البحث الروسية، في رسالة إلى صديقتها اللبنانية أثناء الدراسة في روسيا، وسمحت لـ”المدن”، بالإطلاع عليها.

 

تقول هذه الروسية في رسالتها، إن ما يجري في سوريا “عار عظيم على بلدنا ومصيبة كبرى، على غرار ذاك، الذي يحصل في أوكرانيا. أما ما يحدث في بلادنا نفسها فهو يصبح أكثر فأكثر، شبيهاً بالأزمنة الستالينية، أو بالأحرى، الأزمنة السوفياتية. منذ أكثر من سنة مضت كان يتهيأ لي أننا نسير بسرعة صوب كوريا الشمالية، حتى أنني أخذت أبحث عن عمل في الخارج، كي أغادر نهائياً من هنا. لكن مرض والدي ووالدتي أدى لى إلغاء هجرتي”.

 

وتضيف “لكن لا أنا، ولا زوجي، ولا أحد من أسرتي.. وأعتقد من معظم معارفي، لم نصوت يوماً لبوتين، بل بالعكس، نحن نذهب إلى الإنتخابات لنصوت للمرشح الديموقراطي. لكن هذا المرشح لن يتمكن يوماً من جمع نسبة 5 في المئة (النسبة الأدنى الإلزامية للنجاح في الانتخابات البرلمانية، والتي لم يبلغها في عهد بوتين أي من الشخصيات والأحزاب الديموقراطية) لأنه بالإضافة إلى ما يقولونه للناس عبر التلفزيون على مدار الساعة، أن بوتين هو منقذهم، وأن الأمور بدونه كان من شأنها أن تكون أسوأ -وأسوأ ما في الأمر أنهم أخذوا يصدقون ذلك- فهم يزورون الإنتخابات”.

 

 

وتتابع الرسالة “منذ ثلاث سنوات، حين فرض الغرب العقوبات ضد بعض الموظفين الروس، قرر بوتين والحكومة، التي يرأسها معاقبة الغرب بحظر استيراد كافة المنجات الغذائية تقريباً وحتى الأدوية، مقاصصاً بذلك الناس العاديين (..) الذين يضطرون لاستهلاك المنتجات الوطنية ذات النوعية الأدنى، والتي، إضافة إلى ذلك، ارتفعت أسعارها بشكل كبير، أما بشأن الأدوية فالأمر سيء كلياً، إذ إن بعضها لا تنتجه صناعة الأدوية عندنا، والبعض الأخر يُنتح من الخامات الصينية غير النظيفة. على كلً هذا تقليد متوارث من العهد السوفياتي: لا نرحم من يخصنا من الناس ولا نرحم الآخر. وأعتقد أن الموظفين الجدد، الذين يتبدلون باستمرار، قد دمروا كلياً نظامي الرعاية الصحية والتعليم اللذين كانا. أي إنسان (..) عليه كاختصاصي جيد، حتى وإن كان يعمل في مؤسسة حكومية، لا يمكنه أن يكون على ثقة بأنهم لن يقفلوا أبواب المؤسسة في الغد، ولن يبقى هو بلا عمل. ولست أعرف لماذا كل الأطباء، تقريباً، الذين يعملون في عيادات موسكو، هم من الوافدين، وليسوا روساً، بل هم في الغالب من الجمهوريات السابقة في آسيا الوسطى، وأحياناً يتكلمون الروسية بصعوبة، ومن غير المفهوم من أين حصلوا على شهاداتهم. لا أستطيع أن أفهم أين اختفى أولئك الأطباء، الذين كانوا يعملون هنا سابقاً”.

 

وتختم الباحثة الروسية رسالتها بالقول: “حين نفتح جهاز الراديو -ثمة محطة إذاعية واحدة لا تردد تلك القاذورات، التي يملأون بها عقول الناس في التلفزيون- يتهيأ لي أحياناً، بأنه حلم بَشِعٌ رهيب، وكم يتبدى واقعنا لامعقولاً. الأمر الرهيب هو أنه في مثل هذا البلد الشاسع بتقاليده التوتاليتارية، ليس بوسع الأشخاص المنفردين القيام باي شيء يمكنه تغيير الواقع. لم يصدر بوتين أوامره بالقصف سوى ليظهر للجميع، أن روسيا قوية”.

 

تلك شهادة عفوية من روسيا الحقيقية، والعار، الذي تشعر به بسبب مشاركة روسيا بوتين في المقتلة السورية، يتطابق تماماً مع الكلام الذي جاء الأسبوع  الماضي في مقابلة المؤرخ الروسي البارز أندريه زوبوف مع “المدن”، من أن ليس لروسيا الحقيقية أي مصلحة في الإشتراك في المقتلة السورية، بل هي كارثة بالنسبة لروسيا، تهدد بعواقب وخيمة لم يحسب بوتين، بقصر نظره، أي حساب لها.

 

الخشية الآن هي من أن لا تسفر مفاوضات الأستانة المقبلة، على الرغم من كل الأمل، الذي يحدو كل العقلاء، بنجاحها، سوى عن اتفاق يشبه، كما ذكر أندريه زوبوف، إتفاق هتلر-ستالين عام 1939، الذي كان بداية للحرب وليس نهاية لها. فمن يقترح تغيير خريطة القوى الغارقة في الصراع السوري المعقد قبل بدء مفاوضات الأستانة واستبعاد الولايات المتحدة والغرب عن هذه المفاوضات، لا يتصدى للمشكلة، بل هو يهدد بفتح قنوات جديدة للحرب على سوريا، وعلى مصير شعبها، تطيل هذه الحرب إلى ما لا نهاية ولا تنهيها.

 

ثلاثة خطوط اتصال ساخنة مع موسكو بشأن وادي بردى

منهل باريش

جهود مكثفة يقوم بها نشطاء وفعاليات مدنية ووجهاء، من منطقة وادي بردى، بغرض إيقاف هجوم مليشيات النظام على المنطقة، وإلزامها بـ”وقف إطلاق النار”. وعلمت “المدن”، أن ثلاثة خطوط، مفتوحة مع الجانب الروسي؛ إذ يتواصل وجهاء منطقة الوادي مع السفارة الروسية بشكل مباشر في دمشق، وقاموا بزيارتها أكثر من مرة خلال الأيام الماضية، وهم -بحسب أنباء نفاها مصدر عسكري روسي الأربعاء- رافقوا الضباط الروس إلى منطقة دير قانون حيث منعهم حاجز تابع لمليشيا “حزب الله” من الدخول، بحجة “عدم وجود تصريح” معهم من “وزارة الدفاع” السورية.

 

كما يتواصل ممثلو وادي بردى مع روسيا، عبر خطين آخرين؛ أحدهما مع “مجلس الأمن القومي” و”الإستخبارات العسكرية”، في موسكو، ويشرف على العملية رجل أعمال سوري مقيم في أوروبا الشرقية، وخط آخر مع قاعدة حميميم الجوية، ويتابعه محام سوري مقيم في تركيا.

 

وعرضت “لجنة وادي بردى” مبادرة على القيادة الروسية، تقوم بشكل رئيس على “استقلالية عمل المؤسسة العامة لمياه عين الفيجة”، وأن يقوم عناصر منشقون عن النظام، من “الشرطة الحرة”، بالتنسيق مع وزارة الداخلية السورية، على “حفظ أمن المؤسسة وسلامتها”، ويلتزم في المقابل النظام السوري و”حزب الله” بوقف الهجمات الجوية والقصف البري ومحاولات التقدم في منطقة الوادي، وسحب الحواجز القريبة من قرى الوادي. وتتم الإتفاقية برعاية وضمان دولة روسيا الإتحادية.

 

ورفضت “القيادة العسكرية الموحدة” في وادي بردى مقترحاً نقله وجهاء منطقة الوادي المقيمين في مناطق سيطرة النظام، والقاضي بـ”وقف اطلاق النار” مقابل هدنة تشترط “تسليم السلاح أو خروج المقاتلين”.

 

وعلمت “المدن” من مصدر مطلع على المشاروات المستمرة بين “لجنة وادي بردى” في موسكو، أن مستشاراً في “مجلس الأمن القومي” أبلغ الوسطاء أن موسكو “ستبحث المبادرة مع الضامن التركي، في التاسع من كانون الثاني/يناير، في أول اجتماع بين الجانبين لتقييم نتائج (وقف إطلاق النار) وبحث الخروقات المسجلة على الأرض بين الجانبين”.

 

وتعتبر “المبادرة” المعروضة على موسكو، تطويراً لمبادرة صدرت عن الفعاليات المدنية والمعارضة في منطقة وادي بردى، قبل ثلاثة أيام، والموقعة من قبل “المجلس المحلي” في وادي بردى، و”الهيئة الطبية” و”الهيئة الاغاثية” و”الدفاع المدني” وعدد من المؤسسات الخيرية. وتعهدت تلك المبادرة بـ”تسهيل وصول فريق متخصص من الصليب الأحمر والأمم المتحدة لمعاينة وضع نبع عين الفيجة والتحفظ على مخلفات وبقايا الصواريخ والأسلحة التي تم استهداف النبع بها لتسليمها لاحقا إلى لجنة تحقيق دولية مستقلة”. وأبدت المبادرة استعداد تلك الهيئات لمرافقة ومساعدة ورشات اصلاح وصيانة النبع الذي يغذي مدينة دمشق بمياه الشرب، على أن يتزامن ذلك مع “وقف اطلاق النار والأعمال العسكرية الهجومية التي تقوم بها القوات الحكومية السورية بمساندة قوات حزب الله”.

 

وطالبت المبادرة بمراقبين دوليين لمراقبة “وقف اطلاق النار” وتسجيل الخروقات التي تقع من أي طرف، وفقاً لقرار “مجلس الأمن” رقم 2336 الصادر في 31 كانون الأول/ديسمبر 2016، والذي دعا “الأطراف المعنية إلى السماح للوكالات الإنسانية بالوصول السريع والأمن ومن دون عوائق في جميع أنحاء سوريا”.

 

عسكرياً، يعتبر “لواء أبدال الشام” أحد أكبر الفصائل في الوادي، وهو أحد فصائل الجيش الحر التي تتبع “الجبهة الجنوبية” ويتلقى دعماً محدوداً من غرفة “الموك”، بسبب حصار منطقة الوادي وقطع طرق الإمداد المؤدية إليه. وتعتبر منطقة وادي بردى خالية من “جبهة فتح الشام”، إذ سبق وانسحبت “جبهة النصرة” بقيادة أبو هاشم التلي، الملقب بـ”أبو هاشم الأنصاري”، باتجاه بلدة التل، لتخرج منها إلى محافظة إدلب، بعد اتفاقية “المصالحة” في التل، في كانون الأول/ديسمبر 2016.

 

ويضم وادي بردى قرى العين الخضراء وبسيمة وعين الفيجة ودير مقرن وكفير الزيت ودير قانون والحسينية وكفر العواميد وبرهليا ومنطقة سوق وادي بردى، ويبلغ عدد سكانه قرابة 100 ألف مدني. ويعاني وادي بردى من حصار خانق، وتزداد صعوبة الحياة مع استهداف “الهيئة الطبية” و”المقسم المركزي” وقطع الاتصالات عن كامل المنطقة.

 

وبعكس التوقعات، يبدو أن موسكو تدرك أهمية “حزب الله” والمليشيات الإيرانية، وتدرك الحاجة الميدانية لها، لذا فهي تحاول تمرير الوقت وتجنب انفجار الخلاف مع ايران، وتأجيل التباينات حالياً. فالهدف الآن هو جرّ المعارضة إلى مؤتمر الأستانة، وفرض تصور موسكو للحل السياسي على المعارضة، قبل تسلم الرئيس المنتخب دونالد ترامب مهامه رسمياً في 20 كانون الثاني/يناير.

 

تصعيد للنظام والمليشيات بريف دمشق والمعارضة تتصدى  

جددت قوات النظام السوري وحزب الله اللبناني اليوم حملتها على وادي بردى والغوطة الشرقية في ريف دمشق، وتصدت فصائل المعارضة لمحاولة تسلل تلك القوات وأسقطت العديد من القتلى، بينما تعرضت مناطق في حماة وحلب لقصف مدفعي من جيش النظام.

 

ومن ريف دمشق، قال مراسل الجزيرة محمد الجزائري إن قوات النظام وحزب الله واصلت حملتها على قرى وادي بردى المستمرة منذ عشرين يوما، حيث منعتها فصائل المعارضة من الوصول إلى نبع عين الفيجة الذي يغذي دمشق بمعظم حاجتها من المياه، بينما يحاول من تبقوا من المدنيين استغلال الساعات التي يتوقف فيها القصف للنزوح إلى مناطق أكثر أمنا.

 

وقال ناشطون إن المعارضة استعادت تلة إستراتيجية في قرية كفير الزيت بوادي بردى بعد فترة وجيزة من سيطرة مليشيا حزب الله عليها، وذلك في معارك أسفرت عن مقتل أكثر من عشرين عنصرا من المليشيا.

 

وفي السياق، قال مراسل الجزيرة إن قوات النظام قصفت بلدات مسرابا والميدعاني وحزرما وأوتايا بقنابل عنقودية، مما تسبب بمقتل شخصين أحدهما طفل، وإصابة آخرين بجراح.

 

كما قالت مصادر محلية للجزيرة إن شخصين قتلا في قصف مدفعي لقوات النظام على بلدة مضايا أثناء خروج المدنيين من صلاة الجمعة.

 

من جهة أخرى، أعلن مركز المصالحة الروسي في قاعدة حميميم السورية أن المراقبين الروس في اللجنة الروسية-التركية المعنية بالهدنة في سوريا سجلوا 15 خرقا للهدنة بمحافظات حلب وحماة واللاذقية خلال الـ24 ساعة الماضية، بينما سجل ممثلو تركيا في اللجنة 21 انتهاكا في محافظات دمشق وحلب ودرعا وإدلب وحمص.

 

وقالت وكالة مسار برس إن قوات النظام قصفت عدة بلدات جنوبي حماة، مما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف المدنيين، بينما فجرت المعارضة عبوة ناسفة مستهدفة سيارة ضابط في جيش النظام وقتلته بمدينة حماة.

 

وأضافت الوكالة أن طائرة تابعة للتحالف الدولي قصفت سيارة لجبهة فتح الشام قرب بلدة تفتناز بريف إدلب وقتلت اثنين من القادة، كما وثقت الوكالة قصفا من مدفعية جيش النظام على منطقة سوق الجبس غربي مدينة حلب.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

قوات سوريا الديمقراطية تتقدم غربي الرقة  

أعلنت قوات سوريا الديمقراطية اليوم الجمعة أنها انتزعت قلعة جعبر الأثرية من تنظيم الدولة الإسلامية بريف الرقة الغربي، وأنها حققت تقدما إستراتيجيا في الطريق إلى مدينة الرقة التي تعد معقل التنظيم بسوريا.

 

وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية طلال سيلو لوكالة رويترز إن القوات -التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري- سيطرت على قلعة جعبر على ضفاف بحيرة الأسد أمس الخميس، مضيفا أنها تحشد كل قواتها للتقدم باتجاه سد الطبقة المجاور للقلعة على نهر الفرات.

 

وأوضح سيلو أن تقدم القوات تباطأ بسبب الضباب الكثيف الذي أتاح لمقاتلي تنظيم الدولة استخدام أساليب “الاندساس” لمهاجمة القوات.

 

من جانبه، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على قلعة جعبر التي يرجع تاريخها إلى القرن الـ11 الميلادي، وذلك عقب اشتباكات عنيفة مع مسلحي تنظيم الدولة.

 

وقبل أسبوع قالت مصادر بريف الرقة الغربي للجزيرة إن غارة للتحالف الدولي أسقطت خمسة قتلى مدنيين في قرية دبسي عفنان قرب مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي، في حين نفذ تنظيم الدولة عملية انتحارية ضد معاقل قوات سوريا الديمقراطية في قرية هداج غربي الرقة، مؤكدا فشل تلك القوات في الهجوم على قرية جعبر غربي.

 

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

جثث مجهولة الهوية في اللاذقية قبل التفجير بـ 24 ساعة

العربية.نت – عهد فاضل

ذكرت صفحة فيسبوكية موالية لرئيس النظام السوري بشار الأسد، أنه تم اكتشاف عدد كبير من الجثث مجهولة الهوية، في إحدى المناطق القرى من مدينة “جبلة” اللاذقانية التي ضربها تفجير، أمس الخميس. وذلك قبل الإعلان عن خبر التفجير بساعة واحدة.

وقالت صفحة “وكالة جبلة الإخبارية” الفيسبوكية الموالية للأسد، إنه تم “الكشف البارحة عن عدد كبير من الجثث مجهولة الهوية بحوران كفردبيل، وقد حضرت الجهات المختصة للموقع”. على حد ما ذكرته الصفحة السابقة، والتي نشرت الخبر قبل ساعة من نشرها خبر التفجير الذي ضرب مدينة “جبلة” التي تعود “كفردبيل” إلى قضائها إدارياً. مع الإشارة إلى أن واقعة اكتشاف عدد كبير من الجثث مجهولة الهوية، في المنطقة، حدثت قبل التفجير بيوم، وكما قال نص الخبر الفيسبوكي السالف.

 

الأمم المتحدة: نقص المياه في دمشق يهدد الأطفال

من توم ميلز

جنيف (رويترز) – قالت الأمم المتحدة يوم الجمعة إن الأطفال معرضون لخطر الإصابة بأمراض تنتقل عن طريق المياه في العاصمة السورية دمشق حيث يعاني 5.5 مليون شخص نقصا شديدا في المياه الجارية منذ أسبوعين.

 

وقال كريستوف بوليراك المتحدث باسم صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) “يوجد قلق كبير بشأن خطر الأمراض التي تنتقل عن طريق المياه بين الأطفال.”

 

وقالت الأمم المتحدة في التاسع والعشرين من ديسمبر كانون الأول إن المصدرين الرئيسيين للمياه للعاصمة السورية -وادي بردى ونبع الفيجة- خارج الخدمة بسبب “استهداف متعمد” رغم أنها امتنعت عن الكشف عن الأطراف المتحاربة المسؤولة عن ذلك.

 

ويقصف الجيش السوري ومقاتلو جماعة حزب الله المدعومة من إيران قرى يسيطر عليها مسلحو المعارضة في وادي بردى على الرغم من وقف لإطلاق النار يشمل أرجاء البلاد تم التوصل إليه بوساطة روسيا وتركيا.

 

ورغم أن بعض الأحياء يمكنها الحصول على الماء لساعتين كل ثلاثة أو أربعة أيام إلا أن أناسا كثيرين لجأوا إلى شراء الماء من بائعين غير مرخصين دون أي ضمان للجودة وبسعر يبلغ أكثر من ضعفي السعر العادي.

 

وقال يان ايجلاند مستشار الشؤون الإنسانية لمبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا يوم الخميس إن حرمان الناس من الماء أو التخريب المتعمد لإمدادات المياه يمثل جريمة حرب.

 

وأضاف أن الأضرار التي لحقت بمنشآت المياه شديدة جدا وستحتاج إلى إصلاحات كبيرة. لكن ايجلاند قال إن طلبا للأمم المتحدة لإرسال فرق للصيانة يواجه “عقبات شتى” من بينها الحصول على موافقات من وزارة الخارجية ومكتب المحافظ ولجنة الأمن والطرفين المتحاربين.

 

ولم يذكر من الذي يعرقل الوصول إلى منشآت المياه.

 

وقال طارق ياسارفيتش المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية إن الإصلاحات ستستغرق أربعة أيام على الأقل وربما فترة أطول.

 

وقال بوليراك إن الأطفال في دمشق يقع على عاتقهم عبء جلب المياه لأسرهم.

 

وأضاف “قال وفد لليونيسيف زار دمشق أمس إن معظم الأطفال الذين التقى بهم يضطرون للسير نصف ساعة على الأقل إلى أقرب مسجد أو منفذ عام للمياه للحصول على الماء. ويقف الأطفال حوالي ساعتين في طابور لجلب الماء وسط جو شديد البرودة.”

 

وقدم اليونيسيف مولدات كهربائية لضخ المياه ويسلم 15 ألف لتر من الوقود يوميا لتزويد ما يصل إلى 3.5 مليون شخص بمئتي ألف متر مكعب من مياه الشرب يوميا.

 

(اعداد وجدي الالفي للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

 

تعهدات تركية للمعارضة السورية بإنهاء خروقات النظام لوقف إطلاق النار

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 5 كانون الثاني/يناير 2017

روما- أكّد المتحدث باسم فصائل المعارضة السورية الموقّعة على اتفاقية وقف إطلاق النار، أن هذه الفصائل تلقّت تعهدات تركية وصفها بـ “الجادة”، لوضع حد لخروقات وقف إطلاق النار التي تقوم بها قوات النظام السوري والميليشيات الرديفة لها، من بينها إدخال مراقبين ووضع آليات للمحاسبة.

وقال أسامة أبو زيد في تصريحات لوسائل إعلام سورية معارضة محلية “هناك تعهدات تركية جادة لإيقاف الهجوم على وادي بردى، وإدخال مراقبين دوليين للوقوف على الحاجات الإنسانية، لما يزيد عن مئة ألف محاصر”.

وأضَاف “إن هذه الفصائل تترقب اجتماعًا لمسؤولين من الجانبين التركي والروسي، غدًا الجمعة أو السبت، للبدء بالمراقبة الفعلية للهدنة”. وأشار إلى وجود تعهدات من الطرفين الضامنين للاتفاق لـ “تطبيق آليات وقف إطلاق النار في وقت قريب، وإيقاف الخروقات في وادي بردى وجنوب دمشق وبعض مناطق ريف درعا”.  وهدد بأنه ما لم يتوقف الهجوم على وادي بردى وجنوب دمشق ومحجّة في ريف درعا الشمالي، “سيكون الاتفاق مُنتهيًا”.

وكانت بعض وسائل الإعلام التركية قد سرّبت آلية مراقبة وقف إطلاق النار في سورية، تتضمن تشكيل لجنة مشتركة تُقدّم اقتراحات وتوصيات للأطراف المعنية لمحاسبة منتهكي الهدنة، وترفع مقترحات وتوصيات للدولتين الضامنتين (روسيا وتركيا) من أجل فرض عقوبات على الطرف الذي يُثبت انتهاكه للهدنة.

وحذّر وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، من تعثّر مفاوضات (أستانة) المرتقبة في الثلث الأخير من الشهر الجاري بين المعارضة السورية والنظام إذا لم تتوقف خروقات النظام والميليشيات الرديفة له، في إشارة إلى جزب الله اللبناني بشكل أساسي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى